Haneen
2015-03-24, 10:48 AM
في هذا الملف:
ü أوباما يتذكر القضية الفلسطينية!
بقلم: مفتاح شعيب – القدس
ü رسالة إلى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين
بقلم: مهند عبد الحميد – الايام
ü نبض الحياة - حماس وكذبة الانتخابات
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
ü بدون مؤاخذة- الانتخابات الاسرائيلية والتطبيل للحرب
بقلم: جميل السلحوت – معا
أوباما يتذكر القضية الفلسطينية!
بقلم: مفتاح شعيب – القدس
عادت تسريبات الإدارة الأمريكية لتروج مجدداً لخطة جديدة تحيي "العملية السلمية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وظهرت هذه النوايا مباشرة بعد خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في حركة يصور ظاهرها أن هناك أزمة تواصل عميقة بين اسرائيل وإدارة باراك أوباما بسبب الاتفاق المتوقع حول البرنامج النووي الإيراني .
التسريبات تؤكد أن المبادرة الجديدة ستطلق بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها بعد أيام بقطع النظر عن الفائز فيها . ومن دون السقوط في المحاكمة المسبقة للنوايا، فإن مبادرة السلام المفترضة لن تكون أفضل من سابقاتها، بل ستكون إعادة لقاعدة "عود على بدء" التي تطبقها الإدارات الأمريكية على القضية الفلسطينية كل أربع سنوات تقريباً والنتيجة دائماً تكريس لواقع الاحتلال واستلاب مزيد من الحقوق الفلسطينية .
والدليل على ذلك، أن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، الذي نسب إليه التسريب، أعلن جملة مفيدة في هذا السياق بتأكيده أن أوباما يعتزم استغلال الفترة المتبقية لديه في منصب الرئيس لدفع المبادرة الجديدة لإحياء عملية سلام لا توجد إلا في التصريحات الدبلوماسية . وتاريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة يحتفظ بوقائع موثقة في هذا الشأن .
فقد وعد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب عام 1991 بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية حين رعى مفاوضات مدريد ولم يتحقق الحلم . والشيء نفسه قام به بعده بيل كلينتون في نهاية ولايته الثانية عام 1999 أما جورج بوش الابن فقد أطلق وعداً في ولايته الثانية بإقامة تلك الدولة، وذهب بوش الثاني مثل الآخرين تاركاً القضية الفلسطينية حتى جاء الرئيس الحالي أوباما وعين الوسيط جورج ميتشل الذي استقال بعد عامين من الجولات المتلاحقة دون أن يحقق شيئاً . وباستقالته وضعت إدارة أوباما الملف الفلسطيني على الرّف، وها هي الآن تتذكره ليختتم أوباما عهده في البيت الأبيض "متسلياً" بالقضية بعد أن انشغل في السنوات الماضية بتداعيات "الربيع العربي" وكوارثه .
القضية الفلسطينية رغم ما تتعرض إليه من تصفية وتجاهل دولي ستظل قضية إنسانية وأخلاقية ستحاكم كل المتآمرين عليها . ومن المسلم به أنها قضية شائكة ومعقدة وتحتاج جهداً كبيراً من أطراف متعددة ومتدخلين مختلفين .
أما الوساطة الأمريكية فلا مصداقية لها بعد أن ثبت فشل مساعيها المتكررة في السنوات الماضية، فالوسيط النزيه هو الذي يقف على مسافة واحدة من طرفي أي صراع، وواشنطن تأخذ مسافة من الفلسطينيين، أما عن الإسرائيليين فلا توجد مسافة بل تماه وتقاسم للأدوار، ولهذا السبب لن تستطيع الإدارات الأمريكية أن تحقق شيئاً للفلسطينيين في الوقت الراهن مثلما لن تحقق أمن اسرائيل على المدى البعيد .
وارد بقوة أن تطلق إدارة أوباما في آخر شهورها مبادرة جديدة للسلام، ولكن لا جديد يمكن أن تقدمه في هذه المرحلة عما كانت قد طرحته في السابق، إلا طلب المزيد من التنازلات الفلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني بمختلف قواه بات مقتنعاً أن الحديث عن المفاوضات لا يعدو استهلاكاً إعلامياً وسياسياً فحسب، فالطرف الثاني خصم لا يعترف بأي حق، وإنما يعمل على التهام كل شيء تحت ستار المفاوضات التي أثبتت سنواتها أنها ألحقت خسائر بالفلسطينيين أفدح مما ألحقته بهم سنوات الحرب والمواجهة.
رسالة إلى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين
بقلم: مهند عبد الحميد – الايام
أيام تفصلنا عن انتخابات الكنيست الإسرائيلية الـ 20. وبإمكان العالم أن يتعرف على هذه الدولة أكثر من الفترات التي لا يوجد فيها انتخابات. في هذه الأيام انكشف المستور، الوثيقة المعتمدة من يتسحاق مولخو مستشار نتنياهو ومستشار الرئيس عباس حسين اغا التي كشف عنها الصحافي الإسرائيلي «ناحوم برنياع». والتي يقترح بموجبها دولة فلسطينية وتبادل اراض متساوية وعودة لاجئين وحل في القدس. ووثيقة سفير نتنياهو رفيف دروكر الذي تعهد كتابة بإقامة دولة فلسطينية على مساحة مساوية لمساحة الضفة والقطاع عام 67. هذا الانكشاف دفع الطاقم الانتخابي لحزب الليكود الى التراجع عن حل الدولتين الذي ورد في»خطاب نتنياهو في بار إيلان». وجاء توضيح مكتب نتنياهو الذي قال انه لم يتراجع لكنه في واقع الحال أكد التراجع حين قال، إن الانسحاب من الجنوب اللبناني ملأه حزب الله والانسحاب من غزة ملأته حماس وبناء على التجربتين فإنه لن ينسحب من الضفة.
