Haneen
2015-01-20, 09:43 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gifفي هذا الملـــــف:
هستيريا اسرائيلية وعداء اميركي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
حصاد عام مضى
بقلم: راسم عبيدات – القدس
زوال إسرائيل ليس من مصلحة العرب
بقلم: سلمان الأنصاري – القدس
رواية من "عمر الأسى ما انتسى.." "
بقلم: حسن البطل – الايام
2014 .. عام الانقلاب النفطي!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
حياتنا - غزوة نيويورك الثالثة
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
مدارات - معبر رفح ومسؤولية حماس
بقلم: عدلي صادق – الحياة
هستيريا اسرائيلية وعداء اميركي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
ردود الفعل الاسرائيلية الهستيرية على تقديم مشروع القرار الفلسطيني لمجلس الامن، لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية ووصفه بأنه سيعقد الصراع ومطالبة المجتمع الدولي برفضه، وردود الفعل الاميركية الغريبة والمستهجنة التي اعتبرت مشروع القرار غير بناء وانه لا يلبي الاحتياجات الأمنية الاسرائيلية، هذه الردود تثير التساؤل! ما الذي تريده اميركا واسرائيل حقا ؟! هل تريدان من الجانب الفلسطيني استمرار الصمت فيما يقوم الاحتلال الاسرائيلي بفرض وقائع يومية غير شرعية على الارض المحتلة ويواصل تهويد القدس وفرض المعاناة على شعب باكمله ومصادرة حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال ؟!
أم أنهما تريدان من الجانب الفلسطيني الموافقة على مفاوضات عبثية لعشرين سنة اخرى دون اي نتيجة سوى ترسيخ الاستيطان والاحتلال ؟!
والسؤال الاهم: لماذا تخش اميركا واسرائيل الشرعية الدولية ؟! ولماذا تتجاهلان سلسلة القرارات الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على اراضيه المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كما تنص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة ؟!
إن ما يجب ان يقال هنا ان الولايات المتحدة بهذا الموقف الداعم للاحتلال الاسراذيلي غير الشرعي تثبت مجددا للشعب الفلسطيني وشعوب الأمتين العربية والاسلامية انها غير معنية بسلا معادل وشامل ودائم وان حديثها عن المفاوضات والسلام انما هو لذر الرماد في العيون وعند ساعة الحقيقة نراها تسقط كل الاقنعة وتقف الى جانب الاحتلال وتناهض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كما ان اسرائيل بموافقها هذه تثبت ايضا للعالم اجمع انها دولة احتلال غير معنية بالسلام ولا بالشرعية الدولية وأن حديثها عن الأمن والسلام انما يعني انها ترى الأمن والسلام من خلال توسيع الاستيطان وترسيخ الاحتلال غير المشروع وابقاد شعب باكمله رهينة لانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان ورهينة لمنق الاحتلال والتوسع.
ومن الواضح ان الولايات المتحدة، الدولة العظمى الاولى في العالم فضلت ان تقف الى جانب دولة الاحتلال معزولتين عن ارادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بغالبيته الساحقة التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. ولن تنطلي الذرائع والحجج الواهية التي تسوقها واشنطن كل مرة لتبرير عدائها للشعب الفلسطيني ووقوفها الى جانب الاحتلال.
وبناء عليه فان ما يجب ان يقال هنا ايضا ان من غير المعقول أو المقبول ان يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لمواقف اميركا المناهضة لحقوقه. وقد احسن الرئيس عباس صنعا عندما رفض كل الضغوط الاميركية لمنع الجانب الفلسطيني من التقدم الى مجلس الامن وعلى الولايات المتحدة ان تدرك ان حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله ليس موضع مساومة مهما كانت الضغوط والاغراءات.
وفي المحصلة فان واشنطن اليوم أمام اختبار حقيقي آخر في مواجهة الشرعية الدولية والشعب الفلسطيني فإما ان تقف الى جانب هذه الشرعية والى جانب حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإما ان تواصل نفس السياسة القديمة بإستخدام الفيتو لحماية الاحتلال ودعمه وبذلك تفقد أية مصداقية ليس في نظر الشعب الفلسطيني فقط وانما في نظر ابناء الامتين العربية والاسلامية وكل احرار العالم.
حصاد عام مضى
بقلم: راسم عبيدات – القدس
ربما هذا العام هو الأسوء على الشعب الفلسطيني....حيث الانقسام والحصار وغياب الإعمار وإغلاق المعابر في قطاع غزة، وأوضاع الناس تزداد سوءاً ففي الشتاء،وفي ظل البرد القارس المشردين بفعل الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة،ما زال اكثر من مئة ألف منهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء....والقدس "تغول" و"توحش" استيطاني غير مسبوق وسياسة عقاب جماعي ...هدم منازل أهالي الشهداء والطرد والإبعاد للمقدسيين عن بلدتهم ومدينتهم،وإغلاقات لمداخل البلدات المقدسية بالمكعبات الإسمنتية...واعتقالات طالت حتى الأطفال وتوزيع أوامر لهدم بيوت شيدت منذ عشرات السنين وغيرها.نزيف دم متواصل وشهيد يودع شهيداً،وجريمة العصر،حرق الشهيد الفتى أبو خضير حياً،بعد خطفه وتعذيبه،وفي الضفة الغربية لم تتحسن احوال شعبنا فالوضع ليس بأحسن حال سلطة بدون سلطة .. مرتبكة ومتخبطة...تراوح وتدور في نفس المربع حول نهج وخيار تفاوضي عقيم....حتى مشروعها لمجلس الأمن الدولي اجوف وأصبح سحبه من التداول أفضل،لما فيه من تنازلات تمس القدس وحق العودة والحدود والثوابت الوطنية،ولا أفق لمصالحة او رسم استراتيجية فلسطينية موحدة،بل نشهد مواصلة لمسلسل الردح والردح المضاد.
وحال شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني-الجذر- ،ليس بالأفضل،فعدا عن كل القوانين والتشريعات والقرارات المستهدفة تصفية وجودهم هناك،فلعل المشروع الأخطر في هذا الإطار والسياق،هو مشروع يهودية الدولة،هذا المشروع الذي يشكل تعديا صارخا على حقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية،ويراد منه شطب حق العودة للاجئي شعبنا الذين هجروا وطردوا قسراً على يد المنظمات الصهيونية المسلحة،وكذلك يحمل هذا القرار قوننة وتشريعاً للعنصرية والممارسات والإجراءات المرتبطة بها بحق شعبنا هناك،ناهيك عن أن الأهداف الأخرى منه،تريد منا كفلسطينيين وعرب،ان نؤمن بالفكرة الصهيونية ونقر بالرواية الصهيونية حول طبيعة الصراع والوجود والحقوق،يريدون منا ان ندين تاريخنا،ونتنكر لكل نضالات وتضحيات شعبنا،باعتبارها أعمال "إرهابية"،وبأن الحركة الصهيونية،هي ليست حركة عنصرية،بل حركة تحرير وطني.
وحالة شعبنا في مخيمات اللجوء،ليست بالأفضل من هذا الواقع والحال،فكل الصراعات والخلافات العربية،خلافات الأقطار مع بعضها البعض وخلافاتها وصراعاتها الداخلية،شعبنا في أغلب الحالات الضحية ويدفع الثمن، طرد وتهجير ولجوء جديد،ومطاردة في الحقوق والوجود المؤقت ولقمة العيش،وإن كنا نقر بأن بعضا من فصائلنا قد ساهم وأعطى الذريعة للأنظمة العربية،لكي تمارس القمع والحصار والقتل والطرد بحق أبناء شعبنا.
علينا أن نعترف بأن أداء قياداتنا،ليس بحجم تضحيات شعبنا،بل نرى انها احيانا في واد والجماهير الشعبية في واد آخر،وحتى داخل الفصيل الواحد تجد تعارضا وليس تعدد إجتهاد وحرية رأي وتعبير،فهي أبعد عن ذلك في التصريحات والمواقف والنهج،وفي قضايا مفصلية وجوهرية،وجدنا بأن الجماهير الشعبية متقدمة على القيادة في الموقف والفعل،وهذا ما لمسناه جيداً في الهبات الجماهيرية المقدسية،حيث غابت الإرادة السياسية للقيادة ،وغابت القوى والأحزاب عن الفعل والتنظيم والقيادة،وكذلك غاب الهدف والمشاركة الجماهيرية الواسعة،ولذلك غلب على هذه الهبات طابع العفوية والعمل الفردي،والتحرك للدفاع عن الذات.وكذلك في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة،ورغم سقوط اكثر من ألفي شهيد،فإنها لم تكن كافية لكي تشعل الضوء ما بعد الأحمر أمام القيادة،من اجل أن تتجاوز كل خلافاتها ،وترسم استراتيجية فلسطينية جديدة،تضع حداً للانقسام المدمر،وتوحد شطري او جناحي الوطن،وتتفق على استراتيجية جديدة،تلتف حولها فصائلنا وجماهيرنا الشعبية.
