Haneen
2015-03-03, 11:42 AM
المشروع النووي
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمون:( يتهكم الكاتب على نتنياهو والذي أهمل التعليم والصحة في مقابل بناء قوة عسكرية إسرائيلية تستطيع ايقاف المشروع النووي الايراني، والذي كان قد قال ان إيقاف هذا المشروع لا يأتي بالكلام والخطابات ولكن بالأفعال، والآن لا يفعل نتنياهو شيئاً سوى الخطابات).
هيا نتجاهل تفاهات الساعة ونتحدث عن إيران، حجر الزاوية في سياسة نتنياهو المقدس عنده والشيطان التاريخي الذي يمكن أن يوقع على الشعب اليهودي كارثة جديدة، وهو أصل الشر. كل تلك تعبيرات لنتنياهو. أما هو فقد ولد وتربى وتعلم وهُييء ليكون المخلص للشعب اليهودي من الخطر الإيراني. نتنياهو لم يتعهد بأن يخطب ضد إيران، بل تعهد بأن يوقف إيران باستخدام اليد الطويلة للجيش اذا لم يكن هناك خيار آخر. لقد تعهد بأن يعمل لا أن يقول. لهذا فقد تبنى الخيار العسكري ضد البنية التحتية الإيرانية وهذا كلف الدولة عشرات المليارات، ولتمويل ذلك فقد أهمل التعليم والصحة والضواحي والطبقات الفقيرة منذ اللحظة التي دخل فيها إلى منصبه حتى الآن. اذا حاكمنا نتنياهو حسب معاييره وحسب تصريحاته فانه يشكل فشلا ذريعا في كل ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني. لقد تسلم الدولة في 2009 وإيران بعيدة خمس سنوات عن القنبلة النووية، وسيسافر في الشهر القادم إلى الكونغرس وإيران دولة على شفا الذرة. إن اتفاق الدول العظمى مع إيران لن يحولها إلى دولة على شفا الذرة. لأنها هي هناك بالفعل وهو فقط يعطيها الشرعية الدولية، وقد تحولت إلى دولة على شفا الذرة في فترة ولاية نتنياهو ولم يفعل شيئا لمنع ذلك سوى الخطاب.
ليس لأنه لم تكن له فرص. ففي 2010 2011 كانت اسرائيل في عدة حالات على حافة الهجوم. لقد دار نتنياهو حول القرار وردد وتخبط وأجهد نفسه وتشاجر مع رؤساء الاجهزة الأمنية، ديسكن، دغان، اشكنازي ويادلين، وأصدر أوامره للاستعداد للمعركة وفي نهاية المطاف تراجع ولم يفعل شيئا. رؤساء الاجهزة الأمنية في حينه كانوا اشخاصا من النخبة ولديهم القوة الداخلية. اضافة إلى معارضتهم المهنية فقد تحدوا نتنياهو فيما يتعلق بشرعية العملية وقالوا له إنهم اذا تلقوا أمرا فسينفذونه بلا تردد، لكن يجب أن يكون القرار شرعيا. رئيس «الشباك» ديسكن الذي كان على رأس المعارضة طلب أن تتم المصادقة على العملية في مجلس الوزراء كما يقتضي القانون. وقد وافقه رئيس الموساد دغان وكذلك رئيس الاركان ورئيس الاستخبارات. وفي النهاية لم يحصل على المصادقة ولم يحدث الهجوم.
نبي الغضب
عاموس يادلين أنهى خدمته في تشرين الثاني 2010، ودغان في 2011 وكذلك اشكنازي وديسكن. وجاء مكانهم رؤساء جدد أقل خبرة وأقل ثقة. من صيف 2011 وحتى خريف 2012 كانت لنتنياهو فرصة ذهبية جديدة لمهاجمة إيران ومن كانوا يعارضونه ذهبوا. كان باراك وزير الدفاع الذي ترأس معسكر المطالبين بالهجوم. والرئيس اوباما كان مشغولا بالانتخابات. وكانت فرصة ذهبية أخيرة لكن نتنياهو لم يهاجم إيران.
لماذا لم يهاجم؟ لأنه خاف. إن الخوف من لجنة تحقيق محتملة كبلته لأنه كان يريد البقاء رئيسا للحكومة أكثر من مهاجمته لإيران. هذا هو نتنياهو، إنه يفضل نفسه. لماذا؟ لأنه شخص ضروري وحيوي للدولة. لماذا؟ لأنه سيكون المخلص لها من الخطر الإيراني. غولدبرغ سمى نتنياهو بـ «قذر الدجاج». ليس هناك شتيمة أكثر من هذه في امريكا والهدف هو الشخص الجبان الذي يخاف القيام بعمل عسكري أو سياسي. ببساطة يخاف.
نتنياهو جبان، وهو يعرف ذلك في أعماقه. إنه يسخر من اولمرت لكن اولمرت دمر المفاعل النووي السوري رغم معارضة وزير دفاعه باراك، وقام بذلك من غير مساعدة امريكية رغم أنه أبلغهم بذلك، وجعل امريكا شريكة في السر، بالضبط ما كان على نتنياهو أن يفعله في الموضوع الإيراني، وبالضبط ما لم يفعله. بيغن البولوني الرقيق كان شجاعا بما يكفي لمهاجمة المفاعل النووي العراقي. بيرس عارض لكن بيغن تمسك برأيه، فقد عرف أن الخطر سيلقي عليه كارثة في الانتخابات القادمة، لكنه عرف حجم المخاطرة وفكر بالدولة وليس بنفسه. لقد أرسل الطيارين (الذين كان عاموس يادلين أحدهم واليوم هو مرشح المعسكر الصهيوني كوزير للدفاع).
فشل اوباما
الفشل لم ينته هنا. في حالة إيران هناك خيار واحد هو أن يُشغل العالم، والعالم له قائد يسمونه رئيس الولايات المتحدة. ولو كان نتنياهو حقا يريد تخليصنا من التهديد الإيراني لكان عليه أن يكون شريكا استراتيجيا لاوباما بكل ثمن.
لكن ماذا فعل؟ لقد تحدى اوباما. ورغم أن اوباما متردد ولا يستغل القدرة الامريكية الضخمة ولا يضع الخيار العسكري أمام إيران وهو مسالم، لكنه ما زال رئيسا للولايات المتحدة. منذ اندلاع ازمة الخطاب في الكونغرس تضاءلت خيارات اسرائيل جدا للحصول على الاغلبية المطلوبة في الكونغرس من اجل التغلب على فيتو الرئيس اوباما في الموضوع الإيراني. لقد خرب اوباما مصالحنا بيديه.
يكفي بيبي
لا توجد لنتنياهو الحكمة المطلوبة للقائد. هذه الحقيقة تم اثباتها على طول فترة ولايته. خُذ مثلا رؤوبين ريفلين. لقد كان لنتنياهو هدف استراتيجي في ألا يصبح ريفلين رئيسا للدولة وقد عمل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف وتخاصم مع الجميع من اجل هذا الهدف وقام بكل المناورات لمنع ذلك ولكن في نهاية المطاف ريفلين أصبح رئيسا. وحتى بعد انتخاب ريفلين لم يتعامل معه بحكمة.
ومثال آخر، محافظ بنك اسرائيل. عندما أنهى فيشر منصبه أوصى بأن تكون نائبته كرنيت بولغ مكانه، لكن نتنياهو عارض هذا القرار ورشح آخرين وفي النهاية أصبحت كرنيت هي المحافظة.
هذا الرجل ليست لديه حكمة وهو ليس الشخص المناسب للقيام بوظيفته تحت الضغط.
نسيج المصالح
نسيج المصالح المعقدة لـ «يديعوت» يتوازن في نهاية الامر وبرؤية تاريخية مع مصالح الناشرين الآخرين. وفي النهاية فان «يديعوت» تصاحب الدولة منذ يومها الاول، ولديها انجازات كبيرة. أما «اسرائيل اليوم» فلا تصل إلى مستوى صحيفة اعلانات حزبية، هي مجرد صحيفة لخدمات العلاقات العامة، وتُضخ ملايين الشواقل من لوس انجلوس لتعزيزها.
كل من هو في مهنتنا يعرف ذلك جيدا، وحتى الآن هم يحظون برؤية هذا الهجوم على نوني موزيس. إنهم لا يفهمون أن هذا هجوما عليهم، بل يرون أن «اسرائيل اليوم» زادت انتشارها بصورة كبيرة (470 ألف نسخة في يوم الجمعة الماضي) لصالح الانتخابات، ولا يفهمون.
في رأيي المشكلة القادمة هي تلك التي ستنفجر بين بينيت ونتنياهو. خلافا لاتفاق «عدم القتال» الذي وقع بينهما فان بيبي ينقض على مصوتي بينيت. إن اعلان نتنياهو أن الرئيس سيلقي مهمة تشكيل الحكومة على رئيس الحزب الاكبر، وحاول تشجيع مصوتي بينيت الذهاب لليكود، قد أثار غضب بينيت ورجاله.
