Haneen
2015-03-24, 10:18 AM
مطلوب تصويت نسائي
بقلم: أوريت كمير،عن هآرتس
المضمون:(تقول الكاتبة إن المرأة الإسرائيلية مغيبة من التمثيل في الأحزاب، حيث لا يوجد نساء في هذه الانتخابات على رأس القوائم، وأن معظم الأحزاب الإسرائيلية هي أحزاب ذكورية إقصائية )
قبل سنتين وقفت نساء على رأس ثلاث قوائم سياسية من اليسار والوسط في إسرائيل، شيلي يحيموفيتش وقفت على رأس العمل، تسيبي لفني على رأس الحركة وزهافا غلئون على رأس ميرتس. هذه الأحزاب توجهت بصورة صريحة إلى جمهور الناخبات، ولهذا سارعت الأحزاب الأخرى، التي تتفاخر بكونها وسط (مثل يوجد مستقبل وحتى إسرائيل بيتنا) إلى العرض بصورة تظاهرية، نساءها وأن تغمز أيضا لجمهور الناخبات. الآن بعد سنتين وضعت لفني نفسها إلى جانب اسحق هرتسوغ، خطوة واحدة إلى الوراء، خلف قناع. ويحيموفيتش تم اقصاؤها من قبل حزبها لتجد نفسها خلف الستار.
حزب الوسط الأساسي منشغل بالتأكيد على رجولة رئيسه واخفاء نسائه «المسترجلات جدا» كي لا يشوشن على من يقف على رأس العائلة. كي لا يبدو وكأنهن من يلبسن البنطالات (فقط ستاف شبير هي ذات الوجه الجميل بما يكفي من أجل ألا تشكل تهديدا، ولهذا فقد حظينا برؤية وجهها).
هرتسوغ يظهر في الصور في الانترنت وفي اللافتات الدعائية بوجه تشوبه الحُمرة وشعره منفوش مع شعر خفيف على اللحية يزين نظرته الجدية، ومن غير البدلة وربطة العنق المعتاد عليها ويشعر بها بالراحة، ومن غير النظارات. لكن ما العمل؟ البدلة وربطة العنق والنظارات تبث رسائل رمزية للطف، وليس للرجولة، مقاتل وقاتل، وأن المعسكر الصهيوني يريد إبراز حقيقة أن من يقف على رأسه هو رجل، على الأقل مثل نتنياهو ذو النظرة المصممة الذي يقف على رأس حزب ذكوري نقي.
حتى من ليمور لفنات، التي تعلمت التحدث بصوت ذكوري لكي تُسمع في مركز الليكود، استطاعوا التخلص. لأنه من يحتاج إلى عضوات كنيست بوجود المرأة الصغيرة إلى جانب الأب وهي تضحك دائما، المرأة المخلصة التي ترسل إليه باستمرار نظرات مشجعة وتوضح لكل خصومها (أنظروا مونيك بن ميلخ) أنه ليس هناك مثل رجُلها، رئيس الحزب، رئيس الدولة، رجل رجل رجل. يده الأولى في دورية رئاسة الاركان والثانية في العالم الكبير لدى زعماء العالم.
عندما ينظر هرتسوغ ونتنياهو أحدهما في وجه الآخر فانهما ينتظران من سيرمش أولا. أيضا باقي أحزاب الوسط تخلصوا من النساء عندهم، واستولى ملوكهم الذين يزعم كل واحد منهم أنه الورقة الرابحة. يوجد مستقبل يعرض يئير لبيد، فقط لبيد، وهو يقود سيارته الرجولية بطريقة رجولية، ويعرض انجازاته التي في معظمها شخصية، ويسمح لأتباعه الراضين بمدحه وتعظيمه والثناء عليه. افيغدور ليبرمان، باختصار، هو ليبرمان. بالعبرية والروسية، كما ترغبون، هو هجومي ومهدد، القتل في عينيه. ها هو يلبس الملابس العسكرية، وها هو يجلس مثل رجل على رأس طاولة عائلية احتفالية ويوضح لنا المرة تلو الأخرى أنه يجب قتل المخربين. هذا كل شيء. لأن باينا كرشنباوم يجب نسيانها. هذه الكوشية قامت بنصيبها وتستطيع بيقين أن تذهب. حتى موشيه كحلون في الدعاية الانتخابية هو رجل، رجل: لديه ألقاب أكاديمية، وأيضا هرب من المدرسة الثانوية. كما أنه قام بالاصلاحات التي تتعلق بالهاتف المحمول وأمضى أيامه في البحر الأبيض، هذا وذاك. فقط وفقط هو وليس غيره. أيضا على النجومية المفردة غير المشكوك فيها لنفتالي بينيت وآريه درعي وايلي يشاي ليس هناك ما يُقال. ها هم لا يتفاخرون اطلاقا بتأييد المساواة، هم يدعمون القوة، الذكورية.
قبل ثلاث سنوات ثارت إسرائيل في أعقاب اكتشاف أن هناك في إسرائيل إقصاء للنساء. اتضح أن رجال حريديين لا يسمحون للنساء بالجلوس في مقدمة الحافلات، يمنعونهن من الغناء، يمحونهن من اللافتات، يُجبرونهن على المشي في أرصفة منفردة ويقيمون لهن بنوكا وصناديق مرضى خاصة. قمنا كرجل واحد وصرخنا وأظهرنا امتعاضنا من إقصاء النساء في أوساط الحريديين. كم نحن طيبون ومتنورون.
ها هي الأنباء، ونبدأ من البداية: إقصاء النساء وصل إلى كل زاوية، انتشر مثل مرض الصرع. انتخابات 2015 تُدار بقوى الهرمون الذكوري، والمنافسة على أمر واحد: من مِن رؤساء الأحزاب الرجال هو الأكثر رجولية من غيره. من كان أكثر رجولية يا أخي. من هو الأكثر قتالية وأكثر تهديدا وتخويفا، بروح نبوءة ناكس نوردو حول الرجال العبريين الجدد ذوي النظرات الحادة والأكتاف العريضة. بدون نساء، وإن وجدت، لتكن صغيرة. في هذا المنظر المظلم هناك أمران استثنائيان مشجعان: وجوه نساء حزب «بفضلهن» الحريديات من جهة، ووجوه نساء ميرتس اليساريات من جهة أخرى. النساء الحريديات الشجاعات يُعلن بصورة مباشرة لم نسمع مثلها أنه انتهى حكم الرجال في إسرائيل، وأن ألم النساء لن يتم إسكاته ثانية، وأنه لن يتم تجاهل ضائقتهن. من الآن هن موجودات هنا وسيأخذن مصيرهن بأيديهن، ومن الجهة الأخرى عضوات الكنيست من ميرتس يظهرن على شاشة التلفاز بالفعل كمواطنات متساويات الحقوق في ديمقراطية ليبرالية ويوجهن نظراتهن الهادئة إلى ناخبيهن بدون أن يتظاهرن كثعالب قتالية مسفوعة اللون.
