Haneen
2015-02-15, 01:06 PM
عطور الطهارة الاسرائيلية
بقلم: اسحق ليئور، عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(أورد الكاتب عدة أمثلة عن سياسيين إسرائيليين سابقين، وطريقة عيشهم الزهيدة وتبرعهم بأموالهم ورواتبهم للشعب، وحتى قربهم منهم.وانتقد الكاتب في مقاله الهجمة التي تعرض لها نتنياهو بسبب قضية الزجاجات، وقال لم يتعرض نتنياهو لأي هجوم في الحرب على قطاع غزة، بالرغم ما خلفته من دمار، وأن الشعب الإسرائيلي يختار البحث في الأشياء البسيطة وينسى الفظائع الكبيرة)
قصة من سنوات الخمسين: دخل صحافي في إحدى الليالي الماطرة لمقابلة رئيس الدولة يتسحاك بن تسابي في مقر الرئاسة، جلس في غرفة الانتظار شرطي يحتسي الشاي. «أين الرئيس؟»، سأله الصحافي، أشار الشرطي من خلال النافذة إلى رئيس الدولة الجالس في كشك الحراسة في الخارج، في البرد، وقد حل مكان الشرطي إلى أن ينهي شرب الشاي.
قصة من سنوات الستين: بينما كان وزير الاقتصاد بنحاس سابير متوجها نحو إيلات، توقف في يتباتا، وسأل بعض الاصدقاء عن مشكلة المحلبة الجديدة، اجابوه كذا وكذا، واصل طريقه نحو إيلات للتحكيم في نزاع عمل. في طريق عودته، دفع تكاليف الاصلاح مما جناه من بدل التحكيم، ما يكفي من المال لإصلاح المحلبة. هل نشير إلى سنوات السبعين؟ لدينا مناحم بيغن وشقته المتواضعة.
قصة أخرى ذات صلة: أعضاء الكنيست الشيوعيون، حتى نهاية سنوات الثمانينات، تبرعوا برواتبهم لصندوق الحزب، وحصلوا بالمقابل من الحزب على الدخل المتوسط لعمال المصانع، ما هو المشترك بين هذه القصص؟ الروح المفقودة كلياً، ليس الشوق إلى هذه الروح هو الدافع إلى مهاجمة نتنياهو ونمط حياته، ولا إلى سفك دم زوجته بهذه الطريقة العاهرة.
عندما تهاجم تسيبي ليفني طريقة حياة نتنياهو التي تعادل أجر الحد الأدني لمليون إسرائيلي، هل تناست الإرتفاع المضطرد لرواتب أعضاء الكنيست، أو شروط التقاعد الفضائحية الخاصة بهم، في حين عارضت الحكومة التي كانت عضوا فيها منذ وقت قريب رفع الحد الادنى للأجور؟ كلا.
معركة الطين الحالية تجري في جبهة الانتخابات لدينا، يحركها الشوق للتخلص من نتنياهو مع الشعور بالخوف من أن احتمالات ذلك صغيرة جداً، إلى درجة أنه بدلا من خوض حملة انتخابية على مضامين حقيقية – وفي هذا المجال يوجد ما نختلف فيه مع اليمين – يخوضون حرباً قذرة حول مواضيع بدون شك مؤلمة، (فمن منا لا يرغب في احتساء النبيذ الفاخر كما يحتسون هناك، إذا صحت أرقام المبالغ المنفقة؟).
على اية حال، فإن رذاذ الكلام الخارج من أفواههم يعكس ما يسمح به المجتمع السياسي لنفسه، فيما إذا كان الكلام يدور عن أعضاء الكنيست حاليين، أو أمراء السياسسة من الجيل الثالث (يتسحاك هرتسوغ)، او كان يدور عن صحافيين كبار، ممن يتلقون اجورا ضخمة من قنوات تتلقى الدعم الحكومي – هذا الرذاد هو جزء من النفاق المستشري.
دعونا من النفاق، فهو جزء من اللعبة السياسية، والتي تحتوي على الكثير من القذارة باسم الأخلاق. من يتذكر الانتخابات الاخيرة للرئاسة، يتذكر بالتأكيد ما يملكه المجتمع السياسي من ادوات لخوض حرب تحقير على مستوى فيسبوكي. خطيرة هي الطهارة المتعلقة بقضية الزجاجات. نتنياهو خرج للتو من الحرب على غزة، يكفي أن نشاهد الصور القادمة من هناك، البيوت المهدمة، عشرات آلاف الغزاويين يعيشون في هذا الشتاء بدون بيوت. وكل ما نتحدث به عن أخلاقياته يتلخص في بيته في قيساريا؟
الغالبية العظمى من المواطنين والمحللين دعموا هذه الاعمال المرعبة عندما حدثت. والآن ترى بعضهم مصدومون من قضية الزجاجات؟ كثيرا. نتنياهو يعمل نهائيا على دفن حلم الدولة العبرية بسياسات الرفض الخاصة به. وكل ما نعارضه به يتلخص في موازنة النبيذ؟ من أين تخرج تصدر أخلاقيات البرجوازية الصغيرة هذه، إذا لم تكن من ضرورة أن تكون «منطقيا» وتؤيد القذارة الاخلاقية الحقيقية للقتل اليومي وتصفية الحياة القومية لشعب محتل وبمصاحبة المقولة «هم يريدون إبادتنا»؟ وما الذي يذكرونه عن إيهود أولمرت؟ هل يذكرون الحربين المجنونتين التين أدارهما، وتسبب في جلب الموت عندنا وجلب الموت الجماعي في لبنان وغزة؟ كلا. سيذكرون تذاكر الطائرات لسفراته لا غير.
هذا هو ملخص الثقافة المتطهرة. إنها تحب الاخلاق على طريقة الديودورانت. تستعين بأجورنا المتدنية، بتقاعداتنا البائسة لإشاعة النمائم، ومن خلالها يتم تبييض الجرائم الكبرى، الجرائم التي تتسع معها حالة القبول الجماهيرية. فالطريق الفضلى كي تكون منطقياً تتم بنسيان أين وقفت عندما تدفق الدم، بل في التفتيش في الزجاجات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
صهيونية جدي فايتس
عارض يوسف فايتس الاستيطان في الضفة وهو لا يقل صهيونية عن ممثلي اليمين
بقلم: يحيعام فايتس،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(طرح الكاتب تساؤلا حول الصهيوني الحق من يكون، واعتبر الكاتب أن اليمينيين يعتبرون أنفسهم الصهيونيين الحقيقيين، وأن هؤلاء رفضوا اليسار ورفضوا تسميته كذلك. حيث هاجموا المعسكر الصهيوني بقيادة هرتسوغ- ليفني واعتبروه أنه ليس صهيونيا.يشير الكاتب إلى أن الصهيوني الحقيقي هو الذي يعمل لأجل إسرائيل وليس من يحتل شعب ومن يبني مستوطنات غير مشروعة، من شأنها أن تزيد من النزاع.
وجلب الكاتب مثالا على الصهيوني الحقيقي وهو جده يوسف فايتس الذي عمل لأجل إسرائيل ورفض قيام مستوطنة غوش عتصيون)
تجرأ كل من يتسحاك هرتسوغ رئيس حزب العمل، وتسيبي ليفني رئيسة حزب تنوعاة (الحركة) على اتخاذ قرار وقح – بتسمية حزبهم الجديد باسم «المعسكر الصهيوني». في حين أنه مسموح فقط لرجال اليمين استخدام مصطلح «الصهيوني» – كأعضاء الليكود «والبيت الصهيوني»، وبالطبع، للمستوطنين كذلك. فكل خطوة من خطواتهم هي تحقيق الصهيونية، بما في ذلك سرقة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون. الصعود إلى جبل الهيكل (المسجد الاقصى) هو قمة تحقيق الصهيونية وواقع أن خطوة كهذه يمكنها أن تشكل تهديداً لوجود الشعب اليهودي تعتبر هامشية ومرفوضة في أعينهم.
