تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 18/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:16 PM
انتخابات تونس

بقلم: دانيال زيسنوين،عن مفترق الشرق الاوسط
الانتخابات للبرلمان والرئاسة في تونس والتي تمت خلال شهر تشرين الثاني تشكل تطورا حقيقيا سواء من ناحية السياسة التونسية أو من ناحية دول المنطقة التي عاشت ايضا «الربيع العربي». تونس التي كانت الدولة الاولى لثورة «الربيع العربي» وطردت زين العابدين بن علي من السلطة في بداية 2011، تعتبر حتى الآن الاستثناء الذي يؤكد القاعدة. وقد اعتبرت تونس منذ سنوات دولة معتدلة، ذات اتجاهات غربية، سكانها مثقفون ويسعى المجتمع التونسي منذ الخمسينيات إلى اعطاء النساء حقوق تُمكنهن من لعب دور حقيقي في المجتمع والسياسة. ورغم أن وجود الانتخابات هو تطور ايجابي. فان العملية السياسية في تونس لم تنته بعد. فما زالت هناك احتمالية لقمع مجموعات متعددة في المجتمع بعد الانتخابات، وايضا خطر تعيين جهات خارجية تابعة للسلطة في جميع مؤسسات الدولة المهمة بعد الفوز في الانتخابات.
الانتخابات للبرلمان والرئاسة هي مرحلة اخرى مهمة وقد تكون الاهم حتى الآن في الجهود التي تبذلها تونس من اجل انشاء بنية سياسية جديدة بعد الثورة. واقامة برلمان جديد هي مأسسة للدستور الجديد لتونس والذي تم تبنيه في كانون الثاني 2014 بعد صراعات كثيرة هددت باضاعة انجازات الثورة. وعلى العكس من مصر وليبيا فان القوى السياسية المتصارعة في تونس – الإسلاميين الممثلين بحركة النهضة، والعلمانيين الذين توحدوا في حزب نداء تونس – اتفقت على النقاط المهمة، والامتناع عن اساءة الوضع السياسي والاتفاق على الدستور الجديد. إلا أن هذه العملية التي بدأت بعد انتخابات المجلس التشريعي في تشرين الاول 2011 ارتبطت بالتوتر والاختلاف في الآراء بين الاطراف المختلفة، الامر الذي أدى بالمفاوضات إلى ازمة في صيف 2013، وكانت الذروة في المظاهرات التي اندلعت ضد الحكومة برئاسة النهضة التي تشكلت في تشرين الاول 2011 وكانت مخولة بصياغة الدستور وبناء عملية انتخابية جديدة في الدولة. والتوقعات العالية للشعب التونسي في أعقاب الثورة لم تتحقق، خاب أمل التونسيين من حزب النهضة حيث لم يتم التغيير المتوقع، بالذات في المجال الاقتصادي، واسقاط الاخوان المسلمين في مصر شجع العلمانيين في تونس على الانتظام من اجل طرد الإسلاميين من السلطة. إلا أنه وعلى الرغم من التقارب الفكري بين النهضة والاخوان المسلمين في مصر، فقد شدد حزب النهضة على مدى السنوات على طرح افكار معتدلة في مسائل مثل دور الدين في الدولة، وأعلن رئيس الحركة رشيد الغنوشي قبل الانتخابات في عام 2011 عن التزامه بالديمقراطية وتعهد بالعمل على تحسين مكانة النساء والحفاظ على الاستقرار السياسي في الدولة. وادعى خصوم النهضة السياسيين أن هذه التصريحات ما هي إلا وعود فارغة وأن نوايا النهضة الحقيقية ستتكشف في حال فوزها في الانتخابات باغلبية ساحقة.
