المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 04/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:09 PM
نحن أمام التسونامي الإسلامي

بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
في مدخل غرفة عمل رئيس الوزراء في مكتبه في القدس يوجد بابان، داخلي وخارجي، وبينهما رواق قصير. خلف الباب الداخلي، في طرف الرواق، يوجد قدس مقدسات دولة اسرائيل. المكان الذي تتخذ فيه القرارات الاهم. وفي احيان قريبة – قرارات حياة وموت. نتنياهو، الذي هذه هي ولايته الثالثة في هذه الغرفة، كفيل بان يكتشف بان قراره التوجهً إلى انتخابات جديدة من شأنه، او كفيل، كله بعين الناظر، ان ينهي ايضا هذا الفصل في حياته السياسية.
من زوايا عديدة، فان الولاية القادمة لرئيس الوزراء، اي رئيس وزراء، من شأنها أن تكون الاكثر حسما ومصيريا في تاريخ دولة اسرائيل. السؤال ليس الحفاظ على حياة مواطني دولة اسرائيل في وجه موجة الإرهاب المتصاعدة التي من شأنها، بالمناسبة، ان تصلً إلى ذروتها بالذات بعد ثلاث سنوات، مع حلول ذكرى اليوبيل لتحرير – أو احتلال – يهودا، السامرة وما كان ذات مرة قطاع غزة. المشكلة هي حتى ليست حزب الله أو حماس. المشكلة هي صعود الموجة الإسلامية في كل العالم تقريبا، وبالتأكيد في اوروبا وفي الشرق الاوسط. فالدول الاوروبية والولايات المتحدة تبدي انهزامية أمام التحدي المتصاعد للإسلام الذي يغمر كل قطعة طيبة، ويسيطر رويدا رويدا على البلدان وفي المستقبل ايضا على القارات. هذه الموجة تعد مئات ملايين المسلمين، قسم صغير منهم فقط ينشغلون بالسيطرة الحقيقية، ولكن الاعداد مخيفة.
الصورة ليست غريبة على سكان دولة اسرائيل. فهم يفهمون عما يدور الحديث. وعليه فالمسألة التي ستكون موضع حسم في السنوات القريبة القادمة هي كيف نعيش وكيف نكون جزيرة منعزلة في محيط مسلم. ينبغي أن يكون واضحا لكل صاحب قرار في دولة اسرائيل وبالتأكيد لثمانية مليون من سكان الدولة، بان الحديث يدور هنا عن ظروف بقاء. سيكون صعبا وقف الموجة الإسلامية التي معظم مشاركيها سلبيون، ولكن في هذه الحالة تتحول الكميةً إلى نوعية. لا يدور الحديث هنا عن خطر للزمن القريب. هذه ستكون مشكلة احفادنا وابناء احفادنا، وليست مشكلتنا. ولكن رئيس وزراء فهيم ملزم بان يعد الدولة منذ الان لهذا التحدي العظيم. رئيس وزراء فهيم، سياسي ذو قامة، لا ينشغل بيئير لبيد وبمسائل قانون ضريبة القيمة المضافة صفر، بل يستشرف المستقبل للعشر – العشرين سنة القادمة. وسائل القتال، مثلا التي تتقرر اليوم ستكون جاهزة عمليا بعد ست، عشر أو خمس عشرة سنة فقط.
في دولة اسرائيل يوجد اليوم غير قليلين يشككون بقدرة الصمود والبقاء في وجه موجة مئات الملايين التي تغمر اجزاء واسعة في العالم ودولة اسرائيل، بمساحتها، هي تحدٍ ليس كبيرا بالنسبة لها. يكاد يكون واضحا للجميع بان في الوضع الحالي وقبيل المستقبل يجب أن يتوفر «ترتيب عمل» بشكل يسمح لنا بان نعيش بسلامً إلى جانب الجيران الذين هم اليوم معادون للغاية، ولكنهم كفيلون بان يكونوا جيرانا طيبين واسخياء. وبالتالي بان الحل يجب ان يكون سياسيا.