وهنا، حالة كسر وخلع – يعلن هرتسوغ سويا مع ليفني أن حزبهم صهيوني. وفقا لنهج اليمين هم يمثلون مابعد الصهيونية، مناهضة الصهيونية، أعداء إسرائيل واليسراويين. اليسراويون ليسوا يهوداً، كما همس نتنياهو ذات مرة في أذن الحاخام كدوري العجوز المتهالك. كما أنه ممنوع أن نرى أباءهم كصهيونيين – ليس رئيس الدولة، وليس الجنرال حاييم هرتسوغ، وكذلك إيتان لبني، أحد قادة الإتسل الذي عرض حياته للخطر من أجل الدولة. الصهيوني الوحيد النهائي إبن صهيون هو نتنياهو، ذلك الذي رعى في حقول غريبة على مدى سنوات، لكن هذا شأن لسبب ما لا يتم إعلاؤه.
والآن يطلب ممثل البيت اليهودي من لجنة الانتخابات المركزية إسقاط إسم المعسكر الصهيوني، بادعاء أن ذلك يشكل «خداعاً للجمهور». هناك أيضا من يشككون بصهيونية عدد من أعضاء الحزب، مثل عضوات الكنيست ميراف ميخائيلي وستاف شبير. من الواضح أن صهونية أشخاص على شاكلة أوري أريئيل أو ميري ريغف هي الصهيونية المكتملة.
لكي اعطي نموذجا لإشكالية استخدام اليمين لهذا المصطلح سوف أجلب مثلا مأخوذاً من عالمي العائلي الخاص. جدي يوسف فايتس، هاجر إلى البلاد كطلائعي أثناء الهجرة الثانية عام 1908.
واشتغل في كروم رحوفوت، أدار مزرعة الشجرة إبان الحرب العالمية الأولى وبعد ذلك بدأ العمل في الكيرن كايمت. وقد ادار هذه المؤسسة خلال عشرات السنوات ومنسوب إليه سلسلة طويلة من الاعمال البطولية قبل إقامة الدولة وأثناءها. من ذلك شراء الاراضي في عيمك هاحيفر، عمليات «حوما ومغدال»، إقامة نقاط الرقابة الثلاث، و11نقطة في النقب، الاستيطان في الضواحي – خصوصا في المنطقة الجبلية – والاستيطان الجديد في الجليل في سنوات الستينات. الكثيرون يرون في حكاية حاييم كحكاية صهيونية اسطورية.
بعد حرب الأيام الستة، وقد بلغ جدي حينذاك الثمانين، برزت مبادرة لإقامة مستوطنات غوش عتصيون من جديد. تم دعوة جدي كضيف شرف في احتفال افتتاح المشروع، باعتباره كان أباً للاستيطان في سنوات ال 40، لكنه رفض المشاركة في الاحتفالية، لأنه عارض بشدة اعادة اقامة الكتلة الاستيطانية.
أيام معدودة بعد نهاية الحرب، عرض أمام رئيس الحكومة آنذاك، ليفي أشكول، والذي كان صديقه المقرب لعشرات السنين، مبررات رفضه، والمبرر المركزي بينها كان: «سيقال في العالم، هاهم لاجئوا إسرائيل قد عادوا إلى اماكنهم، لذلك يجب اعادة اللاجئين العرب إلى اماكنهم في إسرائيل».
في ايلول 1967 ارسل جدي رسالة لمنظمي الاحتفال، وفصل خلالها اساب معارضته: الاستيطان في غوش عتصيون سوف يتسبب بالضرر لفرص تحقيق السلام. كما انه يحتوي على نوع من التحدي للاصدقاء القلة الذين بقوا إلى جانب اسرائيل بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها سوف تقوي أعداء إسرائيل، وعرض على الشبان المتحمسين للاستيطان أن يتوجهوا بدلا من ذلك نحو الجليل، وهذه بعكس الضفة ليس عليها خلاف «ليس من جانب يشعياهو، ولا من جانب يرمياهو، وليس من جانب الغرباء».
استيطان غوش عتصيون اعتبر على أنه قمة الصهيونية وقد احيط بالتوافق التام. غوش عتصيون ليس مستوطنة ايتامار أو مستوطنة تفوح . لذلك، إذاً، يتوجب طرح السؤال، هل كانت رسالة جدي شهادة لكره الذات اليسراوي، او دلالة على بعد نظر عميق وشجاع.
بعد تقريبا خمسين عاماً، يتوجب علينا طرح سؤال إضافي: ما هي الصهيونية الحقة – إقامة غوش عتصيون أو معارضة ذلك من قبل صهيوني معروف اسمه يوسف فايتس. معارضة الاحتلال ومظاهر العنصرية هي صهيونية على الاقل مثل إقامة المستوطنات غير القانونية في مكان معزول أيا يكن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
التوتر في الشمال… استيعاب أم حرب؟
من الأفضل لإسرائيل مؤقتا خيار احتواء مواجهة إيران وحزب الله في الجولان
بقلم: افرايم هليفي، عن يديعوت أحرونوت
أهم ما جاء في المقال:
(ركز الكاتب على طرق التكتيك الإسرائيلية الأخيرة وطريقة إسرائيل الجديدة في احتواء أي تصعيد، حيث لم يصرح أي مسؤول إسرائيلي بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال الجنرال الإيراني وعناصر حزب الله؛ في خطوة من أجل احتواء الحدث وعدم التصعيد.عندما أعلنت إسرائيل عبر وزير جيشها أن الاغتيال كان ضروريا، نفذ حزب الله عملية بنفس الظروف وفي وضح النهار، مشيرا إلى أن هنالك ردعا من قبل حزب الله.
أشار الكاتب إلى أن الاحتواء والهدوء في الشمال هو لفترة مؤقتة وأن هذا لن يدوم".
هناك وجه شبه مفاجيء بين طرق تعبير قادة إسرائيل وقادة أعدائها في الجبهة الشمالية، سواء في كل ما يتعلق بجوهر النزاع أم بالتقنيات التي يتخذها الطرفان في إطار سلوكهما. فإسرائيل وحزب الله على حد سواء انشغلا الشهر الماضي سواء في محاولات تصميم «قواعد اللعب» على طول خط الفصل بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان أم بتغيير الرواية التي اضطر الطرفان إليها.
قبل بضعة أيام من الحدث الذي صفي فيه جهاد مغنية والجنرال الإيراني قضى زعيم حزب الله بأن منظمته لا تتواجد في هضبة الجولان. وعندما قتل ستة رجال حزب الله في ذاك الحدث، لم تنف المنظمة مرة أخرى بأن رجالها يعملون هناك. وما سعى حزب الله إلى اخفائه اصبح علنا. ورد حزب الله والإيرانيون كل على حدة على العملية وقالوا إنه سيكون انتقام.
أما سلوك اسرائيل فكان اكثر تعقيدا في المراحل الاولى. فاسرائيل لم تتبنى المسؤولية عن التصفية فما بالك أن ظروف التنفيذ في وضح النهار لم تسهل أمر فرض الغموض على هوية المنفذين. كان واضحا أن اسرائيل تطلعت منذ البداية إلى «احتواء» الحدث من خلال نوع من نفي الدور، وعلى ما يبدو أملت في أن هكذا تمنع تدهورا آخر. غير أن هنا تعقد هدفان – الاول «احتواء» الحدث في مواجهة حزب الله والإيرانيين، والثاني تشجيع الجمهور في اسرائيل. في البداية نقل عن مصدر كبير في القدس يقول إن اسرائيل لم تعرف بوجود الإيراني في المكان. غير أن بعد بضعة ايام من ذلك قضى وزير الجيش بأن تصفية الجنرال كانت ضرورية.
