تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 07/12/2014



Haneen
2014-12-30, 01:19 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gifفي هذا الملـــــف:


v عمليات الهدم في شعفاط جزء من الحملة ضد المقدسيين
بقلم: حديث القدس – القدس
v الأحزاب الإسرائيلية لقاء في الاستراتيجية وخلاف في التكتيك!
بقلم: حسن عبد الله – القدس
v احاول ان اتفاءل ... فلا اقدر
بقلم: ابراهيم دعيبس – القدس
v قائمة للأحزاب العربية .. متى؟
بقلم: حسن البطل – الايام
v المــال عصــب القــرار
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
v "داعش" في غزة، وقد أعذر من أنذر
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
v كلمة الحياة الجديدة - لا رماد ولا جمر
بقلم: رئيس التحرير – الحياة
v مدارات- العوم على شبر ماء
بقلم: عدلي صادق – الحياة
v نبض الحياة - وحدة الكتل العربية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v سؤال عالماشي - هذه الدولة ستحرر العالم
بقلم: موفق مطر – الحياة




























عمليات الهدم في شعفاط جزء من الحملة ضد المقدسيين
بقلم: حديث القدس – القدس
لا تترك سلطات الاحتلال وسيلة الا واستخدمتها للضغط على المواطنين في القدس والتضييق عليهم ومحاولة تهجيرهم ، كما لا تترك مناسبة الا واستغلتها من اجل تحقيق ذلك ، ومن هذه الممارسات الاعتقال او الابعاد عن الاقصى او القدس بصورة عامة والغرامات المالية والمحاكمات الصورية والقوانين الغريبة والقاسية ضد الاطفال من راشقي الحجارة وغير ذلك.
قبل ايام قامت جرافات عسكرية اسرائيلية بهدم عدة مبان ومخازن في شعفاط تحت ذريعة تنفيذ قرار للمحكمة العليا صدر قبل تسعة اشهر والاسباب كما هو معروف ومتبع دائما هي النواحي الامنية ، الا ان التنفيذ في هذا الوقت بالذات يشير الى المسعى لمعاقبة بلدة شعفاط ومخيمها حيث كثرت في الفترة الاخيرة الاشتباكات ضد القوات الاسرائيلية والقطار خاصة بعد جريمة اغتيال الفتى ابو خضير وحرق جثمانه .
وقد اكدت لجنة مقاومة الجدار في شعفاط ان السلطات الاسرائيلية وجهت انذارات هدم جديدة ستطال مبان كبيرة تسكنها عشرات العائلات وسيؤدي هدمها في حال تنفيذه الى تهجير آلاف المواطنين .
وكانت السلطات الاسرائيلية اقامت جدارا عند شعفاط وعزلت الحي والمخيم كاملا عن القدس الا بالمرور عبر بوابة وحاجز عسكري وذلك في الاطار نفسه الذي اقامت فيه الجدار الذي فصل آلاف العائلات عن القدس في مناطق كفر عقب وسميراميس وقلنديا وذلك بهدف تقليص عدد المقدسيين الى اقل ما يمكن والمحافظة على النسبة التي تريدها بين اليهود والفلسطينيين بالمدينة.
كما تسارع سلطات الاحتلال الى هدم منازل الذين تتهمهم بتنفيذ عمليات ضد الاسرائيليين او حتى الذين تشك في انهم خططوا لعمليات ، بينما تعارض هدم منازل اليهود ممن يقومون باعتداءات او جرائم قتل ضد الفلسطينيين ومن هؤلاء المجرمين الذين نفذوا جريمة اعتيال الفتى ابو خضير رغم بشاعة جريمتهم واعترافهم بها ، وهذا اكبر دليل على عنصرية التعامل والتمييز بين الفلسطيني واليهودي.
لقد اثارات هذه الممارسات انتقادات دولية واسعة من بينها الامم المتحدة التي رأ ت في عمليات هدم المنازل جرائم عقابية يحاسب عليها القانون الدولي وطالبات بوقفها فورا.
ان الحملة الاسرائيلية ضد المقدسيين لن تنجح ابدا ولن تؤدي الى تحقيق الاهداف التي يحاولون تأكيدها وتنفيذها وانما ستؤدي فقط الى مزيد من التوتر والعنف والكراهية .. لأن المقدسيين ثابتون فوق ارضهم وفي مدينتهم ومتمسكون بحقوقهم مهما اشتدت الممارسات والضغوط.




الأحزاب الإسرائيلية لقاء في الاستراتيجية وخلاف في التكتيك!
بقلم: حسن عبد الله – القدس
الازمات التي فككت حكومة نتنياهو الائتلافية، لا تطال الاستراتيجية وانما تتركز في التكتيك، حيث ان الاحزاب على اختلاف مسمياتها، تلتف حول هدف جامع، اسرائيل القوية اقتصاديا وعسكريا والمحمية والمدعومة من قبل الولايات المتحدة، والمقبولة والمستوعبة دوليا، لكن الخلاف بين هذه الاحزاب حول وسائل تحقيق هذا الهدف.
فاليمين المتطرف يرى ان القوة تفرض فرضا، ولاحقا يضطر الآخرون للاقرار بها كأمر واقع، وان يهودية الدولة سيتم قبولها والاعتراف بها في الشرق الاوسط، اذا ما تم ترسيمها وترسيخها بالقوانين والتطبيق، كما فرضت اسرائيل وجودها بالقوة وصارت عضوا في مؤسسات المجتمع الدولي، بينما يرى فريق آخر وهو يميني متشدد في الجوهر وليبرالي من حيث الشكل الخارجي، ان طرح يهودية الدولة واخضاعها للتطبيق، من شأنه ان يقود اسرائيل الى عزلة دولية ويدفع الى تصنيفها في اطار عنصري، وبالتالي تفقد عامل الجذب والتأييد الغربي لها، بعد ان سوقت نفسها سنوات وهي تلبس الزي الديمقراطي. يستعر التناقض الداخلي تحت سقف مصالح اسرائيل ومكانتها، بينما ينكمش اليسار ويتراجع ليقبع في الهامش، بعيدا عن التأثير في السياسة والايديولوجيا، ومن المؤكد انه سيظل هامشيا ومحدود التأثير في المنظورين القريب والمتوسط، ما دام يطرح شعارات ومواقف ضبابية ولم يصل الى مستوى اتخاذ القرارات الشجاعة والحاسمة، لاسيما وان الانتخابات المقبلة لا يتوقع لها ان تغيّر في التركيبة السائدة، وانما ستعيد انتاجها تحت قيادة الليكود.
