Haneen
2015-08-10, 11:45 AM
يجب التدخل الآن
حماية الدروز سيؤثر على علاقة اسرائيل بهم في الداخل والخارج
بقلم عوديد تيره ،عن هآرتس
المضمون:(يقول الكاتب أن مساعدة الدروز والدفاع عنهم هو قضية استراتيجية لإسرائيل، وعلى إسرائيل أن لا تفوف دعمها للدروز، حتى لا يكون هناك أطراف أخرى تستغلهم، ومن شأن ذلك أيضا المواجهة مع الدروز في الداخل)
الطائفة الدرزية في سوريا تتعرض للخطر من قبل القوات التي تحارب ضد الاسد ولا سيما داعش وجبهة النصرة. هذا الخطر يمكنه أن يزول بطريقتين أساسيتين: الاتفاق مع القوات التي يمكن أن تهاجم الدروز، أو التهديد الخارجي، الاسرائيلي أو غيره، والاعلان عن الاستعداد للتدخل عسكريا اذا لزم الامر. وهناك احتمالية بأن يصمد الدروز في المواجهة من غير أي دعم.
الحديث يدور عن جماعتين درزيتين في خطر، بعيدتين عن بعضهما، وترتبطان ببعضهما. الاولى في القرى الدرزية في جبل الشيخ السوري، والاخرى التي هي أكبر في جبل الدروز في جنوب سوريا، قرب الحدود السورية الاردنية. عند الحديث حول هذا الامر يجب طرح السؤال ماذا سيحدث اذا لم تتدخل اسرائيل لصد هذا الخطر. يجب علينا تذكر أن الدروز في اسرائيل يضعون الدولة في امتحان الولاء الذي سيتأثر مما يحدث في سوريا. اذا تلقت الطائفة ضربة قوية في سوريا، فالعلاقة بين اسرائيل والدروز فيها، ستنهار، لا سيما الدروز الذين يعيشون في هضبة الجولان الاسرائيلية. ويمكن أن تدخلنا لانقاذ الطائفة في سوريا سيعطينا افضلية استراتيجية ذات أهمية وعلاقات جديدة مع الدروز.
اذا لم تتدخل اسرائيل، فان هناك ثلاثة احتمالات، وجميعها سيئة لاسرائيل: الاول هو أن حزب الله سيساعد الدروز، وسيُقام اتحاد بين الطائفة الدرزية وبين ألد أعداءنا، إيران وحزب الله. واذا توصلت التنظيمات الاخرى إلى اتفاق مع الدروز، رغم الاشكالية الدينية، فستنشأ علاقة بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة وبين الدروز. العلاقة التي ستنشيء نقاط احتكاك يلعب فيها الدروز دور مُشعل الحريق في الحدود مع سوريا، التي هي حدود هادئة. الاحتمال الثالث هو تعرض الطائفة لضربة قوية. وكل اتحاد قد يكون حاسم في الواقع المتغير في سوريا ويتسبب بعداء جديد لاسرائيل وغياب الهدوء في الحدود.
لذلك أوصي بالتدخل من اجل انقاذ الطائفة الدرزية، وبذلك نكون قد انتهزنا الفرصة لانشاء اتحاد تاريخي مع الدروز في اسرائيل وسوريا، وبالتالي مع الدروز في لبنان. هذه الفرصة ستخلق أفضلية استراتيجية في سوريا ولبنان مع الوقت.
التدخل قد يبدأ بتهديد واضح. اذا تعرضت الطائفة في سوريا للخطر، فان اسرائيل والاردن ستتدخلان في الحرب. وهذا يتطلب التنسيق مع الاردن الذي يهمه أمر الدروز قرب حدوده الشمالية. هذا يتطلب استعدادا اسرائيليا واردنيا للتدخل اذا لم ينجح التهديد بالردع. حجم التدخل سيكون متناسبا مع حجم الخطر على الطائفة الدرزية. يمكن البدء بتقديم المساعدة بالسلاح والمعدات، واذا لزم الامر يمكن المساعدة من خلال القصف الجوي الاسرائيلي ـ الاردني.
