تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 17/01/2015



Haneen
2015-02-03, 12:17 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gifفي هذا الملـــــف:


v اسرائيل تصعّد عداءها للمجتمع الدولي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
v الاسلام دين رحمة لا دين ارهاب
بقلم: راجح ابو عصب – القدس
v سياسات نتنياهو تغذّي معاداة الساميّة
بقلم: ألون بن مئير – القدس
v تراجيديا غزة .. من المسؤول؟!
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
v سورية لم تقترب من الحل...
بقلم: هاني عوكل – الايام
v ومــــــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
v تغريدة الصباح - علاقات محرمة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
v نبض الحياة - أسباب الارهاب..
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v الاستراتيجية الفلسطينية – تدويل القضية
بقلم: د. صائب عريقات – الحياة















اسرائيل تصعّد عداءها للمجتمع الدولي !!
بقلم: حديث القدس – القدس
مع اعلان باتوا بنسودا التي تشغل منصب الادعاء العام في محكمة الجنايات الدولية في هاغ عن بدء تحقيق أولي حول ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية وان هذا التحقيق سيتم بصورة مستقلة وحيادية حتى سارعت اسرائيل على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان الى مهاجمة المحكمة الجنائية الدولية وأن اسرائيل ستعمل جاهدة من أجل حل هذه المحكمة التي زعم أنها تمثل «النفاق» وتدعم الارهاب وان خطوتها هذه إنما اتخذت لاعتبارات سياسية مناهضة لاسرائيل، وهو ما يعكس نفس الهستيريا الاسرائيلية التي ظهرت مع اعلان فلسطين الانضمام الى ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية.
وعلى الرغم من ان بنسودا أعلنت ان هذا التحقيق هو أولي ويستهدف تقرير اذا ما كانت المحكمة ستفتح تحقيقا رسميا في ارتكاب القوات الاسرائيلية او أي من المنظمات الفلسطينية جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية فإن من الواضح ان الموقف الاسرائيلي ينبع أساسا من مناهضة الشرعية الدولية والتخوف من إدانة هذه الشرعية لما ترتكبة اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وهو ما تجلى بوضوح في العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي بدأ في تموز الماضي، عدا عن ممارسة اسرائيل لسلسلة من الممارسات في الأراضي المحتلة وفي مقدمتها الاستيطان وهو ما يصفه القانون الدولي بجرائم حرب وما وصفته بعض المؤسسات الحقوقية الدولية بجرائم ضد الإنسانية.
ان ما يجب ان يقال هنا إن دولة تمارس هذا القدر من العدوان ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وتفرض احتلالا غير شرعي لأراضيه وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتناهض الشرعية الدولية وتشكك في نزاهة محكمة الجنايات التي لها وزنها واحترامها في العالم أجمع، دولة كهذه ليست في موقع أخلاقي يتيح لها انتقاد هذه المحكمة وليس التبجح بوقاحة انها ستسعى في الساحة الدولية الى حلها. ولتتذكر اسرائيل جيدا أنها أقيمت بناء على قرار اتخذته الشرعية الدولية وهو نفس قرار التقسيم الذي ينص أيضا على إقامة دولة فلسطينية، فكيف تناهض اسرائيل هذه الشرعية التي منحتها شرعية وجودها على الساحة الدولية في مفارقة تبعث على السخرية.
كما أن ما يجب أن يقال هنا أيضا إن الهستيريا الاسرائيلية تؤكد أن لدى اسرائيل ما تخشاه على الرغم من تبجحها بأن جيشها الذي ارتكب ولا يزال يرتكب عدوانا شرسا ضد الشعب الفلسطيني هو «الأكثر أخلافية» في العالم. وإذا كان الحال كذلك فلماذا تخشى اسرائيل محكمة الجنايات الدولية ولماذا لا تنتظر وترى نتائج تحقيقاتها؟!
لقد أثبت الاحتلال الاسرائيلي وما زال أنه يصعد من عدائه للمجتمع الدولي وعدوانه لكل من يحترم الشرعية الدولية ويقر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مثل السويد التي صعدت اسرائيل الموقف منها بسبب اعترافها بدولة فلسطين.
ولذلك كله يجب ان ينقل المجتمع الدولي رسالة واضحة لاسرائيل واحتلالها بأنها ليست الجهة المؤهلة للحكم على المجتمع الدولي والشرعية الدولية ومؤسساتها ومحاكمها وإنما هي الآن في قفص الاتهام بسبب احتلالها واستيطانها غير المشروعين ، وبسبب انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، وعلى ليبرمان وغيره من المسؤولين الاسرائيليين التزام الصمت والشعور بالخجل بدل إبداء كل هذه الغطرسة.
الاسلام دين رحمة لا دين ارهاب
بقلم: راجح ابو عصب – القدس
الاسلام دين رحمة لا دين ارهاب , فالله عز وجل رحمن رحيم , وقد قال في كتابه العزيز انه كتب على نفسه الرحمة : " كتب ربكم على نفسه الرحمة " ورحمته - سبحانه وتعالى - وسعت كل شيء , حيث يقول : " ورحمتي وسعت كل شيء " . وكان رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم رحمة اهداها ربنا – عز وجل – للبشرية جمعاء , حيث يقول سبحانه وتعالى :- " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " , كما ان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - قال :" انا الرحمة المهداة " . والمسلم يبدأ كل عمل من اعماله بسم الله الرحمن الرحيم , فالله رحمن رحيم . والمسلم يعلم ان الرحمة خلق اسلامي اصيل , وهو مأمور بالرحمة في كل اعماله , وبالبعد عن القسوة وايذاء الاخرين .
ورحمة الاسلام لا تقتصر على المسلمين بعضهم ببعض , بل انها تشمل الانسان , بغض النظر عن جنسه ولونه ومذهبه وعقيدته . فالله - عز وجل - خلق البشر ليتعارفوا ويتعاونوا على البر والتقوى , لا ليتصارعوا ويقتلوا بعضهم بعضا , وكذلك ليتراحموا ويتآخوا , حيث يقول- عز وجل- : " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " .
والاسلام يحترم النفس الانسانية اعظم احترام ويحرم الاعتداء عليها الا بالحق , اذ يقول عز وجل : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق " . وقد اعتبر القرآن الكريم ان قتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا , حيث يقول عز وجل : " انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا " . فالاسلام صان النفس البشرية اكبر صيانة وشدد العقوبة على المعتدين عليها ودعا الى الاقتصاص منهم , يقول عز وجل : " ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب ".
وحتى في معاملة الاعداء فان الرسول دعا الى عدم التعرض للمسالمين منهم من الشيوخ والنساء والاطفال والنساك والزاهدين والمتعبدين , فأبو بكر الصديق رضي الله عنه حين ارسل الجيوش الاسلامية الى بلاد الشام والعراق امرهم الا يتعرضوا للشيوخ والنساء والاطفال والنساك في صوامعهم ومعابدهم , والا يقطعوا شجرة . وكذلك فعل الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما استلم من البطريرك صفرونيوس مفاتيح مدينة القدس , حيث كتب له العهدة العمرية , التي تؤمن النصارى على كنائسهم ومعابدهم واموالهم وممتلكاتهم وحرية عبادتهم , ورفض ان يصلي في كنيسة القيامة , حينما ادركته الصلاة وهو فيها لئلا يطالب بها المسلمون من بعده ويحولوها مسجدا , بل صلى في مكان مجاور لها وهو يعرف اليوم بمسجد عمر.
ورحمة الاسلام لم تقتصر على البشر بل تعدتها الى الحيوان , حيث يقول رسولنا الاكرم - صلى الله عليه وسلم - :" ان الله كتب الاحسان على كل شيء , اذا قتلتم فاحسنوا القتلة , واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ," وليحد احدكم شفرته , وليرح ذبحته " , رواه مسلم . وبين -عليه السلام – ان امرأة دخلت في النار في هرة حبستها .
