المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 23/02/2015



Haneen
2015-03-03, 11:54 AM
لبيد سيكون وزيرا ممتازا
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

المضمون:( يتحدث الكاتب عن المقال الذي نشره يائير لبيد زعيم حزب يش عتيد في الغارديان البريطانية،حيث وصف المقال المثير للسخرية؛ لانه يصف اسرائيل بالضحية والفلسطينيين بالارهاب والمشكلة ان رأيه الرخيص يمثل اراء معظم الاسرائيليين (http://www.raialyoum.com/?p=221405)؛لذلك يدعم الكاتب ان يكون لبيد وزير الاعلام لأن اسرائيل بحاجة لوزير اعلام(
يتنبأ المحللون بان يئير لبيد سيكون مفاجأة هذه الانتخابات، الحصان الاسود. هنا يوجد له مكان في الحكومة القادمة: وزير الاعلام. إسرائيل بحاجة إلى وزير إعلام وليس هناك من هو جدير بهذه الوزارة مثل لبيد. صحيح أن وزارة الاعلام تجارة عفنة وسخيفة، ولا يوجد لها مشترون، ولكن هذا ما يميز الاعلام.
يوم الخميس الماضي حاول لبيد بيع دعاية إسرائيلية رخيصة لقراء الـ «غارديان». وقد كانت هذه أهانة لعقولهم. وعلى النقيض من قراء، وبالتأكيد من قارئات عموده الثابت في «يديعوت احرونوت» في البلاد، فإنه من المشكوك فيه أن يقوم القراء الإنجليز بتعليق ورقة على باب الثلاجات في بيوتهم كتب عليها «لماذا من الملح جداً الدفاع عن الشعب اليهودي». ولكن لبيد مثل لبيد: يجيد اكتشاف نقطة الوسط الإسرائيلية، نفسية الاغلبية مغسولة الدماغ، من يطلق النار ويبكي على الضحية، من يحب نفسه إلى درجة الامتصاص ويتعاطف مع ذاته إلى درجة القرف، الضحية والجلاد، الخالي من اية مشاعر ندم ومقتنع بعدالته المطلقة.
من لا يدرك بأن للبيد ناخبين أيضا في غيرهم، من لا يدرك لماذا لا يوجد امل في تغيير حقيقي داخل المجتمع الإسرائيلي – عليه ان يقرأ مقال لبيد. فهو النسخة المعدلة من وثيقة الاستقلال الإسرائيلية. الوقائع كما تحب احزاب «المركز – يسار» ان تصفها لذاتها – كاذبة، منفصلة، رافضة ونابذة، هذا هو مرشد لبيد للإجماع الوطني، الدافئ اللاصق. قلة هم الإسرائيلييون الذين سيعترضون على المقال، وقلة هم من في العالم سيأخذونه على محمل الجد.
إسرائيل لبيد هي إسرائيل بلعوني، إسرائيل شربوني وأطلقوا النار عليّْ، الحماقة الإسرائيلية في ذروتها: المحتل الذي لا يكتفي بعرض نفسه كضحية، ولكن باعتباره الضحية الوحيدة ولا احد غيره. يصعب التصديق – ولكن هذا ما هو موجود. لبيد نشر مقاله كرد على عريضة ال 700 فنان بريطاني، والذين دعوا إلى مقاطعة إسرائيل. لبيد يسخر منهم ومن سذاجتهم، ما الذي يعلمونه وما الذي يفهمونه، ويعظهم بالاخلاق.
روجر ووترس ليس اكثر من «مغفل للاستخدام»، مثله كذلك لوتش وريتشارد اشكروفت، الانتهازي لبيد يعظ ووترز بالاخلاق، رجل الاخلاق والضمير – هل ادركتم ذلك؟ لبيد معتاد على الفنانين الإسرائيليين من الجنكي ومن قيساريا، من الانستغرام والنمائم، ذوو القرون بكاملهم.
