Haneen
2015-03-14, 10:47 AM
ما هو التصعيد؟
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
المضمون:( وصفت الكاتبة قوات الجيش الإسرائيلي بأنها معتدية على الفلسطينيين، وأن الجيش يتهم الفلسطينيين بالعنف لكي يبرر أفعاله في الأراضي الفلسطينية)
قيادة المنطقة الوسطى استكملت خطتها لامكانية المواجهة في الضفة الغربية اعتبارا من نهاية شهر آذار وصاعدا… فقد تم استدعاء كتائب الاحتياط من لواء (يهودا والسامرة) لسلسة تدريبات مكثفة، استعدادا لامكانية التصعيد» (عاموس هارئيل، «هآرتس» 27.2).
عدة ملاحظات :
1 ـ ما يتضح من التقارير حول «استعدادات للتصعيد» هو أن الجيش الاحتلال يجد نفسه عنصرا يرد فقط. وليس مسؤولا عن التصعيد وبالتـأكيد لا يبادر بها.
2 ـ لولا هؤلاء الفلسطينيين، المحشورون بين معسكرات الجيش، والحواجز وناقلات الجنود والمدرعات، لكان بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحقق هدفه الحقيقي: مجموعة للدفاع عن الحياة والنمو.
3 ـ لولا تراكض الفلسطينيين بين مستوطناتنا المحببة من بؤرة لوتسفير في جنوب الضفة إلى مستوطنة ريحان في الشمال، لكان جنودنا قد ركزوا جهودهم في مساعدة كبار السن في أن يقطعوا الشارع.
4 ـ هنا لا يوجد تصعيد: مسلحون إسرائيليون اقتحموا مخيم الدهيشه في ليل الثلاثاء الماضي، وقتلوا شابا (لأن الفلسطينيين قليلو الأدب عارضوا اقتحام بيوتهم). الاقتحام في الليلة السابقة لمخيم عايدة، قوة إسرائيلية مسلحة أصابت بالرصاص الحي خمسة شبان. وهم أيضا قليلو الأدب لأنهم عارضوا الاقتحام ومحاولة الاختطاف. في يوم الجمعة، قوة اخرى من المسلحين الاسرائيليين من جيش الدفاع عن المستوطنات فرقت مظاهرة في الخليل بالرصاص الحي لطلقات معدنية ملفوفة بالمطاط، والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع. المسلحين الاسرائيليين اصابوا 20 متظاهرا من بينهم ـ وفقا للتقارير الفلسطينية ـ خمسة بالرصاص الحي. قليلو الأدب مثلهم، يتظاهرون ضد طرد الفلسطينيين من وسط الخليل واخلائها من سكانها؟
5 ـ ما هو اللا تصعيد؟ في 2014 اصاب جنود وافراد شرطة من جيش الدفاع عن المستوطنين 5868 فلسطينيا في الضفة الغربية (بما في ذلك القدس). وايضا في كل اسبوع تقوم قوات الجيش بما معدله 75 عملية اقتحام على الاحياء والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية.في الليلة ما بين الثلاثاء – الاربعاء من الاسبوع الماضي، قامت قوات الجيش بـ 29 عملية اقتحام في انحاء الضفة الغربية وخطفوا حوالي 20 فلسطينيا من بيوتهم. وفي نفس اليوم احصى الفلسطينيون 192 حالة اعتداء احتلالي : جنود اصابوا فلسطينيين، جنود اغلقوا شوارع، اعتقلوا. هجمات للمستوطنين. لقد كان يوما جيدا، بدون قتلى.
6 ـ ما هو غير تصعيد ايضا: بالامس، يوم السبت، اعتقل جنود اثنين من سكان قرية جبعة جنوب غرب بيت لحم، الذين ذهبوا لفلاحة ارضهم. وفي الامس ايضا: مسلحين في سفينة حربية اسرائيلية اطلقوا النار على صيادين شمال مدينة غزة. ومسلحون آخرون اطلقوا النار على مزارعين وسط غزة.
7 ـ ما هو اللا تصعيد الاسرائيلي؟ توسيع البناء في معاليه ادوميم، مصادرة اراضي الفلسطينيين بغرض إقامة مكب للنفايات جديد للقدس، منع البناء والرعي في المنطقة c، السيطرة على مصادر المياه، حيث لا يوجد في غزة مياه صالحة للشرب، الطلب من الاشخاص التعاون مع الشاباك مقابل إعادة تصاريح العمل لهم. القاء الشتائم، البذيئة ايضا، لمقاولي وسائقي الادارة المدنية الاسرائيلية على المتظاهرين والصحافيين في خيمة الاحتجاج «باب القدس» في ابو ديس.
8 ـ وما هو غير تصعيد ايضا: في الاسبوع الماضي قام الجنود على حاجز الحمراء شمال منطقة الاغوار بتعطيل حركة المرور بناء على اوامر قادتهم (من نابلس إلى الاغوار وبالعكس). وقاموا بفحص المركبات من جانب واحد للحاجز، وتركوا السائقين على الجانب الثاني ينتظرون وقتا طويلا. وبعد ذلك ذهبوا لتفتيشهم وتمريرهم، وتركوا الطابور الطويل من المركبات يمتد امامهم. وردا على هذا التعذيب الذي لا يتم الافادة عنه رد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي: بعد محاولات لاقتحام متكررة لحاجز الحمراء في الفترة الاخيرة، طرأت تغييرات على الترتيبات الامنية فيه. والحديث يدور عن خطوة امنية من اجل تعميق المراقبة على الحاجز»، عقاب جماعي عبر سلب الوقت؟ ما الضرر؟؟
9 ـ «التصعيد» هو دائما بمبادرة من الفلسطينيين وبمسؤوليتهم. التصعيد هو توقف الفلسطينيين عن القيام بمهمة ضبط النفس.
10 ـ ومع كل ذلك، فإن التصعيد جيد للجيش: تدريبات اضافية، ميزانيات اضافية، تدريبات مشتركة بالرصاص الحي، بدلا من الذخيرة الفالصو. استخدام سلاح مطور جديد، طلبيات جديدة للسلاح من الولايات المتحدة والهند. اسماء جديدة من الضباط تتصدر الاعلانات. وهو جيد للسيرة الذاتية عند تقديمها لخدمة انظمة عسكرية او قادة ديكتاتوريات في أمريكا الجنوبية.