حيث ورد في صحيحي الامامين البخاري ومسلم قوله عليه السلام : " دخلت امرأة النار في هرة حبستها لم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الارض " وخشاش الارض هي حشراتها , ودخل الجنة رجل سقى كلبا يلهث من العطش , فقد ورد في الصحيحين ان النبي - صلى الله عليه وسلم – بينما رجل في الطريق اشتد عليه العطش , فوجد بئرا , فنزل فيها , فشرب ثم خرج , فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش , فقال الرجل : " لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني , فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب , فشكر الله له فغفر له , قالوا : " وان لنا في البهائم لأجرا , فقال : " في كل ذات كبد رطبة اجر " .
وهكذا يتضح من كل ما سبق ان الاسلام هو دين الرحمة , لا دين القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والاعتداء على الابرياء , فرسولنا الاكرم يقول : " من لا يرحم لا ُيرحم " ويقول " الراحمون يرحمهم الله " ويقول " ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء " ,لان الاسلام دين الرحمة دخل فيه الناس افواجا .
ولو كان دين قتل وسفك دماء واعتداء وانتهاك اعراض وايذاء المسالمين ما دخل فيه احد .
ومن هنا فان الاعمال الارهابية التي يقوم بها الارهابيون الذين يزعمون انهم يفعلون ذلك دفاعا عن الاسلام , انما هي مدانة اسلاميا والاسلام بريء منها براءة الذئب من دم يوسف - عليه السلام - . وهؤلاء يشوهون الاسلام اكبر تشويه ويسيئون اليه اعظم اساءة . وهم باعمالهم الارهابية انما يروجون لما يزعمه اعداء الاسلام من ان الاسلام دين قتل وسفك دماء , وانه انتشر بالسيف والقتل والاكراه , وهم في اعمالهم الارهابية هذه لا يفرقون بين انسان وانسان , ولا بين اتباع مذهب ومذهب , ولا بين اتباع طائفة وطائفة .
فهم في العراق وسوريا يقتلون من السنة والشيعة والمسيحيين والازيديين والصابئة, ومن المدنيين من النساء والاطفال والشيوخ .
وكانت الجريمة الكبرى التي اقترفوها في العاصمة الفرنسية باريس الاسبوع الماضي في الهجوم الارهابي على مجلة " شارلي ابيدو " الفرنسية وقتلوا عددا من محرريها ورساميها .
وكذلك اخرين بينهم مسلمون ويهود ومسيحيون , وهكذا يتبين ان الارهاب لا دين له , وهو عابر للحدود , ولا يقتصر على بلد دون بلد , وان ضحاياه في الاغلب من الابرياء وعابري السبيل الذين ليس لهم اي علاقة بمن يحاول الارهابيون الاعتداء عليهم .
وقد كان لهذا الاعتداء على المجلة الفرنسية صدى واسع في كل انحاء العالم , حيث شبه بالاعتداءات على برجي التجارة العالميين في نيويورك في الحادي عشر من ايلول عام 2001 .
وقد استنكر العالم كله هذه الجريمة الارهابية , واقيمت في باريس مظاهرة ضخمة شارك فيها اكثر من ثلاثة ملايين متظاهر ضد هذا العمل الارهابي, وكانت خطوة حميدة مشاركة زعماء شخصيا في هذه المظاهرة , وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وقرينته الملكة رانيا العبد الله , اضافة الى وزراء عرب اخرين .
ولقد لقيت مشاركة الرئيس عباس في هذه المظاهرة ترحيبا فرنسيا , حيث اكدت ان الشعب الفلسطيني وقيادته يرفضون كل العمليات الارهابية ضد المدنيين بغض النظر عن مرتكبيها وبغض النظر عن دوافعها . وكان الرئيس عباس قبل توجهه الى باريس للمشاركة في المظاهرة , اجرى اتصالا بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند , حيث اخبره هاتفيا وقوف القيادة والشعب الفلسطيني الى جانب فرنسا الصديقة في مواجهة هذا الارهاب الذي لا دين له , وعبر الرئيس في الاتصال عن بالغ حزنه وأساه وألمه لما تعرضت له فرنسا الصديقة , بلد القيم والتعايش , من اعمال اجرامية وارهابية ذهب ضحيتها مواطنون فرنسيون ابرياء , واكد ان الاسلام بريء من هذه الاعمال الاجرامية .
ودان الرئيس في الاتصال الهاتفي كل عمل ارهابي يمس مواطنين ابرياء , لأن حياة الانسان أي انسان قدسها عز وجل . وقد شكر الرئيس الفرنسي الرئيس عباس على هذا الموقف وقال : هذا كلام مهم يسعدني ان اسمعه ويسمعه غيري , واضاف قائلا : انه من المهم للشعب الفرنسي في هذه اللحظات الصعبة ان تصل اليه مشاعركم ومشاعر الشعب الفلسطيني , وتابع الرئيس الفرنسي قائلا " ان تضامن الاصدقاء العرب مهم جدا لنا في هذه الظروف حتى نحول دون من يحاولون تأجيج المشاعر " وربط هذه الحوادث الاجرامية بالاسلام .
وفي ذات الاطار فان الملكة رانيا العبدالله قالت : ان الاسلام دين سلام وتسامح ورحمة وقالت على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي ان الاسلام مصدر طمأنينة وقوة لاكثر من 1,6 مليار مسلم هم ذاتهم مصدومون ويشعرون بالحزن والفزع لما حدث في باريس .
واضافت قائلة : " اليوم في باريس كنت مع جلالة الملك عبدالله الثاني للوقوف مع شعب فرنسا في ساعات حزنهم الاشد , للوقوف ضد التطرف بكل اشكاله , والوقوف من اجل ديننا الحنيف من اجل الاسلام .
ان الذين ارتكبوا جريمة باريس المروعة زاعمين انهم يريدون تأديب الصحيفة الفرنسية التي نشرت رسوما مسيئة للاسلام ورسوله الاكرم , انما اساءوا للاسلام , ولم يوقفوا المجلة , التي طبعت يوم الاربعاء الماضي ثلاثة ملايين نسخة بدلا من 60 الف نسخة كانت تطبعها , وهكذا احسنوا لهذه المجلة من حيث لا يدرون , وصدرت طبعتها الاخيرة ايضا برسم مسيء لرسولنا الاكرم – صلى الله عليه وسلم – ردا على ذلك الاعتداء .
ان الاسلام يدعونا الى المجادلة بالتي هي احسن , حيث يقول - سبحانه وتعالى :- ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن " . ومن هنا فان الامر الحسن فيما جرى ان زعماء فرنسا وكذلك مستشارة المانيا ميركل قالت : ان الارهاب ليس من الاسلام , ومن اجل ذلك فان اعمال الارهاب يستنكرها كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم .
سياسات نتنياهو تغذّي معاداة الساميّة
بقلم: ألون بن مئير – القدس
لم أعد أندهش بعد اليوم بما يقوله أو يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لن يحاول أيّ زعيم لديه أيّ شعور بالفخر أو نفحة من الحساسيّة أن يستغلّ لمكاسب سياسيّة الموت المفجع لأربعة يهود فرنسيين قتلوا في متجر ٍ للأطعمة الحلال اليهوديّة (كوشير) في باريس. فأن تسافر إلى فرنسا لكي تتضامن مع الشعب الفرنسي بعد الإعدام المروّع لإثني عشر صحفيّا ً في مقرّ المجلّة الساخرة "شارلي إبدو" شيء، وأن تستخدم هذه المناسبة المفجعة لدعوة يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل لتجنب الأعمال المعادية للسامية و "العيش بأمان وسلام" هو شيء آخر مختلف تماما ً.