إن رجال بينيت منزعجون منه ويتساءلون لماذا انشأ مركزا انتخابيا للمستوطنين، لماذا يوظف الملايين في جمهورنا، لماذا لا يقوم بقيادة حملة انتخابية لأخذ ناخبي كحلون، حيث أن 80 بالمئة منهم ليكوديون. سألتهم ماذا سيفعلون. ولم يعرفوا الاجابة، لكن اطلاق النار داخل حاملة جنودهم المدرعة يسبب لهم الآن الخسائر الفادحة. في استطلاع «معاريف/الاسبوع» هذا اليوم هبط بينيت إلى 10 مقاعد، وبهذه الوتيرة سينهي الانتخابات بـ 7 8 مقاعد. بينيت ليس معروفا بطبعه الهاديء، ونجاحه ليس قائما على صبره. في نهاية المطاف اذا لم يكن لديه خيار فانه سيضع حزاما ناسفا ويفجر نفسه داخل حاملة الجنود المدرعة.
ها هو أنظروا
شيء آخر لتغيير الجو. روت كوليان امرأة حريدية وأم لاربعة، تحاول وحدها أن تُحدث ثورة: قدمت عدة التماسات في محكمة العدل العليا ضد اقصاء النساء الحريديات عن حق انتخابهن. إنها تنغص حياة المؤسسة الدينية الظلامية، هي امرأة مقاتلة صلبة تلقت العديد من الخسائر لكنها لم تستسلم.
في الاونة الاخيرة اقامت كوليان التي ليس لديها أي دعم، حزبا باسم «بفضلهن، الحريديات يقمن بالتغيير». ترشحت للكنيست وهي ليست لها ميزانية أو دعاية. وما دفعها لهذا العمل اعتقادها بأن هذا هو أمر الساعة، يجب البدء بالحرب في مكان ما. ونظرا لأنها سجلت كحزب وترشحت للانتخابات فانها تحظى بوقت على الشاشة في الدعايات الانتخابية بالمجان. لقد جندت أكثر قليلا من 3 آلاف شيكل فقط، واذا رغبتم في المشاركة في ثورة مدنية حيوية فتبرعوا. الرجال المهنيين في المجال الاعلامي واخراج الدعايات يتم الترحيب بهم كمتطوعين. تقول كوليان إن «خوف اعضاء الكنيست الحريديين من وجود امرأة في الكنيست هو الخوف من فقدان السيطرة»، وتضيف «في اللحظة التي يصبح فيها لامرأة حريدية عنوانا حقيقيا صحيحا في الكنيست ستتكشف الابعاد الحقيقية لضائقة النساء الحريديات. عندها سيقول الجميع كيف لم نعرف وكيف لم نرَ. اذاً هاكم، إعرفوا وانظروا وساعدوا».
من يريد المساعدة يستطيع أن يكتب «ميمونه»، وبفضلها ستقوم النساء الحريديات بالتغيير، وهذا سيوصلكم مباشرة إلى موقع ميمونه و إلى المكان الذي يمكنكم أن تتبرعوا فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أسطورة التصويت العاطفي للشرقيين
يعتقد اليسار بأن الشرقيين ينتخبون اليمين هروبا من تحليل الواقع
بقلم:رامي كيمحي*محاضر في مدرسة الاتصالات في جامعة اريئيل،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الفكرة السائدة لدى ناشطي اليسار، والفكرة كانت ان الشرقيين وبدون وعي أو تفكير ولكن بعاطفة الإنتقام من اليسار يقومون بالتصويت لليمين، إنتقاماً من اليسار، ويدحض الكاتب هذه الفكرة ويقول إن الجيل الأول من الشرقيين اليهود قد تلاشى والآن الحديث يدور مع الجيل الثالث والذي لا يحمل أي ضغينة على اليسار)
أحد الاصدقاء، مثقف تل ابيبي من اصل اكشنازي، التقى بي في المقهى: «الان يوجد للمعسكر اليساري فرصة»، قال متحمسا، «انت أيضا يجب ان تصوت ميرتس. لكن انت لن تفعل ذلك لان تصويتك، مثل كل الشرقيين، عاطفي». هذا الادعاء واسع الانتشار في المعسكر اليساري، بأن تصويت الشرقيين لا يستند إلى موقف أو مصلحة، بل يستند إلى عواطف، وانهم عبر التصويت لليمين يغلقون حسابا تاريخيا مع حزب العمل، الحزب الذي قام زعماؤه برشهم بال «دي دي تي… (مسحوق ضد القمل)» ويغلقون الحساب أيضا مع اليسار ككل، محبي العرب.
ولكن، في الانتخابات القادمة سوف يتوجه إلى الصناديق الجيل الثالث من المهاجرين الشرقيين، ابناء الجيل الأول بغالبيتهم لم يعودوا بيننا، ولأبناء الجيل الثالث لا يوجد ذكريات مُرّة ولا مشاعر انتقام ازاء احزاب اليسار. معظمهم نشأوا تحت ظل حكم الليكود ويعرفون احزاب اليسار بشكل عام كأحزاب معارضة ضعيفة، تكافح من اجل البقاء، وليست كشيطان استغلالي، اما بشأن كره العرب بداية، ليس كل الشرقيين كارهي عرب. حتى لو افترضنا ان جزءا منهم هم كذلك، فالإرتباط بين كراهية العرب والتصويت لليمين ضعيف. سبق أن تم الاثبات أنه في شؤون الأمن والعلاقة مع العرب، فالفرق بين اليسار واليمين هو تكتيكي ولفظي في اساسه. اسحق رابين اعطى الأمر في الانتفاضة الأولى «لكسر اياديهم وأرجلهم»، وهو من شرع فعليا بإقامة المستوطنات الأولى. بنيامين نتنياهو من الجهة الأخرى هو الذي قبل بحل الدولتين.
هذا هو، التصويت العاطفي للشرقيين، مجرد اسطورة. الشعب ليس مغفلا، ومن يصوت لليمين يفعل ذلك جراء اعتبارات هامة. مثلا، حالة نفي الشتات المصاب بها اليسار الاشكنازي تزعج الشرقيين، المتدينين والعلمانيين على حد سواء. الطرق الشعبية لا تبدي شعورا بالراحة من نفوراليسار الاشكنازي من الدين اليهودي والثقافة اليهودية ما قبل الصهيونية. ليس ذلك مجرد عدم راحة مثالي، – إذ تعلموا ذلك على جلودهم، فلهذا النفور تبعات فعلية على تشكيل مجالات الصعيد الشعبي: على خطط التعليم، على توزيع الموارد الثقافية وعلى برامج البث في وسائل الاعلام العامة.
يدَّعون في اليسار، بأن اليمين يخصص الموارد للمستوطنات على حساب الضواحي وسكانها الشرقيين، ولهذا بالتصويت لليمين يطلق الشرقيون النار على أرجلهم. وهذا ليس دقيقا لأن الكثير ممن يستفيدون من التفضيلات في الضفة الغربية هم شرقيون بنوا بيوتهم هناك لانه لم يكن بوسعهم شراء شقة داخل الخط الاخضر. حقيقة انه من الصعب ان نعرف كم عدد الشرقيين في مناطق الضفة الغربية، ولكن نستطيع ان نتعلم شيئا من أنه في موديعين عليت، المدينة الاكبر في حجمها في مناطق الضفة الغربية (نحو 60 الف ساكن)، فإن شبكة التعليم الخاصة بشاس هي الثانية في حجمها. وإذا اخذنا في الحسبان، بأنه لا يوجد ضمان في حال فوز اليسار في الانتخابات بانه سيعمل على تحويل الموارد من الضفة الغربية إلى الضواحي داخل الخط الأخضر، وليس إلى المركز الاشكنازي المتخم- فإن انفاق الموازنة على الضفة الغربية هو أفضلية ليست سيئة من وجهة نظر الشرقيين.
يعرض اليمين ايضا للشرقيين «تمثيل افضل واكثر اقترابا لمراكز القوى. بالنسية لشاس هذا مفهوم بذاته، ولكن ايضا في الليكود يوجد للشرقيين افضلية معينة. يبدو، أن حقيقة وجود قوة كبيرة لممثلي الشرقيين في مركز الليكود ليست ذات قيمة انثروبولوجية فولوكلورية فحسب، كما يحاولون إظهار ذلك في اليسار. فلهذا التمثيل يوجد آثار فعلية، لانه من مجموعة القوة هذه تأتي الطيبات، مزادات وأعمال للمقربين من أصحاب القوة الشرقيين.
إذا كان الامر على هذا النحو، لماذا يواصلون في اليسار الاعتقاد بأسطورة التصويت العاطفي؟ لأنه من المريح للنخب اليسارية ان تؤمن بذلك. الايمان بعاطفية التصويت للشرقين تعفي هذه النخب من ضرورة التنازل عن تحكمها بوسائل الانتاج والتحرك باتجاه توزيع عادل للموارد. لماذا عليهم دعم خفض اسعار ما يملكونه من شقق في المدن القديمة، او أن يوافقوا على فرض ضريبة على التوريث، منهما يستفيدون هم وأبناؤهم. إذا لم يكن انتخابهم سيغير شيئا؟ إنه تفسير مريح لهم بأن الشرقيين سيستمرون في التصويت كما صوتوا سابقا لأن تصويتهم عاطفي ولا يرتبط بالمعطيات والوقائع.
