تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 20/03/2015



Haneen
2015-03-24, 10:22 AM
هزيمة 15
اختارت إسرائيل ان تصطدم بالجبل الجليدي بذهابها إلى انتخابات ستؤدي إلى نزع الشرعية عنها

بقلم:آري شافيت،عن هآرتس
المضمون:( وصف الكاتب نجاح نتنياهو والليكود في الانتاخبات "بالمصيبة"، وأشار ان نتيجة هذه الانتخابات الديقمراطية مواجهة مع الفلسطينيين،وسفك للدماء)

بداية ينبغي ان ننكس الرأس: فالشعب قال كلمته. الانتخابات كانت حرة، سرية ونزيهة. واذا كانت الارضية (الإعلامية) مائلة ـ فقد كانت مائلة ضد اليمين. ومع ذلك، في قرار ضد التيار، قضت الاغلبية، بان يكون بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وان يكون الليكود حزب السلطة والاحزاب الاصولية والقومية المتطرفة جزءا لا يتجرأ من السلطة.
من توقع ان تكرر سنة 1999 نفسها حصل على صيغة متجددة وقوية من 1996: تمرد هاديء في صناديق الاقتراع، ليلة مفاجئة، تتويج بنيامين نتنياهو قيصرا.
المواطن الملتزم بالديمقراطية لا يمكنه الا يتبنى هذه النتائج إذ هكذا قررت الاغلبية، والاغلبية هي صاحبة السيادة.
في مسيرة شرعية حددت اسرائيل نفسها مرة اخرى كاسرائيل نتنياهو.
ومع ذلك، ما حصل هو مصيبة. لقد كانت لاسرائيل فرصة اللحظة الاخيرة لازاحة الدفة قبل أن تصطدم بالجبل الجليدي لنزع الشرعية ولكنها اختارت ان تصطدم به. كانت لها فرصة اللحظة الاخيرة لمنع مواجهة سياسية شعبية، متداخلة بالجبهة الفلسطينية، ولكنها اختارت المواجهة. بعيون مفتوحة، اختار الاسرائيليون العمى، بعقل سليم اختاروا السكر.
عندما سيسفك الدم هنا، فان هذا سيحصل لان الاغلبية الجديدة ـ القديمة اختارت الا ترى لا الفلسطينيين، لا المستوطنات ولا الاحتلال. وعندما ستضرب العقوبات هنا، فان هذا سيحصل لان الاغلبية الاسرائيلية الجديدة ـ القديمة تنكرت لروح العصر. حملة انتخابات عكرة وبائسة انتهت بحسم حاد، سحبت الفرصة من أن تكون هنا صحوة قبل الصدمة الجبهوية مع الواقع.
ما حصل هو هزة ارضية. شدة الهزة في 2015 لا تقل عن شدة الهزة في 1977 و 1981. ليس صدفة أن نحو ثلث مواطني اسرائيل يعيشون اليوم في حالة اكتئاب. فلننظر فقط إلى تركيبة الكنيست الجديدة: نحو ربع الاعضاء فقط هم ممثلو احزاب ديمقراطية، ملتزمة بشكل كامل بالديمقراطية. ولننظر إلى تركيبة الحكومة المتوقعة: اصوليون، مستوطنون، متطرفون قوميون ومتزلفون للشعب. ثمة بضع قبائل في الدولة، والآلية العنيفة بينهما هي التي تتسبب في أن الارض تنفتح المرة تلو الاخرى هنا فتبتلع الامل. وبدلا من بلورة وسط سوي العقل ومتنوع، يقود ويخدم العموم القبلي، خلقنا حربا قبلية مستمرة، تجعلنا جميعا نتخذ قرارات غير عقلانية وغير مسؤولة.
يئير جربوز زرع الكراهية، ونتنياهو حصل العاصفة. لقد حاولت وسائل الإعلام ان تفرض رأيها على الجماهير، فتمردت الجماهير ضدها. والدائرة السحرية لحرب النخب ضد الشعب والشعب ضد النخب، سمحت للساحر في ان يقلب البلاد المحبوبة ويجعلها محروقة.
ان اغراء اليأس هائل. فبعد الصدمة، سهل تبني الايمان في أن الجمهور الاسرائيلي قومي متطرف ـ ديني، شبه عنصر وعديم الصلاح. وبعد أن استيقظنا إلى فجر ليلة ظلماء، سهل الغرق في اكتئناب عديم الوسيلة. ولكن اليأس ليس خيارات. والازمة الفظيعة بالذات هي فرصة لا سابق لها. والتواجد القريب للكارثة بالذات هو واجب الانقاذ. ينبغي استخلاص الدروس وبسرعة. ينبغي التعلم من الاخطاء، ينبغي اختراع الدولاب من جديد وخلق حركة جماهيرية جديدة تقوم بعمل حيوي وقيمي وسياسي ومناسب.
ان انتصار نتنياهو ليس خطيئة بل عقاب. عقاب على أننا كنا لا مبالين ومغرورين. عقاب على اننا كنا سطحيين وفارغين. اذا كان الجمهور المتنور في اسرائيل سيصحو في اعقاب الضربة الساحقة التي تلقاها هذا الاسبوع فسيكون أمل. سيكون بديل، ستكون فرصة اخرى.
بعد أن فشلنا بشكل مخجل بهذا القدر في حملة الانتخابات في 2015، ينبغي ان نبدأ فورا بالمعركة التالية. لا توجد سنة للانتظار. لا يوجد شهر للانتظار، هذا الاسبوع. اليوم. الان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نتنياهو كف عن التخفي

