Haneen
2014-12-30, 12:17 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 22/12/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
هذا لن يتدبر من تلقاء ذاته
الاتجاه الذي يسير فيه الثنائي نتنياهو ويعلون هو حصول إسرائيل على ما تريد
بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت
إعمار أو انفجار
تقوم حماس باصلاح علاقاتها مع إيران تدريجيا مع زيارة وفد منها إلى طهران
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
غوروديش على قيد الحياة
إسرائيل بقيت كما هي ولم يتغير شيء منذ 1967 ومسموح لها فعل كل شيء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
مسؤولية أوروبا
بقلم:شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
التآمر بالتناوب
تتآمر تسيبي لفني مع أبو مازن وشمعون بيريس من اجل الفوز في الانتخابات
بقلم:حاييم شاين،عن إسرائيل اليوم
الفلسطينيون يبتزون
لا يريدون المفاوضات بل تحقيق انجازات سياسية أحادية الجانب في المحافل الدولية
بقلم:رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم
حماس في مأزق
الجيش الاسرائيلي يعترف بان الوضع في القطاع متفجر والمنظمة على خط الحسم
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
</tbody>
هذا لن يتدبر من تلقاء ذاته
الاتجاه الذي يسير فيه الثنائي نتنياهو ويعلون هو حصول إسرائيل على ما تريد
بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت
لا ينبغي للمرء أن يكون خبيرا في الشؤون الأمنية كي يصل الى الاستنتاج بان المعركة بين اسرائيل وحماس في الصيف الاخير انتهت في اقصى الاحوال بالتعادل.
نذكر فقط المعطيات الجافة: 51 يوما من القتال، 4.258 صاروخا اطلق نحو أهداف في اسرائيل، 735 اعتراض من القبة الحديدية، 5.226 غرة جوية هجومية، تدمير 32 نفق، 74 قتيلا في الجانب الاسرائيلي و 2.200 قتيلا في الجانب الفلسطيني.
وفي نهاية الاسبوع تلقينا تذكيرا هو أيضا لا ينبغي ان يفاجيء احدا: فقد اطلق صاروخ وانفجر في قاطع اشكول. وهذا في الوقت الذي تواصل فيه حماس الاستعداد للجولة التالية من المواجهة الدموية: المخارط لانتاج الصواريخ تعمل والانفاق الهجومية الى الاراضي الاسرائيلية تحفر. كما أن الناطقين بلسان حكومة حماس لا يفاجئون: فالوزير جلعاد أردان وعد بان يكون رد، وبالفعل طائرات سلاح الجو هاجمت يوم السبت اهدافا لحماس.
المشكلة الباعثة على اليأس هي أنه خلف هذر نتنياهو ووزرائه، فان الجمهور الاسرائيلي لا يتلقى جوابا على سؤال بسيط: اذا لم تكونوا ردعتم حماس، فلماذا أدخلتمونا الى حرب لم تكن فيها أهداف استراتيجية؟
في كراس مثير للانطباع نشره هذه الايام معهد بحوث الأمن في جامعة تل أبيب، اجريت محاولة جدية لاجمال حملة الجرف الصامد. ومما كتبه افضل الباحثين تنشأ صورة صعبة. العميد احتياط اوري ديغل كتب ضمن امور اخرى: «حكومة اسرائيل لم تتمكن من استغلال الفرصة الذهبية لاحلال تعاون اقليمي واسع ضد الإرهاب، بسبب الخوف من أن تكون مطالبة بالعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وبسبب رفضها اعطاء العالم العربي مقابلا في شكل اعلان بانها ترى في المبادرة العربية اساسا للحوار والتعاون مع العالم العربي».
ودرج نتنياهو على أن يسجل في صالحه أنه في فترة ولايته لم يأمر الجيش الاسرائيلي بالخروج الى حرب زائدة. كل هذا تغير في الصيف الاخير، بعد أن بات الفهم لدى حماس في غزة، لدى الفلسطينيين في الضفة وفي العالم العربي بشكل عام، هو أن حماس نجحت في هزيمة الجيش الاقوى في الشرق الاوسط.
والان يفترض باصحاب القرار في اسرائيل أن يحسموا بين بضعة بدائل: الاول هو ما يعرضه نتنياه ويعلون وبموجبه لا يوجد حل للمواجهة مع الفلسطينيين وما بقي عمله هو «ادارة النزاع». وبتعبير آخر، تلقي الضربات، تشوش الحياة في الجبهة الداخلية، الخروج الى حملة مع قتلى وجرحى، وشد الاسنان حتى الجولة التالية. بديل آخر هو محاولة وضع أهداف استراتيجية في شكل مفاوضات في اطار تسوية اقليمية، تتضمن انسحابا من المناطق التي تحتجزها اسرائيل منذ 1967 مقابل اقامة دولة فلسطينية مجردة والاعتراف من جانب دول عربية.
ومع أن احدا لا يضمن لنا أن تؤدي مثل هذه المبادرة الى تسوية سلمية مثلما نعرف في اوروبا، ولكن من جهة اخرى، فانه بدون أي مبادرة لا يمكن التقدم وتحسين الوضع.
ما كان ينبغي ان يتضح في الاشهر المتبقية حتى الانتخابات هو مسألة الى اين ستتجه اسرائيل. فالنزاع مع الفلسطينيين لم يتدبر من تلقاء ذاته – وهو أكثر اهمية ومصيرية من سعر الميلكي. ولكن في هذه الاثناء تلقينا في نهاية الاسبوع تذكيرا الى أي اتجاه يسير بنا الثنائي نتنياهو ويعلون. باختصار: ما تختاره اسرائيل، تحصل عليه اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إعمار أو انفجار
تقوم حماس باصلاح علاقاتها مع إيران تدريجيا مع زيارة وفد منها إلى طهران
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
اطلاق القذيفة الوحيدة أول أمس من قطاع غزة باتجاه منطقة اسرائيلية قرب الحدود لا يعكس حاليا تغييرا أساسيا في الوضع الذي نشأ بعد الحرب في نهاية آب. لذلك فان الرد الاسرائيلي جاء محدودا – قصف واحد ضد مستودع لصناعة الاسمنت في جنوب القطاع واعلان جديد أن اسرائيل تعتبر أن المنظمة مسؤولة عن أي هجوم ضدها من غزة. وما زال تبادل النيران يعكس احتمالية التصعيد. وبعد نحو اربعة اشهر على الحرب بقيت غزة طنجرة ضغط على شفا الغليان. اتصالات خاطئة بين الاطراف كما حدث الى حد كبير قبل اندلاع الحرب في الصيف، من شأنها أن تؤدي الى اندلاع سيضع العملية الانتخابية للكنيست في الظل.
يعتقدون في الاجهزة الأمنية الاسرائيلية أن المسؤول عن الاطلاق أول أمس هو حزب فلسطيني صغير. يقولون إن حماس اتخذت خطوات لمنع اطلاق القذائف بعد سقوط القذيفة فورا. هكذا تصرفت حماس في الاشهر الاخيرة التي سبقت اندلاع الحرب في الصيف. وبين الفينة والاخرى تم اطلاق قذيفة وحيدة وحينها تم نقل رسائل مستعجلة لاسرائيل بأن اطلاق القذائف ليس مقبولا على القيادة في غزة. ولكن في الاسابيع التي سبقت اندلاع الحرب في تموز، حدث تغيير تدريجي في نظرة حماس: في البداية قامت منظمات صغيرة بالاطلاق وبعد ذلك منظمات الجبهة التي لاقت دعما وتشجيعا من حماس، وفي النهاية شاركت حماس نفسها، أي قبل الاندلاع الكبير بسبب الافشال الاسرائيلي للتحضيرات لعملية كبيرة عن طريق نفق كرم أبو سالم.
معظم الجهات الأمنية في اسرائيل تتفق على أن السبب الأساسي للتدهور في الصيف كان بالامكان تحديده قبل سنة، في الازمة بين حماس ومجموعة الجنرالات التي سيطرت على الحكم في مصر في تموز 2013، فمنذ ذلك الحين قطعت القاهرة الهواء عن القطاع من خلال الهدم الممنهج والشامل للانفاق واغلاق معبر رفح الى جانب الاغلاق الاسرائيلي. وجد الغزيون أنفسهم في حصار آخذ في الازدياد، وعندما ازداد سوءً وبعد فشل محاولة تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح كي تصل اموال الرواتب الى القطاع، بدأ التدهور الذي أدى الى اندلاع الحرب.
