المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 24/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:18 PM
هكذا يحولون البالون الى سلطة

بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت
ظهر خلال بضعة ايام وكأن تسيبي لفني تقف في مركز الانتخابات. هي وكلماتها، هي ونكاتها عن نتنياهو، هي وخدعها السياسية التي رتبتها مع حزب العمل. نظرت خلال بضعة ايام كيف يعانقونها في اليسار بقوة وكيف يحولها اليمين الى عدوة الأمة، حيث بالفعل لا يوجد شيء. خلال بضعة ايام، لأن هذه المدة هي مدة حياة الشعور بأيام الانتخابات.
أعتقد أن تسيبي لفني هي شخصية خيالية. تتحدث عن اتفاق سلام لم تستطع أن تحققه ولن تحققه حتى وإن كانت رئيسة حكومة بالتقاسم، ومع ذلك لا تقدم بدائل. تتحدث عن وسط سياسي، ولكن نقطة انطلاقها في الفترة الحالية من حياتها السياسية على الأقل هي اليسار فقط. تحمل شعار «فقط ليس بيبي» وكأن الامر كارثي، ولكن حتى قبل اسبوعين جلست معه. وكانت الاولى التي جلست في حكومته، والاولى التي خرجت منها. كانت تسيبي في الحكومة والآن هي خارجها، هذا هو كل شيء. لا يوجد الكثير من الايديولوجيا، أو الجدل العميق – كرسي وايديولوجيا. اذا كان هذا ما تبيعه فأنا لا أوصي بالشراء.
هذا هو السبب الحقيقي أن لفني لا تؤثر فيّ. هناك اعضاء كنيست أغضب من تصريحاتهم، وهناك وزراء أقوم بمهاجمتهم وانتقادهم، وهناك من أحاول اقناعهم وهناك من ليس لدي ما أقوله لهم. لفني لا تعنيني. لامبالاة عامة. كانت تسيبي لفني وسط والآن هي يسار – هنا انتهى النص. مشكلتها ومشكلة المصوتين لحزب العمل.
وفي هذه النقطة بالضبط أتصعب فهم الهستيريا التي نشأت باتجاهها. واهتمام كبير من السياسيين في اليمين بخطواتها السياسية، بالنكات غير المضحكة، وبقلة الذوق في ظهور واحد في برنامج فكاهي. ما الذي حدث؟ متى تحولت امرأة واحدة الى التهديد الاكبر لسلطة اليمين؟.
بعد الاتفاق الذي وقعته لفني مع حزب العمل سنحت لي فرصة مقابلة بعض ممثلي الليكود والبيت اليهودي حول شؤون الانتخابات في البرنامج الذي أقدمه في اذاعة الجيش. وبشكل ليس له تفسير جميعهم تحدثوا عن لفني، وزعموا بشدة أن هرتسوغ قام بعمل صفقة سيئة. فقد صمموا أنه حصل على حزب لن يفيده بشيء، وخرجوا ضد «تلك المرأة التي لن تتجاوز نسبة الحسم». وهاجموا مواقفها من ناحية نتنياهو، واستغلوا كل دقيقة بث من اجل الحديث عن لفني بدلا من الحديث عن الحزب وعن أنفسهم.
هذا ما حدث ايضا في برامج اخرى، فقد تحولت لفني الى الهدف الاكبر، وهم تحولوا الى ابطال الجيش المحاربين ضدها بكلمات صعبة، في الوقت الذي يبيع فيه اليسار شعار «فقط ليس بيبي» هم وبدون أن يشعروا تحولوا الى بائعين لشعار «فقط ليس لفني». وبغباء ومن خلال المقابلات الصحفية وضعوها ووضعوا نتنياهو في نفس المكانة. وعندما فعل الليكود ذلك لنفتالي بينيت في الانتخابات السابقة، زاد فقط من قوة البيت اليهودي. اليوم يقوم بفعل ذلك الليكود والبيت اليهودي لتسيبي لفني. اذا كانوا مضغوطين الى هذه الدرجة، فسيقول الناخب من الوسط لنفسه إن هناك أمر ما. وهكذا على ما يبدو يتحول البالون الى سلطة.
