Haneen
2014-12-30, 12:39 PM
<tbody>
</tbody>
ي زيكيم!
حماس تحتفل ف
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
ربما لم يسبق لحركة تحرر وطني أن احتفل شهداؤها بذكرى انطلاقتها، بيد أن احتفال شهداء حماس بذكرى انطلاقتها لم يكن ادعاء غيبيًا، بل كان حقيقة مادية تسربت من سيرفرات العدو حاملة معها الكثير من الدروس.
ويحق لحماس أن تفتخر بشهدائها الأربعة. لكن محمد أبو دية، وخالد الحلو، وحسن الهندي، وبشار أحمد؛ وبالقدر الذي كشفوا فيه عن سرّ تميز هذه الحركة، فإنهم ألقوا أمامها حجتهم الثقيلة، بعد أن كشفوا عن حماس الأصيلة والوفية والتي لا يمكن تعريفها على النحو الصحيح والكامل إلا بمثل التعريف الذي قدمته الصور القليلة التي تسرّبت عن اشتباك الشهداء مع دبّابة العدو في زيكيم بعد أن قطعوا إليها البحر غوصًا.
وكان من قدر حماس أن تسرّبت صور أخرى لمقاتلي جناحها العسكري في عملية أبو مطيبق والتي كانت عملية إنزال خلف خطوط العدو، بحسب اللغة التي روّجتها قيادة معركة العصف المأكول وإذا بالمقاتل الذي ينتظر كالذي قضى نحبه، وإذا بالذي ينتظر يملك القدرة الكاملة أيضًا على تقديم التعريف الصحيح لحماس، كما أنه، أي ذلك المقاتل الذي أدى مهمته ثم عاد إلى قواعده كأخيه الذي أدى مهمته واستشهد داخل قواعد العدو؛ يقدم التصوير الدقيق لحقيقة المعركة، ففي الطرف الفلسطيني الذي مثله مقاتلو القسام، شهداء وأحياء، نجد الثبات والطمأنينة والسكينة والشجاعة بأدوات قتالية شديدة البساطة ودراسة عسكرية شديدة التواضع ولكنها شديدة الفاعلية، في مقابل التكنلوجيا الأكثر تقدمًا وقوة النيران الأكبر حجمًا، ما يكشف عن إيمان عميق بعدالة القضية وصحّة المسار، وإنتاج معرفي عسكري إبداعي من صميم التجربة والممارسة.
وأما في الطرف الصهيوني فنجد الاضطراب والفوضى والصراخ والجبن، رغم القدرة العالية على المراقبة، وامتلاك أدوات الحرب الأكثر فتكًا ودقة وقدرة، وامتلاك الظروف التي من شأنها أن تخلق المقاتل الأكثر مراسًا والأفضل أداء، وهو ما يكشف أيضًا عن انهيار حقيقي للأيديولوجيا الصهيونية المتجسدة في جيش العدو.
وقد اختارت حماس أن تحتفل بذكرى انطلاقتها بما يشبه مقاتليها الشهداء والأحياء، فجعلت احتفالها عرضًا عسكريًا، أطلقت فيه طائرة بدون طيار من طراز (أبابيل) خاصتها، والتي صنعتها داخل قطاع غزة، لتحمل هذه الطائرة في أجوائها أيضًا الدروس المستفادة عن المقاتل الذي ينتظر في ورشته أو مختبره، ولا يدري به أحد، ودون أن يفكر هو إن كان يدري به أحد.
هل هؤلاء الشباب من طينة أخرى؟ كلا.. إنهم مثلنا تمامًا، خرجوا من مجتمعنا بكل حسناته وعيوبه، وبكل نقائصه وكمالاته، يحملون معهم رواسب هذا المجتمع وطبيعتهم البشرية بقوتها وضعفها، إلا أن الحركة التي استمرت ثابتة على خطّها، وفية لموكب شهدائها وشهداء شعبها، وميراث أمتها وشعبها في الجهاد والمقاومة، وأمينة على التضحيات التي قدمها آلاف الجنود المجهولين من أبنائها ممن لم يطلبوا مكافأة ولم يتزاحموا على مقاعد القيادة ومنابر الشهرة، تمكنت بفضل هذا المركّب الفريد من الإيمان، والإرادة، والعمل، والأمانة على ميراث الحركة والشعب والأمة، أن تحول هذا الشاب إلى هذا النمط الصالح للدلالة على روح الأمة، وروح الشعب، وروح حماس.