الوضع الآن لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي ساد في بداية تموز. عندما اضطرت حماس الى طلب وقف اطلاق النار في نهاية آب، كانت التوقعات في غزة كبيرة. تم الحديث عن رفع الحصار واعمار غزة من التدمير، وسُمعت ايضا وعود ضبابية حول نقاش مستقبلي لاقامة مطار وميناء في غزة. القليل جدا حدث منذ ذلك الحين. صحيح أنه تم وعد الغزيين بمساعدة اقتصادية بنحو 7 مليارات دولار، ولكن 100 مليون دولار فقط تم نقلها حتى الآن. وحصل في غزة في الصيف تسونامي حقيقي، بسبب عملية الجيش الاسرائيلي. نحوا من 600 ألف منزل أصيبت وهي تحتاج الى الاعمار، 20 ألفا من بينها دُمرت كليا، عشرات الآلاف ما زالوا يسكنون في الخيام. ارساليات مواد البناء بدأت تصل عن طريق اسرائيل، ولكن استخدامها يتم ببطء. والقاهرة ترفض حتى الآن التحرك. معبر رفح مغلق وهدم الانفاق تم تسريعه. منذ اسابيع كثيرة لم يجدد المصريون المفاوضات الغير مباشرة بين الاطراف حول اتفاق بعيد المدى لوقف اطلاق النار.
إن رسالة حماس التي قدمتها في الذكرى السنوية لانشاء المنظمة قبل اسبوع كانت «اعمار أو انفجار». العنصر الكابح في المعادلة – هو قوي اليوم أكثر من تموز – يرتبط بالمعاناة التي حدثت للسكان الفلسطينيين في القطاع. الدمار الذي خلفته الحرب الاخيرة هو الأكثر من أي وقت مضى. ورغم الغضب على اسرائيل ومصر فانه من المشكوك فيه أن سكان القطاع متلهفون الى جولة قتال اضافية.
في المقابل نتنياهو في طريقه الى الانتخابات. وكالمعتاد، توجد فجوة بين الخطابات الكلامية المتشددة لنتنياهو وبين افعاله على الارض. خلال ست سنوات حكم متواصلة لنتنياهو كرئيس للحكومة خرج مرتين للحرب في القطاع.
عمل نتنياهو ذلك بدون رغبة كبيرة. عملية «عمود السحاب» في تشرين الثاني 2012 بدأت عندما كان نتنياهو في ذروة الفترة الانتخابية وتمت مهاجمته في الصحافة من قبل خصومه السياسيين بذريعة أنه لا يدافع بما يكفي عن سكان غلاف غزة. وقد جُرت اسرائيل وراء الحرب في الصيف، كما أعلن وزير الخارجية ليبرمان وبحق. لم تقرر اسرائيل في التطورات، ويمكن الافتراض أنه اذا كانت الامور مرتبطة بنتنياهو فانه سيمتنع عن حرب اخرى في غزة خلال الفترة الانتخابية، خشية من عدم قدرته على السيطرة على الاحداث. ومع ذلك اذا وضعته حماس أمام تحدي مباشر، وهذا سيشكك بنتائج الحرب، فانه قد يحدث التصعيد.
وفي الخلفية هناك تطور يجب الانتباه إليه. حماس تقوم باصلاح علاقتها تدريجيا مع ايران. حتى 2012 كانت ايران وسوريا هما الراعيتان ومزودتا السلاح الأساسيتان لحماس في القطاع.
وقد تراجعت العلاقات بسبب الحرب الاهلية السورية. قام حكم الاسد بتنفيذ مجزرة بحق الفلسطينيين الأخوة. الحركة الأم لحماس والفلسطينيون لا يستطيعون الجلوس بصمت. قامت حماس باخلاء مكتبها السياسي في دمشق، ويجلس خالد مشعل الآن في الدوحة عاصمة قطر، وقد انتقد النظام السوري. وردا على ذلك أوقفت ايران ارساليات السلاح لحماس. وفي الاشهر الاخيرة بدأت تتضح حلول وسط بين ايران وغزة. الايرانيون يمتدحون صمود حماس ضد الجيش الاسرائيلي في الصيف، وتشكر حماس ايران على ارساليات السلاح التي تسلمتها في السابق. في بداية الشهر قام وفد من حماس بزيارة الى طهران، ولاول مرة منذ سنوات يمكن التقدير أن ايران ستحاول استئناف تهريب السلاح الى القطاع. ومثلما في كل مرة ينشط فيها الايرانيون في المنطقة، فان عودتهم الى الصورة في غزة لا تعتبر أمرا جيدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
غوروديش على قيد الحياة
إسرائيل بقيت كما هي ولم يتغير شيء منذ 1967 ومسموح لها فعل كل شيء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
مرة اخرى غوروديش؟ مرة اخرى تلك الحرب؟ توجد مسرحية ممتازة في المدينة، أسرعوا لمشاهدتها، ممنوع أن نفوت غوروديش في المسرح الكامري، ميخائيل هندل زلش قدم أول أمس المديح في موقع الصحيفة. ولكن هذا ليس فقط العرض الممتاز، والاخراج الجيد، والممثل الممتاز، الاضاءة والموسيقى، بل الصلة بالواقع. العرض الذي تم أول مرة في عام 1993 ما زال مناسبا بشكل أكبر في عام 2014. في عام 1993 كان عرضا على الأطلال، كيف كنا ذات مرة: الجنرالات، الفساد، انسداد العقول والعمى. اعتقدنا في حينه أننا تغيرنا، وأن حرب 1973 قامت بمعالجتنا. وأنه لا يوجد غوروديشيين أكثر، ولا يوجد موشيه ديانيين، وانظروا أي كابوس: في عام 2014 عادوا الى هنا وبشكل أكبر، وعمليا هم لم يتركوا أبدا.
لا حاجة الى ذكر جميع نقاط التشابه. في ايام تبرز فيها شبهات لتحرش جنسي وسرقة سلاح واستخدام أموال الصدقة بشكل سيء واخفاء الحقائق من قبل القادة – غوروديش هنا، وبدلا من الجنرال شموئيل غونين حصلنا حسب الاشتباه على العقيد عوفر فنتر الذي يرسل جنوده الى المعركة باسم آلهة الحروب.
وتم استبدال الفنادق بأماكن الاستجمام، والتحرشات الجنسية بالمجندات استُبدلت بالجنود، يوجد انتحار في غوروديش وفي كتيبة تسبار، أما الباقي تقريبا – بقي كما هو. ليس فقط كهانا حي بل غوروديش ايضا، ولكن الفساد في الجيش – قام أحد الضباط بتشبيه ما يحدث في اللواء بما يحدث في منظمات الجريمة – هو جانب واحد من الصورة. والجانب الآخر هو الغطرسة والتعجرف العسكري والسياسي. سميت في حينه غولدا مئير، وتسمى الغطرسة الآن بنيامين نتنياهو. الانجليزية قوية لدى الاثنين. في حينه كان ذلك شرم الشيخ واليوم هو الشيخ جراح، والطريقة نفس الطريقة، اسرائيل هي التي ستحدد كل شيء بناءً على أخطائها – ولا يوجد سواها.
والزمن يعمل في صالحها.
مشاهدة غوروديش تثير التفكير. الى جانب الاستنتاج المفاجيء بأنه لم تؤخذ أي عبرة، يخطر بالبال ايضا التفكير حول أداء الجيش. ما زال ليس بالامكان انتقاد الجيش. جيش كبير من الدعائيين يغطي عليه. حتى عندما تظهر فضائح مثل فضيحة جفعاتي يسارعون الى القول إن هذه استثناءات. عند مشاهدة غوروديش يبدأ تفكير آخر: ليس فقط الحديث عن روح الجيش الاسرائيلي – وانما مساهمة الجيش للدولة والمجتمع تشمل ايضا الفساد والتعالي التي هي جزء من بنيته، التعالي والفساد منذ أيام غوروديش هما جزء لا يتجزأ من سلوك جيش احتلال، واذا اعتقدنا في عام 1973 أننا عولجنا وفي عام 1993 اعتقدنا أن هذه ذكريات – فاننا حالمون.
الاستنتاج واضح: بدلا من الدفاع عن الجيش الاسرائيلي والسياسيين، حان الوقت كي نفهم أن الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب ولا يعكس فقط المجتمع، بل ويشكله ايضا. وقد يكون فساد اهود اولمرت واغتصاب موشيه قصاب نتيجة لغوروديش. والزعرنة في الشوارع والعنف في النوادي وُلدا في غوروديش. لا يمكن الاستمرار في التعاطي مع الجيش كضحية للمجتمع والجنود – كمنفذي أوامر فقط. من تصرف بدون لجام في الجرف الصامد في غزة سيتصرف هكذا في قيادة الكتيبة. والأزعر الذي تصرف بدون لجام في هنيبعل في رفح سيكون أزعر ايضا في بيته. روح الـ 1967 لم تذهب أبدا وهي تقول: مسموح لنا كل شيء في الجيش والمواطنة، في حينه واليوم ايضا.