الخلاف الذي اطاح بحكومة نتنياهو ودفع الى انتخابات مبكرة، سببه الرئيس الوسيلة الافضل لجعل اسرائيل اكثر قوة ونفوذا، في حين يهرب المختلفون من الاشارة الى القضية الفلسطينية، متجاهلين تماما، انها تتدحرج وتكبر يوما بعد آخر ككرة الثلج في الحضن الاسرائيلي، لتصل الى حد لا يمكن لهذا الحضن ان يستوعبها مهما استعمل قادة اسرائيل من اجراءات ووسائل.
ويتصرف قادة اسرائيل وكأنهم وحدهم على الكرة الارضية يخططون ويصيغون المواقف دون أخذ اعتبار لأحد، متناسين ان العالم يتغير، وان مقدمات التغيير بدأت تلوح في اوروبا، وان المتمترسين في الماضي سيعجزون عن لجم الحراك الذي يعمل الآن بوتائر بطيئة، لكن الصلف الاسرائيلي، سيسرع قريبا دوران عجلة هذا الحراك، مع استمرار تجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة.
لذلك فإن الاحزاب اليمينية الاسرائيلية المتخندقة في الشعارات والبرامج العدوانية، ستصطدم بعد بضع سنوات فقط، بحقيقة لا يريدون التعامل معها الآن، تتشكل من جملة من المتغيرات الدولية التي سوف تتعارض وتتناقض مع افكارهم وتصوراتهم وبالتالي مشروعهم، وهذه المتغيرات تستند الى مجموعة من العوامل، نورد أهمها:
اولا: صمود الشعب الفلسطيني، فقد ولى الزمن والى غير رجعة، الذي كان يحزم الفلسطيني فيه امتعته ويغادر امام موجات الترهيب والتنكيل، بل إن اهم ما تعلمه من الماضي انه كلما يشتد العدوان، يتعمق ويتجذر الصمود.
وهنا على هذه الارض تتلاحم الديموغرافيا بالجغرافيا، ويصبح النمو السكاني الفلسطيني التحدي الاكبر امام جميع الاحزاب الاسرائيلية، حيث لا خروج منه ولا حلول، الا بدولة فلسطينية مستقلة تجمع وتؤطر وتستوعب هذا النمو الطبيعي.
ثانيا: بقاء القضية الفلسطينية دون حل سيفتح الباب على مصراعيه امام التطرف الديني في الاتجاهين الفلسطيني والعربي والاسلامي من جهة، واليهودي من جهة اخرى، حيث لا يمكن مواجهة ذلك، اذا بقيت القضية الفلسطينية معلقة في السماء بلا حل، واسرائيل لن يكون بمقدورها تحمل تصاعد التيارات والافكار التي تبدو طروحات فصائل منظمة التحرير وحتى الفصائل التي خارجها، ناعمة رومانسية، مقارنة بها، بخاصة وان الأفكار والتوجهات الجديدة لا تخضع للمقاييس والاعتبارات الدولية ولا تقيم وزنا للتكتيك او غيره، فما الذي يمكن ان يفعله قادة اليمين الاسرائيلي في ساحة مشتعلة بالتطرف الايديولوجي، اذا لم يتم الاحتكام للشرعية الدولية والتناغم مع التوجهات الاممية التي تدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة ؟!
ثالثا: ليس الشرق الاوسط وحده الذي يتغير حول اسرائيل وفي محيطها، فاوروبا تتغير اخلاقيا وحقوقيا، واستطلاعات الرأي على مستوى شعبي تشير الى تأييد جارف للفلسطينيين، اخذ يعبر عن نفسه في اعتراف عدد من البرلمانات الاوروبية بالدولة الفلسطينية، كما ان الاوروبيين باتوا يدركون ان ما هو مطروح اصلا دولة فلسطينية على 22% من مساحة فلسطين التاريخية، اي اقل من نصف ما ورد في التقسيم الذي طرح في العام 1947. رابعا: اذا كانت اسرائيل تراهن بالمطلق على قوة الولايات المتحدة، فهذه القوة تتبلور الى جانبها وحولها وعلى بعد منها تكتلات اقتصادية وتحالفات عسكرية، في ظل حضور لافت لروسيا والصين والهند والبرازيل ودول امريكا اللاتينية والاتحاد الاوروبي، الامر الذي سيسقط القطبية الواحدة، لتتعدد الاقطاب على الساحة الدولية، ويغدو من المستحيل ان ينفرد طرف بعينه في فرض هيمنته على العالم وتغليب مصالحه وتحالفاته على مصالح الآخرين.
ندرك ان لدى اسرائيل كثيرا من المحللين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين الاستراتيجيين، بيد انهم لاسبابهم الخاصة يتغاضون عن هذه المتغيرات، ويحاولون قراءتها بشكل مسطح، ومن يتجرأ على قراءتها بعمق، تنهال عليه نعوت وتصنيفات اقلها التواطؤ والتناغم مع الاعداء.
ان استمرار تجاهل هذه العوامل، سيجعل من اي ائتلاف حكومي اسرائيلي، مهما كانت الاسس التي يقوم عليها، آيلا للتشظي والسقوط، نظرا لتجاهل القضية الاهم، التي تفرخ الأزمات المتلاحقة للاسرائيليين، الا وهي القضية الفلسطينية، وليس القضايا الداخلية التي يخفون رؤوسهم في رمالها وكأن القضية الفلسطينية موجودة على كوكب آخر.

احاول ان اتفاءل ... فلا اقدر
بقلم: ابراهيم دعيبس – القدس
احاول ان اكون متفائلا فلا اقدر ولكني بالتأكيد لا افقد الامل ابدا ولن افقده. اتطلع الى واقعنا الفلسطيني فيملأ الحزن قلبي. احاول فهم الذي يجري او تفسيره فلا اجد سببا او مبررا ولا تفسيرا منطقيا. اسمع الاصوات عالية ومتشنجة ولا ارى فعلا. نتحدث عن القدس العاصمة المقدسة ولا نساعد القدس في اي مجال. نتحدث عن الوحدة الوطنية والانقسام ينخر فينا كالسرطان. نتحدث عن حقوقنا ولا نفعل شيئا لاستعادتها، نتحدث عن الديمقراطية، ونحن ابعد ما نكون عن الديمقراطية، وليس لدينا شيء او مؤسسة او مسؤول في موقع شرعي وقانوني، لا حكومة التوافق ولا الرئيس ولا المجلس التشريعي لهم الصفة الشرعية. نتحدث عن الحريات العامة ونحارب من يتحدثون بحرية او يحاولون ذلك وقد نعتقلهم او نعاقبهم ونقيلهم من وظائفهم حتى يسكتوا هم ويسكت غيرهم. كنا نقول لا صوت يعلو فوق صوت المعركة واليوم صرنا نقول لا صوت يعلو الا الصوت الواحد.
