تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 06/02/2015



Haneen
2015-02-15, 01:11 PM
الشرطة تستخدم عيارات مطاطية قاتلة في القدس والضفة الغربية دون قيود أو تدريب للقوات

بقلم: نير حسون،عن هآرتس

المضمون:( يتحدث الكاتب عن الطلقة الاسفنجية سوداء اللون (وهي معروفة ايضا بالطراز 4557) التي ادخلتها الشرطة الاسرائيلية للاستخدام، مع العلم انها اشد فتكا، بالاضافة الى ان الشرطة غير مؤهلة لاستخدام هذه الطلقات، ويسرد الكاتب بعض الحالات التي اصيبت بهذه الطلقات.)

استخدمت الشرطة الاسرائيلية سلاحا لتفريق المظاهرات خلال نصف عام، دون ان تطلع على تعليمات اطلاق النار او ان تتلقى تدريبات لكيفية استخدامه. وهوما ظهر في تحقيق صحيفة هآرتس. في ايلول من العام الماضي ادخلت الشرطة وبشكل تدريجي قيد الاستعمال ذخيرة جديدة، طلقة اسفنجية سوداء اللون (وهي معروفة ايضا بالطراز 4557). طلقات الاسفنج السوداء اثقل وزنا واصابتها اكثر شدة من الطلقات الزرقاء، والتي كانت مستخدمة في السابق. ويتضح الان أن قيود استخدام الطلقات السوداء وقواعد الحذر فيما يتعلق بالاستخدام كتبت فقط قبل شهر على وجه التقريب.
الطلقات الأسفنجية، هي طلقات كبيرة ومصقولة تطلق واحدة واحدة من بندقية خاصة – من وسائل تفريق المظاهرات وتنتشر غالبا داخل الخط الاخضر. إثناء الاضطرابات التي حدثت في القدس بداية آب الماضي، استخدمت شرطة القدس الطلقات الاسفنجية على نطاق وساع ضد المتظاهرين الفلسطينين. هذه الطلقات المتوفرة لاستخدام الشرطة الاسرائيلية هي طلقات بقطر 40 ملمتر مصنوعة من البلاستيك ومغطاة بقبعة مصنوعة من الاسفنج، اعدت للتخفيف من قوة الصدمة على جسم الانسان.
في آب الماضي اصيب الصبي محمد سنقرط من حي وادي الجوز في القدس الشرقية من قبل الشرطة والتي على ما يبدو استخدمت طلقة الاسفنج السوداء، وقد اصابته الطلقة في صدغه. توفي سنوقرط متأثرا بجراحه بعد ذلك ببضعة ايام. في القدس الشرقية تراكمت خلال الاشهر الاخيرة عشرات الدلائل على اشخاص أصيبوا من جراء طلقات الاسفنج، بعضهم تعرضوا لاصابات شديدة، منها فقد البصر، كسور في الوجه وإصابات في الاعضاء الداخلية.
يوجد لدى لجنة حقوق المواطن دلائل على اربعة حالات لاولاد اصيبوا بشدة جراء الطلقات الاسفنجية السوداء: صالح محمود وعمره 11عاما اصيب بكسور في الوجه واحتاج الى عدة عمليات جراحية كما فقد نظره كاملا في احدى العينين، وفقد النظر جزئيا في العين الثانية، محمد عبيد عمره 5 سنوات اصيب في وجهه واحتاج لإجراء جراحة وفقد النظر جزئيا في عين واحدة، وعلا حمدان ابنة ال 14 سنة، احتاجت إلى قطب وتضررت الرؤيا لديها. وكان كذلك صحفيون من بين المصابين بالطلقات الجديدة، منهم المصورة تالي مئير، حيث تسببت لها الطلقة التي اطلقت من مسافة 70 مترا كسورا في الوجه.
منذ وفاة سنقرط طالب محامو لجنة حقوق المواطن الحصول على نسخة من تعليمات اطلاق ذخيرة الاسفنج الجديدة، في البداية ادعت الشرطة أن تعليمات الاستخدام لكلا الذخيرتين واحدة، في منتصف تشرين ثاني رد المستشار القانوني لشرطة القدس المحامي ميخائيل فرانكنبورغ: “ردا على الاضطرابات، تم في الشهرين الماضيين استخدام ذخيرة اسفنجية سوداء. تم استخدامها بعدالحصول على كافة الاذونات المطلوبة ووفقا للقواعد المتبعة في شرطة اسرائيل”. تاليا، وبعد التوجه مرارا من قبل لجنة حريات المواطن، قدمت الشرطة الوثيقة: “تعليمات مهنية: استخدام بندقية الاسفنج 40 ملمتر.
