Haneen
2015-04-06, 09:59 AM
في هذا الملف:
ü نحن والقمة وربع الساعة الاخير!!
بقلم: حديث القدس – القدس
ü القضية الفلسطينية.. ضحية القمة العربية !؟
بقلم: هاني حبيب – الايام
ü سؤال عالماشي - ابو مازن على الجبهة...وتحيا الأمة العربية
بقلم: موفق مطر – الحياة
ü فلسطين ليست اليمن
بقلم: مصطفى ابراهيم – معا
نحن والقمة وربع الساعة الاخير!!
بقلم: حديث القدس – القدس
بدأت في شرم الشيخ أمس القمة العربية السادسة والعشرون، وعلى اجندتها تزدحم القضايا الكثيرة والخطيرة وفي مقدتها هذه المرة الازمة اليمينية والحملة اللتي تقودها السعودية عسكريا للقضاء على مسعى الحوثيين للاستيلاء على السلطة، بالاضافة طبعا الى الاوضاع في العراق وسوريا وليبيا والحرب ضد التطرف الذي يرفع شعارات دينية.
وكالعادة في القمم السابقة سمعنا خطبا وتصريحات متكررة ومواقف تدعو الى التضامن والوحدة والعمل المشترك والقضاء على الارهاب بكل اشكاله .. الى آخر ما معروف من كلام ولكن دون تنفيذ حقيقي ودون ترجمة القول الى فعل. وما يهمنا في هذا السياق هو وضع القضية الوطنية وخطاب الرئيس ابو مازن الموسع والرصيح والواضح.
تحدث الرئيس عن الاوضاع الفلسطينية الصعبة والممارسات الاسرائيلية التي تؤكد، كما قال عدم وجود شريك اسرائيلي، بسبب الاستيطان ومصادرة الارض والمواقف الرسمية التي اعلنها رئيس وزراء اسرائيل قبيل الانتخابات الاخيرة وبعدها من رفض لحل الدولتين او وقف الاستيطان، وكذلك المخطط الاسرائيلي لبلورة دويلة منفصلة في غزة واقامة حكم ذاتي للسكان بالضفة بدون القدس.
لقد كرر الرئيس القول بضرورة تنفيذ شبكة الامان المالية التي التزمت بها القمم السابقة بسبب الازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة نتيجة الممارسات الاسرائيلية، كما اكد ان السلطة الوطنية ستعيد النظر في علاقاتها الاقتصادية والسياسية والامنية مع اسرائيل على ضوء قرارات المجلس المركزي في دورته الاخيرة.
ان هذه ليست المرة الاولى التي يطالب بها الرئيس بشكة الامان المالية هذه لكن احدا من الذين يعنيهم الامر لا يستجيب لهذا المطلب الا في الحدود الضيقة التي لا تعين بالاحتياجات الحقيقية لتعزيز الصمود الوطني ومواجهة الاحتلال واجراءاته والارجح ان يمر هذا المطلب مرور الكرام هذه المرة ايضا.
والملفت للنظر بالقمة الحالية وغيرها من القمم، انهم يتحدثون عن عمل عربي مشترك وتشكيل قوة تدخل عربية مشتركة، ويتدخلون مباشرة وبقولة في اكثر من موقع عربي، وحين يصل الامر الى القضية الفلسطينية يكتفون بالبيانات وكلام الثمنيات، ويكررون التأييد اللفظي والمطالب القومية.
لقد كان الرئيس ابو مازن واضحا وبقوة خاصة وهو يتحدث عن القدس ومساعي ومخاطر تهويدها، وقال بكل الام والمرارة ان القدس تعيش في ربع الساعة الاخير قبل التهويد الكامل، وهذا واضح سواء في ما يتعلق بالاستيطان او الحصار وتهجير المواطنين وعزلهم بالجدار عن مدينتهم او بالحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك واقامة ما يسمونه بالحدائق التوراتية في محيطه والدعوات الرسمية والمباشرة لاقامة الهيكل الذي يتحدثون عنه بالاضافة للاقتحامات اليومية تقريبا للحرم القدسي الشريف.
واذا كان الرئيس يتحدث عن ربع الساعة الاخير قبل تهويد القدس فاننا نقول ان القضية الوطنية كلها تعيش مرحلة مصيرية فاصلة لا نحب ان نسميها ربع الساعة الاخير لان ايماننا قوي وثقتنا بانفسنا كبيرة ولكننا نوجهها رسالة الى القمة العربية لعلهم يسمعون ويتحركون جدا كما يتحركون في قضايا عربية أخرى أقل وهمية ...!!
القضية الفلسطينية.. ضحية القمة العربية !؟
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gifبقلم: هاني حبيب – الايام
عندما رحبت الرياض، بعقد حوار يمني على أراضيها، يضم كافة القوى والأحزاب اليمنية المؤثرة والفاعلة، بهدف وضع حد للاقتتال الداخلي، كانت تعلم أن ميليشيا الحوثيين سترفض هذه الدعوة، لكن الدعوة ظلت قائمة إلى أن طلب الرئيس اليمني تدخلاً سعودياً خليجياً عربياً لنجدة الشعب اليمني الذي بات مهدداً بحرب أهلية، تتحكم بها ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، وكان من المرجح أن السعودية لن تقدم على فعل هذه الخطوة إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر من مؤتمر القمة العربي الذي كان من المقرر أن يعقد بعد ثلاثة أيام في حينه، غير أن ما حدث أن قام التحالف الخليجي، والذي بات تحالفاً عربياً، بالاستجابة لمطالب الرئيس اليمني الشرعي، واستبق هذا التحالف القمة العربية لكي يضع القيادات العربية أمام الأمر الواقع، وهذا ما حدث، فلم تعد المسألة اليمنية واحدة من القضايا التي ستناقشها القمة، بل باتت على ضوء «عاصفة الحزم» القضية المهيمنة على أعمال القمة، وحتى القضايا الأخرى، باتت متعلقة حول القرارات المحتملة الخاصة بها ارتباطاً بالموقف من «عاصفة الحزم» الأمر الذي يعني مزيداً من الاستقطاب والفرز داخل المنظومة العربية الرسمية.