اذا أرادت نساء إسرائيل محاربة اقصائهن وإسماع صوتهن وإظهار وجوههن وتأمين مكانهن كمواطنات متساويات الحقوق ـ يمكننا القيام بذلك. إن نصف البطاقات التي يتم وضعها في الصناديق هي لنا، إذا أعطينا أصواتنا للحزبين اللذين يحترماننا ويتحدثان عنا ويمثلاننا ويهتمان باحتياجاتنا ـ فإن أي حملة انتخابية مستقبلية لا يمكنها إقصاءنا في المستقبل. إذا كان نصف أصوات النساء، أي ربع أصوات الجمهور، سيُدخل ممثلات «بفضلهن» الحريديات، ونصف أصوات النساء سيُدخل إلى الكنيست ممثلات ميرتس ـ فستتغير قواعد اللعبة السياسية في إسرائيل مرة وإلى الأبد، مصيرنا في أيدينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حفل إزالة الأقنعة
بقلم: يهودا شاروني،عن معاريف
المضمون:(يقول الكاتب أن المنافسات الانتخابية انتقلت إلى الكثير من المصانع وممثلي العمال خصوصا بعد موجة الإقالات الجديدة، وأشار الكاتب أن النقابات العمالية في هذه المصانع أخطأت عندما دخلت في هذا السجال)
بعد يومين من عيد المساخر تحتفل أزمة «كيل» بإزالة الأقنعة. من أراد إثباتا على أن الاقالات في شركة «الكيماويات الإسرائيلية» قد تطورت لتأخذ وجها سياسيا، فقد تلقى أمس إثباتا آخر. رئيس لجنة مصانع البحر الميت، ارموند لنكري، كان سيلقي خطابا في اجتماع دعوا إليه من أجل تغيير نتنياهو، وفي اللحظة الأخيرة تملص من ذلك. لقد اتضح أنه بالضبط في اللحظات التي أقيم فيها الاجتماع، دُعي لنكري، عضو مركز الليكود، إلى مقابلة مستعجلة مع رئيس الحكومة نتنياهو والوزير سلفان شالوم. وقد توسل إليه الاثنان من أجل إلغاء مشاركته في المهرجان.
قبل ذلك، كما تم الكشف في «معاريف»، حاول سلفان شالوم منع الخلاف من خلال مقابلة مع عيدان عوفر (ممثل أصحاب الشركة)، وآفي نسنكورن (رئيس الهستدروت)، لكن دون جدوى. كانت للنكري مطالب وتعهد ألا يتدخل نتنياهو لصالح عمال «كيل» في محاولة لمنع الاقالات. لكن مع كل الاحترام لرئيس الحكومة، وإزاء العلاقات المتدهورة مع رجال الاعمال الكبار مثل عيدن عوفر، فإنه غير قادر في الحقيقة على منع الاقالات. في أعقاب توجه نتنياهو اضطر المستشار القانوني لوزارة المالية، المحامي يوئيل بريس، إلى صياغة رسالة مُهينة بدعوى أن الدولة تملك السهم الذهبي.
بالمناسبة، الحديث يدور عن رسالة ثانية (الأولى تم إرسالها قبل أسبوعين). المحامي بريس طلب التأكد من أن ادارة «كيل» لا تنوي إغلاق خطوط انتاج وإخراج مصانع من إسرائيل، وأن مركز اعمالها سيبقى في إسرائيل. ما الذي لا يتم عمله بتوجيهات الزعيم؟
نتنياهو تدخل فقط بعد أن وجه المسدس الوهمي لرؤساء اللجان في «كيل» إلى رأسه. إنه يعرف جيدا أن يئير لبيد ينهش بعنقه ويفرح من كل لحظة. أيضا في أزمة «كيل» فقد أخذ لبيد دور «المُخلص».
في الأسبوع الماضي تم الكشف في «معاريف» كيف نجح وزير المالية السابق في نقل منظمات المستقلين إلى معسكره الأمر الذي دعا نتنياهو إلى أن يستدعي إلى مكتبه اهود رتسافي، رئيس منظمة المستقلين، لمقابلة مستعجلة. قبل أسبوع من الانتخابات فإن بيبي لا يستطيع أن يسمح لنفسه بهزيمة انتخابية أخرى.
لكن رئيس الحكومة يفهم من أعماق قلبه أنه في الحقيقة ليس بإمكانه منع الاقالات. إن السهم الذهبي لا يعطيه صلاحية التدخل في علاقات العمل، وجيد أن الأمر هكذا. خلافا لاعتقاد شيلي يحيموفيتش، فإنه ليس من مهمة الحكومة أن تُدير «كيل». كل هذا لا يشوش عليه في إعطاء تعهدات وبيع بضاعة فاسدة. لقد اكتشفت اللجان ذلك أمس عند دخول إقالة 12 عامل إلى حيز التنفيذ.
المخرج الوحيد الذي بقي أمام نتنياهو هو أن يتصل برجل الاعمال عيدان عوفر ويتوسل إليه. يمكنه الطلب من عوفر وقف الاقالات وتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات. استطيع التخمين كيف يستمتع الآن عوفر من كل لحظة بعد الاهانات الجماهيرية التي تلقاها، يبدو لي أنه يبتسم الآن ابتسامة كبيرة في مكان اقامته في لندن.
ازمة «كيل» في الحقيقة هي أمر مضحك. يبدو أن اللجان العمالية في مصانع البروم في البحر الميت تفهم الآن أنها قد اخطأت في الدخول الى الساحة السياسية. لا يستطيع أي سياسي مساعدتهم في حل مشكلة الاقالات. إن الملعب الصحيح لحل المشكلة هو محكمة العمل.