التصويت العاطفي للشرقين اسطورة، لكنها اسطورة ايضا موجودة. والدي، الذي كان مدرسا في المدرسة الوسطى، اعتاد ان يقول، بأن وضع العمال في الدولة افضل حالا بوجود الليكود في السلطة، لانه عندما يشكل حزب العمل الحكومة، يتعاون معها الهستدروت وتكف هذه النقابة عن الدفاع عن العمال. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المعلومة، فقد صوت طوال حياته لصالح حزب العمل. تصويت عاطفي بالطبع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هرتسوغ هو الخيار
بعد كل الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو لدينا شخص يمكن أن يكون رجل الساعة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
المضمون: (يتحدث الكاتب عن الأخطار الثلاثة المحدقة بإسرائيل خلال (الصفقة المحتملة بين أوباما وإيران، الخطاب المتوقع لنتنياهو في الكونغرس والإنتخابات للكنيست تشكل إمكانية لحدوث عاصفة)، ويلقي الكاتب باللوم على باراك أوباما فيما يتعلق بالخطر النووي المحدق بالشرق الاوسط؛ بسبب ليونته مع ايران، ويلقي باللائمة على نتنياهو بسبب خروجه عن قاعدة ان كل رؤساء اسرائيل كسبوا ود الأمريكيين سواء ديمقراطيين ام جمهوريين).
اسرائيل دولة قليلة الحظ. خلال شهر واحد (آذار 2015) ستشهد ثلاثة احداث دراماتية، ستشكل معا أمرا خطيرا. الصفقة المحتملة بين اوباما وإيران، الخطاب المتوقع لنتنياهو في الكونغرس والانتخابات للكنيست تشكل امكانية لحدوث عاصفة. في الايام الاربعين القادمة يمكن لاوباما أن يرتكب خطأ حياته، رئيس حكومة اسرائيل سيرتكب بالتأكيد خطأ حياته، ويمكن أن تكون دولة اسرائيل محيدة ومُسكتة في الوقت الذي يكون فيه الزعيمان يتسليان بأعمال تُعرض الحياة للخطر. وفي الوقت الذي يواصل فيه مواطنو اسرائيل التساؤل من هو الذي يحتاج للعلاج، هل هو السلطة أو وسائل الاعلام، ستتقدم إلى الأمام في واشنطن عمليتان، اذا تحققت تداعياتهما، فستكون بعيدة المدى.
انتخابات 2015
الرئيس الامريكي اوباما. يثق بنزع السلاح النووي من العالم. لكنه لا يعتقد أنه بالامكان منع، بكل ثمن، مواجهة اخرى بين الولايات المتحدة والدولة الإسلامية في إيران. هذان الاعتقادان يناقضان بعضهما. اذا لم تشعر الدولة العظمى الشيعية بأن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهتها سياسيا واقتصاديا فانها ستصبح نووية. اذا أصبحت إيران نووية فان الشرق الاوسط سيصبح نوويا، ويكون القرن الواحد والعشرين هو قرن التهديد النووي. إن رغبة اوباما في مصالحة طهران (حتى لو تسبب تدهور اسعار النفط لها بأن تكون هشة بصورة لم يسبق لها مثيل) من شأنها أن تدمر رؤياه: منع انتشار السلاح النووي.
ما زال الوقت غير متأخر. «ربما حتى الآن أن الخوف الإيراني أو النباهة الامريكية ستمنع كارثة، لكن مع اقتراب نهاية المفاوضات بين الديمقراطية الامريكية وبين البيروقراطية الإيرانية من الواضح أن الرجل الذي يجلس في البيت الابيض مصاب بمرض خطير من المسالمة. فهو لا يرى الخطر، لا يفهم الخطر، ويعمل كل ما في وسعه للدخول إلى المصيدة.
عندما كان لاسرائيل رؤساء حكومات يتحدثون الايديش ولم يروا في يوم ما لعبة سوبربول، كانوا يعرفون شيئا واحدا: التأييد لاسرائيل في الولايات المتحدة يجب أن يكون من قبل الحزبين، لكن الآن حيث يوجد لاسرائيل رئيس حكومة يبدو امريكيا ويُسمع كأمريكي فانه يتصرف وكأنه لا يفهم امريكا بتاتا. نتنياهو يمقت الديمقراطيين الليبراليين، لكن ألا يعرف أن ثلثي يهود امريكا هم ديمقراطيون ليبراليون، ألا يعرف أن 90 بالمئة من الطلاب الامريكيين في الولايات المتحدة هم ديمقراطيون ليبراليون، ألا يعرف نتنياهو أن امريكا القرن الواحد والعشرين هي امريكا متعددة الثقافات ومنفتحة والتي قيمها عكس قيم شلدون أدلسون؟.
لماذا الشخص المهذب الجالس في شارع بلفور يُصر على تدمير المبدأ المقدس للدعم من قبل الحزبين لاسرائيل، بكونه يتحدث بطريقة جمهورية ويبث جمهوريا ويضع اسرائيل بصورة خطرة على أجندة الحزب الجمهوري؟ خطاب نتنياهو في الكونغرس سيؤدي إلى ذروة سياسة انعزالية، التي ستفشل الحرب ضد التسلح النووي الإيراني وتعرض للخطر التحالف الاستراتيجي بعيد المدى مع الولايات المتحدة.
رغم الحملة الانتخابية، فان اسرائيل العقلانية لا تستطيع أن تجلس مكتوفة الايدي أمام الصفقة السيئة لاوباما ولا ازاء الخطاب المفزع لنتنياهو. لاسرائيل العقلانية يوجد رجل: اسحق هرتسوغ. هذه هي اللحظة، هرتسوغ. هذه هي الساعة لتولي القيادة ولاظهار قيادة وابقاء بوجي خلفك.
في المكان الذي لا يوجد فيه رجل على هرتسوغ أن يكون رجلا. عليه أن يلقي في القدس الخطاب الصحيح بشأن التهديد الإيراني النووي. عليه أن يدعو اوباما إلى ألا يقوم بخطوة يصعب اصلاحها، عليه أن يهز النظام العالمي، عليه أن يتصرف منذ الآن كقائد قومي ويقود الحرب العالمية ضد الصفقة التي تحمل في ثناياها الخطر لاوباما وخامنئي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
إرث نتنياهو في واشنطن
رئيس الوزراء يعمل على تخريب إرث الديموقراطيين اليهود في أمريكا ودفعهم إلى أحضان الجمهوريين
بقلم:بيتر باينريت،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن ضحايا نتنياهو في الولايات المتحدة، وعن تصرفاته وخاصة الاستيطانية والتي تساعد نشطاء اليسار والداعين الى مقاطعة اسرائيل، ويقول الكاتب ان ضحايا نتنياهو هي النظمات اليهودية الداعمة لاسرائيل في الولايات المتحدة)
من هم ضحايا نتنياهو في الولايات المتحدة؟ ليس باراك اوباما، فعلى الرغم من جهود نتنياهو المتواصلة، ما زال اوباما يحتفظ بوظيفته، وما زال محبوبا لدى اكثرية يهود الولايات المتحدة. كذلك فإن نشطاء اليسار ممن يعاروضون «دولة يهودية أيا كان طابعها» ليسوا ضحايا نتنياهو، فجنونه الاستيطاني هو بالنسبة لهم كنز مساند. «نحن مضطرون لمنح الاعتماد لنتنياهو» هذا ما قاله عمر برغوثي، احد نشطاء (bds) في كانون اول الماضي، «بدونه لم نكن لنحقق إنجازاتنا الكثيرة».
كلا، ضحايا نتنياهو هم اولئك الذين يقدمون انفسهم باعتبارهم أصدقاءه: زعماء منظمات على شاكلة ايباك، الهيئة ضد التشهير واللجنة اليهودية الامريكية. خطاب نتنياهو المقرر في الكونغرس هو فقط الخطوة الاخيرة في مسلسل الأذى ذلك. هو يدمر المؤسسة اليهودية الامريكية القديمة، ويبني مكانها مؤسسة جديدة.
المؤسسة اليهودية القديمة قامت على التفريق بين الطريقة التي ينظر فيها يهود الامريكان إلى الولايات المتحدة الامريكية، وبين الطريقة التي ينظرون فيها إلى اسرائيل. ففي الولايات المتحدة تعمل الهيئة ضد التشهير «محاربة التعصب وضيق الافق بكافة اشكاله، وتدافع عن القيم الديمقراطية وحقوق المواطنة للجميع»، اللجنة «اليهودية الامريكية» « تهتم بحقوق الانسان والقيم الديمقراطية»، كلا المنظمتين تعملان ايضا لضان حق التصويت للجميع. وحقوق المثليين ومنح المواطنة للمهاجرين غير المسجلين، حتى أيباك، والتي لا تدعم النظام الليبرالي في الولايات المتحدة، تأسست بشكل اساسي على أكتاف اشخاص يدعمون الليبرالية في الولايات المتحدة، وفي الاجمال، فإن 90% من يهود الولايات المتحدة يؤيدون حق المرأة في الاجهاض، وعدد المصوتين في اوساطهم للحزب الديمقراطي يصل تقريبا ضعف المصوتين للحزب الجمهوري، ولكن فيما يتعلق بإسرائيل فيبدوا بأن المؤسسة اليهودية في امريكيا فقدت حماسها ل»حقوق الانسان والقيم الديمقراطية»، فلم يحدث ابدا ان وجه نقد علني لاسرائيل على انها تغتصب حقوق ملايين الفلسطينيين في الضفة.
