المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 13/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:13 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 13/12/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


الاعتراف رهينة التنسيق الأمني
يعرف عباس أنه يحتاج إلى التعاون مع اسرائيل لضمان تأييد الامم المتحدة لدولته المستقبلية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

العرب في القدس
بقلم:نير حسون،عن هآرتس

هل أنتهى عصر نتنياهو؟
مؤسسو الصهيونية كانوا علمانيين وقاموا بدورهم بينما بينيت يريدنا أن نعودللقيم اليهودية
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت





</tbody>



الاعتراف رهينة التنسيق الأمني
يعرف عباس أنه يحتاج إلى التعاون مع اسرائيل لضمان تأييد الامم المتحدة لدولته المستقبلية

بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

لمواصلة التعاون الأمني أو لتجميده – هذه هي المعضلة الصعبة التي تشغل بال القيادة الفلسطينية في اليومين الاخيرين، وهذا ايضا هو السبب الذي يجعل القرار في هذا الموضوع يتلبث. ففي جلسة الحكومة الفلسطينية التي عقدت يوم الاربعاء في اعقاب وفاة الوزير زياد أبو عين، أوضح عباس بان المقاومة الشعبية ستبقى بكل الوسائل، ولكنه امتنع عن ذكر الخطوات العملية التي ستتخذها السلطة.
جلسة اخرى عقدت أمس سارت على خلفية المحادثات التي عقدها عباس مع عبدلله ملك الاردن، وبعد مكالمات هاتفية مع مسؤولين في واشنطن طالبوه بالامتناع عن تجميد التعاون الأمني. والى هذا انضم اغلب الظن ايضا الضغط المصري كاستمرار لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى عمان، والذي أيد هذا التعاون.
من الجهة الاخرى، يجد عباس صعوبة في تجاهل الضغط الجماهيري الذي يدعو الى قطع العلاقات مع اسرائيل، الضغط الذي يشارك فيه مسؤولون كبار في القيادة الفلسطينية مثل جبريل الرجوب ومصطفى البرغوثي. ولا تنقطع هذه المعضلة عن الخطوات السياسية التي يسعى عباس الى المبادرة اليها وعلى رأسها التوجه الى الامم المتحدة لتحديد موعد لانهاء الاحتلال.