لكن التاريخ الذي ظهر على الوثيقة كان في 1/1/2015، بمعنى ان التعليمات كتبت حديثا وكتبت قبل نحو شهر.
الوثيقة تفصل كيفيةاستخدام كلا نوعي الذخيرة – الزرقاء والسوداء – وتفصل التوجيهات النوعية ووسائل الحذر المتصلة بالذخيرة السودا، من ذلك ان مدى استخدام الطلقة السوداء يجب ان يكون ابعد من الطلقة الزرقاء بخمسة امتار فقط. كما تحدد التعليمات انه ممنوع “الاستخدام المختلط للذخيرة الزرقاء والسوداء في نفس العملية” وأنه “ممنوع استخدام الذخيرة ضد العجائز، والأولاد والنساء ممن يظهرن بوضوح على انهن حوامل”، وبأنه يجب توجيه السلاح إلى الجزء الاسفل من الجسد، وعلى الرغم من ذلك، كما قيل، تم جمع دلائل عديدة على اصابات في الوجه والجزء الاعلى من الجسد.
الامر المحير هو حقيقة أن الشرطة استخدمت هذا السلاح على مدى شهور عديدة، دون ان يكون بحوزة الشرطة تعليمات تنظم عملية استخدامه. في الرسالة التي وجهتها بالامس المحامية آن سوتشين من اللجنة إلى المستشار القانوني للحكومة كتبت: “يتضح مما ورد بان الشرطة بدأت باستخدام سلاح من نوع جديد، مستوى الاصابة به وكذلك القتل يحمل امكانيات شديدة الخطورة، وذلك قبل وضع التعليمات المطلوبة والتي تحدد ظروف السماح باستخدامه والمدى الادنى للاستخدام. وفقا للتاريخ الظاهر على كتيب تعليمات استخدام السلاح يتضح انه جرى استخدامه كنصف سنة قبل تعميم التعليمات، مما يشير إلى تصرف خطير وغير قانوني من طرف الشرطة” كما طلبت المحامية سوتشين من المستشار القضائي للحكومة الفحص المستعجل لتصرفات الشرطة في هذا الشأن.
ردا على ذلك قالت الشرطة: “كل سلاح يرافقه قواعد استخدام تكتب وتعمم قبل استخدامه، وذلك بعد اختباره من قبل اختصاصيين، بالنسبة للسلاح الجديد هناك تغيير طفيف فقط في التعليمات القديمة وليس تعليمات جديدة”.
خلال ذلك، وبعد نصف سنة على حادث اطلاق الذخيرة على سنقرط، لم يتم اتخاذ قرار بعد فيما اذا سيتم تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي الذي اطلق النار، تم التحقيق مع الشرطي واطلق سراحه بشروط تحدد حركته كما ان التحقيق انتهى، لكن محامي وحدة التحقيقات مع الشرطة لم يتخذ قراره بعد بتوجيه لائحة اتهام ضد الشرطي. المحامي منعم ثابت ممثل عائلة سنقرط قال بأن “الانطباع لدينا بأن وحدة التحقيقات مع الشرطة لا تقوم بعملها، لا يزودونا بسبب توقف ذلك ومتى سوف يتخذ القرار.”
ردا على ذلك اجابت وحدة التحقيقات مع الشرطة: “الملف موجود للدراسة لدى مدعي عام وحدة التحقيقات مع الشرطة ولم يتخذ به قرار بعد, ربما لان التقرير الطبي يشكل جزءا من مادة التحقيق في الملف. وفي هذه المرحلة، طالما لم يتم اتخاذ قرار حوله، ليس ممكنا اعطاء مادة تحقيق، بما في ذلك الرأي الاستشاري، لأي جهة كانت، كما تم توضيح ذلك لمحامي العائلة”.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
سكان غزة منغرزون بالكامل بين الجدران في حالة من الجوع وانعدام المسكن.. آمالهم بالمساعدات الدولية تبخرت على ضوء خلافات فتح حماس.. ومن جهة أخرى تشكل غزة ساحة للتجاذاباب بين العربية

بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس

المضمون:( يحاول الكاتب ان يشرح الوضع الذي يعيشه السكان في قطاع غزة، من حيث الاغلاق والفقر والبطالة والدمار وتلاشي الحلم بالاعمار)

في حين ان الحدود مغلقة من كل الاتجاهات، تبددت الوعود بتقديم المساعدات بالمليارات في الهواء والموظفون لا يتلقون رواتبهم، سكان غزة يعلقون الامل على حماس وفتح – المشغولان كل منهما في مهاجمة الاخر..
“ما الذي نحصل عليه هنا؟ ثلاثة ارغفة صغيرة من الخبز والقليل من الاكل، هذا لا يكفي حتى لولد صغير”، كانت هذه شكوى علاء كولاب أمام مراسل وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”، كولاب قال ان عائلته مكونة من 8 افراد وتسكن في مدرسة “الشكة” في رفح منذ عملية “الصخرة الصلبة” لكنهم تلقوا خمسة أسرة وفرشات لا غير وعليهم تدبر امورهم فيها. “ليس عندنا مدفأة ويمنع علينا استخدام المواقد الكهربائية”. استكمل كولاب حديثه والذي قرر منذ بضعة أيام الشروع في اضراب عن الطعام سويا مع ساكن آخر في المدرسة، “إلى ان يستمعوا لشكاوينا ويمكنوننا من العيش كسائر البشر.”
اكثر من 20 الف شخص، من بين 450 الف ممن اقتلعوا من بيوتهم، ما زالوا يسكنون في المدارس وأماكن ملجأ اخرى نظمتها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين (الأونروا) لصالح السكان الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم في أعقاب الحرب، اما خوفا من القصف الاسرائيلي او بسبب قصف بيوتهم. قبل نحو شهر اعلنت وكالة الغوث انها ستكف عن تقديم المساعدة لهم: لن تدفع بدل ايجار الشقق لأولئك الذين ما زالوا ينتظرون إعادة تأهيل بيوتهم ولن تسهم في تموي اصلاح البيوت.
وفقا لاقوال منسق عمليات الاونروا في غزة، روبرت ترنر، فإن صندوق الوكالة قد فرغ بعد ان اسنفذ 135 مليون دولار طلبت لتمويل عملياتها هناك، “يأتي إلى مكاتبنا الناس يبكون ويهددون، ليس لدينا ما نقدمه لهم”، هذا ما قاله موظف كبير في الوكالة. “الأولاد يموتون من البرد، يعانون من سوء التغذية وكذلك فإن الطعام القليل الذي يحصلون عليه ليس جيدا.”
في الاسبوع القادم من المتوقع الشروع مرة اخرى بإضراب عمال النظافة في المستشفيات لأن الحكومة الفلسطينية لم تدفع ما عليها. في المرة السابقة أضربوا لمدة 16 يوماً وتوقفوا فقط بعد ان جاءت الحكومة الفلسطينية إلى غزة ووعدت أن تغطي التزاماتها. لكن الوعود شان والواقع شأن آخر. حتى الان، لم يتلق 45 الف موظف حكومي في غزة رواتب شهر كانون الثاني ومن المحتمل أن يتم دفع نحو 69% من الراتب نهاية الاسبوع الجاري,
الأمر ذاته أيضا حدث نهاية الشهر الماضي بعد أن جمدت اسرائيل تمرير أموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية. لذلك يوجهون هناك اصبع الاتهام كذلك اتجاه اسرائيل، لأنهم في السلطة يقولون بأن الاموال المجمدة هذه تشكل اكثر من نصف فاتورة الرواتب. اما الآمال الذي علقها الغزاويون على لجنة الدول الداعمة التي اجتمعت في مصر في شهر نشرين اول 2014 والتي تم فيها التعهد بتقديم 5.4 مليار دولار لإعادة بناء غزة فقد تبخرت هي الاخرى، فمن التعهدات هذه وصل فقط نحو 2%.
بناء غزة وفتح المعابر، وخصوصا معبر رفح، مرتبط بتحقيق شروط اتفاق المصالحة بين فتح وحماس وفي اقامة قوة رقابة فلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية على هذه المعابر. لكن تنفيذ الاتفاق تأخر بسبب الخلافات في وجهات النظر بين الفصيلين. كان من المتوقع هذا الأسبوع وصول لجنة مشتركة إلى غزة لمواصلة المباحثات، لكن وفقا لادعاءات فتح رفضت حماس استقبال هذه اللجنة، بينما تدعي حماس أنها مطلقا لم تعلم عن نية اللجنة زيارة القطاع.