لماذا لم يتوجهوا إلى المحكمة؟ لأن اللجان تفهم أنه وفقا للاتفاقات الجماعية فإنه من حق إدارة مصانع البروم إقالة العمال. لقد قرروا تجاوز المحكمة واللعب في الملعب السياسي على أمل أن الانتخابات في الكنيست ستخدمهم. أيضا في الهستدروت يفهمون أنه بالضبط لهذه الأسباب ليس في يديها أوراق قوية. رؤساء الهستدروت الذين يعرفون جيدا المحاكم اختاروا عدم الذهاب إليها، وبدلا من ذلك يدافعون عن العمال ويهددون بالإضراب في يوم الخميس في مصانع الجنوب. هل يمكن مع كل هذا أن نحقق نجاعة وننهي الأزمة من غير إقالة العمال؟ هذا لم يعد نضال على تحقيق النجاعة بل هو ثني للأذرع. في أماكن عمل كثيرة يتم تحقيق النجاعة بدون الاقالات، وليس هناك سبب لئلا يحدث ذلك في «كيل» الرابحة.
مصانع بروم تضم 850 عاملا، بينهم 139 سيذهبون إلى التقاعد المبكر (عدد منهم في عملية الاقالة). مصانع البحر الميت تضم 1200 عاملا بينهم 135 سيذهبون الى بيوتهم. إن حجم برنامج تحسين الأداء ليس دراماتيكيا بالنسبة لعدد العاملين، وسيحظى المُقالون بشروط سخية بالنسبة لما هو دارج. النضال الحقيقي هو حول كلمة «إقالات». العمال يريدون محوها من القاموس، وعيدان عوفر يريد أن يمحو لهم الابتسامة. الآن بعد أن يُجبر المُقالون الأوائل على الذهاب الى بيوتهم يمكن الاعلان عن فشل الجزء السياسي في الصراع.
الساحة التي بقيت هي ساحة علاقات العمل. اللجان وممثلو أصحاب العمل عليهم أن يلتقوا بواسطة الهستدروت حتى الانتخابات، من اجل تحسين شروط الاستقالة وتأمين استيعاب المُقالين في اماكن بديلة. عيدان عوفر يستطيع في ذلك الوقت النزول عن الشجرة. الاضراب المخطط له في يوم الخميس هو أمر لا حاجة اليه سيضر بالاقتصاد ولن يثمر شيئا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عندما لا يعتذر بينيت
بقلم: اليكسندر يعقوبسون،عن هآرتس
المضمون:(يقول الكاتب أنه دائما بعد حالات النزاعات يكون هناك دلائل تشير إلى تفشي العنصرية).
عندما يقول نفتالي بينيت أنه آن الآوان للتوقف عن الاعتذار، فمن المتوقع أن يكون هناك أشخاص يفسرون أقواله على النحو التالي: أنه آن الآوان لتوجيه اللكمات لكل من يتكلم العربية في الشارع ـ كما حدث مؤخرا مرتين مع جنود دروز ـ ولا للاعتذار. هذه الحقيقة لا تجعل من التفوهات ذاتها عديمة المشروعية. لدي حجج صعبة لبينيت في هذا الموضوع، ولكن ليس على مشروعية هذا القول. لا يمكن الطلب من سياسي الامتناع من إعطاء وجهة نظره في أقوال مسجلة من هذا القبيل، المشروعية بحد ذاتها، فقط لأنه يوجد أناس متوحشون يتوقعون أن يروا بذلك الأذن لممارسة وحشيتهم.
من يعرف شيئا عن نوع الانفعالات والتصرفات التي تنمو في أعقاب نزاعات عنيفة يفهم، أن انفجار العنف والعنصرية هي أمر لا مرد له في مثل هذه الحالة. ولغاية الآن، وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تتحدث عن مثل هذه الظواهر مؤخرا، ما زال من الممكن القول أنها تحدث في إسرائيل بصورة أقل من المتوقع. ولكن بما أنه أصبح واردا أن تقال مثل هذه الأقوال فإنه من المتوقع أن تدار حرب شديدة ضدها. من يستخدم الخطاب القومي «غير قابل للاعتذار» كان من المتوجب أن يكون الأول ممن يخرجون إلى حرب المقاطعة هذه. لا بينيت ولا شركاه من اليمين الذي لا يعتذر لا يفعلون ذلك. ومن الواضح أن الأمر يبدو لهم غير ذي أهمية، فكيف أن يبدو كمعتذرين لا سمح الله.
أنا مقتنع، أن بينيت بإمكانه، إذا كان مهتما، أن يرى أن الإدانة العلنية ليست عنفا. ولكن من الممكن فقط وصف كيف أن بينيت يبدو لو أنه كان يخرج للنضال في مثل هذا الموضوع. ومن الجدير بالذكر، أنه داخل حركته هناك مركب (تقوماه)، التي تستمد تعاليمها الروحية من الحاخام دوف ليئور ـ وهو الذي امتدح باروخ غولدشتاين. «حيث قال عنه أنه «مقدس كمقدسي المحرقة». لم يسمع بينيت يكرر هذا القول، إلا أنه أيضا لم يسمع أن يستنكره أو يستنكر أقواله، كما كان يستنكر أقوال حاخام، الذي كان يقول باسم اليهودية أقوال خطيرة حقا، وراية سوداء ترفرف من فوقها. على سبيل المثال، إنه من المسموح أكل الجمبري، لا سمح الله.
حزب كهذا، البيت اليهودي، الذي يمثل فيه بينيت الجانب المعتدل الحضاري، من المتوقع أن يشغل موقعا هاما جدا في أي حكومة يشكلها بنيامين نتنياهو، في حال فوزه بالانتخابات. وهناك من يعتقد، أن من يكون رئيس الحكومة ليس مهما كثيرا، بعد أن أصبح واضحا أنه في جميع الحالات لن تكون أغلبية ساحقة لتحالف يسار ـ الوسط. وحتى لو كان يتسحق هرتصوغ رئيسا للحكومة، فإن التركيبة لن تنسجم مع مقترعي الكثيرين من يسار ـ الوسط.
ولكن لمسألة من يكون رئيس الوزراء أبعاد أكثر من أن تكون مسالة شخصية فقط. فلها تبعات سياسية كثيرة، وأهمها، هي مسألة مرشح «البيت اليهودي». فحكومة برئاسة يتسحق هرتسوغ ستكون حكومة بدون بينيت. حتى ولو جلس الليكود في هذه الحكومة، فمن المتوقع أن يظل بينيت على مقاعد المعارضة، ليعمل على تعزيز قوة حزبه كممثل لليمين الحقيقي، وحامل شعلة عدم الاعتذار بعد أن تنازل الليكود عن مبادئه. وعلى الرغم من ذلك فإن حكومة برئاسة نتنياهو سوف يكون لبينيت فيها ولوزرائه تأثير كبير جدا. وفي مقدمة كل ذلك سوف يكون لهم تأثير كبير في مسالة المستوطنات ـ بحد ذاتها.