في احدى ذروات غوروديش يقول أبشتن «نحن نصلي من اجل السلام، نغني اغاني السلام منذ الصغر، السلام، السلام… هل اؤمن أن حكومتي ستفضل المناطق المحتلة على السلام، وتقدم من اجلها المئات والآلاف؟ أنا كوهين، انسان فاسد. أنا اؤمن أن الاجابة نعم». اليوم مثلما في ذلك الحين، لم يتغير شيء. إسدال الستارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مسؤولية أوروبا
بقلم:شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
إن نية فرنسا لبلورة اقتراح قرار في مجلس الأمن يكون بديلا للاقتراح الفلسطيني، هي خطوة مطلوبة من اجل تقدم العملية السياسية بين الاطراف، ولكن يجب أن تشمل تطرقا تفصيليا لجميع القضايا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. أي أن تكون صفقة شاملة تقدم اجابات متوازنة لمطالب الطرفين.
الاقتراح المستقبلي لفرنسا يحمل في طياته بأن يحل محل قرار 242، وبسبب المسؤولية الكبيرة الكامنة في ذلك فعلى المقترحين الامتناع عن تقديم اقتراح منقوص، الذي يتطرق بتفصيل فقط لموضوع انهاء الاحتلال وتبادل الاراضي. أما المسائل الاخرى فلها أهمية لا تقل عن ذلك، وعدم وضوحها سيتسبب بزرع بذور الجمود السياسي القادم. اضافة الى ذلك فان الاقتراح الذي لا يكون واضحا ومتوازنا يكون اقتراحا انحيازيا وسيعتبر تدخلا في عملية الانتخابات الاسرائيلية.
يجب أن تشمل الصفقة ست مسائل مركزية. الاربع الاولى يوجد فيها «هات وخُذ». على اسرائيل أن توافق على موضوع الارض الذي يحدد حدود التقسيم من عام 1967 مع تبادل الاراضي، أما الفلسطينيون فيجب أن يستجيبوا لمطلب نزع سلاح الدولة الثقيل والموافقة على ترتيبات امنية اضافية، مثل استخدام سلاح الجو الاسرائيلي للاجواء الفلسطينية مقابل موافقة اسرائيل على اقامة عاصمتين في القدس، مع ترتيبات خاصة لـ «الحوض المقدس»، ويجب أن يكون الفلسطينيون مستعدين لقبول التعويضات وعودة اللاجئين الى الدولة الفلسطينية على اعتبار أن ذلك تطبيقا لحق العودة.
المسألة الخامسة تتعلق بالتأييد العربي لاقامة الدولة الفلسطينية وتطبيع كامل للعلاقات مع اسرائيل بما يتناسب مع مبادرة السلام العربية. يحتاج الفلسطينيون الى تأييد الدول العربية كراعية لجميع القضايا لأن المسائل الأمنية ترتبط بمصر والاردن، والاماكن المقدسة ترتبط بالاردن والسعودية والمغرب، وموضوع اللاجئين – الاردن ولبنان. أما اسرائيل فان من حقها أن تنعم بثمار السلام وتعزيز العلاقات مع العالم العربي بشكل يساهم في استقرار الاتفاق.
المسألة السادسة ترتبط بالاعتراف المتبادل من قبل الطرفين. اسرائيل يُعترف بها كبيت قومي للشعب اليهودي، وفلسطين يُعترف بها كبيت قومي للشعب الفلسطيني. مع ضمان المساواة لكل المواطنين فيهما.
إن وضع النقاط الواضحة سيوضح للاسرائيليين وللفلسطينيين ما الذي سيختارونه. لا تستطيع القيادات اخفاء مواقفها من خلال شعارات مثل «تنازلات مؤلمة» أو «سلام الشجعان»، ثمن واضح هو عبارة عن ربح وخسارة سيقترن بكل مسألة، وكل المسائل في صفقة واحدة، الامر الذي لن يسمح لبعض الزعماء الاعلان عن الالتزام باتفاق نهائي والمطالبة بالغاء أحد المواضيع. مثلا المطالبة – كما يفعل الاسرائيليون – بأن تبقى القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. أو المطالبة – كما يفعل الفلسطينيون – أن يستطيع عدد كبير من اللاجئين العودة الى دولة اسرائيل.
لا يجب أن يعود الاوروبيون على خطئهم المركزي الذي قام به جون كيري في جولة المحادثات الاخيرة. وحقيقة أنه لم ينجح في بلورة مسودة متفق عليها، وامتنع عن تقديم اتفاق اطار كامل، حولت جهوده الى جهود بلا قيمة. مطلوب من الاوروبيين اليوم إبداء الجرأة واتخاذ قرارات لا تقل صعوبة عن الاطراف المتصارعة، الامر الذي يمكن فعله من خلال اقتراح كامل ومتوازن من شأنه أن يحث الطرفين على التصرف بشجاعة مماثلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
التآمر بالتناوب
تتآمر تسيبي لفني مع أبو مازن وشمعون بيريس من اجل الفوز في الانتخابات
بقلم:حاييم شاين،عن إسرائيل اليوم
يوجد في السياسة الاسرائيلية تناوب دائم في التآمر، تآمر لديه علامات واضحة: الانتقال من حزب الى آخر بناءً على اعتبارات وأهداف شخصية، اجراء المفاوضات السياسية الموازية لمفاوضات الحكومة المنتخبة، وانطلاقا من عدم فهم أساس الطريقة الديمقراطية، والاستعداد لتنازلات كبيرة في الامور الأمنية الاستراتيجية نتيجة للدمج بين السذاجة المقدسة والرؤيا الخاطئة. أستطيع الافتراض أنه بعد نشر نتائج الانتخابات سنلاحظ مؤشرات تآمرية اخرى سيحتاج هرتسوغ الى مواجهتها.
إنتظر ياسر عرفات شمعون بيرس سنوات طويلة. كان مقتنعا أن بيرس سيقدم للفلسطينيين دولة فلسطينية عاصمتها القدس على طبق من فضة كمرحلة اولى على طريق تحقيق حق العودة. والثمن الكبير الذي دفعه مواطنو اسرائيل في حرب التحرير وتحرير القدس حاول عرفات وعصابة المخربين أخذه مجانا، بشيء وكأنه مفاوضات. وخاب أمل عرفات واستيقظ اليهود من الحلم على ثمن دموي كبير.
في هذه الايام نشأ أمل جديد لدى أبو مازن في شخصية تسيبي لفني. يُصلي أبو مازن خمس مرات في اليوم لأن تفوز تسيبي لفني واسحق هرتسوغ في الانتخابات. إنه مقتنع بقدرتهما على التنازل وأنه يمكن الحصول على حدود 1967 في اطار خطته المرحلية. دولة إرهابية تنغص حياة مواطني الدولة وتحولها الى هدف مركزي لتنظيم الدولة الإسلامية.
من اجل نجاح تسيبي لفني ونجاح خطتها الغريبة يسعى أبو مازن والملك عبد الله، حسب ما تقوله وسائل الاعلام، الى تجنيد جون كيري وزير الخارجية الامريكي، وهو رجل جيد وبذل جهودا كبيرة لتقدم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وكان يريد أن ينهي ولايته بانجاز سياسي، وتحاول تسيبي لفني أن تقنع اصدقائها المذكورين أعلاه بتهدئة الخطوات السياسية، لأن الضغط على دولة اسرائيل قد يساعد على استمرار سلطة اليمين، وهي تعِد الجميع بأن المسألة ستكون أسهل بعد الانتخابات وأن الميداليات الذهبية لجائزة نوبل جاهزة للارسال.
توجد مشكلة واحدة حقيقية لشمعون بيرس وتسيبي لفني وأبو مازن. اليهود لا يقبلون الخداع والاكاذيب في كل ما يتعلق بأمنهم. ولا يوجد لليهود طريق للعودة عن أخطاء مصيرية. وكل شخص واعي في اسرائيل يفهم اليوم أكثر من أي وقت مضى معنى العودة الى حدود 1967.