بقلم:الوف بن،عن هآرتس

المضمون:( يحلل الكاتب سبب فوز نتنياهو واليمين، ويقول ان نتنياهو اقنع ناخبيه انه عنصري متطرف يميني، لايرى أن هناك حقوق للفلسطينيين في هذه الارض؛لذلك انتخبوه)

انتصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانه عرض على ناخبيه رسالة جلية، حادة وواضحة: أنا اليمين الحقيقي، وانا ملتزم بقيم «المعسكر الوطني» وعلى رأسها كراهية العرب ومعارضة الانسحاب من المناطق التي احتلت في 1967. هذا ما اراد ناخبوه ان يسمعوه وقد أثابوه بسخاء في صناديق الاقتراع. لقد اقنعهم نتنياهو بانه قومي متطرف لا يقل عن نفتالي بينيت وعنصري لا يقل عن افيغدور ليبرمان، وقد صدقوه وهجروا الاحزاب المرافقة في صالح الاصل.
لا يمكن شرح نتائج الانتخابات فقط بالادعاء الدارج بان «الدولة تحركت يمينا». فالليكود، البيت اليهودي، اسرائيل بيتنا، شاس ويهدوت هتوراة فازوا قبل سنتين بـ 61 مقعدا وأمس بـ 58 مقعدا. العمل، الحركة، ميرتس ويوجد مستقبل، الذين يتنافسون على جمهور مصوتين مشابه في القبيلة المضادة، نزلوا من 45 إلى 39 مقعدا. والنقلة الحاسمة التي رجحت الانتخابات حصلت داخل كتلة اليمين، ووجدتا تعبيرها في ترسيخ الليكود بصفته حزب السلطة السائد الذي يتمتع بمواد تحكم صلبة في الاتتلاف.
عن هذه النتيجة مسؤولة حملة الايام الاخيرة لنتنياهو الذي عاد إلى اعماق قاعدته السياسية والقى إلى سلة المهملات بمحاولته اتخاذ صورة رجل الوسط المعتدل. في الحملتين الانتخابيتين السابقتين شوش نتنياهو مواقفه اليمينية واشرك في الائتلاف احزابا من الوسط ـ اليسار. أما هذه المرة فكسر يمينا بحدة، عرض خصومه ومنتقديه كخونة مناهضين للصهيونية سيقيمون دولة داعش في ضواحي تل أبيب وأنهى بالضربة القاضية مع «كميات العرب في الطريق إلى الصناديق». والائتلاف الذي سيشكله الان سيكون يمينيا واصوليا، بدون ورقة التين والمكياج على نمط ايهود باراك، دان مريدور وتسيبي لفني.
نتنياهو محق. النزاع الاسرائيلي ـ العربي كان، بقي وسيبقى الموضوع المركزي على جدول الاعمال الاسرائيلي. لا اسعار الشقق وعملات البنود ولا حتى النووي الإيراني. الكل يريدون عقارات زهيدة الثمن، بنوك لطيفة وإيران ودية. ولكن الناخب الاسرائيلي لا يعرف هويته، مكانه في السلم السياسي، وفقا لموقفه من ركيفت روسك ـ عميناح (رئيسة بنك ليئومي) او آية الله علي خامينئي، بل فقط وفقا للموقف من الفلسطينيين، من الاقلية العربية في اسرائيل ومن المستوطنات. هذا هو خط الفصل بين اليسار واليمين، بين الليبراليين والمحافظين، وبقدر كبير ايضا بين الاشكناز والسفراديم وبين العلمانيين والتقليديين والمتدينين.