وفي حدودنا الشمالية يمكن المساعدة ايضا بواسطة القذائف. المساعدة الجوية والقذائف تحتاج إلى جهد استخباري. يُفضل أن يكون التدخل بمستوى منخفض. وأعتقد أن المساعدة الأولية والتهديد بالتدخل الخارجي سيمنعان الحاق الضرر بالدروز في سوريا. لهذا لن نضطر إلى التدخل عسكريا.
الاستنتاج: اذا كانت الطائفة الدرزية في سوريا في خطر، واسرائيل لا تتدخل، فسنتعرض لضربة استراتيجية بعيدة المدى على حدودنا الشمالية. هذا سيجد تعبيره في اتحادات وتحالفات ستغير قواعد اللعب الموجودة، ويُصعب الحفاظ على الهدوء الذي يميز الحدود الاسرائيلية السورية منذ حرب يوم الغفران.
التدخل والاستعداد للمشاركة في الحرب سيعود علينا بمردود استراتيجي في اسرائيل وسوريا ولبنان، على شكل اتحادات وتحالفات جيدة وهامة. إن التدخل والاستعداد للمشاركة سيمنعان الحاجة إلى الحرب. هنا توجد مراهنة معينة، لكن لا يوجد أي شيء مضمون في الاستراتيجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الغزيون فرضوا بموتهم نمط حياتهم
نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو في الحرب يساعد في المواجهة ويقلل الخسائر
بقلم: يغيل ليفي،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن إسرائيل خلال حربها الأخيرة في قطاع غزة، استخدم استراتيجية نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو، وذلك لكي يحافظوا على سلامة الجيش، إلا أن هذه الاستراتيجية جلبت لإسرائيل إحراجا على المستوى الدولي ، لزيادة عدد المدنيين المستهدفين خلال الحرب).
الادعاء السائد حول اسلوب الجيش الاسرائيلي للحرب في غزة هو أن الجيش تبنى النمط المقبول في الجيوش الغربية التي تحارب في مناطق مدنية: الحساسية الجماهيرية لسقوط جنود تشجع نقل الصراع من الجنود إلى مواطني العدو. هذا الامر يجد تعبيره في الاستخدام الواسع للنيران التي تهدد المواطنين. واذا لزم الامر عملا أكثر حذرا ودقة، والتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين مثل الامتناع عن اطلاق النار عن بعد نحو شخص لم يتم التأكد من أنه مقاتل ـ لكان الجنود سيكونون معرضين للخطر أكثر.
المقارنة بين عملية «الرصاص المصبوب» وبين «الجرف الصامد»، حيث حدثت فيهما معارك برية واسعة في منطقة غزة، وهذا يؤكد الادعاء. ومن اجل تقليص الخلاف، سأستند فقط على معطيات الجيش الاسرائيلي حول عدد القتلى الفلسطينيين غير المشاركين في الحرب، أي المدنيين، رغم أن هذا الرقم أقل كثيرا من معطيات الامم المتحدة و«بتسيلم». وفيما يتعلق بقتلى الجيش، سأتطرق فقط إلى من قتلوا بشكل مباشر في العملية البرية.
في عملية «الرصاص المصبوب» تم اطلاق النار بشكل كثيف من الجو والارض، وكانت النسبة هي 33 مواطن غزي قتيل مقابل جندي واحد مقتول. هذه النسبة مرتفعة جدا مقارنة بالحروب السابقة. وفي «الجرف الصامد» انخفضت النسبة إلى 1: 17، لكن هذا بسبب أن الخطر على الجنود كان أكبر بسبب طبيعة الحرب. في «الرصاص المصبوب» لم تكن هناك أهداف محددة، أما في «الجرف الصامد» فان هدف العملية البرية كان تدمير الانفاق التي تخرج من مناطق مأهولة سيطرت عليها حماس.