العنوان الأساسي لهذه القمة، هو «العمل العربي المشترك» وهو عنوان واسع يفسح المجال للحديث من البيئة حتى التبادل التجاري، لكن الأوضاع العربية الراهنة، ستحصر هذا العنوان تحت عنوان أساسي، وهو إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك»، وهي المعاهدة التي لم تر النور من الناحية العملية، وتم الحديث عنها في ذلك الوقت، في محاولة عربية للمواجهة مع العدو الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية، أما الآن فمن المتوقع إلى حد كبير، أن يتحول العنوان من «معاهدة دفاع» إلى قوات عربية مشتركة، والتغيير ليس في العنوان، بل في الهدف والتوجه، ذلك أن هذه القوات، هي عبارة عن قوات تدخل للحفاظ على شرعية الأنظمة القائمة المهددة، إما بفعل تحركات وانتفاضات داخلية، أو في مواجهة أطماع امبراطورية متجددة، كالامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية، والتهديد الأكثر احتمالاً، بسيطرة إيرانية على باب المندب من خلال التمدد الحوثي، الأمر الذي يهدد بمخاطر جسيمة على السعودية وكل دول الخليج بالإضافة إلى التهديد المباشر لقناة السويس وميناء العقبة الأردني.
سيطرة الأجندة المرتبطة بتطورات الوضع في اليمن، سيؤثر من غير شك على حصة القضية الفلسطينية من اهتمامات القمة العربية، وإذا كانت هذه القضية قد حظيت بدعم خطابي متواصل في القمم العربية السابقة، فعلى الأرجح أن حتى هذا الدعم الهامشي، قد لا تحصل عليه قضية العرب التي كانت الأولى!!
يقول العاهل السعودي في كلمته أمام القمة إن «عاصفة الحزم» ستستمر، لكن حسابات الحقل غير ما هي عليه حسابات البيدر، فإذا ما أدت هذه العاصفة إلى تراجع قوة وسيطرة الميليشيا الحوثية، ما يضطرها إلى التجاوب مع دعوات الحوار من موقع الند وليس المسيطر، وباعتبار أن الحوثيين أيضاً عانوا من ظلم كبير خلال الحكومات اليمنية المتعاقبة، لكنهم تجاوزوا كل حدود، عندما تغولوا وسيطروا على اليمن مستفيدين من ضعف القوى الشرعية، إلاّ أن ذلك لا يجب أن يهدر حقوقهم كمكون يمني له مكانته ودوره شريطة عدم الارتباط بالمصالح الخارجية، خاصة الإيرانية منها.
في هذه الحال، من المستبعد أن تستمر «عاصفة الحزم» بل ستهدأ إذا كان الهدف من ورائها العودة إلى الحوار، لكن وفي كل الأحوال، فإن ما قبل العاصفة ليس كما هو بعدها، ذلك أنه من المتوقع أن تؤدي هذه العاصفة، حتى بعد توقفها وعودتها إلى الهدوء، إلى تغير في الخارطة السياسية في المنطقة العربية، جملة من المصالحات، بدأت بالفعل في حالة الاحتضان بين الرئيس السيسي والأمير تميم، كما يلاحظ بهذا المسار أيضاً، إقدام القضاء المصري على سحب ملف الحكم على حركة حماس باعتبارها حركة إرهابية، في توقيت متناغم يشير إلى أن جملة من المتغيرات على صعيد الخنادق السياسية قد جرت وستجري.
من هنا، فإن لهذه القمة أهميتها الكبيرة، على صعيد المنطقة والإقليم، و»عاصفة الحزم» ما هي إلا اختبار لمدى قدرة النظام الرسمي العربي على استنهاض نفسه في ظل تنامي النتائج السلبية للربيع العربي ولتغول قوى الارهاب من ناحية، ومواجهة الأطماع الامبراطورية التي تستغل الضعف العربي للتمدد والهيمنة في ظل فرز مذهبي وطائفي بات جوهر المشهد العربي بشكل عام.
كلمة الرئيس عباس أمام القمة، رغم أهميتها وشموليتها، إلاّ أنها لن تغير من الناحية الواقعية التزامات القمة العربية أمام أجندة فرضتها الأحداث اليمنية، و»عاصفة الحزم»، كانت رسالة واضحة تحاول أن تجد لفلسطين مكانة في أجندة تحتشد أمام عنوان وحيد، اجتهاد لا يخلو من المسؤولية مع افتقاره للقدرة على الضغط بعدما باتت القضية الفلسطينية، واحدة من قضايا عديدة ليس إلاّ !
سؤال عالماشي - ابو مازن على الجبهة...وتحيا الأمة العربية
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gifبقلم: موفق مطر – الحياة
لا يحق للقاعدين رغم امتلاكهم ترسانات السلاح، واستخدامهم قضية فلسطين كجناح يمكنهم من التحليق السياسي، وتفرجوا على ثلاثة حروب منذ العام 2008 حتى 2014 على شعبنا وصمتوا، ولم يطلقوا رصاصة واحدة مساندة من جنوب لبنان، لا يحق لهم الآن اشهار السنتهم للتشهير بموقف الرئيس ابو مازن الوطني القومي الأخلاقي المسؤول، خاصة وانه على رأس المناضلين في جبهة المعركة والمواجهة ضد المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، فما عليهم الا استكمال فصل الصمت، والكف عن العبث بقضيتنا، فنحن لم نسمع ضجيج خطاباتهم، واسلحتهم، ومشاركة رجالهم في المعارك الا عندما تعلق الأمر بصراعات مدفوعة بالتحريض المذهبي.. ونحمد الله ان فلسطين نقية طاهرة من مرض المذهبية.
