المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 17/12/2014



Haneen
2014-12-30, 12:38 PM
<tbody>














</tbody>

يونس أبو جراد / فلسطين الان
لقد أصبح من السهل قياس الطول والوزن، ومستويات الذكاء والدهون لدي البشر، حتى مستويات السعادة للشعوب والأمم يمكن أن تقاس. لكن هل يمكن قياس مستوى البلادة لدى "قيادة" أو "شعب" أو "أمة" ما؟!
البَلادَة هنا مصدر بَلُدَ يبلُدُ بلادةً فهو بليد! وهي تنقسم إلى نوعين: بَلادَة الشُّعور: جمودُه. وبَلادَة العقل: ثقل الفهم، وركود الذِّهن، وضعف الذَّكاء.
ولأنني على يقين أنَّ قرائي من الأذكياء، فإنهم سيتساءلون: ما علاقة "البلادة" "بالقيادة"؟! وهل يمكن أن تكون قيادة شعب عظيم من "الشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين"، على هذا النحو من بلادة الشعور التي أصبحت سمة أساسية من الشخصية القيادية؟! أما بلادة العقل، فلسنا بحاجة للحديث عنها، بقدر حاجتنا للتساؤل: متى ستقرر أن تريحنا وتستريح يا -رئيسَ كل شيء- إلا شعبك الرائع؟! ألا يكفي أنك مع كل اختبار جديد، تثبت أنك تتحرك بطيئاً كالسلحفاة، بخطى مرتعشة مرتبكة وشعبك يُذبح من الوريد إلى الوريد؟!
نتمنى لو تؤمن مرة واحدة بقانون الزمن، بحاجتك البيولوجية للراحة، بخيار التوقف والاعتزال! وأرجو ألا أكون قد أزعجت عقلك الجبار وموهبتك العظيمة في قيادة شعب شاب أيها الثمانيني العجوز!
ولا أريد أن تبدو القيادة "بليدةً أو عنصريةً" إذا سألتها: لماذا لم تهدد بوقف التنسيق الأمني بعد استشهاد أكثر من ألفي إنسان فلسطيني وجرح الآلاف؟ وأصابتها رعشة الرجولة بعد أن تناولت "حبوب الشجاعة" عند استشهاد وزيرٍ في حكومة عرجاء؟! أهي البلادة المقيتة، أم العنصرية اللقيطة التي تدفعهم لمعاملة غزة على أسوأ ما تكون المعاملة، والتمييز حتى بين شهداء فلسطين العظماء!؟
أما نحن -الشعب المغلوب على أمره- لم نكن نعلم أنَّ "قيادتنا" لديها هذا الخيال البكر، والقدرة على التكثيف التي صاغت هذه "القرارات المصيرية" في الاجتماع الأخيرة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي قررت فيه:
* التوجه إلى مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الفلسطيني أو المقترح الفرنسي، أما فيما يتعلق بقرار الانضمام إلى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية, قال الدكتور الهباش: "إن تطورات هذا الملف مرتبطة بما سيحصل في مجلس الأمن فيما يتعلق بالتصويت على مشروع القرار".
* قررت القيادة أيضاً استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل, وأضاف الهباش: "إن الموقف الآن هو الاستمرار في حماية المصالح الحيوية للشعب الفلسطيني ولن يتوقف التنسيق الأمني ما دام فيه مصلحة فلسطينية وعندما يصبح ضد مصالحنا كلنا وعلى رأسنا الرئيس سوف نوقفه".
وأضاف الهباش": التنسيق الأمني هو جزء من تثبيت الولاية الفلسطينية على إقليم الدولة الفلسطينية, وطرحت أفكار عديدة لكن النهج السائد الآن هو حماية مصالح الفلسطينيين باستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل ما دام لا يضر بمصالحنا".
وكما يلاحظ الجميع فإن الغريب في المشهد الأخير، هو الظهور المفاجئ لمحمود الهباش، قاضي قضاة السلطة الفلسطينية ناطقاً باسم اللجنة التنفيذية للمنظمة.