جئنا الى هذه البلاد كي نبني ونُبنى الى الأبد. لم نأخذ اراضي الاغيار، عُدنا الى البيت. وهذه المرة ايضا ستخيب آمال كارهي اسرائيل وستحظى اسرائيل بقيادة مسؤولة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الفلسطينيون يبتزون
لا يريدون المفاوضات بل تحقيق انجازات سياسية أحادية الجانب في المحافل الدولية
بقلم:رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم
حكومة الوحدة لحماس والسلطة الفلسطينية مستمرة في العمل لكسر اتفاق اوسلو من خلال وفد المفاوضات المباشرة، ويسعى الفلسطينيون الى عزل اسرائيل ومحاكمتها في لاهاي، والى انجازات سياسية في الامم المتحدة بطريقة أحادية الجانب، مثل الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الاوروبي واخراج حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، ويفعلون ذلك من خلال زيادة التحريض والعنف والتهديد بانتفاضة ثالثة، تشمل وقف التنسيق الأمني. يقول الحديث النبوي: «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين». ففي المرة الثالثة يكون الامر أكثر إيلاما لهم.
هل فوجيء أحد عندما أعلن أبو مازن أنه لن يعترف بدولة اسرائيل كدولة يهودية؟ الكثير منا يتعاملون بتسامح مع خداع الفلسطينيين، الذين يمارسون الإرهاب ضد مواطنينا ويشتكون ضدنا في لاهاي. هناك من يبرر ذلك بـ «هذا هو نصهم الخطابي من اجل اعتبارات داخلية». يؤمنون بأن الرئيس يسعى الى السلام ويخافون من ضياع هذه الفرصة، وفي المقابل لا يؤمن أي فلسطيني بكذبة السلام التي تُباع لليهود. الوعي الفلسطيني العام هو المقرر، إستمعوا الى صوت فلسطين.
لقد أعلن أبو مازن أنه تنازل عن حق العودة الى مدينته صفد، لكنه قال إن حق العودة مضمون لكل فلسطيني، لذلك ليست لديه صلاحية للتنازل باسمهم. بعد ذلك أضاف أن ستة ملايين فلسطيني، وهو على رأسهم، يصممون على العودة الى «فلسطين المحتلة» والانضمام الى مليون أخ لهم من الفلسطينيين في اسرائيل، لذلك لن يعترف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي (بخلاف اعلان عرفات). من الصعب الحديث مع زعيم يطمح علنا الى العودة الى داخل اسرائيل وتدمير يهودها بالموجات الديمغرافية الضخمة للفلسطينيين. يُقال في صالح تسيبي لفني أنها قالت بصدق في مقابلاتها الاعلامية إنها أخذت غطاءً كاملا من رئيس الحكومة في مفاوضاتها مع الفلسطينيين، لكنها اصطدمت برفض الفلسطينيين التوصل الى اتفاق سلام، وهذا هو السبب الحقيقي لفشل المفاوضات. من المؤسف أن من أجروا معها المقابلات أوقفوها عند هذه النقطة مرة تلو الاخرى.
رفض رجال أبو مازن يحاول تسليط الاضواء على المشكلة الفلسطينية الموجودة على هامش الكارثة الاقليمية – التي تم نسيانها. والانتفاضة المصغرة التي أوجدوها في القدس والمناطق تم تصويرها من جانبهم كرد على تصميم اسرائيل وكرد على استفزازات اليمين. وضيق أفق الأخيرين بتصميمهم على الصلاة في الحرم والتركيز على قانون القومية والاستيطان في المناطق، كل ذلك ساعد أعداء اسرائيل.
اعضاء حكومة الوحدة التابعة لأبو مازن، شركاء حماس في جرائم الصواريخ، الانفاق، الخطف والقتل والعمليات، كلهم سيدفعون الثمن على جرائمهم في لاهاي. في الوقت الحالي يستند الفلسطينيون في خطواتهم على مساعدة بعض الزعماء الاوروبيين الذين يخافون من تهديد الإسلام المتطرف داخليا. في هذه الأجواء يحاول الفلسطينيون أن يبتزوا بشكل أحادي الجانب انجازات سياسية بدون المفاوضات مع اسرائيل.
المحاولة الفلسطينية لخلق التصعيد هدفها إبراز المشكلة الفلسطينية على حساب تقديرات الغرب، الى جانب الدول العربية المعتدلة، ضد حلفاء ايران والبؤر الإرهابية الإسلامية السنية. الآن يهدد الفلسطينيون بتفكيك السلطة وبانتفاضة ثالثة ووقف التنسيق الأمني مع اسرائيل، الذي هو مهم جدا لبقائهم. من يريد أن يُلدغ مرة ثالثة فليحاول.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس في مأزق
الجيش الاسرائيلي يعترف بان الوضع في القطاع متفجر والمنظمة على خط الحسم
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
خمسون يوما ـ وهناك من يحصون واحدا وخمسين ـ امتدت الحرب في غزة، التي تسمى الجرف الصامد. مئة وأربعة عشر يوما استمر الهدوء، باستثناء بضع حوادث متفرقة مرت اسرائيل عنها مور الكرام. وذلك، اضافة الى نار شبه يوميه من سلاح البحرية نحو قوارب الصيادين التي تخرج عن نطاق المياه الذي سمح لها بالصيد فيها حسب اتفاق وقف النار.
يوم الجمعة كان خرق فظ له: صاروخ 107ملم اطلق من غزة نحو اسرائيل. وردا على ذلك، هاجم سلاح الجو معسكر تدريب لحماس في جنوب القطاع. وكان هذا هو أول هجوم لسلاح الجو منذ الحرب في الصيف. وهددت حماس بانها لن تحتمل هجمات اخرى وستضطر الى الرد.
في الاجواء يوجد احساس بالصورة المتكررة، صورة عودة في نفق الزمن للايام ما قبل الحرب. ومثلما في حينه اليوم ايضا، الطرفان غير معنيين بالتصعيد، ولكن من شأنهما مرة اخرى أن يجدا نفسيهما في دوامة تسحبهما نحو دائرة مغلقة من نار الصواريخ – هجمات سلاح الجو – نار الصواريخ وهلمجرا. وحسب كل التقديرات في الجيش الاسرائيلي، ليس لحماس مصلحة في استئناف العنف. كما أن ليس لحكومة نتنياهو – يعلون رغبة في الانجرار الى جولة اخرى، وفي ظل معركة انتخابية قاسية ايضا، تهدد بتنحيتهما عن الحكم.
وضع حماس في اسوأ حال وقد ساء أكثر مقارنة بالفترة ما قبل الحرب. فعزلتها الدولية تعاظمت، رغم قرار المحكمة العامة للعدالة في الاتحاد الاوروبي شطبها مؤقتا من قائمة منظمات الإرهاب. وهذا قرار دوافعه قانونية – فنية ودول الاتحاد أعلنت منذ الان بانها ستعمل على اعادة حماس الى القائمة. وتقف العزلة الدولية في خلاف مع توقع حماس بان تنقذها الحرب منها.
فضلا عن ذلك، تواصل مصر رؤية حماس عدو وحشي وتتهمها بالمساعدة المباشرة وغير المباشرة للإرهاب المحتدم في سيناء لـ «انصار بيت المقدس»، الفرع المحلي للقاعدة، والذي أقسم مؤخرا الولاء لداعش. ان التعاون الأمني – الاستخباري – العملياتي بين اسرائيل ومصر في الصراع ضد حماس وضد الإرهاب في سيناء غير مسبوق.
اما إعادة اعمار القطاع، الذي هو ايضا يفترض ان يكون احد انجازات حماس في الحرب، فلا يتقدم. من 5.4 مليار دولار وعدت بها الدول المانحة بعد الحرب، تم حتى الان تحويل 2 في المئة فقط – نحو مئة مليون دولار. عشرات الاف اللاجئين الذين دمرت منازلهم في القصف، بما في ذلك مئات القادة في المنظمة، يسكنون في الشتاء في الخيام وفي مؤسسات وكالة الغوث. وينقل جهاز الأمن أقل مما ينبغي وببطء اكثر مما ينبغي مواد البناء كالاسمنت والحدود الى القطاع.
عمليا، توجد حماس في خانق اقتصادي، في قدرة عسكرية أقل جدا وفي ازمة اكبر مما كانت عشية الحرب. وفي الجيش الاسرائيلي يعترفون بان الوضع في القطاع متفجر للغاية وان حماس توجد على خط الحسم. فهي من شأنها مرة اخرى أن تصل الى الاستنتاج بان فقط تبادل الضربات مع اسرائيل، حتى لو خرجت عن السيطرة، مثلما في الصيف، هي المخرج الوحيد بالنسبة لها من الشرك الذي تعيش فيه.
