Haidar
2012-02-01, 10:39 AM
أقلام وآراء{nl} عن الاستعصاء الفلسطيني{nl} الكاتب: معن البياري_ الدستور {nl} خالد مشعل أولى ببهجت أبو غربية من تجار الشعارات{nl}الكاتب: زياد ابو غنيمة_ الدستور{nl} المتغير الجديد لطالبان الأفغانية.. وحماس الفلسطينية..{nl}بقلم اسرة التحرير_ الرياض السعودية{nl} مُفَاوضات “مُونُولوغيّة”{nl}الكاتب: خيري منصور_ الخليج{nl} عباس ومشعل{nl}الكاتب:محمد كريشان_ القدس العربي{nl} إخفاقات السياسة الخارجية الأردنية: الشأن السوري.. حماس .. السلطة الوطنية الفلسطينية{nl}الكاتب: د. لؤي منور الريماوي_ القدس العربي{nl} رصيد حماس في خطر؟!{nl}الكاتب: يوسف الديني_ الشرق الاوسط{nl} القدس معزولة ولا رجع لصدى الاستغاثة{nl}الكاتب: مصطفى قاعود_ المستقبل {nl} دعم قطري ثابت للشعب الفلسطيني{nl}رأي الراية _ راية القطرية{nl} قُلْ وداعاً .. وارحل!{nl} الكاتب: مازن حماد_ الوطن القطرية{nl} ماوراء الأخبار.. كسر عظم مَنْ؟!{nl}بقلم اسرة التحرير_ تشرين السورية{nl}عن الاستعصاء الفلسطيني{nl} الكاتب: معن البياري_ الدستور {nl}أَما وأَنَّ اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عمّان، انتهت إلى ما كان متوقعاً أَنْ تنتهي إليه، وهو امتناع حكومة الاحتلال عن تقديم طرحٍ جدِّيٍّ يستجيب للحدود الدنيا من الاستحقاقاتِ البديهيّةِ لاستئناف مفاوضاتٍ ذاتِ أُفقٍ فلسطيني واضح، فذلك يعني أَنَّ قيادة منظمة التحرير لم تسقط في غوايةِ التنازلات المجانيّةِ في مقابل أَوهامٍ مُجرَّبةٍ طويلاً، ولم تستقبل التلهفَ الإسرائيلي لعمليةِ تفاوضٍ جوفاء بغيرِ التمسك بوجوبُ إِعلان سلطةِ الاحتلال المآلَ الذي يلزمُ أَنْ تنتهي إِليه أَيُّ مفاوضات، إِذا ما استؤنفت بعد وقفٍ كاملٍ للأَنشطة الاستيطانية، أقله الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967. ولأَنَّ الأًمرَ كذك، فإِنَّ سؤالاً يُسوِّغُ نفسَه عمّا لدى القيادةِ الفلسطينيةِ من خياراتٍ أَمام هذا الانسداد البيِّن لعمليةِ التسوية، واصطدام حلِّ الدولتين بالتملص الإِسرائيلي المعلوم. ولمّا كانَ قد تردَّدَ أَنَّ الرئيس محمود عباس في واردِ أَنْ يعلن موت المفاوضات، فذلك لا يعني شيئاً، باستثناءِ إِشهار الواضحِ والبيِّن، ما يوجبُ أَنْ يعلنَ عباس عن بدائِله عن المفاوضات التي ظلت رهانَ القيادة الفلسطينية الوحيد في العقدين الماضييْن.{nl}يُساقُ هذا المطلب، فلسطينياً بالضرورةِ وعربياً بالتالي، وفي البال أَن عباس تحدَّثَ، قبل شهور، عن سبعةِ خياراتٍ لديه لمواجهة هذا الحال، كانت ستةٌ منها تدور في مسأَلةِ مخاطبةِ المجتمع الدولي، المتمثل هنا بالرباعيّة الدولية ومجلس الأَمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، من أَجل إِمكانيّةِ اعتمادِ مرجعيةٍ للمفاوضات ودعمِ استصدار قيامِ الدولة الفلسطينية، وذلك بعد استحقاق وقف الاستيطان الذي لا تتوقف إِسرائيل عنه بهمَّةٍ متعمدة. ولا يمكنُ الوقوعُ على جديدٍ في أَيٍّ من تلك الخيارات الستة، بالنظر إِلى تأْكيد عباس وفريقِه غير مرة أَنَّ بديل المفاوضات هو المفاوضات، وإِن قال الخيار السابع باعتماد المقاومة المدنيةِ وحلِّ السلطة الوطنية الفلسطينية. وهنا، يحسنُ التذكيرُ بالمعطى البديهي، وموجزُه أَنَّ المقاومة، سيّما المدني منها، خيارٌ شعبيٌّ أَساساً، ويصعبُ تعيينه قراراً فوقياً من القيادة الفلسطينية التي طالما أَكد أَبو مازن مراتٍ استحالةَ انعطافِها إِلى المقاومةِ المسلحة. ولا مجازفةَ في التخمين، هنا، أَنَّ السلطةَ الوطنية لم تعمل على تهيئةِ الشعب الفلسطيني لخيارِ المقاومةِ الشعبيةِ المتعدِّد المستويات والفعاليات، سيّما وأَنَّ إِنهاكاً كبيراً جرى لهذا الشعب في العمليات العسكرية العدوانيةِ الإسرائيلية غير هينة الأَثر على تفاصيل عيشِه، معطوفةٍ على الاعتقالات وجرائم الاغتيال التي استهدفَ فيها الاحتلال الشباب المقاوم، وسيّما، أَيضاً، قبل هذا المعطى وبعده، أَنَّ الانقسام إِياه ما زال قائما، وأَنَّ انعداماً بيِّناً للتنسيقِ بين الجناحين الأَكبرين للعمل الوطني الفلسطيني، حركتي فتح وحماس، في أَمر المقاومة الشعبية وغيرها، وإن أطنب الطرفان في الكلام عن استراتيجيةٍ وطنيةٍ موحدةٍ مرتقبة. زيادةً على ذلك، أَنَّ حال فعل المقاومة في قطاع غزة لم تعد ممكنةً معاينتُه بالكيفيّات التي كانت قبل سنوات، بالنظر إِلى عوامل عويصة، في مقدمتها الإِجرامُ الإِسرائيلي ضد العصبِ الأَهم في قوة المقاومة الشعبية والمسلحة في القطاع، فضلاً عن عبور “حماس” إِلى خياراتٍ ليس تفعيلُ المقاومة في مقدماتِها، أَقلُّهُ في الظرفِ الماثل قدّامنا.{nl}هو طورٌ جديدٌ، إِذن، من الاستعصاءِ الفلسطيني، يُعبِّر عنه إِخفاقُ خيار المفاوضات وتيه خيارِ المقاومة، ما جعلهما أَمام مأزق متشابهٍ، إِلا إِذا فاجأتنا ثورةٌ فلسطينيةٌ تتغذّى من مناخِ الربيع العربي، بتفاصيلَ مغايرةٍ، ومثيرةٍ، وعصيِّةٌ نتائجُها على التوقع.{nl}خالد مشعل أولى ببهجت أبو غربية من تجار الشعارات{nl}الكاتب: زياد ابو غنيمة_ الدستور{nl}كعادته ، كان الأخ المجاهد الأستاذ خالد مشعل كبيرا وهو يضع على رأس أولويات برنامجه المضغوط القيام بواجب العزاء في شيخ المجاهدين السنديانة النضالية الأستاذ بهجت أبو غربية ، وكعادتهم ، أبت حفنة من فلول تجار الشعارات إلا أن يـُعكـِّـروا هذه المناسبة باستفزازهم للمجاهد العزيز بألفاظ ما أشدَّ ما ينطبق عليهم وهم يطلقونها مثلنا العربي “ رمتني بدائها وانسلــَّـت “ ، قال قائلهم فـُـضَّ فوه : “ مشعل تحت إبط ... “ ، يا لهذا الإستذكاء الغبي ، هل يظن هذا الرفيق العتيق أن الناس لا يعرفون من هم الذين يتنقــَّــلون من تحت إبط لتحت إبط حسب متطلبات السوق .؟ هل يظن أن الناس نسوا من هو الذي أنقذ بصوته ذات برلمان حوتا كبيرا من الوقوع في شباك العدالة ، وأنه هو هو الذي أفلت بتوقيعه حوتٌ سجينٌ من وراء القضبان .؟{nl}ما جرى من فلول تجار الشعارات كان أكثر من عيب ، وأكبر من عار ، إن كانوا يحسبون أنفسهم من أصحاب العزاء وصاحب العزاء منهم بـُراء فقد تنكـَّـروا لواجب إكرام الضيف ، وأي ضيف هو ، ضيف قادم لعزائهم لتوِّه من ضيافة كريمة من ملك وأمير كريمين ، وإن كانوا ضيوفا على أصحاب العزاء فقد أحرجوهم بفعلتهم الشنعاء أمام ضيفهم وأمام كل الحاضرين .{nl}أخي أبا الوليد ، لا يضير النخلة َ الباسقة َ أن تــُـفرغ دودة الأرض أحشاءها تحتها ، تبقى النخلة ُ نخلة ً ، وتظلُّ الدودة ُ دودة ً ، حماك الله وإخوانك ورعاكم .{nl}المتغير الجديد لطالبان الأفغانية.. وحماس الفلسطينية..{nl}بقلم اسرة التحرير_ الرياض السعودية{nl}حماس جناحٌ إسلامي، ولد من رحم الإخوان المسلمين، تخاصمت مع الحكومة الفلسطينية بما سمته خلافها الأيدلوجي على الأسس، لا الفروع، استقرت قيادتها في دمشق العلمانية والمحاربة للإخوان المسلمين، لكن السياسة مقدمة على المبادئ في كثير من الحالات، إذ وجدت تطابقاً مع إيران المانحة والمؤيدة، والحليف الأهم لسورية، فجاء طلاقها مع معظم الدول العربية كنتيجة طبيعية، لأن اشتراطات إيران التي لا تعطي لوجه الحق، بل لخدمة أهدافها، هي من قرّر لحماس من تتعامل معه وتقاطعه!!{nl}الآن يتجه قادتها إلى بعض الدول العربية، وإيران، وهذا حق طبيعي إذا كان لمصلحة القضية. ويقال إنها قد تنقل قياداتها من دمشق لعمّان، وهذا أيضاً لا يعد انقلاباً، بل تصحيحاً لمواقف ما كان يجب أن تحدث لولا أن اللعبة فيما يبدو قد انتهت، أي أن الربيع العربي الذي سيطر على حكومات تلك الدول من التيار الإسلامي، أقنع حماس بأن تدخل حلف الإخوان كأهم رافد قادم لها، بينما التفسير العام للتحليل السياسي الموضوعي، هو من أكد أن حماس وطالبان والقاعدة وتيارات إسلامية أخرى لم تعد تأخذ بريقها السابق عندما صار الشارع العربي إسلامياً..{nl}طالبان على عكس حماس، أبقت على ثوابتها في صراعها مع دول الأطلسي التي عجزت عن هزيمتها، فجاء البديل فتح حوارات على كل الاتجاهات، ومشكلة طالبان ليست بسبب تبنيها الإسلام طريقاً للحكم، بل بسبب تطرفها الذي نزع عنها، في الداخل، صفة الدولة الحديثة في إطار إسلام معتدل، وقد جاء «كرزاي» من خلال المحتل الأمريكي، وهو، في نظرهم، أحسن السيئين، لكن الورطة في حرب مع عصابات في مواقع معقدة، جعلت دول الأطلسي تأخذ بمفهوم مصافحة العدو أياً كان منطلقه وأهدافه، وهو عرف متفق عليه في الفلسفة السياسية، وهنا صار الوصول إلى طالبان لا يأتي من خلال كثافة نيران الأسلحة، بل الجلوس على الكراسي وتبادل الحوارات..{nl}التسريبات تقول إن المملكة سوف تستضيف حواراً بين حكومة كابول، وطالبان، وأياً كانت الصعوبات في البدايات الأولى، والمساومات وغيرها، فطالبان سوف تفاوض من مبدأ المنتصر، لا المهزوم، وفي عرف دول الأطلسي هذا مقبول إذ تخلصها الحلول من الورطة، وسواء حدث ذلك في المملكة أو في غيرها، فالموضوع يتعلق بإنقاذ بلد عانى الكثير من الحروب والويلات، واستزراع المخدرات وتصديرها، بمعنى أن الاستقرار هو من فرض قوته على الخصوم، لأن الاستمرار في الحرب الطويلة، وبين فقراء الشعب لن ينتهي إلى نتيجة تفك أسْر هذا البلد من واقع فرض عليه من الشرق، ثم الغرب..{nl}لماذا هذا التبدل بين حماس، وطالبان، ولماذا صارت المصالحات هدفاً لهما؟ هل الأمر يتعلق بأن فائدة الخصومات لم تعد تعطي مكاسبها، أم أن الوضع في المنظمتين، يضاف له الموقف الدولي الذي لم يعد يهتم بالحروب وتكاليفها الباهظة، سبب مكمل لرغبة الجميع؟{nl}لاشك أن حماس ستبقي على عدائها مع إسرائيل، لكن من خلال سلوك آخر، بينما طالبان تتجه إلى حسم أمرها مع الحكومة، ليكون لقوات الأطلسي مبرر بالخروج ولو بماء الوجه..{nl}مُفَاوضات “مُونُولوغيّة”{nl}الكاتب: خيري منصور_ الخليج الاماراتية{nl}المونولوغ هو تداعيات الإنسان مع نفسه حتى لو كانت مجرد هذيان، وهو على النقيض من الديالوغ أو الحوار مع الآخر، لأن هذا الحوار يتطلب أولاً الاعتراف بوجود كائن حقيقي خارج الذات، والصهيونية كفلسفة غَيْبية مضادة للتاريخ وجدليته هي مونولوغ لا نهاية له .{nl}وقد انعكس هذا بدقة على المفاوضات مع الفلسطينيين تحديداً، رغم أن المعاهدات التي عُقدت مع الأردن ومصر لم تكن خالية من هذا المونولوغ، فعندما نُعيد قراءتها نجد فقرات قابلة لتأويلات عدة، وثمة نقاط ضالة عن الحروف، لكن المفاوضات التي أجريت مع الفلسطينيين عبر مختلف محطاتها، كانت ولاتزال مونولوغاً خالصاً، لا يُصْغي فيها الطرف الصهيوني إلا لصدى صوته، وما الآخر بالنسبة إليه، إلا مجرد شرط لخطابه، المطلوب فيه أن يردد الصدى فقط . .{nl}ولا ندري لماذا لا يُنْسَب فشل هذه المفاوضات إلى سببه الجذري بدلاً من تلك الذرائع أو المشاجب التي تعلّق عليها أسباب موسمية؟{nl}هذا السبب الجذري للفشل هو المونولوغ وإصرار الاحتلال على أن التفاوض يجب أن يتم من طرف واحد، وإذا كان هناك كما يقال حب من طرف واحد، فإن الكراهية أيضاً لها مثل هذا البُعْد، وحين تكون نقطة الاختلاف أقرب إلى المربع الأول في الصراع، فإن كل ما يتفرع عنها هو مجرد تنويعات على الوتر ذاته، والمعزوفة الصهيونية المتكررة والمملّة هي ذاتها، فالنوتة لم تتغير وإن كان المايسترو هو من يتغير بين حكومة وأخرى .