أرى أنّ علينا في هذه اللحظة - التي تستوجب على فرنسا القيام بالشيء الكثير في البحث عن الذات – أن نستذكر أفكار الفيلسوف جين- باول سارتر الذي يحتوي كتابه "العداء للساميّة واليهود" – بالرّغم من أنّه كُتب قبل أكثر من سبعين عاماً - مشاهدات لا تقلّ واقعيّة عما هي عليه اليوم، مثلا ً تشخيصه معاداة الساميّة ب "شغف يستهلك كلّ شيء" و"خيار كلّي" يحوّل الكراهية إلى عقيدة.
لقد أدرك سارتر بأن الردّ على معاداة الساميّة لا يكمن في أن يغادر يهود فرنسا بلدهم – "وطنهم الأصلي"- للعيش في القدس أو تل الربيع كما اقترح عليهم نتنياهو مؤخرا ً، بل أنّ أيّ حلّ لمشكلة معاداة الساميّة (التي تتفاقم في جميع أنحاء أوروبا) يجب أن يتضمّن الإعتراف بأنه لن يكون هناك "فرنسيّ واحد آمن في وطنه ما دام هناك يهودي واحد – أكان في فرنسا أو في معظم أنحاء العالم – يخشى على حياته" حسب قول سارتر.
لقد أدرك رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فولز هذه الحقيقة عندما عبّر عن مخاوفه العميقة حول إحتمال قيام شريحة كبيرة من اليهود الفرنسيين بالهجرة من فرنسا – مهما كان هذا الإحتمال بعيدا ً - بسبب تفاقم المشاعر المعادية لإسرائيل ولليهود. فبالنسبة لفولز يُعتبر الإعتراف باليهود كمواطنين بكامل الحقوق مبدأ أساسي للثورة الفرنسيّة عام 1789 ويبقى أحد الدعائم الرئيسيّة للديمقراطيّة الفرنسيّة.
فدعوة اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل في الوقت الذي ما زال فيه نتنياهو يقف على التراب الفرنسي تصرّف أقلّ ما يقال عنه أنّه تصريح وقح يزعم بأن اليهود لم يعودوا آمنين في فرنسا وأنّ إسرائيل هي وحدها القادرة على تأمين ملجأ آمن لهم يعيشون فيه دون خوف.
ينسى نتنياهو بكلّ بساطة بأنه قد قُتل من الإسرائيليين في إسرائيل نفسها خلال فترة العشرين عاما ً الماضية من جراء العمليات الإنتحارية والعنف العشوائي أكثر من 80 ضعفا ً من كلّ اليهود الذين قتلوا من قبل الإرهابيين في نفس الفترة الزمنيّة في أوروبا.
لا يرى اليهود الفرنسيّون والبريطانيّون والأمريكيّون إسرائيل كالوطن الحصريّ لليهود، فهم فخورون لكونهم مواطني بلادهم. وتكتيكات التخويف التي أتبعها نتنياهو لدفع اليهود على مغادرة أماكن ولادتهم ومسقط رؤوسهم هي إهانة لفرنسا ولليهود على حدّ سواء. أجل، إنّ لأغلبيّة هؤلاء اليهود علاقة من نوع ٍ خاصّ لإسرائيل، ولكنهم لا يشعرون بأنفسهم "ممزقين" ما بين ولائهم لدولتهم التي وُلدوا فيها وقربهم من إسرائيل.
وبالرّغم من أنّ عدد اليهود الذين غادروا فرنسا ليعيشوا في إسرائيل في العام 2014 أكبر من عددهم في العام السابق، فإن هناك بالمقابل أعداد أكبر هاجرت إلى الولايات المتحدة وكندا وغيرها من البلدان. وتجدر الملاحظة بأن العدد الإجمالي للشباب اليهود الغربيين المهاجرين لإسرائيل قد تراجع عبر السنوات العشرة الماضية.
لم يعد ينظر هؤلاء اليهود لإسرائيل كدولة رائدة وحرّة وديمقراطيّة بالطريقة التي كانوا ينظرون بها في الماضي. وهم لا يقبلون كذلك الإحتلال كما لو كان طريقة ً للحياة. أضف إلى ذلك، هم ينتقدون التمييز ضدّ العرب الإسرائيليين ويشمئزّون من الفساد المستوطن في قيادة إسرائيل السياسيّة.
وفي الوقت الذي يدعو فيه نتنياهو اليهود للهجرة إلى إسرائيل، لم يفعل أي شيء تقريبا ً لصدّ تدفق اليهود الإسرائيليين المهاجرين من إسرائيل والذين بلغ عددهم حوالي مليون عبر السنوات العشرين الماضية. ومن باب المفارقات والسخرية أن نرى بأن العديد منهم يغادر إسرائيل لأنهم يخشون على سلامتهم ولا يرغبون في تجنيد أطفالهم في الجيش ما دام الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني متأججا ً.
لقد كان هناك عداء للساميّة منذ زمن سحيق. وقد يكون هناك القليل مما يستطيع اليهود القيام به لتغيير هذا الواقع المحزن، تماما ً كما يصعب على الأمريكيين من أصل إفريقي تغيير عنصريّة العديد من الأمريكيين البيض.
حتّى وبعد إعلان تحرير العبيد في عام 1863 وتمرير التعديل الثالث عشر على القانون الأمريكي الذي يحرّم العبوديّة بعد سنتين من ذلك، وبعد عقود من النضال من أجل الحقوق المدنيّة وانتخاب رئيس أسود في عام 2008، ما زالت النظرة أو الصورة العنصرية مصدر استياء عميق لدى الأمريكان من أصول إفريقيّة.
وبصرف النظر عمّا إذا كان المحفّز لعداء السامية هو الحسد أو العداء أو الفروق الثقافيّة أو الحضاريّة، فالهروب لإسرائيل يعني ببساطة انتصارا ً لمعادي السامية. سيكون هناك دوما ً يهود يعيشون في أنحاء متفرقة من العالم (وقد يكون هذا سرّ بقائهم على قيد الحياة) ومعادون للسامية يكمنون لهم في الخفاء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما دام ليس بالإمكان اجتثاث العداء للساميّة واضطرار اليهود العيش معه، ماذا بإمكانهم أن يفعلوا، وبالأخصّ إسرائيل، لإخماد مرض العداء للساميّة ؟
وبغضّ النظر عن المكان الذي يعيش فيه اليهود، فإنّ عليهم عدم التقهقر للوراء لإرضاء أعدائهم، بل أن العبء يقع بشكل ٍ خاصّ على إسرائيل للقيام بما هو مناسب وصحيح وإيقاف صبّ الزيت على النار.
وليس من باب الصدفة المحضة أن يرفض كلّ العالم، بما في ذلك أقرب صديق وحليف لإسرائيل، وهي الولايات المتحدة، مشروع الإستيطان واستمرار الإحتلال، وليس من باب الصدفة أيضا ً أنّ يصبح هناك ارتفاع حادّ في الأحداث العالميّة المعادية للساميّة في كلّ مرّة يتأجّج فيها الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
يجب على نتنياهو أن يتقبّل الحقيقة بأن الإحتلال هو أحد الأسباب الرئيسيّة الكامنة وراء الزيادة الحالية لعداء الساميّة. فبدلا ً من التركيز على إنهائه، يدعو نتنياهو اليهود الفرنسيين للهجرة لإسرائيل فقط لكي يصبحوا "أدوات قمع" للفلسطينيين.
لن يمحو التوصل لاتفاقية سلام ٍ عادلة مع الفلسطينيين العداء للساميّة كما لاحظ سارتر بقوله:"حتّى ولو لم يكن هناك يهود، فإن العداء للساميّة قد يخترع نفسه"، ولكنه على الأقلّ سيقلّل من الحماس لعداء الساميّة.