نحن لا نقف الى جانب طرف ضد طرف في صراعات داخلية في أية دولة عربية، لكن عندما نبلغ اليقين أن دولا اجنبية، تستخدم جزءا من النسيج الاجتماعي والوطني لدولة عربية ما لتحقيق اطماعها، وتمدد امبراطوريتها المعلنة! فإنا سنكون اول من يعلن الوقوف الى جانب (آل البيت العربي) فجدارنا جدارهم وسقفنا سقفهم وارضنا مركز أرضهم، ولا نرتضي لأنفسنا مظلة ليست عربية، اما من اشهر ولاءه كجندي في (جيش دولة ولاية الفقيه)، فلا يحق له قانونا واخلاقيا وشرعا ومنطقيا اعطاء رئيسنا الفلسطيني العربي دروسا في الوطنية !.
لا يمكن لقيادتنا الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن اتخاذ موقف الصامت المتفرج فيما أركان الأمن القومي العربي تنهار واحدة تلو الاخرى، بفعل حملات تهيئ اسبابها ومبرراتها قوى اقليمية ودولية، ولا يمكن لقيادة الشعب الفلسطيني التفريط بالعمق العربي الاستراتيجي لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، حتى لو اعتراه ضعف ما، خلال مراحل مهمة من تاريخ الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني، فمصير شعب فلسطين جزء لا يتجزأ من مصير الأمة العربية المشترك، فالفلسطينيون حريصون على قوة ومنعة الدول العربية ووحدة اراضيها، واستقرار نظمها السياسية بما يحقق ويجسد ارادة شعوبها وأهدافها بالحرية والديمقراطية والنمو والتقدم تحت مظلة استقلالية القرارالوطني، ومواقف قيادتنا ليست خيارا ولا تكتيكا سياسيا قائما على المصالح، وانما مواقف اخلاقية، تقتضيها الرؤية العميقة لطبيعة الصراع المتعدد الجبهات، ومركزها الصراع مع دولة الاحتلال اسرائيل، مواقف تحافظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وترقى الى مستوى الموقف الواضح الصريح من أي جهة تتدخل في الشأن العربي، وتهدد الأمن القومي العربي، وتفجر اسلحة دمار شامل مذهبية وطائفية في اقطار عربية، أو تدعم انقسامات وانفصالات سياسية، وجماعات ترفع رايات دينية، كمحاولة منها لايجاد مراكز ومواقع متقدمة لتأمين مشروع امبراطوريتها، ولاستخدام هذه الجماعات كأدوات لتنفيذ اجنداتها الاقليمية.
ما كان لقيادتنا الحكيمة اتخاذ موقف المتفرج فيما مصر العربية وثورتها الجديدة التي اعادت الروح القومية للعرب تتعرض للحصار من اقصى جنوب البحر الأحمر، وأمن وسيادة المملكة العربية السعودية تتعرض لاختراق يستهدف امن واستقرار ووحدة اراضي وسيادة دول الخليج العربي عبر اليمن، الذي اشعلوا فيه فتنة مذهبية، تمهيدا لقسمه على هذه الاسس، وانشاء (خارطة الدول المذهبية والطائفية) التي افشلتها ثورة يونيو العظيمة بمصر العربية، رغم استمرار بعض ملامح خطوطها الخطيرة القائمة حتى الآن في العراق وسوريا كنموذج حي.
لن ينفعنا الندب واللطم عندما تسيطر ايران على باب المندب، يوم يقع البحر الأحمر تحت هيمنتها، وتتحكم بهذا الممر العالمي، فتفقد قناة السويس المصرية قيمتها الاستراتيجية، وتخسر مصر العربية مشروع قناة السويس الجديد، فالأمبراطورية الفارسية التي افشى كبار القادة الايرانيين الرغبة برؤيتها كحدود واقعية على الخارطة الجغرافية في المنطقة، وعاصمتها درة العرب حضارية بغداد، ستصبح ممكنة اذا ما استطاعت طهران وصل خليج عدن وبحر العرب بالخليج العربي، فترسم حدود بحر امبراطوريتها من ناحية مشرق وجنوب اقطار الوطن العربي المشرقية، فتمتلك (القنبلة النووية المائية )، وتجاور حدود اوروبا الجنوبية اذا ما عززت وجودها في سوريا ولبنان، مستغلة حلفها المتين القائم على ابعاد وركائز مذهبية مع النظام في سوريا وحزب الله في لبنان، فتصبح بذلك الآمر الناهي في تشكيل حاضر ومستقبل ومصير المنطقة العربية الحضارية تاريخيا.
لن نكون الا مع امتنا العربية، فروحها روحنا، وامنها امننا، ومصيرها مصيرنا، ونحن سعداء بسماع رئيس جمهورية مصر العربية وهو ينهي خطابه في القمة العربية بشرم الشيخ بعبارة: تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية.
فلسطين ليست اليمن
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gifبقلم: مصطفى ابراهيم – معا
ليس مستغرباً ما حدث و يحدث في اليمن الذي كان سعيداً، هذا هو حال الدول الضعيفة التي تتجاذبها السياسات والأيادي الدولية والإقليمية والعربية في لعبة النفوذ والسيطرة، فهو يحدث في ليبيا وحدث في دول كثيرة من العالم في السنوات البعيدة و القريبة، فهي لعبة منذ الازل قديمة جديدة لعبة الاقوياء مقابل الدول العربية الضعيفة والمستباح دمها وخيراتها.
