تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 30



Haidar
2012-02-05, 10:39 AM
أقلام وآراء{nl}حيرة «حماس» حيال الثورة{nl}بقلم: سامي حسن عن الحياة اللندنية{nl}مون.. وسياسة المكيالين والتهميش لذوي الأسرى{nl}بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية{nl}إسرائيل بين إيران وأذربيجان؟{nl}بقلم: محمد السماك عن الشروق المصرية{nl}الليكوديون يستحضرون برنامج "ضفتان للاردن" مجددا!{nl}بقلم: نواف الزرو عن العرب اليوم الاردنية{nl}وصفة للتعامل مع إيران{nl}بقلم: جيمس زغبي عن الاتحاد الاماراتية{nl}نيرون آخر يحرق سورية!!{nl}بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية{nl}الانتفاضات العربية: متى تتحقّق مطالب الطبقات الثائرة؟{nl}بقلم: سلامة كيلة عن الاخبار البيروتية{nl}حيرة «حماس» حيال الثورة{nl}بقلم: سامي حسن عن الحياة اللندنية{nl}على رغم مسارعة حركة حماس لمباركة ثورات الربيع العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا، بعد انتصارها، إلا أنها، انطلاقاً من ذريعة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لم تكن من أولئك الذين تحمسوا لإعلان موقف واضح ومبكر لحظة اندلاع تلك الثورات؟!{nl}وربما تكون الحالة السورية هي الاستثناء في موقف حماس، التي لم تخف انحيازها لحليفها النظام السوري في بدايات الانتفاضة الشعبية التي تفجرت أواسط آذار (مارس) الماضي. الأمر الذي عبر عنه حينذاك، رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي تبنى خطاب النظام حول الممانعة، واحتضان المقاومة، وعدم حاجة سورية إلا لبعض الإصلاحات الداخلية. لكن أسباباً كثيرة ومتناقضة، دفعت حماس لتغيير موقفها، ليس لجهة الابتعاد عن النظام وتأييد الانتفاضة الشعبية، وإنما باتجاه مسك العصا من المنتصف، وعدم الانحياز لأي من الطرفين المتصارعين.{nl}فمن ناحية، تعتبر حركة حماس جزءاً من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يؤيد الثورة السورية، والذي يضم إخوان سورية المعارضين للنظام والشريك الأساسي في المجلس الوطني. كما أن هناك الكثير من الدول العربية والإقليمية الداعمة لحماس هي اليوم على خلاف مع النظام السوري، الذي يعتبر هذه الدول من أهم أطراف «المؤامرة الصهيو أميركية» ضده؟!{nl}إضافة إلى ما سبق، ولأسباب دينية، فإن القاعدة الجماهيرية، الفلسطينية منها والعربية، لحركة حماس، هي عموماً منحازة للثورة في سورية.{nl}ومن ناحية أخرى، فإن هناك مجموعة من الحلفاء الذين ستخسرهم حماس في حال انحازت للانتفاضة. أولهم، النظام السوري نفسه، الذي يقدم لها الدعم السياسي واللوجيستي. وثانيهم إيران، التي تعتبر من مصادر التمويل الرئيسة لحماس. وعلى ما يبدو فإن حماس ليست اليوم في وارد خسارة هذين الحليفين، على رغم أن تعويض الخسارة هو في متناول يدها، لا سيما بعد وصول الإسلاميين للسلطة في كل من مصر وليبيا وتونس. {nl}في هذا السياق، يمكن الزعم بأن ما يساعد حماس على استمرار تمسكها بحليفيها المذكورين، هو قناعة القوى صاحبة التأثير فيها، بأن هذا التخلي لن يكون له أثر مهم على مجريات الصراع؟{nl}فإذا كانت حماس، الآن، قد اختارت الوقوف على الحياد من الصراع الدائر في سورية، فما الذي يجبر النظام السوري على تفهم موقفها وعدم اتخاذ أية خطوات تصعيدية نوعية بحقها؟ ولا شك في أن النظام الذي نجح في توسيع جبهة خصومه على المستوى الداخلي والعربي والإقليمي والدولي، هو اليوم بحاجة لأي حليف، يقف معه. فما بالك إذا كان هذا الحليف من أولئك الذين يقدمون شهادات المقاومة والممانعة. {nl}ولهذا السبب بالضبط، فإنه مستعد، على مضض، للقبول بالموقف المحايد لحماس. خلاصة القول، وعلى خلاف ما يرى البعض من أن حركة حماس قد بدأت تعد العدة لحسم موقفها باتجاه الانحياز للثورة السورية، إننا نميل للاعتقاد بأن هذا الانحياز لن يحصل قبل ربع الساعة الأخير من عمر النظام. فلدى الحركة، على ما يبدو، قناعة مفادها أن هناك توازناً في القوى بين معسكري النظام والثورة، وأن مصلحة حماس تقتضي منها المحافظة على شعرة معاوية، وعدم حسم موقفها لمصلحة أي من طرفي الصراع.{nl}مون.. وسياسة المكيالين والتهميش لذوي الأسرى{nl}بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية{nl}الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قال خلال جولته في المنطقة «أتفهم احباطات الشعب الفلسطيني بانه تحت احتلال، وتحمل الصعوبات والتحديات دون ان يكون هناك آفاق واضحة متى سينتهي الامر»، لكن من يتفهم هذه الاحباطات لهذا الشعب الذي يعاني منذ اكثر من ستة عقود من ظلم وتجاهل المجتمع الدولي لحقوقه المشروعة، لا ينحاز إلى جانب الاحتلال الاستيطاني وبخاصة من شخصية «أممية» ترأس الامم المتحدة، شخصية تسوق نفسها على انها «حيادية» و«استقلالية» ولا علاقة لها بسياسة «الكيل بمكيالين»، ولا النظر إلى الواقع بعين واحدة، وان هدفه ومساعيه هي على الدوام اشاعة السلام والامن في العالم ورعاية حقوق الانسان وما إلى ذلك من قيم وأخلاقيات راقية تستحق التقدير والاحترام.