كانت انقساماتنا بين فتح وحماس . واليوم اتسعت الدائرة وصارت بين الطرف الواحد والموقع الواحد، كما شهدنا النقاش الحاد والمدمر بالشكل والمضمون بين كبير من فتح واكبر رأس في الحكومة حول قضية شخصية تتعلق بالتربية والتعليم ..!!.
صارت البيئة ملائمة للاشاعات، كما يقولون، حول استقالة رئيس الوزراء او مرض الرئيس او لقاءات سرية بمشاركة اطراف مفصولة او لم تعقد مقبولة، وصار القضاء سيفا مسلطا على رقاب المخالفين او المتهمين بنشر هذه الشائعات.
نحن نختنق بالاحتلال والاستيطان والتهويد، ونختنق بالانقسام والتشرذم والتفرد بالسلطة والقيادة .. ويدفع الناس الثمن .. وتدفع الارض الثمن غاليا ويدفع المستقبل الثمن الاغلى.
عن اية دولة نتحدث وغزة تبدو ابعد سياسيا مما هي جغرافيا؟ عن اية وحدة وطنية نتحدث ونحن نزداد تشرذما وانقساما حتى في البيت الواحد؟.
اخترعنا وهم التوجه الى الامم المتحدة والمؤسسات او المنظمات الدولية الاخرى .. فما الذي ننتظره منها كلها، لقد اتخذت الجمعية العامة للامم المتحدة قبل ايام 8 قرارات تؤيد الحقوق الوطنية الفلسطينية فمن سمع بها او اهتم بها او سعى لتنفيذها ..؟ واشتركنا في مؤسسات دولية سابقا كاليونيسكو فماذا كانت النتائج العملية؟ وحصلنا على عضوية دولية بصفة مراقب في الامم المتحدة وصفقنا لذلك طويلا فما الذي تغير؟.
ان لم نبدأ بأنفسنا لن يتغير شيء .. حتى عالمنا العربي لن يتغير تجاهنا ما لم نتغير نحن .. نحن المنطلق ونحن القاعدة والاساس .. ووحدتنا هي البداية..
العالم من حولنا يزداد تفهما لقضيتنا وتضامنا معنا ونحن لا نرحم انفسنا، كل برلمانات العالم تقريبا تؤيد الدولة الفلسطينية ونحن غارقون في خلافاتنا ومهاتراتنا.
يا ايها القادة والقيادات ارحموا شعبكم ووطنكم...استفيدوا من دروس التاريخ حولكم، واستفيدوا حتى من اعدائكم وقادة الاحتلال. انهم حين يختلفون يذهبون الى الانتخابات ليقول الناس كلمتهم ويكون الشعب هو الحكم...فلماذا لا تذهبون الى الانتخابات بعد فقدكم جميعاً شرعيتكم..وقد اهترأت وجوه كثيرة واهترأت الكراسي.
ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية
كلما اتذكر ايام مجد وعنفوان الجبهة الشعبية، احزن كثيراً للواقع اليوم. لقد كانت قائداً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وقتالياً وقدوة ونموذجاً...وكان اسمها مرادفاً لكل ما هو ايجابي وتقدمي...لكنها اليوم، وللاسف الشديد صارت مجرد ذكريات جميلة وواقع لا تحسد عليه...فهل تنهض وتستعيد دورها، كما نأمل ونتمنى؟!
جعفر ابراهيم طوقان
توفي قبل أيام المهندس جعفر ابن الشاعر الخالد ابراهيم طوقان وعمته الشاعرة الرائدة والمبدعة فدوى وقريبه العلامة قدري طوقان..ولقد كان مهندساً متميزاً عمل بهدوء وغادرنا بهدوء...عاش محترما كبيرا ومات كذلك. كل الاحترام لهذه العائلة الفلسطينية الرائدة والرائعة.
يا ايها القادة والقيادات ارحموا شعبكم ووطنكم...استفيدوا من دروس التاريخ حولكم، واستفيدوا حتى من اعدائكم وقادة الاحتلال. انهم حين يختلفون يذهبون الى الانتخابات ليقول الناس كلمتهم ويكون الشعب هو الحكم...فلماذا لا تذهبون الى الانتخابات بعد فقدكم جميعاً شرعيتكم..وقد اهترأت وجوه كثيرة واهترأت الكراسي.

قائمة للأحزاب العربية .. متى؟
بقلم: حسن البطل – الايام
هل للمرة الثالثة سيفعلها الصوت الفلسطيني في انتخابات إسرائيل؟ مرتين بعد أوسلو صوّت فلسطينيو إسرائيل بكثافة غير اعتيادية.
صوّتوا بكثافة لصالح شمعون بيريس، كخليفة لإسحاق رابين.. وخسر بيريس وفاز نتنياهو؛ ثم صوّتوا بكثافة خرافية لصالح إيهود باراك.. وخسر نتنياهو.
في هاتيك المرتين، كانت الانتخابات العامة (القطرية) الإسرائيلية تدور حول سياسة إسرائيل إزاء أوسلو. في انتخابات 17 آذار المقبل ستدور الانتخابات حول هُويّة إسرائيل وتعريفها لنفسها.
إن تقرير مسار السياسة الإسرائيلية إزاء السلام مع الفلسطينيين أقل أهمية من تقرير المصير الإسرائيلي.
نعم، لم تسقط حكومة نتنياهو الثالثة، فقط لخلاف حول موقع يهودية الدولة من صهيونيتها الكلاسيكية، أو ديمقراطيتها، بل لخلافات حول ميزانية الدولة لعام 2015، وعلاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، وخطر عزلتها الدولية عن حليفها الأوثق والأقرب، وفي العالم.
هذه الخلافات السياسية فاقم منها العامل الشخصي والتنافر والشحناء والبغضاء مع ائتلافه اليميني (ليبرمان وحزب إسرائيل بيتنا؛ وبينيت وحزب البيت اليهودي) وأكثر مع ائتلافه مع أحزاب وسط ـ يسار (يائير لابيد وحزب يوجد مستقبل، وتسفي ليفني وحزب الحركة).