لبيد مع دولة فلسطينية، بالتأكيد مع، ولكن الفلسطينيون لا يريدون، حماس تشنق المثليين، في إسرائيل عُينت امرأة رئيسة للمحكمة العليا، في الكنيست والجيش يوجد مسلمون ومسيحيون – يا لها من بلاد رائعة. عندما كان وزيرا للمالية سابقا قدم النصائح لغزة، كيف انهم لا يبنون هناك مدارس ومستشفيات وفقط يتسلحون. في إسرائيل كما هو معروف، معظم الموازنة تذهب إلى الصحة والتعليم، وفقط بواقي الموازنة تذهب إلى الامن.
ولكن، قمة المقال تكمن في مشاعر الضحية: ما الذي يريده لبيد وسائر الإسرائيليين؟ ما الذي يريدونه، دعاة السلام ممن ليس لهم مثيل؟ القليل من الهدوء، القليل من الامن. ولكن العرب السيؤون لا يريدون. «فقط ما أريده هو ان لا يقتلوني لأني يهودي، وأن اليهود في اوروبا يستطيعون المكوث بأمان خارج الكنس، أن يتسوقوا من البقالات الحلال وأن يشعر اليهود في إسرائيل بأمان من الصواريخ وقذائف المدفعية». وتنحدر الدمعات واحدة تلو الأخرى: اليهود. وماذا مع القليل من الهدوء للفلسطينيين؟ وماذا مع القليل من الأمن لسكان غزة؟ ممن يُقتلون بالآلاف؟ ماذا مع الاحترام؟ ماذا مع الحرية؟
ألم يكتف من الفن الهابط، والكذب والموت؟ ها هنا المزيد: دانيال ترجرمان ابن الرابعة الذي قتل من قذيفة اطلقت من غزة – «هذا الطفل الصغير كي يكون محتلا كولونياليا»، كما كتب لبيد بتمسكن مميز لشخصيته. ومئات الاطفال الذين قتلهم الجيش، هل هم كبار كفاية كي يكونوا «مخربين» و «ارهابيين؟»
لم يسمع لبيد عن الحصار، لم يسمع عن اليأس، وعن جرائم الحرب وعن الاحتلال. فما الذي يعرفه عن الحياة في الضفة وعن الموت في غزة؟ يكفيه ان الفلسطينيين ولدوا كي يموتوا. مثله يعتقد معظم الإسرائيليين. ومثله يعتقد كامل معسكر «اليسار – المركز». فهم على شاكلة حزبه، يش عتيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا لصهيونية التخويف
دعوة نتنياهو يهود أوروبا للهجرة الجماعية إلى إسرائيل اهانة لقادة القارة

بقلم:شلومو افنيري،عن هآرتس

المضمون:( يستنكر الكاتب دعوة نتنياهو ليهود اوروبا للهجرة الى اسرائيل خوفاً من الارهاب، ويتحدث الكاتب عن فلسفة الصهوينية التي اقيمت على اثرها دولة اسرائيل)

دعوة بنيامين نتنياهو يهود اوروبا للهجرة الجماعية إلى إسرائيل بعد الاحداث الاجرامية في باريس وكوبنهاغن، خطأ سياسي واخلاقي. هل الحلم الصهيوني هو ان نرى اوروبا «خالية من اليهود».
دولة إسرائيل أقيمت ليس على ذات المنهج الذي يستمر قيامها عليه اليوم (كما استمرت قائمة على مدى أجيال)، كراهية إسرائيل بأشكالها المختلفة، ولكن كتعبير حق اليهود بتقرير المصير كأمة في دولتهم. تمردت الصهيونية على التشاؤمية الدينية – يهودية التي تركت مصير اليهود في يدي الله، ووضعت هذا المصير بين يدي الارادة الحرة لليهود ممن يطلبون الحياة كشعب حر في وطنه. هذا حق كوني، ولا يجب حرمان اليهود منه كما انه لا يجب حرمان اي مجموعة قومية أخرى.
ومن الواضح ان صعود اللاسامية الفظة في النصف الاول من القرن الماضي عززت من ضرورة الدولة اليهودية، وهذا هو السبب الاضافي لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر تشرين ثاني، والتي اعترفت بحق اليهود في دولة خاصة بهم في فلسطين، إلى جانب حق الشعب الفلسطيني بدولة خاصة به.
