Haneen
2015-06-28, 11:42 AM
في ـهــــــــذا الملف :
إسرائيل تستقبل موغريني بكل ممارسات الاحتلال المدمرة
حديث القدس – جريدة القدس
كلمة الحياة الجديدة - تعالوا إلى فلسطين
رئيس التحرير الحياة الجديدة
سؤال عالماشي - ليست لله.. إنها لحماس
موفق مطر – الحياة الجديدة
بعد فشل أميركا.. أوروبا تجرب حظها
طلال عوكل عن الأيام
إسرائيل تستقبل موغريني بكل ممارسات الاحتلال المدمرة
حديث القدس – جريدة القدس
<tbody>
</tbody>
يحاول الاتحاد الأوروبي إحياء عملية السلام في المنطقة، وقيادة آي تحرك سياسي قادم لأنه يدرك، كما يدرك كل عاقل ومسؤول، أن استمرار الاحتلال بكل سلبياته سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلق بيئة مغرقة بالتطرف والتوتر بالإضافة إلى ما تواجهه من كوارث في هذا المجال.
وما يميز التحرك الأوروبي هذا أن إجراءات عملية بدأت تأخذ طريقها في الكثير من الدول كمقاطعة الاستيطان ومنتجاته ووقف بعض مخصصات المستوطنين المالية والاعتراف البرلماني والشعبي المتزايد بالدولة الفلسطينية- وحقوقنا الوطنية، كما آن هناك تهديدات واضحة باتخاذ إجراءات أخرى إذا استمر الاستيطان وعرقلة عملية السلام واستئناف المفاوضات.
بالأمس بدأت مسؤولية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني زيارة هامة التقت خلالها الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكان الموقف الفلسطيني واضحا للغاية، حيث أكد الرئيس الاستعداد لاستئناف المفاوضات وعملية السلام إذا التزمت إسرائيل بمتطلبات هذه القضية كما يتفق عليها المجتمع الدولي، أي بوقف الاستيطان والالتزام بحل الدولتين وتحرير بقية الأسرى بموجب الاتفاق الخاص بهم، وجاء الرد الإسرائيلي مدويا ومعبرا عن كل ممارسات الاحتلال المدمرة لكل احتمالات السلام.
لقد أكد نتنياهو نيته الاستمرار بالبناء الاستيطاني في القدس الشرقية وإقامة مراكز جديدة للشرطة إمعانا في التهويد والتهجير، كما تم الإعلان عن عطاءات لبناء مئات المباني الاستيطانية بالضفة وخاصة في محيط القدس وعلى جبل أبو غنيم، كما بدأت إسرائيل حملة هدم لعدد من القرى والتي يقولون أنها غير معترف بها، من النقب في الجنوب إلى الضفة، وقد هدمت فعلا ثلاثة محال تجارية في سلوان بالقدس.
والفضيحة الكبرى كانت بالقرار العنصري الذي يمنع العمال الفلسطينيين من ركوب الحافلات الخاصة باليهود ويفرض عليهم أساليب تنقل خاصة بهم، وبسبب الحملة المضادة الكبرى ضد هذا القرار من داخل إسرائيل نفسها ومن كبار قادة الأحزاب المعارضة، فقد اضطر نتنياهو ليس لإلغاء القرار ولكن تجميد تنفيذه،أي آن التنفيذ قد يتم لاحقا وبعد أن تهدأ المعارضة ...!
وبالأمس أيضا قامت قوات الاحتلال بقتل شاب في الطور بالقدس بدم بارد بدعوى انه حاول دهس يهود، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير على الأرجح في هذا السياق حيث يسارع جنود الاحتلال إلى القتل وكذلك يفعل المستوطنون، وبعد ذلك يجدون لهم الأعذار ولا تتم محاكمتهم أو ملاحقتهم .
هذه النماذج من ممارسات الاحتلال هي يومية بالنسبة لنا، وما يلفت الانتباه إليها هذه المرة أنها تتزامن مع زيارة المسؤولية الأوروبية وتقدم الدليل والبرهان العملي ضد الذين يعرقلون عملية السلام بعيدا عن التضليل الإعلامي والادعاءات الكاذبة التي يقولها نتنياهو وأركان حكومته بأنهم يريدون السلام وحل الدولتين واستئناف المفاوضات بدون شروط.
أننا نطالب وندعو الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالدور الذي هو مطلوب منه وقادر عليه، أي ممارسة الضغوط على إسرائيل وحكومة نتنياهو الجديدة المفرطة في التطرف وكثير من أعضائها مستوطنون أساسا، حتى يمكن الخروج من الدائرة المغلقة الحالية، كما أننا نأمل آن تقوم أوروبا بالدور المؤثر على السياسة الأميركية العمياء بسبب النفوذ الهيودي وتجنب المنطقة المزيد من الحروب والعنف والتطرف... ؟
كلمة الحياة الجديدة - تعالوا إلى فلسطين
رئيس التحرير الحياة الجديدة
<tbody>
يقول رئيس التحرير نريد زيارات العامة من العرب والمسلمين، إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكسر حصار الاحتلال لمقدساتنا، ومن اجل دعم صمود شعبنا ليتواصل هذا الصمود دفاعا عن هذه المقدسات حتى انتزاع حريتها.
</tbody>
لا يريد الرئيس أبو مازن من الأشقاء العرب والمسلمين، ومعه ومن خلفه الفلسطينيون جميعا، لا يريدون سوى زيارات الواجب الأخلاقي والديني، لفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك، الذي أوصى وأفتى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بوجوب زيارته في حديثه الشريف "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" ومن هذا الحديث الشريف نرى طبيعة وحقيقة الواجب الديني، فيما يتجلى الواجب الأخلاقي بوقوف الشقيق إلى جانب شقيقه المظلوم والمحاصر بالاحتلال وجدرانه وسياساته العنصرية، بأحسن أشكال الوقوف وممكنها، من خلال زيارات تتواصل، لا نريد منها سوى آن تحمل وردة السلالة لتؤكد للمحتلين حقيقتها الضاربة الجذور في تربة فلسطين وروحها وتاريخها الذي هو ليس إلا التاريخ الفلسطيني العربي، منذ آن بني أجدادنا اليبوسيون القدس في الألف الخامس قبل الميلاد.