مع ذلك، فإن انتخابات الكنيست 20 حاسمة بقدر لا يقل، وربما يزيد، على فوز مناحيم بيغن في انتخابات العام 1977، أو ما دعي بـ "الانقلاب السياسي" الديمقراطي. الآن خطر انقلاب ديني يهودي.
في العام 1977 فازت الصهيونية التنقيحية ـ الجابوتنسكية على الصهيونية العمالية، لكن في العام 2015 المسألة هي فوز الصهيونية الدينية ـ القومية على "الإسرائيلية" كما يمثلها لابيد، وعلى الصهيونية العمالية كما يمثلها هيرتسوغ.
من هنا وحتى إعلان نتائج انتخابات آذار 2015، سنشهد صعوداً وهبوطاً في "بورصة" الأحزاب وقادتها.. وحتى تحالفاتها، مثل تحالف ليكود نتنياهو مع أحزاب المتدينين ـ المستوطنين، والقوميين ـ الفاشيين، والمتدينين ـ الحريديين الشرقيين منهم والغربيين.
في المقابل، بدايات تحالف مضاد أساسه حزب العمل وحزب "الحركة"، وربما حزب "يوجد مستقبل"، وقد يدعم حزب "ميرتس" اليساري هذا التحالف، وأيضاً حزب موشي كحلون، الليكودي المنشق. إذا قام مثل هذا التحالف، فإن عربة حزب "شاس" السفارادي سوف تلتحق بالقطار. هذا سيناريو بالغ التفاؤل!
منذ وقت غير قليل، صارت غالبية الصوت الناخب الفلسطيني تصبّ في صناديق "الأحزاب العربية"، وهذه المرّة استشعرت هذه الأحزاب والفلسطينيون في إسرائيل خطر "يهودية الدولة".
بدأت طلائع الخطر على الأحزاب العربية من اقتراحات برفع نسبة الحسم إلى 3.25%، وسياسة وشعار "غالبية يهودية" في تصويت البرلمان.. ووصلت إلى اقتراحات بأداء النواب الفلسطينيين قسم الولاء لـ "يهودية إسرائيل" وليس لإعلان قيامها.
تقديرات حالية لتوزيع مقاعد الكنيست الـ 20 على الأحزاب العربية تعطيها 11 مقعداً، أي أكثر من حزب ليفني وحزب يش عتيد، وحتى قائمة كحلون، ومقاعد شاس ويهودوت هاتوراه.. وميرتس بالطبع.
إذا كانت القوة التصويتية العربية ستصبح "بيضة القبان" وفي البرلمان لا الحكومة فهذا يعني رفع نسبة التصويت للأحزاب العربية لتصبح 14 مقعداً.
السؤال: كيف يمكن تشكيل قائمة انتخابية من حزبي العمل وتنوعاه، ولا يمكن تشكيل قائمة انتخابية من القوائم الحزبية العربية الثلاث؟
تقرير مسار لهُويّة إسرائيل اليهودية يمسّ بالشعب الفلسطيني في إسرائيل، وأيضاً بتقرير مصير الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، ولن يكون للفلسطينيين في إسرائيل سوى "حقوق فردية"، ولبقية الشعب الفلسطيني حكم ذاتي في أرض ـ إسرائيل.
منذ أوسلو، وبشكل خاص منذ حكومة نتنياهو الأولى، تراجع باطراد اهتمام الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل بالانتخابات الإسرائيلية.
لكن، هذه المرة يتعلق الأمر بيهودية إسرائيل، كما بحق تقرير المصير الفلسطيني وبالحقوق القومية ـ الديمقراطية للفلسطينيين في إسرائيل.
قاطعوا البضائع.. ولا تقاطعوا الانتخابات؟

المــال عصــب القــرار
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
يعتب قادة حركة حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومتها، على أنها تذعن لبعض المطالب والسياسات، وتسكت على بعض الإجراءات مقابل حفاظها على مواصلة تدفق أموال الدول المانحة لتغطية: 1- رواتب الموظفين و2- تغطية احتياجات السلطة، وقادة "حماس" محقون في عتبهم، بل محقون في توجيه النقد لسياسات السلطة الوطنية، لأنها تسكت عن التجاوزات الإسرائيلية، وحجة السلطة الفلسطينية في ذلك اعتمادها على فقه الحديث الذي يقول "درء المفاسد خير من جلب المنافع"، ولأن إحدى أدوات بقاء الفلسطينيين على أرض وطنهم هي أموال المانحين، وهو خير من خروجهم من وطنهم تحت ضغط الحاجة، لهذا تصمت السلطة الوطنية على سياسات وإجراءات وتجاوزات إسرائيلية، ثمناً لتدفق أموال الدول المانحة كخطوة أولى، وثمناً لبقاء شعبهم على أرض وطنهم كخطوة ثانية، فالصراع في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي قائم على مفردتين: الأرض والبشر، يريدون الأرض بلا بشر، ومن هنا حكمة القائد الراحل ياسر عرفات أنه استطاع نقل الصراع من المنفى إلى الوطن ليكون صراع البشر بين الشعبين على أرض فلسطين وليس خارجها، وهنا أهمية صمود الشعب العربي الفلسطيني على أرضه الوطنية، والعمل على استعادتها وما عليها من حقوق وممتلكات وحياة.
ولكن السؤال هل "حماس"، أصابها العقل والاتزان، وتحولت مواقفها من موقف "الحسم العسكري" وتنفيذها للانقلاب الدموي العام 2007، لأن السلطة والرئيس و"فتح" ارتكبوا ما ارتكبوه من أخطاء بحق الثوابت، وأن "حماس" تغدت على "فتح" وعلى السلطة قبل أن يتعشوا عليها، وتحولت "حماس" العام 2014 إلى تنظيم وحدوي يقبل الشراكة مع "فتح" وباقي الفصائل، لأن الوحدة في وجه العدو أفضل من التمزق والشرذمة، وأن الوقائع وتوالي الأحداث أثبتت صواب مواقف الرئيس والسلطة وحركة فتح، فأعاد قادة "حماس" حساباتهم وقرروا إنهاء مظاهر الانقلاب والتراجع عن الانقسام والتفرد، ولذلك استسلموا لمظاهر الوحدة الوطنية، وعملوا من أجلها؟؟ أم أن "حماس" تراجعت وأذعنت بسبب عدم قدرتها على دفع رواتب عناصرها وقياداتها الذين عينتهم موظفين في سلطة غزة الأحادية بعد الانقلاب، وأنها منذ ما يقارب السنة، منذ سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، ووقف نقل "الشنط" المليئة بالدولارات، ووقف تدفق مداخيل الأنفاق المغلقة، أي منذ تولي الرئيس السيسي سلطة اتخاذ القرار في القاهرة، و"حماس" غير قادرة على تلبية احتياجات موظفيها.