«أم المعارك» خاضها نتنياهو ضد إدارة أوباما أمام الكونغرس الاميركي في واشنطن، تحدث نتنياهو 45 دقيقة ذكر فيها إيران 107 مرات وقوطع بالتصفيق والوقوف 36 مرة بحسب «تقرير مدار». قدم مواقف متناقضة أثارت سخط أوباما الذي لم يستمع الى خطابه مباشرة وقال انه لم يقدم بديلا. وعلقت زعيمة الديمقراطيين على الخطاب بالقول : كدت أبكي خلال الخطاب، ما هذا الاستخفاف بذكاء الولايات المتحدة وما هذا الاستعلاء؟ لم يحصد نتنياهو إلا التصفيق وزيادة طفيفة في شعبيته سرعان ما تراجعت. لكنه اخفق في الحصول على تأييد 15 عضوا من الديمقراطيين لمنع اوباما من اعتماد الاتفاق المتوقع مع ايران بدون موافقة مجلس النواب. وعاد يتحدث عن مؤامرة تستهدف إزاحة الليكود من الحكم، ويتم تمويلها عشرات الملايين من الشواكل.
في صراع نتنياهو من اجل بقائه الشخصي في الحكم، وقف رؤساء الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية السابقون في شهاداتهم ضده، وانحازت معظم الصحف ووسائل الإعلام وبخاصة صحيفة «يديعوت أحرنوت» الأوسع انتشارا ضد نتنياهو عندما دخل في مواجهة مكشوفة واستفزازية مع الرئيس الأميركي. وخرج 40 ألف متظاهر في تل أبيب ضد نتنياهو وسياساته وتناقضاته .
استخدم نتنياهو الملف النووي الإيراني في دعايته الانتخابية لصرف الأنظار عن كل المشاكل التي تعيشها إسرائيل. وركزت الأحزاب الأُخرى (اليسار والوسط ) في دعايتها الانتخابية على ازمة السكن وارتفاع أسعاره، وعلى قضايا اجتماعية ومصروفات منازل نتنياهو وحكاية سارة وزجاجاتها. وكانت نقطة اللقاء الوحيدة التي أجمعت عليها سائر الكتل الانتخابية هي تجاهل الشعب الفلسطيني، الذي يعني تجاهل أطول احتلال، وتجاهل السيطرة على ملايين من الشعب الفلسطيني، وما يترتب عليه من اندلاع حروب وانفجارات قد يصعب السيطرة عليها. ثمة تجاهل لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني، هذا التجاهل الذي يشكل أكبر تهديد لإسرائيل بحسب افتتاحية صحيفة هارتس، التي توقعت بأن ينعكس الاحتلال وسياساته الاستيطانية وسياسة الحصار والحروب داخل إسرائيل.
في الأيام الأخيرة للانتخابات وعندما اضطر المعسكر الصهيوني لتقديم برنامجه السياسي، أعلن عن قبوله بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، والإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى، والإبقاء على وضع مدينة القدس كعاصمة أبدية «للشعب اليهودي»، وطرح مبادرة سياسية تخفف من الانتقادات الدولية لإسرائيل، وهنا بيت القصيد الذي يعرف بوظيفة الحل المقدم هو «تخفيف الانتقادات الدولية لإسرائيل». كما نرى فإن برنامج المعسكر الصهيوني يقل كثيرا عن الحل الذي بلوره مولخو-آغا. حقا، لم يميز هذا المعسكر مواقفه عن اليمين واليمين المتطرف. فهو يتبنى عقيدة الاحتلال والتوسع والاستيطان الكولونيالي المشتركة مع المكونات السياسية الإسرائيلية الأُخرى باستثناءات محدودة.
غاب الخلاف حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وقد جاء عرض مسودة الاتفاقات السرية التي كشفت تنازلات الليكود، لتبيان أن اليسار الصهيوني أكثر تشددا في الحل المزمع عقده مع الشعب الفلسطيني من اليمين الصهيوني. وهذا الموقف يؤكد المرة تلو المرة غياب شريك إسرائيلي يصنع حلا غير حل الابارتهايد ولا يتسابق على فرض حل الابارتهايد من طرف واحد. لا يختلف اليمين عن اليسار والوسط في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وبناء الجدار وحصار قطاع غزة، وفي التمييز العنصري، وفي فرض علاقات التبعية الاقتصادية المذلة، وفي احتجاز أموال الضرائب «القرصنة» التي ادت الى تجويع شعب، وفي شن الاعتداءات وارتكاب جرائم حرب، وفي التنكر للقانون الدولي والشرعية الدولية.