نعني أننا لا نريد حقا، من أشقائنا العرب والمسلمين، وموازين القوى ما زالت هي الموازين الظالمة، سوى زيارات السلالة بوردتها كي تتفتح أكثر وأكثر بالأمل، حتى نسقط صرخة " يا وحدنا " الجارحة التي تعلقت بالقصيدة في مراحل معتمة عديدة.
ولأكثر من مرة أوضح الرئيس أبو مازن، بشأن هذه المسألة، إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، وإلا لمات السجين لو حدث مثل هذا التطبيع، وبالقطع فان في هذا التوضيح البليغ ما يعني إننا لا نريد زيارات "السياسة" وأحابيلها، وإنما نريد زيارات العامة من العرب والمسلمين، إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكسر حصار الاحتلال لمقدساتنا، ومن اجل دعم صمود شعبنا ليتواصل هذا الصمود دفاعا عن هذه المقدسات حتى انتزاع حريتها.
المتقاعسون وحدهم من يتحدث عن "التطبيع" في هذا السياق، بل ان هذا المنطق الاعوج تماما، هو الذريعة التي تحاول ان تبقي فلسطين وحيدة في ساحة المواجهة، وعلى اية حال ليس لهذا المنطق واصحابه اية وجاهة، وانصاره قلة من الذين ما زالوا يقايضون الواجب الديني والاخلاقي بمصالحهم الذاتية الضيقة..!!
وها هي فلسطين تفتح ابوابها مشرعة، من اجل تنفيذ قرار مجمع الفقه الاسلامي الذي يحث على زيارة القدس، وبالامس استقبل الرئيس ابو مازن وزير الشؤون الدينية التركي الذي اكد للرئيس ان وزارته تعمل حاليا لادخال زيارة القدس كجزء من رحلات العمرة التي يقوم بها المواطنون الاتراك، وقد اثنى الرئيس ابو مازن على هذه المبادرة التي ستعمل على تقوية اواصر المحبة والاخوة التي تربط الشعبين الفلسطيني والتركي، وبالامس ايضا كانت بيت لحم تشهد مؤتمر بيت المقدس الاسلامي الدولي السادس، بحضور عربي واسلامي بليغ، والاهم بحضور المعنى الذي نتطلع اليه دائما، ألا تبقى القدس وحيدة في مواجهة الاحتلال ومحاولاته لتهويدها.
القدس الشريف فلسطينية عربية، هي بيت القداسة وحجتها، وهي مدينة المؤمنين جميعا اذا ما ساد العدل وتحقق السلام، سلامها الذي لا بد ان يكون حين تكون عاصمة لدولة فلسطين الحرة المستقلة، تعالوا الى فلسطين كي تأتي بكم ومن اجلكم بلادا للسلام والمحبة والاستقرار، وبيتا للتقرب من السماوات العلى بالعمل والتقوى.
سؤال عالماشي - ليست لله.. إنها لحماس
موفق مطر – الحياة الجديدة
<tbody>
يقول مطر أن رئيس تجمّع النقابات المهنية كمال أبو عون بمداخلته المنشورة في محضر اجتماع هنية قال :" استطعنا الانتقال من رجل الدعوة إلى رجل الدولة على مدار 7 سنوات !!"
</tbody>
"نتفاوض مع الاحتلال ".." نمر بأزمة مالية كبيرة " الموظفون غاضبون لأن تبرعات القسام ذهبت للوكلاء والنواب والقضاة والمديرين العامين".." الرواتب لموظفي حماس انجاز تاريخي " اردوغان يسوق موضوع ميناء غزة للأوروبيين وأميركا لا تمانع ".." نسعى لتحويل المحنة إلى منحة ".. انتظار ثورة أصحاب البيوت المدمرة على حماس، وعمل إقليمي ما لاستعادة غزة إلى الشرعية"... " تحول رجل الدعوة رجل دولة " وأخيرا نسف مقولة أنها لله واستبدالها :" إنها لحماس".
تستحق هذه المواضيع خطوطا حمراء تحتها، كأهم نقاط في محضر لقاء اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس مع مجلس إدارة تجمّع النقابات المهنية ورؤساء نقابات حماس في غزة، محضر سهلت المصادر الخاصة وصوله إلى صدر وسائل الإعلام المحلية والعربية.
يثبت المحضر السري الذي بات مكشوفا، ما كنا قد ذهبنا إليه من أن حماس تواجه تحدي البقاء، خاصة بعد انفضاح تناقضاتها الداخلية، وانتشارها بالفضاء كسحب الدخان والرماد للبركانية، بالتزامن مع مواقف سياسية في القضايا الوطنية والعربية لقيادتها، أظهرت عمق وسعة الهوة الفاصلة بين مواقفها ومبادئها المعلنة، بين مواقفها المطروحة في الجلسات التنظيمية السرية، وكذلك الوقائع القائمة على الأرض.
