Haneen
2014-12-30, 12:13 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 12/12/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الضابط والوزير
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
نضال هدفه استيعاب الغضب
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
البديل معسكر يهودي عربي
بقلم:يرحميال كوهين،عن هآرتس
استفتاء شعبي حول الصهيونية
لا يجب أن تركز الانتخابات القادمة على السلام فقط بل لا بد أن تضع حدا لسيطرة اليمين
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
بلا صخب
بقلم:الون مزراحي،عن معاريف
الولايات المتحدة: تاريخ من التدخل في الانتخابات
واشنطن لا تخفي محاولة التأثير على النتائج وتل أبيب كذلك
بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
الضابط والوزير
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
إن تأثيرات الحادثة التي سقط فيها الوزير الفلسطيني زياد أبو عين بعد احتكاك مع جنود الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود، ستتضح في الايام القادمة. سيتم دفن أبو عين اليوم بجنازة كبيرة في رام الله، وبعدها ستأتي صلوات يوم الجمعة ويتوقع أن تحدث موجة من مظاهرات الاحتجاج، بمبادرة من فتح والسلطة الفلسطينية. قوة الصدام في نهاية الاسبوع وعدد المصابين نتيجة لذلك ستطلعنا اذا ما كان هناك ازمة يمكن احتوائها من خلال جهود مشتركة للطرفين، أو نقطة تحول ستؤدي الى تصعيد الوضع في المناطق.
تهدئة النفوس ترتبط الى حد كبير باستمرار التنسيق الامني بين الطرفين. قال جبريل الرجوب، أحد البارزين في فتح أمس، إن السلطة ستوقف التنسيق مع اسرائيل. واجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله من اجل نقاش مسألة التنسيق الامني. من المتوقع أن يبادر الفلسطينيون بخطوة احتجاجية شديدة، على الاقل في المجال الكلامي، من اجل الاجابة على توقعات الجمهور في الضفة. ولكن بعد ذلك ستستمر الاتصالات غير الرسمية بين الطرفين لضمان عدم فقدان السيطرة على الوضع بالكامل.
التنسيق الامني أمر ضروري لمنع التدهور، وعمليا فان التواصل اليومي بين الجيش الاسرائيلي و»الشباك» واجهزة الامن الفلسطينية هو أحد الحواجز المركزية أمام الانتفاضة الثالثة في الضفة. اسرائيل والسلطة الفلسطينية تتبادلان المعلومات حول اعمال الخلايا الارهابية لحماس ومنظمات اخرى، وتتقاسمان الأدوار في معالجة الاحداث الجنائية وتنسقان العمل عند المظاهرات والمواجهات، من اجل الاستمرار في السيطرة على الوضع.
وفي كل اسبوع تنقذ اجهزة السلطة بسلام مواطنين اسرائيليين دخلوا خطأ الى المناطق التي هي تحت سيطرة الفلسطينيين. كل هذا قد يتعرض للخطر اذا قررت السلطة تغيير سياسة التنسيق.
اقترحت اسرائيل اجراء تحقيق مشترك للحادث، ويشمل تشريح الجثة بمشاركة مُشرح اسرائيلي من اجل المساعدة في تهدئة النفوس. ونتائج التشريح ستُعلن فقط هذا المساء. وقد عزز الجيش الاسرائيلي من تواجده في الضفة بلوائين، وهم يعتقدون في اسرائيل أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يفضل الامتناع عن المواجهة العنيفة.
في بداية ايام اوسلو وعندما كان غادي آيزنكوت الذي تم تعيينه أمس رئيسا للاركان من قبل لجنة تيركل، كان قائد كتيبة في الضفة، وقد أكثروا في حينه من الحديث في الجيش عن الضابط الاستراتيجي. السيناريو الذي تحقق أكثر من مرة اشتمل على حادثة موضعية لقوة عسكرية تؤدي الى تأثيرات استراتيجية – مثل موجة كبيرة من العنف الشعبي الفلسطيني تشوش على استمرار عملية السلام. في كانون الاول 2014 لا توجد عملية سلام يمكن الحديث عنها، ولكن السيناريو بقي موجودا. وايضا للحادثة المحلية في ترمس عيا أمس يمكن أن تكون نتائج ضارة وواسعة. ينبع الخطر من هوية الضحية، ومن حقيقة أن هذه الحادثة تم توثيقها. أبو عين هو شخصية ذات مكانة: وزير ونشيط قديم في فتح وسجين سابق (عضو في خلية قتلت شبان في تفجير دراجة هوائية مفخخة في طبرية في السبعينيات، وأطلق سراحه في صفقة جبريل)، صديقه المقرب مروان البرغوثي، اعتقل معه من قبل الجيش في عام 2002.
رغم ادعاءات رجال السلطة، التصوير لا يوثق القتل. كان أبو عين كبير السن، يُدخن وله مشاكل صحية، وقد وجد نفسه في عملية مواجهة ومزاحمة مع القوات الاسرائيلية، ويمكن أنه استنشق الغاز المسيل للدموع.
لا يظهر في الصور جندي يطلق النار عليه، أو شرطي يضربه بالعصا. لكن مشهد جندي حرس الحدود وهو يُمسك برقبته ويدفعه الى الخلف يكفي بحد ذاته. هذه الصور بُثت أمس بشكل مستمر في القنوات الفلسطينية. الشرطي الذي دفعه هو سائق جيب حرس لحدود. هناك أمور لا تتغير في واقع الضفة: الجيش يستعد من اجل المظاهرة ويضع قائد وحدة ليراقب القوات ويقوم بتهدئة الاجواء، وفي النهاية سائق السيارة العسكرية الذي ينضم الى المواجهة، ودون أن يكون لابسا الخوذة والسترة الواقية يتسبب في حادثة كبيرة.
انتخابات في ظل التوتر
موت أبو عين قد يعطي مؤشرا حول الاحداث التي قد تقع في الاشهر القادمة، في ساحات مختلفة. الانتخابات للكنيست قد تحدث في ظل التوتر الامني المتوقع في المناطق وعلى الحدود. الانتخابات قد تعطي اغراءً لاعداء اسرائيل لزيادة التوتر الامني في ساحة معينة من اجل وضع حكومة نتنياهو على المحك والتأثير بشكل غير مباشر على نتيجة الانتخابات.
قد تميل الحكومة الاسرائيلية الى التصعيد في المواجهات الامنية نظرا لوجود رياح تغيير سياسي في الاجواء، شهادة اولى على ذلك جاءت بالذات في تصريحين للشخص الاكثر حذرا من بين وزراء الليكود، وزير الدفاع موشيه يعلون، وبطريقة غير معتادة تحدث أول أمس عن مسؤولية اسرائيل عن القصف في سوريا وحذر أن اسرائيل مصممة على افشال تسلح أعدائها في حال تم تجاوز الخطوط الحمراء، هذه هي الشيفرة السرية التي تستخدمها القيادة الاسرائيلية منذ سنين من اجل منع تسلح حزب الله بسلاح متقدم.
رغم أن اعتبارات جوهرية كانت وراء القصف (بخلاف ادعاء اليسار)، فان كلام يعلون بدا وكأنه تحملا للمسؤولية. يمكن بيقين أن تُناقش من جديد سياسة عدم الوضوح التي تنتهجها اسرائيل في الشمال – حيث لا تأخذ المسؤولية بشكل علني ولا ترمز الى ذلك. لكن في هذه المرة تأثر اعلان يعلون من الظروف السياسية: في ظل وضع الليكود المتدني في الاستطلاعات وفي ظل التوقع أن نتنياهو سيضع مكان يعلون نفتالي بينيت.
في اذاعة الجيش بُثت أمس تسجيلات ليعلون هذا الاسبوع في محاضرة في غوش عصيون. ليس سرا أن علاقته مع الجناح اليميني للمستوطنين متوترة.
فقد توقعوا مساعدة أكبر من وزير الدفاع الذي كان يفترض أن يكون واحدا منهم. لكن يعلون وجد نفسه مقيدا باعتبارات سياسية (العلاقات بالولايات المتحدة) وقضائية (اعاقات قانونية)، والآن هو يجب أن يتصالح معهم. يمكن أنه بسبب هذه الامور فان يعلون عاد وانتقد الادارة الامريكية.
وقال لطلاب المعهد الديني إن الرئيس الحالي ايضا لن يجلس في البيت الابيض الى الأبد. وقد مر زمن منذ استطاع اهانة براك اوباما أو وزير خارجيته جون كيري.