11 ـ التصعيد جيد للقيادة: الشعب يتوحد خلفها وخلف الشعور الضحية الملاحقة.
12 ـ التصعيد جيد لليهود: غلاء المعيشة والتمييز في الضواحي في مؤشراتها الحالية يتم ركنه جانبا: حيث تبين اننا شعب واحد، وراء جيش واحد وقائد واحد.
13 ـ وايضا عدم التصعيد جيد لليهود: مستمرون في البناء في معاليه ادوميم واريئيل، من اجل حل ازمة الاسكان، ولطرد البدو (للاهداف المذكورة)، للتوقيع على صفقات سلاح مع العالم، لكي نكون حراسا على السجن الاكبر في العالم (غزة)، ولانتخاب اليمين لانه دائما صادق: سواء ضبط الفلسطينيون انفسهم ام لا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من هو الصهيوني؟
بقلم: زيفا اوفيك،عن معاريف
المضمون:( تشكك الكاتبة في صهيونية الدولة العبرية ، ومدى تطبيقها لقواعد ومباديء الصهيونية الحقيقية. )
أحزاب اليسار (المعتدل) التي سمت نفسها «المعسكر الصهيوني» أشعلت نقاشا حاسما في موضوع من هو اليهودي. يبدو لي أنه قبل محاولة بلورة موقف في هذا النقاش يجدر التمييز بين القيم وبين الاتفاقات السياسية التي تهدف إلى تحقيق تلك القيم.
لنعود إلى دروس المواطنة في الثانوية: أغلبية الحركات الصهيونية لم تر في الصهيونية رؤيا بحد ذاتها، بل كأداة سياسية تنظيمية لتحقيق قيم يهودية وعالمية. الصهيونية السياسية ناضلت من أجل وطن لليهود لكي يحققوا قيمة الحق الأساسي في حياة كل يهودي. وفي هذه المناسبة ايضا قيمة المساواة السياسية (مع فشل التحرر الذاتي).
الصهيونية الروحانية أرادت تجسيد قيمة المحافظة واحياء الثقافة اليهودية التي بدت كأنها تتعفن في الشتات السقيم والمنصهر. الصهيونية العملية والاشتراكية سعتا، بواسطة الصهيونية، إلى تجسيد قيم الانتاج والابداع الجماعي والمساواة (بمعناها الاشتراكي) في الطريق إلى الاصلاح العالمي للانسان وللعالم.
في الحركة التنقيحية، التي انفصلت عن المؤسسات الصهيونية، كان هناك بُعد لتقديس الحلم الصهيوني كقيمة عليا، وقد حلمت ايضا بصهيونية تحقق دولة ليبرالية. التبديل بين النظام السياسي وبين القيم التي يهدف هذا النظام إلى تحقيقها يجري ليس فقط في الصهيونية. أيضا موقف الديمقراطية كقيمة بدلا من البحث في القيم التي تهدف الديمقراطية إلى تحقيقها (بدءً من الليبرالية الكلاسيكية وحتى الفكرة التي ترى في التعدد السياسي وتقليص فجوات القوة قيمة بحد ذاتها) يؤدي إلى اضعاف الخطاب الديمقراطي. لكن الخطر في هذا مغطى نسبيا، وفي المقابل عندما يتحول قيام دولة (للشعب اليهودي أو أي شعب آخر) إلى قيمة عليا بدلا من أداة لتجسيد القيم، تبقى لدينا فاشية جوفاء وخطيرة.
إذا عدنا إلى أساس الصهيونية فإن: من يؤيد الصهيونية السياسية الجديدة عليه أن يسأل نفسه هل نجحت دولة اسرائيل في اعطاء الشعب اليهودي الأمن الشخصي والمادي، وهل نجحت في خلق المساواة السياسية الحقيقية. اذا فشلت الدولة في هذا كثيرا أو قليلا، فعليه انتقاد الدولة والعودة إلى الطعن في صهيونيتها. من يؤيد الصهيونية الجديدة الاشتراكية أو الاشتراكية الديمقراطية عليه أن يسأل نفسه هل الدولة تحقق القيم الاشتراكية التي يؤمن بها، وإلا عليه أن يناضل من اجل تحقيقها.
وهذا هو الأمر ذاته، بالنسبة ايضا للصهيوني الجديد الثقافي، الذي يريد الحفاظ و/أو تجديد الثقافة اليهودية، وبالنسبة للتنقيحي الذي يريد الليبرالية.
مفهوم أن القيم التي تقول إن على الصهيونية تحقيقها يمكن أن تكون مختلفة جدا عن تلك القيم التي كانت موجودة في بداية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. الامثلة التي أعطيتها هي فقط من اجل التمثيل، لكن مهما كان الامر فان الصهيونية التي ليست فاشية جوفاء عليها التعبير بصورة واضحة عن القيم التي تهدف إلى تحقيقها، وتمتحن الدولة بمقياس تحقيق تلك القيم.
يجدر ذكر اقوال الحاخام كوك، الحاخام الاشكنازي الأعلى الأول في البلاد، الذي باسمه يتم احيانا الحديث عن الصهيونية كقيمة بحد ذاتها: «لا يجدر بيعقوب العمل في مهنة، في الوقت الذي تكون فيه ملوثة بالدم، وفي الوقت الذي تتطلب فيه القدرة على الظلم والاثم. نحن تلقينا فقط الأساس الضروري لانشاء أمة…».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوباما يرفع مستوى الرهان
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
المضمون:( يشكك الكاتب في مقاله في قدرة اللوبي والكونغرس من إحباط أي اتفاق قد يتم عقده بين الدول العظمى وإيران).
في لعبة البوكر هناك وضعية معروفة كـ «اثر الساندويش»: عندما يريد لاعب ان يرد على رهان سابقه في الدور، الذي بات معروفا له ولكن يتعين عليه أن يأخذ بالحسبان بان اللاعب التالي له سيرفع هو مستوى الرهان. يوصي المهنيون اللاعبين الذين يعلقون بهذه الوضعية أن يراهنوا على أموالهم فقط اذا كانت لديهم اوراق اقوى من المعتاد. وعليه ما ينبغي أن يقلق بنيامين نتنياهو الان ويقلق مستشاريه هو ان باراك اوباما يعتبر نفسه لاعب بوكر غير سيء على الاطلاق.
