المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 23/04/2015



Haneen
2015-05-13, 09:47 AM
استقلال إسرائيلي
بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف
المضمون:( يتحدث الكاتب عن استقلال اسرائيل وما رافق ذلك من صعوبات و حروب واخفاقات و نجاحات ويؤدك ان اسرائيل اليوم دولة مستقلة ولكن بحاجة الى دعم من ناحية وجودية(

بعد ظهر يوم الجمعة 14 أيار، عندما كان دافيد بن غوريون يقف في قاعة المتحف في جادة روتشيلد 16 في تل أبيب، وأعلن عن اقامة الدولة، وقفت أنا الصغير، نحو عشر سنوات، في شرفة شقتنا في شارع يهودا هليفي 108 وكنت ألمع أحذية العائلة استعدادا للسبت، كعادتي كل يوم جمعة. كلانا في واقع الامر فعلنا نفس الشيء: جددنا شيئا قديما، ولكن يا له من فرق!
اندفع أبي فجأة إلى البيت وأعلن بفرح: لدينا دولة، بن غوريون أعلن! أنا كنت أكافح في تلك اللحظة لازيل الطين الذي علق بحذاء أخي الصغير، ولم تكن الدولة كثيرا في رأسي ولا حتى بن غوريون. ولكن ابي لم يتركني وشرح لي ما هي ومن هي بالضبط تلك التي ولدت ذاك اليوم وقال ان هذه فرحة تفوق فرحة كل ولادة اخرى. وفي الغداة، في صباح السبت، قصفت طائرات مصرية المدينة، ونزلنا نحن إلى غرفة الدرج، الملجأ الوهمي عند الحاجة.
واليوم، في نظرة إلى الوراء، يخيل أن تلك الثواني بين يوم ذروة الانجاز، الانتصار والفرح، وبين يوم اسفل درك الفشل، الخطر والخوف، ثوان وجدت تعبيرها في اليومين الاولين للدولة ـ بثت على اسرائيل التي ولدت في حينه وصممت وعبرت عن مستقبلها كما تحقق في 67 سنة من وجودها.
انتصارات كبرى في الحروب والعمليات العسكرية تشعل الخيال، إلى جانب اخفاقات وفشل؛ انجازات علمية وتكنولوجية هائلة إلى جانب جهاز تعليم اشكالي؛ تنمية اقتصادية كبيرة إلى جانب معطيات فقر وفوارق مقلقة؛ ثقافة وفن مزدهران إلى جانب مظاهر عنف، فظاظة وضحالة وغيرها من مثل هذه المتناقضات.
اسرائيل تعيش مع الثواني متعددة المجالات هذه وتحارب في مناطق مختلفة ولكنها تترنح دوما بين لحظات الذروة التي تسمو بالنفس وبين لحظات الدرك الاسفل والاسى من الالم. وان شئتم، فان التصاق يوم الذكرى لشهداء اسرائيل ويوم استقلال الدولة يعبر اكثر من أي شيء عن هذه الثواني التي ترمز إلى الدولة ولهذا السبب فان الصاق هذين اليومين صحيح من ناحية وطنية، مع كل التفهم للصعوبة التي يخلقها للعائلات الثكلى.
وفضلا عن كل هذا، فان دولة اسرائيل، بعد 67 سنة من قيامها، لا تزال دولة يحوم فوقها السؤال هل ستبقى حية على مدى الزمن أم ستبلى وتضيع كزوج من الاحذية.
اذا كان الاعداء الذين يتعاظمون، متطرفون ومجانين، ويسعون إلى شطبها عن الخريطة، سيتمكنون منها وا ذا كان الاصدقاء شديدو القوة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة سيكونون لها في أزمنة الامتحان درعا ومساعدا في مواجهة اعدائها. كلما ابتعدنا عن ايام الكارثة الفظيعة، التي كانت لها تأثيرات حاسمة على تأييد العديد من الدول لاقامة الدولة اليهودية فان هذا السؤال آخذ في الاحتدام.
هذا منوط بالطبع ايضا بسياسة الحكومة في اسرائيل، ولكني لا اريد أن افتح هنا نقاشا سياسيا. اقول فقط ان المهامة الاكثر أهمية لكل حكومة هي الحفاظ على علاقاتها مع الدول القوية والمؤثرة في العالم وتعزيزها لا اضعافها وكذا قوة ردع اسرائيل وحصانتها الداخلية.
نعم، اسرائيل هي دولة مستقلة من ناحية سياسية ورسمية. وهي أقل استقلالا وبحاجة إلى المساعدة والى السند من ناحية وجودية.
هيا نكون متفائلين. عيد سعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
دولة مستقلة مع هوية مشكوك فيها
لا تكتفي بأن تكون للإسرائيليين الذين يعيشون داخل حدودها المعترف بها
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
المضمون:( يطرح الكاتب المعضلات التي تواجة اسرائيل في ذكرى استقلالها السابع و الستين على صعيد علاقة الدولة مع يهود الشتات او علاقتها مع عرب الداخل و الاهم هو علاقة اسرائيل مع الفلسطينيين في المناطق المحتلة )