في بداية الحملة فوتها نتنياهو. فقد خاف من الانتقاد على غلاء المعيشة واسعار السكن، وظن أن الانشغال بإيران سيرجح لصالحه جدول الاعمال العام. ولكنه اخطأ. وعندما عاد من واشنطن اكتشف بان خطابه في تلة الكابيتول لم يعني الناخبين في بيتح تكفا، ارئيل وريشون لتسيون. لا خلافا حقيقيا على إيران بين اليمين واليسار، والخصومة الظاهرة مع الرئيس الامريكي براك اوباما تعصف بالمؤيدين الامريكيين لرئيس الوزراء وتعني الاسرائيليين بقدر أقل. فصحا نتنياهو، خزن الاحاديث عن إيران وعاد إلى اصوله مع «ولا شبر» في المناطق.
اما خصوم نتنياهو فاختاروا طريقا معاكسا. شخصوا «الموضوع السياسي» كنقطة الضعف لليسار، بعد اخفاقات اوسلو وفك الارتباط عن غزة. ولهذا فقط هربوا قدر الامكان عن الانشغال بالنزاع إلى حضن «جدول الاعمال الاجتماعي» ـ حيث السر للهرب من مواجهة آثار الاحتلال، المستوطنات وكلفة «الامن». وبدلا من تمييز انفسهم عن اليمين كعرض بديل مضاد، امل اسحق هرتسوغ ولفني بان يكون الجمهور ببساطة قد مل نتنياهو ومستعد لان يقبل بكل بديل. ولذروة السخف وصلوا في حملة «إما ثلاث معاونات في روضة الاطفال أو هو»، وكأن رئيس الوزراء سيستبدل بثلاث معاونات مجهولات، او سينتقل من البيت في شارع بلفور إلى منزل نهاري لجمعية فيتسو (مآوي النساء المضروبات).
اذا كان اليسار يأمل في أن يعود ذات مرة إلى الحكم، فعليه أن يظهر بان لديه بديلا لايديولوجيا اليمين وليس فقط لشخصية زعيمه. لقد أظهرت الانتخابات الاخيرة بانه في لحظة الحقيقة، يسير الناس خلف من يكافح في سبيل مواقفه. وعندما تخفى نتنياهو في صورة رجل الوسط، انتقل ناخبوه إلى ليبرمان وبينيت. وعندما عاد إلى المصادر دون أن يخجل ودون أن يعتذر، عادوا إلى حضنه. وعندما حاول هرتسوغ أن يكون على ما يرام مع الجميع والا يغضب احدا، بقي المعارضية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عندما يذهب كحلون إلى رئيس الدولة
تعهد في برنامجه الانتخابي بالالتزام بحل الدولتين واخلاء بعض المستوطنات

بقلم:عكيفا الدار،عن هآرتس

المضمون:( يصف الكاتب نتنياهو بالكاذب والذي لا يلتزم بأي اتفاقيات، ومزور للتاريخ، وتطرق الكاتب الى مقابلة لنتنياهو اجراها مع موقع (ان.آر.جي) زعم فيها أن اعطاء اراضي للفلسطينيين يعني سيطرة الاسلام المتطرف على هذه الارض، رغم انه كان قد قال في خطابات سابقة في بار ايلاان انه مع حل الدولتين)