لقد ألمح عباس بذلك حين قال ان الرد الفلسطيني على موت – مقتل، على حد تعبير عباس – أبو عين، يجب أن يدرس بعناية شديدة، وانه يجب الاخذ بالحسبان الاثار الاوسع التي ستكون لهذا القرار. صائب عريقات، المسؤول عن المفاوضات مع اسرائيل، قال هذا الاسبوع، قبل موت أبو عين، انه اذا ردت الامم المتحدة طلب تحديد موعد لانهاء الاحتلال، «ففي نفس اليوم ستنضم فلسطين الى ميثاق روما والى محكمة الجنايات الدولية». بمعنى ان الانضمام الى المحكمة هو العصا التي يلوح بها عباس ضد الرفض الدولي للطلب الفلسطيني.
وبالتالي، فانه يسعى الى الابقاء على هذه الاداة للخطوة الاستراتيجية الاهم والا يستخدمها كرد على موت الوزير. ولكن، لاقناع الامم المتحدة وعدم الوقوع في مطب مساعدة اسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تعارضان الخطوة، فان عباس ملزم بان يظهر استعداده لان يكون جارا مسؤولا، بمعنى، ان يواصل التعاون الأمني الذي يشكل اساسا جوهريا في علاقات السلطة مع اسرائيل. وبدونه سيجد صعوبة في أن يقنع ليس فقط الولايات المتحدة بل وايضا الدول الاوروبية للانضمام الى حملة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي بدأت منذ الان.
ليس واضحا كيف سترد واشنطن على المبادرة الفلسطينية. فامكانياتها تتراوح بين استخدام الفيتو وتبني الصيغة الرقيقة التي تقترحها فرنسا.
وحسب مصادر امريكية، تفهم واشنطن بانه لم يعد يمكنها أن ترفض بشكل مطلق الطلب الفلسطيني، اذا كانت ترغب في الحفاظ على التحالف العربي الذي يعمل الى جانبها ضد داعش. والحفاظ على التحالف هو ايضا الفرصة التي تخدم الان عباس، ولكن تجميد التعاون الأمني من شأنه أن يقلل بشكل كبير الوزن السياسي لهذه الورقة، ولا سيما على خلفية اتهامات اسرائيل في أن عباس يحرض ويشكل مصدر الهام للعمليات الإرهابية في افضل الاحوال، او بنفسه إرهابي في اسوأ الاحوال.
تعرض واشنطن وحلفاؤها التنسيق الأمني المتين كدليل على ان عباس ليس فقط ليس إرهابيا، بل انه جزء لا يتجزأ من الحزام الدفاعي لاسرائيل. ومن هنا ينبع تقدير النشطاء الفلسطينيين في أن عباس سيمتنع عن تجميد التنسيق وسيجد سبلا اخرى لتهدئة الجمهور وزملائه في القيادة الفلسطينية.
يفترض بعباس وحكومته أن يواصلا البحث في الموضوع غدا ايضا لايجاد صيغة خروج من المعضلة. ومع ذلك، قال أمس رجل فتح، عضو في المجلس الثوري لـ «هآرتس» أمس: «ليس المنطق السياسي هو الذي يملي الخطى دوما. يكفي أن يقع غدا حدث مشابه كي يقلب المنطق رأسا على عقب. فلولا مقتل أبو عين لما كانت طرحت على الاطلاق مسألة التنسيق الأمني».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
العرب في القدس