ما يحدث أمامنا هو نسخة جديدة من العاب الحاسوب الامريكية وبنكهة عربية، دولة ضعيفة مفككة بفعل الجيرة والصراع الداخلي، من دولة ذات تاريخ عميق وحضارة عظيمة إلى دولة من القبائل والانهيار و يباع فيها السلاح على قارعة الطريق، و لا تدرك قيمة قارعتها على قارتين وهي المدخل لأهم ممر ملاحي في العالم.
منذ سنوات واليمن تتلاشى ما جعلها مطمعاً ومكاناً للتنافس الدولي والإقليمي، غاب لاعبين كبار من قماشة الاتحاد السوفيتي و عبد الناصر، وظل لاعبين متمسكين بها كملعب مهم وفي مقدمتهم أمريكا والسعودية الحليف الوفي للأولى، وبرزت إيران التي لم تغيب وكرست نفسها كلاعب لا يتخلى عن جهوزيته واستعداده الكامل للاستحواذ على الملعب للانطلاق وتهديد ملاعب مجاورة والسيطرة عليها.
كانت لعبد الناصر اطماع استراتيجية لحماية الامن القومي المصري وأهمية باب المندب له و حلمه بتعميم القومية العربية وتحرير اليمن من نظام الامام الرجعي الذي كان يحكم اليمن بمساعدة وهيمنة السعودية، فغرق عبد الناصر في مستنقع اليمن وخرج ولم يعد، ولم تعد مصر كما كانت وانعزلت وأغلقت الأبواب على ذاتها حتى عهد مبارك مرورا بالسادات.
وبقيت المنطقة العربية ومنها اليمن على حالها راكدة تنبعث من مياهها الآسنة رائحة التخلف و ترزح في الظلام و تغرق في الاستحواذ و الاستقطاب والأحلاف التي تحافظ على الأنظمة وسيطرتها على مقدرات الشعوب ونهب خيراتها وغياب العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية.
اليمن كباقي الدول العربية حقق وحدته شكلا بعد حروب أهلية، لكنه ظل منقسماً، ولم يستطع مشايخه وحكامه تشكيل دولة اليمن الحقيقية وبناء دولة المؤسسات ومنها الجيش على أسس وطنية لحماية مقدرات الدولة والشعب، وليس جيش لحماية النظام وقبيلته وعند اول اختبار سقط وانهار في وحل الانقسام والتمييز وإشعال الطائفية التي لم نسمع عنها من قبل إلا بعد ان زرعت السعودية وإيران مجموعاتها المسلحة من القاعدة الى انصار الله.
هذا الانقسام كان وما زال برعاية سعودية ايرانية وفشل شيخ قبيلته على عبد الله صالح، وبعدم قدرة اليمنيين على فهم واقعهم ومصلحة بلادهم، كان همهم وما زال السيطرة وبسط كل فئة نفوذها على اليمن وتحقيق اجندات دولية و اقليمية وعربية بصبغة طائفية وغياب أي اجندة داخلية لحماية اليمن وأهله، إلى ان غرقوا في الدم بالتناحر القبلي والطائفي.
وفي ظل حالة الهوان العربي نبقى نحن الضحية وننظر بحسرة و ألم لهذا التحالف وموقفنا منه، تحالف شكلته السعودية بنكهة طائفية وتستغله بشكل عربي، والقيادة الفلسطينية ومشايخها تحمسوا لهذا التحالف وطالبت أن تستكمل عاصفة الحزم والحسم كي تقضي على الفتن في مناطق وأماكن عربية اخرى ومنها فلسطين خاصة غزة التي تمردت على الشرعية.
نحن اصحاب حق و نعاني الانقسام المستمر بفعل ايدينا وتدخلات خارجية اقليمية ودولية، هذه ليست معركتنا ويجب ان لا تكون كذلك، والمطالبة بعاصفة حزم في غزة هو خطير جداً ولا يعبر عن الاهداف الفلسطينية بإنهاء الانقسام ومقاومة الاحتلال.
هي حرب السعودية بدعم أمريكي ضد ايران وتم ترتيبها و تكييفها مع المعايير الدولية، تلك المعايير التي ما زالت تسمح باحتلال فلسطين وتحاصر قطاع غزة وتهويد القدس وغول الاستيطان والعنصرية، وهي التي أعطت مؤخرا الضوء الاخضر للاحتلال لاستباحة الدم الفلسطيني طوال 51 يوماً وما زالت تستبيحه.
فلسطين ما زالت ترزح تحت الاحتلال ويجب ان لا نكون ضمن أي حلف من هذه الاحلاف وتجاربنا السابقة في تأييد دولة على حساب اخرى دفعنا ثمنه وما زلنا باهظاً، وذاكرتنا ليست ضعيفة ففي مثل هذه الايام من العام 2002، عقدت القمة العربية في بيروت وقوات الاحتلال كانت تحاصر مقر الرئيس الراحل ابو عمار!
القيادة الفلسطينية وضعت نفسها في هذا التحالف ولم تتعلم من تجارب الماضي فتلك الدول تعمل لمصلحتها، كان على القيادة الفلسطينية ان تدعو القمة العربية الى تبني تشكيل لجنة لحل الازمة ودعوة اليمنيين إلى الحوار وليس المطالبة بعاصفة حزم في فلسطين، كما يجب عليها ان تدعو الجامعة العربية الى التدخل الجدي وتحقيق المصالحة الفلسطينية وفرض حل ملزم وما التوصل اليه الفلسطينيين من اتفاقيات وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني.