يعلون، بسبب التفوهات الموسمية، ورئيسي الاركان بني غانتس ووريثه غادي آيزنكوت – يجب أن يمنعوا التدهور الامني في الاشهر الثلاثة القادمة. عمليات اخرى أو أحداث على الحدود يمكنها حرف النقاش في الانتخابات الى اماكن اخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نضال هدفه استيعاب الغضب
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
وزارة مقاومة الجدار والمستوطنات وزارة غريبة، وطابعها يعكس الوظائف المتناقضة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح كحركة سلطة. أقيمت في عام 2004، انطلاقا من رغبة حقيقية في تركيز المعلومات حول مصادرة الاراضي وتحرشات المستوطنين والاضرار بالمزارعين، من اجل تقديم خدمات قانونية للمتضررين المباشرين من الجدار ومن المستوطنات والمشاركة في الاعمال الشعبية. ولكن منذ انشائها، باستثناء فترة بسيطة لسلطة حماس، كانت الوزارة ايضا عبارة عن امتياز آخر لحركة فتح – أدت وظائف، عدة امتيازات وعدة عناوين. تسمى اختصارا وزارة الجدار، ولم يعرف دائما الوزراء في الحكومة الفلسطينية عن وجودها ودورها.
مرت الوزارة في عدة تحولات:كانت في مسؤولية وزراء بلا وزارة، بعد ذلك نُقلت كقسم في وزارة السلطة المحلية الحكومية، وبعدها لوزارة التخطيط ووزارة الزراعة. ومع اقامة حكومة التوافق في حزيران 2014 تحولت من مجرد ملف الى سلطة، وهي ليست وزارة حكومية مثل باقي الوزارات، لكن الذي يقف على رأسها – زياد أبو عين – اعتُبر وزيرا.
يشارك موظفو الوزارة في المظاهرات الدائمة ضد جدار الفصل وأنشطة اخرى يبادر اليها نشطاء فتح، لا سيما الاعضاء في لجان المقاومة الشعبية. وعادة ما يقوم الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود بقمع المظاهرات باستخدام قوة كبيرة أكثر من تلك التي استخدمت أمس، حيث كان الاحتجاج الذي مات في نهايته أبو عين. ولكن أمس ايضا تم استخدام الغاز وقنابل الصوت وأظهر الجنود أن صراخ الفلسطينيين ايضا يعتبر سببا للدفع واللكم والخنق من الرقبة.
كانت وظيفة الجيش وحرس الحدود منع مسيرة متواضعة جدا لمزارعين فلسطينيين، اضافة الى نشطاء واعضاء منظمة حقوق الانسان «يوجد قانون» باتجاه التلة التي بنيت عليها البؤرة الاستيطانية الغير قانونية «عادي عاد» في اراضي ترمس عيا، جالود، مُغير وقريوت. كان يفترض أن يتحدث محامو «يوجد قانون» حول الدعوى لمحكمة العدل العليا التي قُدمت أمس باسم رؤساء المجالس المحلية للقرى الاربع، وطلب أن يتم اخلاء البؤرة الاستيطانية. وقد أثبت الجيش أمس ما كُتب في الدعوى: رجال تطبيق القانون يقفون الى جانب المخالفين للقانون، والحل الذي يتبناه الجيش هو ضرب الفلسطينيين، دون أن يصطدم مع المستوطنين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في اسرائيل مع وصول نبأ موت أبو عين هو هل سيشكل هذا الحادث الشعلة التي ستتسبب بانتفاضة ثالثة يتحدثون عنها منذ حزيران هذا العام.
في كل مجتمع عرف النضال من اجل التحرير – ضد الكولونيالية، ضد القوة العسكرية، ضد الدكتاتورية الرأسمالية أو السوفييتية – من الطبيعي أن محاربي الحرية (أو الارهابيين حسب ما يعتبرهم النظام الذي يريدون اسقاطه) تحولوا الى العمود الفقري للسلطة الجديدة. ومثل أي سلطة فهو يحظون بامتيازات ـ كبيرة أو صغيرة. جنود حرب العصابات وحاملي السلاح سابقا أو النشطاء السياسيين الذين عاشوا في الخفاء وفي السجون تحولوا الى وزراء، رؤساء حكومات، قياديين رفيعي المستوى وهكذا.
وهذا ما حصل مع اعضاء حركة فتح، مع فارق كبير واحد: الفلسطينيون لم يتحرروا بعد من سلطة الاحتلال الاسرائيلي ولم يقيموا دولة مستقلة.
حركة فتح هي حركة سلطة وينظر اليها الجمهور وفتح على أنها مقاول ثانوي للاحتلال الاسرائيلي وقناة لتمرير الرواتب لموظفي القطاع العام. حتى وإن كان موظفو وزارة الجدار صادقين ومخلصين للمهمات التي أخذوها على عاتقهم فانها تعتبر وسيلة تحاول السلطة الفلسطينية من خلالها استيعاب الغضب الشعبي الثابت.
معارضو فتح ونشطاء فتح العاديين ايضا مقتنعون أن زعماء الحركة تنازلوا عن حلم التحرير والاستقلال مقابل مصالحهم الخاصة ومصالح مستقبل أبنائهم. والثمن: التنازل عن مباديء (مثل حق العودة، تفكيك المستوطنات) وتنسيق أمني ومدني وتعاون اقتصادي، قام زعماء فتح بعمل ذلك مع شركائهم الاسرائيليين.
من الصعب عليهم في فتح الاجابة على اتهامات الفساد الممأسس، لكنهم يعرفون الاجابة على الجزء الثاني من الاتهامات: الطريقة العسكرية – التي كانت فتح من المبادرين اليها – كانت مماثلة في حينه ووصلت الى طريق مسدود، السلطة الفلسطينية هي نوع من انواع الصمود والمقاومة بطرق غير عنيفة. وتتبنى السلطة الفلسطينية النضال الشعبي غير العنيف، السلمي كتوأم للنضال الدبلوماسي الذي يتبناه محمود عباس.
موت أبو عين أدى الى صدمة في اوساط حركة فتح، لكن هذا ليس كافيا كي يستطيعوا تغيير نمط سلطتهم والأداء الداخلي، المليء بالصراعات والعداوات في الحركة. موت أبو عين بسبب قمع احتجاج سلمي وبسيط يعتبر خلية اخرى في سلسلة اعمال قمعية اسرائيلية عادية. لكنه غير كاف من اجل أن يفكر الجمهور الفلسطيني بأن حركة فتح قادرة الآن على العودة وقيادة صراع دائم مع الاحتلال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
البديل معسكر يهودي عربي
بقلم:يرحميال كوهين،عن هآرتس
ها نحن نقف مرة اخرى أمام الانتخابات ونبحث عن بديل، ولا نؤمن بوجود هذا البديل. هناك بديل واحد إلا أنه بحاجة الى التفكير، الجرأة والتخلص من قناعات مسلم بها، التنازل عن بقرات مقدسة ووضع «الأنا» جانبا. ليس الحديث عن موشيه كحلون لأنه سيعيد بعد الانتخابات المقاعد التي حصل عليها الى مكانها الذي جاءت منه.
تستطيع هذه الانتخابات إحداث التغيير في السياسة الاسرائيلية اذا توحدت القوى في اليسار الضعيف والراديكالي في قوة واحدة، المقصود قائمة موحدة للاحزاب التي هي يهودية مع وجود عدد قليل من العرب في داخلها مع الاحزاب العربية التي فيها ممثل يهودي واحد. أي جسم يهودي عربي يضع أمام الناخبين اليهود والعرب تغيير حقيقي في الخارطة السياسية في اسرائيل. موقف ايديولوجي واضح حول المسائل الوجودية للدولة.
ما المطلوب لكي تتحقق هذه الفانتازيا، ولماذا هي ضرورية في هذا الوقت؟ تحقيق الفانتازيا يلزم الممثلين اليهود في احزاب العمل، ميرتس وبعض اعضاء كديما ويوجد مستقبل، شاس وجزء من الاحزاب الحريدية، الاعتراف بخطورة الوضع القائم والحاجة الملحة لتغييره: عليهم الاعتراف بأن التطرف والقومية قد يؤديان الى صراع داخلي خطير، وأنه توجد حاجة لتقليص الفجوات الكبيرة بين السكان اليهود والعرب، سواءً في الميزانيات أو في اشغال المناصب الرفيعة في لجان الكنيست والحكومة من اجل أن يأخذوا نصيبهم في اتخاذ القرارات التي تحدد وجهة الدولة. تعلم اللغة العربية من عمر مبكر في المدارس اليهودية واللغة العبرية في المدارس العربية، يجب أن يكون مركبا أساسيا في البرنامج المشترك لهذا المعسكر.