عندما يدعو نتنياهو يهود اوروبا للهجرة إلى إسرائيل، فذلك يدل على انه ما زال يعيش في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي ويتجاهل التغيرات التي حدثت لمكانة اليهود في العالم، وخصوصا في أوروبا والولايات المتحدة.
شهد النصف الاول من القرن العشرين صعود انظمة لا ديمقراطية في عدد من الدول الاوروبية، والتي تشاركت في ميزة النظر إلى اليهود كعامل غريب يجب التخلص منه – وفي الحالة المتطرفة، النازية، يجب ابادته. صعدت الانظمة الفاشية ونصف الفاشية كذلك في بولندا وهنغاريا ورومانيا ودول بحرالبلطيق، والتي رفعت بشكل أو بآخر شعارات لا سامية (وهو ما جرى أيضا في إيطاليا بعد عقد التحالف بين موسوليني وهتلر): التمييز ضد اليهود وفقا للقوانين التي تم سنها، طردهم من الخدمة العامة وتحديد انشطتهم الاقتصادية، تحديد اعدادهم في الجامعات، اقصائهم من المهن الحرة، قيود على التعليم اليهودي والتشجيع الصريح على الهجرة.
في فرنسا، وعلى نطاق أقل في انجلترا، برزت احزاب وشخصيات رفعت اعلام اللا سامية، وفي الولايات المتحدة وعظ كبار رجال الصناعة كهنري فورد ومبشرين دينيين كالخوري المذيع تشارلس كوفلين ضد اليهود، والجامعات الراقية كجامعة هارفارد وجامعة ييل حددت عدد الطلاب اليهود وعملت كل ما باستطاعتها لمنع تعيين بروفيسورات يهود. انتخاب الاشتراكي اليهودي ليون بلوم رئيسا لوزراء فرنسا عام 1936 ترافق مع احداث لا سامية بشعة وعنيفة، وفي الكثير من دول اوروبا تم تشخيص اليهود كرأسماليين استغلاليين او، على النقيض، كعملاء للثورة الشيوعية.
العالم اليوم تغير – وإلى حد ليس قليل كنتيجة للكارثة، يجب ان نعترف – تغيرا كليا. لا يوجد اليوم حزب او شخصية لا سامية في السلطة في الدول الاوروبية، والاحزاب اللا سامية موجودة فقط في الهوامش – في هنغاريا واليونان. حتى هناك هم فقط في المعارضة، وعلى الاغلب هي مقصاة بسبب الإشمئزاز، اما قاعدة كراهيتهم فهي موجهة ضد النوَر والمهاجرين والمسلمين والالبان. الاصل اليهودي لأي سياسي لم يعد في مجال البحث لأي دولة ديمقراطية في اوروبا. حتى الحزب الوطني العنصري على شاكلة «الجبهة القومية» بزعامة مريان له – فن غير لا- ساميته بلا اسلامية واضحة، ويشارك به اعضاء يهود.
الاصل اليهودي لرئيس حزب العمل البريطاني ليس مجالا للجدل العام في بريطانيا، في المقابل من الجدير بالذكر انه في بداية الحرب العالمية الثانية أُجبر وزير الدفاع البريطاني هور- بليشا على التنازل عن وظيفته كي لا يقال بأن بريطانيا دخلت الحرب ضد المانيا «بسب اليهود». ربما كان ساركوزي غير محبوب من العديد من الفرنسيين، ولكن ليس بسبب خلفيته اليهودية، لم يحدث ابدا ان عاش اليهود في حرية ومساواة كما يحدث الان في الدول الاوروبية.
فوق ذلك – وهذا هو احد اكبر الانجازات للشعب اليهودي والذي تحقق بشكل متناقض بعد عملية القتل في باريس وكوبنهاغن – يبذل القادة الاوروبيين كافة الجهود للتأكيد بأن اليهود هم جزء متكامل في دولهم. عندما يعلن الرئيس الفرنسي بأن اليهود هم جزء من الامة الفرنسية، ويعلن رئيس وزراء فرنسا بأن فرنسا بدون اليهود لن تكون فرنسا – فذلك نصر ليس فقط للحرية والمساواة، ولكن ايضا لليهود.