بقلم:نير حسون،عن هآرتس

بعد توحيد المدينة بـ 47 عاما، توجد اليوم القليل من جزر التعايش بين اليهود والعرب، ولكن من بين تلك القائمة شركة «ايغد». حوالي نصف السائقين في القدس هم فلسطينيون من شرقي القدس، الذين يقولون إنهم يُعاملون معاملة حسنة، أجر جيد وامتيازات اخرى. القليلين ممن يعملون في شرقي المدينة يحظون بظروف مثل تلك التي في «ايغد». ولكن أحداث الاشهر الاخيرة وموجة الهجوم العنيفة دفعت 100 سائق – حوالي ثلث السائقين العرب في الشركة – الى ترك عملهم. 40 من بينهم قاموا بتقديم استقالتهم، والـ 60 الباقين لم يعودوا الى العمل ولم يبلغوا رسميا عن استقالتهم، وقد تسبب قرارهم في تشويش كبير في المواصلات العامة في المدينة وعلى قتل هذه الجزيرة الصغيرة من التعايش.
يقول أحد سكان البلدة القديمة، عرفات الطحان: «عملت مدة ست سنوات في «ايغد»، هذا عمل جيد، ولكن من الافضل الكسب أقل بدلا من العودة الى البيت في كفن».
حدث هذا الامر مرة اخرى أول أمس مساء حيث تمت مهاجمة سائق «ايغد» عربي في منطقة غيلو. هذه المرة كانا شابين ركبا على دراجة واقتربا من الباص وحاولا كسر زجاجه، وعندما لم ينجحا أجبرا السائق على التوقف وألقيا حجرا على الزجاج الأمامي وكسراه، وبعد ذلك هربا. وبخلاف معظم الحالات التي يقول فيها المشتكين إن الشرطة لامبالية، فقد كان تحرك الشرطة سريعا وتم اعتقال المشتبه فيهما وهما معروفان للشرطة.
هذه الحادثة ليست استثنائية. يقول السائقون ويتفق معهم في ذلك تمير نير، المسؤول عن ملف المواصلات في بلدية القدس. إنه لا يمر يوم دون أن يتعرض أحد السائقين العرب للهجوم، هذا اضافة الى الشتائم والبصق والكلمات العنصرية. المحامي اسامة ابراهيم يمثل أكثر من 40 سائقا هوجموا بعنف، وقد حدث هذا مع اغلبيتهم في الاشهر الاربعة الاخيرة.
حدثت نقطة الانكسار بين السائقين العرب وبين شركة ايغد بعد موت السائق يوسف الرموني، الذي وجدت جثته معلقة قبل شهر داخل الباص في احدى المحطات في هار حوتسفيم. تحقيق الشرطة وتقرير التشريح أظهرا بشكل قاطع أن الرموني وضع حدا لحياته، ولكن اصدقاءه السائقين يرفضون تصديق ذلك وهم مقتنعون أنه قُتل من قبل متطرفين يهود. وفي أعقاب موته لم يذهب السائقون العرب الى عملهم في الشركة.
يروي الطحان حادثة كانت قبل شهر: «صعد ثلاثة شبان الى الباص ووصلنا الى المحطة الاخيرة، وقلت لهم إن هذه هي المحطة الاخيرة. قالوا إنهم اخطأوا وطلبوا عدم إبقائهم هنا في الساعة العاشرة ليلا. حينها قلت سأعمل معهم معروفا وبدأت السفر. وبعد 300 متر بدأوا بالشتم، عربي إبن زنا، مخرب. فقلت لهم اذا كنت مخربا فلماذا تسافرون معي. فتحت الباب وشعرت بجأة بلكمة على الأنف، وقام اربعة بمهاجمتي، بدأت بالسير فخرجوا من الباص وهربوا. قمت باستدعاء الشرطة، وفقدت الوعي وصحوت في المستشفى». وتبين أن الطحان يعاني من كسر في محيط العين ورضوض اخرى.
ايضا السائق عواد جنين هوجم من قبل خمسة مسافرين في يوم السبت الماضي. «رأيت أحد المسافرين ينادي ثلاثة من اصدقائه ويجلسون في الجزء الخلفي من الباص، ويقول لهم تعالوا، السائق لا يحب اليهود»، قال جنين للقناة الثانية، «جاء ثلاثة آخرون أحدهم رفع يده وقام بضربي على صدري – خلال السفر. ولكن عندما وصلت الى المحطة الاخيرة وأوقفت الباص جاء اثنان آخران، نهضت من الكرسي، فجاءوا وقاموا بلكمي في جنبي وظهري وجروني الى الخارج وبدأوا بالصراخ «الموت للعرب، سنقتلك يا عربي» «.
حسب شهادات السائقين هناك عدد من الأحياء فيها أحداث كهذه ومنها الحي الحريدي رمات شلومو الذي يُذكر مرة بعد اخرى في الشكاوى. هكذا ايضا المناطق الحريدية في رموت، ساعات الليل هي الأكثر خطورة، وبعض هذه الاحداث يتم في المحطة الاخيرة حيث لا يوجد مسافرون في الباص.