اضافة الى ذلك على القادة اليهود اتخاذ خطوات من اجل بناء جسر للجمهور العربي والحصول على تأييده للخطوة.
مطلوب من الاحزاب العربية وممثليها الاعتراف بأن هذه الانتخابات يمكن أن تؤدي الى تغيير دراماتيكي في حياتهم. الانضمام كجسم واحد للاحزاب الصهيونية اليهودية، وقد تكون الحريدية ايضا، لا يعني هذا الانضمام تقبل المواقف الصهيونية وانما ابداء الاستعداد للعمل معا لتغيير الدولة لصالحهم ولصالح اليهود. سيكون هذا الرد المناسب على مواقف رئيس الحكومة. وأمام معسكر اليمين يقام معسكر يسار، لا يتفق بينه وبين نفسه على الكثير من الاسئلة لكنه يفهم أن التعاون الحقيقي بين اليهود والعرب هو ما تتطلبه اللحظة.
تاريخ القرن العشرين مليء بالامثلة حول انهزام اليسار لأنه لم ينجح في أن يضع الفوارق الايديولوجية جانبا من اجل الوقوف معا في وجه اليمين. تنازل الممثلين العرب عن خلق أساس ايديولوجي واسع سيعرضهم بالتأكيد الى اتهامات التعاون مع الصهاينة، لكن هذه الخطوة البراغماتية ستدفع الكثير من العرب الذين سمتنعون عن المشاركة في الانتخابات الى المجيء الى الصناديق، وبذلك زيادة عدد المنتخبين العرب للكنيست، بل ويمكن دخول بعضهم الى الحكومة.
فانتازيا؟ لا شك أنه من الصعب رؤية السياسيين والاحزاب تترك مواقف متجذرة آمنوا بها لسنوات طويلة – حتى 17 آذار من الصعب الايمان، أن ممثلي جزء من الاحزاب سيوافقون على التنازل عن مكان آمن في الكنيست القادمة. ولكن قد يجدون بينهم مع ذلك اشخاصا ذوي رؤيا ووعي، أو كهؤلاء الذين قرأوا النشرة التي نشرتها مؤخرا جمعية سيكوي من اجل المساواة المدنية والتي كتب فيها «اذا اكتشف القادة المحليون العرب واليهود مصالح مشتركة لا تهدد النظام القائم وقرروا العمل بهذه الامور، فانهم سيبنون معا أطر ثابتة قادرة على تطوير التعاون والمساواة بين العرب واليهود والتأثير في الحياة اليومية للسكان».
للعرب واليهود هناك مصلحة مشتركة في التعاون في الانتخابات القادمة. وعلى المحك خلق مستقبل أفضل للسكان العرب واليهود على أساس التعاون الذي توزع مصادر الدولة في اطاره بشكل متساوي أكثر بين الوسطين. اذا أقيم معسكر كهذا فانه سيبعث الروح الجديدة لدى سكان الدولة، بالطبع لن يحل كل المشاكل وسوف يعاني من خلافات داخلية وانقسامات، لكن الخطوة بحد ذاتها تعتبر وضع حجر الاساس من اجل فتح الطريق الجديدة التي ستقود الى التغيير الداخلي في المجتمع الاسرائيلي لصالح جميع سكانها.
نحن لسنا ملزمين بانتظار حرب اهلية مثل تلك التي عاشتها امريكا قبل 100 عام من اعلان استقلالها، حتى بدأت عملية تحرير الافروامريكيين، ومرت عشرات السنين حتى تم الغاء القيود على حياتهم. يمكن تجاوز هذه المراحل المخجلة وتحويل هذه الساعة الى ساعة رغبة. هل هذه فانتازيا؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
استفتاء شعبي حول الصهيونية
لا يجب أن تركز الانتخابات القادمة على السلام فقط بل لا بد أن تضع حدا لسيطرة اليمين
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
يمكن المبالغة في أهمية انتخابات 2015. السؤال الآن ليس ما هو سعر الشقة وما هو سعر جبن الكوتج، بل هو هل سيكون هناك بيت. هذه المرة الصراع ليس على هوامش الراحة، وانما على جوهر الوجود. لأنه في هذه المرة القوى المهددة من الداخل للصهيونية والديمقراطية الاسرائيلية – قوتهم غير مسبوقة.
كان الليكود في الماضي حزبا قوميا ليبرالي (مناحيم بيغن، بني بيغن، دان مريدور ورؤوبين ريفلين)، اليوم هو حزب غير ليبرالي (داني دنون، ياريف لفين وميري ريغف). كانت الصهيونية الدينية في الماضي حركة منضبطة، أو مسؤولة، أو هامشية (يوسف بورغ، زبولون هامر وزبولون أورليف)، اليوم هي حركة تتبنى القوة ومن شأنها السيطرة على السلطة (نفتالي بينيت). الائتلاف الجديد بين الليكود القومي وبين البيت اليهودي المسيحاني يتحول الى أمر ممكن، وهذا سيناريو مرعب وفي حالة فوضى عارمة: اسرائيل كدولة قمعية، مثل جنوب افريقيا، مجموعة من الاصوليين.
هناك من يعتبر الانتخابات استفتاءً شعبيا حول بنيامين نتنياهو. هذا خطأ. لقد فقد نتنياهو الثقة من قبل معظم الاسرائيليين واستنفد ذاته، والشعار «فقط ليس بيبي» هو شعار خطير وقد يعمل في صالح قوى ظلامية. ائتلاف واسع ممن ملوا نتنياهو قد يجعل رئيس الحكومة القادم هو افيغدور ليبرمان أو بينيت. لذلك من الضروري مقاومة نتنياهو بكل القوة وانهاء ولايته الفاشلة، لكن يجب فعل ذلك بعقلانية ومسؤولية. محظور الهرب من البرميل فقط من اجل أن نقع في جانب الفتحة.
محظور أن نسمح بأن تكون العملية الانتخابية شخصية من جديد. فقط رؤيا ايجابية تستطيع عمل التغيير المطلوب وأن يكون هذا التغيير عميقا وباقيا. هناك من يصف الانتخابات كاستفتاء شعبي حول السلام. هذا خطأ. على اسرائيل واجب اخلاقي وسياسي بأن تركض وراء السلام في كل وقت. لكنها لا تستطيع أن تخدع نفسها، الفوضى العربية، التطرف الفلسطيني وضعف الجمهورية الاسرائيلية، كل ذلك لا يُمكن من تحقيق السلام المثالي في المستقبل القريب. لذلك فان الانتخابات التي ستركز على محمود عباس وصائب عريقات ومبادرة السلام العربية ستنتهي بانتصار اليمين – اليمين. ايضا نتنياهو وبينيت سيستغلان موضوع السلام من اجل الاستهزاء من معسكر الوسط – يسار.
محظور أن نسمح بأن تكون العملية الانتخابية مرة اخرى كاذبة. اقتراح فكرة واحدة وحقيقية وجدية وواقعية سيجعل الديمقراطية الاسرائيلية توقف القومية المسيحانية.
يجب أن تكون الانتخابات استفتاءً شعبيا حول الصهيونية، وفي كفة الميزان توضع الآن الدولة اليهودية الديمقراطية. ومن اجل ألا تسقط الصهيونية يجب تقسيم البلاد. في البداية تجميد الاستيطان وبعد ذلك تقليص الاحتلال بحذر وبالتدريج. من اجل أن تكون هنا دولة يهودية ديمقراطية، يجب أن تكون متحضرة ويكون التخنيون ومعهد وايزمن في مركزها وليس يتسهار وايتمار. يجب أن تعيد تحديد وتعريف اسرائيل من جديد كدولة حرة متطورة وعادلة.