فهذه هي الوضعية التي ستنشأ في واشنطن اليوم: باراك اوباما يعتزم منح مقابلة لشبكة «رويترز» فيما يعرف ما قاله نتنياهو في الصباح في مؤتمر اللوبي الاسرائيلي ايباك ـ ولكنه لا يعرف مضمون خطاب رئيس الوزراء في الغداة امام الكونغرس. وحسب قواعد اثر الساندويس التي لا بد يعرفها، فعلى اوباما أن ياتي إلى المقابلة مع رسالة قاطعة وناجعة على نحو خاص، قد لا تعطل تماما خطاب رئيس الوزراء، ولكنها ستضعف تأثيره على الاقل ـ وفي كل الاحوال ستدخل نتنياهو في حالة ضغط.
جاء البيان عن المقابلة كجزء من لعبة الاعصاب المركبة التي بدأت امس في العاصمة الامريكية مع وصول 16 الف مندوب ايباك إلى مركز المؤتمرات في واشنطن، قبل بضع ساعات من هبوط طائرة رئيس الوزراء.
ويأتي اجتماع اللوبي المؤيد لاسرائيل ليكون استعراض قوة التأييد لمواقف رئيس الوزراء، ان لم يكن لخطواته. فقادة المنظمة حاولوا عرض صورة تأييد من الحزبين واعمال كالمعتاد ـ هناك «ضغوط» على العلاقات، ولكن لا توجد أزمة، قال رئيس ايباك، هاورد كور، ولكن خلف الكواليس وتحت البساط واضح للجميع ان الامور ليست كما كانت امس وأول أمس، وربما لن تكون بعد الان ابدا.
السناتور الديمقراطي بن كاردين، الذي علق تأييده لمشروع تشريع عقوبات جديدة كنتيجة للخلاف الذي نشب في اعقاب دعوة نتنياهو، قال لـ «هآرتس» امس انه صحيح انه «كان خلل» في تنظيم الدعوة ـ من جانب رئيس مجلس النواب باينر بالطبع ـ ولكنه لا يشعر بضرر حقيقي للدعم من الحزبين لاسرائيل. وقال كاردين لمندوبي ايباك انه «محظور النسيان من هو الرجل الشرير في هذه القصة ـ إيران»، و إلى جانبه السناتور الجمهوري لندسي غرايهم الذي بشكل عام يطلق النار والبارود على الادارة، حتى في احداث حيادية ظاهرا مثل مؤتمر ايباك. وأمس تعاون مع ارادة قادة اللوبي بعدم اشعال الميدان المتوتر اكثر من ذلك ووجه سهامه إلى الاعداء من الخارج مثل روسيا، إيران وبالطبع طهران.
اما من افسدت اجواء «جلوس الاخوة معا»، فهي السناتورة ديان فاينستاين من كاليفورنيا التي كشفت النقاب في مقابلة تلفزيونية عن عمق الضغينة التي نشأت تجاه نتنياهو في الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي، حتى في الاجزاء التي لا تزال تعتبر نفسها مؤيدة لاسرائيل. وحتى قبل اسبوعين ـ ثلاثة اسابيع، لم تتصور فاينستاين ان تقول علنا بان التصريح الذي اطلقه نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة، في أنه يسافر لالقاء الخطاب باسم الشعب اليهودي كله، هو «وقاحة» وان نتنياهو لا يتحدث على الاطلاق باسمها.
حتى قبل اسبوعين ـ ثلاثة اسابيع، لعل الحاخام شمولي بوتيح هو الاخر ما كان يتصور ان ينشر بيانا كالذي نشره في «نيويورك تايمز» يوم السبت ويعرض فيه سوزان رايس كمن هي غير مكترثة لامكانية قتل شعب مجددا بحق اليهود.
وهو يعتقد الان على ما يبدو بان اليمين متحامل على الادارة بما يكفي كي يحتمل ذلك، رغم التنديدات العامة في المحيط. ولكن فضلا عن شؤون الاجواء، التحريض وانزال الايدي، فان المدير العام كور أوضح امس هو الاخر لمن كانت لا تزال لديه شكوك، بان الاتفاق مع إيران سيرفع اللوبي واسرائيل إلى مسار الصدام الحاد مع الادارة.
صحيح أن كور اعترف بان دعوة نتنياهو «اغضبت» اناسا مختلفين في الادارة، في الكونغرس «وحتى هنا في القاعة»، ولكن الجهود لاحباط الصفقة النووية المتبلورة مستمرة بكامل شدتها.
ورفض كور ادعاء الادارة بان العقوبات الجديدة ستفكك الائتلاف الدولي أو تبعد طهران عن المفاوضات ووقف خلف الجهود لتشريع عقوبات جديدة وزيادة رقابة مجلس الشيوخ على الادارة. وكعقبى أعرب حتى عن تأييد لا لبس فيه لوقف المساعدة الامريكية للفلسطينيين، الخطوة التي تعارضها الادارة ايضا.
ورغم كل شيء، فان محافل يهودية رفيعة المستوى، في ايباك وخارجها، قدرت أمس بانه اذا تحقق اتفاق في الفترة القريبة القادمة بين واشنطن وطهران، فان اللوبي، الكونغرس ونتنياهو لن يتمكنوا حتى معا من احباطه. «في شؤون الامن القومي، في مواجهة الرئيس المصمم، فان حكم اللوبي ان يفشل مثلما فشل في الماضي»، قال لي امس احدهم، فضل عدم ذكر اسمه، واضاف: «وهذا اقوله ايضا في حالة أن القى نتنياهو غدا في الكونغرس خطاب حياته. الرئيس يمكنه ان يخطب عشرات المرات، وهو يتحدث على نحو لا يقل جمالا عن نتنياهو».