افيغدور ليبرمان ميز مواقفه ومواقف حزبه بصراحة ما بعدها صراحة عندما دعا الى قطع رؤوس العرب المصنفين ضد إسرائيل بالبلطات، متجاوزا مطالبته السابقة بتنفيذ حكم الإعدام بالأسرى الفلسطينيين. الآن تأخذه الحمية بالقتل فيدعو الى قطع الرؤوس بالبلطات والفؤوس، مقدما نموذجا فاشيا متوحشا لا يقل وحشية عن تنظيم داعش الذي يقطع الرؤوس ويضع ضحاياه في أقفاص ويحرقهم، ويرجم النساء بالحجارة حتى الموت. ولم ينس ليبرمان بندا من برنامجه وهو «الترانسفير» الطرد حين جدد دعوته للتخلص من ام الفحم، وغيرها من البلدات العربية.
إن غالبية الإسرائيليين موزعة على مواقف لا تعترف بالحد الأدنى من الحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني، أغلبية مريحة لا تقتنع بالسلام وتؤيد ضم اكثر من 60 % من أراضي الضفة، وتؤيد بقاء جميع المستعمرات وتوسيعها وتتبنى التمييز والأبارتهايد ضد شعب بأكمله. السبب يعود لوجود مصالح لتلك الأكثرية في بقاء الاحتلال والاستيطان الذي يدر أرباحا ويصنع امتيازات لا سقف لها أولا. ويعود للتهاون الدولي مع التمرد الإسرائيلي حكومة وشعبا وأحزابا – مع استثناءات قليلة - على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والمؤسسات الدولية، والسماح بفلتان إسرائيلي دون مساءلة او حساب.
لقد قدمت القيادة الفلسطينية الكثير من التنازلات، والتزمت بالاتفاقات وبالمفاوضات وبالشرعية والقانون الدولي لأكثر من 21 عاما، ولم تحصل على شيء. ولم يبق أمامها غير البحث عن مسار آخر. ولم يبق أمام الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية غير اعتماد استراتيجية صمود ومقاومة شعبية وإعادة بناء طويلة الأمد. لم يبق إلا رأس مال وحيد هو الشعب الموزع داخل وخارج وطنه. ما تبقى لنا هو الاستثمار في بناء إنسان فلسطيني جديد يعيد طرح سؤال حريته على الملأ بثقة ومسؤولية، في مواجهة إفلاس سياسي وأخلاقي إسرائيلي. رسالتنا الى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين.
نبض الحياة - حماس وكذبة الانتخابات
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في خضم النزوع الاخواني الفلسطيني بمواصلة عملية التضليل وخداع الرأي العام والتحريض على القيادة السياسية عموما وشخص الرئيس ابو مازن خصوصا، شنت قيادات وناطقو حركة حماس حملة واسعة على الجميع بذريعة، انهم «ضد اجراء» الانتخابات التشريعية والرئاسية، وانها، هي وحدها الجاهزة لاجرائها!؟
غير ان مياة الحقيقة اغرقت غطاسي حركة حماس جميعهم في التحدي، الذي تقدم به رئيس منظمة التحرير في دورة المجلس المركزي الاخيرة، عندما اعلن الرئيس محمود عباس في خطابه امام اعلى هيئة قيادية فلسطينية، بانه جاهز لاجراء الانتخابات فورا شرط ان يحضر الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية موافقة خطية من قبل قيادة حركة حماس. وفعلا قام الدكتور ناصر وايضا النائب حسن خريشة، المقرب من حماس، باجراء الاتصالات مع اسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة للوقوف على موقف حماس من دعوة رئيس الشعب الفلسطيني. لكن كما يقول النائب الثاني السابق للمجلس التشريعي، في لقائه مع منبر «دنيا الوطن»: ان الحركة وقياداتها المختلفة استخدمت عبارات مطاطة وحمالة اوجه، ورفضوا عمليا ارسال اي موقف مكتوب!
ما تقدم، يكشف خواء وكذب حركة حماس، ويؤكد لكل البسطاء من ابناء الشعب وللقوى السياسية الفلسطينية، التي تتناغم في مواقفها مع فرع الاخوان المسلمين، بأن «حماس» ليست جاهزة، ولا تريد الانتخابات، لانها أسوة بفروع الاخوان المسلمين جميعا مع استثناء لفرعي تركيا وتونس، اللذين املت الظروف الموضوعية المحيطة بهم، وخصائص بلدانهم الخضوع لمتطلباتها، تعتبر الانتخابات البرلمانية لمرة واحدة، هي المرة، التي يفوزوا فيها. الامر الذي يفرض على القوى السياسية والشخصيات المستقلة، التي ضللت نفسها وانصارها والشارع على حد سواء، وادعت بان حركة حماس «جدية» في دعوتها للانتخابات، والمشكلة عند الرئيس عباس، عليهم جميعا اولا مراجعة مواقفهم الخاطئة؛ ثانيا الضغط على حركة الانقلاب الحمساوية للاستجابة لدعوة الرئيس ابو مازن، والتقدم نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ ثالثا الكف عن الترويج لاكاذيب وتضليل حماس؛ رابعا التحلي بالشجاعة للاعتراف باخطائهم امام قاعدتهم والجماهير الفلسطينية والعربية عموما.