المشكلة الحقيقية من وراء هذه الحملات هي الفراغ القيادي. غياب القيادة يتبدى في كثير من المجالات، وفي ايام كهذه يبرز في الدعايات الانتخابية السلبية. يُهينون في السياسة دائما الطرف الآخر – مرة بهدوء ومرة بضجيج. هكذا في أي مكان في العالم. لكن الاهانة ليست هي الجوهر. السياسي الذي يريد أن يُنتخب يجب عليه تقديم البدائل، وأن يخلق رؤيا، ويقول ما يوافق عليه.
لا يمكن انتخاب حزب فقط لأنه ليس نتنياهو، ولا يمكن انتخاب حزب فقط لأنه «بيت كبير في وجه كل اليسار»، يجب أن يكون هناك جوهر. وعندما يغيب فان التهكم والسخرية يتحولان الى جدل ايديولوجي وتتحول الشعارات الى برنامج حزبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


مسار يتجاوز الانتخابات



بقلم: ليمور سمميان درش،عن اسرائيل اليوم
إن الصراع الذي يخوضه اليسار من اجل تغيير السلطة كان يمكن أن يكون صراعا ديمقراطيا جديرا لمعارضة محاربة، لولا أن الطريق كانت مقرونة بمحاولة لتجاوز موقف الناخب. أراد القدَر والشعب بأغلبيته الساحقة أن لا يصوت لليسار. هكذا تُبين الاستطلاعات وعلى الاغلب الانتخابات ايضا. ما العمل؟ نخلق فانتازيا تتجاوز الناخب: اقامة حكومة مكونة من جهة من احزاب يسارية مختبئة حتى تشكيل الحكومة، ومن جهة اخرى احزاب انتهازية، تأخذ المقاعد من اليمين ولكن عمليا تنضم الى حكومة يسار بعد الانتخابات.
لا يمكن تصور أن مصوت أو ناخب يسار يعتقد أن ليبرمان الذي ينادي بمقاطعة العرب في اسرائيل تحول فجأة الى حمامة سلام ومساواة. وبالتأكيد لا أحد ينجر وراء كحلون فقط لأنه يعلن عن برنامج سياسي مكمل لاوسلو. مصوتوهم يصلون فقط من الجانب اليميني للخريطة السياسية. وبطريقة غير صحيحة وتقريبا غير ديمقراطية فان أصواتهم قد تؤيد السياسة التي صوتوا ضدها بالكامل. الاحزاب المؤرجحة تحظى براحة كبيرة. ليبرمان الذي سمي في وسائل الاعلام «مهووس الحرائق» يُقدم على أنه الصوت الطبيعي في الحكومة. لا أحد ينتقد كحلون حول القائمة الغير معروفة وحول غياب الديمقراطية في اختيارها. وقبول درعي من جديد بعد أن خرج من السجن بما في ذلك التأييد الاعلامي الذي يحظى به مقارنة مع ايلي يشاي يرتبط كثيرا بذلك الأمل الابيض.
وحزب العمل – الحركة؟ يُشعل الشموع في حائط المبكى. اذا أعلن مسبقا عن برنامج سياسي يساري، أو عن اقتراح لفني – اولمرت لأبو مازن الذي يشمل تقسيم القدس واخلاء غور الاردن واعادة 50 ألف لاجيء – فانه يقينا لن يحظى بعدد أصوات تضمن له السلطة. برنامج يساري يحظى اليوم بـ 7 – 8 مقاعد وهذا ايضا في يوم جيد لحزب ميرتس.
صحيح أن هذا جزءً من اللعبة السياسية. مسموح أن تقول إنك وسط وأنت في أحد الجانبين، ولكن كيف يمكن أن الاستطلاعات تُظهر اغلبية ساحقة لمعسكر اليمين، وفي نفس الوقت تعطي فرصة حقيقية لاقامة حكومة يسار؟ هل كلاب حراسة الديمقراطية ستصمت لو كان اليسار لديه 70 مقعدا وفي النهاية يتم تشكيل حكومة يمينية؟.