من الواضح ماذا يعني ذلك عمليا. فقط حكومة برئاسة هرتصوغ بإمكانها منع ذلك، والاحتمال لإقامتها واردة هذه المرة بشكل واضح حيث أن قائمة المعسكر الصهيوني سوف تحظى بعدد مقاعد أكبر من مقاعد الليكود. والمعضلة الناشئة تتدحرج بشكل عام بإتجاه أبواب مقترعي ميرتس. ولكن هناك مجال لسؤال المقترعين المحتملين ليش عتيد، هل أنتم متأكدون أنكم ستصوتون بشكل مؤكد لاستبدال رئيس الحكومة، الأمر الذي تعهد به رئيس حزبكم، ولإرسال أخيه من الانتخابات السابقة إلى المعارضة؟
بدأنا بالدفع
بقلم: اليكس فشمان، عن يديعوت أحرونوت
المضمون:(يقول الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما متحرر من الضغط الانتخابي لذلك فإن التعامل مع إسرائيل فيما يتعلق بالفلسطينيين اختلف عن سابقه).
عندما عين الرئيس اوباما الدكتور روف مالي مسؤولا عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض، فقد وجه بذلك إشارة إصبع ثلاثية ليس فقط لنتنياهو بل أيضا للمؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة. د. مالي هو النقيض المطلق لدنيس روس في كل ما يتعلق بالعملية السياسية. لم يقدم أي تسهيلات لإسرائيل فيما يتعلق بدورها في فشل المحادثات في عهد كلينتون، وهو يعتقد أن المحادثات مع حماس أمر حيوي للتوصل إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين، وليس مستغربا أن المؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة خافت منه. رغم أن اوباما أراده في البيت الأبيض إلا أنه اضطر إلى التفكير بالحملة التي شنها رؤساء الجالية اليهودية ضد تعيينه. أما الآن وهو محرر من القيود الانتخابية، وإزاء تحدي نتنياهو له، فهو يوضح لإسرائيل ولمؤيديها أن: الحفل انتهى. المعالجة الرئاسية للموضوع الفلسطيني في السنوات القريبة ستأخذ وجهة جديدة أكثر تشددا.
في المقابل، في إسرائيل تتبلور رؤيا تقول إن الأمر يدور حول رئيس يقترب جدا من وضع «البطة العرجاء». منذ الآن هناك من يزعمون هنا أنهم لا يحسبون له حسابا في واشنطن، وأنه بعد ثلاثة أشهر ستبدأ عملية الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح القادم للرئاسة ـ وبدءاً من هذه اللحظة أصبح اوباما من التاريخ. كل العيون تصبح شاخصة نحو مقر انتخابات السيدة هيلاري كلينتون. إذا لا حاجة للقلق، يقولون هنا. يجب محاولة اجتياز الأشهر الثلاثة القادمة بهدوء، أن نشكل حكومة، وبعد ذلك يكون بالامكان تعويق كل أمر يقرره.
فيما يتعلق بالمواضيع الداخلية، ومع الكونغرس الحالي، صحيح أن اوباما لا يستطيع تمرير أي تشريع. ولكن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد قرر اوباما أن يوظف ما بقي لديه من اعتماد سياسي من أجل «تحقيق السلام العالمي»، وأن يضع توقيعه في كتاب التاريخ. أحد جهوده المركزية يتركز في المكان الذي فشل فيه الآخرون: الشرق الأوسط، وفي الأساس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
على الطاولة في قسم الشرق الأوسط في البيت الأبيض هناك مساران للعمل. الأول، «المبادرة الأوروبية» التي تبلور اقتراحا لمجلس الأمن بخصوص الحل الدائم في الشرق الأوسط. حاليا يعمل الأوروبيون على ورقتي عمل: الأولى تتحدث عن «قرار ضعيف» يحدد جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال. الورقة الثانية «الأكثر سمنة» والأكثر تفصيلا وتحدد معايير الاتفاق.
يدور الحديث عن صيغة تجيب على أغلبية المطالب المناطقية والسياسية للفلسطينيين، تعطيهم دولة مستقلة في حدود 1967 مع عاصمة في القدس، ومن جهة أخرى تأخذ في الحسبان الاحتياجات الأمنية لاسرائيل ـ بما في ذلك المطالبة ألا يغرق الفلسطينيون إسرائيل باللاجئين ـ وتطلب منهم الاعتراف بالدولة اليهودية.
الفلسطينيون طلبوا من الأمريكيين اتفاقا دائما يتم تنفيذه خلال سنتين، في حين أن الصيغة الأوروبية تتحدث عن ثلاث سنوات من المفاوضات قبل التنفيذ.
الأمريكيون لا ينوون التطرق للوثائق التي تتم بلورتها في أوروبا إلا بعد الانتخابات في إسرائيل. فقط بعد ذلك عندما يتضح أي حكومة ستكون هنا، يقوم الأمريكيون بالدخول إلى تفاصيل الوثائق حتى لا يحتاجوا في المستقبل إلى فرض الفيتو على الاقتراح الأوروبي حتى لو لم يصوتوا معه.
المسار الثاني الموضوع على الطاولة ينتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل. الحديث عن تجديد المبادرة الأمريكية السياسية التي يقف من خلفها كما هو معروف رجل ضليع ومصمم جدا ولا يؤيد فعليا الحكومة الحالية: الرجل الجديد للرئيس في الشرق الأوسط.
في إسرائيل يقولون إن أوباما لا يستطيع تجاهل وجهة نظر هيلاري كلينتون ـ التي كما يبدو هي المرشحة الأوفر حظا في المنافسة على الرئاسة. كما أن هيلاري كلينتون عليها الأخذ في الحسبان عنصر التصويت، وبالتأكيد أن لها مقاربة مختلفة عن اوباما تجاه دولة إسرائيل. على أمل أن السيدة كلينتون، حتى لو لم تنتخب، ستعيق مبادرة أوباما. وهكذا فإنهم يعيشون عندنا في وهم. لكن لأنه من المشكوك فيه أن اوباما ـ بعد أن قرأ في كتاب كلينتون ما تفكر فيه حول فترة ولايته – يشعر بالتزام عميق بأن يأخذ في الاعتبار مواقفها وحاجاتها السياسية.
