Haneen
2015-08-10, 11:37 AM
مصلحة إسرائيل وحزب الله في الورطة الدرزية
بقلم: يوسي ميلمان، عن معاريف
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الحرب الدائرة في سوريا و انعكاساتها على الدروز هناك ومحاولات اسرائيل التدخل بحجة حماية الوجود الدرزي في المنطقة )
سوريا. الوضع آخذ في التعقد باستمرار، كما تقول قصيدة ي. لبيد عن تلك التي تسكن في شينكين وتحتسي قهوتها في مقهى تمار، الذي اغلق على نحو دائم يوم الجمعة الماضي. الوضع في سوريا هو فوضى وحشية من 200 الف قتيل، مئات الاف الجرحى ونحو 7 مليون لاجيء ومتشرد. ولكن خلف الزاوية تكمن مصيبة اخر: خطر وجودي للدروز هناك، من شأنه أن يجر إسرائيل إلى دوامة غير مرغوب فيها.
حاليا تتابع إسرائيل عن كثب ـ ولا يمكن أن نفصل لاسباب الامن القومي والاقليمي ـ هذه التطورات. وتفيد مصادر في جهاز الامن بانه لا توجد نية للتدخل في الحرب الاهلية، ولكن هل ستسمح الطائفة الدرزية في البلاد، والتي تعد 130 الف نسمة، لحكومة إسرائيل وللجيش الإسرائيلي أن يقفا جانبا اذا ما تعرض مليون درزي في سوريا لخطر وجودي حقيقي؟
لقد بحث التخوف على مصير الدروز في اثناء زيارة رئيس الاركان الأمريكي المعتزل الجنرال مارتين دمبسي الاسبوع الماضي. فقد دعا رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الولايات المتحدة للدفاع عن الدروز في سوريا، ويمكن الافتراض بانه قال ذلك بالتشاور مع محافل الامن العليا في إسرائيل وكمقدمة لما قالته هذه المحافل على مسمع من الجنرال دمبسي.
كان نائب الوزير الدرزي ايوب قارا الاسبوع الماضي في مؤتمر اقليمي إسرائيلي ـ اردني ـ فلسطيني في الاردن لاعادة تأهيل نهر الاردن والبحر الميت. وقد استغل زيارته للقاء الزعيم الروحي للدروز في جبل الدروز في سوريا، الشيخ يوسف جورباع، ومع محافل في الحكم والامن في الاردن. وفي نهاية الشهر سافر إلى تركيا، حيث حاول اقناع حكم الرئيس اردوغان لفتح الحدود في حالة الطوارىء والسماح للاجئن الدروز لايجاد ملجأ في بلاده.
ولكن خلف الكواليس، نجد ان السياقات، الاتصالات والرسائل اكثر تعقيدا وتشويقا وتخلق تحالفات خفية عن العيان، كان يصعب في ظروف اخرى تصورها. في الورطة الدرزية هناك دور لإسرائيل، الاردن، الولايات المتحدة، جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، حزب الله وخلف الافق إيران ايضا.
كأقلية اثنية ودينية، تمتع الدروز حتى وقت اخير مضى بهذا القدر او ذاك من الرعاية من نظام بشار الاسد وحماية جيشه. ولكن النظام ابلغه بانه لم يعد يمكنه حمايتهم، ولا سيما في التجمع الاكبر في جبل الدوز (محافظة السويدة)، حيث يعيش نحو 7 الاف دروزي يهددهم رجال الدولة الإسلامية الذين يقتربون منهم. وتقع المحافظة على مسافة نحو 60كم من حدود الاردن ونحو 50كم من هضبة الجولان.
في محافظة ادلب في شمال سوريا، حيث تسيطر جبهة النصرة، قتل مؤخرا نحو 20 درزيا. وسارع زعماء الجبهة إلى نشر بيان اعتذار غير عادي، جاء فيه ان القتل كان مبادرة محلية وان المسؤولين عن الفعلة من بين رجال الجبهة سيعاقبون. من الصعب التصديق بان رجال القاعدة يعتذرون عن أنهم قتلوا من يعتبرون في نظرهم كفرة، ولكن يبدو أنه كان هناك من تكبد عناء نقل رسالة تحذير حادة لهم، من مغبة التجرؤ على التورط مع الدروز.
رسالة مشابهة سبق أن نقلت قبل اشهر إلى المنظمة السلفية التي تسيطر على الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، حيث يوجد، في سفوح جبل الشيخ، تجمع من القرى الدرزية. وحسب منشورات اجنبية، فبين إسرائيل وجبهة النصرة توجد منذ زمن ما اتصالات غايتها الحفاظ على الهدوء على الحدود.
ولكن الدروز في سوريا، في إسرائيل وفي لبنان لا يعتمدون فقط على بيانات الاعتذار من رجال الجبهات. فقد بدأوا بتنظيم أنفسهم. واستجاب مئات الدروز في لبنان لدعوة زعيمهم وليد جنبلاط ـ الذي اقام بالتنسيق مع حزب الله معبرا حرا ـ وانتقلوا من جبال الشوف إلى الخضر ومحيطها. وهاكم ما لا يصدق ـ لحزب الله ولإسرائيل توجد مصلحة مشتركة، كل منهما لاسبابه ـ لتعزيز أو حماية الدروز.