{nl}ولكن اين تلك الادعاءات والترويج في السوق العربية والعالمية لهذه الصورة من الواقع الملموس، بعد ان رفض الامين العام للامم المتحدة الذي يزور «اسرائيل» والاراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من يونيو العام 1967، ان يضع على جدول زيارته إلى غزة اي لقاء مع اكثر الفلسطينيين «احباطا» و«عذابا» و«ألما» وهم ذوو الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ومع ذوي الشهداء واصحاب المنازل التي دمرتها آلة العدوان الاسرائيلي الوحشية.{nl}هذا الموقف المرفوض انسانيا واخلاقيا والذي لا يمكن تفسيره الا انه يتناقض تناقضا صارخا مع تصريحاته عن «التفهم لاحباطات» الشعب الفلسطيني، وتناقضا مع كل بضاعته الفاسدة التي يسوقها عن «حياديته» و«استقلاليته»، ويتناقض مع موقعه كأمين عام للامم المتحدة، الذي يوجب عليه الاهتمام ومراعاة شؤون اللاجئين الفلسطينيين الذين بينهم اسرى في سجون الاحتلال وشهداء سقطوا خلال الاعتداءات والاجتياحات التي دمرت منازلهم.{nl}وفوق ذلك كله، فإنه برفضه استقبال ذوي الاسرى والشهداء والذين دمر الاحتلال منازلهم، واستقباله في زيارة سابقة لعائلة الاسير الاسرائيلي «الذي اطلقته المقاومة الفلسطينية» في صفقة «تبادل الأسرى» مؤخرا الجندي جلعاد شاليت، الذي اسر وهو فوق دبابته التي دمرت الكثير من منازل اللاجئين الفلسطينيين وقتلت وجرحت الكثيرين ايضا، وتمنياته الافراج عن شاليت بل دعواته للمقاومة بالافراج عنه، في حين ان السجون الاسرائيلية تغص بالاسرى الذين خطفتهم قوات الاحتلال من منازلهم ومن مزارعهم ومن على الحواجز، ومن بينهم اطفال ونساء واعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب، يجسد سياسة بان كي مون الانحيازية التي لا تخطئها عين وسياسة الكيل بمكيالين بامتياز، وسياسة التجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني، بل وتجاهل حق هذا اللاجئ «المحبط» في ايصال شكواه وقضيته إلى الامين العام للامم المتحدة، وهذا اللقاء الذي رفضه مون ليس منحة او هبة منه بل انه حق لهذا اللاجئ المفترض انه بحماية الامم المتحدة وبحماية اتفاقية جنيف الرابعة.{nl}ورفض مون استقبال اسر الاسرى والشهداء والمنازل المدمرة لم يكن مفاجئا او صادما، فالامم المتحدة التي تتحرك بـ «الريموت كنترول» الاميركي - الاسرائيلي، تمارس سياسة تهميش وتجاهل ليس للاجئين الفلسطينيين فحسب بل وللقضية الفلسطينية وكل القرارات الدولية ذات الصلة بهذه القضية العادلة، وما التصريحات التي تصدر عن مون وغيره في الامم المتحدة ليست الا للاستهلاك الاعلامي.. فلا يمكن الاختباء خلف الاصبع.. وما يقوله مون يفضحه فعله غير الانساني والمؤلم لذوي الاسرى والشهداء والمدمرة منازلهم الذين يحق لهم ان يستقبلوه بالحجارة والأحذية.{nl}إسرائيل بين إيران وأذربيجان؟{nl}بقلم: محمد السماك عن الشروق المصرية{nl}فى عام 1991 استقلت أذربيجان عن الاتحاد السوفييتى السابق. ومنذ ذلك الوقت أصبحت الدولة الشيعية الثانية بعد إيران. لم تكن المذهبية هى العامل الوحيد الذى يفترض أن يجمع بين الدولتين. هناك عوامل عديدة أخرى. منها أن ثلث الشعب الإيرانى يتحدر من أصول أذرية. ومنها أيضا أن لإيران ولأذربيجان شواطئ على بحر قزوين الغنى بالنفط والغاز. لكن أذربيجان وجدت نفسها، لغويا وثقافيا وحتى سياسيا، أقرب إلى تركيا منها إلى إيران. وثبت ذلك عندما انفجرت الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا حول السيادة على إقليم ناكورنى كاراباخ. فالإقليم يقع جغرافيًا فى قلب أذربيجان، إلا أن الأكثرية الساحقة من سكانه من الأرمن. تطورت الأزمة بين الدولتين إلى حرب، وقفت خلالها إيران إلى جانب أرمينيا، ووقفت تركيا إلى جانب أذربيجان. ربحت أرمينيا الحرب وضمت الإقليم إليها بالقوة الأمر الذى ولّد مرارة شديدة لدى الآذريين من إيران.{nl}دفعت هذه المرارة الرئيس الأذرى إلهام علييف إلى التعامل مع إسرائيل. شجعه على ذلك علاقات التعاون التى كانت قائمة بين تركيا وإسرائيل. ولكن بعد أن ساءت هذه العلاقات كانت أذربيجان قد قطعت أشواطا بعيدة فى التعاون السياسى والاقتصادى والعسكرى، لم تعد ترى مصلحة آنية لها للتراجع عنه. من مؤشرات ذلك أن إسرائيل تستورد من أذربيجان أكثر من ثلث حاجتها من النفط الخام. وقد وصلت قيمة فاتورتها النفطية فى عام 2008 حوالى 3.6 مليار دولار.{nl}●●●{nl}وتتولى شركة إسرائيلية ــ أذرية تشغيل وإدارة شبكة الاتصالات اللاسلكية خاصة الهاتف المحمول فى أذربيجان. أما عسكريا، فإن أذربيجان تستورد من إسرائيل معظم حاجاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية. وبموجب ذلك يقوم خبراء عسكريون إسرائيليون بتدريب القوات الأذرية على استخدام هذه الأسلحة. حاولت تركيا عبثا، بعد انهيار علاقاتها مع إسرائيل، حثّ الرئيس علييف على إعادة النظر فى هذا التعاون، ولكن دون جدوى. وقدمت له عروضا بديلة مغرية للتعاون الاقتصادى والعسكرى. فإن الرئيس الأذرى المطمئن إلى صيغة تعاونه مع إسرائيل، رفض العروض التركية من دون أن يدير ظهره لأنقرة. وقد شجعه على ذلك أن تعاونه مع إسرائيل وفر له مظلة أمريكية تشكل قوة ردع معنوية تتصدى للطموحات الروسية التقليدية فى بحر قزوين والقوقاز. وأيا يكن من أمر، فإن النفط الأذرى الذى تستورده إسرائيل يضخ بالأنابيب إلى ميناء جيهان التركى على المتوسط، ومن هناك تنقله الشاحنات البحرية إلى ميناء حيفا.