بقلم: أوريت كمير،عن هآرتس
المضمون:(تقول الكاتبة إن المرأة الإسرائيلية مغيبة من التمثيل في الأحزاب، حيث لا يوجد نساء في هذه الانتخابات على رأس القوائم، وأن معظم الأحزاب الإسرائيلية هي أحزاب ذكورية إقصائية )
قبل سنتين وقفت نساء على رأس ثلاث قوائم سياسية من اليسار والوسط في إسرائيل، شيلي يحيموفيتش وقفت على رأس العمل، تسيبي لفني على رأس الحركة وزهافا غلئون على رأس ميرتس. هذه الأحزاب توجهت بصورة صريحة إلى جمهور الناخبات، ولهذا سارعت الأحزاب الأخرى، التي تتفاخر بكونها وسط (مثل يوجد مستقبل وحتى إسرائيل بيتنا) إلى العرض بصورة تظاهرية، نساءها وأن تغمز أيضا لجمهور الناخبات. الآن بعد سنتين وضعت لفني نفسها إلى جانب اسحق هرتسوغ، خطوة واحدة إلى الوراء، خلف قناع. ويحيموفيتش تم اقصاؤها من قبل حزبها لتجد نفسها خلف الستار.
حزب الوسط الأساسي منشغل بالتأكيد على رجولة رئيسه واخفاء نسائه «المسترجلات جدا» كي لا يشوشن على من يقف على رأس العائلة. كي لا يبدو وكأنهن من يلبسن البنطالات (فقط ستاف شبير هي ذات الوجه الجميل بما يكفي من أجل ألا تشكل تهديدا، ولهذا فقد حظينا برؤية وجهها).
هرتسوغ يظهر في الصور في الانترنت وفي اللافتات الدعائية بوجه تشوبه الحُمرة وشعره منفوش مع شعر خفيف على اللحية يزين نظرته الجدية، ومن غير البدلة وربطة العنق المعتاد عليها ويشعر بها بالراحة، ومن غير النظارات. لكن ما العمل؟ البدلة وربطة العنق والنظارات تبث رسائل رمزية للطف، وليس للرجولة، مقاتل وقاتل، وأن المعسكر الصهيوني يريد إبراز حقيقة أن من يقف على رأسه هو رجل، على الأقل مثل نتنياهو ذو النظرة المصممة الذي يقف على رأس حزب ذكوري نقي.
حتى من ليمور لفنات، التي تعلمت التحدث بصوت ذكوري لكي تُسمع في مركز الليكود، استطاعوا التخلص. لأنه من يحتاج إلى عضوات كنيست بوجود المرأة الصغيرة إلى جانب الأب وهي تضحك دائما، المرأة المخلصة التي ترسل إليه باستمرار نظرات مشجعة وتوضح لكل خصومها (أنظروا مونيك بن ميلخ) أنه ليس هناك مثل رجُلها، رئيس الحزب، رئيس الدولة، رجل رجل رجل. يده الأولى في دورية رئاسة الاركان والثانية في العالم الكبير لدى زعماء العالم.
عندما ينظر هرتسوغ ونتنياهو أحدهما في وجه الآخر فانهما ينتظران من سيرمش أولا. أيضا باقي أحزاب الوسط تخلصوا من النساء عندهم، واستولى ملوكهم الذين يزعم كل واحد منهم أنه الورقة الرابحة. يوجد مستقبل يعرض يئير لبيد، فقط لبيد، وهو يقود سيارته الرجولية بطريقة رجولية، ويعرض انجازاته التي في معظمها شخصية، ويسمح لأتباعه الراضين بمدحه وتعظيمه والثناء عليه. افيغدور ليبرمان، باختصار، هو ليبرمان. بالعبرية والروسية، كما ترغبون، هو هجومي ومهدد، القتل في عينيه. ها هو يلبس الملابس العسكرية، وها هو يجلس مثل رجل على رأس طاولة عائلية احتفالية ويوضح لنا المرة تلو الأخرى أنه يجب قتل المخربين. هذا كل شيء. لأن باينا كرشنباوم يجب نسيانها. هذه الكوشية قامت بنصيبها وتستطيع بيقين أن تذهب. حتى موشيه كحلون في الدعاية الانتخابية هو رجل، رجل: لديه ألقاب أكاديمية، وأيضا هرب من المدرسة الثانوية. كما أنه قام بالاصلاحات التي تتعلق بالهاتف المحمول وأمضى أيامه في البحر الأبيض، هذا وذاك. فقط وفقط هو وليس غيره. أيضا على النجومية المفردة غير المشكوك فيها لنفتالي بينيت وآريه درعي وايلي يشاي ليس هناك ما يُقال. ها هم لا يتفاخرون اطلاقا بتأييد المساواة، هم يدعمون القوة، الذكورية.
قبل ثلاث سنوات ثارت إسرائيل في أعقاب اكتشاف أن هناك في إسرائيل إقصاء للنساء. اتضح أن رجال حريديين لا يسمحون للنساء بالجلوس في مقدمة الحافلات، يمنعونهن من الغناء، يمحونهن من اللافتات، يُجبرونهن على المشي في أرصفة منفردة ويقيمون لهن بنوكا وصناديق مرضى خاصة. قمنا كرجل واحد وصرخنا وأظهرنا امتعاضنا من إقصاء النساء في أوساط الحريديين. كم نحن طيبون ومتنورون.
ها هي الأنباء، ونبدأ من البداية: إقصاء النساء وصل إلى كل زاوية، انتشر مثل مرض الصرع. انتخابات 2015 تُدار بقوى الهرمون الذكوري، والمنافسة على أمر واحد: من مِن رؤساء الأحزاب الرجال هو الأكثر رجولية من غيره. من كان أكثر رجولية يا أخي. من هو الأكثر قتالية وأكثر تهديدا وتخويفا، بروح نبوءة ناكس نوردو حول الرجال العبريين الجدد ذوي النظرات الحادة والأكتاف العريضة. بدون نساء، وإن وجدت، لتكن صغيرة. في هذا المنظر المظلم هناك أمران استثنائيان مشجعان: وجوه نساء حزب «بفضلهن» الحريديات من جهة، ووجوه نساء ميرتس اليساريات من جهة أخرى. النساء الحريديات الشجاعات يُعلن بصورة مباشرة لم نسمع مثلها أنه انتهى حكم الرجال في إسرائيل، وأن ألم النساء لن يتم إسكاته ثانية، وأنه لن يتم تجاهل ضائقتهن. من الآن هن موجودات هنا وسيأخذن مصيرهن بأيديهن، ومن الجهة الأخرى عضوات الكنيست من ميرتس يظهرن على شاشة التلفاز بالفعل كمواطنات متساويات الحقوق في ديمقراطية ليبرالية ويوجهن نظراتهن الهادئة إلى ناخبيهن بدون أن يتظاهرن كثعالب قتالية مسفوعة اللون.
