المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 26/02/2015



Haneen
2015-03-03, 11:57 AM
نتنياهو واحد منهم

بقلم: درور زرسكي، عن معاريف

المضمون: ( يقول الكاتب أن الكثير من مصوتي بيبي نتنياهو يصوتون له، لكنهم لا يعرفون أنه يمثل النخبة التي يكرهونها).

هناك أمر لم يتم حله منذ حكومته الأولى في التسعينيات من القرن الماضي. بنيامين نتنياهو ركب للوصول إلى مقره في القدس على أمواج تشويه النخبة. المناورة التي كشفت في قضية «براون ـ حفرون» تم استخدامها كمثال للمنظار الذي يرى من خلاله الرئيس الجديد إسرائيل تحت قيادته. هذه المعضلة، عقدة النقص، لم يحلها نتنياهو حتى اليوم. بعد أن أدرك أن إيران وتنظيم الدولة الإسلامية لن ترفعاه إلى سدة الحكم، عاد الرئيس إلى الأسلوب المعروف وهو تشويه النخبة القديمة.

النخبة هي مفهوم سسيولوجي قديم. مجموعة قليلة حاكمة مع توجه انغلاقي بسبب التشابه الكبير بين أعضاء المجموعة. نتنياهو الذي شخص جيدا الامتعاض الشديد للشعب تجاه تلك النخبة، فصل نفسه عن المجموعة الحاكمة وغطى نفسه بقناع المضطهد والمسكين، من أجل أن يفعل ما يفعله بصورة أفضل من الآخرين: فرّق تسد. أظهر للنخبة من تحكم هنا.

في اجتماع «الايباك» في نيويورك في 2012 استخدم نتنياهو مصطلح انجليزي معروف: «شيء يبدو مثل أوزة، ويمشي مثل الأوزة وينعق مثل الأوزة، فما هو؟». رئيس الوزراء أراد التأكيد على عمى العالم بشأن سعي إيران للحصول على الذرة، وأكد على ذلك استخدام مصطلح الأوز. نفس السؤال يمكن أن نوجهه إلى السيد نتنياهو نفسه: إذا كان يبدو مثل النخبة، ويمشي مثل النخبة، ويتكلم مثل النخبة، فماذا يكون ذلك؟.

هناك من يقول إن الحوار الذاتي هذا هو نتيجة الكراهية المغروسة في رأس الكاتب، لكن الفحص الدقيق لحياة الرئيس وأسلوب حياته ستقودنا إلى الاستنتاج المطلوب: نتنياهو هو النخبة والنخبة هي نتنياهو.

أنظروا إلى أصدقاء نتنياهو. في صحف نهاية الأسبوع قرأنا أن واحدا من أصدقائه المقربين هو أودي إنجل، من أصحاب رؤوس الأموال المهمين والمؤثرين في إسرائيل. إنجل هو فقط مثالا لهواية ترتبط برؤساء آخرين، أصحاب رأس المال الذين يحبون كثيرا الإرتباط بالسلطة. واحدة من مجموعات النخبة البارزة في إسرائيل هي مجموعة الوحدة، وحدة قيادة الأركان. وأين قضى الرئيس سنواته في الجيش؟ في الوحدة.

مجموعات نخبة كثيرة تصل من نفس المجموعة العرقية، الطائفية أو الدينية. في الحالة التي أمامنا ليس هناك خلاف أن لون نتنياهو هو اللون الصحيح الذي يشكل الحكم والنخبة.

نتنياهو يعرف أفضل من أي شخص آخر اللعب بمشاعر النقص لجمهور ناخبيه. فهو يضغط على هذه النقطة مرارا وتكرارا طوال سنوات. العديد من أولئك الناخبين يحظون بالتلويح براية نتنياهو المعادية للنخبة. هم يشعرون أن هناك مجموعة أقلية تحكم الدولة منذ أيامها الأولى، ويمقتون كل إشارة لسلطة النخبة.

هذا التصرف لأولئك الناخبين كارهي النخبة، الذين يدسون المرة تلو الأخرى نفس البطاقة في صندوق الانتخابات دون الشعور بأن الزعيم الأكبر الموجود على بطاقتهم هو مثال فاقع للنخبة نفسها، هذا التصرف يستدعي القيام ببحث سسيولوجي معمق أو إعادة تعريف مفهوم النخبة.
في هذه الأيام يحتفلون بالذكرى العاشرة لموت دودو غيفع، صاحب الأوزة الصفراء. يهمنا أن نعرف ماذا كان يفكر بمثال الأوزة لرجل النخبة في المقر في شارع بلفور.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نتنياهو ليس مهتما حقيقة بالأمن

بقلم: أمير أورن، عن هآرتس

المضمون: ( ركز الكاتب على أنه يجب على نتنياهو الضغط لتخلي إيران عن هدف إبادة اسرائيل كبند من الاتفاق الذري ).