من الجهة الاخرى، يوجد أيضا تقدير بانه اذا ما تسارع تحويل الاموال لاعمار القطاع، فلن ترغب حماس في تصعيد الوضع لانه سيكون لها وللسكان، الذين تحتاج الى تأييدهم، ما يخسروه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 22/12/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
هذا لن يتدبر من تلقاء ذاته
الاتجاه الذي يسير فيه الثنائي نتنياهو ويعلون هو حصول إسرائيل على ما تريد
بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت
إعمار أو انفجار
تقوم حماس باصلاح علاقاتها مع إيران تدريجيا مع زيارة وفد منها إلى طهران
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
غوروديش على قيد الحياة
إسرائيل بقيت كما هي ولم يتغير شيء منذ 1967 ومسموح لها فعل كل شيء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
مسؤولية أوروبا
بقلم:شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
التآمر بالتناوب
تتآمر تسيبي لفني مع أبو مازن وشمعون بيريس من اجل الفوز في الانتخابات
بقلم:حاييم شاين،عن إسرائيل اليوم
الفلسطينيون يبتزون
لا يريدون المفاوضات بل تحقيق انجازات سياسية أحادية الجانب في المحافل الدولية
بقلم:رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم
حماس في مأزق
الجيش الاسرائيلي يعترف بان الوضع في القطاع متفجر والمنظمة على خط الحسم
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
</tbody>
هذا لن يتدبر من تلقاء ذاته
الاتجاه الذي يسير فيه الثنائي نتنياهو ويعلون هو حصول إسرائيل على ما تريد
بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت
لا ينبغي للمرء أن يكون خبيرا في الشؤون الأمنية كي يصل الى الاستنتاج بان المعركة بين اسرائيل وحماس في الصيف الاخير انتهت في اقصى الاحوال بالتعادل.
نذكر فقط المعطيات الجافة: 51 يوما من القتال، 4.258 صاروخا اطلق نحو أهداف في اسرائيل، 735 اعتراض من القبة الحديدية، 5.226 غرة جوية هجومية، تدمير 32 نفق، 74 قتيلا في الجانب الاسرائيلي و 2.200 قتيلا في الجانب الفلسطيني.
وفي نهاية الاسبوع تلقينا تذكيرا هو أيضا لا ينبغي ان يفاجيء احدا: فقد اطلق صاروخ وانفجر في قاطع اشكول. وهذا في الوقت الذي تواصل فيه حماس الاستعداد للجولة التالية من المواجهة الدموية: المخارط لانتاج الصواريخ تعمل والانفاق الهجومية الى الاراضي الاسرائيلية تحفر. كما أن الناطقين بلسان حكومة حماس لا يفاجئون: فالوزير جلعاد أردان وعد بان يكون رد، وبالفعل طائرات سلاح الجو هاجمت يوم السبت اهدافا لحماس.
المشكلة الباعثة على اليأس هي أنه خلف هذر نتنياهو ووزرائه، فان الجمهور الاسرائيلي لا يتلقى جوابا على سؤال بسيط: اذا لم تكونوا ردعتم حماس، فلماذا أدخلتمونا الى حرب لم تكن فيها أهداف استراتيجية؟
في كراس مثير للانطباع نشره هذه الايام معهد بحوث الأمن في جامعة تل أبيب، اجريت محاولة جدية لاجمال حملة الجرف الصامد. ومما كتبه افضل الباحثين تنشأ صورة صعبة. العميد احتياط اوري ديغل كتب ضمن امور اخرى: «حكومة اسرائيل لم تتمكن من استغلال الفرصة الذهبية لاحلال تعاون اقليمي واسع ضد الإرهاب، بسبب الخوف من أن تكون مطالبة بالعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وبسبب رفضها اعطاء العالم العربي مقابلا في شكل اعلان بانها ترى في المبادرة العربية اساسا للحوار والتعاون مع العالم العربي».
ودرج نتنياهو على أن يسجل في صالحه أنه في فترة ولايته لم يأمر الجيش الاسرائيلي بالخروج الى حرب زائدة. كل هذا تغير في الصيف الاخير، بعد أن بات الفهم لدى حماس في غزة، لدى الفلسطينيين في الضفة وفي العالم العربي بشكل عام، هو أن حماس نجحت في هزيمة الجيش الاقوى في الشرق الاوسط.
والان يفترض باصحاب القرار في اسرائيل أن يحسموا بين بضعة بدائل: الاول هو ما يعرضه نتنياه ويعلون وبموجبه لا يوجد حل للمواجهة مع الفلسطينيين وما بقي عمله هو «ادارة النزاع». وبتعبير آخر، تلقي الضربات، تشوش الحياة في الجبهة الداخلية، الخروج الى حملة مع قتلى وجرحى، وشد الاسنان حتى الجولة التالية. بديل آخر هو محاولة وضع أهداف استراتيجية في شكل مفاوضات في اطار تسوية اقليمية، تتضمن انسحابا من المناطق التي تحتجزها اسرائيل منذ 1967 مقابل اقامة دولة فلسطينية مجردة والاعتراف من جانب دول عربية.
ومع أن احدا لا يضمن لنا أن تؤدي مثل هذه المبادرة الى تسوية سلمية مثلما نعرف في اوروبا، ولكن من جهة اخرى، فانه بدون أي مبادرة لا يمكن التقدم وتحسين الوضع.
ما كان ينبغي ان يتضح في الاشهر المتبقية حتى الانتخابات هو مسألة الى اين ستتجه اسرائيل. فالنزاع مع الفلسطينيين لم يتدبر من تلقاء ذاته – وهو أكثر اهمية ومصيرية من سعر الميلكي. ولكن في هذه الاثناء تلقينا في نهاية الاسبوع تذكيرا الى أي اتجاه يسير بنا الثنائي نتنياهو ويعلون. باختصار: ما تختاره اسرائيل، تحصل عليه اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إعمار أو انفجار
تقوم حماس باصلاح علاقاتها مع إيران تدريجيا مع زيارة وفد منها إلى طهران
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
اطلاق القذيفة الوحيدة أول أمس من قطاع غزة باتجاه منطقة اسرائيلية قرب الحدود لا يعكس حاليا تغييرا أساسيا في الوضع الذي نشأ بعد الحرب في نهاية آب. لذلك فان الرد الاسرائيلي جاء محدودا – قصف واحد ضد مستودع لصناعة الاسمنت في جنوب القطاع واعلان جديد أن اسرائيل تعتبر أن المنظمة مسؤولة عن أي هجوم ضدها من غزة. وما زال تبادل النيران يعكس احتمالية التصعيد. وبعد نحو اربعة اشهر على الحرب بقيت غزة طنجرة ضغط على شفا الغليان. اتصالات خاطئة بين الاطراف كما حدث الى حد كبير قبل اندلاع الحرب في الصيف، من شأنها أن تؤدي الى اندلاع سيضع العملية الانتخابية للكنيست في الظل.
يعتقدون في الاجهزة الأمنية الاسرائيلية أن المسؤول عن الاطلاق أول أمس هو حزب فلسطيني صغير. يقولون إن حماس اتخذت خطوات لمنع اطلاق القذائف بعد سقوط القذيفة فورا. هكذا تصرفت حماس في الاشهر الاخيرة التي سبقت اندلاع الحرب في الصيف. وبين الفينة والاخرى تم اطلاق قذيفة وحيدة وحينها تم نقل رسائل مستعجلة لاسرائيل بأن اطلاق القذائف ليس مقبولا على القيادة في غزة. ولكن في الاسابيع التي سبقت اندلاع الحرب في تموز، حدث تغيير تدريجي في نظرة حماس: في البداية قامت منظمات صغيرة بالاطلاق وبعد ذلك منظمات الجبهة التي لاقت دعما وتشجيعا من حماس، وفي النهاية شاركت حماس نفسها، أي قبل الاندلاع الكبير بسبب الافشال الاسرائيلي للتحضيرات لعملية كبيرة عن طريق نفق كرم أبو سالم.
معظم الجهات الأمنية في اسرائيل تتفق على أن السبب الأساسي للتدهور في الصيف كان بالامكان تحديده قبل سنة، في الازمة بين حماس ومجموعة الجنرالات التي سيطرت على الحكم في مصر في تموز 2013، فمنذ ذلك الحين قطعت القاهرة الهواء عن القطاع من خلال الهدم الممنهج والشامل للانفاق واغلاق معبر رفح الى جانب الاغلاق الاسرائيلي. وجد الغزيون أنفسهم في حصار آخذ في الازدياد، وعندما ازداد سوءً وبعد فشل محاولة تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح كي تصل اموال الرواتب الى القطاع، بدأ التدهور الذي أدى الى اندلاع الحرب.