أزاء ذلك، هناك من يحاول استعادة حياته بدون الاستعانة بخطط وكالة الغوث. هكذا فعل مالك دلول، الساكن في حي الزيتون، حيث بنى بيتا من ثلاث طبقات مصنوع من اساسات حديدية، جدران من الكلكل والصاج، وكما قال هذا البيت يستطيع الصمود 20 عاما. يحتفظ دلول بوثيقة تجيز له الحصول على مواد بناء، لكنه ادرك على الفور ان ذلك لن يتحقق قبل شهور. هناك العديد من الاولاد يشتغلون في جمع مواد البناء من المباني المقصوفة، بتجليس قضبان الحديد المثنية وبيعها لاصحاب البيوت الراغبين في ترميم بيوتهم.
يلجأ تجار الكتب والطلبة الجامعيين إلى موقع أمازون لتجارة الكتب للحصول على مبتغاهم، وفقا للمدون وسيم الاطرش: “لا نعلم كم من الوقت سيمر قبل الحصول على الارسالية.”
كتب في مدونته ان الكتاب الذي طلبه وصل من شركة أمازون بعد نصف سنة. يرشد وسيم قارئي مدونته كيف يجب عليهم كتابة عناوينهم. “إسم البلد: إسرائيل، اسم المدينة: “قطاع غزة” ويشرح لهم بالتفصيل أين بالضبط يسكن المرسل اليه، “ليس في شارع النصر فقط، يجب كتابة مقابل مطعم العافية”، الخيار فلسطين لا يظهر في شركة أمازون.
“على الصعيد الشخصي يتدبر الناس أمورهم”، يقول موظف الانروا” أ “المشكلة تكمن في غياب البنية التحتية العامة، في الخوف من انقطاع الكهرباء في أي وقت وعدم القدرة على الحركة من قطاع غزة وإليها. حياة الناس ببساطة تعثرت بين الجدران. فمن جهة اسرائيل، ومن الجهة الاخرى مصر”.
حماس هي الاخرى تعثرت بين الجدران. قدرتها على تجنيد الاموال تقلصت باستمرار بسبب التوتر بين الحركة وبين الحكومة المصرية التي واصلت اغلاق معبر رفح. هذا الاسبوع، وبعد ان أصدرت محكمة القضايا المستعجلة حكما يدين الذراع العسكري لحماس باعتباره منظمة ارهابية، سقطت الحركة في ضائقة جديدة.
لا يكترث عبد الفتاح السيسسي بالإدانات التي صدرت عن حركة حماس ضد قرار المحكمة والذي يعتبر حماس ذراعا تنفيذية ارهابية للاخوان المسلمين وباعتبارهم شركاء في قسم من العمليات ضد قوات الأمن المصرية في سيناء. لا توجد إثباتات كافية تشير إلى ان حماس متورطة في العمليات لكن القرار المصري سحب للمرة الاولى الشرعية العربية عن حركة المقاومة ضد اسرائيل.
هذه القرارات يمكن ان يكون لها تاثيرات كثيرة على تجنيد التبرعات للحركة وللحكومة في غزة، ذلك ان كل تمرير للاموال لها سيعتبر دعما للارهاب. وهذا هو السبب الذي دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل عملية الصخرة الصلبة إلى وقف تحويل الاموال إلى حكومة حماس وأصدر اوامره للبنوك بعدم دفع رواتب الموظفين لأن اسرائيل هددت برفع قضايا ضد البنوك الفلسطينية بتهمة دعم الارهاب إذا تم دفع هذه الرواتب.
الضغوط المالية هذه هي التي حدت بحماس إلى اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وعلى خلفية هذه الضغوط انتشرت أخبار تشير إلى أن حماس تنوي”التوبة” ومحاولة تجديد علاقاتها مع إيران أو اقناع تركيا بزيادة مستوى المساعدة لها. بالمقابل، يعمل الجهاد الاسلامي، والذي تربطه علاقات جيدة مع المخابرات المصرية، على اقناع محاوريه المصريين بتغيير الحكم الضار والغاء قرار المحكمة. من المشكوك فيه ان تنجح هذه الجهود خصوصا أن الرئيس المصري يعتبر الحرب على الارهاب كالحرب على ذات وجود جمهورية مصر.