بنيامين نتنياهو كما هو معروف لا يضيع وقته الثمين في كتابة برنامج انتخابي يعرض رؤيته غير الموجودة. ليس جديدا أنه لا يحترم الكلمة المكتوبة بما في ذلك الاتفاقات الدولية مثل اتفاق «واي» وخريطة الطريق، وليست لديه مشكلة في أن ينظر إلى الكاميرا ويقول بدون تردد إن «كديما» هو الذي قرر الانفصال عن غزة (وليس حكومة الليكود الذي كان من كبار رجالها).
طوال سنوات قام رئيس الحكومة بتضليل العالم عن طريق عروض فارغة من الخطابات حول الدولتين في بار ايلان وفي الجمعية العمومية وفي خطاب 2011 أمام مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، في الوقت الذي كان يقوم فيه بتشجيع البناء في المستوطنات وفي الاساس في المستوطنات المعزولة، بطريقة تخرب احتمالات تطبيق حل الدولتين.
إن ضغط الحملة الانتخابية أزال القناع عن وجهه. في مقابلة مع موقع «ان.آر.جي» زعم أن «كل من يريد اليوم اقامة الدولة الفلسطينية واخلاء المناطق، يعطي ارضا للإسلام المتطرف للهجوم منها على دولة اسرائيل». حسب اقواله فان اليسار الذي يتجاهل هذا الخطر «يدفن رأسه في الرمل». بالنسبة لنتنياهو فان هذا اليسار المستعد لاقامة الدولة الفلسطينية واعطاء مناطق هجوم للإسلام المتطرف، يشمل المعسكر الصهيوني وميرتس ويوجد مستقبل، و»العرب» ايضا كما هو مفهوم. هؤلاء النعام لن يُدخلهم بأي شكل من الاشكال إلى حكومته. لكن ماذا بشأن «كلنا»، الحزب الذي خصص لزعيمه موشيه كحلون وزارة المالية؟ ذلك الحزب الذي بدونه يكون من الصعب عليه، بل من المستحيل، تشكيل الحكومة؟ هل هو ايضا مثل الليكود «الشركاء الطبيعيين» غير مستعد للسماح للفلسطينيين باقامة دولة خاصة بهم؟.
من اجل ذلك هو لا يكتب برامج، ويبدو أنه ايضا لا يكلف نفسه عناء تصفح برامج الاحزاب الاخرى. اليكم عدد من اقتباسات برنامج «كلنا»: «على حكومة اسرائيل الحفاظ على انجازاتها الدبلوماسية السابقة أمام الامريكيين، وأن تعمل بصورة ناجعة على تحقيق هدف محدد يتمثل في اجماع امريكي وفي أعقابه اوروبي لتبني رسالة بوش ـ شارون. في تلك الرسالة الهامة ـ التي أرسلها الرئيس جورج بوش الابن لرئيس الحكومة اريئيل شارون في نيسان 2004، في أعقاب مخطط الانسحاب من غزة، الذي تم تبني مضمونه من قبل مجلسي الكونغرس ـ جاء أن «الولايات المتحدة تدعم اقامة دولة فلسطينية تكون قابلة للحياة، متواصلة جغرافيا، ذات سيادة ومستقلة، من اجل أن يستطيع الشعب الفلسطيني بناء مستقبله وفقا للرؤيا التي حددتها في حزيران 2002 وللطريق التي ترسمها خريطة الطريق» (والتي تتضمن بين امور اخرى التجميد الكامل للاستيطان، اخلاء بؤر استيطانية وانهاء الاحتلال – ع.إ). وقد أشار بوش إلى أن الاتفاق الدائم يجب أن يأخذ في الحسبان الواقع الديمغرافي الذي نشأ في المناطق (الكتل الاستيطانية)، لكنه أكد على أن الاتفاقات التي ستعبر عن هذا الواقع يجب أن تكون متفقا عليها من الطرفين. وكذلك حلا عادلا ومنطقيا وواقعيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الذي «يكون بواسطة اقامة دولة فلسطينية واسكان اللاجئين الفلسطينيين داخلها». يجب أن يتم قبوله بالموافقة.
البرنامج الانتخابي ليس توصية: هو اتفاق بين الحزب والناخب ـ وبالأحرى عندما يدور الحديث حسب ما ورد في برنامج «كلنا»، «مصالح استراتيجية» للدولة. إن التنصل القاطع لنتنياهو من حل الدولتين يضع أمام كحلون ود. مايكل أورن وجنرال الاحتياط يوآف غالنت امكانية واحدة: التوصية لدى الرئيس رؤوبين ريفلين أن يوصوا باسحق هرتسوغ لاعطائه الفرصة لتشكيل الحكومة القادمة وانقاذ اسرائيل من تصفيتها كدولة ديمقراطية ويهودية عضو في الأسرة الدولية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مصوتو نتنياهو ليسوا أغبياء
من صوتوا لليكود يعرفون أن الحل السياسي الذي يقترحه اليسار لم يعد مناسبا

