Haneen
2015-03-03, 11:43 AM
جريمة واسمها اللاصهيونية
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن تهمة اللاصهيونية في اسرائيل،ويشبهها بتهمة الشيوعية في الولايات المتحدة الامريكية سابقاً،وبتهمة اعداء الشيوعية في الانظمة الشيوعية)
في مكان ما بين الاعتداء جنسيا على الاطفال وبين القتل، المكان الاشد خطرا من السرقة وربما من الإغتصاب: تقع «اللا صهيونية». إنها جريمة مرتبطة بالابادة ولا يشملها العفو او الغفران او تدخل في نطاق العقوبة المخففة. كتاب الجرائم في اسرائيل لم يعرف هذه الجريمة ـ لا أحد يعلم بالضبط من هو «اللا صهيوني» وما هي «اللا صهيونية» – ولكن من يشتبه على انه كذلك، فحكمه واحد. على سبيل المثال: عضو في لجنة حكام جائزة اسرائيل، والمشتبه بكونه قد ارتكب هذه الجريمة الخطيرة (تحت بند الجنايات)، مُنع من اصدار الاحكام.
هذه النغمة ليست جديدة: هكذا تم التعامل مع من اتهموا بأنهم أعداء الشيوعية في الانظمة الشيوعية، وهكذا تم التعامل مع من اشتبهوا بأنهم شيوعيون في الولايات المتحدة في احدى المراحل الاكثر ظلاما في تاريخها. هنا يتم العقاب على التطلعات، بالطرد على خلفية التعبير عن الرأي، بحظر الفنون والأفكار التي لا تستطيع الدول احتمالها.
الذرائع على انعدام التسامح تتكرر باستمرار: تطلعات هذه الأقليات تحفر تحت أساسات النظام ولذلك هي ممنوعة، في الشيوعية وكذلك في الصهيونية، الاساليب متشابهة: الادانة، الرفض، العزل، التحقير وفي مرحلة معينة (لم تصلها اسرائيل بعد) ارسال من يفكرون بشكل مختلف للعلاج او للسجن. لحرية التعبير في اسرائيل يوجد حد ـ انه الصهيونية. من يجتاز هذا الحد يفقد شرعية وجوده، باستثناء المتدينين المتشددين «الحراديم». هؤلاء ينطبق عليهم شرط «الظروف المخففة» لارتكاب الجريمة.
في اسرائيل المعاصرة حيث «اليساري» هي لعنة، والأشد سوءا من ضمن كافة اللعنات، «اللا صهيوني» الذي يعيش ويموت خارج الحد. لكن المشكلة لا تكمن فقط في انعدام وجود من يعرف ما هي الصهيونية في ايامنا هذه، بل كون مقولة اللا صهيوني رديفة لمقولة خيانة. المستوطن سارق الاراضي وحارق الحقول بالتأكيد صهيوني، حتى انه من أفضل نوع. لا يبطل ذلك لو أنه ارتكب اشد المعاصي ويدعو إلى رفض الخدمة في المناطق ـ فهو صهيوني. حنين زعبي خائنة، لانها لا تعترف بإسرائيل كدولة يهودية، اما اليمينين الذين لا يعترفون بإسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية فهم صهاينة، وبالتالي شرعيون. الاسرائيليون الرافضون لأن يكونوا جزءا من هذه الصهيونة، ولديهم ما يكفي من الشجاعة كي يعرفوا انفسهم على أنهم «لا صهاينة» يجري اعتبارهم على أنهم كفار، مع كافة ما يترتب على ذلك. توجد قرون على رؤوسهم. ذلك لتجرؤهم على القول لا لهذه الصهيونية، للتفكير بانها عصبية قومية وكذلك عنصرية، بأنها سارقة، محتلة وتتجه نحو الابارتهايد- على الرغم من ادعائها بلا اخلاقية الابارتهايد، ويدعون بمنع التعامل بها.
غسيل الادمغة وصل حداً بموجبه كل من يصاب بهذا المرض، لا يعتبر بأنه معارض لوجود الدولة فحسب، بل باعتباره داعية لابادتها. الابادة موجودة في دمائنا ودائما ما تبرز باعتبارها الخيار المهدد الأول الصادر عن كل من ينتقد الدولة، وكأن نصف العالم مشغول فقط في إبادة إسرائيل. لذلك هو لا صهيوني كونه يتطلع إلى ارسال اليهود إلى أفران الغاز او إلى البحر، أو على الأقل لإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية.
لكن النظام الحاكم ليس هو الدولة ويمكن أن تكون مناهضا للصهيونية دون أن تكون داعية للمحارق. دولة إسرائيل هي حقيقة واقعة، لم يتبق سوى القليل في العالم ممن يشككون في استمرار وجودها، وبالتأكيد أقل بكثير من المحاولات التي تعمل دعايتها التخوفية على نشرها. النضال الان يدور على طابعها وفي الاساس على طبيعة نظامها.
الصهاينة يجرى اعتبارهم في الخارج كدعاة احتلال، ناشبي حروب، داعمي الحكومة ومبرري أفعالها. لذلك من السهل هناك أن يكون المرء مناهضا للصهيونية، وتقريبا يتوجب على كل صاحب ضمير ان يكون كذلك، في اسرائيل الصورة أقل وضوحا: الصهيوني هو المستوطن او أزعر الحواجز.
حتى أولئك الذين اصابهم اليأس من حل الدولتين، من يعتقدون أن اسرائيل الصهيونية تبذل كل جهودها لإفشاله، ومن يفكرون بضرورة التركز في صيغة حل الدولة الواحدة ـ لا يمكن أن يحاكموا على مقياس الصهيونية. يجب ترك الصهيونية لكتب التاريخ. هنا يوجد دولة، وهي ستبقى هنا، والان يجب أن يدور النضال حول عدالتها، وليس على صهيونيتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
نتنياهو دمر مواجهتنا للذرة الإيرانية
الخطاب المزمع القاؤه أمام الكونغرس أساء للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية المتينة
بقلم:تشاك فريليخ/ نائب لرئيس مجلس الامن القومي. يعمل على وضع كتاب عن عقيدة الأمن الإسرائيلية،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب الكوارث التي سيجلبها خطاب نتنياهو المزمع في الكونغرس الامريكي،حيث يقول أن هذا الخطاب سيحدث ازمة عميقة سيحتاج إصلاحها إلى عقد من الزمن، وأدت إلى إلحاق ضرر غير قابل للإصلاح في مساعينا لوقف مشروع الذرة الإيرانية)
الطبخة التي طبخها سفير إسرائيل غير مؤهل سياسياً في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي الداهية، والنابعة من اعتبارات سياسية ضيقة تحولت ربما للضرر الأشد خطرا في سيرة العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. لا يجري الحديث عن حادثة تمر مرور الكرام عبر تلطيف وقاحة اسرائيلية مغتفرة، بل عن أزمة عميقة سيحتاج إصلاحها إلى عقد من الزمن، وأدت إلى إلحاق ضرر غير قابل للإصلاح في مساعينا لوقف مشروع الذرة الإيرانية.
الرد الأمريكي غير المعتاد عكس غضبا متراكما إزاء الدولة التي يتعلق أمنها وإزدهارها تعلقاً تاماً بالولايات المتحدة الإمريكية، ومع ذلك تسمح لنفسها مرة تلو الأخرى بان تبصق في وجه راعيها. لقد اجتازت هذه المرة كل الحدود. الغضب الذي تفجر علانية بسبب خطوات رئيس الوزراء، تجمع عبر سنوات على خلفيات منوعة «للمساوئ الإسرائيلية»، خصوصا في الموضوع الفلسطيني والمستوطنات. هذه المساوئ جعلت من تأييد أعضاء الكونغرس واليسار الأمريكي لإسرائيل امراً بالغ الصعوبة وأقل تبريرا.
هذه هي المرة الأولى حيث الظهور المتوقع لرئيس الوزراء أمام الكنغرس سيجعل من إسرائيل موضوعا للخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين. منذ قيام الدولة عملت كل حكومات إسرائيل والقيادات اليهودية في الولايات المتحدة جاهدة لوضع إسرائيل كشأن له علاقة متساوية بكلا الحزبين الامريكيين، وباعتبارها فوق كافة الانقسامات السياسية. وقد شكل دعم كلا الحزبين لإسرائيل أساس «العلاقات الخاصة».
التصريح الصادر عن نائب الرئيس جو بايدن ونواب ديمقراطيين آخرين حول قرارهم مقاطعة خطاب نتنياهو امام الكونغرس، مؤسف جداً. يبدو واضحا أن إظهار كل هذا الغضب والذي ليس له سابقة في التاريخ الثنائي يهدف إلى التوضيح لإسرائيل بإنها إذا سمحت لنفسها بإهانة الرئيس فإن أمريكا سترد لها الصاع سبع مرات. واحتمال أن مقعد نائب الرئيس والموجود بالضبط خلف منصة الخطابات في الكونغرس مقابل كاميرات التصوير سيبقى فارغا يجب أن تثير الذعر في القدس.
