Haneen
2015-03-14, 10:49 AM
نتنياهو متعهد خراب
بقلم:ليلاخ سيغان،عن معاريف
المضمون:( يحاول الكاتب تحليل شخصية نتنياهو، حيث يقول انه خطيب ولكنه لا يفعل شيء، كما والقى الكاتب باللائمة على نتنياهو بسبب تنامي معاداة اسرائيل وخاصة في الصحافة العالمية)
ليس هنالك شك في أنه عندما يريد نتنياهو أن يضع الأمور على الأجندة اليومية فإنه يعرف القيام بذلك. ليس هنالك وسيلة إعلام في الولايات المتحدة لم تورد الخطاب في الكونغرس في عناوينها الرئيسية، ولكن مشكلة نتنياهو هي أن معظم وسائل الإعلام لا تُطيقه، ولا نتحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. صحيح أن هنالك الكثير من وسائل الإعلام الاجنبية تحولت إلى معادية لإسرائيل في السنوات الاخيرة، ولكن نتنياهو مع كل مؤهلاته يقوم فقط بجعل الوضع اكثر سوءاً. كما أن القليل من الصحف التي ما زالت تعتبر محبة لإسرائيل تمقته بصورة شخصية.
ولسخرية القدر فإن مؤهلاته هي أيضاً تشكل مأساته. ونظراً لأنه آسرٌ جداً بكلماته فإنه مخيبٌ للآمال جداً بأفعاله. إنه يعرف أن يحدد بصورة مدهشة كل مشكلة، لديه حتى الآن مجموعة من المصفقين، ولكن ومع مرور الوقت فانهم يتضاءلون.
نتنياهو لم يخلق أي مشكلة، لم يخلق الساميّة، أو الصحف المعادية لإسرائيل، أو النووي الإيراني، أو السياسات الخارجية لادارة أوباما. لم يحدث شيء بسببه، ولكن لكل مكان ننظر إليه يتضح أن نتنياهو عرف كيف يلقي خطاباً مدهشاً ولكنه بالفعل فرَّق، وسعى ولم ينفذ.وبشكل عام فقط جعل الوضع أكثر سوء.
نتنياهو هو سياسي مدهش نظراً لأنه ينثر كلماته مثل الغبار السحري. هو يَعِد، يرمقك بنظرة ساحرة، يهدئ من روعك بان كل شيء سيكون على ما يرام، ثم يأسرك. ولكن بعد عدة سنوات من التجربة المتراكمة من الوعود الكاذبة، فإن الغبار ما زال موجوداً ولكن السحر تلاشى منذ فترة.
لقد توقف عن خداع أفضل السياسيين في حزبه الذين يئسوا وتركوا. لقد توقف عن خداع أشخاص من احزاب أخرى الذين منذ فترة أصبحوا لا يثقون به، لقد توقف عن خداع غالبية الإسرائيليين الذين لم يعودا مهتمين به أكثر كرئيس حكومة. لقد توقف عن خداع عدد لا بأس به من الأمنيين، الذين خرجوا ضده في الايام الأخيرة. كما توقف عن خداع أيضاً دول أوروبا التي مثل الوباء اعترفت مؤخراً من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. الآن توقف أيضاً عن خداع الأمريكيين الديموقراطيين. صحيح، أنه تبقي حتى الآن الجمهوريون، ولكن هذا يشير إلى أن هنالك فقط هدف آخر للهدم، اذا اعطيت له الفرصة القادمة.
نتنياهو يستطيع الحصول على 10/10 في الخطابات ولكن يحصل على صفر في العلاقات الانسانية. حيث أن بيل كلينتون أيضاً لم يحتمله، وليس بالامكان أن نقول عنه أنه مسلم أو أنه لا يحب إسرائيل. اذاً صحيح أن أوباما سوف يذهب وسيأتي شخص آخر ولكن من الممكن أن يكون ذلك هيلاري كلينتون، ماذا نسعمل حينئذ؟ الديموقراطيين لقد فقدهم نتنياهو، وثانيةً لن يكون هنالك مع من يتكلم معه.
رئيس الحكومة على حق بخصوص الكل ولكنه أثبت بكل السبل الممكنة، بأنه ليس هو الشخص الذي يستطيع أن ينقذنا من كل هذا. بالعكس، إن الكراهية الشخصية تجاهه وصلت إلى مستويات جديدة. والشخص الذي هو أفضل من يشرح مشاكل إسرائيل هو لسخرية القدر الشخص الذي يعمقها.
لقد تأثرنا من الخطاب، ولا نقول ذلك تهكماً-جميل أن لدينا من يتكلم بهذه الدرجة من الجمال لصالح إسرائيل. وهذا ليس أمراً بديهياً. ولكن في الاسبوع القادم هذا الخطاب سيُنسى، ومن ثمّ ستطفو المواضيع المؤلمة التي تتطلب حلاً وليس فقط كلمات. وبالضبط كما أثبت نتنياهو أنه يستطيع القاء خطاب مؤثر، فإنه أثبت أيضاً في العديد من المرات بأنه أبعد من ذلك ليس قادراً على إدارة سياسات من شأنها أن تحل المشاكل. ليس في الداخل ولا في الخارج.القاء الخطب، هذا كل ما لديه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشروع القطار المعلق في القدس
المشروع يحل مشاكل سياحية ولكنه يلقى الاعتراض لأسباب سياسية وبيئية ودينية
بقلم:نير حسون،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن مشروع القطار المعلق في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، والذي من شأنه تغيير المعلم المسلم للمدينة، ويضيف الكاتب ان رئيس البلدية والحكومة يعتبران القدس موقع سياحي، ولكنهما لا يشعران بالاحترام للمدينة، هذا استخفاف وانغلاق حس تجاه طبيعة القدس.)
في الاشهر الاخيرة وصل مخططون مرات عديدة إلى ساحة كنيسة بطرس ان جليكتنو في جبل صهيون وكان هدفهم فحص مكان اقامة عمود ضخم يعلق عليه كابل القطار المعلق (تلفريك) الذي سينقل المسافرين إلى المبكى، إلى البلدة القديمة والى جبل الزيتون. واقلق وجود المساحين رجال الكنيسة. وتقوم البلدية بدفع المشروع الطموح والحساس بعيدا عن عين الجمهور، ولهذا الغرض اتصلت البلدية بشركة فرنسية. ومن المتوقع للمشروع أن يثير اعتراض شديد، سواء بسبب معانيه السياسية أم بسبب معانيه البيئية والتخطيطية.
يتدحرج مخطط اقامة قطار معلق في العاصمة في أروقة البلدية منذ بضع سنوات. وقبل نحو سنتين اعلن رئيس البلدية، نير بركات، بانه في غضون سنتين سيبدأ القطار المعلق بالعمل، ولكن منذئذ تجميد المشروع ولم يطرح على طاولة لجنة التخطيط. ومع ذلك، في صحيفة «لا فيغارو» الفرنسية نشر أمس بان البلدية اتصلت مؤخرا مع شركة بنى تحتية فرنسية تسمى SAFEGE، التي بدأت بفحص جدوى المشروع. وحسب ذاك التقدير، اقامت SAFEGE اتصالا مع شركة فرنسية اخرى تسمى Poma بوما» مختصة باقامة القطارات المعلقة.
وتشارك شركة الاستشارات الإسرائيلية «مجموعة «بارتو» وكذا سلطة تطوير القدس. وعلمت «هآرتس» أيضا بان جمعية العاد الاستيطانية، التي تشغل الحديقة الوطنية «مدينة داود» المجاورة للمبكى، تشارك هي الاخرى في تحقيق مشروع القطار المعلق. وتسمى المحطة قرب المبكى «كديم» مثل اسم مركز الزوار الجديد الذي تخططه الجمعية على مسافة غير بعيدة من هناك. وورد في وثائق الخطة فانه لن يكون ممكنا تحقيق خطة القطار المعلق حتى اقرار الخطة لاقامة مركز الزوار. ويوم الخميس القادم سيجرى نقاش في لجنة الاستئناف في المجلس الاقليمي للتخطيط بالنسبة لخطة مركز الزوار. اضافة إلى ذلك، وبسبب مشاركة الجمعية امتنع مدير عام وزارة شؤون القدس، دابير كهانا، الذي كان مسؤولا كبيرا في جمعية العاد قبل تعيينه في المنصب، عن الانشغال في المشروع. وتخطط البلدية لكشف المشروع في مؤتمر صحافي في الاسابيع القريبة القادمة. وحسب العرض الذي اعده المخططون ووصل إلى «هآرتس» سيكون للقطار المعلق اربع محطات. الاولى ستقام في محطة القطار الاولى في طرف شارع عيمق رفائيم؛ والثاني قرب باب المغاربة، في مدخل حائط المبكى، والثالثة قرب فندق الاقواس السبعة في جبل الزيتون؛ اما الرابعة فبجوار موقع جات شومانيم. وفضلا عن المحطات والمقطورات الطائرة ستتضمن المنظومة عشرات العواميد الضخمة التي تقطع الحوض التاريخي للمدينة وتبنى على مسافات قصيرة من الاماكن الاكثر حساسية من ناحية دينية. وفي احد الخيارات التي درست ورفضت كان خط القطار المعلق يمر حتى من فوق الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم.