لكن وعلى ضوء نتائج الانتخابات في عام 2011 اضطر حزب النهضة إلى تشكيل ائتلاف بالتعاون مع احزاب علمانية، وبذلك وجد الحزب نفسه جزءً من العملية الديمقراطية الاولى في تونس، والحكومة التي تشكلت كانت مكونة من عناصر النهضة وممثلين عن «الكونغرس من اجل الجمهورية» بزعامة ناشط في حقوق الانسان، منصف المرزوقي (الذي عين في منصب رئيس الدولة) وممثلين عن حزب التكتل، وهو حزب وسط يسار جديد وقد حصل على انجازات لافتة في الانتخابات، وكان هذا ائتلاف غريب بدون قواسم مشتركة بين جميع الاطراف. وقد كانت في الماضي علاقات بين اتباع المرزوقي وبين حزب النهضة، وحين أصبح الحزب في السلطة سعوا إلى التواصل معه. تعهد النهضة بالابقاء على الديمقراطية والحفاظ على المؤسسات التونسية المعتدلة، والتعايش مع معارضة علمانية طالبت بطردهم من السلطة والخوف من أن يكون مصير الحركة الإسلامية مثل مصير الاخوان المسلمين في مصر، كل ذلك دفع زعماء النهضة إلى التنازل والاستجابة للوساطة التي قامت بها النقابات المهنية، وتم الاتفاق على اقامة حكومة جديدة تكون حكومة تكنوقراط، وبدأ حزب النهضة بعملية مراجعة داخلية استمرت طوال الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية في بداية تشرين الثاني من اجل تحسين فرصه في المستقبل. هذا التغيير السياسي لم يكن حل وسط، وانما جهدا لتشكيل وحدة وطنية. حوار وتضامن بين المجموعات المختلفة في الدولة.
في مقابل النهضة وقفت حركة سياسية علمانية جديدة هي «نداء تونس» بقيادة السياسي التونسي العريق باجي قائد السبسي (87 سنة)، وتعهدت الحركة باصلاح تونس واعادة احترامها الضائع. السبسي ومعه اشخاصا كانوا في ايام نظام إبن علي أكدوا على تجربتهم الكبيرة في ادارة الدولة ووعدوا باعادة أمجاد الماضي لتونس، وحسب نتائج الانتخابات البرلمانية فان معظم الناخبين التونسيين قد أعطوا اصواتهم لحزب السبسي، الذي فاز بـ 85 مقعدا من أصل 217. وفاز النهضة بـ 69 مقعدا، الامر الذي يشير إلى استمراره في الحياة السياسية. وقال المراقبون إن التصويت لصالح حزب السبسي يعزز من فرص نجاحه في الانتخابات على رئاسة الدولة، والتصويت لم يأت بالضرورة تأييدا للحزب العلماني وانما احتجاجا على حزب النهضة. حزب السبسي لم يقدم بعد الخطط حول كيفية التغلب على مشاكل تونس الملحة. إن المصاعب الاقتصادية ونمو الجهات السلفية المتطرفة من شأنها أن تؤثر على عمل الحكومة التونسية الجديدة والتي ستكون حكومة ائتلافية، وهناك اصوات تنادي باقامة حكومة وحدة وطنية بمشاركة النهضة.
الانتخابات الرئاسية في نهاية تشرين الثاني عكست اتجاهات مشابهة، ففي الجولة الاولى لم ينجح أحد من المرشحين في الحصول على نسبة كبيرة، لذلك ستكون هناك جولة انتخابية ثانية في نهاية كانون الاول، وقد قرر النهضة عدم ترشيح مرشح خاص به لرئاسة الدولة خشية من تأثير هزيمته على مكانته. والعدو الاساسي للسبسي هو الرئيس الحالي منصف المرزوقي.
صحيح أن التأييد للمرزوقي قد تراجع على خلفية المشاكل الاقتصادية، لكن مع ذلك فان الكثيرين من مؤيدي النهضة قد صوتوا للمرزوقي في محاولة لهزيمة السبسي، حيث يدعي حزب النهضة أن حزب السبسي هو محاولة لاعادة السلطة القديمة، ويجب عمل أي شيء لمنع ذلك. هذا ادعاء مبالغ فيه، صحيح أن شخصيات من حزب السبسي كانت في النظام القديم إلا أن هذا الحزب «نداء تونس» هو عبارة عن ائتلاف الكثير من القوى والاحزاب المهمة، ويعتقد المحللون أن الحزب اذا فاز في الانتخابات الرئاسية وقام بتشكيل الحكومة ايضا فسيكون من الصعب عليها ايجاد حلول عملية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية لتونس. ادعاء آخر يقول إن هذا حزب الشخص الواحد، وباستثناء السبسي لا يوجد للحزب ما يقدمه للجمهور.