الثابت في منطق الاشياء، ان جماعة الاخوان المسلمين بفروعها، مع الاستثناء المشار له آنفا، ليست معنية بالديمقراطية ولا باي عنوان من عناوينها، لانها لا تؤمن بالديمقراطية، ولا بحرية الرأي والتعبير، ولا بالانتخابات أياً كان مستواها او عنوانها، كونها عميقة الولاء لمنطق وسياسة الهيمنة ورفض الشراكة السياسية مع اي قوة حتى لو كانت من الجماعات الاسلامية. وبالتالي ادعاء قياداتها وعلى رأسهم هنية والزهار والبردويل والاسطل والحية وغيرهم في اقليم الضفة والخارج ب»جاهزيتهم» للانتخابات،وانهم «يتحدون» القيادة بتحديد موعد لها، ليس سوى ادعاء كاذب، لا يمت للحقيقة بصلة، لان الجماهير كشفت عوراتهم واكاذيبهم وظلاميتهم، ودعوة الرئيس ابو مازن خير دليل على ذلك.
بدون مؤاخذة- الانتخابات الاسرائيلية والتطبيل للحرب
بقلم: جميل السلحوت – معا
المنافسة القائمة بين الأحزاب الصهيونيّة في الانتخابات البرلمانيّة الاسرائيلية القادمة تتمحور حول من يثبت منها أنّه الأكثر تطرّفا، وحبّا في الحروب ودعما للاستيطان وبعدا عن السّلام، تذكّرنا بذلك التّعيس الذي طالبه أحدهم بمنع جماعته عن كثرة القسم بالطلاق، فردّعليه قائلا: "عليّ الطلاق لأمنعهم".
فالدّعاية الانتخابيّة تكشف الوجه الحقيقي للفكر الصهيوني القائم على الحروب والتوسّع والاحتلال، فقد أخرجت هذه الدّعاية الأحزاب الصهيونيّة الكبرى من دائرة إجادة إدارة فنّ الصّراع، التي يعتمدون فيها على الكذب وتضليل الرأي العام العالمي، إلى دائرة الكشف عن الوجه القبيح المحبّ للحروب والتوسّع والاستيطان.
فالأحزاب الصهيونيّة واضحة في دعايتها الانتخابيّة برفضها لمتطلبات السّلام العادل الذي تنشده الشّعوب، فلديها ما يشبه الاجماع على رفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 وجوهرتها القدس الشريف، ورفضها لإقامة دولة فلسطينية، واستمرارها في استيطان الأراضي الفلسطينيّة، وأكثر ما يمكن أن تقدّمه هو حكم ذاتي للتجمعات السكنية الفلسطينية على الانسان وليس على الأرض. ولا تتوقف هذه الأحزاب في دعايتها الانتخابيّة على ما تقدّم فقط، بل هناك منها من يدعو إلى مهاجمة المنشآت النّوويّة الإيرانيّة، لأنّهم على قناعة تامّة بأنّ منطقة الشّرق الأوسط ممنوعة من امتلاك السّلاح النّووي، باستثناء اسرائيل، علما أنّ اسرائيل تمارس احتلال أراضي الغير، وتشنّ حروبها باستمرار، وتسعى إلى التّوسع، وترفض أن تكون جزءا من المنطقة...والمضحك المبكي في مرحلة هزائم الأنظمة العربيّة هو تحذير اسرائيل لها من خطورة الاحتلال الإيراني للمنطقة! وتبدي استعدادها للتحالف مع العرب للجم السّياسة الإيرانيّة، وكأن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية أمر مشروع وغير قابل للنّقاش.
والمتابع للدّعاية الانتخابيّة الاسرائيليّة سيجد بعضها بمثابة دعوة إلى ارتكاب جرائم بحق الانسانيّة، كدعوة ليبرمان إلى قطع رؤوس العرب مواطني دولته بالبلطات! ودعوته للتّخلص من أمّ الفحم وغيرها.
وإذا كانت اسرائيل منذ قيامها وحتّى الآن تؤمن بأنّ "خير وسيلة للدّفاع هي الهجوم" والاعتماد على قلب الحقائق، وتسويقها عبر طاحونة الاعلام الصهيوني العالمية، فقد لاحظنا كيف يروّج نتنياهو وحلفاؤه أكذوبة "لا يوجد شريك فلسطيني للسّلام" فإنّ السّلطة مطالبة بجمع الدعاية الانتخابيّة للأحزاب الصّهيونيّة، وترجمتها إلى مختلف الّلغات وتوزيعها في الأمم المتحدة وغيرها كإثبات على "عدم وجود شريك اسرائيلي للسّلام".
وعلى الجماهير العربيّة داخل اسرائيل أن تلتفّ حول القائمة العربيّة المشتركة التي تخوض المعركة الانتخابيّة، وأن لا يتغيّب أحد منهم عن الإدلاء بصوته لهذه القائمة، كي تحصل هذه الجماهير على نسبتها الحقيقية في الكنيست، وهي 20% كي يستطيع ممثلوها في هذا الكنيست الضغط لتحصيل حقوق ناخبيهم العرب، وجسر سياسة التمييز العنصرية التي تمارس ضدّهم، كما أنّ نوّاب القائمة المشتركة سيكونون ورقة ضغط على الحكومة القادمة كي ترضخ لمتطلبات السّلام العادل.