وحسب المخططين، فان القطار المعلق سيحل مشكلة المواصلات ونقل السياح حول البلدة القديمة. وبتقدير المخططين فان كلفة المشروع ستبلغ 125 مليون شيكل. وميزاته المركزية هي في التخفيض الدراماتيكي في حركة السيارات حول البلدة القديمة. وحسب العرض، فيمكن للقطار المعلق ان يقلل بنحو 30 في المئة من حركة السيارات الخاصة، 50 في المئة من حركة الباصات، وكذا تقليل بعشرات في المئة من انبعاث الدخان الملوث الذي يرتبط بالمواصلات العامة. وحسب المخططين، فان المشروع يستغل الطوبغرافيا الجبلية للقدس وكلفته متدنية جدا عن اي حل مواصلاتي آخر إلى منطقة البلدة القديمة.
وقال لـ «لا فيغارو» كريستيان بوبيا، نائب مدير عام Poma، الذي قدر مدة الانشاء بين 10 و 18 شهرا وكلقة المشروع بين 5 ـ 10 مليون يورو للكيلو متر. كما يظهر في الوثائق جدول زمني سريع لتنفيذ المشروع. وفي الشهر الماضي كان يفترض ان يرفع تقرير «تخطيط اساسي» وحتى نيسان من هذا العام يفترض أن ترفع الخطط إلى لجنة التخطيط، التي ستقر الخطط حتى سنة اخرى مما يسمح بنشر العطاءات في نيسان 2016.
ومع ذلك، من المتوقع أن يواجه المشروع معارضة حادة، سواء سياسية أم بيئية. ويقول المحامي داني زايدمان، الخبير في شؤون القدس، «لندع جانبا الموضوع السياسي. فهذا المشروع هو جريمة ضد القدس، مثل هولي لاند، هذا وهم ديزني للقدس، رئيس البلدية والحكومة يعتبران القدس موقع سياحي، ولكنهما لا يشعران بالاحترام للمدينة. فهذا مثل فتح منطقة تزلج على الجليد في الفاتيكان لزيادة عدد الحجاج. هذا استخفاف وانغلاق حس تجاه طبيعة القدس».
ويشبه زايدمان المشروع بمشروع آخر، اقل حساسية بكثير ـ اقامة جسر المغاربة إلى الحرم. «في 2007، عندما طرح مشروع الجسر حذرت ديوان رئيس الوزراء من عمله داعيا اياهم الا يعتبروا الحرم موضوعا عقاريا. فنحن لسنا في الخضيرة بل في المكان الاكثر حساسية وتفجرا في العالم. لم يسمعوني، وحتى اليوم لا يوجد جسر في عقبة المغاربة. فكيف على الاطلاق يمكن ان نتصور تمرير قطار معلق بمسافة 150 متر فوق الاقصى ونتوقع من الجميع أن يصفقوا؟».
اما من بلدية القدس فجاء التالي: «مشروع القطار المعلق يوجد في مراحل التخطيط قبيل رفع المخططات إلى لجنة التخطيط. وقد خطط المشروع بتقديم جواب لاحتياجات المواصلات الكثيرة في حوض البلدة القديمة، واختير كون القطار المعلق لا يحتاج بنى تحتية كثيرة على الارض ولهذا فانه لن يمس بالمواقع الهامة في المنطقة.
«المشروع يخدم سكان سلوان، الطور، جبل الزيتون، البلدة القديمة وبالطبع الزوار والسياح من كل الاديان وسيقصر لهم الجداول الزمنية في الوصول إلى الاماكن المقدسة والمواقع السياحية الكثيرة في منطقة الحوض المقدس. وهو سيسافر من نطاق المحطة، إلى جانب باب المغاربة المجاور للمبكى (خارج الاسوار) إلى جبل الزيتون والوصول إلى جوار الكنائس في سفوح جبل الزيتون، «جمعية العاد لا تشارك في التخطيط وفي المشروع. جرت معهم تنسيقات كون احدى المحطات في المنطقة توجد تحت مسؤوليتهم».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نتنياهو والإدارة
لوح بالقوة العسكرية الإسرائيلية وأكد أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها
بقلم:يعقوب عميدرور،عن إسرائيل اليوم
المضمون:(يتحدث الكاتب وهو مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، عن تبعات خطاب نتنياهو في الكونغرس، وحاول ان يقلل من التبعات السلبية لهذا الخطاب حيث قال انه باستثناء عدد من النواب (المهمين جدا) الذين حولوا الأمر إلى موضوع شخصي، فان إغلبية الديمقراطيين وتقريبا كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يفهمون أن الاتفاق مع إيران هو اشكالي جدا، وأن الطريقة التي يتم فيها اجراء المفاوضات وتتراكم فيها تنازلات امريكية في كل مرحلة، ستؤدي إلى اتفاق سيء).
في هذا الأسبوع في واشنطن، قبل وبعد خطاب نتنياهو في الكونغرس، التقيت مع عدد من اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري، من يستخف ويقلل من قيمة دعم الكونغرس الامريكي لإسرائيل ايضا في الموضوع الإيراني، لا يفهم الساحة الامريكية.
صحيح أن هناك ديمقراطيين كثيرين تم المس بهم بسبب الطريقة التي نظم فيها الخطاب، واقوال رئيس الحكومة حول الموضوع – في «ايباك» والكونغرس ـ لم ينسوا بعد الغضب والاهانة التي شعروا بها. محظور اختلاط الامور علينا: باستثناء عدد من النواب (المهمين جدا) الذين حولوا الامر إلى موضوع شخصي، فان اغلبية الديمقراطيين وتقريبا كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يفهمون أن الاتفاق مع إيران هو اشكالي جدا، وأن الطريقة التي يتم فيها اجراء المفاوضات وتتراكم فيها تنازلات امريكية في كل مرحلة، ستؤدي إلى اتفاق سيء.
يجب استثمار كل جهد لتقليل الغضب في اوساط الديمقراطيين. العلاقات معهم أمر حيوي لاستمرار العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك يجب القول بصورة واضحة: الرد على الخطاب من جانب عدد من الاوساط الرسمية في الولايات المتحدة غريب جدا. زعمهم الاساسي هو أن نتنياهو لم يقدم أي جديد ولم يعرض بديلا. رئيس الحكومة لم يكن يستطيع أن يجدد. طلب الامريكيون بصورة صريحة أن عليه أن لا يتعرض لتفاصيل المفاوضات أو الاتفاق «كي لا يشوش على المفاوضات»، وقد استجاب لطلبهم. كيف يمكن التجديد اذا أردنا الاستجابة لطلب واشنطن، عدم التطرق إلى التفاصيل المهمة في الاتفاق؟.
مع ذلك، كان هناك تجديد كبير في اقوال نتنياهو. من فوق المنصة الاعلى في الولايات المتحدة قال إن إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها بنفسها، ومن في رأسه عقل يفهم.
الزعم الامريكي الثاني، أن رئيس الحكومة لم يعرض بديلا للاتفاق، يتجاهل حديثه عن موضوعين أساسيين. حول ما سنطلب من إيران، عرض رئيس الحكومة بديلا واضحا: تجريد إيران من امكانية التخصيب. مستشارة شؤون الامن القومي تطرقت في خطابها أمام «ايباك» لهذا الطلب وقالت إنه غير منطقي، ولهذا يجب الاكتفاء بما هو أقل. هذا خلاف بين خيارين، وليس من الممكن الادعاء أنه لم يعرض بديل كهذا (بالمناسبة، ذات يوم كان هذا هو الموقف الامريكي).