{nl}لقد استخدمت الصهيونية موضوعة الأمن على نحو يذكّرنا بحكاية إبريق الزيت في التراث الشعبي الفلسطيني، وهي حكاية تدور على نفسها وتبقى في نطاق هذه المراوحة بلا أية نهاية، لهذا فهي تصلح تنويمة للأطفال بسبب رتابتها وتكرارها الذي يستدعي النعاس ككل رتابة أخرى .{nl}فالحكومات الصهيونية المتعاقبة هي في حقيقتها مترادفة من حيث الأطروحة الأم، وهي تحويل الاحتلال إلى استحقاق بمرور الوقت وخضوع الطرف المعتدى عليه لمتوالية التأقلم القَسْريّ، وهي متوالية لها بُعْدان: نَفْسي وسياسي، والنفسي هو ما يسميه علماء النفس الإرهاق العاطفي وبالتالي يكون الرّهان على هذا الإرهاق مُعْتَمِداً على شراء المزيد من الوقت، هذا إن لم يكن الحصول على هذا الوقت يتم بالمجان .{nl}لهذا علينا ألا نندهش من أية تصريحات فلسطينية أو عربية بشكل أشمل عن فشل المفاوضات، فالأمر تحصيل حاصل، ونتيجة منطقية لمقدمات متكررة، لا يتغير منها شيء سوى بعض المفردات الناعمة في حالة إعادة إنتاجها وتسويقها سياسياً .{nl}فالقضية الفلسطينية ليست محور خلاف على حدود تقريبية أو بسبب توترات أيديولوجية بين المحتل وضحاياه . إنها قضية وجودية بالمعنى الدقيق، ويندر أن نجد ما يماثلها في التاريخ لأن الاحتلال فيها تحول إلى استيطان، ويخطئ من يسمون المستوطنات مستعمرات لأنهم بذلك يحذفون الفارق الجوهري بين استعمار تقليدي وآخر استيطاني، فالمستعمرات في القارات الثلاث انتهت عندما تحقق الاستقلال وعاد المستعمر إلى مواقعه وحدوده الإقليمية، لكن المستوطنات ليست كذلك، لأنها مكان لا يُعادُ منه، مادام مشروعه منذ البدء قام على محو السكان الأصليين والحلول مكانهم .{nl}تجليات المونولوغ الطويل والمضجر في المفاوضات التي شهدناها مراراً ونشهد إخفاقها الآن، ليس صعباً رصدها في كل ما يصدر عن جنرالات وساسة الدولة الصهيونية، فثمة خطاب متجانس في العمق قَدْر تعلقه باستثمار الاحتلال وتحويله إلى أمر واقع واستحقاق، وإن كان داخل هذا الخطاب مفردات مختلفة، لهذا فإن كل تفاوض راهن أو قادم لن ينجو من الفشل ذاته إذا بقي أسير هذا المونولوغ .{nl}عباس ومشعل{nl}الكاتب:محمد كريشان_ القدس العربي{nl}صعب جدا أن يتعود المتابع للساحة الفلسطينية على خلوّها المحتمل بعد أشهر قليلة ربما من رمزين بارزين طوال السنوات الماضية: الرئيس وزعيم 'فتح' محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خالد مشعل. الأول أكد مرارا بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقررة مبدئيا في أيار/ مايو المقبل والثاني أعلنت حركته مؤخرا أنه أعرب عن عدم اعتزامه تجديد ترشيحه لرئاسة المكتب السياسي. وإذا ما تأكد انسحاب الرجلين، فستكون النتيجة خسارة مزدوجة لطرفين شاءت السياسة أن يُـصنفا على أنهما من معسكرين مختلفين بل ومتناقضين: معسكر التسوية ومعسكر المقاومة. اللافت أن يحدث هذا في وقت اقترب فيه الرجلان مؤخرا من بعضهما البعض وفق قاعدة 'نعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه'.{nl}عرف عن عباس عناده الشديد في بعض المواقف التي يتخذها فهو يظل متمسكا بها إلى الآخر حتى لو ظن البعض أنه قد يغيرها في آخر لحظة. عـُـرف بما يسمى الحرد (الغضب والاعتكاف) في علاقته مع رفيق دربه ياسر عرفات وهو مستمر عليه إلى الآن مع غيره بإخراج يناسب موقعه الجديد. عباس أكد عشرات المرات أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وسيفعلها. حتى عندما 'ابتزته' حركته 'فتح' بالقول إنها لا تملك غيره مرشحا قال إذن على غيرها أن يرشح من يراه. لقد تحمل عباس من أصدقائه وحلفائه أكثر مما تحمل من أعدائه وواضح الآن أنه لم يعد قادرا على المزيد فقد 'قرفهم' جميعا على ما يبدو. 'أبو مازن' وإن كان لا يختلف مع الزعيم الراحل 'أبو عمار' في طبيعة التسوية التي يمكن أن يقبل بها أو يوقــّع عليها إلا أنه مختلف عنه بالتأكيد في القدرة على تحمل الأذى بل والاستمتاع به أحيانا كتحد من الرائع كسبه، حتى وُصف 'الختيار' بطائر الفينيق الناهض دوما من رماده. ومثلما خسرت الولايات المتحدة والغرب عموما وإسرائيل طبعا فرصة الراحل عرفات لإبرام تسوية عادلة، بمعايير القانون الدولي وليس الحق التاريخي، فسيخسرون بذهاب عباس فرصة ثانية قد لا تتكرر أبدا وسيندمون عليها أشد الندم.{nl}أما مشعل فسيكون ذهابه خسارة كبرى لمعسكر المقاومة وبالتحديد لكل من راهن على 'عقلنة' المقاومة وإخراجها من استمرائها الكلام الإنشائي المنمق في الحديث عن المقاومة مع فعل ميداني غائب أو محدود أو كارثي النتائج. حركة 'حماس'، ككل الحركات المؤدلجة، من الصعب أن تجد فيها من القادة من يفتح قلبه لاعتراف صريح صادق لا يستنكف من الاعتراف بالأخطاء أو التقصير هنا وهناك وقد شرع مشعل في شيء من هذا. ما لم يقله 'أبو الوليد' وقد لا يقوله أبدا أن أمله خاب كثيرا في البعض من حركته وفي حلفائه في دمشق وطهران وبيروت بعد أن استمر نزيف القمع في سورية فقد قاوم الرجل محاولات جره لاصطفاف غير مقنع ولا أخلاقي مع نظام الأسد. بالتأكيد لم يتحمل الرجل أيضا ذلك الغمز أو التسفيه أو المزايدات القادم من إخوانه في غزة بعد اقترابه الأخير من محمود عباس وحرصه الشديد على إتمام المصالحة. لم يراعوا هؤلاء حتى ما جاء في الأثر بأن 'ما تكرهون في الاجتماع خير مما تحبون في الفرقة'. لم يعجبهم حديثه عن 'المقاومة الشعبية' ولا عن تفهمه لما صارحه به محمود عباس في جلسات مغلقة. انتشى هؤلاء بفوز الاسلاميين في انتخابات تونس ومصر وغيرها وظنوه ربيعا إسلاميا مع أنه ليس كذلك. لم يروا أن سياسة الوفاق والبحث عن القواسم التي انتهجها مشعل مع عباس هي الطريق الأمثل فكثير منهم يفضل على ما يبدو مواصلة إتعاب الحناجر بالشعارات، ربما لأنه لا يجيد شيئا آخر.