في 23/4/2014، وافقت "حماس" عن التنازل عن السلطة المنفردة في قطاع غزة، واستقال إسماعيل هنية، ووافقوا في 2/6/2014 على حكومة لا سيطرة لهم عليها، لأن "حماس" إن لم تفعل ذلك، ولم ترضخ لشروط التراجع عن الانقلاب وإنهاء مظاهر الانقسام وإلغاء التفرد في إدارة قطاع غزة، وقبول شروط الوحدة واستحقاقاتها، إن لم تفعل ذلك لشاهدنا ثورة في قطاع غزة ضد سلطة "حماس" على خلفية عجزها عن صرف الرواتب لقواعدها الحزبية الذين انخرطوا في مؤسسات سلطة "حماس" الانقلابية من مدنيين وعسكريين، وفشلها في استمرارية خطوات الانقلاب واستكمالها، ولذلك كانت الأولوية لدى حركة حماس هو صرف رواتب موظفيها الممولة من قطر.
المال عصب الحياة، والسلطة الوطنية أسيرة لثلاثة عوامل هي 1- الاحتلال، 2- الانقلاب، 3- المال المدفوع من الدول المانحة وعدم القدرة على توفير الاستقلال المالي لجعل سياساتها مستقلة عن الدول المانحة، وأموالها المشروطة، ولذلك يمكن القول إن غياب المال المستقل وشُح تدفقاته، سيمنع مسيرة الشعب العربي الفلسطيني من استكمال خطواتها التراكمية وصولاً نحو هدفي النضال: الاستقلال وفق القرار 181، والعودة وفق القرار 194، وبصرف النظر عن دوافع حركة حماس للتراجع عن الانقلاب، فاستعادة الوحدة في إطار منظمة التحرير وصياغة برنامج سياسي مشترك، والاتفاق على الأدوات الكفاحية، تجعل الكل الفلسطيني موحداً ضد الاحتلال، ومن أجل توفير الاحتياجات المالية، بحرية أكثر، وقد تقلل من حجم الابتزاز الإسرائيلي الأميركي، وتتسع حجم المناورة الفلسطينية وتقوي التماسك الداخلي، وتجعل الشعب الفلسطيني وفصائله وشخصياته وقياداته أكثر قدرة على الصمود وعدم الإذعان، والالتزام بما هو متفق عليه من قبل الجميع، من قبل الكل الفلسطيني، ولذلك يجب وضع برنامج استقلال مالي تدريجي، حتى يكون القرار الفلسطيني مستقلاً وحقاً، عن تأثير الدول المانحة، فهل تستطيع الوحدة الفلسطينية تأدية هذا الواجب، والوصول إلى هذا المطلب الملح؟؟.



"داعش" في غزة، وقد أعذر من أنذر
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
لم يكن غريباً أن ينمو ويترعرع الفكر "الداعشي" في غزة، فقد جرت مياه كثيرة تحت جسور غزة، وفَّرت بيئة صديقة ونموذجية لإشاعة أجواء ترهيبية. وليس مفاجئاً أن يصدر بيان تكفيري ضد قائمة منتقاة من الشعراء والأدباء، وأمر اعتيادي أن يكون للمرأة النصيب الأوفر في أي حراك "داعشي"، فموقع المرأة على رأس قائمة أعداء الدواعش ويليها جميع المثقفين الديمقراطيين.
قد لا تكون "داعش" في غزة قد شكلت تنظيماً مستقلاً بعد، والأرجح ان يكون لديها أعضاء في بنية بعض التنظيمات. لكن الأمور يجب ألا تؤخذ ببساطة، فليست هي المرة الأولى الذي تعلن فيها داعش عن نفسها في غزة، فقد عملت على بثّ رسائل تهديدية للرأي العام والمجتمع، ومن ثم بادرت الى تبني حوادث تفجير المركز الثقافي الفرنسي، موجهة رسائل مختلفة الاتجاه الجغرافي والموضوعاتي. ومن ثم استتبعت العمليات العسكرية بإصدار بيانين؛ احدهما موجه للمثقفين الذين من وجهة نظرهم الداعشية مرتدين وعليهم العودة عن ارتدادهم خلال ثلاثة أيام أو انها ستطبق عليهم الحد، ومن ثم أصدرت بياناً آخر طالبت فيه النساء الالتزام بالزي الشرعي تحت طائلة تطبيق ذات الآلية.
صورتان للمرأة في مخيلة الداعشيين: الأنثى الطيّعة والأنثى الفاتنة الفاسقة، المرأة في فكرهم أنثى في جميع أدوارها، وفي نظرهم تبقى دائما أداة للإغراء والمتعة، ولا يمكن أن تكون ذاتا مستقلة مشاركة وفاعلة في دوائر الفعل والتأثير، انها باختصار التي ينبغي أن تبقى مغيَّبة وغائبة خلف الحجب والسواتر.
اينما حلت "داعش" وبسطت سيطرتها ونفوذها في بلاد الشام والعراق، كانت فورا تفتتح مكاتب للتزويج، فالنساء في مركز اهتمام داعش وتخصهم بالاعلانات وقوائم الممنوعات والمحرَّمات، منع الكشف عن العينين، منع ارتداء العباءة المفتوحة والملونة والضيقة، ومنع لبس الكعوب العالية وغير ذلك من الفتاوى الغريبة.. وتذيل تعليماتها بجملة "وقد أعذر من أنذر.."!
وأينما سيطرت الدواعش، شهدنا فصولا من الاستغلال الجنسي والعنف بأنواعه المختلفة وعلى رأسها السَبي والجلد والرجم، لكنها أيضا طورت من استغلالها للمرأة حيث عمدت إلى تكليفها بمهام عسكرية وتنظيمية مساندة امعانا في استخدامهن. فقد سعت "داعش" الى تنظيم النساء في كتائب عسكرية، كما شغلتهن في مهام لوجستية من نمط تعميم فكرها على الشبكات العنكبوتية لاغراض استقطاب الاعضاء وتجنيد الاموال والمراقبة والتفتيش، وجميع المهام تمت تحت غطاء الدين سواء المندرجة تحت عنوان إقصاء المرأة من اجل حمايتها، أم عندما يتم تكليفها بالمهام العسكرية والتنظيمية والدعاوية.