نسبة القتلى بين مقاتلي الجيش الاسرائيلي والقوات الغزية انخفضت من 80 مقاتل غزي مقتول مقابل جندي اسرائيلي واحد مقتول في «الرصاص المصبوب»، إلى 20 مقاتل غزي في «الجرف الصامد». رغم أن الخطر على جنود الجيش الاسرائيلي كان كبيرا ـ إلا أنه كان يمكن أن يكون أكبر لولا الخطر والضغط على المواطنين الغزيين. وحسب معطيات الجيش الاسرائيلي، فان الجيش قتل في «الرصاص المصبوب» أقل من نصف مواطن غزي مقابل كل مقاتل غزي. لكن في «الجرف الصامد» زادت النسبة إلى 0.8 مواطن مقابل كل مقاتل غزي.
منظمات حقوق الانسان تقدم معلومات مرتبطة بالارقام. ومن شهادات «نكسر الصمت» يتبين أن هناك مناطق كاملة تم اعتبارها «مطهرة»، أي بدون مواطنين. طلب الجيش الاسرائيلي من المواطنين المغادرة أتاح له فرصة استخدام القوة بشكل واسع حتى وإن كان ذلك سيسبب الضرر للمواطنين ـ شريطة أن يقل الخطر على الجنود الاسرائيليين.
صورة مشابهة تظهر في تقرير «بتسيلم» الذي حقق في 70 حالة تم فيها القصف من الجو والبر على الاماكن المأهولة التي تهدمت على العائلات. حسب التقرير نحو 70 بالمئة من القتلى لم يكونوا مشاركين في القتال، واستهداف المواطنين نبع من اعتبارات سياسية. هذا الاستنتاج يضع وزارة الخارجية أمام تحدٍ، لأن الحديث يدور عن «تأثيرات عفوية وغير مقصودة لعمل الجيش الشرعي في اوساط المدنيين».
لكن النقاش لا يتركز فقط حول سؤال اذا كانت اسرائيل تتصرف باخلاقية، أو على الأقل بقانونية. بل سؤال هل اسرائيل تستوعب الاستخلاصات. السياسيون والعسكريون في الغرب بدأوا في استيعاب الاستخلاصات في العراق وافغانستان: صحيح أن نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو يساعد على مواجهة حساسية موت الجنود، لكنه في نهاية المطاف يزيد من الخطر على حياة الجنود، لأنه يرفع مستوى العداء لمواطني العدو. لذلك مطلوب سياسة النار الاكثر حذرا حتى لو زادت الخطر الآني على الجنود. وعندنا النقاش في هذه المعضلة لم يبدأ أصلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هل تمد إسرائيل يد المساعدة للدروز في سوريا؟
بقلم:يوسي بيلين ،عن إسرائيل24
المضمون:(يقول الكاتب أن إسرائيل تقع الآن في مأزق حول قضية الدروز وخصوصا في التعامل مع أزمة الدروز في سوريا، لذلك على إسرائيل أن تكون حذرة في التعاطي مع موضوع الدروز)
صاغ الدروز ديانتهم المميزة في القرن الحادي عشر بالإسماعيلية في مصر، ولكن معظمهم يعيشون اليوم في المثلث الذي يربط سوريا ولبنان وإسرائيل. إنها طائفة فريدة من نوعها، وإحدى ميزاتها هي سرية الديانة، التي لا يعرفها الا مشايخ الطائفة.
الدروز بعكس الأكراد المتواجدين في عدة دول في الشرق الأوسط لا يطالبون بدولة خاصة بهم وإنما الحق في ممارسة شرائعهم الدينية. وهم يعتبرون موالين للنظام الذي يعيشون في ظله، وهم جنود شجعان، ونحن نعرف ذلك أفضل من غيرنا، لأننا نتشارك واياهم في الخدمة العسكرية الإجبارية وضمن جيش الاحتياط، كزملاء، كضباط، وكمنضبطين.
ما يحدث في هذه الأيام في هضبة الجولان هو امر نادر: فالدروز الإسرائيليون يطالبون دولتهم بالخروج لإنقاذ الدروز في سوريا، الذين يواجهون حسب قولهم تهديدا وجوديا. علقت الحكومة في ورطة ومعضلة حقيقية: من جانب واحد فهي تشعر بالالتزام العميق تجاه الدروز مواطني دولة إسرائيل، وكانت لتود الاستجابة لنداءاتهم اليائسة، ومن جانب آخر تخشى استيعاب اخوتهم بالقربى: ففي النهاية الحديث يدور عن أشخاص وفاءهم القومي ممنوح لوطنهم الأم، الحديث يدور عن مواطني دولة عدو، بل جنود أعداء، ولاءهم لبشار الأسد.