اما هنا، تسعى حماس الان لاستعادة العلاقات مع الملك السعودي الجديد. بعد وفاة الملك عبدالله أرسلت حماس برقية تعزية مشحونة بالعواطف للعائلة المالكة السعودية، وكما قال اسماعيل هنية في مؤتمر صحفي “نحن نأمل بناء علاقات جيدة ومتينة مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية.”
بين حماس والملك عبدالله المتوفي سادت علاقة سيئة منذ سنة 2002 بعد رفض حماس للمبادرة السعودية. خمس سنوات بعد ذلك أفشلت حركة حماس لجنة المصالحة العربية التي بادرت بها السعودية بين فتح وحماس، إضافة إلى موقف الملك عبد الله الصارم ضد الاخوان المسلمين ولخشيته من أن العلاقة بين حماس وإيران ستمنح إيران تأثيرا كبيرا على الساحة الفلسطينية.
اختلفت الظروف السياسية هذه الايام، قطعت حماس علاقتها بنظام الاسد مما أساء إلى علاقتها الوطيدة مع إيران حيث حلت قطر وتركيا مكانها. لكن هذه العلاقة تلقت هي الاخرى ضربة جديدة عندما قررت السعودية قطع علاقاتها السياسية مع قطر على خلفية دعمها للاخوان المسلمين وحماس وبسبب بث قناة الجزيرة المناهض لنظام السيسي.
بعد نحو عشرة شهور تم التوقيع بين كل من السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين من جهة، وبين قطر من الجهة الاخرى والتي وفقا للتقارير تعهدت بـ”الامتناع عن التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى” وإغلاق قناة الجزيرة التخصصة في الشؤون المصرية. وبالمقابل بادر الملك عبد الله إلى عقد المصالحة بين قطر ومصر قامت قطر على اثرها بطرد عدد من كبار قادة الاخوان الذين أقاموا فيها. لكن قطر ما زالت تستضيف قادة حماس بما فيهم خالد مشعل. ومع موت الملك عبد الله بدأت (حماس) تدرس من جديد سياساتها.
ضائقة حماس وكبح جماح قطر المؤقت باعتبارها راعيته فتحت نافذة الفرص أمام ولي وارث عرش الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد النهيان، والذي يستضيف في بلاطه محمد دحلان تحت مسمى مستشار عسكري. دحلان، الساعى إلى إسقاط محمود عباس، يعمل على بناء قاعدة مؤيدة له في غزة والمخيمات الفلسطينية في لبنان.
وفقا للتقارير الواردة من غزة، فإن زوجة محمد دحلان، جليلة دحلان، والتي هي الصديقة المقربة من فاطمة، والدة وارث العرش، وصلت في نهاية أيلول إلى غزة وقامت بتوزيع مبالغ ضخمة للمحتاجين، وكما يقول خصوم دحلان، هدفها حشد الدعم لزوجها. دحلان هو خصم شرس لحماس كما انه يشكل تهديدا سياسيا لمحمود عباس.
وباعتباره ممثل للعائلة الحاكمة في الإمارات المتحدة، فمن مهماته أيضا مواصلة صد تأثير قطر في قطاع غزة ومنع احتمالات المصالحة بين حماس والسعودية.
ليس واضحا بعد، مدى التهديد الذي تشكله أعمال دحلان. لكنها تشير فقط إلى كون غزة مركز للتجاذب بين الدول العربية المتخاصمة والتي تتسابق على اقتناء النفوذ في الوسط الفلسطيني. هناك صحفيون في غزة يقدرون أن “شيئا ما سوف يفجر غزة”. إذا لم تكن الضائقة الاقتصادية هي السبب، فإنه سيكون الضغط المصري والاسرائيلي، وإذا لم يكن هذا هو السبب، فسوف تكون الخلافات بين فتح وحماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نجحت اسرائيل في دفع القاضي الكندي شاباس للاستقالة من لجنة الامم المتحدة للتحقيق في حرب غزة.. جرائم اسرائيل في الصيف الماضي اكبر من ان يخفيها استبدال قاض بآخر

بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس

المضمون:( يتحدث الكاتب عن توجه اسرائيل لتشويه سمعة كل من ينتقدها،ويقول ، كل من يوجه النقد – فهو محكوم عليه إنه لا سامي، معاد لاسرائيل، طماع أو تقوده توجيهات من الخارج، بينما الحقيقة عكس ذلك:" أولئك الذين لم يُصدموا ولم ينتقدوا تصرفات اسرائيل، هم الجديرون بتحطيم سمعتهم، للنبش في ماضيهم وللإدانة. أو أنهم يعيشون حياة العميان، بالرفض والقهر، أو ان مستويات القيم الاخلاقية لديهم مشوهة وعرجاء من أساسها).

ها قد حققنا انجازا سياسيا هاماً: نجحت اسرائيل في دفع البروفيسور الكندي القاضي وليام شاباس للتقاعد من رئاسة لجنة الامم المتحدة للتحقيق في حرب غزة، ملاحقة استخبارية متواصلة لقوى اجهزة الامن والدعاية الاسرائيلية وجدت بأن شاباس تلقى ذات يوم اجراً مقداره 1300 دولار من منظمة التحرير. الاستنتاج: لقد باع روحه للشيطان. القاضي إبن عاهرة. تراجع (وهو الدليل على ذلك).
يلزم ان يتوفر مستوى عال من الوقاحة والغطرسة كي نفتش كلما حدث ذلك، في ماضي منتقدي إسرائيل بهدف القضاء على سمعتهم، وهو ما حدث سابقاً مع ريتشارد غولدستون، فقط لكونهم تجرأوا على توجيه النقد للدولة. من وجهة نظر اسرائيل، كل من يوجه النقد – فهو محكوم عليه إنه لا سامي، معاد لاسرائيل، طماع أو تقوده توجيهات من الخارج.
من وجهة نظر اسرائيل، لا وجود لأشخاص ذوي ضمير ممن صدموا بحق واستقامة من أفعالها، حتى لو لم ينالوا 1300 دولار من منظمة التحرير، ولا وجود لرجال قانون أو لباحثين عن العدل، أو مجرد اشخاص عاديين، ممن صدموا مما فعلت إسرائيل في الصيف الماضي في قطاع غزة. إذا حدث ذلك – فهم اما لا ساميين، أو مأجورين من قبل منظمة التحرير. لا وجود لاحتمال آخر.
لكن في هذا الشأن بالذات الحقيقة عكس ذلك: أولئك الذين لم يُصدموا، هم الجديرون بتحطيم سمعتهم، للنبش في ماضيهم وللإدانة. أو أنهم يعيشون حياة العميان، بالرفض والقهر، أو ان مستويات القيم الاخلاقية لديهم مشوهة وعرجاء من أساسها.
مما فعل الجيش الاسرائيلي في غزة لم يكن ممكنا سوى الشعور بالصدمة – إلا إذا كنت مدعياً، كاذباً او عنصريا. وبشكل عام، ليس ممكنا ان تكون مؤيداً لإسرائيل بالنظر إلى ما تفعله بالفلسطينيين. وكذلك ليس ممكنا أن تكون خبيرا في القانون الدولي ومناصراً في ذات الوقت لأفعالها. خطيئة شاباس أنه لم يكن كذلك. يحق له أن يفتخر بذلك.
فقط لجنة تحقيق معينة من قبل رابطة مكافحة التشهير، او حكومة مايكرونيزيا، او حزب البيت اليهودي لم تكن لتوجه نقدا شديداً على هيجان الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، الأكثر وحشية وقسوة من جميع سابقاتها. تقرير “بتسيلم” الذي نشر في الاسبوع الماضي (علم اسود: حول المغزى الاخلاقي والقانوني لمهاجمة البيوت السكنية صيف 2014 في غزة) اعاد إلى الذاكرة ما سبق ان تم تنساسيه بهذه السرعة: جرائم حرب. حققت “بتسيلم” في 70 حالة قصف بيوت سكنية، قتل فيها 606 انسان في بيوتهم او إلى جوارها، اكثر من 70% منهم اطفال ونساء وعجائز. اقرأ وتفجَّر. الجيش الاكثر أخلاقية في المشهد الاشد انعداماً للأخلاق، مع “أقصف السطح” وسائر “الانذارات”.
دم الضحايا يصرخ، لكن ليس في إسرائيل. لقد عملت الدعاية ووسائل الاعلام ما عليها. في الحملة الانتخابية لا يوجد من يشير إلى الحدث الأكثر أهمية في فترة الحكومة المستقيلة، بما في ذلك جلالة المعارضة التي لا تجرؤ على ذكر ذلك: فالمعسكر الصهيوني يعلم انه كان سوف يتبع نفس الاسلوب (ففي الحرب على الارهاب لا يوجد “إئتلاف ومعارضة” كما قال يتسحاك هرتسوغ في الاسبوع الماضي).
حتى مصير 20 الف انسان مكثوا بدون بيت منذ نصف سنة بعد القصف، في شتاء غزة، لا يعني أحداً هنا. هم فلسطينيون. هم اطلقوا صواريخ القسام واختبؤا داخل البيوت السكنية، والمذنب في ذلك هي حركة حماس. كل البيوت التي قصفت – كانت تحصينات، غرف عمليات، وكل القتلى كانوا مخربين أو أبناء مخربين. باستثناء ذلك، الكل على ما يرام.
قريبا سوف ينشر تقرير لجنة التحقيق بدون شاباس. لن يكون “متوازنا”، كما تطالب الدعاية الاسرائيلة، لأن الوضع ابعد ما يكون عن الاتزان. سيشتمل التقرير على المدنيين الإسرائيليين الخمسة والجنود ال 67 الذين قتلوا، وكذلك آلاف الصواريخ التي اطلقت على المدنيين الاسرائيليين. ولكن مع رئيسة اللجنة الجديدة، “المتزنة”، سوف يذكر التقرير بأنه في الصيف حدثت جريمة غير مسبوقة في قطاع غزة، من عمل اسرائيل، ولا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

على ماذا هذه الانتخابات عندما يكون اليمين محقا

بقلم: أمنون أبراموفيتش،عن يديعوت

(المضمون: على خصوم نتنياهو أن يقبلوا التحدي وان يركزوا الجدال في هذه الانتخابات حول المواضيع المركزية وليس التوافه في منزل رئيس الوزراء. ففي الموضوع الرئيس المستحب لنتنياهو – ايران كان فشله فشلا مدويا ).