{nl}رغم أن محمود عباس وخالد مشعل يبدوان كنقيضين إلا أنهما في واقع الحال يكمّـل كل منهما الآخر. ذهابهما ضربة قاسية من ناحية لكل من راهن أن التسوية العادلة ممكنة مع الإسرائيليين، ومن ناحية أخرى لكل من تمنى أن يكون للمقاومة عقل كذلك.. إلى جانب العضلات.{nl}إخفاقات السياسة الخارجية الأردنية: الشأن السوري.. حماس .. السلطة الوطنية الفلسطينية{nl}الكاتب: د. لؤي منور الريماوي_ القدس العربي{nl}بعد أكثر من عام على هبّة الربيع العربي المبارك فشلت السياسة الخارجية الأردنية وبشكل مريب في طرح هوية عروبية للنظام الهاشمي مبنية على منظومة قانونية وعقائدية صلبة يكون فيها النظام الأردني جزءا من الطموح العربي ورائدا له في فرصة تاريخية للمراجعة الوطنية الشاملةوالمساءلة الموضوعية الصادقة. ولعل الدرس الأكثر أهمية والذي لم يُستوعب للآن يكمن في خطر عدم التركيز المطلق على الملف الأردني الداخلي في هذه الأوقات الحاسمة من حيث خلق آليات وضوابط منهجية لا لُبس فيها لإجتثاث ثقافة الفساد والمحسوبية في تناوب المناصب العليا في الأردن من خلال الوراثة والنسب والمصاهرة والشللية. لا سيما في ظل إنعدام الحس الإجتماعي لهذه الطبقات المتحكمة والتي تُصر أن تكون دائماً في واجهة الحكم، حتى بعد وبال فشل وصفاتها العبثية من تسلقٍ إجتماعي ولعبٍ على تناقضات أبناء هذا الوطن الواحد في ظل قبضة أمنية وتكتم إعلامي إستأسدوا فيهما على عامة الشعب وحاربوا شرفاء الوطن وأحراره بقوت أبنائهم بكل تجبر وتسّلط.{nl}فكيف سيقبل الأردني أن يجوع أبناءه وقصور البذخ في عبدون ودابوق وغيرها شاهدةٌ على عجز الحكومات وغُبنها لحقوقه طوال العقود الماضية والذي يقدر بحوالي 18 بليون دولار على الأقل؟ وبكل صراحة فإننا نعتبر أن كل من يقدم مشورة إلى الملك بأن الفساد لا يشكل خطراً وجودياً على النظام هو مشكوك فيه. فأما وقد كسرالأردنيون قيدوهم في مقدمةٍ لوعي وطني شامل، فإنه يتوجب علينا اليوم أن نكون جميعنا جزءٌ من هذا الوعي وهذه الإرادة الوطنية، نضرب المثل بمحاربة المحسوبية والشللية بمصداقية مطلقة نغرس أطيب العادات العربية الأصيلة وقيم الشفافية. لا سيما وأن التراجع الاقتصادي في الأردن يُنظر إليه على أنه نتاج لحالة الفساد الشديدة حيث أن الكثير من الاخطاء الاقتصادية الكبيرة التي نجمت كانت من قِبَل مسؤولين محسوبين على النظام حاربوا وبكل شراسة كل الافكار المرتبطة بالشفافية ومنهجية عملٍ بعيدة عن شخصنة الانتقاد والتي تصب للصالح الوطني العام.{nl}هذا لا يعني بالضرورة التشكيك في مدى جديّة عمان في إحراز إصلاحات جذرية تصل بعمقها إلى مفاصل عدة في المجتمع الأردني بمؤسساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. فبالإضافة إلى سياسة الأمن الناعم والتي أظهرت الوجه الحضاري للأردن في أكثر من مناسبة يُضاف للعديد من الانجازات التي تُحسب للمؤسسة الأمنية في الأردن مثلاً تحجيم حضور رموز الفساد في السلطة الفلسطينية والذين حتى وقت قريب اقاموا علاقات واسعة مع رموز سابقة وحالية في النظام الأردني. وسيبقى السؤال هنا إلى أي مدى سوف تُعزز هذه المنهجية لتكون تعبيراً عن مؤسسية قانونية بعيدة كل البعد عن الإعتبارات السياسية والتحالفات الميكافلية.{nl}ولكن كل ما سبق لا يبرر أن تستمر عبثية وتخبط السياسة الخارجية الأردنية على هذا النحو من دون رسم معالم واضحة لما يجب أن يمثله الأردن من قيمٍ وثوابت مبدأية في ظل منطقة شرق أوسطية عُرفت بالتقلب وعدم الإستقرار. فلقد عجزت السياسة الخارجية الأردنية وبشكل ملفت للإنتباه أن تُعزز من مصداقية الأردن الخارجية تجاه نصرة أهلنا في سورية الشقيقة في ظل المذابح اليومية وما نشهده من تدمير لوحدة الصف السوري على يد بشار الأسد ومرتزقته في هجمة شرسة بدأت الأن تأخذ منحاً طائفياً خطيراً. لم يطلب الأهل منا في سورية يوماً أن نبعث الدبابات والطائرات المقاتلة الأردنية لنصرتهم أوحتى أن ندخل بأحلاف دولية عسكرية لإسقاط نظام الأسد نيابة عنهم. كان يكفي أن نعلن موقفنا المبدأي والأخلاقي من الذي يجري وبكل وضوح وجرأة في ظل هذه الجرائم النكراء بحق شعبنا الأعزل في سورية وأنه ليس هنالك منفعة مادية سوف تجعل الأردن الرسمي يقبل من أجلها أن تُراق ولو نقطة دم لطفل سوري واحد. ولكن على العكس تحدثت الخارجية الأردنية منذ البداية وبمنتهى البرودة الوطنية عن 'مكاسب' مخالفة المقاطعة العربية الإقتصادية وبشكل تحدى الإجماع الشعبي الأردني والذي لن يتاجر يوماً بدماء أهلنا في سورية تحت أية مسميات أومكتسبات مادية. فهذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أهلنا هنالك لم تكن يوماً مسألة سورية داخلية، وبدلاً أن تكون السياسة الأردنية الخارجية نبراساً في التمسك بالقضايا القومية العربيةكانت هزيلة ومتذبذبة.