المشكلة لا تقتصر على القدس فقط. فسائقو شركة خطوط يعملون في الاحياء الحريدية الكبيرة في بيتار عيليت وموديعين عيليت يقولون إنهم يتعرضون للشتائم والهجوم العنيف. سائق في شركة «كافيم» هو نضال غيث يقول: «يصعد الناس ويقولون لي لا نريد الدفع، أنت عربي إبن زنا. ماذا استطيع أن أقول؟». ويضيف أنه يوجد شارع يتم فيه باستمرار رمي الحجارة.
العنف يُمارس على السائقين اليهود والعرب الذين يمرون في الاحياء الفلسطينية في القدس. واحيانا يتم رمي الحجارة عليهم. وقد اشتكى سائقون يهود عدة مرات بسبب اعتقاد المسافرين أنهم عرب وطلبوا منهم تعريف أنفسهم قبل الصعود الى الباص.
يدعي السائقون أن الشرطة لا تتعامل بجدية مع الهجوم عليهم. وكما أفاد السائق أمجد عريقات فان الشرطة لا تتدخل واحيانا تستجيب بعد ساعة من الابلاغ عن الحادث.
أجرت لجنة العمل في الكنيست في الاسبوع الماضي نقاشا حول الموضوع حيث قال أحد السائقين، علاء جلاجل، الذي هوجم في تاريخ 4 آب وهو اليوم الذي حدثت فيه عملية الدهس في شموئيل هنفي، تحدث ايضا عن اهمال الشرطة: «أغلقوا الطريق علي بسيارتهم وأرادوا الصعود الى الباص لضربي، أرادوا قتلي. نجحت في الفرار وأوقفتني الشرطة لسبع ساعات بزعم أنني استخدمت الغاز المسيل للدموع، وبعد سبع ساعات قالوا لي إنني استطيع العودة الى البيت، قلت إني أريد تقديم شكوى، لكن الشرطي قال لي إذهب الى البيت أو نقوم باعتقالك، وعندها ذهبت».
وتنضم شهادة محمد عسكر الى باقي الشهادات: «قبل شهرين رموا علي الحجارة، اتصلت بالشرطة لكن أحدا لم يهتم بالامر».
حسب السائقين فان «ايغد» ايضا غير مهتمة بالحفاظ على سلامتهم. «قلنا لادارة الشركة أن تتحدث مع الحاخامات في هار نوف، بل ووقف السفريات الى هناك بضعة ايام لكنهم رفضوا، أنا غير مستعد للموت من اجل «ايغد» «، قال أحد السائقين.
حسب اقوال عضو في مجلس بلدية القدس ومسؤول عن ملف المواصلات، تمير نير «قبل 25 عاما بعد العملية في خط 405 تقرر الفصل بين السائقين والمسافرين، ولم يحدث شيء سوى الكلام». وأضاف نير «أنا لا أريد أن يقوم السائق باعطاء الباقي اثناء السفر، هذا ليس موضوعا امنيا فقط بل هو موضوع يتعلق بالسلامة العامة».
حتى يتم التقرير في هذا الشأن، وحتى يتم وضع جهاز لاعطاء التذاكر، فان السائقين سيستمرون في التفاعل والتواصل مع المسافرين. يدرسون في ايغد والشرطة حلولا اخرى تشمل وضع كاميرات في الباصات وزيادة عدد الشرطة في الاماكن التي فيها حوادث كهذه.
في منظمة «قوة للعمال» التي فيها اعضاء سائقي «كافيم»، يطالبون بتشديد العقوبة ضد من يهاجم السائقين، واقامة حماية تضمن السرعة في التدخل.
قيل لنا من قبل شرطة القدس: «إن شرطة القدس تعمل بمهنية تجاه كل شكوى بدون أي تجاهل، وتعمل بتعاون كامل مع ادارة ايغد في القدس وأمن ايغد.
كل شكوى تم تقديمها عولجت فورا بالتعاون مع ايغد في الاماكن التي فيها أكثر من شكوى واحدة، وهذا النشاط أدى الى تراجع الاحداث. وتم ارشاد سائقي ايغد من قبل الأمن في الشركة، ويعرفون أنه في كل حادث يجب الاتصال بالرقم 100، ونحن نعالج الامر بفعالية ومهنية».