البديل الثاني الذي عرضه رئيس الحكومة، جديد ويتعلق بفترة سريان الاتفاق. الآن يدور الحديث عن فترة محدودة، الاشاعات تقول إنه سيكون لـ 10 ـ 15 سنة، وفي نهايته «تعود إيران إلى أسرة الشعوب». نتنياهو عرض عدم التحديد المسبق لفترة الاتفاق ولكن ربطه بسلوك إيران. حسب زعمه ليس من الصحيح اعادتها إلى أسرة الشعوب فقط لأنه مرت فترة معينة بدون خرق الاتفاق في الوقت الذي تقف فيه إيران خلف أحداث إرهابية في أنحاء العالم. ليس صحيحا وقف الضغط على إيران في الوقت الذي تدعم فيه حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وتدعم قواتها الموالية لها على حساب استقرار واحيانا على حساب وجود دول اخرى (مؤخرا اليمن.)
يمكن الزعم أنه ليس بالامكان انجاز اتفاق كهذا. يمكن الزعم أنه يفضل اتفاق ـ يؤدي في النهاية إلى أن تتصرف إيران بطريقة اخرى ـ ولكن لا يمكن الزعم أنه لم يتم عرض بديل. وهكذا في الموضوعين الحيويين فقد عرض نتنياهو موقفا مختلفا بديلا للاتفاق الآخذ في التبلور. يمكن معارضة هذه البدائل لكن ليس من الممكن الادعاء أنها لم تُعرض.
بالنسبة لبديل للاتفاق نفسه: هنا كان رئيس الحكومة واضحا فقد قال إنه حسب رأيه فان البديل هو استمرار العقوبات الاقتصادية، التي أدت بالناخبين في إيران إلى انتخاب مرشح من مرشحي خامنئي القادر على رفع العقوبات، ليس معتدلا لكنه يعرف بصورة افضل الغرب ويستطيع قول الاقوال الصحيحة وأن الوضع الاقتصادي أجبر الإيرانيين على الدخول في المفاوضات رغما عنهم. يمكن التساؤل اذا كانت عقوبات اقتصادية أشد هي البديل الجيد (حسب رأيي التهديد العسكري الصادق أكثر حيوية)، لكن لا يمكن الادعاء أنه لم يتم عرض بدائل.
حتى الآن الرد الامريكي الرسمي على الخطاب مُخيبا للآمال، وهناك من يزعمون ذلك في الجانب الاكثر ليبرالية في الخارطة السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بوجي وتسيبي… صفر في القيادة
يعتقد نتنياهو أن هناك مؤامرة تُحاك من الخارج تستهدف إسقاط الليكود من الحكم
بقلم:شلومو تسيزنا وماتي توخفيلد،عن إسرائيل اليوم
المضمون:( يتحدث الكاتبان عن مقابلة أجرتها صحيفة اسرائيل اليوم مع نتنياهو،شرح من خلالها مسوغات ومبررات خطابه في الكونغرس، ويقول إن الخطاب يستحق المواجهة مع أوباما، ولم ينسى نتنياهو القيام بدعابة انتخابية في لقائه حيث قال ان المعسكر اليميني ينوي تقسيم القدس)
بعد الخطاب في الكونغرس والمواجهة مع الرئيس اوباما و11 يوم قبل الانتخابات، يقول نتنياهو في مقابلة خاصة في «إسرائيل اليوم»: «رئيس حكومة في إسرائيل عليه أن يكون مستعدا للوقوف ايضا أمام افضل اصدقائنا وأن يقول الامور كما هي، وإلا فان التاريخ سيحاسبه بشدة».
نتنياهو يوضح أن الخطاب الذي ألقاه «يستحق ثمن المواجهة» مع الرئيس الامريكي، ويقول: «في موضوع مصيري جدا ما العمل، هل ستحني الرأس؟ هل سنرجع ثمانين سنة إلى الوراء عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد ولا تطرحوا مخاطر الابادة ولا تطلبوا القيام بأي شيء؟ توقفوا عن التشويش؟ أنا لا أقبل ذلك!».
رئيس الحكومة متفائل من تأثير خطابه في الكونغرس. «لدي انطباع أن الاقوال التي قلتها هناك حظيت بتأييد كبير جدا، سواء عند الجمهور الامريكي أو اعضاء الكونغرس، الجمهوريين أو الديمقراطيين. في اللقاء في الكونغرس بعد الخطاب مع زعماء مجلس الشيوخ كان واضحا أن الامور الاساسية التي قلتها استقرت عميقا في وعيهم وهي تشكل قاعدة للنقاش وبيقين لاعادة الفحص من جديد لدى عدد ليس قليل من هؤلاء الاشخاص. هذا يعادل الجهد الذي بُذل. اذا تسلحت إيران بالقنبلة النووية بهدف تدمير إسرائيل فان هذا الامر سيعرض وجودنا للخطر. لو لم أتصرف كما تصرفت سيقولون لنا: لماذا لم تتحدثوا؟ لماذا لم تحذروا؟ لماذا لم تعملوا في الوقت المناسب؟ كما هو معلوم أنا أعمل في الوقت المناسب.
«خلافا لما يقولون، فان العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية وستتغلب على الخلافات في الرأي. اذا طرح الامر لحسمه في الكونغرس ـ هذه امكانية حقيقية ـ فليس عندي شك أنني عززت به موقف إسرائيل. إلى حين زيارتي في واشنطن، الموضوع الذي كان على جدول الاعمال اليومي هو داعش. صحيح أن داعش موضوع مهم والحرب ضده هي حرب مهمة، لكن عند مقارنة الخطر الذي يهدد العالم من داعش بالخطر من إيران نووية فان الخطر منها يشمل العالم وهذا شيء أكثر خطرا. ظهوري في الكونغرس والخطاب الذي سبقه حول الخطاب وضع إيران من جديد على جدول الاعمال اليومي العالمي».
اتفاق أفضل أو عدم الاتفاق
«في خطابي اقترحت بديلين للاتفاق السيء الآخذ في التبلور. الاول، طلب زيادة الوقت المطلوب لإيران لانتاج القنبلة النووية، اذا ما خرقت الاتفاق. وذلك بواسطة تشديد القيود على البرنامج النووي. الثاني، عدم ازالة هذه القيود قبل أن يكون هناك تغيير هام في السلوك العدواني لإيران، هذا السلوك الذي يتضمن وقف دعم الإرهاب ودعوتها لتدمير إسرائيل. في كل الاحوال، حسب الاتفاق القائم، خلال عشر سنوات هناك رفع تلقائي للعقوبات وتستطيع إيران انتاج ما تريد من القنابل، خلال فترة زمنية قصيرة جدا تصل إلى بضعة اسابيع».
أنت تعمل ضد النووي الإيراني منذ فترة طويلة لكن إيران مستمرة في طريقها.
«قبل كل شيء، لولا الامور التي قمت بها وأستمر في القيام بها منذ عشرين عاما حتى قبل أن اكون رئيسا للحكومة، لكان قد أصبح عند إيران قنبلة. إيران بدأت التسلح بالسلاح النووي، وقد استخدمت ضغوط لفرض عقوبات اقتصادية عليها حتى في فترة وجودي في المعارضة، قمنا بنشاطات كثيرة لمنع هذا التسلح. الخطوط الحمراء التي رسمتها أثرت، لكن المهمة لم تنته».
لقد نشر عن محادثات جرت بينك وبين وزير الدفاع السابق اهود باراك أنكما خططتما للقيام بهجوم عسكري ضد إيران. اقوال حول الموضوع قيلت من رئيس الموساد السابق مئير دغان. ماذا حدث بالضبط هناك، هل الهجوم العسكري ألغي من جدول الاعمال؟
«لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به».
رئيس هيئة الاركان السابق، غانتس، أشار إلى الموضوع.
«لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به. فقط أقول إن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي».