ومع السنوات تزايدت الصعوبات في الحفاظ على ازدواجية النظرة الاخلاقية هذه. الشبان اليهود الامريكان باستثناء المتدينين هم الآن أقل تعصبا قبليا مما كانوا عليه في السابق، وما عادوا يشعرون بالخوف كما شعر سابقوم، وهم أقل ميلا لإعفاء إسرائيل من الالتزام بالتطلعات الكونية التي تعلي حقوق الانسان، والتي وفقا لها ينظرون لوطنهم.
التغيرات بين الاجيال تضع الصعوبات أمام المنظمات اليهودية العريقة. ونتنياهو يساهم في زيادة الصعوبة. المؤسسة اليهودية الامريكية تعمل على توليد شعور الراحة لدى اليهود الديمقراطيين عندما يدعمون اسرائيل. ولكن من الصعب جدا فعل ذلك عندما يقوم رئيس وزراء اسرائيل بالتحالف مع الجمهوريين ضد الرئيس الديمقراطي. عندما يضطر اليهود الامريكان للاختيار بين أوباما وبين نتنياهو. هذا ما يؤدي إلى إضعاف المنظمات اليهودية، والتي تاسست على فرضية أن بإمكان اليهود دعم كليهما. ليس فقط نتنياهو يؤيد الجمهوريين، الآن يجري اقامة بنية يهودية جديدة تحيط به، يتم التحكم بها من قبل الجمهوريين وتضم الائتلاف اليهودي الجمهوري ومنظمة صهيونيي امريكا، وفي مركز هذه البنية راعي نتنياهو، شيلدون أدلسون. في حين ان المؤسسة اليهودية القديمة في المقابل تعمل على دعم سياسات اسرائيل اللا تسامحية وفي نفس الوقت تشجيع التسامح داخل الولايات المتحدة، المؤسسة اليهودية اميريكية الجديدة هي إسلاموفوبيا مكشوفة. ادلسون على سبيل المثال قال بأن «المسلمون يريدون قتل كل اليهود.»
على النقيض من المؤسسة اليهودية القديمية، والتي تستند على اليهود الديمقراطيين، المؤسسة اليهودية الجديدة تعمل على إقصائهم. في اجتماع احتفالي اقيم عام 2014 قدمت منظمة صهيونية امريكية جائزة شرف لتيد كروز، وكانت في عام 2013 قد فعلت ذلك مع ميشيل بيكمان ومايك هاكبي وجميعهم سياسيون ممقوتون من قبل اليهود الامريكيين. وفي الواقع، يتحفظ اليهود الامريكان من أدلسون بنسة ثلاثة إلى واحد. وفقا لاستبيان جرى مؤخرا بواسطة جي ستريت.
التفريق الاخلاقي هذا، والذي شكل خلال سنوات القاعدة للحياة اليهودية المنظمة في أمريكيا، يتلاشى بالتدريج، اليهود الامريكان الليبراليون تتزايد لديهم الانتقادات والملاحظات عل سياسة إسرائيل، اما اليهود الامريكان الذين يدعمون سياسات اسرائيل بلا تحفظ، يتزايد لديهم التأييد للنظام اللا ليبرالي في الولايات المتحدة، هذه هي، بين اشياء اخرى، تركة نتنياهو في الولايات المتحدة: هو يقوي اليمين اليهودي كما يقوي اليسار اليهودي، اما ضحاياه فهم الئك الذين يعيشون في الوسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
تردد الناخب
ينبغي أن يعرف الذين يهذون أن «المعسكر الصهيوني» لن يحدث تغييرا ثوريا
بقلم:أريئيل روبنشتاين،عن يديعوت
المضمون:( يدعو الكاتب المستوطنين للتصويت لصالح اليسار، ويفلسف دعوته تلك بأنه في حال حكم اليمين تتدفق اموال كثيرة للمستوطنات، ولكن في المقابل يكون هناك سخط عالمي من الاستيطان، ودعوات لمقاطعة منتجات المستوطنات، وتقل بل تتلاشى هذه الدعوات في حال حكم اليسار، واليسار يقوم بنصادرة اراضي لمراعاة الزيادة السكانية للمستوطنين، ولكي تستمر الدورة الحياتية للمستوطانت يجب ان يكون هناك تبادل للسلطة بين اليمين واليسار)
لو كنت مستوطنا، لصوت للمعسكر الصهيوني. فالمشروع الاستيطاني بحاجة إلى تبادل في السلطة. ففي الايام التي يسيطر فيها اليمين، تتدفق إلى المستوطنات أموال أكثر، وتقام عدة مستوطنات وتصادر عدة تلال.
وعندما يسيطر اليسار، تتدفق أموال أقل بقليل، والتوسع يتم فقط لتلبية نتاج رحم الاحم اليهودية والمصادرة هي لاغراض الأمن والتنمية الاقليمية، يعني في صالح عموم السكان.عندما يسيطر اليمين، توجد تصريحات واستفزازات لامم العالم. عندما يحكم اليسار، تكون أناشيد السلام وليس أفعال أقل بكثير، والعالم يحذر من مقاطعة بضائع المستوطنات، واليساريون يصورون أقل بقليل. الضفة صغيرة، الامكانيات محدودة، ولا نهاية للمعنيين بنقل سكنهم إلى أطراف نابلس. تكفي هذه الدورة من تبادل السلطة من أجل السماح بنمو هام ومستقر للسكان اليهود في المناطق.
اذا قامت حكومة بقيادة المعسكر الصهيوني، فقد تأكل وزيرة الخارجية الاسرائيلية الحمص في رام الله ووزير الخارجية الفلسطيني قد يزور مؤسسة الكارثة والبطولة ولكن لن يوقع أي اتفاق حقيقي. واذا ما وقع فلن ينفذ. هناك من نواب العمل ممن أعربوا عن عطف صريح على المستوطنات، وآخرون لن يمسوا بوحدة الشعب. الكونغرس سيهتف لهرتسوغ، وخطر عزل اسرائيل سيختفي. هذا هام جدا للمستوطنين.
كما أن «ابطال شارة الثمن» يفضلون ثقب اطارات السيارات ورش الشعارات على المساجد حين تكون في الاعالي تحميهم طائرات اف 35 هدية أمريكا. بكلمات اخرى، فان حكومة مع المعسكر الصهيوني هي اكسجين للمشروع الاستيطاني: في نظر المستوطنين أجراس الخلاص، وفي نظري الكارثة الكبرى التي أوقعها الشعب اليهودي على نفسه.
لكل الهاذين الذين يعتقدون بان المعسكر الصهيوني سيحدث تغييرا ثوريا: هل تعرفون الكثير من النماذج من التاريخ لثورات دراماتيكية وقعت مثل اخلاء المناطق في اعقاب انتصار طفيف في الانتخابات وليس كنتيجة لحرب، وباء، أزمة اقتصادية حادة أو كلها معا؟
من خلال الالاعيب السياسية والتلويح بقضية رهن القناني قد يكون ممكنا الحصول على وزير آخر في حكومة الوحدة الوطنية، ولكن لا يمكن تغيير قلب الشعب. وفي الوضع الحالي للقلب أين اخلاء المناطق وأين نحن. بالمناسبة، فان لليمين الاقتصادي ليس له ما يقلقه. فمع التطور الاخير تحول حزب العمل من حزب ذي طابع اشتراكي ديمقراطي إلى ائتلاف بين حماة النظام القائم مزودين بحلو اللسان الاجتماعي واقتراحات جريئة لتعديلات طفيفة.
ولكني لست مستوطنا. ولهذا فان المعسكر الصهيوني ليس بديلا بالنسبة لي. تبقى لي أن اسأل نفسي ما هو المهم لي حقا. وجوابي هو أنه يهمني هدفان مركزيان: استمرار وجود الشعب اليهودي واقتلاع النزعة القومية المتطرفة من الاسرائيلية. عندي آراء واضحة ايضا في مواضيع اجتماعية، ولكن لا يقترح لي أي حزب أكثر من اصلاحات هامشية تحافظ على الهيمنة الاقتصادية القائمة على أي حال للاقوياء.
ولكن ها هي المعضلة: لست شخصا متدينا، ولكن ينبغي لي أن اعترف باستقامة بان بعد التطرف القومي للصهوينية، فان السبيل الوحيد الذي يعطي أملا للشعب اليهودي في الوجود مئة سنة اخرى هو السبيل الاصولي (من النموذج الليتوي، ذاك الذي يمجد التعليم ويحتقر المعتقدات الخرافية)، ومن يمثله في السياسة الاسرائيلية هو ايهدوت هتوراة. عندي عطف عليه ايضا بسبب ان جدي نشر (قبل 80 سنة) مقالات في المجلة الناطقة بلسان أغودات يسرائيل. فالتصويت له بالنسبة لي هو الارتباط بالقبيلة.
بالمقابل، فان الحزب اليهودي الوحيد الذي يرفض المستوطنات دون تردد ودون اعتذار هو حزب ميرتس. أولادي ايضا يؤيدونه، والتصويت لميرتس بالنسبة لي هو الارتباط بالجيل الشاب.وعليه، مع أني آسف لاقصاء النساء في ايهدوت هتوراة واختلف مع الليبرالية المبالغ فيها في ميرتس في شؤون الهجرة، فاني أتردد: جدي يقول لي: «اغودات يسرائيل» وابنائي يدعونني إلى «ميرتس». وأنا، فلمن سأصوت؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمون:( يتهكم الكاتب على نتنياهو والذي أهمل التعليم والصحة في مقابل بناء قوة عسكرية إسرائيلية تستطيع ايقاف المشروع النووي الايراني، والذي كان قد قال ان إيقاف هذا المشروع لا يأتي بالكلام والخطابات ولكن بالأفعال، والآن لا يفعل نتنياهو شيئاً سوى الخطابات).
