تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 10/03/2015



Haneen
2015-03-24, 10:17 AM
ثورة في حارتنا

بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت أحرونوت

المضمون:(يقول الكاتب أن شخصية نتنياهو ألحقت الضرر بحزب الليكود، الأمر الذي أبعد الناخبين عن خيار انتخاب الليكود )

يعتقد الرأي السائد بالعموم بأن موشيه كحلون ويئير لبيد سيركضان ـ بعد يوم من الانتخابات ـ إلى أذرع حكومة نتنياهو. وبالتأكيد إذا كان أحدهما لسان الميزان بين الكتلتين. أنا أيضا أعتقدت كذلك، إلى أن خرجت للتجول في حيي السكني. هذا حي تل أبيبي ليس شماليا وليس جنوبيا. حي يعكس في تركيبته السكانية للساكنين والعاملين فيه مصوتي كل الأحزاب. وهو يتنبأ بشكل لا بأس به بنتائج الانتخابات؛ جولة فيه قبل الحملات الانتخابية السابقة قدمت توقعا أكثر دقة من الاستطلاعات.
الظاهرة البارزة في حيي هذه المرة هو اختفاء الليكود. فقد ابتلعته الأرض. وأنا أقصد الليكوديين: هم يواصلون كونهم جزءا هاما من جمهور العاملين والساكنين في الحي. أنا أقصد المصوتين. هذه المرة لا يصوتون عندنا لليكود ـ أو لمزيد من الدقة، لا يصوتون لنتنياهو. فالغضب على نتنياهو يكون أحيانا علنيا، وبشكل عام خفيا، ولكن في اعتبارات الانتخابات يكون هذا حاسما. الليكوديون في حيي لن يصوتوا هذه المرة لليكود بسبب نتنياهو. من ناحيتهم نتنياهو هو عبء على حزبه وليس ذخرا انتخابيا.
هم يترددون بين لبيد، كحلون وربما حتى هرتسوغ. لماذا ليس بينيت وليبرمان؟ الجواب الذي سمعته: بينيت وليبرمان جلسا في حكومة نتنياهو المنصرفة وهما سيعلنا مسبقا أنهما سيجلسان في حكومته التالية. وبالتالي لماذا التصويت لهما؟ فالأفضل بالتالي نتنياهو نفسه. الجواب السلبي، كما اخذت الانطباع، قاطع جدا بالنسبة لبينيت وأقل قطعا بالنسبة لليبرمان الذي يعتبر، بعد حل الشراكة بين الليكود وإسرائيل بيتنا، كمن لم يعد يوجد في جيب نتنياهو.
يبدو أن هذين السياسيين أخطآ حين أعلنا عن تأييد تام لحكومة نتنياهو التالية، إذا ما كلف بتشكيلها. لا يزال بوسع ليبرمان أن يرمم مكانته (في حيي) إذا ما شدد على استقلاله وأبرز استعداده للجلوس أيضا في حكومة هرتسوغ أو في المعارضة. لديه هنا خيار للمفاجأة.
أما على يئير لبيد وإن كانت تثقل أشهر ولايته كوزير مالية نتنياهو، ولكن ـ في حييه ـ حقيقة أنه أقيل من وزارته من قبل نتنياهو إياه، تعمل في صالحه بالتأكيد. يبدو أن لبيد حقا حاول التغيير، يقول من أعرفهم من الحي، ولهذا فقد أقيل. لم يسمحوا له بأن يكمل مهمته، لم يسمحوا له بالعمل.
التأييد لـ «يوجد مستقبل» يزداد كلما بدا لبيد معارضا أكثر حزما. هكذا أيضا موشيه كحلون. في حيي مستعدون لإعطائه الفرصة والتصويت له، شريطة ألا يكرر خطأ لبيد وألا يذهب للخدمة في حكومة نتنياهو. جمهور ناخبي كحلون هم خائبو الأمل من نتنياهو، وهم حقا، حقا لا يريدون كحلون وزيرا لدى نتنياهو. لو أرادوا نتنياهو، لكانوا سيعطون صوتهم لليكود.
كحلون ولبيد على علم بمشاعر ناخبيهم. كلاهما شخصان شابان وطموحان. كلاهما يريان نفسيهما في موعد ما في المستقبل كرئيسي وزراء. وعليه، فكلاهما يفهمان بأنه من أجل أن يكونا بديلا لحزب نتنياهو فإن عليهما أن يبقيا خارج حكومة نتنياهو.
الأمر ليس ملحا لهما ولم تنتهي لهما الطريق. وهما مستعدان لان يجلسا في المعارضة، على الاقل فترة ولاية حكومة نتنياهو الضيقة التالية التي يتنبآن لها بمدى عمر قصير جدا.
انهما لن يشكلا الجسر الذي سيخطو عليه نتنياهو في طريقه إلى رئاسة الوزراء بعد الانتخابات. حذار أن يعلق عليهما مستقبله السياسي. اذا كان بوسع كحلون أو لبيد ان يلعبا بعد الانتخابات دور لسان الميزان، فانهما سيبرزان لسانا نحو نتنياهو ولن يعطيا يدا لتتويجه.
وماذا عن حكومة الليكود والمعسكر الصهيوني: لدى سكان وعاملي حيي، امكانية حكومة نتنياهو ـ هرتسوغ تعتبر غير معقولة وغير مرغوب فيها. سرقة عقل وسرقة اصوات ـ هذه هي الرسالة من حيي لمن يفكرون باقامة الحكومة المشتركة. وهو حي اسرائيلي لا يوجد أكثر منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