بقلم:أرييلا رينغل هوفمان،عن يديعوت

المضمون:( يقول الكاتب ان الذين صوتوا لليكود ولنتنياهو ليسوا اغبياء وفقراء كما يصفهم البعض من معسكر اليسار، ولكن هم متعلمون، اغنياء، ولكنهم يدركون أن الحل السياسي الذي يطرحه اليسار ليس ذو جدوى وخاصة في ظل الحرب الدائرة حول اسرائيل، بالاضافة الى أن الحلول الاقتصادية التي يطرحها اليسار ستزيد الوضع سوءاً)

تفيد المعطيات بان أكثر من 70 في المئة من اصحاب حق الاقتراع كلفوا أنفسهم العناء بالتوجه إلى صناديق الاقتراع. 4 في المئة اكثر مما في الانتخابات السابقة. وقد فعلوا ذلك أغلب الظن لانهم توصلوا إلى الاستنتاج بان هذه انتخابات هامة ويجب عدم القفز عليها. وصوت لليكود قرابة مليون شخص (وللدقة: 924.766 شخص، قبل احصاء أصوات الجنود). قرابة مليون شخص تحاول أحزاب الوسط واليسار الاسرائيلي منذ بضعة اشهر اقناعهم بتغيير القرص، الانتقال إلى معسكر آخر، النظر إلى الواقع في عينيه، وعدم التصرف «مثل القطيع عديم الادراك، الذي يسير خلف الراعي عديم المسؤولية مباشرة نحو الهاوية»، على حد تعبير أحد المتنافسين.
جربوا ـ لم ينجحوا. اما خلاصة الجهد فصاغها من صاغها أمس في الشبكة: «انتم أغبياء، وانتم ستكونون أغبياء فقراء، أغبياء مضروبين، أغبياء لا ينهون الشر. أغبياء بدون شقة، أغبياء بدون تعليم مناسب، أغبياء يموتون في حروب زائدة، يدفعون ضرائب باهظة، يشترون بوظة فستق لطاغية منقطعة. اغبياء يحبون التبويل عليهم».
خلاصة قصيرة: 36 كلمة بالاجمال، كتبها احدهم في غضب شديد، وبالمناسبة، ليس لدي فكرة من هو، إذ أن الشريط وصل الي دون ذكر اسم الكاتب.
ولكن «ر» مثلا، أحد «الاغبياء» على حد تعبير الكاتب، يسكن في فيلا جميلة، فيها بركة سباحة. وهو ليس فقيرا، وهو ينهي الشهر بشكل جميل. كل أربعة ابنائه خدموا في وحدات مختارة، ثلاثة منهم – الرابع لا يزال في الجيش ـ انهوا الماجستير في تخصصات منشودة، واحدة ستنهي قريبا الدكتوراة. هو نفسه ولد وتربى في وسط البلاد، في مدينة استقر فيها أبواه، اللذان نجحا في الوصول إلى البلاد قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، على نحو جميل.