إن الذين آمنوا بعماد عقل، وياسر الحسنات، وياسر النمروطي، ويحيى عياش، وجهاد غلمة، وطاهر قفيشة، وغيرهم من الشهداء الأوائل، كانوا يلحظون أرواح الشهداء يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم بعد من مقاتلي معارك الشجاعية والتفاح وبيت حانون، وهم اليوم يشاهدوهم عيانًا في صور شهداء زيكيم ومقاتلي أبو مطيبق، ويمكنهم القول أن أنهار الدماء وجبال التضحيات التي صنعت حماس، قد حافظت عليها هذه الحركة حتى أخرجت لشعبها هذا الصنف من البشر، العادي جدًا، والأسطوري جدًا، ولكنه الحقيقي جدًا.
في "جردة الحساب" التي تفتح لحماس، في كل ذكرى انطلاقة، وحين كل استحقاق انتخابي، وعند كل أزمة، ينبغي أن يسجّل لها هذا الإنجاز الذي تحققت فيه حركة مقاومة، وصنعت به مجتمعًا مقاومًا، وقدمت به دون صخب ولا ادعاء فجّ، نموذجها الثوري الخاص، والقتالي الخاص، ونظريتها الثورية التي اتضحت بالممارسة المفتوحة والمستمرة، حتى أثبتت جدارتها وصدقيتها في حرب العصف المأكول، ثم أكّدت على النماذج الجهادية التي قدمتها بصور معارك زيكيم ومقاتلي أبو مطيبق.
هؤلاء الذين يحملون روح حماس، المتقدمون إلى مهمتهم في تجرد خالص، والذين استمر بهم ميراث الجهاد والشهادة والتضحيات الطويل، هم المعيار الدالّ على صحة المسار، والضابط لنقاش النقد والمراجعات، لأنهم الاستمرار الطبيعيّ الوحيد لخط الشهداء وللآلاف ممن طووا على تضحياتهم وأوجاعهم ولا يدري بهم أحد إيمانًا منهم بمشروعهم ومحبة لهذه الحركة التي عرفوا معنى وجودهم من خلالها.
فإن المهمة التنظيمية الثابتة لحركة صنعها الشهداء، وأعادت بدورها تصنيع الشهداء، هو الحفاظ على هذا الخط، والتنبه الدائم للمعدن الثمين الذي يكتنز روحها وأصالتها ووفاءها، وإن أي سلوك لا ينمّ عن التقدير الصحيح والكامل لهذا المعدن وللآلاف من الجنود المجهولين، وأي سلوك ينمّ عن نزعة امتلاك للحركة واستئثار بها، ولا يأخذ بعين الاعتبار الفاعلين الأهم والأثمن في هذه الحركة، ومن شأنه أن يهدر دماءهم وتضحياتهم، هو الذي يستدعي التحذير والنقد والتنبيه بكل الوسائل الممكنة.
تداعيات رفع حماس من قائمة الإرهاب الأوروبية
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
أصدرت محكمة العدل الأوروبية قرارا برفع حركة حماس من قائمة المنظمات "الإرهابية" الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، هذا الحكم هو نصر آخر يعزز نصر الدبلوماسية الفلسطينية الممتد باعتراف قوى غربية هامة بالدولة الفلسطينية، كما أنه مرتكز على انتصار حماس في معركتي حجارة السجيل والعصف المأكول، فالنصر العسكري وصمود وثبات واحترافية المقاومة الفلسطينية أدى لاستجلاب دعم كبير للحق شعبنا بالتحرر، عكس النظرة السابقة التي روجها الجناح المستسلم في منظمة التحرير.
لا يوجد تقدم دبلوماسي حقيقي دون قوة وانتصار إن كان معنويا أو ماديا فالحروب هي صوت السياسة، ومن الملاحظ أن حركة حماس في غزة أسست لنواة فلسطينية متكاملة يمكن البناء عليها نحو كيان فلسطيني مجسد على أرض الواقع، فنجاح منظومتها الامنية والعسكرية والجماهرية والسياسية يعتبر قفزات للأمام تصب في صالح المشروع الوطني بشكل عام.