الوضع الآن لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي ساد في بداية تموز. عندما اضطرت حماس الى طلب وقف اطلاق النار في نهاية آب، كانت التوقعات في غزة كبيرة. تم الحديث عن رفع الحصار واعمار غزة من التدمير، وسُمعت ايضا وعود ضبابية حول نقاش مستقبلي لاقامة مطار وميناء في غزة. القليل جدا حدث منذ ذلك الحين. صحيح أنه تم وعد الغزيين بمساعدة اقتصادية بنحو 7 مليارات دولار، ولكن 100 مليون دولار فقط تم نقلها حتى الآن. وحصل في غزة في الصيف تسونامي حقيقي، بسبب عملية الجيش الاسرائيلي. نحوا من 600 ألف منزل أصيبت وهي تحتاج الى الاعمار، 20 ألفا من بينها دُمرت كليا، عشرات الآلاف ما زالوا يسكنون في الخيام. ارساليات مواد البناء بدأت تصل عن طريق اسرائيل، ولكن استخدامها يتم ببطء. والقاهرة ترفض حتى الآن التحرك. معبر رفح مغلق وهدم الانفاق تم تسريعه. منذ اسابيع كثيرة لم يجدد المصريون المفاوضات الغير مباشرة بين الاطراف حول اتفاق بعيد المدى لوقف اطلاق النار.
إن رسالة حماس التي قدمتها في الذكرى السنوية لانشاء المنظمة قبل اسبوع كانت «اعمار أو انفجار». العنصر الكابح في المعادلة – هو قوي اليوم أكثر من تموز – يرتبط بالمعاناة التي حدثت للسكان الفلسطينيين في القطاع. الدمار الذي خلفته الحرب الاخيرة هو الأكثر من أي وقت مضى. ورغم الغضب على اسرائيل ومصر فانه من المشكوك فيه أن سكان القطاع متلهفون الى جولة قتال اضافية.
في المقابل نتنياهو في طريقه الى الانتخابات. وكالمعتاد، توجد فجوة بين الخطابات الكلامية المتشددة لنتنياهو وبين افعاله على الارض. خلال ست سنوات حكم متواصلة لنتنياهو كرئيس للحكومة خرج مرتين للحرب في القطاع.
عمل نتنياهو ذلك بدون رغبة كبيرة. عملية «عمود السحاب» في تشرين الثاني 2012 بدأت عندما كان نتنياهو في ذروة الفترة الانتخابية وتمت مهاجمته في الصحافة من قبل خصومه السياسيين بذريعة أنه لا يدافع بما يكفي عن سكان غلاف غزة. وقد جُرت اسرائيل وراء الحرب في الصيف، كما أعلن وزير الخارجية ليبرمان وبحق. لم تقرر اسرائيل في التطورات، ويمكن الافتراض أنه اذا كانت الامور مرتبطة بنتنياهو فانه سيمتنع عن حرب اخرى في غزة خلال الفترة الانتخابية، خشية من عدم قدرته على السيطرة على الاحداث. ومع ذلك اذا وضعته حماس أمام تحدي مباشر، وهذا سيشكك بنتائج الحرب، فانه قد يحدث التصعيد.
وفي الخلفية هناك تطور يجب الانتباه إليه. حماس تقوم باصلاح علاقتها تدريجيا مع ايران. حتى 2012 كانت ايران وسوريا هما الراعيتان ومزودتا السلاح الأساسيتان لحماس في القطاع.
وقد تراجعت العلاقات بسبب الحرب الاهلية السورية. قام حكم الاسد بتنفيذ مجزرة بحق الفلسطينيين الأخوة. الحركة الأم لحماس والفلسطينيون لا يستطيعون الجلوس بصمت. قامت حماس باخلاء مكتبها السياسي في دمشق، ويجلس خالد مشعل الآن في الدوحة عاصمة قطر، وقد انتقد النظام السوري. وردا على ذلك أوقفت ايران ارساليات السلاح لحماس. وفي الاشهر الاخيرة بدأت تتضح حلول وسط بين ايران وغزة. الايرانيون يمتدحون صمود حماس ضد الجيش الاسرائيلي في الصيف، وتشكر حماس ايران على ارساليات السلاح التي تسلمتها في السابق. في بداية الشهر قام وفد من حماس بزيارة الى طهران، ولاول مرة منذ سنوات يمكن التقدير أن ايران ستحاول استئناف تهريب السلاح الى القطاع. ومثلما في كل مرة ينشط فيها الايرانيون في المنطقة، فان عودتهم الى الصورة في غزة لا تعتبر أمرا جيدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
غوروديش على قيد الحياة
إسرائيل بقيت كما هي ولم يتغير شيء منذ 1967 ومسموح لها فعل كل شيء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
مرة اخرى غوروديش؟ مرة اخرى تلك الحرب؟ توجد مسرحية ممتازة في المدينة، أسرعوا لمشاهدتها، ممنوع أن نفوت غوروديش في المسرح الكامري، ميخائيل هندل زلش قدم أول أمس المديح في موقع الصحيفة. ولكن هذا ليس فقط العرض الممتاز، والاخراج الجيد، والممثل الممتاز، الاضاءة والموسيقى، بل الصلة بالواقع. العرض الذي تم أول مرة في عام 1993 ما زال مناسبا بشكل أكبر في عام 2014. في عام 1993 كان عرضا على الأطلال، كيف كنا ذات مرة: الجنرالات، الفساد، انسداد العقول والعمى. اعتقدنا في حينه أننا تغيرنا، وأن حرب 1973 قامت بمعالجتنا. وأنه لا يوجد غوروديشيين أكثر، ولا يوجد موشيه ديانيين، وانظروا أي كابوس: في عام 2014 عادوا الى هنا وبشكل أكبر، وعمليا هم لم يتركوا أبدا.
لا حاجة الى ذكر جميع نقاط التشابه. في ايام تبرز فيها شبهات لتحرش جنسي وسرقة سلاح واستخدام أموال الصدقة بشكل سيء واخفاء الحقائق من قبل القادة – غوروديش هنا، وبدلا من الجنرال شموئيل غونين حصلنا حسب الاشتباه على العقيد عوفر فنتر الذي يرسل جنوده الى المعركة باسم آلهة الحروب.
وتم استبدال الفنادق بأماكن الاستجمام، والتحرشات الجنسية بالمجندات استُبدلت بالجنود، يوجد انتحار في غوروديش وفي كتيبة تسبار، أما الباقي تقريبا – بقي كما هو. ليس فقط كهانا حي بل غوروديش ايضا، ولكن الفساد في الجيش – قام أحد الضباط بتشبيه ما يحدث في اللواء بما يحدث في منظمات الجريمة – هو جانب واحد من الصورة. والجانب الآخر هو الغطرسة والتعجرف العسكري والسياسي. سميت في حينه غولدا مئير، وتسمى الغطرسة الآن بنيامين نتنياهو. الانجليزية قوية لدى الاثنين. في حينه كان ذلك شرم الشيخ واليوم هو الشيخ جراح، والطريقة نفس الطريقة، اسرائيل هي التي ستحدد كل شيء بناءً على أخطائها – ولا يوجد سواها.
والزمن يعمل في صالحها.
مشاهدة غوروديش تثير التفكير. الى جانب الاستنتاج المفاجيء بأنه لم تؤخذ أي عبرة، يخطر بالبال ايضا التفكير حول أداء الجيش. ما زال ليس بالامكان انتقاد الجيش. جيش كبير من الدعائيين يغطي عليه. حتى عندما تظهر فضائح مثل فضيحة جفعاتي يسارعون الى القول إن هذه استثناءات. عند مشاهدة غوروديش يبدأ تفكير آخر: ليس فقط الحديث عن روح الجيش الاسرائيلي – وانما مساهمة الجيش للدولة والمجتمع تشمل ايضا الفساد والتعالي التي هي جزء من بنيته، التعالي والفساد منذ أيام غوروديش هما جزء لا يتجزأ من سلوك جيش احتلال، واذا اعتقدنا في عام 1973 أننا عولجنا وفي عام 1993 اعتقدنا أن هذه ذكريات – فاننا حالمون.
الاستنتاج واضح: بدلا من الدفاع عن الجيش الاسرائيلي والسياسيين، حان الوقت كي نفهم أن الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب ولا يعكس فقط المجتمع، بل ويشكله ايضا. وقد يكون فساد اهود اولمرت واغتصاب موشيه قصاب نتيجة لغوروديش. والزعرنة في الشوارع والعنف في النوادي وُلدا في غوروديش. لا يمكن الاستمرار في التعاطي مع الجيش كضحية للمجتمع والجنود – كمنفذي أوامر فقط. من تصرف بدون لجام في الجرف الصامد في غزة سيتصرف هكذا في قيادة الكتيبة. والأزعر الذي تصرف بدون لجام في هنيبعل في رفح سيكون أزعر ايضا في بيته. روح الـ 1967 لم تذهب أبدا وهي تقول: مسموح لنا كل شيء في الجيش والمواطنة، في حينه واليوم ايضا.