٭ لكن اوباما يقول نفس الشيء. كيف يمكننا فهم الفجوات بينكما؟
٭ «نحن مختلفان في طريقة منع ذلك. الاتفاق الذي تبلوره الدول العظمى الآن يفتح الطريق أمام إيران للتسلح بقنابل نووية كثيرة. هذا الاتفاق يقول لإيران: اذا التزمتم بالاتفاق فانكم بعد عشر سنوات تستطيعون أن تنتجوا من غير قيود المادة المطلوبة لعدد غير محدود من القنابل، ولا أحد يواجه هذه الحقيقة في الاتفاق. العقوبات المشددة التي فرضت على إيران في 2012 أدت بها خلال فترة قصيرة جدا إلى طاولة المفاوضات، الامر الذي رفضوا القيام به قبل ذلك عندما كانت العقوبات مخففة. يؤسفني أن الاتفاق المرحلي الذي وقع أزال الضغط عن إيران التي تعتقد بعدم وجود ما يكفي من الاصرار لدى الغرب والدول العظمى لمواصلة فرض العقوبات ـ في الوقت الذي توجد فيه افضلية اقتصادية كبيرة للدمج بين عقوبات اقتصادية شديدة وهبوط اسعار النفط. الاقتصاد الإيراني سيجد صعوبة في التعامل معها، وهناك احتمال لأن تؤدي بالنظام الإيراني لقبول شروط لا يوافق عليها اليوم. في الوقت الراهن مطلوب اصرار على المطالبة بالطلبات الاساسية التي طرحتها في خطابي في واشنطن. لقد طرحت هذين الطلبين اللذين يختلفان عما هو مطروح الآن في اطار أفضل بما لا يقاس عن الاتفاق المعروض. البديل للاتفاق المعروض إما أن لا يكون اتفاق أو أن يكون اتفاق أفضل. هذان البديلان أفضل من الاتفاق الآخذ في التبلور.
٭ هل تفاجأت من رد اوباما على خطابك في الكونغرس؟
٭ «رد الادارة لم يكن مفاجئا لأن هذا موقفهم. لقد فوجئت في الاساس من الرد المشجع للجمهور الامريكي ومن رد المشرعين، ومنهم ديمقراطيون كثيرون وصفوا الخطاب بأنه «قوي». إنه خطاب طرح امور واسئلة على الادارة الامريكية لمناقشتها. هذه المقولة سمعتها، ليس منهم بالضرورة، لكنها شائعة».
٭ كيف يمكن وقف المصادقة على الاتفاق في الكونغرس، مطلوب دعم 13 سناتور ديمقراطي، هل هذه الاغلبية موجودة بعد الخطاب؟.
٭ «لا أعرف. فأنا لا أشتغل في سن تشريع محدد في الكونغرس أو في فرز الاصوات هناك. أنا أهتم بازالة الخطر الذي يواجه إسرائيل والعالم بسبب الاتفاق الآخذ في التبلور، وأعرض اقتراحات بديلة لتحسين هذا الاتفاق السيء».
٭ هل تحدثت مع السعوديين ودول اخرى صديقة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط تخشى من إيران من اجل تنسيق المواقف؟
٭ «لا أتطرق إلى علاقاتنا مع العالم العربي، لكن يمكن القول إن هناك اتفاق واسع جدا في الدول الرائدة في العالم العربي مع مواقفنا التي عبرت عنها. قلت للامريكيين إنه لا يحدث كثيرا في المنطقة أن تتفق إسرائيل والدول العربية على شيء ما، وحينما يحدث ذلك يتوجب الاصغاء».
٭ هل هناك توتر شخصي بينك وبين الرئيس اوباما؟
٭ «لا أرى اطلاقا الامور من الناحية الشخصية. قبل كل شيء هناك امور كثيرة تعاونا فيها وقد تطرقت لها في خطابي. لكن هنا يوجد خلاف حول موضوع يمكن أن يعرض مستقبلنا للخطر. في هذا الشأن أظن أن من واجبي كرئيس حكومة إسرائيل أن أثبت ايضا عندما يكون الامر يتضمن عدم الاتفاق مع رئيس الولايات المتحدة. السؤال الواجب ليس لي لكن لاولئك الإسرائيليين الذين لا يقفون أمام هذا الخطر ولا يدعمون، ويقولون إننا نوافق على هذا الموقف لكننا غير مستعدين لاظهاره.
«اذا كنت تتفق مع الموقف في موضوع مصيري جدا، فماذا تفعل؟ هل ستحني الرأس وترجع إلى الوراء ثمانين سنة عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد الاقطاعي؟ لا تطرحوا مخاطر التدمير، لا تطلبوا العمل؟ توقفوا عن التشويش؟ أنا لا أقبل ذلك. الايام التي كان فيها الشعب اليهودي سلبيا وصمت ازاء الدعوات لتدميره والمخططات العملية لازالته عن وجه الارض، هذه الايام مضت وانطوت. طالما أني رئيسا لحكومة إسرائيل فهي لن ترجع. أتوقع من الجميع الوقوف في هذه اللحظة فوق السياسة والتحذير من الخطر والمطالبة بما أطلبه».
هناك تحالف يضم لفني، هرتسوغ، لبيد وآخرون يقولون إننا سنصلح العلاقات مع الولايات المتحدة.
«ماذا يعني اصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وتمكين إيران من التسلح بالقنبلة النووية؟ هذا غير معقول. العلاقات مع الولايات المتحدة قوية بما يكفي وهي تمر بارتفاع وهبوط، وهي الآن في تصاعد. دعم إسرائيل في الولايات المتحدة في ذروته. والدعم الشخصي لي زاد في السنة الاخيرة. لن نفقد الجمهور الامريكي اذا لم نتمسك بمواقفنا. بالعكس. هم يحترمون رئيس الحكومة الذي يتمسك برأيه. صحيح دائما هناك شخص كهذا أو ذاك يمكن أن يفكر بطريقة مختلفة، لكن في نهاية المطاف علينا أن نتمسك بمواقفنا.
أمر واحد مؤكد: في هذا الوقت لن نسمح أن يكون لدى إيران غدا وسيلة تدمير تُمكنها من محو إسرائيل عن وجه الارض. كل من لديه عيون في رأسه يعرف أن هذا هو الوقت للصمود وعدم الخضوع».
بوجي وتسيبي سيُقسمان القدس
نتنياهو يقول في بودابست إن هرتسوغ ولفني غير مناسبين، لأنهما يريدان تقسيم القدس واقامة تحالف مع القائمة العربية الموحدة. نتنياهو يشخص توجها لنشاط واسع وسري يستهدف أكبر عدد من العرب للتصويت، وبهذا تقليص كعكة المقاعد والتسبب بفقدان اليمين 5 مقاعد. وضع كهذا يمكن حدوثه فقط اذا كان الجمهور الواسع الذي يهتم بنتنياهو لا يصوت لليكود أو لا يأتي للانتخاب.
٭ هل تعتقد أن هرتسوغ ولفني غير جديرين ليكونا رئيسين للحكومة؟
٭ «هكذا بالضبط. أظن أنهما غير جديرين، فهما لن يصمدا ليوم واحد أمام الضغوط، ولن يصمدا ليوم واحد أمام التسلح النووي الإيراني. لقد أعلنا أنه عند انتخابهما سيذهبان إلى رام الله، وأعرف ماذا سيحدث هناك: سيعرضان عليه اقامة الدولة تُقسم القسم وتقف على حدود تل ابيب كما عرض في الماضي. وسيعرضان على أبو مازن كل التنازلات في الاراضي وسيقيمان هنا فورا حماستان الثانية أو سيكون عندنا خطرا إيرانيا مزدوجا: نووي ووكيل آخر إيراني يتموضع على حدودنا وفي قلب إسرائيل».