من اجل التغيير يجب قول الحقيقة: المستوطنون هم التهديد المباشر والفوري لمستقبلنا. سيطرة غوش ايمونيم على السلطة هي التي أدت الى تشويه هويتنا والخطر على وجودنا. واستمرار سيطرة المستوطنين سيتسبب في خراب البيت الثالث مثلما فعل الاصوليون في البيت الثاني. لذلك فان هذه الانتخابات المصيرية يجب أن تكون من اجل تحرير اسرائيل من أيدي الاصوليين الغير صهيونيين. يجب أن تكون حول تجديد الرسمية الاسرائيلية. ليس نتنياهو وليس السلام هما الموضوعان اللذان يحددان. وعلى المحك مبدأ وجود البيت السيادي المتحضر والديمقراطي الذي نستطيع الفخر به ونستطيع العيش فيه ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بلا صخب
بقلم:الون مزراحي،عن معاريف
من ينظر الى الحرب الدعائية التي بدأت منذ الان استعدادا للانتخابات، كفيل بان يعتقد بانه يوجد في اسرائيل جملة من المدارس الثقافية المليئة كل منها بعشرات الحلول الابداعية للمشاكل المعقدة التي تمر بها الدولة العبرية. اما الحقيقة فلا يوجد في اسرائيل سوى ثلاث مسائل سياسية هامة. كل ما تبقى هو صخب؛ جلبة اعلامية وشخصية ينتجونها بلا انقطاع للتغطية على انعدام الفعل وانعدام الرؤيا الحقيقية في هذه المسائل. وهاكم هي المسائل:
1.الفلسطينيون. ماذا تعتزم اسرائيل عمله مع قرابة 3 مليون عربي في يهودا والسامرة وفي شرقي القدس؟ تجنيسهم؟ طردهم؟ ضم الارض حولهم واحتجازهم في معسكرات اعتقال مدينية كبرى؟
على مدى 47 سنة تتحكم اسرائيل بحياة ملايين بني البشر، وليس لديها جواب أو موقف واضح عما تعتزم عمله بهم. وانعدام الجواب هذا هو تشجيع دائم لعدم الاستقرار واليأس السياسي عندهم، ازدهار نظريات عنصرية عندنا وكراهية اسرائيل في العالم.
لا وليس لانه ينقص تطرف ديني ذاتي او لاسامي في العالم، ولكن انعدام المبالاة من جانب اسرائيل تجاه مصير ملايين الناس الذين يوجدون تحت سيطرتها هو أمر لا يقبله العقل. اسرائيل ملزمة بان تقرر ماذا تفعل مع الفلسطينيين.
2. سوق حرة أم اقتصاد مخطط؟ وفي كلمتي «سوق حرة» المقصود هو الاقتصاد الذي تسمح السلطة له بحرية العمل.
أي: جمارك منخفضة، ضرائب منخفضة، قليل من البيروقراطية الحكومية، رمز ضريبي بسيط وواضح والتقليص الى الحد الادنى من السلطات التي يحتك بها التجار، المستثمرون وارباب العمل في عملهم الجاري. اما الاقتصاد المخطط فمعناه: لجان كبرى، قطاع عام منتفخ، هستدروت مع قوة غير محدودة، مطارات وموانيء تسيطر عليها «ميليشيات ضريبية» كما يسميها عن حق كثير غي رولنيك.
3. أخ كبير أم لجنة بيت موسع؟ هذه المسألة، الحرجة جدا، تكاد لا تحظى بموقف من الاطراف السياسية العاملة في اسرائيل. نأخذ الانطباع بان كل المتنافسين في السياسة الاسرائيلية، من كل الاحزاب، يرون في السياسة أداة لتقدمهم الشخصي، واكثر من ذلك اداة لتقدم مجموعة الرفاق الاوسع خاصتهم. والنتيجة هي حكم لا يكف عن النمو، لان الجميع يقاتلون على احتلال الوظائف العامة ويعقدون بينهم وبين انفسهم اتفاقات لا يقيلون فيها اولئك الذين من كانوا قبلهم.
بالطبع، في كل حملة انتخابات تصبح الحرب بين الجماعات اشد وكي تميز نفسها الواحدة عن الاخرى تحتاج الى كلمات أكبر فأكبر لوصف الفروقات التي باتت غير منظورة للعيان.
في السطر الاخير، كلها مشاركة في خلق حكم كبير ومعقد وقامع. دون الحديث عن هذه المسائل الاساس فان كل ما سيكون لنا هو تشهيرات وضجيج اعلامي لا يتوقف. لعله حان الوقت للبدء في الحديث فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الولايات المتحدة: تاريخ من التدخل في الانتخابات
واشنطن لا تخفي محاولة التأثير على النتائج وتل أبيب كذلك
بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
عملت الولايات المتحدة وفي أكثر من مرة على التدخل من اجل التأثير في نتائج الانتخابات في اسرائيل.واسرائيل ايضا حاولت التأثير في نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة.
رغم حصانة وقوة التحالف الاستراتيجي والقيمي بين واشنطن والقدس، يبدو أن فترة التلاقي والبساطة من خلفنا. والحدود التي يجب أن تفصل بين العمليات والاحداث التي تحدث في المحيط الداخلي والخارجي للحليفتين، يتم اقتحامها باستمرار، بالذات فيما يتعلق بالحسم في الانتخابات.
حكومات الولايات المتحدة لم تتردد في التدخل – واحيانا بطريقة فظة – في انتخابات الكنيست. وقد حول الرئيس بيل كلينتون في آذار 1996 مؤتمر شرم الشيخ الى حرب ضد الارهاب من اجل تحسين المكانة الانتخابية لشمعون بيرس على حساب بنيامين نتنياهو. ايضا استضافة بيرس في واشنطن عشية الحسم، في آذار 1996 تم منح بيرس احترام الملوك. وقبل ذلك بأربع سنوات خلال حكم الرئيس جورج بوش الأب، كان هناك تدخل أكثر قوة في حين أن الادارة الامريكية شددت من موقفها بخصوص شروط قبول الضمانات للبناء (التي كان يفترض أن تمول بناء أحياء سكنية للمهاجرين من الاتحاد السوفييتي). بخلاف الموقف الامريكي المحافظ، حيث تم انتقاص اموال المساعدة المدنية المتفق عليها، وقامت اسرائيل باستثمارها في المستوطنات في كل عام اضافة الى نسبة متفق عليها مسبقا، أعلن جورج بوش الأب أن الضمانات المطلوبة ستتم الموافقة عليها فقط بعد أن توقف اسرائيل وبشكل فوري ومطلق كل اعمال البناء في الضفة. كان الهدف واضحا – حشر رئيس الحكومة اسحق شمير في الزاوية، وبذلك مساعدة منافسه اسحق رابين على تجنيد واستيعاب المهاجرين، وموضوع السكن كان رأس أولوياته.
الخط المقابل وغير المتهادن تجاه حكومة شمير أثبت نفسه وأدى الى الانقلاب السياسي (في أعقابه تمت الموافقة على الضمانات مقابل وعود رابين بوقف اقامة مستوطنات سياسية).
اليوم ايضا نشهد حلقة اخرى في مسلسل طويل لتجاوز الحدود. هذا على نمط خطاب بار ايلان الذي تحدث فيه أول أمس سفير الولايات المتحدة في اسرائيل دان شابيرو. تحت الغلاف الدقيق لكلمات التأييد والتشجيع، يمكن رؤية الرسالة السياسية الواضحة التي يريد البيت الابيض نقلها للرأي العام الاسرائيلي، وفي ملخصها – تعهد غير قابل للجدال بفتح أفق سياسي جديد في المسار الاسرائيلي الفلسطيني في نهاية ولاية اوباما، والتلميح الواضح بأن التقدم يجب أن يتم في هذا المسار بأي ثمن (بعد الانتخابات)، وهذا يعني أن هذا شرط ضروري للحفاظ على التحالف، ومجموعة الامتيازات السياسية والاستراتيجية والعسكرية التي ترافق ذلك.
يجب الاعتراف بأن اسرائيل قد تدخلت في السابق وبادرت الى خطوات تساعد في تحسين فرص مرشحين معينين في المنافسة من اجل البيت الابيض ومن اجل الفوز بالصوت اليهودي. مثلا تجند السفير في واشنطن في عام 1972، اسحق رابين، من اجل الرئيس ريتشارد نكسون. فقد قام بمدحه ومدح سياسته علنا (كرد على خصمه الديمقراطي جورج مغفرين الذي انتهج مواقف انتقادية ضد اسرائيل)، وبهذا ساهم قليلا في حصوله على 35 بالمئة من اصوات اليهود. ايضا الاستقبال الاحتفالي الذي حصل في القدس عشية الانتخابات للمرشح الجمهوري للرئاسة في عام 2012، ميت روماني. هذا يعطي مؤشرا على هذا النمط.