لا، إن لم يستطع نتنياهو العودة لرشده، فقد دقّت الساعة لزعيم إسرائيلي آخر لكي ينهض وتكون له الشجاعة لتلبية النداء.

تراجيديا غزة .. من المسؤول؟!
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
يبدو قطاع غزة كمسلسل تراجيدي حلقاته لا نهاية لها، يشارك في إخراجه وإنتاجه أطراف كثيرة ما بين الداخل والخارج.. ابتداء من الاحتلال - السبب الرئيس في هذه المأساة منذ العام 1948 وحتى اليوم - مروراً بأطراف فلسطينية غرقت في أنانية مصالحها.. وصولاً إلى دول عربية تصب زيتها ونفطها على نيران الانقسام فتزيدها اشتعالاً كلما اعتقدت أن النيران قد خمدت.
في مقالة له بصحيفة «معاريف» يتبجّح الكاتب يوسي أحمئير بأنه لا ينظر بعين الإنسانية أو الشفقة إلى أولئك الغزيين الذين دمرت بيوتهم بشكل جزئي خلال عدوان دولته، ويقول: «إن الصور تظهر بيوتاً مدمرة جزئياً، نوافذها مغطاة بالبطانيات والشراشف تجنباً للبرد والأمطار، حيث لا يوجد لهم ملاذ آخر، ليس في قلبي شفقة عليهم».
ما صرح به الكاتب الإسرائيلي لا يعبر عن رأيه ومنطقه فحسب وإنما عن شرائح واسعة وأغلبية مطلقة من المجتمع اليهودي في إسرائيل تحمل الأفكار نفسها بل وأكثر تطرفاً منها.. فهي لا ترى أكثر من أن العربي الجيد هو العربي الميت.. وهي مقولة متوارثة في هذا المجتمع العنصري، ولكن لماذا تركنا غزة تلعق جراحها الدامية ليل نهار، ولماذا يواصل أكثر من مليون ونصف المليون مواطن دفع ضريبة الحصار والعدوان والإفقار والموت البطيء من أجل مصالح شخصية وحزبية؟ ولماذا كلما تفاءل الأهالي بانقشاع ظلمة القهر والعدوان، نرى البعض يدفع القطاع دفعاً نحو البقاء في هذه الدائرة السوداوية المغلقة؟
منذ الإعلان عن اتفاق المصالحة الأخير... لم نشاهد تغييراً حقيقياً في مجريات الأمور بل مظاهر تجميلية لكسب مزيد من الوقت وإبقاء الحال على ما هو عليه لتحقيق الأوهام!.
منذ البداية طالبت الجماهير بمصالحة ووحدة وطنية حقيقية تعيد صياغة الواقع أو سياسة الأمر الواقع التي فرضت قهراً على القطاع، إلاّ أن الحقيقة كانت عكس ذلك، فالمصالحة تعني إبقاء الحكم على ما هو عليه وإن بشكل غير مباشر.. فهل مثلاً حكومة الوفاق الوطني قادرة فعلياً على ممارسة الحكم في قطاع غزة، أم أن الحال هو كما كان عليه قبل سنوات؟
رأى البعض أن المصالحة هي أن تتحمل الحكومة الأعباء المالية فقط، وفي حال رفضها فالبديل توجيه الرأي العام ضدها لتحميل الحكومة المسؤولية على الرغم من أنها لا تحكم.
ولعلّ قرار كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس عقد جلسات المجلس التشريعي في غزة محاولة للارتداد وإعادة الأمور إلى سابق عهدها. كما أن تهديدات البعض بالسيطرة على القطاع من جديد بحجة عدم قدرة الحكومة على القيام بدورها ومهامها في القطاع، يعيد إلى الأذهان أقوال قادة في حركة حماس بأن الحركة قادرة على إعادة السيطرة على قطاع غزة في أقل من 24 ساعة.. إذا لم تتحقق أهداف الحركة من هذه المصالحة؟!
كما أن محاولات البعض فتح حوارات داخلية في القطاع بين أجسام وكتل تدور في فلك حماس من أجل خلق قيادة بديلة تحت مسمى إنقاذ الأهالي من الأوضاع المأساوية في ظل تقصير الحكومة، هو تعبير حقيقي عن هشاشة هذه المصالحة من خلال ما نشاهده من إفرازات على أرض الواقع.
إن الخوف الحقيقي هو أن يجر البعض قطاع غزة إلى نقطة اللاعودة، أو من خلال تحقيق المفهوم الإسرائيلي للدولة الفلسطينية الذي يعني غزة فقط .. ومن لم يتمكن حتى الآن من التنبؤ بهذا الوضع فهو يغمض عينيه ويقول أنا لا أرى.
مشهد آخر من مشاهد المأساة في القطاع هو دور اليسار الوطني الذي يحاول أن يقف في منتصف الطريق.. ويقول أنا لست مع هذا الطرف أو ذاك، ويحمل المسؤولية ويحذر ولكنه في الحقيقة مازال عاجزاً عن تقديم رؤيا وحل يساهمان في إخراج القطاع من الظلمة والانهيار.
غزة بحاجة إلى حراك فعلي قبل أن تتحطم المصالحة الهشّة.. وتعود إلى مفهوم الدولة المستقلة والتي ربما حينها سيقبل الاحتلال الإسرائيلي أن يمنح لها مزيداً من الغذاء وتسهيل بعض الخدمات في مقابل الهدوء التام!.

سورية لم تقترب من الحل...
بقلم: هاني عوكل – الايام
ليس من الصعب التكهن بمسار النزاع السوري الذي يدخل عامه الرابع دون أفق سياسي أو أمل ينهي واحدة من أكبر الأزمات على مستوى العالم في عقدنا الحالي، حيث تدار بـ «الريموت كنترول» من قبل قوى عالمية منخرطة حتى العظم في هذا النزاع الصعب.
القوى العالمية تتحمل مسؤولية استمرار النزاع السوري إلى هذه اللحظة، فلولا الدعم الذي تقدمه دول كثيرة تتقدمها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لأطراف النزاع، لكانت النتائج مختلفة ولم تكن لتصل إلى كوارث عميقة وكبيرة كما نلاحظها ونشهدها حالياً.
ثم إن غياب التوافق الدولي يجعل من سورية حلبة لهذا التنافس الشديد والبائن بين واشنطن وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها أيضاً، وهي معركة على تشكيل وصياغة النظام الدولي متقاربة إلى حد كبير وتشبه ما يجري في أوكرانيا.
المتتبع للأزمة السورية منذ بداياتها، سيتوصل إلى فرضية وهي أن العام الجديد لن يحمل مفاتيح للحل السياسي، وأن النزاع سيبقى سيد المرحلة، ويبدو أن هذه الفرضية صحيحة في ظل معطيات كثيرة سواء خارجية أم داخلية تمس أطراف النزاع السوري.
أولاً: يتأكد يوماً بعد يوم أن الأميركان ليس لديهم استراتيجية واضحة للتعامل مع الملف السوري، خصوصاً وأنهم ليسوا مكترثين للنزاع الجاري في سورية بقدر حرصهم على محاربة تنظيم «داعش» عبر حملة دولية أطلقوها من عدة أشهر للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
المعنى أن واشنطن تكتفي بالحديث عن دعم وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، دون التحرك السياسي الجدي لإيجاد مخرج للأزمة السورية، وهذا الموقف ينسجم مع موقف أوروبا التابع للموقف الأميركي، ذلك أننا لا نسمع عن مبادرات غربية تستهدف الحل السياسي في سورية، باستثناء التحرك الروسي الجديد.
ثانياً: كثرة الأطراف المنخرطة في النزاع السوري وتعددها وتنوع مواقفها، تجعل من حل النزاع موضوعاً صعباً للغاية، و»كثرة الطباخين تفسد الطبخة»، وهذا هو الحاصل تماماً في الأزمة السورية التي يزيدها توتراً الأصابع الخارجية والداخلية وحالة التباين الشاسعة بين مواقف جميع الأطراف المنخرطة في هذا النزاع.