يجب ألا يُستهان بالأصوات الداعشية المنبعثة من غزة، وينبغي عدم تصغير خلفياتها أو النتائج التي سيتمخض عنها مستقبلا. ومن يقلل من المخاوف والقلق فليطلِع على صفحات التواصل الاجتماعي ليرى بنفسه حجم التضليل الذي وقع به الكثيرون به.
مواجهة الفكر الداعشي الترهيبي لا يمكن ان يعطي أُكله إلا في حال تحوله إلى مواجهة جماعية ومنهجية، وأن تشارك القوى السياسية والاجتماعية في اجتثاثه، بمعنى عدم ترك النساء أو المثقفين يتحملون بمفردهم مسؤولية الدفاع عن أنفسهم، لأنها ستكون بمثابة عملية انتحارية لأسباب غير خافية على أحد، وأن تكون المواجهة على مستويات مختلفة، ثقافية وتعليمية وتربوية بالدرجة الأولى.
وفي نهاية الكلام، إن حركة المرأة الفلسطينية على الصعيدين الوطني والاجتماعي نحو الأمام، والنساء في فلسطين، المحجبات وغير المحجبات، قد خرجن للحياة باحثات عن الحرية والمساواة، ويعرفن أدوارهن وواجباتهن وحقوقهن، ولن يعدن "للحرملك".

كلمة الحياة الجديدة - لا رماد ولا جمر
بقلم: رئيس التحرير – الحياة
الواقع السياسي الراهن لمعادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، هو واقع اشتباك محتدم، بل هو واقع معركة مصيرية، وبالمعنى التاريخي للكلمة، المعنى الذي يحول ويؤسس لواقع جديد، هو بالقطع واقع الدولة الفلسطينية المستقلة، بوصفها الدولة الضرورة لتحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
وفي هذا الواقع، ما ثمة غموض ولا رماد، ليكون ثمة جمر تحت هذا الرماد، لكن هناك من لا يرى هذا الواقع على حقيقته، بل لعله لا يريد ان يراه كذلك، فيحاول تخليق جمر ليس هو إلا جمر الوهم، تحت رماد مفترض، لينفخ عليه لعل حريقا من فوضى الرؤية يعم الواقع السياسي الراهن، فلا يعود واقعا لحقيقة المعركة التاريخية المصيرية التي يخوضها المشروع الوطني وهو يدق اليوم ابواب مجلس الامن الدولي من اجل قرار السقف الزمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد الدولة الضرورة.
نعني ثمة خطل في الرؤية والتحليل السياسي عند البعض، اذا لم نقل ان هناك اسبابا ودوافع اخرى...!! خطل يدفع باتجاه انعدام البصيرة قبل البصر، لطبيعة الواقع السياسي الراهن، باشتباكاته المحتدمة، وهي بالطبع اشتباكات مع الاحتلال وسياساته ومخططاته الاستيطانية، المحكومة بشهوة الاستحواذ العنصرية.
وفي المحصلة فان انعدام البصيرة قبل البصر، لا يقود لغير معارك وهمية، اخطر ما فيها انها قد تؤدي الى حرف البوصلة، نعني بوصلة النضال الوطني في ساحة معركته السياسية، باتجاه غير واقعي وغير صحيح وبما يشتت جهوده العملية، التي اثمرت حتى الان سطوة موضوعية لأمر الواقع السياسي الذي حققه الرئيس ابو مازن، في الصراع ضد امر الواقع المادي الذي يحاول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فرضه على الارض والتاريخ، ولكن دون جدوى بطبيعة الحال، وانتظروا نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة لتتأكدوا من هذه الحقيقة، نعني حقيقة انعدام الجدوى فيما يحاوله نتنياهو، وفي المقابل حقيقة امر الواقع السياسي الفلسطيني الذي بات اكبر من ان يتجاهله او يتجاوزه احد.
اذا لا رماد ولا جمر، في الواقع السياسي الراهن، لا جمر ولا رماد في ساحة معركته المصيرية والتاريخية، وعلى الذين لا يرون ذلك ان يدركوا جيدا انه ما من معركة في هذه اللحظة غير معركة الشرعية الوطنية والنضالية بهجومها السياسي البارع, معركة الاستقلال بساعته التي تتعالى دقاتها, اعترافا عالميا اثر اعتراف, ويوما بعد يوم اكثر واكثر.



مدارات- العوم على شبر ماء
بقلم: عدلي صادق – الحياة
لم نعد نكتب عن سورية، وإن كان هذا البلد العزيز الجميل، ذو الموقع الرائد في تاريخ الإنسانية وحضارتها، ما زال يتلقى حمماً من النيران، وتُزهق فيه أرواح الأطفال، وتُدمر فيه كنوز من الآثار والأوابد، والشواهد على أزمان عابرة وحافلة. فالمنتمون للطرفين الأشرس، من بين الذين يتقاتلون، لا تحرك ضمائرهم سوى البغضاء القصوى. أولهما لا يعرف من التاريخ، بل لا يهمه من التاريخ، سوى أربعين عاماً ونيف، حكمت فيها عائلة الأسد، والثاني لا يعرف ولا يهمه، سوى تنصيب معتوه أعتى من الحجاج ومن أي سفاح في سالف الزمان؛ خليفة على العباد والبلاد!
لكن السؤال: أين العدو من هذه المقتلة ومن أرجوحة التدمير البغضية الكارثية، ونحن نعلم إنه لا يترك شاردة أو واردة، هادئة أو صاخبة، في البرازيل وهندوراس، دون أن يدس أنفه فيها؟!
للإجابة عن هذا السؤال، تساعدنا السيدة بُثينة شعبان، مستشارة الرئاسة الأسدية، في كتابها الذي أصدرته تنفيذاً لتعليمات تلقتها فيما هي نائمة، عندما جاءها حافظ الاسد في الرؤيا بعد عام على وفاته - حسب ما قالت هي نفسها -. تقول بثينة التي عندها الخبر اليقين، إن الأسد الأب قال لها: "بثينة، لم لا تكتبي عن فترة عملك معي؟" فتجيب: "لأنني لم أعرف من أين أبدأ، ولا أي نوع من الكتب ينبغي أن أكتب". يجيبها الأسد في سياق الرؤيا: "كلا، كلا. ليس مطلوباً منك أن تكتبي عن هذا كله. أربعة فصول تكفي" وتستطرد في روايتها للرؤيا: "شرح لي أن تلك الفصول ينبغي أن تركّز على سورية والغرب، وعلاقته هو بالغرب، ودوره في عملية السلام، وأخيراً حافظ الأسد وبيل كلنتون"!