{nl}وهكذا يبدو أن ثمة تفاهما أذريا ـ أمريكيا ــ يتجاوز الموقف التركى ــ مقابل التفاهم الإيرانى ــ الروسى. وفيما تدعم إسرائيل التفاهم الأول، تحرّض العالم ضد التفاهم الثانى على خلفية الملف النووى الإيرانى.{nl}وإذا كانت تركيا قد فشلت فى جرّ أذربيجان بعيدا عن إسرائيل اقتداء بما فعلته هى نفسها منذ الجريمة التى ارتكتبها القوات الإسرائيلية فى المياه الدولية ضد سفينة المساعدات الإنسانية التركية إلى غزة، فان إيران تحاول ضرب العلاقات الأذرية ــ الإسرائيلية بوسائل أخرى.{nl}●●●{nl}واستنادا إلى المعلومات الرسمية الأذرية، فإن إيران كانت وراء عملية اغتيال فاشلة استهدفت السفير الإسرائيلى ميخائيل ليتام المعتمد لدى باكو. وقد ألقت سلطات الأمن الأذرية القبض على ثلاثة إيرانيين كانوا مكلفين بمهمة اغتيال السفير. اعترفوا بأن عمليتهم كانت ردا على سلسلة العمليات التى قام بها الموساد الإسرائيلى فى طهران التى أدت إلى اغتيال ثلاثة من العلماء الإيرانيين الاختصاصيين العاملين فى المفاعلات النووية الإيرانية.{nl}●●●{nl}لم تكن هذه المرة الأولى التى تتعرض فيها السفارة الإسرائيلية فى العاصمة الأذرية إلى مثل هذه المحاولة. فقد جرت محاولة سابقة لم تنجح أيضا، قامت بها عناصر قالت أذربيجان إنها تنتمى إلى حزب الله. وأن هدف العملية فى ذلك الوقت كان ردا على عملية اغتيال القيادى السابق فى الحزب عماد مغنية.{nl}والسؤال الذى يفرض نفسه على الرئيس علييف هو كيف تستطيع المخابرات الإسرائيلية التسلل إلى قلب العاصمة طهران لارتكاب جرائم اغتيال العلماء الإيرانيين، ولا تجد إيران وسيلة للوصول إلى الأهداف الإسرائيلية إلا فى أذربيجان؟ ولماذا فى أذربيجان تحديدا؟{nl}لقد استشهد ثلاثة علماء إيرانيين. ولذلك كانت المهمة المقررة فى باكو اغتيال ثلاثة من الرموز اليهودية ــ الإسرائيلية. هى السفير، ومدير المدرسة اليهودية الحاخام ماتى لويس، والحاخام شانيؤر سيغل رئيس الجماعة الدينية اليهودية «حباد». ولكن من سوء حظ الإيرانيين أن المهمة اكتشفت قبل تنفيذها، الأمر الذى أدى إلى مزيد من التدهور فى العلاقات الإيرانية ـ الأذرية.{nl}يعود أساس هذا التدهور إلى أن الثورة الاسلامية الإيرانية لم تجد طريقها إلى أذربيجان الشيعية. بل على العكس من ذلك، فإن النظام السياسى ـ الاجتماعى الذى ارتضاه الأذريون لأنفسهم هو نظام مدنى يحترم الدين ولكن لا يسلّطه. ولا يحكّم رجاله. ونظرا للوجود الأذرى الكثيف فى إيران، ونظرا لأن الآذريين الإيرانيين يتعاطفون مع النظام القائم فى أذربيجان، فإنهم يشكون من التمييز ضدهم. لا يعنى ذلك بالضرورة أن كل آذريى إيران علمانيون أو مؤيدون للعلمانية، ولكنه يعنى أن إيران فشلت فى تحويلهم إلى جسر للعبور بثورتها الدينية إلى أذربيجان.{nl}تتمثل الترجمة السياسية لهذا الواقع فى ذهاب الرئيس علييف إلى حد التحالف مع إسرائيل؛ صحيح أنه سلك الطريق التركى إلى هذا التحالف، إلا أنه لا يرى مصلحة آنية فى أن يسلك الآن طريق الارتداد التركى عن هذا التحالف. بل إنه يتوقع كما ذكر أكثر من مرة أن تعود المياه إلى مجاريها بين أنقرة وتل أبيب بعد تسوية قضية باخرة المساعدات الإنسانية التركية، اعتذارا وتعويضا.{nl}●●●{nl}وتحتل أذربيجان الآن مقعدا فى مجلس الأمن الدولى، الأمر الذى يؤهلها للمشاركة فى القرارات التى يمكن أن تصدر عن المجلس ضد إيران على خلفية ملفها النووى.. إلا إذا رأت ــ مثل لبنان من قبل ــ أن تنأى بنفسها عن هذه القرارات تجنبا للمزيد من التوتر فى العلاقات بين الدولتين الشيعيتين الوحيدتين فى العالم الإسلامى!{nl}الليكوديون يستحضرون برنامج "ضفتان للاردن" مجددا!{nl}بقلم: نواف الزرو عن العرب اليوم الاردنية{nl}مرة اخرى, يتأجج الجدل في اروقة الليكود الصهيوني حول "الاردن والوطن البديل" وحول "اسرائيل الكبرى", ومرة اخرى تتعالى الأصوات- الجمعة-03/02/2012 - داخل الليكود مطالبة بالعودة الى برنامج جابوتنسكي "ضفتان للاردن" والذي يعتبر عمليا الاردن جزءا مما يسمونها ب"ارض اسرائيل" والتي تشمل فلسطين التاريخية والأردن, وهذه الاصوات ليست يتيمة او منقطعة الجذور والامتدادات, بل هناك مطالب قوية بان تتبنى قيادة الليكود هذا البرنامج كما قال ايتاي هارئيل, مؤسس البؤرة الاستيطانية "مجرون" لموقع "واينت", موضحا:" ان طريق جابوتنسكي "ضفتان للاردن" هي الطريق المناسب له ولكن يجب الاهتمام بان تسير قيادة الحزب في هذا الطريق", ولا يخفي هارئيل, انه موجود في الليكود لكي يؤثر على برنامجه وخطواته السياسية, بكل ما يتعلق بالاستيطان والمستوطنات.