ثالثاً: لا تزال العقلية الدولية تشتغل في سورية على قاعدة إدارة النزاع، وعلى محاولات لتوريط سورية الشعب أكثر وأكثر والإجهاز التام على الدولة السورية واعتبارها فاشلة على كافة المستويات، كما يحدث الآن مع ليبيا التي تشهد تفتتاً سياسياً وجغرافياً خطيرين.
إذا أسقطنا هذه العوامل الحاضرة على أي مبادرات جديدة لإيجاد حل سياسي في سورية، فإن الخلاصة مفادها تسيد النزاع العسكري للمشهد السوري، والقصد هنا المبادرة الروسية لعقد حوار سوري- سوري في موسكو، من المرجح أن يكون في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
الروس اجتهدوا لتقريب المسافات بين أطراف الحوار السوري، وحاولوا جمع الأضداد بغية إيجاد مخرج للأزمة الحالية، لكن يبدو أن سيناريوهات الاجتماع المرتقب لا تدعو للتفاؤل انطلاقاً مما أسلفنا عنه سابقاً، بالإضافة إلى عدة أمور أخرى.
العلة لا تكمن فقط في غياب الموقف الأميركي الذي يدّعي بأن المبادرة الروسية للحل السياسي في سورية قد تكون مفيدة، على حد أقوال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بل أيضاً في موقف المعارضة السورية التي لم تنصهر في جسم واحد، ولم تقرر جميعها المشاركة في اجتماع موسكو.
أما عن الأميركان فهم يدركون أن اجتماع موسكو لا يزال بعيداً عن الحلول، وأنه في حال انعقد لن يكون أكثر من لقاء تشاوري أو «جمعة» ودردشة بين الفرقاء، لأن الطرف الوحيد الذي يدفع لإنجاح هذه المبادرة هو موسكو.
ثم إن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف قالت إن واشنطن ليست طرفاً في التحضير للقاءات أطراف الأزمة السورية في روسيا، ومعروف للجميع أن نجاح الحل السياسي مرهون ويتوقف في الأساس على كل من واشنطن وموسكو، اللهم إلا إذا تمكنت أطراف النزاع السوري من حسم الأزمة عسكرياً، وهذا أمر مستبعد في الوقت الحاضر.
أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة لم تمارس أي نوع من الضغوط على المعارضة السورية المعتدلة للمشاركة في اجتماع موسكو، في حين تستعد لتوقيع اتفاق مع تركيا يتعلق بدعم وتدريب المعارضة لجهة قتالها «داعش» من جهة والنظام السوري من جهة أخرى.
وبخصوص المعارضة السورية المعتدلة فإن أكثر ما يضعفها هو تشتتها وتحولها إلى معارضات، حتى أن الخلاف لم يعد واضحاً بين تلك المحسوبة على التطرف أو اليسار، وإنما نسمع عن خلافات في داخل كل فصيل أو ائتلاف.
هذه المعارضة بالتأكيد لن تحضر جميعها إلى موسكو ولن تمثل الصوت الجمعي المعارض، وهذا الانقسام في صفوفها وتباين مواقفها بالتأكيد سينعكس على نتائج اجتماع موسكو المرتقب، وإلى اللحظة هناك قوى رئيسية ومهمة مثل الائتلاف الوطني السوري، أعلن عن عدم مشاركته في هذا الاجتماع.
أيضاً لا يغيب عن عقول كثير من المعارضين السوريين أن روسيا ليست بلداً محايداً ومناسباً لإجراء نقاش سوري- سوري، وثمة من يعتقد أن موسكو تذهب نحو هذا الحوار لحرف مسار جنيف 1 و2 وترويض المعارضة السورية على القبول بشراكة وطنية إلى جانب النظام السوري.
المفارقة المهمة هنا أن خطة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا التي طرحها الرجل قبل عدة أشهر لتجميد النزاع في حلب مبدئياً، لم تلاق استحسان المعارضة السورية ولم يتم تطبيق هذه المبادرة التي يفترض أنها غير محسوبة على القضايا بالغة الصعوبة.
القصد أنه إذا لم تترجم خطة دي مستورا على الأرض وهي مبادرة غير تعجيزية وهابطة السقف، فهل سينجح اجتماع موسكو؟ ربما قد يكون حال هذا الاجتماع قريباً إلى حال مبادرة دي مستورا، حيث يدرك المبعوث الدولي أن حلحلة الملف السوري تتطلب الصعود إلى السلم درجة درجة، وليس القفز درجات بالتوجه نحو إطلاق مسار سياسي من شأنه أن يفشل كما وضع أقرانه.
لعله عام أسود يضاف إلى تاريخ سورية البلد الذي يعاني ويئن تحت وطأة نزاع مدمر، وفاتورة خطيرة يدفع ثمنها الشعب السوري الذي لا حول له ولا قوة، والذي يعيش أوضاعاً مأساوية وغير إنسانية سواء داخل سورية أم خارجها في أصقاع الأرض.
ومــــــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
رزمة كاملة
قرار وصفه كثيرون بالشجاع أصدره قاض فلسطيني بإلغاء اتفاقية أوسلو. جميل الكلام، يعني ألغى نفسه لأنه قاض لدى السلطة الوطنية الفلسطينية التي جاءت نتاج أوسلو. وإلغاء اتفاق اوسلو يعني ان تلغي كل شيء، لأن الاتفاق أصلاً رزمة كاملة. بمعنى علينا إلغاء جواز السفر، وإلغاء كود الاتصال الدولي 970، وإلغاء مؤسسات السلطة وبالتالي ذهاب قرابة 140 ألف موظف الى البيت، وإلغاء الشرطة وإلغاء المؤسسة الأمنية ووقف البث التلفزيوني والإذاعي وعملياً الغاء كل شيء. الكلام سهل، والتعاطف مع الشعارات ايضاً سهل، والتصفيق لهذا او ذاك أسهل الأشياء. لا اقول هذا من منطلق محبتي لاتفاق اوسلو بل من منظور واقعي لا عاطفي. وأتمنى على كل من يصدر موقفاً أن يكون موقفه موضوعياً وألا تأخذه الحماسة.
24
24 عاماً مرت منذ أن بدأت عملي في الإعلام، حيث كان يومي الأول في 16/1/1991 الذي يصادف ذكرى حرب الخليج وبداية القصف الأميركي للعراق. كنت قد عدت للتو من الاتحاد السوفياتي العظيم بعد ان قطعت دراستي متنبئاً بانهيار هذه الدولة العظمى، الأمر الذي دفع الكثيرين الى الاستهزاء برأيي، اضافة الى نظرة الكثيرين لي على أنني "فاشل" فقد تركت مقاعد الدراسة بعد ثلاث سنوات. بدأت عملي مترجماً من العربية والانجليزية والروسية ورافقت الطواقم الصحافية التي وصلت الى البلاد لتغطية الأحداث. مرت الأيام وبدأت دراستي لعلم الاجتماع في جامعة بيرزيت التي كانت مغلقة بأمر من سلطات الاحتلال، تعرفت على زوجتي هناك، تزوجت وانجبت ابنتي الأولى في الوقت الذي كنت ما زلت اعمل ثم بدأت دراستي العليا الى ان حصلت على درجة الماجستير، وكنت لا أزال اعمل. انجبت ابنتي الثانية واستمررت في مواصلة حياتي المهنية ووصلت الى ما وصلت إليه نتيجة لذلك القرار الحكيم الذي اتخذته ذات ليلة وانا "أبحلق" في سقف غرفتي في موسكو، فحزمت أمتعتي ولم اكترث لكل ما قيل وكان سيقال. اتخذت قراراً ونفذته، وصممت على المتابعة. نصيحتي لكل من يتردد في اتخاذ أي قرار، لا تنتظر.