ويدور الحديث عن بعض من تنظيم أوسع هدفه اقامة جيش درزي. وتتحدث المبادرة الطموحة عن نحو 100 الف مقاتل. وعلى رأس المجهود العسكري الدرزي يقف جنرال خدم في الجيش السوري. اما السلاح الثقيل والتدريب اللذين يحتاجوهما فستوفرهما بالتأكيد الولايات المتحدة من خلال الاردن. يمكن التقدير بان إسرائيل على وعي بهذه الخطوات وتنسق مع الولايات المتحدة. وبالتوازي، يستعد جهاز الامن لسيناريو طوارىء يضطر فيها إلى استيعاب وحماية عشرات الاف اللاجئين الدروز ممن سيصلون إلى هضبة الجولان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس و«الدولة الإسلامية»: نحو المواجهة
بقلم: يورام شفايتسر،عن نظرة عليا
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الاتفاق المنوي توقيعة بين حماس و اسرائيل وان جزء من هذا الاتفاق هو حفاظ حماس على الهدوء في غزة وبالتالي يتوقع الكاتب ان تكون هناك مواجهة في المستقبل القريب بين حماس و الجماعات الاسلامية بغزة وعلى راسها تنظيم الدولة)
طرأ مؤخرا تصعيد ملموس في المواجهة بين حماس وبين عناصر الجهاد السلفي، «مناصري الدولة الإسلامية» في قطاع غزة. الاحداث التي وقعت في الاسابيع الاخيرة شملت حوادث إطلاق نار من اسلحة خفيفة وزرع عبوات في المباني العامة وإطلاق قذائف داخل مدن القطاع وبإتجاه إسرائيل. المواجهة التي وقعت بين افراد الدولة الإسلامية وبين الفلسطينيين سكان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، ومن بين افراد من حماس، كانت ايضا هي شاهد آخر على التوتر المتصاعد بين الطرفين.
على هذه الخلفية اعتقلت قوات الامن التابعة لحماس في غزة العشرات من النشطاء السلفيين كما قاموا بهدم مسجد سلفي في دير البلح. وردا على اعتقالهم هدد ناطقون من قبل جماعة انصار الدولة الإسلامية انه اذا لم تطلق حماس المعتقلين خلال 72 ساعة، حسب ما جاء في البيان)، فإنهم سوف يفتحون معركة شاملة على جميع الجبهات ضدها، الا ان ذلك لغاية الآن لم يتم تنفيذه.
التوتر بين حماس وبين المنظمات التي تنتمي للتيار السلفي ـ الجهادي في قطاع غزة وتعمل في إطاره وتحت سيطرته، ليس بالظاهرة الجديدة. فالفوارق الايديولوجية والتي تتعلق بطريقة ادارة الحياة في غزة- بين حماس البراغماتية، والتي تنتمي لتيار الاخوان المسلمين، وبين المنظمات التي تنتمي للتيار السلفي الجهادي، الذين يطالبون بالتطبيق الفوري وبالقوة لقوانين الشريعة الإسلامية على سكان القطاع- كانت قد ادت في الماضي لخلافات حادة وكذلك لمواجهات عنيفة بين المعسكرين. والابرز من بينها هو الذي حدث في شهر آب / اغسطس من العام 2009 في مسجد رفح، الذي كان يديره الشيخ عبد اللطيف موسى، والذي كان يقف على رأس تنظيم انصار الله. فقد اعلن عبد اللطيف عن إقامة امارة إسلامية في غزة الامر الذي شكل تحدياً لهيمنة حكومة حماس على القطاع. كما حاول الشيخ المتمرد توحيد جميع الفصائل السلفية في غزة تحت سقف واحد. وردا على ما اعتبر من قبل حماس تمردا على سلطتها، قامت وبواسطة قوة عسكرية ضد الشيخ ورجالاته وقتلت منهم نحو عشرين شخصا. ومنذ ذلك الحين حافظ الطرفان على حوار متوتر، شهد صعودا وهبوطا واستند اساسا على موقف الجانب السلفي ـ الجهادي بضرورة عدم شد الحبل على الآخر مع حماس.
لقد ادى اعلان ابو بكر البغدادي عن إقامة «الدولة الإسلامية» وعن نفسه كخليفة، قبل نحو السنة، بمجموعة من التيارات السلفية ـ الجهادية في قطاع غزة، للاعلان عن دعمها للدولة الإسلامية. كما منح جزء منها الولاء للبغدادي. ومن بين هذه التيارات «مجلس شورى المجاهدين» «انصار الدولة الإسلامية»، «انصار الشريعة ـ بيت المقدس»، «النصرة المقدسية»، «للدولة الإسلامية». ومع ذلك، فإنه لغاية الان لم تنجح هذه التيارات في ان تتوحد تحت قيادة واحدة، لكي تحظى بدعم الدولة الإسلامية، ولكي تتحول إلى جزء من الخلافات- مثل «ولاية سيناء» (التي يقودها انصار بيت المقدس) و»ولاية غرب افريقيا» (التي يقودها تنظيم بوكو حرام). والسبب في ذلك هو التشرذم والانقسام، الذي يميز التنظيمات العاملة في قطاع غزة، وعدم قدرة هذه التنظيمات على تأسيس منطقة حكم ذاتي تسود فيها الشريعة الإسلامية وفقا للتفسيرات والطريقة التي تقود فيها الدولة الإسلامية، وكذلك ـ قتالهم غير المجدي مع إسرائيل او مع حماس.