دولة متذمرة، غاضبة، خائفة، منقسمة ومليئة بالغضب تحتفل اليوم بعيد استقلالها. دولة بدون حدود، لها رجل عالقة في حلق شعب آخر تحتفل بنجاحها لبلوغ سنتها الـ 67.
يوم الاستقلال هو يوم عيد اسرائيلي، عيد يهود اسرائيل. وكأنه كان عيدا دينيا. حيث إن الدولة المستقلة ما زالت تدير «حرب وجودية» ضد حوالي 20 بالمئة من مواطنيها. رغم أن هذه الدولة حظيت باعتراف دولي، فانها تتصرف وكأنها ما زالت مرشحة لاعتراف كهذا، وكأن نفس المجتمع الذي صادق على استقلالها يمكن أن يلغي اعترافه بها أو المس بسيادتها.
في كل مرة تخترع اسرائيل اختبارا جديدا، من اجل فحص اخلاص ذلك المجتمع الدولي لقراره. على سبيل المثال رفض وجود دولة فلسطينية هو اختبار عالمي للاعتراف بحق وجود اسرائيل، أي يمكن القول، إن من يدعم قيام دولة فلسطينية فانه تلقائيا ينفي حق وجود اسرائيل. فليكن ذلك، إن أغيار العالم هم تلقائيا متهمون بكراهية اسرائيل. ولكن هذا ايضا امتحان لليهود في البلاد وفي العالم.
هنا السيف يفصل بين عالمين، إن دعم استقلال فلسطيني ينفي صفة صهيوني عن اليهود الاسرائيليين وعن اليهود غير الاسرائيليين في نفس الوقت. ومن هو غير صهيوني تقرر الدولة، فان يهوديته معيبة. حيث أن الصهيونية هي اساس اليهودية السياسي، وبدونها ليس هناك مبرر لوجود دولة يهودية ككيان قومي وليس كيان ديني.
لكن اسرائيل لا تكتفي فقط بتجسيد الحلم الصهيوني، هي تسعى لتكون دولة ملجأ ليهود العالم. المشكلة هي أنه بمجرد تعريفها كدولة صهيونية، فإنه فقط اليهود الصهاينة يستطيعون أن يروا في إسرائيل دولة ملجأ. يهود فرنسا، الولايات المتحدة وبريطانيا الذين يتبنون ارض مواطنتهم كمحل هويتهم الاول، واحيانا الوحيد، يعتبرون غير صهيونيين وتلقائيا غير اسرائيليين، وكأنهم يزعزعون مبرر وجود دولة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
إن التناقض الكامن في هذه المعادلة هو أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحتاج إلى اعتراف مزدوج، الاعتراف الدولي أصبح في جيبها، أما اعتراف الشعب اليهودي ـ جزء منه لم يكتشف بعد الضوء الصهيوني. هذا التناقض موضوع كحجر رحى على عنق كل يهودي يسكن خارج اسرائيل، سواء كان يهوديا «ترك البلاد» أو يهوديا لا ينوي «الهجرة إلى البلاد». كل واحد منهما خائن لفكرة الدولة اليهودية. هو يقضم ليس فقط في الاساس الديمغرافي المطلوب من اجل الحفاظ على اغلبية صهيونية في اسرائيل، بل هو ايضا يحتج ويستأنف على مبدأ «دولة الملجأ» وعلى ذات الادعاء، الذي وفقا له فان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي فيها يستطيع اليهود تجسيد يهوديتهم. وإلا فما هو المبرر لدولة ملجأ اذا كان زبائنها المحتملين يديرون لها ظهرهم.
عقدة الهوية هذه ترافق الدولة منذ اقامتها. وهي التي تؤجج الاضطهاد الذي لا يعرف الشبع، ذلك الاضطهاد الذي تديره بعد الاعتراف بمبرر وجودها. ولكن بالضبط هذا الاضطهاد يغذي الشك. هل دولة غير واثقة من هويتها تستطيع أن تعتبر مستقلة؟ هل دولة شعب لا تنجح في اقناع اغلبية الشعب للسكن فيها تستحق أن تُعرف نفسها كدولة ملجأ وبناءً على ذلك أن تبني مبرر وجودها المستقل؟.
في أي دولة اخرى هذه الاسئلة لا تثور. لأن الدول المستقلة هي دول مواطنيها، كل مواطنيها، وكذلك لاولئك الذين أصلهم العرقي أو الديني مغروس في اماكن اخرى، وفي مقابلها فان دولة تربط حق وجودها بولاء يهود مواطنين دول اخرى، ستجد صعوبة في اقناع حتى نفسها باستقلالها. ستبقى إلى الأبد تشكك في قدرتها على تجسيد حلمها.
استقلال اسرائيل سيُستكمل في اللحظة التي توافق فيها على الاعتراف باستقلال يهود الشتات، بحقهم في تقرير أين يعيشون وتكتفي بكونها دولة الاسرائيليين، اولئك الذين يعيشون داخل حدودها السيادية التي فيها اعترف المجتمع الدولي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