وفي قضية تقديم المشروع الفلسطيني الى مجلس الأمن الدولي،من اجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام/1967،ظهر ارباك وتخبط القيادة الفلسطينية وتعدد تصريحاتها وقراراتها،وبما يشعر شعبنا الفلسطيني،بانه لا وجود لقيادة فلسطينية،وبما يعمق من حالة فقدان الثقة بالقيادة.
عام مضى وعام يأتي،ونستمر في "لوك" نفس الكلمات والشعارات والخطابات،وترداد نفس السجع والطباق والجناس،وكأن كل المتغيرات والتطورات المحيطة بنا عربياً وإقليمياً ودولياً،وما يقوم به الإحتلال من إجراءات وممارسات من قضم مستمر للأرض الفلسطينية،وسيطرة على القدس وتقسيم للأقصى وتهويد للضفة الغربية،ليست كافية لنا كفلسطينيين على اختلاف مشاربنا ومنابتنا الفكرية والسياسية،وعلى كل المستويات القيادية،لكي نقوم بعملية مراجعة شاملة،لكل حصادنا السابق،بإخفاقاته الكثيرة قبل نجاحاته المحدودة،ولكي نجري عملية محاسبة شاملة وعميقة،لماذا نخفق كثيراً وننجح قليلاً..؟؟؟لماذا نضالنا وتضحياتنا،رغم حجمها الكبير والضخم لا تثمر ولا تنجز ولا تستثمر..؟،ولماذا لا نراكم ؟؟ونمارس سياسة حرث"الجمال" التي تلبد ما حرثته من أرض،ولماذا لا نجد أي قيادة سلطة وأحزاب وفصائل،تصارح شعبها وجماهيرها بالحقيقة،وتقول لهم هنا اخفقنا وهنا اخطأنا وهنا هزمنا،بدل الإنشاء والشعارات التي تدغدغ العواطف وتوظف التاريخ والإرث لخدمة الحزب والفصيل والقيادة،والحديث عن الانتصارات والإنجازات الكبيرة وصحة الموقف والبرنامج والنهج والخيار.
اذا استمرينا على هذا المنوال وهذه الرتابة والنمطية والتكلس ،وعدم القدرة على قراءة علمية ودقيقة وعميقة للمتغيرات والتطورات المحيطة بنا،وكيفية توظيفها لخدمة معاركنا السياسية والجماهيرية والوطنية،فحتماً سنصل الى كارثة جدية وحقيقة لحقوقنا ومشروعنا الوطني،فإذا كنا غير قادرين على أن نستوعب بعضنا البعض في إطار يوحد كل جهودنا وطاقاتنا ،فكيف لنا ان نتحدث عن ديمقراطية وحرية واستعادة حقوق؟؟،والكل منا من صغيرنا لكبيرنا يرى في نفسه بأنه مالك الحقيقة،وهو من يناضل ويدفع الثمن من اجل فلسطين،ولذلك يجب أن تسجل "طابو" على اسمه،أو انه هو وكيل الله على أرضه يمنح صكوك الغفران والإيمان والتكفير ومفاتيح الجنة والنار،ولا يؤمن بالآخر أو يعترف به،لا في الوجود او القيادة.
حصاد عام مضى،فيه الكثير الكثير من الأخطاء والإخفاقات،وقليل من الإنجازات، وفي الكثير من الدول العالم تتغير القيادات او تستقيل،لكونها أخفقت أو ارتكبت أخطاء في قضايا ليست جوهرية او استراتيجية،ولا تواصل التشبث بكراسيها معلنة بأنها منزهة عن الخطأ،وهي تواصل تحقيق الانتصارات "الوهمية" التي يكشفها الواقع .فهل نشهد العام القادم ثورة شعبية داخلية تقودها الجماهير نحو التغير....أم ستستمر هذه الجماهير وعلى رأي شاعرنا العربي الكبير "تهتف وهي منومة"؟؟
زوال إسرائيل ليس من مصلحة العرب
بقلم: سلمان الأنصاري – القدس
قد يوافقني الكثيرون الرأي في كون أحد أهم أسباب وضع العرب والمسلمين الحالي هو الروح الانهزامية المتمحورة حول الشعور بالمظلومية الدائمة والإيمان المطلق بأهمية زوال إسرائيل وربطها "حتما" بأن يعم الرخاء هذه الأمة.
بطبيعة الحال، لقد أسفت غاية الأسف بعد رؤية حجم التفاعل الشعبي لدى العامة مع فيديو لأحد الدعاة المثيرين للجدل و الذي ادعى لقاء الرسول في منامه وبأنه فسر هذه الحلم بنصر الإسلام وزوال إسرائيل.
المشكلة ليست في أضغاث أحلامه بل في ربطه لنصر الإسلام بزوال دولة معينة. عملية الربط السطحية بين الأمرين أشعرتني ولوهله بأن ليس لدى هذه الأمة أي مشكلة أخرى غير الكيان الإسرائيلي و بأن أهل الشام والعراق واليمن وليبيا وغيرهم مستمتعون غاية الاستمتاع بتطورات بلدانهم في المجالات الثقافية والازدهار الحضاري والتسامح الرباني ولكن لا تنقصهم إلا لذة التشفي بزوال إسرائيل. فهم لا يحتاجون قبل التوجه إلى زيارة متاحف الفن إلا إلى ارتشاف فناجين قهوتهم الصباحية وهم مطمئنو البال ومرتاحو الضمير بسبب عدم وجود دولة ما كانوا سيزورونها على الأغلب حتى و لو كان اسمها فلسطين.
العجيب هو أننا وجدنا أنفسنا في خانة التقييم الذاتي المستمر لحالنا من خلال النظر في حال إسرائيل ، إن كانوا مزدهرين فنحن مهزومون و إن كانوا متقهقرين فنحن منتصرون.
لقد أصبحت إسرائيل بمثابة جهاز "ترموميتر حراري" لقياس درجة النصر الوهمي لهذه الأمة التي في الأغلب لا تعلم ما تريد و إن علمت فلن تسعى لأخذه إلا بلغة الاقتتال فيما بينها وتفسير أسباب ضعفها بإلقاء اللوم على الآخرين من خلال التسليم الكلي لنظرية المؤامرة. هنالك أيضا زخم إعلامي لمقاطع مرئية متعددة تفترض وتؤكد زوال إسرائيل في عام معين ومحدد وهذا بسبب تواتر أحلام المنام واليقظة. وأعتقد أنه يجب على العالم العربي أن يبدأ بالانشغال بنفسه من خلال تجييش الجيوش الفكرية والثقافية والعلمية لتغيير ركائز منظومة التفكير الجمعي و الإقصائي والغارق في الخيال غير العلمي .
ومن دون شك فقد أسرفت إسرائيل حتما في عملية إقصائها لحقوق الفلسطينيين وبطريقة فجة وغير حضارية ولم تلتفت لجميع المبادرات السلمية العربية والدولية ولو حتى بالمناقشة. لكن السؤال هو: هل إسرائيل هي المتسببة في قتل مئتي ألف سوري؟ أم هل هي المتسببة في التناحر السني، الشيعي،العلوي، الإخواني، القومي ، الإسلامي؟؟ والسؤال الأهم من كل هذا وذاك يتعلق أصلا بمصيرنا نحن فكما هو معروف فإن فكرة وجود عدو لأمة معينة هو عامل من عوامل توحيد مواقفها وآرائها على قاعدة معاداته، ورغم هذا مازلنا نتقاتل فيما بيننا و بوتيرة طاحنة ومتزايدة فما الذي سنفعله وما الذي سنصنعه بأنفسنا لو زالت إسرائيل !؟
رواية من "عمر الأسى ما انتسى.." "
بقلم: حسن البطل – الايام
من معطف غوغول» خرج الأدب الروسي، على ما يقول أديب روسي من «أعمدة الأدب».. فهل تخرج الرواية الفلسطينية «من معطف النكبة»؟ هذا سؤالي، الوجيه لا النقدي، بعدما قرأت رواية «جفاف الحلق» لغريب عسقلاني. وفي طياتها اكتشافات تاريخية كنت أجهلها، مثل ان المهاتما غاندي زار مجدل عسقلان، «وتوقف طويلاً عند النساجين، وضم مغزله الى صدره وربّت على ظهر عنزته»؟ اذا كان «الاكتشاف صحيحاً، سأفهم لماذا قال غاندي: «فلسطين عربية كما هي بريطانيا انكليزية». نضع الكشف التاريخي جانباً، فان رواية نكبة عسقلانية تكمّل روايات النكبة الكثيرة، وتمتاز عليها بأنها تسجل تجربة «اللجوء من فلسطين الى فلسطين»؛ وتجربة عائلة نساجين عسقلانيين ضربت جذورها المقتلعة، وأعادت إحياء مهنة عائلية.. وواكبت تحولات صناعة النسيج الحديثة، القادمة من مصر. الاكتشاف الثالث يتعلق بأديب فلسطيني يبرع في وضع المفردة في مكانها الملائم من الجملة؛ وهذه في مكانها الملائم من الفقرة، وتلك في سياقها الروائي الملائم. ثمة اكتشاف رابع، في مقدرة فريدة لغريب عسقلاني (ابراهيم الزنط) على مزج أسلوبه اللغوي - الروائي، السلس والعميق، بالمفردة المحكية، بل والعبارة، والامثلة السائدة. هذه لغة عربية، ولغة روائية البناء.. وايضاً لغة عربية حسب مفردات وصياغات اللسان العسقلاني. انه «لسان مدن» من جهة؛ لكنه، ايضاً، «لسان بدو» صقل المفردة والعبارة، وكاد يجعل اللهجة لغة. العسل الشهي يطبخه النحل من غبار الطلع.. وتشعر ان هذا «الغريب العسقلاني» مثل نحلة، او ان قراءاته الأدبية، الوافرة والمتشعبة كما يبدو، جعلت لعسل روايته شيئاً من مذاق وشذى أزاهير الروايات العالمية الكلاسيكية، الروسية واللاتينية.. وحتى العربية، لأنني «أحسست» مثلاً، انه لم يوفر، ربما، ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة.