هيا نتجاهل تفاهات الساعة ونتحدث عن إيران، حجر الزاوية في سياسة نتنياهو المقدس عنده والشيطان التاريخي الذي يمكن أن يوقع على الشعب اليهودي كارثة جديدة، وهو أصل الشر. كل تلك تعبيرات لنتنياهو. أما هو فقد ولد وتربى وتعلم وهُييء ليكون المخلص للشعب اليهودي من الخطر الإيراني. نتنياهو لم يتعهد بأن يخطب ضد إيران، بل تعهد بأن يوقف إيران باستخدام اليد الطويلة للجيش اذا لم يكن هناك خيار آخر. لقد تعهد بأن يعمل لا أن يقول. لهذا فقد تبنى الخيار العسكري ضد البنية التحتية الإيرانية وهذا كلف الدولة عشرات المليارات، ولتمويل ذلك فقد أهمل التعليم والصحة والضواحي والطبقات الفقيرة منذ اللحظة التي دخل فيها إلى منصبه حتى الآن. اذا حاكمنا نتنياهو حسب معاييره وحسب تصريحاته فانه يشكل فشلا ذريعا في كل ما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني. لقد تسلم الدولة في 2009 وإيران بعيدة خمس سنوات عن القنبلة النووية، وسيسافر في الشهر القادم إلى الكونغرس وإيران دولة على شفا الذرة. إن اتفاق الدول العظمى مع إيران لن يحولها إلى دولة على شفا الذرة. لأنها هي هناك بالفعل وهو فقط يعطيها الشرعية الدولية، وقد تحولت إلى دولة على شفا الذرة في فترة ولاية نتنياهو ولم يفعل شيئا لمنع ذلك سوى الخطاب.
ليس لأنه لم تكن له فرص. ففي 2010 2011 كانت اسرائيل في عدة حالات على حافة الهجوم. لقد دار نتنياهو حول القرار وردد وتخبط وأجهد نفسه وتشاجر مع رؤساء الاجهزة الأمنية، ديسكن، دغان، اشكنازي ويادلين، وأصدر أوامره للاستعداد للمعركة وفي نهاية المطاف تراجع ولم يفعل شيئا. رؤساء الاجهزة الأمنية في حينه كانوا اشخاصا من النخبة ولديهم القوة الداخلية. اضافة إلى معارضتهم المهنية فقد تحدوا نتنياهو فيما يتعلق بشرعية العملية وقالوا له إنهم اذا تلقوا أمرا فسينفذونه بلا تردد، لكن يجب أن يكون القرار شرعيا. رئيس «الشباك» ديسكن الذي كان على رأس المعارضة طلب أن تتم المصادقة على العملية في مجلس الوزراء كما يقتضي القانون. وقد وافقه رئيس الموساد دغان وكذلك رئيس الاركان ورئيس الاستخبارات. وفي النهاية لم يحصل على المصادقة ولم يحدث الهجوم.
نبي الغضب
عاموس يادلين أنهى خدمته في تشرين الثاني 2010، ودغان في 2011 وكذلك اشكنازي وديسكن. وجاء مكانهم رؤساء جدد أقل خبرة وأقل ثقة. من صيف 2011 وحتى خريف 2012 كانت لنتنياهو فرصة ذهبية جديدة لمهاجمة إيران ومن كانوا يعارضونه ذهبوا. كان باراك وزير الدفاع الذي ترأس معسكر المطالبين بالهجوم. والرئيس اوباما كان مشغولا بالانتخابات. وكانت فرصة ذهبية أخيرة لكن نتنياهو لم يهاجم إيران.
لماذا لم يهاجم؟ لأنه خاف. إن الخوف من لجنة تحقيق محتملة كبلته لأنه كان يريد البقاء رئيسا للحكومة أكثر من مهاجمته لإيران. هذا هو نتنياهو، إنه يفضل نفسه. لماذا؟ لأنه شخص ضروري وحيوي للدولة. لماذا؟ لأنه سيكون المخلص لها من الخطر الإيراني. غولدبرغ سمى نتنياهو بـ «قذر الدجاج». ليس هناك شتيمة أكثر من هذه في امريكا والهدف هو الشخص الجبان الذي يخاف القيام بعمل عسكري أو سياسي. ببساطة يخاف.
نتنياهو جبان، وهو يعرف ذلك في أعماقه. إنه يسخر من اولمرت لكن اولمرت دمر المفاعل النووي السوري رغم معارضة وزير دفاعه باراك، وقام بذلك من غير مساعدة امريكية رغم أنه أبلغهم بذلك، وجعل امريكا شريكة في السر، بالضبط ما كان على نتنياهو أن يفعله في الموضوع الإيراني، وبالضبط ما لم يفعله. بيغن البولوني الرقيق كان شجاعا بما يكفي لمهاجمة المفاعل النووي العراقي. بيرس عارض لكن بيغن تمسك برأيه، فقد عرف أن الخطر سيلقي عليه كارثة في الانتخابات القادمة، لكنه عرف حجم المخاطرة وفكر بالدولة وليس بنفسه. لقد أرسل الطيارين (الذين كان عاموس يادلين أحدهم واليوم هو مرشح المعسكر الصهيوني كوزير للدفاع).
فشل اوباما
الفشل لم ينته هنا. في حالة إيران هناك خيار واحد هو أن يُشغل العالم، والعالم له قائد يسمونه رئيس الولايات المتحدة. ولو كان نتنياهو حقا يريد تخليصنا من التهديد الإيراني لكان عليه أن يكون شريكا استراتيجيا لاوباما بكل ثمن.
لكن ماذا فعل؟ لقد تحدى اوباما. ورغم أن اوباما متردد ولا يستغل القدرة الامريكية الضخمة ولا يضع الخيار العسكري أمام إيران وهو مسالم، لكنه ما زال رئيسا للولايات المتحدة. منذ اندلاع ازمة الخطاب في الكونغرس تضاءلت خيارات اسرائيل جدا للحصول على الاغلبية المطلوبة في الكونغرس من اجل التغلب على فيتو الرئيس اوباما في الموضوع الإيراني. لقد خرب اوباما مصالحنا بيديه.
يكفي بيبي
لا توجد لنتنياهو الحكمة المطلوبة للقائد. هذه الحقيقة تم اثباتها على طول فترة ولايته. خُذ مثلا رؤوبين ريفلين. لقد كان لنتنياهو هدف استراتيجي في ألا يصبح ريفلين رئيسا للدولة وقد عمل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف وتخاصم مع الجميع من اجل هذا الهدف وقام بكل المناورات لمنع ذلك ولكن في نهاية المطاف ريفلين أصبح رئيسا. وحتى بعد انتخاب ريفلين لم يتعامل معه بحكمة.
ومثال آخر، محافظ بنك اسرائيل. عندما أنهى فيشر منصبه أوصى بأن تكون نائبته كرنيت بولغ مكانه، لكن نتنياهو عارض هذا القرار ورشح آخرين وفي النهاية أصبحت كرنيت هي المحافظة.
هذا الرجل ليست لديه حكمة وهو ليس الشخص المناسب للقيام بوظيفته تحت الضغط.
نسيج المصالح
نسيج المصالح المعقدة لـ «يديعوت» يتوازن في نهاية الامر وبرؤية تاريخية مع مصالح الناشرين الآخرين. وفي النهاية فان «يديعوت» تصاحب الدولة منذ يومها الاول، ولديها انجازات كبيرة. أما «اسرائيل اليوم» فلا تصل إلى مستوى صحيفة اعلانات حزبية، هي مجرد صحيفة لخدمات العلاقات العامة، وتُضخ ملايين الشواقل من لوس انجلوس لتعزيزها.
كل من هو في مهنتنا يعرف ذلك جيدا، وحتى الآن هم يحظون برؤية هذا الهجوم على نوني موزيس. إنهم لا يفهمون أن هذا هجوما عليهم، بل يرون أن «اسرائيل اليوم» زادت انتشارها بصورة كبيرة (470 ألف نسخة في يوم الجمعة الماضي) لصالح الانتخابات، ولا يفهمون.
في رأيي المشكلة القادمة هي تلك التي ستنفجر بين بينيت ونتنياهو. خلافا لاتفاق «عدم القتال» الذي وقع بينهما فان بيبي ينقض على مصوتي بينيت. إن اعلان نتنياهو أن الرئيس سيلقي مهمة تشكيل الحكومة على رئيس الحزب الاكبر، وحاول تشجيع مصوتي بينيت الذهاب لليكود، قد أثار غضب بينيت ورجاله.
