المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 10/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:28 PM
ملخص مركز الاعلام


في ذكرى حماس والانتفاضة: عن أزمة حماس ومهمتها التاريخية
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
لم يستطع الإخوان المسلمون الفلسطينيون بعد العام 1954 التقاط اللحظة التاريخية عقب انقلاب جمال عبد الناصر على حلفائه السابقين في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، ولأن قطاع غزة في ذلك الحين كان تابعًا للإدارة المصرية فإن الحظر والقمع قد طال فرع الجماعة الفلسطيني في قطاع غزة، والتي عانت الانحسار والجمود ثلاثة عقود متواصلة، وإن تميز العقد الأخير منها، أي منذ النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي وصولاً إلى الانتفاضة الأولى، بالإرهاصات التي كشفت عن المولود الذي تجددت بواسطته جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية.
تمكنت حماس، من بعد الانتفاضة الأولى، من مزاحمة حركة فتح على صدارة المشهد الفلسطيني، دون أن تتمكن من التحول إلى البديل الكامل عن فتح، رغم أن البريق الثوري لهذه الأخيرة كان قد بدأ بالانطفاء منذ تبنيها برنامج النقاط العشر على طريق التسوية وانغماسها في الحرب الأهلية اللبنانية عاجزة عن إدراك التحولات العميقة في المنطقة العربية والتي تمثلت بظاهرة ما عرف بالصحوة الإسلامية التي تمددت في المنطقة الإسلامية كلها، وكانت لها أصداؤها العميقة في فلسطين.
من المفارقات اللافتة أن فتح تأسست بواسطة مجموعة من العناصر الإخوانية كانت قد غادرت الجماعة بعدما رفضت جماعة الإخوان الفلسطينية في قطاع غزة تبني المشروع النضالي الذي تقدمت به تلك العناصر التي أسست ما عرف لاحقا باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ولا شك أن فتح في تلك اللحظة مثلت استجابة واضحة لطبيعة التغيرات التي دخلتها المنطقة من بعد النكبة ومن ثم مع الحقبة الناصرية، وشكلت اختراقًا للحالة العربية حينما تقدمت بذلك الشعار الذي قلب النظرية من "الوحدة العربية طريق تحرير فلسطين" إلى "فلسطين طريق الوحدة العربية"، وبواسطة الكفاح المسلح وفي صورة حركة تشبه الشعب الفلسطيني ولا تعادي موروثه الديني، ومن بعد معركة الكرامة اكتسحت فتح الجماهير الفلسطينية وشكلت قبلة للجماهير العربية التي تقصد النضال لأجل تحرير فلسطين، وفي المقابل فإن جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية قد حكمت على نفسها بالضمور داخل التاريخ الفلسطيني إلى حين.
كانت الانتفاضة الأولى بمولودها الجديد الذي عرف باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ تعويضًا عن ذلك الغياب الطويل، وفرصة لتصحيح الخطأ التاريخي، ولكن هذه الولادة لم تكن بغتة، وإنما جاءت بعد جهود طويلة تكثفت في العقد الذي سبق الانتفاضة وامتدت على الساحات الفلسطينية والعربية والأوروبية والأمريكية، وتصدرتها بالدرجة الأولى الأجسام الطلابية المعبرة عن جماعة الإخوان الفلسطينية، حتى التقت تلك الجهود أخيرا في صيغة حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبواسطة المقاومة والشعار الإسلامي في استجابة واضحة للحظة تاريخية جديدة كانت فيها الثورة الفلسطينية قد خرجت من لبنان من بعد العام 1982 وابتعدت كثيرا عن فلسطين، بينما اتسعت الإحيائية الإسلامية في المنطقة الإسلامية كلها، أمكن لجماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية أن تعوض تلك الخسارة الثقيلة التي تكبدتها طوال ثلاثة عقود ماضية.
ولو أن الإخوان المسلمين الفلسطينيين كانوا قد تخلفوا مرة أخرى عن إدراك المرحلة الثانية التي عبرت عنها الانتفاضة الأولى، لكانوا الآن خارج التاريخ، ويحتل مكانهم قوى أخرى تعبر عن الموقع الإسلامي في فلسطين، إلا أنهم، أي الإخوان من بعد حماس، لم يتمكنوا من تشكيل البديل الكامل عن فتح، لأسباب موضوعية، منها أن فتح بدورها أيضًا التقطت اللحظة التي عبرت عنها الانتفاضة الأولى فجددت شبابها بواسطة هذه الانتفاضة، وأيضًا لأن حماس، ولدت بين يدي مشروع السلطة الفلسطينية المحمول على قوة دفع دولي وإقليمي كبيرة ما كان باستطاعة حماس ردها، وهذا المشروع أعاد تكريس فتح كقوة أولى قائدة ومتفردة في المسيرة الفلسطينية.