عميق تحت الأرض
قادة الجيش الإسرائيلي يشكون أن الجمهور لم يدرك إنجازاتهم بهدم الانفاق في «الجرف الصامد»
بقلم: نوعام أمير،عن معاريف
المضمون:( يوضح الكاتب الجهود المذولة من قبل الجيش الاسرائيلي في التعامل مع الانفاق التي تحفرها حماس وكيف تمكن الجيش من تجني المدنيين الاسرائيليين الكثر من الاخطار التي كانت ممكن ان تحدث لو بقيت هذة الانفاق . )

كي نفهم حجم نجاح وحدة الانفاق في الجيش الاسرائيلي ينبغي أن نفتح محافظ تقويمات الوضع التي كانت لدى جهاز الامن عشية حملة الجرف الصامد في بداية الصيف الماضي. في محافظ مصنفة كسرية توصف سيناريوهات مفزعة تتضمن تسلل خلايا إرهابية إلى بلدات غلاف غزة، اختطاف نساء واطفال وقتلهم، تسلل مخربين إلى الاستحكامات، ذبح جنود واختطاف جثث لمقاتلين ـ وكذا سيناريو كان فيه أنه كلما حاول مقاتلو الجيش الاسرائيلي الركض إلى نفق ما لانقاذ الحياة كان بانتظارهم عبوات شديدة الانفجار وفوهات مفخخة اعدت لاستقبالهم. فقد ارادت منظمة حماس خلق صدى قتل مدنيين وجنود وانتاج فوضى بين الجمهور الاسرائيلي ـ وكادت تنجح.
حملة الجرف الصامد تركت طعما مريرا لدى الجمهور الاسرائيلي في كل ما يتعلق بمواجهة الجيش للسلاح الاستراتيجي التحت ارضي الذي اعدته منظمة الإرهاب الإسلامية في قطاع غزة، وهناك من يكرر المرة تلو الاخرى العبارة التي تلفظ بها بعض السياسيين ممن ادعوا بان الجيش لم يكن جاهزا ومستعدا لهذا التهديد، وان الاستخبارات عنه فشلت. ولكن اذا ما دخلنا عميقا في تلك المحافظ، سيتبين لنا ان معالجة الجيش في كل ما يتعلق بتهديد الانفاق التحت ارضية كانت نجاحا واحدا كبيرا. «حقيقة أنه على مدى كل الخمسين يوما من القتال لم تتمكن حماس من ان تمس بأي مدني من خلال انفاق الإرهاب تثبت بما لا يرتقي اليه الشك بانه يوجد مقاتلون في نهاية الفوهات عرفوا جيدا ما الذي سيحصل»، كما يدعي مسؤول كبير في قيادة المنطقة الجنوبية.
ويقال على الفور ـ في الجيش الاسرائيلي قالوا غير مرة ان التهديد التحت ارضي معروف منذ سنوات طويلة. قادته لم يدعوا ابدا بان لديهم قدرات للعثور على الانفاق واليوم ايضا لا يدعون ذلك. كما أن سلم الاولويات بالنسبة للاستخبارات فحص وحصل على فصل محترم في كتاب استخلاص الدروس لحملة الجرف الصامد، ولكن السطر الاخير هو أن حماس لم تنجح في أن تستخدم منظومة انفاقها لتحقيق نتائج. وباستثناء حدث الفيلبوكس، يمكن بالتأكيد القول ان عشر سنوات من الحفر تحت الارض فشلت فشلا ذريعا. فداخل الانفاق احصيت جثث مئات المخربين القتلى، ودمرت بنى تحتية استثمر فيها عشرات ملايين الشواكل. واليوم، بعد تسعة اشهر من الجرف الصامد يمكن القول ان منظومة معالجة الجيش الاسرائيلي لكل ما يتعلق بانفاق حماس توجد في مكان آخر تماما.

