Haneen
2015-08-10, 11:46 AM
أزمة الدروز: لنساعد بالحذر اللازم
بقلم : عوزي دايان،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن على إسرائيل الاستجابة لأي طلب درزي، وأن عليها الحفاظ على علاقتها بالدروز لأنهم أعلنوا ولائهم للدولة، كما أن على إسرائيل تقديم جميع أشكال العون للدروز في سوريا)
غدا سأسافر إلى شمال الجولان، حيث يدفن زميلي في السلاح سليم شوفي، الذي توفي قبل ثلاث سنوات. درزي فخور رأى في كل الدروز عائلة واحدة كبيرة، رجل هاديء ومتواضع لم يتحدث ابدا عن نفسه، مقاتل شجاع وصديق مخلص من النوع الذي يمكن الاعتماد عليه في كل وضع خطير، وكانت اوضاع كثيرة كهذه في الـ 82 سنة من حياته الصعبة والمشوقة.
هذه السنة اشعر بواجب خاص والتزام آخر للوصول إلى الحديقة الهادئة التي اقمناها لذكراه امام جبل الشيخ الذي كان بيته ـ ولنعده، ونعد عائلته وكل الطائفة بان حلف الدم الذي عقد بين الطائفة الدرزية وبين المجتمع في إسرائيل لا يزال قائما. وقد حان الوقت لتنفيذه، غذ أن الدروز في سوريا في خطر كبير. ولم تكن هذه سوى مسألة وقت إلى أن يهدد حمام الدماء في سوريا الاقلية الدرزية في هذه البلاد الوحشية والبائسة. الدروز، المخلصين مبدئيا للسلطة في كل واحدة من الدول الثلاثة التي يعيشون فيها، يشهدون انحلال السلطة السورية وضغطه المتزايد للوقوف والقتال إلى جانبه. اذا لم تفعلوا هذا، يقول رجال الاسد، فسنترككم لمصير معروف مسبقا لدى الجهاديين الذين يرون فيكم كفارا.
زمن أزمة هو للدروز في سوريا، وعلينا أن نقف ونضمن سلامتهم. فهم في خطر وجودي وفي يدنا منع ذلك. لدينا التزام لـ 120 الف من اخواننا الدروز في إسرائيل (الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي بنسبة اعلى من اليهود)، ومعنى هذا الالتزام ان علينا أن نساعد اخوانهم. هذا هو الزمن لان نري بان الحلف بيننا حقيقي وساري المفعول ليس فقط في اوقات الامن الجاري والقتال في سبيل أمن إسرائيل، بل وايضا عندما يكون الدروز في خطر.
كما أن العشرين الاف درزي الذين يعيشون في الجولان، ومعظمهم اختاروا البقاء موالين للحكم السوري وعدم الحصول على المواطنة الإسرائيلية، بدأوا يفهمون بان دولتهم الام آخذة في الاختفاء. كل مساعدة للدروز في سوريا ستعظم قوة مواطني إسرائيل الدروز في الجولان وستستقبل، في نهاية المطاف، بالترحاب وبالامتنان ايضا من الاغلبية اليتيمة من الحكم السوري.
هذه مصلحة امنية وطنية ـ إسرائيلية في أن في جنوب سوريا المتفككة والتي تسيطر عليها منظمات إرهابية إسلامية تكون مواقع لكيان عاطف او حيادي على الاقل ـ سواء في جبل الدروز ام على طول جبل الشيخ. منذ اليوم معظم خط الحدود الإسرائيلية ـ السورية تسيطر عليه منظمات الإرهاب، وعلى رأسهم جبهة النصرة، وهذا وضع يبشر بالشر. لكل موقع لكيان عاطف ستكون مساهمة امنية في المستقبل.
لا يحتاج الدروز لاحد ان يقاتل بدلا منهم. 750 الف درزي يعيشون في سوريا في ثلاث مناطق اكبرها جبل الدروز، سيعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم اذا ما تلقوا المساعدة اللازمة. على إسرائيل ان تواصل الاعلان عن التزامها بسلامة الدروز في سوريا وانها لن تسمح بالمس بهم، وبالمقابل ان تدعو دولا اخرى لعمل ذلك.