ما يراه نتنياهو كـ «اتفاق سيء» مع طهران يراه أوباما على أنه انعكاس مؤسف ولكن محتمل لواقع صعب. نتنياهو الذي لا يستطيع أن يبطل الاتفاق، نسي على ما يبدوا بعض الأشياء التي حدثت عندما كان يحمل اسم «بن نيتاي».
أمريكي، إيراني، وأمريكي من أصول إسرائيلية مكثوا في ذات الفترة في ذات المكان، بوسطن. جميعهم تعلموا في أم آي تي، المعهد التكنولوجي لماساشوتس. في هذه الأيام اثنان منهما يقتربان من تحقيق اتفاق أما الثالث فيسعى إلى إفشاله.
الأمريكي هو إبن لمهاجرين من البرتغال، هو البروفيسور في الفيزياء الذرية ارنست مونيز، وزير الطاقة في حكومة اوباما، وزراة الطاقة استوعبت داخلها وكالة الطاقة الذرية والوزير هو المستوى السياسي الأعلى في النطاق الذري. مونيز وصل إلى معهد أي ام تي باعتباره دكتور حديث العهد عام 1973. الإيراني هو علي أكبر صالحي، رئيس مصلحة الطاقة الذرية الإيرانية في نظام الثورة الإسلامية. وقد استكمل تعليمه في أم تي في للدرجة الثالثة في الهندسة الذرية من عام 1973 وحتى عام 1977. كان الشاه رضا فهلوي حينها يسعى إلى تحويل إيران إلى قوة ذرية، للاستخدام السلمي وبعد ذلك لصناعة القنبلة الذرية، كما هو ملائم لقوة عظمى إقليمية مفتخرة وذات تطلعات.

الأمريكي من أصول إسرائيلية، هو بن نيتاي، تعلم في ام اي تي في السنوات 1972- 1976. معلموه شهدوا بأنه كان تلميذا جيدا، مثابرا، ممنهجا. وبسبب كونه كان أكبر من أبناء جيله في الخدمة العسكرية بخمسة سنوات، فقد عمل على جسر الفجوة، ضاغطاً ذاته لتحصيل درجتين علميتين في أربع سنوات، في الهندسة والإدارة العامة. وابتدأ كذلك في تحصيل المستوى الثالث في العلوم السياسية في جامعة هارفرد وفي ام آي تي. أحد مشاريع التخرج التي قام بها لم تكف عن ملاحقة تفكيره منذ ذلك الوقت: الصحافة. مشروع التخرج هذا كان حوسبة الصحافة في مجالات جمع المعلومات ونشرها.
بعد عودته إلى إسرائيل عاد إلى اسمه الحقيقي بنيامين نتنياهو، شعر نيتاي بدافع لا يمكن ردعه لتحسين سيرة حياته. هو لم يخدع، لا سمح الله، ولكنه بالغ. حول خدمته كقائد فصيل في سرية رئاسة الأركان كتب بأنه «تلقى علامة مميزة على أدائه العملياتي من قائد منطقة الشمال الجنرال موتي غور». في الإنجليزية بدا هذا أكثر انطباعا، إذ ترجم إلى «وسام». ضباط أعلى درجة منه سخروا عندما سمعوا روايته. في الشمال، قالوا، اعتادوا توجيه كتاب تقدير اعتيادي لكل ضابط قام بمهمة بسيطة مجتازا الحدود دون الاصطدام مع العدو. هذه النفسية للاعتداد الذاتي، تكررت ثانية عندما تفاخر بأنه عندما كان سفيرا في الأمم المتحدة في سنوات الثمانينات، كان «مقاتلا هجوميا على الجبهة الإعلامية». كلماته المفضلة تحتوي على مثل ذلك: «مقاتل، جبهة، هجومي»، هو يستخدمها كذلك في المحادثة الشخصية.
صالحي، بشكل أو بآخر، تقدم في المجال الأكاديمي والقيادي في كلا النظامين، نظام الشاه ونظام آية الله الخميني. بين فترتي رئاسته لمصلحة الطاقة الذرية تولى منصب وزير الخارجية مباشرة قبل محمد جواد ظريف. مونيز هو الآخر خلط العلم مع الحكم. اختطفه اوباما من الاحتياطي الديمقراطي، بعد أن تعين في البيت الأبيض وفي وزراة الطاقة الأمريكية إبان رئاسة بيل كلينتون.
خلال الأسبوع الحالي، اقترب كل من مونيز وصالحي وظريف ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري من التوصل إلى اتفاقية أمريكية ـ إيرانية يسعى نتنياهو إلى افشالها. لولا معرفتنا بأنه يعمل من خلال دوافع سياسية وشخصية، على الرغم من مقدار معرفته وليس من قبيل جهله العلمي في الموضوع، كان من الصواب أن نقول إنه مفتقر للدروس التي لم يتمكن نيتاي من الحصول عليها في حين واصل الصالحي ومونيز استكمال التعليم في جامعة أم آي تي.