هذا القرار مبدأي وغير نهائي وعليه فلتحذر حماس من فخ الابتزاز الاوروبي الناعم؛ المطالب بتغيير خطابها وسياستها المعادية لـ(إسرائيل)، أو محاولة ثنيها عن موقفها الثابت بعدم الاعتراف بـ(إسرائيل)، فأي استجابة من هذا النوع سيفرغ الحركة من مضمونها وسيضر الركائز الوطنية، وسيعود بالسلب على اي تحركات أخرى، وتجربة فتح خير مثال حيث استطاع المكر الفرنسي والغربي من جهة والبرود الروسي من جهة أخرى من حشر الرئيس عرفات في مجرى التنازلات والتراجعات التي أفضت لأوسلو.
أوروبا ستضطر للاعتراف بحقنا وثورتنا وتعظيمنا شاءت أم أبت ما دمنا موحدين ومتمسكين بمبادئنا ورؤيتنا في انهاء الصراع، ومستخدمين حقنا في المقاومة والدفاع عن شعبنا، كما أن الانحسار الصهيوني سيشجعها على مزيد من الخطوات المنصفة لقضيتنا ومقاومتنا.
القرار الاوروبي هذا فرصة ثمينة أمام الرئيس محمود عباس ليفتح صفحة جديدة مع حركة حماس، ليتم استثمار الجهود وتكاملها نحو رؤية فلسطينية موحدة، يجتمع فيها غصن الزيتون مع البندقية، وصوت السلام مع جيش القسام لرسم معادلة يمكن فرضها على المجتمع الدولي.
كما أن هذا القرار يشجعنا لفتح ملف حصار غزة بشكل أقوى، والضغط على النظام المصري الذي يمارس التضييق ويشدد على شعبنا حصارا قاسيا غير مبرر لا يعرف له مثيل في العصر الحديث، فان كانت أوروبا الغربية المعادية للعروبة تقوم بمثل هذه الخطوات فما هو مبرر نظام السيسي اليوم وإعلامه وقضائه وجيشه في خنق غزة وحصارها والتحريض عليها ومعاداتها؟!
رفع حماس من قائمة الإرهاب اضطرار وانتصار
عصام شاور / فلسطين اون لاين
أصدرت محكمة العدل الأوروبية المنعقدة في لوكسمبورغ أمس قراراً بشطب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قائمة المنظمات الإرهابية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لعدم كفاية الأدلة ضد حماس ولأن قرار وضعها تم بإجراءات غير قانونية و اعتمادا على وسائل الإعلام وتقارير الشبكة العنكبوتية .
الإعلام العبري حاول تسخيف القرار حتى لا يبدو شطب حماس من قائمة الإرهاب انجازا للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه التحديد، ولكن القيادة الإسرائيلية لم تستطع إخفاء غضبها حيث عبر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن رفضه للتعليل الأوروبي في اتخاذ مثل ذلك القرار وقال بأنه سيحارب بتصميم وقوة حتى لا تحقق حركة حماس أهدافها، أما تسيبي ليفني فعقبت بقولها" غير كاف أن نقول إننا أقوياء إزاء حماس بل على العكس علينا أن نعرف كيف نعمل ضدها"، أما وزير الاقتصاد الإسرائيلي فقد وصف القانون الأوروبي بالفاسد واتهمه بإعطاء الرخص لسفك الدم اليهودي في كل مكان وأن مثل ذلك القرار دليل على الانحراف عن طريق الأخلاق.
إن وضع حماس على قائمة الإرهاب لم يكن عادلا من أساسه وكذلك فإن إلغاء القرار_ بعد 11 عاماً من إصداره _ لم يكن من منطلق العدالة أو الأخلاقيات الأوروبية ,فما الذي حدث؟.