{nl}ويذكر وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق موشيه أرنس في هآرتس 2/2/2010- بـ " طريق جابوتنسكي" تحت عنوان "يوم التمرد" قائلا:"في شهادة أمام لجنة بيل في لندن في الحادي عشر من شباط ,1937 قال فلاديمير "زئيف" جابوتنسكي, ان هدف الصهيونية هو انشاء دولة يهودية على جانبي نهر الاردن; دولة يكون فيها مكان "للسكان العرب وذريتهم ولملايين اليهود", كان عدد سكان الاستيطان اليهودي في أرض اسرائيل في تلك الايام نحو 400 ألف نسمة", مضيفا:"تبين بعد الحرب للقادة الصهاينة, انه فضلا عن انه لا يوجد ما يكفي من اليهود لانشاء اكثرية يهودية صلبة في ارض اسرائيل - وهذا شرط لانشاء دولة يهودية غربي الاردن وشرقيه - لن يكون قدر كاف في الهجرة اليهودية المتوقعة لانشاء اكثرية هكذا حتى في المنطقة غربي الاردن".{nl}فحينما يصر الليكوديون المتشددون في الخريطة السياسية الاسرائيلية بين آونة واخرى على استحضار شعارهم الجابوتنسكي"ضفتان للاردن", فان المسألة اذن ليست عفوية, وليست لمرة واحدة, وليست ردة فعل ابدا, بل هي برنامج سياسي معزز بالايديولوجيا الصهيونية والتوراتية, لذلك لم تكن عملية "اقتحام الحدود الاردنية في الثاني والعشرين من كانون اول/2011 على يد مجموعة من المستوطنين المتطرفين" عفوية وبدون مناخات ايديولوجية وسياسية ناضجة, ففي الخلفية كم هائل من الادبيات السياسية والتوراتية التي تزعم ان "الاردن جزء من ارض اسرائيل", و"ان الدولة اليهودية كان يجب ان تقام على ضفتي الاردن", و"ان الوقت لم يفت على مثل هذه الدولة"...!{nl}فرئيس الكنيست الاسرائيلي السابق روبي رفلين كان أعلن "أن قيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن هدف قابل للتحقيق الآن أكثر من أى وقت مضى", وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت- الثلاثاء 28 / 07 / 2009"ذكرت" إن مراقبين سياسيين في إسرائيل رأوا أن تصريحات ريفلين تعني أن تل أبيب تعتبر أرض الأردن أرضا إسرائيلية, وأنه لا يجوز التفريط بها أو التفريط بالضفة الشرقية", وأفادت الصحيفة "أن تصريح ريفلين كان للرد على رئيس الدولة "شيمون بيريز" الذى قال: "إن أمنية زئيف جابوتنسكي, أحد مؤسسى الحركة الصهيونية, بقيام دولة إسرائيل على ضفتى نهر الأردن أصبحت صعبة التحقيق", وأكد بيريز خلال الجلسة أن "جابوتنسكي كان يحلم بدولة يهودية على ضفتي نهر الأردن, وأن هذا الحلم كان حلما كبيرا بالنسبة لنا, ربما أكبر من الحياة والزعماء قد يرتكبون أخطاء كبيرة أحيانا", وفي رده عليه قال رفلين: "إن أمنية جابوتنسكي بقيام دولة إسرائيل على ضفتي نهر الأردن تصلح اليوم أكثر من أى وقت مضى في تاريخ إسرائيل", مضيفا بأن "جابوتنسكي لم يكن مخطئا".{nl}وكذلك كانت دعوات سابقة صدرت من الكنيست الإسرائيلى لمطالبة الحكومة بعدم "التنازل عن جزء من أراضيها", معتبرة أن "الأراضي الواقعة غربي وشرقي ضفتي نهر الأردن هى جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل الكبرى".{nl}ونتنياهو يزعم في كتابه "مكان تحت الشمس" مثلا: " أن اسرائيل نفذت سنة 1948 قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الصادر بعد تسعة عشر سنة في تشرين الثاني ,1967 وذلك بتخليها عن الضفة الشرقية لنهر الأردن.. وأن هذه الضفة هي حصة الفلسطينيين من فلسطين, تنفيذا للقرار المذكور..?, ويستحضر نتنياهو الماضي الاستعماري مذكرا أنه قد "تم في فرساي التعهد لليهود بإقامة دولة في فلسطين, وشمل الوطن القومي آنذاك ضفتي نهر الأردن..هذه المنطقة التي تسمى أرض إسرائيل الانتدابية..تشمل أراضي دولتي الأردن وإسرائيل اليوم..", ويرى أن بريطانيا التي كلفت بالانتداب على هذا الوطن القومي لليهود قد تراجعت عن التعهدات التي أخذتها على عاتقها بموجب وعد بلفور ففي عام 1922 انتزعت بريطانيا شرق الأردن من الوطن القومي لليهود, وبجرة قلم واحدة انتزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي ما يقارب 80% من هذه الأراضي, وتم إغلاق شرق الأردن بكامله في وجه الاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا. ص109", ويزعم:"أن البريطانيين اقتطعوا الأردن من أرض إسرائيل, وقدموه هدية للعرب ليكسبوا ودهم, وبذلك"تقلص الوطن القومي اليهودي إلى ثلث مساحة فلسطين", ص .121{nl}وكان بلدوزرهم - شارون - اوضح من عبر هذه الادبيات عندما صرح في اعقاب فوزه في الانتخابات /عام2001/مع الصحيفة الالمانية "فوكس " قائلا : " ايضا شرقي الاردن جزء من ارض اسرائيل".{nl}اما النائب اليميني أريه ألداد من حزب "الاتحاد الوطني" المتطرف, فيواصل تاكيده تمسكه بموقفه الداعي لإيجاد "وطن بديل للفلسطينيين في الأردن", رغم الاحتجاجات الأردنية على تصريحاته, ونقلت صحيفة /معاريف/ العبرية-"2/5/2009" عن الداد قوله "لا يستطيع أحد أن يقنعني بأن الأردن ليست للفلسطينيين وأرفض بشدة الانتقادات الأردنية", وأضاف "هذا ليس شيئا جديدا فقد أكد على ذلك بن غوريون وأرئيل شارون ورحبعام زئيفي" وجميعهم من كبار قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف".{nl}غير ان عضو الكنيست المتطرف ميخائيل بان أري رد عليه قائلا بأنه "لا يمكن لإسرائيل التنازل عن جزء من أراضيها فالأراضي الواقعة غربي وشرقي ضفتي نهر الأردن هي جزء لا يتجزأ من ارض إسرائيل الكبرى/اذاعة الجيش 27 / 05 / 2009".{nl}فالواضح في الخريطة السياسية الاسرائيلية ان هذه الاصوات الليكودية الداعية الى العودة الى برنامج"ضفتان للاردن", ليست يتيمة او قليلة, فحسب المحلل الاسرائيلي جدعون ليفي- هآرتس-30 أيار 2011- فان"الليكود" هو الحزب الأكبر في إسرائيل, وهو الأكبر في تاريخ إسرائيل, وهو الأكبر في العالم الديمقراطي, اذ يبلغ عدد ممثليه في الكنيست, إذا ضممنا بناته وأخواته والتوائم ,86 لم تنشأ عندنا قط أميبا سياسية كهذه مدت أذرعها إلى جميع الأحزاب الكبيرة وألقت عليها ظلاً ثقيلاً", مضيفا:"الليكود هو الحزب الأم; فقد نشأت كل قيادة "كديما" تقريباً فيه; وأنشأ افيغدور ليبرمان حزب "إسرائيل بيتنا" وهو أيضاً من خريجي "الليكود"; وجاء جزء كبير من مصوتي "شاس" من "الليكود"; وكتلة "الاستقلال" تابعة ل¯ "الليكود", وهي معاً 86 نائباً-من مجموع 120 نائبا عدد اعضاء الكنيست- شعب واحد وحزب واحد وصوت واحد, ولا يوجد شيء كهذا في العالم الغربي".{nl}لنجد اننا ما زلنا امام مشروع صهيوني استعماري استيطاني اقتلاعي احلالي كبير ومرعب, يستهدف فلسطين والاردن معا, وليصل الى حدود الفرات, بل ان هذا المشروع لن يتوقف ابدا, وربما يشهد مسقبلا المزيد من التصعيد والترجمات الاحتلالية على الارض هناك.{nl}ولنجد انفسنا امام خريطة سياسية اسرائيلية تمتد مساحتها الحزبية لتشمل الليكود وتفريخاته اليمينية, وامام برامج سياسية يجمعون عليها مسعورة تتطلع ليس فقط لابتلاع فلسطين من بحرها الى نهرها, وانما لابتلاع الضفة الشرقية برمتها ايضا...!{nl}نعتقد بقناعة راسخة ان الوحدة الوطنية الاردنية تبقى الحصن المنيع الذي تتحطم عليه البرامج والاجندات والاهداف الصهيونية.{nl}وصفة للتعامل مع إيران{nl}بقلم: جيمس زغبي (مؤسس ورئيس المعهد العربي – الأميركي بواشنطن) عن الاتحاد الاماراتية{nl}إذا ما صدقنا ما نسمعه ونقرؤه من عدد من المصادر المطلعة، وغير المطلعة، في إسرائيل والولايات المتحدة، فسوف نتوصل إلى خلاصة مؤداها، أننا قد نستيقظ من نومنا يوماً ما خلال الشهور القليلة القادمة، على أخبار أن إسرائيل قد قصفت منشآت إيران النووية -وربما لا يحدث هذا أيضاً.{nl}فالإسرائيليون، كما يبدو، منقسمون انقساماً حاداً حول الموضوع، ويرسلون رسائل متضاربة، كل يوم تقريباً، حول نواياهم، وقدرتهم على تنفيذ مثل هذه المهمة، بل وحتى حول ما إذا كان برنامج إيران النووي الشهير يمثل خطراً داهماً حقاً، أم لا.{nl}أما الولايات المتحدة، فتجد نفسها في وضع معقد من صنع يديها. فنظراً لكونها منشغلة تماماً بالانتخابات الرئاسية القادمة، فإنه لا أحد بها يرغب في الظهور بمظهر المنتقد لإسرائيل. فمع قلق السياسيين والمرشحين المحتملين من تداعيات إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن موقفهم يتراوح ما بين إبداء القلق، وتصنع العجز عن عمل شيء في الوقت نفسه، أو التأييد العالي الصوت لأي عمل قد تقوم به إسرائيل.{nl}وفي الأسبوع الماضي، نشرت "مجلة نيويورك تايمز" مقالاً رئيسيّاً رأت فيه أن حسابات إسرائيل بشأن ما إذا كانت ستمضي قدماً، أم لا، في تنفيذ خططها الرامية لضرب إيران، ستكون مبنية على الإجابة على سلسلة من الأسئلة منها: هل ستستطيع تنفيذ تلك الخطط؟ وهل ستكون قادرة على تحمل الرد الإيراني على تلك الضربة؟ ثم هل سيكون بمقدورها الاعتماد على تأييد أميركي ـ ضمنيّاً على الأقل؟. فإذا ما كانت الإجابة على تلك الأسئلة بالإيجاب، فإن إسرائيل قد تمضي قدماً في شن الهجوم على إيران.{nl}أما الإيرانيون فقد انخرطوا في أفعال استفزازية وفي مبالغات خطابية. والشيء الضائع في هذه اللعبة الخطيرة هو عدد من الموضوعات الجدية، التي ينبغي النظر فيها -وإن كانت كافة الاحتمالات تؤشر على أن ذلك لن يحدث.{nl}ولعل أول ما ينبغي النظر فيه هو الطبيعة الحقيقية للتهديد الذي تمثله إيران النووية: هل هو يمثل خطراً وجوديّاً حقاً لإسرائيل، أم أن ذلك محض هراء. الحقيقة هي، أن إيران تدرك أنها عندما تشن هجوماً نوويّاً على إسرائيل، يؤدي لهلاك مئات الآلاف من اليهود والعرب الأبرياء، ومئات الآلاف في دول غيرها قد تتأثر بالغبار النووي حسب قوة الرياح واتجاهاتها، فإنها توقع في نفس اللحظة شهادة وفاتها، وهي حقيقة، تجعل القادة الإيرانيين مقتنعين تماماً بأنه لا يوجد هناك شيء اسمه "الضربة النووية الأولى".{nl}أما اللعبة الخطرة التي تلعبها إيران في المواجهة بينها وبين الغرب في الوقت الراهن، فهي لعبة تتعلق بحقوق الادعاء والتباهي، وجمهورها المستهدف هو بعض الدول الواقعة على الضفة الأخرى من العالم العربي. وجهود إيران لتصوير "الربيع العربي" على أنه يقظة إسلامية تقودها الجمهورية الإسلامية، مثال على ذلك.