ü نحن والقمة وربع الساعة الاخير!!
بقلم: حديث القدس – القدس
ü القضية الفلسطينية.. ضحية القمة العربية !؟
بقلم: هاني حبيب – الايام
ü سؤال عالماشي - ابو مازن على الجبهة...وتحيا الأمة العربية
بقلم: موفق مطر – الحياة
ü فلسطين ليست اليمن
بقلم: مصطفى ابراهيم – معا
نحن والقمة وربع الساعة الاخير!!
بقلم: حديث القدس – القدس
بدأت في شرم الشيخ أمس القمة العربية السادسة والعشرون، وعلى اجندتها تزدحم القضايا الكثيرة والخطيرة وفي مقدتها هذه المرة الازمة اليمينية والحملة اللتي تقودها السعودية عسكريا للقضاء على مسعى الحوثيين للاستيلاء على السلطة، بالاضافة طبعا الى الاوضاع في العراق وسوريا وليبيا والحرب ضد التطرف الذي يرفع شعارات دينية.
وكالعادة في القمم السابقة سمعنا خطبا وتصريحات متكررة ومواقف تدعو الى التضامن والوحدة والعمل المشترك والقضاء على الارهاب بكل اشكاله .. الى آخر ما معروف من كلام ولكن دون تنفيذ حقيقي ودون ترجمة القول الى فعل. وما يهمنا في هذا السياق هو وضع القضية الوطنية وخطاب الرئيس ابو مازن الموسع والرصيح والواضح.
تحدث الرئيس عن الاوضاع الفلسطينية الصعبة والممارسات الاسرائيلية التي تؤكد، كما قال عدم وجود شريك اسرائيلي، بسبب الاستيطان ومصادرة الارض والمواقف الرسمية التي اعلنها رئيس وزراء اسرائيل قبيل الانتخابات الاخيرة وبعدها من رفض لحل الدولتين او وقف الاستيطان، وكذلك المخطط الاسرائيلي لبلورة دويلة منفصلة في غزة واقامة حكم ذاتي للسكان بالضفة بدون القدس.
لقد كرر الرئيس القول بضرورة تنفيذ شبكة الامان المالية التي التزمت بها القمم السابقة بسبب الازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة نتيجة الممارسات الاسرائيلية، كما اكد ان السلطة الوطنية ستعيد النظر في علاقاتها الاقتصادية والسياسية والامنية مع اسرائيل على ضوء قرارات المجلس المركزي في دورته الاخيرة.
ان هذه ليست المرة الاولى التي يطالب بها الرئيس بشكة الامان المالية هذه لكن احدا من الذين يعنيهم الامر لا يستجيب لهذا المطلب الا في الحدود الضيقة التي لا تعين بالاحتياجات الحقيقية لتعزيز الصمود الوطني ومواجهة الاحتلال واجراءاته والارجح ان يمر هذا المطلب مرور الكرام هذه المرة ايضا.
والملفت للنظر بالقمة الحالية وغيرها من القمم، انهم يتحدثون عن عمل عربي مشترك وتشكيل قوة تدخل عربية مشتركة، ويتدخلون مباشرة وبقولة في اكثر من موقع عربي، وحين يصل الامر الى القضية الفلسطينية يكتفون بالبيانات وكلام الثمنيات، ويكررون التأييد اللفظي والمطالب القومية.
لقد كان الرئيس ابو مازن واضحا وبقوة خاصة وهو يتحدث عن القدس ومساعي ومخاطر تهويدها، وقال بكل الام والمرارة ان القدس تعيش في ربع الساعة الاخير قبل التهويد الكامل، وهذا واضح سواء في ما يتعلق بالاستيطان او الحصار وتهجير المواطنين وعزلهم بالجدار عن مدينتهم او بالحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك واقامة ما يسمونه بالحدائق التوراتية في محيطه والدعوات الرسمية والمباشرة لاقامة الهيكل الذي يتحدثون عنه بالاضافة للاقتحامات اليومية تقريبا للحرم القدسي الشريف.
واذا كان الرئيس يتحدث عن ربع الساعة الاخير قبل تهويد القدس فاننا نقول ان القضية الوطنية كلها تعيش مرحلة مصيرية فاصلة لا نحب ان نسميها ربع الساعة الاخير لان ايماننا قوي وثقتنا بانفسنا كبيرة ولكننا نوجهها رسالة الى القمة العربية لعلهم يسمعون ويتحركون جدا كما يتحركون في قضايا عربية أخرى أقل وهمية ...!!
القضية الفلسطينية.. ضحية القمة العربية !؟
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gifبقلم: هاني حبيب – الايام
عندما رحبت الرياض، بعقد حوار يمني على أراضيها، يضم كافة القوى والأحزاب اليمنية المؤثرة والفاعلة، بهدف وضع حد للاقتتال الداخلي، كانت تعلم أن ميليشيا الحوثيين سترفض هذه الدعوة، لكن الدعوة ظلت قائمة إلى أن طلب الرئيس اليمني تدخلاً سعودياً خليجياً عربياً لنجدة الشعب اليمني الذي بات مهدداً بحرب أهلية، تتحكم بها ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، وكان من المرجح أن السعودية لن تقدم على فعل هذه الخطوة إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر من مؤتمر القمة العربي الذي كان من المقرر أن يعقد بعد ثلاثة أيام في حينه، غير أن ما حدث أن قام التحالف الخليجي، والذي بات تحالفاً عربياً، بالاستجابة لمطالب الرئيس اليمني الشرعي، واستبق هذا التحالف القمة العربية لكي يضع القيادات العربية أمام الأمر الواقع، وهذا ما حدث، فلم تعد المسألة اليمنية واحدة من القضايا التي ستناقشها القمة، بل باتت على ضوء «عاصفة الحزم» القضية المهيمنة على أعمال القمة، وحتى القضايا الأخرى، باتت متعلقة حول القرارات المحتملة الخاصة بها ارتباطاً بالموقف من «عاصفة الحزم» الأمر الذي يعني مزيداً من الاستقطاب والفرز داخل المنظومة العربية الرسمية.