على ضوء المصاعب التي تمر بها تونس هناك شك حول مدى نجاح الثورة، فمن جهة أدت الثورة إلى تغيير النظام واسقاط حكومة النهضة بطرق سلمية، ويعتبر الغرب أن هذا تقويم للخطأ الذي حدث وهو صعود حزب النهضة إلى الحكم في عام 2011. منتقدو «نداء تونس» يقولون إن الخشية هي أن يعيد هذا الحزب النظام القديم إلى تونس.
في جميع الاحوال فان الانتخابات في تونس هي انجاز مهم بالنسبة لهذه الدولة. عملية التصويت (باشراف ورقابة دولية) مرت بدون أخطاء. وقد قبلت جميع الاحزاب قرار الناخب، ويمكن القول بحذر إن تونس تقيم نظاما ديمقراطيا عربيا، وهذا مقبول على الجهات الإسلامية التي هي شريك في العملية السياسية في الدولة. والسؤال الذي لم تتم الاجابة عليه بعد هو: هل هذه العملية السياسية ستشق الطريق من اجل حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في تونس؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ










جميعهم مقلوب على المقلوب
الاحتجاج ضد طريقة لفني تجاه نتنياهو في برنامج «وضع الأمة» مردود عليه بأن البرنامج ساخر


بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
1. داني ديان، رونين شوفل وآخرين هم خسارة لليكود. إنه المكان الطبيعي بالنسبة لهم. الليكود هو الحركة السياسية الوحيدة اليوم: ليس قائمة اعضاء أو حزب لقطاع معين، إنما سوبرماركت للافكار وفيه بضعة احزاب. تحدثت في حينه حول المجال الايديولوجي الكبير ـ من موشيه فايغلين وحتى دان مريدور. ايضا مكان الحاخام حاييم أمسالم هو الليكود، الذي هو حركة ليبرالية ولكن محافظة ايضا. في الوضع الاشكالي لطريقة الانتخابات التمهيدية، من الصعب على مجموعات الضغط ومقاولي الاصوات دمج شخصيات جديدة. اذا كان الليكود يريد تجاوز العشرين مقعدا، فيجب أن يسمح بعدة تعزيزات لمقاعد من اجل انعاش قائمة الممثلين للكنيست وتحويلها إلى قائمة جذابة ايضا للجمهور الآخر. لقد فهم ذلك اعضاء الليكود. ومن المؤسف أن محكمة الليكود لاعتبارات لا علاقة لها بالواقع قد مست بالديمقراطية.
2. خروج عضو الكنيست شتفون من البيت اليهودي، وايلي يشاي من شاس يتوقع أن يتسببا بضياع اصوات في المعسكر الوطني. ايضا ميخائيل بن آري واليمين الراديكالي قد يحرقون مقعدا كاملا. يجب الحذر من العودة إلى ما حدث في 1992 بالنسبة للمعسكر الوطني، حيث حظي اليمين على اغلبية الاصوات ولكن ليس اغلبية المقاعد.
قائمة موشيه كحلون يبدو أنها ستكون مفاجأة، مثل يوجد مستقبل في الانتخابات السابقة. ولكن ماذا يستطيع كحلون أن يفعل بقائمته ولم يفعله في الليكود؟ والى أي حد يمكن الاستفادة سياسيا وانتخابيا من خطة اصلاح واحدة في سوق الهواتف النقالة؟ وربما أن السبب وراء التأييد الواسع الذي يحظى به كحلون هو شعار «فقط ليس بيبي».
توأم هذه القائمة هو اسرائيل بيتنا. الورقة الرابحة لافيغدور ليبرمان: إنه مستوطن من مستوطنة نوكديم عندما يكون الامر مريحا له، وهو شمعون بيرس عندما يكون هذا مريحا له. وهو الشخص الذي ينتقدم الصدام مع الادارة في واشنطن، في الوقت الذي أوصى فيه ذات مرة بقصف سد أسوان. وقد أوصى ليبرمان ايضا بالحديث عن الأساس. رجاءً، في العشر سنوات الاخيرة لم نسمع نقاشات جوهرية من قبله (باستثناء شرذمة المجتمع الاسرائيلي بالعرب). وليس صدفة، ليبرمان ليس يمين ولا يسار، إنه يصوت لنفسه. إنه يريد أن يكون رئيسا للحكومة، ما هي القدرات أو الانجازات؟ وحقيقة أنه لا يرفض نتنياهو أو هرتسوغ تشير إلى أي حد هو ملتزم بالمعسكر الوطني.