أمريكا لا تهتم

بقلم: عوديد طيرا،عن معاريف
المضمون:(يقول الكاتب أن الولايات المتحدة أغفلت الشرق الأوسط لأنها كانت تهتم باستيراد الوقود منها، وأشار الكاتب أن الولايات المتحدة الآن مصدرة للطاقة لذلك تغيرت سياستها في المنطقة )

حتى السنوات الأخيرة استوردت الولايات المتحدة 25 بالمئة من صادرات النفط العالمية. اعتمادها على النفط السعودي والكويتي ودول أخرى كان كبيرا. الآن الولايات المتحدة ستتحول إلى مصدرة للطاقة وخصوصا للغاز الطبيعي الموجود لديها بكميات هائلة. طورت الولايات المتحدة خلال العقد الاخير اساليب جديدة للتنقيب عن مصادر الطاقة التي وضعت تحت تصرفها غازا طبيعيا رخيصا وبكميات كبيرة. الآن هي تبحث عن اسواق جديدة لتصدير النفط والغاز وهدفها لا يتجه إلى منطقتنا الغنية بمصادر الطاقة. الدليل على ذلك أنه ليس للولايات المتحدة اهتمام بالشرق الاوسط كمستهلك للغاز وللمنتوجات الاخرى نظرا لأن الشرق الاوسط يتمتع بقوة شرائية منخفضة. يوجد للولايات المتحدة اهتمام للتجارة مع الشرق الاقصى وربما مع اوروبا. يمكن أن الولايات المتحدة ترى في قناة السويس عاملا استراتيجيا حيويا، لكن حسب رأيي القناة مهمة الآن أكثر لاوروبا.
موضوع النفط هو مثال واحد لمكان لم يعد فيه للولايات المتحدة اهتمام باسرائيل، وهناك امثلة اخرى كثيرة. الذخر الاساسي لاسرائيل هو التكنولوجيا، للولايات المتحدة توجد تكنولوجيا ولكنها دائما كانت تشتري التكنولوجيا من اسرائيل بواسطة شراء الشركات الاسرائيلية التي قامت بالاختراع من قبل الشركات الامريكية ابتداء من الشركات الصغيرة وانتهاء بالشركات الاكثر نضوجا، كما كانت هناك عملية تبادل للمعرفة بين الجيوش. رغم ذلك يمكن الافتراض أن الولايات المتحدة يمكنها تدبر أمرها من غيرنا.
من يحتاجون التكنولوجيا هم في الاساس الدول الاوروبية والصين وروسيا. الصين تحتاجها لكنها معروفة أيضا كـ «سارقة» للتكنولوجيا وهي لا تحترم حقوق الملكية الفكرية. اوروبا تحتاجها من اجل النمو الاقتصادي الذي يمكنه أن يشكل بديلا للهجرة اليها، لكنها آخذة في التأسلم سريعا وقد وصلت إلى نقطة اللاعودة حتى من غير الهجرة الاضافية. أما روسيا فهي ترى في الإسلام المتطرف عدوا مركزيا وهي اليوم تشكل العامل الاستراتيجي الاقوى. في الوقت الذي تنطوي فيه امريكا على نفسها وترتدع عن خوض الصراعات فان روسيا تمضي قدما رغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها. امريكا التي ترى في تنظيمات الإسلام السني المتطرفة عدوا يهدد بالخطر بلادها، تعقد الاتفاق مع إيران والشيعة. تقديري هو أنه في أعقاب ذلك فان العلاقات بين إيران الشيعية وروسيا ستضعف، كما أن المصالح الحقيقية بين اسرائيل والولايات المتحدة ستتلاشى. في الحقيقة هناك تضارب مصالح بدأ يظهر منذ الآن الامر الذي يفسر تصرف اوباما وحزبه تجاه نتنياهو.
اذا قررت روسيا أنها ترى في اسرائيل مصلحة مهمة فستكون هي الحليف المناسب. في نفس الوقت علينا أن نتذكر أن روسيا هي الدولة الاولى التي اعترفت باسرائيل والتي زودتها بالسلاح في حرب الاستقلال، في حين أن الولايات المتحدة ترددت وفرضت حظرا على الشرق الاوسط الامر الذي كان معناه المس باسرائيل. من اجل «الانتقال» إلى التحالف مع روسيا تحتاج اسرائيل إلى ولايتين من حكم الديمقراطيين في الولايات المتحدة، وذلك من اجل القيام بانتقال تدريجي من دون العداء الامريكي، ومن دون قطع العلاقات من قبلهم ومن دون فرض الحظر على قطع الغيار والعتاد والوسائل القتالية التي قمنا بشرائها.
بشكل عام يمكن القول: الولايات المتحدة تتجه إلى ترك المنطقة، وليس مهما كم سنكون لطيفين، علينا البحث عن شريك آخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