وبالطبع يوجد أيضا أمر آخر: دولة اليهود أعدت لاستيعاب يهود في ضائقة، وأعداد كبيرة من غير اليهود في ضائقة قد تزعزع استقرار الموازنة الديمغرافية وتحدث سابقة غير بسيطة.
حاليا يقول الناطقون الرسميون أنهم ينوون مساعدة الدروز في سوريا ومنع المس بهم، دون الدخول الى الأراضي السورية، هذا الأمر يسهل قوله، ولكن القيام به او تطبيقه يبقى أمرا صعبا بعض الشيء: إذا كان الحديث يدور عن موت محدق، فكيف إذا بالإمكان إنقاذهم من بعيد؟
فجأة يواجه الدروز التهديد الأساسي الذي يتعرض له الشعب اليهودي، والذي أوجد الحركة الصهيونية: ماذا يحدث عندما يتهدد الخطر وجود الدروز في مكان واحد، بينما الأبواب الأخرى مغلقة أمامهم؟ الجواب يتعلق، الى حد ما، بالقرار الإسرائيلي، ويعقل أنه في نهاية المطاف لن تكون هناك حاجة بقرار دراماتيكي أكثر من إقامة مستشفى ميداني على حدود هضبة الجولان المخصص لعلاج المصابين الدروز.
ولكن إذا كان القرار الإسرائيلي بعدم فتح البوابة بوجه الكثر، وإنما لا سمح الله، سيحدث أي شيء سيء للدروز، سيجد أبناء الطائفة أنفسهم في وضع جديد: إسرائيل هي بيتهم، هم يخدمون في الجيش، منهم من هو في مواقع قيادية كبرى، أنهم يتماثلون مع الدولة، ومنهم من يفخر بتسمية نفسه درزي صهيوني. منهم من يدعم أحزاب اليمين المتطرفة في إسرائيل، ومنهم بعض أعضاء الكنيست من هذه الأحزاب.
هل الرفض الإسرائيلي باستيعاب الدروز من سوريا هو خيانة إسرائيل لهم، أم أن الحديث يدور فعلا عن دولة مهمتها الأساسية أن تشكل بيتا مفتوحا لليهود الطالبين العيش فيها إن كانوا طردوا أو لأنهم اختاروا بقرار شخصي القيام بذلك؟ ولكن ليست هذه خيانة بل تشديد على مبادئ إسرائيل المعروفة.
حتى الآن كان الادعاء الدرزي أنه عدا عن الحديث المألوف عن "الميثاق الأبدي" فهم لا يحظون بمساواة كاملة في اسرائيل، ولا حتى لتقدير خاص على استعدادهم لمشاركة مصيرهم مع الأكثرية اليهودية.
من الآن فصاعدا قد يُطرح سؤال جديد: هل ترى إسرائيل نفسها ملجأ لليهود فقط أم أيضا للطائفة الدرزية الصغيرة المتماهية معهم؟ "حق العودة" أعد لليهود فقط، وحتى الآن لم يُطلب منا تغييره لمصلحة مجموعات مواطنين آخرين، لأن المسألة لم تُطرح على جدول الأعمال.
الوضع الجديد الذي حدث في سوريا يطرح أسئلة كثيرة لم يتنبأ بها مسبقا، وأحد أهمها هو كيف تنظر الأكثرية اليهودية الى الأقلية الدرزية، والى أي مدى هي مستعدة للمضي من أجل انقاذ دروز في ضائقة يتواجدون على بعد خطوة.