أيضا، فإن ظهور رئيس الوزراء المقرر امام الكونغرس، والذي هو في أساسه محاولة لتجنيد الكونغرس ضد الإدارة الامريكية، يجعل إسرائيل تقف بين نيران السلطتين، التشريعية والتنفيذية، وهذا عمل عديم المسؤولية بذاته، والمحكوم في كل الأحوال بالفشل. لم يحدث أبدا أن تمكنت إسرائيل من تجنيد الكونغرس ضد موقف ثابت للإدارة الامريكية. وأساس نجاحات إسرائيل السابقة مع الحكومة الأمريكية كان يتم عبر بتشجيع الإدارة على السير باتجاهات يسهل عليها تبنيها. ربما اتخذت الادارة احتياطاتها هذه المرة في الموضوع الإيراني لأسباب مختلفة. منذ فشل جهودنا لمنع بيع طائرات الآواكس للسعودية من 1981، احتاطت كل الحكومات الإسرائيلية من تكرار محاولة تجنيد الكونغرس للصراع الجبهوي مع الادارة.
هذا الضرر كان سيُحتمل ربما، لو أن ظهور نتنياهو كان من شأنه أن يحقق هدفه المعلن- أي منع الادارة من التوقيع على اتفاقية سيئة مع إيران والذي من ِشأنه أن يضع إسرائيل في مواجهة خطر وجودي. ليس فقط بأن هذا الهدف لن يتحقق ولكن من الواضح أيضا أن الدوافع الحقيقة وراء زيارة نتنياهو هو بمثابة محاولة من رئيس الوزراء لاستغلال منصة الكونغرس لأغراضه السياسية عشية الانتخابات. وبما يخدم رئيس الكونغرس جون باينر عبر دق اسفين تاريخي بين الدمقراطيين والجمهوريين في الموضوع الإسرائيلي.
تسبب الخطاب سلفا قبل القائه بنتائج عكسية من هدف نتنياهو المعلن: عشرة نواب ديمقراطيين من مؤيدي تجديد العقوبات على إيران تخلوا عن موقفهم الداعم لسن قانون العقوبات هذا، وأعلنوا عن وقوفهم إلى جانب الرئيس. ووفقا لذلك يجب الانتظار حتى نهاية آذار، وهو التاريخ النهائي للتوقيع على اتفاق مع إيران، قبل تجديد العقوبات وفرض عقوبات إضافية. سن هذا القانون الذي حاز قبل قرار نتنياهو على دعم الحزبين وشكل قاعدة الموقف الأمريكي- إسرائيلي في مواجهة إيران، إنهار تماما. ولم يعد واضحا فيما إذا كان سيتم توفير أغلبية لتمرير قانون العقوبات أم لا. وإذا توفرت الأغلبية فإنها سوف لن تتجاوز نسبة الحسم إلا بقليل بفضل اصوات الجمهوريين ذوي الاغلبية في الكونغرس لا غير، في الموضوع الذي عملت إسرائيل طوال عقدين من الزمن للحفاظ عليه كموضوع ثنائي الحزب.
ليس هذا فحسب: في هذا الجو المتعكر الذي تولد، يصعب الآن تجنيد أغلبية من كلا الحزبين لفرض عقوبات على إيران حتى لو فشلت المباحثات نهاية شهر آذار، وهو الأمر الذي كان مضمونا قبل قرار نتنياهو. بيديه دمر نتنياهو ما عمل جاهدا على بنائه في مواجهة الذرة الإيرانية، أي قاعد المشاركة الأمريكية كأساس لهذه المواجهة، والتي بنيت بمشقة كبيرة.
لهذا يجب أن نضيف الغضب الذي تفجر في اوساط مؤيدي إسرائيل المتحمسين على تدخلها الفظ في السياسة الأمريكية وعلى الاستهتار بالرئيس والتي لن تنسى بسهولة. حتى الجمهوريون، الرابحون الوحيدون من هذه الكارثة سيسجلون في دفاتر مذكراتهم ملاحظة للبحث، «إن من سمح لنفسه بالتدخل في اللعبة السياسية لصالح طرف، ممكن أن يعبر لمعسكر الخصم عندما تتغير الظروف».
تستند علاقات إسرائيل- الولايات المتحدة على أسس متينة لا تسمح لها بالإنهيار في هذه المرحلة. ستستمر الإدارة في دعمنا بأشكال مختلفة، حتى لو تم ذلك بدون رغبة قوية. ولكن نتنياهو الذي يتبجح بأنه الخبير في كل ما يمس الولايات المتحدة الأمريكية استخدم المصالح الاستراتيجية المهمة جدا لدولة إسرائيل لاعتباراته الإنتخابية، والضرر على ذلك سيأتي. ففي الحالات التي يكون فيها للإدارة مدى واسع لاتخاذ موقف سوف سوف تتذكر ما فعله رئيس الحكومة، والذي يقف سلفا في مواجهة حادة مع الرئيس في الموضوع الفلسطيني. وعندما نحتاج للرئيس في المواجهة القادمة مع حزب الله أو حماس، وباستمرار علاج الملف الإيراني والمباحثات مع الفلسطينيين، ومواجهة المحكمة الجنائية في لاهاي أو في مجلس الأمن. هل سيسارع الرئيس إلى المساعدة؟
يصعب على نتنياهو الاعتراف بالخطر الكبير الذي أوجده وبالضرر الثقيل الذي سببه. ولكن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يكون أكثر خطورة على إسرائيل هو قاعدة العلاقات مع الولايات المتحدة. لذلك من الضروري أن يبحث عن عذر لتأجيل الزيارة (التظاهر بنزلات برد دبلوماسية، صعوبات في جدولة المواعيد، القاء الذنب على موظف ما وعلى سبيل المثال أحد السفراء، هذا يكفي).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
كشف ثمين
كانت سويسرا حتى الآونة الأخيرة هي المكان الأكثر أمنا للودائع المالية
بقلم:يهودا شاروني،عن معاريف
المضمون:( يتحدث الكاتب عن النظام البنكي في اسرائيل وتهريب رأس المال الاسرائيلي الى سويسرا للتهرب من الضرائب المفروضة عليهم في اسرائيل،ولكن يشير الكاتب في ذات السياق أن الغريب في الامر ان موظفين مثل الاطباء،المحامون،وحتى القضاة وأصحاب المشاريع الصغيرة،بدأوا بتهريب اموالهم؛وذلك خوفاً من عدم الاستقرار السياسي في اسرائيل)
حتى السنوات الاخيرة حظيت سويسرا بسمعة جيدة في ثلاثة مجالات عمل اساسية: نوعية الشوكولاتة، دقة الساعات والسرية البنكية. حتى قبل بضع سنوات تدفق إلى هذه الدولة المحايدة تريليونات الدولارات بفضل امكانية الاشخاص من كل العالم على ادارة حساباتهم بصورة سرية في ظل السرية البنكية المشهورة.
كل اسرائيلي رأسمالي يعرف أن سويسرا هي المكان الآمن لوضع نقوده. واذا وصل بحقيبة مليئة بالنقود لا يتم سؤاله عن مصدر هذه النقود أو اذا ما كان دفع الضرائب عنها. الحسابات كانت لها ارقام سرية واحيانا حتى موظف البنك لا يعرف شكل زبائنه. شارع بانهوف شتراسا، شارع البنوك المركزي في زيوريخ تحول بالنسبة للاسرائيليين إلى مكان لقاء اجتماعي، ليس أقل من شارع ديزنغوف. حتى 1998 أُديرت بصورة سرية اموال تم تهريبها إلى خارج البلاد لأن بنك اسرائيل وضع قيودا على نقل الاموال إلى خارج البلاد. في هذه السنة أزيلت القيود وأصبح فتح الحسابات في البنوك خارج البلاد مشروعا. وهكذا يستطيع الاسرائيليون ايداع اموالهم بشرط أن يقدموا تقريرا سنويا عنها.
في 2003 تغيرت قواعد اللعب وقوانين فرض الضرائب. تم تقرير فرض ضريبة على الارباح حسب الاسلوب الشخصي من غير علاقة بالمكان الذي يُدار فيه الحساب. أي حتى من يدير حساباته خارج البلاد تم الزامه بدفع ضريبة على الفائدة أو على ارباح رأس المال.
رغم هذا، فقد مال الاسرائيليون إلى الاستهزاء بسلطة الضرائب وتجاهلوا اقتضاء تقديم التقارير. في القوائم التي كشفت في الاسابيع الاخيرة بالنسبة لزبائن البنوك مثل «يو.بي.اس» أو «اتش.اس.بي.سي» اتضح أن المال أدير في سويسرا ليس فقط من خلال اصحاب الاموال الاغنياء حقا مثل بينو تصديق أو بني شتاينمتس.
من بين اصحاب الودائع التي تضمنتها القائمة هناك مستأجرون مثل الاطباء، المحامين، أصحاب مصالح صغار واحيانا قضاة. أحد الاسباب الاساسية لتهريب الاموال إلى الخارج كان الخوف من الاستقرار السياسي المتضعضع والرغبة في الابقاء على جزء من المال النقد في مكان آمن.
مع ذلك، كان هناك حالات كان فيها مصدر الاموال هو مخالفات مالية أو اموال رشوة. حتى السنوات الاخيرة كان هناك تفاهم على أنه مسموح ادارة الاموال في الخارج دون تقديم تقرير عن المداخيل، لأنهم لن يصلوا اليك بتاتا. كما سلف فان السرية البنكية السويسرية اعتبرت كخزنة محصنة أمام أي ساطٍ. كما أن الخزنات يتم اختراقها فكذلك ايضا قواعد السرية. قبل خمس سنوات تم تسريب تفاصيل حسابات زبائن امريكيين أداروا حساباتهم في سويسرا. السلطات الامريكية «جُن جنونها» وطلبت من السويسريين خرق قسم الثقة والكشف عن اسمائهم. واستمرارا لذلك تم تسريب، للشبكة العنكبوتية، تفاصيل حسابات.