يتأكد المتابعون يوما بعد يوم أن الدردشات التي أعلن عنها القيادي في حماس الدكتور احمد يوسف ما هي إلا مفاوضات بين حماس وإسرائيل حتى وان وصفها هنية بغير المباشرة، فما ورد في المحضر( السري المسرب) الذي بات ( مكشوفاً الآن ) عن لقاء إسماعيل هنية، يوم السبت 11 نيسان 2015 مع مجلس إدارة تجمع النقابات، يؤرخ لانجازات حماس ونجاحها في تمهيد الطريق أمام قوى إقليمية للتدخل في الشأن الفلسطيني، لتكريس الانقسام والانفصال ومحاولة الاستقواء بضغوط أوروبية على الرئيس محمود عباس للقبول بمشاريعها التي يسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لتسويقها لدى الأوروبيين، وتحديدا موضوع ميناء غزة، فقال هنية حسب المحضر: " نتجه إلى التفاوض (مع الاحتلال) بصورة غير مباشرة في عدد من الملفات، منها الميناء. وهناك صار حراك من جهة الأتراك، إذ عرض أردوغان الموضوع على الأوروبيين. هناك موافقة على الميناء من الأوروبيين، بل إنه أحد الحلول الآمنة أن يكون ميناء على أرض غزة. حتى إن صحيفة أميركية صرّحت بأن مشكلة غزة تحلّ بوجود ميناء، والأميركيان لم يكونوا ضد الميناء، بل الرفض كان من السلطة والمصريين ".
انعكست أزمة جماعة الإخوان المسلمين على حماس ماليا، رغم رصيدها الهائل المقدر بمليارات الدولارات، لكن هنية لم يشأ التطرق مباشرة إلى أزمة الجماعة، وحصر الأمر بحركته مبررا، ومختلقا لأسباب يعلم مخالفتها للواقع والحقائق، فقد قال: " نعيش أزمة مالية كبيرة لأن الشعوب انشغلت بنفسها، والقبضة الأمنية تلاحق المتبرعين، وبسبب الضغط الدولي على المتبرعين "لكنه كشف نشاط جماعات حماس في الضفة الفلسطينية، التي تجمع التبرعات من المساجد، وتحت عناوين مختلفة وتحولها لحماس، مؤكدا تسلمه (مليونا ونصف مليون دولار ) من جماعته في الضفة فقال: " تسلمت المبلغ 1، 5 مليون دولار وسلمته للدائرة المالية في الحركة " مذكرا الحضور آن حركته تسعى إلى توظيف 10 آلاف حمساوي جديد ليصبح العدد 40 الفا، رغم حالة الغضب والاحتقان بين صفوف موظفي حماس، الذين لمسوا استحواذ أصحاب المناصب العليا فيها على أموال تبرع بها جناحها العسكري كتائب القسام لهم، ومحاولة الكتائب استمالة شرائح معينة وتفضيلها على شرائح (الموظفين) الأكثر تضررا من ازمة حماس المالية، فقال هنية الذي حاول التخفيف من وطأة الانعكاس السلبي لتوزيع مال التبرعات على ذوي المناصب العليا فيها هذا المبلغ فقال :" هناك من اجتهد وأعطى الوكلاء (المناصب العليا)، ما أثار غضب الموظفين ".
وقال وهو يسعى مع جماعته لشرعنة نتائج وتداعيات الانقلاب على المشروع الوطني: " يجب التعامل مع الأزمات وتحويلها إلى تحدّ، وتحويلها من محنة إلى منحة".. فهذا الجسم المكوّن (للحكومة) من الصعب تجاوزه والتفريط فيه كإنجاز تاريخي للحركة "!!.لاحظوا كلمة الحكومة هنا، فالرجل يتكلم وكأنه مازال رئيسا للحكومة.. ليست زلة لسان !.
نسف رئيس »تجمّع النقابات المهنية « كمال أبو عون بمداخلته المنشورة في المحضر مقولة: ( إنها لله ) التي رفعتها الجماعة كوسيلة لامتطاء صهوة السلطة وحولها إلى مقولة: " إنها لحماس) فقال :" استطعنا الانتقال من رجل الدعوة إلى رجل الدولة على مدار 7 سنوات !!" فهل ابلغ من هذا التعبير عن استخدام حماس للدين للوصول إلى سدة السلطة ؟! والاقرار بنواياها تحويل قطاع غزة الى دويلة ؟!.. فرجل الدعوة الحقيقي لا يتحول، فهو اصلا رجل دولة، يعمل بوازع ضميره على البناء الروحي الصحيح لمواطن الدولة، لا يحمل حقيبة وزارية، ولا يجلس كنائب على ( كرسي الديمقراطية ) التي كانت تنعتها حماس ( بالكافرة ) ولا ينتظر راتبا من هذه العاصمة او تلك.
بعد فشل أميركا.. أوروبا تجرب حظها
طلال عوكل عن الأيام
<tbody>
يقول الكاتب أن المحاولة الأوروبية من غير المقدر لها أن تنجح في إنقاذ المفاوضات وعملية السلام ما لم تكن مشفوعة بضغوط حقيقية قوية على إسرائيل، التي لا تعرف لغة الصداقة والإقناع خصوصاً وان الاتحاد الأوروبي يملك أدوات ضغط فاعلة.
</tbody>
بالرغم من الأهمية الكبيرة للزيارة التي تقوم بها للأراضي المحتلة السيدة فيديريكا موغيريني مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، إلا أن الدور الأوروبي الذي تتحدث عنه موغيريني قد جاء متأخرا جدا.
المسؤولة الأوروبية تتحدث عن جهد أوروبي جدي وحقيقي من اجل إنقاذ عملية السلام، وتؤكد على أنها تعبر عن التزام أوروبا الموحدة برؤية الدولتين وإقامة السلام في هذه المنطقة، وإنها تنوي القيام بجملة من النشاطات المنسقة، مع أطراف الرباعية الدولية للبحث في شروط انطلاق المفاوضات المتوقفة.
التوقيت الذي تقوم فيه المسؤولة الأوروبية بنشاطاتها ولقاءاتها ليس مرتبطا بنجاح نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، فلقد كانت هناك حكومات إسرائيلية كل الوقت، لكنه في الأساس مرتبط كما هو واضح بتخلي الولايات المتحدة عن دورها الاحتكاري، بعد فشل هذا الدور.
الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي جدد اعلان بلاده تمسكها برؤية الدولتين، عبر في التصريح ذاته عن شيء من الإحباط واليأس بشأن إمكانية تحقيق السلام، ولكن بدون أن يغيب بلاده عن المشهد كليا. خلال العقدين المنصرمين، فضلت أوروبا الكبيرة والموحدة آن تصطف خلف الولايات المتحدة التي تصدرت مجموعة الرباعية الدولية، وامتنعت عن اتخاذ مواقف تبدو وكأنها مزايدة على المواقف الأميركية، وحتى لا يكون ذلك سببا في إفشال الدور الأميركي، ولكنها لم تكن راضية كل الوقت عن السياسات الإسرائيلية.
مواقف العديد من دول الاتحاد الأوروبي كانت متقدمة دائما عن المواقف الأميركية، إزاء الحقوق الفلسطينية، ولكن الولايات المتحدة شكلت ضابطا لتطوير تلك المواقف.
قد يعتقد البعض أن تراجع الدور الأميركي يعكس تراجعا في قوة الولايات المتحدة على المستوى الدولي، ويؤشر إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بداية ظهور وتبلور العالم متعدد القطبية، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن أيضا يبدو أن الرئيس اوباما لا يزال لا يغفر لإسرائيل مسؤوليتها عن إفشال الدور الأميركي وتطاولها على الرئيس وإدارته، ولذلك فإنه عمليا يسلم الراية لآخرين يملكون حرية اكبر في الضغط على إسرائيل.
الإسرائيليون يفهمون ذلك جيداً، ولا يخدعهم تصريح اوباما الذي يشير من خلاله إلى ضرورة تعزيز تعاون بلاده مع إسرائيل، حتى لا يكون سبباً في تدخلات إسرائيلية أكثر تأثيراً على الانتخابات الرئاسية نهاية العام القادم لصالح الجمهوريين، فيما هو في كل الأحوال لا يخرج عن محددات السياسة الاميركية التي تتبنى اسرائيل وتغذيها بكل انواع واشكال واسباب القوة والتفوق.
الاتحاد الاوروبي دخل مبكرا حيز ومناخ التفكير في اتخاذ اجراءات عقابية لاسرائيل، فهو عدا عن تزايد المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية لمنتجات المستوطنات التي لا يكف عن وصفها بغير الشرعية، يقدم مؤشرات أخرى، ذات ابعاد سياسية. بعد دولة السويد التي اعترفت بالدولة الفلسطينية بادرت دولة الفاتيكان للاعتراف، وهذه وان كان طابعها روحيا ومعنويا الا انه مؤشر على اعترافات اوروبية قادمة، وهو اعتراف ملهم للمجتمعات الاوروبية التي تلعب فيها منظمات المجتمع المدني والبرلمانات ادواراً مهمة في التأثير على سياسات الحكومات والدول.
وقبل ذلك تقدمت العديد من برلمانات دول اوروبية مهمة بتوصيات لحكوماتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعض هذه الدول صوتت إلى جانب تغيير مكانة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دولة غير كاملة العضوية.
وفي ظل هذا المناخ العام الأوروبي المنزعج من السياسة الاسرائيلية، تتجرأ فرنسا على تقديم مبادرة، ترفضها إسرائيل حتى الغضب رغم انها غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين، طالما انها تتحدث عن دولة يهودية.
اسرائيل في الواقع لا ترغب في ان يتقدم احد وخصوصا من حلفائها باية مبادرة لتحريك عملية السلام، ان كانت بصورة منفردة او جماعية، خارج ام داخل اطار الامم المتحدة، ذلك انها تحلم اليوم بلعب دور اقليمي كبير فاعل ومباشر على خلفية التطورات التي تجري في المنطقة.
المحاولة الاوروبية من غير المقدر لها أن تنجح في انقاذ المفاوضات وعملية السلام ما لم تكن مشفوعة بضغوط حقيقية قوية على اسرائيل، التي لا تعرف لغة الصداقة والإقناع خصوصاً وان الاتحاد الاوروبي يملك ادوات ضغط فاعلة.
الاتحاد الأوروبي يملك الغطاء الأخلاقي التاريخي بما انه او بعض اهم دوله هي التي تبنت المشروع الصهيوني، وهي التي مكنته من النجاح، وهي ايضا التي ساهمت في بناء قدراته النووية.
بعض المسؤولين الأوروبيين طالبوا في الفترة الأخيرة، دول الاتحاد بفض اتفاق الشراكة الاستراتيجي مع إسرائيل، ما يعني ان المناخ العام السائد في اوروبا، ينطوي على استعدادات كبيرة للتقدم اكثر باتجاه ممارسة الضغط الفعال ضد إسرائيل، وفي المقابل توسيع أشكال التعامل الإيجابي مع دولة فلسطين. الفلسطينيون يدركون مدى صعوبة تحقيق النجاح فهم العالمون على الأرض بما تخطط له دولة إسرائيل، التي لا تعطي أي مؤشر على إمكانية تراجعها عما تقوم به، ولكنهم لا يستطيعون رفض الدور الأوروبي او التعامل معه. غير ان الفلسطينيين ان كانوا يعلمون ولا يستطيعون رفض الدور الأوروبي الا ان معهم كل الحق، في ان يرفقوا موافقتهم على استئناف المفاوضات بشروط ليست جديدة، وهم تمسكوا بها خلال الإدارة الأميركية الاحتكارية للملف. كانت إسرائيل قادرة كل الوقت السابق على التلاعب على الكل لاستنزاف الوقت، بدون ان تتوقف عن خلق الوقائع على الأرض، لكن هذه المرة مختلفة ويبدو أن الاتحاد الأوروبي قد استخرج الدروس والعبر من المرحلة السابقة.في كل الأحوال لم يبلور الفلسطينيون حتى الآن خيارات أخرى بديلة، ما يجعلنا نعتقد بأنهم يسيرون وفق سياسة نزع الذرائع بأمل أن لا تطول هذه الفترة، لأن ما سيلي ذلك سيكون أفضل من حيث تحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية على المستوى الدولي.