المشكلة ليست طريقة الانتخابات، المشكلة هي الاخلاق السياسية المتدنية. ولا سيما وسائل الاعلام، التي تسمح بكل وسيلة بشرط أن تُفرض علينا طريق سياسية واحدة. اليسار بدلا من أن يقنع الشعب بصحة طريقه كي يتم انتخابه بأحقية، مرة يقول «فقط ليس بيبي» ومرة «غلاء المعيشة» ومرة يقدم «رجل أمن» الذي يغير جلده. كل ذلك من اجل عمل ما لا يستطيع قوله: «فقط ليس اليمين». هذه الرسالة لا يقبل بها الجمهور كثيرا. وايضا لا يقبل برسالة: «طريق اليسار». علينا فقط أن نأمل أن الجمهور، الذي هو ليس غبيا، يعطي صوته لمن يقدم ايديولوجيا واضحة وحقيقية، وليس لاولئك الذين يتجاوزون الانتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ





خلطة سياسية غريبة


بقلم: اسحق بن نير،عن معاريف الاسبوع
الايام مجنونة ومشوقة. أحد لا يعرف ماذا سيكون وضعه غدا: العمل، غلاء المعيشة، الصحة، الامن، ولكن الجميع يعرفون بان بعد غد انتخابات. واذا لم تترتب لنا غدا حرب قصيرة، كتجسيد للمخاوف التي يلقي بها نتنياهو وشركاؤه علينا، زائد الكارثة، زائد داعش، فاننا (كما يذكر محللنا لشؤون الخلطات) على مسافة 84 يوما عن الانتخابات – وكل شيء ممكن، حتى الامور الاكثر عبثا.
ها هو، مثلا، رئيس الوزراء اللاحق آنف الذكر، تحرر فقط من قيود لبيد ولفني، واذا به يسارع الى مفاجأتنا، وفي توقيت مصادف يفتح قلبه ويعلن عن رفع الحد الادنى للاجور، عن ضريبة القيمة المضافة صفر للمنتجات الغذائية الاساسية، وبالتأكيد سيعلن قريبا عن الغاء الفقر وعن الرحلات المنظمة للتلاميذ ممن كانوا فقراء الى جبل البيت (الحرم). لحظة، ماذا يحصل لكم؟ أهذا افساد انتخابات؟ منذ متى ملزم الواعد في الانتخابات أن يفي بوعده؟
ومثلا حقيقة أن في الانتخابات القادمة ستكون كل الاحزاب بحجم لسان الميزان، اي بين اربعة وعشرين مقعدا. وكيف ستبني ائتلافا بين، لنقل، الحزب العربي الموحد (ض ق م، لهذا الغرض)، حين تحتاج أولا الى لسان أولي يوحد درعي ويشاي (درويش) الى لسان ميزان واحد، يساعد في ربط الكتلتين (العرب، الليكود وبينيت)؟
وكيف ستسمى كتلة اسحق هرتسوغ، لفني، ليبرمان، لبيد، كحلون وميرتس ان لم يكن «يهللكم»؟ هل سينتصر، ينتج حكم تناوبي مع ستة رؤوس وزراء، يبدل في كل شهرين زعيما. سيتعين علينا أن نتكيف مع الخلطات، التحالفات على نمط السياسة الجديدة التي توقعناها.
في هذا الواقع، في نظرة الى الوراء، تتبين لفني، الهدف الحالي للهجمات، كمقاتلة كوماندو خبيرة مع حس دعابة متطور، كفيل وزراء تعوزهم الدعابة مثل كاتس واردان ونائب الوزير صوت أسياده أن يفسره كخطر على أمن اسرائيل وكاهانة لرئيس وزرائهم. فهل «العجز الجنسي» هو الذي أغاظكم؟ اهدأوا يا سادة. احد لم يقصد العجز الجنسي اياه من النوع الحميم، بل عدم القدرة، الارادة والخوف من العمل، في المجال السياسي، الامني، الاقتصادي والتعليمي. فلتسموا هذا «عجز طوعي».