وعندها جاءت الحادثة في هار دوف التي قتل فيها مقاتلان من جفعاتي. وأدى هذا الحدث بنصر الله إلى الظهور في خطاب مفصل حرص فيه على أن يعقد مساواة بين الحدثين في هضبة الجولان وفي هار دوف. فكلاهما وقعا في وضح النهار، كلاهما حققا هدفيهما، ومن هنا الجبهتان – هضبة الجولان وجنوب لبنان – جبهة واحدة. كما قضى بأنه لا يسارع إلى الحرب في الوقت الحالي، ولكن اذا ما فرضت على حزب الله – فانه مستعد لها وبرأيه سينتصر فيها. عمليا سعى نصر الله لأن يقول بأن اسرائيل ولبنان يعيشان اليوم في وضع من الردع المتبادل.
ظاهرا اتخذت اسرائيل في هذه المرحلة تكتيكا مختلفا، فقد قالت إنها لا تقبل صيغة نصر الله في أن جنوب لبنان وهضبة الجولان جبهة واحدة، ولهذا فانها لا تمتنع عن مواصلة العمل لمنع سيطرة حزب الله والإيرانيين في الجولان. غير أنه ترافق مع ذلك خطوتان أخريان، على ما يبدو هما الاهم من ناحية القدس. فقد تكبد الناطقون بلسان الحكومة العناء للتشديد في منتصف الاسبوع الماضي على مسؤولية حكام لبنان وسوريا عن كل ما يجري على جانبي المتراس، بينما في نهاية الاسبوع قال رئيس الوزراء ووزير الجيش إن المنفذ الاساس للجولة الاخيرة هي إيران، في اطار المواجهة الشاملة الآخذة في التصاعد بين القدس وطهران. أما كل الباقين فلم يذكروا على الاطلاق. القيادات العليا في الحكم الإيراني، الذين يحللون احداث الاسابيع الاخيرة والتصريحات الواضحة في اسرائيل قد يستنتجون بأن اسرائيل قررت تحدي إيران. والتعريف الذي أعطي لتصفية الجنرال الإيراني لا يقبل تفسيرا آخر. وبالفعل، يتحدث الإيرانيون عن أن هذا الحساب مفتوح وبرأيهم سيسددون الدين. لست واثقا من أنه جرت مراجعة في القدس لما حصل ولكن هذه هي النتيجة في هذه اللحظة، فالمواجهة العسكرية بين اسرائيل وإيران على الارض السورية، اذا ما وقعت، ستبدأ في شروط افتتاح مفضلة بالنسبة لنا. فإيران توجد في موقع ادنى في مواجهة اسرائيل في كثير من الجوانب الاستراتيجية. وهزيمة ساحقة لها في سوريا كفيلة بأن تمس بشدة بمكانتها الاقليمية والدولية. غير أن على اسرائيل أن تفكر ايضا بموقف روسيا من مثل هذه الحرب بصفتها مشاركة في الازمة السورية من خلال التوريد المكثف للسلاح والتواجد الواسع في الميدان. والاسناد الأمريكي الجدي – الامني والسياسي – سيكون حيويا أكثر من أي وقت مضى لحكومة اسرائيل.
لعل هذه الاعتبارات تدفع اسرائيل إلى تفضيل «احتواء» المواجهة الاخيرة، التي رغب فيها حزب الله ايضا. ولكن «الاحتواء» هو دوما علاج مؤقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أمن أم اقتصاد
إسرائيل كانت اقل الدول تضررا إبان الازمة العالمية وأقل الدول بطالة والأمن هاجسها الدائم
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(أشار الكاتب إلى أن حزب الله يملك أكثر من مئة ألف صاروخ موجهة إلى إسرائيل- وأن هذا بمثابة تهديد دائم لإسرائيل. وهناك إشكالية في قضية الردع.وقال الكاتب أن بعض الأحزاب الإسرائيلية تستخدم الموضوع الاجتماعي والاقتصادي في حملتها الانتخابية، وأشار إلى أن إسرائيل هي أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية، وأنها لا تعاني من البطالة كما تعانيه العديد من الدول.بالإضافة لذلك، ركز الكاتب على التطور التكنولوجي الإسرائيلي وأنه يشكل جزء كبير من مصدر الدخل)
المواجهات الأخيرة التي حدثت مع حزب الله لمن يفضلون النسيان هي تذكير لحقيقة أن حزب الله يمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ ومقذوف، موجهة نحو إسرائيل وتهدد سكانها من الشمال وحتى الجنوب – وهذا هو التهديد الذي يمكن أن يتحقق في كل لحظة. له يجب أن نضيف بضعة آلاف المقذوفات الموجودة لدى حماس.
هناك من يرغبون في الاعتقاد أن بوسع إسرائيل ردع حزب الله أو حماس، ولكن تجربة الماضي تظهر بأن الردع قضية إشكالية. وعلى الحكومة القادمة أن تتعامل مع هذا الوضع الشاذ.
تستثمر بعض الاحزاب جهودا كبيرة في الحملة الانتخابية هادفة إلى إقناع الجمهور بأن المشكلة الحقيقية لإسرائيل ليست المشكلة الأمنية، بل القضية الاقتصادية – الاجتماعية. وعليه، إسرائيل مثلها مثل أي دولة أخرى، لديها مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية. ولكن، وعلى الرغم من تحقيقها لنجاحات كبيرة في هذين المجالين، فإنها في المجال الأمني – على عكس الدول الأخرى – تقف في مواجهة تهديدات صعبة جداً.
هل علينا أن نذكر، بأن اسرائيل كانت الأقل تضررا إبان الأزمة الإقتصادية العالمية من بين سائر الدول؟ وأنه خلال هذه الأزمة استمر النمو الاقتصادي هنا ولم يكن البنك المركزي مضطراً لصب النقود في الإقتصاد، كما حدث في الولايات المتحدة وبريطانيا ومؤخرا في الاتحاد الاوروبي؟ على النقيض من معظم دول الغرب تستمع اسرائيل منذ سنوات من انعدام بطالة تقريبا شبه كامل؟.
وبالطبع، هناك دائما مكان للتحسين، وأولئك الداعون إلى تطبق النموذج الاشتراكي الديمقراطي في اسرائيل – وليكن ذلك مهما يكون – يدَّعون أن بوسعهم تحقيق تحسينٍ كهذا، ولكن ربما أنهم لا يفهمون كيف يتم إدارة اقتصاد التكنولوجيا العليا. اقتصاد الهاي- تك في العالم كله مرتبط بعمال مؤهلين ممن يتلقون اجوراً عالية. في اسرائيل قطاع الهاي- تك هو الذي يقود الاقتصاد الاسرائيلي في السنوات الأخيرة وهو السبب الاساسي وراء انعدام المساواة الآخذ في الاتساع في الدولة. هذا ما حدث أيضاً في الولايات المتحدة. المهندسون والعلماء المحليون يتلقون أجورا شبيه بتلك التي يتلقاها نظراؤهم في الولايات المتحدة، وأصحاب العمل يحققون ارباحا بالملايين وربما بالمليارات، حول هؤلاء يعمل الكثير من المحامين، والمحاسبين والمصرفيين، والذين هم بدورهم يتلقون اجورا عملاقة. ان تقليص هذه الفجوات دون قتل الدجاجة التي تبيض ذهبا ليس أمرا يسيرا.
يجب علينا إذن أن نهتم بتوفير الحوافز التي تجعل المبادرين يتقبلون الاغراءات ولا يهربون بمبادراتهم إلى خارج البلاد والاستمرار في تطوير أعمالهم هنا، وبهذا نوفر العمل في كل مستويات التشغيل. «طيبع» و «تشيك – بوينت» هما نموذجان بارزان لشركات أديرت على هذا الشكل. ولشدة الأسف، هما الشركتان الشاذتان.