بشكل عام، القومية الدينية الفلسطينية، كقضية منفصلة، مرفوضة من قبل «الدولة الإسلامية». ووفقا لرؤيتها، فإن الحل القليمي يأتي عبر تطبيق الشريعة على منطقة الصراع باكملها، ربما كجزء من «ولاية سيناء». ويشار بهذا الصدد، ان اشخاص من غزة، جزء منهم اعضاء سابقون في حماس، يشغلون مواقع قيادية في «ولاية سيناء». كما يستخدم التنظيم قطاع غزة كقاعدة للتجنيد، وللتدريب وكذلك كمأوى. فعلى سبيل المثال، افادت التقارير ان شادي المنيعي، من قادة انصار بيت المقدس، وكذلك عبد الله الاشقر، من قادة «مجلس شورى المجاهدين» يختفون في غزة من امام القوات المصرية. وهذا يشكل الخلفية، انه في هذه المرحلة نرى، ان تقديم الدعم للدولة الإسلامية واشهار التأييد معها من قبل التنظيمات السلفية ـ الجهادية في غزة، لا يتم الرد عليه بتصريحات دعم من قبل قيادة «الدولة الإسلامية»، او من الفصائل في غزة الذين يحظون بدعمها العسكري والاقتصادي في المعركة، التي يديرونها امام حماس او إسرائيل. كما ان الهجمات المتفرقة من منطقة شبه جزيرة سيناء، التي قام بها تنظيم انصار بيت المقدس خلال المواجهة التي دارت بين حماس وإسرائيل في صيف 2014 تعبيرا عن مناصرة اخوانهم في الجانب الفلسطيني، لا يمكن اعتبارها كدعم فعلي للصراع الفلسطيني بشكل عام وللمنظمات الجهادية السلفية بشكل خاص. وعلاوة على ذلك، فإنه لغاية الآن لا يعرف اي نشاط كبير من قبل الدولة الإسلامية، هدفه تعزيز المعركة ضد إسرائيل من اراضي قطاع غزة.
كما هو معروف فإن لإسرائيل اهتمام كبير في الصراع بين حماس وبين العناصر السلفية ـ الجهادية وخاصة حول امكانية، ان يتأسس على ارض القطاع خلايا او مبعوثين «للدولة الإسلامية» بحماية البغدادي. التطورات بهذا الاتجاه من شانها ان تؤدي إلى التعبير عن ذلك في اراضيها ايضا. ويجب ان نذكر هنا ان جزء من ادعاءات المنظمات السلفية ـ الجهادية تجاه حماس تتركز على مطالبتها بترك سياسة ضبط النفس العسكري والابتعاد عن وضع العراقيل امامها من اجل القيام بعمليات لاطلاق الصواريخ على إسرائيل والقيام بالاعمال الإرهابية ضدها. وعلى الرغم من النشاط العدائي لحماس ضد معارضيها من التيار السلفي الجهادي في قطاع غزة، فإن المواجهة بين المعسكرات من شأنه ان يؤدي إلى رفع اصوات الانتقاد، التي تسمع بين السكان في القطاع تجاه حماس، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في المنطقة وبسبب الجمود في اعمال إعادة اعمار غزة من الدمار الكبير الذي وقع هناك خلال عملية الجرف الصامد. تزايد الانتقادات والدعوات الاحتجاجية من قبل افراد المعارضة في القطاع، من شأنها ان تضيف مؤشرا آخر للضغط على قيادة حماس لتسخين المنطقة الحدودية مع إسرائيل، من اجل ان ترسل لها بإشارات واضحة ان الوضع الاقتصادي والانساني في القطاع وغياب اي علامة للتغيير القريب لا يمكنه ان يستمر طويلا وبلا حدود، وان خيار تجديد إطلاق الصواريخ من قبل العناصر المختلفة التي تنشط في القطاع، ومن بينها المنظمات الجهادية ـ السلفية، ما زال قائما.
ان الوضع المعقد والتهديدي في الشرق الاوسط الذي خلقه صعود الدولة الإسلامية، خلق ديناميكا من التقاء المصالح، الذي شمل دولا وتنظيمات، التي لا تحظى بالمشروعية الدولية، مثل حزب الله وحتى القاعدة ومبعوثيها في سوريا من «جبهة النصرة». التعبيرات المختلفة لالتقاء المصالح هذا، عرفت مثلا على خلفية الحرب الاهلية في سوريا.
هكذا، هو حال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من جهة، وحزب الله، الذي يقاتل إلى جانب قوات لشار الاسد، من جهة اخرى، حيث يقاتل كلاهما ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وبصورة مماثلة تقريبا، فإن إسرائيل وحماس توجدان في نوع من التقاء المصالح، بسبب الاهتمام ـ كل واحد من وجهة نظره ـ بمحاربة تأثير «الدولة الإسلامية» في قطاع غزة، الذي من شأنه ان يمتد إلى الضفة الغربية.