أما الأغرب فيتمثل في استفراد الرئيس عباس –ممثلاً عن حركة فتح- بالقرار، وضرب كل الآراء والمواقف الأخرى التي دعت إلى وقف التنسيق الأمني بعمامة الهباش! وبهذا تفشل "القيادة" مجدداً في الحصول على المركز الأول في الفشل!
هل تستطيع أيها الشعب أن تتذكر كم مرة سمعت هذا الكلام المثير للسخرية والغثيان؟! هل تستطيع أن تحصي قطرات الدم التي سالت، والأرواح التي قطفتها آلة الموت الصهيوني، حتى تُقنع "القيادة" بأنَّ ما تفعله مهزلة! .. تأمل يا شعبنا في هذه القرارات وقارنها بما سمعته منذ نشأة السلطة، وصعود هؤلاء إلى ذلك الكرسي اللعين، وقل: سبحان الله!
أيها الشعب: لا تلعن الظلام أو الحصار أو المعابر أو الذل أو القهر، بل العن "القيادات" البغيضة بأعلى صوتك، وقل لحنجرتك المريضة: آن لك أن تصرخي. وإياك أن تصبح حبالك الصوتية، حبال غسيل، ولتكن حبالاً تلتف على رقاب الخونة المرتعشين .. ولا نامت أعين البلداء!

الجيش الذي لا يقهر!
إياد القرا / فلسطين اون لاين
مجموعة من المقاتلين يتسللون خلف صفوف العدو ويشتبكون مع الجنود من مسافة الصفر، ويقتلون الجنود داخل الأبراج المحصنة وداخل دباباتهم، ويستشهد بعض المقاومين أثناء العودة من القتال, وبعضهم الآخر يعود حاملًا سلاحه في وضع الاسترخاء.
هذا المشهد سجلته كاميرات جيش الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة, وظهر في موقعين فقط, ولا يعرف كم سجلت الكاميرات من مشاهد نقلت أحداثا مشابهة عن بعض المقاومين, لكن جاءت الكاميرات لتكشف الحقائق بشكل واضح وقاطع والعديد من القضايا والأحداث، وقد نشهد مزيدا منها.
التسريبات التي نشرت وجهت ضربة قاصمة للرواية الرسمية الإسرائيلية حول مجمل أحداث الحرب سواء صلابة المقاومة وشراسة المواجهة أو عدد القتلى من الجنود والإصابات أو مصير الجنود المفقودين في غزة.
وتضيف التسريبات مزيدا من الغموض على قدرة الاحتلال على حماية الجبهة الداخلية في أي مواجهة قادمة, وما هو الضامن لعدم سيطرة المقاومين على مواقع عسكرية مهمة أو منشآت حيوية, ولمَ امتنعت المقاومة عن استهدافها في هذه المواجهة؟.
الذهول الذي أصاب قادة الاحتلال وشل تفكيرهم متوقع لأن الرواية التي بنى عليها انتهاء الحرب كانت كاذبة وخادعة لجمهوره، مقابل رواية صادقة للمقاومة الفلسطينية، بل دقيقة في نقل الأحداث بتفاصيلها وأرقامها.
فالأسطورة الصهيونية بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر تستند إلى هالة من الروايات والأحداث التي سوقها العرب والإعلام الغربي أيضاً, خلال حرب عام 1948 وهزيمة 7 جيوش عربية, وكذلك حرب الست ساعات, واجتياح بيروت إحدى العواصم العربية، والكوماندوز الذي يغتال في بيروت وتونس ودبي وأثينا ولندن وعنتيبي، مما جعل الأجيال العربية تعيش على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
هذه الأجيال تعيش حالة من الذهول المتأخر أمام جيل من أطفال الحجارة يقودون العمليات الفدائية ويتقدمون صفوف المقاتلين، إلى جانبهم جيل ما بين الانتفاضتين, وهو يمتلك عقيدة عسكرية قتالية, تتدرب وتتمرس على فنون القتال.