الحاجز الأساسي الذي يحد من التوجه السريع لإيران نحو السلاح الذري، والخروج من المحطة التي لم تتجاوزها منذ سنوات، هو الرغبة السياسية. فالقيادة التي يتزعمها آية الله علي خامينائي، تفضل عدم دفع ثمن شلل قدرتها. وفي ذات الوقت هي ليست على استعداد للانسحاب من المحطة التي وصلت إليها وما يشمله ذلك من الإذلال الذي سيبدوا للعيان كخضوع.

أوباما، بموقفه المتفتح، يدرك ثلاثة وقائع أساسية: إيران ستوافق على محتوى محدود من التجميد، ولكن لن توافق على تفكيك المشروع، التحالف بين الدول العظمى ضد الذرة الإيرانية هش ودعم الدول الخمس المشاركة في المباحثات لمطالبات أمريكية أكثر تصلبا غير مضمون، والثالث هو أنه لن يجد خلفه جيشا ولا شعبا متحمسا وقابلا للدخول في حرب ضد إيران. الذي يقرأه نتنياهو على أنه «اتفاق سيء» هو من وجهة نظر أوباما انعكاس مؤسف ولكن يمكن احتماله لواقع صعب.

السياسة الخارجية الأمريكية مضطرة للأخذ في الحسبان حلبات أخرى. مثلا في مواجهة روسيا والتي تتم بالتنسيق مع المانيا، فرنسا وبريطانيا ـ في الأزمة الأوكرانية. وذلك من ضمن أمور أخرى، الجمهوريون الذين يضغطون على الرئيس اوباما كي يتصلب في مطالباته في مواجهة إيران، هم ذاتهم لن يسمحوا له أن يدفع لروسيا مقابل ذلك بالعملة الأوكرانية كي يطلب موافقتها في الموضوع الإيراني. تناقض؟ ليس عليهم القلق لأيجاد حل، هذه مشكلة الرئيس. هم فقط مشرعون ولا يهمهم ما يظنه فلاديمير بوتين بالكونغرس.

الأكثر إزعاجا لإسرائيل في موضوع الذرة الإيرانية، هي طابع النظام. لو أن سلالة فهلوي عادت إلى السلطة في إيران، وتخلت عن التأسلم وعادت مرة أخرى إلى الحضن الغربي دون معاداة لإسرائيل، كانت الحكومات الإسرائيلية ستغض النظر عن السلاح الذري الإيراني. إضافة إلى الخشية من نشوب سباق تسلح ذري، أنقرة، الرياض، القاهرة ـ ولكن الخوف الوجودي كان سيتلاشى ويتلاشى معه التهديد الإسرائيلي لمهاجمة البنية التحتية الذرية الإيرانية.

الفهلويون وأقرباؤهم في الأفكار، الأكثر ديمقراطية من طغيانية الشاه المرفوضة، لا يبدوا أنهم سوف يستعيدون السلطة في القريب، لكن اوباما يأمل ببناء جسر دائم لنظام حكم غير معادي للغرب و(لإسرائيل). يتنبأ اوباما أنه خلال 10 ـ 15 عاما، وبناء على معطيات إعلامية واتصالاته مع خامينائي والرئيس حسن روحاني ورسلهم ظريف وصالحي، بأن إيران سوف تستقر على وضع مختلف، وفي حال تذاكى النظام وسعى لحيازة سلاح ذري بما يخالف التزاماته، سيكون سهلا على الرئيس القادم تجنيد الدعم الخارجي والداخلي لعملية عسكرية ضده.