فهمت نواحي من تاريخ غزة من نكبة اللجوء الى نكسة حزيران، بفضل هذه الرواية، وكذا التحولات الاجتماعية، العادات والتقاليد.. وبدايات وجذور الحركات الفدائية الاولى (التسلل الى عسقلان) كما الحركات السياسية.. صعود وانهيار «الأمل الناصري». هناك رواية النكبة من تجربة المنفى العربي، او من تجربة «المنفى الداخلي» في الجليل، او من تجربة اللجوء الى الأراضي الفلسطينية (الضفة والقطاع). مقطع عمودي للشعب ومقطع أفقي للمكان.. ورؤية بانورامية للزمن. ربما تُحسن وزارة الثقافة الفلسطينية، لو صدّرت سلسلة من «روايات النكبة»، او انتقت «مجموعة واحدة» من ثلاث روايات تجسد ثلاث تجارب عايشها الروائيون الفلسطينيون.
«عودة خليل» احدى الشخصيات المركزية في الرواية، لم يعد.. لم يعش، ولم يمت ميتة طبيعية. لكن، عندما كان «عودة» صغيراً، كان شريك الحلم في العودة. هاكم جزءاً من الحلم: «نشتاق ليوم العودة الموعود، كل الناس فيها أغنياء، وكل الرجال اعضاء، وكل النساء جميلات فاتنات عاشقات. «اعتقد ان يوم العودة الموعود وثيق الصلة بصديقي خليل عودة، المجدلي مثلي، واعتقدت انه الأحق منا جميعاً بالعودة التي يعرف دروبها عن جده عودة، لا يثنيني عن اعتقادي معلم الحساب الذي يشفشف كفي عودة بالخيزرانة حتى تصبحا في لون البندورة المفعوصة، تفزّ عيناه، تبقّان دمعاً مثل حنفية، وقبل ان يفهق يتوقف الاستاذ عن ضربه.. يداعبه فاقداً الأمل منه: - والله لن تفهم الحساب يا عودة حتى يوم العودة. «وكنت أتخيل يوم العودة، فتبرز أمامي معضلة موقعة بين الأيام، فهو بلا شك يختلف عن الأيام السبعة، ووصلت الى حل مريح مفاده ان اسبوع المواطنين سيظل سبعة أيام، أما اسبوع اللاجئين فيكون ثمانية أيام يبدأ بيوم العودة (..) وكنت أوغل في التوصيف، فأرسمه يوماً محايداً تختفي فيه المواقيت والمواعيد ليس فيه ليل ولا نهار، ولا ينتمي الى نور او ظلمة، ولا يخضع لصيف او شتاء لان الله خلقه خلقاً مختلفاً..»
ليس في رواية «جفاف الحلق» سوى هذا الحلم الطفولي الوحيد الذي يمزج العودة بنعيم الجنة.. لكن الطفل، الذي مثل فرخ بلا زغب، ستكتوي اجنحته بنار حربي 1956 و1967، لتكون هذه الرواية النكبوية سؤالاً يحال الى اسطورة نهوض العنقاء من الرماد والدمار.
لوعة الهوى موجودة: «عن جواد القويّل الدبّيك اللوّيح الذي يرقّص بشير يغسله عرقاً وعافية: «لطش منديل وبأطرافو لواهن «وسبع ضلوع في قلبي لواهن «حُرمت النوم يا لاحق هواهن «هدّوني البيض وعيون المها»
حرقة النكبة موجودة: «عمر الأسى ما انتسى وانتو أساكو زاد».
2014 .. عام الانقلاب النفطي!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
في أواخر كل عام، تزداد اسعار النفط على المستوى العالمي، بسبب فصل الشتاء، والحاجة في شمال الكرة الارضية الى التدفئة، اضافة الى العوامل الاستهلاكية الطبيعية، هذا العام، وخلافاً للأمر، ومع اقتراب العام الجديد، تراجعت اسعار النفط على المستوى العالمي بشكل غير مسبوق، وصل الى حدود 40 في المئة، ما شكل في واقع الأمر انقلاباً نفطياً، لا سابق له، ذلك ان تراجع وتزايد اسعار النفط، غالباً ما كان لأسباب سياسية بالدرجة الاولى، تزايدت اسعار النفط في حرب العام 1973 عندما قلص الاعضاء العرب في منظمة اوبيك انتاجها النفطي لدعم العرب في هذه الحرب وحسب العرض والطلب، فقد ادى ذلك الى زيادة قياسية في اسعار النفط في تلك الفترة، وعند نشوب خلافات بين دول اوبيك، ويتزايد انتاج النفط، فإن الاسعار تتراجع، وفي كل مرة، فإن العوامل غير التجارية باتت تحدد الاسعار التجارية لبرميل النفط على المستوى الدولي.
يبدو للوهلة الاولى، ان تراجع اسعار النفط، مع نهاية العام 2014، يعود لاسباب تجارية بحتة، هناك اكتشافات للغاز الصخري في اميركا، هناك ازمات اقتصادية في المناطق الصناعية العالمية، كان له اثر على الانتاج الاقل والحاجة الاقل الى النفط، في ظل قرار مؤتمر اوبيك الاخير القاضي بعدم الحاجة الى تقليص الانتاج لزيادة الاسعار، ما جعل اسعار النفط تتهاوى قياساً بالمعدلات السنوية.
كما يبدو أن تراجع انتاج النفط في مناطق الانتاج الرئيسة، كليبيا والعراق مثلاً، لم يؤثر على مستوى الانتاج الضروري لتشكيل الماكنة الصناعية الغربية واليابان والصين، وبالتالي، فإن العوامل التجارية هي التي أدت بالدرجة الاولى الى تراجع اسعار النفط.
غير أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن الامر هو خلاف ذلك، هناك ابعاد سياسية، غير تجارية، وراء هذا الانخفاض في اسعار النفط، الولايات المتحدة التي قادت حروبا من اجل النفط، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، المورد العالمي للنفط، باتت بعد الاكتشافات الاخيرة، قادرة على الاعتماد على نفسها نفطياً، بل انها اصبحت قادرة على تحديد سعر برميل النفط على المستوى الدولي، واذا كان المعادل الاساسي لتسعير النفط على المستوى العالمي، هو نفط «برنت» البريطاني من بحر الشمال، فإن الاعوام القادمة، قد تشهد معياراً اميركيا لتسعير النفط، العام 2014، وفقا لذلك، قد يصبح عام الانقلاب النفطي الذي سيؤدي الى انقلاب في السياسة الدولية، وكما اشرنا، فإن اهمية نفط الشرق الاوسط، تتراجع نظراً للبدائل التي اصبحت متوفرة، مع الاكتشافات في النفط والغاز في اميركا وخارجها.
هذا الانقلاب، قد يؤدي الى عودة الى الحرب الباردة من جديد، تراجع اسعار النفط بالاضافة الى العقوبات التجارية والمالية على الاتحاد الروسي، اخذ ينهك الاقتصاد الروسي بشكل واضح، اعتماد روسيا على النفط كسلعة اساسية لمكونات ميزانيتها، من شأنه أن يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الروسي، روسيا التي باتت محاطة اكثر من اي وقت مضى بالهلال الامني العسكري المتمثل بحلف الناتو، خاصة اذا ما انضمت اوكرانيا الى هذا الحلف كما هو متوقع، باتت محاصرة مالياً، من خلال العقوبات ومن جراء تراجع اسعار النفط، وها هي روسيا التي اعتمدت على ان يثمر اجتماع اوبيك الاخير عن قرارات بتخفيض الانتاج لدفع الاسعار الى التحسن، تخفق في رهانها، عندما اصرت دول الاوبيك، خاصة السعودية، على عدم تقليص الانتاج والابقاء عليه كما هو، رغم تضرر دول الاوبيك، خاصة السعودية، بشكل مباشر من تراجع اسعار النفط، نظراً لأن ميزانيتها اعتمدت سعر برميل النفط بواقع 90 - 100 دولار، في حين انه بات سعر برميل النفط في حدود 40 - 50 دولارا فقط، رغم ذلك، ظلت مستويات الانتاج كما هي، وكأن دول اوبيك وخاصة السعودية، تشد على يد الولايات المتحدة، في حربها الباردة الجديدة، ضد الاتحاد الروسي.