{nl}أما في مسألة حماس فإننا نستغرب هذا البعد السياسي الذي مُنح لها في وقت أحوج ما يكون فيه الأردن إلى التركيز على قضاياه الداخلية وتقليل المتغيرات في معادلة وحدته الوطنية الدقيقة. فالمسألة أولا وأخيراً هي مسألة قانونية بحتة يجب أن تكون بيد محاكم الطعن الأردنية للنظر في شرعية حرمان مواطن أردني من حق دخول بلد جنسيته، لا سيما أن قرار إلابعاد الأصلي كان سياسياً مخالفاً للقانون الأردني والأعراف الدولية وبشكل صارخ لا يستند إلى أية أسس قانونية، أضعف من الهيبة القانونية للدولة الأردنية. أما عن مسألة العمل السياسي لحزب أو جماعة وشروط ممارسة العمل السياسي في الأردن فهي خاضعة للقانون الأردني من حيث السماح بها أو لا. فإما أن تكون هذه الممارسات الحزبية السياسية مشروعة ويؤيدها القانون أو مخالفة معاقب عليها ضمن نصوص وحيثيات واضحة لا تقبل اللبس أو التأويل السياسي.{nl}هنالك أيضاً إستخفاف كبير بعقول الأردنين فيما يتعلق بالسياسة الأردنية الخارجية تجاه ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية وتحدّ صارخ للمشاعر الوطنية للعديد من الأردنين وبشكل يجعلنا نستفسر عن نوايا من يرسم هذه السياسات الأردنية الخارجية الهزيلة. فهي سلطة على ماذا بالضبط؟ وما هي مصدر شرعيتها وشرعية ما يسمى برئيسها ومفاوضيه الكبار والصغار وكل دوائرهم التفاوضية، لا سيما وأن صلاحية رئيسها قد إنتهت منذ فترة طويلة. وبدلا من التصريح أن للأردن مصالح أساسية في حماية حقوق كل مواطنية من شرقي النهر و غربيه بكل إقتدار وحزم، جعلت السياسة الخارجية الأردنية من الأردن مُسهل صفقات ومُلطف أجواء.ثم ما هو سر الإصرار على جعل عمان مرتعاً للقاءات ما يسمى بعملية السلام بين حفنة الوجوه نفسها من المفاوضين الفلسطينين والإسرائيلين والذين لهم حوالي عشرين سنة على هذا المنوال التفاوضي العبثي في ظل تعاظم الإستيطان، تدني حقوق الإنسان وإستشراء الفساد وغياب البنية التحتية الديمواقراطية والمحاسبية والشفافية. هل هي لبناء العلاقات الشخصية والمصالح الإنتفاعية مع مجموعة ليس لها أدنى شرعية في نظر الكثيرين أم لأن المفاوضين على أشكالهم يقعوا فهي مسألة غير مقبولة مطلقاً أن يتم إختزال الشعب الفلسطيني بحفنة من المنتفعين على حساب دماء الأجيال والتي لم تبخل بآسمى التضحيات. ولماذا في بعض الأحيان نحن في الأردن بحاجة أن يكون وزير خارجيتنا وحتى رئيس وزرائنا سفراء أردنيون سابقون لدى العدو الصهيوني أو مفاضو سلام سابقون مع هذا العدو؟{nl}ونعود لنؤكد أن الأردن والأردنيين هم اكبر من كل هذا الهروب الرسمي وأنه قد آن الأوان لمراجعة شاملة للسياسة الأردنية الخارجية، بشكل يعيد للنظام الأردني هيبته الهاشمية العروبية بدلا من هذا الرقص والتذبذب العبثي. ولنبدأ بعون الله نضع النقاط على الحروف في شأن نصرة وحماية أهلنا في سورية الشقيقة سواء في المحافل الداخلية أو العربية أو الدولية، رافضين إرهابالانظمة العربية بهذه الطريقة البشعة: فهذه هي أجمل هدية نقدمها إلى وطنناالواحد الكبير وإلى عبدالله الثاني في عيد ميلاده الخمسين، يداً وطنيةً أردنيةً واحدة لا تقبل التفكيك.{nl}رصيد حماس في خطر؟!{nl}الكاتب: يوسف الديني_ الشرق الاوسط{nl}كانت لحظة سينمائية أقرب إلى أفلام الدراما تلك التي زار فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات العمارة السكنية التي كنا نقطنها في حي الرويس - أحد أعرق الأحياء الشعبية - بجدة، كنت حينها في المرحلة المتوسطة أواخر الثمانينيات. أن ترى شخصا نجم الشاشة السياسية في نظرك كمراهق شيء؛ وأن يكون ذلك الشخص بحجم «أبو عمّار» في بزته العسكرية وشماغه الفلسطيني شيء آخر.. جاء وزار بكل تواضع عائلة فلسطينية استشهد أحد أفرادها؛ لكنني لم أكترث بذلك كله إذ كنت كما هو الحال لدى كل من نشأ في محاضن الحركة الإسلامية لا أعرف إلا حركة حماس باعتبارها الممثل الأمين والحصري للمقاومة.{nl}استرجع خيط الذكريات، وصورة حماس في وجداننا غير المسيس، والتي تقترب إلى حدود الأيقونة آنذاك؛ وأنا أتابع إحدى أصعب اللحظات التي تمر بها الحركة اليوم؛ بل لعلها لم تعش حالة من الارتباك السياسي والتوهان؛ كالتي تمرّ بها في هذه اللحظة الحاسمة؛ حيث تبدو مستسلمة لقدرها السياسي أكثر من كونها مختارة له.{nl}يمكن القول إن حركة حماس ومنذ البدء حصلت على تعاطف ونصرة ودعم بل وتأييد مطلق يكاد يمسّ حدود التقديس لكن هذا الرصيد الضخم من الولاء المعنوي معرض للنفاد والانتهاء بسبب الموقف السلبي تجاه ما يحصل في سوريا؛ لأسباب تتعلق بالرهان الخطأ من الجماعة على الهلال الإيراني.{nl}انضواء حماس تحت راية ما سمي بجبهة الممانعة والتي ضمت دولا وأحزابا وجماعات وحتى تيارات صغيرة داخل بيت الإسلام السياسي الكبير كان متعدد الاستخدامات؛ فهو ورقة ضغط سياسية في الداخل الفلسطيني تجاه حركة فتح التي رغم أخطائها لم تكن هي وحركات لا تتفق وأيديولوجية حماس معزولة عن توترات الصراع مع إسرائيل في صعودها وهبوطها بين خيارات المقاومة المسلحة والرهان على المفاوضات ولاحقا طالت يد الممانعة تيارات إسلامية غير مسيسة كالتيار السلفي العريض ليبدأ رصيد حماس في النقصان والذي لم يكن مشحونا إلا بالتعبئة وشعارات الهوية والمقاومة المسلحة وهي شعارات ترفعها كل التيارات مستبدلة أولوياتها في المواجهة وفق أجندتها السياسية المرحلية، وهو بالمناسبة ما كانت تفعله حماس ذاتها حين وقفت أكثر من مرة في وجه حركة الجهاد الإسلامي أو التيار السلفي بحجة ما تقتضيه المصلحة الشرعية وهي مرادف مفخخ للبراغماتية السياسية ولكن بلغة دينية يمكن ابتلاعها من قبل الجماهير.