العنوان الأساسي لهذه القمة، هو «العمل العربي المشترك» وهو عنوان واسع يفسح المجال للحديث من البيئة حتى التبادل التجاري، لكن الأوضاع العربية الراهنة، ستحصر هذا العنوان تحت عنوان أساسي، وهو إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك»، وهي المعاهدة التي لم تر النور من الناحية العملية، وتم الحديث عنها في ذلك الوقت، في محاولة عربية للمواجهة مع العدو الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية، أما الآن فمن المتوقع إلى حد كبير، أن يتحول العنوان من «معاهدة دفاع» إلى قوات عربية مشتركة، والتغيير ليس في العنوان، بل في الهدف والتوجه، ذلك أن هذه القوات، هي عبارة عن قوات تدخل للحفاظ على شرعية الأنظمة القائمة المهددة، إما بفعل تحركات وانتفاضات داخلية، أو في مواجهة أطماع امبراطورية متجددة، كالامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية، والتهديد الأكثر احتمالاً، بسيطرة إيرانية على باب المندب من خلال التمدد الحوثي، الأمر الذي يهدد بمخاطر جسيمة على السعودية وكل دول الخليج بالإضافة إلى التهديد المباشر لقناة السويس وميناء العقبة الأردني.
سيطرة الأجندة المرتبطة بتطورات الوضع في اليمن، سيؤثر من غير شك على حصة القضية الفلسطينية من اهتمامات القمة العربية، وإذا كانت هذه القضية قد حظيت بدعم خطابي متواصل في القمم العربية السابقة، فعلى الأرجح أن حتى هذا الدعم الهامشي، قد لا تحصل عليه قضية العرب التي كانت الأولى!!
يقول العاهل السعودي في كلمته أمام القمة إن «عاصفة الحزم» ستستمر، لكن حسابات الحقل غير ما هي عليه حسابات البيدر، فإذا ما أدت هذه العاصفة إلى تراجع قوة وسيطرة الميليشيا الحوثية، ما يضطرها إلى التجاوب مع دعوات الحوار من موقع الند وليس المسيطر، وباعتبار أن الحوثيين أيضاً عانوا من ظلم كبير خلال الحكومات اليمنية المتعاقبة، لكنهم تجاوزوا كل حدود، عندما تغولوا وسيطروا على اليمن مستفيدين من ضعف القوى الشرعية، إلاّ أن ذلك لا يجب أن يهدر حقوقهم كمكون يمني له مكانته ودوره شريطة عدم الارتباط بالمصالح الخارجية، خاصة الإيرانية منها.
في هذه الحال، من المستبعد أن تستمر «عاصفة الحزم» بل ستهدأ إذا كان الهدف من ورائها العودة إلى الحوار، لكن وفي كل الأحوال، فإن ما قبل العاصفة ليس كما هو بعدها، ذلك أنه من المتوقع أن تؤدي هذه العاصفة، حتى بعد توقفها وعودتها إلى الهدوء، إلى تغير في الخارطة السياسية في المنطقة العربية، جملة من المصالحات، بدأت بالفعل في حالة الاحتضان بين الرئيس السيسي والأمير تميم، كما يلاحظ بهذا المسار أيضاً، إقدام القضاء المصري على سحب ملف الحكم على حركة حماس باعتبارها حركة إرهابية، في توقيت متناغم يشير إلى أن جملة من المتغيرات على صعيد الخنادق السياسية قد جرت وستجري.
من هنا، فإن لهذه القمة أهميتها الكبيرة، على صعيد المنطقة والإقليم، و»عاصفة الحزم» ما هي إلا اختبار لمدى قدرة النظام الرسمي العربي على استنهاض نفسه في ظل تنامي النتائج السلبية للربيع العربي ولتغول قوى الارهاب من ناحية، ومواجهة الأطماع الامبراطورية التي تستغل الضعف العربي للتمدد والهيمنة في ظل فرز مذهبي وطائفي بات جوهر المشهد العربي بشكل عام.
كلمة الرئيس عباس أمام القمة، رغم أهميتها وشموليتها، إلاّ أنها لن تغير من الناحية الواقعية التزامات القمة العربية أمام أجندة فرضتها الأحداث اليمنية، و»عاصفة الحزم»، كانت رسالة واضحة تحاول أن تجد لفلسطين مكانة في أجندة تحتشد أمام عنوان وحيد، اجتهاد لا يخلو من المسؤولية مع افتقاره للقدرة على الضغط بعدما باتت القضية الفلسطينية، واحدة من قضايا عديدة ليس إلاّ !
سؤال عالماشي - ابو مازن على الجبهة...وتحيا الأمة العربية
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gifبقلم: موفق مطر – الحياة
لا يحق للقاعدين رغم امتلاكهم ترسانات السلاح، واستخدامهم قضية فلسطين كجناح يمكنهم من التحليق السياسي، وتفرجوا على ثلاثة حروب منذ العام 2008 حتى 2014 على شعبنا وصمتوا، ولم يطلقوا رصاصة واحدة مساندة من جنوب لبنان، لا يحق لهم الآن اشهار السنتهم للتشهير بموقف الرئيس ابو مازن الوطني القومي الأخلاقي المسؤول، خاصة وانه على رأس المناضلين في جبهة المعركة والمواجهة ضد المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني، فما عليهم الا استكمال فصل الصمت، والكف عن العبث بقضيتنا، فنحن لم نسمع ضجيج خطاباتهم، واسلحتهم، ومشاركة رجالهم في المعارك الا عندما تعلق الأمر بصراعات مدفوعة بالتحريض المذهبي.. ونحمد الله ان فلسطين نقية طاهرة من مرض المذهبية.