لكن هناك منطقا آخر، لدى اعضاء اوبيك وخاصة السعودية، خفض سعر برميل النفط، لن يشجع المستثمرين على الاستثمار في حقول النفط الصخري الاميركي، وبالتالي، فإن هذا النفط، سيظل بعيدا عن المنافسة مع نفط الشرق الاوسط، الى سنوات قادمة، انخفاض اسعار النفط، لن يشجع على الاستثمار فيه، خاصة في ظل حالة الاشباع لدى اسواق النفط العالمية، وبالتالي فإن موقف السعودية، هو لصالح سوق النفط على المستوى المستقبلي ويجب عدم النظر اليه باعتباره توافقاً مع اميركا في مواجهة مع روسيا، قد تتضرر اقتصادات بعض الدول مؤقتاً الى حين التعايش مع نمط جديد من الانتاج والاسعار، اما اذا ما دخل نفط وغاز الحقول الصخرية الاميركية، فإن اقتصادات كبيرة ستنهار، ومن بينها اقتصادات الشرق الاوسط.
من المتوقع ان تتزايد اسعار النفط العام 2015، ولكن بشكل متوازن، بحيث تصل الى 70 دولاراً، يظل الاعتماد على حقول الشرق الاوسط اساسياً، مع عزوف المستخدمين عن الاستثمار في النفط الصخري .. ولكن الى متى؟!
حياتنا - غزوة نيويورك الثالثة
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
هذه غزوة نيويورك الثالثة فلسطينياً، فشلنا في الأولى في مجلس الأمن ونجحنا في الثانية - الجمعية العامة - وها نحن نحاول الثالثة ليس حباً في مجلس الأمن ولكن طمعاً في مناقشة قضيتنا هناك بعد أن احتكر الأميركيون الأمر على مدى العقود الماضية وسموا أنفسهم راعي عملية السلام، فلم يرعوا سوى الاحتلال والاستيطان.
الطريق إلى مجلس الأمن كانت شاقة أكثر من غيرها وستكون أصعب عندما يترجم مشروع القرار ويعرض للتصويت, لأن الأميركيين مارسوا ضغوطا كبيرة لثني الآخرين عن دعمه أو مجرد عرضه اكبر من الضغوط التي مارسوها لتشكيل حلف الاربعين ضد داعش، وهددونا بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكن هل عرضوا بديلاً ؟ هل «فركوا» أذن إسرائيل ولو مرة وهل انتقدوا ممارساتها في القدس المحتلة.. وهل دعوا لوقف الاستيطان، وهل طالبوها بأي شيء؟
بالطبع لا، فالوزير كيري الذي غمره قادة إسرائيل غمزا وقدحاً وشتماً ما زال يرفع عقيرته بانتقاد المشروع الفلسطيني ويمارس ضغوطاً لثني الاخرين عن دعمه، وكأنه يقوم بعملية انتحارية لصالح اليمين الإسرائيلي.. فالقضية الفلسطينية لا يجب ربطها بداعش العراق وسوريا وليس بمزاج دواعش الاحتلال وأحزابه وانتخاباته ، لأن قضيتنا مختلفة، فالارهاب المنتشر لا يمكن تمييزه عن ارهاب الاحتلال أيضاً ويجب محاربته ولجمه بانهاء الاحتلال. ومن حق شعبنا أن يطرق باب مجلس الأمن.. وسواء نجحنا كأصحاب حق أم فشلنا لأن الباطل لن يستمر فإننا قادرون على المحاولة ومحاولة أساليب أخرى عبر المنظمات الدولية واتفاقاتها.
آخر احتلال لا يمكن إطالة عمره عن طريق التنفس الاصطناعي الأميركي.. آخر احتلال يجب أن ينتهي مع جميع أشكال الارهاب في العالم مهما حاول الأميركيون العكس.
مدارات - معبر رفح ومسؤولية حماس
بقلم: عدلي صادق – الحياة
ربما يمر وقت طويل، قبل أن تقتنع حماس، أن تشغيل معبر رفح بشكل طبيعي ونظامي، مثلما كان حتى العام 2000 لن يتاح للشعب الفلسطيني في غزة، طالما أن مصر ترفض أن تتواجد شرطة حماس في المعبر، أو طالما أن حماس تتحكم في قطاع غزة أمنياً. فهذا هو الواقع شئنا أم كرهنا. والمسألة لا يحسمها تدبير من «حكومة التوافق» التي ليس بمقدورها أن تغير هذه المعادلة. لذا يُحسن الحمساويون صنعاً، ان وفروا على أنفسهم مشقة السجال في هذا الموضوع. فالمسألة تتعلق بموقف مصري واضح وثابت، قوامه ألا تكون حماس طرفاً ذا صلة في العلاقة الفلسطينية المصرية على أي صعيد. ولا يحتاج هذا الموقف لمن يحرّض القاهرة عليه أو يزيده وضوحاً وثباتاً. وان كانت هناك أية فائدة من الاعراب عن التمنيات، فلن نتردد في القول اننا نتمنى ألا يكون مثل هذا الموقف وارداً أصلاً، لكن هذا هو الوارد ولا شيء سواه، وله أسبابه عند المصريين، بل ان الموقف مدرج ضمن تدابير السياسة الأمنية العليا للدولة، ولا نقاش فيه.
فما العمل والحال هذه؟! هل تظل غزة مغلقة على كارثتها، لا يستطيع المقيمون فيها المغادرة والعودة، ولا يتمكن العاملون في الخارج من الوصول الى القطاع لزيارة ذويهم مع ضمان العودة في موعدها الى اعمالهم؟
ربما افترضت حماس أن بمقدورها ادارة حملة علاقات عامة اقليمية رابحة، يضطر بسببها المصريون الى التراجع والتعاون معها في المعبر. وفي الحقيقة لا مجال لهكذا حملة في ظل مستجدات الاقليم، اذ لم يعد أي طرف مستعداً لأن يقبض لا كلام حماس ولا كلام سواها الفلسطيني، في موضوعات الشكوى والألم. ثم ان الدولة في مصر، التي جابهت دولاً وقوى اجتماعية وارهاباً مجنوناً، لكي تقطع دابر «الاخوان»؛ لن تتراخى في موقفها الرافض لوجود حماس على الطرف الآخر من المعبر. لذا فان طلب حماس من الحكومة الفلسطينية، الشراكة في المعبر لا معنى له، لأن الأمر منوط بالمصريين وليس بالحكومة الفلسطينية. وفي حال هذه الأخيرة، تجاهلت ذلك، ستكون النتيجة استمرار الاغلاق في وجه الطرفين!.
اصرار حماس على الشراكة في ادارة المعبر، هو سبب التأخر في فتحه وتشغيله جزئياً. واستمرار فرض القبضة الأمنية الحمساوية على قطاع غزة، هو السبب في عدم تشغيله بشكل طبيعي، حتى في حال خلو الجانب الفلسطيني من المعبر من عناصر حماس ثم تشغيله استثنائياً. فالمسألة ليست بيد السلطة الوطنية وحكومتها. والكلام نفسه ينطبق على مسألة اعادة الاعمار. وهذه حقائق لا يغيرها ولا يؤثر فيها الصراخ ضد الحكومة الوفاقية والرئيس عباس ولا غير ذلك من التخرصات.
لم يعد أمام حماس الآن، سوى رفع قبضتها الأمنية عن غزة واعتاقها، والعودة الى المسار الديمقراطي والى استعادة المؤسسات. فقد وصلت المقاومة الى طريق مسدودة مثلما وصلت التسوية والسياسة. والموقف الحمساوي لا يعطل غزة وحدها، وانما كذلك يعلق الكيانية الفلسطينية بكل مؤسساتها في كل مكان، ويعطل استجماع الفلسطينيين لارادتهم في هذا الخضم العسير. وتكون حماس مخطئة ان راهنت على تغييرات أو مراكز اسناد بعيدة وظلت تجتر الأوهام. نحن وحدنا. قد يُخترق وضعنا الداخلي وتجري محاولات استغلال ورقتنا بالمال. لكن المحصلة تقول في كل مرة اننا وحدنا ولا سند لنا في هذا المعترك المرير. فالمال يذهب وتبقى آلام الواقع!
حسناً تفعل حماس ان هي سلمت معبر رفح كاملاً وابتعدت. لعلها بمثل هذه الخطوة، تفتح باباً لشيء أفضل. وان لم تفعل، فانها تتحمل المسؤولية أمام المجتمع المتأذي من الاغلاق، وهذا أخطر عليها كثيراً من الانزواء!