إن كشف اسماء 6554 من الزبائن الاسرائيليين الذين اداروا حسابات تقدر بنحو 10 مليارات دولار في «اتش.اس.بي.سي» هو استمرار لكشوفات مالية كانت موجودة في «يو.بي.اس» وفي بنوك اخرى. ومع ذلك جدير بالذكر أنه ليس كل من ادار حساباته في سويسرا يعتبر بصورة تلقائية مخالفا للقانون. من لم يجن ارباحا أو انه ادار حسابا حتى 2003 كان خارج الشبهات، كما أنه سيخرج بريئا حتى اذا ربح، لكنه أبلغ عن ذلك كما ينص القانون.
المشكلة تبدأ مع اولئك الذين أداروا حسابات وربحوا لكنهم لم يقدموا تقارير عن ذلك. سلطة الضرائب أعطتهم امكانية لأن يقدموا تقريرا ويدفعوا كامل الضريبة المستحقة عليهم وفقا للقانون، ويحظوا بعدم تقديمهم للمحكمة الجنائية (في عملية تسمى كشف برغبة ذاتية التي ستستمر حتى ايلول 2015). كم هو المبلغ الذي سيدفعونه؟ سيتم اجبارهم على دفع كامل الضريبة على الارباح المتراكمة.
الموضوع يمكن أن يصبح معقدا اذا لم يستعدوا لتفسير مصدر الاموال (أي الحديث عن مال اسود لم يتم التبليغ عنه)، المشكلة يمكن أن تكون اكثر صعوبة خاصة اذا لم يتم التبليغ ذاتيا عن المبلغ، ولكن جابي الضرائب وصل اليه. في هذه الحالة المبلغ الذي سيجبرون على دفعه سيكون ليس فقط عن الارباح ولكن ايضا عن صندوق الايداع نفسه الذي سيجبر على دفع غرامة تبلغ 15 ـ 20 بالمئة. اضافة إلى ذلك فان اصحاب الودائع من شأنهم التورط في اجراءات جنائية، كما حدث مع زبائن «يو.بي.اس»، الذين تجري الآن بحقهم اجراءات قضائية.
عندها ماذا يفعلون؟ ليسوا مجبرين للركض فورا إلى سلطة الضرائب. من الموصى به أن يستشيروا محاميا أو مدقق حسابات متخصصا في هذا المجال، وحينها يقررون العمل.
أحد الاخطاء الشائعة هو اغلاق الحساب بسرعة وأن يتم نقل الاموال إلى بنك آخر. ايضا في حالات كهذه من شأن محققي الضرائب اقتفاء أثر النقود. عندها سيضاف إلى لائحة الاتهام اتهامات اخرى. من يريد حقا النوم بهدوء يفضل أن يغلق الصفقة مع سلطة الضرائب بالسرعة الممكنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
استبعاد الزعبي
الأقلية العربية في اسرائيل لديها من التجربة ما يجعلها لا تتأثر بثرثرات حنين
بقلم:يعقوب عميدرور،عن اسرائيل اليوم
المضمون:( ينتقد الكاتب لجنة الانتخابات الاسرائيلية التي الغت ترشيح حنين الزعبي،ولكن انتقاد الكاتب لم يكن للدفاع عن الديقمراطية في اسرائيل،ولكن لأن الزعبي حسب رأي الكاتب لا تؤثر في الجمهور العربي في الداخل من حيث ترجمة افعالها لاقوال،كما يحدث مع الشيخ رائد صلاح،كما يقول الكاتب ان تصريحات الزعبي تجمل وجه اسرائيل في العالم من حيث تمتعها بامتيازات عضو الكنيست في الوقت التي تهاجم فيه اسرائيل)
من المؤسف جدا أن لجنة الانتخابات ألغت ترشح عضو الكنيست حنين الزعبي. بالضبط هي، بتصرفاتها، تتبرع بدون ضرائب لدولة اسرائيل في صراعها ضد العالم. في كل مكان يتم فيه مهاجمة اسرائيل لكونها غير ديمقراطية وتمس بالعرب ولا تعطي حقوقا متساوية لمواطنيها غير اليهود ـ تقدم الزعبي فائدة غير عادية. كلامها القاسي وشتائمها من جهة وحقوقها كعضو كنيست عربية من جهة اخرى تُسكت جزءً من الانتقاد لاسرائيل.
السؤال هو هل اقوالها تؤدي بعرب اسرائيل لاتخاذ نشاطات فعلية، وهل تحريضها يؤدي إلى التطرف. إسمحوا لي أن أشك في ذلك. الاقلية العربية في البلاد هي حكيمة ومجربة بحيث أنها لا تتأثر من الثرثرة التي لا أساس لها للزعبي. الاقلية العربية ليست مجموعة من الاشخاص الحمقى الذين يأخذون أقوالها على محمل الجد، ويصعب أن نجد من قام بعمل بسبب اقوالها. ليس للزعبي تأثير على مجموعة كبيرة مثل الشيخ رائد صلاح الذي يقود الحركة الإسلامية ومؤيدوه يمتثلون له. هي موجودة في الحقيقة في هامش حياة عرب اسرائيل وعلى الاقل على اعصاب بعض اليهود الحساسين. هي لا تؤثر في شيء. إسمحوا لها بالكلام فخسارة أن نفقدها في حربنا على صورة اسرائيل. يُفضل أن تكون عضو كنيست بدلا من تلك التي أُبعدت من هناك وعلى رأسها اكليل القديسة المعذبة.
لكن عرب اسرائيل يستحقون اهتماما أكثر جدية، بدون علاقة مع عضو الكنيست. في المجالات التي يوجد فيها تخلف في المناطق التي يعيشون فيها يجب اعطاءهم علاقة تفضيلية من اجل جسر الهوة. منذ اللحظة التي تكون فيها أقلية معينة كجزء من مواطني اسرائيل فمن غير الممكن ومن الممنوع التمييز السلبي ضدها، بل العكس، يجب تمييزها ايجابيا. علينا نحن اليهود أن نعتاد على أننا الاغلبية في الدولة. هذه دولتنا ونحن نستضيف عندنا أقلية ربما لا تحب هذه الحالة المتشكلة، لكنها تعيش هنا ويجب أن نُمكنها من ادارة حياتها بحيث لا تتضرر فيها حقوقها الشخصية. كما يجب أن نبدي حساسية تجاه جزء من حقوق هذه المجموعة، مثلا في كتابة وثائق الدولة بالعربية، وبالتأكيد فان الامر ينطبق على اللافتات في الشوارع وأسماء الشوارع. من المحظور ابعاد العرب عن الامور العامة وتصعيب حياتهم بيننا. إن القرار بخصوص السيدة الزعبي كان في الاتجاه غير الصحيح.
حتى الآن يفاجئنا عرب اسرائيل بصورة جيدة، حيث أن مشاركتهم في الارهاب قليلة جدا. من المعقول أن يكون بينهم من يؤيد الاوساط الارهابية، هذه أو تلك، لكنهم يمتنعون عن المشاركة في تنفيذ العمليات نفسها. وهذا في رأيي نتيجة فهمهم للثمن المحتمل على الصعيد الشخصي والجماعي، لكن يبدو ايضا انه جاء نتيجة فهم مختلف للمسموح والممنوع، وايضا من ناحية اخلاقية. من هذه الجهة فان اغلبيتهم يختلفون عن القتلة الإسلاميين في أرجاء المنطقة. علينا تذكر ذلك جيدا عندما نبحث في الوضع الآني لعرب اسرائيل وكيف يمكن تحسين شبكة العلاقات بينهم وبين الدولة. اغلبيتهم العظمى لا يُشجعون الارهاب ولا يساعدونه.
سياسة الحكومة يجب أن تكون واضحة. عدم الاستعداد للمشاركة في الارهاب ومنع التحريض على الارهاب حتى بثمن المس بحرية التعبير. يجب تقديم المحرضين على الارهاب للمحاكمة، لكن المسموح والمحظور في هذا المجال يجب اخراجه من العالم السياسي والاعتماد على الجهاز القضائي الذي عليه أن يوازن جيدا بين الاحتياجات المختلفة.
مقابل ذلك يجب أن يتم توسيع بصورة كبيرة الاستثمارات في البنى التحتية وباقي الاحتياجات. لعرب اسرائيل توجد حياة ليست سهلة لأقلية في وسط أكثرية يهودية تسيطر على الدولة، التي هي من كل النواحي دولة يهودية، أو على الاقل دولة اليهود، وهكذا يجب أن تكون.
يجب أن نُسهل عليهم في أن نكون اكثر هدوءا في ردنا على ظواهر تثير الغضب، لكنها قليلة الاهمية الفعلية في وسطهم، مثل اسلوب التعبير للزعبي وحتى بعض افعالها. يجب عدم اعطاءهم حقوق كمجموعة، لكن يجب الدفاع عن كل حقوقهم كأفراد وأن نكون يقظين فيما يتعلق باحتياجاتهم الخاصة في مجالات الثقافة واللغة. علينا كيهود أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا وأن نُمكن الاقلية من أن تعبر عن رأيها دون خوف، طالما لا يتعلق الامر بالارهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الانتخابات لا تدور على أي شيء أو أي شخص غير نتنياهو وهو قادر على أن يحول حتى قضايا الفساد الصغيرة في منزله الخاص الى رافعة لتعمق سيطرته وتوسيع جماهيريته على حساب كل الباقين
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الحملات الانتخابية لرؤساء الاحزاب في اسرائيل،ويدعي ان حملة نتنياهو هي الاكثر قوة وأهمية)
حملة الانتخابات مثل الدعاية للحمص: إما أن تصنعه بمحبة، بتفان، وكأنه لا يوجد غد، أو لا تصنع شيئا على الاطلاق. بعد اسبوعين من حرب دعائية مكثفة، باستثمار كبير للمال والابداع، يمكن أن نرسم خطوطا رئيسة لصورة الحملات: حملة درعي هي الاكثر ذكاء ودقة؛ حملة بينيت السريع جدا، العصبي؛ حملة لبيد الاكثر ترتيبا، المنهاجي؛ حملة هرتسوغ الاكثر ترددا، الانهزامي. من كل الحملات، الاكثر كثافة، الاكثر قوة وأهمية هي حملة نتنياهو. لا غلاء المعيشة، لا المناطق، لا ايران، لا المعركة في غزة ولا قضايا الفساد: حملة انتخابات 2015 تدور حول موضوع واحد – بنيامين نتنياهو.
حملة الانتخابات هي حدث تسويقي. لا يكون واضحا دوما لمن تتجه، لمن تقصد، على من تؤثر، اذا كانت ستؤثر على الاطلاق. حملة المكشوفين لدرعي هي مثال جيد. فهو يعرض شاس بصفتها الناطقة الاصيلة بلسان كل الضعفاء في المجتمع، دون صلة بالدين، الطائفة، الوسط والنوع الاجتماعي. لا تصوتوا لنا، يقول للمقترعين في شمال تل أبيب؛ لا تصوتوا لنا، يقول للمقترعين من الطبقة الوسطى. يقول ويغمز: الكل يعرف ان هذه حيلة، فدرعي لن يكافح ابدا في سبيل الامهات المعيلات الوحيدات لاسرهن في جنوب تل أبيب أو من أجل الشيوخ في الطيبة. وهو لن يكافح ابدا لتقليص الفجوة الاجتماعية في طائفته. وعباءة الثوري الاجتماعي هي بالاجمال سترة تخفي في عيد المساخر البوريم. وهي لن تجلب ناخبين جدد، أما بالنسبة لنشطاء شاس الذين فتحوا حملة الانتخابات على حدود نسبة الحسم، فهي توفر حقنة معنويات، سببا للنهوض في الصباح وجمع الاصوات. شاس قامت وسقطت على نشطائها.
اما بينيت فسار نحو حملة كراهية. وكانت الفرضية هي أن مفتاح قلب المترددين في اليمين، ولا سيما الناخبين الشباب هو الروح القتالية. سينتصر من يسير بعيدا، ويكون الاكثر فظاظة، الشخصي جدا، ضد كل من يعتبر يسارا. فالمرشحون في قائمة المعسكر الصهيوني تم اختيارهم كأدوات في اللعبة، بشكل عام على اساس كاذب. بينيت ضد الخونة، بينيت ضد الخائنات. ليست ميراف ميخائيلي هي التي أشعلت فيه نار الوطنية، ولا ستاف شابير. لم يكن في حملة التحريض هذه هي شيء شخصي.
لقد نسي بينيت أمام أي خصم يقف. نتنياهو، مسلح برافعة هائلة يعطيه اياها منصب رئيس الوزراء، أخفى حملة التحريض الصارخة لبينيت برحلاته. وبعد ذلك جاء ضمان المقعد البائس لايلي اوحنا وسرق لبينيت كل الاوراق. المتدينون هربوا الى ايلي يشاي؛ التقليديون هربوا الى الليكود. كل قوة بينيت في حزبه تعتمد على قدرته على أن يجتذب لناخبين من الخارج الى الاطار المحدود للمفدال. اذا لم تكن هناك ارانب في القبعة، فيمكن الاكتفاء بسلوميانسكي. هذا الاسبوع سار بينيت في اتجاه آخر، كان حتى الان من نصيب ليبرمان حصريا: تنمية الكراهية والخوف من الوسط العربي في اسرائيل. وفي نظري كان هذا مؤشرا على اليأس.
ولكن حملة الانتخابات لم تجري باشارة بينيت ولا باشارة درعي، لا باشارة هرتسوغ ولا باشارة لبيد. ولا حتى باشارة الليكود، الحزب الوحيد غير الموجود في هذه الانتخابات. فقط نتنياهو. واستعارة لجملة قالتها شولا زاكين في اثناء زيارته الى المبكى، فور الافراج عنها من السجن: لا احد غيره. وقد يتغير هذا اذا ما وحينما تنجح قنوات التلفزيون في استدعاء قادة الاحزاب الى مواجهات علنية، ولكن في هذه الاثناء تبقى هذه انتخابات شخصية إذ أن الشخصية التي تبقت لنا منذ الغاء الانتخابات الشخصية لرئاسة الوزراء، مع مرشح واحد فقط. نتنياهو ضد نتنياهو.
كل يوم، وفي واقع الحال كل ساعة يغذي وسائل الاعلام بالعناوين الرئيسة. طاقة لا تنتهي؛ حضور سائد. وعندما نتذكر التعب العضال الذي تميز به على طول قسم كبير من ولايته الاخيرة، في التدحرج السلبي من حدث الى حدث، من نقاش لا ينتهي الى نقاش لا ينتهي، لا يمكن للمرء الا ينفعل. ذات يوم وصف عاموس عوز الضجيج الذي يمكن لنتنياهو أن يحدثه حول نفسه بالكومبرسة. فقط عندما تتوقف الكومبرسة عن العمل، ومن خلال الصمت الذي تخلفه وراءها فقط، يفهم الناس مدى الضجيج. نتنياهو عوز لا يختلف كثيرا عن دولاب نهر الكيشون، يحفر ويحفر، والناس من حوله يصعب عليهم أن يفهموا على ماذا ولماذا، ومع ذلك يصفقون. ماذا تهم الغاية: المهم حجم الصوت.
وحتى المشاكل التي ظهرت في منزل رئيس الوزراء عرف كيف يحولها الى ميزة. يقال ان زوجتي أخذت الى جيبها رهن القناني الفارغة من المنزل؟ جميل. سأجعل القناني سلاحا في الصراع ضد البيت اليهودي بقيادة بينيت. هذا سيظهر جيدا في الكاميرات: نتنياهو فرح ومرح، نتنياهو حذق، نتنياهو واثق بنفسه، نتنياهو لا يخاف التحقيقات.
نتنياهو هو رجل مركب. “عندي طبقات”، قال شيراك، بطل فيلم الكرتون الرائع. نتنياهو ايضا لديه طبقات. وهو مليء بالثقة. ما يختبىء تحت الطبقة الاولى واثق أقل. رايت هذا مؤخرا في باريس، في مسيرة الاحتجاج على عملية الارهاب ضد أسرة تحرير “شارلي ايبدو”. فقد سار رؤساء الدول في قاطع قصير في جادة فولتير. وجعلت الشرطة الارصفة منطقة نقية. اما نحن، حفنة الصحفيين من دول مختلفة، فوقفنا في زاوية الشارع. أنا اخترت السير بالتوازي مع السياسيين، على الرصيف الفارغ. رأيت التوتر على وجه نتنياهو. لم أعرف من أين نبع – من الخوف على امننا، من حجم الحدث أم من حقيقة أن صحفيا اسرائيليا رآه يشق طريقه نحو رأس الطابور. وعندها سمع نتنياهو من احدى الشرفات هتاف: “شعب اسرائيل حي” فبدأ يلوح بحماسة للجمهور الذي لم يكن. وبدأت المسرحية. وهدأ الرجل.
ولما كان رجلا مركبا، فقد فهم بان ما كشف عنه مدبر المنزل، مهما كان من توافه ومنفرات، من شأنه ان يورطه في غداة الانتخابات. تحقيقات اولمرت هي الاخرى بدأت بقصة عن بيت في شارع كارميا، قصة تبخرت – ولكنها شقت الطريق للتحقيقات الاخرى. الجمهور لا يتأثر بقصص العاملين، وربما العكس، ولكن نبش الصحفيين خطير. من الصعب الاعتماد على المستشار القانوني للحكومة وعلى مراقب الدولة: فهما منصتان لوسائل الاعلام. ولهذا فيجب منذ الان نزع الشرعية عن “يديعوت احرونوت” وعن “هآرتس″.