إسرائيل تستقبل موغريني بكل ممارسات الاحتلال المدمرة
حديث القدس – جريدة القدس
كلمة الحياة الجديدة - تعالوا إلى فلسطين
رئيس التحرير الحياة الجديدة
سؤال عالماشي - ليست لله.. إنها لحماس
موفق مطر – الحياة الجديدة
بعد فشل أميركا.. أوروبا تجرب حظها
طلال عوكل عن الأيام
إسرائيل تستقبل موغريني بكل ممارسات الاحتلال المدمرة
حديث القدس – جريدة القدس
<tbody>
</tbody>
يحاول الاتحاد الأوروبي إحياء عملية السلام في المنطقة، وقيادة آي تحرك سياسي قادم لأنه يدرك، كما يدرك كل عاقل ومسؤول، أن استمرار الاحتلال بكل سلبياته سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلق بيئة مغرقة بالتطرف والتوتر بالإضافة إلى ما تواجهه من كوارث في هذا المجال.
وما يميز التحرك الأوروبي هذا أن إجراءات عملية بدأت تأخذ طريقها في الكثير من الدول كمقاطعة الاستيطان ومنتجاته ووقف بعض مخصصات المستوطنين المالية والاعتراف البرلماني والشعبي المتزايد بالدولة الفلسطينية- وحقوقنا الوطنية، كما آن هناك تهديدات واضحة باتخاذ إجراءات أخرى إذا استمر الاستيطان وعرقلة عملية السلام واستئناف المفاوضات.
بالأمس بدأت مسؤولية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني زيارة هامة التقت خلالها الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكان الموقف الفلسطيني واضحا للغاية، حيث أكد الرئيس الاستعداد لاستئناف المفاوضات وعملية السلام إذا التزمت إسرائيل بمتطلبات هذه القضية كما يتفق عليها المجتمع الدولي، أي بوقف الاستيطان والالتزام بحل الدولتين وتحرير بقية الأسرى بموجب الاتفاق الخاص بهم، وجاء الرد الإسرائيلي مدويا ومعبرا عن كل ممارسات الاحتلال المدمرة لكل احتمالات السلام.
لقد أكد نتنياهو نيته الاستمرار بالبناء الاستيطاني في القدس الشرقية وإقامة مراكز جديدة للشرطة إمعانا في التهويد والتهجير، كما تم الإعلان عن عطاءات لبناء مئات المباني الاستيطانية بالضفة وخاصة في محيط القدس وعلى جبل أبو غنيم، كما بدأت إسرائيل حملة هدم لعدد من القرى والتي يقولون أنها غير معترف بها، من النقب في الجنوب إلى الضفة، وقد هدمت فعلا ثلاثة محال تجارية في سلوان بالقدس.
والفضيحة الكبرى كانت بالقرار العنصري الذي يمنع العمال الفلسطينيين من ركوب الحافلات الخاصة باليهود ويفرض عليهم أساليب تنقل خاصة بهم، وبسبب الحملة المضادة الكبرى ضد هذا القرار من داخل إسرائيل نفسها ومن كبار قادة الأحزاب المعارضة، فقد اضطر نتنياهو ليس لإلغاء القرار ولكن تجميد تنفيذه،أي آن التنفيذ قد يتم لاحقا وبعد أن تهدأ المعارضة ...!
وبالأمس أيضا قامت قوات الاحتلال بقتل شاب في الطور بالقدس بدم بارد بدعوى انه حاول دهس يهود، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير على الأرجح في هذا السياق حيث يسارع جنود الاحتلال إلى القتل وكذلك يفعل المستوطنون، وبعد ذلك يجدون لهم الأعذار ولا تتم محاكمتهم أو ملاحقتهم .
هذه النماذج من ممارسات الاحتلال هي يومية بالنسبة لنا، وما يلفت الانتباه إليها هذه المرة أنها تتزامن مع زيارة المسؤولية الأوروبية وتقدم الدليل والبرهان العملي ضد الذين يعرقلون عملية السلام بعيدا عن التضليل الإعلامي والادعاءات الكاذبة التي يقولها نتنياهو وأركان حكومته بأنهم يريدون السلام وحل الدولتين واستئناف المفاوضات بدون شروط.
أننا نطالب وندعو الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالدور الذي هو مطلوب منه وقادر عليه، أي ممارسة الضغوط على إسرائيل وحكومة نتنياهو الجديدة المفرطة في التطرف وكثير من أعضائها مستوطنون أساسا، حتى يمكن الخروج من الدائرة المغلقة الحالية، كما أننا نأمل آن تقوم أوروبا بالدور المؤثر على السياسة الأميركية العمياء بسبب النفوذ الهيودي وتجنب المنطقة المزيد من الحروب والعنف والتطرف... ؟
كلمة الحياة الجديدة - تعالوا إلى فلسطين
رئيس التحرير الحياة الجديدة
<tbody>
يقول رئيس التحرير نريد زيارات العامة من العرب والمسلمين، إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكسر حصار الاحتلال لمقدساتنا، ومن اجل دعم صمود شعبنا ليتواصل هذا الصمود دفاعا عن هذه المقدسات حتى انتزاع حريتها.
</tbody>
لا يريد الرئيس أبو مازن من الأشقاء العرب والمسلمين، ومعه ومن خلفه الفلسطينيون جميعا، لا يريدون سوى زيارات الواجب الأخلاقي والديني، لفلسطين وللمسجد الأقصى المبارك، الذي أوصى وأفتى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بوجوب زيارته في حديثه الشريف "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" ومن هذا الحديث الشريف نرى طبيعة وحقيقة الواجب الديني، فيما يتجلى الواجب الأخلاقي بوقوف الشقيق إلى جانب شقيقه المظلوم والمحاصر بالاحتلال وجدرانه وسياساته العنصرية، بأحسن أشكال الوقوف وممكنها، من خلال زيارات تتواصل، لا نريد منها سوى آن تحمل وردة السلالة لتؤكد للمحتلين حقيقتها الضاربة الجذور في تربة فلسطين وروحها وتاريخها الذي هو ليس إلا التاريخ الفلسطيني العربي، منذ آن بني أجدادنا اليبوسيون القدس في الألف الخامس قبل الميلاد.