3. الاحتجاج ضد طريقة حديث لفني تجاه نتنياهو في برنامج «وضع الأمة»، كان الرد عليه أن هذا برنامج ساخر. ولو كان الامر معاكسا لاهتزت الارض، لكن هذا بسبب مرض وسائل الاعلام واليسار ضد نتنياهو. لا يجب عمل قصة من أية جملة. الليكود ليس بحاجة إلى الدعاية الانتخابية، فقط ليبثوا هذه المقاطع.
أعتقد أن الظاهرة الأكثر أهمية وعلى عكس شخوص اليمين الذين جاءوا إلى البرنامج – وتم استغلالهم من قبل المضحكين الاربعة – أن الاربعة قد ساعدوا، بشكل قليل أو كثير، لفني، ورفعوا من مستواها. جاءت لفني وذهبت لفني، هذه المجموعة تجلس جيدا داخل شاشتنا مثل شقيقتها «البلاد الممتازة»، وتحافظ على أن لا يتسلل أي كوميدي من الطرف الغير مرغوب فيه لا سمح الله. هذا هو عمق قصتنا.
لفني ليست هي الموضوع وانما الاطار المشوه الذي عملت من خلاله، النقاش حول كلامها هو حرف عن الظاهرة الأخطر التي ستبقى بعد الانتخابات: مجرد وجود برامج كهذه من طرف واحد فقط. أتركوا لفني وركزوا على شباب وشابات قاموا بسرقة الشاشة العامة.
4. من انتخابات إلى أخرى اللغة العبرية آخذة بالتفريغ من محتواها. «وحدة» كعنوان للانسحاب من حزب من اجل اقامة قائمة جديدة مع احتمال لضياع الاصوات في المعسكر. «كلنا» هو اسم صدفي لقائمة تخرج الاغلبية من العام، «مركز» هو قناع يموه اليسار من خلاله من اجل الحصول على اصوات المحافظين واليمين. سؤال موجه لتسيبي لفني: هل أنت مع تقسيم القدس القديمة؟ والسؤال الاخير للمعسكر الصهيوني – ماذا نقول؟ قد نقول كذلك: لا يوجد صهيونية بدون صهيون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


برعاية الظل
يجب اخراج اليمين المتطرف الذي اتحد مع المسيحاني الديني من السلطة


بقلم رافي رخلفسكي،عن هآرتس
ستة حاخامات تواجدوا في الاسبوع الماضي في مباني الأمة. جاءوا للتشاور حيث كان الامر المركزي هو الحاخام اسحق غنزبورغ.
نعم حاخام قبر يوسف، يتسهار، شباب التلال، باروخ الرجل وتوراة الملك – فتاوى قتل غير اليهود، الحاخام الذي رأى الجيش الاسرائيلي أن تواجده خطير.
لم يكن الـ 60 ألف كلهم من رجاله، لكن روحه سيطرت. في العام الماضي بارك بنيامين نتنياهو مؤتمر غنزبورغ والجمهور لم يعرف.
من وراء هذه العملية الانتخابية، وفوق الحملات الشخصية، يوجد ظل مسيحاني متطرف ثقيل. الشهر الاخير لحكومة نتنياهو وقوة موشيه فايغلين المسيحانية الصاعدة في الليكود هما فقط البداية. ليس صدفة أن حذر رؤساء الاذرع الأمنية مثل شبتاي شبيط وكارمي غيلون مما يظهر لهم كخطر وجودي يهدد اسرائيل – الخطر المسيحاني الداخلي.
يدعي موشيه كحلون ويئير لبيد أنهما سيساعدان المواطنين المحتاجين. أخذ لبيد مصوتي الوسط ـ اليسار وأعطى بينيت الحكومة ليسيطر عليها. كحلون أعلن نفسه الآن كوسط ـ يمين وهو لا يعارض حكومة مع نتنياهو.