علينا ان نستجيب لكل طلب درزي بالمساعدة من خلال ارسال السلاح، تدريب القوات في دولة طرف ثالث، ارسال عتاد طبي وتموين وغيره. لا حاجة لتفصيل ما نفعل وبالاساس ما لا نفعل. علينا أن نشدد على أننا سنفعل كل ما يلزم. هكذا يبنى الردع الضروري جدا للدروز اليوم والقدرة على منع الحاجة للتدخل العسكري او ارسال قوة انقاذ لمنع المذبحة مثلما تعهدنا وحسب أن تعهدنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نحن أقوياء بما يكفي
كي نحتوي غطاس والزعبي وألف مثلهما
بقلم: درور ايدار،عن إسرائيل اليوم
المضمون:( يقول الكاتب أن على إسرائيل احتواء غطاس وزعبي وغيرهم، وأنه لا يجب الانجرار وراء الاستفزازات التي يقومون بها).
1. في بداية هذا الاسبوع دعوت الا نجعل النائب باسل غطاس بطلا وموضوعا للاخبار الرئيسة. من حقه ـ ولا سيما كنائب ـ ان يشارك في الاسطول الاستفزازي ضدنا. لهذا الغرض توجد مؤسسة الحصانة البرلمانية. ملزمون بان نشد على اسنانا ونحترم حرية التعبير؛ وبالاساس، محظور ان نتفكك عاطفيا. فكل رد فعل «غاضب»، «ثائر»، «باصق» للشتائم سيصيب هدفهم فقط. فقد تعلم من النائبة حنين الزعبي بان هذا مجدٍ؛ وبالاساس بسبب ردود الفعل الهستيرية عندنا.
أين الحدود؟ في مجال الحديث. طالما لا يمسون جسديا باحد ولا يدعون إلى العنف ضدنا، مسموح ان يقولوا اقوالا فظيعة، وفي احيان قريبة، فان العلاج الافضل للاستفزازات الغبية هو اللامبالاة. فالعاصفة الدورية تخدم كارهينا في العالم وتدل على عدم الثقة (مما يفرحهم بقدر لا يقل). فنحن اقوياء بما يكفي كي نحتوي غطاس والزعبي والف مثلهما. الاختلاف في رد فعلنا يعبر عن الفارق بين قصيري النفس وبين الراكضين إلى مسافات بعيدة. الشعب اليهودي عاد إلى دياره، وهذا يثير جنون هذه العصبة. خسارة ان نتدخل في فرحتهم. الديمقراطية الإسرائيلية قوية بما يكفي لتحتوي مواقف متطرفة كهذه. مطلوب الصبر. والايمان. وبعض حس الدعابة. بدلامن الانفجار، يمكن أن نتمنى للنائب غطاس سفرا ميموما؛ فليحذر من الامواج العالية ودوار البحر.
2. خسارة أن نائب وزير الداخلية يارون مزوز وقع في فخ الاستفزاز الدوري وفشل في لسانه. «أيها الحكماء احذروا في اقوالكم»، ولا سيما في المجتمع الإسرائيلي الذي يتأثر بكل قول حاد وكأنه هو الذي سيحسم مصيرنا. وانا اعتقد انه لم يقصد على الاطلاق مواطني إسرائيل العرب ولكن ايضا منتخبي الجمهور العرب المؤيدين تلقائيا لكل مبادرة تستهدف اضعاف إسرائيل يحق لهم بالتأكيد التعبير عن رأيهم. «قولوا شكرا أن»… هذا جدال الحارات. «اعيدوا بطاقات الهوية» ـ قول حاد وجدير بالشجب. ولا أزال لست شريكا في صرخات رد الفعل الشرطي من اليسار. مزوز قال اقواله بحماسة الجدال امام هتافات استهدفت اخراجه عن توازنه، وأغلب الظن نجحت. لا توجد هنا أي عقيدة سياسية او ميل ايديولوجي. اذن قال.