نعني أننا لا نريد حقا، من أشقائنا العرب والمسلمين، وموازين القوى ما زالت هي الموازين الظالمة، سوى زيارات السلالة بوردتها كي تتفتح أكثر وأكثر بالأمل، حتى نسقط صرخة " يا وحدنا " الجارحة التي تعلقت بالقصيدة في مراحل معتمة عديدة.
ولأكثر من مرة أوضح الرئيس أبو مازن، بشأن هذه المسألة، إن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، وإلا لمات السجين لو حدث مثل هذا التطبيع، وبالقطع فان في هذا التوضيح البليغ ما يعني إننا لا نريد زيارات "السياسة" وأحابيلها، وإنما نريد زيارات العامة من العرب والمسلمين، إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكسر حصار الاحتلال لمقدساتنا، ومن اجل دعم صمود شعبنا ليتواصل هذا الصمود دفاعا عن هذه المقدسات حتى انتزاع حريتها.
المتقاعسون وحدهم من يتحدث عن "التطبيع" في هذا السياق، بل ان هذا المنطق الاعوج تماما، هو الذريعة التي تحاول ان تبقي فلسطين وحيدة في ساحة المواجهة، وعلى اية حال ليس لهذا المنطق واصحابه اية وجاهة، وانصاره قلة من الذين ما زالوا يقايضون الواجب الديني والاخلاقي بمصالحهم الذاتية الضيقة..!!
وها هي فلسطين تفتح ابوابها مشرعة، من اجل تنفيذ قرار مجمع الفقه الاسلامي الذي يحث على زيارة القدس، وبالامس استقبل الرئيس ابو مازن وزير الشؤون الدينية التركي الذي اكد للرئيس ان وزارته تعمل حاليا لادخال زيارة القدس كجزء من رحلات العمرة التي يقوم بها المواطنون الاتراك، وقد اثنى الرئيس ابو مازن على هذه المبادرة التي ستعمل على تقوية اواصر المحبة والاخوة التي تربط الشعبين الفلسطيني والتركي، وبالامس ايضا كانت بيت لحم تشهد مؤتمر بيت المقدس الاسلامي الدولي السادس، بحضور عربي واسلامي بليغ، والاهم بحضور المعنى الذي نتطلع اليه دائما، ألا تبقى القدس وحيدة في مواجهة الاحتلال ومحاولاته لتهويدها.
القدس الشريف فلسطينية عربية، هي بيت القداسة وحجتها، وهي مدينة المؤمنين جميعا اذا ما ساد العدل وتحقق السلام، سلامها الذي لا بد ان يكون حين تكون عاصمة لدولة فلسطين الحرة المستقلة، تعالوا الى فلسطين كي تأتي بكم ومن اجلكم بلادا للسلام والمحبة والاستقرار، وبيتا للتقرب من السماوات العلى بالعمل والتقوى.
سؤال عالماشي - ليست لله.. إنها لحماس
موفق مطر – الحياة الجديدة
<tbody>
يقول مطر أن رئيس تجمّع النقابات المهنية كمال أبو عون بمداخلته المنشورة في محضر اجتماع هنية قال :" استطعنا الانتقال من رجل الدعوة إلى رجل الدولة على مدار 7 سنوات !!"
</tbody>
"نتفاوض مع الاحتلال ".." نمر بأزمة مالية كبيرة " الموظفون غاضبون لأن تبرعات القسام ذهبت للوكلاء والنواب والقضاة والمديرين العامين".." الرواتب لموظفي حماس انجاز تاريخي " اردوغان يسوق موضوع ميناء غزة للأوروبيين وأميركا لا تمانع ".." نسعى لتحويل المحنة إلى منحة ".. انتظار ثورة أصحاب البيوت المدمرة على حماس، وعمل إقليمي ما لاستعادة غزة إلى الشرعية"... " تحول رجل الدعوة رجل دولة " وأخيرا نسف مقولة أنها لله واستبدالها :" إنها لحماس".
تستحق هذه المواضيع خطوطا حمراء تحتها، كأهم نقاط في محضر لقاء اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس مع مجلس إدارة تجمّع النقابات المهنية ورؤساء نقابات حماس في غزة، محضر سهلت المصادر الخاصة وصوله إلى صدر وسائل الإعلام المحلية والعربية.
يثبت المحضر السري الذي بات مكشوفا، ما كنا قد ذهبنا إليه من أن حماس تواجه تحدي البقاء، خاصة بعد انفضاح تناقضاتها الداخلية، وانتشارها بالفضاء كسحب الدخان والرماد للبركانية، بالتزامن مع مواقف سياسية في القضايا الوطنية والعربية لقيادتها، أظهرت عمق وسعة الهوة الفاصلة بين مواقفها ومبادئها المعلنة، بين مواقفها المطروحة في الجلسات التنظيمية السرية، وكذلك الوقائع القائمة على الأرض.