٭ هل ترى احتمال لتبادل رئاسة الحكومة؟
٭ «هناك تحالف يتم تحريكه من اوساط سرية وعلنية تهدف إلى اسقاط الليكود من الحكم ووضع حكومة يسار مكانه. هذا ليس تحالف «فقط ليس بيبي» الذي نعرفه، أنا أتحدث عن قوى اخرى كبيرة جدا تضم الاموال بعشرات ملايين الشواقل التي يتم جلبها من الخارج، ومستشارين وجهات اخرى من اجل فعل شيئين: تشجيع المجيء إلى صندوق الاقتراع لمصوتي اليسار بدرجة كبيرة جدا اكثر مما هو حاليا، لحدوث تصويت كبير من عرب إسرائيل. الحديث يدور عن جمعيات ممولة جيدا يمكن أن تؤدي إلى حصول العرب على 16 مقعدا، هكذا يتم حسم الانتخابات».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بقلم:ليلاخ سيغان،عن معاريف
المضمون:( يحاول الكاتب تحليل شخصية نتنياهو، حيث يقول انه خطيب ولكنه لا يفعل شيء، كما والقى الكاتب باللائمة على نتنياهو بسبب تنامي معاداة اسرائيل وخاصة في الصحافة العالمية)
ليس هنالك شك في أنه عندما يريد نتنياهو أن يضع الأمور على الأجندة اليومية فإنه يعرف القيام بذلك. ليس هنالك وسيلة إعلام في الولايات المتحدة لم تورد الخطاب في الكونغرس في عناوينها الرئيسية، ولكن مشكلة نتنياهو هي أن معظم وسائل الإعلام لا تُطيقه، ولا نتحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. صحيح أن هنالك الكثير من وسائل الإعلام الاجنبية تحولت إلى معادية لإسرائيل في السنوات الاخيرة، ولكن نتنياهو مع كل مؤهلاته يقوم فقط بجعل الوضع اكثر سوءاً. كما أن القليل من الصحف التي ما زالت تعتبر محبة لإسرائيل تمقته بصورة شخصية.
ولسخرية القدر فإن مؤهلاته هي أيضاً تشكل مأساته. ونظراً لأنه آسرٌ جداً بكلماته فإنه مخيبٌ للآمال جداً بأفعاله. إنه يعرف أن يحدد بصورة مدهشة كل مشكلة، لديه حتى الآن مجموعة من المصفقين، ولكن ومع مرور الوقت فانهم يتضاءلون.
نتنياهو لم يخلق أي مشكلة، لم يخلق الساميّة، أو الصحف المعادية لإسرائيل، أو النووي الإيراني، أو السياسات الخارجية لادارة أوباما. لم يحدث شيء بسببه، ولكن لكل مكان ننظر إليه يتضح أن نتنياهو عرف كيف يلقي خطاباً مدهشاً ولكنه بالفعل فرَّق، وسعى ولم ينفذ.وبشكل عام فقط جعل الوضع أكثر سوء.
نتنياهو هو سياسي مدهش نظراً لأنه ينثر كلماته مثل الغبار السحري. هو يَعِد، يرمقك بنظرة ساحرة، يهدئ من روعك بان كل شيء سيكون على ما يرام، ثم يأسرك. ولكن بعد عدة سنوات من التجربة المتراكمة من الوعود الكاذبة، فإن الغبار ما زال موجوداً ولكن السحر تلاشى منذ فترة.
لقد توقف عن خداع أفضل السياسيين في حزبه الذين يئسوا وتركوا. لقد توقف عن خداع أشخاص من احزاب أخرى الذين منذ فترة أصبحوا لا يثقون به، لقد توقف عن خداع غالبية الإسرائيليين الذين لم يعودا مهتمين به أكثر كرئيس حكومة. لقد توقف عن خداع عدد لا بأس به من الأمنيين، الذين خرجوا ضده في الايام الأخيرة. كما توقف عن خداع أيضاً دول أوروبا التي مثل الوباء اعترفت مؤخراً من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. الآن توقف أيضاً عن خداع الأمريكيين الديموقراطيين. صحيح، أنه تبقي حتى الآن الجمهوريون، ولكن هذا يشير إلى أن هنالك فقط هدف آخر للهدم، اذا اعطيت له الفرصة القادمة.
نتنياهو يستطيع الحصول على 10/10 في الخطابات ولكن يحصل على صفر في العلاقات الانسانية. حيث أن بيل كلينتون أيضاً لم يحتمله، وليس بالامكان أن نقول عنه أنه مسلم أو أنه لا يحب إسرائيل. اذاً صحيح أن أوباما سوف يذهب وسيأتي شخص آخر ولكن من الممكن أن يكون ذلك هيلاري كلينتون، ماذا نسعمل حينئذ؟ الديموقراطيين لقد فقدهم نتنياهو، وثانيةً لن يكون هنالك مع من يتكلم معه.
رئيس الحكومة على حق بخصوص الكل ولكنه أثبت بكل السبل الممكنة، بأنه ليس هو الشخص الذي يستطيع أن ينقذنا من كل هذا. بالعكس، إن الكراهية الشخصية تجاهه وصلت إلى مستويات جديدة. والشخص الذي هو أفضل من يشرح مشاكل إسرائيل هو لسخرية القدر الشخص الذي يعمقها.
لقد تأثرنا من الخطاب، ولا نقول ذلك تهكماً-جميل أن لدينا من يتكلم بهذه الدرجة من الجمال لصالح إسرائيل. وهذا ليس أمراً بديهياً. ولكن في الاسبوع القادم هذا الخطاب سيُنسى، ومن ثمّ ستطفو المواضيع المؤلمة التي تتطلب حلاً وليس فقط كلمات. وبالضبط كما أثبت نتنياهو أنه يستطيع القاء خطاب مؤثر، فإنه أثبت أيضاً في العديد من المرات بأنه أبعد من ذلك ليس قادراً على إدارة سياسات من شأنها أن تحل المشاكل. ليس في الداخل ولا في الخارج.القاء الخطب، هذا كل ما لديه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشروع القطار المعلق في القدس
المشروع يحل مشاكل سياحية ولكنه يلقى الاعتراض لأسباب سياسية وبيئية ودينية
بقلم:نير حسون،عن هآرتس
المضمون:( يتحدث الكاتب عن مشروع القطار المعلق في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، والذي من شأنه تغيير المعلم المسلم للمدينة، ويضيف الكاتب ان رئيس البلدية والحكومة يعتبران القدس موقع سياحي، ولكنهما لا يشعران بالاحترام للمدينة، هذا استخفاف وانغلاق حس تجاه طبيعة القدس.)
في الاشهر الاخيرة وصل مخططون مرات عديدة إلى ساحة كنيسة بطرس ان جليكتنو في جبل صهيون وكان هدفهم فحص مكان اقامة عمود ضخم يعلق عليه كابل القطار المعلق (تلفريك) الذي سينقل المسافرين إلى المبكى، إلى البلدة القديمة والى جبل الزيتون. واقلق وجود المساحين رجال الكنيسة. وتقوم البلدية بدفع المشروع الطموح والحساس بعيدا عن عين الجمهور، ولهذا الغرض اتصلت البلدية بشركة فرنسية. ومن المتوقع للمشروع أن يثير اعتراض شديد، سواء بسبب معانيه السياسية أم بسبب معانيه البيئية والتخطيطية.
يتدحرج مخطط اقامة قطار معلق في العاصمة في أروقة البلدية منذ بضع سنوات. وقبل نحو سنتين اعلن رئيس البلدية، نير بركات، بانه في غضون سنتين سيبدأ القطار المعلق بالعمل، ولكن منذئذ تجميد المشروع ولم يطرح على طاولة لجنة التخطيط. ومع ذلك، في صحيفة «لا فيغارو» الفرنسية نشر أمس بان البلدية اتصلت مؤخرا مع شركة بنى تحتية فرنسية تسمى SAFEGE، التي بدأت بفحص جدوى المشروع. وحسب ذاك التقدير، اقامت SAFEGE اتصالا مع شركة فرنسية اخرى تسمى Poma بوما» مختصة باقامة القطارات المعلقة.
وتشارك شركة الاستشارات الإسرائيلية «مجموعة «بارتو» وكذا سلطة تطوير القدس. وعلمت «هآرتس» أيضا بان جمعية العاد الاستيطانية، التي تشغل الحديقة الوطنية «مدينة داود» المجاورة للمبكى، تشارك هي الاخرى في تحقيق مشروع القطار المعلق. وتسمى المحطة قرب المبكى «كديم» مثل اسم مركز الزوار الجديد الذي تخططه الجمعية على مسافة غير بعيدة من هناك. وورد في وثائق الخطة فانه لن يكون ممكنا تحقيق خطة القطار المعلق حتى اقرار الخطة لاقامة مركز الزوار. ويوم الخميس القادم سيجرى نقاش في لجنة الاستئناف في المجلس الاقليمي للتخطيط بالنسبة لخطة مركز الزوار. اضافة إلى ذلك، وبسبب مشاركة الجمعية امتنع مدير عام وزارة شؤون القدس، دابير كهانا، الذي كان مسؤولا كبيرا في جمعية العاد قبل تعيينه في المنصب، عن الانشغال في المشروع. وتخطط البلدية لكشف المشروع في مؤتمر صحافي في الاسابيع القريبة القادمة. وحسب العرض الذي اعده المخططون ووصل إلى «هآرتس» سيكون للقطار المعلق اربع محطات. الاولى ستقام في محطة القطار الاولى في طرف شارع عيمق رفائيم؛ والثاني قرب باب المغاربة، في مدخل حائط المبكى، والثالثة قرب فندق الاقواس السبعة في جبل الزيتون؛ اما الرابعة فبجوار موقع جات شومانيم. وفضلا عن المحطات والمقطورات الطائرة ستتضمن المنظومة عشرات العواميد الضخمة التي تقطع الحوض التاريخي للمدينة وتبنى على مسافات قصيرة من الاماكن الاكثر حساسية من ناحية دينية. وفي احد الخيارات التي درست ورفضت كان خط القطار المعلق يمر حتى من فوق الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم.