وعندها صعد رئيس الوزراء وقال لكل مواطني إسرائيل، يهودا وغير يهود، الحق المتساوي لان ينتخبوا ويُنتخبوا. «هذا حق كوني لا جدال فيه. لكم حق مكتسب لان تقولوا كلمتكم، ونحن سنحميها». حتى هنا ظاهرا على ما يرام. غير أن نتنياهو اضاف بانه غير ملزم بان يتفق مع الازدواجية الاخلاقية. من جهة يتهم النواب العرب مقاتلينا بـ «جرائم الحرب» ومن جهة اخرى لم نسمع منهم تنديدات بجرائم الحرب الحقيقية في سوريا وفي اليمن. «عن الحق ندافع؛ وعلى الازدواجية الاخلاقية نهاجم».
لماذا انقض النواب من ميرتس على هذه الاقوال؟ فهذه اعادة صياغة للقول الذي ينسب لفولتير «اعارض ما تقول ولكني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول هذا!». من الواجب ان ندافع عن حرية التعبير للنواب العرب، ولكن بنفس القدر من الواجب الدفاع عن جنودنا من الاتهامات العابثة. هذا معقد بعض الشيء لبعض الرفاق الذين يسعون لان يفرضوا علينا صياغاتهم. لقد سبق أن ذكرنا ذات مرة بانه يوجد هناك في اليسار الإسرائيلي من هم مستعدون لان يدافعوا حتى الموت عن حقنا… للتفكير مثلهم….
3. على الفور انطلقت التساؤلات المزايدة، هل الليكود يواصل طريق جابوتنسكي الذي كما هو معروف دعا للحفاظ على حقوق العرب ودمجهم باحترام في الدولة اليهودية المستقبلية.
الليكود ليس حيروت فقط؛ فالحديث يدور عن حركة شعبية تضم ليس فقط تلاميذ جابوتنسكي. ومع ذلك جابوتنسكي كان مجادلا بارعا عبر عن نفسه بحدة اكبر من الاقوال الناعمة التي عصفت بنا مؤخرا. ففي المقدمة لمقاله الشهير «الحائط الحديدي» اقسم جابوتنسكي الا يخرق المساواة في الحقوق للعرب، ولكن على الفور من ذلك كتب بان السلام «ليس معتقلا بموقفنا من العرب، بل فقط بموقف العرب من الصهيونية». وها هو مرة اخرى: الدفاع عن الحق في الانتخاب والتعبير بالتوازي مع الرؤية الواعية للب الخلاف. كفى للعواصف المصطنعة. يجدر بنا ان نهدأ. في رواية «شمشون» التي كتبها جابوتنسكي: «حتى الحقيقة لا يجب أن تقدم إلى الطاولة بأوان مليئة». بالفعل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأمم المتحدة تخلد الاحتلال
غياب النزاهة السياسية في التقرير الدولي حول عملية الجرف الصامد يسهم في تكريس المعاناة
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب إن تقرير الأمم المتحدة لم يكن نزيها لذلك، سيساهم في غياب السلام وبقاء الاحتلال وسيبقى الوضع على ما هو عليه، ويقول الكاتب أن على إسرئيل مواجهة التقرير بالتحقيق المعمق في كل حادثة)
من الواضح جدا ما هو الرد القانوني المناسب على تقرير الامم المتحدة حول عملية الجرف الصامد: تحقيق إسرائيلي معمق في كل حادث من الاحداث التي توجد حولها شكوك بأن الجيش الإسرائيلي استخدم القوة ضد مواطنين مدنيين بطريقة غير معقولة وغير مبررة. هذا التحقيق مطلوب ايضا كي نستطيع أن نكون راضين عن أنفسنا وقيمنا، وكي نستطيع الوقوف أمام الرأي العام الدولي بأيدي نظيفة. اذا أثبتت إسرائيل أنها تبذل جهودا قصوى من اجل أن تبقى أخلاقية حتى عندما تحارب الاصوليين ـ فستكون مكانتها جيدة، اخلاقيا وقانونيا وسمعة.