إذن من أجل ماذا يجري اوباما مقابلة تلفزيونية، سألته. فأجاب: «لا يريد أن يترك الساحة لنتنياهو». هل سيتدخل في الانتخابات؟ «سأفاجأ جدا، ولكن يحتمل أن يكون هذا ما يريد لنتنياهو أن يعتقده. فهو سيسره ان ينكل به قليلا. إذ في وضع العلاقات بينهما، هذه هي الاخرى مواساة».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ريح جديدة من الرياض
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن هناك سياسة شعودية جديدة صاغها الملك الجديد سليمان، وأشار الكاتب أن السعودية قد يكون لها تأثير على قرار مصر وخصوصا تجاه الاخوان المسلمين وحماس )
بعد يوم من قرار المحكمة المصرية بأن حماس كلها ـ وليس فقط ذراعها العسكري ـ هي منظمة إرهابية، توجهت حماس إلى السعودية كي تضغط على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإلغاء قرار الحكم. ويثير هذا التوجه الاهتمام أساسا لأن حماس تقدر بأن الملك السعودي الجديد سلمان سيصغي للمنظمة المتفرعة من الاخوان المسلمين، الذين وصفتهم السعودية نفسها بأنها حركة إرهابية.
يبدو أن لهذا التقدير ما يستند إليه. فالزيارة الخاطفة التي قام بها السيسي إلى السعودية لم تستهدف تهنئة سليمان، بل السماع منه اذا كانت السعودية تعتزم تغيير سياستها: اعادة روابطها مع الاخوان المسلمين، ترميم العلاقة مع تركيا، خصم مصر- وبالاساس اذا كان بوسع السيسي مواصلة الاستناد إلى المساعدة المالية الحيوية التي تمنحها له المملكة.
ولمخاوف السيسي هي الأخرى أساس على ما يبدو. فأحد كتاب الرأي السعوديين الهامين، خالد ادحيل، كتب أمس في صحيفة «الحياة» السعودية انه «يبدو انه ثمة في مصر من يعتقد بان على السعودية أن تقدم شيكا مفتوحا للقاهرة، والا تتقرب من تركيا او تستأنف علاقاتها مع الاخوان المسلمين. هذا نهج عاطفي وليس سياسيا. فعلى موقف السعودية أن يقرر بان الاخوان المسلمين هم مشكلة مصرية داخلية… وبالنسبة لتركيا من المهم أن نتذكر بانها تعارض سياسة الاستيطان الاسرائيلية وهي ضد التوسع الإيراني في المنطقة. ان المثلث المصري ـ التركي ـ السعودي هو حاجة استراتيجية».
تعكس هذه الاقوال المزاج الجديد في البلاط الملكي في الرياض. وحسب المحللين السعوديين، فان هذه نتيجة الفهم القاضي بان السياسة الخارجية للملك عبدالله الراحل فشلت. فهي لم تنجح في حل الازمة في سوريا أو سيطرة الحوثيين في اليمن، وبالاساس لم توقف النفوذ الإيراني في ارجاء الشرق الاوسط. محلل سعودي آخر هو جمال الخاشقجي، كتب قبل بضعة ايام يقول ان «حزب الاصلاح في اليمن، والذي يعتمد على الاخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة التي يمكنها ان تقف ضد سيطرة الحوثيين في اليمن». هذا جديد وذلك لان الملك عبدالله قطع علاقاته مع حزب الاصلاح.
ولم تكن صدفة ان تصادفت زيارة السيسي إلى السعودية مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والتقدير هوأن الزيارة الأولى التي سيقوم بها إلى خارج المملكة الملك سلمان ستكون إلى تركيا ـ تلك الدولة التي تستضيف مسؤولين كبار من حماس بمن فيهم صلاح العاروري. وصرح المسؤول الكبير من حماس عاطف عدوان في مقابلة صحافية يقول إنه «توجد مؤشرات مشجعة على تغيير في الموقف السعودي من حماس»، وحسب تقرير آخر فقد التقى مسؤولون سعوديون كبار بمندوبين مصريين مقربين من الاخوان المسلمين. كما ان الملك السعودي سارع إلى اقالة رئيس مكتب البلاط الملكي، خالد التويجري، الذي ساهم في السياسة السعودية المتصلبة ضد الاخوان المسلمين. وحسب كل هؤلاء، فانه يمكن بالتأكيد توقع انعطافة في سياسة سلمان.
السؤال هو اذا كانت حماس تعتزم اتخاذ قرار استراتيجي ينبع من الضغط الهائل الذي تعيشه ـ بسبب الاغلاق المصري والاسرائيلي على غزة، وكذا بسبب تعريفها كحركة إرهابية ـ ووداع إيران من أجل العودة إلى الحضن العربي. وحسب عدوان «فمن السابق لاوانه بعد الحديث عن قطع العلاقات مع إيران». وفي نفس الوقت، تعرض إيران شروطا متصلبة على حماس كي تتمكن من نيل دعمها. وضمن امور اخرى تطلب من خالد مشعل أن يتراجع عن انتقاده ضد الرئيس السوري، الخطوة التي تسببت في القطيعة التامة بين المنظمة وبين نظام الاسد وعلى أي حال إلى شرخ مع إيران. اما السعودية من جهتها فكفيلة بان تطلب من حماس ان تدفع إلى الامام بالمصالحة مع فتح والسماح بمرابطة موظفي الحكومة الفلسطينية الموحدة في غزة وفي المعابر كشرط لتلقي المساعدة.
ليس لحماس اليوم روافع تأثير أو ضغط، لا على إيران ولا على السعودية. ومع ذلك فان شعاع الضوء السعودي، ولا سيما في كل ما يتعلق بفرص المصالحة مع مصر، كفيل بان يرجح الكفة في اعادة الانضمام إلى الكتلة العربية. ومثل هذا القرار معناه ضمن امور اخرى تحطيم العرض الذي تقدم به نتنياهو في أن دولا عربية مثل السعودية ومصر ترى بانسجام الامور مع اسرائيل من حيث الحاجة إلى صد إيران ومكافحة إرهاب حماس.
تشهد الريح السعودية الجديدة بان ليس هناك بالضرورة صلة بين التطلع إلى صد النفوذ الإيراني وبين الصراع ضد حماس. بل العكس هو الصحيح. العلاقة مع المنظمات الإسلامية السنية المعتدلة، كالاخوان المسلمين، يمكنها بالذات ان تساعد ضد إيران من جهة وضد داعش من الجهة الاخرى. المشكلة السعودية ستكون كيف يمكن الجسر بين موقف مصر وبين خطوط السياسة السعودية الجديدة. هذا كان السيسي هو الاخر يعرف ان يعرفه.