وحسب المخططين، فان القطار المعلق سيحل مشكلة المواصلات ونقل السياح حول البلدة القديمة. وبتقدير المخططين فان كلفة المشروع ستبلغ 125 مليون شيكل. وميزاته المركزية هي في التخفيض الدراماتيكي في حركة السيارات حول البلدة القديمة. وحسب العرض، فيمكن للقطار المعلق ان يقلل بنحو 30 في المئة من حركة السيارات الخاصة، 50 في المئة من حركة الباصات، وكذا تقليل بعشرات في المئة من انبعاث الدخان الملوث الذي يرتبط بالمواصلات العامة. وحسب المخططين، فان المشروع يستغل الطوبغرافيا الجبلية للقدس وكلفته متدنية جدا عن اي حل مواصلاتي آخر إلى منطقة البلدة القديمة.
وقال لـ «لا فيغارو» كريستيان بوبيا، نائب مدير عام Poma، الذي قدر مدة الانشاء بين 10 و 18 شهرا وكلقة المشروع بين 5 ـ 10 مليون يورو للكيلو متر. كما يظهر في الوثائق جدول زمني سريع لتنفيذ المشروع. وفي الشهر الماضي كان يفترض ان يرفع تقرير «تخطيط اساسي» وحتى نيسان من هذا العام يفترض أن ترفع الخطط إلى لجنة التخطيط، التي ستقر الخطط حتى سنة اخرى مما يسمح بنشر العطاءات في نيسان 2016.
ومع ذلك، من المتوقع أن يواجه المشروع معارضة حادة، سواء سياسية أم بيئية. ويقول المحامي داني زايدمان، الخبير في شؤون القدس، «لندع جانبا الموضوع السياسي. فهذا المشروع هو جريمة ضد القدس، مثل هولي لاند، هذا وهم ديزني للقدس، رئيس البلدية والحكومة يعتبران القدس موقع سياحي، ولكنهما لا يشعران بالاحترام للمدينة. فهذا مثل فتح منطقة تزلج على الجليد في الفاتيكان لزيادة عدد الحجاج. هذا استخفاف وانغلاق حس تجاه طبيعة القدس».
ويشبه زايدمان المشروع بمشروع آخر، اقل حساسية بكثير ـ اقامة جسر المغاربة إلى الحرم. «في 2007، عندما طرح مشروع الجسر حذرت ديوان رئيس الوزراء من عمله داعيا اياهم الا يعتبروا الحرم موضوعا عقاريا. فنحن لسنا في الخضيرة بل في المكان الاكثر حساسية وتفجرا في العالم. لم يسمعوني، وحتى اليوم لا يوجد جسر في عقبة المغاربة. فكيف على الاطلاق يمكن ان نتصور تمرير قطار معلق بمسافة 150 متر فوق الاقصى ونتوقع من الجميع أن يصفقوا؟».
اما من بلدية القدس فجاء التالي: «مشروع القطار المعلق يوجد في مراحل التخطيط قبيل رفع المخططات إلى لجنة التخطيط. وقد خطط المشروع بتقديم جواب لاحتياجات المواصلات الكثيرة في حوض البلدة القديمة، واختير كون القطار المعلق لا يحتاج بنى تحتية كثيرة على الارض ولهذا فانه لن يمس بالمواقع الهامة في المنطقة.
«المشروع يخدم سكان سلوان، الطور، جبل الزيتون، البلدة القديمة وبالطبع الزوار والسياح من كل الاديان وسيقصر لهم الجداول الزمنية في الوصول إلى الاماكن المقدسة والمواقع السياحية الكثيرة في منطقة الحوض المقدس. وهو سيسافر من نطاق المحطة، إلى جانب باب المغاربة المجاور للمبكى (خارج الاسوار) إلى جبل الزيتون والوصول إلى جوار الكنائس في سفوح جبل الزيتون، «جمعية العاد لا تشارك في التخطيط وفي المشروع. جرت معهم تنسيقات كون احدى المحطات في المنطقة توجد تحت مسؤوليتهم».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نتنياهو والإدارة
لوح بالقوة العسكرية الإسرائيلية وأكد أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها
بقلم:يعقوب عميدرور،عن إسرائيل اليوم
المضمون:(يتحدث الكاتب وهو مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، عن تبعات خطاب نتنياهو في الكونغرس، وحاول ان يقلل من التبعات السلبية لهذا الخطاب حيث قال انه باستثناء عدد من النواب (المهمين جدا) الذين حولوا الأمر إلى موضوع شخصي، فان إغلبية الديمقراطيين وتقريبا كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يفهمون أن الاتفاق مع إيران هو اشكالي جدا، وأن الطريقة التي يتم فيها اجراء المفاوضات وتتراكم فيها تنازلات امريكية في كل مرحلة، ستؤدي إلى اتفاق سيء).
في هذا الأسبوع في واشنطن، قبل وبعد خطاب نتنياهو في الكونغرس، التقيت مع عدد من اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري، من يستخف ويقلل من قيمة دعم الكونغرس الامريكي لإسرائيل ايضا في الموضوع الإيراني، لا يفهم الساحة الامريكية.
صحيح أن هناك ديمقراطيين كثيرين تم المس بهم بسبب الطريقة التي نظم فيها الخطاب، واقوال رئيس الحكومة حول الموضوع – في «ايباك» والكونغرس ـ لم ينسوا بعد الغضب والاهانة التي شعروا بها. محظور اختلاط الامور علينا: باستثناء عدد من النواب (المهمين جدا) الذين حولوا الامر إلى موضوع شخصي، فان اغلبية الديمقراطيين وتقريبا كل الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يفهمون أن الاتفاق مع إيران هو اشكالي جدا، وأن الطريقة التي يتم فيها اجراء المفاوضات وتتراكم فيها تنازلات امريكية في كل مرحلة، ستؤدي إلى اتفاق سيء.
يجب استثمار كل جهد لتقليل الغضب في اوساط الديمقراطيين. العلاقات معهم أمر حيوي لاستمرار العلاقات المميزة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك يجب القول بصورة واضحة: الرد على الخطاب من جانب عدد من الاوساط الرسمية في الولايات المتحدة غريب جدا. زعمهم الاساسي هو أن نتنياهو لم يقدم أي جديد ولم يعرض بديلا. رئيس الحكومة لم يكن يستطيع أن يجدد. طلب الامريكيون بصورة صريحة أن عليه أن لا يتعرض لتفاصيل المفاوضات أو الاتفاق «كي لا يشوش على المفاوضات»، وقد استجاب لطلبهم. كيف يمكن التجديد اذا أردنا الاستجابة لطلب واشنطن، عدم التطرق إلى التفاصيل المهمة في الاتفاق؟.
مع ذلك، كان هناك تجديد كبير في اقوال نتنياهو. من فوق المنصة الاعلى في الولايات المتحدة قال إن إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها بنفسها، ومن في رأسه عقل يفهم.
الزعم الامريكي الثاني، أن رئيس الحكومة لم يعرض بديلا للاتفاق، يتجاهل حديثه عن موضوعين أساسيين. حول ما سنطلب من إيران، عرض رئيس الحكومة بديلا واضحا: تجريد إيران من امكانية التخصيب. مستشارة شؤون الامن القومي تطرقت في خطابها أمام «ايباك» لهذا الطلب وقالت إنه غير منطقي، ولهذا يجب الاكتفاء بما هو أقل. هذا خلاف بين خيارين، وليس من الممكن الادعاء أنه لم يعرض بديل كهذا (بالمناسبة، ذات يوم كان هذا هو الموقف الامريكي).