ü أوباما يتذكر القضية الفلسطينية!
بقلم: مفتاح شعيب – القدس
ü رسالة إلى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين
بقلم: مهند عبد الحميد – الايام
ü نبض الحياة - حماس وكذبة الانتخابات
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
ü بدون مؤاخذة- الانتخابات الاسرائيلية والتطبيل للحرب
بقلم: جميل السلحوت – معا
أوباما يتذكر القضية الفلسطينية!
بقلم: مفتاح شعيب – القدس
عادت تسريبات الإدارة الأمريكية لتروج مجدداً لخطة جديدة تحيي "العملية السلمية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وظهرت هذه النوايا مباشرة بعد خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في حركة يصور ظاهرها أن هناك أزمة تواصل عميقة بين اسرائيل وإدارة باراك أوباما بسبب الاتفاق المتوقع حول البرنامج النووي الإيراني .
التسريبات تؤكد أن المبادرة الجديدة ستطلق بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها بعد أيام بقطع النظر عن الفائز فيها . ومن دون السقوط في المحاكمة المسبقة للنوايا، فإن مبادرة السلام المفترضة لن تكون أفضل من سابقاتها، بل ستكون إعادة لقاعدة "عود على بدء" التي تطبقها الإدارات الأمريكية على القضية الفلسطينية كل أربع سنوات تقريباً والنتيجة دائماً تكريس لواقع الاحتلال واستلاب مزيد من الحقوق الفلسطينية .
والدليل على ذلك، أن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، الذي نسب إليه التسريب، أعلن جملة مفيدة في هذا السياق بتأكيده أن أوباما يعتزم استغلال الفترة المتبقية لديه في منصب الرئيس لدفع المبادرة الجديدة لإحياء عملية سلام لا توجد إلا في التصريحات الدبلوماسية . وتاريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة يحتفظ بوقائع موثقة في هذا الشأن .
فقد وعد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب عام 1991 بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية حين رعى مفاوضات مدريد ولم يتحقق الحلم . والشيء نفسه قام به بعده بيل كلينتون في نهاية ولايته الثانية عام 1999 أما جورج بوش الابن فقد أطلق وعداً في ولايته الثانية بإقامة تلك الدولة، وذهب بوش الثاني مثل الآخرين تاركاً القضية الفلسطينية حتى جاء الرئيس الحالي أوباما وعين الوسيط جورج ميتشل الذي استقال بعد عامين من الجولات المتلاحقة دون أن يحقق شيئاً . وباستقالته وضعت إدارة أوباما الملف الفلسطيني على الرّف، وها هي الآن تتذكره ليختتم أوباما عهده في البيت الأبيض "متسلياً" بالقضية بعد أن انشغل في السنوات الماضية بتداعيات "الربيع العربي" وكوارثه .
القضية الفلسطينية رغم ما تتعرض إليه من تصفية وتجاهل دولي ستظل قضية إنسانية وأخلاقية ستحاكم كل المتآمرين عليها . ومن المسلم به أنها قضية شائكة ومعقدة وتحتاج جهداً كبيراً من أطراف متعددة ومتدخلين مختلفين .
أما الوساطة الأمريكية فلا مصداقية لها بعد أن ثبت فشل مساعيها المتكررة في السنوات الماضية، فالوسيط النزيه هو الذي يقف على مسافة واحدة من طرفي أي صراع، وواشنطن تأخذ مسافة من الفلسطينيين، أما عن الإسرائيليين فلا توجد مسافة بل تماه وتقاسم للأدوار، ولهذا السبب لن تستطيع الإدارات الأمريكية أن تحقق شيئاً للفلسطينيين في الوقت الراهن مثلما لن تحقق أمن اسرائيل على المدى البعيد .
وارد بقوة أن تطلق إدارة أوباما في آخر شهورها مبادرة جديدة للسلام، ولكن لا جديد يمكن أن تقدمه في هذه المرحلة عما كانت قد طرحته في السابق، إلا طلب المزيد من التنازلات الفلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني بمختلف قواه بات مقتنعاً أن الحديث عن المفاوضات لا يعدو استهلاكاً إعلامياً وسياسياً فحسب، فالطرف الثاني خصم لا يعترف بأي حق، وإنما يعمل على التهام كل شيء تحت ستار المفاوضات التي أثبتت سنواتها أنها ألحقت خسائر بالفلسطينيين أفدح مما ألحقته بهم سنوات الحرب والمواجهة.
رسالة إلى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين
بقلم: مهند عبد الحميد – الايام
أيام تفصلنا عن انتخابات الكنيست الإسرائيلية الـ 20. وبإمكان العالم أن يتعرف على هذه الدولة أكثر من الفترات التي لا يوجد فيها انتخابات. في هذه الأيام انكشف المستور، الوثيقة المعتمدة من يتسحاق مولخو مستشار نتنياهو ومستشار الرئيس عباس حسين اغا التي كشف عنها الصحافي الإسرائيلي «ناحوم برنياع». والتي يقترح بموجبها دولة فلسطينية وتبادل اراض متساوية وعودة لاجئين وحل في القدس. ووثيقة سفير نتنياهو رفيف دروكر الذي تعهد كتابة بإقامة دولة فلسطينية على مساحة مساوية لمساحة الضفة والقطاع عام 67. هذا الانكشاف دفع الطاقم الانتخابي لحزب الليكود الى التراجع عن حل الدولتين الذي ورد في»خطاب نتنياهو في بار إيلان». وجاء توضيح مكتب نتنياهو الذي قال انه لم يتراجع لكنه في واقع الحال أكد التراجع حين قال، إن الانسحاب من الجنوب اللبناني ملأه حزب الله والانسحاب من غزة ملأته حماس وبناء على التجربتين فإنه لن ينسحب من الضفة.