اذا أرادت نساء إسرائيل محاربة اقصائهن وإسماع صوتهن وإظهار وجوههن وتأمين مكانهن كمواطنات متساويات الحقوق ـ يمكننا القيام بذلك. إن نصف البطاقات التي يتم وضعها في الصناديق هي لنا، إذا أعطينا أصواتنا للحزبين اللذين يحترماننا ويتحدثان عنا ويمثلاننا ويهتمان باحتياجاتنا ـ فإن أي حملة انتخابية مستقبلية لا يمكنها إقصاءنا في المستقبل. إذا كان نصف أصوات النساء، أي ربع أصوات الجمهور، سيُدخل ممثلات «بفضلهن» الحريديات، ونصف أصوات النساء سيُدخل إلى الكنيست ممثلات ميرتس ـ فستتغير قواعد اللعبة السياسية في إسرائيل مرة وإلى الأبد، مصيرنا في أيدينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حفل إزالة الأقنعة
بقلم: يهودا شاروني،عن معاريف
المضمون:(يقول الكاتب أن المنافسات الانتخابية انتقلت إلى الكثير من المصانع وممثلي العمال خصوصا بعد موجة الإقالات الجديدة، وأشار الكاتب أن النقابات العمالية في هذه المصانع أخطأت عندما دخلت في هذا السجال)
بعد يومين من عيد المساخر تحتفل أزمة «كيل» بإزالة الأقنعة. من أراد إثباتا على أن الاقالات في شركة «الكيماويات الإسرائيلية» قد تطورت لتأخذ وجها سياسيا، فقد تلقى أمس إثباتا آخر. رئيس لجنة مصانع البحر الميت، ارموند لنكري، كان سيلقي خطابا في اجتماع دعوا إليه من أجل تغيير نتنياهو، وفي اللحظة الأخيرة تملص من ذلك. لقد اتضح أنه بالضبط في اللحظات التي أقيم فيها الاجتماع، دُعي لنكري، عضو مركز الليكود، إلى مقابلة مستعجلة مع رئيس الحكومة نتنياهو والوزير سلفان شالوم. وقد توسل إليه الاثنان من أجل إلغاء مشاركته في المهرجان.
قبل ذلك، كما تم الكشف في «معاريف»، حاول سلفان شالوم منع الخلاف من خلال مقابلة مع عيدان عوفر (ممثل أصحاب الشركة)، وآفي نسنكورن (رئيس الهستدروت)، لكن دون جدوى. كانت للنكري مطالب وتعهد ألا يتدخل نتنياهو لصالح عمال «كيل» في محاولة لمنع الاقالات. لكن مع كل الاحترام لرئيس الحكومة، وإزاء العلاقات المتدهورة مع رجال الاعمال الكبار مثل عيدن عوفر، فإنه غير قادر في الحقيقة على منع الاقالات. في أعقاب توجه نتنياهو اضطر المستشار القانوني لوزارة المالية، المحامي يوئيل بريس، إلى صياغة رسالة مُهينة بدعوى أن الدولة تملك السهم الذهبي.
بالمناسبة، الحديث يدور عن رسالة ثانية (الأولى تم إرسالها قبل أسبوعين). المحامي بريس طلب التأكد من أن ادارة «كيل» لا تنوي إغلاق خطوط انتاج وإخراج مصانع من إسرائيل، وأن مركز اعمالها سيبقى في إسرائيل. ما الذي لا يتم عمله بتوجيهات الزعيم؟
نتنياهو تدخل فقط بعد أن وجه المسدس الوهمي لرؤساء اللجان في «كيل» إلى رأسه. إنه يعرف جيدا أن يئير لبيد ينهش بعنقه ويفرح من كل لحظة. أيضا في أزمة «كيل» فقد أخذ لبيد دور «المُخلص».
في الأسبوع الماضي تم الكشف في «معاريف» كيف نجح وزير المالية السابق في نقل منظمات المستقلين إلى معسكره الأمر الذي دعا نتنياهو إلى أن يستدعي إلى مكتبه اهود رتسافي، رئيس منظمة المستقلين، لمقابلة مستعجلة. قبل أسبوع من الانتخابات فإن بيبي لا يستطيع أن يسمح لنفسه بهزيمة انتخابية أخرى.
لكن رئيس الحكومة يفهم من أعماق قلبه أنه في الحقيقة ليس بإمكانه منع الاقالات. إن السهم الذهبي لا يعطيه صلاحية التدخل في علاقات العمل، وجيد أن الأمر هكذا. خلافا لاعتقاد شيلي يحيموفيتش، فإنه ليس من مهمة الحكومة أن تُدير «كيل». كل هذا لا يشوش عليه في إعطاء تعهدات وبيع بضاعة فاسدة. لقد اكتشفت اللجان ذلك أمس عند دخول إقالة 12 عامل إلى حيز التنفيذ.
المخرج الوحيد الذي بقي أمام نتنياهو هو أن يتصل برجل الاعمال عيدان عوفر ويتوسل إليه. يمكنه الطلب من عوفر وقف الاقالات وتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات. استطيع التخمين كيف يستمتع الآن عوفر من كل لحظة بعد الاهانات الجماهيرية التي تلقاها، يبدو لي أنه يبتسم الآن ابتسامة كبيرة في مكان اقامته في لندن.
ازمة «كيل» في الحقيقة هي أمر مضحك. يبدو أن اللجان العمالية في مصانع البروم في البحر الميت تفهم الآن أنها قد اخطأت في الدخول الى الساحة السياسية. لا يستطيع أي سياسي مساعدتهم في حل مشكلة الاقالات. إن الملعب الصحيح لحل المشكلة هو محكمة العمل.