في احدى ذروات غوروديش يقول أبشتن «نحن نصلي من اجل السلام، نغني اغاني السلام منذ الصغر، السلام، السلام… هل اؤمن أن حكومتي ستفضل المناطق المحتلة على السلام، وتقدم من اجلها المئات والآلاف؟ أنا كوهين، انسان فاسد. أنا اؤمن أن الاجابة نعم». اليوم مثلما في ذلك الحين، لم يتغير شيء. إسدال الستارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مسؤولية أوروبا
بقلم:شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
إن نية فرنسا لبلورة اقتراح قرار في مجلس الأمن يكون بديلا للاقتراح الفلسطيني، هي خطوة مطلوبة من اجل تقدم العملية السياسية بين الاطراف، ولكن يجب أن تشمل تطرقا تفصيليا لجميع القضايا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. أي أن تكون صفقة شاملة تقدم اجابات متوازنة لمطالب الطرفين.
الاقتراح المستقبلي لفرنسا يحمل في طياته بأن يحل محل قرار 242، وبسبب المسؤولية الكبيرة الكامنة في ذلك فعلى المقترحين الامتناع عن تقديم اقتراح منقوص، الذي يتطرق بتفصيل فقط لموضوع انهاء الاحتلال وتبادل الاراضي. أما المسائل الاخرى فلها أهمية لا تقل عن ذلك، وعدم وضوحها سيتسبب بزرع بذور الجمود السياسي القادم. اضافة الى ذلك فان الاقتراح الذي لا يكون واضحا ومتوازنا يكون اقتراحا انحيازيا وسيعتبر تدخلا في عملية الانتخابات الاسرائيلية.
يجب أن تشمل الصفقة ست مسائل مركزية. الاربع الاولى يوجد فيها «هات وخُذ». على اسرائيل أن توافق على موضوع الارض الذي يحدد حدود التقسيم من عام 1967 مع تبادل الاراضي، أما الفلسطينيون فيجب أن يستجيبوا لمطلب نزع سلاح الدولة الثقيل والموافقة على ترتيبات امنية اضافية، مثل استخدام سلاح الجو الاسرائيلي للاجواء الفلسطينية مقابل موافقة اسرائيل على اقامة عاصمتين في القدس، مع ترتيبات خاصة لـ «الحوض المقدس»، ويجب أن يكون الفلسطينيون مستعدين لقبول التعويضات وعودة اللاجئين الى الدولة الفلسطينية على اعتبار أن ذلك تطبيقا لحق العودة.
المسألة الخامسة تتعلق بالتأييد العربي لاقامة الدولة الفلسطينية وتطبيع كامل للعلاقات مع اسرائيل بما يتناسب مع مبادرة السلام العربية. يحتاج الفلسطينيون الى تأييد الدول العربية كراعية لجميع القضايا لأن المسائل الأمنية ترتبط بمصر والاردن، والاماكن المقدسة ترتبط بالاردن والسعودية والمغرب، وموضوع اللاجئين – الاردن ولبنان. أما اسرائيل فان من حقها أن تنعم بثمار السلام وتعزيز العلاقات مع العالم العربي بشكل يساهم في استقرار الاتفاق.
المسألة السادسة ترتبط بالاعتراف المتبادل من قبل الطرفين. اسرائيل يُعترف بها كبيت قومي للشعب اليهودي، وفلسطين يُعترف بها كبيت قومي للشعب الفلسطيني. مع ضمان المساواة لكل المواطنين فيهما.
إن وضع النقاط الواضحة سيوضح للاسرائيليين وللفلسطينيين ما الذي سيختارونه. لا تستطيع القيادات اخفاء مواقفها من خلال شعارات مثل «تنازلات مؤلمة» أو «سلام الشجعان»، ثمن واضح هو عبارة عن ربح وخسارة سيقترن بكل مسألة، وكل المسائل في صفقة واحدة، الامر الذي لن يسمح لبعض الزعماء الاعلان عن الالتزام باتفاق نهائي والمطالبة بالغاء أحد المواضيع. مثلا المطالبة – كما يفعل الاسرائيليون – بأن تبقى القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. أو المطالبة – كما يفعل الفلسطينيون – أن يستطيع عدد كبير من اللاجئين العودة الى دولة اسرائيل.
لا يجب أن يعود الاوروبيون على خطئهم المركزي الذي قام به جون كيري في جولة المحادثات الاخيرة. وحقيقة أنه لم ينجح في بلورة مسودة متفق عليها، وامتنع عن تقديم اتفاق اطار كامل، حولت جهوده الى جهود بلا قيمة. مطلوب من الاوروبيين اليوم إبداء الجرأة واتخاذ قرارات لا تقل صعوبة عن الاطراف المتصارعة، الامر الذي يمكن فعله من خلال اقتراح كامل ومتوازن من شأنه أن يحث الطرفين على التصرف بشجاعة مماثلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
التآمر بالتناوب
تتآمر تسيبي لفني مع أبو مازن وشمعون بيريس من اجل الفوز في الانتخابات
بقلم:حاييم شاين،عن إسرائيل اليوم
يوجد في السياسة الاسرائيلية تناوب دائم في التآمر، تآمر لديه علامات واضحة: الانتقال من حزب الى آخر بناءً على اعتبارات وأهداف شخصية، اجراء المفاوضات السياسية الموازية لمفاوضات الحكومة المنتخبة، وانطلاقا من عدم فهم أساس الطريقة الديمقراطية، والاستعداد لتنازلات كبيرة في الامور الأمنية الاستراتيجية نتيجة للدمج بين السذاجة المقدسة والرؤيا الخاطئة. أستطيع الافتراض أنه بعد نشر نتائج الانتخابات سنلاحظ مؤشرات تآمرية اخرى سيحتاج هرتسوغ الى مواجهتها.
إنتظر ياسر عرفات شمعون بيرس سنوات طويلة. كان مقتنعا أن بيرس سيقدم للفلسطينيين دولة فلسطينية عاصمتها القدس على طبق من فضة كمرحلة اولى على طريق تحقيق حق العودة. والثمن الكبير الذي دفعه مواطنو اسرائيل في حرب التحرير وتحرير القدس حاول عرفات وعصابة المخربين أخذه مجانا، بشيء وكأنه مفاوضات. وخاب أمل عرفات واستيقظ اليهود من الحلم على ثمن دموي كبير.
في هذه الايام نشأ أمل جديد لدى أبو مازن في شخصية تسيبي لفني. يُصلي أبو مازن خمس مرات في اليوم لأن تفوز تسيبي لفني واسحق هرتسوغ في الانتخابات. إنه مقتنع بقدرتهما على التنازل وأنه يمكن الحصول على حدود 1967 في اطار خطته المرحلية. دولة إرهابية تنغص حياة مواطني الدولة وتحولها الى هدف مركزي لتنظيم الدولة الإسلامية.
من اجل نجاح تسيبي لفني ونجاح خطتها الغريبة يسعى أبو مازن والملك عبد الله، حسب ما تقوله وسائل الاعلام، الى تجنيد جون كيري وزير الخارجية الامريكي، وهو رجل جيد وبذل جهودا كبيرة لتقدم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وكان يريد أن ينهي ولايته بانجاز سياسي، وتحاول تسيبي لفني أن تقنع اصدقائها المذكورين أعلاه بتهدئة الخطوات السياسية، لأن الضغط على دولة اسرائيل قد يساعد على استمرار سلطة اليمين، وهي تعِد الجميع بأن المسألة ستكون أسهل بعد الانتخابات وأن الميداليات الذهبية لجائزة نوبل جاهزة للارسال.
توجد مشكلة واحدة حقيقية لشمعون بيرس وتسيبي لفني وأبو مازن. اليهود لا يقبلون الخداع والاكاذيب في كل ما يتعلق بأمنهم. ولا يوجد لليهود طريق للعودة عن أخطاء مصيرية. وكل شخص واعي في اسرائيل يفهم اليوم أكثر من أي وقت مضى معنى العودة الى حدود 1967.