مع سيارات صغيرة وكلاب

«فرضية العمل هي أن حماس تواصل حفل الانفاق»، يشرح الرائد جلعاد مزور، ضابط الهندسة في اللواء الشمالي في جبهة غزة. «نحن في متابعة لكمية ما يحفرون، اين يحفرون والى اين تصل حفرياتهم. ونحن ننشغل باستخدام وسائل تكنولوجية واستخبارية لجمع المعلومات. ونحن «في هذا» يوميا وعلى نحو متواصل. لا ننتظر الحرب. نحن نفهم بان في الحرب القادمة سيتعين علينا أن نكون جيدين مثلما في الحرب السابقة، مع اضافة التحسن حتى في استخدام المعلومات التي لدينا اليوم من الميدان والتقنيات والمناورات القتالية وكذا بالوسائل نفسها التي تحت تصرفنا. في واقع الامر، في كل مهامنا في الوضع العادي والتي تتضمن العثور على الانفاق والتدريبات نفهم بان في الحرب القادمة علينا أن نكون أقوى ـ سواء بقدرتنا على العثور على الانفاق أم بقدرة المعالجة المادية للنفق وقدرة التحقيق فيه وبالطبع القدرة على تدميره».
منذ سنوات عديدة يحاول الجيش الاسرائيلي تطوير «قبة حديدية للانفاق» ـ طريقة أو استخدام لوسائل يمكن من خلالها معرفة اين يمر النفق، اين يبدأ والى اين يؤدي. والطريق إلى تلك المنظومة لا يزال بعيدا، وحتى اليوم نجحنا في ان نطور الاساليب اساسا ولكن مع اجهزة اقل للعثور على الانفاق. فالتمشيطات للعثور على الانفاق تنفذها قبل كل شيء قوى بشرية خبيرة وبوسائل تكنولوجية تتضمن سيارات صغيرة تدار باجهزة التحكم من بعيد وتحمل الكاميرات. في بعض الحالات يرسل ايضا الكلاب، والمعلومات التي تخرج من النفق تعلم القوة بمساره، وبالاساس بما يوجد فيه.
احد الاسئلة المشوقة التي تطرح حول حفر النفق هو كيف تعرف حماس إلى اين تحفره. وقد أفادت التمشيطات وما تعلمه للوحدات بان المنظمة الفلسطينية درجت على تنفيذ الحفريات ـ وبين الحين والاخر كان رجال الانفاق يخرقون ثقبا إلى الاعلى، يخرجون انبوبا يحمل مرآة صغيرة، نوعا من البريسكوب الالي، يشخصون المكان ـ وحسب ما يرون كانوا يختارون مواصلة المسار. كل نقطة كهذه كانت حماس تحددها بشكل واضح وفي بعض الحالات تحولت إلى نقطة انشقاق إلى اماكن اخرى. وفي تلك المواقع عثر على وسائل قتالية ومواد بناء، وكذا طعام جاف وماء اتاح لمخربي حماس البقاء في النفق لفترات زمنية طويلة، بل واحيانا وصلت هذه الفترات إلى اسابيع متواصلة.
ومن الجهة الاخرى، فان كبار القادة وصغارهم في الجيش الاسرائيلي يشعرون بطعم مرير في كل ما يتعلق بالاحساس السائد لدى قسم من الجمهور وكأن قيادة المنطقة الجنوبية فوجئت بالانفاق وبمعالجتها. وبرأيهم، فان هذا الاحساس مخطيء لان انجاز مقاتلي الانفاق ـ والكثيرون منهم من خريجي الهندسة القتالية ـ هو انجاز هائل ولا يمكن استيعابه. فالجيش ليس فقط عثر على الانفاق ودمرها، بل ونجح بالتوازي في أن يطور اسلوبا في معالجتها، يتضمن دراسة تفاصيل التفاصيل في المسار. وهم يروون عن الضرر الكبير الذي الحقوه بمشروع الانفاق الحماسي. ويمكن لنا ان نفهم بان الجيش الاسرائيلي استخدم طريقة لم يدمر فيها النفق فقط، بل ان المادة المتفجرة والاساليب التي استخدمت الحقت ضررا بحيث لم يعد ممكنا الحفر في ذات المساء ابدا.
احد استنتاجاث حملة الجرف الصامد في الصيف الاخير هو الفهم بانه توجد حاجة إلى تقوية سرية العتاد الالي الهندسي، كما يكشف الرائد مزور النقاب فيقول: «لقد وجد هذا تعبيره في جانبين ـ الاول يتعلق بالحيازة والتسليح، وبالطبع الثاني هو القوة المختصة لمعالجة مسألة الانفاق. فمعظم أعمال العثور هي اعمال جسدية تتعلق بالوصول إلى النفق. وفي النهاية نصل إلى النقطة حسب معلومات استخبارية أو حاجة تحليل الميدان وفهم التهديد الذي يتعين علينا الدخول إلى رأس العدو والتفكير مثله. فمثلا إلى اين كنت سأحفر لو كنت أنا العدو. هذا الفهم يمكنه أيضا ان يكون حسب هذه الوسيلة التكنولوجية او تلك التي لا يمكن الدخول في تفاصيلها. توجد اساليب ـ ومعها نصل إلى النقطة السليمة، نحفر ونقدح ونعثر على النفق. فكر في انك تلاحظ بالعين سلوكا شاذا على وجه الارض، وبناء على ذلك نصل».