لماذا لم يتوجهوا إلى المحكمة؟ لأن اللجان تفهم أنه وفقا للاتفاقات الجماعية فإنه من حق إدارة مصانع البروم إقالة العمال. لقد قرروا تجاوز المحكمة واللعب في الملعب السياسي على أمل أن الانتخابات في الكنيست ستخدمهم. أيضا في الهستدروت يفهمون أنه بالضبط لهذه الأسباب ليس في يديها أوراق قوية. رؤساء الهستدروت الذين يعرفون جيدا المحاكم اختاروا عدم الذهاب إليها، وبدلا من ذلك يدافعون عن العمال ويهددون بالإضراب في يوم الخميس في مصانع الجنوب. هل يمكن مع كل هذا أن نحقق نجاعة وننهي الأزمة من غير إقالة العمال؟ هذا لم يعد نضال على تحقيق النجاعة بل هو ثني للأذرع. في أماكن عمل كثيرة يتم تحقيق النجاعة بدون الاقالات، وليس هناك سبب لئلا يحدث ذلك في «كيل» الرابحة.
مصانع بروم تضم 850 عاملا، بينهم 139 سيذهبون إلى التقاعد المبكر (عدد منهم في عملية الاقالة). مصانع البحر الميت تضم 1200 عاملا بينهم 135 سيذهبون الى بيوتهم. إن حجم برنامج تحسين الأداء ليس دراماتيكيا بالنسبة لعدد العاملين، وسيحظى المُقالون بشروط سخية بالنسبة لما هو دارج. النضال الحقيقي هو حول كلمة «إقالات». العمال يريدون محوها من القاموس، وعيدان عوفر يريد أن يمحو لهم الابتسامة. الآن بعد أن يُجبر المُقالون الأوائل على الذهاب الى بيوتهم يمكن الاعلان عن فشل الجزء السياسي في الصراع.
الساحة التي بقيت هي ساحة علاقات العمل. اللجان وممثلو أصحاب العمل عليهم أن يلتقوا بواسطة الهستدروت حتى الانتخابات، من اجل تحسين شروط الاستقالة وتأمين استيعاب المُقالين في اماكن بديلة. عيدان عوفر يستطيع في ذلك الوقت النزول عن الشجرة. الاضراب المخطط له في يوم الخميس هو أمر لا حاجة اليه سيضر بالاقتصاد ولن يثمر شيئا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عندما لا يعتذر بينيت
بقلم: اليكسندر يعقوبسون،عن هآرتس
المضمون:(يقول الكاتب أنه دائما بعد حالات النزاعات يكون هناك دلائل تشير إلى تفشي العنصرية).
عندما يقول نفتالي بينيت أنه آن الآوان للتوقف عن الاعتذار، فمن المتوقع أن يكون هناك أشخاص يفسرون أقواله على النحو التالي: أنه آن الآوان لتوجيه اللكمات لكل من يتكلم العربية في الشارع ـ كما حدث مؤخرا مرتين مع جنود دروز ـ ولا للاعتذار. هذه الحقيقة لا تجعل من التفوهات ذاتها عديمة المشروعية. لدي حجج صعبة لبينيت في هذا الموضوع، ولكن ليس على مشروعية هذا القول. لا يمكن الطلب من سياسي الامتناع من إعطاء وجهة نظره في أقوال مسجلة من هذا القبيل، المشروعية بحد ذاتها، فقط لأنه يوجد أناس متوحشون يتوقعون أن يروا بذلك الأذن لممارسة وحشيتهم.
من يعرف شيئا عن نوع الانفعالات والتصرفات التي تنمو في أعقاب نزاعات عنيفة يفهم، أن انفجار العنف والعنصرية هي أمر لا مرد له في مثل هذه الحالة. ولغاية الآن، وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تتحدث عن مثل هذه الظواهر مؤخرا، ما زال من الممكن القول أنها تحدث في إسرائيل بصورة أقل من المتوقع. ولكن بما أنه أصبح واردا أن تقال مثل هذه الأقوال فإنه من المتوقع أن تدار حرب شديدة ضدها. من يستخدم الخطاب القومي «غير قابل للاعتذار» كان من المتوجب أن يكون الأول ممن يخرجون إلى حرب المقاطعة هذه. لا بينيت ولا شركاه من اليمين الذي لا يعتذر لا يفعلون ذلك. ومن الواضح أن الأمر يبدو لهم غير ذي أهمية، فكيف أن يبدو كمعتذرين لا سمح الله.
أنا مقتنع، أن بينيت بإمكانه، إذا كان مهتما، أن يرى أن الإدانة العلنية ليست عنفا. ولكن من الممكن فقط وصف كيف أن بينيت يبدو لو أنه كان يخرج للنضال في مثل هذا الموضوع. ومن الجدير بالذكر، أنه داخل حركته هناك مركب (تقوماه)، التي تستمد تعاليمها الروحية من الحاخام دوف ليئور ـ وهو الذي امتدح باروخ غولدشتاين. «حيث قال عنه أنه «مقدس كمقدسي المحرقة». لم يسمع بينيت يكرر هذا القول، إلا أنه أيضا لم يسمع أن يستنكره أو يستنكر أقواله، كما كان يستنكر أقوال حاخام، الذي كان يقول باسم اليهودية أقوال خطيرة حقا، وراية سوداء ترفرف من فوقها. على سبيل المثال، إنه من المسموح أكل الجمبري، لا سمح الله.
حزب كهذا، البيت اليهودي، الذي يمثل فيه بينيت الجانب المعتدل الحضاري، من المتوقع أن يشغل موقعا هاما جدا في أي حكومة يشكلها بنيامين نتنياهو، في حال فوزه بالانتخابات. وهناك من يعتقد، أن من يكون رئيس الحكومة ليس مهما كثيرا، بعد أن أصبح واضحا أنه في جميع الحالات لن تكون أغلبية ساحقة لتحالف يسار ـ الوسط. وحتى لو كان يتسحق هرتصوغ رئيسا للحكومة، فإن التركيبة لن تنسجم مع مقترعي الكثيرين من يسار ـ الوسط.
ولكن لمسألة من يكون رئيس الوزراء أبعاد أكثر من أن تكون مسالة شخصية فقط. فلها تبعات سياسية كثيرة، وأهمها، هي مسألة مرشح «البيت اليهودي». فحكومة برئاسة يتسحق هرتسوغ ستكون حكومة بدون بينيت. حتى ولو جلس الليكود في هذه الحكومة، فمن المتوقع أن يظل بينيت على مقاعد المعارضة، ليعمل على تعزيز قوة حزبه كممثل لليمين الحقيقي، وحامل شعلة عدم الاعتذار بعد أن تنازل الليكود عن مبادئه. وعلى الرغم من ذلك فإن حكومة برئاسة نتنياهو سوف يكون لبينيت فيها ولوزرائه تأثير كبير جدا. وفي مقدمة كل ذلك سوف يكون لهم تأثير كبير في مسالة المستوطنات ـ بحد ذاتها.