يبدو انه وفي اطار الجهود لوقف توسيع تأثير «الدولة الإسلامية» في قطاع غزة وسيناء سوف يخلق تعاونا غير مباشر وغير معلن بين حماس ومصر، وبين حماس وإسرائيل. وذلك على الرغم من ان مصر تتهم علنا حماس بمساعدة نشاط «انصار بيت المقدس»، ولكن على ما يبدو، فانه اذا عملت حماس بصورة حازمة، وفاعلة وشاملة ضد نشاطات التنظيمات السلفية في سيناء وداخل قطاع غزة، فسوف يطرأ تحسن تدريجي، حتى ولو متواضع، على العلاقة الصارمة التي يظهرها النظام في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي تجاه حماس. اما بالنسبة لإسرائيل، فإن الوقف التام لاطلاق الصواريخ من غزة إلى اراضيها من قبل التنظيمات المارقة وفي مقدمتها تنظيمات الجهاد السلفي، هي بالنسبة لها شرط الزامي لاستمرار التسهيلات التي تتخذها بهدف تحسين الاوضاع المزرية في القطاع. فإذا اثبتت حماس فعلا، انها على استعداد للدخول في عملية تهدئة طويلة الامد مع إسرائيل وتساعد في المعركة الاقليمية ضد توسع الدولة الإسلامية، فهذا من شأنه ان يسجل نقطة لصالحها، وتخلق توازنا على صورتها السلبية، التي تعاظمت في انحاء الشرق الاوسط في اعقاب المعركة التي دارت في الصيف الماضي مع إسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أخلاق الحرب مقابل المتطرفين
بقلم: أفرايم هراره،عن إسرائيل اليوم
المضمون:(يقترح الكاتب صياغة مباديء للحرب ضد جهات ليست دولا ويضع تنظيم الدولة مثلاً لهذة الجهات ،ويحاول الكاتب تبرير عمليات القتل و العنف المرتكب من قبل الجيش الاسرائيلي ضد سكان غزة في الحرب الاخيرة تحت حجج واهية.)
إن نشر التقرير الإسرائيلي حول التحقيق في عملية الجرف الصامد، ونشر تقرير لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، يطرحا من جديد السؤال الأساسي حول اخلاقيات الحرب. اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل بقصف المدارس التابعة للامم المتحدة في غزة، رغم أن الامم المتحدة اعترفت أن هذه المدارس تم استخدامها لتخزين السلاح، واحيانا لاطلاق النار. الآن يجد الأمريكيون أنفسهم ممنوعين من قصف قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، التي تستغل هي ايضا المواطنين كدرع بشري في وجه القصف الغربي.
الجيش الإسرائيلي امتنع خلال عملية الجرف الصامد عن ضرب أهداف بسبب الخوف من الاصابات الصدفية، الامر الذي تسبب كما يبدو بسقوط الضحايا في اوساط جنودنا ومنع الحاق الضرر بحماس بشكل أكبر. دخول الجهات العنيفة إلى الأحياء السكنية يضع إسرائيل في مفارقة صعبة: ضرب أهداف مع العلم المسبق أن ذلك سيتسبب بقتل الأبرياء، أم تحمل نتائج استخدام سلاح غير تقليدي ضد إسرائيل.
حينما نتذكر التمييز بحق إسرائيل فنحن لا نستطيع القول إن العالم سيعتبرنا أبرياء، اذا هاجمنا أهدافا عسكرية في قلب السكان المدنيين.
والدليل على ذلك، بعد أن تحدثت «الغارديان» البريطانية عن أن الولايات المتحدة التي قصفت افغانستان وباكستان باتجاه 41 شخص، أصابت أكثر من ألف مواطن، ولم نسمع عن أي لجان تحقيق أقيمت بخصوص هذا الامر. غني عن القول إن القصف السعودي في اليمن تسبب باصابة آلاف المواطنين دون أن يتزعزع الرأي العام العالمي.
الاتجاه الاول هو صياغة مباديء للحرب ضد جهات ليست دولا. قوانين الحرب القائمة تتحدث عن الحروب بين الدول، ولا تستجيب للحالات التي ذكرت أعلاه. مثال على هذه القوانين هو اعطاء الموافقة في ظروف معينة على الحاق الضرر بمن يحاولون اطلاق الصواريخ من بين السكان المدنيين في دولة باتجاه السكان المدنيين في دولة اخرى، حتى لو تسبب ذلك بالحاق الضرر بالمدنيين ـ بالتحديد اذا كانت هناك خشية من أن هذا السلاح غير تقليدي. اتجاه مُكمل هو السماح باستخدام وسائل غير قاتلة لاخلاء السكان قبل الحاق الضرر بالأعداء. وبهذا نمنع استخدام السكان كدرع بشري.
الدول الغربية التي تعاني من زيادة قوة القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، من شأنها تأييد مثل هذه المبادرات التي تستوجب التحليل المفصل لأفضل الخبراء والاجراءات الدبلوماسية الذكية.
اتجاه ثالث هو تطوير سلاح يستطيع اصابة العدو بشكل موضعي مع التسبب بأقل قدر ممكن من الضرر للمدنيين.