لم يحدث ابدا ان اسمعت تصريحات في غاية الوضوح كهذه لدى الزعماء الفرنسيين، تصريح اخر مشابه اسمعته رئيسة وزراء الدنمارك. في بولندا، وعلى خلفية التاريخ المعقد لليهود فيها، يجري افتتاح المتحف اليهودي، والذي يعرض وفقا لاقوال رئيس وزرءا بولندا، تاريخ يهود بولندا باعتبارهم جزءا لا ينفصل عن تاريخ الدولة. تصريحات القادة الاوروبيين التي تقول بأن اليهود هم جزء اساسي من أوروبا تجسد بشكل هزلي ما قاله جابوتنسكي، بان اليهود عاشوا في أوروبا حتى قبل مجيء بعض الشعوب الاوروبية مثل السلاف والهنغاريين.
اختفى كل ذلك من عيني نتنياهو، كما اختفت واقعة انه بدعوته يهود اوروبا للهجرة إلى إسرائيل فهو يسيئ إلى قادة اوروبا الذين يرون في اليهود جزءا من ثقافتهم الديمقراطية وهويتهم الوطينة.
فرنسا الحالية ليست هي فرنسا محاكمة درايفوس أو حكومة فيشي، ومن يتجاهل ذلك يهين الديمقراطية الفرنسية. دعوة يهود الدانمارك للهجرة إلى إسرائيل هي بمثابة صفعة على الوجه للتقاليد العظيمة للدولة والشعب الدنماركي، والذين فتحوا بواباتهم لليهود المطرودين من اسبانيا في القرن ال 16ـ وانقذوا يهود الدانمرك في القرن العشرين في عملية جماعية عبر تهريبهم إلى السويد – وهوالامر الذي لم يفعله اي شعب آخر على نطاق جماعي عندما سيطر الظلام النازي على معظم القارة.
بدون شك: يوجد احداث لا سامية خطيرة حاليا في اوروبا. ولكن معظمها – كعمليات القتل الأخيرة – ارتكبت بأيدي مسلمين وليست مرتبطة باللا سامية الاوروبية التقليدية. وكذلك ليس ممكنا تجاهل احداث عنيفة لا – اسلامية مثل احراق المساجد. ولكن هذا هو الفارق بين ايامنا وايام الثلاثينات: الاعمال اللا سامية حتى لو كانت قاتلة تختلف جذريا عن انظمة وسلطات لاسامية. في سنوات الثلاثينات كان قسما كبيرا من الانظمة الاوروبية لاساميا – اليوم السلطات تقف إلى جانب اليهود، وليس ضدهم. واليهود في اوروبا يفهمون ذلك جيدا. لهم الحق في مطالبات مشروعة مثل دفاع افضل عنهم، ولكن من مثلنا في إسرائيل يعرف كم هو صعب ان تواجه عمليات وقتلة منفردين.
على إسرائيل ان تكون مفتوحة أمام كل يهودي يرغب في العيش فيها- وإذا تعرضت مجموعة يهودية في اي مكان للتهديد على حياتها او معيشتها، على إسرائيل ان تسارع لمساعدتها. كما حدث في النضال من اجل يهود الاتحاد السوفييتي وهجرة يهود اثيوبيا.
انه لمن المصلحة الواضحة لإسرائيل والشعب اليهودي بكامله، ان يعيش اليهود بأمن وسلام في اي مكان في اوروبا والعالم. نجاح الصهيونية يتمثل في قدرتها على جذب اليهود للعيش فيها بناء على جودة الحياة في دولة اليهود، وليس من خلال الخوف القلق.