إذا عدنا مسافة زمنية قدرها أربعة أشهر إلى الخلف سنجد أنفسنا أمام اجتماع في فرنسا ضم دولا أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة وبعض الدول العربية من اجل وقف إطلاق النار بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، حينها أجمع المجتمعون على أنه يجب ربط وقف إطلاق النار مع إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن وجود حركة حماس على قائمة الإرهاب يحرج الأطراف الأوروبية عند التواصل معها بعد الحرب كطرف منتصر له شروط،ولو أن حماس هزمت في المعركة لتغيرت الأمور رأساً على عقب، ولذلك فإنني أعتبر أن القرار الذي اتخذته المحكمة الأوروبية هو خطوة اضطرارية ولم تأت تحقيقا للعدالة أو لمكارم أخلاق، الأوروبيون يؤمنون بالقوة والمصالح ولا يؤمنون بالأخلاق.
بقي أن نقول إن القرار الأوروبي مثل صفعة قوية للأنظمة العربية التي تحارب حماس وباقي التيارات الإسلامية المعتدلة، وهي رسالة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بأن الغرب لن يعيد لنا حقوقنا بطرق سياسية غير مستندة إلى قوة المقاومة.
شكرًا لإيران
فايز أبو شمالة / فلسطين اون لاين
"شكرًا لإيران" حين يقولها الناطق باسم كتائب القسام معنى ذلك أن لإيران فضلًا كبيرًا في تعزيز القدرة العسكرية الفلسطينية المقاومة للاحتلال، وذلك لأن قيادة كتائب القسام هم الأكثر دراية بالدور الذي قامت به إيران، وبتفاصيل المساعدات العسكرية التي ما برحت تقدمها، وأتذكر حديثًا مع الشهيد القائد محمد أبو شمالة، أشاد فيه على مسامعي بموقف إيران، وبدورها الهام في مساعدة المقاومة الفلسطينية عسكريًّا.
"شكرًا لإيران" قالها الناطق باسم كتائب القسام علانية، عبر مكبرات الصوت، لتدوي أصداؤها وسط شوارع غزة، وتحملها في مناقيرها الطير لتعبر الحدود وتصل إلى كل الرؤساء والملوك العرب، الذين يكرهون المقاومة، ويتآمرون عليها، وينسقون مواقفهم مع الاحتلال، وفق ادعاء قادته الذين لم يصدمهم حتى الآن أي رد عربي رسمي يكذب ادعاءهم، ويزجرهم بالفعل، ويعلن وقوفه خلف المقاومة بالمال والسلاح، حتى الآن لم تسمع الجماهير العربية تكذيبًا رسميًّا لادعاءات اليهود، ولم تر فعلًا من الأنظمة العربية داعمًا للمقاومة.
"شكرًا لإيران" ليست لفظة لغوية تناغمت مع السياق العام للعرض العسكري لكتائب القسام، وليست لفظة وفاء وعرفان، "شكرًا لإيران" جملة سياسية لها ارتداداتها لدى أعداء المقاومة على اختلاف ألسنتهم ومشاربهم السياسية، فهم يقرءون ما بين السطور، ويفهمون دلالات اللفظة الحاسم على ميدان القتال؛ لأن لفظة "شكرًا لإيران" تعني لا سمعًا ولا طاعة للاحتلال، وسحقًا لعملائه في المنطقة العربية، فما انفك للمقاومة ظهر من حديد، وأذرع من تكنولوجيا، سيمكنانها من تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بعيدًا عن نهج المذلة والمهانة.
"شكرًا لإيران" جاءت لترد على ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للاحتلال، إذ حرص قبل أكثر من ستين عامًا على إنشاء حلف مساعد للصهاينة تحت اسم "حلف الضاحية"، حلف يحاصر الدول العربية المحيطة بفلسطين، ويتكون من دولة إيران ودولة تركيا ودولة أثيوبيا، لقد استمر ذلك الحلف داعمًا لليهود عددًا من السنين، حتى بسط التاريخ الإسلامي يده على المكان ثانية، فصارت إيران الإسلامية عدوًّا عسكريًّا للكيان العبري، ومصدر سلاح المقاومة، وصارت تركيا الإسلامية عدوًّا سياسيًّا للكيان، وركيزة الدعم السياسي للمقاومة.
قبل أيام سمعت من الدكتور محمود الزهار حديثًا لم تبثه فضائية الأقصى، حين قال في حديث جانبي: "الزيارة الحالية التي يقوم بها وفد حركة حماس إلى دولة إيران ليست هي الأولى، لقد سبقتها زيارة سرية لم تعلن، ولهذه الزيارات ما بعدها من تطورات ميدانية وإستراتيجية".