الرواتب المدفوعة لمدراء البنوك، للمحامين وللمحاسبين هي موضوع مختلف كليا، فقد سبق ان اتخذت خطوات لتخفيض رواتب الموظفين الكبار في الشركات الحكومية لمستويات اكثر معقولية. الفجوات الاقتصادية ستبدأ بالتقلص عندما يتاح لقطاعات واسعة استئجارمهارات مطلوبة في الشركات الحديثة. الجيش الاسرائيلي، وهو المؤسسة التربوية الكبرى في اسرائيل، يؤدي دورا مهما في مواجهة هذا التحدي من خلال التأهيل المهني للجنود في الخدمة النظامية.
القطاع المتدين والسكان العرب، والذين لديهم توجد جيوب الفقر الاساسية لأسباب عديدة، لا يستنفذون حتى النهاية الفرص المتاحة أمامهم من قبل مؤسسات التعليم في إسرائيل. يمكن ملاحظة تقدم في هذا المجال، لكن الطريق لا تزال طويلة. هناك بالطبع حاجة لمساعدة المحتاجين، لكن هذا ليس حلا للمدى الطويل – الأطفال الذين يكبرون في العائلات المحتاجة يجب عليهم ان يأخذوا فرصة اقتناء الادوات التي توصلهم إلى العالم المتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرح في السعودية: الملك سلمان سارع إلى إعداد الميراث القادم
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
( أشار الكاتب إلى أن الملك سلمان قام بإعادة ترتيب أوراقه بناء على مصالحه، قام بعزل أبناء عبد الله، وعين ولي عهد له.
قال الكاتب أن هناك الكثير من المؤامرات التي يديرها أبناء الملك عبد الله مع بعض الأمراء لأجل السيطرة على الحكم.أشار الكاتب أن الملك الجديد يختلف عن سابقه، لأنه يعارض العقوبات على قطر وليس لديه أي مشكلة في التعامل مع إيران. وسيكون هنالك تغيير قريب في سياسة السعودية).
أضيف إلى قائمة التقارير الطبية غير الرسمية عن سلمان، ملك السعودية، تقرير بأنه مصاب بمرض «الزهايمر» وهو مشلول في احدى يديه جراء جلطة دماغية ويعاني من مرض السكري – باختصار، لم يتبق كما يبدو للملك ابن الـ 79 عاما فترة طويلة من حياته.
صحيح أن تقارير مشابهة نشرت عن سلفه الملك عبد الله الذي تجاوز الفترة التي أعدت له، لكن يتضح أن سلمان، الذي كما يبدو كان على نزاع مع عبد الله، قد سارع، حتى أنه يسرع جدا، إلى اعداد الميراث القادم. كخطوة اولى، حتى قبل أن يبحث في مواضيع مصيرية مثل ازمة النفط، الحرب في سوريا أو النزاع مع الاردن، أصدر الملك أوامر عزل وتعيينات جديدة لعشرات الأمراء في المملكة. بصورة غير مفاجئة، اغلبية المعزولين كانوا مقربين من الملك عبد الله. مثلا قام بعزل إبنين من ابناء عبد الله – مشعل الذي كان حاكما لمدينة مكة المقدسة، وتركي الذي كان حاكما لمدينة الرياض العاصمة – وكذلك خالد بن بندر الذي كان رئيس المخابرات، وبندر بن سلطان الذي كان رئيس جهاز المخابرات السابق وبعد ذلك السكرتير العام لمجلس الامن القومي.
هذه التغييرات لم تأت من فراغ، فالحديث يدور عن برنامج مرتب، فقط إنتظر موت الملك من اجل أن يتحقق. ومن خلف هذا البرنامج يقف هدف مزدوج. أولا، تطهير البلاط من رجال الملك عبد الله، وعلى رأسهم إبنه متعب، الذي كان يتوق إلى الوصول إلى رأس هرم السلطة عن طريق تعيينه وليا للعهد في المستقبل. ثانيا، اغلاق الحسابات مع عدد من أعداء سلمان، الذين تآمروا على إبعاد الجناح السديري من الحكومة، أبناء الأميرة حاسة السديري، وهي واحدة من عشرات زوجات الملك المؤسس عبد العزيز. هؤلاء «المتآمرون» ومن ضمنهم متعب ورئيس البلاط الملكي وخالد التويجري وبندر بن سلطان، الذي كان طوال عشرات السنين سفير السعودية في واشنطن ورجل الاتصال الاكثر أهمية بين المملكة والادارة الأمريكية، وكذلك محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد حاكم دولة الامارات العربية. «المتآمرون» ركزوا جهودهم على نايف بن سلطان، الذي كان وزير داخلية قويا، وبعد موته – علا إبنه محمد بن نايف الذي خلفه في المنصب. لقد خافوا أنه كابن لأحد الأمراء «السديريين» أن من الممكن لمحمد بن نايف أن يرث الحكم، وبهذا يتم وضع نهاية لطموحاتهم.
إن العلاقة بين ولي عهد دولة الامارات وبين المتآمرين تأسست قبل سنين عديدة، عندما قرر محمد بن زايد أن عليه انشاء تحالف سعودي اماراتي مكون من أبناء الجيل الشاب، يقوم باملاء الخطوات السياسية في المنطقة. إبن زايد، وهو واحد من أثرياء دول الخليج، تبنى الأميرين بندر ومتعب ورئيس البلاط الملكي والتويجري الذي كان مثابة الحاجب الذي يقرر من يقابل الملك ومن لا يقابله، وأنفق عليهم اموالا طائلة. كانت تلك مجموعة متكتلة جدا ومصممة، تلقت ضربة قوية عندما قرر الملك عبد الله عزل بندر من رئاسة المخابرات بسبب فشله في ادارة الازمة في سوريا. حاليا الامير متعب وكذلك طباخ المؤامرات التويجري تم ابعادهم عن مناصبهما (رغم أن متعب يواصل عمله كوزير مسؤول عن الحرس الملكي)، بقي لمحمد بن زايد القليل من الأمراء في المملكة السعودية. العلاقة بين المجموعة السعودية وبين زايد توضح ليس فقط التوق للحفاظ على مكانتهم في السلطة من قبل أبناء عائلة عبد الله المتوفى، ولكن ايضا بهدف تقليص قوة المدرسة الوهابية المتشددة في المملكة.
الجيل الشاب الذي تعتبر هذه المجموعة المطرودة منه ترى في الملك سلمان ومقربيه من العائلة – لا سيما الامير محمد بن نايف – محافظون يعارضون رياح التطور التي تتأجج في اوساط الشباب السعودي.
كما أن الاختلافات السياسية تميز الملك الجديد عن خصومه، مثلا سلمان يعارض العقوبات التي فرضت على قطر وكان يعتقد أنه يمكن اخضاعها لارادة المملكة بطرق ليّنة. كما أنه لا يعارض التعاون بين السعودية وإيران، خلافا لموقف عبد الله. الخوف من تحول السياسة السعودية تجاه إيران وربما ايضا العلاقة مع الاخوان المسلمين يقلق المصريين الذين تلقوا دعما غير محدود من الملك عبد الله، الذي أعلن عن الحركة في السعودية كتنظيم إرهابي.
حسب بعض المصادر فان حاكم دولة الامارات عارض اتفاق المصالحة مع قطر، وحسب رأيه قطر لم تعرض أي تنازلات من جانبها مقابل هذا الاتفاق.
وفي رده على الاتفاق سعى حاكم دولة الامارات إلى تطوير علاقات بلاده مع إيران، كما أنه دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، خلافا لموقف الملك عبد الله. يمكن أن نضيف إلى الخلاف بين الامارات والسعودية تصريحات محمد بن زايد التي تم الكشف عنها في وثائق «ويكيليكس» التي اعتبر فيها الامير نايف، شقيق الامير سلمان، قرداً بقوله إن نظرية داروين عن أصل الإنسان صحيحة بالنسبة اليه.
لا يسود الهدوء الآن في المملكة السعودية، ولن يكون الأمر مملا في الزمن القريب. المشكلة هي أن شبكة العلاقات الشخصية هذه يمكن أن يكون لها تأثير هام على التطورات في المنطقة ولا سيما أن السعودية تحولت إلى محور مركزي تدور حوله المعارك السياسية.