القتال مستند إلى حماية أمنية قوية تخترق صفوف الاحتلال, واتصالاته وكاميراته ,وتصل إلى قادة الجيش في بيوتهم وفي مواقعهم، ومقاتلوهم يقاتلون الجنود في مواقعهم وداخل دباباتهم، ويعودون لمشاهدة ما تبثه وسائل الإعلام عن تحركاتهم وشجاعتهم، بل عفويتهم وهم عائدون يحملون العتاد وفي حالة من الاسترخاء، جعلت الشباب الفلسطيني يفتخر بهم ويصل إلى مرحلة الاستهزاء بجيش الاحتلال، وتجاوز نظرة الجيش الذي لا يقهر إلى الجيش الذي يستهزأ به.


استعراض القسام وقطف الثمار
عصام شاور/ المركز الفلسطيني للاعلام
حين يستعرض جيش القسام قوته بأعداد كبيرة من أبطاله وأسلحته المتطورة في شوارع غزة, وتحلق طائرته في سمائها بحضور القادة دون فعل من العدو الإسرائيلي سوى المراقبة والحسرة وعض الأصابع, فهذا يعني درجة متقدمة من الاستقلال, ويعني كذلك أن قوة الردع القسامية قد آتت أكلها بعد هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة العصف المأكول، وأن حماس ما زالت بكامل قوتها العسكرية والسياسية والشعبية والمعنوية، هذا مما قرأته من مشهد استعراض القوة العسكرية لكتائب عز الدين القسام ومن قبله الحشود الجماهيرية التي خرجت للاحتفال بانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
كلمة كتائب القسام التي ألقاها "أبو عبيدة" وضعت النقاط على الحروف, وبعثت برسائل في اتجاهات مختلفة، للعدو الإسرائيلي وللمجتمع الغربي المتآمر على غزة وكذلك لبعض الأنظمة العربية التي اعتقدت للحظة أنها قادرة على تغيير مجرى التاريخ أو صناعته أو سرقة إنجازات المقاومة التي تحققت في المعركة الأخيرة مع العدو الإسرائيلي.
إن تعبير المقاومة عن شكرها لكل من يساند القضية الفلسطينية ويساعد المقاومة بالمال والسلاح وغيرهما مع ذكر بعض الدول بعينها يؤكد أن حركة حماس مقدمة على سياسة مختلفة، فيها تحالفات معلنة مقابل تحالفات عربية "سرية" مع (إسرائيل) لضرب المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن المقاومة جاهزة للدفاع عن نفسها أو حتى لخوض حرب ثانية مع العدو الإسرائيلي لو اضطرت إلى ذلك كما في الحروب السابقة، ونحن نعلم أن الاضطرار هنا يكون إما بعدوان إسرائيلي جديد على غزة والشعب الفلسطيني أو عدم تنفيذ شروط المقاومة وخاصة رفع الحصار وإعادة الإعمار, لأن استمرار المماطلة في التنفيذ يعني الوصول إلى حالة الانفجار التي هددت بها المقاومة وأكدت على اقترابها إن استمرت الأمور على حالها.
ختاماً نؤكد أن المقاومة الفلسطينية بخير, وأن الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين لن يطول، أما رفع الحصار وإعادة الإعمار وتحرير الأسرى فإنها أقرب مما نتصور ولكنها تحتاج إلى بعض الصبر وعدم التعجل في قطف الثمار، وهنا لا بد من التحذير من تصديق من يحاولون عن قصد أو دون قصد تثبيط العزائم والتشكيك في صدق المقاومة، لأن الهدف من المماطلة وتأجيل المفاوضات غير المباشرة هو إحباط الناس من جهة وتضييع إنجازات المقاومة من جهة أخرى، وقد يتحقق الشيء القليل من الأولى أما الثانية فإنما هي أوهام وأحلام ستتبدد قريبا بإذنه تعالى.

المشهد الليبي
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
لا يبتعد المشهد الليبي كثيراً عن المشهد المصري، وعن المشهد اليمني. إنه مشهد يتكون من مجموعة من الحقائق الشارحة لحالة شبه مستعصية على الحل.