في كل الحالات، محظور إبقاء المبادرة في أيدي العدو الذي لا حدود له، ويعتبر اليهود هدفا للتدمير، سواء كانوا جنودا أو مواطنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بقلم: يوسي ميلمان، عن معاريف
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الحرب الدائرة في سوريا و انعكاساتها على الدروز هناك ومحاولات اسرائيل التدخل بحجة حماية الوجود الدرزي في المنطقة )
سوريا. الوضع آخذ في التعقد باستمرار، كما تقول قصيدة ي. لبيد عن تلك التي تسكن في شينكين وتحتسي قهوتها في مقهى تمار، الذي اغلق على نحو دائم يوم الجمعة الماضي. الوضع في سوريا هو فوضى وحشية من 200 الف قتيل، مئات الاف الجرحى ونحو 7 مليون لاجيء ومتشرد. ولكن خلف الزاوية تكمن مصيبة اخر: خطر وجودي للدروز هناك، من شأنه أن يجر إسرائيل إلى دوامة غير مرغوب فيها.
حاليا تتابع إسرائيل عن كثب ـ ولا يمكن أن نفصل لاسباب الامن القومي والاقليمي ـ هذه التطورات. وتفيد مصادر في جهاز الامن بانه لا توجد نية للتدخل في الحرب الاهلية، ولكن هل ستسمح الطائفة الدرزية في البلاد، والتي تعد 130 الف نسمة، لحكومة إسرائيل وللجيش الإسرائيلي أن يقفا جانبا اذا ما تعرض مليون درزي في سوريا لخطر وجودي حقيقي؟
لقد بحث التخوف على مصير الدروز في اثناء زيارة رئيس الاركان الأمريكي المعتزل الجنرال مارتين دمبسي الاسبوع الماضي. فقد دعا رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الولايات المتحدة للدفاع عن الدروز في سوريا، ويمكن الافتراض بانه قال ذلك بالتشاور مع محافل الامن العليا في إسرائيل وكمقدمة لما قالته هذه المحافل على مسمع من الجنرال دمبسي.
كان نائب الوزير الدرزي ايوب قارا الاسبوع الماضي في مؤتمر اقليمي إسرائيلي ـ اردني ـ فلسطيني في الاردن لاعادة تأهيل نهر الاردن والبحر الميت. وقد استغل زيارته للقاء الزعيم الروحي للدروز في جبل الدروز في سوريا، الشيخ يوسف جورباع، ومع محافل في الحكم والامن في الاردن. وفي نهاية الشهر سافر إلى تركيا، حيث حاول اقناع حكم الرئيس اردوغان لفتح الحدود في حالة الطوارىء والسماح للاجئن الدروز لايجاد ملجأ في بلاده.
ولكن خلف الكواليس، نجد ان السياقات، الاتصالات والرسائل اكثر تعقيدا وتشويقا وتخلق تحالفات خفية عن العيان، كان يصعب في ظروف اخرى تصورها. في الورطة الدرزية هناك دور لإسرائيل، الاردن، الولايات المتحدة، جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، حزب الله وخلف الافق إيران ايضا.
كأقلية اثنية ودينية، تمتع الدروز حتى وقت اخير مضى بهذا القدر او ذاك من الرعاية من نظام بشار الاسد وحماية جيشه. ولكن النظام ابلغه بانه لم يعد يمكنه حمايتهم، ولا سيما في التجمع الاكبر في جبل الدوز (محافظة السويدة)، حيث يعيش نحو 7 الاف دروزي يهددهم رجال الدولة الإسلامية الذين يقتربون منهم. وتقع المحافظة على مسافة نحو 60كم من حدود الاردن ونحو 50كم من هضبة الجولان.
في محافظة ادلب في شمال سوريا، حيث تسيطر جبهة النصرة، قتل مؤخرا نحو 20 درزيا. وسارع زعماء الجبهة إلى نشر بيان اعتذار غير عادي، جاء فيه ان القتل كان مبادرة محلية وان المسؤولين عن الفعلة من بين رجال الجبهة سيعاقبون. من الصعب التصديق بان رجال القاعدة يعتذرون عن أنهم قتلوا من يعتبرون في نظرهم كفرة، ولكن يبدو أنه كان هناك من تكبد عناء نقل رسالة تحذير حادة لهم، من مغبة التجرؤ على التورط مع الدروز.
رسالة مشابهة سبق أن نقلت قبل اشهر إلى المنظمة السلفية التي تسيطر على الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، حيث يوجد، في سفوح جبل الشيخ، تجمع من القرى الدرزية. وحسب منشورات اجنبية، فبين إسرائيل وجبهة النصرة توجد منذ زمن ما اتصالات غايتها الحفاظ على الهدوء على الحدود.
ولكن الدروز في سوريا، في إسرائيل وفي لبنان لا يعتمدون فقط على بيانات الاعتذار من رجال الجبهات. فقد بدأوا بتنظيم أنفسهم. واستجاب مئات الدروز في لبنان لدعوة زعيمهم وليد جنبلاط ـ الذي اقام بالتنسيق مع حزب الله معبرا حرا ـ وانتقلوا من جبال الشوف إلى الخضر ومحيطها. وهاكم ما لا يصدق ـ لحزب الله ولإسرائيل توجد مصلحة مشتركة، كل منهما لاسبابه ـ لتعزيز أو حماية الدروز.