ولو من الصين
لا انكر أنني أسعد بل وأصاب بالغرور عندما يمتدحني احدهم ويقول انه ينتظر يوم السبت ليقرأ "ومضات" او عندما يقول آخر انه لا يشتري الصحيفة إلا يوم السبت. وقد أسعدتني تلك الرسالة التي وصلتني من الصين صباح السبت الماضي تستفسر "وين الومضات؟" بعد ان تأخرت عن مشاركتها عبر حساب فيسبوك الخاص بي.
قيام الليل
كتب لي احد القراء يقول: "لي شقيقة متزوجة في محافظة طولكرم، لها ثلاث بنات أكبرهن عمرها 14 عاماً، شقيقتي تعمل مدرسة وكذلك زوجها، وطبعاً حالهم كحال بقية الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم حتى الآن. المدارس في العطلة نصف السنوية، وفي العطل عادة ما تأتي شقيقتي لزيارة أهلي في محافظة سلفيت، من باب الزيارة والاطمئنان وتغيير جو أيضاً لها ولطفلاتها. لكن هذه المرة الوضع مختلف، فحتى نقود للتنقل والزيارة لا يوجد، فلا رواتب حتى الآن ولا شيء في الأفق بخصوصها، والعطلة تشرف على الانتهاء والبنات لم يزرن دار جدهن حتى الآن. أخبرتني شقيقتي أنها سمعت بناتها وهن يتفقن على إيقاظ بعضهن في منتصف الليل حتى يصلين قيام الليل ويدعون الله سبحانه وتعالى أن ينزل الراتب حتى يتمكنّ من زيارة منزل جدهن قبل انتهاء العطلة".
لو كنت مسؤولاً
لو كنت رئيساً لفعلت تماماً كما فعل الرئيس وذهبت للمشاركة في المسيرة المناهضة للإرهاب في باريس. فكيف لي ان لا اذهب بينما زعماء العالم كلهم هناك. ولو لم اذهب لاتهمت بأنني أشجع الإرهاب. ولو كنت رئيساً لفعلت تماماً كما فعل الرئيس بتحملي كل الانتقادات والمزاودات على موقفي هذا ومطالبتي بالذهاب الى غزة ولقلت "ايدي بحزامكم يالله تفضلوا رتبوا الأمور وأنا أولكم"، او لقلت لهم "تفضلوا محلي لنشوف كيف بدكم تتصرفوا وكيف ممكن تتحملوا كل هالمصايب اللي على راسنا".
الشاطر أنا
مرة وأنا في امريكا كنت مع بنتي في محل بيتزا. طلبت بيتزا وسط مع خضرا. المهم استنيت بجوز عشرين دقيقة، خلالها شبعت من كثر ما شربت كولا لانه عندهم الواحد بدفع حق الكاسة الاولى وبعد هيك اشرب لتنسطح. المهم نادوا على اسمي، طبعا لاني شاطر ما كنت اقولهم اسمي وليد، لا اسمي "والي" Wally مهو الكل هناك هيك اللي اسمه "سامي" بسمي حاله "سام" واللي اسمه "جميل" بصير "جيمي" واللي اسمها "فاطمة" سبحان الله صارت "تيما". شو بدنا بالطويلة نادوا على "والي" فرحت، الا لقيت البيتزا اللي بيعطوني اياها مع لحمة، طبعاً انا نرفزت، وقلت له صار لي نص ساعة بستنى (الشطارة انك دايما تقول نص ساعة او ساعة) وبتعطيني الطلب الغلط، وعلشان اخزق عينيه هالاحول اعطيته الفاتورة اللي مكتوب فيها "خضار". والله الولد ارتعب وشكله عرف اني مسلم وقال بلاش يطخني، راح طلع بيتزا خضار large وقال لي تفضل هاي سلك حالك فيها لحد ما اجهز لك طلبك. ولّ عليك شو السيرة لهالدرجة الخوف، يا سيدي خلص باخذ هاي وبلاش تجهز لي وحده ثانية، مهو اصلا هاي كبيرة وانا طالب وسط، راسه وميت سيف الا اخذ هاي ويجهز اللي طلبتها وفوقهم بوسة راس. طبعا انا مثل ما بقولوا "مجبر اخاك" سفقت الكبيرة انا والبنت واخذنا الوسط ع الدار وسفقناها بالليل. المهم في الموضوع كيف الشطارة وخدمة الزباين هناك، مش اذا عاجبك عاجبك واذا مش عاجبك لقّط حواجبك، هون عنّا الشطارة انك تظل ساكت بلاش بالشلوط يكعبلوك برا المحل!.
تغريدة الصباح - علاقات محرمة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
ذات يوم، ألح الإسرائيليون على شاه إيران، أن يسمح بالإعلان على الملأ، عن وجود علاقات متطورة، وتعاون استخباري، بين نظام بلاده، والدولة العبرية. لكن الشاه، محمد رضا بهلوي، كان بهلوانياً في جوابه، إذ مَزَجَ النَزَق مع الضَجَر مع الرفض، قائلاً بصيغة الاستفهام التقريري: ألا تعرفون، يا أحبائي، أن العِشق ألذُّ من الزواج؟
كان طبيعياً، أن يحرص الشاه، على اخفاء علاقته المحرمة، عن جموع الحزانى الايرانيين، الفقراء الشرفاء، فيما كان العدو، أحرص على اشهار هذه العلاقة، لتأخذ وضعها، أمام الدنيا، كفتح أو اختراق للعالم الإسلامي، وتوغل الى قلب الشرق المؤمن. غير أن لذة الخيانة، كانت قد توافرت للامبراطور، وما تبقي، بعد ذلك، ما يعتبره الإسرائيليون ضرورياً، سيكون فضيحة لا لزوم لها. فالعاشق الغبي، الساعي الى التهلكة، هو وحده الذي يُغامر بإشهار وقائع علاقته الآثمة، التي من شأنها استمطار اللعنات - وربما البساطير - على رأسه.
ومثلما تقول حكمة صينية قديمة: "قد يناما معاً في سرير واحد، ولكن تظل لكل منهما أحلام مختلفة"؛ اختلف حساب الصهاينة عن حساب الشاه. كان ذلك في الزمن الذي لم تكن قد تطورت فيه بعد، جسارة الأنظمة في العالمين العربي والإسلامي. أما وقد تطورت هذه الجسارة الآن لتصبح وقاحة طبيعية لا يؤثم صاحبها، وباتت في متناول كائنات رسمية وأهلية هشة ومكشوفة وغير محصنة؛ فلماذا لا يُفصح كل ذي علاقات محرمة، عن كل الوقائع الحميمة، التي عاشها ويعيشها، على الأقل لكي يساعدنا على دحض الفكرة التي نجح المحتلون في تسويقها، وهي أنهم قهروا العرب والمسلمين واحتقروا العالم، بشفاعة قوتهم المحضة وعبقريتهم الاعجازية. لكن هؤلاء المحتلين يريدون من شركاء العلاقات المحرّمة، من الكبار والصعاليك، أن يستروا عوراتهم وألا يفصحوا عنها خشية ان يتطور البوح الى مطالبات بأخذ الخاطر أو بشيء من العرفان بالجميل. إن مثل هذا السياق، يمكن أن يتطور بحيث يتجاوز طرف كل صاحب "فضل" على الصهيونية، حساسية المجاهرة بنُصرة مشروعها؛ فيطالب بحقوقه بالتَمنُن والتعيير وبحقوقه الشخصية والعائلية. وفي ذلك السياق، تكون العصمة في يد الصهيوني، وهو وحده الذي يقرر وقت وصيغة وحجم المعلومة عند الاعلان عن عميل قديم، والمبادرة الى الاشهار، وعلى النحو الذي يخدمه ويُهيل ركاماً من اللعنات على المفتضح الذي لم يعد يلزمهم.