ولكن قبل أن ينتهي الهجوم، بدأوا ينتقدون لفني، بانها أقنعت كيري بتأجيل قبول القرار الفلسطيني في مجلس الامن. والان ماذا يضيرك؟ هل لفني («فعل لا ينبغي فعله»، «تعمل على المخدرات») حققت ما فشل فيه نتنياهو وشركاه، في نيل التأييد الامريكي، وكل الاحترام لها لمنعها عن اسرائيل اهانة اخرى – أم ربما البيبيان (بيبي وبينيت) بالذات ارادا للاقتراح الفلسطيني أن يقبل فتشردق اسرائيل والعالم وداعش يفزعان؟ وربما ما يغيظهم هو حجة لفني «في ان نتنياهو واليمين لن يكسبا من ذلك في الانتخابات؟».
وعليه، عندما يكون كل شيء على لسان الميزان ولا شيء، بما في ذلك بيبي، ليس مؤكدا، فان الكثيرين يبحثون مرة اخرى عن زعيم قوي. لا يهم يمينا أم يسارا، متدينا أم علمانيا، المهم أن يكون «وكأنه» قوي. من هنا الاندفاع باتجاه عازف الناي بينيت، الذي أنقذنا من كابوس الانفاق وأعاد الى ارواحنا الكراهية المحببة لكل من ليس يهوديا. من أجل الوصول الى الحكم (كما يقدر محللنا)، سيغصبنا بينيت على أن نحبه، بقوة أخلاقية وايمانية قوية. وعندما يحكم، يقزم بيبي، شريكه، الحاخامين، الجيش والديمقراطية. فكروا في هذا، كل الطرق الى الانتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




إعلام تركي برسم إتهام
اعتقال صحافيين كبيرين في تركيا جزء من حملة قمعية يديرها اردوغان ضد الصحافة والانتقادات الغربية لا تهمه



بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
محامي غير متوقع تولى الدفاع عن أكرم دمنالي، المحرر الرئيس للصحيفة التركية الاكثر انتشارا «زمان»، وهدايات كراجة، رئيسة شبكة التلفاز «سمنيولي»، اللذين اعتقلا للاشتباه باقامة منظمة ارهابية. نائب رئيس الحكومة بولنت آرنتس أعلن في الاسبوع الماضي «ليس من الجيد اعتقالهما ليوم واحد… وكان يفضل لو حوكما بدون اعتقال. محاكمة بدون اعتقال ستكون ملائمة للعدالة التركية وتناسب ضمائر المواطنين».
آرنتس الذي اعترف أنه لا يعرف التفاصيل والتهم ضد الصحفيين الكبار، لم يتطرق لامكانية أن مجرد اعتقالهما، بسبب مقالات نشراها قبل خمس سنوات – لا تناسب الصورة الديمقراطية التي يطمح الى تقديمها الرئيس رجب طيب اردوغان. الاتهامات ضد دمنالي وكراجة وضد 14 آخرين من الصحفيين الذين ينتظرون المحاكمة بعد اقتحام الشرطة لمكاتب الصحيفة ومحطة التلفاز مرتبطة بالقضية التي هزت تركيا في 2010. كشفت في حينه الشرطة خلية من النشطاء اسمها «تهشية» حيث زُعم أنها تابعة لتنظيم القاعدة.
على رأس هذه الخلية التي فيها 5 آلاف عضو يقف مهمات دوان الذي يسمي نفسه المُلا محمد والذي اعتقل اثناء ذلك الهجوم للشرطة، وتحدثت وسائل الاعلام التركية عن ذلك.
دوان هو من أكثر المعارضين لبتهولا غولان، الداعية الديني المنفي في الولايات المتحدة والذي يشن اردوغان ضده وضد مؤسساته حربا طاحنة. وتبين مع الوقت أن دوان والمنظمة التي يقف على رأسها ليسا مرتبطين بالقاعدة، كما اعتقدت في حينه مصادر استخبارية امريكية. إلا أن اعتقال دوان قد خدم أمرا آخر حيث كان في تلك الفترة اردوغان وغولان بعلاقات جيدة، وقد تزعزعت هذه العلاقات بعد اعتقال دوان بخمسة اشهر حين انتقد غولان سلوك اردوغان في قضية الفساد في أيار 2010.
تم تجنيد دوان الآن للحرب ضد غولان. دوان هو الذي ترأس الدعوى ضد الصحفيين، الذين تسببوا باعتقاله عندما نشروا معلومات كاذبة حول نشاطه. الدعوى الموجهة فقط ضد وسائل الاعلام المرتبطة بحركة غولان كانت السبب في الهجوم على الصحف واعتقال الصحافيين.