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
المضمون:( وصفت الكاتبة قوات الجيش الإسرائيلي بأنها معتدية على الفلسطينيين، وأن الجيش يتهم الفلسطينيين بالعنف لكي يبرر أفعاله في الأراضي الفلسطينية)
قيادة المنطقة الوسطى استكملت خطتها لامكانية المواجهة في الضفة الغربية اعتبارا من نهاية شهر آذار وصاعدا… فقد تم استدعاء كتائب الاحتياط من لواء (يهودا والسامرة) لسلسة تدريبات مكثفة، استعدادا لامكانية التصعيد» (عاموس هارئيل، «هآرتس» 27.2).
عدة ملاحظات :
1 ـ ما يتضح من التقارير حول «استعدادات للتصعيد» هو أن الجيش الاحتلال يجد نفسه عنصرا يرد فقط. وليس مسؤولا عن التصعيد وبالتـأكيد لا يبادر بها.
2 ـ لولا هؤلاء الفلسطينيين، المحشورون بين معسكرات الجيش، والحواجز وناقلات الجنود والمدرعات، لكان بإمكان الجيش الإسرائيلي أن يحقق هدفه الحقيقي: مجموعة للدفاع عن الحياة والنمو.
3 ـ لولا تراكض الفلسطينيين بين مستوطناتنا المحببة من بؤرة لوتسفير في جنوب الضفة إلى مستوطنة ريحان في الشمال، لكان جنودنا قد ركزوا جهودهم في مساعدة كبار السن في أن يقطعوا الشارع.
4 ـ هنا لا يوجد تصعيد: مسلحون إسرائيليون اقتحموا مخيم الدهيشه في ليل الثلاثاء الماضي، وقتلوا شابا (لأن الفلسطينيين قليلو الأدب عارضوا اقتحام بيوتهم). الاقتحام في الليلة السابقة لمخيم عايدة، قوة إسرائيلية مسلحة أصابت بالرصاص الحي خمسة شبان. وهم أيضا قليلو الأدب لأنهم عارضوا الاقتحام ومحاولة الاختطاف. في يوم الجمعة، قوة اخرى من المسلحين الاسرائيليين من جيش الدفاع عن المستوطنات فرقت مظاهرة في الخليل بالرصاص الحي لطلقات معدنية ملفوفة بالمطاط، والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع. المسلحين الاسرائيليين اصابوا 20 متظاهرا من بينهم ـ وفقا للتقارير الفلسطينية ـ خمسة بالرصاص الحي. قليلو الأدب مثلهم، يتظاهرون ضد طرد الفلسطينيين من وسط الخليل واخلائها من سكانها؟
5 ـ ما هو اللا تصعيد؟ في 2014 اصاب جنود وافراد شرطة من جيش الدفاع عن المستوطنين 5868 فلسطينيا في الضفة الغربية (بما في ذلك القدس). وايضا في كل اسبوع تقوم قوات الجيش بما معدله 75 عملية اقتحام على الاحياء والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية.في الليلة ما بين الثلاثاء – الاربعاء من الاسبوع الماضي، قامت قوات الجيش بـ 29 عملية اقتحام في انحاء الضفة الغربية وخطفوا حوالي 20 فلسطينيا من بيوتهم. وفي نفس اليوم احصى الفلسطينيون 192 حالة اعتداء احتلالي : جنود اصابوا فلسطينيين، جنود اغلقوا شوارع، اعتقلوا. هجمات للمستوطنين. لقد كان يوما جيدا، بدون قتلى.
6 ـ ما هو غير تصعيد ايضا: بالامس، يوم السبت، اعتقل جنود اثنين من سكان قرية جبعة جنوب غرب بيت لحم، الذين ذهبوا لفلاحة ارضهم. وفي الامس ايضا: مسلحين في سفينة حربية اسرائيلية اطلقوا النار على صيادين شمال مدينة غزة. ومسلحون آخرون اطلقوا النار على مزارعين وسط غزة.
7 ـ ما هو اللا تصعيد الاسرائيلي؟ توسيع البناء في معاليه ادوميم، مصادرة اراضي الفلسطينيين بغرض إقامة مكب للنفايات جديد للقدس، منع البناء والرعي في المنطقة c، السيطرة على مصادر المياه، حيث لا يوجد في غزة مياه صالحة للشرب، الطلب من الاشخاص التعاون مع الشاباك مقابل إعادة تصاريح العمل لهم. القاء الشتائم، البذيئة ايضا، لمقاولي وسائقي الادارة المدنية الاسرائيلية على المتظاهرين والصحافيين في خيمة الاحتجاج «باب القدس» في ابو ديس.
8 ـ وما هو غير تصعيد ايضا: في الاسبوع الماضي قام الجنود على حاجز الحمراء شمال منطقة الاغوار بتعطيل حركة المرور بناء على اوامر قادتهم (من نابلس إلى الاغوار وبالعكس). وقاموا بفحص المركبات من جانب واحد للحاجز، وتركوا السائقين على الجانب الثاني ينتظرون وقتا طويلا. وبعد ذلك ذهبوا لتفتيشهم وتمريرهم، وتركوا الطابور الطويل من المركبات يمتد امامهم. وردا على هذا التعذيب الذي لا يتم الافادة عنه رد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي: بعد محاولات لاقتحام متكررة لحاجز الحمراء في الفترة الاخيرة، طرأت تغييرات على الترتيبات الامنية فيه. والحديث يدور عن خطوة امنية من اجل تعميق المراقبة على الحاجز»، عقاب جماعي عبر سلب الوقت؟ ما الضرر؟؟
9 ـ «التصعيد» هو دائما بمبادرة من الفلسطينيين وبمسؤوليتهم. التصعيد هو توقف الفلسطينيين عن القيام بمهمة ضبط النفس.
10 ـ ومع كل ذلك، فإن التصعيد جيد للجيش: تدريبات اضافية، ميزانيات اضافية، تدريبات مشتركة بالرصاص الحي، بدلا من الذخيرة الفالصو. استخدام سلاح مطور جديد، طلبيات جديدة للسلاح من الولايات المتحدة والهند. اسماء جديدة من الضباط تتصدر الاعلانات. وهو جيد للسيرة الذاتية عند تقديمها لخدمة انظمة عسكرية او قادة ديكتاتوريات في أمريكا الجنوبية.