مرت حماس بأزمات طويلة وعميقة منذ تأسيسها، بعضها ناتج بطبيعة الحال عن الصراع مع الاحتلال، وبعضها أنتجه الواقع الجديد مع تأسيس السلطة الفلسطينية، ففي العام 1989 تعرضت الحركة لضربة عميقة اقتربت من اجتثاثها، إلا أن الدفق الناضلي المجتمعي الواسع في مجرى الانتفاضة الشعبية الأولى، وحركة الإسناد الإسلامية العريضة التي تمتعت بها حماس في المهجر، إضافة إلى الجذور التي كانت قد أرستها جماعة الإخوان المسلمين ما قبل حماس، مكنت الحركة من تجاوز الأزمة والتجدد في صور نضالية جديدة.
ولكن وبعد قدوم السلطة الفلسطينية، وخاصة في المرحلة الثانية التي دخلت فيها السلطة بقية مناطق الضفة الغربية التي عرفت بالمناطق (أ) كانت حماس قد بدأت تعاني الحيرة والارتباك في التعامل مع الواقع الجديد، وقد انعكست هذه الحيرة في خلافات داخلية عميقة انقسم فيها الجسم الحركي ما بين متمسك باستمرار المقاومة والامتناع عن الدخول في مشروع السلطة، وهو الطرف الذي فرض رؤيته طوال عشر سنوات، أي من العام 1996 حتى العام 2006، وما بين من يدفع باتجاه الدخول في السلطة الفلسطينية.
دفعت حماس ثمنًا باهظًا جراء وقوفها في وجه مشروع السلطة الفلسطينية وقيامها بعدد من العمليات كاستمرار لعملها العسكري الذي بدأ أساسا قبل قدوم السلطة الفلسطينية، ورغم الحملة الأمنية الباطشة التي شنها كل من الاحتلال والسلطة الفلسطينية على حماس، والتي أدت بدورها إلى إدخال حماس في حالة كمون، فإن حماس قد تمكنت في هذه الفترة من تنفيذ عدد من العمليات العسكرية وتقديم عدد من الرموز الجهادية.
لم تستطع حماس أن تعبر عن نفسها خلال هذه المرحلة إلا بواسطة الكتل الطلابية الجامعية التابعة لها، والتي اكتحست الانتخابات الطلابية في عدد من الجامعات الهامة في الضفة الغربية لفترات متتالية، بينما كان جهازها التنظيمي ضعيفًا أو عاجزا، سواء في الضفة أو في القطاع، إلى أن جاءت الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) لتخرج حماس من أزمتها، خاصة مع قرار عرفات بفسح المجال لعمل نضالي شعبي خرج عن السيطرة لاحقا وهو ما أدى إلى تعزيز قوة الحركة كقوة مقاومة في قطاع غزة تحديدا، وقد تضاعفت وترسخت هذه القوة من بعد انسحاب الاحتلال من القطاع في العام 2005، بينما كان الحال مختلفا مع الضفة التي لم يخرج منها الاحتلال أصلاً ولكنه أعاد احتلال المناطق (أ) فيها في عملية السور الواقي التي بدأت في العام 2002.
بناء على المعطيات الجديدة التي خلفتها الانتفاضة الثانية، وبعد المكتسبات التي حققتها حماس في القطاع، قررت الحركة خوض الانتخابات البلدية والتشريعية التي عقدت في أواخر العام 2005 وأوائل العام 2006، مستفيدة من تراث تضحياتها وسمعتها التي لم تتلوث بمثالب السلطة طوال العقد الذي سبق الانتخابات.
ما أن فازت الحركة في الانتخابات حتى بدأت محاولات الإفشال والإسقاط؛ من حصار ومنع للأموال واعتقال وزراء ونواب الحركة في الضفة الغربية، ومحاولات إفشال أخرى تولت مهمتها حركة فتح وتمثلاتها داخل جهاز السلطة، وصولاً إلى الانقسام، وحصار قطاع غزة الذي بقي في حالة مقاومة مع العدو، كان من صورها ثلاث حروب طاحنة.