«اذا كان ينبغي لي أن اختار رفيقا، كنت سأختار اسحق هرتسوغ وافضله على بنيامين نتنياهو»، يقول، «أنا لست أعمى عن نواقصه، ولكني اصوت لليكود لاني اعتقد بان الحل السياسي كالذي يقترحه اليسار ليس ذا صلة في ضوء الحرب الحضارية التي تجري حولنا، لاني اعتقد أن لاسرائيل القدرة والحق في الوقوف عند رأيها حتى حيال الولايات المتحدة في مسائل تتعلق بوجودها، وأعتقد ان المواقف التي يعرضها اليسار في المواضيع الاقتصادية اشكالية ومن شأنها أن تمس بالطبقات الفقيرة والا تنقذها. فمعالجة موضوع الغاز هو فقط مثال واحد على ذلك».
هكذا ايضا «ج»، رجل أعمال ناجح جدا، يشارك في عدة مشاريع مجتمعية، يصوت لليكود منذ سنوات، وكذا «م»، عالمة كبيرة. وثلاثتهم، ولا مفر من الاعتراف بذلك، إلى جانب عشرات الالاف الاخرين، ان لم يكن مئات الالاف الاخرين مثلهم – طبقة وسطى فما فوق، متعلمون، ذوو مهن حرة، إلى جانب غير قليل من الاشخاص في الوسط وفي بلدات المحيط، بما في ذلك الكادحون ـ يعرفون شيئا أو اثنين عن واقع حياتنا، ولا يزالون فضلوا التصويت لنتنياهو. لنتنياهو مع تقرير المراقب، أثاث الحديقة المتنقلة، بوظة الفستق والتعقيب المنفر الذي نشره عن التصويت الجماهيري لعرب اسرائيل. وليس ثمة أي تلاعب رقمي، مهما كان أشوه، يجعل هؤلاء الاشخاص حالات اجتماعية، قطيع عديم العقل، مقبلين للمزوزات، منبطحين على قبور الاولياء وما شابه ـ إذ بالفعل، هم ايضا وضعوا بطاقة م ح ل (الليكود) في صناديق الاقتراع.
بتعبير آخر: من يريد ان يصل إلى «ر» وأمثاله في المرة القادمة، يجب أن يغير اللغة. ان يبدأ من البداية. أن يتخلى عن الادعاء بان المشكلة في الانتخابات الديمقراطية تكمن في حقيقة أن صوت مسعودة من سديروت يساوي صوت بروفيسور في الجامعة العبرية، مثلما قيل هذا أمس. التنازل عن هذا الادعاء والبحث عن افضل منه، إذ كل أب مبتدىء يعرف أن العملية التربوية لا يمكنها أن تبدأ بالقول «الويل لك يا ابني، كم أنت تمبل».
الا اذا كان الوسط ـ اليسار الاسرائيلي، ميرتس والمعسكر الصهيوني ـ والذي في صالح قادته نوضح بانهم امتنعوا بالذات عن تعابير من هذا النوع ـ قرر ان يتنازل عن «ر» وعن مسعودة، وان يسمح للنشطاء بالاكتفاء بالتنفيس من النوع السيء مثل التعقيب الذي اقتبس هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الشعب لا يخدع
استراتيجية التشهير لم تحقق أهدافها لأن المواطنين يشعرون أن أمنهم الشخصي في أيدٍ أمينة