الآن لم يبق سوى الانتظار لرؤية المكان الذي ستؤول اليه الوجهة السياسية التي حددها السفير شابيرو خلال الاشهر الثلاثة القادمة، وهل سيتبنى اوباما خطوات مأخوذة من بوش الأب ومن كلينتون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 12/12/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الضابط والوزير
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
نضال هدفه استيعاب الغضب
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
البديل معسكر يهودي عربي
بقلم:يرحميال كوهين،عن هآرتس
استفتاء شعبي حول الصهيونية
لا يجب أن تركز الانتخابات القادمة على السلام فقط بل لا بد أن تضع حدا لسيطرة اليمين
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
بلا صخب
بقلم:الون مزراحي،عن معاريف
الولايات المتحدة: تاريخ من التدخل في الانتخابات
واشنطن لا تخفي محاولة التأثير على النتائج وتل أبيب كذلك
بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
الضابط والوزير
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
إن تأثيرات الحادثة التي سقط فيها الوزير الفلسطيني زياد أبو عين بعد احتكاك مع جنود الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود، ستتضح في الايام القادمة. سيتم دفن أبو عين اليوم بجنازة كبيرة في رام الله، وبعدها ستأتي صلوات يوم الجمعة ويتوقع أن تحدث موجة من مظاهرات الاحتجاج، بمبادرة من فتح والسلطة الفلسطينية. قوة الصدام في نهاية الاسبوع وعدد المصابين نتيجة لذلك ستطلعنا اذا ما كان هناك ازمة يمكن احتوائها من خلال جهود مشتركة للطرفين، أو نقطة تحول ستؤدي الى تصعيد الوضع في المناطق.
تهدئة النفوس ترتبط الى حد كبير باستمرار التنسيق الامني بين الطرفين. قال جبريل الرجوب، أحد البارزين في فتح أمس، إن السلطة ستوقف التنسيق مع اسرائيل. واجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله من اجل نقاش مسألة التنسيق الامني. من المتوقع أن يبادر الفلسطينيون بخطوة احتجاجية شديدة، على الاقل في المجال الكلامي، من اجل الاجابة على توقعات الجمهور في الضفة. ولكن بعد ذلك ستستمر الاتصالات غير الرسمية بين الطرفين لضمان عدم فقدان السيطرة على الوضع بالكامل.
التنسيق الامني أمر ضروري لمنع التدهور، وعمليا فان التواصل اليومي بين الجيش الاسرائيلي و»الشباك» واجهزة الامن الفلسطينية هو أحد الحواجز المركزية أمام الانتفاضة الثالثة في الضفة. اسرائيل والسلطة الفلسطينية تتبادلان المعلومات حول اعمال الخلايا الارهابية لحماس ومنظمات اخرى، وتتقاسمان الأدوار في معالجة الاحداث الجنائية وتنسقان العمل عند المظاهرات والمواجهات، من اجل الاستمرار في السيطرة على الوضع.
وفي كل اسبوع تنقذ اجهزة السلطة بسلام مواطنين اسرائيليين دخلوا خطأ الى المناطق التي هي تحت سيطرة الفلسطينيين. كل هذا قد يتعرض للخطر اذا قررت السلطة تغيير سياسة التنسيق.
اقترحت اسرائيل اجراء تحقيق مشترك للحادث، ويشمل تشريح الجثة بمشاركة مُشرح اسرائيلي من اجل المساعدة في تهدئة النفوس. ونتائج التشريح ستُعلن فقط هذا المساء. وقد عزز الجيش الاسرائيلي من تواجده في الضفة بلوائين، وهم يعتقدون في اسرائيل أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يفضل الامتناع عن المواجهة العنيفة.
في بداية ايام اوسلو وعندما كان غادي آيزنكوت الذي تم تعيينه أمس رئيسا للاركان من قبل لجنة تيركل، كان قائد كتيبة في الضفة، وقد أكثروا في حينه من الحديث في الجيش عن الضابط الاستراتيجي. السيناريو الذي تحقق أكثر من مرة اشتمل على حادثة موضعية لقوة عسكرية تؤدي الى تأثيرات استراتيجية – مثل موجة كبيرة من العنف الشعبي الفلسطيني تشوش على استمرار عملية السلام. في كانون الاول 2014 لا توجد عملية سلام يمكن الحديث عنها، ولكن السيناريو بقي موجودا. وايضا للحادثة المحلية في ترمس عيا أمس يمكن أن تكون نتائج ضارة وواسعة. ينبع الخطر من هوية الضحية، ومن حقيقة أن هذه الحادثة تم توثيقها. أبو عين هو شخصية ذات مكانة: وزير ونشيط قديم في فتح وسجين سابق (عضو في خلية قتلت شبان في تفجير دراجة هوائية مفخخة في طبرية في السبعينيات، وأطلق سراحه في صفقة جبريل)، صديقه المقرب مروان البرغوثي، اعتقل معه من قبل الجيش في عام 2002.
رغم ادعاءات رجال السلطة، التصوير لا يوثق القتل. كان أبو عين كبير السن، يُدخن وله مشاكل صحية، وقد وجد نفسه في عملية مواجهة ومزاحمة مع القوات الاسرائيلية، ويمكن أنه استنشق الغاز المسيل للدموع.
لا يظهر في الصور جندي يطلق النار عليه، أو شرطي يضربه بالعصا. لكن مشهد جندي حرس الحدود وهو يُمسك برقبته ويدفعه الى الخلف يكفي بحد ذاته. هذه الصور بُثت أمس بشكل مستمر في القنوات الفلسطينية. الشرطي الذي دفعه هو سائق جيب حرس لحدود. هناك أمور لا تتغير في واقع الضفة: الجيش يستعد من اجل المظاهرة ويضع قائد وحدة ليراقب القوات ويقوم بتهدئة الاجواء، وفي النهاية سائق السيارة العسكرية الذي ينضم الى المواجهة، ودون أن يكون لابسا الخوذة والسترة الواقية يتسبب في حادثة كبيرة.
انتخابات في ظل التوتر
موت أبو عين قد يعطي مؤشرا حول الاحداث التي قد تقع في الاشهر القادمة، في ساحات مختلفة. الانتخابات للكنيست قد تحدث في ظل التوتر الامني المتوقع في المناطق وعلى الحدود. الانتخابات قد تعطي اغراءً لاعداء اسرائيل لزيادة التوتر الامني في ساحة معينة من اجل وضع حكومة نتنياهو على المحك والتأثير بشكل غير مباشر على نتيجة الانتخابات.
قد تميل الحكومة الاسرائيلية الى التصعيد في المواجهات الامنية نظرا لوجود رياح تغيير سياسي في الاجواء، شهادة اولى على ذلك جاءت بالذات في تصريحين للشخص الاكثر حذرا من بين وزراء الليكود، وزير الدفاع موشيه يعلون، وبطريقة غير معتادة تحدث أول أمس عن مسؤولية اسرائيل عن القصف في سوريا وحذر أن اسرائيل مصممة على افشال تسلح أعدائها في حال تم تجاوز الخطوط الحمراء، هذه هي الشيفرة السرية التي تستخدمها القيادة الاسرائيلية منذ سنين من اجل منع تسلح حزب الله بسلاح متقدم.
رغم أن اعتبارات جوهرية كانت وراء القصف (بخلاف ادعاء اليسار)، فان كلام يعلون بدا وكأنه تحملا للمسؤولية. يمكن بيقين أن تُناقش من جديد سياسة عدم الوضوح التي تنتهجها اسرائيل في الشمال – حيث لا تأخذ المسؤولية بشكل علني ولا ترمز الى ذلك. لكن في هذه المرة تأثر اعلان يعلون من الظروف السياسية: في ظل وضع الليكود المتدني في الاستطلاعات وفي ظل التوقع أن نتنياهو سيضع مكان يعلون نفتالي بينيت.
في اذاعة الجيش بُثت أمس تسجيلات ليعلون هذا الاسبوع في محاضرة في غوش عصيون. ليس سرا أن علاقته مع الجناح اليميني للمستوطنين متوترة.
فقد توقعوا مساعدة أكبر من وزير الدفاع الذي كان يفترض أن يكون واحدا منهم. لكن يعلون وجد نفسه مقيدا باعتبارات سياسية (العلاقات بالولايات المتحدة) وقضائية (اعاقات قانونية)، والآن هو يجب أن يتصالح معهم. يمكن أنه بسبب هذه الامور فان يعلون عاد وانتقد الادارة الامريكية.
وقال لطلاب المعهد الديني إن الرئيس الحالي ايضا لن يجلس في البيت الابيض الى الأبد. وقد مر زمن منذ استطاع اهانة براك اوباما أو وزير خارجيته جون كيري.