على هذه العربة قفز بشكل طبيعي الرئيس اردوغان الذي قال في الاسبوع الماضي للمشاركين في مؤتمر مجلس البحث العلمي والتكنولوجي إن الملا محمد (دوان) فقد 90 بالمئة من قدرته البصرية في الـ 17 عاما التي جلس فيها في السجن، ولماذا وصل الى هذا الوضع؟ لأنه اختلف مع بنسلفانيا بالرأي، هكذا يسمي اردوغان غولان على اسم مكان منفاه.
في المقابل دوان الذي انتقد في الماضي اردوغان واعتبره كافرا يسميه اردوغان الملا محمد. يمكن أن الكتابات المتطرفة لدوان بما في ذلك كتابه «جهاد ناما» الذي يدعو فيه الى الايديولوجية بمنطق القاعدة، لا تؤثر في اردوغان. الحرب ضد غولان ومؤيديه في تركيا مهمة أكثر.
ضد الصحفيين المتهمين وجه أحد البنود الاكثر خطورة في القانون التركي ضد الارهاب، «اقامة وادارة منظمة مسلحة»، مخالفة عقوبتها 15 سنة سجن. «أنا لا اؤمن أن هذين الصحفيين يرتبطان بالارهاب»، قال مستشار رئيس الحكومة أهمت دواتلي. «الدعوى تستند احيانا على تعامل ضبابي مع القانون من اجل انشاء ملف»، قال المستشار أتيان الذي كان حتى الآونة الاخيرة صحفيا في «زمان».
إنهم ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بعدم الراحة بسبب اعتقال الصحفيين. دول اوروبا ايضا أعلنت عن رفضها لهذه الاعتقالات وملاحقة الصحفيين في جميع أنحاء تركيا. لكن لا يوجد لهذه الضغوط تأثير كبير على اردوغان وهو يعتبرها تدخلا في شؤون تركيا الداخلية. وقد قال «لا يهمنا اذا كان الاتحاد الاوروبي سيقبل بنا في صفوفه أم لا. نحن مشغولون الآن بالدفاع عن أمننا القومي».
لا يتأثر اردوغان من استطلاعات الرأي الاخيرة التي تشير الى تراجع بـ 10 بالمئة في تأييد الحكومة. حتى وإن كان هذا المعطى صحيحا فان لحزب العدالة والتنمية يوجد 37 بالمئة تأييد، الامر الذي يترك خصومه السياسيين بعيدين في الخلف. قضايا الفساد التي تورط فيها والتحقيق مع وزراء في الحكومة التي يرأسها، بتهمة الفساد، أو اعتقال صحفيين بالتهمة المفبركة، كل هذا يمر عن اردوغان دون أن يترك بصمة عليه.
بقيت عدة جزر صحفية في تركيا لم تطلها يد اردوغان، ولكن كما قال صحفي تركي لهآرتس: «نحن نشعر بالضغط كل يوم. ونراجع مقالاتنا عدة مرات ونشطب منها أي تعبير قد يعطي كلاب اردوغان سببا لملاحقتنا. ليس الحديث فقط عن حرية التعبير، علينا الاهتمام ايضا باصحاب وسائل الاعلام التي نعمل فيها، الذين قد يدفعون ثمنا باهظا بسبب مواقف يسمحون لنا بالتعبير عنها».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ



«الأنا» المنتفخة هي السبب!
إدمان الذات لدى الزعماء الذين لا يستمرون في احزابهم بل ينشقون عنها ويشكلون احزابا جديدة سبب غياب الأحزاب الكبيرة

بقلم: موشيه آرنس،عن ، هآرتس
يمكن الغفران للناخب الاسرائيلي على البلبلة التي يعيشها بسبب نتائج الاستطلاعات التي تنشر باستمرار في وسائل الاعلام وتدعي التنبؤ بنتائج الانتخابات لو تمت اليوم. وشعر الناخب أكثر من مرة أن بضعة استطلاعات تحاول التأثير عليه. في الوقت الذي تتنبأ فيه بنتائج ممكنة لهذه التشكيلات السياسية أو تلك. في جميع الاحوال يتضح أن المرشحين لا يستطيعون تحقيق أكثر من 20 ـ 21 مقعدا في الكنيست بينما آخرين يحققون أقل من الرقم السحري. هل معنى هذا أن اسرائيل تسير باتجاه تعادل سياسي، وائتلاف غير مستقر، ومرة اخرى انتخابات مبكرة؟ كيف وصلنا الى هذا الطريق المسدود؟.