{nl}ومع كل الإيجابيات التي استطاعت حركة حماس تحقيقها رغم الضغوط والحصار والاستقطاب السياسي الشديد في مرحلة ما قبل الانتقال إلى «الهلال الشيعي» كعقاب للدول التي دعمت أو وقفت على الحياد في خصومتها مع فتح؛ فإن الحقيقة تقول إن تحميل عبء هذا التحول والانحياز لحماس كحركة مقاومة معزولة عن رأي الجماعة الأم الإخوان المسلمين ظلم لحماس، وهذا ما يحاول الترويج له عدد من الإخوان بالتبني وهم قطاع واسع ومزيج من المتعاطفين مع الإخوان في مرحلة ما بعد الثورات وبداية تكون الهلال الإخواني أو السني كما يقال في مقابل الشيعي الإيراني؛ إلا أن هذا لا تدعمه لا شواهد تاريخ موقف الجماعة من الثورة الإيرانية استلهاما ودعما وتأييدا، ولا موقفها المتأخر الذي عبر عنه عدد من قياداتها وعلى رأسهم المرشد حول الموقف من التصعيد الإيراني في المنطقة؛ وضرورة الاصطفاف حول معسكر الممانعة ما دام أنه يواجه الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل.{nl}الموقف الإخواني في استخدام خيار دعم المقاومة بالمطلق هو ذات الموقف القومي واليساري وحتى موقف حزب الله ولكن بتفاصيل مغايرة يجمعها هدف الضغط على الداخل من خلال ترحيل الأزمات مع السلطات والأنظمة الحاكمة حين كان الجميع في ضفة المعارضة إلى القضية الفلسطينية.{nl}وحتى موقف حماس الذي ذهب بعيدا في الثورة السورية حين بدا مضطربا ما بين السكوت على الجرائم البشعة للنظام السوري بحجة أنها أزمة داخلية وصولا للتدخل كوسيط وانتهاء بالاستعداد لمرحلة ما بعد النظام؛ لم يكن هذا الموقف بعيدا عن سكوت الجماعة التي تحولت منذ سقوط الأنظمة إلى سلطة على الأرض بحكم حجمها وثقلها؛ قبل أن تتحول إلى سلطة بحكم صناديق الاقتراع حيث لم يصدر أي بيان إدانة صريح وواضح من الجماعة لما يحدث في سوريا.{nl}ورطة حماس تتفاقم فالولايات المتحدة دخلت مع الجماعة في مفاوضات أقرب إلى المغازلة السياسية، حيث التطمينات وتقديم مواقف مباينة وصلت إلى أن يصرح زعيم حزب النهضة الشيخ راشد الغنوشي؛ والذي أطلق صيحات النذير إلى الملكيات؛ لكنه مع أول سؤال عن القضية الفلسطينية قال إنها شأن الفلسطينيين بالدرجة الأولى، وإن الحزب مشغول بأولوياته السياسية، وليس بعيدا تلك التطمينات التي أطلقتها جماعة الإخوان تجاه اتفاقية كامب ديفيد والحفاظ عليها.{nl}الأكيد أن ما سبق ليس إدانة للإخوان، فمن الطبيعي أن اللعبة السياسية تفرض إيقاعاتها المختلفة؛ فاللاعبون في مضمار السلطة ليسوا كالمتفرجين في مقاعد المعارضة؛ لكن هذا التحول في الخطاب السياسي ألقى بحمولات ثقيلة جدا على حركات المقاومة وعلى رأسها حماس؛ ذلك أن رأسمالها السياسي مبني على تحويل المقاومة من خيار استراتيجي للمواجهة إلى نزعة هويّة ذاتية لا يمكن الانفكاك عنها؛ فحماس المقاومة، والمقاومة حماس.{nl}ومن جهة ثانية فإن موقف الإخوان الآن ليس واضحا تجاه التصعيد الإيراني ومستقبل العلاقات مع دول المنطقة؛ إلا أن بوادر كثيرة تبعث على القلق تجاه إمكانية أن تجابه الجماعة تنافسها الشديد مع التيارات السلفية، والمرشح للتحول إلى صراع على الشرعية الدينية؛ وبالتالي السياسية باستخدام ورقة التحالف مع إيران، الأمر الذي في اعتقادي سيعزز من حالة الانقسام والارتباك داخل إخوان الخارج كما يطلق على فروع الجماعة خارج مصر، كما حدث سابقا إبان موقف الجماعة من أزمة الخليج.{nl}خطأ الإخوان الاستراتيجي المحتمل هو بالتالي سينقص كثيرا من رصيد الجماعة في الشارع المتعاطف معهم باعتبارهم ضحية الأنظمة السابقة طيلة العقود الماضية؛ وباعتبار أن بناء خطاب الجماعة على مركزية المرجعية الإسلامية هو ما يتفق عليه عامة الناس في البلدان الإسلامية، وبالتالي فإن أي اختلال في الخطاب المكوّن لصورة الإخوان لدى الشارع؛ سينعكس سلبا على الجماعة.{nl}في آخر استطلاعات «غالوب» لا يتجاوز مجموع تأييد الإخوان والسلفيين 27 في المائة؛ بينما يصل من يؤيد وجود مرجعية دينية للدولة المصرية إلى 72 في المائة في حين أن أغلبية الشعب المصري كما في ذات الاستطلاع ضد تشكيل حكومة تقوم على أسس دينية، الاستطلاع بغض النظر عن دقته أو طريقة قياسه، لم يكن إلا شارحا لحالة الالتباس في تقاطع السياسي بالديني في مصر وتبعا في البلدان الإسلامية والعربية؛ حيث العاطفة الدينية المتصاعدة ليست دليلا على تبني أيديولوجية الإسلام السياسي.{nl}هذا الفرق بين إسلام الهوية والإسلام السياسي هو ما يجب أن تتعلم منه الجماعة الأم وأبناؤها؛ لأن حالة الترقي السياسي باتجاه السلطة ستنتج مواقف وتحالفات تسحب من رصيد الهوية على حساب فاتورة الموقف السياسي، ومن جهة ثانية فإن وجود خطابات سلفية وصوفية دخلت عالم السياسة، قد يهدد رصيد الهوية أيضا، فالسلفيون والصوفيون كانت السياسة بالنسبة لهم من اللامفكّر فيه بحكم مركزية خطاب «التصفية والتربية» لدى السلفيين، وخطاب «إصلاح النفس أولا» عند المتصوفة.{nl}هل ستعود حماس لخطاب الأم الذي يتجه نحو البراغماتية السياسية؛ أو تراهن على خطاب «الممانعة» بشكل مطلق وبالتالي دخول دوامة جديدة.. الأيام حبلى كما يقال.{nl}في آخر لقاء بين محمد بديع مرشد الجماعة وإسماعيل هنية وصف المرشد حركة حماس بقوله «إنها نموذج مثير للإعجاب»، وأعتقد أن الإعجاب ربما تحول إلى انبهار بقدرة الحركة على المشي على الحبل السياسي بأناقة بحيث يرافق خالد مشعل ولي عهد قطر إلى الأردن ويعلن من هناك حرصه على مصلحة الأردن؛ بينما يذهب إسماعيل هنية إلى طهران.