في مبان مفخخة ايضا

يعترف مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي بانه استغرق نحو شهرين بعد الجرف الصامد للمعالجة بشكل اعمق لتلك الانفاق التي عثر عليها. وقد جند إلى المهامة كبار المهندسين وكبار المسؤولين في سلاح الهندسة ونفذت تجارب عديدة على «ذيول» الانفاق التي عولجت في الجرف الصامد. وخلافا للرأس السائد لدى الجمهور الاسرائيلي، فان الجيش لم يصفي فقط التهديد التحت ارضي بل ونجح ايضا في الحاق ضرر كبير بشبكة البناء للانفاق المستقبلية في الجانب الغزي.
ويشعر القادة جيدا بنقص التقدير من الجمهور ويفهمون بان هذا هو اساسا نقص في المعرفة وبحقيقة أن موضوع الانفاق يوجد في سلم اولويات اعلى من حيث السرية الامنية ـ بمعنى أن ما يخفى فيه هو الاعظم مما يكشف عنه. وهم يروون عن استخلاص دروس جدية جدا في أعقاب الجرف الصامد وكذا عن غير قليل من التكنولوجيات التي «نضجت» منذئذ ولكن معظمها سري للعثور على الانفاق ومعالجتها.
واضافة لذلك، توجد خطة واسعة جدا لدى الذراع البري يقدم جوابا على التزود بتكنولوجيات وتقنيات لمواجهة تهديد الانفاق. وجند في الجيش قادة كبار من سلاح الهندسة لكتابة عقيدة للعثور على الانفاق ومعالجتها، ولا يزال يواصلون العودة المرة تلو الاخرى إلى قادة الالوية والكتائب في حملة الجرف الصامد للمراجعة معهم للسبل التي جيء بها للتصدي للانفاق.
ولهذا الغرض شكل الجيش قسمين للانفاق في الجبهة الشمالية والجنوبية من القطاع. كما أن وحدة يهلوم ستضاعف ثلاثة اضعاف قوتها لمواجهة تهديد التحت ارضي.
ويروي الرائد مزور فيقول ان وحدة الانفاق لا تعرف فقط كيف تعطي جوابا على انفاق الإرهاب بل وايضا الجواب لبناء وهدم المباني، فتح المحاور بل واسقاط مبان مفخخة. وهؤلاء مقاتلون بكل معنى الكلمة يتواجدون في معظم الحالات في راس الحربة مع آليات ثقيلة ويقدمون الجواب الاول للتصدي للعبوات قبل قوة المشاة التي تنفذ المهام العملياتية. وبسبب الحاجة التي طرحت في قيادة الجنوب لمعالجة الانفاق تقرر تشكيل سرية من القوة المختصة التي تعرف كيف تعالج الانفاق. ولكن ايضا ان تتصدى لمهام قديمة اخرى. عليهم ان يجيبوا على كل الامور وان يكونوا ذوي اخلاق عالية جدا مع قدرة على قراءة الميدان بشكل استثنائي وقدرة على تغيير وجه الميدان. وسرايانا هذه تعيش وتتنفس جبهة غزة 24 ساعة في سبعة ايام الاسبوع، 365 يوما في السنة. وفي الحرب القادمة ستكون هذه هي القوة الاولى التي ستصل لمعالجة هذا التهديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