من هذه الرؤيا، انبثق كتاب بثينة شعبان بالإنجليزية، الذي صدر بعنوان "مفكرة دمشق.. عرض من الداخل، لديبلوماسية حافظ الأسد حول السلام 1990 ــ 2000"!
بدا من خلال السياق، أن السيدة بثينة، أرادت فتح بعض محاضر الجلسات التي حضرتها كمترجمة، والهدف تطيير رسالة الى الغرب، تقول إن ما تظنونه الممانعة، لم يكن إلا للاستهلاك المحلي، وأن الحقيقة في بطون المحاضر، وأن "حماس" عندما كانت هانئة في دمشق، كانت تعوم على شبر ماء، بل إنها لم تكن تنعم إلا بأوهام السعادة. تقول بثينة إن الرئيس الميت، الذي جاءها في الحلم "أرادني أن أكتب الحقيقة عنه، وأن أبدد نقاط سوء الفهم الهائلة، التي سادت في الغرب، حول سمعته ودوره في عملية السلام، وكذلك سوء الفهم حول دور بيل كلينتون، الذي كان الأسد قد منحه ثقة تامة"!
نحو 450 صفحة، تخللها أحد عشر فصلاً، وملاحق مراسلات الأسد مع الرئيس الأميركي، ومحادثاته غير المباشرة مع نتنياهو في العام 1998 عن طريق رجل الأعمال اليهودي الأميركي لونارد لودِر Roland Lauder المقرب من الليكود، الذي واصل مساعيه، بعد أن أخفق في اللحظة الأخيرة، ولأسباب لوجستية، في جمع الأسد مع نتنياهو في العاصمة العُمانية مسقط. فقد امتدت مساعي لودِر، الى فترة حكم باراك التي تلت سقوط ولاية نتنياهو الأولى. فقد تمكن الوسيط، من تأسيس ما يشبه حُكم القيمة الشخصي، بين حافظ الأسد وإيهود باراك، رشحت من حيثياته جملتان مختصرتان، قالها واحدهما في الثاني، وهما يقيناً، جملتان تختزلان سر موقف إسرائيل مما يجري في سورية الآن. كانت الجملة الأولى إطراء الأسد لإيهود باراك:"رجل قوي وصادق". أما الجملة الثانية، فقد كانت إطراءً جوابياً، من باراك للأسد:"استطاع أن يبني سورية قوية ومستقلة وواثقة بنفسها"!
بالطبع، لم يكن باراك يتحدث عن سورية قوية على النحو الذي يزعجه، ولا عن سورية القوية حيال من يحتلون الجولان، ولا عن سورية المستقلة على كامل ترابها الوطني وجزء منه محتل، ولا عن سورية الواثقة بنفسها وهي تتعاطى مع إسرائيل، وإلا لما كان أشاد بالأسد وبها، وإنما كان يقصد سورية التي لا يتنازل نظامها قيد أنملة للشعب، بثقة عالية في النفس.
إن كان هذا هو ما يُستشف من صفحات كتاب بثينة شعبان؛ فإن ما يتبدى من سلوك أعداء النظام، من الظلاميين الأكثر استبداداً، أنهم غير معنيين بإسرائيل، وستأتي الأيام بما يكشف عن إعجاب العدو بدورهم الإجرامي. وعليه ينبغي أن يتفكر الواهمون، الذين يعومون على شبر ماء، السعداء بممانعة طرف، وبـ "جهادية" الطرف الآخر!

نبض الحياة - وحدة الكتل العربية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
دخل سباق الانتخابات للكنيست العشرين حيز التنفيذ. بدأت الاصطفافات والبحث عن تحالفات بين القوى الفاعلة في الساحة الحزبية والسياسية الاسرائيلية. المعركة الانتخابية المقبلة، ستكون مختلفة نسبيا عما سبقها من انتخابات، رغم ان كل عملية انتخابية تشهد تجاذبات وصراعات، غير ان المعركة المقبلة في 17 آذار المقبل سيكون لها نكهة اخرى، كونها أولا: تهدف للتخلص من نتنياهو بما يشكله داخل حزبه وفي الساحة السياسية الاسرائيلية (رغم انه ليس اهم من شارون ولا من بيغن او رابين ولا حتى شمعون بيريس ولا غيرهم) ثانيا: غياب قيادات تمتلك كاريزما وثقلا في الشارع الاسرائيلي. ثالثا: ميل الشارع الاسرائيلي لصالح اليمين واليمين المتطرف. رابعا: رفع نسبة الحسم بهدف إقصاء الصوت العربي إلى 3.25%.
في خضم هذه المعركة يبرز دور ومكانة الصوت العربي، المستهدف من الكتل الصهيونية، التي تسعى لتكميم الصوت الفلسطيني، ولهذا تم رفع نسبة الحسم الواردة اعلاه، وبالتالي البحث في كيفية استثماره في الدفاع عن الجماهير العربية، التي تشكل 20% من عدد سكان إسرائيل. ما العمل لمواجهة التحديات الصهيونية في دولة التطهير العرقي الاسرائيلية؟
كما يعلم الجميع الكتل العربية، ليست لونا فكريا او عقائديا او سياسيا واحدا. ولكنها جميعها، تدعي تمثيل الجماهير العربية، ومعنية بالدفاع عن حقوقها ومطالبها السياسية والقانونية والاقتصادية والثقافية / التربوية، وضمان مساواتها مع الاسرائيلي اليهودي، وحماية تراثها الحضاري والدفاع عن مكانة لغتها الام، اللغة العربية، كلغة رسمية، والتصدي لكل القوانين والتشريعات العنصرية والفاشية للاغلبية اليهودية الصهيونية، المعادية للتعايش والسلم الاهلي وللسلام وتسوية قضية شعبهم الفلسطيني على اساس خيار حل الدولتين عام 1967.
كل القوى العربية تعي وتعلم حقيقة راسخة، لا مجال لتجاوزها او القفز عنها إن شاءت التصدي للقوانين والتشريعات العنصرية الصهيونية المعادية لها وللجماهير برمتها، وهي الاتفاق بينها (القوى) جميعا على النزول في قائمة عربية واحدة. لا سيما ان حجوم القوى معروفة في الشارع، وما زال الوقت مبكرا للحديث عن اي تغيير في مزاج الجماهير العربية.