البديل الثاني الذي عرضه رئيس الحكومة، جديد ويتعلق بفترة سريان الاتفاق. الآن يدور الحديث عن فترة محدودة، الاشاعات تقول إنه سيكون لـ 10 ـ 15 سنة، وفي نهايته «تعود إيران إلى أسرة الشعوب». نتنياهو عرض عدم التحديد المسبق لفترة الاتفاق ولكن ربطه بسلوك إيران. حسب زعمه ليس من الصحيح اعادتها إلى أسرة الشعوب فقط لأنه مرت فترة معينة بدون خرق الاتفاق في الوقت الذي تقف فيه إيران خلف أحداث إرهابية في أنحاء العالم. ليس صحيحا وقف الضغط على إيران في الوقت الذي تدعم فيه حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وتدعم قواتها الموالية لها على حساب استقرار واحيانا على حساب وجود دول اخرى (مؤخرا اليمن.)
يمكن الزعم أنه ليس بالامكان انجاز اتفاق كهذا. يمكن الزعم أنه يفضل اتفاق ـ يؤدي في النهاية إلى أن تتصرف إيران بطريقة اخرى ـ ولكن لا يمكن الزعم أنه لم يتم عرض بديل. وهكذا في الموضوعين الحيويين فقد عرض نتنياهو موقفا مختلفا بديلا للاتفاق الآخذ في التبلور. يمكن معارضة هذه البدائل لكن ليس من الممكن الادعاء أنها لم تُعرض.
بالنسبة لبديل للاتفاق نفسه: هنا كان رئيس الحكومة واضحا فقد قال إنه حسب رأيه فان البديل هو استمرار العقوبات الاقتصادية، التي أدت بالناخبين في إيران إلى انتخاب مرشح من مرشحي خامنئي القادر على رفع العقوبات، ليس معتدلا لكنه يعرف بصورة افضل الغرب ويستطيع قول الاقوال الصحيحة وأن الوضع الاقتصادي أجبر الإيرانيين على الدخول في المفاوضات رغما عنهم. يمكن التساؤل اذا كانت عقوبات اقتصادية أشد هي البديل الجيد (حسب رأيي التهديد العسكري الصادق أكثر حيوية)، لكن لا يمكن الادعاء أنه لم يتم عرض بدائل.
حتى الآن الرد الامريكي الرسمي على الخطاب مُخيبا للآمال، وهناك من يزعمون ذلك في الجانب الاكثر ليبرالية في الخارطة السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بوجي وتسيبي… صفر في القيادة
يعتقد نتنياهو أن هناك مؤامرة تُحاك من الخارج تستهدف إسقاط الليكود من الحكم
بقلم:شلومو تسيزنا وماتي توخفيلد،عن إسرائيل اليوم
المضمون:( يتحدث الكاتبان عن مقابلة أجرتها صحيفة اسرائيل اليوم مع نتنياهو،شرح من خلالها مسوغات ومبررات خطابه في الكونغرس، ويقول إن الخطاب يستحق المواجهة مع أوباما، ولم ينسى نتنياهو القيام بدعابة انتخابية في لقائه حيث قال ان المعسكر اليميني ينوي تقسيم القدس)
بعد الخطاب في الكونغرس والمواجهة مع الرئيس اوباما و11 يوم قبل الانتخابات، يقول نتنياهو في مقابلة خاصة في «إسرائيل اليوم»: «رئيس حكومة في إسرائيل عليه أن يكون مستعدا للوقوف ايضا أمام افضل اصدقائنا وأن يقول الامور كما هي، وإلا فان التاريخ سيحاسبه بشدة».
نتنياهو يوضح أن الخطاب الذي ألقاه «يستحق ثمن المواجهة» مع الرئيس الامريكي، ويقول: «في موضوع مصيري جدا ما العمل، هل ستحني الرأس؟ هل سنرجع ثمانين سنة إلى الوراء عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد ولا تطرحوا مخاطر الابادة ولا تطلبوا القيام بأي شيء؟ توقفوا عن التشويش؟ أنا لا أقبل ذلك!».
رئيس الحكومة متفائل من تأثير خطابه في الكونغرس. «لدي انطباع أن الاقوال التي قلتها هناك حظيت بتأييد كبير جدا، سواء عند الجمهور الامريكي أو اعضاء الكونغرس، الجمهوريين أو الديمقراطيين. في اللقاء في الكونغرس بعد الخطاب مع زعماء مجلس الشيوخ كان واضحا أن الامور الاساسية التي قلتها استقرت عميقا في وعيهم وهي تشكل قاعدة للنقاش وبيقين لاعادة الفحص من جديد لدى عدد ليس قليل من هؤلاء الاشخاص. هذا يعادل الجهد الذي بُذل. اذا تسلحت إيران بالقنبلة النووية بهدف تدمير إسرائيل فان هذا الامر سيعرض وجودنا للخطر. لو لم أتصرف كما تصرفت سيقولون لنا: لماذا لم تتحدثوا؟ لماذا لم تحذروا؟ لماذا لم تعملوا في الوقت المناسب؟ كما هو معلوم أنا أعمل في الوقت المناسب.
«خلافا لما يقولون، فان العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية وستتغلب على الخلافات في الرأي. اذا طرح الامر لحسمه في الكونغرس ـ هذه امكانية حقيقية ـ فليس عندي شك أنني عززت به موقف إسرائيل. إلى حين زيارتي في واشنطن، الموضوع الذي كان على جدول الاعمال اليومي هو داعش. صحيح أن داعش موضوع مهم والحرب ضده هي حرب مهمة، لكن عند مقارنة الخطر الذي يهدد العالم من داعش بالخطر من إيران نووية فان الخطر منها يشمل العالم وهذا شيء أكثر خطرا. ظهوري في الكونغرس والخطاب الذي سبقه حول الخطاب وضع إيران من جديد على جدول الاعمال اليومي العالمي».
اتفاق أفضل أو عدم الاتفاق
«في خطابي اقترحت بديلين للاتفاق السيء الآخذ في التبلور. الاول، طلب زيادة الوقت المطلوب لإيران لانتاج القنبلة النووية، اذا ما خرقت الاتفاق. وذلك بواسطة تشديد القيود على البرنامج النووي. الثاني، عدم ازالة هذه القيود قبل أن يكون هناك تغيير هام في السلوك العدواني لإيران، هذا السلوك الذي يتضمن وقف دعم الإرهاب ودعوتها لتدمير إسرائيل. في كل الاحوال، حسب الاتفاق القائم، خلال عشر سنوات هناك رفع تلقائي للعقوبات وتستطيع إيران انتاج ما تريد من القنابل، خلال فترة زمنية قصيرة جدا تصل إلى بضعة اسابيع».
أنت تعمل ضد النووي الإيراني منذ فترة طويلة لكن إيران مستمرة في طريقها.
«قبل كل شيء، لولا الامور التي قمت بها وأستمر في القيام بها منذ عشرين عاما حتى قبل أن اكون رئيسا للحكومة، لكان قد أصبح عند إيران قنبلة. إيران بدأت التسلح بالسلاح النووي، وقد استخدمت ضغوط لفرض عقوبات اقتصادية عليها حتى في فترة وجودي في المعارضة، قمنا بنشاطات كثيرة لمنع هذا التسلح. الخطوط الحمراء التي رسمتها أثرت، لكن المهمة لم تنته».
لقد نشر عن محادثات جرت بينك وبين وزير الدفاع السابق اهود باراك أنكما خططتما للقيام بهجوم عسكري ضد إيران. اقوال حول الموضوع قيلت من رئيس الموساد السابق مئير دغان. ماذا حدث بالضبط هناك، هل الهجوم العسكري ألغي من جدول الاعمال؟
«لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به».
رئيس هيئة الاركان السابق، غانتس، أشار إلى الموضوع.
«لست هنا من اجل التحدث عما نوينا القيام به أو عما ننوي القيام به. فقط أقول إن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي».