هستيريا اسرائيلية وعداء اميركي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
حصاد عام مضى
بقلم: راسم عبيدات – القدس
زوال إسرائيل ليس من مصلحة العرب
بقلم: سلمان الأنصاري – القدس
رواية من "عمر الأسى ما انتسى.." "
بقلم: حسن البطل – الايام
2014 .. عام الانقلاب النفطي!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
حياتنا - غزوة نيويورك الثالثة
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
مدارات - معبر رفح ومسؤولية حماس
بقلم: عدلي صادق – الحياة
هستيريا اسرائيلية وعداء اميركي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
ردود الفعل الاسرائيلية الهستيرية على تقديم مشروع القرار الفلسطيني لمجلس الامن، لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية ووصفه بأنه سيعقد الصراع ومطالبة المجتمع الدولي برفضه، وردود الفعل الاميركية الغريبة والمستهجنة التي اعتبرت مشروع القرار غير بناء وانه لا يلبي الاحتياجات الأمنية الاسرائيلية، هذه الردود تثير التساؤل! ما الذي تريده اميركا واسرائيل حقا ؟! هل تريدان من الجانب الفلسطيني استمرار الصمت فيما يقوم الاحتلال الاسرائيلي بفرض وقائع يومية غير شرعية على الارض المحتلة ويواصل تهويد القدس وفرض المعاناة على شعب باكمله ومصادرة حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال ؟!
أم أنهما تريدان من الجانب الفلسطيني الموافقة على مفاوضات عبثية لعشرين سنة اخرى دون اي نتيجة سوى ترسيخ الاستيطان والاحتلال ؟!
والسؤال الاهم: لماذا تخش اميركا واسرائيل الشرعية الدولية ؟! ولماذا تتجاهلان سلسلة القرارات الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على اراضيه المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كما تنص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة ؟!
إن ما يجب ان يقال هنا ان الولايات المتحدة بهذا الموقف الداعم للاحتلال الاسراذيلي غير الشرعي تثبت مجددا للشعب الفلسطيني وشعوب الأمتين العربية والاسلامية انها غير معنية بسلا معادل وشامل ودائم وان حديثها عن المفاوضات والسلام انما هو لذر الرماد في العيون وعند ساعة الحقيقة نراها تسقط كل الاقنعة وتقف الى جانب الاحتلال وتناهض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كما ان اسرائيل بموافقها هذه تثبت ايضا للعالم اجمع انها دولة احتلال غير معنية بالسلام ولا بالشرعية الدولية وأن حديثها عن الأمن والسلام انما يعني انها ترى الأمن والسلام من خلال توسيع الاستيطان وترسيخ الاحتلال غير المشروع وابقاد شعب باكمله رهينة لانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان ورهينة لمنق الاحتلال والتوسع.
ومن الواضح ان الولايات المتحدة، الدولة العظمى الاولى في العالم فضلت ان تقف الى جانب دولة الاحتلال معزولتين عن ارادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بغالبيته الساحقة التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. ولن تنطلي الذرائع والحجج الواهية التي تسوقها واشنطن كل مرة لتبرير عدائها للشعب الفلسطيني ووقوفها الى جانب الاحتلال.
وبناء عليه فان ما يجب ان يقال هنا ايضا ان من غير المعقول أو المقبول ان يبقى الشعب الفلسطيني رهينة لمواقف اميركا المناهضة لحقوقه. وقد احسن الرئيس عباس صنعا عندما رفض كل الضغوط الاميركية لمنع الجانب الفلسطيني من التقدم الى مجلس الامن وعلى الولايات المتحدة ان تدرك ان حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله ليس موضع مساومة مهما كانت الضغوط والاغراءات.
وفي المحصلة فان واشنطن اليوم أمام اختبار حقيقي آخر في مواجهة الشرعية الدولية والشعب الفلسطيني فإما ان تقف الى جانب هذه الشرعية والى جانب حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإما ان تواصل نفس السياسة القديمة بإستخدام الفيتو لحماية الاحتلال ودعمه وبذلك تفقد أية مصداقية ليس في نظر الشعب الفلسطيني فقط وانما في نظر ابناء الامتين العربية والاسلامية وكل احرار العالم.
حصاد عام مضى
بقلم: راسم عبيدات – القدس
ربما هذا العام هو الأسوء على الشعب الفلسطيني....حيث الانقسام والحصار وغياب الإعمار وإغلاق المعابر في قطاع غزة، وأوضاع الناس تزداد سوءاً ففي الشتاء،وفي ظل البرد القارس المشردين بفعل الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة،ما زال اكثر من مئة ألف منهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء....والقدس "تغول" و"توحش" استيطاني غير مسبوق وسياسة عقاب جماعي ...هدم منازل أهالي الشهداء والطرد والإبعاد للمقدسيين عن بلدتهم ومدينتهم،وإغلاقات لمداخل البلدات المقدسية بالمكعبات الإسمنتية...واعتقالات طالت حتى الأطفال وتوزيع أوامر لهدم بيوت شيدت منذ عشرات السنين وغيرها.نزيف دم متواصل وشهيد يودع شهيداً،وجريمة العصر،حرق الشهيد الفتى أبو خضير حياً،بعد خطفه وتعذيبه،وفي الضفة الغربية لم تتحسن احوال شعبنا فالوضع ليس بأحسن حال سلطة بدون سلطة .. مرتبكة ومتخبطة...تراوح وتدور في نفس المربع حول نهج وخيار تفاوضي عقيم....حتى مشروعها لمجلس الأمن الدولي اجوف وأصبح سحبه من التداول أفضل،لما فيه من تنازلات تمس القدس وحق العودة والحدود والثوابت الوطنية،ولا أفق لمصالحة او رسم استراتيجية فلسطينية موحدة،بل نشهد مواصلة لمسلسل الردح والردح المضاد.
وحال شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني-الجذر- ،ليس بالأفضل،فعدا عن كل القوانين والتشريعات والقرارات المستهدفة تصفية وجودهم هناك،فلعل المشروع الأخطر في هذا الإطار والسياق،هو مشروع يهودية الدولة،هذا المشروع الذي يشكل تعديا صارخا على حقوق شعبنا الفلسطيني التاريخية،ويراد منه شطب حق العودة للاجئي شعبنا الذين هجروا وطردوا قسراً على يد المنظمات الصهيونية المسلحة،وكذلك يحمل هذا القرار قوننة وتشريعاً للعنصرية والممارسات والإجراءات المرتبطة بها بحق شعبنا هناك،ناهيك عن أن الأهداف الأخرى منه،تريد منا كفلسطينيين وعرب،ان نؤمن بالفكرة الصهيونية ونقر بالرواية الصهيونية حول طبيعة الصراع والوجود والحقوق،يريدون منا ان ندين تاريخنا،ونتنكر لكل نضالات وتضحيات شعبنا،باعتبارها أعمال "إرهابية"،وبأن الحركة الصهيونية،هي ليست حركة عنصرية،بل حركة تحرير وطني.
وحالة شعبنا في مخيمات اللجوء،ليست بالأفضل من هذا الواقع والحال،فكل الصراعات والخلافات العربية،خلافات الأقطار مع بعضها البعض وخلافاتها وصراعاتها الداخلية،شعبنا في أغلب الحالات الضحية ويدفع الثمن، طرد وتهجير ولجوء جديد،ومطاردة في الحقوق والوجود المؤقت ولقمة العيش،وإن كنا نقر بأن بعضا من فصائلنا قد ساهم وأعطى الذريعة للأنظمة العربية،لكي تمارس القمع والحصار والقتل والطرد بحق أبناء شعبنا.
علينا أن نعترف بأن أداء قياداتنا،ليس بحجم تضحيات شعبنا،بل نرى انها احيانا في واد والجماهير الشعبية في واد آخر،وحتى داخل الفصيل الواحد تجد تعارضا وليس تعدد إجتهاد وحرية رأي وتعبير،فهي أبعد عن ذلك في التصريحات والمواقف والنهج،وفي قضايا مفصلية وجوهرية،وجدنا بأن الجماهير الشعبية متقدمة على القيادة في الموقف والفعل،وهذا ما لمسناه جيداً في الهبات الجماهيرية المقدسية،حيث غابت الإرادة السياسية للقيادة ،وغابت القوى والأحزاب عن الفعل والتنظيم والقيادة،وكذلك غاب الهدف والمشاركة الجماهيرية الواسعة،ولذلك غلب على هذه الهبات طابع العفوية والعمل الفردي،والتحرك للدفاع عن الذات.وكذلك في الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة،ورغم سقوط اكثر من ألفي شهيد،فإنها لم تكن كافية لكي تشعل الضوء ما بعد الأحمر أمام القيادة،من اجل أن تتجاوز كل خلافاتها ،وترسم استراتيجية فلسطينية جديدة،تضع حداً للانقسام المدمر،وتوحد شطري او جناحي الوطن،وتتفق على استراتيجية جديدة،تلتف حولها فصائلنا وجماهيرنا الشعبية.