بالتأكيد هناك قوى اوجدتها دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية في الاوساط العربية بهدف تفتيت وحدتها، كما لعبت تاريخيا على وتر التقسيم للجماهير الفلسطينية العربية على الاساس الديني والطائفي والمذهبي، أضف إلى ان ادوات اجهزة الامن الاسرائيلية تلعب دورا سلبيا ومخربا لخدمة اهداف دولة النكبة الاستعمارية. هذه القوى والعوامل ستؤثر في وحدة الكتل العربية لخوض الانتخابات. غير ان المصلحة الوطنية والمطلبية تحتم على القوى الوطنية والديمقراطية، المعنية بمصالح الجماهير العربية، ودعم خيار السلام، تكثيف الجهود لخلق المناخ الملائم لتشكيل تكتل انتخابي واحد يضم ممثلي كل القوى الفاعلة بغض النظر عن الاختلافات والتباينات، وايضا حشد الجهود لاستقطاب الصوت العربي، ودفع المواطنين الفلسطينيين للادلاء باصواتهم، دفاعا عن انفسهم ومصالحهم وحقوقهم الوطنية والمطلبية. لأن الجماهير العربية في حال كثفت التصويت يمكنها إيصال عشرين نائبا لسدة البرلمان (الكنيست). وهذا العدد قادر على الفعل والتأثير تحت قبة البرلمان. ويمكنه لجم النزعات العنصرية الشوفينية والفاشية. كما يمكن للصوت العربي التصويت للقيادي اليهودي الصهيوني القادر على صناعة السلام، وبامكانه حجب الثقة عن القوى والرموز الصهيونية المعادية للسلام.
إذاً لتندفع الكتل العربية للتوحد تحت راية قائمة واحدة على اهداف وقواسم مشتركة سياسية ومطلبية، وهي كثيرة وكبيرة. والعوامل الموحدة أكبر بكثير من عوامل الافتراق والقسمة إلا مع العملاء والجواسيس.

سؤال عالماشي - هذه الدولة ستحرر العالم
بقلم: موفق مطر – الحياة
هل تحرر فلسطين الوعي الفردي والجمعي الأوروبي والأميركي، الآسيوي والأفريقي من سلطان وسطوة المفاهيم الصهيونية، وتطهر ثقافة الشعوب من تزييف وتحريف ممنهج ومبرمج ؟!
جرح المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني الذاكرة العالمية واستنزفها، وحقنها بمفاهيمه المسمومة للديقراطية والحرية والدولة ومعانيها، والعذابات الانسانية، فهل تلئم الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة هذا الجرح وتبرئه ؟!.
جردت الحركة الصهيونية عبر ( اللوبيات اليهودية ) الشعوب ودولها خاصة المتقدمة منها علميا واقتصاديا وثقافيا، والمتحكمة بشؤون العالم ومصيره من قيم الحرية الحقيقية، وزرعت مكانها قيما متناغمة مع المشروع الصهيوني،الذي قام على ارضية انكار وجود الشعب الفلسطيني، واستنفار النزعة الدينية لليهود في العالم، ونفث عقيدة ارض الميعاد، ذاتها التي استخدمها الاستعماريون في أميركا الشمالية للقضاء على شعب الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة والأرض المعروفة الآن بالولايات المتحدة الأميركية !! فهل نبين نحن الفلسطينيون بكفاحنا ونضالنا وصمودنا وإصرارنا عل نيل الاستقلال، وقيام دولتنا على ارضنا التاريخية والطبيعية حجم الجريمة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية وجسمتها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الذاكرة الانسانية ؟!
هل سيكون لنا شرف وضع الخطوط الفاصلة والفوارق الواضحة المعالم بين الحق والباطل.. الحق في الحياة الكريمة، وممارسة الحقوق الانسانية والسياسية دون تفريق او تمييز بسبب الدين او العرق، او القومية، وباطل الاحتلال ودولته العنصرية التي تريد تمرير الدولة الدينية كسلاح مشروع للدفاع عن الذات، وكانت قد نجحت في استصدار قوانين (معاداة السامية) في دول ومجتمعات تتنفس وتتغذى الديمقراطية، وضمنت بذلك صمت معظم العالم عن جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال الاسرائيلي المدفوعة بالغريزة والمفاهيم والتعاميم العنصرية.. فعند كل جريمة تاريخية بحق الشعب الفلسطيني وعندما ترتفع اصوات حرة في اوروبا واميركا او في أي مكان في العالم، يشهر جيش امبراطورية الاعلام الصهيوني سيوفه مرهبا ومرعبا ومتوعدا، ويعيد تدوير شريط (المحرقة) في ذاكرة العالم لاستنزافه واستغلال مليارات الدولارات ولإبقائه تحت تأثير هذا المخدر للضمير ..! لا شك ان المحرقة جريمة ضد الانسانية، لكنها استخدمت للتعمية على جريمة ضد الانسانية، وهي تهجير وتشريد الشعب الفلسطيني، وحرمانه من حقوقه في وطنه.
عملت دولة الاحتلال على خطة عزلنا عن محيطنا بدوائره القريبة والبعيدة، بصنع هوّات سحيقة تفصلنا عن المدى العربي القومي، ثم الاسلامي، ثم المسيحي، ثم الدولي، ولتحقيق ذلك فجرت خلافات داخلية فلسطينية، ونجحت بحدود معينة عبر اللعب على وتر غرائز المرتبطين بالتيار العالمي لجماعة الاخوان المسلمين، والمرتبطين بأجندات خارجية، الجامحة شهوتهم للسلطة بأي ثمن، لكن قيادة الشعب الفلسطيني، بما ملكت من تجربة كفاحية وحنكة ودهاء سياسي، وايمان وصبر وصمود، وقوة مستمدة من الشعب أثبتت للعالم قدرة شعب صغير على تحرير العالم، من هيمنة وسيطرة المشروع الصهيوني، فقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية، يعني بداية انحسار منظومة الصهيونية،، حيث نثبت للعالم انعدام صلتها بالفكر الانساني المعاصر، وعقيدة الديمقراطية، وشريعة حقوق الانسان، ليس هذا وحسب، بل نبرهن على عرقلتها تطور فهم الشعوب الحرة للديمقراطية والحرية، وبالمقابل تبدأ دولتنا بالقيام من جديد، لتأخذ مكانتها بين دول العالم، فكل شعوب العالم تعرف فلسطين في كتبها المقدسة، وكتب التاريخ والعلوم والجعرافيا وهذا موروث لا تقوى آلة الدعاية الصهيونية على محوه أبدا. ففلسطين الأمس ستقوم غدا حتما لتحرر العالم وسنرى كيف ان كثيرا من النيران في انحائه ستنطفئ للأبد.