ويدور الحديث عن بعض من تنظيم أوسع هدفه اقامة جيش درزي. وتتحدث المبادرة الطموحة عن نحو 100 الف مقاتل. وعلى رأس المجهود العسكري الدرزي يقف جنرال خدم في الجيش السوري. اما السلاح الثقيل والتدريب اللذين يحتاجوهما فستوفرهما بالتأكيد الولايات المتحدة من خلال الاردن. يمكن التقدير بان إسرائيل على وعي بهذه الخطوات وتنسق مع الولايات المتحدة. وبالتوازي، يستعد جهاز الامن لسيناريو طوارىء يضطر فيها إلى استيعاب وحماية عشرات الاف اللاجئين الدروز ممن سيصلون إلى هضبة الجولان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس و«الدولة الإسلامية»: نحو المواجهة
بقلم: يورام شفايتسر،عن نظرة عليا
المضمون:( يتحدث الكاتب عن الاتفاق المنوي توقيعة بين حماس و اسرائيل وان جزء من هذا الاتفاق هو حفاظ حماس على الهدوء في غزة وبالتالي يتوقع الكاتب ان تكون هناك مواجهة في المستقبل القريب بين حماس و الجماعات الاسلامية بغزة وعلى راسها تنظيم الدولة)
طرأ مؤخرا تصعيد ملموس في المواجهة بين حماس وبين عناصر الجهاد السلفي، «مناصري الدولة الإسلامية» في قطاع غزة. الاحداث التي وقعت في الاسابيع الاخيرة شملت حوادث إطلاق نار من اسلحة خفيفة وزرع عبوات في المباني العامة وإطلاق قذائف داخل مدن القطاع وبإتجاه إسرائيل. المواجهة التي وقعت بين افراد الدولة الإسلامية وبين الفلسطينيين سكان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، ومن بين افراد من حماس، كانت ايضا هي شاهد آخر على التوتر المتصاعد بين الطرفين.
على هذه الخلفية اعتقلت قوات الامن التابعة لحماس في غزة العشرات من النشطاء السلفيين كما قاموا بهدم مسجد سلفي في دير البلح. وردا على اعتقالهم هدد ناطقون من قبل جماعة انصار الدولة الإسلامية انه اذا لم تطلق حماس المعتقلين خلال 72 ساعة، حسب ما جاء في البيان)، فإنهم سوف يفتحون معركة شاملة على جميع الجبهات ضدها، الا ان ذلك لغاية الآن لم يتم تنفيذه.
التوتر بين حماس وبين المنظمات التي تنتمي للتيار السلفي ـ الجهادي في قطاع غزة وتعمل في إطاره وتحت سيطرته، ليس بالظاهرة الجديدة. فالفوارق الايديولوجية والتي تتعلق بطريقة ادارة الحياة في غزة- بين حماس البراغماتية، والتي تنتمي لتيار الاخوان المسلمين، وبين المنظمات التي تنتمي للتيار السلفي الجهادي، الذين يطالبون بالتطبيق الفوري وبالقوة لقوانين الشريعة الإسلامية على سكان القطاع- كانت قد ادت في الماضي لخلافات حادة وكذلك لمواجهات عنيفة بين المعسكرين. والابرز من بينها هو الذي حدث في شهر آب / اغسطس من العام 2009 في مسجد رفح، الذي كان يديره الشيخ عبد اللطيف موسى، والذي كان يقف على رأس تنظيم انصار الله. فقد اعلن عبد اللطيف عن إقامة امارة إسلامية في غزة الامر الذي شكل تحدياً لهيمنة حكومة حماس على القطاع. كما حاول الشيخ المتمرد توحيد جميع الفصائل السلفية في غزة تحت سقف واحد. وردا على ما اعتبر من قبل حماس تمردا على سلطتها، قامت وبواسطة قوة عسكرية ضد الشيخ ورجالاته وقتلت منهم نحو عشرين شخصا. ومنذ ذلك الحين حافظ الطرفان على حوار متوتر، شهد صعودا وهبوطا واستند اساسا على موقف الجانب السلفي ـ الجهادي بضرورة عدم شد الحبل على الآخر مع حماس.
لقد ادى اعلان ابو بكر البغدادي عن إقامة «الدولة الإسلامية» وعن نفسه كخليفة، قبل نحو السنة، بمجموعة من التيارات السلفية ـ الجهادية في قطاع غزة، للاعلان عن دعمها للدولة الإسلامية. كما منح جزء منها الولاء للبغدادي. ومن بين هذه التيارات «مجلس شورى المجاهدين» «انصار الدولة الإسلامية»، «انصار الشريعة ـ بيت المقدس»، «النصرة المقدسية»، «للدولة الإسلامية». ومع ذلك، فإنه لغاية الان لم تنجح هذه التيارات في ان تتوحد تحت قيادة واحدة، لكي تحظى بدعم الدولة الإسلامية، ولكي تتحول إلى جزء من الخلافات- مثل «ولاية سيناء» (التي يقودها انصار بيت المقدس) و»ولاية غرب افريقيا» (التي يقودها تنظيم بوكو حرام). والسبب في ذلك هو التشرذم والانقسام، الذي يميز التنظيمات العاملة في قطاع غزة، وعدم قدرة هذه التنظيمات على تأسيس منطقة حكم ذاتي تسود فيها الشريعة الإسلامية وفقا للتفسيرات والطريقة التي تقود فيها الدولة الإسلامية، وكذلك ـ قتالهم غير المجدي مع إسرائيل او مع حماس.