</tbody>
ي زيكيم!
حماس تحتفل ف
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
ربما لم يسبق لحركة تحرر وطني أن احتفل شهداؤها بذكرى انطلاقتها، بيد أن احتفال شهداء حماس بذكرى انطلاقتها لم يكن ادعاء غيبيًا، بل كان حقيقة مادية تسربت من سيرفرات العدو حاملة معها الكثير من الدروس.
ويحق لحماس أن تفتخر بشهدائها الأربعة. لكن محمد أبو دية، وخالد الحلو، وحسن الهندي، وبشار أحمد؛ وبالقدر الذي كشفوا فيه عن سرّ تميز هذه الحركة، فإنهم ألقوا أمامها حجتهم الثقيلة، بعد أن كشفوا عن حماس الأصيلة والوفية والتي لا يمكن تعريفها على النحو الصحيح والكامل إلا بمثل التعريف الذي قدمته الصور القليلة التي تسرّبت عن اشتباك الشهداء مع دبّابة العدو في زيكيم بعد أن قطعوا إليها البحر غوصًا.
وكان من قدر حماس أن تسرّبت صور أخرى لمقاتلي جناحها العسكري في عملية أبو مطيبق والتي كانت عملية إنزال خلف خطوط العدو، بحسب اللغة التي روّجتها قيادة معركة العصف المأكول وإذا بالمقاتل الذي ينتظر كالذي قضى نحبه، وإذا بالذي ينتظر يملك القدرة الكاملة أيضًا على تقديم التعريف الصحيح لحماس، كما أنه، أي ذلك المقاتل الذي أدى مهمته ثم عاد إلى قواعده كأخيه الذي أدى مهمته واستشهد داخل قواعد العدو؛ يقدم التصوير الدقيق لحقيقة المعركة، ففي الطرف الفلسطيني الذي مثله مقاتلو القسام، شهداء وأحياء، نجد الثبات والطمأنينة والسكينة والشجاعة بأدوات قتالية شديدة البساطة ودراسة عسكرية شديدة التواضع ولكنها شديدة الفاعلية، في مقابل التكنلوجيا الأكثر تقدمًا وقوة النيران الأكبر حجمًا، ما يكشف عن إيمان عميق بعدالة القضية وصحّة المسار، وإنتاج معرفي عسكري إبداعي من صميم التجربة والممارسة.
وأما في الطرف الصهيوني فنجد الاضطراب والفوضى والصراخ والجبن، رغم القدرة العالية على المراقبة، وامتلاك أدوات الحرب الأكثر فتكًا ودقة وقدرة، وامتلاك الظروف التي من شأنها أن تخلق المقاتل الأكثر مراسًا والأفضل أداء، وهو ما يكشف أيضًا عن انهيار حقيقي للأيديولوجيا الصهيونية المتجسدة في جيش العدو.
وقد اختارت حماس أن تحتفل بذكرى انطلاقتها بما يشبه مقاتليها الشهداء والأحياء، فجعلت احتفالها عرضًا عسكريًا، أطلقت فيه طائرة بدون طيار من طراز (أبابيل) خاصتها، والتي صنعتها داخل قطاع غزة، لتحمل هذه الطائرة في أجوائها أيضًا الدروس المستفادة عن المقاتل الذي ينتظر في ورشته أو مختبره، ولا يدري به أحد، ودون أن يفكر هو إن كان يدري به أحد.
هل هؤلاء الشباب من طينة أخرى؟ كلا.. إنهم مثلنا تمامًا، خرجوا من مجتمعنا بكل حسناته وعيوبه، وبكل نقائصه وكمالاته، يحملون معهم رواسب هذا المجتمع وطبيعتهم البشرية بقوتها وضعفها، إلا أن الحركة التي استمرت ثابتة على خطّها، وفية لموكب شهدائها وشهداء شعبها، وميراث أمتها وشعبها في الجهاد والمقاومة، وأمينة على التضحيات التي قدمها آلاف الجنود المجهولين من أبنائها ممن لم يطلبوا مكافأة ولم يتزاحموا على مقاعد القيادة ومنابر الشهرة، تمكنت بفضل هذا المركّب الفريد من الإيمان، والإرادة، والعمل، والأمانة على ميراث الحركة والشعب والأمة، أن تحول هذا الشاب إلى هذا النمط الصالح للدلالة على روح الأمة، وروح الشعب، وروح حماس.