أعتقد أنه لا ينبغي على إسرائيل أن ترفض مسبقا أي احتمال لمساعدة الدروز، حتى إن مس الأمر بالقرار المبدئي الصائب بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية. الامتناع عن القيام بذلك سيضع علامة سؤال غير ودّية على معنى الوثاق الأبدي الذي بيننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماية الدروز سيؤثر على علاقة اسرائيل بهم في الداخل والخارج
بقلم عوديد تيره ،عن هآرتس
المضمون:(يقول الكاتب أن مساعدة الدروز والدفاع عنهم هو قضية استراتيجية لإسرائيل، وعلى إسرائيل أن لا تفوف دعمها للدروز، حتى لا يكون هناك أطراف أخرى تستغلهم، ومن شأن ذلك أيضا المواجهة مع الدروز في الداخل)
الطائفة الدرزية في سوريا تتعرض للخطر من قبل القوات التي تحارب ضد الاسد ولا سيما داعش وجبهة النصرة. هذا الخطر يمكنه أن يزول بطريقتين أساسيتين: الاتفاق مع القوات التي يمكن أن تهاجم الدروز، أو التهديد الخارجي، الاسرائيلي أو غيره، والاعلان عن الاستعداد للتدخل عسكريا اذا لزم الامر. وهناك احتمالية بأن يصمد الدروز في المواجهة من غير أي دعم.
الحديث يدور عن جماعتين درزيتين في خطر، بعيدتين عن بعضهما، وترتبطان ببعضهما. الاولى في القرى الدرزية في جبل الشيخ السوري، والاخرى التي هي أكبر في جبل الدروز في جنوب سوريا، قرب الحدود السورية الاردنية. عند الحديث حول هذا الامر يجب طرح السؤال ماذا سيحدث اذا لم تتدخل اسرائيل لصد هذا الخطر. يجب علينا تذكر أن الدروز في اسرائيل يضعون الدولة في امتحان الولاء الذي سيتأثر مما يحدث في سوريا. اذا تلقت الطائفة ضربة قوية في سوريا، فالعلاقة بين اسرائيل والدروز فيها، ستنهار، لا سيما الدروز الذين يعيشون في هضبة الجولان الاسرائيلية. ويمكن أن تدخلنا لانقاذ الطائفة في سوريا سيعطينا افضلية استراتيجية ذات أهمية وعلاقات جديدة مع الدروز.
اذا لم تتدخل اسرائيل، فان هناك ثلاثة احتمالات، وجميعها سيئة لاسرائيل: الاول هو أن حزب الله سيساعد الدروز، وسيُقام اتحاد بين الطائفة الدرزية وبين ألد أعداءنا، إيران وحزب الله. واذا توصلت التنظيمات الاخرى إلى اتفاق مع الدروز، رغم الاشكالية الدينية، فستنشأ علاقة بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة وبين الدروز. العلاقة التي ستنشيء نقاط احتكاك يلعب فيها الدروز دور مُشعل الحريق في الحدود مع سوريا، التي هي حدود هادئة. الاحتمال الثالث هو تعرض الطائفة لضربة قوية. وكل اتحاد قد يكون حاسم في الواقع المتغير في سوريا ويتسبب بعداء جديد لاسرائيل وغياب الهدوء في الحدود.
لذلك أوصي بالتدخل من اجل انقاذ الطائفة الدرزية، وبذلك نكون قد انتهزنا الفرصة لانشاء اتحاد تاريخي مع الدروز في اسرائيل وسوريا، وبالتالي مع الدروز في لبنان. هذه الفرصة ستخلق أفضلية استراتيجية في سوريا ولبنان مع الوقت.
التدخل قد يبدأ بتهديد واضح. اذا تعرضت الطائفة في سوريا للخطر، فان اسرائيل والاردن ستتدخلان في الحرب. وهذا يتطلب التنسيق مع الاردن الذي يهمه أمر الدروز قرب حدوده الشمالية. هذا يتطلب استعدادا اسرائيليا واردنيا للتدخل اذا لم ينجح التهديد بالردع. حجم التدخل سيكون متناسبا مع حجم الخطر على الطائفة الدرزية. يمكن البدء بتقديم المساعدة بالسلاح والمعدات، واذا لزم الامر يمكن المساعدة من خلال القصف الجوي الاسرائيلي ـ الاردني.