من الواضح جدا ما هو الرد السياسي الامني المناسب على تقرير الامم المتحدة حول عملية الجرف الصامد: تغيير الاتجاه. يجب على المستوى السياسي في إسرائيل أن يفهم أن الجمود السياسي خطير، ومن غير مبادرة سياسية قد نضطر إلى جولة اخرى من الحرب الغير متكافئة في الجنوب والشمال، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى عزلة دولية شاملة. ويجب على المستوى العسكري في إسرائيل أن يفهم أن استراتيجية الضاحية (القصف الكثيف للمدنيين) هي استراتيجية مرفوضة، وعليه أن يطور طرق جديدة أكثر دقة من اجل مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله.
لكن يجب قول الحقيقة: تقرير الامم المتحدة حول الجرف الصامد هو تقرير مشوه، ويجب عليه استفزاز كل انسان عاقل. الوثيقة المفصلة التي تشمل 183 صفحة تعاني من خلل خطير: غياب الصلة.
لا يعطي التقرير وزن ملائم لحقيقة أنه في عام 1993 فتحت إسرائيل قلبها للسلام، وأعطت ياسر عرفات الثقة وسمحت له باقامة كيان مستقل نسبيا في قطاع غزة. وايضا التقرير لا يعطي أي وزن لحقيقة أن إسرائيل وافقت في عام 2000 على الانسحاب من قطاع غزة واقامة دولة فلسطينية سيادية فيها وفي الضفة الغربية. ولا يعطي التقرير أي وزن مناسب لحقيقة أن إسرائيل هدمت في 2005، 24 تجمعا واقتلعت 8 آلاف انسان من منازلهم من اجل حصول الفلسطينيين، لاول مرة في التاريخ، على حكم ذاتي خاص بهم. ولا يعطي التقرير وزن ملائم لحقيقة أن نتيجة كل هذه الافعال الإسرائيلية ـ التي سعت إلى انهاء الاحتلال وتقريب السلام ـ لم تكن ظهور فلسطين المسالمة والانسانية، بل ظهور حماستان المستبدة والعنيفة والقمعية تجاه الفلسطينيين والمعتدية تجاه الإسرائيليين.
ماذا حدث للإسرائيليين. يسأل الكثيرون في الآونة الاخيرة في نيويورك، لندن وشارع زلمان شوكن. ما حدث للإسرائيليين هو أنهم مرة تلو الاخرى حاولوا فعل الشيء الصحيح، لكن اشتعال هذا الفعل تسبب بعدم منحهم الاعتماد. الآن هم يقولون لأنفسهم، اذا كان العالم واليسار في كل الاحوال ضدنا، فيفضل أن نعيش على سيوفنا وأن نحافظ على ارضنا وأن لا نعطي عدونا اراض اخرى.
القاضية ميري ديفيس وزميلها دودو ديان، كانت نيتهما جيدة. لكن النوايا الجيدة أخذتهما إلى مكان سيء جدا. لماذا؟ لأن كل إسرائيلي عاقل سيقول لنفسه إنه من الافضل السيطرة على شعب آخر، بدلا من الانسحاب، والتعرض للهجوم والذهاب إلى لاهاي عند الدفاع عن النفس. وكل فلسطيني عاقل يقول لنفسه الآن إنه من الافضل عدم اجراء المفاوضات مع إسرائيل، بل الضغط عليها بواسطة الإرهاب وسلب شرعيتها. وكل رجل عاقل في حزب الله سيقول لنفسه إن المجتمع الدولي سيعمل على اضعاف إسرائيل ويجعلها اكثر قابلية للاصابة، ويمكن اطلاق آلاف الصواريخ عليها من داخل المناطق المأهولة بالسكان.