إلا أن أزمة حماس الراهنة متعددة الأبعاد، فمنذ الانقسام والحركة عاجزة عن استنهاض فرعها في الضفة الغربية، والذي يتعرض لحملة استئصال مزدوجة ومفتوحة، بينما تبدو أوضاعها في قطاع غزة في ضيق وقلق متزايدين مع عجز واضح في تجاوز هذه الحالة مع تصاعد العداء الإقليمي وانكشاف مستوى التعاون العربي مع العدو الصهيوني لضرب الحركة وتبني النظام الانقلابي في مصر موقفا صريح العداء على نحو ينذر بخطر بالغ، وأما فرعها في الخارج فقد تراجع موقعه في قيادة الحركة لأسباب تتعلق باعتبارات ذاتية داخلية، إلا أن التراجع الكبير كان بعد خروج الحركة من سوريا وخسارتها لحليفها الإيراني الذي أراد استرداد دعمه السابق للحركة بأخذ موقف منها داعم لبشار الأسد، مع تصعيد الحملة الإقليمية على الحركة وتوسيع مجالات عزلها، واستهداف قياداتها وعناصرها في عدد من البلاد العربية.
تبدو المنطقة الآن في مرحلة جديدة؛ وحماس مطالبة بالتقاط اللحظة الفارقة في هذه المرحلة، وهي بالتالي إزاء مهمة خطيرة تعترضها معضلتان متداخلتان، فهي مطالبة بفهم المرحلة والعمل بماينسابها حتى لا تجد نفسها خارج التاريخ، وفي الوقت نفسه تجاوز هذه الأزمات المستحكمة بما في ذلك الظروف الذاتية والأوضاع الداخلية التي ساهمت بدورها في خلق هذه الأزمات والتي تحول دون قدرة الحركة على القيام بمهماتها التاريخية.

حماس وإيران
إياد القرا / فلسطين اون لاين
وسط ما تموج به المنطقة من أحداث ,تأتي زيارة وفد حركة حماس إلى طهران لإذابة الجليد الذي ساد علاقة الجانبين ,على خلفية الأزمة السورية، وهو تطور مهم في علاقة الحلفاء، وما يعرف بحلف "الممناعة" ,وهي خطوة مهمة في العلاقة بين الجانبين، حيث سعى الطرفان خلال السنوات الماضية لتجاوز الأزمة.
الوفد رفيع المستوى الذي أرسلته حماس إلى طهران يحمل العديد من الرسائل, في مقدمتها أن حماس تبادر لهذه الزيارة على قاعدة الصداقة التي لم تنقطع، وأنها لا زالت تلعب دوراً محورياً في الإقليم ,وهي عنوان للمقاومة الفلسطينية.
حماس تدرك أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس في المنطقة, سواء في علاقة إيران مع الغرب ,أو الأحداث في العراق، واستمرار الأزمة السورية، وأن كافة المحاولات لإقصائها عن المشهد قد فشلت ,وآخرها الحرب على غزة في تموز الماضي.
العلاقة بين الجانبين لم تصل إلى القطيعة ، ولم تدخل في دائرة العداء، ومحدودية الخلاف حول الأزمة السورية، لذلك هناك الكثير مما يجمع الجانبين في هذه المرحلة للعودة إلى سابق عهدهما، بل لتوطيد العلاقة بينهما ، بعد قناعة الجانبين أن إيران بحاجة لحضور, لتأكيد موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، والذي يحافظ لها على حضور قوي في المنطقة , والمحافظة على صورتها في مواجهة التغيرات التي تحيط بها.
وصلت إيران إلى قناعة بأن حركة حماس رأس حربة في مقاومة الاحتلال, وهو ما ثبت خلال الحرب الأخيرة، يضاف إلى ذلك أن حركة حماس لم تبادر للقطيعة, ولم تهاجم إيران أو تنتقص منها، بل حافظ عدد من قيادات حركة حماس على توجيه الرسائل الإيجابية نحو إيران.
وتمسك حماس ببرنامج المقاومة يدفعها للتقدم في علاقتها الخاصة مع إيران, لدعم مشروع المقاومة، ويجبر الحلفاء على التعامل بموضع الاحترام والتقدير كما الحال مع إيران، حيث يمكن أن تشهد العلاقة تحولات جديدة ,رغبة من الجانبين في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية.










قمة مجلس التعاون (35)
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
في المكان والزمان المحددين سلفًا تنعقد قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة برئاسة قطر. انعقاد القمة له أهمية في ذاته بغض النظر عن الموضوعات التي سيناقشها المجتمعون. كانت أزمة سحب السفراء من الدوحة الأزمة الأشد قسوة على مدى خمسة وثلاثين عاما، إذ أوشكت أن تعصف بمجلس التعاون عصفا مأكولا. جلّ القضايا التي هددت المجلس ارتبطت بقضية مصر، وقضايا الربيع العربي الأخرى، وتباين مواقف الدول منها، غير أن حكمة الأمير تميم ودبلوماسية قطر الهادئة والموضوعية أنقذت المجلس من الانهيار.
كانت الكويت صاحبة فضل ودور في المصالحة التاريخية التي جرت بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات من ناحية ثانية. ثمانية أشهر من عمل جاد قام به أمير الكويت بصبر وحكمة ، أنتج هذا اللقاء الذي يعقد اليوم في الدوحة بحضور كافة الأعضاء.
قمة الدوحة مهمة من حيث الانعقاد، ومهمة من حيث الموضوعات، ومهمة من حيث البيئة العربية والإقليمية المحيطة. ثمة قضايا داخلية تهم المواطن الخليجي ، والدول الخليجية، كالاتحاد العسكري، وانخفاض أسعار البترول وتداعياته، وسكة حديد الخليج، وفتح الحدود، وتوحيد التعرفة الجمركية، وغير ذلك، ولكن الأهم من ذلك هو الاتفاق على سياسة موحدة إزاء القضايا المحيطة، ومنها ( مصر، وسوريا، والعراق، وتنظيم الدولة، واليمن، والحوثي، والقاعدة، وليبيا).
إنك إذا تأملت قضايا الدول المحيطة بالجزيرة والخليج، وجدتها من القضايا الثقيلة، ذات التداعيات المجهولة، فلا توجد على طاولة قمة الدوحة حلول جاهزة لمشكلة تمدد تنظيم الدولة، أو لمشكلة تمدد الحوثي، أو للصراع السوري الممتد على مساحة أربع سنوات حتى الآن. جلّ هذه القضايا دخلت مرحلة التدويل، ولا تستطيع دول الخليج الإفتاء بها خارج إرادة الدول الكبرى، وهذا يعقد الأمر على المجتمعين، نظرا لتباين إرادة الكبار في هذه القضايا.
لم يعد المال الخليجي كافيا لمعالجة تهديدات هذه القضايا على بيئة الخليج، فقد دخل السلاح، والفكر معا إلى المعركة المفتوحة في كل القضايا المذكورة، والمال وحده أعجز من يحلّ هذه المشاكل، فالفكر يواجه عادة بالفكر، والسلاح عادة يواجه بالسلاح، ومن هنا ندرك أهمية موضوع الاتحاد العسكري المطروح على قمة الدوحة لقادة الدول الخليجية، التهديد العسكري يطرق الأبواب.
كان الخليج يطبق سياسة متحفظة في مقارباته الخارجية، ولكنه منذ ثورات الربيع العربي تخلى الخليج عن سياسته المتحفظة، ودخل لاعبا أساسيا في المعارك الداخلية في مصر، وسوريا، وليبيا، واليمن، والعراق، وتنظيم الدولة، والإخوان، وهو دخول مكلف ماليا وعسكريا وسياسيا، وهو في الوقت نفسه غير مضمون النتائج، ويزيد من حالات العداء لهذه الدول. العداء المتزايد أمر بات جزءا من الواقع.
إن معالجة مجلس التعاون الخليجي لقضايا المواطن الخليجي الداخلية، لا ينبغي أن تنفصل عن مراجعة دول الخليج لسياستها في القضايا العربية التي تلف الخليج بألغام شديدة الانفجار. إن معاداة دول الخليج للإسلام الوسطي، أعطى قوة للتشدد، ومنح فرصة مبررة للسلاح عند من يحملونه طلبا لرأس أنظمة الخليج . لا علاج للتشدد غير إطلاق العنان للإسلام الوسط، والعدل أساس بقاء الملك.




الخمر في المسجد الأقصى
خالد معالي / الرأي
تعمد الصليبيون خلال احتلالهم لفلسطين حوالي مائتي عام من بينها 90 عاما متواصلا؛ أن يحولوا المسجد الأقصى إلى إسطبلات لخيولهم وشرب الخمر فيه؛ وهو ما يتكرر من قبل قطعان المستوطنين الذين يقتحمون ويدنسون باحات المسجد الأقصى بشكل شبه يومي ويشربون الخمر فيه؛ متحدين ومستفزين ليس فقط 12 مليون فلسطيني ولا 350 مليون عربي؛ بل ملياري مسلم في مختلف دول العالم.