مشكلة كل رئيس وزراء اسرائيلي ينتخب في الانتخابات القريبة القادمة هي انه يتكاثر داخل الدولة المواطنون والمواطنات الذين يؤمنون بقوة الباري وافعال المعجزات. هم ايضا يعتقدون بان المنطق يميل بالفعل في صالح الموجة الإسلامية. ولكنهم يؤمنون ويتعززون برأيهم في أن «يمين الرب يعقد جيشا»، «رب النقمة ظهر» وما يشبه ذلك. ونسوا منذ زمن بعيد بان حاخامين وعظماء في اسرائيل قالوا ذات مرة عن خطط الاخلاء وفك الارتباط المختلفة فريضة «هي لن تكون». وذهلوا إذ اكتشفوا بان المعتقد في جهة والاخلاء في جهة اخرى. باري العالم لم يسمع تحذيرات الحاخامين والاولياء العظماء. فقد اخلوا والاخلاء وفك الارتباط أحدثت شرخا تعليميا روحانيا وتوراتيا في أوساط الكثير من المؤمنين، غير أن الزمن فعل فعله وكاد يشفي الجراح.
وربما تذكير قصير: لقد أخلى الجيش الاسرائيلي في حينه ساحة جنوب لبنان بعد أن أرسل حزب الله مئات النساء والاطفال في مسيرة أمام استحكامات جيش لبنان الجنوبي. ايهود باراك كوزير للدفاع وغابي اشكنازي كقائد المنطقة الشمالية تابعا من غرفة قائد المنطقة التطورات ولم يعرفا بالضبط كيف يوقفا هذه الحماسة الانسانية. بلدان اعظم منا، فرنسا، بلجيكا وايطاليا لم تجد بعد الحل لمشكلة الموجة الإسلامية الكبرى. رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي سينتخب في الانتخابات القادمة سيكون ملزما بان يجد الحل السلمي الذي يسمح لثمانية مليون من مواطني دولة اسرائيل مواصلة حياتهم بسكينة وارتياح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


جميعهم ضده
ليس لنتنياهو مكسب انتخابي فحماس لم تُهزم

بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
إفتتح بنيامين نتنياهو أمس الحملة الانتخابية باستعراض شعاره «أكلوا وشربوا عندي». وقد تحدث بتفصيل زائد أمام العدسات في مكتبه عن الاحداث التي مرت عليه كقائد يقف على رأس حكومة غير لطيفة، مع وزراء وقحين قاموا باهانته وحرضوا ضده. وتحدث كيف أنهم فرضوا عليه المصادقة على ضريبة قيمة مضافة صفر، وكيف أجبروه على الموافقة على فرض عقوبات جنائية على طلاب المعاهد الدينية الذين لا يتجندون، وكيف تلفظوا ضده مرة تلو الاخرى.
طول الوقت قاموا بلي ذراعه. ونحن ببساطتنا اعتقدنا أنه قوي، قوي، قوي. وتبين لنا أمس أن رئيس حكومتنا مُهان ومضروب. كان وصف نتنياهو متكدرا جدا،ً إلى أن خطر بالبال أن نقوم بملاطفته على رأسه ومواساته على الآلام والاحداث المريرة التي مرت عليه. مسيرة انتهت باقالة متوقعة لرئيس يوجد مستقبل، وزير المالية يئير لبيد، ورئيسة الحركة، وزيرة العدل تسيبي لفني.
ولكونه السياسي الأكثر قدرة في المحيط، فقد قام نتنياهو بمناورتين سياسيتين قياديتين في الايام الاخيرة، وعمليا بادر وفرض تسلسل الاحداث. الاولى كانت في يوم الاثنين ليلا من خلال الخازوق الذي تسبب به ليئير لبيد عند لقائهما. والثانية كانت أمس بعد الظهر عندما أرسلً إلى شركائه الاثنين اللذين تحولاً إلى أعداء، كتب الاقالة. وليس واضحا لماذا لم يستقل لبيد ولفني أمس صباحا. كان على لبيد أن يستقيل لأنه أُهين جدا أول أمس ليلا.