إن الذين آمنوا بعماد عقل، وياسر الحسنات، وياسر النمروطي، ويحيى عياش، وجهاد غلمة، وطاهر قفيشة، وغيرهم من الشهداء الأوائل، كانوا يلحظون أرواح الشهداء يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم بعد من مقاتلي معارك الشجاعية والتفاح وبيت حانون، وهم اليوم يشاهدوهم عيانًا في صور شهداء زيكيم ومقاتلي أبو مطيبق، ويمكنهم القول أن أنهار الدماء وجبال التضحيات التي صنعت حماس، قد حافظت عليها هذه الحركة حتى أخرجت لشعبها هذا الصنف من البشر، العادي جدًا، والأسطوري جدًا، ولكنه الحقيقي جدًا.
في "جردة الحساب" التي تفتح لحماس، في كل ذكرى انطلاقة، وحين كل استحقاق انتخابي، وعند كل أزمة، ينبغي أن يسجّل لها هذا الإنجاز الذي تحققت فيه حركة مقاومة، وصنعت به مجتمعًا مقاومًا، وقدمت به دون صخب ولا ادعاء فجّ، نموذجها الثوري الخاص، والقتالي الخاص، ونظريتها الثورية التي اتضحت بالممارسة المفتوحة والمستمرة، حتى أثبتت جدارتها وصدقيتها في حرب العصف المأكول، ثم أكّدت على النماذج الجهادية التي قدمتها بصور معارك زيكيم ومقاتلي أبو مطيبق.
هؤلاء الذين يحملون روح حماس، المتقدمون إلى مهمتهم في تجرد خالص، والذين استمر بهم ميراث الجهاد والشهادة والتضحيات الطويل، هم المعيار الدالّ على صحة المسار، والضابط لنقاش النقد والمراجعات، لأنهم الاستمرار الطبيعيّ الوحيد لخط الشهداء وللآلاف ممن طووا على تضحياتهم وأوجاعهم ولا يدري بهم أحد إيمانًا منهم بمشروعهم ومحبة لهذه الحركة التي عرفوا معنى وجودهم من خلالها.
فإن المهمة التنظيمية الثابتة لحركة صنعها الشهداء، وأعادت بدورها تصنيع الشهداء، هو الحفاظ على هذا الخط، والتنبه الدائم للمعدن الثمين الذي يكتنز روحها وأصالتها ووفاءها، وإن أي سلوك لا ينمّ عن التقدير الصحيح والكامل لهذا المعدن وللآلاف من الجنود المجهولين، وأي سلوك ينمّ عن نزعة امتلاك للحركة واستئثار بها، ولا يأخذ بعين الاعتبار الفاعلين الأهم والأثمن في هذه الحركة، ومن شأنه أن يهدر دماءهم وتضحياتهم، هو الذي يستدعي التحذير والنقد والتنبيه بكل الوسائل الممكنة.
تداعيات رفع حماس من قائمة الإرهاب الأوروبية
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
أصدرت محكمة العدل الأوروبية قرارا برفع حركة حماس من قائمة المنظمات "الإرهابية" الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، هذا الحكم هو نصر آخر يعزز نصر الدبلوماسية الفلسطينية الممتد باعتراف قوى غربية هامة بالدولة الفلسطينية، كما أنه مرتكز على انتصار حماس في معركتي حجارة السجيل والعصف المأكول، فالنصر العسكري وصمود وثبات واحترافية المقاومة الفلسطينية أدى لاستجلاب دعم كبير للحق شعبنا بالتحرر، عكس النظرة السابقة التي روجها الجناح المستسلم في منظمة التحرير.
لا يوجد تقدم دبلوماسي حقيقي دون قوة وانتصار إن كان معنويا أو ماديا فالحروب هي صوت السياسة، ومن الملاحظ أن حركة حماس في غزة أسست لنواة فلسطينية متكاملة يمكن البناء عليها نحو كيان فلسطيني مجسد على أرض الواقع، فنجاح منظومتها الامنية والعسكرية والجماهرية والسياسية يعتبر قفزات للأمام تصب في صالح المشروع الوطني بشكل عام.