يعلون، بسبب التفوهات الموسمية، ورئيسي الاركان بني غانتس ووريثه غادي آيزنكوت – يجب أن يمنعوا التدهور الامني في الاشهر الثلاثة القادمة. عمليات اخرى أو أحداث على الحدود يمكنها حرف النقاش في الانتخابات الى اماكن اخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نضال هدفه استيعاب الغضب
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
وزارة مقاومة الجدار والمستوطنات وزارة غريبة، وطابعها يعكس الوظائف المتناقضة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح كحركة سلطة. أقيمت في عام 2004، انطلاقا من رغبة حقيقية في تركيز المعلومات حول مصادرة الاراضي وتحرشات المستوطنين والاضرار بالمزارعين، من اجل تقديم خدمات قانونية للمتضررين المباشرين من الجدار ومن المستوطنات والمشاركة في الاعمال الشعبية. ولكن منذ انشائها، باستثناء فترة بسيطة لسلطة حماس، كانت الوزارة ايضا عبارة عن امتياز آخر لحركة فتح – أدت وظائف، عدة امتيازات وعدة عناوين. تسمى اختصارا وزارة الجدار، ولم يعرف دائما الوزراء في الحكومة الفلسطينية عن وجودها ودورها.
مرت الوزارة في عدة تحولات:كانت في مسؤولية وزراء بلا وزارة، بعد ذلك نُقلت كقسم في وزارة السلطة المحلية الحكومية، وبعدها لوزارة التخطيط ووزارة الزراعة. ومع اقامة حكومة التوافق في حزيران 2014 تحولت من مجرد ملف الى سلطة، وهي ليست وزارة حكومية مثل باقي الوزارات، لكن الذي يقف على رأسها – زياد أبو عين – اعتُبر وزيرا.
يشارك موظفو الوزارة في المظاهرات الدائمة ضد جدار الفصل وأنشطة اخرى يبادر اليها نشطاء فتح، لا سيما الاعضاء في لجان المقاومة الشعبية. وعادة ما يقوم الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود بقمع المظاهرات باستخدام قوة كبيرة أكثر من تلك التي استخدمت أمس، حيث كان الاحتجاج الذي مات في نهايته أبو عين. ولكن أمس ايضا تم استخدام الغاز وقنابل الصوت وأظهر الجنود أن صراخ الفلسطينيين ايضا يعتبر سببا للدفع واللكم والخنق من الرقبة.
كانت وظيفة الجيش وحرس الحدود منع مسيرة متواضعة جدا لمزارعين فلسطينيين، اضافة الى نشطاء واعضاء منظمة حقوق الانسان «يوجد قانون» باتجاه التلة التي بنيت عليها البؤرة الاستيطانية الغير قانونية «عادي عاد» في اراضي ترمس عيا، جالود، مُغير وقريوت. كان يفترض أن يتحدث محامو «يوجد قانون» حول الدعوى لمحكمة العدل العليا التي قُدمت أمس باسم رؤساء المجالس المحلية للقرى الاربع، وطلب أن يتم اخلاء البؤرة الاستيطانية. وقد أثبت الجيش أمس ما كُتب في الدعوى: رجال تطبيق القانون يقفون الى جانب المخالفين للقانون، والحل الذي يتبناه الجيش هو ضرب الفلسطينيين، دون أن يصطدم مع المستوطنين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في اسرائيل مع وصول نبأ موت أبو عين هو هل سيشكل هذا الحادث الشعلة التي ستتسبب بانتفاضة ثالثة يتحدثون عنها منذ حزيران هذا العام.
في كل مجتمع عرف النضال من اجل التحرير – ضد الكولونيالية، ضد القوة العسكرية، ضد الدكتاتورية الرأسمالية أو السوفييتية – من الطبيعي أن محاربي الحرية (أو الارهابيين حسب ما يعتبرهم النظام الذي يريدون اسقاطه) تحولوا الى العمود الفقري للسلطة الجديدة. ومثل أي سلطة فهو يحظون بامتيازات ـ كبيرة أو صغيرة. جنود حرب العصابات وحاملي السلاح سابقا أو النشطاء السياسيين الذين عاشوا في الخفاء وفي السجون تحولوا الى وزراء، رؤساء حكومات، قياديين رفيعي المستوى وهكذا.
وهذا ما حصل مع اعضاء حركة فتح، مع فارق كبير واحد: الفلسطينيون لم يتحرروا بعد من سلطة الاحتلال الاسرائيلي ولم يقيموا دولة مستقلة.
حركة فتح هي حركة سلطة وينظر اليها الجمهور وفتح على أنها مقاول ثانوي للاحتلال الاسرائيلي وقناة لتمرير الرواتب لموظفي القطاع العام. حتى وإن كان موظفو وزارة الجدار صادقين ومخلصين للمهمات التي أخذوها على عاتقهم فانها تعتبر وسيلة تحاول السلطة الفلسطينية من خلالها استيعاب الغضب الشعبي الثابت.
معارضو فتح ونشطاء فتح العاديين ايضا مقتنعون أن زعماء الحركة تنازلوا عن حلم التحرير والاستقلال مقابل مصالحهم الخاصة ومصالح مستقبل أبنائهم. والثمن: التنازل عن مباديء (مثل حق العودة، تفكيك المستوطنات) وتنسيق أمني ومدني وتعاون اقتصادي، قام زعماء فتح بعمل ذلك مع شركائهم الاسرائيليين.
من الصعب عليهم في فتح الاجابة على اتهامات الفساد الممأسس، لكنهم يعرفون الاجابة على الجزء الثاني من الاتهامات: الطريقة العسكرية – التي كانت فتح من المبادرين اليها – كانت مماثلة في حينه ووصلت الى طريق مسدود، السلطة الفلسطينية هي نوع من انواع الصمود والمقاومة بطرق غير عنيفة. وتتبنى السلطة الفلسطينية النضال الشعبي غير العنيف، السلمي كتوأم للنضال الدبلوماسي الذي يتبناه محمود عباس.
موت أبو عين أدى الى صدمة في اوساط حركة فتح، لكن هذا ليس كافيا كي يستطيعوا تغيير نمط سلطتهم والأداء الداخلي، المليء بالصراعات والعداوات في الحركة. موت أبو عين بسبب قمع احتجاج سلمي وبسيط يعتبر خلية اخرى في سلسلة اعمال قمعية اسرائيلية عادية. لكنه غير كاف من اجل أن يفكر الجمهور الفلسطيني بأن حركة فتح قادرة الآن على العودة وقيادة صراع دائم مع الاحتلال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
البديل معسكر يهودي عربي
بقلم:يرحميال كوهين،عن هآرتس
ها نحن نقف مرة اخرى أمام الانتخابات ونبحث عن بديل، ولا نؤمن بوجود هذا البديل. هناك بديل واحد إلا أنه بحاجة الى التفكير، الجرأة والتخلص من قناعات مسلم بها، التنازل عن بقرات مقدسة ووضع «الأنا» جانبا. ليس الحديث عن موشيه كحلون لأنه سيعيد بعد الانتخابات المقاعد التي حصل عليها الى مكانها الذي جاءت منه.
تستطيع هذه الانتخابات إحداث التغيير في السياسة الاسرائيلية اذا توحدت القوى في اليسار الضعيف والراديكالي في قوة واحدة، المقصود قائمة موحدة للاحزاب التي هي يهودية مع وجود عدد قليل من العرب في داخلها مع الاحزاب العربية التي فيها ممثل يهودي واحد. أي جسم يهودي عربي يضع أمام الناخبين اليهود والعرب تغيير حقيقي في الخارطة السياسية في اسرائيل. موقف ايديولوجي واضح حول المسائل الوجودية للدولة.
ما المطلوب لكي تتحقق هذه الفانتازيا، ولماذا هي ضرورية في هذا الوقت؟ تحقيق الفانتازيا يلزم الممثلين اليهود في احزاب العمل، ميرتس وبعض اعضاء كديما ويوجد مستقبل، شاس وجزء من الاحزاب الحريدية، الاعتراف بخطورة الوضع القائم والحاجة الملحة لتغييره: عليهم الاعتراف بأن التطرف والقومية قد يؤديان الى صراع داخلي خطير، وأنه توجد حاجة لتقليص الفجوات الكبيرة بين السكان اليهود والعرب، سواءً في الميزانيات أو في اشغال المناصب الرفيعة في لجان الكنيست والحكومة من اجل أن يأخذوا نصيبهم في اتخاذ القرارات التي تحدد وجهة الدولة. تعلم اللغة العربية من عمر مبكر في المدارس اليهودية واللغة العبرية في المدارس العربية، يجب أن يكون مركبا أساسيا في البرنامج المشترك لهذا المعسكر.