يتأكد المتابعون يوما بعد يوم أن الدردشات التي أعلن عنها القيادي في حماس الدكتور احمد يوسف ما هي إلا مفاوضات بين حماس وإسرائيل حتى وان وصفها هنية بغير المباشرة، فما ورد في المحضر( السري المسرب) الذي بات ( مكشوفاً الآن ) عن لقاء إسماعيل هنية، يوم السبت 11 نيسان 2015 مع مجلس إدارة تجمع النقابات، يؤرخ لانجازات حماس ونجاحها في تمهيد الطريق أمام قوى إقليمية للتدخل في الشأن الفلسطيني، لتكريس الانقسام والانفصال ومحاولة الاستقواء بضغوط أوروبية على الرئيس محمود عباس للقبول بمشاريعها التي يسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لتسويقها لدى الأوروبيين، وتحديدا موضوع ميناء غزة، فقال هنية حسب المحضر: " نتجه إلى التفاوض (مع الاحتلال) بصورة غير مباشرة في عدد من الملفات، منها الميناء. وهناك صار حراك من جهة الأتراك، إذ عرض أردوغان الموضوع على الأوروبيين. هناك موافقة على الميناء من الأوروبيين، بل إنه أحد الحلول الآمنة أن يكون ميناء على أرض غزة. حتى إن صحيفة أميركية صرّحت بأن مشكلة غزة تحلّ بوجود ميناء، والأميركيان لم يكونوا ضد الميناء، بل الرفض كان من السلطة والمصريين ".
انعكست أزمة جماعة الإخوان المسلمين على حماس ماليا، رغم رصيدها الهائل المقدر بمليارات الدولارات، لكن هنية لم يشأ التطرق مباشرة إلى أزمة الجماعة، وحصر الأمر بحركته مبررا، ومختلقا لأسباب يعلم مخالفتها للواقع والحقائق، فقد قال: " نعيش أزمة مالية كبيرة لأن الشعوب انشغلت بنفسها، والقبضة الأمنية تلاحق المتبرعين، وبسبب الضغط الدولي على المتبرعين "لكنه كشف نشاط جماعات حماس في الضفة الفلسطينية، التي تجمع التبرعات من المساجد، وتحت عناوين مختلفة وتحولها لحماس، مؤكدا تسلمه (مليونا ونصف مليون دولار ) من جماعته في الضفة فقال: " تسلمت المبلغ 1، 5 مليون دولار وسلمته للدائرة المالية في الحركة " مذكرا الحضور آن حركته تسعى إلى توظيف 10 آلاف حمساوي جديد ليصبح العدد 40 الفا، رغم حالة الغضب والاحتقان بين صفوف موظفي حماس، الذين لمسوا استحواذ أصحاب المناصب العليا فيها على أموال تبرع بها جناحها العسكري كتائب القسام لهم، ومحاولة الكتائب استمالة شرائح معينة وتفضيلها على شرائح (الموظفين) الأكثر تضررا من ازمة حماس المالية، فقال هنية الذي حاول التخفيف من وطأة الانعكاس السلبي لتوزيع مال التبرعات على ذوي المناصب العليا فيها هذا المبلغ فقال :" هناك من اجتهد وأعطى الوكلاء (المناصب العليا)، ما أثار غضب الموظفين ".
وقال وهو يسعى مع جماعته لشرعنة نتائج وتداعيات الانقلاب على المشروع الوطني: " يجب التعامل مع الأزمات وتحويلها إلى تحدّ، وتحويلها من محنة إلى منحة".. فهذا الجسم المكوّن (للحكومة) من الصعب تجاوزه والتفريط فيه كإنجاز تاريخي للحركة "!!.لاحظوا كلمة الحكومة هنا، فالرجل يتكلم وكأنه مازال رئيسا للحكومة.. ليست زلة لسان !.
نسف رئيس »تجمّع النقابات المهنية « كمال أبو عون بمداخلته المنشورة في المحضر مقولة: ( إنها لله ) التي رفعتها الجماعة كوسيلة لامتطاء صهوة السلطة وحولها إلى مقولة: " إنها لحماس) فقال :" استطعنا الانتقال من رجل الدعوة إلى رجل الدولة على مدار 7 سنوات !!" فهل ابلغ من هذا التعبير عن استخدام حماس للدين للوصول إلى سدة السلطة ؟! والاقرار بنواياها تحويل قطاع غزة الى دويلة ؟!.. فرجل الدعوة الحقيقي لا يتحول، فهو اصلا رجل دولة، يعمل بوازع ضميره على البناء الروحي الصحيح لمواطن الدولة، لا يحمل حقيبة وزارية، ولا يجلس كنائب على ( كرسي الديمقراطية ) التي كانت تنعتها حماس ( بالكافرة ) ولا ينتظر راتبا من هذه العاصمة او تلك.
بعد فشل أميركا.. أوروبا تجرب حظها
طلال عوكل عن الأيام
<tbody>
يقول الكاتب أن المحاولة الأوروبية من غير المقدر لها أن تنجح في إنقاذ المفاوضات وعملية السلام ما لم تكن مشفوعة بضغوط حقيقية قوية على إسرائيل، التي لا تعرف لغة الصداقة والإقناع خصوصاً وان الاتحاد الأوروبي يملك أدوات ضغط فاعلة.
</tbody>
بالرغم من الأهمية الكبيرة للزيارة التي تقوم بها للأراضي المحتلة السيدة فيديريكا موغيريني مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، إلا أن الدور الأوروبي الذي تتحدث عنه موغيريني قد جاء متأخرا جدا.
المسؤولة الأوروبية تتحدث عن جهد أوروبي جدي وحقيقي من اجل إنقاذ عملية السلام، وتؤكد على أنها تعبر عن التزام أوروبا الموحدة برؤية الدولتين وإقامة السلام في هذه المنطقة، وإنها تنوي القيام بجملة من النشاطات المنسقة، مع أطراف الرباعية الدولية للبحث في شروط انطلاق المفاوضات المتوقفة.
التوقيت الذي تقوم فيه المسؤولة الأوروبية بنشاطاتها ولقاءاتها ليس مرتبطا بنجاح نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، فلقد كانت هناك حكومات إسرائيلية كل الوقت، لكنه في الأساس مرتبط كما هو واضح بتخلي الولايات المتحدة عن دورها الاحتكاري، بعد فشل هذا الدور.
الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي جدد اعلان بلاده تمسكها برؤية الدولتين، عبر في التصريح ذاته عن شيء من الإحباط واليأس بشأن إمكانية تحقيق السلام، ولكن بدون أن يغيب بلاده عن المشهد كليا. خلال العقدين المنصرمين، فضلت أوروبا الكبيرة والموحدة آن تصطف خلف الولايات المتحدة التي تصدرت مجموعة الرباعية الدولية، وامتنعت عن اتخاذ مواقف تبدو وكأنها مزايدة على المواقف الأميركية، وحتى لا يكون ذلك سببا في إفشال الدور الأميركي، ولكنها لم تكن راضية كل الوقت عن السياسات الإسرائيلية.
مواقف العديد من دول الاتحاد الأوروبي كانت متقدمة دائما عن المواقف الأميركية، إزاء الحقوق الفلسطينية، ولكن الولايات المتحدة شكلت ضابطا لتطوير تلك المواقف.
قد يعتقد البعض أن تراجع الدور الأميركي يعكس تراجعا في قوة الولايات المتحدة على المستوى الدولي، ويؤشر إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بداية ظهور وتبلور العالم متعدد القطبية، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن أيضا يبدو أن الرئيس اوباما لا يزال لا يغفر لإسرائيل مسؤوليتها عن إفشال الدور الأميركي وتطاولها على الرئيس وإدارته، ولذلك فإنه عمليا يسلم الراية لآخرين يملكون حرية اكبر في الضغط على إسرائيل.
الإسرائيليون يفهمون ذلك جيداً، ولا يخدعهم تصريح اوباما الذي يشير من خلاله إلى ضرورة تعزيز تعاون بلاده مع إسرائيل، حتى لا يكون سبباً في تدخلات إسرائيلية أكثر تأثيراً على الانتخابات الرئاسية نهاية العام القادم لصالح الجمهوريين، فيما هو في كل الأحوال لا يخرج عن محددات السياسة الاميركية التي تتبنى اسرائيل وتغذيها بكل انواع واشكال واسباب القوة والتفوق.
الاتحاد الاوروبي دخل مبكرا حيز ومناخ التفكير في اتخاذ اجراءات عقابية لاسرائيل، فهو عدا عن تزايد المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية لمنتجات المستوطنات التي لا يكف عن وصفها بغير الشرعية، يقدم مؤشرات أخرى، ذات ابعاد سياسية. بعد دولة السويد التي اعترفت بالدولة الفلسطينية بادرت دولة الفاتيكان للاعتراف، وهذه وان كان طابعها روحيا ومعنويا الا انه مؤشر على اعترافات اوروبية قادمة، وهو اعتراف ملهم للمجتمعات الاوروبية التي تلعب فيها منظمات المجتمع المدني والبرلمانات ادواراً مهمة في التأثير على سياسات الحكومات والدول.
وقبل ذلك تقدمت العديد من برلمانات دول اوروبية مهمة بتوصيات لحكوماتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعض هذه الدول صوتت إلى جانب تغيير مكانة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دولة غير كاملة العضوية.
وفي ظل هذا المناخ العام الأوروبي المنزعج من السياسة الاسرائيلية، تتجرأ فرنسا على تقديم مبادرة، ترفضها إسرائيل حتى الغضب رغم انها غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين، طالما انها تتحدث عن دولة يهودية.
اسرائيل في الواقع لا ترغب في ان يتقدم احد وخصوصا من حلفائها باية مبادرة لتحريك عملية السلام، ان كانت بصورة منفردة او جماعية، خارج ام داخل اطار الامم المتحدة، ذلك انها تحلم اليوم بلعب دور اقليمي كبير فاعل ومباشر على خلفية التطورات التي تجري في المنطقة.
المحاولة الاوروبية من غير المقدر لها أن تنجح في انقاذ المفاوضات وعملية السلام ما لم تكن مشفوعة بضغوط حقيقية قوية على اسرائيل، التي لا تعرف لغة الصداقة والإقناع خصوصاً وان الاتحاد الاوروبي يملك ادوات ضغط فاعلة.
الاتحاد الأوروبي يملك الغطاء الأخلاقي التاريخي بما انه او بعض اهم دوله هي التي تبنت المشروع الصهيوني، وهي التي مكنته من النجاح، وهي ايضا التي ساهمت في بناء قدراته النووية.
بعض المسؤولين الأوروبيين طالبوا في الفترة الأخيرة، دول الاتحاد بفض اتفاق الشراكة الاستراتيجي مع إسرائيل، ما يعني ان المناخ العام السائد في اوروبا، ينطوي على استعدادات كبيرة للتقدم اكثر باتجاه ممارسة الضغط الفعال ضد إسرائيل، وفي المقابل توسيع أشكال التعامل الإيجابي مع دولة فلسطين. الفلسطينيون يدركون مدى صعوبة تحقيق النجاح فهم العالمون على الأرض بما تخطط له دولة إسرائيل، التي لا تعطي أي مؤشر على إمكانية تراجعها عما تقوم به، ولكنهم لا يستطيعون رفض الدور الأوروبي او التعامل معه. غير ان الفلسطينيين ان كانوا يعلمون ولا يستطيعون رفض الدور الأوروبي الا ان معهم كل الحق، في ان يرفقوا موافقتهم على استئناف المفاوضات بشروط ليست جديدة، وهم تمسكوا بها خلال الإدارة الأميركية الاحتكارية للملف. كانت إسرائيل قادرة كل الوقت السابق على التلاعب على الكل لاستنزاف الوقت، بدون ان تتوقف عن خلق الوقائع على الأرض، لكن هذه المرة مختلفة ويبدو أن الاتحاد الأوروبي قد استخرج الدروس والعبر من المرحلة السابقة.في كل الأحوال لم يبلور الفلسطينيون حتى الآن خيارات أخرى بديلة، ما يجعلنا نعتقد بأنهم يسيرون وفق سياسة نزع الذرائع بأمل أن لا تطول هذه الفترة، لأن ما سيلي ذلك سيكون أفضل من حيث تحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية على المستوى الدولي.