هذا القرار مبدأي وغير نهائي وعليه فلتحذر حماس من فخ الابتزاز الاوروبي الناعم؛ المطالب بتغيير خطابها وسياستها المعادية لـ(إسرائيل)، أو محاولة ثنيها عن موقفها الثابت بعدم الاعتراف بـ(إسرائيل)، فأي استجابة من هذا النوع سيفرغ الحركة من مضمونها وسيضر الركائز الوطنية، وسيعود بالسلب على اي تحركات أخرى، وتجربة فتح خير مثال حيث استطاع المكر الفرنسي والغربي من جهة والبرود الروسي من جهة أخرى من حشر الرئيس عرفات في مجرى التنازلات والتراجعات التي أفضت لأوسلو.
أوروبا ستضطر للاعتراف بحقنا وثورتنا وتعظيمنا شاءت أم أبت ما دمنا موحدين ومتمسكين بمبادئنا ورؤيتنا في انهاء الصراع، ومستخدمين حقنا في المقاومة والدفاع عن شعبنا، كما أن الانحسار الصهيوني سيشجعها على مزيد من الخطوات المنصفة لقضيتنا ومقاومتنا.
القرار الاوروبي هذا فرصة ثمينة أمام الرئيس محمود عباس ليفتح صفحة جديدة مع حركة حماس، ليتم استثمار الجهود وتكاملها نحو رؤية فلسطينية موحدة، يجتمع فيها غصن الزيتون مع البندقية، وصوت السلام مع جيش القسام لرسم معادلة يمكن فرضها على المجتمع الدولي.
كما أن هذا القرار يشجعنا لفتح ملف حصار غزة بشكل أقوى، والضغط على النظام المصري الذي يمارس التضييق ويشدد على شعبنا حصارا قاسيا غير مبرر لا يعرف له مثيل في العصر الحديث، فان كانت أوروبا الغربية المعادية للعروبة تقوم بمثل هذه الخطوات فما هو مبرر نظام السيسي اليوم وإعلامه وقضائه وجيشه في خنق غزة وحصارها والتحريض عليها ومعاداتها؟!
رفع حماس من قائمة الإرهاب اضطرار وانتصار
عصام شاور / فلسطين اون لاين
أصدرت محكمة العدل الأوروبية المنعقدة في لوكسمبورغ أمس قراراً بشطب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قائمة المنظمات الإرهابية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لعدم كفاية الأدلة ضد حماس ولأن قرار وضعها تم بإجراءات غير قانونية و اعتمادا على وسائل الإعلام وتقارير الشبكة العنكبوتية .
الإعلام العبري حاول تسخيف القرار حتى لا يبدو شطب حماس من قائمة الإرهاب انجازا للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه التحديد، ولكن القيادة الإسرائيلية لم تستطع إخفاء غضبها حيث عبر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن رفضه للتعليل الأوروبي في اتخاذ مثل ذلك القرار وقال بأنه سيحارب بتصميم وقوة حتى لا تحقق حركة حماس أهدافها، أما تسيبي ليفني فعقبت بقولها" غير كاف أن نقول إننا أقوياء إزاء حماس بل على العكس علينا أن نعرف كيف نعمل ضدها"، أما وزير الاقتصاد الإسرائيلي فقد وصف القانون الأوروبي بالفاسد واتهمه بإعطاء الرخص لسفك الدم اليهودي في كل مكان وأن مثل ذلك القرار دليل على الانحراف عن طريق الأخلاق.
إن وضع حماس على قائمة الإرهاب لم يكن عادلا من أساسه وكذلك فإن إلغاء القرار_ بعد 11 عاماً من إصداره _ لم يكن من منطلق العدالة أو الأخلاقيات الأوروبية ,فما الذي حدث؟.
إذا عدنا مسافة زمنية قدرها أربعة أشهر إلى الخلف سنجد أنفسنا أمام اجتماع في فرنسا ضم دولا أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة وبعض الدول العربية من اجل وقف إطلاق النار بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، حينها أجمع المجتمعون على أنه يجب ربط وقف إطلاق النار مع إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن وجود حركة حماس على قائمة الإرهاب يحرج الأطراف الأوروبية عند التواصل معها بعد الحرب كطرف منتصر له شروط،ولو أن حماس هزمت في المعركة لتغيرت الأمور رأساً على عقب، ولذلك فإنني أعتبر أن القرار الذي اتخذته المحكمة الأوروبية هو خطوة اضطرارية ولم تأت تحقيقا للعدالة أو لمكارم أخلاق، الأوروبيون يؤمنون بالقوة والمصالح ولا يؤمنون بالأخلاق.