منطق المقاطعة

بقلم:عاميرة هاس ،عن هآرتس
المضمون:(تقول الكاتبة إن عملية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية تتيح المجال أمام أشخاص كثيرين للانخراط في انتفاضة دون أن يرموا حجراً).
رفوف البقالات والمحلات التجارية الفلسطينية فارغة من منتجات تنوفا واوسم. عدا عن المقتنعين ان عليهم مقاطعة هذه الشركات الاسرائيلية وشركات اخرى لاسباب وطنية، فإن اصحاب المحال التجارية والتجار يقومون بذلك لان العديد من المسؤولين الفلسطينيين وجنودهم المخلصين من فتح احرجوهم بشكل علني.
قبل ثلاثة اسابيع ونصف اعلنت «الحركة الوطنية للرد على اساليب العقاب الاسرائيلية» عن حملة لمقاطعة منتجات خمس من الشركات الاسرائيلية، طالما اسرائيل تحتجز اموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها على المعابر الحدودية الدولية. اللجنة، برئاسة المسؤول في فتح محمود العالول، حددت اسبوعين لتنظيف رفوف المحلات.
وبعد ان كان هناك من سخر بربط النشاط بالافراج عن الاموال، تم الاعلان عن ان المقاطعة دائمة. اللجنة ليست حكومية، وللمقاطعة لا يوجد غطاء قانوني ـ على عكس مقاطعة منتجات المستوطنات التي تستند على قرار حكومي رسمي (الرقابة عليها توقفت لغياب الرغبة او الاموال، وهي قائمة جزئيا.)
مع انتهاء الاسبوعين تجول اعضاء اللجنة بين العديد من حوانيت البقالة، ترافقهم وسائل الإعلام ـ بما في ذلك صحافيون اسرائيليون، وقاموا بتخجيل البائعين على الملأ.
في يوم الاثنين الفائت قام شباب من فتح بمصادرة شاحنة تحمل شحنة من حليب تنوفا، تعادل قيمتها عشرات الآلاف من الشواكل، وقاموا بسكب محتوياتها في وسط دوار المنارة برام الله. واحتاج الامر لثلاثة صهاريج مياه تابعة للبلدية من اجل تنظيف الميدان (تحتوي على الاقل ثلاثون كوبا مكعبا من هذا السائل غالي الثمن). العديد من المارة سارعوا لانقاذ القليل من اكياس وعبوات الحليب.
وردا على تساؤل المارة لماذا يسكب الحليب ولماذا لا يوزع على مخيمات اللاجئين على سبيل المثال، اجاب شباب فتح اذا قمنا بذلك سيقولوا اننا قمنا بسرقة الحليب لاستهلاكنا الشخصي.
مبدئيا، هناك دعم لخطوة المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية: سواء من اجل تشجيع الصناعة الفلسطينية، وسواء من اجل ارسال رسائل لاسرائيل وللاسرائيليين، ان الوضع ليس كالمعتاد. ولكن طبيعة النشاط الحالي «للجنة الوطنية» ولشباب فتح، يثير الكثير من القلق والاستياء.
«انها المرة الاولى التي يتضرر فيها افراد فتح من الخطوات العقابية الاسرائيلية (التقليص في الرواتب بسبب احتجاز اموال الضرائب)، لذا فهم قرروا ان يعملوا»، وهذه الاقوال رددها نشطاء سابقون في الحركة. كما قالوا « فتح ومسؤوليها، تم حشرهم في الزاوية وهم يبحثون عن اي طريقة ليبرزوا فيها».
وكان هناك ايضا من تساءل السؤال الذي لا مفر منه: « عن بطاقات الشخصيات الهامة هل تنازلوا؟». وهي البطاقات التي يمنحها الاسرائيليون لتتيح للمسؤولين العديد من التسهيلات.