المتحدثة باسم ايغد قالت: «عادت الباصات في القدس الى العمل بشكل منتظم. والشركة تؤمن بالتعايش وهي تعمل على تجنيد وتدريب سائقين جدد ايضا من الوسط العربي، من اجل ملء الصفوف.

وتستنكر ايغد كل ظاهرة عنيفة وبالذات اذا كانت تجاه من يخدم الجمهور. للأسف فانه في الاونة الاخيرة الحديث عن ظاهرة سلبية لا تقتصر على القدس ولا تميز بين دين أو أصل أو جنس السائق. وتدعم الشركة السائقين وعائلاتهم وتثق بالشرطة التي تعرف كيف ستعالج هذه الظاهرة».

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هل أنتهى عصر نتنياهو؟
مؤسسو الصهيونية كانوا علمانيين وقاموا بدورهم بينما بينيت يريدنا أن نعودللقيم اليهودية

بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

هرتسوغ ولفني نزلا معا من غرفة جانبية محاطين بمرافقة مبالغ فيها من المساعدين ورجال الأمن، والصوت الذي لا لزوم له من قبل اشخاص من حزب العمل تمت دعوتهم للقاء من اجل غناء «هو ها من الذي جاء، رئيس الحكومة القادم». لبس الاثنان ملابس متشابهة، بدلة عمل سوداء وقميص ابيض. كان هذا جريئا، وقد تذكرت فيلم «الاخوين بلوز» من انتاج جون بلوشي ودان أكرويد والذي تدور قصته عن مغنيين توأمين بالملابس وخرجا في مغامرة معا. هرتسوغ ليس بلوشي ولفني ليست اكرويد، لكن خروجها الى الطريق المشتركة مغامرة بالفعل.
لا يوجد بعد اسم للقائمة الجديدة. قيل لي إن اسمها المؤقت سيكون «المعسكر الوطني» أو «هتكفاه» أو «هعفوده بِتنوعه» أو ببساطة «تسيبي بوج».
عموما كانت هذه خطوة سياسية ايجابية، من اعراض العملية الانتخابية التي ستكون محفزة. شخص واحد كان يستطيع أن يكون الخطابة لابنة ايتان لفني من الايتسل لابن حاييم هرتسوغ من الهاغاناة: بنيامين نتنياهو. الى هذا الحد قوته كبيرة. وهناك من يقول إن قواه لم تستنزف بعد. فمن شأنه في وقت من الاوقات توحيد لبيد وكحلون، أو أحدهما مع ليبرمان، أو ثلاثتهم.
المشترك بين جميع هؤلاء السياسيين هو الشعور أن عهد نتنياهو قد انتهى. ليس الحديث عن خلافات ايديولوجية أو التحفظ المسبق: وراء كل واحد منهم سنوات من العمل مع نتنياهو، في نفس الحزب أو نفس الحكومة. ايضا ليس الحديث عن حادثة وحيدة، فجائية، شيء يشبه الفيضان في ينابيع النقب. الحديث عن عملية طويلة. ست سنوات متواصلة في السلطة فعلت فعلها تجاه نتنياهو وزملائه. فتراجعت سلطته، وتراجع أداءه، حواسه السياسية تراجعت، ومل من وزرائه ووزراءه ملوا منه. وأول من لاحظ التدهور واستقال كان وزراء حزبه، كحلون وساعر. ليبرمان لاحظ وبقي بشروطه، لبيد ولفني أصبحا منفصلين عنه.
إعتاد اريئيل شارون القول إنه اذا كانت الوظيفة تثقل عليه فانه ينظر الى الطابور الطويل لاولئك الذين يريدون وراثته، فيصحو، يرى نتنياهو الطابور ويخاف. هكذا فقط يمكن تفسير الخطوات الاخيرة له، تأييده لقانون ضريبة قيمة مضافة صفر للشقق السكنية الذي تحول الى معارضة، ومعارضته لقانون ضريبة قيمة مضافة صفر للمنتوجات الغذائية التي تحولت الى تأييد والاصلاحات في التعليم والصحة التي تمت المصادقة عليها والغاءها في نفس الوقت، تأييده للميزانية والتراجع عن ذلك. المواطنون يتخذون قراراتهم حسب خطط الحكومة: يشترون الشقق، يتوقفون عن تعليم البسيخومتري، يقارنون التأمين الصحي. وعندما تتصرف الحكومة مثل السكران يتم القاءهم على قارعة الطريق، يستطيعون تحمل قيادة بدون رؤيا لكنهم لا يستطيعون تحمل قيادة متعرجة، قيادة تنغص عليهم حياتهم.