بشكل عام، القومية الدينية الفلسطينية، كقضية منفصلة، مرفوضة من قبل «الدولة الإسلامية». ووفقا لرؤيتها، فإن الحل القليمي يأتي عبر تطبيق الشريعة على منطقة الصراع باكملها، ربما كجزء من «ولاية سيناء». ويشار بهذا الصدد، ان اشخاص من غزة، جزء منهم اعضاء سابقون في حماس، يشغلون مواقع قيادية في «ولاية سيناء». كما يستخدم التنظيم قطاع غزة كقاعدة للتجنيد، وللتدريب وكذلك كمأوى. فعلى سبيل المثال، افادت التقارير ان شادي المنيعي، من قادة انصار بيت المقدس، وكذلك عبد الله الاشقر، من قادة «مجلس شورى المجاهدين» يختفون في غزة من امام القوات المصرية. وهذا يشكل الخلفية، انه في هذه المرحلة نرى، ان تقديم الدعم للدولة الإسلامية واشهار التأييد معها من قبل التنظيمات السلفية ـ الجهادية في غزة، لا يتم الرد عليه بتصريحات دعم من قبل قيادة «الدولة الإسلامية»، او من الفصائل في غزة الذين يحظون بدعمها العسكري والاقتصادي في المعركة، التي يديرونها امام حماس او إسرائيل. كما ان الهجمات المتفرقة من منطقة شبه جزيرة سيناء، التي قام بها تنظيم انصار بيت المقدس خلال المواجهة التي دارت بين حماس وإسرائيل في صيف 2014 تعبيرا عن مناصرة اخوانهم في الجانب الفلسطيني، لا يمكن اعتبارها كدعم فعلي للصراع الفلسطيني بشكل عام وللمنظمات الجهادية السلفية بشكل خاص. وعلاوة على ذلك، فإنه لغاية الآن لا يعرف اي نشاط كبير من قبل الدولة الإسلامية، هدفه تعزيز المعركة ضد إسرائيل من اراضي قطاع غزة.
كما هو معروف فإن لإسرائيل اهتمام كبير في الصراع بين حماس وبين العناصر السلفية ـ الجهادية وخاصة حول امكانية، ان يتأسس على ارض القطاع خلايا او مبعوثين «للدولة الإسلامية» بحماية البغدادي. التطورات بهذا الاتجاه من شانها ان تؤدي إلى التعبير عن ذلك في اراضيها ايضا. ويجب ان نذكر هنا ان جزء من ادعاءات المنظمات السلفية ـ الجهادية تجاه حماس تتركز على مطالبتها بترك سياسة ضبط النفس العسكري والابتعاد عن وضع العراقيل امامها من اجل القيام بعمليات لاطلاق الصواريخ على إسرائيل والقيام بالاعمال الإرهابية ضدها. وعلى الرغم من النشاط العدائي لحماس ضد معارضيها من التيار السلفي الجهادي في قطاع غزة، فإن المواجهة بين المعسكرات من شأنه ان يؤدي إلى رفع اصوات الانتقاد، التي تسمع بين السكان في القطاع تجاه حماس، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في المنطقة وبسبب الجمود في اعمال إعادة اعمار غزة من الدمار الكبير الذي وقع هناك خلال عملية الجرف الصامد. تزايد الانتقادات والدعوات الاحتجاجية من قبل افراد المعارضة في القطاع، من شأنها ان تضيف مؤشرا آخر للضغط على قيادة حماس لتسخين المنطقة الحدودية مع إسرائيل، من اجل ان ترسل لها بإشارات واضحة ان الوضع الاقتصادي والانساني في القطاع وغياب اي علامة للتغيير القريب لا يمكنه ان يستمر طويلا وبلا حدود، وان خيار تجديد إطلاق الصواريخ من قبل العناصر المختلفة التي تنشط في القطاع، ومن بينها المنظمات الجهادية ـ السلفية، ما زال قائما.
ان الوضع المعقد والتهديدي في الشرق الاوسط الذي خلقه صعود الدولة الإسلامية، خلق ديناميكا من التقاء المصالح، الذي شمل دولا وتنظيمات، التي لا تحظى بالمشروعية الدولية، مثل حزب الله وحتى القاعدة ومبعوثيها في سوريا من «جبهة النصرة». التعبيرات المختلفة لالتقاء المصالح هذا، عرفت مثلا على خلفية الحرب الاهلية في سوريا.
هكذا، هو حال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من جهة، وحزب الله، الذي يقاتل إلى جانب قوات لشار الاسد، من جهة اخرى، حيث يقاتل كلاهما ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وبصورة مماثلة تقريبا، فإن إسرائيل وحماس توجدان في نوع من التقاء المصالح، بسبب الاهتمام ـ كل واحد من وجهة نظره ـ بمحاربة تأثير «الدولة الإسلامية» في قطاع غزة، الذي من شأنه ان يمتد إلى الضفة الغربية.