وهناك ايضا تفسير آخر لنشاط اللجنة، والذي سمعته من العديد من الشبان «لا حاجة لاخافتهم من اجل ان يقاطعوا منتجات النظام الصهيوني».
وفقا لاقوالهم، النية المخفية هي من اجل تقويض شركات المشروبات، ولاحضار غيرها، التي تعود للمقربين، بدلا منها. حتى ولو ان هذا التفسير لنشاط اللجنة تم نفيه من اساسه ـ فإنه يشير إلى الشكوك العميقة في داخل الطبقة التي تمثلها.
ربما من الافضل للمسؤولين المقاطعين ان يبداوا بدمج الاعتبارات الصحية: التوضيح ان حليب البقر ـ بالذات النوع المشبع بالهرمونات- ليس صحيا، والبامبا المصنعة من الذرةمشبعة بالزيت والملح بكميات مبالغ فيها.
احدى قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي انعقد في الاسبوع الماضي في رام الله كان بمقاطعة جميع المنتجات الاسرائيلية، انه قرار فارغ، واقتصاديو الضفة يعرفون ذلك جيدا. صحيح انه يمكن التنازل عن العديد من المنتجات (من بحق السماء بحاجة إلى شكولاته وعلكة اسرائيلية، او مياه معدنية من الجولان او عين جدي). وممكن ـ ايضا في إطار اتفاق باريس- ان يتم إحضارها من الخارج، وليس عن طريق مستوردين اسرائيليين. ولكن هناك منتجات كثيرة لا يمكنهم استبدالها، واستيرادها من الخارج باهظ الثمن. ماذا مع اللحوم، على سبيل المثال؟ 97 بالمئة من اللحوم والطيور التي يستهلكها الفلسطينيون ـ يتم شراؤها من اسرائيل، حسبما قال لي اقتصادي فلسطيني. هل سيتنازل الفلسطينيون عن اللحوم ويصبحون نباتيون فورا؟. جميع نشاطات المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية حتى الآن (بما في ذلك المستوطنات)، قال لي الاقتصادي، لم تقلص معدل الاستيراد الفلسطيني من اسرائيل بأكثر من 5 بالمئة.
ولكن حتى لو ان الاستغناء عن معظم المنتجات الاسرائيلية لم يؤثر على الاقتصاد الاسرائيلي، فإن النشاط لاجل المقاطعة هو امر مهم. فالمقاطعة تتيح المجال امام اشخاص كثيرون للانخراط في نشاطات الانتفاضة، بدون ان تحرك حجرا او تطلق رصاصة. الاحتلال العسكري ـ الاستيطاني يكبل ايدي الفلسطينين في جميع المجالات وفي جميع تفاصيل حياتهم ويشوشها: من المولد وحتى الوفاة وما بعدها. ليس هناك اي امكانية للرد بصورة منفردة على كل نشاط عنيف كهذا. المقاطعة ترفع من آفاق النشاطات الجماعية وانفعالات الغضب، الكراهية والتطلع للانتقام، المبرر، الطبيعي والمفهوم (المفاجئ هو إلى اي حد هي قليلة التعبيرات الخاصة والعنيفة لتلك الانفعالات مبررة، طبيعية ومفهومة). فلتكن الدوافع ما تكون، مبادرة المسؤولين للمقاطعة (تدلل على تغييرات في المناخ السياسي الداخلي الفلسطيني. وهي بالتأكيد ليست نهاية المطاف.





ميراث من الاتفاقات السيئة

بقلم: ايال زيسر، عن إسرائيل اليوم
المضمون:(يقول الكاتب إنه من الأفضل ترك المشكلة النووية مع إيران على ما هي عليه بدلا من التوصل إلى اتفاق وهمي).