اليوم، بعد أن أوصلتنا الدروب، الى اختصار القضية الفلسطينية في ثوابت الحد الأدنى، باتوا يفتشون عن عملاء لا يزعجهم الافتضاح، يساعدون على تأمين القطيعة بين الفلسطينيين ومرجعيات قضيتهم. كأنما بدأت مرحلة استثمار جراحات الناس ونكباتها، وغواية الناس التي بذلت الدم وأرهقها الضنك، بالفرص والوعود التي يمكن أن تصبح سانحة للعيش بكهرباء مستدامة، ومياه عذبة غير ملوثة، وبنية تحتية جديرة بالتكفل بالقمامة وبمياه الاستحمام والتغوط، مع رواتب أو مداخيل من سوق رائجة.
في هذا الاطار، يتبدى العميل في نسخته المنقّحة، فأل خير ورزق وأمان، لا سبب لديه للتكتم على دوره وعلاقاته. فإن كان لشاه إيران، سبب واحد، للتخوف من إشهار علاقاته، وهو ـ وقتها ـ ذو الطاووس، وذو النفط، وذو الثقل الإقليمي، وذو الجيش الامبراطوري؛ فإن مثل هذا السبب لم يعد قائماً. أما ذوو العلاقات المسروقة، المحليون والاقليميون، من غير ذي الثِقل، ومن غير ذي الطواويس، الذين كان لديهم ألف سبب لإخفاء أمر العلاقات المحرمة؛ فقد بات واحدهم مثل شاهد الزور، الذي اشبعته الأمثلة والحكايات الشعبية سخرية يستحقها.

نبض الحياة - أسباب الارهاب..
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
الارهاب بكل تلاوينه ومسمياته وادواته ليس نبتا شيطانيا، انما له أسباب ذاتية وموضوعية تدفعه للنشوء هنا او هناك. لكن قبل الابحار بعيدا في تشخيص الاسباب، تستدعي الضرورة الفصل بين الارهاب ومقاومة الشعوب ضد جلاديها ومحتليها. ولا يجوز في خضم الحملة المتصاعدة على الارهاب في اصقاع الدنيا، الخلط بينه وبين المقاومة المشروعة المنسجمة مع قرارات الشرعية الدولية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
من الاسباب الموضوعية لظهور الجماعات الارهابية: اولا قيام اجهزة الامن الدولية والاقليمية والمحلية بمستوياتها وحساباتها بانشاء تلك الجماعات، وتمويلها وتسليحها لخدمة اهدافها. ثانيا وجود تربة دينية او اجتماعية صالحة في هذا البلد او ذاك او على مستوى الاقليم. ثالثا الصراعات الاقليمية او الدولية والمنافسة فيما بين القوى المختلفة على الاسواق والثروات. رابعا غياب معايير الشرعية الدولية، وتفرد الاقطاب الدولية في السطو على سيادات واستقلال الدول والامم.
الاسباب الذاتية: اولا غياب العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم. ثانيا تسييد المنطق الاستبدادي والارهاب السلطوي. ثالثا تخلف المجتمع، ووقوعه تحت سطوة الجهل والامية والفقر والفاقة. رابعا سيطرة رجال الدين واقرانهم من تجار السياسة والمافيات على منابر الاعلام والثقافة ومراكز القرار. خامسا غياب القوى السياسية الحية، حاملة لواء التغيير. سادسا التمزق الديني والمذهبي والطائفي والاثني. سابعا انتفاء مظاهر الديمقراطية بابعادها المختلفة، وعدم وجود اي تداول للسلطة. ثامنا غياب التنمية بكل اشكالها، وتفشي مظاهر الركود السياسي والاقتصادي والتجاري. تاسعا تعميق انماط البداوة والعشائرية في ادارة الدولة. عاشرا غياب برامج تعليمية متطورة ومواكبة للعصر الحديث.
هذه العوامل مجتمعة تساهم في نشوء الجماعات الارهابية. واستشراء خطرها على المجتمعات الناشئة بين ظهرانيها، والحاضنة لها، وتمتد اخطارها الى اصقاع الدنيا كلها بمقدار ما تجد من الرعاية والدعم. وهي سلاح ذو حدين، لأن خطرها لا ينحصر في مكان بعينه ولا ضد جماعة او دولة بذاتها، بل بتعاظم نفوذها، وارتباطا بتعميمها للافكار المسمومة والسوداء، واستقطابها لشرائح وفئات جديدة، فإنها تنفلت من عقالها في توسيع دائرة ارهابها، فتطال الحواضن الحاملة لها.
واذا توقف المرء عند الارهاب الاسلاموي، فالعوامل السابقة شكلت الناظم الاساس لولادته وبلورته، الذي أصلت له الاستخبارات الغربية والاسرائيلية وبعض انظمة الاستبداد والفساد العربية والاسلامية.وهيأت له كل عوامل وشروط النجاح السياسية والمالية والاعلامية واللوجستية العسكرية. كما ان الحوامل الدينية غير المدينية والاخوان المسلمين وامتداداتهما في المشرق والمغرب العربي، لعبت دورا مهما في انتشار وتوسيع تأثيرها بالتلازم مع المال السياسي. وخلقت الارضية الملائمة لولادة ونشوء الجماعات الارهابية بمسمياتها وعناوينها المختلفة، التي تعاظم نفوذها بعد انفجار ثورات الربيع العربي مع نهاية 2010 ومطلع 2011.

الاستراتيجية الفلسطينية – تدويل القضية
بقلم: د. صائب عريقات – الحياة
عند وقف مفاوضات التسعة أشهر في 25/4/2014 بقرار إسرائيلي نتيجة لاتفاق الشاطئ الذي مهد لحكومة الوفاق الوطني، حاولت أن أُلَخّص مواقف الحكومة الإسرائيلية بشأن ملفات قضايا الوضع النهائي كافة. الحدود: أكدت الحكومة الإسرائيلية استعدادها للانسحاب من الأراضي المُحتلة عام 1967، مع بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول نهر الأردن وفي مواقع عسكرية محددة في المرتفعات الوسطى.
القدس: الاحياء العربية لدولة فلسطين والمستوطنات الإسرائيلية لدولة إسرائيل، أما الحرم القدسي الشريف فيتم بناء كنيس يهودي فيه، وتكون السيادة مشتركة، على ان يكون حائط البراق الشريف تحت السيادة الإسرائيلية.
اللاجئون: تتم العودة إلى دولة فلسطين، اي إسقاط القرار "194″، وحق العودة للاجئين.
المياه: ما استولت إسرائيل عليه من مياه الضفة يكون تحت سيطرتها، وتتم تحلية مياه البحر لتوفير حاجات الجانبين.
الأمن: تستمر السيطرة الإسرائيلية على أجواء فلسطين، وتكون قوات إسرائيل موجودة على المعابر الدولية.
التعويض: طلبوا تعويضات لما سمّوه (اللاجئين اليهود من الدول العربية).
أذكر أنني قلت للوفد الإسرائيلي "ليفني- ميلخو" بحضور المبعوث الأميركي مارتن أنديك، وحضور الأخ الوزير ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية: "أنتم تطرحون حل الدولة الواحدة بنظامين وليس حل الدولتين". "أنتم تطرحون استمرار الاحتلال وبموافقتنا، وما تطرحونه مخالف للمرجعيات والقانون الدولي والشرعية الدولية، ولو انتظرتم ألف عام لن تجدوا فلسطينيًا يوافق على ما تطرحونه".
أدرك الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة "فتح"، وكذلك قيادة حركة "حماس" وحركة "الجهاد"، حيث شرحت لهم ما آلت إليه المفاوضات، وعدم وجود أية إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة الإسرائيلية.