منذ أن تنازل عن الاسم نيتاي وعاد لكي يكون نتنياهو، استوعب نتنياهو موضوعين ذوي أهمية عليا ـ التفاهمات مع البيت الأبيض في الموضوع الذري منذ ريتشارد نيكسون وغولدا مئير في أيلول 1969، والاستعداد للعمل العسكري ضد إيران إذا اتخذ في الحكومة قرار كهذا.

تصرفاته الفظة ضد أوباما تعرض نسيج التفاهمات الأمريكية الإسرائيلية الحساسة للخطر، (نتنياهو ليس على استعداد للمساومة حول تنازلات إسرائيلية مقابل تنازلات إيرانية) ويتجاهل القدرة المنسوبة للاتفاقية الجديدة على التقليص الكامل لقدرة إيران على مهاجمة إسرائيل، في حال نشوب نزاع. ولكن هذه القدرة ما زالت في طور الاحتمال، ولم يجر اختبارها في ظروف واقعية، ومع السنين ربما يتغير ميزان القوى لغير صالح إسرائيل.
وعليه، لو أن مصلحة إسرائيل هي التي قادت خطى نتنياهو، وليس للبقاء في الحكم، لم يكن سيختار المواجهة مع اوباما والتحالف مع خصومه الجمهوريين.
كان سوف يسعى كي يتضمن الاتفاق اوباما ـ خامنئي تخلي تام من قبل إيران عن حلم إبادة إسرائيل، وهو الاقتراح المقبول على الكثير من رجال الأمن، كما تشمل على موافقة اوباما على عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران إذا قررت أجهزة الأمن في كلا البلدين بأن إيران اخترقت التزاماتها، وبأنهم يخدعون ويعملون على صناعة القنبلة ـ عملية إسرائيلية وليست أمريكية.
في مذكراته المضخمة، كتب نتياي / نتنياهو أنه عاد في حرب يوم الغفران من أم آي تي للاحتياط لمدة 40 يوما. (أخوه، الضابط النظامي يوني، تحفظ حينها من تسرعه بالعودة من بوسطن).
حتى دون أن ينهي مساق الدكتوراة في العلوم السياسية، كان عليه أن يدرك كم كانت إسرائيل قريبة من الهزيمة، وأنها نجت من ذلك فقط بفضل المساعدة الأمريكية ـ دون أن تطلب من الأمريكان تعريض حياة جنودهم للخطر من أجل نجاتها. نتنياهو لن ينجح في تعطيل الاتفاق بين إيران والقوى العظمى، ولكن ما سوف ينتج عن محاولاته هو أنه للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين من يساعِد ومن يُساعَد سوف يستدعى الجنود الأمريكيون للمخاطرة في خوض حرب لا يقودها رئيسهم باعتباره القائد الأعلى للجيش، بل رئيس حكومة إسرائيل. هذه المحاولات الحمقاء المهيجة سوف تستمر لتثقل على إسرائيل زمنا طويلا بعد أن يغادر نتنياهو سدة الحكم.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

يحولون الأصدقاء إلى أعداء

بقلم: درور إيدار، عن إسرائيل اليوم

المضمون: (يقول الكاتب ان المنظمات اليسارية تتلقى الكثير من الدعم المالي من أطراف خارجية، وأنها تحاول التغطية على الأهداف الحقيقية للدعم السخي الذي تتلقاه).

مع انفجار قضية v15 والتنظيمات اليسارية، قلت إن الأمر لا يتعلق بمواضيع جنائية، ولكن بإخفاء أهدافهم السياسية. النتيجة الهامة لكشفهم هي أنه أصبح الآن واضحا أن الحديث يدور عن تنظيمات سياسية لديها أجندة يسارية فاقعة. إحدى هذه التنظيمات هي «مولاد» المدعومة من قبل الصندوق الجديد لإسرائيل بملايين الشواقل، ورؤساؤها ينتمون إلى الجناح المتطرف في اليسار. في الآونة الأخيرة نشرت تحقيقا ضد محبي إسرائيل في أوساط المسيحيين التبشيريين. يبدو أن خطأهم الأكبر ليس إيمانهم واعتقادهم الديني بل دعمهم لنتنياهو والاستيطان في الضفة الغربية.