بقلم: اسحق ليئور، عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(أورد الكاتب عدة أمثلة عن سياسيين إسرائيليين سابقين، وطريقة عيشهم الزهيدة وتبرعهم بأموالهم ورواتبهم للشعب، وحتى قربهم منهم.وانتقد الكاتب في مقاله الهجمة التي تعرض لها نتنياهو بسبب قضية الزجاجات، وقال لم يتعرض نتنياهو لأي هجوم في الحرب على قطاع غزة، بالرغم ما خلفته من دمار، وأن الشعب الإسرائيلي يختار البحث في الأشياء البسيطة وينسى الفظائع الكبيرة)
قصة من سنوات الخمسين: دخل صحافي في إحدى الليالي الماطرة لمقابلة رئيس الدولة يتسحاك بن تسابي في مقر الرئاسة، جلس في غرفة الانتظار شرطي يحتسي الشاي. «أين الرئيس؟»، سأله الصحافي، أشار الشرطي من خلال النافذة إلى رئيس الدولة الجالس في كشك الحراسة في الخارج، في البرد، وقد حل مكان الشرطي إلى أن ينهي شرب الشاي.
قصة من سنوات الستين: بينما كان وزير الاقتصاد بنحاس سابير متوجها نحو إيلات، توقف في يتباتا، وسأل بعض الاصدقاء عن مشكلة المحلبة الجديدة، اجابوه كذا وكذا، واصل طريقه نحو إيلات للتحكيم في نزاع عمل. في طريق عودته، دفع تكاليف الاصلاح مما جناه من بدل التحكيم، ما يكفي من المال لإصلاح المحلبة. هل نشير إلى سنوات السبعين؟ لدينا مناحم بيغن وشقته المتواضعة.
قصة أخرى ذات صلة: أعضاء الكنيست الشيوعيون، حتى نهاية سنوات الثمانينات، تبرعوا برواتبهم لصندوق الحزب، وحصلوا بالمقابل من الحزب على الدخل المتوسط لعمال المصانع، ما هو المشترك بين هذه القصص؟ الروح المفقودة كلياً، ليس الشوق إلى هذه الروح هو الدافع إلى مهاجمة نتنياهو ونمط حياته، ولا إلى سفك دم زوجته بهذه الطريقة العاهرة.
عندما تهاجم تسيبي ليفني طريقة حياة نتنياهو التي تعادل أجر الحد الأدني لمليون إسرائيلي، هل تناست الإرتفاع المضطرد لرواتب أعضاء الكنيست، أو شروط التقاعد الفضائحية الخاصة بهم، في حين عارضت الحكومة التي كانت عضوا فيها منذ وقت قريب رفع الحد الادنى للأجور؟ كلا.
معركة الطين الحالية تجري في جبهة الانتخابات لدينا، يحركها الشوق للتخلص من نتنياهو مع الشعور بالخوف من أن احتمالات ذلك صغيرة جداً، إلى درجة أنه بدلا من خوض حملة انتخابية على مضامين حقيقية – وفي هذا المجال يوجد ما نختلف فيه مع اليمين – يخوضون حرباً قذرة حول مواضيع بدون شك مؤلمة، (فمن منا لا يرغب في احتساء النبيذ الفاخر كما يحتسون هناك، إذا صحت أرقام المبالغ المنفقة؟).
على اية حال، فإن رذاذ الكلام الخارج من أفواههم يعكس ما يسمح به المجتمع السياسي لنفسه، فيما إذا كان الكلام يدور عن أعضاء الكنيست حاليين، أو أمراء السياسسة من الجيل الثالث (يتسحاك هرتسوغ)، او كان يدور عن صحافيين كبار، ممن يتلقون اجورا ضخمة من قنوات تتلقى الدعم الحكومي – هذا الرذاد هو جزء من النفاق المستشري.
دعونا من النفاق، فهو جزء من اللعبة السياسية، والتي تحتوي على الكثير من القذارة باسم الأخلاق. من يتذكر الانتخابات الاخيرة للرئاسة، يتذكر بالتأكيد ما يملكه المجتمع السياسي من ادوات لخوض حرب تحقير على مستوى فيسبوكي. خطيرة هي الطهارة المتعلقة بقضية الزجاجات. نتنياهو خرج للتو من الحرب على غزة، يكفي أن نشاهد الصور القادمة من هناك، البيوت المهدمة، عشرات آلاف الغزاويين يعيشون في هذا الشتاء بدون بيوت. وكل ما نتحدث به عن أخلاقياته يتلخص في بيته في قيساريا؟
الغالبية العظمى من المواطنين والمحللين دعموا هذه الاعمال المرعبة عندما حدثت. والآن ترى بعضهم مصدومون من قضية الزجاجات؟ كثيرا. نتنياهو يعمل نهائيا على دفن حلم الدولة العبرية بسياسات الرفض الخاصة به. وكل ما نعارضه به يتلخص في موازنة النبيذ؟ من أين تخرج تصدر أخلاقيات البرجوازية الصغيرة هذه، إذا لم تكن من ضرورة أن تكون «منطقيا» وتؤيد القذارة الاخلاقية الحقيقية للقتل اليومي وتصفية الحياة القومية لشعب محتل وبمصاحبة المقولة «هم يريدون إبادتنا»؟ وما الذي يذكرونه عن إيهود أولمرت؟ هل يذكرون الحربين المجنونتين التين أدارهما، وتسبب في جلب الموت عندنا وجلب الموت الجماعي في لبنان وغزة؟ كلا. سيذكرون تذاكر الطائرات لسفراته لا غير.
هذا هو ملخص الثقافة المتطهرة. إنها تحب الاخلاق على طريقة الديودورانت. تستعين بأجورنا المتدنية، بتقاعداتنا البائسة لإشاعة النمائم، ومن خلالها يتم تبييض الجرائم الكبرى، الجرائم التي تتسع معها حالة القبول الجماهيرية. فالطريق الفضلى كي تكون منطقياً تتم بنسيان أين وقفت عندما تدفق الدم، بل في التفتيش في الزجاجات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
صهيونية جدي فايتس
عارض يوسف فايتس الاستيطان في الضفة وهو لا يقل صهيونية عن ممثلي اليمين
بقلم: يحيعام فايتس،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(طرح الكاتب تساؤلا حول الصهيوني الحق من يكون، واعتبر الكاتب أن اليمينيين يعتبرون أنفسهم الصهيونيين الحقيقيين، وأن هؤلاء رفضوا اليسار ورفضوا تسميته كذلك. حيث هاجموا المعسكر الصهيوني بقيادة هرتسوغ- ليفني واعتبروه أنه ليس صهيونيا.يشير الكاتب إلى أن الصهيوني الحقيقي هو الذي يعمل لأجل إسرائيل وليس من يحتل شعب ومن يبني مستوطنات غير مشروعة، من شأنها أن تزيد من النزاع.
وجلب الكاتب مثالا على الصهيوني الحقيقي وهو جده يوسف فايتس الذي عمل لأجل إسرائيل ورفض قيام مستوطنة غوش عتصيون)
تجرأ كل من يتسحاك هرتسوغ رئيس حزب العمل، وتسيبي ليفني رئيسة حزب تنوعاة (الحركة) على اتخاذ قرار وقح – بتسمية حزبهم الجديد باسم «المعسكر الصهيوني». في حين أنه مسموح فقط لرجال اليمين استخدام مصطلح «الصهيوني» – كأعضاء الليكود «والبيت الصهيوني»، وبالطبع، للمستوطنين كذلك. فكل خطوة من خطواتهم هي تحقيق الصهيونية، بما في ذلك سرقة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون. الصعود إلى جبل الهيكل (المسجد الاقصى) هو قمة تحقيق الصهيونية وواقع أن خطوة كهذه يمكنها أن تشكل تهديداً لوجود الشعب اليهودي تعتبر هامشية ومرفوضة في أعينهم.