بقلم:زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم

المضمون:( يقول الكاتب أن الاستراتيجية التشهيرية التي اتبعتها تسيفي ليفني لاسقاط نتنياهو لم تنجح،حيث أن معظم الناخبين لم يصدقوا دعاية ليفني الانتخابية)

تسيبي لفني قامت باملاء مستوى واسلوب الحملة الانتخابية التي انتهت بهزيمة اخرى لها ولشركائها. يصعب أن ننسى كيف قالت في برنامج «وضع الأمة» قولا لم يسبق له مثيل تجاه رئيس الحكومة حينما قالت إنه بالثنائية المدهشة بينها وبين اسحق هرتسوغ «سيُنزلان القمامة معا». اتضح أن الشعب لم يكن مستعدا لقبول الخط الدعائي لها ولشريكها ـ «فقط ليس بيبي» ـ ورد على ذلك في صناديق الانتخابات: «فقط ليس بوجي وبالتأكيد ليس تسيبي».
باستثناء الفقاعة التل ابيبية والإعلامية التي تغذت منها، فان جزءً كبيرا من الشعب لم يصدق تشويه الصورة الشخصية التي جرت لرئيس الحكومة وزوجته.
لقد اتضح، خلافا للتعالي والرياح الخبيثة التي هبت من تلك الفقاعة، أن هذا الجزء هو الذي كان له الدور الحاسم. كما فهم الشعب بأحاسيسه أن نتنياهو بالتحديد لديه طاقم وزاري جيد يمكن الاعتماد عليه. لحكومات نتنياهو في السنوات الستة الاخيرة هناك قائمة مؤثرة من الانجازات التي حسنت حياة وخفضت مستوى معيشة كل مواطن (فوق سن الستين).
من أين وصلت هذه الرياح الخبيثة إلى حياتنا؟ لقد نبع هذا في الاساس أن الانجاز الاهم لحكومة نتنياهو في السنوات الاخيرة، أي تعزيز الشعور بالامن الشخصي، مكّن الجمهور من الاهتمام بمواضيع اخرى كلها تتطلب معالجة بصورة أكثر جدية، وليس لدي شك أنه سيتم في الولاية القريبة معالجتها كما ينبغي. هذا الوضع استغلته أقلية قليلة أُديرت من قبل ناشر صحيفة يخاف من زوال احتكاره، ومن قبل إعلامي آخر نجح في السابق بواسطة ضجات إعلامية في أن يقود إلى الانسحاب من نقاط سيطرة أمنية في قطاع غزة وترحيل آلاف المواطنين الذين تحولوا إلى لاجئين داخل ارضهم، حتى لا تُقدم لائحة اتهام جنائية ضد شارون (من كتاب دروكر وشيلح).
هذه المجموعة اهتمت بتغذية الجمهور بوجبة سامة يومية خلال الحملة الانتخابية بدلا من التركيز على الانتقاد الموضوعي.
هذه الاستراتيجية لم تحقق أهدافها لأنه بصورة أساسية يشعر مواطنو الدولة أن أمنهم الشخصي موجود في أيدي أمينة، وهذا يظهر سواء في قلة العملية التفجيرية أو في الشعور بالأمن حتى عندما يحاول العدو تخريب المدن بوابل من الصواريخ. الجمهور يعرف أنه في الوقت الذي سوق فيه وهم السلام له من قبل من سبق بوجي وتسيبي بقيادة نفس المجموعة، حصدت العمليات التخريبية نحو 1500 قتيلا وعشرات آلاف الجرحى وخسارة انتاج وطني تبلغ عشرات المليارات. واضح للجمهور أن هذا الشعور بالامن ليس صدفة لكنه نتيجة تخطيط وتنفيذ أيدي مجربة وحكيمة، فقط بسبب مبادرة رئيس الحكومة إلى تحويل ميزانيات ضخمة من مشاريع اجتماعية لهذه المجالات رغم فهمه أن هذا سيضر بجاذبيته الانتخابية في الانتخابات عندما تحدث، يوجد اليوم شعور كهذا بالامن.
سبب آخر لهذا الشعور هو التنفيذ الناجح جدا للقرار بالوقف التام لتيار هجرة العمل غير الشرعي من افريقيا. هذا التيار هدد باغراق الحلم الصهيوني في بحر مشكلات غير قابلة للحل. وهذا التهديد أصبح من الماضي بسبب القرار المدعوم بميزانيات ضخمة لتنفيذ ما هو مطلوب.
كل ما سبق قوله لا يعني أن لمواطني الدولة لا توجد مشكلات يجب معالجتها الآن باهتمام. جدي الذي سميت على اسمه كان الشخص الاول في العالم الغربي الذي عرّف ما هو الحد الادنى من الامن الاجتماعي الذي يجب تحقيقه لكل مواطن.
لقد أيد الاسلوب الرأسمالي لكنه فهم أن المنافسة التي تعتبر روحها تخلق إلى جانب الناجحين ايضا اشخاص تتضرر مصادر رزقهم تماما لأنها تعتمد على من خسر في المنافسة.
لقد طالب أن يقوم المجتمع بايجاد شبكة أمن اجتماعي لهؤلاء الاشخاص توفر لهم شروط حياة محترمة بالحد الادنى، التي هي حسب كلامه: الغذاء، السكن، الملابس، الصحة والتعليم ـ باختصار، يمكن أن أضيف عنصرا آخر هو المعرفة. على الحكومة القادمة الاهتمام بتطبيق هذه النظرية وليس عندي شك أنها ستقوم بذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