«أم المعارك» خاضها نتنياهو ضد إدارة أوباما أمام الكونغرس الاميركي في واشنطن، تحدث نتنياهو 45 دقيقة ذكر فيها إيران 107 مرات وقوطع بالتصفيق والوقوف 36 مرة بحسب «تقرير مدار». قدم مواقف متناقضة أثارت سخط أوباما الذي لم يستمع الى خطابه مباشرة وقال انه لم يقدم بديلا. وعلقت زعيمة الديمقراطيين على الخطاب بالقول : كدت أبكي خلال الخطاب، ما هذا الاستخفاف بذكاء الولايات المتحدة وما هذا الاستعلاء؟ لم يحصد نتنياهو إلا التصفيق وزيادة طفيفة في شعبيته سرعان ما تراجعت. لكنه اخفق في الحصول على تأييد 15 عضوا من الديمقراطيين لمنع اوباما من اعتماد الاتفاق المتوقع مع ايران بدون موافقة مجلس النواب. وعاد يتحدث عن مؤامرة تستهدف إزاحة الليكود من الحكم، ويتم تمويلها عشرات الملايين من الشواكل.
في صراع نتنياهو من اجل بقائه الشخصي في الحكم، وقف رؤساء الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية السابقون في شهاداتهم ضده، وانحازت معظم الصحف ووسائل الإعلام وبخاصة صحيفة «يديعوت أحرنوت» الأوسع انتشارا ضد نتنياهو عندما دخل في مواجهة مكشوفة واستفزازية مع الرئيس الأميركي. وخرج 40 ألف متظاهر في تل أبيب ضد نتنياهو وسياساته وتناقضاته .
استخدم نتنياهو الملف النووي الإيراني في دعايته الانتخابية لصرف الأنظار عن كل المشاكل التي تعيشها إسرائيل. وركزت الأحزاب الأُخرى (اليسار والوسط ) في دعايتها الانتخابية على ازمة السكن وارتفاع أسعاره، وعلى قضايا اجتماعية ومصروفات منازل نتنياهو وحكاية سارة وزجاجاتها. وكانت نقطة اللقاء الوحيدة التي أجمعت عليها سائر الكتل الانتخابية هي تجاهل الشعب الفلسطيني، الذي يعني تجاهل أطول احتلال، وتجاهل السيطرة على ملايين من الشعب الفلسطيني، وما يترتب عليه من اندلاع حروب وانفجارات قد يصعب السيطرة عليها. ثمة تجاهل لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني، هذا التجاهل الذي يشكل أكبر تهديد لإسرائيل بحسب افتتاحية صحيفة هارتس، التي توقعت بأن ينعكس الاحتلال وسياساته الاستيطانية وسياسة الحصار والحروب داخل إسرائيل.
في الأيام الأخيرة للانتخابات وعندما اضطر المعسكر الصهيوني لتقديم برنامجه السياسي، أعلن عن قبوله بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، والإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى، والإبقاء على وضع مدينة القدس كعاصمة أبدية «للشعب اليهودي»، وطرح مبادرة سياسية تخفف من الانتقادات الدولية لإسرائيل، وهنا بيت القصيد الذي يعرف بوظيفة الحل المقدم هو «تخفيف الانتقادات الدولية لإسرائيل». كما نرى فإن برنامج المعسكر الصهيوني يقل كثيرا عن الحل الذي بلوره مولخو-آغا. حقا، لم يميز هذا المعسكر مواقفه عن اليمين واليمين المتطرف. فهو يتبنى عقيدة الاحتلال والتوسع والاستيطان الكولونيالي المشتركة مع المكونات السياسية الإسرائيلية الأُخرى باستثناءات محدودة.
غاب الخلاف حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وقد جاء عرض مسودة الاتفاقات السرية التي كشفت تنازلات الليكود، لتبيان أن اليسار الصهيوني أكثر تشددا في الحل المزمع عقده مع الشعب الفلسطيني من اليمين الصهيوني. وهذا الموقف يؤكد المرة تلو المرة غياب شريك إسرائيلي يصنع حلا غير حل الابارتهايد ولا يتسابق على فرض حل الابارتهايد من طرف واحد. لا يختلف اليمين عن اليسار والوسط في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وبناء الجدار وحصار قطاع غزة، وفي التمييز العنصري، وفي فرض علاقات التبعية الاقتصادية المذلة، وفي احتجاز أموال الضرائب «القرصنة» التي ادت الى تجويع شعب، وفي شن الاعتداءات وارتكاب جرائم حرب، وفي التنكر للقانون الدولي والشرعية الدولية.