إن رجال بينيت منزعجون منه ويتساءلون لماذا انشأ مركزا انتخابيا للمستوطنين، لماذا يوظف الملايين في جمهورنا، لماذا لا يقوم بقيادة حملة انتخابية لأخذ ناخبي كحلون، حيث أن 80 بالمئة منهم ليكوديون. سألتهم ماذا سيفعلون. ولم يعرفوا الاجابة، لكن اطلاق النار داخل حاملة جنودهم المدرعة يسبب لهم الآن الخسائر الفادحة. في استطلاع «معاريف/الاسبوع» هذا اليوم هبط بينيت إلى 10 مقاعد، وبهذه الوتيرة سينهي الانتخابات بـ 7 8 مقاعد. بينيت ليس معروفا بطبعه الهاديء، ونجاحه ليس قائما على صبره. في نهاية المطاف اذا لم يكن لديه خيار فانه سيضع حزاما ناسفا ويفجر نفسه داخل حاملة الجنود المدرعة.
ها هو أنظروا
شيء آخر لتغيير الجو. روت كوليان امرأة حريدية وأم لاربعة، تحاول وحدها أن تُحدث ثورة: قدمت عدة التماسات في محكمة العدل العليا ضد اقصاء النساء الحريديات عن حق انتخابهن. إنها تنغص حياة المؤسسة الدينية الظلامية، هي امرأة مقاتلة صلبة تلقت العديد من الخسائر لكنها لم تستسلم.
في الاونة الاخيرة اقامت كوليان التي ليس لديها أي دعم، حزبا باسم «بفضلهن، الحريديات يقمن بالتغيير». ترشحت للكنيست وهي ليست لها ميزانية أو دعاية. وما دفعها لهذا العمل اعتقادها بأن هذا هو أمر الساعة، يجب البدء بالحرب في مكان ما. ونظرا لأنها سجلت كحزب وترشحت للانتخابات فانها تحظى بوقت على الشاشة في الدعايات الانتخابية بالمجان. لقد جندت أكثر قليلا من 3 آلاف شيكل فقط، واذا رغبتم في المشاركة في ثورة مدنية حيوية فتبرعوا. الرجال المهنيين في المجال الاعلامي واخراج الدعايات يتم الترحيب بهم كمتطوعين. تقول كوليان إن «خوف اعضاء الكنيست الحريديين من وجود امرأة في الكنيست هو الخوف من فقدان السيطرة»، وتضيف «في اللحظة التي يصبح فيها لامرأة حريدية عنوانا حقيقيا صحيحا في الكنيست ستتكشف الابعاد الحقيقية لضائقة النساء الحريديات. عندها سيقول الجميع كيف لم نعرف وكيف لم نرَ. اذاً هاكم، إعرفوا وانظروا وساعدوا».
من يريد المساعدة يستطيع أن يكتب «ميمونه»، وبفضلها ستقوم النساء الحريديات بالتغيير، وهذا سيوصلكم مباشرة إلى موقع ميمونه و إلى المكان الذي يمكنكم أن تتبرعوا فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أسطورة التصويت العاطفي للشرقيين
يعتقد اليسار بأن الشرقيين ينتخبون اليمين هروبا من تحليل الواقع
بقلم:رامي كيمحي*محاضر في مدرسة الاتصالات في جامعة اريئيل،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الفكرة السائدة لدى ناشطي اليسار، والفكرة كانت ان الشرقيين وبدون وعي أو تفكير ولكن بعاطفة الإنتقام من اليسار يقومون بالتصويت لليمين، إنتقاماً من اليسار، ويدحض الكاتب هذه الفكرة ويقول إن الجيل الأول من الشرقيين اليهود قد تلاشى والآن الحديث يدور مع الجيل الثالث والذي لا يحمل أي ضغينة على اليسار)
أحد الاصدقاء، مثقف تل ابيبي من اصل اكشنازي، التقى بي في المقهى: «الان يوجد للمعسكر اليساري فرصة»، قال متحمسا، «انت أيضا يجب ان تصوت ميرتس. لكن انت لن تفعل ذلك لان تصويتك، مثل كل الشرقيين، عاطفي». هذا الادعاء واسع الانتشار في المعسكر اليساري، بأن تصويت الشرقيين لا يستند إلى موقف أو مصلحة، بل يستند إلى عواطف، وانهم عبر التصويت لليمين يغلقون حسابا تاريخيا مع حزب العمل، الحزب الذي قام زعماؤه برشهم بال «دي دي تي… (مسحوق ضد القمل)» ويغلقون الحساب أيضا مع اليسار ككل، محبي العرب.
ولكن، في الانتخابات القادمة سوف يتوجه إلى الصناديق الجيل الثالث من المهاجرين الشرقيين، ابناء الجيل الأول بغالبيتهم لم يعودوا بيننا، ولأبناء الجيل الثالث لا يوجد ذكريات مُرّة ولا مشاعر انتقام ازاء احزاب اليسار. معظمهم نشأوا تحت ظل حكم الليكود ويعرفون احزاب اليسار بشكل عام كأحزاب معارضة ضعيفة، تكافح من اجل البقاء، وليست كشيطان استغلالي، اما بشأن كره العرب بداية، ليس كل الشرقيين كارهي عرب. حتى لو افترضنا ان جزءا منهم هم كذلك، فالإرتباط بين كراهية العرب والتصويت لليمين ضعيف. سبق أن تم الاثبات أنه في شؤون الأمن والعلاقة مع العرب، فالفرق بين اليسار واليمين هو تكتيكي ولفظي في اساسه. اسحق رابين اعطى الأمر في الانتفاضة الأولى «لكسر اياديهم وأرجلهم»، وهو من شرع فعليا بإقامة المستوطنات الأولى. بنيامين نتنياهو من الجهة الأخرى هو الذي قبل بحل الدولتين.
هذا هو، التصويت العاطفي للشرقيين، مجرد اسطورة. الشعب ليس مغفلا، ومن يصوت لليمين يفعل ذلك جراء اعتبارات هامة. مثلا، حالة نفي الشتات المصاب بها اليسار الاشكنازي تزعج الشرقيين، المتدينين والعلمانيين على حد سواء. الطرق الشعبية لا تبدي شعورا بالراحة من نفوراليسار الاشكنازي من الدين اليهودي والثقافة اليهودية ما قبل الصهيونية. ليس ذلك مجرد عدم راحة مثالي، – إذ تعلموا ذلك على جلودهم، فلهذا النفور تبعات فعلية على تشكيل مجالات الصعيد الشعبي: على خطط التعليم، على توزيع الموارد الثقافية وعلى برامج البث في وسائل الاعلام العامة.
يدَّعون في اليسار، بأن اليمين يخصص الموارد للمستوطنات على حساب الضواحي وسكانها الشرقيين، ولهذا بالتصويت لليمين يطلق الشرقيون النار على أرجلهم. وهذا ليس دقيقا لأن الكثير ممن يستفيدون من التفضيلات في الضفة الغربية هم شرقيون بنوا بيوتهم هناك لانه لم يكن بوسعهم شراء شقة داخل الخط الاخضر. حقيقة انه من الصعب ان نعرف كم عدد الشرقيين في مناطق الضفة الغربية، ولكن نستطيع ان نتعلم شيئا من أنه في موديعين عليت، المدينة الاكبر في حجمها في مناطق الضفة الغربية (نحو 60 الف ساكن)، فإن شبكة التعليم الخاصة بشاس هي الثانية في حجمها. وإذا اخذنا في الحسبان، بأنه لا يوجد ضمان في حال فوز اليسار في الانتخابات بانه سيعمل على تحويل الموارد من الضفة الغربية إلى الضواحي داخل الخط الأخضر، وليس إلى المركز الاشكنازي المتخم- فإن انفاق الموازنة على الضفة الغربية هو أفضلية ليست سيئة من وجهة نظر الشرقيين.
يعرض اليمين ايضا للشرقيين «تمثيل افضل واكثر اقترابا لمراكز القوى. بالنسية لشاس هذا مفهوم بذاته، ولكن ايضا في الليكود يوجد للشرقيين افضلية معينة. يبدو، أن حقيقة وجود قوة كبيرة لممثلي الشرقيين في مركز الليكود ليست ذات قيمة انثروبولوجية فولوكلورية فحسب، كما يحاولون إظهار ذلك في اليسار. فلهذا التمثيل يوجد آثار فعلية، لانه من مجموعة القوة هذه تأتي الطيبات، مزادات وأعمال للمقربين من أصحاب القوة الشرقيين.
إذا كان الامر على هذا النحو، لماذا يواصلون في اليسار الاعتقاد بأسطورة التصويت العاطفي؟ لأنه من المريح للنخب اليسارية ان تؤمن بذلك. الايمان بعاطفية التصويت للشرقين تعفي هذه النخب من ضرورة التنازل عن تحكمها بوسائل الانتاج والتحرك باتجاه توزيع عادل للموارد. لماذا عليهم دعم خفض اسعار ما يملكونه من شقق في المدن القديمة، او أن يوافقوا على فرض ضريبة على التوريث، منهما يستفيدون هم وأبناؤهم. إذا لم يكن انتخابهم سيغير شيئا؟ إنه تفسير مريح لهم بأن الشرقيين سيستمرون في التصويت كما صوتوا سابقا لأن تصويتهم عاطفي ولا يرتبط بالمعطيات والوقائع.