الكارثة التي فيما بعد

حتى انقلاب عام 1977 كانت في الدولة مرساة سلطوية واحدة فقط: مباي. تشكلت حكومات وذهبت، تشكلت ائتلافات وتفككت، ولكن على رأسها جميعا كان حزبا واحدا. والانقلاب خلق مرساتين: يمين ويسار، ليكود وعمل. أعطيت السلطة لأحد الحزبين أو انقسمت بينهما. أما الباقي فكانت احزاب ثانوية.
أقام شارون حزب كديما على أمل تحويله الى مباي الجديد. المحاولة لم تنجح. بقينا مع اسطول كبير من الاحزاب الثانوية، بدون مراسي، بدون سفن مع سارية. كل واحد يستطيع أن يصرخ «هو ها» ويعلن أنه رئيس الحكومة القادم. الفوضى السياسية ستتحول الى مبتزين ومن يتم ابتزازهم. كل حزب سيدعي أنه كفة الميزان ويبتز رئيس الحكومة حتى النهاية. ومشكلات الحكومة السابقة ستكون قمة السلامة مقارنة مع الحكومة القادمة. هرتسوغ ولفني يريدان تجاوز هذا الامر.
نتنياهو هو الذي قرب بين هرتسوغ ولفني: الانقسام السياسي وفر لهما الدافع المشترك، والاستطلاعات قامت بعمل الباقي. قصة الغرام التي تتشكل وصفت هنا بشكل موسع في يوم الجمعة الماضي.
كان الاثنان معا في نهاية الاسبوع في فندق «فيلارد» في واشنطن، في منتدى سبان. تم سماعهما وتصويرهما مثل زوجين في شهر العسل. وعندما نزلا عن المنصة قلت للفني: تستطيعان تقاسم رئاسة الحكومة. وقالت لي أول أمس إنها تريد أن تُدفن في ذلك المكان، وكان التقاسم سريا بينها وبين شركائها من حزب العمل.
تقاسم السلطة هو ما يريده الجميع الآن. هكذا هو الامر عندما لا يوجد ملك في اسرائيل، لكنهم يزعمون أنه يوجد الكثيرين من اجل التاج. من ساعد لفني على تحقيق تقاسم السلطة كان يئير لبيد. عندما عادت الى البلاد في يوم الاحد فتح معها لبيد جولة من المحادثات الماراثونية. «إنتظري»، قال لها، «أنا وكحلون سنذهب معا وأنت ستكونين معنا». كحلون حسب ما يقول مقربوه لم يُبد تلهفا. «لماذا أذهب مع لبيد»، سأل بعض السياسيين البارزين من مركزه ومن الليكود، التقوا معه، وكل واحد منهم اهتم بتقاسم السلطة. وفي جميع الاحوال ليس متوقعا أن يقرر كحلون الآن وانما بعد شهر أو أكثر قريبا من موعد تقديم القوائم.
هناك من اقترح على لفني الانتظار، وهي اعتقدت عكس ذلك. وخافت من أنه اذا انتظرت فان الفرصة التي وجدت بسبب الاتفاق الآخذ في التبلور مع هرتسوغ ستضيع. أما هرتسوغ الذي تابع محادثاتها مع لبيد بقلق فقد وافق على أن يقاسمها رئاسة الحكومة وساعدته في ذلك الاستطلاعات التي قالت إن هذه الصفقة جيدة.
قال شمعون بيرس عن الاستطلاعات أنها مثل العطر. من الجيد شمها ولكن ممنوع شربها. وفي المرحلة الحالية للعملية الانتخابية فهي ليست عطرا حتى، والناخبون لم يعيشوا بعد أجواء الانتخابات – لكن الانباء التي تتحدث عن الاستطلاعات مهمة جدا لأنها تخلق الزخم. ثلاثة استطلاعات وضعت على طاولة هرتسوغ، وجميعها قالت إنه بدون لفني سيحصل حزب العمل على أقل من عشرين مقعدا، ومع لفني على أكثر من عشرين. وجاءت الزيادة على حساب لبيد وميرتس، لفني لا تزيد الاصوات لدى لبيد. إنه يحاجة اليها فقط من اجل إبقاء هرتسوغ تحت العشرين.
الامتحان الكبير لتحالف لفني هرتسوغ سيكون في الاستطلاعات الجديدة. اذا أشارت الى صعود حقيقي في حجم القائمة المشتركة، فانه يمكن الاستمرار في الصعود على حساب احزاب من الوسط واليسار. اذا لم تكن الارقام ملفتة فان فرص نجاح هذا التحالف ستقل بما يلائم ذلك.
اعضاء حزب العمل الذين وصلوا الى القاعة تنحنحوا عندما سمعوا هرتسوغ يتحدث عن اتفاق تقاسم السلطة، فقد توقعوا أكثر. ومن كثرة التوقعات نسوا الطريق التي يحتاجها حزبهم من اجل الوصول الى تقاسم السلطة، وأن يكون حزب العمل هو الحزب الأكبر في المعسكر، أن يقوم بتشكيل الحكومة المعقدة من ليبرمان حتى درعي، ومن كحلون حتى ميرتس، وقيادتها لمدة عامين بنجاح وتقاسم السلطة هو المشكلة الأقل صعوبة بالنسبة لهم.
قال ايتان كابل الذي كان من وراء الاتفاق إن اعضاء حزبه يُذكرونه احيانا بمشجعي مكابي نتانيا الذين يتحدثون عن الايام الكبيرة لشبغلر وماكنس وهم يغمضون أعينهم كي لا يشاهدوا حالة الحزب الصعبة اليوم.