{nl}وإذا ما كانت هذه هي اللعبة حقاً، فإن التلويح الإسرائيلي باستخدام القوة، والغضب الذي تبديه الولايات المتحدة ضد إيران، يصبان في مصلحتها، لأنهما يعطيانها الشيء الذي تسعى للحصول عليه وهو: شعور بأنها هي القوة الحقيقية التي يخشاها الجميع.{nl}ولكن يجب علينا هنا تجنب الوقوع في خطأ إنكار أن النظام الإيراني يمثل إزعاجاً مستمرّاً بتدخلاته في شؤون غيره من الدول، وأن سعيه الدائم لبسط هيمنته على الإقليم يمثل تهديداً لاشك فيه لدول المنطقة التي لا يتم النظر في دواعي قلقها في الخطاب الأميركي العام إلا فيما ندر -إذا ما تم النظر فيه أصلاً.{nl}وما أخشاه هو أن التصعيد الكلامي من جانب جميع الأطراف ربما يمثل خطراً في حد ذاته، وخصوصاً إذا ما أخذنا في حسباننا أن المنطقة تشبه برميل بارود في الأصل، وأن الجميع الآن يبدون منشغلين في اللعب بأعواد الثقاب، إلى الدرجة التي قد تلهيهم عن التفكير في العواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على تصرفاتهم.{nl}وبدلاً من التهديدات التي قد تؤدي لتصليب موقف إيران وجعلها أكثر جرأة، سأقترح مزيجاً من الإجراءات الملائمة للتعامل معها يشتمل على الاشتباك المباشر (الذي لم يجرب إلا في القليل النادر)، والاستمرار في العقوبات المستهدفة (التي تؤثر تأثيراً حقيقيّاً على إيران)، والقليل من الخطابة الساخرة من المحاولات الإيرانية الحثيثة لبناء برنامج نووي في الوقت الذي لا تستطيع فيه تجديد مرافقها الأساسية المتداعية، ويعاني شبابها من البطالة، ويشكو شعبها من ارتفاع مستوى المعيشة ومشكلات اقتصادية عديدة ومعقدة، ولا تلعب هي كدولة دوراً مؤثراً في المسرح الدولي، ولا تستطيع أن تنجز تنميتها الخاصة في الوقت الذي تحقق فيه دول الخليج المجاورة تقدماً ذا دلالة، وتقدم نموذجاً لافتاً للنمو والتنمية.{nl}والهدف من ذلك الخطاب الساخر هو وضع إيران في سياقها الحقيقي بدلاً من مسايرتها في لعبة الادعاء التي تجيدها.{nl}وهناك درس مهم يمكن الخروج به من كل ذلك، يفيد في تجنب المواجهة مع إيران التي لن يخرج أحد منها رابحاً: إيقاف الخطابة الملتهبة الداعية لشن هجوم على إيران، والتعرف على الخطر الحقيقي الذي تمثله سواء بالنسبة لجيرانها أو بالنسبة لشعبها ذاته، والتوقف عن الاستمرار في لعبة التخويف التي يمارسها كل طرف ضد الآخر، لأن عواقب رقصة الموت التي يرقصانها معاً بلا توقف لن يشعرا بها هما وحدهما فقط، وإنما العديد من الأطراف الأخرى أيضاً. وفي النهاية، تدشين مقاربة عاقلة للتعامل مع المشكلة التي يجب مواجهتها ولا يمكن، ببساطة، قصفها، أو التخلص منها من خلال التهديد وحده.{nl}نيرون آخر يحرق سورية!!{nl}بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية{nl}الشعب السوري يُقتل مع سبق الإصرار من نظام أكد أنه بلا شرعية ولا غطاء قانوني إلا من روسيا وإيران والصين، وبقية العالم الذي يعيش مشاهد الإبادة الجماعية، هو القاضي والحكم في الموقف المعنوي الذي تجردت منه دول الحلف مع سورية..{nl}في ذكرى مجزرة حماة التي اختلفت الإحصاءات في حجمها من ثلاثة عشر ألفاً، إلى ثلاثين ألف شهيد، تشهد حمص مجزرة أخرى احتفالاً بذكرى الموت المتعمد، وكأن الوريث بشار أراد إعادة حفلات أبيه الدموية بأخرى تخليداً لذكراه، فيدُ الإجرام طالت الأطفال والمشيّعين واستخدمت أسلحة محرمة، وقُفلت وانتهكت المساجد، والشبيحة وضعوا بشار بمنزلة الإله عندما هتفوا تحدياً لمشاعر شعب مسالم مسلم بشعارات طالت حتى رب السماوات والأرض..{nl}في مجلس الأمن تجري صفقات بين الدول الأعضاء، ففي الوقت الذي ترى أمريكا وحلفاؤها، أن الأمر تعدى خطوطه الحمراء، وأنه لابد من إصدار إدانة وعقوبات، تأتي حامية الحريات الروسية وقبلها السوفياتية، لأن تكون طرف نزاعٍ وقتل للشعب السوري، وبتوقيع شهده وسمعه كل العالم، فتاجر الحرب انطبق عليها بعقد وتوريد صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، وتحاول أن تقايض الوضع السوري بنزع صواريخ من آسيا الوسطى وتركيا، والتنازل عن امتيازات مقابل عقد أي اتفاق مع الغرب..{nl}النظام دخل مرحلة فقدان التوازن، فكل الظروف بدأت تأخذ مسارات مضادة له، ولمعرفته أن الحلول لن تأتي من الخارج، وتضييق الخناق على المعارضة بدأت الانشقاقات تتكاثر، وروح الشعب تتجدد، والخزائن فقدت رصيدها، وتحركت العاصمة السياسية والاقتصادية، والريف المحيط بالمدن الكبرى، بدأ يأخذ اتجاه المحميات بواسطة الجيش الحر، وأمام هذه المشاهد، ينتحر النظام بمضاعفة كثافة النيران على جميع الأهداف، لكن قبضته بدأت ترتخي، ولعل رؤية مشاهد زعماء مصر وليبيا، وتونس، ثم الرئيس اليمني الذي آثر حلّ الرحيل، صارت كوابيس في المنام واليقظة لأعضاء الحكم في سورية..{nl}الرهان على بقاء أو ذهاب السلطة يُجمع المؤيدون، والفرقاء أن الحكم منتهي الصلاحية، وذاهب إلى عواصف لا تهدأ، فإما أن يقبل الرحيل السلمي لحقن دماء الشعب، والملاحقات القانونية لكل الجرائم، أو البقاء لنهايات قد تكون الأقرب من نهايات القذافي..