الاتفاق الآخذ في التبلور بين واشنطن وإيران في الموضوع النووي ينضم إلى اتفاق سابق له وقعته الولايات المتحدة في صيف 2013 ـ الاتفاق على ازالة الاسلحة الكيميائية في سوريا. الادارة الامريكية وصفت الاتفاق كانجاز دراماتي وكنجاح، لكنه سيدخل كما يبدو التاريخ كاتفاق جلب هدوءً مصطنعا لاوباما لبضع سنوات وعالج ظواهر المرض، ولم يعالج المشكلة نفسها ـ استمرار نظام الحكم القاتل لبشار الاسد.
بين الاتفاقين يمر خط مستقيم، وهو امتناع الادارة الامريكية عن أخذ المسؤولية كما يتوجب دورها كقائدة للعالم الحر في معاقبة النظام الاستبدادي على افعال محظورة ضد أبناء شعبه وجيرانه، والمعالجة الجذرية للخطر الذي يعرض أمن المنطقة وربما العالم.
إن تعب واشنطن من معالجة مشاكل العالم يمكن فهمه. الولايات المتحدة مُتعبة من الحروب في افغانستان والعراق وغارقة في الانشغال بمشاكلها الداخلية. في واقع كهذا ربما يكون من الافضل الاعتراف بالحقيقة الصعبة وفي الاساس يفضل ترك المشكلة مكشوفة أمام الجميع بدلا من التوصل إلى اتفاق وهمي، كي لا يُفاجأ أحد من أنه بعد بضع سنوات، وربما أقل، ستبرز المشكلة من جديد ـ سواء كانت تهديدا نوويا إيرانيا أو دموية النظام السوري ـ بصورة أكثر خطورة مما هي عليه اليوم.
إن استخدام السلاح الكيميائي ضد السكان المدنيين بالقرب من العاصمة من قبل الاسد قبل سنتين لم يكن للمرة الاولى. لكن العدد الكبير من القتلى، أكثر من 1200 وفي الاساس الدلائل من مسرح الاحداث لم تترك المجال للشك حول ما جرى في الحقيقة، لم يترك أي خيار أمام الادارة الامريكية سوى الرد.
يمكن الافتراض أن الرئيس اوباما لم يرغب في الانجرار إلى عملية في سوريا، لكن قبل بضعة اشهر من ذلك حذر بشار الاسد من أن استخدام السلاح الكيميائي يشكل بالنسبة للولايات المتحدة اجتيازا للخط الاحمر. لقد أمل أن يفهم الاسد الرسالة، لكن الاسد هو نفس الاسد، واعتقد أن اوباما يناور. هنا اضطر اوباما إلى أن يدرس ردا ليس بالتحديد من اجل خلاص الشعب السوري بل للحفاظ على سمعته وهيبته في العالم.
لقد تم استدعاء الروس لمساعدة اوباما والاسد، حيث طُبخت صفقة في اطارها تعهدت سوريا بالتجرد من السلاح الكيميائي لديها وفي النهاية تراجعت واشنطن عن نيتها معاقبة بشار الاسد على المذبحة التي نفذها ضد أبناء شعبه. الاتفاق الكيميائي بين اوباما والاسد وصف كانجاز دراماتي وتاريخي، لكن كان من السهل على الكثيرين تجاهل سلبياته: أولا، أعطى الحماية لبشار الاسد أمام أي خطوات دولية أو امريكية ضده طالما هو ملتزم بالاتفاق الذي تم التوصل اليه، وبهذا أعطى للرئيس السوري الضوء الاخضر، ولو بصورة غير مباشرة، للاستمرار في استخدام كل أنواع الاسلحة في حوزته باستثناء السلاح الكيميائي ضد المتمردين.
الاتفاق أرسل رسالة للشعب السوري بأن أحدا لن يهب لمساعدة الثورة السورية، وبهذا أعطى الدعم، غير المقصود، لبشار في حربه ضد المتمردين. من الواضح أنه اذا اجتاز بشار الحرب في سوريا فان الامر الاول الذي سيكون هو العودة إلى تطوير السلاح الكيميائي، وربما النووي، كما حاول القيام بذلك في السابق.
الاتفاق الآخذ في التبلور مع إيران لا يختلف كثيرا عن الاتفاق الذي تم احرازه في حينه مع الاسد. فهو يعطي للنظام الإيراني الحصانة أمام الهجوم ويرسل رسالة اشكالية لجارات إيران وايضا لاسرائيل بأنه ليس عليها الاعتماد على المجتمع الدولي ازاء العدوان الإيراني مستقبلا. اضافة إلى ذلك فهو يعفي إيران من العقاب على خرق الاتفاقات والالتزامات الدولية السابقة بشأن تطوير البرنامج النووي. وفوق كل ذلك هو لا يحل المشكلة النووية من الاساس لكنه فقط يؤجلها لبضع سنوات.