سبب محتمل يتعلق بلفني: التقت وزيرة العدل أمس ظهرا نتنياهو في مكتبه. جلسا ساعة وتحدثا عن الوضع. وقد كان منكسرا. حدثها كيف عض على شفتيه عندما لم يقم باقالتها بعد لقائها مع أبو مازن في الصيف الماضي بدون إذنه.
قالت له: قمت بالعمل القذر من اجلك عندما منعت قوانين قومية وعنصرية كان من شأنها أن تعطينا سمعة سيئة في العالم. وقد افترقا بطريقة معقولة، وبعد الظهر وصلتً إلى منزل رئيس الدولة في القدس للقاء يتعلق بالاتجار بالنساء. نتنياهو ايضا حضر اللقاء، وقد جلساً إلى جانب بعضهما البعض 45 دقيقة، وفي نهاية الحدث افترقا بسلام ودخلً إلى سيارته واتصل بها بعد ثلاث دقائق وأبلغها أنها مُقالة.
ضحكت لفني: «أنت جبان»، قالت له «لا تستطيع النظر في عيني وإقالتي». وأوضح لها أن سبب الاقالة هو الخطاب المعارض الذي ألقته أمس صباحا. فردت عليه: «لم تقم باقالة نفتالي بينيت عندما اتهمك باضاعة المباديء».
وللحقيقة، من الصعب اتهام نتنياهو كونه قرر وضع حد لهذه المهزلة التي هي حكومته الثالثة. فهو لم يُخف أبدا أن هذه ليست الحكومة التي يريدها لنفسه، بل هي فرضت عليه، يا للمسكين، بعد الانتخابات الاخيرة وكانت عالقة في حلقه ولم يستطع بلعها أو لفظها بالضبط كما كان في حلق لبيد ولفني. لقد تحرروا الآن الواحد من الآخر.
بدأت الحملة الانتخابية بأفضلية تكتيكية لنتنياهو. فهو الذي هاجم أولا، وهم الذين دافعوا عن أنفسهم، ولكن أمس ظهرت مؤشرات تبشر بالسوء له: استطلاعات سريعة نشرت في القنوات العاشرة والثانية أظهرت أن نسبة كبيرة من الجمهور تعتبره المسؤول عن حل الحكومة، وفي المقابل يعتقد معظم الجمهور أن تبكير موعد الانتخابات أمر لا داعي اليه، وهذا الامر سيلازمه في الفترة القريبة. الناس لا يفهمون لماذا على اسرائيل الذهابً إلى الانتخابات بعد سنتين من الانتخابات السابقة في ظل وجود مشكلات كثيرة عالقة.
لقد رسم أمس مباديء حملته الانتخابية: من يريد حكومة مستقرة وتعمل وقوية عليه أن يصوت لليكود برئاسته. يفهم نتنياهو، مثل باقي اللاعبين، أن الحملة الانتخابية ستكون حول السؤال: هل يجب أن يستمر بيبي لفترة رئاسية رابعة. ألم يحن الوقت بعد تسع سنوات كرئيس حكومة ومنها ست سنوات متواصلة، بأن يتفضل ويذهبً إلى البيت. في الاشهر القادمة سيكون هناك استفتاء عام وشخصي حوله. الجميع سيكونون ضده. الجميع سيطلقون عليه النار من جميع الاتجاهات، من اليمين ومن الوسط وبالطبع من اليسار.
لديه مشكلة صعبة. فهو لا يوجد له علم في هذه الانتخابات. إيران ستصبح عما قريب دولة نووية. حماس لم تُهزم ولم تختفي. الاقتصاد، كما قال أمس، سيء «بسبب لبيد». العمليات عادت وفي القدس ايضا، عاصمتنا الموحدة. الدول الاوروبية تحاربنا الواحدة بعد الاخرى. العلاقات برئيس الولايات في الدرك الأسفل، وعملية السلام هي نكتة محزنة، حتى لو لم يكن هو المسؤول الوحيد عن ذلك.