بقي أن نقول إن القرار الأوروبي مثل صفعة قوية للأنظمة العربية التي تحارب حماس وباقي التيارات الإسلامية المعتدلة، وهي رسالة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بأن الغرب لن يعيد لنا حقوقنا بطرق سياسية غير مستندة إلى قوة المقاومة.
شكرًا لإيران
فايز أبو شمالة / فلسطين اون لاين
"شكرًا لإيران" حين يقولها الناطق باسم كتائب القسام معنى ذلك أن لإيران فضلًا كبيرًا في تعزيز القدرة العسكرية الفلسطينية المقاومة للاحتلال، وذلك لأن قيادة كتائب القسام هم الأكثر دراية بالدور الذي قامت به إيران، وبتفاصيل المساعدات العسكرية التي ما برحت تقدمها، وأتذكر حديثًا مع الشهيد القائد محمد أبو شمالة، أشاد فيه على مسامعي بموقف إيران، وبدورها الهام في مساعدة المقاومة الفلسطينية عسكريًّا.
"شكرًا لإيران" قالها الناطق باسم كتائب القسام علانية، عبر مكبرات الصوت، لتدوي أصداؤها وسط شوارع غزة، وتحملها في مناقيرها الطير لتعبر الحدود وتصل إلى كل الرؤساء والملوك العرب، الذين يكرهون المقاومة، ويتآمرون عليها، وينسقون مواقفهم مع الاحتلال، وفق ادعاء قادته الذين لم يصدمهم حتى الآن أي رد عربي رسمي يكذب ادعاءهم، ويزجرهم بالفعل، ويعلن وقوفه خلف المقاومة بالمال والسلاح، حتى الآن لم تسمع الجماهير العربية تكذيبًا رسميًّا لادعاءات اليهود، ولم تر فعلًا من الأنظمة العربية داعمًا للمقاومة.
"شكرًا لإيران" ليست لفظة لغوية تناغمت مع السياق العام للعرض العسكري لكتائب القسام، وليست لفظة وفاء وعرفان، "شكرًا لإيران" جملة سياسية لها ارتداداتها لدى أعداء المقاومة على اختلاف ألسنتهم ومشاربهم السياسية، فهم يقرءون ما بين السطور، ويفهمون دلالات اللفظة الحاسم على ميدان القتال؛ لأن لفظة "شكرًا لإيران" تعني لا سمعًا ولا طاعة للاحتلال، وسحقًا لعملائه في المنطقة العربية، فما انفك للمقاومة ظهر من حديد، وأذرع من تكنولوجيا، سيمكنانها من تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بعيدًا عن نهج المذلة والمهانة.
"شكرًا لإيران" جاءت لترد على ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للاحتلال، إذ حرص قبل أكثر من ستين عامًا على إنشاء حلف مساعد للصهاينة تحت اسم "حلف الضاحية"، حلف يحاصر الدول العربية المحيطة بفلسطين، ويتكون من دولة إيران ودولة تركيا ودولة أثيوبيا، لقد استمر ذلك الحلف داعمًا لليهود عددًا من السنين، حتى بسط التاريخ الإسلامي يده على المكان ثانية، فصارت إيران الإسلامية عدوًّا عسكريًّا للكيان العبري، ومصدر سلاح المقاومة، وصارت تركيا الإسلامية عدوًّا سياسيًّا للكيان، وركيزة الدعم السياسي للمقاومة.
قبل أيام سمعت من الدكتور محمود الزهار حديثًا لم تبثه فضائية الأقصى، حين قال في حديث جانبي: "الزيارة الحالية التي يقوم بها وفد حركة حماس إلى دولة إيران ليست هي الأولى، لقد سبقتها زيارة سرية لم تعلن، ولهذه الزيارات ما بعدها من تطورات ميدانية وإستراتيجية".