اضافة الى ذلك على القادة اليهود اتخاذ خطوات من اجل بناء جسر للجمهور العربي والحصول على تأييده للخطوة.
مطلوب من الاحزاب العربية وممثليها الاعتراف بأن هذه الانتخابات يمكن أن تؤدي الى تغيير دراماتيكي في حياتهم. الانضمام كجسم واحد للاحزاب الصهيونية اليهودية، وقد تكون الحريدية ايضا، لا يعني هذا الانضمام تقبل المواقف الصهيونية وانما ابداء الاستعداد للعمل معا لتغيير الدولة لصالحهم ولصالح اليهود. سيكون هذا الرد المناسب على مواقف رئيس الحكومة. وأمام معسكر اليمين يقام معسكر يسار، لا يتفق بينه وبين نفسه على الكثير من الاسئلة لكنه يفهم أن التعاون الحقيقي بين اليهود والعرب هو ما تتطلبه اللحظة.
تاريخ القرن العشرين مليء بالامثلة حول انهزام اليسار لأنه لم ينجح في أن يضع الفوارق الايديولوجية جانبا من اجل الوقوف معا في وجه اليمين. تنازل الممثلين العرب عن خلق أساس ايديولوجي واسع سيعرضهم بالتأكيد الى اتهامات التعاون مع الصهاينة، لكن هذه الخطوة البراغماتية ستدفع الكثير من العرب الذين سمتنعون عن المشاركة في الانتخابات الى المجيء الى الصناديق، وبذلك زيادة عدد المنتخبين العرب للكنيست، بل ويمكن دخول بعضهم الى الحكومة.
فانتازيا؟ لا شك أنه من الصعب رؤية السياسيين والاحزاب تترك مواقف متجذرة آمنوا بها لسنوات طويلة – حتى 17 آذار من الصعب الايمان، أن ممثلي جزء من الاحزاب سيوافقون على التنازل عن مكان آمن في الكنيست القادمة. ولكن قد يجدون بينهم مع ذلك اشخاصا ذوي رؤيا ووعي، أو كهؤلاء الذين قرأوا النشرة التي نشرتها مؤخرا جمعية سيكوي من اجل المساواة المدنية والتي كتب فيها «اذا اكتشف القادة المحليون العرب واليهود مصالح مشتركة لا تهدد النظام القائم وقرروا العمل بهذه الامور، فانهم سيبنون معا أطر ثابتة قادرة على تطوير التعاون والمساواة بين العرب واليهود والتأثير في الحياة اليومية للسكان».
للعرب واليهود هناك مصلحة مشتركة في التعاون في الانتخابات القادمة. وعلى المحك خلق مستقبل أفضل للسكان العرب واليهود على أساس التعاون الذي توزع مصادر الدولة في اطاره بشكل متساوي أكثر بين الوسطين. اذا أقيم معسكر كهذا فانه سيبعث الروح الجديدة لدى سكان الدولة، بالطبع لن يحل كل المشاكل وسوف يعاني من خلافات داخلية وانقسامات، لكن الخطوة بحد ذاتها تعتبر وضع حجر الاساس من اجل فتح الطريق الجديدة التي ستقود الى التغيير الداخلي في المجتمع الاسرائيلي لصالح جميع سكانها.
نحن لسنا ملزمين بانتظار حرب اهلية مثل تلك التي عاشتها امريكا قبل 100 عام من اعلان استقلالها، حتى بدأت عملية تحرير الافروامريكيين، ومرت عشرات السنين حتى تم الغاء القيود على حياتهم. يمكن تجاوز هذه المراحل المخجلة وتحويل هذه الساعة الى ساعة رغبة. هل هذه فانتازيا؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
استفتاء شعبي حول الصهيونية
لا يجب أن تركز الانتخابات القادمة على السلام فقط بل لا بد أن تضع حدا لسيطرة اليمين
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
يمكن المبالغة في أهمية انتخابات 2015. السؤال الآن ليس ما هو سعر الشقة وما هو سعر جبن الكوتج، بل هو هل سيكون هناك بيت. هذه المرة الصراع ليس على هوامش الراحة، وانما على جوهر الوجود. لأنه في هذه المرة القوى المهددة من الداخل للصهيونية والديمقراطية الاسرائيلية – قوتهم غير مسبوقة.
كان الليكود في الماضي حزبا قوميا ليبرالي (مناحيم بيغن، بني بيغن، دان مريدور ورؤوبين ريفلين)، اليوم هو حزب غير ليبرالي (داني دنون، ياريف لفين وميري ريغف). كانت الصهيونية الدينية في الماضي حركة منضبطة، أو مسؤولة، أو هامشية (يوسف بورغ، زبولون هامر وزبولون أورليف)، اليوم هي حركة تتبنى القوة ومن شأنها السيطرة على السلطة (نفتالي بينيت). الائتلاف الجديد بين الليكود القومي وبين البيت اليهودي المسيحاني يتحول الى أمر ممكن، وهذا سيناريو مرعب وفي حالة فوضى عارمة: اسرائيل كدولة قمعية، مثل جنوب افريقيا، مجموعة من الاصوليين.
هناك من يعتبر الانتخابات استفتاءً شعبيا حول بنيامين نتنياهو. هذا خطأ. لقد فقد نتنياهو الثقة من قبل معظم الاسرائيليين واستنفد ذاته، والشعار «فقط ليس بيبي» هو شعار خطير وقد يعمل في صالح قوى ظلامية. ائتلاف واسع ممن ملوا نتنياهو قد يجعل رئيس الحكومة القادم هو افيغدور ليبرمان أو بينيت. لذلك من الضروري مقاومة نتنياهو بكل القوة وانهاء ولايته الفاشلة، لكن يجب فعل ذلك بعقلانية ومسؤولية. محظور الهرب من البرميل فقط من اجل أن نقع في جانب الفتحة.
محظور أن نسمح بأن تكون العملية الانتخابية شخصية من جديد. فقط رؤيا ايجابية تستطيع عمل التغيير المطلوب وأن يكون هذا التغيير عميقا وباقيا. هناك من يصف الانتخابات كاستفتاء شعبي حول السلام. هذا خطأ. على اسرائيل واجب اخلاقي وسياسي بأن تركض وراء السلام في كل وقت. لكنها لا تستطيع أن تخدع نفسها، الفوضى العربية، التطرف الفلسطيني وضعف الجمهورية الاسرائيلية، كل ذلك لا يُمكن من تحقيق السلام المثالي في المستقبل القريب. لذلك فان الانتخابات التي ستركز على محمود عباس وصائب عريقات ومبادرة السلام العربية ستنتهي بانتصار اليمين – اليمين. ايضا نتنياهو وبينيت سيستغلان موضوع السلام من اجل الاستهزاء من معسكر الوسط – يسار.
محظور أن نسمح بأن تكون العملية الانتخابية مرة اخرى كاذبة. اقتراح فكرة واحدة وحقيقية وجدية وواقعية سيجعل الديمقراطية الاسرائيلية توقف القومية المسيحانية.
يجب أن تكون الانتخابات استفتاءً شعبيا حول الصهيونية، وفي كفة الميزان توضع الآن الدولة اليهودية الديمقراطية. ومن اجل ألا تسقط الصهيونية يجب تقسيم البلاد. في البداية تجميد الاستيطان وبعد ذلك تقليص الاحتلال بحذر وبالتدريج. من اجل أن تكون هنا دولة يهودية ديمقراطية، يجب أن تكون متحضرة ويكون التخنيون ومعهد وايزمن في مركزها وليس يتسهار وايتمار. يجب أن تعيد تحديد وتعريف اسرائيل من جديد كدولة حرة متطورة وعادلة.