لا يوجد سلام

قيل الكثير من الكلمات خلال المؤتمر الصحافي للاثنين أول أمس، ولم تُقل كلمة واحدة: السلام. ليس من قبل هرتسوغ ولا من قبل لفني. قد تكون قيلت مرة واحدة وقد تكون لم تُقل. لفني التي كان السلام عنوان حربها، وسبب ذهابها الى السياسة، فضلت اخفاءه في الطريق الى المؤتمر الصحافي.
لا أقول ذلك انتقادا لها: على العكس. لو وعد الاثنان بأن الحكومة برئاستهما ستوقع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين لكانا يخدعان بذلك الناخب. اتفاق كهذا لن يتم توقيعه في المدى المنظور. واحتمالية أن تتجدد المفاوضات ليست كبيرة. أبو مازن سيذهب الى مجلس الأمن، والى المحكمة الدولية ومؤسساتها في لاهاي، ومن هناك سيقوم بادارة صراعه، وقد يستقيل. حكومة معتدلة في اسرائيل تستطيع مضاءلة الاضرار ومنع العزلة الدولية وتجميد المستوطنات. وهذا ليس بالشيء القليل. اذا استطعت، كما وعد هرتسوغ أن تتكلم قليلا وتفعل كثيرا، فانك تستطيع أن تواجه الوضع بشكل أفضل، حول التهديد الإيراني، حول حزب الله، حول حماس وموجة الإرهاب في الضفة، سوف تُدار بشكل أفضل، على الاقل في البداية. في الساحة الداخلية ستكون ملزمة بتبني برنامج اجتماعي واضح وإلا فانها ستخسر ناخبيها فورا.
لن تأتي بالمُخلص ولن تُنزل لنا القمر، ولا يجب بناء الكثير من التوقعات. سوف تتشكل، هذا اذا تشكلت، حول هدف مشترك واحد، فقط ليس بيبي، وعند تحقيق الهدف فان القوة المتحالفة ستختفي. وسيكون التحدي كيف يمكن ادارة ما سيتم توقعه.
تحدث هرتسوغ عن ثلاثة رؤساء حكومة الذين حسبهم ستعمل القائمة الجديدة: بن غوريون، بيغن ورابين. هذا يُسمع جيدا، ولكن من الصعب تنفيذه. لفني وهرتسوغ سيتدبران أمرهما أكثر اذا تركا الاموات وشأنهم.

درس في القوة

امتحان القيادة الاول لهرتسوغ سيكون المصادقة على الاتفاق في مؤسسات حزب العمل. اذا لم تُخيب الاستطلاعات الآمال فانه سينجح في هذا الامتحان بسهولة. وسيتعلم درسا حول قوة القائد.
بعض الاعضاء سيلوون أنوفهم والبعض سيتحدثون في أذن المراسلين، ولكن عدد قليل سيكون مستعدا لحرق النادي. سيحرقونه فقط اذا لم يستطع هرتسوغ اعادتهم الى السلطة.
الامتحان القيادي للفني سيكون في ملء الاماكن التي ستعطى لها في القائمة، إنها ليست ملزمة بشيء لاعضاء الحركة الخمسة في الكنيست، وهم ليسوا مدينين لها وكل واحد حر في الذهاب في طريقه. تستطيع احضار اشخاص جدد لاغناء القائمة المشتركة وقد يستقطبوا من اجلها مصوتين. البروفيسور مناويل تريختنبرغ هو الأبرز من بينهم الذي يستطيع أن يشغل المربع الاقتصادي، وهناك آخرون. كل شيء يتعلق بها (شاؤول موفاز سينضم بترتيب خاص به مع حزب العمل بدون أية علاقة مع لفني. وقد يتنازل عن الكنيست على أمل تعيينه وزيرا).