يبدو انه وفي اطار الجهود لوقف توسيع تأثير «الدولة الإسلامية» في قطاع غزة وسيناء سوف يخلق تعاونا غير مباشر وغير معلن بين حماس ومصر، وبين حماس وإسرائيل. وذلك على الرغم من ان مصر تتهم علنا حماس بمساعدة نشاط «انصار بيت المقدس»، ولكن على ما يبدو، فانه اذا عملت حماس بصورة حازمة، وفاعلة وشاملة ضد نشاطات التنظيمات السلفية في سيناء وداخل قطاع غزة، فسوف يطرأ تحسن تدريجي، حتى ولو متواضع، على العلاقة الصارمة التي يظهرها النظام في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي تجاه حماس. اما بالنسبة لإسرائيل، فإن الوقف التام لاطلاق الصواريخ من غزة إلى اراضيها من قبل التنظيمات المارقة وفي مقدمتها تنظيمات الجهاد السلفي، هي بالنسبة لها شرط الزامي لاستمرار التسهيلات التي تتخذها بهدف تحسين الاوضاع المزرية في القطاع. فإذا اثبتت حماس فعلا، انها على استعداد للدخول في عملية تهدئة طويلة الامد مع إسرائيل وتساعد في المعركة الاقليمية ضد توسع الدولة الإسلامية، فهذا من شأنه ان يسجل نقطة لصالحها، وتخلق توازنا على صورتها السلبية، التي تعاظمت في انحاء الشرق الاوسط في اعقاب المعركة التي دارت في الصيف الماضي مع إسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أخلاق الحرب مقابل المتطرفين
بقلم: أفرايم هراره،عن إسرائيل اليوم
المضمون:(يقترح الكاتب صياغة مباديء للحرب ضد جهات ليست دولا ويضع تنظيم الدولة مثلاً لهذة الجهات ،ويحاول الكاتب تبرير عمليات القتل و العنف المرتكب من قبل الجيش الاسرائيلي ضد سكان غزة في الحرب الاخيرة تحت حجج واهية.)
إن نشر التقرير الإسرائيلي حول التحقيق في عملية الجرف الصامد، ونشر تقرير لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، يطرحا من جديد السؤال الأساسي حول اخلاقيات الحرب. اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل بقصف المدارس التابعة للامم المتحدة في غزة، رغم أن الامم المتحدة اعترفت أن هذه المدارس تم استخدامها لتخزين السلاح، واحيانا لاطلاق النار. الآن يجد الأمريكيون أنفسهم ممنوعين من قصف قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، التي تستغل هي ايضا المواطنين كدرع بشري في وجه القصف الغربي.
الجيش الإسرائيلي امتنع خلال عملية الجرف الصامد عن ضرب أهداف بسبب الخوف من الاصابات الصدفية، الامر الذي تسبب كما يبدو بسقوط الضحايا في اوساط جنودنا ومنع الحاق الضرر بحماس بشكل أكبر. دخول الجهات العنيفة إلى الأحياء السكنية يضع إسرائيل في مفارقة صعبة: ضرب أهداف مع العلم المسبق أن ذلك سيتسبب بقتل الأبرياء، أم تحمل نتائج استخدام سلاح غير تقليدي ضد إسرائيل.
حينما نتذكر التمييز بحق إسرائيل فنحن لا نستطيع القول إن العالم سيعتبرنا أبرياء، اذا هاجمنا أهدافا عسكرية في قلب السكان المدنيين.
والدليل على ذلك، بعد أن تحدثت «الغارديان» البريطانية عن أن الولايات المتحدة التي قصفت افغانستان وباكستان باتجاه 41 شخص، أصابت أكثر من ألف مواطن، ولم نسمع عن أي لجان تحقيق أقيمت بخصوص هذا الامر. غني عن القول إن القصف السعودي في اليمن تسبب باصابة آلاف المواطنين دون أن يتزعزع الرأي العام العالمي.
الاتجاه الاول هو صياغة مباديء للحرب ضد جهات ليست دولا. قوانين الحرب القائمة تتحدث عن الحروب بين الدول، ولا تستجيب للحالات التي ذكرت أعلاه. مثال على هذه القوانين هو اعطاء الموافقة في ظروف معينة على الحاق الضرر بمن يحاولون اطلاق الصواريخ من بين السكان المدنيين في دولة باتجاه السكان المدنيين في دولة اخرى، حتى لو تسبب ذلك بالحاق الضرر بالمدنيين ـ بالتحديد اذا كانت هناك خشية من أن هذا السلاح غير تقليدي. اتجاه مُكمل هو السماح باستخدام وسائل غير قاتلة لاخلاء السكان قبل الحاق الضرر بالأعداء. وبهذا نمنع استخدام السكان كدرع بشري.
الدول الغربية التي تعاني من زيادة قوة القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، من شأنها تأييد مثل هذه المبادرات التي تستوجب التحليل المفصل لأفضل الخبراء والاجراءات الدبلوماسية الذكية.
اتجاه ثالث هو تطوير سلاح يستطيع اصابة العدو بشكل موضعي مع التسبب بأقل قدر ممكن من الضرر للمدنيين.
في كل الحالات، محظور إبقاء المبادرة في أيدي العدو الذي لا حدود له، ويعتبر اليهود هدفا للتدمير، سواء كانوا جنودا أو مواطنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