٭ لكن اوباما يقول نفس الشيء. كيف يمكننا فهم الفجوات بينكما؟
٭ «نحن مختلفان في طريقة منع ذلك. الاتفاق الذي تبلوره الدول العظمى الآن يفتح الطريق أمام إيران للتسلح بقنابل نووية كثيرة. هذا الاتفاق يقول لإيران: اذا التزمتم بالاتفاق فانكم بعد عشر سنوات تستطيعون أن تنتجوا من غير قيود المادة المطلوبة لعدد غير محدود من القنابل، ولا أحد يواجه هذه الحقيقة في الاتفاق. العقوبات المشددة التي فرضت على إيران في 2012 أدت بها خلال فترة قصيرة جدا إلى طاولة المفاوضات، الامر الذي رفضوا القيام به قبل ذلك عندما كانت العقوبات مخففة. يؤسفني أن الاتفاق المرحلي الذي وقع أزال الضغط عن إيران التي تعتقد بعدم وجود ما يكفي من الاصرار لدى الغرب والدول العظمى لمواصلة فرض العقوبات ـ في الوقت الذي توجد فيه افضلية اقتصادية كبيرة للدمج بين عقوبات اقتصادية شديدة وهبوط اسعار النفط. الاقتصاد الإيراني سيجد صعوبة في التعامل معها، وهناك احتمال لأن تؤدي بالنظام الإيراني لقبول شروط لا يوافق عليها اليوم. في الوقت الراهن مطلوب اصرار على المطالبة بالطلبات الاساسية التي طرحتها في خطابي في واشنطن. لقد طرحت هذين الطلبين اللذين يختلفان عما هو مطروح الآن في اطار أفضل بما لا يقاس عن الاتفاق المعروض. البديل للاتفاق المعروض إما أن لا يكون اتفاق أو أن يكون اتفاق أفضل. هذان البديلان أفضل من الاتفاق الآخذ في التبلور.
٭ هل تفاجأت من رد اوباما على خطابك في الكونغرس؟
٭ «رد الادارة لم يكن مفاجئا لأن هذا موقفهم. لقد فوجئت في الاساس من الرد المشجع للجمهور الامريكي ومن رد المشرعين، ومنهم ديمقراطيون كثيرون وصفوا الخطاب بأنه «قوي». إنه خطاب طرح امور واسئلة على الادارة الامريكية لمناقشتها. هذه المقولة سمعتها، ليس منهم بالضرورة، لكنها شائعة».
٭ كيف يمكن وقف المصادقة على الاتفاق في الكونغرس، مطلوب دعم 13 سناتور ديمقراطي، هل هذه الاغلبية موجودة بعد الخطاب؟.
٭ «لا أعرف. فأنا لا أشتغل في سن تشريع محدد في الكونغرس أو في فرز الاصوات هناك. أنا أهتم بازالة الخطر الذي يواجه إسرائيل والعالم بسبب الاتفاق الآخذ في التبلور، وأعرض اقتراحات بديلة لتحسين هذا الاتفاق السيء».
٭ هل تحدثت مع السعوديين ودول اخرى صديقة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط تخشى من إيران من اجل تنسيق المواقف؟
٭ «لا أتطرق إلى علاقاتنا مع العالم العربي، لكن يمكن القول إن هناك اتفاق واسع جدا في الدول الرائدة في العالم العربي مع مواقفنا التي عبرت عنها. قلت للامريكيين إنه لا يحدث كثيرا في المنطقة أن تتفق إسرائيل والدول العربية على شيء ما، وحينما يحدث ذلك يتوجب الاصغاء».
٭ هل هناك توتر شخصي بينك وبين الرئيس اوباما؟
٭ «لا أرى اطلاقا الامور من الناحية الشخصية. قبل كل شيء هناك امور كثيرة تعاونا فيها وقد تطرقت لها في خطابي. لكن هنا يوجد خلاف حول موضوع يمكن أن يعرض مستقبلنا للخطر. في هذا الشأن أظن أن من واجبي كرئيس حكومة إسرائيل أن أثبت ايضا عندما يكون الامر يتضمن عدم الاتفاق مع رئيس الولايات المتحدة. السؤال الواجب ليس لي لكن لاولئك الإسرائيليين الذين لا يقفون أمام هذا الخطر ولا يدعمون، ويقولون إننا نوافق على هذا الموقف لكننا غير مستعدين لاظهاره.
«اذا كنت تتفق مع الموقف في موضوع مصيري جدا، فماذا تفعل؟ هل ستحني الرأس وترجع إلى الوراء ثمانين سنة عندما قالوا لليهود لا تقوموا باغضاب السيد الاقطاعي؟ لا تطرحوا مخاطر التدمير، لا تطلبوا العمل؟ توقفوا عن التشويش؟ أنا لا أقبل ذلك. الايام التي كان فيها الشعب اليهودي سلبيا وصمت ازاء الدعوات لتدميره والمخططات العملية لازالته عن وجه الارض، هذه الايام مضت وانطوت. طالما أني رئيسا لحكومة إسرائيل فهي لن ترجع. أتوقع من الجميع الوقوف في هذه اللحظة فوق السياسة والتحذير من الخطر والمطالبة بما أطلبه».
هناك تحالف يضم لفني، هرتسوغ، لبيد وآخرون يقولون إننا سنصلح العلاقات مع الولايات المتحدة.
«ماذا يعني اصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة؟ وتمكين إيران من التسلح بالقنبلة النووية؟ هذا غير معقول. العلاقات مع الولايات المتحدة قوية بما يكفي وهي تمر بارتفاع وهبوط، وهي الآن في تصاعد. دعم إسرائيل في الولايات المتحدة في ذروته. والدعم الشخصي لي زاد في السنة الاخيرة. لن نفقد الجمهور الامريكي اذا لم نتمسك بمواقفنا. بالعكس. هم يحترمون رئيس الحكومة الذي يتمسك برأيه. صحيح دائما هناك شخص كهذا أو ذاك يمكن أن يفكر بطريقة مختلفة، لكن في نهاية المطاف علينا أن نتمسك بمواقفنا.
أمر واحد مؤكد: في هذا الوقت لن نسمح أن يكون لدى إيران غدا وسيلة تدمير تُمكنها من محو إسرائيل عن وجه الارض. كل من لديه عيون في رأسه يعرف أن هذا هو الوقت للصمود وعدم الخضوع».
بوجي وتسيبي سيُقسمان القدس
نتنياهو يقول في بودابست إن هرتسوغ ولفني غير مناسبين، لأنهما يريدان تقسيم القدس واقامة تحالف مع القائمة العربية الموحدة. نتنياهو يشخص توجها لنشاط واسع وسري يستهدف أكبر عدد من العرب للتصويت، وبهذا تقليص كعكة المقاعد والتسبب بفقدان اليمين 5 مقاعد. وضع كهذا يمكن حدوثه فقط اذا كان الجمهور الواسع الذي يهتم بنتنياهو لا يصوت لليكود أو لا يأتي للانتخاب.
٭ هل تعتقد أن هرتسوغ ولفني غير جديرين ليكونا رئيسين للحكومة؟
٭ «هكذا بالضبط. أظن أنهما غير جديرين، فهما لن يصمدا ليوم واحد أمام الضغوط، ولن يصمدا ليوم واحد أمام التسلح النووي الإيراني. لقد أعلنا أنه عند انتخابهما سيذهبان إلى رام الله، وأعرف ماذا سيحدث هناك: سيعرضان عليه اقامة الدولة تُقسم القسم وتقف على حدود تل ابيب كما عرض في الماضي. وسيعرضان على أبو مازن كل التنازلات في الاراضي وسيقيمان هنا فورا حماستان الثانية أو سيكون عندنا خطرا إيرانيا مزدوجا: نووي ووكيل آخر إيراني يتموضع على حدودنا وفي قلب إسرائيل».
٭ هل ترى احتمال لتبادل رئاسة الحكومة؟
٭ «هناك تحالف يتم تحريكه من اوساط سرية وعلنية تهدف إلى اسقاط الليكود من الحكم ووضع حكومة يسار مكانه. هذا ليس تحالف «فقط ليس بيبي» الذي نعرفه، أنا أتحدث عن قوى اخرى كبيرة جدا تضم الاموال بعشرات ملايين الشواقل التي يتم جلبها من الخارج، ومستشارين وجهات اخرى من اجل فعل شيئين: تشجيع المجيء إلى صندوق الاقتراع لمصوتي اليسار بدرجة كبيرة جدا اكثر مما هو حاليا، لحدوث تصويت كبير من عرب إسرائيل. الحديث يدور عن جمعيات ممولة جيدا يمكن أن تؤدي إلى حصول العرب على 16 مقعدا، هكذا يتم حسم الانتخابات».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