وهنا، حالة كسر وخلع – يعلن هرتسوغ سويا مع ليفني أن حزبهم صهيوني. وفقا لنهج اليمين هم يمثلون مابعد الصهيونية، مناهضة الصهيونية، أعداء إسرائيل واليسراويين. اليسراويون ليسوا يهوداً، كما همس نتنياهو ذات مرة في أذن الحاخام كدوري العجوز المتهالك. كما أنه ممنوع أن نرى أباءهم كصهيونيين – ليس رئيس الدولة، وليس الجنرال حاييم هرتسوغ، وكذلك إيتان لبني، أحد قادة الإتسل الذي عرض حياته للخطر من أجل الدولة. الصهيوني الوحيد النهائي إبن صهيون هو نتنياهو، ذلك الذي رعى في حقول غريبة على مدى سنوات، لكن هذا شأن لسبب ما لا يتم إعلاؤه.
والآن يطلب ممثل البيت اليهودي من لجنة الانتخابات المركزية إسقاط إسم المعسكر الصهيوني، بادعاء أن ذلك يشكل «خداعاً للجمهور». هناك أيضا من يشككون بصهيونية عدد من أعضاء الحزب، مثل عضوات الكنيست ميراف ميخائيلي وستاف شبير. من الواضح أن صهونية أشخاص على شاكلة أوري أريئيل أو ميري ريغف هي الصهيونية المكتملة.
لكي اعطي نموذجا لإشكالية استخدام اليمين لهذا المصطلح سوف أجلب مثلا مأخوذاً من عالمي العائلي الخاص. جدي يوسف فايتس، هاجر إلى البلاد كطلائعي أثناء الهجرة الثانية عام 1908.
واشتغل في كروم رحوفوت، أدار مزرعة الشجرة إبان الحرب العالمية الأولى وبعد ذلك بدأ العمل في الكيرن كايمت. وقد ادار هذه المؤسسة خلال عشرات السنوات ومنسوب إليه سلسلة طويلة من الاعمال البطولية قبل إقامة الدولة وأثناءها. من ذلك شراء الاراضي في عيمك هاحيفر، عمليات «حوما ومغدال»، إقامة نقاط الرقابة الثلاث، و11نقطة في النقب، الاستيطان في الضواحي – خصوصا في المنطقة الجبلية – والاستيطان الجديد في الجليل في سنوات الستينات. الكثيرون يرون في حكاية حاييم كحكاية صهيونية اسطورية.
بعد حرب الأيام الستة، وقد بلغ جدي حينذاك الثمانين، برزت مبادرة لإقامة مستوطنات غوش عتصيون من جديد. تم دعوة جدي كضيف شرف في احتفال افتتاح المشروع، باعتباره كان أباً للاستيطان في سنوات ال 40، لكنه رفض المشاركة في الاحتفالية، لأنه عارض بشدة اعادة اقامة الكتلة الاستيطانية.
أيام معدودة بعد نهاية الحرب، عرض أمام رئيس الحكومة آنذاك، ليفي أشكول، والذي كان صديقه المقرب لعشرات السنين، مبررات رفضه، والمبرر المركزي بينها كان: «سيقال في العالم، هاهم لاجئوا إسرائيل قد عادوا إلى اماكنهم، لذلك يجب اعادة اللاجئين العرب إلى اماكنهم في إسرائيل».
في ايلول 1967 ارسل جدي رسالة لمنظمي الاحتفال، وفصل خلالها اساب معارضته: الاستيطان في غوش عتصيون سوف يتسبب بالضرر لفرص تحقيق السلام. كما انه يحتوي على نوع من التحدي للاصدقاء القلة الذين بقوا إلى جانب اسرائيل بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها سوف تقوي أعداء إسرائيل، وعرض على الشبان المتحمسين للاستيطان أن يتوجهوا بدلا من ذلك نحو الجليل، وهذه بعكس الضفة ليس عليها خلاف «ليس من جانب يشعياهو، ولا من جانب يرمياهو، وليس من جانب الغرباء».
استيطان غوش عتصيون اعتبر على أنه قمة الصهيونية وقد احيط بالتوافق التام. غوش عتصيون ليس مستوطنة ايتامار أو مستوطنة تفوح . لذلك، إذاً، يتوجب طرح السؤال، هل كانت رسالة جدي شهادة لكره الذات اليسراوي، او دلالة على بعد نظر عميق وشجاع.
بعد تقريبا خمسين عاماً، يتوجب علينا طرح سؤال إضافي: ما هي الصهيونية الحقة – إقامة غوش عتصيون أو معارضة ذلك من قبل صهيوني معروف اسمه يوسف فايتس. معارضة الاحتلال ومظاهر العنصرية هي صهيونية على الاقل مثل إقامة المستوطنات غير القانونية في مكان معزول أيا يكن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
التوتر في الشمال… استيعاب أم حرب؟
من الأفضل لإسرائيل مؤقتا خيار احتواء مواجهة إيران وحزب الله في الجولان
بقلم: افرايم هليفي، عن يديعوت أحرونوت
أهم ما جاء في المقال:
(ركز الكاتب على طرق التكتيك الإسرائيلية الأخيرة وطريقة إسرائيل الجديدة في احتواء أي تصعيد، حيث لم يصرح أي مسؤول إسرائيلي بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال الجنرال الإيراني وعناصر حزب الله؛ في خطوة من أجل احتواء الحدث وعدم التصعيد.عندما أعلنت إسرائيل عبر وزير جيشها أن الاغتيال كان ضروريا، نفذ حزب الله عملية بنفس الظروف وفي وضح النهار، مشيرا إلى أن هنالك ردعا من قبل حزب الله.
أشار الكاتب إلى أن الاحتواء والهدوء في الشمال هو لفترة مؤقتة وأن هذا لن يدوم".
هناك وجه شبه مفاجيء بين طرق تعبير قادة إسرائيل وقادة أعدائها في الجبهة الشمالية، سواء في كل ما يتعلق بجوهر النزاع أم بالتقنيات التي يتخذها الطرفان في إطار سلوكهما. فإسرائيل وحزب الله على حد سواء انشغلا الشهر الماضي سواء في محاولات تصميم «قواعد اللعب» على طول خط الفصل بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان أم بتغيير الرواية التي اضطر الطرفان إليها.
قبل بضعة أيام من الحدث الذي صفي فيه جهاد مغنية والجنرال الإيراني قضى زعيم حزب الله بأن منظمته لا تتواجد في هضبة الجولان. وعندما قتل ستة رجال حزب الله في ذاك الحدث، لم تنف المنظمة مرة أخرى بأن رجالها يعملون هناك. وما سعى حزب الله إلى اخفائه اصبح علنا. ورد حزب الله والإيرانيون كل على حدة على العملية وقالوا إنه سيكون انتقام.
أما سلوك اسرائيل فكان اكثر تعقيدا في المراحل الاولى. فاسرائيل لم تتبنى المسؤولية عن التصفية فما بالك أن ظروف التنفيذ في وضح النهار لم تسهل أمر فرض الغموض على هوية المنفذين. كان واضحا أن اسرائيل تطلعت منذ البداية إلى «احتواء» الحدث من خلال نوع من نفي الدور، وعلى ما يبدو أملت في أن هكذا تمنع تدهورا آخر. غير أن هنا تعقد هدفان – الاول «احتواء» الحدث في مواجهة حزب الله والإيرانيين، والثاني تشجيع الجمهور في اسرائيل. في البداية نقل عن مصدر كبير في القدس يقول إن اسرائيل لم تعرف بوجود الإيراني في المكان. غير أن بعد بضعة ايام من ذلك قضى وزير الجيش بأن تصفية الجنرال كانت ضرورية.