وفي حدودنا الشمالية يمكن المساعدة ايضا بواسطة القذائف. المساعدة الجوية والقذائف تحتاج إلى جهد استخباري. يُفضل أن يكون التدخل بمستوى منخفض. وأعتقد أن المساعدة الأولية والتهديد بالتدخل الخارجي سيمنعان الحاق الضرر بالدروز في سوريا. لهذا لن نضطر إلى التدخل عسكريا.
الاستنتاج: اذا كانت الطائفة الدرزية في سوريا في خطر، واسرائيل لا تتدخل، فسنتعرض لضربة استراتيجية بعيدة المدى على حدودنا الشمالية. هذا سيجد تعبيره في اتحادات وتحالفات ستغير قواعد اللعب الموجودة، ويُصعب الحفاظ على الهدوء الذي يميز الحدود الاسرائيلية السورية منذ حرب يوم الغفران.
التدخل والاستعداد للمشاركة في الحرب سيعود علينا بمردود استراتيجي في اسرائيل وسوريا ولبنان، على شكل اتحادات وتحالفات جيدة وهامة. إن التدخل والاستعداد للمشاركة سيمنعان الحاجة إلى الحرب. هنا توجد مراهنة معينة، لكن لا يوجد أي شيء مضمون في الاستراتيجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الغزيون فرضوا بموتهم نمط حياتهم
نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو في الحرب يساعد في المواجهة ويقلل الخسائر
بقلم: يغيل ليفي،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن إسرائيل خلال حربها الأخيرة في قطاع غزة، استخدم استراتيجية نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو، وذلك لكي يحافظوا على سلامة الجيش، إلا أن هذه الاستراتيجية جلبت لإسرائيل إحراجا على المستوى الدولي ، لزيادة عدد المدنيين المستهدفين خلال الحرب).
الادعاء السائد حول اسلوب الجيش الاسرائيلي للحرب في غزة هو أن الجيش تبنى النمط المقبول في الجيوش الغربية التي تحارب في مناطق مدنية: الحساسية الجماهيرية لسقوط جنود تشجع نقل الصراع من الجنود إلى مواطني العدو. هذا الامر يجد تعبيره في الاستخدام الواسع للنيران التي تهدد المواطنين. واذا لزم الامر عملا أكثر حذرا ودقة، والتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين مثل الامتناع عن اطلاق النار عن بعد نحو شخص لم يتم التأكد من أنه مقاتل ـ لكان الجنود سيكونون معرضين للخطر أكثر.
المقارنة بين عملية «الرصاص المصبوب» وبين «الجرف الصامد»، حيث حدثت فيهما معارك برية واسعة في منطقة غزة، وهذا يؤكد الادعاء. ومن اجل تقليص الخلاف، سأستند فقط على معطيات الجيش الاسرائيلي حول عدد القتلى الفلسطينيين غير المشاركين في الحرب، أي المدنيين، رغم أن هذا الرقم أقل كثيرا من معطيات الامم المتحدة و«بتسيلم». وفيما يتعلق بقتلى الجيش، سأتطرق فقط إلى من قتلوا بشكل مباشر في العملية البرية.
في عملية «الرصاص المصبوب» تم اطلاق النار بشكل كثيف من الجو والارض، وكانت النسبة هي 33 مواطن غزي قتيل مقابل جندي واحد مقتول. هذه النسبة مرتفعة جدا مقارنة بالحروب السابقة. وفي «الجرف الصامد» انخفضت النسبة إلى 1: 17، لكن هذا بسبب أن الخطر على الجنود كان أكبر بسبب طبيعة الحرب. في «الرصاص المصبوب» لم تكن هناك أهداف محددة، أما في «الجرف الصامد» فان هدف العملية البرية كان تدمير الانفاق التي تخرج من مناطق مأهولة سيطرت عليها حماس.