{nl}أكثر من مائتي قتيل في مساء أمس الأول في حمص، وآلاف القتلى سواء من انتثرت جثثهم في الشوارع، أو ما أخفته الأنقاض، أو من سقطوا لاحقاً، هذا التوجه الدموي هو نتيجة طبيعية لبلد ليس لدى شعبه إلا التضحيات الكبرى، والمسافة تطول وتتسع، وفي كل تواريخ الثورات سواء من نجحت أو أُجهضت، كان الانتصار للشعوب، وسورية تمر بنفس الشكل والمعنى لحركة تاريخية قد تكون الأقسى والأكثر مواجهةً بين شعب ينشد الحرية، ونظام فاشيّ عاش وبنى سياسته على جثث الأبرياء.{nl}الانتفاضات العربية: متى تتحقّق مطالب الطبقات الثائرة؟{nl}بقلم: سلامة كيلة عن الاخبار البيروتية{nl}انتصرت انتفاضتا تونس ومصر. هذا هو العنوان العام الذي تصدر اليوم التالي لرحيل الرؤساء. وبعد أشهر، أصبح الحديث عن سرقة هذه الثورات أو الالتفاف عليها شائعاً، وبات يظهر ألا أمل في الانتفاضات الأخرى لأنّها سوف تعيد إنتاج النظم ذاتها. ولقد انفتح باب عريض للتشكيك بهذه الانتفاضات انطلاقاً من أنّ هدفها «تجديد» النظم المهترئة المتهالكة فقط، رغم أنّ وقودها هو الشعب. {nl}لم تغيّر الانتفاضات بنية النظم القديمة، ولم تغيّر النمط الاقتصادي والطبقة الرأسمالية المافياوية المسيطرة. وما فعلته هو طرد الرئيس وبعض من حاشيته ومن مافياته فقط. هذا صحيح من حيث الشكل، حتى الآن. بمعنى أنّ تغيّراً قد تحقق في أشخاص السلطة، لكنّها ظلت تعبّر عن الطبقة الرأسمالية المافياوية ذاتها. ولذلك لا تزال تصرّ على استمرار النمط الاقتصادي دون أي تغيير، بما في ذلك المستوى المتدني للأجور واستمرار البطالة. وأيضاً، ومن أجل ذلك، لا تزال تتمسك بالطابع البوليسي للسلطة، وتحاول أن تجعل التنازلات الديموقراطية في أدنى مستوى. وكذلك تتمسك بالسياسة الخارجية التي درج عليها النظام السابق، ربما مع تعديلات هامشية.{nl}كل ذلك صحيح، لكن السلطة باتت اضعف، وتعيش في وضع متأزم. والأهم هو أنّ الطبقات الشعبية «لم تعد إلى البيت»، فلا تزال تقاوم الوضع الذي هي فيه. والنضال من أجل دولة مدنية ديموقراطية لا يزال قائماً، إذ يتصاعد الصراع حول طبيعة الدولة الجديدة. بمعنى أنّ الخوف الذي كان يسكن تلك الطبقات، وكان يجثم على صدرها كالكابوس، قد انتهى، مما يجعلها لا تخشى استمرار الصراع للوصول إلى تحقيق مطالبها. ولذلك، لن يكون ممكناً لها العودة «إلى البيت»، قبل أن تحقق وضعاً معيشياً يسمح لها بالعيش بكرامة. وهو الأمر الذي يعني أنّها سوف تخوض الصراع حتى النهاية، أي إلى حين تغيير النمط الاقتصادي، لكي يتشكل نمط آخر يحقق مطالبها ويجعلها تعيش بكرامة.{nl}لذلك نجد أنّ الصراع لا يزال يسير على مستويات ثلاثة. الأول يتعلق بحركات الاحتجاج والإضرابات من أجل مطالب تتعلق بالعمل والأجر والتعليم والصحة، وهو حراك كبير في تونس ومصر، وأصبحت مليونيات الجمعة في مصر تركز عليه بوضوح. بمعنى أنّ الصراع من أجل تحقيق مطالب الأجر المناسب وحق العمل والتعليم والصحة مستمر وفي تصاعد، إذ لم يشعر هؤلاء المفقرون بأنّ الثورة قد حققت لهم ما يناسب نضالهم. والمستوى الثاني يتعلق بطبيعة النظام السياسي الجديد، وذلك صراع تخوضه الأحزاب السياسية، لكنّه في صلب اهتمام «شباب الثورة».{nl} وهنا يبرز الصراع من أجل إفشال تكتيك الطبقة الرأسمالية المسيطرة الذي يُنفّذ من قبل «السلطة الجديدة»، العسكرية في الخفاء كما في تونس، أو العسكرية الواضحة كما في مصر. والصراع يقوم من أجل تأسيس دولة مدنية ديموقراطية. أما المستوى الثالث فيتعلق بالصراع ضد الإمبريالية والدولة الصهيونية، وذلك أمر واضح في تونس، وأوضح في مصر نتيجة مجاورة الدولة الصهيونية واتفاقات كامب ديفيد، وطابع التبعية الذي كان يحكم علاقة السلطة السابقة بالدولة الصهيونية تحت الإشراف الأميركي.{nl}ويعني ذلك أنّ التغيّير الذي تحقق هو شكلي إلى حدّ كبير، وأنّ الطبقات الشعبية لم تترك الميدان، إذ لا تزال تدافع عن وضعها، وتسعى إلى تحقيق مطالبها. لم تتوقف، ولم تتراخَ، ولا يبدو أنّها قادرة أصلاً على ذلك، لأنّها لا تملك ترف السكينة، وهي في وضع يقارب الموت نتيجة العجز عن توفير ممكنات العيش. بالتالي، انفتح أفق الصراع فقط، وهو مستمر إلى أن تفرض الطبقات الشعبية نمطها من خلال السيطرة على السلطة. ولقد أصبح واضحاً أنّ «النظم الجديدة» ليست في القوة التي كانت عليها تلك النظم التي حكمت لعقود طويلة. وأنّ كل الأحزاب التي يمكن أن تصل إلى السلطة الآن لا تتوافق مصالحها مع تغيير النمط الاقتصادي، فهي ليبرالية في بنيتها، وبالتالي لا تملك البرنامج الذي يحقق مطالب تلك الطبقات.