نحن في سنوات ال 2015، ولسنا في سنة 1938، والجدير بنتنياهو ان يعترف بالانقلاب العظيم والإيجابي لوضع اليهود في العالم الحالي. بدعوته لهجرة يهود أوروبا اعاد نتنيهو ذكرى معاناة جده. ولكن ومع كل التقدير للمعاناة التي حدثت لجده واجداد الكثيرمنا – نحن نعيش في الحاضر وليس في الماضي. علينا ان نتذكر الماضي، ولكن ايضا ان نقر بأن العالم تغير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


فجوة لا يمكن جسرها
الخوف الذي يبديه نتنياهو من أن تصبح إيران دولة على حافة الذرة غير موضوعي

بقلم:يوسي ملمان،عن معاريف

المضمون:( يتحدث الكاتب عن خوف نتنياهو غير المبرر من الاتفاق المزمع توقيعه بين ايران والدول الست الكبرى،ويقول الكاتب ان خوف نتنياهو دفعه لمواجهة صعبة من باراك اوباما)

الموعد الذي تم تحديده للتوصل الى اتفاق اطار هو بعد اربعة اسابيع. اذا تم التوصل اليه – في هذه المرحلة من المفاوضات هناك شك كبير في ذلك – فذلك سيحدث بعد حوالي اسبوعين من الخطاب المثير للجدل لرئيس الحكومة في الكونغرس، بعد حوالي عشرة ايام. على كل حال حتى اذا لم يتم التوصل الى اتفاق الاطار في الشهر القادم فان لكلا الطرفين تاريخ آخر لتحقيق الهدف – نهاية حزيران 2015.
في هذه الاثناء نشرت الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريرا دوريا جديدا عن البرنامج النووي الايراني. لا يوجد في التقرير امور جديدة كثيرة، فقد عاد وأكد على ما يحدث منذ 15 شهرا – ايران تحترم الى هذا الحد أو ذاك الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني 2013.
مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، 3.5 بالمئة، لم يزِد. اليورانيوم المخصب بدرجة 20 بالمئة، الذي يركز عليه (بصورة خاطئة) نتنياهو طوال سنوات، تم تحويله الى مادة لا تُمكنها من استخدامه للاغراض العسكرية. ايران ايضا جمدت التجارب التي قامت بها على اجهزة الطرد المركزي من الجيل الخامس – وهو أحدث جيل لديها. هذا النموذج يستطيع أن يُمكنها من تخصيب اليورانيوم بسرعة وبنجاعة أكبر وأن تُقصر الفترة الزمنية اللازمة لها للوصول الى القنبلة.
السؤال الكبير هو هل سيتم التوصل الى اتفاق في الشهر القادم أو في حزيران؟ وسواء كان رئيس الحكومة يُحرك من قناعة داخلية عميقة أو من استحواذ مسيحاني – أو كلاهما – فان رئيس الحكومة يخاف من الاتفاق ويوجه كل جهوده اليه حتى بثمن المواجهة الصعبة مع الرئيس اوباما، لدرجة تعريض العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، حليفتنا الكبيرة والمهمة، للخطر. ايضا الدول العربية: السعودية، مصر، قطر والامارات العربية تأمل أن لا يتم التوصل الى الاتفاق، لكنها لا تعبر عن رفضها بالصراخ الإسرائيلي. ومع ذلك علينا تذكر أنه ليس هناك تأكيد في هذه المرحلة على أنه سيتم التوصل الى الاتفاق الذي يقيد البرنامج النووي الايراني ويعزز الرقابة عليه، وفي المقابل سيتم رفع العقوبات تدريجيا عنها. في كل الاحوال، لو كانت مجموعة الخمسة زائد واحدة تريد أن تأخذ بالاعتبار موقف نتنياهو فقد أصبح هذا الامر اليوم غير ممكن.
الفجوات أصبحت غير قابلة للجسر. حكومة إسرائيل تعارض مبدئيا أن يكون لايران الحق في تخصيب اليورانيوم – الدول العظمى تعترف منذ أكثر من عشر سنوات بهذا الحق. بناءً على ذلك إسرائيل تطلب أن يتضمن أي اتفاق تجريد ايران من قدرتها النووية أو على الأقل وقف كل اجهزة الطرد المركزية التي تبلغ نحو 20 ألف جهاز. الدول العظمى مستعدة كما يبدو على الموافقة لأن يكون لايران نحو 6 آلاف جهاز طرد مركزي نشيط، والمفاعل النووي في أراك عندما سيتم الانتهاء من بنائه لا يستطيع انتاج أكثر 1 كغم بلوتونيوم. في نظر الإسرائيليين، فان كل اتفاق يعطي لايران الشرعية الدولية لأن تكون دولة على حافة الذرة. الحقيقة هي أن ايران هي كذلك الآن.