وفي قضية تقديم المشروع الفلسطيني الى مجلس الأمن الدولي،من اجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام/1967،ظهر ارباك وتخبط القيادة الفلسطينية وتعدد تصريحاتها وقراراتها،وبما يشعر شعبنا الفلسطيني،بانه لا وجود لقيادة فلسطينية،وبما يعمق من حالة فقدان الثقة بالقيادة.
عام مضى وعام يأتي،ونستمر في "لوك" نفس الكلمات والشعارات والخطابات،وترداد نفس السجع والطباق والجناس،وكأن كل المتغيرات والتطورات المحيطة بنا عربياً وإقليمياً ودولياً،وما يقوم به الإحتلال من إجراءات وممارسات من قضم مستمر للأرض الفلسطينية،وسيطرة على القدس وتقسيم للأقصى وتهويد للضفة الغربية،ليست كافية لنا كفلسطينيين على اختلاف مشاربنا ومنابتنا الفكرية والسياسية،وعلى كل المستويات القيادية،لكي نقوم بعملية مراجعة شاملة،لكل حصادنا السابق،بإخفاقاته الكثيرة قبل نجاحاته المحدودة،ولكي نجري عملية محاسبة شاملة وعميقة،لماذا نخفق كثيراً وننجح قليلاً..؟؟؟لماذا نضالنا وتضحياتنا،رغم حجمها الكبير والضخم لا تثمر ولا تنجز ولا تستثمر..؟،ولماذا لا نراكم ؟؟ونمارس سياسة حرث"الجمال" التي تلبد ما حرثته من أرض،ولماذا لا نجد أي قيادة سلطة وأحزاب وفصائل،تصارح شعبها وجماهيرها بالحقيقة،وتقول لهم هنا اخفقنا وهنا اخطأنا وهنا هزمنا،بدل الإنشاء والشعارات التي تدغدغ العواطف وتوظف التاريخ والإرث لخدمة الحزب والفصيل والقيادة،والحديث عن الانتصارات والإنجازات الكبيرة وصحة الموقف والبرنامج والنهج والخيار.
اذا استمرينا على هذا المنوال وهذه الرتابة والنمطية والتكلس ،وعدم القدرة على قراءة علمية ودقيقة وعميقة للمتغيرات والتطورات المحيطة بنا،وكيفية توظيفها لخدمة معاركنا السياسية والجماهيرية والوطنية،فحتماً سنصل الى كارثة جدية وحقيقة لحقوقنا ومشروعنا الوطني،فإذا كنا غير قادرين على أن نستوعب بعضنا البعض في إطار يوحد كل جهودنا وطاقاتنا ،فكيف لنا ان نتحدث عن ديمقراطية وحرية واستعادة حقوق؟؟،والكل منا من صغيرنا لكبيرنا يرى في نفسه بأنه مالك الحقيقة،وهو من يناضل ويدفع الثمن من اجل فلسطين،ولذلك يجب أن تسجل "طابو" على اسمه،أو انه هو وكيل الله على أرضه يمنح صكوك الغفران والإيمان والتكفير ومفاتيح الجنة والنار،ولا يؤمن بالآخر أو يعترف به،لا في الوجود او القيادة.
حصاد عام مضى،فيه الكثير الكثير من الأخطاء والإخفاقات،وقليل من الإنجازات، وفي الكثير من الدول العالم تتغير القيادات او تستقيل،لكونها أخفقت أو ارتكبت أخطاء في قضايا ليست جوهرية او استراتيجية،ولا تواصل التشبث بكراسيها معلنة بأنها منزهة عن الخطأ،وهي تواصل تحقيق الانتصارات "الوهمية" التي يكشفها الواقع .فهل نشهد العام القادم ثورة شعبية داخلية تقودها الجماهير نحو التغير....أم ستستمر هذه الجماهير وعلى رأي شاعرنا العربي الكبير "تهتف وهي منومة"؟؟
زوال إسرائيل ليس من مصلحة العرب
بقلم: سلمان الأنصاري – القدس
قد يوافقني الكثيرون الرأي في كون أحد أهم أسباب وضع العرب والمسلمين الحالي هو الروح الانهزامية المتمحورة حول الشعور بالمظلومية الدائمة والإيمان المطلق بأهمية زوال إسرائيل وربطها "حتما" بأن يعم الرخاء هذه الأمة.
بطبيعة الحال، لقد أسفت غاية الأسف بعد رؤية حجم التفاعل الشعبي لدى العامة مع فيديو لأحد الدعاة المثيرين للجدل و الذي ادعى لقاء الرسول في منامه وبأنه فسر هذه الحلم بنصر الإسلام وزوال إسرائيل.
المشكلة ليست في أضغاث أحلامه بل في ربطه لنصر الإسلام بزوال دولة معينة. عملية الربط السطحية بين الأمرين أشعرتني ولوهله بأن ليس لدى هذه الأمة أي مشكلة أخرى غير الكيان الإسرائيلي و بأن أهل الشام والعراق واليمن وليبيا وغيرهم مستمتعون غاية الاستمتاع بتطورات بلدانهم في المجالات الثقافية والازدهار الحضاري والتسامح الرباني ولكن لا تنقصهم إلا لذة التشفي بزوال إسرائيل. فهم لا يحتاجون قبل التوجه إلى زيارة متاحف الفن إلا إلى ارتشاف فناجين قهوتهم الصباحية وهم مطمئنو البال ومرتاحو الضمير بسبب عدم وجود دولة ما كانوا سيزورونها على الأغلب حتى و لو كان اسمها فلسطين.
العجيب هو أننا وجدنا أنفسنا في خانة التقييم الذاتي المستمر لحالنا من خلال النظر في حال إسرائيل ، إن كانوا مزدهرين فنحن مهزومون و إن كانوا متقهقرين فنحن منتصرون.
لقد أصبحت إسرائيل بمثابة جهاز "ترموميتر حراري" لقياس درجة النصر الوهمي لهذه الأمة التي في الأغلب لا تعلم ما تريد و إن علمت فلن تسعى لأخذه إلا بلغة الاقتتال فيما بينها وتفسير أسباب ضعفها بإلقاء اللوم على الآخرين من خلال التسليم الكلي لنظرية المؤامرة. هنالك أيضا زخم إعلامي لمقاطع مرئية متعددة تفترض وتؤكد زوال إسرائيل في عام معين ومحدد وهذا بسبب تواتر أحلام المنام واليقظة. وأعتقد أنه يجب على العالم العربي أن يبدأ بالانشغال بنفسه من خلال تجييش الجيوش الفكرية والثقافية والعلمية لتغيير ركائز منظومة التفكير الجمعي و الإقصائي والغارق في الخيال غير العلمي .
ومن دون شك فقد أسرفت إسرائيل حتما في عملية إقصائها لحقوق الفلسطينيين وبطريقة فجة وغير حضارية ولم تلتفت لجميع المبادرات السلمية العربية والدولية ولو حتى بالمناقشة. لكن السؤال هو: هل إسرائيل هي المتسببة في قتل مئتي ألف سوري؟ أم هل هي المتسببة في التناحر السني، الشيعي،العلوي، الإخواني، القومي ، الإسلامي؟؟ والسؤال الأهم من كل هذا وذاك يتعلق أصلا بمصيرنا نحن فكما هو معروف فإن فكرة وجود عدو لأمة معينة هو عامل من عوامل توحيد مواقفها وآرائها على قاعدة معاداته، ورغم هذا مازلنا نتقاتل فيما بيننا و بوتيرة طاحنة ومتزايدة فما الذي سنفعله وما الذي سنصنعه بأنفسنا لو زالت إسرائيل !؟
رواية من "عمر الأسى ما انتسى.." "
بقلم: حسن البطل – الايام
من معطف غوغول» خرج الأدب الروسي، على ما يقول أديب روسي من «أعمدة الأدب».. فهل تخرج الرواية الفلسطينية «من معطف النكبة»؟ هذا سؤالي، الوجيه لا النقدي، بعدما قرأت رواية «جفاف الحلق» لغريب عسقلاني. وفي طياتها اكتشافات تاريخية كنت أجهلها، مثل ان المهاتما غاندي زار مجدل عسقلان، «وتوقف طويلاً عند النساجين، وضم مغزله الى صدره وربّت على ظهر عنزته»؟ اذا كان «الاكتشاف صحيحاً، سأفهم لماذا قال غاندي: «فلسطين عربية كما هي بريطانيا انكليزية». نضع الكشف التاريخي جانباً، فان رواية نكبة عسقلانية تكمّل روايات النكبة الكثيرة، وتمتاز عليها بأنها تسجل تجربة «اللجوء من فلسطين الى فلسطين»؛ وتجربة عائلة نساجين عسقلانيين ضربت جذورها المقتلعة، وأعادت إحياء مهنة عائلية.. وواكبت تحولات صناعة النسيج الحديثة، القادمة من مصر. الاكتشاف الثالث يتعلق بأديب فلسطيني يبرع في وضع المفردة في مكانها الملائم من الجملة؛ وهذه في مكانها الملائم من الفقرة، وتلك في سياقها الروائي الملائم. ثمة اكتشاف رابع، في مقدرة فريدة لغريب عسقلاني (ابراهيم الزنط) على مزج أسلوبه اللغوي - الروائي، السلس والعميق، بالمفردة المحكية، بل والعبارة، والامثلة السائدة. هذه لغة عربية، ولغة روائية البناء.. وايضاً لغة عربية حسب مفردات وصياغات اللسان العسقلاني. انه «لسان مدن» من جهة؛ لكنه، ايضاً، «لسان بدو» صقل المفردة والعبارة، وكاد يجعل اللهجة لغة. العسل الشهي يطبخه النحل من غبار الطلع.. وتشعر ان هذا «الغريب العسقلاني» مثل نحلة، او ان قراءاته الأدبية، الوافرة والمتشعبة كما يبدو، جعلت لعسل روايته شيئاً من مذاق وشذى أزاهير الروايات العالمية الكلاسيكية، الروسية واللاتينية.. وحتى العربية، لأنني «أحسست» مثلاً، انه لم يوفر، ربما، ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة.