هذه الاستنتاجات الثلاثة سيكون لها ثلاثة تأثيرات: تخليد الاحتلال، إبعاد السلام وتقريب الحرب. واذا سُفك الدم هنا في المستقبل القريب فان مسؤولية ذلك ستقع على الاطراف العمياء للنزاهة السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بقلم : عوزي دايان،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب أن على إسرائيل الاستجابة لأي طلب درزي، وأن عليها الحفاظ على علاقتها بالدروز لأنهم أعلنوا ولائهم للدولة، كما أن على إسرائيل تقديم جميع أشكال العون للدروز في سوريا)
غدا سأسافر إلى شمال الجولان، حيث يدفن زميلي في السلاح سليم شوفي، الذي توفي قبل ثلاث سنوات. درزي فخور رأى في كل الدروز عائلة واحدة كبيرة، رجل هاديء ومتواضع لم يتحدث ابدا عن نفسه، مقاتل شجاع وصديق مخلص من النوع الذي يمكن الاعتماد عليه في كل وضع خطير، وكانت اوضاع كثيرة كهذه في الـ 82 سنة من حياته الصعبة والمشوقة.
هذه السنة اشعر بواجب خاص والتزام آخر للوصول إلى الحديقة الهادئة التي اقمناها لذكراه امام جبل الشيخ الذي كان بيته ـ ولنعده، ونعد عائلته وكل الطائفة بان حلف الدم الذي عقد بين الطائفة الدرزية وبين المجتمع في إسرائيل لا يزال قائما. وقد حان الوقت لتنفيذه، غذ أن الدروز في سوريا في خطر كبير. ولم تكن هذه سوى مسألة وقت إلى أن يهدد حمام الدماء في سوريا الاقلية الدرزية في هذه البلاد الوحشية والبائسة. الدروز، المخلصين مبدئيا للسلطة في كل واحدة من الدول الثلاثة التي يعيشون فيها، يشهدون انحلال السلطة السورية وضغطه المتزايد للوقوف والقتال إلى جانبه. اذا لم تفعلوا هذا، يقول رجال الاسد، فسنترككم لمصير معروف مسبقا لدى الجهاديين الذين يرون فيكم كفارا.
زمن أزمة هو للدروز في سوريا، وعلينا أن نقف ونضمن سلامتهم. فهم في خطر وجودي وفي يدنا منع ذلك. لدينا التزام لـ 120 الف من اخواننا الدروز في إسرائيل (الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي بنسبة اعلى من اليهود)، ومعنى هذا الالتزام ان علينا أن نساعد اخوانهم. هذا هو الزمن لان نري بان الحلف بيننا حقيقي وساري المفعول ليس فقط في اوقات الامن الجاري والقتال في سبيل أمن إسرائيل، بل وايضا عندما يكون الدروز في خطر.
كما أن العشرين الاف درزي الذين يعيشون في الجولان، ومعظمهم اختاروا البقاء موالين للحكم السوري وعدم الحصول على المواطنة الإسرائيلية، بدأوا يفهمون بان دولتهم الام آخذة في الاختفاء. كل مساعدة للدروز في سوريا ستعظم قوة مواطني إسرائيل الدروز في الجولان وستستقبل، في نهاية المطاف، بالترحاب وبالامتنان ايضا من الاغلبية اليتيمة من الحكم السوري.
هذه مصلحة امنية وطنية ـ إسرائيلية في أن في جنوب سوريا المتفككة والتي تسيطر عليها منظمات إرهابية إسلامية تكون مواقع لكيان عاطف او حيادي على الاقل ـ سواء في جبل الدروز ام على طول جبل الشيخ. منذ اليوم معظم خط الحدود الإسرائيلية ـ السورية تسيطر عليه منظمات الإرهاب، وعلى رأسهم جبهة النصرة، وهذا وضع يبشر بالشر. لكل موقع لكيان عاطف ستكون مساهمة امنية في المستقبل.
لا يحتاج الدروز لاحد ان يقاتل بدلا منهم. 750 الف درزي يعيشون في سوريا في ثلاث مناطق اكبرها جبل الدروز، سيعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم اذا ما تلقوا المساعدة اللازمة. على إسرائيل ان تواصل الاعلان عن التزامها بسلامة الدروز في سوريا وانها لن تسمح بالمس بهم، وبالمقابل ان تدعو دولا اخرى لعمل ذلك.