أحيانا يكون اليمين محقا. في هذه الحالة اليمين محق: حملة الانتخابات يفترض أن تدور حول مواضيع جدية، ثقيلة الوزن، حول مسائل اساسية في حياة الامة. ليس حول القناني، نسبة الكحول والشموع. وحتى تجنيد منظومة التنصت 8200 في صالح سارة نتنياهو يمكن ان نحتويه كيفما اتفق. لا أدري كيف انكم – أني مستعد لتمويل انفلونزا النزوات، على ان يكون لرئيس وزرائي هدوء من عقيلته، وتكون لعقيلته بهجة في منزله.
في ولايته الاولى درج نتنياهو على شراء السيجار باهظ الثمن من صندوق الديوان. ووصل الامر في حينه الى النيابة العامة وأثار خلافا هناك. واعتقد النائب العام يهوشع روزنيك بانه يجب تقديمه الى المحاكمة، اما النائب العام موشيه لادور فاعتقد بان هذا من توافه الامور. وفي نهاية الولاية اياها تم التحقيق مع الزوجين نتنياهو في الوحدة القطرية للتحقيق في الغش للاشتباه بسرقة هدايا رسمية ونقليات اجراها لهما المقاول عمادي. من الصعب أن ننسى التقارير عن ظهور الزوجين في التحقيقات اياها. سلوك شرطي بمفاهيم المسرح. وعندما يناكفون اليوم اسحق هرتسوغ لصمته في التحيق في قضية الجمعيات التي كان مشبوها ثانويا فيها، يمكن فقط ان نتمنى باثر رجعي لو أن بيبي وبالاساس سارة، تمكنا في حينه من الصمت في التحقيق الذي كانا فيه مشبوهين مركزيين.
رجال الاعلام في الليكود يدفعون الحملة نحو المجال السياسي – الامني. غريب أن خصومهم لا يستجيبون للتحدي. اذا كان نتنياهو أخف اخفاقا مدويا – فهذا في الموضوع الاقرب الى قلبه ويسكن بانتظام في فمه: ايران. فهو لم يكن أول من شخّص كما يدعي – شمعون بيرس واسحق رابين شخّصا الموضوع قبل عقد منه. وقد اعتقدا بانه يجب الكفاح بطريق دبلوماسي، وذلك أيضا من خلال انهاء او تقليص النزاع مع الفلسطينيين. واعتقدا بانه يجب الكفاح بشكل سياسي – عملي وليس حزبي – تصريحي.
وحسب منشورات مختلفة تحفظ قادة الجيش من الهجوم في سوريا الذي قتل فيه مغنية الصغير وجنرال ايراني. ومن المهم ان نذكر ذلك ليس للتلميح بان الهجوم كان لاغراض سياسية داخلية – وهو لم يكن كذلك، بل لنثبت بان الادعاء بان القيادة الامنية منعت الهجوم في ايران، هو ادعاء عابث. وكأن غابي اشكنازي، مئير داغان ويوفال ديسكن أحبطوا العملية في حينه. وها هو التناقض بوضوح: رئيس الوزراء مخول ويمكنه أن ينطلق في حملة بخلاف رأي المحافل المهنية. يمكن لموقف المستوى التنفيذي أن يشكل حافزا للعمل ويمكن أن يشكل حافزا لانعدام العمل. ولكنه لا يمكنه أن يشكل مانعا.
في اجتماعي حزبي في الخضيرة، قبل انتخابات 2009، سجل لنتنياهو والتقطت صور له وهو يتعهد بتصفية النووي الايراني. وعندما انتخب رئيسا للوزراء قال انه مستعد لان يسير شوطا بعيدا مع الفلسطينيين، على ان يحصل بالمقابل على نهاية النووي، وعندها ظهرت الصيغة الشهيرة: يتسهار مقابل بوشهر. وواضح للجميع الان بان ايران ستصبح دولة حافة نووية اثناء ورديته.
يدعي نتنياهو بانه أوقع في الجرف الصامد على حماس الضربة الاشد في تاريخها. اما حماس فتدعي بانها حققت الانجاز الاكبر في تاريخها. فقد نجحت حماس في اخضاعه في صفقة جلعاد شاليط مثلما لم تنجح حتى ذلك الحين.
ولكن فوق كل شيء ينبغي التركيز على العلاقات المتحطمة مع الادارة الامريكية. اذا ما انتخب نتنياهو مرة اخرى، سيسهل على البيت الابيض ان يشير الى اوروبا ان تشرع بحملة مقاطعات ضد اسرائيل. فما الذي يمكن لهذا ان يحدثه هنا بالاقتصاد، بالنمو، بغلاء المعيشة. الله يحمينا وينقذنا. فالادارة لن تكون ملزمة في أن تجتهد اكثر لصد الفلسطينيين في الامم المتحدة وفي ساحات اخرى. ومشكوك أن تسارع لتمويل القبب الحديدية لنا على أنواعها.
عندما التقى نتنياهو عشية لقائه بالرئيس الامريكي في عشاء مغطى اعلاميا مع راعيه، الذي هو كبير خصوم الرئيس، بينما كانت واشنطن لا زال تغلي – فانه وضع حدا لعلاقاتنا مع الادارة في صالح علاقاته مع حاكمها. ومثل هذا الحدث هو ظاهرا خرق للثقة، بالمعنى الاعمق للكلمة.