نتنياهو ليس رئيس الوزراء الاول الذي يتذمر من موقف الصحافة منه. هو الاول الذي يضخم أهمية الصحافة الى حجوم وحشية. يحتمل أن تكون هذه الاوصاف هي نتاج عقل لامع، متلاعب، ويحتمل أن تكون تعكس نتاج نفس معذبة، مصابة بجنون الاضطهاد. مهما يكن من أمر، فليس لهذا أساس في الواقع. وذلك لان الناشر الاكبر في اسرائيل هو نتنياهو: فلديه بوق صحيفة يومية يخدمه هو وهو فقط؛ اسبوعية للوسط الديني؛ سلطة البث تابعة له. القنوات التجارية متعلقة به في رزقها. وهو يمكنه أن يقول لنفسه ان في هذا المجال، على الاقل، يتوفق حتى على بن غوريون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن تهمة اللاصهيونية في اسرائيل،ويشبهها بتهمة الشيوعية في الولايات المتحدة الامريكية سابقاً،وبتهمة اعداء الشيوعية في الانظمة الشيوعية)
في مكان ما بين الاعتداء جنسيا على الاطفال وبين القتل، المكان الاشد خطرا من السرقة وربما من الإغتصاب: تقع «اللا صهيونية». إنها جريمة مرتبطة بالابادة ولا يشملها العفو او الغفران او تدخل في نطاق العقوبة المخففة. كتاب الجرائم في اسرائيل لم يعرف هذه الجريمة ـ لا أحد يعلم بالضبط من هو «اللا صهيوني» وما هي «اللا صهيونية» – ولكن من يشتبه على انه كذلك، فحكمه واحد. على سبيل المثال: عضو في لجنة حكام جائزة اسرائيل، والمشتبه بكونه قد ارتكب هذه الجريمة الخطيرة (تحت بند الجنايات)، مُنع من اصدار الاحكام.
هذه النغمة ليست جديدة: هكذا تم التعامل مع من اتهموا بأنهم أعداء الشيوعية في الانظمة الشيوعية، وهكذا تم التعامل مع من اشتبهوا بأنهم شيوعيون في الولايات المتحدة في احدى المراحل الاكثر ظلاما في تاريخها. هنا يتم العقاب على التطلعات، بالطرد على خلفية التعبير عن الرأي، بحظر الفنون والأفكار التي لا تستطيع الدول احتمالها.
الذرائع على انعدام التسامح تتكرر باستمرار: تطلعات هذه الأقليات تحفر تحت أساسات النظام ولذلك هي ممنوعة، في الشيوعية وكذلك في الصهيونية، الاساليب متشابهة: الادانة، الرفض، العزل، التحقير وفي مرحلة معينة (لم تصلها اسرائيل بعد) ارسال من يفكرون بشكل مختلف للعلاج او للسجن. لحرية التعبير في اسرائيل يوجد حد ـ انه الصهيونية. من يجتاز هذا الحد يفقد شرعية وجوده، باستثناء المتدينين المتشددين «الحراديم». هؤلاء ينطبق عليهم شرط «الظروف المخففة» لارتكاب الجريمة.
في اسرائيل المعاصرة حيث «اليساري» هي لعنة، والأشد سوءا من ضمن كافة اللعنات، «اللا صهيوني» الذي يعيش ويموت خارج الحد. لكن المشكلة لا تكمن فقط في انعدام وجود من يعرف ما هي الصهيونية في ايامنا هذه، بل كون مقولة اللا صهيوني رديفة لمقولة خيانة. المستوطن سارق الاراضي وحارق الحقول بالتأكيد صهيوني، حتى انه من أفضل نوع. لا يبطل ذلك لو أنه ارتكب اشد المعاصي ويدعو إلى رفض الخدمة في المناطق ـ فهو صهيوني. حنين زعبي خائنة، لانها لا تعترف بإسرائيل كدولة يهودية، اما اليمينين الذين لا يعترفون بإسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية فهم صهاينة، وبالتالي شرعيون. الاسرائيليون الرافضون لأن يكونوا جزءا من هذه الصهيونة، ولديهم ما يكفي من الشجاعة كي يعرفوا انفسهم على أنهم «لا صهاينة» يجري اعتبارهم على أنهم كفار، مع كافة ما يترتب على ذلك. توجد قرون على رؤوسهم. ذلك لتجرؤهم على القول لا لهذه الصهيونية، للتفكير بانها عصبية قومية وكذلك عنصرية، بأنها سارقة، محتلة وتتجه نحو الابارتهايد- على الرغم من ادعائها بلا اخلاقية الابارتهايد، ويدعون بمنع التعامل بها.
غسيل الادمغة وصل حداً بموجبه كل من يصاب بهذا المرض، لا يعتبر بأنه معارض لوجود الدولة فحسب، بل باعتباره داعية لابادتها. الابادة موجودة في دمائنا ودائما ما تبرز باعتبارها الخيار المهدد الأول الصادر عن كل من ينتقد الدولة، وكأن نصف العالم مشغول فقط في إبادة إسرائيل. لذلك هو لا صهيوني كونه يتطلع إلى ارسال اليهود إلى أفران الغاز او إلى البحر، أو على الأقل لإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية.
لكن النظام الحاكم ليس هو الدولة ويمكن أن تكون مناهضا للصهيونية دون أن تكون داعية للمحارق. دولة إسرائيل هي حقيقة واقعة، لم يتبق سوى القليل في العالم ممن يشككون في استمرار وجودها، وبالتأكيد أقل بكثير من المحاولات التي تعمل دعايتها التخوفية على نشرها. النضال الان يدور على طابعها وفي الاساس على طبيعة نظامها.
الصهاينة يجرى اعتبارهم في الخارج كدعاة احتلال، ناشبي حروب، داعمي الحكومة ومبرري أفعالها. لذلك من السهل هناك أن يكون المرء مناهضا للصهيونية، وتقريبا يتوجب على كل صاحب ضمير ان يكون كذلك، في اسرائيل الصورة أقل وضوحا: الصهيوني هو المستوطن او أزعر الحواجز.
حتى أولئك الذين اصابهم اليأس من حل الدولتين، من يعتقدون أن اسرائيل الصهيونية تبذل كل جهودها لإفشاله، ومن يفكرون بضرورة التركز في صيغة حل الدولة الواحدة ـ لا يمكن أن يحاكموا على مقياس الصهيونية. يجب ترك الصهيونية لكتب التاريخ. هنا يوجد دولة، وهي ستبقى هنا، والان يجب أن يدور النضال حول عدالتها، وليس على صهيونيتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
نتنياهو دمر مواجهتنا للذرة الإيرانية
الخطاب المزمع القاؤه أمام الكونغرس أساء للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية المتينة
بقلم:تشاك فريليخ/ نائب لرئيس مجلس الامن القومي. يعمل على وضع كتاب عن عقيدة الأمن الإسرائيلية،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب الكوارث التي سيجلبها خطاب نتنياهو المزمع في الكونغرس الامريكي،حيث يقول أن هذا الخطاب سيحدث ازمة عميقة سيحتاج إصلاحها إلى عقد من الزمن، وأدت إلى إلحاق ضرر غير قابل للإصلاح في مساعينا لوقف مشروع الذرة الإيرانية)
الطبخة التي طبخها سفير إسرائيل غير مؤهل سياسياً في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي الداهية، والنابعة من اعتبارات سياسية ضيقة تحولت ربما للضرر الأشد خطرا في سيرة العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. لا يجري الحديث عن حادثة تمر مرور الكرام عبر تلطيف وقاحة اسرائيلية مغتفرة، بل عن أزمة عميقة سيحتاج إصلاحها إلى عقد من الزمن، وأدت إلى إلحاق ضرر غير قابل للإصلاح في مساعينا لوقف مشروع الذرة الإيرانية.
الرد الأمريكي غير المعتاد عكس غضبا متراكما إزاء الدولة التي يتعلق أمنها وإزدهارها تعلقاً تاماً بالولايات المتحدة الإمريكية، ومع ذلك تسمح لنفسها مرة تلو الأخرى بان تبصق في وجه راعيها. لقد اجتازت هذه المرة كل الحدود. الغضب الذي تفجر علانية بسبب خطوات رئيس الوزراء، تجمع عبر سنوات على خلفيات منوعة «للمساوئ الإسرائيلية»، خصوصا في الموضوع الفلسطيني والمستوطنات. هذه المساوئ جعلت من تأييد أعضاء الكونغرس واليسار الأمريكي لإسرائيل امراً بالغ الصعوبة وأقل تبريرا.
هذه هي المرة الأولى حيث الظهور المتوقع لرئيس الوزراء أمام الكنغرس سيجعل من إسرائيل موضوعا للخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين. منذ قيام الدولة عملت كل حكومات إسرائيل والقيادات اليهودية في الولايات المتحدة جاهدة لوضع إسرائيل كشأن له علاقة متساوية بكلا الحزبين الامريكيين، وباعتبارها فوق كافة الانقسامات السياسية. وقد شكل دعم كلا الحزبين لإسرائيل أساس «العلاقات الخاصة».
التصريح الصادر عن نائب الرئيس جو بايدن ونواب ديمقراطيين آخرين حول قرارهم مقاطعة خطاب نتنياهو امام الكونغرس، مؤسف جداً. يبدو واضحا أن إظهار كل هذا الغضب والذي ليس له سابقة في التاريخ الثنائي يهدف إلى التوضيح لإسرائيل بإنها إذا سمحت لنفسها بإهانة الرئيس فإن أمريكا سترد لها الصاع سبع مرات. واحتمال أن مقعد نائب الرئيس والموجود بالضبط خلف منصة الخطابات في الكونغرس مقابل كاميرات التصوير سيبقى فارغا يجب أن تثير الذعر في القدس.