علينا ان نستجيب لكل طلب درزي بالمساعدة من خلال ارسال السلاح، تدريب القوات في دولة طرف ثالث، ارسال عتاد طبي وتموين وغيره. لا حاجة لتفصيل ما نفعل وبالاساس ما لا نفعل. علينا أن نشدد على أننا سنفعل كل ما يلزم. هكذا يبنى الردع الضروري جدا للدروز اليوم والقدرة على منع الحاجة للتدخل العسكري او ارسال قوة انقاذ لمنع المذبحة مثلما تعهدنا وحسب أن تعهدنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نحن أقوياء بما يكفي
كي نحتوي غطاس والزعبي وألف مثلهما
بقلم: درور ايدار،عن إسرائيل اليوم
المضمون:( يقول الكاتب أن على إسرائيل احتواء غطاس وزعبي وغيرهم، وأنه لا يجب الانجرار وراء الاستفزازات التي يقومون بها).
1. في بداية هذا الاسبوع دعوت الا نجعل النائب باسل غطاس بطلا وموضوعا للاخبار الرئيسة. من حقه ـ ولا سيما كنائب ـ ان يشارك في الاسطول الاستفزازي ضدنا. لهذا الغرض توجد مؤسسة الحصانة البرلمانية. ملزمون بان نشد على اسنانا ونحترم حرية التعبير؛ وبالاساس، محظور ان نتفكك عاطفيا. فكل رد فعل «غاضب»، «ثائر»، «باصق» للشتائم سيصيب هدفهم فقط. فقد تعلم من النائبة حنين الزعبي بان هذا مجدٍ؛ وبالاساس بسبب ردود الفعل الهستيرية عندنا.
أين الحدود؟ في مجال الحديث. طالما لا يمسون جسديا باحد ولا يدعون إلى العنف ضدنا، مسموح ان يقولوا اقوالا فظيعة، وفي احيان قريبة، فان العلاج الافضل للاستفزازات الغبية هو اللامبالاة. فالعاصفة الدورية تخدم كارهينا في العالم وتدل على عدم الثقة (مما يفرحهم بقدر لا يقل). فنحن اقوياء بما يكفي كي نحتوي غطاس والزعبي والف مثلهما. الاختلاف في رد فعلنا يعبر عن الفارق بين قصيري النفس وبين الراكضين إلى مسافات بعيدة. الشعب اليهودي عاد إلى دياره، وهذا يثير جنون هذه العصبة. خسارة ان نتدخل في فرحتهم. الديمقراطية الإسرائيلية قوية بما يكفي لتحتوي مواقف متطرفة كهذه. مطلوب الصبر. والايمان. وبعض حس الدعابة. بدلامن الانفجار، يمكن أن نتمنى للنائب غطاس سفرا ميموما؛ فليحذر من الامواج العالية ودوار البحر.
2. خسارة أن نائب وزير الداخلية يارون مزوز وقع في فخ الاستفزاز الدوري وفشل في لسانه. «أيها الحكماء احذروا في اقوالكم»، ولا سيما في المجتمع الإسرائيلي الذي يتأثر بكل قول حاد وكأنه هو الذي سيحسم مصيرنا. وانا اعتقد انه لم يقصد على الاطلاق مواطني إسرائيل العرب ولكن ايضا منتخبي الجمهور العرب المؤيدين تلقائيا لكل مبادرة تستهدف اضعاف إسرائيل يحق لهم بالتأكيد التعبير عن رأيهم. «قولوا شكرا أن»… هذا جدال الحارات. «اعيدوا بطاقات الهوية» ـ قول حاد وجدير بالشجب. ولا أزال لست شريكا في صرخات رد الفعل الشرطي من اليسار. مزوز قال اقواله بحماسة الجدال امام هتافات استهدفت اخراجه عن توازنه، وأغلب الظن نجحت. لا توجد هنا أي عقيدة سياسية او ميل ايديولوجي. اذن قال.