وبالنظرً إلى هذا الوضع، فان ما كان يوجد لنتنياهو لتقديمه أمس هو ذكريات من حكومته السابقة المليئة بالانجازات. ولا يجب أن ننكر أن فيها اشخاصا مميزين، مجربين وذوي فائدة: اهود باراك، دان مريدور، بني بيغن، ميخائيل ايتان، جدعون ساعر وموشيه كحلون. وباستثناء الاخير الذي يخطط للعودة على رأس حزب مستقل، فلا أحد من هؤلاء الجنتلمانات سيكون في الحكومة القادمة، واذا قام نتنياهو بتشكيلها، للاسباب المعروفة، فسيكون فيها وفي أساسها رجال البيت اليهودي والحريديين.
على ذكر الحريديين، اليكم ملاحظة صغيرة تروي القصة كاملة: في يوم الاثنين ظهرا، في الوقت الذي كانت فيه الساحة السياسية بانتظار لقاء نتنياهو – لبيد في المساء، تحدث عضو من الكنيست مع شخص حريدي له تأثير كبير في يهدوت هتوراة، وكان لديه توقع: سيقول بيبي ليئير، تعال نجمد قانون ضريبة قيمة مضافة صفر والاموال التي سنوفرها، نحو 3 مليارات شيكل، سنستغلها لاهداف فعالة أكثر مثل تقليص ضريبة القيمة المضافة على المنتوجات الغذائية الاساسية.
وبعد ذلك ببضع ساعات ظهرت هذه الجُمل حرفيا في التصريح الهجومي لوسائل الاعلام الذي أرسله مكتب نتنياهو بعد انتهاء اللقاء بدقيقة واحدة. أي: التنسيق بين الحريديين ونتنياهو يشبه التعاون الأمني بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقد علموا مسبقا كيف ستنتهي الازمة الائتلافية، وبأنهم سيكونون جزءً من الائتلاف القادم.
تصرف يئير لبيد مثل الهواة ولم يتصرف حسب التسريبات والمؤشرات التي كانت تقول إن نتنياهو لن يؤيد قانون ضريبة قيمة مضافة صفر، وسار بعيون مفتوحة لكن مثل جندي جديدً إلى الشرك الذي نصبه له نتنياهو من اجل توجيه الاهانة له قبل ترك الوزارة.
ألم يأخذ في الحسبان أن اللقاء سيذهب في هذا المنحى؟ مقربو وزير المالية قالوا إنه فهمً إلى أين تتجه الامور قبل اللقاء بدقائق. اذا لماذا لم يقم ويترك اللقاء ويذهبً إلى وسائل الاعلام مع بيان مُعد مسبقا لقلب الطاولة وتحميل رئيس الحكومة مسؤولية حل الحكومة، هكذا كان سيتصرف أي سياسي مُحنك في ملابسات مشابهة. قد تكون هذه سياسة قديمة في نظر لبيد، لكنها سياسة مفيدة.
لم يخجل نتنياهو من أن يتحدث مطولا عن امور السكن وغلاء المعيشة. وقد طرح هذه المواضيعً إلى جانب التآمر، وكسبب لحل الحكومة. ولكن منذ متى يهتم نتنياهو في موضوع السكن خلال العشرين شهرا الاخيرة؟ متى عقد اجتماعا حول غلاء المعيشة؟ لقد عقد اجتماعات أكثر حول جرثومة الايبولا. كان همه داعش وإيران، إيران وداعش. وفجأة يطلب من لبيد الاستدارة وترك المبادرة الاقتصادية الأهم بالنسبة اليه، هذه المبادرة التي أيدها نتنياهو وصوت لها، وكذلك الحكومة. من الواضح أن هذه مجرد ذريعة، ومن الواضح أن هذا مخجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




جبهة إنقاذ لإسرائيل
من أجل التغلب على اليمين يجب إقامة جسم جديد من أحزاب الوسط واليسار

بقلم: عوزي برعام،عن هآرتس
ينقسم الناخبون في اسرائيل حسب انماط محددة: مقدسو ثقافة القوة وكارهو العرب سيصوتون لليمين، المتطرف ايضا، أما محبو الدولة الديمقراطية والمساواة والسلام فسيصوتون للوسط – يسار، ومن يقبل بسلطة الحاخامات سيصوت للاحزاب الحريدية، رجال اليمين الذين يريدون ارض اسرائيل الكاملة واقامة الهيكل سيصوتون لليمين القومي، المواطنون العرب يمكن أن يصوتوا لجسم عربي موحد.