افيغدور ليبرمان ميز مواقفه ومواقف حزبه بصراحة ما بعدها صراحة عندما دعا الى قطع رؤوس العرب المصنفين ضد إسرائيل بالبلطات، متجاوزا مطالبته السابقة بتنفيذ حكم الإعدام بالأسرى الفلسطينيين. الآن تأخذه الحمية بالقتل فيدعو الى قطع الرؤوس بالبلطات والفؤوس، مقدما نموذجا فاشيا متوحشا لا يقل وحشية عن تنظيم داعش الذي يقطع الرؤوس ويضع ضحاياه في أقفاص ويحرقهم، ويرجم النساء بالحجارة حتى الموت. ولم ينس ليبرمان بندا من برنامجه وهو «الترانسفير» الطرد حين جدد دعوته للتخلص من ام الفحم، وغيرها من البلدات العربية.
إن غالبية الإسرائيليين موزعة على مواقف لا تعترف بالحد الأدنى من الحقوق الوطنية والإنسانية للشعب الفلسطيني، أغلبية مريحة لا تقتنع بالسلام وتؤيد ضم اكثر من 60 % من أراضي الضفة، وتؤيد بقاء جميع المستعمرات وتوسيعها وتتبنى التمييز والأبارتهايد ضد شعب بأكمله. السبب يعود لوجود مصالح لتلك الأكثرية في بقاء الاحتلال والاستيطان الذي يدر أرباحا ويصنع امتيازات لا سقف لها أولا. ويعود للتهاون الدولي مع التمرد الإسرائيلي حكومة وشعبا وأحزابا – مع استثناءات قليلة - على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والمؤسسات الدولية، والسماح بفلتان إسرائيلي دون مساءلة او حساب.
لقد قدمت القيادة الفلسطينية الكثير من التنازلات، والتزمت بالاتفاقات وبالمفاوضات وبالشرعية والقانون الدولي لأكثر من 21 عاما، ولم تحصل على شيء. ولم يبق أمامها غير البحث عن مسار آخر. ولم يبق أمام الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية غير اعتماد استراتيجية صمود ومقاومة شعبية وإعادة بناء طويلة الأمد. لم يبق إلا رأس مال وحيد هو الشعب الموزع داخل وخارج وطنه. ما تبقى لنا هو الاستثمار في بناء إنسان فلسطيني جديد يعيد طرح سؤال حريته على الملأ بثقة ومسؤولية، في مواجهة إفلاس سياسي وأخلاقي إسرائيلي. رسالتنا الى الناخبين الإسرائيليين : مش مستعجلين.
نبض الحياة - حماس وكذبة الانتخابات
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في خضم النزوع الاخواني الفلسطيني بمواصلة عملية التضليل وخداع الرأي العام والتحريض على القيادة السياسية عموما وشخص الرئيس ابو مازن خصوصا، شنت قيادات وناطقو حركة حماس حملة واسعة على الجميع بذريعة، انهم «ضد اجراء» الانتخابات التشريعية والرئاسية، وانها، هي وحدها الجاهزة لاجرائها!؟
غير ان مياة الحقيقة اغرقت غطاسي حركة حماس جميعهم في التحدي، الذي تقدم به رئيس منظمة التحرير في دورة المجلس المركزي الاخيرة، عندما اعلن الرئيس محمود عباس في خطابه امام اعلى هيئة قيادية فلسطينية، بانه جاهز لاجراء الانتخابات فورا شرط ان يحضر الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية موافقة خطية من قبل قيادة حركة حماس. وفعلا قام الدكتور ناصر وايضا النائب حسن خريشة، المقرب من حماس، باجراء الاتصالات مع اسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة للوقوف على موقف حماس من دعوة رئيس الشعب الفلسطيني. لكن كما يقول النائب الثاني السابق للمجلس التشريعي، في لقائه مع منبر «دنيا الوطن»: ان الحركة وقياداتها المختلفة استخدمت عبارات مطاطة وحمالة اوجه، ورفضوا عمليا ارسال اي موقف مكتوب!
ما تقدم، يكشف خواء وكذب حركة حماس، ويؤكد لكل البسطاء من ابناء الشعب وللقوى السياسية الفلسطينية، التي تتناغم في مواقفها مع فرع الاخوان المسلمين، بأن «حماس» ليست جاهزة، ولا تريد الانتخابات، لانها أسوة بفروع الاخوان المسلمين جميعا مع استثناء لفرعي تركيا وتونس، اللذين املت الظروف الموضوعية المحيطة بهم، وخصائص بلدانهم الخضوع لمتطلباتها، تعتبر الانتخابات البرلمانية لمرة واحدة، هي المرة، التي يفوزوا فيها. الامر الذي يفرض على القوى السياسية والشخصيات المستقلة، التي ضللت نفسها وانصارها والشارع على حد سواء، وادعت بان حركة حماس «جدية» في دعوتها للانتخابات، والمشكلة عند الرئيس عباس، عليهم جميعا اولا مراجعة مواقفهم الخاطئة؛ ثانيا الضغط على حركة الانقلاب الحمساوية للاستجابة لدعوة الرئيس ابو مازن، والتقدم نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ ثالثا الكف عن الترويج لاكاذيب وتضليل حماس؛ رابعا التحلي بالشجاعة للاعتراف باخطائهم امام قاعدتهم والجماهير الفلسطينية والعربية عموما.