وعندها صعد رئيس الوزراء وقال لكل مواطني إسرائيل، يهودا وغير يهود، الحق المتساوي لان ينتخبوا ويُنتخبوا. «هذا حق كوني لا جدال فيه. لكم حق مكتسب لان تقولوا كلمتكم، ونحن سنحميها». حتى هنا ظاهرا على ما يرام. غير أن نتنياهو اضاف بانه غير ملزم بان يتفق مع الازدواجية الاخلاقية. من جهة يتهم النواب العرب مقاتلينا بـ «جرائم الحرب» ومن جهة اخرى لم نسمع منهم تنديدات بجرائم الحرب الحقيقية في سوريا وفي اليمن. «عن الحق ندافع؛ وعلى الازدواجية الاخلاقية نهاجم».
لماذا انقض النواب من ميرتس على هذه الاقوال؟ فهذه اعادة صياغة للقول الذي ينسب لفولتير «اعارض ما تقول ولكني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول هذا!». من الواجب ان ندافع عن حرية التعبير للنواب العرب، ولكن بنفس القدر من الواجب الدفاع عن جنودنا من الاتهامات العابثة. هذا معقد بعض الشيء لبعض الرفاق الذين يسعون لان يفرضوا علينا صياغاتهم. لقد سبق أن ذكرنا ذات مرة بانه يوجد هناك في اليسار الإسرائيلي من هم مستعدون لان يدافعوا حتى الموت عن حقنا… للتفكير مثلهم….
3. على الفور انطلقت التساؤلات المزايدة، هل الليكود يواصل طريق جابوتنسكي الذي كما هو معروف دعا للحفاظ على حقوق العرب ودمجهم باحترام في الدولة اليهودية المستقبلية.
الليكود ليس حيروت فقط؛ فالحديث يدور عن حركة شعبية تضم ليس فقط تلاميذ جابوتنسكي. ومع ذلك جابوتنسكي كان مجادلا بارعا عبر عن نفسه بحدة اكبر من الاقوال الناعمة التي عصفت بنا مؤخرا. ففي المقدمة لمقاله الشهير «الحائط الحديدي» اقسم جابوتنسكي الا يخرق المساواة في الحقوق للعرب، ولكن على الفور من ذلك كتب بان السلام «ليس معتقلا بموقفنا من العرب، بل فقط بموقف العرب من الصهيونية». وها هو مرة اخرى: الدفاع عن الحق في الانتخاب والتعبير بالتوازي مع الرؤية الواعية للب الخلاف. كفى للعواصف المصطنعة. يجدر بنا ان نهدأ. في رواية «شمشون» التي كتبها جابوتنسكي: «حتى الحقيقة لا يجب أن تقدم إلى الطاولة بأوان مليئة». بالفعل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأمم المتحدة تخلد الاحتلال
غياب النزاهة السياسية في التقرير الدولي حول عملية الجرف الصامد يسهم في تكريس المعاناة
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
المضمون:( يقول الكاتب إن تقرير الأمم المتحدة لم يكن نزيها لذلك، سيساهم في غياب السلام وبقاء الاحتلال وسيبقى الوضع على ما هو عليه، ويقول الكاتب أن على إسرئيل مواجهة التقرير بالتحقيق المعمق في كل حادثة)
من الواضح جدا ما هو الرد القانوني المناسب على تقرير الامم المتحدة حول عملية الجرف الصامد: تحقيق إسرائيلي معمق في كل حادث من الاحداث التي توجد حولها شكوك بأن الجيش الإسرائيلي استخدم القوة ضد مواطنين مدنيين بطريقة غير معقولة وغير مبررة. هذا التحقيق مطلوب ايضا كي نستطيع أن نكون راضين عن أنفسنا وقيمنا، وكي نستطيع الوقوف أمام الرأي العام الدولي بأيدي نظيفة. اذا أثبتت إسرائيل أنها تبذل جهودا قصوى من اجل أن تبقى أخلاقية حتى عندما تحارب الاصوليين ـ فستكون مكانتها جيدة، اخلاقيا وقانونيا وسمعة.