{nl}القدس معزولة ولا رجع لصدى الاستغاثة{nl}الكاتب: مصطفى قاعود_ المستقبل {nl}لم تعد قضية الاستيطان في القدس ومحيطها ضمن إطار عد الوحدات السكنية، في هذه المستوطنة أو تلك، على أهمية مراقبة ذلك، على اعتبار أنه بدأ بشكل متدرج، لكن القضية الأساس اليوم هي بأي طور أصبح المشروع الاستيطاني، والأمر يتعلق بما هو أخطر بكثير من الحديث الاعتيادي عن مخططات استيطانية جديدة، أو وحدات سكنية في مستوطنات قائمة، فالعنوان العريض لهذه المرحلة النهائية من الاستيطان بالقدس، والتي أصبحت في نهايتها، هو عزل شرق القدس بشكل تام عن المحيط الفلسطيني، وتقسيم الضفة بين شمال وجنوب مع إغلاق المنفذ الوحيد باتجاه الأغوار، في المنطقة المسماة E1، والواقعة إلى الشمال الشرقي لمدينة القدس، وتشكل مثلثا خطيرا يفصل بين تكتل معاليه أدوميم، والقدس الشرقية من جهة بأحيائها "سيلوان، وأبو ديس، وتفصل بين معاليه أدوميم ومستوطنات بسغات زئيف ونفيه يعقوب،المطلوب إحداث تواصل بينها، ويتطلب ذلك عزل مخيم شعفاط وعنتا وهذا ما تم فعلا، عن طريق إحكام العزلة على مخيم شعفاط، وتم الأمر بصمت وبعيدا عن عدسات الكاميرات، مع ما يتطلب ذلك من اقتلاع لعشرات الآلاف من الفلسطينيين حملة الهوية المقدسية في أكبر تغيير ديموغرافي عرفته المدينة طيلة سنوات الاحتلال، وكل ذلك في إطار ما يسمى مشروع القدس الكبرى الذي وضع أسسه شارون، وبدأ بتنفيذه بالتزامن مع خطة فك الارتباط عن غزة.{nl}ومشروع القدس الكبرى اتخذ شكلا تدرجيا من البناء في أماكن متفرقة، ولكن ما أثبت أنه بات في نهاياته، هي عملية أقامة معبر حدودي جديد بالقرب من مخيم شعفاط، وجرت هذه العملية دون ضجيج وأدت إلى عزل سكان المخيم عزلاً تاماً عن القدس، وغالبيتهم من المقدسين، وتزامنت عملية إقامة المعبر الجديد الذي لا يشبه الحواجز العادية، بقدر ما يشبه المعابر الحدودية بين الدول، تزامنت مع دعوة رئيس بلدية القدس المحتلة نير بركات، سلطات الاحتلال إلى التخلي عن الأحياء الفلسطينية المحاذية للقدس، والتي عزلت أساساً عن القدس بجدار الضم والفصل العنصري، على الرغم من ان اهلها يحملون الهويات الإسرائيلية، بالإضافة إلى اقتلاع البدو من عرب الجهالين وصولاً إلى الأغوار، وحسب صحيفة هأرتس الإسرائيلية، فإن هذه الخطوات تأتي في سياق خطة متكاملة لإقامة طرق خاصة بالفلسطينيين لتنقلهم من القدس إلى الضفة، وأخرى خاصة بالإسرائيليين لتصلهم بمعاليه أدوميم، ونظام الطرق الجديد هو بمثابة عملية فصل تام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين القدس والضفة، وبين شمال الضفة وجنوبها، تمهيدا لإقامة الحي الاستيطاني الأخطر "مافاسيرت أدوميم" في المنطقة E1 ، كعقدة وصل نهائية بين معاليه أدوميم والقدس، وكان الاتحاد الأوروبي قدم احتجاجاً رسمياً لوزارة الخارجية الإسرائيلية بعد أن كشف عن نية قوات الاحتلال إجلاء السكان البدو الفلسطينيين من المنطقة المسماة (E1) الواقعة بين مدينة القدس ومستوطنة (معاليه ادوميم). ويرى الاتحاد الأوروبي "ان هذا المشروع الإسرائيلي الجديد الذي يستهدف القدس سيحبط اي فرصة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل إضافة إلى منعه تحقيق التسوية الدائمة مع الفلسطينيين".{nl}وتعود بدايات هذا المشروع إلى ما عرف بالمرحلة الثامنة للاستيطان: 1992- 2000 و شهدت هذه المرحلة عملية تركيز وتكتيل للاستيطان في مناطق أكثر من غيرها، في ظل توقيع اتفاق أوسلو. وإلى جانب المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ استحقاقات أوسلو كانت تتسارع عمليات إحداث وقائع جديدة على الأرض خاصة في القدس ومحيطها، وصودرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بهدف إقامة الشوارع والطرق الالتفافية، وبدت إسرائيل وكأنها ترسم حدوداً أولية للكتل الاستيطانية التي تريد ضمها، ومع نهاية حكومة العمل برئاسة بيرس وصل عدد المستوطنين إلى 145 آلف مستوطن، وأصبحت عملية وصل الكتل الاستيطانية الكبرى أكثر وضوحا في حكومة نتنياهو 1996-1998 حيث تركزت عملية بناء الوحدات السكنية، واصلت حكومة العمل برئاسة باراك عمليات البناء في المستوطنات القائمة، وبناء مستوطنات جديدة في أماكن متفرقة. وتركزت خططها على القدس ومحيطها حيث أعلنت صراحة أنه في إطار أي اتفاق للسلام لن يتم التنازل عن الكتل (غوش عتصيون وتكتل معاليه أدوميم وتكتل غرب السامرة) واعتبار غور الأردن منطقة ذات ترتيب أمني خاص وتواجد عسكري إسرائيلي دائم. وفي ظل حكومتي شارون وأولمرت تواصل الهجوم الاستيطاني على القدس وفي أماكن متفرقة من الضفة، حتى وصل عدد الكتل الاستيطانية التي ترغب إسرائيل في ضمها إلى سبعة بعد أن كانت حكومة بارك تتحدث عن ثلاثة، وتجاوز عدد المستوطنين رقم 452 ألف في عموم الضفة الغربية.. ومن أخطر المشاريع التي نفذت فعلا مشروع شارون عندما كان رئيسا للجنة العليا للاستيطان، وقد هدف المشروع إلى إقامة قطاع استيطاني لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وتركيز الاستيطان في المناطق الغربية "السفوح الغربية" لدعم المناطق الساحلية، بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع الاستيطانية داخل إسرائيل يكون توسعها باتجاه الشرق، ويكون توسع المستوطنات الشرقية باتجاه الغرب، لتشكل معا كتلا تقطع الخط الخضر وتشكل نجومه السبعة على طول الخط الأخضر بداء من الشمال "أم الفحم" وحتى الجنوب"منطقة اللطرون" خطا حدوديا جديدا، وقد تم فعلا انجاز معظم هذا المشروع وبذلك حددت إسرائيل معالم الحدود ( المؤقتة)، ولا ترغب بتسميتها حدوداً دائمة على أمل ضم أكثر من ذلك، فشارون أشرف شخصيا على انجاز مشروعه هذا خصوصا عندما كان رئيسا للوزراء، وكان صاحب أخطر مشروعات الاستيطان في القدس لذا قيل عنه أيضا أنه "أبو الاستيطان"، ثم أن شارون تمكن من إقحام مشروعه هذا ضمن الفهم الأميركي للتسوية في إطار ملاحظاته الـ14 على خريطة الطريق التي "تفهمها بوش" وبموجب هذا التفهم وتسلم شارون رسالة التطمينات التي تضمن لإسرائيل ضم الكتل الاستيطانية في إطار أي تسوية، لذا لا تعتبر إسرائيل ما تنفذه من مشروعات استيطانية استكمالية في القدس والكتل الكبرى خروجا عن الرؤية المشتركة الإسرائيلية الأمريكية للتسوية، لذا هزم أوباما في صراعه الشكلي مع نتنياهو بشأن الاستيطان، لأن نتنياهو كان يعتبر نفسه مسلحا بتفاهم أميركيي إسرائيلي، واليوم ومع عجز التسوية في "الإقرار بيهودية الدولة"، وذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، والتوجه نحو المصالحة الوطنية، قررت حكومة نتنياهو أن الثمن سيكون في القدس.