حتى قبل سنتين ونصف كان كحلون الوزير الوحيد الذي شارك في اجتماعات فايغلين وتحدث فيها ضد المحكمة. كان مساعده ميخائيل فوأه، نائب فايغلين. قد يكون هذا مجرد انتهازي. ويمكن أن كحلون حول مواقفه وهو لا يقول ذلك من اجل عدم ابعاد مصوتي اليمين. يمكن، ولكن ليس هذا مؤكدا. والآن ايضا اختار كحلون التوقيع على اتفاق الاصوات الباقية مع العنصري ومخالف القانون الذي أدين بضرب ولد، افيغدور ليبرمان.
من يريد تطبيق وعود لبيد وكحلون يجب عليه فعل شيئا واحدا: التصويت لاسحق هرتسوغ والى اليسار. اذا كان نتنياهو الرأسمالي المتطرف هو الذي سيشكل الحكومة – لا يمكن الحلم بابعاد اسرائيل في اتجاه المساواة. وتحت الضغط الدولي ستكون اسرائيل مثل سبارطة أو متسادا في أحسن الحالات. إن الوعود بتخفيض الاسعار – تحت الرأسمالية الراديكالية لنتنياهو، وفي الدولة المنعزلة – هي مجرد خدعة. بدون تحول كامل في اتجاه دولة الرفاه حسب مواقف العمل وميرتس لن يحدث أي تغيير في اتجاه المساواة.
نتنياهو – الذي جلس في حكومته كحلون بدون أي احتجاج ـ حصل بعد قتل رابين على دولة فيها مساواة نسبية. وحول اسرائيل كرئيس حكومة أو كوزير مالية إلى الدولة الرائدة في الفجوات في العالم المتحضر. اسرائيل بحاجة إلى انقلاب. انقلاب من المسيحانية والرأسمالية المتطرفة. لبيد الذي قام بتنصيب بينيت، وكحلون الذي لا ينفي الجلوس مع نتنياهو في الحكومة وقريبا من ليبرمان – لن يستطيعا الحصول على صوت واحد للانقلاب.
يجب أن يكون هذا السؤال الذي يوجه الناخبين لمرشحي وسط ـ يسار في الانتخابات. كان في الكنيست السابقة 40 عضو كنيست ارثوذكسيين. الكثير منهم مسيحانيين. في الكنيست القادمة سيكونون أكثر، والتعرف على العالم المسيحاني الديني الصاعد في الكنيست هو أمر ضروري، لمن يريد عمل التغيير والانقلاب، وبدون ذلك لا يمكن حدوث شيء.
الـ 60 ألف الذين رقصوا في مباني الأمة على انغام المسيحانية يجب أن لا يهنأوا بعد من ظل عدم المعرفة. الاعشاب الضارة تنشأ في الظلام. الشبان الثلاثة الذين يضحكون بفخر والذين اعترفوا أنهم أحرقوا صفوف في مدرسة هم ثمرة العالم الضخم للظلام. بدون كشف العالم الروحاني الثقافي والتعليمي الذي يقوم بانشائهم، لا يمكن أن يتغير شيء.
الكنيست والجمهور في اسرائيل يعرفون من وماذا هم المسيحانيون، والثمن للدمج بين الرأسمالية المتطرفة والمسيحانية العنصرية. الواقع مشبع لمن يريد الكشف عن جذور الخطر. وتحديد لغته ومنطقه، واخراجه من الظل، وتحويل من يقودها إلى غير شرعي. بدون هذه المعرفة لن ننجح. بدون المعرفة سيغرق الجميع في ظلام الحرائق العنيفة والراقصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


نتخابات: الاستقامة والنظافة
على الزعماء المنتخبين الحفاظ على نقاء أيديهم والابتعاد عن الفساد


بقلم: حاييم شاين،عن يديعوت
إن قرار ايلي يشاي الانسحاب من حركة شاس واقامة حزب جديد، يحترم من يحافظ على التوراة ويقدس ذكرى الحاخام عوفاديا يوسف. سنتين من البحث قمت بتخصيصها لشخصية وفلسفة وفتاوى الحاخام، واكتشفت شخصية شجاعة، مستقيمة. الحاخام عوفاديا كره الاعوجاج، حتى وإن كان ذلك لمصلحة سامية ورفيعة، وبالتأكيد كره اعوجاج الشخصيات العامة التي تفعل من اجل مصلحتها وتنظر إلى الأعالي.