نسبة القتلى بين مقاتلي الجيش الاسرائيلي والقوات الغزية انخفضت من 80 مقاتل غزي مقتول مقابل جندي اسرائيلي واحد مقتول في «الرصاص المصبوب»، إلى 20 مقاتل غزي في «الجرف الصامد». رغم أن الخطر على جنود الجيش الاسرائيلي كان كبيرا ـ إلا أنه كان يمكن أن يكون أكبر لولا الخطر والضغط على المواطنين الغزيين. وحسب معطيات الجيش الاسرائيلي، فان الجيش قتل في «الرصاص المصبوب» أقل من نصف مواطن غزي مقابل كل مقاتل غزي. لكن في «الجرف الصامد» زادت النسبة إلى 0.8 مواطن مقابل كل مقاتل غزي.
منظمات حقوق الانسان تقدم معلومات مرتبطة بالارقام. ومن شهادات «نكسر الصمت» يتبين أن هناك مناطق كاملة تم اعتبارها «مطهرة»، أي بدون مواطنين. طلب الجيش الاسرائيلي من المواطنين المغادرة أتاح له فرصة استخدام القوة بشكل واسع حتى وإن كان ذلك سيسبب الضرر للمواطنين ـ شريطة أن يقل الخطر على الجنود الاسرائيليين.
صورة مشابهة تظهر في تقرير «بتسيلم» الذي حقق في 70 حالة تم فيها القصف من الجو والبر على الاماكن المأهولة التي تهدمت على العائلات. حسب التقرير نحو 70 بالمئة من القتلى لم يكونوا مشاركين في القتال، واستهداف المواطنين نبع من اعتبارات سياسية. هذا الاستنتاج يضع وزارة الخارجية أمام تحدٍ، لأن الحديث يدور عن «تأثيرات عفوية وغير مقصودة لعمل الجيش الشرعي في اوساط المدنيين».
لكن النقاش لا يتركز فقط حول سؤال اذا كانت اسرائيل تتصرف باخلاقية، أو على الأقل بقانونية. بل سؤال هل اسرائيل تستوعب الاستخلاصات. السياسيون والعسكريون في الغرب بدأوا في استيعاب الاستخلاصات في العراق وافغانستان: صحيح أن نقل الخطر من الجنود إلى مواطني العدو يساعد على مواجهة حساسية موت الجنود، لكنه في نهاية المطاف يزيد من الخطر على حياة الجنود، لأنه يرفع مستوى العداء لمواطني العدو. لذلك مطلوب سياسة النار الاكثر حذرا حتى لو زادت الخطر الآني على الجنود. وعندنا النقاش في هذه المعضلة لم يبدأ أصلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هل تمد إسرائيل يد المساعدة للدروز في سوريا؟
بقلم:يوسي بيلين ،عن إسرائيل24
المضمون:(يقول الكاتب أن إسرائيل تقع الآن في مأزق حول قضية الدروز وخصوصا في التعامل مع أزمة الدروز في سوريا، لذلك على إسرائيل أن تكون حذرة في التعاطي مع موضوع الدروز)
صاغ الدروز ديانتهم المميزة في القرن الحادي عشر بالإسماعيلية في مصر، ولكن معظمهم يعيشون اليوم في المثلث الذي يربط سوريا ولبنان وإسرائيل. إنها طائفة فريدة من نوعها، وإحدى ميزاتها هي سرية الديانة، التي لا يعرفها الا مشايخ الطائفة.
الدروز بعكس الأكراد المتواجدين في عدة دول في الشرق الأوسط لا يطالبون بدولة خاصة بهم وإنما الحق في ممارسة شرائعهم الدينية. وهم يعتبرون موالين للنظام الذي يعيشون في ظله، وهم جنود شجعان، ونحن نعرف ذلك أفضل من غيرنا، لأننا نتشارك واياهم في الخدمة العسكرية الإجبارية وضمن جيش الاحتياط، كزملاء، كضباط، وكمنضبطين.
ما يحدث في هذه الأيام في هضبة الجولان هو امر نادر: فالدروز الإسرائيليون يطالبون دولتهم بالخروج لإنقاذ الدروز في سوريا، الذين يواجهون حسب قولهم تهديدا وجوديا. علقت الحكومة في ورطة ومعضلة حقيقية: من جانب واحد فهي تشعر بالالتزام العميق تجاه الدروز مواطني دولة إسرائيل، وكانت لتود الاستجابة لنداءاتهم اليائسة، ومن جانب آخر تخشى استيعاب اخوتهم بالقربى: ففي النهاية الحديث يدور عن أشخاص وفاءهم القومي ممنوح لوطنهم الأم، الحديث يدور عن مواطني دولة عدو، بل جنود أعداء، ولاءهم لبشار الأسد.