لقد عادت «مولاد» وكررت اتهاماتها الكاذبة التي حسبها جون هايغي دعم هتلر. السبب كان الافتراء على نتنياهو تحت عنوان «أفضل اصدقائنا». كم من السخافة مطلوب من أجل إلصاق هذه التهمة الفظيعة تجاه واحد من كبار محبي إسرائيل والشعب اليهودي؟ يكفي اقتباس الحاخام العجوز آريه شاينبرغ الذي قال مستغربا، لو كان هناك مسيحيون مثل هايغي في أوروبا في الثلاثينيات لكان سيتم انقاذ العديد من اليهود.

هذه التهمة نشرت أثناء صراع حركة «إذا شئتم» ضد الصندوق الجديد لإسرائيل، عندما كشف عن تبرعها السيء للمنظمات المدعومة من الصندوق في تقرير غولدستون، واتهام إسرائيل بـ «جرائم حرب». في رد على هذا الكشف اتهمت أوساط اليسار منظمة «إذا شئتم» بأنها تلقت دعما من «الكاهن اللاسامي جون هايغي» الذي قال «إن هتلر قام بتنفيذ إرادة الله». رفيف دروكر كرر هذا الكذب في برنامجه، ومؤخرا قام بذلك الداد ينيف. وقد نشرت مقالا ردا عليهم تحت عنوان «من الذي سميته لاسامي».
ب
رنامج «ستوديو الجمعة» تبنى استنتاجات «مولاد» وبث تحقيقا ضد التبشيريين من غير انتقادات مضادة. لماذا؟ لقد كان يمكنه ببساطة أن يجد في «إسرائيل اليوم» ما يناقض «الاستنتاجات» الغبية لـ «مولاد». أيضا الخبراء في ذلك التقرير قاموا بالدور المطلوب بشأن ما تريد «مولاد» نقله حول الأهداف «سيئة النية» للمنظمات المسيحية. لم يفرقوا بين المنظمات، ولم يفرقوا بين التوجهات الدينية المختلفة (والمتناقضة)، وفي الأساس لم يذكروا كلمة واحدة عن الهزة الأرضية الدينية التي تسري في المسيحية التبشيرية. المبدأ المسيحي الأسمى الذي عمره نحو 2000 عام يقوم على عقيدة الإحلال، التي على ضوئها عندما رفض اليهود مسيحية (وإلهية) يسوع، فقد نقض الله عهده معهم واختار النصارى. منذ ذلك الحين أصبح المسيحيون هم شعب الله المختار، أما اليهود فقد بقوا مجرد الأحفاد البيولوجيين لإسرائيل. هكذا قرأوا التناخ بصورته البلاغية: في كل مكان ذُكر فيه «إسرائيل» كان القصد هو الكنيسة. وعلى قاعدة هذا المبدأ الديني تعاظمت اللاسامية.

وهنا، فإن التيار التبشيري، الذي كان هايغي واحد من زعمائه المركزيين رفض منذ زمن عقيدة الإحلال. قال هايغي بصورة واضحة مرات عديدة، ومؤخرا في مقال قمت بنشره، قال إن الحديث يدور عن «عقيدة كذب». هذا ليس مجرد قول، بل هو إنكار للمبدأ، فهو يغير من الأساس العلاقة الدينية للمسيحي تجاه الشعب اليهودي. من هنا ينبع الدافع العميق لدعم الشعب اليهودي ولمساعدة دولة إسرائيل. ليس برغبة تحقيق رؤيا يوم القيامة المتخيل، ولكن بإيمان وعقيدة بشأن الله تجاه الرجل العبري الأول ابراهام، «أبارك من يباركك وألعن من يلعنك». من ناحيتهم الحديث عن أمر: من يبارك اليهود ويساعدهم سيكون مباركا والعكس بالعكس.

صحيح أن هناك مسيحيين تبشيريين وهناك من يتمنون حدوث حرب عالمية، ولكن هذا هو بالضبط الفرق بين التيارات. وأكثر من ذلك، هناك يهود متدينين يعتقدون بمجيء المسيح وبحرب يأجوج ومأجوج. تتم قراءة هذا الفصل في سفر يحزقيل في عيد العرش. ما هي علاقة هذا الاعتقاد بالرغبة الحقيقية والصادقة لمساعدة شعب إسرائيل؟ من جهة المنظمات اليسارية فإن من يعتقد أن أرض إسرائيل تعود فقط لشعب إسرائيل، هو متطرف ذو نوايا لاسامية. أمر لا يصدق.