أيضا، فإن ظهور رئيس الوزراء المقرر امام الكونغرس، والذي هو في أساسه محاولة لتجنيد الكونغرس ضد الإدارة الامريكية، يجعل إسرائيل تقف بين نيران السلطتين، التشريعية والتنفيذية، وهذا عمل عديم المسؤولية بذاته، والمحكوم في كل الأحوال بالفشل. لم يحدث أبدا أن تمكنت إسرائيل من تجنيد الكونغرس ضد موقف ثابت للإدارة الامريكية. وأساس نجاحات إسرائيل السابقة مع الحكومة الأمريكية كان يتم عبر بتشجيع الإدارة على السير باتجاهات يسهل عليها تبنيها. ربما اتخذت الادارة احتياطاتها هذه المرة في الموضوع الإيراني لأسباب مختلفة. منذ فشل جهودنا لمنع بيع طائرات الآواكس للسعودية من 1981، احتاطت كل الحكومات الإسرائيلية من تكرار محاولة تجنيد الكونغرس للصراع الجبهوي مع الادارة.
هذا الضرر كان سيُحتمل ربما، لو أن ظهور نتنياهو كان من شأنه أن يحقق هدفه المعلن- أي منع الادارة من التوقيع على اتفاقية سيئة مع إيران والذي من ِشأنه أن يضع إسرائيل في مواجهة خطر وجودي. ليس فقط بأن هذا الهدف لن يتحقق ولكن من الواضح أيضا أن الدوافع الحقيقة وراء زيارة نتنياهو هو بمثابة محاولة من رئيس الوزراء لاستغلال منصة الكونغرس لأغراضه السياسية عشية الانتخابات. وبما يخدم رئيس الكونغرس جون باينر عبر دق اسفين تاريخي بين الدمقراطيين والجمهوريين في الموضوع الإسرائيلي.
تسبب الخطاب سلفا قبل القائه بنتائج عكسية من هدف نتنياهو المعلن: عشرة نواب ديمقراطيين من مؤيدي تجديد العقوبات على إيران تخلوا عن موقفهم الداعم لسن قانون العقوبات هذا، وأعلنوا عن وقوفهم إلى جانب الرئيس. ووفقا لذلك يجب الانتظار حتى نهاية آذار، وهو التاريخ النهائي للتوقيع على اتفاق مع إيران، قبل تجديد العقوبات وفرض عقوبات إضافية. سن هذا القانون الذي حاز قبل قرار نتنياهو على دعم الحزبين وشكل قاعدة الموقف الأمريكي- إسرائيلي في مواجهة إيران، إنهار تماما. ولم يعد واضحا فيما إذا كان سيتم توفير أغلبية لتمرير قانون العقوبات أم لا. وإذا توفرت الأغلبية فإنها سوف لن تتجاوز نسبة الحسم إلا بقليل بفضل اصوات الجمهوريين ذوي الاغلبية في الكونغرس لا غير، في الموضوع الذي عملت إسرائيل طوال عقدين من الزمن للحفاظ عليه كموضوع ثنائي الحزب.
ليس هذا فحسب: في هذا الجو المتعكر الذي تولد، يصعب الآن تجنيد أغلبية من كلا الحزبين لفرض عقوبات على إيران حتى لو فشلت المباحثات نهاية شهر آذار، وهو الأمر الذي كان مضمونا قبل قرار نتنياهو. بيديه دمر نتنياهو ما عمل جاهدا على بنائه في مواجهة الذرة الإيرانية، أي قاعد المشاركة الأمريكية كأساس لهذه المواجهة، والتي بنيت بمشقة كبيرة.
لهذا يجب أن نضيف الغضب الذي تفجر في اوساط مؤيدي إسرائيل المتحمسين على تدخلها الفظ في السياسة الأمريكية وعلى الاستهتار بالرئيس والتي لن تنسى بسهولة. حتى الجمهوريون، الرابحون الوحيدون من هذه الكارثة سيسجلون في دفاتر مذكراتهم ملاحظة للبحث، «إن من سمح لنفسه بالتدخل في اللعبة السياسية لصالح طرف، ممكن أن يعبر لمعسكر الخصم عندما تتغير الظروف».
تستند علاقات إسرائيل- الولايات المتحدة على أسس متينة لا تسمح لها بالإنهيار في هذه المرحلة. ستستمر الإدارة في دعمنا بأشكال مختلفة، حتى لو تم ذلك بدون رغبة قوية. ولكن نتنياهو الذي يتبجح بأنه الخبير في كل ما يمس الولايات المتحدة الأمريكية استخدم المصالح الاستراتيجية المهمة جدا لدولة إسرائيل لاعتباراته الإنتخابية، والضرر على ذلك سيأتي. ففي الحالات التي يكون فيها للإدارة مدى واسع لاتخاذ موقف سوف سوف تتذكر ما فعله رئيس الحكومة، والذي يقف سلفا في مواجهة حادة مع الرئيس في الموضوع الفلسطيني. وعندما نحتاج للرئيس في المواجهة القادمة مع حزب الله أو حماس، وباستمرار علاج الملف الإيراني والمباحثات مع الفلسطينيين، ومواجهة المحكمة الجنائية في لاهاي أو في مجلس الأمن. هل سيسارع الرئيس إلى المساعدة؟
يصعب على نتنياهو الاعتراف بالخطر الكبير الذي أوجده وبالضرر الثقيل الذي سببه. ولكن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يكون أكثر خطورة على إسرائيل هو قاعدة العلاقات مع الولايات المتحدة. لذلك من الضروري أن يبحث عن عذر لتأجيل الزيارة (التظاهر بنزلات برد دبلوماسية، صعوبات في جدولة المواعيد، القاء الذنب على موظف ما وعلى سبيل المثال أحد السفراء، هذا يكفي).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
كشف ثمين
كانت سويسرا حتى الآونة الأخيرة هي المكان الأكثر أمنا للودائع المالية
بقلم:يهودا شاروني،عن معاريف
المضمون:( يتحدث الكاتب عن النظام البنكي في اسرائيل وتهريب رأس المال الاسرائيلي الى سويسرا للتهرب من الضرائب المفروضة عليهم في اسرائيل،ولكن يشير الكاتب في ذات السياق أن الغريب في الامر ان موظفين مثل الاطباء،المحامون،وحتى القضاة وأصحاب المشاريع الصغيرة،بدأوا بتهريب اموالهم؛وذلك خوفاً من عدم الاستقرار السياسي في اسرائيل)
حتى السنوات الاخيرة حظيت سويسرا بسمعة جيدة في ثلاثة مجالات عمل اساسية: نوعية الشوكولاتة، دقة الساعات والسرية البنكية. حتى قبل بضع سنوات تدفق إلى هذه الدولة المحايدة تريليونات الدولارات بفضل امكانية الاشخاص من كل العالم على ادارة حساباتهم بصورة سرية في ظل السرية البنكية المشهورة.
كل اسرائيلي رأسمالي يعرف أن سويسرا هي المكان الآمن لوضع نقوده. واذا وصل بحقيبة مليئة بالنقود لا يتم سؤاله عن مصدر هذه النقود أو اذا ما كان دفع الضرائب عنها. الحسابات كانت لها ارقام سرية واحيانا حتى موظف البنك لا يعرف شكل زبائنه. شارع بانهوف شتراسا، شارع البنوك المركزي في زيوريخ تحول بالنسبة للاسرائيليين إلى مكان لقاء اجتماعي، ليس أقل من شارع ديزنغوف. حتى 1998 أُديرت بصورة سرية اموال تم تهريبها إلى خارج البلاد لأن بنك اسرائيل وضع قيودا على نقل الاموال إلى خارج البلاد. في هذه السنة أزيلت القيود وأصبح فتح الحسابات في البنوك خارج البلاد مشروعا. وهكذا يستطيع الاسرائيليون ايداع اموالهم بشرط أن يقدموا تقريرا سنويا عنها.
في 2003 تغيرت قواعد اللعب وقوانين فرض الضرائب. تم تقرير فرض ضريبة على الارباح حسب الاسلوب الشخصي من غير علاقة بالمكان الذي يُدار فيه الحساب. أي حتى من يدير حساباته خارج البلاد تم الزامه بدفع ضريبة على الفائدة أو على ارباح رأس المال.
رغم هذا، فقد مال الاسرائيليون إلى الاستهزاء بسلطة الضرائب وتجاهلوا اقتضاء تقديم التقارير. في القوائم التي كشفت في الاسابيع الاخيرة بالنسبة لزبائن البنوك مثل «يو.بي.اس» أو «اتش.اس.بي.سي» اتضح أن المال أدير في سويسرا ليس فقط من خلال اصحاب الاموال الاغنياء حقا مثل بينو تصديق أو بني شتاينمتس.
من بين اصحاب الودائع التي تضمنتها القائمة هناك مستأجرون مثل الاطباء، المحامين، أصحاب مصالح صغار واحيانا قضاة. أحد الاسباب الاساسية لتهريب الاموال إلى الخارج كان الخوف من الاستقرار السياسي المتضعضع والرغبة في الابقاء على جزء من المال النقد في مكان آمن.
مع ذلك، كان هناك حالات كان فيها مصدر الاموال هو مخالفات مالية أو اموال رشوة. حتى السنوات الاخيرة كان هناك تفاهم على أنه مسموح ادارة الاموال في الخارج دون تقديم تقرير عن المداخيل، لأنهم لن يصلوا اليك بتاتا. كما سلف فان السرية البنكية السويسرية اعتبرت كخزنة محصنة أمام أي ساطٍ. كما أن الخزنات يتم اختراقها فكذلك ايضا قواعد السرية. قبل خمس سنوات تم تسريب تفاصيل حسابات زبائن امريكيين أداروا حساباتهم في سويسرا. السلطات الامريكية «جُن جنونها» وطلبت من السويسريين خرق قسم الثقة والكشف عن اسمائهم. واستمرارا لذلك تم تسريب، للشبكة العنكبوتية، تفاصيل حسابات.