{nl}في المقابل، إنّ قوة الطبقات الشعبية لا تزال كبيرة، ونشاطها لا يزال قائماً لأنّ ليس من خيار آخر أمامها أصلاً. وكما نلاحظ فإنّ الصراع مفتوح كل يوم دون تردد أو تخوّف. وسيستمر الوضع بالتالي كذلك في الفترة القادمة. فالطبقات التي نهضت من أجل إسقاط النظام لن تعود قبل تحقيق هذه المهمة، التي لا تعني تغيير الأشخاص أو حتى الشكل السياسي للسلطة من خلال بناء دولة ديموقراطية، بل تعني تغيير النمط الاقتصادي، قبل الشكل السياسي، لأنّ ذلك وحده ما يحقق لها مطالبها في العمل والأجر المناسب، والتعليم المجاني، والضمان الاجتماعي. لكنّها تطالب أيضاً بالحق في التنظم في نقابات وأحزاب، وحق الإضراب والتظاهر، ورقابة المؤسسات والهيئات، وحرية التعبير والنشر، في إطار دولة مدنية ديموقراطية.{nl}انتفضت تلك الطبقات لأنّها باتت في حالة بطالة أو بأجر لا يكفي لأدنى مستويات العيش، وتعاني من العجز عن تعليم أبنائها أو علاجهم، ولا تمتلك الضمان ضد البطالة أو العجز أو الشيخوخة، وكذلك لا تمتلك إمكانية توفير أي حدّ من الرفاه، ثم لأنّ السلطة تمنعها من التعبير عن وضعها ذلك. وهي تتلمس الحرية حين تقرّر التعبير عن وضعها بالتحديد، لأنّها حينها تجد أنّها في صراع مع السلطة، وأنّ تلك السلطة هي التي تكرّس فقرها من خلال حماية نهب الرأسمال المحلي والإمبريالي. ولذلك هي تعمل على تغيير شكل السلطة في إطار سعيها إلى تغيير كليّة وضعها الذي لا يتحقق إلا بتغيير النمط الاقتصادي.{nl}وما يبدو واضحاً إلى الآن هو أنّ الطبقة الرأسمالية المسيطرة لا تزال تتمسك بالسلطة، وأنّها تقوم بتغيير الأشكال فقط، وستبقى تقاوم من أجل استمرار سيطرتها. كذلك، فإنّ الأحزاب القائمة (في غالبها) لا تفهم الوضع الاقتصادي، وتتمسك بأولوية تغيير شكل السلطة من أجل تأسيس «دولة ديموقراطية»، وبالتالي لا تميل لتغيير النمط الاقتصادي، سواء لأنّ مصالحها تفترض ذلك، إذ إنّها تعبّر كذلك عن فئات رأسمالية (ربما هُمشت، أو أُعطيت حصة محدودة في الفترة السابقة)، أو لأنّها تمثّل فئات وسطى تمتلك أحلام التطور الرأسمالي. وكل هؤلاء هم قاعدة «النظام الجديد».{nl} لذلك، مهما كانت صيغة تشكل «النظام الجديد»، أي باستمرار نظام الرأسمالية المافياوية مشذباً، أو مدمجاً بأحزاب جديدة وقاعدة اجتماعية أوسع، أو حتى إذا تشكل من أحزاب «معارضة»، سوف يحافظ على النمط الاقتصادي الريعي المافياوي، وبالتالي لن يحلّ مشكلات الطبقات الشعبية.{nl}ومن الآن تبدو الأمور واضحة لأنّ هذه الطبقات ليس لديها ترف الانتظار، لا حتى تتشكل الدولة الديموقراطية، ولا حتى يبرز من يحمل مشروع تشكيلها. فالأولوية هنا للمقدرة على العيش وليس لشكل الدولة العتيدة. فالعاطلون من العمل يسألون عن التوظيف، والذين لا يكفي أجرهم لشراء الخبز يسألون عن حد أدنى للأجور يحقق لهم مقدرة على العيش، ويسألون عن التعليم والطبابة والسكن. هذه هي الأسئلة التي تُطرح في تونس وفي مصر. والتي تبقي الصراع محتدماً دون توقف.{nl}وإذا كان ذلك يكشف أن جوهر الانتفاضات هو الاقتصاد، فهو يوضّح أيضاً السبب الذي يجعل النخب الليبرالية تصرّ بكل ما فيها من قوة لفظية على أن الحرية والديموقراطية هما أساس الانتفاضات، لأنّها تحاول تعميم «خدعة إيديولوجية» لتضليل الوعي الشعبي، نتيجة كونها لا تريد حل مشكلات الطبقات الشعبية هذه، إذ إنّها تنحاز إلى الرأسمالية سواء التي في السلطة أو التي على هامشها. وهي تمتلك إحساساً دونياً تجاهها، في مقابل التعامل الدوني مع الطبقات الشعبية. {nl}وهو الأمر الذي جعلها لا تعتقد بأنّ في مقدور هذه الطبقات صنع ثورة من العيار الثقيل الذي شاهدناه ولا نزال نشاهده. أو حتى تجاوز حالة الخنوع والخضوع التي كانت تعيشها في ظل النهب المافياوي والسلطة الاستبدادية. وهي تريد أن يبقى هذا الوضع، بالتالي تركّز على تغيير الشكل من أجل الحفاظ على الجوهر، الذي هو الاستغلال الرأسمالي.{nl}لكن الطبقات الشعبية مستمرة، وستبقى مستمرة إلى أن تفرض بديلها الذي يحمل تكويناً يحقق مصالحها. بالتالي يمكن القول بأنّ الصراع قد انفتح، وأنّ نهايته هي تحقيق تغيير جذري يحل مشكلات الطبقات الشعبية. ويمكن التأكيد أنّ الصراع مستمر، بغض النظر عن الأشكال التي يمكن أن يتخذها في كل لحظة، وعن الشمول أو التجزيء، أو الحدة أو الليونة، اللذين يمكن أن يتسم بهما في أي وقت. والسؤال الآن هو: كيف تنتظم الطبقات الشعبية بشكل أفضل؟ ومن هي القوة التي يمكن أن تعتبر بأنّ مصالح هذه الطبقات هي مصلحتها الخاصة؟ وبالتالي كيف نصل إلى الوعي بأنّ الحل لا يتحقق إلا عبر بناء سلطة تنطلق من تغيير النمط الاقتصادي، وأنّ هذا وحده هو الذي يسمح ببناء دولة مدنية ديموقراطية؟{nl}الأساس هنا هو كيف توجد هذه الطبقات الشكل السياسي الذي يعبّر عنها، والذي يدفعها لأن تفرض هيمنتها وتصبح هي السلطة لكي تتحقق مصالحها؟ وهنا الحل سياسي، ويقوم على تحويل صراع هذه الطبقات من صراع مطلبي إلى صراع سياسي يستهدف السيطرة على السلطة. لقد نهضت الطبقات الشعبية لخوض الصراع، ولا بد لها من أن تبلور بديلها. إذن، الطبقات الشعبية لم تقبل بالشكل الذي أسقط فيه النظام، ولا تزال مستمرة في الصراع لكي تسقط النظام الاقتصادي والسياسي معاً، من أجل أن يكون ممكناً تحقيق مصالحها هي بالذات.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/عربي-30.doc)