وعندها جاءت الحادثة في هار دوف التي قتل فيها مقاتلان من جفعاتي. وأدى هذا الحدث بنصر الله إلى الظهور في خطاب مفصل حرص فيه على أن يعقد مساواة بين الحدثين في هضبة الجولان وفي هار دوف. فكلاهما وقعا في وضح النهار، كلاهما حققا هدفيهما، ومن هنا الجبهتان – هضبة الجولان وجنوب لبنان – جبهة واحدة. كما قضى بأنه لا يسارع إلى الحرب في الوقت الحالي، ولكن اذا ما فرضت على حزب الله – فانه مستعد لها وبرأيه سينتصر فيها. عمليا سعى نصر الله لأن يقول بأن اسرائيل ولبنان يعيشان اليوم في وضع من الردع المتبادل.
ظاهرا اتخذت اسرائيل في هذه المرحلة تكتيكا مختلفا، فقد قالت إنها لا تقبل صيغة نصر الله في أن جنوب لبنان وهضبة الجولان جبهة واحدة، ولهذا فانها لا تمتنع عن مواصلة العمل لمنع سيطرة حزب الله والإيرانيين في الجولان. غير أنه ترافق مع ذلك خطوتان أخريان، على ما يبدو هما الاهم من ناحية القدس. فقد تكبد الناطقون بلسان الحكومة العناء للتشديد في منتصف الاسبوع الماضي على مسؤولية حكام لبنان وسوريا عن كل ما يجري على جانبي المتراس، بينما في نهاية الاسبوع قال رئيس الوزراء ووزير الجيش إن المنفذ الاساس للجولة الاخيرة هي إيران، في اطار المواجهة الشاملة الآخذة في التصاعد بين القدس وطهران. أما كل الباقين فلم يذكروا على الاطلاق. القيادات العليا في الحكم الإيراني، الذين يحللون احداث الاسابيع الاخيرة والتصريحات الواضحة في اسرائيل قد يستنتجون بأن اسرائيل قررت تحدي إيران. والتعريف الذي أعطي لتصفية الجنرال الإيراني لا يقبل تفسيرا آخر. وبالفعل، يتحدث الإيرانيون عن أن هذا الحساب مفتوح وبرأيهم سيسددون الدين. لست واثقا من أنه جرت مراجعة في القدس لما حصل ولكن هذه هي النتيجة في هذه اللحظة، فالمواجهة العسكرية بين اسرائيل وإيران على الارض السورية، اذا ما وقعت، ستبدأ في شروط افتتاح مفضلة بالنسبة لنا. فإيران توجد في موقع ادنى في مواجهة اسرائيل في كثير من الجوانب الاستراتيجية. وهزيمة ساحقة لها في سوريا كفيلة بأن تمس بشدة بمكانتها الاقليمية والدولية. غير أن على اسرائيل أن تفكر ايضا بموقف روسيا من مثل هذه الحرب بصفتها مشاركة في الازمة السورية من خلال التوريد المكثف للسلاح والتواجد الواسع في الميدان. والاسناد الأمريكي الجدي – الامني والسياسي – سيكون حيويا أكثر من أي وقت مضى لحكومة اسرائيل.
لعل هذه الاعتبارات تدفع اسرائيل إلى تفضيل «احتواء» المواجهة الاخيرة، التي رغب فيها حزب الله ايضا. ولكن «الاحتواء» هو دوما علاج مؤقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أمن أم اقتصاد
إسرائيل كانت اقل الدول تضررا إبان الازمة العالمية وأقل الدول بطالة والأمن هاجسها الدائم
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(أشار الكاتب إلى أن حزب الله يملك أكثر من مئة ألف صاروخ موجهة إلى إسرائيل- وأن هذا بمثابة تهديد دائم لإسرائيل. وهناك إشكالية في قضية الردع.وقال الكاتب أن بعض الأحزاب الإسرائيلية تستخدم الموضوع الاجتماعي والاقتصادي في حملتها الانتخابية، وأشار إلى أن إسرائيل هي أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية، وأنها لا تعاني من البطالة كما تعانيه العديد من الدول.بالإضافة لذلك، ركز الكاتب على التطور التكنولوجي الإسرائيلي وأنه يشكل جزء كبير من مصدر الدخل)
المواجهات الأخيرة التي حدثت مع حزب الله لمن يفضلون النسيان هي تذكير لحقيقة أن حزب الله يمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ ومقذوف، موجهة نحو إسرائيل وتهدد سكانها من الشمال وحتى الجنوب – وهذا هو التهديد الذي يمكن أن يتحقق في كل لحظة. له يجب أن نضيف بضعة آلاف المقذوفات الموجودة لدى حماس.
هناك من يرغبون في الاعتقاد أن بوسع إسرائيل ردع حزب الله أو حماس، ولكن تجربة الماضي تظهر بأن الردع قضية إشكالية. وعلى الحكومة القادمة أن تتعامل مع هذا الوضع الشاذ.
تستثمر بعض الاحزاب جهودا كبيرة في الحملة الانتخابية هادفة إلى إقناع الجمهور بأن المشكلة الحقيقية لإسرائيل ليست المشكلة الأمنية، بل القضية الاقتصادية – الاجتماعية. وعليه، إسرائيل مثلها مثل أي دولة أخرى، لديها مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية. ولكن، وعلى الرغم من تحقيقها لنجاحات كبيرة في هذين المجالين، فإنها في المجال الأمني – على عكس الدول الأخرى – تقف في مواجهة تهديدات صعبة جداً.
هل علينا أن نذكر، بأن اسرائيل كانت الأقل تضررا إبان الأزمة الإقتصادية العالمية من بين سائر الدول؟ وأنه خلال هذه الأزمة استمر النمو الاقتصادي هنا ولم يكن البنك المركزي مضطراً لصب النقود في الإقتصاد، كما حدث في الولايات المتحدة وبريطانيا ومؤخرا في الاتحاد الاوروبي؟ على النقيض من معظم دول الغرب تستمع اسرائيل منذ سنوات من انعدام بطالة تقريبا شبه كامل؟.
وبالطبع، هناك دائما مكان للتحسين، وأولئك الداعون إلى تطبق النموذج الاشتراكي الديمقراطي في اسرائيل – وليكن ذلك مهما يكون – يدَّعون أن بوسعهم تحقيق تحسينٍ كهذا، ولكن ربما أنهم لا يفهمون كيف يتم إدارة اقتصاد التكنولوجيا العليا. اقتصاد الهاي- تك في العالم كله مرتبط بعمال مؤهلين ممن يتلقون اجوراً عالية. في اسرائيل قطاع الهاي- تك هو الذي يقود الاقتصاد الاسرائيلي في السنوات الأخيرة وهو السبب الاساسي وراء انعدام المساواة الآخذ في الاتساع في الدولة. هذا ما حدث أيضاً في الولايات المتحدة. المهندسون والعلماء المحليون يتلقون أجورا شبيه بتلك التي يتلقاها نظراؤهم في الولايات المتحدة، وأصحاب العمل يحققون ارباحا بالملايين وربما بالمليارات، حول هؤلاء يعمل الكثير من المحامين، والمحاسبين والمصرفيين، والذين هم بدورهم يتلقون اجورا عملاقة. ان تقليص هذه الفجوات دون قتل الدجاجة التي تبيض ذهبا ليس أمرا يسيرا.
يجب علينا إذن أن نهتم بتوفير الحوافز التي تجعل المبادرين يتقبلون الاغراءات ولا يهربون بمبادراتهم إلى خارج البلاد والاستمرار في تطوير أعمالهم هنا، وبهذا نوفر العمل في كل مستويات التشغيل. «طيبع» و «تشيك – بوينت» هما نموذجان بارزان لشركات أديرت على هذا الشكل. ولشدة الأسف، هما الشركتان الشاذتان.
الرواتب المدفوعة لمدراء البنوك، للمحامين وللمحاسبين هي موضوع مختلف كليا، فقد سبق ان اتخذت خطوات لتخفيض رواتب الموظفين الكبار في الشركات الحكومية لمستويات اكثر معقولية. الفجوات الاقتصادية ستبدأ بالتقلص عندما يتاح لقطاعات واسعة استئجارمهارات مطلوبة في الشركات الحديثة. الجيش الاسرائيلي، وهو المؤسسة التربوية الكبرى في اسرائيل، يؤدي دورا مهما في مواجهة هذا التحدي من خلال التأهيل المهني للجنود في الخدمة النظامية.