إن كشف اسماء 6554 من الزبائن الاسرائيليين الذين اداروا حسابات تقدر بنحو 10 مليارات دولار في «اتش.اس.بي.سي» هو استمرار لكشوفات مالية كانت موجودة في «يو.بي.اس» وفي بنوك اخرى. ومع ذلك جدير بالذكر أنه ليس كل من ادار حساباته في سويسرا يعتبر بصورة تلقائية مخالفا للقانون. من لم يجن ارباحا أو انه ادار حسابا حتى 2003 كان خارج الشبهات، كما أنه سيخرج بريئا حتى اذا ربح، لكنه أبلغ عن ذلك كما ينص القانون.
المشكلة تبدأ مع اولئك الذين أداروا حسابات وربحوا لكنهم لم يقدموا تقارير عن ذلك. سلطة الضرائب أعطتهم امكانية لأن يقدموا تقريرا ويدفعوا كامل الضريبة المستحقة عليهم وفقا للقانون، ويحظوا بعدم تقديمهم للمحكمة الجنائية (في عملية تسمى كشف برغبة ذاتية التي ستستمر حتى ايلول 2015). كم هو المبلغ الذي سيدفعونه؟ سيتم اجبارهم على دفع كامل الضريبة على الارباح المتراكمة.
الموضوع يمكن أن يصبح معقدا اذا لم يستعدوا لتفسير مصدر الاموال (أي الحديث عن مال اسود لم يتم التبليغ عنه)، المشكلة يمكن أن تكون اكثر صعوبة خاصة اذا لم يتم التبليغ ذاتيا عن المبلغ، ولكن جابي الضرائب وصل اليه. في هذه الحالة المبلغ الذي سيجبرون على دفعه سيكون ليس فقط عن الارباح ولكن ايضا عن صندوق الايداع نفسه الذي سيجبر على دفع غرامة تبلغ 15 ـ 20 بالمئة. اضافة إلى ذلك فان اصحاب الودائع من شأنهم التورط في اجراءات جنائية، كما حدث مع زبائن «يو.بي.اس»، الذين تجري الآن بحقهم اجراءات قضائية.
عندها ماذا يفعلون؟ ليسوا مجبرين للركض فورا إلى سلطة الضرائب. من الموصى به أن يستشيروا محاميا أو مدقق حسابات متخصصا في هذا المجال، وحينها يقررون العمل.
أحد الاخطاء الشائعة هو اغلاق الحساب بسرعة وأن يتم نقل الاموال إلى بنك آخر. ايضا في حالات كهذه من شأن محققي الضرائب اقتفاء أثر النقود. عندها سيضاف إلى لائحة الاتهام اتهامات اخرى. من يريد حقا النوم بهدوء يفضل أن يغلق الصفقة مع سلطة الضرائب بالسرعة الممكنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
استبعاد الزعبي
الأقلية العربية في اسرائيل لديها من التجربة ما يجعلها لا تتأثر بثرثرات حنين
بقلم:يعقوب عميدرور،عن اسرائيل اليوم
المضمون:( ينتقد الكاتب لجنة الانتخابات الاسرائيلية التي الغت ترشيح حنين الزعبي،ولكن انتقاد الكاتب لم يكن للدفاع عن الديقمراطية في اسرائيل،ولكن لأن الزعبي حسب رأي الكاتب لا تؤثر في الجمهور العربي في الداخل من حيث ترجمة افعالها لاقوال،كما يحدث مع الشيخ رائد صلاح،كما يقول الكاتب ان تصريحات الزعبي تجمل وجه اسرائيل في العالم من حيث تمتعها بامتيازات عضو الكنيست في الوقت التي تهاجم فيه اسرائيل)
من المؤسف جدا أن لجنة الانتخابات ألغت ترشح عضو الكنيست حنين الزعبي. بالضبط هي، بتصرفاتها، تتبرع بدون ضرائب لدولة اسرائيل في صراعها ضد العالم. في كل مكان يتم فيه مهاجمة اسرائيل لكونها غير ديمقراطية وتمس بالعرب ولا تعطي حقوقا متساوية لمواطنيها غير اليهود ـ تقدم الزعبي فائدة غير عادية. كلامها القاسي وشتائمها من جهة وحقوقها كعضو كنيست عربية من جهة اخرى تُسكت جزءً من الانتقاد لاسرائيل.
السؤال هو هل اقوالها تؤدي بعرب اسرائيل لاتخاذ نشاطات فعلية، وهل تحريضها يؤدي إلى التطرف. إسمحوا لي أن أشك في ذلك. الاقلية العربية في البلاد هي حكيمة ومجربة بحيث أنها لا تتأثر من الثرثرة التي لا أساس لها للزعبي. الاقلية العربية ليست مجموعة من الاشخاص الحمقى الذين يأخذون أقوالها على محمل الجد، ويصعب أن نجد من قام بعمل بسبب اقوالها. ليس للزعبي تأثير على مجموعة كبيرة مثل الشيخ رائد صلاح الذي يقود الحركة الإسلامية ومؤيدوه يمتثلون له. هي موجودة في الحقيقة في هامش حياة عرب اسرائيل وعلى الاقل على اعصاب بعض اليهود الحساسين. هي لا تؤثر في شيء. إسمحوا لها بالكلام فخسارة أن نفقدها في حربنا على صورة اسرائيل. يُفضل أن تكون عضو كنيست بدلا من تلك التي أُبعدت من هناك وعلى رأسها اكليل القديسة المعذبة.
لكن عرب اسرائيل يستحقون اهتماما أكثر جدية، بدون علاقة مع عضو الكنيست. في المجالات التي يوجد فيها تخلف في المناطق التي يعيشون فيها يجب اعطاءهم علاقة تفضيلية من اجل جسر الهوة. منذ اللحظة التي تكون فيها أقلية معينة كجزء من مواطني اسرائيل فمن غير الممكن ومن الممنوع التمييز السلبي ضدها، بل العكس، يجب تمييزها ايجابيا. علينا نحن اليهود أن نعتاد على أننا الاغلبية في الدولة. هذه دولتنا ونحن نستضيف عندنا أقلية ربما لا تحب هذه الحالة المتشكلة، لكنها تعيش هنا ويجب أن نُمكنها من ادارة حياتها بحيث لا تتضرر فيها حقوقها الشخصية. كما يجب أن نبدي حساسية تجاه جزء من حقوق هذه المجموعة، مثلا في كتابة وثائق الدولة بالعربية، وبالتأكيد فان الامر ينطبق على اللافتات في الشوارع وأسماء الشوارع. من المحظور ابعاد العرب عن الامور العامة وتصعيب حياتهم بيننا. إن القرار بخصوص السيدة الزعبي كان في الاتجاه غير الصحيح.
حتى الآن يفاجئنا عرب اسرائيل بصورة جيدة، حيث أن مشاركتهم في الارهاب قليلة جدا. من المعقول أن يكون بينهم من يؤيد الاوساط الارهابية، هذه أو تلك، لكنهم يمتنعون عن المشاركة في تنفيذ العمليات نفسها. وهذا في رأيي نتيجة فهمهم للثمن المحتمل على الصعيد الشخصي والجماعي، لكن يبدو ايضا انه جاء نتيجة فهم مختلف للمسموح والممنوع، وايضا من ناحية اخلاقية. من هذه الجهة فان اغلبيتهم يختلفون عن القتلة الإسلاميين في أرجاء المنطقة. علينا تذكر ذلك جيدا عندما نبحث في الوضع الآني لعرب اسرائيل وكيف يمكن تحسين شبكة العلاقات بينهم وبين الدولة. اغلبيتهم العظمى لا يُشجعون الارهاب ولا يساعدونه.
سياسة الحكومة يجب أن تكون واضحة. عدم الاستعداد للمشاركة في الارهاب ومنع التحريض على الارهاب حتى بثمن المس بحرية التعبير. يجب تقديم المحرضين على الارهاب للمحاكمة، لكن المسموح والمحظور في هذا المجال يجب اخراجه من العالم السياسي والاعتماد على الجهاز القضائي الذي عليه أن يوازن جيدا بين الاحتياجات المختلفة.
مقابل ذلك يجب أن يتم توسيع بصورة كبيرة الاستثمارات في البنى التحتية وباقي الاحتياجات. لعرب اسرائيل توجد حياة ليست سهلة لأقلية في وسط أكثرية يهودية تسيطر على الدولة، التي هي من كل النواحي دولة يهودية، أو على الاقل دولة اليهود، وهكذا يجب أن تكون.