في رد شهير قال الحاخام عوفاديا إن منتخبي الجمهور مثل القضاة، ويجب فرض قيم مماثلة عليهم. على منتخبي الجمهور أن يكونوا غير أنانيين ولا يخافون على أموالهم ولا يسعون إلى تجميع هذه الاموال، وأن يبتعدوا عن أية إساءات، والشخص الذي لا يفي باستحقاقات المنصب لا يجب أن يقود الجمهور.
الثورة في بداية طريقها تحتاج إلى مختصين في انابيب المياه وتقنينها، كي يعملوا في خدمتها. وتنتهي الثورة عندما يكف أصحاب المهن عن خدمة الفكرة ويقومون بخدمة أنفسهم. واندحار الثورة يبدأ دائما بفساد المباديء. هذه تراجيديا الثورة الروحانية الاكثر أهمية في عالم اليهودية منذ أكثر من 200 عام، ثورة تمت السيطرة عليها من الأعداء، ومنتخبو الجمهور ملأوا صفحات الجريمة والسجون بدرجة لم يسبق لها مثيل في تاريخ السياسة الاسرائيلية.
في ايام الانتخابات فان الجمهور سيقيس تأييده في حزب يقف على رأسه مجرمون ومشبوهون وصامتون. سؤال ملاءمة القائد ليس سؤالا قانونيا. في سدوم القديمة كل شيء كان قانونيا، ومع ذلك تمت معاقبة ناسها. ممثلو الجمهور يجب أن يكونوا نظيفي الأيدي وبعيدين عن الفساد. من فشل في الاستحقاقات الاساسية لا يستطيع أن يكون قائدا، ومن ينتخب قادة كهؤلاء يشير إلى نفسه أكثر مما يشير إلى قادته. هناك احزاب دينية تحظى بتأييد كبار الحاخامات، يجب عليها التصرف باستقامة. أنبياء اسرائيل كانوا المعارضين الأوائل للزعماء الفاسدين. ونحن أحفادهم لا يمكننا أن نبقى لامبالين عند رؤية مجتمع، بما في ذلك رؤوسه، وزرائه ومستشاريه يتدهورون إلى الفساد. المنتخبون الفاشلون يجب أن يقوموا بترك المكان والابتعاد عن المال العام، فهم لا يستطيعون الاستمرار بوظيفتهم من الناحية الاخلاقية.
هناك انطباع أن الانتخابات القريبة ستتحدث عن الحسابات الشخصية في ظل غياب أساس ايديولوجي، دولة بأكملها يتم جرها إلى الدرك الأسفل وبشكل لم يسبق له مثيل في الانتخابات حتى الآن. يجب على الجمهور في دولة اسرائيل أن يطلب من الزعماء أن يوضحوا ماذا يريدون أن يفعلوا في مجال الطهارة، وكيف يريدون مواجهة الفساد الذي تحول إلى خطر وجودي، وكيف سيوقفون تسلل منظمات الجريمة إلى داخل السلطة.
الديمقراطية ليست أمرا مفروغا منه، إنها بحاجة إلى مبررات واقناع في كل لحظة. من اجل أن تستمر دولة اسرائيل كونها ديمقراطية ومواطنيها مستعدين لمواجهة المصاعب الوجودية والتضحية بأنفسهم، من المهم أن يكون زعماء الشعب اشخاصا مستقيمين وأن تكون لهم طريق. أما المشتبه فيهم جنائيا، واعضاء دير الصامتين، ومن لا ايديولوجيا لهم، لا يستطيعون قيادة الدولة في هذه الايام الصاخبة والعاصفة. تنتظر دولة اسرائيل اياما كبيرة، وليس لدينا الامتياز باضاعتها بالتفكير الضيق والصبياني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


أرض عسل وشرائح
اذا استمر بينيت ومؤيدوه على هذه الحال فستجد اسرائيل نفسها مُعرضة للمقاطعة


بقلم: تسفي برئيل،عن ، هآرتس
لا يستطيع العالم العيش بدون اسرائيل. فاذا توقفتَ عن استخدام المنتجات الاسرائيلية فلن تقوم في الصباح لأن الشريحة في الهاتف المحمول لن تعمل. لن تصل إلى العمل لأنه لن يكون لديك «ويز»، وقد تصاب بنوبة قلبية لأن الجهاز الاسرائيلي الصنع المزروع في قلبك لن يعمل. الخضروات التي تأكلها ستكون سيئة، لأنه لن يكون لديك اجهزة ري بالتنقيط، وحساب البنك سيتم اختراقه من قبل القراصنة.