11 ـ التصعيد جيد للقيادة: الشعب يتوحد خلفها وخلف الشعور الضحية الملاحقة.
12 ـ التصعيد جيد لليهود: غلاء المعيشة والتمييز في الضواحي في مؤشراتها الحالية يتم ركنه جانبا: حيث تبين اننا شعب واحد، وراء جيش واحد وقائد واحد.
13 ـ وايضا عدم التصعيد جيد لليهود: مستمرون في البناء في معاليه ادوميم واريئيل، من اجل حل ازمة الاسكان، ولطرد البدو (للاهداف المذكورة)، للتوقيع على صفقات سلاح مع العالم، لكي نكون حراسا على السجن الاكبر في العالم (غزة)، ولانتخاب اليمين لانه دائما صادق: سواء ضبط الفلسطينيون انفسهم ام لا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من هو الصهيوني؟
بقلم: زيفا اوفيك،عن معاريف
المضمون:( تشكك الكاتبة في صهيونية الدولة العبرية ، ومدى تطبيقها لقواعد ومباديء الصهيونية الحقيقية. )
أحزاب اليسار (المعتدل) التي سمت نفسها «المعسكر الصهيوني» أشعلت نقاشا حاسما في موضوع من هو اليهودي. يبدو لي أنه قبل محاولة بلورة موقف في هذا النقاش يجدر التمييز بين القيم وبين الاتفاقات السياسية التي تهدف إلى تحقيق تلك القيم.
لنعود إلى دروس المواطنة في الثانوية: أغلبية الحركات الصهيونية لم تر في الصهيونية رؤيا بحد ذاتها، بل كأداة سياسية تنظيمية لتحقيق قيم يهودية وعالمية. الصهيونية السياسية ناضلت من أجل وطن لليهود لكي يحققوا قيمة الحق الأساسي في حياة كل يهودي. وفي هذه المناسبة ايضا قيمة المساواة السياسية (مع فشل التحرر الذاتي).
الصهيونية الروحانية أرادت تجسيد قيمة المحافظة واحياء الثقافة اليهودية التي بدت كأنها تتعفن في الشتات السقيم والمنصهر. الصهيونية العملية والاشتراكية سعتا، بواسطة الصهيونية، إلى تجسيد قيم الانتاج والابداع الجماعي والمساواة (بمعناها الاشتراكي) في الطريق إلى الاصلاح العالمي للانسان وللعالم.
في الحركة التنقيحية، التي انفصلت عن المؤسسات الصهيونية، كان هناك بُعد لتقديس الحلم الصهيوني كقيمة عليا، وقد حلمت ايضا بصهيونية تحقق دولة ليبرالية. التبديل بين النظام السياسي وبين القيم التي يهدف هذا النظام إلى تحقيقها يجري ليس فقط في الصهيونية. أيضا موقف الديمقراطية كقيمة بدلا من البحث في القيم التي تهدف الديمقراطية إلى تحقيقها (بدءً من الليبرالية الكلاسيكية وحتى الفكرة التي ترى في التعدد السياسي وتقليص فجوات القوة قيمة بحد ذاتها) يؤدي إلى اضعاف الخطاب الديمقراطي. لكن الخطر في هذا مغطى نسبيا، وفي المقابل عندما يتحول قيام دولة (للشعب اليهودي أو أي شعب آخر) إلى قيمة عليا بدلا من أداة لتجسيد القيم، تبقى لدينا فاشية جوفاء وخطيرة.
إذا عدنا إلى أساس الصهيونية فإن: من يؤيد الصهيونية السياسية الجديدة عليه أن يسأل نفسه هل نجحت دولة اسرائيل في اعطاء الشعب اليهودي الأمن الشخصي والمادي، وهل نجحت في خلق المساواة السياسية الحقيقية. اذا فشلت الدولة في هذا كثيرا أو قليلا، فعليه انتقاد الدولة والعودة إلى الطعن في صهيونيتها. من يؤيد الصهيونية الجديدة الاشتراكية أو الاشتراكية الديمقراطية عليه أن يسأل نفسه هل الدولة تحقق القيم الاشتراكية التي يؤمن بها، وإلا عليه أن يناضل من اجل تحقيقها.
وهذا هو الأمر ذاته، بالنسبة ايضا للصهيوني الجديد الثقافي، الذي يريد الحفاظ و/أو تجديد الثقافة اليهودية، وبالنسبة للتنقيحي الذي يريد الليبرالية.
مفهوم أن القيم التي تقول إن على الصهيونية تحقيقها يمكن أن تكون مختلفة جدا عن تلك القيم التي كانت موجودة في بداية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. الامثلة التي أعطيتها هي فقط من اجل التمثيل، لكن مهما كان الامر فان الصهيونية التي ليست فاشية جوفاء عليها التعبير بصورة واضحة عن القيم التي تهدف إلى تحقيقها، وتمتحن الدولة بمقياس تحقيق تلك القيم.
يجدر ذكر اقوال الحاخام كوك، الحاخام الاشكنازي الأعلى الأول في البلاد، الذي باسمه يتم احيانا الحديث عن الصهيونية كقيمة بحد ذاتها: «لا يجدر بيعقوب العمل في مهنة، في الوقت الذي تكون فيه ملوثة بالدم، وفي الوقت الذي تتطلب فيه القدرة على الظلم والاثم. نحن تلقينا فقط الأساس الضروري لانشاء أمة…».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوباما يرفع مستوى الرهان
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
المضمون:( يشكك الكاتب في مقاله في قدرة اللوبي والكونغرس من إحباط أي اتفاق قد يتم عقده بين الدول العظمى وإيران).
في لعبة البوكر هناك وضعية معروفة كـ «اثر الساندويش»: عندما يريد لاعب ان يرد على رهان سابقه في الدور، الذي بات معروفا له ولكن يتعين عليه أن يأخذ بالحسبان بان اللاعب التالي له سيرفع هو مستوى الرهان. يوصي المهنيون اللاعبين الذين يعلقون بهذه الوضعية أن يراهنوا على أموالهم فقط اذا كانت لديهم اوراق اقوى من المعتاد. وعليه ما ينبغي أن يقلق بنيامين نتنياهو الان ويقلق مستشاريه هو ان باراك اوباما يعتبر نفسه لاعب بوكر غير سيء على الاطلاق.