هناك تفسيرات كثيرة لهذه التطورات، واذا شئتم، لهذا التدهور في الساحة السياسية في اسرائيل من وضع تصارع فيه حزبين كبيرين وبعض الاحزاب الاصغر الى وضع فيه عدد كبير من الاحزاب الصغيرة تتصارع على تأييد الناخبين. من الواضح أن السبب الحاسم لهذا التغيير هو عدة سياسيين لديهم «أنا» منتفخة قاموا بأدوار مهمة في قيادة اسرائيل في السنوات الاخيرة، ولم يسلموا بالقيود الموجودة في احزاب ممأسسة، وتصوروا أنهم يستطيعون شق طريقهم بأنفسهم من خلال اقامة احزاب جديدة ومحاولة تدمير احزاب قائمة.
الأبرز من بين اولئك كان اريئيل شارون. الجنرال الكبير الذي غضب بسبب عدم تعيينه لرئاسة الاركان، وانضم للجناح الليبرالي في الليكود وتركه من اجل اقامة حزب خاص به. وقام بحله وانضم لليكود، وكان زعيم حركة المستوطنين فيه. وعندها قام وترك الليكود من اجل اقامة حزب كديما، حيث انضم اليه اعضاء آخرين من الليكود مثل اهود اولمرت وتسيبي لفني وشاؤول موفاز. في كديما اعتمد مبدأ عدم الحاجة للانتخابات الداخلية، ويقوم زعيم الحزب بتعيين قائمة المرشحين للكنيست. وعندما ورث اولمرت منصب شارون استمر في هذا التقليد، وهكذا ايضا لفني عندما انشقت عن كديما وأقامت الحركة. ويقوم افيغدور ليبرمان ويئير لبيد باستخدام نفس الطريقة القمعية في الاحزاب التي يقفان على رأسها. وقرر موشيه كحلون هو ايضا تبني هذا النموذج من الزعامة بقوله «جميعنا». هؤلاء السياسيين غير مستعدين لتحمل أي معارضة من قبل اعضاء حزبهم.
للأسف الشديد أن هذه ليست نهاية القصة. فبعد أن دمرت الحزب قررت لفني أنه حان الوقت لأن تقود حزب العمل أو تسيطر عليه. ورغم أنها لم تكن مستعدة للمشاركة في الانتخابات الداخلية للحزب، فقد صممت على تقاسم قيادته مع رئيسه المنتخب اسحق هرتسوغ، ووضع مؤيديها في اماكن محصنة في قائمة مرشحي الحزب للكنيست. في الوقت الحالي تحاول القائمة المدمجة، هرتسوغ – لفني، خلق بعض النجوم لوضعهم في القائمة من اجل خلق الكثير من الشعاع، وهذا ما يسمونه ديمقراطية.
حسب الاستطلاعات قد لا يكون هناك منتصرا واضحا في الانتخابات القادمة. القرار حول هوية رئيس الحكومة القادم قد يقع في أيدي أصحاب «الأنا» الكبيرة – ليبرمان، لبيد وكحلون – كل واحد على حدة أو جميعهم معا. الاول يقدم نفسه كبراغماتي مستعد للتوجه يمينا ويسارا بنفس القدر. الثاني كمن ينقذ الطبقة الوسطى والدنيا، وكشخص يقوم بتخفيض غلاء المعيشة. ولكن الهدف هو أن يكون هو الذي سيقرر نتيجة الانتخابات، مع ابتزاز الثمن الاكبر لأنفسهم. من الصعب رؤية نتيجة مرغوب فيها هكذا. والنتيجة النهائية يجب أن تكون من حق الناخبين. اذا صوتوا لاصحاب «الأنا» الكبيرة فسينقلون القرار الى أيديهم، واذا صوتوا للاحزاب الديمقراطية فانهم هم من سيحدد النتيجة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