بناءً على هذه المتغيرات – فانه من الواضح أن الجسم اليميني الايديولوجي الحريدي لديه فرصة كبيرة بالامساك بمقود السلطة في انتخابات 2015. ولكن هل هذه هي الصورة كلها؟ هل تؤيد اغلبية الجمهور خط سياسي معين أم أنها منقسمة ومتغيرة؟.
إن الناخب الذي يستطيع تغيير المعادلة هو ذاك الذي نلتقي به في كل زاوية شارع. إنه قلق جدا من وضع اسرائيل ويخشى من أن سياسة اليمين ستضر بمكانة اسرائيل في الساحة الدولية وبالاقتصاد. لكنه يخشى في نفس الوقت من زعيم يكون رده ضعيفا على التهديدات ضد اسرائيل، وقد ينجح في اختيار مرشح قادر على استبدال نتنياهو.
إن ناخبا كهذا يستطيع أن يحسم لصالح المعسكر الثاني فقط اذا شاهد تهيئة جديدة، وفقط اذا اقتنع أن قادة الاحزاب يرون في اقامة البديل هدفا اساسيا، ويقدمون مرشحين وقيادة تفهم أن هذه حالة طواريء سياسية.
أنا أعرف خبايا الساحة السياسية، وأعرف أنه في هذه الاوقات فان اعضاء الكنيست من جميع الاحزاب يقومون بمراجعة أنفسهم. ولأن الصورة القديمة من المتوقع أن تعود – فان يوجد مستقبل سيبرز يئير لبيد، وفي حزب العمل سيتوجهونً إلى ناخبي الانتخابات التمهيدية وليسً إلى الناخب الخارجي.
من هنا فان المطلوب هو جاهزية جماهيرية لاشخاص من جميع المجالات. رجال أمن سابقون، رجال اكاديميون وصحافيون، سياسيون، اقتصاديون ورموزا اجتماعية لكي يضغطوا بطريقة غير قابلة للمهادنة من اجل اقامة جبهة مشتركة لانقاذ دولة اسرائيل. جبهة كهذه ستقوم أو تسقط على تحديد قائمة الكنيست ومن يقف على رأسها – مشكلتين غير قابلتين للحل. ليس هناك أحدا مستعدا للتنازل عن مكانه في القائمة، ولكل واحد من الممسكين بالمقود القناعة بأنه الاقدر على قيادة الجبهة المشتركة.
إلا أن الجبهة ليست حزبا بل اتحادا بين احزاب قائمة من اجل اقامة حركة كبيرة تستطيع عمل التغيير. أقترح أن يقوم كل حزب بعمل استفتاء داخلي لتحديد المرشحين وليس انتخابات تمهيدية لأنه اتضح في السنوات الاخيرة أن الجمهور لا يحب الانتخابات التمهيدية. أقول ذلك بألم، لأنني كنت شريكا في دمقرطة حزب العمل.
وضع القائمة المرشحة يتم من خلال مجموعة من الاشخاص الخارجيين، وتكون مقبولة على رؤساء الاحزاب ونظيفة من أي اعتبارات حزبية أو مصالح. رئيس القائمة يتحدد بناءً على استطلاعات الجمهور، التي ستقول من هو الشخص القادر على تشكيل البديل للحكم القائم.
أدرك المعارضة التي سيلقاها هذا المقال الذي يقترح تغييرا حقيقيا لقواعد اللعب، لكن اذا لم نكن على مستوى اللحظة – فسنستمر في التدهورً إلى الهاوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ





سحر بيبي الأخير
على ليفني ولبيد أن ينضما إلى جبهة مشتركة كي يشكلا بديلا للحكومة الحالية


بقلم: باروخ ليشم،عن يديعوت
كل من يحب عروض السحر يعرف المناورة الشهيرة. فالجمهور ينظرً إلى يدي الساحر الخبيثتين وهو يوشك على سحب الارنب من قبعته. يعرف أنه يوشك على ان يخدع. ويركز انتباهه كي يفهم كيف يتم هذا. وفي الثانية الاخيرة تصرف انتباهه معاونة الساحر ذات الملابس القليلة أو سحابة دخان تصعد في طرف المسرح. ويأتي الارنب من الزاوية بينما المشاهدون الذين يتفاجأون مرة اخرى يهتفون حماسة.