تم إقرار استراتيجية فلسطينية لمواجهة إصرار الحكومة الإسرائيلية على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، فكما نضع استراتيجية وضعت إسرائيل استراتيجية ارتكزت على ثلاث ركائز:
أ‌-إبقاء السلطة الفلسطينية لكن من دون سلطة.
ب‌-إبقاء الاحتلال الإسرائيلي من دون كُلفة.
ت‌-إبقاء قطاع غزة خارج إطار الفضاء الفلسطيني، لأن إسرائيل تُدرك أن لا دولة من دون قطاع غزة ولا دولة في قطاع غزة.
بالفعل جردت الحكومة الإسرائيلية السلطة الوطنية من ولايتها القانونية والاقتصادية والأمنية، وعلى الأرض، وسعت ولا تزال إلى تحويل وظيفة السلطة من سلطة ولدت لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، إلى سلطة وظيفية تسيّر حياة الشعب الفلسطيني اليومية. وتحت السيطرة الكاملة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. ولإبقاء قطاع غزة خارج إطار الفضاء الفلسطيني، شنّت الحكومة الإسرائيلية حربها الإجرامية على قطاع غزة، ليس ضد هذا الفصيل أو ذاك، وانما ضد المشروع الوطني الفلسطيني.
الاستراتيجية الفلسطينية تمثلت بتدويل القضية الفلسطينية، وكسر الوضع القائم وصولًا إلى تغييره جملة وتفصيلًا.
ويتم إقرار ركائز هذه الاستراتيجية فلسطينيًا وعربيًا، وعناصر هذه الاستراتيجية هي:
1- استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن المرجعيات والقانون الدولي، أي دولة فلسطين صاحبة السيادة، ناجزة الاستقلال على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.
2- دعوة الأطراف المُتعاقدة السامية لمواثيق جنيف لعام 1949 للانعقاد، والتأكيد على إنفاذ وتطبيق هذه المواثيق على الأراضي الفلسطينية المحتلة "أي الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
3- دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة للعمل على إنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في "الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
4- الانضمام للمواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية.
5- السعي للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعترف بعد، وذلك على ضوء التغييرات الايجابية للرأي العام في أوروبا.
6- توسيع دائرة التعاون مع الاحزاب والحركات السياسية والمنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع الدولي إقليميًا وقاريًّا ودوليًا، وذلك لحشد أكبر دعم لعزل سلطة الاحتلال وتعزيز تدويل القضية الفلسطينية.
7- داخليًا:
أ‌- الإسراع في إزالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، إذ يُشكل ذلك نقطة ارتكاز للاستراتيجية الفلسطينية.
ب‌-استمرار بناء مؤسسات الدولة وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، وتعزيز وتقوية المقاومة الشعبية السلمية.
كنا نعرف أن مشروع القرار العربي لن يمر عبر مجلس الأمن، إما بعدم تمكيننا من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة، أو استخدام أميركا "الفيتو". مجلس الأمن ليس سوى انعكاس لأعضائه، والولايات المتحدة الأميركية أفشلت مشروع القرار. وهذا يجب ألا يعني ألا نكرر المحاولة، فهذا حق يجب ممارسته. ففي عام 1951، طرحت اليابان عضويتها للأمم المتحدة على مجلس الأمن واستخدم الاتحاد السوفييتي "الفيتو"، فقدمت الطلب ست مرات متتالية خلال ستة أيام وحصلت في كل مرة على "فيتو".
الاطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف اجتمعت يوم 18/12/2014، في جنيف وأصدرت بيانًا أكدت فيه انطباق مواثيق جنيف على الأراضي الفلسطينية المحتلة "الضفة والقدس الشرقية وقطاع غزة".
السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، تسلّم رسالة الرئيس محمود عباس الذي طلب منه العمل على إنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
يوم 31/12/2014، وقّع الرئيس محمود عباس صك الانضمام لـ 18 ميثاقًا دوليًا، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، التي أعلن السكرتير العام للأمم المتحدة، أن دولة فلسطين قد استكملت متطلبات الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية كافة، وأنها ستصبح عضوًا كاملًا يوم 1/4/2015.
على صعيد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، فلقد اعترفت مملكة السويد، وصوّتت برلمانات بريطانيا، ايرالندا، فرنسا، لوكسمبرغ، اسبانيا، الدنمارك، وفي نهاية هذا الشهر إيطاليا، لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، فكما يعرف الجميع فإن هناك ثورة حقيقية في الرأي العام الأوروبي لمصلحة القضية الفلسطينية، ورفضًا لإسرائيل وسياساتها، واحتلالها، وما تكرسه من نظام "ابرتهايد" أعمق وأخطر مما كان عليه وضع جنوب أفريقيا إبّان سطوة نظام الأبرثايد العنصري هناك. إلى ذلك لا بد من استمرار الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية لاستقطاب وتوسيع دائرة التأييد لفلسطين من الأحزاب والحركات والمنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع الدولي إقليميًّا وقاريًّا ودوليًّا.
أما بالنسبة للوضع الداخلي الفلسطيني، فإن لم نساعد أنفسنا لن يُساعدنا أحد. فالضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة مُحتلة من قبل إسرائيل. ولا يوجد ما نختلف حوله او نقتتل حوله، وعندما نختلف لا نلجأ إلى صناديق الرصاص، بل نعود إلى صناديق الاقتراع.
فلسطين التي نريد، سوف تكون دولة المحاسبة والمساءلة والمكاشفة، دولة الحريات الخاصة والعامة الفردية والجماعية، حرية المرأة، التعددية السياسية، حرية العبادة. فالشعب الفلسطيني لن يرى بعيون حكومته أو يسمع بآذانها أو يتحدث بلسانها.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى كل طاقاتنا وإمكاناتنا، فلا فرق بين فلسطيني وآخر أي كان مكان وجوده في القارات الخمس إلا بمقدار ما يقدمه من خدمات لإعادة فلسطين إلى خريطة الجغرافيا. كل في مجال تخصصه وقدارته وإمكاناته.
كفانا تبديدًا لطاقاتنا وإمكاناتنا، ولنوجهها باتجاه واحد، إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشريف بقيامتها وأقصاها وأبوابها وأسوارها وأزقتها وتحديدًا في البلدة القديمة، حيث تكمن روح فلسطين، التي لا معنى ان تكون دولة من دون ان تكون القدس عاصمة لها.
أوصيكم بعدم مقايضة حق بآخر، مهما يكن الجبروت والطغيان وتصدير الخوف ونشر الإشاعات وتوظيف الادوات، السلام الذي نسعى له استنادًا للقانون الدولي يضمن دولة فلسطين سيدة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبعاصمتها القدس الشريف. حل عادل لقضية اللاجئين استنادًا لقرار الجمعية العامة "194”، والافراج عن جميع اسرى الحرية من دون استثناء، التأكيد على ان الاستيطان الإسرائيلي وقرار ضم القدس، لاغٍ وباطل لا ينشئ حقا ولا يخلق التزاما، ويعتبر جريمة حرب. قلنا إن هذه الاستراتيجية الفلسطينية أُقرّت عربيًا، وبهذا المجال أود أن أقدم الشكر لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان يوم 13/11/2014: "إن المَسّ بالمسجد الأقصى المبارك، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية، سوف يعني بالضرورة نهاية العلاقات الأردنية – الإسرائيلية، ولن أسمح وأنا ملك هاشمي باستمرار العبث الإسرائيلي في المسجد الأقصى"، لم أسمع ذلك من الاشقاء من الأردن، سمعت ذلك من الجانب الأميركي، الشكر موصول لكل الاشقاء العرب، والشكر الخاص للأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي، وللأردن الشقيق العضو العربي في مجلس الأمن على جهوده المستمرة لخدمة القضية الفلسطينية، وإصراره على حقنا كفلسطينيين وعرب في طرق أبواب مجلس الأمن وباقي المؤسسات الدولية في كل الأوقات.