التصويت العاطفي للشرقين اسطورة، لكنها اسطورة ايضا موجودة. والدي، الذي كان مدرسا في المدرسة الوسطى، اعتاد ان يقول، بأن وضع العمال في الدولة افضل حالا بوجود الليكود في السلطة، لانه عندما يشكل حزب العمل الحكومة، يتعاون معها الهستدروت وتكف هذه النقابة عن الدفاع عن العمال. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المعلومة، فقد صوت طوال حياته لصالح حزب العمل. تصويت عاطفي بالطبع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هرتسوغ هو الخيار
بعد كل الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو لدينا شخص يمكن أن يكون رجل الساعة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
المضمون: (يتحدث الكاتب عن الأخطار الثلاثة المحدقة بإسرائيل خلال (الصفقة المحتملة بين أوباما وإيران، الخطاب المتوقع لنتنياهو في الكونغرس والإنتخابات للكنيست تشكل إمكانية لحدوث عاصفة)، ويلقي الكاتب باللوم على باراك أوباما فيما يتعلق بالخطر النووي المحدق بالشرق الاوسط؛ بسبب ليونته مع ايران، ويلقي باللائمة على نتنياهو بسبب خروجه عن قاعدة ان كل رؤساء اسرائيل كسبوا ود الأمريكيين سواء ديمقراطيين ام جمهوريين).
اسرائيل دولة قليلة الحظ. خلال شهر واحد (آذار 2015) ستشهد ثلاثة احداث دراماتية، ستشكل معا أمرا خطيرا. الصفقة المحتملة بين اوباما وإيران، الخطاب المتوقع لنتنياهو في الكونغرس والانتخابات للكنيست تشكل امكانية لحدوث عاصفة. في الايام الاربعين القادمة يمكن لاوباما أن يرتكب خطأ حياته، رئيس حكومة اسرائيل سيرتكب بالتأكيد خطأ حياته، ويمكن أن تكون دولة اسرائيل محيدة ومُسكتة في الوقت الذي يكون فيه الزعيمان يتسليان بأعمال تُعرض الحياة للخطر. وفي الوقت الذي يواصل فيه مواطنو اسرائيل التساؤل من هو الذي يحتاج للعلاج، هل هو السلطة أو وسائل الاعلام، ستتقدم إلى الأمام في واشنطن عمليتان، اذا تحققت تداعياتهما، فستكون بعيدة المدى.
انتخابات 2015
الرئيس الامريكي اوباما. يثق بنزع السلاح النووي من العالم. لكنه لا يعتقد أنه بالامكان منع، بكل ثمن، مواجهة اخرى بين الولايات المتحدة والدولة الإسلامية في إيران. هذان الاعتقادان يناقضان بعضهما. اذا لم تشعر الدولة العظمى الشيعية بأن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهتها سياسيا واقتصاديا فانها ستصبح نووية. اذا أصبحت إيران نووية فان الشرق الاوسط سيصبح نوويا، ويكون القرن الواحد والعشرين هو قرن التهديد النووي. إن رغبة اوباما في مصالحة طهران (حتى لو تسبب تدهور اسعار النفط لها بأن تكون هشة بصورة لم يسبق لها مثيل) من شأنها أن تدمر رؤياه: منع انتشار السلاح النووي.
ما زال الوقت غير متأخر. «ربما حتى الآن أن الخوف الإيراني أو النباهة الامريكية ستمنع كارثة، لكن مع اقتراب نهاية المفاوضات بين الديمقراطية الامريكية وبين البيروقراطية الإيرانية من الواضح أن الرجل الذي يجلس في البيت الابيض مصاب بمرض خطير من المسالمة. فهو لا يرى الخطر، لا يفهم الخطر، ويعمل كل ما في وسعه للدخول إلى المصيدة.
عندما كان لاسرائيل رؤساء حكومات يتحدثون الايديش ولم يروا في يوم ما لعبة سوبربول، كانوا يعرفون شيئا واحدا: التأييد لاسرائيل في الولايات المتحدة يجب أن يكون من قبل الحزبين، لكن الآن حيث يوجد لاسرائيل رئيس حكومة يبدو امريكيا ويُسمع كأمريكي فانه يتصرف وكأنه لا يفهم امريكا بتاتا. نتنياهو يمقت الديمقراطيين الليبراليين، لكن ألا يعرف أن ثلثي يهود امريكا هم ديمقراطيون ليبراليون، ألا يعرف أن 90 بالمئة من الطلاب الامريكيين في الولايات المتحدة هم ديمقراطيون ليبراليون، ألا يعرف نتنياهو أن امريكا القرن الواحد والعشرين هي امريكا متعددة الثقافات ومنفتحة والتي قيمها عكس قيم شلدون أدلسون؟.
لماذا الشخص المهذب الجالس في شارع بلفور يُصر على تدمير المبدأ المقدس للدعم من قبل الحزبين لاسرائيل، بكونه يتحدث بطريقة جمهورية ويبث جمهوريا ويضع اسرائيل بصورة خطرة على أجندة الحزب الجمهوري؟ خطاب نتنياهو في الكونغرس سيؤدي إلى ذروة سياسة انعزالية، التي ستفشل الحرب ضد التسلح النووي الإيراني وتعرض للخطر التحالف الاستراتيجي بعيد المدى مع الولايات المتحدة.
رغم الحملة الانتخابية، فان اسرائيل العقلانية لا تستطيع أن تجلس مكتوفة الايدي أمام الصفقة السيئة لاوباما ولا ازاء الخطاب المفزع لنتنياهو. لاسرائيل العقلانية يوجد رجل: اسحق هرتسوغ. هذه هي اللحظة، هرتسوغ. هذه هي الساعة لتولي القيادة ولاظهار قيادة وابقاء بوجي خلفك.
في المكان الذي لا يوجد فيه رجل على هرتسوغ أن يكون رجلا. عليه أن يلقي في القدس الخطاب الصحيح بشأن التهديد الإيراني النووي. عليه أن يدعو اوباما إلى ألا يقوم بخطوة يصعب اصلاحها، عليه أن يهز النظام العالمي، عليه أن يتصرف منذ الآن كقائد قومي ويقود الحرب العالمية ضد الصفقة التي تحمل في ثناياها الخطر لاوباما وخامنئي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
إرث نتنياهو في واشنطن
رئيس الوزراء يعمل على تخريب إرث الديموقراطيين اليهود في أمريكا ودفعهم إلى أحضان الجمهوريين
بقلم:بيتر باينريت،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن ضحايا نتنياهو في الولايات المتحدة، وعن تصرفاته وخاصة الاستيطانية والتي تساعد نشطاء اليسار والداعين الى مقاطعة اسرائيل، ويقول الكاتب ان ضحايا نتنياهو هي النظمات اليهودية الداعمة لاسرائيل في الولايات المتحدة)
من هم ضحايا نتنياهو في الولايات المتحدة؟ ليس باراك اوباما، فعلى الرغم من جهود نتنياهو المتواصلة، ما زال اوباما يحتفظ بوظيفته، وما زال محبوبا لدى اكثرية يهود الولايات المتحدة. كذلك فإن نشطاء اليسار ممن يعاروضون «دولة يهودية أيا كان طابعها» ليسوا ضحايا نتنياهو، فجنونه الاستيطاني هو بالنسبة لهم كنز مساند. «نحن مضطرون لمنح الاعتماد لنتنياهو» هذا ما قاله عمر برغوثي، احد نشطاء (bds) في كانون اول الماضي، «بدونه لم نكن لنحقق إنجازاتنا الكثيرة».
كلا، ضحايا نتنياهو هم اولئك الذين يقدمون انفسهم باعتبارهم أصدقاءه: زعماء منظمات على شاكلة ايباك، الهيئة ضد التشهير واللجنة اليهودية الامريكية. خطاب نتنياهو المقرر في الكونغرس هو فقط الخطوة الاخيرة في مسلسل الأذى ذلك. هو يدمر المؤسسة اليهودية الامريكية القديمة، ويبني مكانها مؤسسة جديدة.
المؤسسة اليهودية القديمة قامت على التفريق بين الطريقة التي ينظر فيها يهود الامريكان إلى الولايات المتحدة الامريكية، وبين الطريقة التي ينظرون فيها إلى اسرائيل. ففي الولايات المتحدة تعمل الهيئة ضد التشهير «محاربة التعصب وضيق الافق بكافة اشكاله، وتدافع عن القيم الديمقراطية وحقوق المواطنة للجميع»، اللجنة «اليهودية الامريكية» « تهتم بحقوق الانسان والقيم الديمقراطية»، كلا المنظمتين تعملان ايضا لضان حق التصويت للجميع. وحقوق المثليين ومنح المواطنة للمهاجرين غير المسجلين، حتى أيباك، والتي لا تدعم النظام الليبرالي في الولايات المتحدة، تأسست بشكل اساسي على أكتاف اشخاص يدعمون الليبرالية في الولايات المتحدة، وفي الاجمال، فإن 90% من يهود الولايات المتحدة يؤيدون حق المرأة في الاجهاض، وعدد المصوتين في اوساطهم للحزب الديمقراطي يصل تقريبا ضعف المصوتين للحزب الجمهوري، ولكن فيما يتعلق بإسرائيل فيبدوا بأن المؤسسة اليهودية في امريكيا فقدت حماسها ل»حقوق الانسان والقيم الديمقراطية»، فلم يحدث ابدا ان وجه نقد علني لاسرائيل على انها تغتصب حقوق ملايين الفلسطينيين في الضفة.