الدول العظمى تطالب أن يكون اتفاق الاشراف الصارم على ايران لفترة عشر سنوات، على أمل أنه حتى ذلك الوقت فان علي خامنئي، الزعيم الاعلى المريض إبن الـ 75 عاما، لن يكون موجودا في وظيفته. ايران من جانبها مستعدة للرقابة لمدة سنتين أو ثلاث.
احتمالات التوصل الى اتفاق موجودة في يد خامنئي. اذا قرر أن الاتفاق لا يحط من كرامة الجمهورية الاسلامية وأنه يستطيع فرض رأيه على المعارضين المحافظين، فان الاتفاق سيتحقق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الإسلام والإرهاب
العلاقة بين الديانة والمتطرفين يحددها المسلمون أنفسهم

بقلم:مارك هيلر،عن نظرة عليا مقال

المضمون:( يستنكر الكاتب ردود فعل زعماء العالم على العمليات الارهابية التي حدثت في العالم، حيث قال معظم من تعرضت بلادهم لهجمات ارهابية ان الاسلام بريء من هؤلاء المجرمين،ويزعم الكاتب ونقلاً عمن ينفذون هذه العمليات ان علمياتهم نابعة من فهمهم الصحيح للاسلام)

مثل زعماء آخرين لدول غربية جربوا الارهاب الاسلامي، فان الرئيس الفرنسي ايضا تشدد في رأيه أن الاعتداءات الاخيرة في باريس ليست نتيجة الاسلام. في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد فترة قصيرة من المذبحة المروعة في مكاتب الصحيفة الاسبوعية، أكد اولاند «ليس هناك أي علاقة للاسلام بالاعتداءات الارهابية». اقوال مشابهة قالها الرئيس جورج بوش بعد اسبوع من اعتداء 11 ايلول في الولايات المتحدة عندما أعلن أمام الجمهور الامريكي المسلم أن «الاسلام هو سلام». هكذا تصرف ايضا رئيس حكومة بريطانيا طوني بلير في 2005 عندما ادعى أنه رغم أن شبكة المواصلات في عاصمة بلاده شهدت اعتداءات ممنهجة من قبل جهات ارهابية اسلامية «ليس هناك شك بخصوص الطبيعة العادلة المحبة للسلام «للاسلام».
هذه الاقوال الفارغة أدت الى انتقادات محقة لهؤلاء الزعماء وامثالهم، لأنهم ليسوا مسلمين وليسوا باحثين في الاسلام، وليس لهم أي تأهيل للحديث بشأن جوهر الدين. وأكثر من ذلك، فان الارهابيين الذين يعملون ضد الاهداف الغربية يعلنون بأنفسهم أن العنف القاسي الذي يستخدمونه ضد الاهداف غير الاسلامية يستمد الهامه من الاسلام. هذا الامر صحيح ايضا فيما يتعلق بحركات ارهابية كثيرة – ابتداءً من بوكو حرام مرورا بالدولة الاسلامية وانتهاءً الى طالبان في باكستان وافغانستان – تبدي وحشية غير معقولة تجاه المسلمين الذين انحرفوا عن الطريق الصحيح. نجد في القرآن الكريم والحديث والسيرة النبوية مواد كثيرة تدعم هذا الاعتقاد المشترك للعديد من المسلمين الذين يؤيدون ويصادقون على الاعمال الارهابية ومنفذيها الذين يؤيدونهم، حتى لو لم يشاركوا بأنفسهم بصورة مباشرة في الاعمال الارهابية.