وبالطبع يوجد أيضا أمر آخر: دولة اليهود أعدت لاستيعاب يهود في ضائقة، وأعداد كبيرة من غير اليهود في ضائقة قد تزعزع استقرار الموازنة الديمغرافية وتحدث سابقة غير بسيطة.
حاليا يقول الناطقون الرسميون أنهم ينوون مساعدة الدروز في سوريا ومنع المس بهم، دون الدخول الى الأراضي السورية، هذا الأمر يسهل قوله، ولكن القيام به او تطبيقه يبقى أمرا صعبا بعض الشيء: إذا كان الحديث يدور عن موت محدق، فكيف إذا بالإمكان إنقاذهم من بعيد؟
فجأة يواجه الدروز التهديد الأساسي الذي يتعرض له الشعب اليهودي، والذي أوجد الحركة الصهيونية: ماذا يحدث عندما يتهدد الخطر وجود الدروز في مكان واحد، بينما الأبواب الأخرى مغلقة أمامهم؟ الجواب يتعلق، الى حد ما، بالقرار الإسرائيلي، ويعقل أنه في نهاية المطاف لن تكون هناك حاجة بقرار دراماتيكي أكثر من إقامة مستشفى ميداني على حدود هضبة الجولان المخصص لعلاج المصابين الدروز.
ولكن إذا كان القرار الإسرائيلي بعدم فتح البوابة بوجه الكثر، وإنما لا سمح الله، سيحدث أي شيء سيء للدروز، سيجد أبناء الطائفة أنفسهم في وضع جديد: إسرائيل هي بيتهم، هم يخدمون في الجيش، منهم من هو في مواقع قيادية كبرى، أنهم يتماثلون مع الدولة، ومنهم من يفخر بتسمية نفسه درزي صهيوني. منهم من يدعم أحزاب اليمين المتطرفة في إسرائيل، ومنهم بعض أعضاء الكنيست من هذه الأحزاب.
هل الرفض الإسرائيلي باستيعاب الدروز من سوريا هو خيانة إسرائيل لهم، أم أن الحديث يدور فعلا عن دولة مهمتها الأساسية أن تشكل بيتا مفتوحا لليهود الطالبين العيش فيها إن كانوا طردوا أو لأنهم اختاروا بقرار شخصي القيام بذلك؟ ولكن ليست هذه خيانة بل تشديد على مبادئ إسرائيل المعروفة.
حتى الآن كان الادعاء الدرزي أنه عدا عن الحديث المألوف عن "الميثاق الأبدي" فهم لا يحظون بمساواة كاملة في اسرائيل، ولا حتى لتقدير خاص على استعدادهم لمشاركة مصيرهم مع الأكثرية اليهودية.
من الآن فصاعدا قد يُطرح سؤال جديد: هل ترى إسرائيل نفسها ملجأ لليهود فقط أم أيضا للطائفة الدرزية الصغيرة المتماهية معهم؟ "حق العودة" أعد لليهود فقط، وحتى الآن لم يُطلب منا تغييره لمصلحة مجموعات مواطنين آخرين، لأن المسألة لم تُطرح على جدول الأعمال.
الوضع الجديد الذي حدث في سوريا يطرح أسئلة كثيرة لم يتنبأ بها مسبقا، وأحد أهمها هو كيف تنظر الأكثرية اليهودية الى الأقلية الدرزية، والى أي مدى هي مستعدة للمضي من أجل انقاذ دروز في ضائقة يتواجدون على بعد خطوة.
أعتقد أنه لا ينبغي على إسرائيل أن ترفض مسبقا أي احتمال لمساعدة الدروز، حتى إن مس الأمر بالقرار المبدئي الصائب بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية. الامتناع عن القيام بذلك سيضع علامة سؤال غير ودّية على معنى الوثاق الأبدي الذي بيننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