جئنا الى هذه البلاد كي نبني ونُبنى الى الأبد. لم نأخذ اراضي الاغيار، عُدنا الى البيت. وهذه المرة ايضا ستخيب آمال كارهي اسرائيل وستحظى اسرائيل بقيادة مسؤولة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الفلسطينيون يبتزون
لا يريدون المفاوضات بل تحقيق انجازات سياسية أحادية الجانب في المحافل الدولية
بقلم:رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم
حكومة الوحدة لحماس والسلطة الفلسطينية مستمرة في العمل لكسر اتفاق اوسلو من خلال وفد المفاوضات المباشرة، ويسعى الفلسطينيون الى عزل اسرائيل ومحاكمتها في لاهاي، والى انجازات سياسية في الامم المتحدة بطريقة أحادية الجانب، مثل الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الاوروبي واخراج حماس من قائمة المنظمات الإرهابية، ويفعلون ذلك من خلال زيادة التحريض والعنف والتهديد بانتفاضة ثالثة، تشمل وقف التنسيق الأمني. يقول الحديث النبوي: «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين». ففي المرة الثالثة يكون الامر أكثر إيلاما لهم.
هل فوجيء أحد عندما أعلن أبو مازن أنه لن يعترف بدولة اسرائيل كدولة يهودية؟ الكثير منا يتعاملون بتسامح مع خداع الفلسطينيين، الذين يمارسون الإرهاب ضد مواطنينا ويشتكون ضدنا في لاهاي. هناك من يبرر ذلك بـ «هذا هو نصهم الخطابي من اجل اعتبارات داخلية». يؤمنون بأن الرئيس يسعى الى السلام ويخافون من ضياع هذه الفرصة، وفي المقابل لا يؤمن أي فلسطيني بكذبة السلام التي تُباع لليهود. الوعي الفلسطيني العام هو المقرر، إستمعوا الى صوت فلسطين.
لقد أعلن أبو مازن أنه تنازل عن حق العودة الى مدينته صفد، لكنه قال إن حق العودة مضمون لكل فلسطيني، لذلك ليست لديه صلاحية للتنازل باسمهم. بعد ذلك أضاف أن ستة ملايين فلسطيني، وهو على رأسهم، يصممون على العودة الى «فلسطين المحتلة» والانضمام الى مليون أخ لهم من الفلسطينيين في اسرائيل، لذلك لن يعترف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي (بخلاف اعلان عرفات). من الصعب الحديث مع زعيم يطمح علنا الى العودة الى داخل اسرائيل وتدمير يهودها بالموجات الديمغرافية الضخمة للفلسطينيين. يُقال في صالح تسيبي لفني أنها قالت بصدق في مقابلاتها الاعلامية إنها أخذت غطاءً كاملا من رئيس الحكومة في مفاوضاتها مع الفلسطينيين، لكنها اصطدمت برفض الفلسطينيين التوصل الى اتفاق سلام، وهذا هو السبب الحقيقي لفشل المفاوضات. من المؤسف أن من أجروا معها المقابلات أوقفوها عند هذه النقطة مرة تلو الاخرى.
رفض رجال أبو مازن يحاول تسليط الاضواء على المشكلة الفلسطينية الموجودة على هامش الكارثة الاقليمية – التي تم نسيانها. والانتفاضة المصغرة التي أوجدوها في القدس والمناطق تم تصويرها من جانبهم كرد على تصميم اسرائيل وكرد على استفزازات اليمين. وضيق أفق الأخيرين بتصميمهم على الصلاة في الحرم والتركيز على قانون القومية والاستيطان في المناطق، كل ذلك ساعد أعداء اسرائيل.
اعضاء حكومة الوحدة التابعة لأبو مازن، شركاء حماس في جرائم الصواريخ، الانفاق، الخطف والقتل والعمليات، كلهم سيدفعون الثمن على جرائمهم في لاهاي. في الوقت الحالي يستند الفلسطينيون في خطواتهم على مساعدة بعض الزعماء الاوروبيين الذين يخافون من تهديد الإسلام المتطرف داخليا. في هذه الأجواء يحاول الفلسطينيون أن يبتزوا بشكل أحادي الجانب انجازات سياسية بدون المفاوضات مع اسرائيل.
المحاولة الفلسطينية لخلق التصعيد هدفها إبراز المشكلة الفلسطينية على حساب تقديرات الغرب، الى جانب الدول العربية المعتدلة، ضد حلفاء ايران والبؤر الإرهابية الإسلامية السنية. الآن يهدد الفلسطينيون بتفكيك السلطة وبانتفاضة ثالثة ووقف التنسيق الأمني مع اسرائيل، الذي هو مهم جدا لبقائهم. من يريد أن يُلدغ مرة ثالثة فليحاول.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس في مأزق
الجيش الاسرائيلي يعترف بان الوضع في القطاع متفجر والمنظمة على خط الحسم
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
خمسون يوما ـ وهناك من يحصون واحدا وخمسين ـ امتدت الحرب في غزة، التي تسمى الجرف الصامد. مئة وأربعة عشر يوما استمر الهدوء، باستثناء بضع حوادث متفرقة مرت اسرائيل عنها مور الكرام. وذلك، اضافة الى نار شبه يوميه من سلاح البحرية نحو قوارب الصيادين التي تخرج عن نطاق المياه الذي سمح لها بالصيد فيها حسب اتفاق وقف النار.
يوم الجمعة كان خرق فظ له: صاروخ 107ملم اطلق من غزة نحو اسرائيل. وردا على ذلك، هاجم سلاح الجو معسكر تدريب لحماس في جنوب القطاع. وكان هذا هو أول هجوم لسلاح الجو منذ الحرب في الصيف. وهددت حماس بانها لن تحتمل هجمات اخرى وستضطر الى الرد.
في الاجواء يوجد احساس بالصورة المتكررة، صورة عودة في نفق الزمن للايام ما قبل الحرب. ومثلما في حينه اليوم ايضا، الطرفان غير معنيين بالتصعيد، ولكن من شأنهما مرة اخرى أن يجدا نفسيهما في دوامة تسحبهما نحو دائرة مغلقة من نار الصواريخ – هجمات سلاح الجو – نار الصواريخ وهلمجرا. وحسب كل التقديرات في الجيش الاسرائيلي، ليس لحماس مصلحة في استئناف العنف. كما أن ليس لحكومة نتنياهو – يعلون رغبة في الانجرار الى جولة اخرى، وفي ظل معركة انتخابية قاسية ايضا، تهدد بتنحيتهما عن الحكم.
وضع حماس في اسوأ حال وقد ساء أكثر مقارنة بالفترة ما قبل الحرب. فعزلتها الدولية تعاظمت، رغم قرار المحكمة العامة للعدالة في الاتحاد الاوروبي شطبها مؤقتا من قائمة منظمات الإرهاب. وهذا قرار دوافعه قانونية – فنية ودول الاتحاد أعلنت منذ الان بانها ستعمل على اعادة حماس الى القائمة. وتقف العزلة الدولية في خلاف مع توقع حماس بان تنقذها الحرب منها.
فضلا عن ذلك، تواصل مصر رؤية حماس عدو وحشي وتتهمها بالمساعدة المباشرة وغير المباشرة للإرهاب المحتدم في سيناء لـ «انصار بيت المقدس»، الفرع المحلي للقاعدة، والذي أقسم مؤخرا الولاء لداعش. ان التعاون الأمني – الاستخباري – العملياتي بين اسرائيل ومصر في الصراع ضد حماس وضد الإرهاب في سيناء غير مسبوق.
اما إعادة اعمار القطاع، الذي هو ايضا يفترض ان يكون احد انجازات حماس في الحرب، فلا يتقدم. من 5.4 مليار دولار وعدت بها الدول المانحة بعد الحرب، تم حتى الان تحويل 2 في المئة فقط – نحو مئة مليون دولار. عشرات الاف اللاجئين الذين دمرت منازلهم في القصف، بما في ذلك مئات القادة في المنظمة، يسكنون في الشتاء في الخيام وفي مؤسسات وكالة الغوث. وينقل جهاز الأمن أقل مما ينبغي وببطء اكثر مما ينبغي مواد البناء كالاسمنت والحدود الى القطاع.
عمليا، توجد حماس في خانق اقتصادي، في قدرة عسكرية أقل جدا وفي ازمة اكبر مما كانت عشية الحرب. وفي الجيش الاسرائيلي يعترفون بان الوضع في القطاع متفجر للغاية وان حماس توجد على خط الحسم. فهي من شأنها مرة اخرى أن تصل الى الاستنتاج بان فقط تبادل الضربات مع اسرائيل، حتى لو خرجت عن السيطرة، مثلما في الصيف، هي المخرج الوحيد بالنسبة لها من الشرك الذي تعيش فيه.
من الجهة الاخرى، يوجد أيضا تقدير بانه اذا ما تسارع تحويل الاموال لاعمار القطاع، فلن ترغب حماس في تصعيد الوضع لانه سيكون لها وللسكان، الذين تحتاج الى تأييدهم، ما يخسروه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