ومع ذلك ليس في موقف معاكس ما من شأنه أن يثبت قلة الاستقامة الثقافية أو حتى الجهل، لأنه في الحقيقة هناك مصادر اسلامية واسعة ترفض، تُدين هذا التصرف، وأن مؤيدي اسلام آخر يستطيعون أن يشيروا الى العديد من الوصايا والاوامر التي تلزم المسلمين باظهار التسامح والتنكر لكل مظاهر الإكراه الديني. إن وجود مصادر متناقضة مختلفة عديدة يشهد على أن تعريف الاسلام «الصحيح»، هو نتيجة اختلاف وجدال بين ممثلي هذه المذاهب. للشريعة، يوجد على الاقل اربعة مذاهب يختلف الواحد عن الآخر بدرجة تشددها وتساهلها فيما تعطيه لمبنى الشريعة، لكن في غياب مرجعية دينية عالمية معترف بها – توازي اسلاميا البابا القبطي أو الكاثوليكي – يتم الاعتقاد أن هذه الفجوات لم تتم تسويتها بصورة نهائية. بناءً على ذلك فان كل جهد لفهم العلاقة التي ربما تكون قائمة بين الارهاب والاسلام، سيكون اكثر نجاعة اذا تركز بصورة أقل في ما تقوله الكتابات والمصادر، واذا تركز أكثر في ما يفكر به المسلمون ويعملونه.
ايضا هنا النتائج ذات وجهين. حيث أنه بدون انتخابات أو استطلاعات تشمل جميع المسلمين أو استطلاعات للرأي العام صادقة في اوساط العالم الاسلامي، فان الاستنتاجات المرتكزة على التصريحات وطبيعة سلوك المسلمين ستبقى بالتأكيد في نطاق الانطباعات فقط. الانطباعات تبين أنه في حين أن معظم الارهابيين (وضحايا الارهاب) هم مسلمون، فان معظم المسلمين غير مشاركين ولا يدعمون الارهاب. اضافة الى ذلك يصعب قول شيئا مهما، على الاقل الافتراض القوي حول القوة النسبية للأقلية والاكثرية في هذا النطاق.
على خلفية الحقيقة فان النقاش حول العلاقة المؤكدة بين الارهاب والاسلام ليس عمليا، فانه يُنصح الزعماء الغربيون على الاقل من اجل النزاهة الثقافية، الابتعاد عن حقل الالغام الديني الايديولوجي هذا.
مع ذلك هناك اعتبار آخر وأكثر ارتباطا بالمهمة المتوقعة من زعامة سياسية، وهو الحذر السياسي. الزعماء السياسيون – أكثر من الافراد العاديين – يجب أن يتمعنوا في التداعيات التي ستكون في اقوالهم. للادعاء بأنه لا توجد علاقة حقيقية بين الاسلام والارهاب، ليس هناك ضعف استراتيجي أو عملي. الادعاء المعاكس مقابل ذلك يستدعي ردا عنيفا لما يشكل في نهاية الامر اقوالا عقيمة. اذا كان هذا الاعتبار الوحيد فانه كان بالامكان الادعاء (في حالات كثيرة يدعون ذلك حقا)، بأن رفض الاعتراف بالحقيقة فقط بسبب الخوف من الرد، هو عمل مسالم يجب عدم الموافقة عليه. لكن التمسك بحقيقة غير مفهومة بحد ذاتها من شأنه أن يؤدي بعدد كبير من المسلمين الذين يعارضون اليوم الارهاب، أو على الاقل يتحفظون منه، الى التحول الى مؤيدين داعمين للارهاب وهكذا يقومون بتشويه النقاش الاسلامي الداخلي. كذلك اولئك الذين يدعون وجود علاقة قوية بين الاسلام والارهاب سيصمتون عندما يسأل السؤال الذي يصعب منعه: «ما العمل ازاء ذلك؟». بعد كل هذا هناك طرق عديدة لمحاربة الارهاب، لكن ليس هناك أي طريقة لمحاربة الاسلام.
فقط المسلمون أنفسهم يحددون قوة أو ضعف العلاقة المخمنة بين الاسلام والارهاب. لكن يمكن للزعماء السياسيين الغربيين التأثير في هذا النقاش. مهما كانت «الحقيقة» المتملصة بشأن العلاقة بين الاسلام والارهاب، وبالتحديد نفي وجود هذه العلاقة بصورة علنية – يقوم الزعماء الغربيون بالشيء الصحيح.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