نحن لا نقف الى جانب طرف ضد طرف في صراعات داخلية في أية دولة عربية، لكن عندما نبلغ اليقين أن دولا اجنبية، تستخدم جزءا من النسيج الاجتماعي والوطني لدولة عربية ما لتحقيق اطماعها، وتمدد امبراطوريتها المعلنة! فإنا سنكون اول من يعلن الوقوف الى جانب (آل البيت العربي) فجدارنا جدارهم وسقفنا سقفهم وارضنا مركز أرضهم، ولا نرتضي لأنفسنا مظلة ليست عربية، اما من اشهر ولاءه كجندي في (جيش دولة ولاية الفقيه)، فلا يحق له قانونا واخلاقيا وشرعا ومنطقيا اعطاء رئيسنا الفلسطيني العربي دروسا في الوطنية !.
لا يمكن لقيادتنا الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن اتخاذ موقف الصامت المتفرج فيما أركان الأمن القومي العربي تنهار واحدة تلو الاخرى، بفعل حملات تهيئ اسبابها ومبرراتها قوى اقليمية ودولية، ولا يمكن لقيادة الشعب الفلسطيني التفريط بالعمق العربي الاستراتيجي لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، حتى لو اعتراه ضعف ما، خلال مراحل مهمة من تاريخ الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني، فمصير شعب فلسطين جزء لا يتجزأ من مصير الأمة العربية المشترك، فالفلسطينيون حريصون على قوة ومنعة الدول العربية ووحدة اراضيها، واستقرار نظمها السياسية بما يحقق ويجسد ارادة شعوبها وأهدافها بالحرية والديمقراطية والنمو والتقدم تحت مظلة استقلالية القرارالوطني، ومواقف قيادتنا ليست خيارا ولا تكتيكا سياسيا قائما على المصالح، وانما مواقف اخلاقية، تقتضيها الرؤية العميقة لطبيعة الصراع المتعدد الجبهات، ومركزها الصراع مع دولة الاحتلال اسرائيل، مواقف تحافظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وترقى الى مستوى الموقف الواضح الصريح من أي جهة تتدخل في الشأن العربي، وتهدد الأمن القومي العربي، وتفجر اسلحة دمار شامل مذهبية وطائفية في اقطار عربية، أو تدعم انقسامات وانفصالات سياسية، وجماعات ترفع رايات دينية، كمحاولة منها لايجاد مراكز ومواقع متقدمة لتأمين مشروع امبراطوريتها، ولاستخدام هذه الجماعات كأدوات لتنفيذ اجنداتها الاقليمية.
ما كان لقيادتنا الحكيمة اتخاذ موقف المتفرج فيما مصر العربية وثورتها الجديدة التي اعادت الروح القومية للعرب تتعرض للحصار من اقصى جنوب البحر الأحمر، وأمن وسيادة المملكة العربية السعودية تتعرض لاختراق يستهدف امن واستقرار ووحدة اراضي وسيادة دول الخليج العربي عبر اليمن، الذي اشعلوا فيه فتنة مذهبية، تمهيدا لقسمه على هذه الاسس، وانشاء (خارطة الدول المذهبية والطائفية) التي افشلتها ثورة يونيو العظيمة بمصر العربية، رغم استمرار بعض ملامح خطوطها الخطيرة القائمة حتى الآن في العراق وسوريا كنموذج حي.
لن ينفعنا الندب واللطم عندما تسيطر ايران على باب المندب، يوم يقع البحر الأحمر تحت هيمنتها، وتتحكم بهذا الممر العالمي، فتفقد قناة السويس المصرية قيمتها الاستراتيجية، وتخسر مصر العربية مشروع قناة السويس الجديد، فالأمبراطورية الفارسية التي افشى كبار القادة الايرانيين الرغبة برؤيتها كحدود واقعية على الخارطة الجغرافية في المنطقة، وعاصمتها درة العرب حضارية بغداد، ستصبح ممكنة اذا ما استطاعت طهران وصل خليج عدن وبحر العرب بالخليج العربي، فترسم حدود بحر امبراطوريتها من ناحية مشرق وجنوب اقطار الوطن العربي المشرقية، فتمتلك (القنبلة النووية المائية )، وتجاور حدود اوروبا الجنوبية اذا ما عززت وجودها في سوريا ولبنان، مستغلة حلفها المتين القائم على ابعاد وركائز مذهبية مع النظام في سوريا وحزب الله في لبنان، فتصبح بذلك الآمر الناهي في تشكيل حاضر ومستقبل ومصير المنطقة العربية الحضارية تاريخيا.
لن نكون الا مع امتنا العربية، فروحها روحنا، وامنها امننا، ومصيرها مصيرنا، ونحن سعداء بسماع رئيس جمهورية مصر العربية وهو ينهي خطابه في القمة العربية بشرم الشيخ بعبارة: تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية، تحيا الأمة العربية.
فلسطين ليست اليمن
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gifبقلم: مصطفى ابراهيم – معا
ليس مستغرباً ما حدث و يحدث في اليمن الذي كان سعيداً، هذا هو حال الدول الضعيفة التي تتجاذبها السياسات والأيادي الدولية والإقليمية والعربية في لعبة النفوذ والسيطرة، فهو يحدث في ليبيا وحدث في دول كثيرة من العالم في السنوات البعيدة و القريبة، فهي لعبة منذ الازل قديمة جديدة لعبة الاقوياء مقابل الدول العربية الضعيفة والمستباح دمها وخيراتها.