وأول هذه الحقائق هي حركة الثورة المضادة التي تضم تحالفا عسكريا بين بقايا نظام القذافي، والقوى والمجموعات الموالية لأميركا والغرب و(إسرائيل). إنه تحالف يتخذ من التيارات الجديدة الإسلامية والوطنية عدوا له يجب إقصاؤه من المشهد السياسي، وإخراج ممثليه من مقاعد السلطة التنفيذية، ومن مقاعد البرلمان أيضا. تحالف الثورة المضادة يتخذ من تهمة الإرهاب قناعا لأهدافه في السيطرة على السلطة التنفيذية والتشريعية لإحكام عملية الإقصاء للتيارات الإسلامية والوطنية ، وإجهاض التحول الديمقراطي التي تسعى القوى الليبية الوطنية إلى تثبيت وجوده على الأرض الليبية من خلال الدستور، والانتخابات الحرة، وفصل السلطات، واحترام القضاء، واستيعاب الثوار في الجيش وفي مفاصل الدولة والحكم.
وثاني هذه الحقائق أن قيادات الثورة المضادة تتلقى دعما ماليا وعسكريا من دول عربية وأجنبية، وقد اتهمت القوى الوطنية الليبية كلاً من الإمارات، والسعودية ومصر، بدعم قوات حفتر بالمال وبالسلاح، وهو دعم تحدثت عنه صحف أميركية وبريطانية، مما اضطر بعض القيادات العربية الى الاعتراف به، بدون خجل، وهو اعتراف يتضمن لا محالة موجات ارتدادية بالاتجاه المعاكس، إن لم يكن اليوم ، فغدا، لأن العلاقات العربية تبقى علاقات هشة ومتحولة بحكم صراع الشعوب العربية مع الاستبداد، وحكم الفرد والعائلة.
وثالث هذه الحقائق تقول إن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين في تعاملها مع القضية الليبية، فبينما تدعي الوساطة والحيادية، والبحث عن حلول وسط سياسية تمنع الاقتتال، نجدها تنحاز إلى قوى الثورة المضادة، وهو ما ظهر واضحا من خلال موقفها السالب الذي تحاول من خلاله الالتفاف على قرار القضاء الليبي الذي أسقط مشروعية برلمان طبرق، حيث يحاول ممثل الأمين العام لليبيا تقوية دور حفتر وبرلمان طبرق، والضغط على حكومة طرابلس وبرلمان طرابلس للقبول بمحادثات مع ممثلي طبرق قبل الاعتراف بقرار القضاء الليبي.
ورابع هذه الحقائق تحكي وقوف دول الاتحاد الأوربي وأميركا إلى جانب ممثلي الثورة المضادة، والسكوت عن التدخل العسكري العربي في الساحة الليبية، ومحاولة تقليص مساحة السلطة الشرعية في طرابلس، ذلك لأن التحولات الليبية نحو الديمقراطية الحقيقية والتعددية الحزبية على أسس دستورية يمكن أن تقلص التواجد الغربي والأميركي في ليبيا لصالح الوطنية الليبية.
وآخر هذه الحقائق في هذا المقال تقول إن جموع الثوار الحقيقيين الذين أسقطوا نظام القذافي المستبد، ودفعوا ضريبة باهظة للوصول إلى لحظة الانتصار، والبدء ببناء الديمقراطية الليبية، ووضع أسس الدولة ، لن يتخلوا عن سلاحهم في مواجهة قوى الثورة المضادة، التي تدار من عواصم عربية أعلنت عداءها الصريح والسافر لثورات الربيع العربي بما فيها الثورة الليبية. إن تمسك الثوار بسلاحهم دفاعا عن أحلام مجتمعهم هو الضمانة الوحيدة فيما يبدو لهم لبناء ليبيا على أسس ديمقراطية، وعلى تعددية حزبية تحترم التداول السلمي للسلطة. لقد استفاد الليبيون من التجربة الليبية والتجربة اليمنية والتجربة التونسية، وأحسبهم سيصلون الى أهدافهم رغم أنف الثورة المضادة وداعميها من عرب وافرنج ما تمسكوا بسلاحهم ووحدتهم.