حسب هذا المنطق فإن التمويل السخي الذي تتلقاه المنظمات اليسارية من جهات أوروبية، لا ينبع من الرغبة في دفع السلام ومساعدة اليهود للعيش في أرضهم، لكنه برغبة مساعدة الفلسطينيين للمس بصدق إدعاءاتنا على هذه الأرض، وبالتحديد للتكفير عن الكارثة عن طريق عرض اليهود كمن يتصرفون مع الفلسطينيين بنفس الطريقة التي تصرف فيها الأوروبيون تجاههم. هذا الكذب معروف وقد أحسن في وصفه طوفيا تننباوم في كتابه «إمسك اليهودي». إذا كان هذا لاسامية، فيجب أن يشير إلى حاملي رايتها الحقيقيين.



ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

التنكيل بالجثة الفلسطينية

بقلم: تسفي بارئيل، عن هآرتس.

المضمون: ( يقول الكاتب إن إسرائيل تمارس غطرستها تجاه الفلسطينيين من خلال مصادرة أموال الضرائب وقطع التيار الكهربائي وعدم توصيل المياه إلى بعض المدن كـ روابي ).

لا يفرض إغلاق على الضفة الغربية. ومواطنوها يمكنهم أن يخرجوا إلى الشوارع، وأن يسافروا على الطرقات، وأن يقضوا أوقات فراغهم في النوادي في رام الله ،ولكن كي لا ينسوا من أين جاءوا، وبالأساس إلى أين يذهبون، تذكرهم إسرائيل بأن سفينة إبحارهم ليست أكثر من جثة ملقاة على قارعة الطريق، حيث أن كل من يمر يمكنه أن يركلها أو أن يبصق عليها.

أول أمس مثلا، قطعت شركة الكهرباء الإسرائيلية التيار الكهربائي عن جنين ونابلس. بالإجمال 45 دقيقة من قطاع التيار. خطوة إنسانية من جابي الديون، الذي سعى فقط إلى التلميح إلى السلطة الفلسطينية ماذا سيحصل إذا لم تدفع 49 مليون شيكل، مبلغ الفاتورة الأخيرة، ولا تعالج وضع الديون، التي بلغت قرابة 2 مليار شيكل. لا بد للمتشددين أن يسخروا من هذه الرقة التي تستخدم قفازات الحرير ضد المدينين. فإذا كنت تريد أن تقطع، فاقطع ـ ولا تتكلم، كان سيقترح البشع على شركة الكهرباء. ينبغي حقا الشكر لهذه الشركة، التي تعرف جيدا كيف تلف على رقبة الاقتصاد الإسرائيلي، في أنها اكتفت بثلاثة أرباع الساعة، فجعلت سكان نابلس وجنين يفقدون أمانهم الكهربائي.

أما لسكان رام الله فمنحت إسرائيل هدية اخرى، سبق أن كتب عنها هنا. فمدينة روابي بنيت على أفخم ما يكون، وشيء واحد فقط ينقصها ـ الماء. فأزعر الحي يطلب فجأة من لجنة المياه المشتركة، الإسرائيلية ـ الفلسطينية، أن تنعقد وتقر المشروع وإلا فإنه لن يفتح الصنبور. واللجنة لا تنعقد منذ سنين، لأن الفلسطينيين لا يريدون أن يقروا المشاريع الاستيطانية. ولكن هل سمع أحد ما عن النقص في المياه للمستوطنات لأن اللجنة لا تنعقد؟

لقد تحولت إسرائيل فجأة لتكون محافظة على القانون، تتمسك بتزمت بالاتفاقات التي ساهمت هي نفسها في تحطيمها. واذهب لتخمن متى ستقرر الالتزام بالاتفاقات، ومتى ستخرقها. ففي كانون الثاني خرقت مرة أخرى الاتفاقات التي وقعت عليها، حين قررت تجميد تحويل أموال الضرائب التي تجبيها عن الفلسطينيين. نصف مليار شيكل فلسطيني موضوع في الخزينة الإسرائيلية وينتظر اللحظة التي يزرق فيها لسان السلطة من الاختناق. ومنذ نحو شهرين يتلقى نحو 180 ألف موظف ورجل أمن يفترض أن يطبقوا التنسيق الأمني مع اسرائيل، رواتب جزئية.

وهذا سيكون من نصيبهم أيضا في شهر آذار، ففي موسم الانتخابات لا تدفع الديون ولا يقدم المعروف للفلسطينيين. ونذكر فقط بأن القرار غير القانوني هذا هو بالإجمال انتقام على أن السلطة قررت الانضمام إلى دستور روما ومن هناك إلى محكمة الجنايات الدولية. يا له من خطأ. فقد نسيت السلطة مرة أخرى من هي الجماعة التي تدير الحي، ولهذا فإن عليها أن تدفع ثمنا باهظا. خسارة أنها لا تكرس زمنا أكبر لمشاهدة مسلسلات الجريمة الشعبية.