يجب أن نُسهل عليهم في أن نكون اكثر هدوءا في ردنا على ظواهر تثير الغضب، لكنها قليلة الاهمية الفعلية في وسطهم، مثل اسلوب التعبير للزعبي وحتى بعض افعالها. يجب عدم اعطاءهم حقوق كمجموعة، لكن يجب الدفاع عن كل حقوقهم كأفراد وأن نكون يقظين فيما يتعلق باحتياجاتهم الخاصة في مجالات الثقافة واللغة. علينا كيهود أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا وأن نُمكن الاقلية من أن تعبر عن رأيها دون خوف، طالما لا يتعلق الامر بالارهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الانتخابات لا تدور على أي شيء أو أي شخص غير نتنياهو وهو قادر على أن يحول حتى قضايا الفساد الصغيرة في منزله الخاص الى رافعة لتعمق سيطرته وتوسيع جماهيريته على حساب كل الباقين
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الحملات الانتخابية لرؤساء الاحزاب في اسرائيل،ويدعي ان حملة نتنياهو هي الاكثر قوة وأهمية)
حملة الانتخابات مثل الدعاية للحمص: إما أن تصنعه بمحبة، بتفان، وكأنه لا يوجد غد، أو لا تصنع شيئا على الاطلاق. بعد اسبوعين من حرب دعائية مكثفة، باستثمار كبير للمال والابداع، يمكن أن نرسم خطوطا رئيسة لصورة الحملات: حملة درعي هي الاكثر ذكاء ودقة؛ حملة بينيت السريع جدا، العصبي؛ حملة لبيد الاكثر ترتيبا، المنهاجي؛ حملة هرتسوغ الاكثر ترددا، الانهزامي. من كل الحملات، الاكثر كثافة، الاكثر قوة وأهمية هي حملة نتنياهو. لا غلاء المعيشة، لا المناطق، لا ايران، لا المعركة في غزة ولا قضايا الفساد: حملة انتخابات 2015 تدور حول موضوع واحد – بنيامين نتنياهو.
حملة الانتخابات هي حدث تسويقي. لا يكون واضحا دوما لمن تتجه، لمن تقصد، على من تؤثر، اذا كانت ستؤثر على الاطلاق. حملة المكشوفين لدرعي هي مثال جيد. فهو يعرض شاس بصفتها الناطقة الاصيلة بلسان كل الضعفاء في المجتمع، دون صلة بالدين، الطائفة، الوسط والنوع الاجتماعي. لا تصوتوا لنا، يقول للمقترعين في شمال تل أبيب؛ لا تصوتوا لنا، يقول للمقترعين من الطبقة الوسطى. يقول ويغمز: الكل يعرف ان هذه حيلة، فدرعي لن يكافح ابدا في سبيل الامهات المعيلات الوحيدات لاسرهن في جنوب تل أبيب أو من أجل الشيوخ في الطيبة. وهو لن يكافح ابدا لتقليص الفجوة الاجتماعية في طائفته. وعباءة الثوري الاجتماعي هي بالاجمال سترة تخفي في عيد المساخر البوريم. وهي لن تجلب ناخبين جدد، أما بالنسبة لنشطاء شاس الذين فتحوا حملة الانتخابات على حدود نسبة الحسم، فهي توفر حقنة معنويات، سببا للنهوض في الصباح وجمع الاصوات. شاس قامت وسقطت على نشطائها.
اما بينيت فسار نحو حملة كراهية. وكانت الفرضية هي أن مفتاح قلب المترددين في اليمين، ولا سيما الناخبين الشباب هو الروح القتالية. سينتصر من يسير بعيدا، ويكون الاكثر فظاظة، الشخصي جدا، ضد كل من يعتبر يسارا. فالمرشحون في قائمة المعسكر الصهيوني تم اختيارهم كأدوات في اللعبة، بشكل عام على اساس كاذب. بينيت ضد الخونة، بينيت ضد الخائنات. ليست ميراف ميخائيلي هي التي أشعلت فيه نار الوطنية، ولا ستاف شابير. لم يكن في حملة التحريض هذه هي شيء شخصي.
لقد نسي بينيت أمام أي خصم يقف. نتنياهو، مسلح برافعة هائلة يعطيه اياها منصب رئيس الوزراء، أخفى حملة التحريض الصارخة لبينيت برحلاته. وبعد ذلك جاء ضمان المقعد البائس لايلي اوحنا وسرق لبينيت كل الاوراق. المتدينون هربوا الى ايلي يشاي؛ التقليديون هربوا الى الليكود. كل قوة بينيت في حزبه تعتمد على قدرته على أن يجتذب لناخبين من الخارج الى الاطار المحدود للمفدال. اذا لم تكن هناك ارانب في القبعة، فيمكن الاكتفاء بسلوميانسكي. هذا الاسبوع سار بينيت في اتجاه آخر، كان حتى الان من نصيب ليبرمان حصريا: تنمية الكراهية والخوف من الوسط العربي في اسرائيل. وفي نظري كان هذا مؤشرا على اليأس.
ولكن حملة الانتخابات لم تجري باشارة بينيت ولا باشارة درعي، لا باشارة هرتسوغ ولا باشارة لبيد. ولا حتى باشارة الليكود، الحزب الوحيد غير الموجود في هذه الانتخابات. فقط نتنياهو. واستعارة لجملة قالتها شولا زاكين في اثناء زيارته الى المبكى، فور الافراج عنها من السجن: لا احد غيره. وقد يتغير هذا اذا ما وحينما تنجح قنوات التلفزيون في استدعاء قادة الاحزاب الى مواجهات علنية، ولكن في هذه الاثناء تبقى هذه انتخابات شخصية إذ أن الشخصية التي تبقت لنا منذ الغاء الانتخابات الشخصية لرئاسة الوزراء، مع مرشح واحد فقط. نتنياهو ضد نتنياهو.
كل يوم، وفي واقع الحال كل ساعة يغذي وسائل الاعلام بالعناوين الرئيسة. طاقة لا تنتهي؛ حضور سائد. وعندما نتذكر التعب العضال الذي تميز به على طول قسم كبير من ولايته الاخيرة، في التدحرج السلبي من حدث الى حدث، من نقاش لا ينتهي الى نقاش لا ينتهي، لا يمكن للمرء الا ينفعل. ذات يوم وصف عاموس عوز الضجيج الذي يمكن لنتنياهو أن يحدثه حول نفسه بالكومبرسة. فقط عندما تتوقف الكومبرسة عن العمل، ومن خلال الصمت الذي تخلفه وراءها فقط، يفهم الناس مدى الضجيج. نتنياهو عوز لا يختلف كثيرا عن دولاب نهر الكيشون، يحفر ويحفر، والناس من حوله يصعب عليهم أن يفهموا على ماذا ولماذا، ومع ذلك يصفقون. ماذا تهم الغاية: المهم حجم الصوت.
وحتى المشاكل التي ظهرت في منزل رئيس الوزراء عرف كيف يحولها الى ميزة. يقال ان زوجتي أخذت الى جيبها رهن القناني الفارغة من المنزل؟ جميل. سأجعل القناني سلاحا في الصراع ضد البيت اليهودي بقيادة بينيت. هذا سيظهر جيدا في الكاميرات: نتنياهو فرح ومرح، نتنياهو حذق، نتنياهو واثق بنفسه، نتنياهو لا يخاف التحقيقات.
نتنياهو هو رجل مركب. “عندي طبقات”، قال شيراك، بطل فيلم الكرتون الرائع. نتنياهو ايضا لديه طبقات. وهو مليء بالثقة. ما يختبىء تحت الطبقة الاولى واثق أقل. رايت هذا مؤخرا في باريس، في مسيرة الاحتجاج على عملية الارهاب ضد أسرة تحرير “شارلي ايبدو”. فقد سار رؤساء الدول في قاطع قصير في جادة فولتير. وجعلت الشرطة الارصفة منطقة نقية. اما نحن، حفنة الصحفيين من دول مختلفة، فوقفنا في زاوية الشارع. أنا اخترت السير بالتوازي مع السياسيين، على الرصيف الفارغ. رأيت التوتر على وجه نتنياهو. لم أعرف من أين نبع – من الخوف على امننا، من حجم الحدث أم من حقيقة أن صحفيا اسرائيليا رآه يشق طريقه نحو رأس الطابور. وعندها سمع نتنياهو من احدى الشرفات هتاف: “شعب اسرائيل حي” فبدأ يلوح بحماسة للجمهور الذي لم يكن. وبدأت المسرحية. وهدأ الرجل.
ولما كان رجلا مركبا، فقد فهم بان ما كشف عنه مدبر المنزل، مهما كان من توافه ومنفرات، من شأنه ان يورطه في غداة الانتخابات. تحقيقات اولمرت هي الاخرى بدأت بقصة عن بيت في شارع كارميا، قصة تبخرت – ولكنها شقت الطريق للتحقيقات الاخرى. الجمهور لا يتأثر بقصص العاملين، وربما العكس، ولكن نبش الصحفيين خطير. من الصعب الاعتماد على المستشار القانوني للحكومة وعلى مراقب الدولة: فهما منصتان لوسائل الاعلام. ولهذا فيجب منذ الان نزع الشرعية عن “يديعوت احرونوت” وعن “هآرتس″.
نتنياهو ليس رئيس الوزراء الاول الذي يتذمر من موقف الصحافة منه. هو الاول الذي يضخم أهمية الصحافة الى حجوم وحشية. يحتمل أن تكون هذه الاوصاف هي نتاج عقل لامع، متلاعب، ويحتمل أن تكون تعكس نتاج نفس معذبة، مصابة بجنون الاضطهاد. مهما يكن من أمر، فليس لهذا أساس في الواقع. وذلك لان الناشر الاكبر في اسرائيل هو نتنياهو: فلديه بوق صحيفة يومية يخدمه هو وهو فقط؛ اسبوعية للوسط الديني؛ سلطة البث تابعة له. القنوات التجارية متعلقة به في رزقها. وهو يمكنه أن يقول لنفسه ان في هذا المجال، على الاقل، يتوفق حتى على بن غوريون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