{nl}دعم قطري ثابت للشعب الفلسطيني{nl}رأي الراية _ راية القطرية{nl}يعكس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الدعم القطري الكبير للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة والحرص القطري على إنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة وحشد الإجماع الدولي لتحقيق هذا الهدف الذي يمثل انتصارًا حقيقيًا على المحتل الإسرائيلي الذي حول قطاع غزة إلى سجن كبير، فضلاً عن الحرص على تحقيق المصالحة الفلسطينية التي توحد جهود الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة الحرية والاستقلال.{nl}لقد وقفت دولة قطر وما زالت إلى جانب الشعب الفلسطيني ولم تدخر جهدًا من أجل نصرة قضيته العادلة وكان للتحرك القطري على الصعيدين العربي والدولي إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكبر الأثر في إيقاف هذا العدوان الذي استهدف مقدرات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستهدف صمود الشعب الفلسطيني وإيمانه بقضيته العادلة.{nl}الاهتمام القطري بما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يتوقف على التطورات السياسية المتلاحقة في الملف الفلسطيني والسعي لدعم القضية الفلسطينية العادلة دوليًا بل يمتد ليشمل النواحي الإنسانية والإغاثية وتقديم المساعدات وإقامة المشاريع الاستثمارية التي يستفيد منها أبناء الشعب الفلسطيني ويعزز صمودهم في مختلف المدن والبلدات وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.{nl}إن ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من تحديات تهدد بتهويدها في صلب اهتمام دولة قطر التي خصصت وقفية باسم القدس لدعم صمود المدينة المقدسة وأهلها والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية.{nl}لقد عبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية عن بالغ الشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على موقفه التاريخي الأصيل في دعم الشعب الفلسطيني مستذكرًا المواقف القطرية في دعم الشعب الفلسطيني في جميع مراحل نضاله وكفاحه من أجل نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.{nl}إن قطاع غزة المحاصر ينتظر من أمته العربية أن تسارع بتنفيذ قرارات القمة العربية الخاصة بإنهاء الحصار وإدخال مواد الإعمار وإنهاء مشكلة الكهرباء والوقود في غزة، وتزويد القطاع باحتياجاته، وفتح المعابر للاستيراد والتصدير بلا قيود ليتسنى للشعب الفلسطيني في قطاع غزة التحرر من قيد السجان الإسرائيلي الذي يرتكب من خلال حصار قطاع غزة وأهلها جريمة ضد الإنسانية.{nl}قُلْ وداعاً .. وارحل!{nl} الكاتب: مازن حماد_ الوطن القطرية{nl} {nl}بعد الفشل المدوي لاجتماعات عمان بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كان واضحاً أن إسرائيل المسؤولة عن إخفاق هذه المحاولات الاستكشافية في التوصل إلى أي شيء، وكأن الدولة العبرية ما زالت تحتاج إلى استكشاف نوايا!{nl}وقد بات مفهوماً لجميع دول العالم قبل وبعد تلك المفاوضات الفاشلة، أن إسرائيل ليست معنية بتحقيق السلام وإنما بتحقيق مزيد من سرقة الأرض الفلسطينية لتوسيع المستوطنات القائمة أو بناء المستوطنات الجديدة. ولم تخجل إسرائيل من عرض دولة على الفلسطينيين تكون حدودها المستوطنات وجدار الفصل العنصري، مع ما يعنيه ذلك من إقامة دويلة متعددة المعازل السكانية ومن ابتلاع الإسرائيليين أكثر من نصف الضفة الغربية.{nl}وعلى ضوء ما حدث أصبح لزاما على محمود عباس الملتزم بقيام دولة على حدود «1967»، أن يزن خياراته بعد الطعنة القاتلة التي وجهتها إسرائيل لعملية السلام، وأن يصارح شعبه والعالم العربي بما جرى وبما تعرضت له المفاوضات من عملية تنكيل أفشلت مطالب الفلسطينيين في حدودها الدنيا.{nl}ويعني اعتراف عباس بفشل خيار التفاوض المستمر منذ عشرين عاماً، فشله هو شخصياً في إدارة الصراع المتكافئ الذي يحمل الأمل في التوصل إلى حل عادل، ورغم معرفتنا بالتزام رئيس السلطة الفلسطينية بالخيار السلمي في التعامل مع إسرائيل، فقد أصبح معلوماً لدى القاصي والداني أن الهوة واسعة بين ما يريده عباس من حل سلمي وبين ما تريده إسرائيل من حل بالإكراه يقوم على أساس الاستيلاء غير الشرعي على أراضي الضفة الغربية.{nl}وإذا كان عباس قد بحث مع مساعديه النتائج الممكن أن تترتب على فشل المفاوضات الاستكشافية مع الجانب الإسرائيلي، فإن الخطوة التالية تكمن في الذهاب إلى لجنة المتابعة العربية في القاهرة الأسبوع المقبل لطلب مساعدتها وسط خيارات «أبو مازن» المحدودة. وتتراوح هذه الخيارات بين تقديم محمود عباس استقالته وتسليم الضفة الغربية إلى إسرائيل لتحمل مسؤولي<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/عربي-27.doc)