فهذه هي الوضعية التي ستنشأ في واشنطن اليوم: باراك اوباما يعتزم منح مقابلة لشبكة «رويترز» فيما يعرف ما قاله نتنياهو في الصباح في مؤتمر اللوبي الاسرائيلي ايباك ـ ولكنه لا يعرف مضمون خطاب رئيس الوزراء في الغداة امام الكونغرس. وحسب قواعد اثر الساندويس التي لا بد يعرفها، فعلى اوباما أن ياتي إلى المقابلة مع رسالة قاطعة وناجعة على نحو خاص، قد لا تعطل تماما خطاب رئيس الوزراء، ولكنها ستضعف تأثيره على الاقل ـ وفي كل الاحوال ستدخل نتنياهو في حالة ضغط.
جاء البيان عن المقابلة كجزء من لعبة الاعصاب المركبة التي بدأت امس في العاصمة الامريكية مع وصول 16 الف مندوب ايباك إلى مركز المؤتمرات في واشنطن، قبل بضع ساعات من هبوط طائرة رئيس الوزراء.
ويأتي اجتماع اللوبي المؤيد لاسرائيل ليكون استعراض قوة التأييد لمواقف رئيس الوزراء، ان لم يكن لخطواته. فقادة المنظمة حاولوا عرض صورة تأييد من الحزبين واعمال كالمعتاد ـ هناك «ضغوط» على العلاقات، ولكن لا توجد أزمة، قال رئيس ايباك، هاورد كور، ولكن خلف الكواليس وتحت البساط واضح للجميع ان الامور ليست كما كانت امس وأول أمس، وربما لن تكون بعد الان ابدا.
السناتور الديمقراطي بن كاردين، الذي علق تأييده لمشروع تشريع عقوبات جديدة كنتيجة للخلاف الذي نشب في اعقاب دعوة نتنياهو، قال لـ «هآرتس» امس انه صحيح انه «كان خلل» في تنظيم الدعوة ـ من جانب رئيس مجلس النواب باينر بالطبع ـ ولكنه لا يشعر بضرر حقيقي للدعم من الحزبين لاسرائيل. وقال كاردين لمندوبي ايباك انه «محظور النسيان من هو الرجل الشرير في هذه القصة ـ إيران»، و إلى جانبه السناتور الجمهوري لندسي غرايهم الذي بشكل عام يطلق النار والبارود على الادارة، حتى في احداث حيادية ظاهرا مثل مؤتمر ايباك. وأمس تعاون مع ارادة قادة اللوبي بعدم اشعال الميدان المتوتر اكثر من ذلك ووجه سهامه إلى الاعداء من الخارج مثل روسيا، إيران وبالطبع طهران.
اما من افسدت اجواء «جلوس الاخوة معا»، فهي السناتورة ديان فاينستاين من كاليفورنيا التي كشفت النقاب في مقابلة تلفزيونية عن عمق الضغينة التي نشأت تجاه نتنياهو في الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي، حتى في الاجزاء التي لا تزال تعتبر نفسها مؤيدة لاسرائيل. وحتى قبل اسبوعين ـ ثلاثة اسابيع، لم تتصور فاينستاين ان تقول علنا بان التصريح الذي اطلقه نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة، في أنه يسافر لالقاء الخطاب باسم الشعب اليهودي كله، هو «وقاحة» وان نتنياهو لا يتحدث على الاطلاق باسمها.
حتى قبل اسبوعين ـ ثلاثة اسابيع، لعل الحاخام شمولي بوتيح هو الاخر ما كان يتصور ان ينشر بيانا كالذي نشره في «نيويورك تايمز» يوم السبت ويعرض فيه سوزان رايس كمن هي غير مكترثة لامكانية قتل شعب مجددا بحق اليهود.
وهو يعتقد الان على ما يبدو بان اليمين متحامل على الادارة بما يكفي كي يحتمل ذلك، رغم التنديدات العامة في المحيط. ولكن فضلا عن شؤون الاجواء، التحريض وانزال الايدي، فان المدير العام كور أوضح امس هو الاخر لمن كانت لا تزال لديه شكوك، بان الاتفاق مع إيران سيرفع اللوبي واسرائيل إلى مسار الصدام الحاد مع الادارة.
صحيح أن كور اعترف بان دعوة نتنياهو «اغضبت» اناسا مختلفين في الادارة، في الكونغرس «وحتى هنا في القاعة»، ولكن الجهود لاحباط الصفقة النووية المتبلورة مستمرة بكامل شدتها.
ورفض كور ادعاء الادارة بان العقوبات الجديدة ستفكك الائتلاف الدولي أو تبعد طهران عن المفاوضات ووقف خلف الجهود لتشريع عقوبات جديدة وزيادة رقابة مجلس الشيوخ على الادارة. وكعقبى أعرب حتى عن تأييد لا لبس فيه لوقف المساعدة الامريكية للفلسطينيين، الخطوة التي تعارضها الادارة ايضا.
ورغم كل شيء، فان محافل يهودية رفيعة المستوى، في ايباك وخارجها، قدرت أمس بانه اذا تحقق اتفاق في الفترة القريبة القادمة بين واشنطن وطهران، فان اللوبي، الكونغرس ونتنياهو لن يتمكنوا حتى معا من احباطه. «في شؤون الامن القومي، في مواجهة الرئيس المصمم، فان حكم اللوبي ان يفشل مثلما فشل في الماضي»، قال لي امس احدهم، فضل عدم ذكر اسمه، واضاف: «وهذا اقوله ايضا في حالة أن القى نتنياهو غدا في الكونغرس خطاب حياته. الرئيس يمكنه ان يخطب عشرات المرات، وهو يتحدث على نحو لا يقل جمالا عن نتنياهو».