من الواضح ماذا يعني ذلك عمليا. فقط حكومة برئاسة هرتصوغ بإمكانها منع ذلك، والاحتمال لإقامتها واردة هذه المرة بشكل واضح حيث أن قائمة المعسكر الصهيوني سوف تحظى بعدد مقاعد أكبر من مقاعد الليكود. والمعضلة الناشئة تتدحرج بشكل عام بإتجاه أبواب مقترعي ميرتس. ولكن هناك مجال لسؤال المقترعين المحتملين ليش عتيد، هل أنتم متأكدون أنكم ستصوتون بشكل مؤكد لاستبدال رئيس الحكومة، الأمر الذي تعهد به رئيس حزبكم، ولإرسال أخيه من الانتخابات السابقة إلى المعارضة؟
بدأنا بالدفع
بقلم: اليكس فشمان، عن يديعوت أحرونوت
المضمون:(يقول الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما متحرر من الضغط الانتخابي لذلك فإن التعامل مع إسرائيل فيما يتعلق بالفلسطينيين اختلف عن سابقه).
عندما عين الرئيس اوباما الدكتور روف مالي مسؤولا عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض، فقد وجه بذلك إشارة إصبع ثلاثية ليس فقط لنتنياهو بل أيضا للمؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة. د. مالي هو النقيض المطلق لدنيس روس في كل ما يتعلق بالعملية السياسية. لم يقدم أي تسهيلات لإسرائيل فيما يتعلق بدورها في فشل المحادثات في عهد كلينتون، وهو يعتقد أن المحادثات مع حماس أمر حيوي للتوصل إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين، وليس مستغربا أن المؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة خافت منه. رغم أن اوباما أراده في البيت الأبيض إلا أنه اضطر إلى التفكير بالحملة التي شنها رؤساء الجالية اليهودية ضد تعيينه. أما الآن وهو محرر من القيود الانتخابية، وإزاء تحدي نتنياهو له، فهو يوضح لإسرائيل ولمؤيديها أن: الحفل انتهى. المعالجة الرئاسية للموضوع الفلسطيني في السنوات القريبة ستأخذ وجهة جديدة أكثر تشددا.
في المقابل، في إسرائيل تتبلور رؤيا تقول إن الأمر يدور حول رئيس يقترب جدا من وضع «البطة العرجاء». منذ الآن هناك من يزعمون هنا أنهم لا يحسبون له حسابا في واشنطن، وأنه بعد ثلاثة أشهر ستبدأ عملية الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح القادم للرئاسة ـ وبدءاً من هذه اللحظة أصبح اوباما من التاريخ. كل العيون تصبح شاخصة نحو مقر انتخابات السيدة هيلاري كلينتون. إذا لا حاجة للقلق، يقولون هنا. يجب محاولة اجتياز الأشهر الثلاثة القادمة بهدوء، أن نشكل حكومة، وبعد ذلك يكون بالامكان تعويق كل أمر يقرره.
فيما يتعلق بالمواضيع الداخلية، ومع الكونغرس الحالي، صحيح أن اوباما لا يستطيع تمرير أي تشريع. ولكن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد قرر اوباما أن يوظف ما بقي لديه من اعتماد سياسي من أجل «تحقيق السلام العالمي»، وأن يضع توقيعه في كتاب التاريخ. أحد جهوده المركزية يتركز في المكان الذي فشل فيه الآخرون: الشرق الأوسط، وفي الأساس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
على الطاولة في قسم الشرق الأوسط في البيت الأبيض هناك مساران للعمل. الأول، «المبادرة الأوروبية» التي تبلور اقتراحا لمجلس الأمن بخصوص الحل الدائم في الشرق الأوسط. حاليا يعمل الأوروبيون على ورقتي عمل: الأولى تتحدث عن «قرار ضعيف» يحدد جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال. الورقة الثانية «الأكثر سمنة» والأكثر تفصيلا وتحدد معايير الاتفاق.
يدور الحديث عن صيغة تجيب على أغلبية المطالب المناطقية والسياسية للفلسطينيين، تعطيهم دولة مستقلة في حدود 1967 مع عاصمة في القدس، ومن جهة أخرى تأخذ في الحسبان الاحتياجات الأمنية لاسرائيل ـ بما في ذلك المطالبة ألا يغرق الفلسطينيون إسرائيل باللاجئين ـ وتطلب منهم الاعتراف بالدولة اليهودية.
الفلسطينيون طلبوا من الأمريكيين اتفاقا دائما يتم تنفيذه خلال سنتين، في حين أن الصيغة الأوروبية تتحدث عن ثلاث سنوات من المفاوضات قبل التنفيذ.
الأمريكيون لا ينوون التطرق للوثائق التي تتم بلورتها في أوروبا إلا بعد الانتخابات في إسرائيل. فقط بعد ذلك عندما يتضح أي حكومة ستكون هنا، يقوم الأمريكيون بالدخول إلى تفاصيل الوثائق حتى لا يحتاجوا في المستقبل إلى فرض الفيتو على الاقتراح الأوروبي حتى لو لم يصوتوا معه.
المسار الثاني الموضوع على الطاولة ينتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل. الحديث عن تجديد المبادرة الأمريكية السياسية التي يقف من خلفها كما هو معروف رجل ضليع ومصمم جدا ولا يؤيد فعليا الحكومة الحالية: الرجل الجديد للرئيس في الشرق الأوسط.
في إسرائيل يقولون إن أوباما لا يستطيع تجاهل وجهة نظر هيلاري كلينتون ـ التي كما يبدو هي المرشحة الأوفر حظا في المنافسة على الرئاسة. كما أن هيلاري كلينتون عليها الأخذ في الحسبان عنصر التصويت، وبالتأكيد أن لها مقاربة مختلفة عن اوباما تجاه دولة إسرائيل. على أمل أن السيدة كلينتون، حتى لو لم تنتخب، ستعيق مبادرة أوباما. وهكذا فإنهم يعيشون عندنا في وهم. لكن لأنه من المشكوك فيه أن اوباما ـ بعد أن قرأ في كتاب كلينتون ما تفكر فيه حول فترة ولايته – يشعر بالتزام عميق بأن يأخذ في الاعتبار مواقفها وحاجاتها السياسية.