الثابت في منطق الاشياء، ان جماعة الاخوان المسلمين بفروعها، مع الاستثناء المشار له آنفا، ليست معنية بالديمقراطية ولا باي عنوان من عناوينها، لانها لا تؤمن بالديمقراطية، ولا بحرية الرأي والتعبير، ولا بالانتخابات أياً كان مستواها او عنوانها، كونها عميقة الولاء لمنطق وسياسة الهيمنة ورفض الشراكة السياسية مع اي قوة حتى لو كانت من الجماعات الاسلامية. وبالتالي ادعاء قياداتها وعلى رأسهم هنية والزهار والبردويل والاسطل والحية وغيرهم في اقليم الضفة والخارج ب»جاهزيتهم» للانتخابات،وانهم «يتحدون» القيادة بتحديد موعد لها، ليس سوى ادعاء كاذب، لا يمت للحقيقة بصلة، لان الجماهير كشفت عوراتهم واكاذيبهم وظلاميتهم، ودعوة الرئيس ابو مازن خير دليل على ذلك.
بدون مؤاخذة- الانتخابات الاسرائيلية والتطبيل للحرب
بقلم: جميل السلحوت – معا
المنافسة القائمة بين الأحزاب الصهيونيّة في الانتخابات البرلمانيّة الاسرائيلية القادمة تتمحور حول من يثبت منها أنّه الأكثر تطرّفا، وحبّا في الحروب ودعما للاستيطان وبعدا عن السّلام، تذكّرنا بذلك التّعيس الذي طالبه أحدهم بمنع جماعته عن كثرة القسم بالطلاق، فردّعليه قائلا: "عليّ الطلاق لأمنعهم".
فالدّعاية الانتخابيّة تكشف الوجه الحقيقي للفكر الصهيوني القائم على الحروب والتوسّع والاحتلال، فقد أخرجت هذه الدّعاية الأحزاب الصهيونيّة الكبرى من دائرة إجادة إدارة فنّ الصّراع، التي يعتمدون فيها على الكذب وتضليل الرأي العام العالمي، إلى دائرة الكشف عن الوجه القبيح المحبّ للحروب والتوسّع والاستيطان.
فالأحزاب الصهيونيّة واضحة في دعايتها الانتخابيّة برفضها لمتطلبات السّلام العادل الذي تنشده الشّعوب، فلديها ما يشبه الاجماع على رفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 وجوهرتها القدس الشريف، ورفضها لإقامة دولة فلسطينية، واستمرارها في استيطان الأراضي الفلسطينيّة، وأكثر ما يمكن أن تقدّمه هو حكم ذاتي للتجمعات السكنية الفلسطينية على الانسان وليس على الأرض. ولا تتوقف هذه الأحزاب في دعايتها الانتخابيّة على ما تقدّم فقط، بل هناك منها من يدعو إلى مهاجمة المنشآت النّوويّة الإيرانيّة، لأنّهم على قناعة تامّة بأنّ منطقة الشّرق الأوسط ممنوعة من امتلاك السّلاح النّووي، باستثناء اسرائيل، علما أنّ اسرائيل تمارس احتلال أراضي الغير، وتشنّ حروبها باستمرار، وتسعى إلى التّوسع، وترفض أن تكون جزءا من المنطقة...والمضحك المبكي في مرحلة هزائم الأنظمة العربيّة هو تحذير اسرائيل لها من خطورة الاحتلال الإيراني للمنطقة! وتبدي استعدادها للتحالف مع العرب للجم السّياسة الإيرانيّة، وكأن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية أمر مشروع وغير قابل للنّقاش.
والمتابع للدّعاية الانتخابيّة الاسرائيليّة سيجد بعضها بمثابة دعوة إلى ارتكاب جرائم بحق الانسانيّة، كدعوة ليبرمان إلى قطع رؤوس العرب مواطني دولته بالبلطات! ودعوته للتّخلص من أمّ الفحم وغيرها.
وإذا كانت اسرائيل منذ قيامها وحتّى الآن تؤمن بأنّ "خير وسيلة للدّفاع هي الهجوم" والاعتماد على قلب الحقائق، وتسويقها عبر طاحونة الاعلام الصهيوني العالمية، فقد لاحظنا كيف يروّج نتنياهو وحلفاؤه أكذوبة "لا يوجد شريك فلسطيني للسّلام" فإنّ السّلطة مطالبة بجمع الدعاية الانتخابيّة للأحزاب الصّهيونيّة، وترجمتها إلى مختلف الّلغات وتوزيعها في الأمم المتحدة وغيرها كإثبات على "عدم وجود شريك اسرائيلي للسّلام".
وعلى الجماهير العربيّة داخل اسرائيل أن تلتفّ حول القائمة العربيّة المشتركة التي تخوض المعركة الانتخابيّة، وأن لا يتغيّب أحد منهم عن الإدلاء بصوته لهذه القائمة، كي تحصل هذه الجماهير على نسبتها الحقيقية في الكنيست، وهي 20% كي يستطيع ممثلوها في هذا الكنيست الضغط لتحصيل حقوق ناخبيهم العرب، وجسر سياسة التمييز العنصرية التي تمارس ضدّهم، كما أنّ نوّاب القائمة المشتركة سيكونون ورقة ضغط على الحكومة القادمة كي ترضخ لمتطلبات السّلام العادل.