القطاع المتدين والسكان العرب، والذين لديهم توجد جيوب الفقر الاساسية لأسباب عديدة، لا يستنفذون حتى النهاية الفرص المتاحة أمامهم من قبل مؤسسات التعليم في إسرائيل. يمكن ملاحظة تقدم في هذا المجال، لكن الطريق لا تزال طويلة. هناك بالطبع حاجة لمساعدة المحتاجين، لكن هذا ليس حلا للمدى الطويل – الأطفال الذين يكبرون في العائلات المحتاجة يجب عليهم ان يأخذوا فرصة اقتناء الادوات التي توصلهم إلى العالم المتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرح في السعودية: الملك سلمان سارع إلى إعداد الميراث القادم
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
( أشار الكاتب إلى أن الملك سلمان قام بإعادة ترتيب أوراقه بناء على مصالحه، قام بعزل أبناء عبد الله، وعين ولي عهد له.
قال الكاتب أن هناك الكثير من المؤامرات التي يديرها أبناء الملك عبد الله مع بعض الأمراء لأجل السيطرة على الحكم.أشار الكاتب أن الملك الجديد يختلف عن سابقه، لأنه يعارض العقوبات على قطر وليس لديه أي مشكلة في التعامل مع إيران. وسيكون هنالك تغيير قريب في سياسة السعودية).
أضيف إلى قائمة التقارير الطبية غير الرسمية عن سلمان، ملك السعودية، تقرير بأنه مصاب بمرض «الزهايمر» وهو مشلول في احدى يديه جراء جلطة دماغية ويعاني من مرض السكري – باختصار، لم يتبق كما يبدو للملك ابن الـ 79 عاما فترة طويلة من حياته.
صحيح أن تقارير مشابهة نشرت عن سلفه الملك عبد الله الذي تجاوز الفترة التي أعدت له، لكن يتضح أن سلمان، الذي كما يبدو كان على نزاع مع عبد الله، قد سارع، حتى أنه يسرع جدا، إلى اعداد الميراث القادم. كخطوة اولى، حتى قبل أن يبحث في مواضيع مصيرية مثل ازمة النفط، الحرب في سوريا أو النزاع مع الاردن، أصدر الملك أوامر عزل وتعيينات جديدة لعشرات الأمراء في المملكة. بصورة غير مفاجئة، اغلبية المعزولين كانوا مقربين من الملك عبد الله. مثلا قام بعزل إبنين من ابناء عبد الله – مشعل الذي كان حاكما لمدينة مكة المقدسة، وتركي الذي كان حاكما لمدينة الرياض العاصمة – وكذلك خالد بن بندر الذي كان رئيس المخابرات، وبندر بن سلطان الذي كان رئيس جهاز المخابرات السابق وبعد ذلك السكرتير العام لمجلس الامن القومي.
هذه التغييرات لم تأت من فراغ، فالحديث يدور عن برنامج مرتب، فقط إنتظر موت الملك من اجل أن يتحقق. ومن خلف هذا البرنامج يقف هدف مزدوج. أولا، تطهير البلاط من رجال الملك عبد الله، وعلى رأسهم إبنه متعب، الذي كان يتوق إلى الوصول إلى رأس هرم السلطة عن طريق تعيينه وليا للعهد في المستقبل. ثانيا، اغلاق الحسابات مع عدد من أعداء سلمان، الذين تآمروا على إبعاد الجناح السديري من الحكومة، أبناء الأميرة حاسة السديري، وهي واحدة من عشرات زوجات الملك المؤسس عبد العزيز. هؤلاء «المتآمرون» ومن ضمنهم متعب ورئيس البلاط الملكي وخالد التويجري وبندر بن سلطان، الذي كان طوال عشرات السنين سفير السعودية في واشنطن ورجل الاتصال الاكثر أهمية بين المملكة والادارة الأمريكية، وكذلك محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد حاكم دولة الامارات العربية. «المتآمرون» ركزوا جهودهم على نايف بن سلطان، الذي كان وزير داخلية قويا، وبعد موته – علا إبنه محمد بن نايف الذي خلفه في المنصب. لقد خافوا أنه كابن لأحد الأمراء «السديريين» أن من الممكن لمحمد بن نايف أن يرث الحكم، وبهذا يتم وضع نهاية لطموحاتهم.
إن العلاقة بين ولي عهد دولة الامارات وبين المتآمرين تأسست قبل سنين عديدة، عندما قرر محمد بن زايد أن عليه انشاء تحالف سعودي اماراتي مكون من أبناء الجيل الشاب، يقوم باملاء الخطوات السياسية في المنطقة. إبن زايد، وهو واحد من أثرياء دول الخليج، تبنى الأميرين بندر ومتعب ورئيس البلاط الملكي والتويجري الذي كان مثابة الحاجب الذي يقرر من يقابل الملك ومن لا يقابله، وأنفق عليهم اموالا طائلة. كانت تلك مجموعة متكتلة جدا ومصممة، تلقت ضربة قوية عندما قرر الملك عبد الله عزل بندر من رئاسة المخابرات بسبب فشله في ادارة الازمة في سوريا. حاليا الامير متعب وكذلك طباخ المؤامرات التويجري تم ابعادهم عن مناصبهما (رغم أن متعب يواصل عمله كوزير مسؤول عن الحرس الملكي)، بقي لمحمد بن زايد القليل من الأمراء في المملكة السعودية. العلاقة بين المجموعة السعودية وبين زايد توضح ليس فقط التوق للحفاظ على مكانتهم في السلطة من قبل أبناء عائلة عبد الله المتوفى، ولكن ايضا بهدف تقليص قوة المدرسة الوهابية المتشددة في المملكة.
الجيل الشاب الذي تعتبر هذه المجموعة المطرودة منه ترى في الملك سلمان ومقربيه من العائلة – لا سيما الامير محمد بن نايف – محافظون يعارضون رياح التطور التي تتأجج في اوساط الشباب السعودي.
كما أن الاختلافات السياسية تميز الملك الجديد عن خصومه، مثلا سلمان يعارض العقوبات التي فرضت على قطر وكان يعتقد أنه يمكن اخضاعها لارادة المملكة بطرق ليّنة. كما أنه لا يعارض التعاون بين السعودية وإيران، خلافا لموقف عبد الله. الخوف من تحول السياسة السعودية تجاه إيران وربما ايضا العلاقة مع الاخوان المسلمين يقلق المصريين الذين تلقوا دعما غير محدود من الملك عبد الله، الذي أعلن عن الحركة في السعودية كتنظيم إرهابي.
حسب بعض المصادر فان حاكم دولة الامارات عارض اتفاق المصالحة مع قطر، وحسب رأيه قطر لم تعرض أي تنازلات من جانبها مقابل هذا الاتفاق.
وفي رده على الاتفاق سعى حاكم دولة الامارات إلى تطوير علاقات بلاده مع إيران، كما أنه دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، خلافا لموقف الملك عبد الله. يمكن أن نضيف إلى الخلاف بين الامارات والسعودية تصريحات محمد بن زايد التي تم الكشف عنها في وثائق «ويكيليكس» التي اعتبر فيها الامير نايف، شقيق الامير سلمان، قرداً بقوله إن نظرية داروين عن أصل الإنسان صحيحة بالنسبة اليه.
لا يسود الهدوء الآن في المملكة السعودية، ولن يكون الأمر مملا في الزمن القريب. المشكلة هي أن شبكة العلاقات الشخصية هذه يمكن أن يكون لها تأثير هام على التطورات في المنطقة ولا سيما أن السعودية تحولت إلى محور مركزي تدور حوله المعارك السياسية.