تفهم السلطة المرضوضة أخيرا بأن من اعتبرتهم أصدقاءها الطيبين هم أيضا يخافون التورط مع العصابة. وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تلفظ بتحذيره الدائم من أن السلطة الفلسطينية ستنهار إذا لم تحول إسرائيل أموال الضرائب. الاتحاد الأوروبي، من أعضاء الرباعية، التي من مهمتها رعاية تنفيذ الاتفاقات، حرك رأسه بأسف، وصوت «المعسكر الصهيوني»، أمل شعلة الغباء السياسي، تجمد من البرد.

فما الذي يمكن عمله حقا عندما تصبح شركة الكهرباء، سلطات الجمارك ووزير البنى التحتية الوطنية بديلا عن الحكومة؟ فهم الذين يقررون السياسة، هم الذين ينفذونها وهم الذين لا يدفعون ثمنها. وهكذا ينشأ مدماك آخر من منظومة الاحتلال: احتلال من بعيد. يغلقون على أموال الضرائب، ينزلون كابس الكهرباء، لا يفتحون صنبور المياه، الأيادي لا تتسخ، ولا ضحايا في الأرواح، والخوف من الاحتلال يبقى، والحبل على الجرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

أوباما ليس ترومان ونتنياهو ليس بن غوريون

المصدر: تال شاليف، عن إسرائيل24
المضمون: (يتحدث الكاتب عن نتنياهو ويقارنه بزعماء إسرائيل السابقين، ويستبعد الكاتب أن يكون نتنياهو كـ بن غوريون أو مناحيم بيغين في إدارته للدولة واتخاذه للقرارات).