فهمت نواحي من تاريخ غزة من نكبة اللجوء الى نكسة حزيران، بفضل هذه الرواية، وكذا التحولات الاجتماعية، العادات والتقاليد.. وبدايات وجذور الحركات الفدائية الاولى (التسلل الى عسقلان) كما الحركات السياسية.. صعود وانهيار «الأمل الناصري». هناك رواية النكبة من تجربة المنفى العربي، او من تجربة «المنفى الداخلي» في الجليل، او من تجربة اللجوء الى الأراضي الفلسطينية (الضفة والقطاع). مقطع عمودي للشعب ومقطع أفقي للمكان.. ورؤية بانورامية للزمن. ربما تُحسن وزارة الثقافة الفلسطينية، لو صدّرت سلسلة من «روايات النكبة»، او انتقت «مجموعة واحدة» من ثلاث روايات تجسد ثلاث تجارب عايشها الروائيون الفلسطينيون.
«عودة خليل» احدى الشخصيات المركزية في الرواية، لم يعد.. لم يعش، ولم يمت ميتة طبيعية. لكن، عندما كان «عودة» صغيراً، كان شريك الحلم في العودة. هاكم جزءاً من الحلم: «نشتاق ليوم العودة الموعود، كل الناس فيها أغنياء، وكل الرجال اعضاء، وكل النساء جميلات فاتنات عاشقات. «اعتقد ان يوم العودة الموعود وثيق الصلة بصديقي خليل عودة، المجدلي مثلي، واعتقدت انه الأحق منا جميعاً بالعودة التي يعرف دروبها عن جده عودة، لا يثنيني عن اعتقادي معلم الحساب الذي يشفشف كفي عودة بالخيزرانة حتى تصبحا في لون البندورة المفعوصة، تفزّ عيناه، تبقّان دمعاً مثل حنفية، وقبل ان يفهق يتوقف الاستاذ عن ضربه.. يداعبه فاقداً الأمل منه: - والله لن تفهم الحساب يا عودة حتى يوم العودة. «وكنت أتخيل يوم العودة، فتبرز أمامي معضلة موقعة بين الأيام، فهو بلا شك يختلف عن الأيام السبعة، ووصلت الى حل مريح مفاده ان اسبوع المواطنين سيظل سبعة أيام، أما اسبوع اللاجئين فيكون ثمانية أيام يبدأ بيوم العودة (..) وكنت أوغل في التوصيف، فأرسمه يوماً محايداً تختفي فيه المواقيت والمواعيد ليس فيه ليل ولا نهار، ولا ينتمي الى نور او ظلمة، ولا يخضع لصيف او شتاء لان الله خلقه خلقاً مختلفاً..»
ليس في رواية «جفاف الحلق» سوى هذا الحلم الطفولي الوحيد الذي يمزج العودة بنعيم الجنة.. لكن الطفل، الذي مثل فرخ بلا زغب، ستكتوي اجنحته بنار حربي 1956 و1967، لتكون هذه الرواية النكبوية سؤالاً يحال الى اسطورة نهوض العنقاء من الرماد والدمار.
لوعة الهوى موجودة: «عن جواد القويّل الدبّيك اللوّيح الذي يرقّص بشير يغسله عرقاً وعافية: «لطش منديل وبأطرافو لواهن «وسبع ضلوع في قلبي لواهن «حُرمت النوم يا لاحق هواهن «هدّوني البيض وعيون المها»
حرقة النكبة موجودة: «عمر الأسى ما انتسى وانتو أساكو زاد».
2014 .. عام الانقلاب النفطي!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
في أواخر كل عام، تزداد اسعار النفط على المستوى العالمي، بسبب فصل الشتاء، والحاجة في شمال الكرة الارضية الى التدفئة، اضافة الى العوامل الاستهلاكية الطبيعية، هذا العام، وخلافاً للأمر، ومع اقتراب العام الجديد، تراجعت اسعار النفط على المستوى العالمي بشكل غير مسبوق، وصل الى حدود 40 في المئة، ما شكل في واقع الأمر انقلاباً نفطياً، لا سابق له، ذلك ان تراجع وتزايد اسعار النفط، غالباً ما كان لأسباب سياسية بالدرجة الاولى، تزايدت اسعار النفط في حرب العام 1973 عندما قلص الاعضاء العرب في منظمة اوبيك انتاجها النفطي لدعم العرب في هذه الحرب وحسب العرض والطلب، فقد ادى ذلك الى زيادة قياسية في اسعار النفط في تلك الفترة، وعند نشوب خلافات بين دول اوبيك، ويتزايد انتاج النفط، فإن الاسعار تتراجع، وفي كل مرة، فإن العوامل غير التجارية باتت تحدد الاسعار التجارية لبرميل النفط على المستوى الدولي.
يبدو للوهلة الاولى، ان تراجع اسعار النفط، مع نهاية العام 2014، يعود لاسباب تجارية بحتة، هناك اكتشافات للغاز الصخري في اميركا، هناك ازمات اقتصادية في المناطق الصناعية العالمية، كان له اثر على الانتاج الاقل والحاجة الاقل الى النفط، في ظل قرار مؤتمر اوبيك الاخير القاضي بعدم الحاجة الى تقليص الانتاج لزيادة الاسعار، ما جعل اسعار النفط تتهاوى قياساً بالمعدلات السنوية.
كما يبدو أن تراجع انتاج النفط في مناطق الانتاج الرئيسة، كليبيا والعراق مثلاً، لم يؤثر على مستوى الانتاج الضروري لتشكيل الماكنة الصناعية الغربية واليابان والصين، وبالتالي، فإن العوامل التجارية هي التي أدت بالدرجة الاولى الى تراجع اسعار النفط.
غير أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن الامر هو خلاف ذلك، هناك ابعاد سياسية، غير تجارية، وراء هذا الانخفاض في اسعار النفط، الولايات المتحدة التي قادت حروبا من اجل النفط، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، المورد العالمي للنفط، باتت بعد الاكتشافات الاخيرة، قادرة على الاعتماد على نفسها نفطياً، بل انها اصبحت قادرة على تحديد سعر برميل النفط على المستوى الدولي، واذا كان المعادل الاساسي لتسعير النفط على المستوى العالمي، هو نفط «برنت» البريطاني من بحر الشمال، فإن الاعوام القادمة، قد تشهد معياراً اميركيا لتسعير النفط، العام 2014، وفقا لذلك، قد يصبح عام الانقلاب النفطي الذي سيؤدي الى انقلاب في السياسة الدولية، وكما اشرنا، فإن اهمية نفط الشرق الاوسط، تتراجع نظراً للبدائل التي اصبحت متوفرة، مع الاكتشافات في النفط والغاز في اميركا وخارجها.
هذا الانقلاب، قد يؤدي الى عودة الى الحرب الباردة من جديد، تراجع اسعار النفط بالاضافة الى العقوبات التجارية والمالية على الاتحاد الروسي، اخذ ينهك الاقتصاد الروسي بشكل واضح، اعتماد روسيا على النفط كسلعة اساسية لمكونات ميزانيتها، من شأنه أن يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد الروسي، روسيا التي باتت محاطة اكثر من اي وقت مضى بالهلال الامني العسكري المتمثل بحلف الناتو، خاصة اذا ما انضمت اوكرانيا الى هذا الحلف كما هو متوقع، باتت محاصرة مالياً، من خلال العقوبات ومن جراء تراجع اسعار النفط، وها هي روسيا التي اعتمدت على ان يثمر اجتماع اوبيك الاخير عن قرارات بتخفيض الانتاج لدفع الاسعار الى التحسن، تخفق في رهانها، عندما اصرت دول الاوبيك، خاصة السعودية، على عدم تقليص الانتاج والابقاء عليه كما هو، رغم تضرر دول الاوبيك، خاصة السعودية، بشكل مباشر من تراجع اسعار النفط، نظراً لأن ميزانيتها اعتمدت سعر برميل النفط بواقع 90 - 100 دولار، في حين انه بات سعر برميل النفط في حدود 40 - 50 دولارا فقط، رغم ذلك، ظلت مستويات الانتاج كما هي، وكأن دول اوبيك وخاصة السعودية، تشد على يد الولايات المتحدة، في حربها الباردة الجديدة، ضد الاتحاد الروسي.