للقدس والمسجد الأقصى معانٍ ودلالات مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني؛ وعقيدة دينية لا يريد "نتنياهو" أن يعرفها أو يفهمها؛ وهي التي ستطيح بدولته الفانية؛ التي هي مجرد شوكة في جسم الأمة سرعان ما سيتم اقتلاعها.
ما حصل قبل أيام من هبة أهالي القدس حماية للمسجد الأقصى؛ هو عبارة عن عينة مصغرة لما سيحدث في حال تمادى "نتنياهو" في استهتاره بالمشاعر الدينية للمسلمين. والعرب والمسلمون وإن كانوا يمرون في مرحلة معقدة وصعبة إلا أنهم لا ينسون مقدساتهم.
القدس؛ كونها ملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة، لا يمكن أن يتم التغاضي عما يحصل فيها؛ فإن لم تتحرك الأمة ييسر الله لها من يتحرك لأجلها، والاحتلال وإن كان يطوق القدس بالمستوطنات كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهي إلى زوال كسابقتها.
ما يجري في القدس من تهويد وتدنيس وتهجير ساعة بساعة؛ ليس مقتصرا على المسجد الأقصى أو أي حي من أحيائها؛ كالمكبر أو سلوان أو الشيخ جراح وغيرها، بل يطال الاستهداف كل نقطة وحتى ذرة تراب في المدينة المقدسة ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، وذات رؤى وأبعاد استراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس.
المسجد الأقصى بات محط أنظار قادة دولة الاحتلال؛ وإنقاذه هو مهمة تاريخية جسيمة أضخم كثيرا جدا من أن يحمل أعباءها الفلسطينيون لوحدهم؛ وإن كان أهالي القدس لا يقصّرون ولا يتوانون عن حمايته.
الدفاع عن القدس وعروبتها وهويتها ومقدساتها؛ لا يخص الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من أمة المليار ونصف، والمؤسف أن بعض القيادات العربية تمارس الضغط على الفلسطينيين لتقديم التنازلات في موضوع القدس وغيره من حقوق الشعب الفلسطيني.
يخشى مثلما حصل من خسارة الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن؛ أن يتم تقسيم المسجد الأقصى المبارك؛ فالصمت المطبق من قبل أغلب الأنظمة العربية، والتهاء العرب بحروبهم الداخلية؛ يشجع اليهود المتطرفين ليكثفوا بالتالي من اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحة الحرم الشريف كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم بعد هدم الأقصى بحسب تخطيطاتهم.
يتمنى أهالي القدس؛ حضور غزة والضفة في باحاته؛ لتردا هجمات المستوطنين الذين يستبيحونه ويدنسونه متى شاؤوا؛ ولكن الضفة مفصولة عن القدس كما هي غزة محاصرة ومعزولة عن الضفة والقدس.
حتى الصلاة في المسجد الأقصى يجب أن يحصل الفلسطيني على تصريح لها إن كان من الضفة, وممنوعة على غزة، وكذلك النفحات الإيمانية في باحات المسجد الأقصى؛ باتت بحاجة لتصريح لها أيضا؛ بينما المستوطنون يصولون ويجولون في القدس.

يحزن المسجد الأقصى، وتدمع القدس المحتلة؛ فالمستوطنون يستبيحون المسجد الأقصى؛ دون أن تخرج ولو مظاهرة واحدة من ملايين المدن والقرى الإسلامية منددة بهذا التدنيس، والمس بأكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى الأمة الإسلامية جمعاء.
القدس تطلب أن يعمرها ويزورها المسلمون من كل أنحاء العالم مرفوعي الرأس تحت رايات الإسلام الخفاقة ترفرف فوق مآذنها، وليس تحت أعلام دولة الاحتلال؛ وهي بحاجة إلى الدعم المتواصل؛ فإن لم يكن بالسلاح لظروف قاهرة، فعلى الأقل بالأموال ودعم أهالي القدس الذين يقاومون الاحتلال ويحمون القدس بأجسادهم دون نصير، وألف تحية إجلال وإكبار للمقدسيين الذين ينوبون عن الأمة في أتعس مراحلها بحمايتهم للمسجد الأقصى.