ومع السنوات تزايدت الصعوبات في الحفاظ على ازدواجية النظرة الاخلاقية هذه. الشبان اليهود الامريكان باستثناء المتدينين هم الآن أقل تعصبا قبليا مما كانوا عليه في السابق، وما عادوا يشعرون بالخوف كما شعر سابقوم، وهم أقل ميلا لإعفاء إسرائيل من الالتزام بالتطلعات الكونية التي تعلي حقوق الانسان، والتي وفقا لها ينظرون لوطنهم.
التغيرات بين الاجيال تضع الصعوبات أمام المنظمات اليهودية العريقة. ونتنياهو يساهم في زيادة الصعوبة. المؤسسة اليهودية الامريكية تعمل على توليد شعور الراحة لدى اليهود الديمقراطيين عندما يدعمون اسرائيل. ولكن من الصعب جدا فعل ذلك عندما يقوم رئيس وزراء اسرائيل بالتحالف مع الجمهوريين ضد الرئيس الديمقراطي. عندما يضطر اليهود الامريكان للاختيار بين أوباما وبين نتنياهو. هذا ما يؤدي إلى إضعاف المنظمات اليهودية، والتي تاسست على فرضية أن بإمكان اليهود دعم كليهما. ليس فقط نتنياهو يؤيد الجمهوريين، الآن يجري اقامة بنية يهودية جديدة تحيط به، يتم التحكم بها من قبل الجمهوريين وتضم الائتلاف اليهودي الجمهوري ومنظمة صهيونيي امريكا، وفي مركز هذه البنية راعي نتنياهو، شيلدون أدلسون. في حين ان المؤسسة اليهودية القديمة في المقابل تعمل على دعم سياسات اسرائيل اللا تسامحية وفي نفس الوقت تشجيع التسامح داخل الولايات المتحدة، المؤسسة اليهودية اميريكية الجديدة هي إسلاموفوبيا مكشوفة. ادلسون على سبيل المثال قال بأن «المسلمون يريدون قتل كل اليهود.»
على النقيض من المؤسسة اليهودية القديمية، والتي تستند على اليهود الديمقراطيين، المؤسسة اليهودية الجديدة تعمل على إقصائهم. في اجتماع احتفالي اقيم عام 2014 قدمت منظمة صهيونية امريكية جائزة شرف لتيد كروز، وكانت في عام 2013 قد فعلت ذلك مع ميشيل بيكمان ومايك هاكبي وجميعهم سياسيون ممقوتون من قبل اليهود الامريكيين. وفي الواقع، يتحفظ اليهود الامريكان من أدلسون بنسة ثلاثة إلى واحد. وفقا لاستبيان جرى مؤخرا بواسطة جي ستريت.
التفريق الاخلاقي هذا، والذي شكل خلال سنوات القاعدة للحياة اليهودية المنظمة في أمريكيا، يتلاشى بالتدريج، اليهود الامريكان الليبراليون تتزايد لديهم الانتقادات والملاحظات عل سياسة إسرائيل، اما اليهود الامريكان الذين يدعمون سياسات اسرائيل بلا تحفظ، يتزايد لديهم التأييد للنظام اللا ليبرالي في الولايات المتحدة، هذه هي، بين اشياء اخرى، تركة نتنياهو في الولايات المتحدة: هو يقوي اليمين اليهودي كما يقوي اليسار اليهودي، اما ضحاياه فهم الئك الذين يعيشون في الوسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
تردد الناخب
ينبغي أن يعرف الذين يهذون أن «المعسكر الصهيوني» لن يحدث تغييرا ثوريا
بقلم:أريئيل روبنشتاين،عن يديعوت
المضمون:( يدعو الكاتب المستوطنين للتصويت لصالح اليسار، ويفلسف دعوته تلك بأنه في حال حكم اليمين تتدفق اموال كثيرة للمستوطنات، ولكن في المقابل يكون هناك سخط عالمي من الاستيطان، ودعوات لمقاطعة منتجات المستوطنات، وتقل بل تتلاشى هذه الدعوات في حال حكم اليسار، واليسار يقوم بنصادرة اراضي لمراعاة الزيادة السكانية للمستوطنين، ولكي تستمر الدورة الحياتية للمستوطانت يجب ان يكون هناك تبادل للسلطة بين اليمين واليسار)
لو كنت مستوطنا، لصوت للمعسكر الصهيوني. فالمشروع الاستيطاني بحاجة إلى تبادل في السلطة. ففي الايام التي يسيطر فيها اليمين، تتدفق إلى المستوطنات أموال أكثر، وتقام عدة مستوطنات وتصادر عدة تلال.
وعندما يسيطر اليسار، تتدفق أموال أقل بقليل، والتوسع يتم فقط لتلبية نتاج رحم الاحم اليهودية والمصادرة هي لاغراض الأمن والتنمية الاقليمية، يعني في صالح عموم السكان.عندما يسيطر اليمين، توجد تصريحات واستفزازات لامم العالم. عندما يحكم اليسار، تكون أناشيد السلام وليس أفعال أقل بكثير، والعالم يحذر من مقاطعة بضائع المستوطنات، واليساريون يصورون أقل بقليل. الضفة صغيرة، الامكانيات محدودة، ولا نهاية للمعنيين بنقل سكنهم إلى أطراف نابلس. تكفي هذه الدورة من تبادل السلطة من أجل السماح بنمو هام ومستقر للسكان اليهود في المناطق.
اذا قامت حكومة بقيادة المعسكر الصهيوني، فقد تأكل وزيرة الخارجية الاسرائيلية الحمص في رام الله ووزير الخارجية الفلسطيني قد يزور مؤسسة الكارثة والبطولة ولكن لن يوقع أي اتفاق حقيقي. واذا ما وقع فلن ينفذ. هناك من نواب العمل ممن أعربوا عن عطف صريح على المستوطنات، وآخرون لن يمسوا بوحدة الشعب. الكونغرس سيهتف لهرتسوغ، وخطر عزل اسرائيل سيختفي. هذا هام جدا للمستوطنين.
كما أن «ابطال شارة الثمن» يفضلون ثقب اطارات السيارات ورش الشعارات على المساجد حين تكون في الاعالي تحميهم طائرات اف 35 هدية أمريكا. بكلمات اخرى، فان حكومة مع المعسكر الصهيوني هي اكسجين للمشروع الاستيطاني: في نظر المستوطنين أجراس الخلاص، وفي نظري الكارثة الكبرى التي أوقعها الشعب اليهودي على نفسه.
لكل الهاذين الذين يعتقدون بان المعسكر الصهيوني سيحدث تغييرا ثوريا: هل تعرفون الكثير من النماذج من التاريخ لثورات دراماتيكية وقعت مثل اخلاء المناطق في اعقاب انتصار طفيف في الانتخابات وليس كنتيجة لحرب، وباء، أزمة اقتصادية حادة أو كلها معا؟
من خلال الالاعيب السياسية والتلويح بقضية رهن القناني قد يكون ممكنا الحصول على وزير آخر في حكومة الوحدة الوطنية، ولكن لا يمكن تغيير قلب الشعب. وفي الوضع الحالي للقلب أين اخلاء المناطق وأين نحن. بالمناسبة، فان لليمين الاقتصادي ليس له ما يقلقه. فمع التطور الاخير تحول حزب العمل من حزب ذي طابع اشتراكي ديمقراطي إلى ائتلاف بين حماة النظام القائم مزودين بحلو اللسان الاجتماعي واقتراحات جريئة لتعديلات طفيفة.
ولكني لست مستوطنا. ولهذا فان المعسكر الصهيوني ليس بديلا بالنسبة لي. تبقى لي أن اسأل نفسي ما هو المهم لي حقا. وجوابي هو أنه يهمني هدفان مركزيان: استمرار وجود الشعب اليهودي واقتلاع النزعة القومية المتطرفة من الاسرائيلية. عندي آراء واضحة ايضا في مواضيع اجتماعية، ولكن لا يقترح لي أي حزب أكثر من اصلاحات هامشية تحافظ على الهيمنة الاقتصادية القائمة على أي حال للاقوياء.
ولكن ها هي المعضلة: لست شخصا متدينا، ولكن ينبغي لي أن اعترف باستقامة بان بعد التطرف القومي للصهوينية، فان السبيل الوحيد الذي يعطي أملا للشعب اليهودي في الوجود مئة سنة اخرى هو السبيل الاصولي (من النموذج الليتوي، ذاك الذي يمجد التعليم ويحتقر المعتقدات الخرافية)، ومن يمثله في السياسة الاسرائيلية هو ايهدوت هتوراة. عندي عطف عليه ايضا بسبب ان جدي نشر (قبل 80 سنة) مقالات في المجلة الناطقة بلسان أغودات يسرائيل. فالتصويت له بالنسبة لي هو الارتباط بالقبيلة.
بالمقابل، فان الحزب اليهودي الوحيد الذي يرفض المستوطنات دون تردد ودون اعتذار هو حزب ميرتس. أولادي ايضا يؤيدونه، والتصويت لميرتس بالنسبة لي هو الارتباط بالجيل الشاب.وعليه، مع أني آسف لاقصاء النساء في ايهدوت هتوراة واختلف مع الليبرالية المبالغ فيها في ميرتس في شؤون الهجرة، فاني أتردد: جدي يقول لي: «اغودات يسرائيل» وابنائي يدعونني إلى «ميرتس». وأنا، فلمن سأصوت؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