مسموح لنتنياهو أن يسند مستقبله الى راعيه. ولكن ماذا بالنسبة لمستقبلنا ومستقبل دولتنا. السؤال الاكبر ليس اذا كان فاسدا أم لا – بل اذا كان وطنيا لنا او وطنيا لنفسه ولعائلته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
في الحملة الانتخابية الحالية لا يوجد اهتمام بالامور الصحية ربما لأن الموتى لا يصوتون

بقلم: رون كوفمان،عن معاريف

المضمون:( ينتقد الكاتب الدعاية الانتخابية لكافة الاحزاب والتي اهملت الوضع الصحي والوضع الاجتماعي للمجتمع الاسرائيلي)

منتخبو الجمهور يقاتلون على الوظيفة للسنوات القادمة، وخلفهم يموت كبار السن بسبب الفشل المتواصل للجهاز الطبي الذي يناسب الثمانينيات للقرن العشرين. المتنافسون على الوظائف الـ 120 وعلى تمثيل المصالح المرفوضة لمرسليهم الاغنياء والاقوياء، فانهم يضحكون بينهم وبين أنفسهم، وفقط على أنفسهم، في مواضيع غبية تتعلق بالروابط والتمويل، لكن لسكان حيفا وهكريوت – عنصر السكان المسنين في اسرائيل – لا ولن يكون حل له.
رئيس الحكومة هو “السيد أمن” لكل شيء وهو يجيب باسم مفاعل (ايران)، لكن في أروقة المستشفيات ينام اشخاص في ذروة الاهانة المرتبطة بعلاج ينقذ حياتهم، وهو لا يعني أحدا. منذ اربعين عاما لم يبن هنا مستشفى عام، رغم أن السكان تضاعفوا. إن تمويلا سريعا بمبلغ 4 مليارات شيكل من ميزانية الدولة لهذا العام تم تجميده نظرا لتبكير الانتخابات. في كل المستشفيات يقومون بتمرينات لحدوث هجوم نووي وكيماوي يتضمن استخدام الكراجات التحت ارضية مع آلاف الأسرة، لكن لا يوجد حل جهازي للانفلونزا. وخلافا للنووي الايراني الذي وصل الى مرحلة التخصيب، فان الانفلونزا عندنا تأتي في بداية كل شهر.
الحكومة عندنا تشتري غواصة سادسة وطائرات إف 35 بمليارات الشواقل لكنها لا تعطي انتباها لصحة الجمهور لأنه للصحة لا يوجد لوبيات ضاغطة في الكنيست أو في ستوديوهات التلفاز والبروفيسورات الذين يديرون المستشفيات يتم وصفهم من قبل مستشاري الاعلام كسارقين. يقولون لنا إن الاطباء يقومون بجني ارباح اضافية في اماكن عملهم، لكن لا أحد يخبرنا من يأخذ العمولات على عمليات الشراء الضخمة للوسائل القتالية. هذا السر يحتفظ به النظام لنفسه حيث أن منتخب الجمهور عليه ألا يقلق اذا مرض لا سمح الله، لأنه لن يصل الى رواق المستشفى لأنه شخصية هامة.
لدينا مجلس وزاري مصغر سياسي – أمني، مجلس مصغر اقتصادي، مجلس وزاري مصغر للاسكان، لكن لم يكن لدينا في أي يوم مجلس لانقاذ صحة الجمهور. لأنه في اسرائيل 2015 اذا لم تكن لديك نقود للصحة فستموت. كل الاحزاب ترسل الى الاستوديوهات المتخصصين بالامن والخبراء في “الامور الاجتماعية”. أي حزب طلب بشدة حقيبة الصحة؟ ليس هناك قاعدة تصويتية مثل وزارة المواصلات مثلا، اذا لماذا لا يصرح نفتالي بينيت واسحق هرتسوغ اللذين يعتبران أنفسهما بديلين عن الحكومة أنه توجد حلول لدينا؟ كالعادة في دولة المجانين، ينشغلون بالمواضيع التافهة وينسون أن الحياة وانقاذ الحياة هي قيمة عليا. لم نفقد بعد مواطنا واحدا بسبب النووي الايراني، لكن في هذا الموضوع ينشغل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معظم وقته، واغلبية الجمهور لا تفهم ما الذي يجري هنا بالضبط. رؤساء الاحزاب يتصورون في هضبة الجولان، في المستوطنات وفي سجن معسياهو. من منهم يذهب ليتصور أولا في مستشفى رمبام؟ هذا لا يناسبهم. اضافة الى ذلك ربما الاكثر أهمية من جانبهم أن الموتى لا يصوتون بشكل عام (ربما في شاس). اذا لماذا نستثمر الجهد في هذا الموضوع. باختصار، الكثير من الكلام السطحي الفارغ في السعي وراء وظيفة جيدة للكنيست العشرين، التي سيموت خلال دورتها مئات الاشخاص اسبوعيا في شهري كانون الثاني وشباط 2016 بسبب الانفلونزا. لكن حينها ايضا سيبقى الحديث عن ايران.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