لكن هناك منطقا آخر، لدى اعضاء اوبيك وخاصة السعودية، خفض سعر برميل النفط، لن يشجع المستثمرين على الاستثمار في حقول النفط الصخري الاميركي، وبالتالي، فإن هذا النفط، سيظل بعيدا عن المنافسة مع نفط الشرق الاوسط، الى سنوات قادمة، انخفاض اسعار النفط، لن يشجع على الاستثمار فيه، خاصة في ظل حالة الاشباع لدى اسواق النفط العالمية، وبالتالي فإن موقف السعودية، هو لصالح سوق النفط على المستوى المستقبلي ويجب عدم النظر اليه باعتباره توافقاً مع اميركا في مواجهة مع روسيا، قد تتضرر اقتصادات بعض الدول مؤقتاً الى حين التعايش مع نمط جديد من الانتاج والاسعار، اما اذا ما دخل نفط وغاز الحقول الصخرية الاميركية، فإن اقتصادات كبيرة ستنهار، ومن بينها اقتصادات الشرق الاوسط.
من المتوقع ان تتزايد اسعار النفط العام 2015، ولكن بشكل متوازن، بحيث تصل الى 70 دولاراً، يظل الاعتماد على حقول الشرق الاوسط اساسياً، مع عزوف المستخدمين عن الاستثمار في النفط الصخري .. ولكن الى متى؟!
حياتنا - غزوة نيويورك الثالثة
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
هذه غزوة نيويورك الثالثة فلسطينياً، فشلنا في الأولى في مجلس الأمن ونجحنا في الثانية - الجمعية العامة - وها نحن نحاول الثالثة ليس حباً في مجلس الأمن ولكن طمعاً في مناقشة قضيتنا هناك بعد أن احتكر الأميركيون الأمر على مدى العقود الماضية وسموا أنفسهم راعي عملية السلام، فلم يرعوا سوى الاحتلال والاستيطان.
الطريق إلى مجلس الأمن كانت شاقة أكثر من غيرها وستكون أصعب عندما يترجم مشروع القرار ويعرض للتصويت, لأن الأميركيين مارسوا ضغوطا كبيرة لثني الآخرين عن دعمه أو مجرد عرضه اكبر من الضغوط التي مارسوها لتشكيل حلف الاربعين ضد داعش، وهددونا بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكن هل عرضوا بديلاً ؟ هل «فركوا» أذن إسرائيل ولو مرة وهل انتقدوا ممارساتها في القدس المحتلة.. وهل دعوا لوقف الاستيطان، وهل طالبوها بأي شيء؟
بالطبع لا، فالوزير كيري الذي غمره قادة إسرائيل غمزا وقدحاً وشتماً ما زال يرفع عقيرته بانتقاد المشروع الفلسطيني ويمارس ضغوطاً لثني الاخرين عن دعمه، وكأنه يقوم بعملية انتحارية لصالح اليمين الإسرائيلي.. فالقضية الفلسطينية لا يجب ربطها بداعش العراق وسوريا وليس بمزاج دواعش الاحتلال وأحزابه وانتخاباته ، لأن قضيتنا مختلفة، فالارهاب المنتشر لا يمكن تمييزه عن ارهاب الاحتلال أيضاً ويجب محاربته ولجمه بانهاء الاحتلال. ومن حق شعبنا أن يطرق باب مجلس الأمن.. وسواء نجحنا كأصحاب حق أم فشلنا لأن الباطل لن يستمر فإننا قادرون على المحاولة ومحاولة أساليب أخرى عبر المنظمات الدولية واتفاقاتها.
آخر احتلال لا يمكن إطالة عمره عن طريق التنفس الاصطناعي الأميركي.. آخر احتلال يجب أن ينتهي مع جميع أشكال الارهاب في العالم مهما حاول الأميركيون العكس.
مدارات - معبر رفح ومسؤولية حماس
بقلم: عدلي صادق – الحياة
ربما يمر وقت طويل، قبل أن تقتنع حماس، أن تشغيل معبر رفح بشكل طبيعي ونظامي، مثلما كان حتى العام 2000 لن يتاح للشعب الفلسطيني في غزة، طالما أن مصر ترفض أن تتواجد شرطة حماس في المعبر، أو طالما أن حماس تتحكم في قطاع غزة أمنياً. فهذا هو الواقع شئنا أم كرهنا. والمسألة لا يحسمها تدبير من «حكومة التوافق» التي ليس بمقدورها أن تغير هذه المعادلة. لذا يُحسن الحمساويون صنعاً، ان وفروا على أنفسهم مشقة السجال في هذا الموضوع. فالمسألة تتعلق بموقف مصري واضح وثابت، قوامه ألا تكون حماس طرفاً ذا صلة في العلاقة الفلسطينية المصرية على أي صعيد. ولا يحتاج هذا الموقف لمن يحرّض القاهرة عليه أو يزيده وضوحاً وثباتاً. وان كانت هناك أية فائدة من الاعراب عن التمنيات، فلن نتردد في القول اننا نتمنى ألا يكون مثل هذا الموقف وارداً أصلاً، لكن هذا هو الوارد ولا شيء سواه، وله أسبابه عند المصريين، بل ان الموقف مدرج ضمن تدابير السياسة الأمنية العليا للدولة، ولا نقاش فيه.
فما العمل والحال هذه؟! هل تظل غزة مغلقة على كارثتها، لا يستطيع المقيمون فيها المغادرة والعودة، ولا يتمكن العاملون في الخارج من الوصول الى القطاع لزيارة ذويهم مع ضمان العودة في موعدها الى اعمالهم؟
ربما افترضت حماس أن بمقدورها ادارة حملة علاقات عامة اقليمية رابحة، يضطر بسببها المصريون الى التراجع والتعاون معها في المعبر. وفي الحقيقة لا مجال لهكذا حملة في ظل مستجدات الاقليم، اذ لم يعد أي طرف مستعداً لأن يقبض لا كلام حماس ولا كلام سواها الفلسطيني، في موضوعات الشكوى والألم. ثم ان الدولة في مصر، التي جابهت دولاً وقوى اجتماعية وارهاباً مجنوناً، لكي تقطع دابر «الاخوان»؛ لن تتراخى في موقفها الرافض لوجود حماس على الطرف الآخر من المعبر. لذا فان طلب حماس من الحكومة الفلسطينية، الشراكة في المعبر لا معنى له، لأن الأمر منوط بالمصريين وليس بالحكومة الفلسطينية. وفي حال هذه الأخيرة، تجاهلت ذلك، ستكون النتيجة استمرار الاغلاق في وجه الطرفين!.
اصرار حماس على الشراكة في ادارة المعبر، هو سبب التأخر في فتحه وتشغيله جزئياً. واستمرار فرض القبضة الأمنية الحمساوية على قطاع غزة، هو السبب في عدم تشغيله بشكل طبيعي، حتى في حال خلو الجانب الفلسطيني من المعبر من عناصر حماس ثم تشغيله استثنائياً. فالمسألة ليست بيد السلطة الوطنية وحكومتها. والكلام نفسه ينطبق على مسألة اعادة الاعمار. وهذه حقائق لا يغيرها ولا يؤثر فيها الصراخ ضد الحكومة الوفاقية والرئيس عباس ولا غير ذلك من التخرصات.
لم يعد أمام حماس الآن، سوى رفع قبضتها الأمنية عن غزة واعتاقها، والعودة الى المسار الديمقراطي والى استعادة المؤسسات. فقد وصلت المقاومة الى طريق مسدودة مثلما وصلت التسوية والسياسة. والموقف الحمساوي لا يعطل غزة وحدها، وانما كذلك يعلق الكيانية الفلسطينية بكل مؤسساتها في كل مكان، ويعطل استجماع الفلسطينيين لارادتهم في هذا الخضم العسير. وتكون حماس مخطئة ان راهنت على تغييرات أو مراكز اسناد بعيدة وظلت تجتر الأوهام. نحن وحدنا. قد يُخترق وضعنا الداخلي وتجري محاولات استغلال ورقتنا بالمال. لكن المحصلة تقول في كل مرة اننا وحدنا ولا سند لنا في هذا المعترك المرير. فالمال يذهب وتبقى آلام الواقع!
حسناً تفعل حماس ان هي سلمت معبر رفح كاملاً وابتعدت. لعلها بمثل هذه الخطوة، تفتح باباً لشيء أفضل. وان لم تفعل، فانها تتحمل المسؤولية أمام المجتمع المتأذي من الاغلاق، وهذا أخطر عليها كثيراً من الانزواء!