أولا: إضافة إلى حبه لبلده ولوالده المؤرخ المثير للإعجاب، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو معجب بإثنين من الشخصيات وهما رئيسين سابقين للوزراء في إسرائيل: ديفيد بن غوريون ومناحيم بيغن. إنهما اثنان من كبار القادة الإسرائيليين ويعتبران أبوي النظام السياسي من اليسار واليمين والمؤسسين لكليهما، وهما يعتبران بوضوح مصدر إلهام لنتنياهو. وهو كثيرا ما يستشهد بقراراتهما الشجاعة ويستشهد بكلماتهما، مشيدا بمساهمتهما الحاسمة لإقامة الدولة اليهودية. وسعى نتنياهو طوال الوقت إلى تقليد هذين القائدين من حيث الممارسة – حتى أنه استضاف مجموعة لدراسة الكتاب المقدس العادية في مقر إقامة رئيس الحكومة الرسمي. نتنياهو مغرم بعدسات كاميرات التصوير التي تقدمه على أنه حامل للشعلة في العصر الحديث ووصيا على تراثها، وتأمين وحماية وجود إسرائيل.
"هل نكون هنا اليوم لو أن بن غوريون لم يفعل الأمر الصواب؟" تساؤل تطرحه حملته الانتخابية للمقارنة بين الإصرار والتحدي لدى نتنياهو على التعامل مع الكونغرس الأمريكي وقرار بن غوريون الشهير بإعلان استقلال إسرائيل، على عكس موقف وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت وذلك في محاولة للتخفيف من الانتقادات التي يتعرض لها بسبب خطابه الوشيك أمام الكونغرس يوم 3 مارس/أذار والتقليل من تصاعد الخلاف مع البيت الأبيض. ويحاول نتنياهو إقناع الناس بأن هذا ليس سوى مجرد خلاف آخر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي. وكما بن غوريون حين أعلن قيام دولة إسرائيل في عام 1948 رغم معارضة وزارة الخارجية الأمريكية، وبيغن قرر قصف المفاعل النووي العراقي في عام 1981 على الرغم من معارضة رونالد ريغان، وها هو نتنياهو يرى نفسه يتخذ خطوات بطولية - لمنع توقيع صفقة استسلام كارثية من شأنها أن تمكن إيران أن تصبح دولة على أعتاب النووية. الشعب اليهودي وبقاء إسرائيل في خطر، كما يقول نتنياهو، والأميركيون لا يدركون تماما الوضع في إسرائيل. والكونغرس هو المكان الذي يمكن وقف صفقة سيئة مع إيران، ولهذا فهو يصر على إلقاء الخطاب.
أصبح ينظر إلى فيديو بن غوريون على أنه فيروس ناقل للعدوى، كما أن مخاوف نتنياهو إزاء إمكانية عقد صفقة سيئة آخذة في الظهور كأنها حقيقة - على الأقل وفقا لتسريبات من آخر جولة من المفاوضات مع إيران.
لكن المقارنة التاريخية بين بن غوريون والقاطن الحالي لمقر رئيس الوزراء فشلت أمام الاختبار منذ البداية. عارضت وزارة الخارجية الامريكية إقامة الدولة اليهودية لأسباب تكتيكية، ولكن الرئيس هاري ترومان يدعم القرار بكل ثبات متجاهلا نصائح مستشاريه، وهو ما انتهى الى اعتراف الولايات المتحدة السريع بالدولة الجديدة التي ظهرت بقرار من قبل الأمم المتحدة. عندما أقام بن غوريون دولة إسرائيل، كان ترومان هناك، ووضع حجر الأساس الأول للتحالف الوثيق بين القدس وواشنطن. في عام 2015، فإن أوباما يقف في الأفق البعيد. أما بالنسبة للتحالف - فدعونا نأمل أن نرى أياما أفضل.
ثانيا: "لم تبلغ حتى بيغن"
مقارنة نتنياهو مع مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الاسرائيلي السادس ومؤسس حزب الليكود، فيما يتعلق بمسألة شخصية كما وصفها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. فقد قال ليبرمان منذ أيام معدودة: عندما قرر بيغن قصف المفاعل النووي العراقي، "لم يسبق ذلك خطب أو مناقشة عامة. لقد استيقظنا ذات صباح – ولم يكن هناك مفاعل نووي عراقي".
في محاولة للاستفادة من قاعدته اليمينية الانتخابية، صعد رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" من لهجته ضد رفيقه السابق نتنياهو. وراح ينتقد "التذمر والتباكي" المتواصل بشأن البرنامج النووي الإيراني، وينتقد طريقة تعامل رئيس الوزراء نتنياهو مع عملية الجرف الصامد في غزة الصيف الماضي، ويحذر من الضرر على قوة الردع الإسرائيلية. يبدو أن ليبرمان عاقد العزم على خطف الأضواء من نتنياهو، مشيرا إلى طريقة تعامل مناحيم بيغن مستخدما عبارة كلينت ايستوود الساخرة الشهير "عندما يكون عليك إطلاق النار، أطلق النار، ولا تتحدث".
ثالثا: صداع آخر لنتنياهو
إن الفضائح المتواصلة المتعلقة بحياة البذخ التي ينتهجها نتنياهو تبدو مغايرة بصورة حادة لحياة سلفه من رؤساء الوزراء الأبرز للبلاد، ممن اتسمت حياتهم بالتواضع لدرجة التقشف. في عام 2012، تم تثبيت سرير على متن الطائرة الخاصة برئيس الحكومة بتكلفة 130،000 دولار لتأخذ نتنياهو في رحلة جوية استغرقت خمس ساعات إلى لندن، بينما حفرت في ذهن الجميع صورة من الأرشيف يظهر فيها مناحيم بيغن في رحلة تستغرق 12 ساعة إلى الولايات المتحدة، وهو نائم بصورة غير مريحة، نصف جالس في مقعد عادي في الطائرة.
لو لم يكن قد تسبب نتنياهو بما يكفي من ضرر وفق التقارير الإخبارية من الأسبوع الماضي فيما يتعلق بالنفقات المنزلية غير اللائقة، فإن مراقب الدولة يوسف شابيرا سينشر الأربعاء تقريره رافضا الضغوط من جانب أنصار نتنياهو لتأجيل نشر التقرير إلى ما بعد الانتخابات. هذه المرة، يتمحور الموضوع حول أزمة السكن وارتفاع تكاليف السكن في السنوات الأخيرة بنسبة 55%. ومن المتوقع أن تتوجه أصابع الاتهام مباشرة نحو نتنياهو ووزير ماليته الأخير، يائير لبيد. منافسو نتنياهو يفركون أياديهم وهم في قمة السعادة، وهم يستعدون لعقد المؤتمرات الصحفية من أجل أن يكونوا أول من يعقب على التقرير: الجميع يتحين الفرص لفضح الفشل، وإلقاء اللوم على نتنياهو وتذكير الإسرائيليين أن نتنياهو - لم يبلغ مكانة بن غوريون.