ستكون هذه الامور حسب اقوال بينيت الضربات العشر التي ستوقعها اسرائيل على العالم، اذا تجرأ على مقاطعتها. وقد قال هذه الامور في الاسبوع الماضي في منتدى سبان، ردا على سؤال حاييم سبان اذا كان مستعدا بأن تقوم اوروبا بقطع العلاقات مع اسرائيل ردا على خطته بضم 60 بالمئة من مناطق الضفة. بينيت جاهز وجاهز جدا. واوروبا الخائفة يجب أن تأمل أن لا يطبق الوزير تهديده الذي سيشل العالم.
حلقت في البداية «إل عال» من كلمات بينيت. ولكن اذا فكرنا قليلا فسنفهم أن اسرائيل حسب بينيت ليست أكثر من مشغل مطور لمنتوجات استهلاكية. ليست ثقافتها ولا نصف ديمقراطيتها، بل وليس كونها ملجأ لليهود، تعتبر اسباب وجودها وأساس احتساب قيمتها في السوق العالمية. الشريحة هي التي تقرر الدولة اليهودية. وحسب رؤية بينيت فلا يوجد لاسرائيل أية افضلية عن أي مبرمج هندي أو صيني يستطيعان تقليد المنتوج الاسرائيلي أو اختراع شيء خاص بهما لا سمح الله. من هنا ليس فقط اسباب وجود اسرائيل تحت اختبار السوق وانما ايضا مدة حياة الدولة متعلقة بسرعة منافسيها.
ورغم الخوف الذي كان من المفترض أن يدخل قلوب مواطني اوروبا والولايات المتحدة، فان موجة مقاطعة اسرائيل مستمرة، وقد انضم هذا الاسبوع الطاقم الاكاديمي في جامعة باركلي، والجمعية الانثروبولوجية الامريكية تدرس هي ايضا فرض المقاطعة، الاتحاد الامريكي لدراسات الشرق الاوسط سمح لاعضائه بوقف التعاون مع اسرائيل، البنك الدانماركي الكبير وضع بنك هبوعليم على قائمة الشركات المقاطعة من قبله، حكومة المانيا تشترط تقديم المساعدة لشركات الهاي تيك بأن لا يتم الاستثمار وراء الخط الاخضر، شبكات الغذاء في اوروبا لا تشتري الخضروات التي تنتج في غور الاردن، صندوق التقاعد النرويجي قرر بيع الاسهم في «البيت معرخوت»، وهذه قائمة جزئية فقط.
هذه المقاطعات لا نشعر بها في كل بيت في اسرائيل. وما زالت بعيدة جدا عن العقوبات التي فرضت على العراق في عهد صدام حسين، أو ايران، ولكن الصورة التي تخلقها تؤثر على كل مواطن، سياح اسرائيليون لا يرون في الآونة الاخيرة نظرات التأييد لأنهم جاءوا من بلاد عسل الشرائح.
الامر المشجع هو أن اسرائيل بدأت بالرد على موجة المقاطعات مثل صدام حسين أو علي خامنئي. صدام كان متأكدا أن العالم على خطأ، وخامنئي مصمم على ابراز القدرات التكنولوجية الايرانية كدليل على تفوقها. والآن بينيت ايضا يضم اسرائيل إلى هذه الدول. واذا استطاع العراق أن يصمد 12 عاما تحت العقوبات، واذا لم تنهار ايران بعد 35 عاما من العقوبات، فان اسرائيل تستطيع هي ايضا الصمود اذا اضطرت إلى بلع كل شرائحها بنفسها.
بينيت ليس انسانا هامشيا، إنه رسول أكثر من 350 ألف ممن لهم حق الاقتراع، وعشرات الآلاف ممن لم يكن لهم هذا الحق في الانتخابات السابقة. يمكن أن يكون شخصية رفيعة في الحكومة القادمة هذا اذا لم يكن رئيسا للحكومة. من الافضل أن يبدأ مواطنو اسرائيل بالاهتمام بأصدقائهم الايرانيين والعراقيين حول كيفية بقاء نظام متأكد من أن الشمس تشرق على دولته من مؤخرته.