من اجل التغيير يجب قول الحقيقة: المستوطنون هم التهديد المباشر والفوري لمستقبلنا. سيطرة غوش ايمونيم على السلطة هي التي أدت الى تشويه هويتنا والخطر على وجودنا. واستمرار سيطرة المستوطنين سيتسبب في خراب البيت الثالث مثلما فعل الاصوليون في البيت الثاني. لذلك فان هذه الانتخابات المصيرية يجب أن تكون من اجل تحرير اسرائيل من أيدي الاصوليين الغير صهيونيين. يجب أن تكون حول تجديد الرسمية الاسرائيلية. ليس نتنياهو وليس السلام هما الموضوعان اللذان يحددان. وعلى المحك مبدأ وجود البيت السيادي المتحضر والديمقراطي الذي نستطيع الفخر به ونستطيع العيش فيه ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بلا صخب
بقلم:الون مزراحي،عن معاريف
من ينظر الى الحرب الدعائية التي بدأت منذ الان استعدادا للانتخابات، كفيل بان يعتقد بانه يوجد في اسرائيل جملة من المدارس الثقافية المليئة كل منها بعشرات الحلول الابداعية للمشاكل المعقدة التي تمر بها الدولة العبرية. اما الحقيقة فلا يوجد في اسرائيل سوى ثلاث مسائل سياسية هامة. كل ما تبقى هو صخب؛ جلبة اعلامية وشخصية ينتجونها بلا انقطاع للتغطية على انعدام الفعل وانعدام الرؤيا الحقيقية في هذه المسائل. وهاكم هي المسائل:
1.الفلسطينيون. ماذا تعتزم اسرائيل عمله مع قرابة 3 مليون عربي في يهودا والسامرة وفي شرقي القدس؟ تجنيسهم؟ طردهم؟ ضم الارض حولهم واحتجازهم في معسكرات اعتقال مدينية كبرى؟
على مدى 47 سنة تتحكم اسرائيل بحياة ملايين بني البشر، وليس لديها جواب أو موقف واضح عما تعتزم عمله بهم. وانعدام الجواب هذا هو تشجيع دائم لعدم الاستقرار واليأس السياسي عندهم، ازدهار نظريات عنصرية عندنا وكراهية اسرائيل في العالم.
لا وليس لانه ينقص تطرف ديني ذاتي او لاسامي في العالم، ولكن انعدام المبالاة من جانب اسرائيل تجاه مصير ملايين الناس الذين يوجدون تحت سيطرتها هو أمر لا يقبله العقل. اسرائيل ملزمة بان تقرر ماذا تفعل مع الفلسطينيين.
2. سوق حرة أم اقتصاد مخطط؟ وفي كلمتي «سوق حرة» المقصود هو الاقتصاد الذي تسمح السلطة له بحرية العمل.
أي: جمارك منخفضة، ضرائب منخفضة، قليل من البيروقراطية الحكومية، رمز ضريبي بسيط وواضح والتقليص الى الحد الادنى من السلطات التي يحتك بها التجار، المستثمرون وارباب العمل في عملهم الجاري. اما الاقتصاد المخطط فمعناه: لجان كبرى، قطاع عام منتفخ، هستدروت مع قوة غير محدودة، مطارات وموانيء تسيطر عليها «ميليشيات ضريبية» كما يسميها عن حق كثير غي رولنيك.
3. أخ كبير أم لجنة بيت موسع؟ هذه المسألة، الحرجة جدا، تكاد لا تحظى بموقف من الاطراف السياسية العاملة في اسرائيل. نأخذ الانطباع بان كل المتنافسين في السياسة الاسرائيلية، من كل الاحزاب، يرون في السياسة أداة لتقدمهم الشخصي، واكثر من ذلك اداة لتقدم مجموعة الرفاق الاوسع خاصتهم. والنتيجة هي حكم لا يكف عن النمو، لان الجميع يقاتلون على احتلال الوظائف العامة ويعقدون بينهم وبين انفسهم اتفاقات لا يقيلون فيها اولئك الذين من كانوا قبلهم.
بالطبع، في كل حملة انتخابات تصبح الحرب بين الجماعات اشد وكي تميز نفسها الواحدة عن الاخرى تحتاج الى كلمات أكبر فأكبر لوصف الفروقات التي باتت غير منظورة للعيان.
في السطر الاخير، كلها مشاركة في خلق حكم كبير ومعقد وقامع. دون الحديث عن هذه المسائل الاساس فان كل ما سيكون لنا هو تشهيرات وضجيج اعلامي لا يتوقف. لعله حان الوقت للبدء في الحديث فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الولايات المتحدة: تاريخ من التدخل في الانتخابات
واشنطن لا تخفي محاولة التأثير على النتائج وتل أبيب كذلك
بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
عملت الولايات المتحدة وفي أكثر من مرة على التدخل من اجل التأثير في نتائج الانتخابات في اسرائيل.واسرائيل ايضا حاولت التأثير في نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة.
رغم حصانة وقوة التحالف الاستراتيجي والقيمي بين واشنطن والقدس، يبدو أن فترة التلاقي والبساطة من خلفنا. والحدود التي يجب أن تفصل بين العمليات والاحداث التي تحدث في المحيط الداخلي والخارجي للحليفتين، يتم اقتحامها باستمرار، بالذات فيما يتعلق بالحسم في الانتخابات.
حكومات الولايات المتحدة لم تتردد في التدخل – واحيانا بطريقة فظة – في انتخابات الكنيست. وقد حول الرئيس بيل كلينتون في آذار 1996 مؤتمر شرم الشيخ الى حرب ضد الارهاب من اجل تحسين المكانة الانتخابية لشمعون بيرس على حساب بنيامين نتنياهو. ايضا استضافة بيرس في واشنطن عشية الحسم، في آذار 1996 تم منح بيرس احترام الملوك. وقبل ذلك بأربع سنوات خلال حكم الرئيس جورج بوش الأب، كان هناك تدخل أكثر قوة في حين أن الادارة الامريكية شددت من موقفها بخصوص شروط قبول الضمانات للبناء (التي كان يفترض أن تمول بناء أحياء سكنية للمهاجرين من الاتحاد السوفييتي). بخلاف الموقف الامريكي المحافظ، حيث تم انتقاص اموال المساعدة المدنية المتفق عليها، وقامت اسرائيل باستثمارها في المستوطنات في كل عام اضافة الى نسبة متفق عليها مسبقا، أعلن جورج بوش الأب أن الضمانات المطلوبة ستتم الموافقة عليها فقط بعد أن توقف اسرائيل وبشكل فوري ومطلق كل اعمال البناء في الضفة. كان الهدف واضحا – حشر رئيس الحكومة اسحق شمير في الزاوية، وبذلك مساعدة منافسه اسحق رابين على تجنيد واستيعاب المهاجرين، وموضوع السكن كان رأس أولوياته.
الخط المقابل وغير المتهادن تجاه حكومة شمير أثبت نفسه وأدى الى الانقلاب السياسي (في أعقابه تمت الموافقة على الضمانات مقابل وعود رابين بوقف اقامة مستوطنات سياسية).
اليوم ايضا نشهد حلقة اخرى في مسلسل طويل لتجاوز الحدود. هذا على نمط خطاب بار ايلان الذي تحدث فيه أول أمس سفير الولايات المتحدة في اسرائيل دان شابيرو. تحت الغلاف الدقيق لكلمات التأييد والتشجيع، يمكن رؤية الرسالة السياسية الواضحة التي يريد البيت الابيض نقلها للرأي العام الاسرائيلي، وفي ملخصها – تعهد غير قابل للجدال بفتح أفق سياسي جديد في المسار الاسرائيلي الفلسطيني في نهاية ولاية اوباما، والتلميح الواضح بأن التقدم يجب أن يتم في هذا المسار بأي ثمن (بعد الانتخابات)، وهذا يعني أن هذا شرط ضروري للحفاظ على التحالف، ومجموعة الامتيازات السياسية والاستراتيجية والعسكرية التي ترافق ذلك.
يجب الاعتراف بأن اسرائيل قد تدخلت في السابق وبادرت الى خطوات تساعد في تحسين فرص مرشحين معينين في المنافسة من اجل البيت الابيض ومن اجل الفوز بالصوت اليهودي. مثلا تجند السفير في واشنطن في عام 1972، اسحق رابين، من اجل الرئيس ريتشارد نكسون. فقد قام بمدحه ومدح سياسته علنا (كرد على خصمه الديمقراطي جورج مغفرين الذي انتهج مواقف انتقادية ضد اسرائيل)، وبهذا ساهم قليلا في حصوله على 35 بالمئة من اصوات اليهود. ايضا الاستقبال الاحتفالي الذي حصل في القدس عشية الانتخابات للمرشح الجمهوري للرئاسة في عام 2012، ميت روماني. هذا يعطي مؤشرا على هذا النمط.
الآن لم يبق سوى الانتظار لرؤية المكان الذي ستؤول اليه الوجهة السياسية التي حددها السفير شابيرو خلال الاشهر الثلاثة القادمة، وهل سيتبنى اوباما خطوات مأخوذة من بوش الأب ومن كلينتون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