من الواضح جدا ما هو الرد السياسي الامني المناسب على تقرير الامم المتحدة حول عملية الجرف الصامد: تغيير الاتجاه. يجب على المستوى السياسي في إسرائيل أن يفهم أن الجمود السياسي خطير، ومن غير مبادرة سياسية قد نضطر إلى جولة اخرى من الحرب الغير متكافئة في الجنوب والشمال، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى عزلة دولية شاملة. ويجب على المستوى العسكري في إسرائيل أن يفهم أن استراتيجية الضاحية (القصف الكثيف للمدنيين) هي استراتيجية مرفوضة، وعليه أن يطور طرق جديدة أكثر دقة من اجل مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله.
لكن يجب قول الحقيقة: تقرير الامم المتحدة حول الجرف الصامد هو تقرير مشوه، ويجب عليه استفزاز كل انسان عاقل. الوثيقة المفصلة التي تشمل 183 صفحة تعاني من خلل خطير: غياب الصلة.
لا يعطي التقرير وزن ملائم لحقيقة أنه في عام 1993 فتحت إسرائيل قلبها للسلام، وأعطت ياسر عرفات الثقة وسمحت له باقامة كيان مستقل نسبيا في قطاع غزة. وايضا التقرير لا يعطي أي وزن لحقيقة أن إسرائيل وافقت في عام 2000 على الانسحاب من قطاع غزة واقامة دولة فلسطينية سيادية فيها وفي الضفة الغربية. ولا يعطي التقرير أي وزن مناسب لحقيقة أن إسرائيل هدمت في 2005، 24 تجمعا واقتلعت 8 آلاف انسان من منازلهم من اجل حصول الفلسطينيين، لاول مرة في التاريخ، على حكم ذاتي خاص بهم. ولا يعطي التقرير وزن ملائم لحقيقة أن نتيجة كل هذه الافعال الإسرائيلية ـ التي سعت إلى انهاء الاحتلال وتقريب السلام ـ لم تكن ظهور فلسطين المسالمة والانسانية، بل ظهور حماستان المستبدة والعنيفة والقمعية تجاه الفلسطينيين والمعتدية تجاه الإسرائيليين.
ماذا حدث للإسرائيليين. يسأل الكثيرون في الآونة الاخيرة في نيويورك، لندن وشارع زلمان شوكن. ما حدث للإسرائيليين هو أنهم مرة تلو الاخرى حاولوا فعل الشيء الصحيح، لكن اشتعال هذا الفعل تسبب بعدم منحهم الاعتماد. الآن هم يقولون لأنفسهم، اذا كان العالم واليسار في كل الاحوال ضدنا، فيفضل أن نعيش على سيوفنا وأن نحافظ على ارضنا وأن لا نعطي عدونا اراض اخرى.
القاضية ميري ديفيس وزميلها دودو ديان، كانت نيتهما جيدة. لكن النوايا الجيدة أخذتهما إلى مكان سيء جدا. لماذا؟ لأن كل إسرائيلي عاقل سيقول لنفسه إنه من الافضل السيطرة على شعب آخر، بدلا من الانسحاب، والتعرض للهجوم والذهاب إلى لاهاي عند الدفاع عن النفس. وكل فلسطيني عاقل يقول لنفسه الآن إنه من الافضل عدم اجراء المفاوضات مع إسرائيل، بل الضغط عليها بواسطة الإرهاب وسلب شرعيتها. وكل رجل عاقل في حزب الله سيقول لنفسه إن المجتمع الدولي سيعمل على اضعاف إسرائيل ويجعلها اكثر قابلية للاصابة، ويمكن اطلاق آلاف الصواريخ عليها من داخل المناطق المأهولة بالسكان.
هذه الاستنتاجات الثلاثة سيكون لها ثلاثة تأثيرات: تخليد الاحتلال، إبعاد السلام وتقريب الحرب. واذا سُفك الدم هنا في المستقبل القريب فان مسؤولية ذلك ستقع على الاطراف العمياء للنزاهة السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