لقد كان قانون القومية عمليا مناورة صرف انتباه قام بها كبير السحرة في تاريخ الشعب اليهودي. فنتنياهو لن ينجح في أن يجيزه بصيغته الحالية، ولكننا كلنا نسينا ما شغل بالنا حقا في الفترة الاخيرة: تعاظم الإرهاب، تخفيض مستوى التصنيف الائتماني لاسرائيل والارتفاع في البطالة. ويضطر مواطنو اسرائيلً إلى حل اللغز الدراماتيكي: هل نحن دولة يهودية وديمقراطية أم ربما العكس – ديمقراطية ويهودية؟
وقنبلة الدخان الموسمية هذه بالذات بددت، على نحو عجيب، ضباب الواقع السياسي عندنا. نتنياهو، بسحره السابق، نجح في اقناعنا بانه حقا شكل حكومة حقيقية. فها هو داني دانون، رجل بلاد اسرائيل الكاملة، في ائتلاف واحد مع تسيبي لفني، امرأة اسرائيل المقسمة. فكيف يتدبر هذا؟ مع بعض مسحوق السحر كلي القدرة. نتنياهو يخطب عن حل الدولتين ويصعد بالتوازي البناء في المناطق.
سؤال جيد هو كيف دخل الاثنان مسبقا في ائتلاف مشترك مع نتنياهو.
بحث سيع في غوغل كان سيبين لهما بان كل حكومة أقامها تفككت بسبب عدم الايفاء بوعوده لشركائه السياسيين. حكومة نتنياهو الاولى (1996 – 1999) سقطت بعد أن هجرتها كتلة غيشر لدافيد ليفي، اما اسرائيل بعليا، الطريق الثالث، شاس ويهدوت هتوراة فقد رفضت تأييد الميزانية بسبب خرق نتنياهو لتعهداته.
في حكومة نتنياهو الثانية (2009 – 2013) شارك ايضا حزب العمل وجاء في الاتفاق الائتلافي بان «الحكومة ستعمل على دفع المسيرة السياسيةً إلى الامام وستعمل على تقدم السلام مع جيراننا». وترك حزب العمل بمعظمه الحكومة بعد أن علقت المفاوضات السياسية، باستثناء ايهود باراك وأربعة نواب آخرين. وقد اختفت الاثار السياسية لاولئك منذئذ.
شاؤول موفاز هو الاخر، رئيس كديما، انضمً إلى ذات الحكومة مع وعد بتغيير طريقة النظام وتجنيد الاصوليين. وقد فر منها بعد شهرين ونصف عندما تبين له بان نتنياهو بقي نتنياهو.
وتثبت المفاوضات التي أدارها نتنياهو مع الاصوليين بان ضم لبيد ولفنيً إلى حكومته الثانية كان ذرا للرماد في عيون الجمهور. فالحديث يدور عن فكر معاكس جوهريا، مما يدل على ان دافع نتنياهو الوحيد هو تحطيم الرقم القياسي لبن غوريون في عدد سني تولي المنصب، دون ان يفعل شيئا. وكان لاعب كرة القدس نيسي حطم الرقم القياسي في الدوري الاسباني بفضل عدد الاهداف الاكثر التي سجلها. ويخطط نتنياهو لتحطيم الرقم القياسي الاسرائيلي دون أن يسجل حتى ولا هدف واحد.
حسنا، نتنياهو هو ساحر مع شهادات. اذا ما كف عن الخداع فقد يفقد مصداقيته. ولكن ماذا كان تفسير لبيد ولفني ليواصلا كونهما هامشين للساحر رئيس الوزراء حتى يوم أمس؟ ماذا كان ينبغي ان يحصل كي يكفا عن التعاون في حفلة التنكر هذه حتى اللحظة الاخيرة. ففي لقاء لبيد مع نتنياهو أول امس تبين للبيد نهائيا بانه لا توجد أي قيمة لاي اتفاق مع نتنياهو.