إذن من أجل ماذا يجري اوباما مقابلة تلفزيونية، سألته. فأجاب: «لا يريد أن يترك الساحة لنتنياهو». هل سيتدخل في الانتخابات؟ «سأفاجأ جدا، ولكن يحتمل أن يكون هذا ما يريد لنتنياهو أن يعتقده. فهو سيسره ان ينكل به قليلا. إذ في وضع العلاقات بينهما، هذه هي الاخرى مواساة».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ريح جديدة من الرياض
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن هناك سياسة شعودية جديدة صاغها الملك الجديد سليمان، وأشار الكاتب أن السعودية قد يكون لها تأثير على قرار مصر وخصوصا تجاه الاخوان المسلمين وحماس )
بعد يوم من قرار المحكمة المصرية بأن حماس كلها ـ وليس فقط ذراعها العسكري ـ هي منظمة إرهابية، توجهت حماس إلى السعودية كي تضغط على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإلغاء قرار الحكم. ويثير هذا التوجه الاهتمام أساسا لأن حماس تقدر بأن الملك السعودي الجديد سلمان سيصغي للمنظمة المتفرعة من الاخوان المسلمين، الذين وصفتهم السعودية نفسها بأنها حركة إرهابية.
يبدو أن لهذا التقدير ما يستند إليه. فالزيارة الخاطفة التي قام بها السيسي إلى السعودية لم تستهدف تهنئة سليمان، بل السماع منه اذا كانت السعودية تعتزم تغيير سياستها: اعادة روابطها مع الاخوان المسلمين، ترميم العلاقة مع تركيا، خصم مصر- وبالاساس اذا كان بوسع السيسي مواصلة الاستناد إلى المساعدة المالية الحيوية التي تمنحها له المملكة.
ولمخاوف السيسي هي الأخرى أساس على ما يبدو. فأحد كتاب الرأي السعوديين الهامين، خالد ادحيل، كتب أمس في صحيفة «الحياة» السعودية انه «يبدو انه ثمة في مصر من يعتقد بان على السعودية أن تقدم شيكا مفتوحا للقاهرة، والا تتقرب من تركيا او تستأنف علاقاتها مع الاخوان المسلمين. هذا نهج عاطفي وليس سياسيا. فعلى موقف السعودية أن يقرر بان الاخوان المسلمين هم مشكلة مصرية داخلية… وبالنسبة لتركيا من المهم أن نتذكر بانها تعارض سياسة الاستيطان الاسرائيلية وهي ضد التوسع الإيراني في المنطقة. ان المثلث المصري ـ التركي ـ السعودي هو حاجة استراتيجية».
تعكس هذه الاقوال المزاج الجديد في البلاط الملكي في الرياض. وحسب المحللين السعوديين، فان هذه نتيجة الفهم القاضي بان السياسة الخارجية للملك عبدالله الراحل فشلت. فهي لم تنجح في حل الازمة في سوريا أو سيطرة الحوثيين في اليمن، وبالاساس لم توقف النفوذ الإيراني في ارجاء الشرق الاوسط. محلل سعودي آخر هو جمال الخاشقجي، كتب قبل بضعة ايام يقول ان «حزب الاصلاح في اليمن، والذي يعتمد على الاخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة التي يمكنها ان تقف ضد سيطرة الحوثيين في اليمن». هذا جديد وذلك لان الملك عبدالله قطع علاقاته مع حزب الاصلاح.
ولم تكن صدفة ان تصادفت زيارة السيسي إلى السعودية مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والتقدير هوأن الزيارة الأولى التي سيقوم بها إلى خارج المملكة الملك سلمان ستكون إلى تركيا ـ تلك الدولة التي تستضيف مسؤولين كبار من حماس بمن فيهم صلاح العاروري. وصرح المسؤول الكبير من حماس عاطف عدوان في مقابلة صحافية يقول إنه «توجد مؤشرات مشجعة على تغيير في الموقف السعودي من حماس»، وحسب تقرير آخر فقد التقى مسؤولون سعوديون كبار بمندوبين مصريين مقربين من الاخوان المسلمين. كما ان الملك السعودي سارع إلى اقالة رئيس مكتب البلاط الملكي، خالد التويجري، الذي ساهم في السياسة السعودية المتصلبة ضد الاخوان المسلمين. وحسب كل هؤلاء، فانه يمكن بالتأكيد توقع انعطافة في سياسة سلمان.
السؤال هو اذا كانت حماس تعتزم اتخاذ قرار استراتيجي ينبع من الضغط الهائل الذي تعيشه ـ بسبب الاغلاق المصري والاسرائيلي على غزة، وكذا بسبب تعريفها كحركة إرهابية ـ ووداع إيران من أجل العودة إلى الحضن العربي. وحسب عدوان «فمن السابق لاوانه بعد الحديث عن قطع العلاقات مع إيران». وفي نفس الوقت، تعرض إيران شروطا متصلبة على حماس كي تتمكن من نيل دعمها. وضمن امور اخرى تطلب من خالد مشعل أن يتراجع عن انتقاده ضد الرئيس السوري، الخطوة التي تسببت في القطيعة التامة بين المنظمة وبين نظام الاسد وعلى أي حال إلى شرخ مع إيران. اما السعودية من جهتها فكفيلة بان تطلب من حماس ان تدفع إلى الامام بالمصالحة مع فتح والسماح بمرابطة موظفي الحكومة الفلسطينية الموحدة في غزة وفي المعابر كشرط لتلقي المساعدة.
ليس لحماس اليوم روافع تأثير أو ضغط، لا على إيران ولا على السعودية. ومع ذلك فان شعاع الضوء السعودي، ولا سيما في كل ما يتعلق بفرص المصالحة مع مصر، كفيل بان يرجح الكفة في اعادة الانضمام إلى الكتلة العربية. ومثل هذا القرار معناه ضمن امور اخرى تحطيم العرض الذي تقدم به نتنياهو في أن دولا عربية مثل السعودية ومصر ترى بانسجام الامور مع اسرائيل من حيث الحاجة إلى صد إيران ومكافحة إرهاب حماس.
تشهد الريح السعودية الجديدة بان ليس هناك بالضرورة صلة بين التطلع إلى صد النفوذ الإيراني وبين الصراع ضد حماس. بل العكس هو الصحيح. العلاقة مع المنظمات الإسلامية السنية المعتدلة، كالاخوان المسلمين، يمكنها بالذات ان تساعد ضد إيران من جهة وضد داعش من الجهة الاخرى. المشكلة السعودية ستكون كيف يمكن الجسر بين موقف مصر وبين خطوط السياسة السعودية الجديدة. هذا كان السيسي هو الاخر يعرف ان يعرفه.