من الذي يؤمن؟

في واشنطن سيخرج هذا السبت ببطء. غيوم ثقيلة تغطي السماء، والنجوم مختبئة وراءها. رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينيت، يغلق السبت، وبعدها ينزل بمسيرة الى قاعة فندق «فيلارد»، القاعة التي استضافت في ايلول 1993 حفلا فاخرا على شرف ياسر عرفات. رجال الجالية اليهودية حاربوا من اجل حقهم في المشاركة في الحدث: كانوا مستعدين.
«العالم ليس عادلا دائما»، يقول بينيت من فوق المنصة. ويتحدث الامريكية بطلاقة، وبانفعال شديد وبحركات يد واسعة وبضحكة مدوية مثل مرشد في بني عكيفا فُرض عليه تدريب اطفال من ذوي صعوبات التعلم. بين الجمهور يجلس اعضاء كونغرس ورجال حكم وصحافيين واشخاص يعرفون الصراع عن كثب. الجمل التي سأقوم باقتباسها هنا هي اختصارات.
«أنتم تؤمنون أنه يجب علينا اعادة المناطق. أنا لا اؤمن وشعبي لا يؤمن. شعبي يعتقد أن هذه ستكون كارثة وطنية».
«ماذا عن المشكلة الديمغرافية؟»، سأل مارتن اينديك، مبعوث الادارة الامريكية السابق في المفاوضات. «المشكلة الديمغرافية هي أسطورة». قال بينيت واقترح على الجمهور اخراج غزة من الحساب.
وقال: «اسرائيل ليست المناطق. أي زائر غريب لا يتحدث معي عن المناطق. اسرائيل هي هاي تيك. هي ويز». وحدثهم عن الاستحداث الأول الذي قام بادارته، والذي فشل فشلا ذريعا، «قمنا بتغيير المنتوج»، واقترح عليهم التعامل بنفس الطريقة مع جهودهم للتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين.
٭ سأله مارتن اينديك، لماذا قلت عن كيري أنه لاسامي؟
٭ «هذا حدث عندما طلب اطلاق سراح قتلة»، أجاب بينيت. لقد تفاخر بأنه المسؤول عن دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة، والحرب ضد الانفاق. روايته كانت نصف الحقيقة، في أفضل الحالات. عندما تحدثت الاستخبارات عن الانفاق قبل العملية لم يستمع: في البداية اقترح الدخول الى غزة من اجل الانتقام لموت الشبان الثلاثة وليس من اجل حل مشكلة الانفاق؛ وركب الموجة فيما بعد واستغلها لاهدافه السياسية.
٭ سأله اينديك حول ماذا ستكون الانتخابات؟
٭ «ستكون الانتخابات حول السؤال هل تتبنى اسرائيل سياسة القوة أم سياسة الانهزام»، أجاب بينيت.
٭ لماذا يؤيد حزبك الشبان؟ سأله اينديك.
٭ «مؤسسو الصهيونية كانوا علمانيين وقاموا بدورهم. وبعد 100 عام من الصهيونية آن الأوان للعودة الى القيم اليهودية».
وضع الامريكيون رأسهم في الارض، لكن بينيت لم يهتم. وتحدث الى ناخبيه في اسرائيل. سيعرفون أنه يهودي متفاخر، سافر من اجلهم الى امريكا ووقف في العاصمة، في معقل العدو، على بعد شارعين من البيت الابيض، ووجه الضربة للامريكيين.
قد يُسمع هذا الامر على أنه غريب، إلا أن هناك من يتمنى في الادارة الامريكية أن يكون بينيت رئيس الحكومة الاسرائيلية القادم. هذا رأي أقلية لكنه يشير الى اتجاه الاجواء. سمعت تحليله من مصدرين في واشنطن. نحن، يقولون، يئسنا من الضغط على اسرائيل، وليقم بذلك الاوروبيون. سيكون من السهل عليهم معاقبة اسرائيل عندما يكون على رأسها بينيت وليس هرتسوغ مثلا. أو حتى نتنياهو.
عندما يسمع الامريكيون بينيت يتذكرون أفلام «هاري الملوث» للممثل كلينت إستوود. «صنع لي يومي»، هذا ما اعتاد ضابط الشرطة هاري على قوله للخارج على القانون المناوب. بينيت يصنع لهم اليوم.
انفعال بينيت حقيقي. توجد فيه ميزة الشاب الذي يمر في مرحلة البلوغ، مرشد في حركة شبابية. ولكن عندما تجذب هذه البساطة الشبابية عشرات آلاف المصوتين الشباب، وعندما تُدخل الى الحكومة والكنيست خردليين مهمين، عبيد للحاخامات الذين يعانون من العنصرية، وكراهية الآخر، والاصولية الدينية والقومية، وتعتبر كلامها التحريضي «قيم يهودية»، وعندما تأخذ من السلطة ملايين الشواقل لاهداف غير صحيحة، اهداف لم يقرأ عنها الناخبون الشبان في الفيس بوك ـ فان السحر يتحول الى خداع. وقد يتضح بينيت في أحد الايام مثل الساحر الذي جذب وهو يعزف أولاد المدينة خلفه الى أن أغرقهم في النهر.
يستطيع نتنياهو المغالاة في خطاباته الكلامية، واخافة وتهديد نصف العالم، ولكن عندما يُطلب منه الموافقة على عمل عسكري، فلا يوجد من هو أكثر حذرا منه: لدى بينيت لا يمكن المعرفة. إنه يؤمن بطريقته في الكلام، وهذا خطير.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