ان قرار نتنياهو اقالة لفني ولبيد اعفاهما من المعضلة. عليهما أن ينضماً إلى جبهة مشتركة مع هرتسوغ كي يشكلوا بديلا ويجعلوا الحكومة الحالية السحر الاخير لبيبي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


ليس زعيما بل مقامرا
يقامر نتنياهو في ذهابه لخيار واحد بتشكيل حكومة يمين ــــــ حريديين


بقلم: أوري مسغاف،عن هآرتس
استغل رئيس حكومة اسرائيل لقاءً صحافيا رسميا من اجل اطلاق حملة حزبية. وبدلا من مخاطبة الأمة من الغرفة المستديرة بث دعايته الانتخابية من الغرفة التركوازية اللون. كانت اللهجة مصيرية، والكلمات دراماتيكية. تحدث نتنياهو عن خطر شخصي ويبدو أنه كان يقصد المقامرة الانتخابية التي اضطر اليها من خلال تقديم موعد الانتخابات.
من الغريب أن من اعتبر في السابق كمحنك سياسي يكشف اليوم عن جهل بالمقامرة الكبيرة فعليا: بنى نتنياهو لنفسه في الايام الاخيرة شيئا لم يكن موجودا، معارضة حقيقية لسلطته. أراد اهانة وتقزيم لبيد ولفني لكنه فعل العكس تماما. لم يحلم الاثنان بهدية كبيرة كهذه. من كانوا حتى أمس وأول أمس شركاء خاضعين لحكومة يمينية كلاسيكية بقيادة نتنياهو – بينيت – ليبرمان تحولوا فجأة بفضلهً إلى مقدسين ومعذبين، معارضة محاربة حقيقية. يجب أن نتذكر في الاشهر القادمة أن هذين المحاربين قد أُقيلا ولم يفكرا بالمبادرةً إلى الاستقالة.
لفني ولبيد، لبيد ولفني، قال ذلك نتنياهو مرة تلو الاخرى دافعا إياهماً إلى أذرع بعضهما البعض وخالقا بغبائه مشهد حزبي ظهر فجأة وكأنه منطقي جدا. سواء أرادا في نهاية المطاف الذهاب معاً إلى الانتخابات أم لا فانهما ملزمان بتقديم الشكر له. يكفي أن نرى كيف عادت لهما صحتهما في الايام الاخيرة بعد أن كانا مثل الأوز منتوف الريش. لكن مقامرة نتنياهو لم تقف عند هذا الحد. صحيح أن لفني ولبيد أثبتا أن كل شيء ممكن عندما تم تشكيل الحكومة الاخيرة، إلا أن اقالتهما واهانتهما العلنية قد قامت بمسحهما من قائمة الشركاء في الائتلاف القادم مع نتنياهو وبذلك فقد ساهم نتنياهو في اقامة جسم وسط – يسار لم تنجح اقامته حتى الآن. إن هذه خبرة حقيقية.
يقامر نتنياهو في ذهابهً إلى خيار واحد ووحيد على شكل حكومة يمين – حريديين. وفي الانتخابات الاخيرة كان حجم هذا الجسم 61 مقعدا. يبدو أن نتنياهو ينوي، هذا اذا افترضنا أنه يستطيع التخطيط ولم ينجر وراء الاحداث، ينوي ضم موشيه كحلون وحزبه الخفي – هذا الحزب الذي سيعتمد على خائبي الأمل من الليكود وشاس. هذه ليست وصفة واعدة للنجاح الساحق. حتى وإن نجح في تشكيل الحكومة الضيقة بهذه الطريقة، فستكون بالضبط عكس الحكومة الموسعة والموحدة والقادرة على الحكم، التي تحدث عنها نتنياهو أمس. معسكر وسط – يسار حصل أمس على فرصة ذهبية لأجل التوحد حول هدف واحد ووحيد: فقط ليس بيبي. ما هذا إن لم يكن قدرة قيادية نادرة.