ما يحدث أمامنا هو نسخة جديدة من العاب الحاسوب الامريكية وبنكهة عربية، دولة ضعيفة مفككة بفعل الجيرة والصراع الداخلي، من دولة ذات تاريخ عميق وحضارة عظيمة إلى دولة من القبائل والانهيار و يباع فيها السلاح على قارعة الطريق، و لا تدرك قيمة قارعتها على قارتين وهي المدخل لأهم ممر ملاحي في العالم.
منذ سنوات واليمن تتلاشى ما جعلها مطمعاً ومكاناً للتنافس الدولي والإقليمي، غاب لاعبين كبار من قماشة الاتحاد السوفيتي و عبد الناصر، وظل لاعبين متمسكين بها كملعب مهم وفي مقدمتهم أمريكا والسعودية الحليف الوفي للأولى، وبرزت إيران التي لم تغيب وكرست نفسها كلاعب لا يتخلى عن جهوزيته واستعداده الكامل للاستحواذ على الملعب للانطلاق وتهديد ملاعب مجاورة والسيطرة عليها.
كانت لعبد الناصر اطماع استراتيجية لحماية الامن القومي المصري وأهمية باب المندب له و حلمه بتعميم القومية العربية وتحرير اليمن من نظام الامام الرجعي الذي كان يحكم اليمن بمساعدة وهيمنة السعودية، فغرق عبد الناصر في مستنقع اليمن وخرج ولم يعد، ولم تعد مصر كما كانت وانعزلت وأغلقت الأبواب على ذاتها حتى عهد مبارك مرورا بالسادات.
وبقيت المنطقة العربية ومنها اليمن على حالها راكدة تنبعث من مياهها الآسنة رائحة التخلف و ترزح في الظلام و تغرق في الاستحواذ و الاستقطاب والأحلاف التي تحافظ على الأنظمة وسيطرتها على مقدرات الشعوب ونهب خيراتها وغياب العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية.
اليمن كباقي الدول العربية حقق وحدته شكلا بعد حروب أهلية، لكنه ظل منقسماً، ولم يستطع مشايخه وحكامه تشكيل دولة اليمن الحقيقية وبناء دولة المؤسسات ومنها الجيش على أسس وطنية لحماية مقدرات الدولة والشعب، وليس جيش لحماية النظام وقبيلته وعند اول اختبار سقط وانهار في وحل الانقسام والتمييز وإشعال الطائفية التي لم نسمع عنها من قبل إلا بعد ان زرعت السعودية وإيران مجموعاتها المسلحة من القاعدة الى انصار الله.
هذا الانقسام كان وما زال برعاية سعودية ايرانية وفشل شيخ قبيلته على عبد الله صالح، وبعدم قدرة اليمنيين على فهم واقعهم ومصلحة بلادهم، كان همهم وما زال السيطرة وبسط كل فئة نفوذها على اليمن وتحقيق اجندات دولية و اقليمية وعربية بصبغة طائفية وغياب أي اجندة داخلية لحماية اليمن وأهله، إلى ان غرقوا في الدم بالتناحر القبلي والطائفي.
وفي ظل حالة الهوان العربي نبقى نحن الضحية وننظر بحسرة و ألم لهذا التحالف وموقفنا منه، تحالف شكلته السعودية بنكهة طائفية وتستغله بشكل عربي، والقيادة الفلسطينية ومشايخها تحمسوا لهذا التحالف وطالبت أن تستكمل عاصفة الحزم والحسم كي تقضي على الفتن في مناطق وأماكن عربية اخرى ومنها فلسطين خاصة غزة التي تمردت على الشرعية.
نحن اصحاب حق و نعاني الانقسام المستمر بفعل ايدينا وتدخلات خارجية اقليمية ودولية، هذه ليست معركتنا ويجب ان لا تكون كذلك، والمطالبة بعاصفة حزم في غزة هو خطير جداً ولا يعبر عن الاهداف الفلسطينية بإنهاء الانقسام ومقاومة الاحتلال.
هي حرب السعودية بدعم أمريكي ضد ايران وتم ترتيبها و تكييفها مع المعايير الدولية، تلك المعايير التي ما زالت تسمح باحتلال فلسطين وتحاصر قطاع غزة وتهويد القدس وغول الاستيطان والعنصرية، وهي التي أعطت مؤخرا الضوء الاخضر للاحتلال لاستباحة الدم الفلسطيني طوال 51 يوماً وما زالت تستبيحه.
فلسطين ما زالت ترزح تحت الاحتلال ويجب ان لا نكون ضمن أي حلف من هذه الاحلاف وتجاربنا السابقة في تأييد دولة على حساب اخرى دفعنا ثمنه وما زلنا باهظاً، وذاكرتنا ليست ضعيفة ففي مثل هذه الايام من العام 2002، عقدت القمة العربية في بيروت وقوات الاحتلال كانت تحاصر مقر الرئيس الراحل ابو عمار!
القيادة الفلسطينية وضعت نفسها في هذا التحالف ولم تتعلم من تجارب الماضي فتلك الدول تعمل لمصلحتها، كان على القيادة الفلسطينية ان تدعو القمة العربية الى تبني تشكيل لجنة لحل الازمة ودعوة اليمنيين إلى الحوار وليس المطالبة بعاصفة حزم في فلسطين، كما يجب عليها ان تدعو الجامعة العربية الى التدخل الجدي وتحقيق المصالحة الفلسطينية وفرض حل ملزم وما التوصل اليه الفلسطينيين من اتفاقيات وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني.