Haneen
2015-08-13, 08:09 AM
<tbody>
مختارات من أقلام وآراء الاخوان المسلمون
</tbody>
<tbody>
الثلاثاء
19-05-2015
</tbody>
<tbody>
اقلام وآراء
الاخوان المسلمون
</tbody>
<tbody>
لا تسامحنا يا شيخ أحمد ياسين! بقلم د. ديمة طارق طهبوب-السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
تستذكر الكاتبة عدد من الشيم التي كانت تميز أحمد ياسين، وتقول ان هذه الشيم لم تبقى حاضرة فيمن بعده وانهم تخلوا عنها وفقط باتو يستذكرونها في المهرجات والاحتفالات لذلك هي تطلب عدم مسامحتهم من ياسين اللذين تخلوا عما علمهم به حسب وصف الكاتبة.
</tbody>
لا تسامحنا يا شيخ أحمد ياسين!
د. ديمة طارق طهبوب-السبيل
بشعون نحن وندعي الجمال، جبناء وندعي القوة، بخلاء وندعي الكرم، أدعياء وندعي الصدق، مفرطون وندعي التمسك، متلجلجون وندعي الإيمان!
لائحة اتهامات وقدح وتوبيخ كان يجب ان تطول وتطول اطلقتها على نفسي وتنطبق على الكثيرين عندما سمعت خبر عدم قدرة أحفاد الشيخ أحمد ياسين على دفع تكاليف عمليات تعني لهم الحياة او الموت وعدم تكفل أي جهة بهم لا حكومية ولا أهلية.
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات، فالشيخ واهله أكرم وأنبل من ان نعرض محنتهم على الملأ ولكنه ليس عرضا لهم بقدر ما هو عرض لقصورنا وخلونا من أدنى درجات الشرف والنخوة والذمة والوفاء بالعهد والود!
عادت بي الذاكرة وأنا أعاين هذه السبة الكبيرة والثلمة التي لا تجبر والخطأ الذي لا يغتفر في التقصير بحق أهل الشيخ الى ذلك البيت الذي لا يشبه البيوت في شيء سوى الابعاد الهندسية، ولكنه اقرب الى ان يكون صندوقا بسقف وشبابيك وتصميم بسيط وكأنه من بقايا الهندسة الاولى يوم تعرف الانسان على مواد البناء اول مرة، أما في الداخل ففيه بقايا انسان أقام الله به الحجة على البشر في العصور المتأخرة ووصل به انقطاعنا عن عصور المجد والصحابة، وأعاد الله به لنا مآثرهم وألقابهم فكان هو شهيد الفجر في عصرنا وآية من آيات الجهاد والنصر.
به أصبح لنا نماذج وقدوات نفتخر بها، به ظهرت بقايا الخيرية فينا، على يده أطلق الله وأحيا مدرسة المقاومة فعادت للأمة كرامتها واستطاعت ان ترفع رأسها من جديد.
غير أننا لا ينفع فينا المعروف، ولا نستحق التضيحة نتفاخر ظاهريا بالشيخ وذكراه وسيرته وعندما يأتي الجد ننسى ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابجديات الجهاد بخلف المجاهد في أهله كأحد أشكال جهاد القاعدين ونحن منهم، ننسى صيحات الفداء بالروح والدم يوم استشهاده وفي ذكراه التي نرددها ونكتفي بصورة وعبارة ننشرها عنه لإراحة ضمائرنا المعطلة!
ضاعت الدروس ولم يثمر التعليم فينا يا شيخ ولم «يطمر» خبز وملح الكفاف الذي قاسمت الامة عليه وكان لك نصيب الأسد في قسمة الفقر والعنت الذي رضيته واخترته مسلكا كما اختاره الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون الذين ما ورثوا درهما ولا دينارا ولكن علما وسيرة وفضائل.
لو كنت يا شيخ بعت كمن باعوا وفرطت كمن فرطوا وخنت كمن خانوا لما كنا سمعنا بألم ومعاناة أبنائك وأحفادك، فالخيانة والتفريط تجد من يكفلها من الابواب الخلفية ووراء الستار، المفرطون يجيدون التكاتف فيما بينهم، أنه الشرف والامانة والنبل من يذبح فقط في زمننا من القريب قبل البعيد ولا ناصر أو بواكي لأصحابه!
في يوم ما كانت صفحتنا بيضاء ناصعة معك يا شيخ وأوقفنا مصير البلد كله مقابل سلامتك واطلاق سراحك فكانت صفحة مضيئة ليست بغريبة على الأردن بل هو أهلها، فهل نرى فينا حياة لروح آبائنا وأياديهم البيضاء في اولادك واحفادك؟! هذا البلد الذي يسبق من غير طلب ويسارع من غير تحفيز ويستمر دون سؤال وما المستشفى الميداني في غزة الا أحد أشكال هذا التميز الأردني في دعم كل قضية انسانية نبيلة وحق مشروع وأخ قريب.
أما نحن يا شيخ الذين لم نرعَ فيك ولا في أسرتك إلا ولا ذمة فقد فضحتنا في أنفسنا بعد مماتك كما أقمت علينا الشهادة في حياتك ومماتك فلسنا أكثر من أدعياء باللسان لا تصدق أقوالنا أفعالنا ونكتفي منك بترديد بغبغائي لا تقوم عليه حجة ولا دليل بأنا على دربك سائرون.
يوم يسألنا الله كيف خلفتم الشهداء في أهليهم سيكون يوم الفضيحة وستدير لنا وجهك في يوم نحتاج فيه لظل صالح نُحشر معه.
يومها لا تسامحنا يا شيخ فلقد فرطنا وأحدثنا بعدك.
لا تسامحنا يا شيخ.
<tbody>
عن مصر إلى أين؟ بقلم عمر عياصرة- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يتسائل الكاتب عن مصير مصر الى أين يتجه بعد سلسلة الاعدامات التي صدرت مؤخراً، ويضيف الكاتب ان الوضع الحالي أصبح في مصر بات يشبه الحالة العسكرية التي تحكم قبضتها حتى على أبسط المؤسسات.
</tbody>
مصر إلى أين؟
عمر عياصرة- السبيل
دللت قيام محكمة مصرية بإحالة أوراق الرئيس المصري محمد مرسي وأكثر من مئة قيادي إسلامي إلى مفتي الجمهورية المصرية على حالة الشد الكبير هناك في القاهرة.
الأحكام قاسية وتؤكد أن السلطة الحالية في مصر ماضية في نهجها القائم على اجتثاث الإخوان المسلمين وإلغائهم من الحياة السياسية.
رسائل الإعدام تحتاج الى روية وهدوء في قراءتها؛ فهي من ناحية التوقيت تأتي في ظرف يتغير فيه الاقليم الى نحو يخفف الضغط عن الإخوان ويبدأ بالتمهيد للحوار معهم.
السيسي على ما يبدو يريد أن يتطرف بأوراقه الداخلية الى الحد الذي يجعل منه مناكفا للاقليم وتغيراته، ومستقويا بأوراق أصلب في حال تعرض لضغط يريد منه حوارا في الداخل.
هذه الأحكام القاسية لن تكون في مصلحة مصر؛ فالاخوان لا يمكن اجتثاثهم لا على يد السيسي ولا غيره، لكنها ستزيد من منسوب العنف وستبرر لكثير من الشباب انحيازاتهم العنيفة.
رد فعل حزب الحرية والعدالة كان شديدا، فقد فتح الباب لكل الخيارات من أجل إسقاط الانقلاب، وهنا تظهر طبيعة ردود الفعل ومدى ذهاب احتمالات مآلات تنفيذ هذه الاحكام.
مستقبل مصر مجهول ومظلم جدا، فقد تمت عسكرة كل شيء حتى الراقصة في الملهى الليلي، وهنا يكمن الخطر؛ فقد حكمت المحكمة على شهداء فلسطينيين وهذه صفاقة وجنون يجب ان يتوقف.
ما يجري في مصر أكبر مما نظن وأعقد من تبسيط المسألة؛ فالجنون هو القائد والمصالح القومية غائبة والقادم مجهول ولا حل الا بتسوية سياسية يقبلها الجميع.
<tbody>
ما سر ابتسامة قادة الإخوان؟ بقلم - بسام ناصر السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يقول الكاتب ان سر ابتسامة الاخوان المسلمون بعد تلقيهم قرارات الاعدام والحبس الاخيرة التي صدرت بحقهم، يرجع لكونهم أهل ايمان وتقوى وخلف للصالحين.
</tbody>
ما سر ابتسامة قادة الإخوان؟
بسام ناصر-السبيل
لا يرى كثير من الناس في المحن والمصائب والكوارث التي تلم بهم، إلا الجانب المفجع المحزن، الأمر الذي يفاقم أحزانهم ويزيد همومهم، ولا يتفطن ويتنبه للجوانب الإيجابية فيه المصائب إلا من أنار الله بصائرهم بنور الهدى والإيمان، فيتلمسون تلك الوجوه التي تمدهم بطاقة إيجابية تمكنهم من الثبات ومواصلة المشوار الذي اختاروه عن قناعة تامة وطواعية كاملة.
التعاطي مع المصائب والمحن من منطلق المنظور الشامل الذي يحكم تصور المسلم للكون والحياة بكل ما فيها من أحداث مفرحة ومحزنة، أفراح وأتراح، هو الذي يؤهل المسلم ويمكنه من تلقي المصائب والمحن على قسوتها بروح صابرة محتسبة، تطمع في الآجل وتتشوف إليه فتصبر على ما داهمها من عاجل الأحداث، وأليم الوقائع، فترى المسلم الصابر المحتسب ثابت الجنان، رابط الجأش، متهلل الوجه، يردد ما أمره الله به حينما تحل به المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون)، لتناله من بعدها صلوات الرب الكريم ورحماته ونفحات هدايته.
يستذكر المرء هذه المعاني المشرقة والعظيمة وهو يرى قيادات الإخوان المسلمين في مصر تعلو وجوههم ابتسامة عريضة وهم في قفص الاتهام الجائر، بعد أن سمعوا القاضي ينطق بقرار إعدامهم على جريمة لم يرتكبوها، ولم يفكروا يوما بالقيام بها أصلا، فمن أين يستمدون هذه الطمأنينة وتلك السكينة التي تغشاهم، فتنعكس على محياهم الصبوح الضحكوك؟
هنا لا بد من الحديث بلغة أهل الدين والإيمان، وليس بلغة السياسة ومفرداتها، لأنها لا تسعف على فهم الحالة وتعجز عن تفسيرها، فالسياسي المحض المنفصل عن القيم الإيمانية حينما تحل به مصيبة أو تمر به محنة، أو تفاجئه أحداث مفزعة، تراه هائجا متوترا قلقا، يبحث عن أي مخرج وبأي وسيلة كانت، أما أهل الدين والإيمان فلهم شأن آخر، فما عاشوا عليه من تربية وتزكية ومجاهدة للنفس واجتهاد في التحرر من شهواتها وشبهاتها تنعكس أنواره على قلوبهم في ساعة العسرة والشدة.
أهل الدين والإيمان يستمدون عزيمتهم وثباتهم وصبرهم من المخزون الإيماني الذي تراكم في دواخلهم عبر الشهور والسنين الماضية، فقد امتلأت قلوبهم إيمانا قويا، وعمرت نفوسهم باليقين الصادق، وتربوا على أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، ويتيقنون أن ما حل بهم قد قدره الله عليهم من قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا راد لقدره، ولا معطل لحكمه.
أهل الدين والإيمان يتعلمون في محاريبهم ومساجدهم وحلقاتهم أن الابتلاء حينما يحل بالمرء فإنه يخرجه من ذنوبه ويطهره منها، وأن الابتلاء وإن كان في ظاهره محنة شديدة إلا إنه في باطنه منحة عظيمة، ويعلمون تماما أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ليرى منه صدق دعواه في إيمانه وانتسابه للدين ودعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يستبشرون بمآلات الابتلاء والمحن، لأنها تحلهم عند ربهم مكانا عليا.
أهل الدين والإيمان يوقنون بأن الله سبحانه، يمحص أهل الدعاوى العريضة بالابتلاء، فينزل بهم أمره ليغربل الصفوف ويطهر الدعوات من الأدعياء والدخلاء، وليميز الخبيث من الطيب، فالتكاليف الشاقة تظهر ما استكنَّ في باطن الإنسان، والابتلاءات تمحص وتميز وتغربل، {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
أهل الدين والإيمان يعلمون أن الدعوات لا تقوم إلا على التضحيات العظيمة، وإن بذل أصحابها في سبيلها المهج والأرواح، وأن هذه السبيل هي طريق الرسل والأنبياء، فهم قدوة المضحين ونبراس الباذلين في الله ولله، فلا دعوة بلا تضحيات، ولا نصر بلا بذل وعطاء وثبات.
أهل الدين والإيمان يدركون أن الموت حق، وهو سيف الله المسلط على رؤوس الخلائق كلهم، لا يقدر على دفعه عن نفسه أشد عتاة الأرض وجبابرتها، فإذا ما نزل بأحد منهم قصمه وقهره وأذله، فما دام أن الموت حق على سائر الخلق، فلماذا لا تكون الميتة بشرف وعزة ورجولة وإباء؟ ليس الطاغية هو الذي يميت الخلق بل خالقهم هو المحي المميت، فمن امتلأت جوانحهم بتلك العقيدة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أهل الدين والإيمان يعلمون أنهم بثباتهم واستبشارهم يغيظون كل خصومهم الذين يتربصون بهم الدوائر، فها هم قد نالوا من أجسادهم فأوقعوا بهم أشد العقوبات، لكنهم لم ينالوا من قلوبهم شيئا، ولم يفتوا في عضدهم، ولم يثنوا عزائمهم عن المضي في سبيلهم، خير ما يعبر عن حالة الإخوان في محنتهم تلك العبارة التي قالها من قبل أحد أجدادهم الصالحين: «إننا نعيش في سعادة لو عرفها الملوك وأبناء الملوك لجالودنا عليها بسيوفهم».
<tbody>
مقال البيئة الإقليمية والتسمم الأيدولوجي - بقلم حازم عياد- السبيل
يستذكر الكاتب الوضع العربي في البلدان العربية وما وصل له من حالة جعلت الغرب ينظر للمنطقة وكانها ترجع للعصور الوسطى، وللخروج من هذه الحالة يقترح الكاتب أن تكون هناك مصالحات سياسية بين الشعوب والحكومات والدور الاكبر يقع في ذلك على السعودية وتركيا لانهما الاجدر بهذا الاصلاح حسبما يرى الكاتب.
</tbody>
البيئة الإقليمية والتسمم الأيدولوجي
حازم عياد- السبيل
سموم أيدولوجية وفكرية آخذة في الانتشار في الاقليم، البيئة الاقليمية مهيئة اكثر من أي وقت مضى لانتشار هذه السموم الفكرية والطائفية، الحلول والمقاربات باتت فاشلة، والافاق التي قدمتها السعودية لإيجاد حلول تهدف لاستعادة التوازن مهددة نتيجة السقوط الحر الذي تعاني منه بعض الدول العربية، فرغم قوة الدفع السعودية بما تمثلها من مرجعية وإمكانات إلا أن الازمات المتفاقمة في عدد من الدول العربية تمثل تهديديا مباشرا لهذه الاستراتيجية وعبئا قد يثقل كاهلها.
فالأزمة المصرية لم تعد تستجيب للحلول الاقتصادية والمساعدات والاستثمارات، كما انها لم تعد تستجيب للحلول الامنية، فالأزمة لا تتوقف عند حدود الاقتصاد والامن بل هي ممتدة عميقا على شكل انقسام سياسي وأزمة اجتماعية وفشل إداري، واي مفاجأة غير سارة في مصر ستعيد خلط الاوراق في الاقليم، فالزلزال المصري سيكون أشد عمقا وتدميرا من البراكين المتفجرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مصر بحاجة الى مقاربة جديدة وجريئة، فالسموم الايدولوجية في المنطقة بدأت بالتسلل الى جسد الدولة والمجتمع المصري بسبب ضعف المناعة السياسية وحالة اليأس التي أضعفت المناعة في مصر والاقليم الى اقصى الحدود.
العلاجات الوقائية باتت ضرورة ملحة، والوقت نفد تقريبا، فالمنطقة وصلت الى جدار مسدود بفعل المقاربة السطحية التي تعاملت مع المتغيرات الاقليمية من خلال المقاربة الاقتصادية والامنية دون النظر الى اهمية الحصانة الفكرية والسياسية التي تمثل مرجعية صحية للرؤى والبرامج والاستراتيجيات، فقد استنزفت الافكار وغابت الرؤى في ظل هذه الصراعات ولم تقدم الحلول الاقتصادية في ظل الفشل الاداري وفقدان الاستجابة من جسد الدولة والمجتمع لهذه الحلول.
ليس هناك طرف رابح عربيا في حال استمرت عملية السقوط الحر في مصر وعدد من الدول العربية، المسألة لم تعد ترفا بالنسبة للسعودية بل لتركيا ولعموم دول الخليج، وللدول العربية التي تعاني من الازمات، فـ»الفتق» اتسع و»الرتق» الاقتصادي والامني لم يعد مجديا، ذلك ان الافق مغلق لانعدام الرؤية في المنطقة، فالربيع العربي كان نتاجا لتطور ديمغرافي واجتماعي وتكنولوجي وسياسي وتحولات اقليمية ودولية لم تتم مواكبتها عربيا ولم تصغ التحالفات للتعاطي معها.
لا بد من مصالحات وصفقات كبرى داخل الساحة العربية حتى يتعافى الجسد العربي وتجد استراتيجية استعادة التوازن والاستقرار طريقها، فالغرب غير معني بالمطلق في التعامل مع قوى هشة وتحالفات تعاني من هواجس و»تحبو حبوا»، ويراهن على الفوضى، فقدرة الغرب على التعايش مع الفوضى في العالم العربي عالية جدا في ظل وجود انقسامات ومصالح متعارضة ورؤى واستراتيجيات غير مكتملة، فالرؤية الغربية ترى في العالم العربي شريحة زمنية بدائية تعود للعصور الوسطى.
لا بد من مراجعة جديدية تدفع باتجاه تكريس استراتيجية استعادة التوازن والاستقرار من خلال ادماج كافة القوى السياسية والاجتماعية في مقاومة السموم والامراض والتحديات الخارجية، وعلى السعودية وتركيا سيقع عبء المسؤولية، فهما الدولتان الاقدر على اخراج الاقليم من ازمته التي لا تتوقف عند حدود التهديدات الخارجية بل تمتد الى التحديات الداخلية.
لوقف حالة التسمم الايدولوجي التي تغزو العقول وتنهش عميقا في جسد الدولة والاقليم، المنطقة بحاجة الى مصالحات حتى لا نصل الى مرحلة يقول فيها الناس «فالج لا تعالج».
<tbody>
مقال مصر بين سامي عنان والبرادعي- بقلم حازم عياد- السبيل
يرى الكاتب في التصريحات الاخيرة لكل من اللواء سامي ومحمد البرادعي حالة من التخبط السياسي اللذي قد يتسبب في حالة من الانفجار الداخلي في مصر، وللخروج من هذه الحالة يدعو الكاتب لحالة من المصالحة بين النظام والاطر السياسية الاخرى بعد تقارب تركي قطري سعودي لان تلك الدول هي الضمانة الوحيدة للخروج بحالة مستقرة في مصر.
</tbody>
مصر بين سامي عنان والبرادعي
حازم عياد- السبيل
لم تفصل التسريبات عن شهادة اللواء سامي عنان على قناة مكملين سوى أيام عن تصريحات محمد البرادعي الاخيرة، والتي تحدث فيها البرادعي عن تفاصيل عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أشار فيها الى ان الهدف كان اجراء انتخابات رئاسية مبكرة والوصول الى حل تفاوضي توافقي ينهي الازمة ويشرك الاسلاميين من جديد، مؤكدا على أن أحداث رابعة العدوية الدموية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للتحالف بين القوى المتحالفة ضد جماعة الاخوان المسلمين والقوى المتحالفة معها «تحالف دعم الشرعية»، ليقوض بذلك الرواية الرسمية التي يتم الترويج لها حول إرهاب جماعة الاخوان المسلمين ونواياهم الاقصائية، فالاقصاء كان سمة العهد الجديد وبأدوات عنفية قمعية.
سامي عنان بدوره اكد ان حركة «حماس» لم يكن لها اي دور في احداث مصر عقب الاطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مقوضا بذلك ايضا الرواية الرسمية للسلطة الجديدة، فشهادة عنان تؤكد ان اي من عناصر «حماس» لم يتسلل الى الاراضي المصرية، ليعود الجدل المثار حول الصراع السياسي القائم في مصر والذي شمل اجراءات قمعية من قبل السلطة الجديدة واحكام قضائية باعدام العديد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين، فبحسب شهادة عنان وتصريحات البرادعي فان إقصاء الاخوان المسلمين عن الحياة السياسية وملاحقتهم لا يستند الى اي من المعلومات المدعاة.
تصريحات عنان والبرادعي تأتي في ظرف محلي مصري واقليمي غاية في التعقيد؛ فالاحتجاجات السلمية لازالت مستمرة، والعنف مشتعل في «سيناء» وبات يهدد «صعيد مصر»، والازمة الاقتصادية تضرب عميقا في بنية الدولة والمجتمع لتعطي مؤشرات عن احتمالات لزلزال كبير سيضرب الساحة المصرية، والاهم من ذلك ان كافة الحلول المقدمة ما هي الا ظواهر تعبر عن الصراع و لا تقدم حلولا للازمة بل تفاقمها، بل ان النشاط الاقليمي والدبلوماسي المصري لا يبتعد كثيرا عن البيئة الصراعية والاجواء المحتقنة سواء في الساحة المصرية او الاقليم، فزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لموسكو اثناء الاحتفالات بانتصار روسيا على المانيا النازية جاءت خارج السياق الدولي والاقليمي، ولا تعبر عن سياسة خارجية بقدر ما تعبر عن عمق الازمة المصرية التي امتد تأثيرها الى علاقات السلطة الحاكمة في مصر مع حلفائها وأصدقائها وأعدائها.
خروج البرادعي عن صمته للمره الثانية هذا العام والتسريبات التي تناولت شهادة عنان تعكس حجم الانقسام الذي كان مخفيا حول سبل التعامل مع الملف الداخلي بين اركان المؤسسة العسكرية وحلفائها، وعن عقم الاجراءات المتبعة لحسم الصراع لصالح السلطة الجديدة فمصر تجاوزت بعد ما يقارب العامين "خارطة الطريق"، واقتربت من حالة تتفجر فيها الصراعات على مختلف المستويات السياسية والامنية والاجتماعية، فالساحة باتت مهيئة لكافة اشكال المفاجآت والتوقعات، ولن ينهي حالة اللايقين هذه سوى العودة الى الحوار والتفاوض للوصول الى مخرج من الازمة؛ فمصر أمام مصير مجهول لايقين فيه، قد يفاقمه الصراع والتنافس الاقليمي والدولي، الحوار والتفاوض هو الطريق المختصر الذي سيحفظ للدولة حضورها وقدرتها على التعافي.
القناعات على المستوى الاقليمي باتت اكبر بضرورة إخراج مصر من ازمتها ومن حالة التخبط التي تعيشها والتوقف عن الانكار بان الازمة سياسية، وان الحل سياسي وليس اقتصادي او امني، امر قد يسهم التقارب القطري التركي السعودي فيه من خلال ممارسة الضغوط على القوى السياسية المنخرطة في هذا الصراع والدفع نحو حل سياسي توافقي، فانهيار الدولة المصرية والذي تحول الى سقوط حر لايعرف التوقف سينعكس سلبا على الاقليم باكمله وسيضيف اعباء جديدة على القوى الاقليمية بل والدولية، مصر ما بين عنان والبرادعي تقف على مفترق طرق لايخرجها منه الا الحوار والمصالحة.
<tbody>
مقال السعودية وتركيا في مواجهة إيران - بقلم د. محمد مصطفى علوش- عن صحيفة الشرق القطرية
يقول الكاتب انه رغم التقارب الذي يجمع ما بين تركيا والسعودية في موقفهم تجاه الاحداث في سوريا الآ ان هذا الموقف يختلف بالنسبة لايران بسبب المصالح التركية الايرانية، ويضيف الكاتب ان السعودية حشدت كل طاقاتها الدبلماسية والسياسية والعسكرية والاعلامية للوقوف في وجه ايران الامر اللذي ستحكم عليه المرحلة القادمة في حال استطاعت السعودية وضع حد لايران في المنطقة وفي نفس الوقت الامر اللذي سينعكس على الشرق الاوسط في حال فشلت هذه الخطوة .
</tbody>
السعودية وتركيا في مواجهة إيران
محمد مصطفى علوش- السبيل
في تركيا، تقترب الانتخابات البرلمانية، ويشتد الصراع بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وبين أحزاب المعارضة لاسيَّما القومية منها التي تخشى من تحول نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي.
وفي الوقت الذي تهتم فيه تركيا بالانتخابات القادمة فإنها تعمل بصمت على توحيد الفصائل العسكرية المسلحة في سوريا وإدارة ملف التنسيق بين المكونات السياسية تمهيدا لجمعها في ثوب واحد يضم أطيافها المتنوعة. يمكن الحديث هنا في إطار من التجاذب الداخلي وتعدد الرؤى داخل مراكز القرار عما يحكى عن صراع بين الرئيس أردوغان وقائد أركان الجيش حول الدور التركي في سوريا بعيد زيارة رئيس الحكومة داوود أوغلو ضريح مؤسس الدولة العثمانية داخل الأراضي السورية.
فاهتمام تركيا ينصب على اجتماع وزراء خارجية الناتو في تركيا مؤخراً والذي يهدف إلى مواجهة داعش تزامناً مع بدء البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة داخل الأراضي التركية لمواجهة تنظيم الدولة، وهي خطة تبدو متكاملة لمواجهة التطرف الديني من المنظور الأمريكي إلاّ أن لتركيا تحفظا واضحاً من الإستراتيجية الأمريكية إذ ترى أن رحيل الرئيس الأسد ومواجهة داعش خطان لا يمكن الفصل بينهما وهي مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة إذا قبلت الأخيرة بهذه المعادلة. ولهذا تسعى أنقرة بالتنسيق والتعاون مع دول خليجية إلى توفير بيئة آمنة لحكومة الائتلاف في الشمال على وقع الانتعاش في العلاقة المتجددة مع دول الخليج بعد فترة من التوتر خلال السنوات الثلاث الماضية.
التقاطع التركي السعودي في الملف السوري لا يعكس رؤية موحدة تجاه إيران، أنقرة وطهران ترتبطان بعلاقات جيدة نسبياً وهناك اتفاقات تجارية مبرمة لم تتأثر بالتصريحات النارية والعدائية بين البلدين، في حين لا ينطبق الأمر على العلاقات الإيرانية السعودية، فاستهداف إيران هو على رأس أولويات الرياض التي تجد طهران تقف خلف أغلب مشاكل المنطقة، وعلى ما يبدو فإن العداء السعودي لإيران تحول من مناكفات إلى إستراتيجية واسعة متعددة الأذرع وعلى مراحل متنوعة.
وتتضح معالم هذه الإستراتيجية شيئا فشيئا بعد أن أعادت الرياض ترتيب أولوياتها الخارجية والتي جاء على رأسها استهداف إيران التي يتمدد نفوذها في اليمن والبحرين وبعض المناطق الشيعية داخل المملكة. ومواجهة النفوذ الإيراني تتطلب وفق الرؤية الخليجية توحيد جميع الجبهات ضدها (في لبنان، اليمن، سوريا، العراق، البحرين..) وعلى كافة الصعد (عسكرياً، سياسياً، دبلوماسياً، إعلاميا، استخباراتيا، اقتصادياً، ودينيا).
عسكرياً: من خلال المواجهة المباشرة كما هو حاصل في اليمن، أو توحيد الفصائل المسلحة ودعمها كما هو الواقع في سوريا، ومن ثم الإيعاز للفصائل السورية المسلحة بعدم حضور مؤتمر جنيف إذا حضرت إيران ولم يقم المؤتمر على أسس رحيل بشار الأسد نفسه، وكانت دول خليجية دعمت تأسيس جيش الفتح في القلمون تمهيداً للمعركة مع حزب الله، وتحييد داعش، لكن الجهود فشلت في احتواء الأخير حيث تفجر الخلاف من جديد بينه وبين باقي مكونات جيش الفتح في القلمون، وهو ما أثر على سير المعارك والخطط.
سياسياً: توحيد كل المعارضات العربية خلف النظم الحاكمة في مواجهة إيران، فغير مسموح لأي فرد بالدفاع عن إيران في هذه المواجهة.
دبلوماسيا: بدأت السعودية تتحدث في دوائر القرار الدولي عن الاحتلال الإيراني لسوريا وليس عن قمع نظام لشعبه كما اعتدنا سماعه سابقاً. وهناك مساع لوضع دول الخليج في خانة حليف لحلف الأطلسي، قد يترجم بتحالف تركي خليجي أمريكي كما يقول جمال خاشقجي في إحدى تغريداته التويترية.
إعلامياً: يتمثل في حشد جيش من الكتاب والصحفيين والإعلاميين ضد إيران تزامناً مع إطلاق حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تم خلال اليومين الماضيين إطلاق حملة «بث موحد» لمدة ساعتين على أربعين قناة موجهة ضد إيران). وقد يتطور الأمر إلى توفير الدعم المالي والسياسي والإعلامي لعرب الأهواز، أملاً في نقل الحرب إلى داخل إيران وإشغالها بنفسها.
لاشك أن الإستراتيجية السعودية تجاه إيران تختلف عن مثيلتها التركية، وهي لعبة صفرية –على الأغلب- فإما أن تنجح السعودية فيها بمهارة وتربح كل ما نويت حصده قبل بدء اللعبة وإما أن تخسر كل شيء، حينها لن يكون بمقدور أحد التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور في الشرق الأوسط كله.
مختارات من أقلام وآراء الاخوان المسلمون
</tbody>
<tbody>
الثلاثاء
19-05-2015
</tbody>
<tbody>
اقلام وآراء
الاخوان المسلمون
</tbody>
<tbody>
لا تسامحنا يا شيخ أحمد ياسين! بقلم د. ديمة طارق طهبوب-السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
تستذكر الكاتبة عدد من الشيم التي كانت تميز أحمد ياسين، وتقول ان هذه الشيم لم تبقى حاضرة فيمن بعده وانهم تخلوا عنها وفقط باتو يستذكرونها في المهرجات والاحتفالات لذلك هي تطلب عدم مسامحتهم من ياسين اللذين تخلوا عما علمهم به حسب وصف الكاتبة.
</tbody>
لا تسامحنا يا شيخ أحمد ياسين!
د. ديمة طارق طهبوب-السبيل
بشعون نحن وندعي الجمال، جبناء وندعي القوة، بخلاء وندعي الكرم، أدعياء وندعي الصدق، مفرطون وندعي التمسك، متلجلجون وندعي الإيمان!
لائحة اتهامات وقدح وتوبيخ كان يجب ان تطول وتطول اطلقتها على نفسي وتنطبق على الكثيرين عندما سمعت خبر عدم قدرة أحفاد الشيخ أحمد ياسين على دفع تكاليف عمليات تعني لهم الحياة او الموت وعدم تكفل أي جهة بهم لا حكومية ولا أهلية.
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الكلمات، فالشيخ واهله أكرم وأنبل من ان نعرض محنتهم على الملأ ولكنه ليس عرضا لهم بقدر ما هو عرض لقصورنا وخلونا من أدنى درجات الشرف والنخوة والذمة والوفاء بالعهد والود!
عادت بي الذاكرة وأنا أعاين هذه السبة الكبيرة والثلمة التي لا تجبر والخطأ الذي لا يغتفر في التقصير بحق أهل الشيخ الى ذلك البيت الذي لا يشبه البيوت في شيء سوى الابعاد الهندسية، ولكنه اقرب الى ان يكون صندوقا بسقف وشبابيك وتصميم بسيط وكأنه من بقايا الهندسة الاولى يوم تعرف الانسان على مواد البناء اول مرة، أما في الداخل ففيه بقايا انسان أقام الله به الحجة على البشر في العصور المتأخرة ووصل به انقطاعنا عن عصور المجد والصحابة، وأعاد الله به لنا مآثرهم وألقابهم فكان هو شهيد الفجر في عصرنا وآية من آيات الجهاد والنصر.
به أصبح لنا نماذج وقدوات نفتخر بها، به ظهرت بقايا الخيرية فينا، على يده أطلق الله وأحيا مدرسة المقاومة فعادت للأمة كرامتها واستطاعت ان ترفع رأسها من جديد.
غير أننا لا ينفع فينا المعروف، ولا نستحق التضيحة نتفاخر ظاهريا بالشيخ وذكراه وسيرته وعندما يأتي الجد ننسى ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابجديات الجهاد بخلف المجاهد في أهله كأحد أشكال جهاد القاعدين ونحن منهم، ننسى صيحات الفداء بالروح والدم يوم استشهاده وفي ذكراه التي نرددها ونكتفي بصورة وعبارة ننشرها عنه لإراحة ضمائرنا المعطلة!
ضاعت الدروس ولم يثمر التعليم فينا يا شيخ ولم «يطمر» خبز وملح الكفاف الذي قاسمت الامة عليه وكان لك نصيب الأسد في قسمة الفقر والعنت الذي رضيته واخترته مسلكا كما اختاره الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون الذين ما ورثوا درهما ولا دينارا ولكن علما وسيرة وفضائل.
لو كنت يا شيخ بعت كمن باعوا وفرطت كمن فرطوا وخنت كمن خانوا لما كنا سمعنا بألم ومعاناة أبنائك وأحفادك، فالخيانة والتفريط تجد من يكفلها من الابواب الخلفية ووراء الستار، المفرطون يجيدون التكاتف فيما بينهم، أنه الشرف والامانة والنبل من يذبح فقط في زمننا من القريب قبل البعيد ولا ناصر أو بواكي لأصحابه!
في يوم ما كانت صفحتنا بيضاء ناصعة معك يا شيخ وأوقفنا مصير البلد كله مقابل سلامتك واطلاق سراحك فكانت صفحة مضيئة ليست بغريبة على الأردن بل هو أهلها، فهل نرى فينا حياة لروح آبائنا وأياديهم البيضاء في اولادك واحفادك؟! هذا البلد الذي يسبق من غير طلب ويسارع من غير تحفيز ويستمر دون سؤال وما المستشفى الميداني في غزة الا أحد أشكال هذا التميز الأردني في دعم كل قضية انسانية نبيلة وحق مشروع وأخ قريب.
أما نحن يا شيخ الذين لم نرعَ فيك ولا في أسرتك إلا ولا ذمة فقد فضحتنا في أنفسنا بعد مماتك كما أقمت علينا الشهادة في حياتك ومماتك فلسنا أكثر من أدعياء باللسان لا تصدق أقوالنا أفعالنا ونكتفي منك بترديد بغبغائي لا تقوم عليه حجة ولا دليل بأنا على دربك سائرون.
يوم يسألنا الله كيف خلفتم الشهداء في أهليهم سيكون يوم الفضيحة وستدير لنا وجهك في يوم نحتاج فيه لظل صالح نُحشر معه.
يومها لا تسامحنا يا شيخ فلقد فرطنا وأحدثنا بعدك.
لا تسامحنا يا شيخ.
<tbody>
عن مصر إلى أين؟ بقلم عمر عياصرة- السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يتسائل الكاتب عن مصير مصر الى أين يتجه بعد سلسلة الاعدامات التي صدرت مؤخراً، ويضيف الكاتب ان الوضع الحالي أصبح في مصر بات يشبه الحالة العسكرية التي تحكم قبضتها حتى على أبسط المؤسسات.
</tbody>
مصر إلى أين؟
عمر عياصرة- السبيل
دللت قيام محكمة مصرية بإحالة أوراق الرئيس المصري محمد مرسي وأكثر من مئة قيادي إسلامي إلى مفتي الجمهورية المصرية على حالة الشد الكبير هناك في القاهرة.
الأحكام قاسية وتؤكد أن السلطة الحالية في مصر ماضية في نهجها القائم على اجتثاث الإخوان المسلمين وإلغائهم من الحياة السياسية.
رسائل الإعدام تحتاج الى روية وهدوء في قراءتها؛ فهي من ناحية التوقيت تأتي في ظرف يتغير فيه الاقليم الى نحو يخفف الضغط عن الإخوان ويبدأ بالتمهيد للحوار معهم.
السيسي على ما يبدو يريد أن يتطرف بأوراقه الداخلية الى الحد الذي يجعل منه مناكفا للاقليم وتغيراته، ومستقويا بأوراق أصلب في حال تعرض لضغط يريد منه حوارا في الداخل.
هذه الأحكام القاسية لن تكون في مصلحة مصر؛ فالاخوان لا يمكن اجتثاثهم لا على يد السيسي ولا غيره، لكنها ستزيد من منسوب العنف وستبرر لكثير من الشباب انحيازاتهم العنيفة.
رد فعل حزب الحرية والعدالة كان شديدا، فقد فتح الباب لكل الخيارات من أجل إسقاط الانقلاب، وهنا تظهر طبيعة ردود الفعل ومدى ذهاب احتمالات مآلات تنفيذ هذه الاحكام.
مستقبل مصر مجهول ومظلم جدا، فقد تمت عسكرة كل شيء حتى الراقصة في الملهى الليلي، وهنا يكمن الخطر؛ فقد حكمت المحكمة على شهداء فلسطينيين وهذه صفاقة وجنون يجب ان يتوقف.
ما يجري في مصر أكبر مما نظن وأعقد من تبسيط المسألة؛ فالجنون هو القائد والمصالح القومية غائبة والقادم مجهول ولا حل الا بتسوية سياسية يقبلها الجميع.
<tbody>
ما سر ابتسامة قادة الإخوان؟ بقلم - بسام ناصر السبيل
تعريف بصحيفة السبيل : هي صحيفة اردنية انطلقت منذ العام 2009 وتتبنى التوجه الاخواني
يقول الكاتب ان سر ابتسامة الاخوان المسلمون بعد تلقيهم قرارات الاعدام والحبس الاخيرة التي صدرت بحقهم، يرجع لكونهم أهل ايمان وتقوى وخلف للصالحين.
</tbody>
ما سر ابتسامة قادة الإخوان؟
بسام ناصر-السبيل
لا يرى كثير من الناس في المحن والمصائب والكوارث التي تلم بهم، إلا الجانب المفجع المحزن، الأمر الذي يفاقم أحزانهم ويزيد همومهم، ولا يتفطن ويتنبه للجوانب الإيجابية فيه المصائب إلا من أنار الله بصائرهم بنور الهدى والإيمان، فيتلمسون تلك الوجوه التي تمدهم بطاقة إيجابية تمكنهم من الثبات ومواصلة المشوار الذي اختاروه عن قناعة تامة وطواعية كاملة.
التعاطي مع المصائب والمحن من منطلق المنظور الشامل الذي يحكم تصور المسلم للكون والحياة بكل ما فيها من أحداث مفرحة ومحزنة، أفراح وأتراح، هو الذي يؤهل المسلم ويمكنه من تلقي المصائب والمحن على قسوتها بروح صابرة محتسبة، تطمع في الآجل وتتشوف إليه فتصبر على ما داهمها من عاجل الأحداث، وأليم الوقائع، فترى المسلم الصابر المحتسب ثابت الجنان، رابط الجأش، متهلل الوجه، يردد ما أمره الله به حينما تحل به المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون)، لتناله من بعدها صلوات الرب الكريم ورحماته ونفحات هدايته.
يستذكر المرء هذه المعاني المشرقة والعظيمة وهو يرى قيادات الإخوان المسلمين في مصر تعلو وجوههم ابتسامة عريضة وهم في قفص الاتهام الجائر، بعد أن سمعوا القاضي ينطق بقرار إعدامهم على جريمة لم يرتكبوها، ولم يفكروا يوما بالقيام بها أصلا، فمن أين يستمدون هذه الطمأنينة وتلك السكينة التي تغشاهم، فتنعكس على محياهم الصبوح الضحكوك؟
هنا لا بد من الحديث بلغة أهل الدين والإيمان، وليس بلغة السياسة ومفرداتها، لأنها لا تسعف على فهم الحالة وتعجز عن تفسيرها، فالسياسي المحض المنفصل عن القيم الإيمانية حينما تحل به مصيبة أو تمر به محنة، أو تفاجئه أحداث مفزعة، تراه هائجا متوترا قلقا، يبحث عن أي مخرج وبأي وسيلة كانت، أما أهل الدين والإيمان فلهم شأن آخر، فما عاشوا عليه من تربية وتزكية ومجاهدة للنفس واجتهاد في التحرر من شهواتها وشبهاتها تنعكس أنواره على قلوبهم في ساعة العسرة والشدة.
أهل الدين والإيمان يستمدون عزيمتهم وثباتهم وصبرهم من المخزون الإيماني الذي تراكم في دواخلهم عبر الشهور والسنين الماضية، فقد امتلأت قلوبهم إيمانا قويا، وعمرت نفوسهم باليقين الصادق، وتربوا على أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، ويتيقنون أن ما حل بهم قد قدره الله عليهم من قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا راد لقدره، ولا معطل لحكمه.
أهل الدين والإيمان يتعلمون في محاريبهم ومساجدهم وحلقاتهم أن الابتلاء حينما يحل بالمرء فإنه يخرجه من ذنوبه ويطهره منها، وأن الابتلاء وإن كان في ظاهره محنة شديدة إلا إنه في باطنه منحة عظيمة، ويعلمون تماما أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ليرى منه صدق دعواه في إيمانه وانتسابه للدين ودعوة الأنبياء والمرسلين، فهم يستبشرون بمآلات الابتلاء والمحن، لأنها تحلهم عند ربهم مكانا عليا.
أهل الدين والإيمان يوقنون بأن الله سبحانه، يمحص أهل الدعاوى العريضة بالابتلاء، فينزل بهم أمره ليغربل الصفوف ويطهر الدعوات من الأدعياء والدخلاء، وليميز الخبيث من الطيب، فالتكاليف الشاقة تظهر ما استكنَّ في باطن الإنسان، والابتلاءات تمحص وتميز وتغربل، {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
أهل الدين والإيمان يعلمون أن الدعوات لا تقوم إلا على التضحيات العظيمة، وإن بذل أصحابها في سبيلها المهج والأرواح، وأن هذه السبيل هي طريق الرسل والأنبياء، فهم قدوة المضحين ونبراس الباذلين في الله ولله، فلا دعوة بلا تضحيات، ولا نصر بلا بذل وعطاء وثبات.
أهل الدين والإيمان يدركون أن الموت حق، وهو سيف الله المسلط على رؤوس الخلائق كلهم، لا يقدر على دفعه عن نفسه أشد عتاة الأرض وجبابرتها، فإذا ما نزل بأحد منهم قصمه وقهره وأذله، فما دام أن الموت حق على سائر الخلق، فلماذا لا تكون الميتة بشرف وعزة ورجولة وإباء؟ ليس الطاغية هو الذي يميت الخلق بل خالقهم هو المحي المميت، فمن امتلأت جوانحهم بتلك العقيدة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أهل الدين والإيمان يعلمون أنهم بثباتهم واستبشارهم يغيظون كل خصومهم الذين يتربصون بهم الدوائر، فها هم قد نالوا من أجسادهم فأوقعوا بهم أشد العقوبات، لكنهم لم ينالوا من قلوبهم شيئا، ولم يفتوا في عضدهم، ولم يثنوا عزائمهم عن المضي في سبيلهم، خير ما يعبر عن حالة الإخوان في محنتهم تلك العبارة التي قالها من قبل أحد أجدادهم الصالحين: «إننا نعيش في سعادة لو عرفها الملوك وأبناء الملوك لجالودنا عليها بسيوفهم».
<tbody>
مقال البيئة الإقليمية والتسمم الأيدولوجي - بقلم حازم عياد- السبيل
يستذكر الكاتب الوضع العربي في البلدان العربية وما وصل له من حالة جعلت الغرب ينظر للمنطقة وكانها ترجع للعصور الوسطى، وللخروج من هذه الحالة يقترح الكاتب أن تكون هناك مصالحات سياسية بين الشعوب والحكومات والدور الاكبر يقع في ذلك على السعودية وتركيا لانهما الاجدر بهذا الاصلاح حسبما يرى الكاتب.
</tbody>
البيئة الإقليمية والتسمم الأيدولوجي
حازم عياد- السبيل
سموم أيدولوجية وفكرية آخذة في الانتشار في الاقليم، البيئة الاقليمية مهيئة اكثر من أي وقت مضى لانتشار هذه السموم الفكرية والطائفية، الحلول والمقاربات باتت فاشلة، والافاق التي قدمتها السعودية لإيجاد حلول تهدف لاستعادة التوازن مهددة نتيجة السقوط الحر الذي تعاني منه بعض الدول العربية، فرغم قوة الدفع السعودية بما تمثلها من مرجعية وإمكانات إلا أن الازمات المتفاقمة في عدد من الدول العربية تمثل تهديديا مباشرا لهذه الاستراتيجية وعبئا قد يثقل كاهلها.
فالأزمة المصرية لم تعد تستجيب للحلول الاقتصادية والمساعدات والاستثمارات، كما انها لم تعد تستجيب للحلول الامنية، فالأزمة لا تتوقف عند حدود الاقتصاد والامن بل هي ممتدة عميقا على شكل انقسام سياسي وأزمة اجتماعية وفشل إداري، واي مفاجأة غير سارة في مصر ستعيد خلط الاوراق في الاقليم، فالزلزال المصري سيكون أشد عمقا وتدميرا من البراكين المتفجرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مصر بحاجة الى مقاربة جديدة وجريئة، فالسموم الايدولوجية في المنطقة بدأت بالتسلل الى جسد الدولة والمجتمع المصري بسبب ضعف المناعة السياسية وحالة اليأس التي أضعفت المناعة في مصر والاقليم الى اقصى الحدود.
العلاجات الوقائية باتت ضرورة ملحة، والوقت نفد تقريبا، فالمنطقة وصلت الى جدار مسدود بفعل المقاربة السطحية التي تعاملت مع المتغيرات الاقليمية من خلال المقاربة الاقتصادية والامنية دون النظر الى اهمية الحصانة الفكرية والسياسية التي تمثل مرجعية صحية للرؤى والبرامج والاستراتيجيات، فقد استنزفت الافكار وغابت الرؤى في ظل هذه الصراعات ولم تقدم الحلول الاقتصادية في ظل الفشل الاداري وفقدان الاستجابة من جسد الدولة والمجتمع لهذه الحلول.
ليس هناك طرف رابح عربيا في حال استمرت عملية السقوط الحر في مصر وعدد من الدول العربية، المسألة لم تعد ترفا بالنسبة للسعودية بل لتركيا ولعموم دول الخليج، وللدول العربية التي تعاني من الازمات، فـ»الفتق» اتسع و»الرتق» الاقتصادي والامني لم يعد مجديا، ذلك ان الافق مغلق لانعدام الرؤية في المنطقة، فالربيع العربي كان نتاجا لتطور ديمغرافي واجتماعي وتكنولوجي وسياسي وتحولات اقليمية ودولية لم تتم مواكبتها عربيا ولم تصغ التحالفات للتعاطي معها.
لا بد من مصالحات وصفقات كبرى داخل الساحة العربية حتى يتعافى الجسد العربي وتجد استراتيجية استعادة التوازن والاستقرار طريقها، فالغرب غير معني بالمطلق في التعامل مع قوى هشة وتحالفات تعاني من هواجس و»تحبو حبوا»، ويراهن على الفوضى، فقدرة الغرب على التعايش مع الفوضى في العالم العربي عالية جدا في ظل وجود انقسامات ومصالح متعارضة ورؤى واستراتيجيات غير مكتملة، فالرؤية الغربية ترى في العالم العربي شريحة زمنية بدائية تعود للعصور الوسطى.
لا بد من مراجعة جديدية تدفع باتجاه تكريس استراتيجية استعادة التوازن والاستقرار من خلال ادماج كافة القوى السياسية والاجتماعية في مقاومة السموم والامراض والتحديات الخارجية، وعلى السعودية وتركيا سيقع عبء المسؤولية، فهما الدولتان الاقدر على اخراج الاقليم من ازمته التي لا تتوقف عند حدود التهديدات الخارجية بل تمتد الى التحديات الداخلية.
لوقف حالة التسمم الايدولوجي التي تغزو العقول وتنهش عميقا في جسد الدولة والاقليم، المنطقة بحاجة الى مصالحات حتى لا نصل الى مرحلة يقول فيها الناس «فالج لا تعالج».
<tbody>
مقال مصر بين سامي عنان والبرادعي- بقلم حازم عياد- السبيل
يرى الكاتب في التصريحات الاخيرة لكل من اللواء سامي ومحمد البرادعي حالة من التخبط السياسي اللذي قد يتسبب في حالة من الانفجار الداخلي في مصر، وللخروج من هذه الحالة يدعو الكاتب لحالة من المصالحة بين النظام والاطر السياسية الاخرى بعد تقارب تركي قطري سعودي لان تلك الدول هي الضمانة الوحيدة للخروج بحالة مستقرة في مصر.
</tbody>
مصر بين سامي عنان والبرادعي
حازم عياد- السبيل
لم تفصل التسريبات عن شهادة اللواء سامي عنان على قناة مكملين سوى أيام عن تصريحات محمد البرادعي الاخيرة، والتي تحدث فيها البرادعي عن تفاصيل عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أشار فيها الى ان الهدف كان اجراء انتخابات رئاسية مبكرة والوصول الى حل تفاوضي توافقي ينهي الازمة ويشرك الاسلاميين من جديد، مؤكدا على أن أحداث رابعة العدوية الدموية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للتحالف بين القوى المتحالفة ضد جماعة الاخوان المسلمين والقوى المتحالفة معها «تحالف دعم الشرعية»، ليقوض بذلك الرواية الرسمية التي يتم الترويج لها حول إرهاب جماعة الاخوان المسلمين ونواياهم الاقصائية، فالاقصاء كان سمة العهد الجديد وبأدوات عنفية قمعية.
سامي عنان بدوره اكد ان حركة «حماس» لم يكن لها اي دور في احداث مصر عقب الاطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مقوضا بذلك ايضا الرواية الرسمية للسلطة الجديدة، فشهادة عنان تؤكد ان اي من عناصر «حماس» لم يتسلل الى الاراضي المصرية، ليعود الجدل المثار حول الصراع السياسي القائم في مصر والذي شمل اجراءات قمعية من قبل السلطة الجديدة واحكام قضائية باعدام العديد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين، فبحسب شهادة عنان وتصريحات البرادعي فان إقصاء الاخوان المسلمين عن الحياة السياسية وملاحقتهم لا يستند الى اي من المعلومات المدعاة.
تصريحات عنان والبرادعي تأتي في ظرف محلي مصري واقليمي غاية في التعقيد؛ فالاحتجاجات السلمية لازالت مستمرة، والعنف مشتعل في «سيناء» وبات يهدد «صعيد مصر»، والازمة الاقتصادية تضرب عميقا في بنية الدولة والمجتمع لتعطي مؤشرات عن احتمالات لزلزال كبير سيضرب الساحة المصرية، والاهم من ذلك ان كافة الحلول المقدمة ما هي الا ظواهر تعبر عن الصراع و لا تقدم حلولا للازمة بل تفاقمها، بل ان النشاط الاقليمي والدبلوماسي المصري لا يبتعد كثيرا عن البيئة الصراعية والاجواء المحتقنة سواء في الساحة المصرية او الاقليم، فزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لموسكو اثناء الاحتفالات بانتصار روسيا على المانيا النازية جاءت خارج السياق الدولي والاقليمي، ولا تعبر عن سياسة خارجية بقدر ما تعبر عن عمق الازمة المصرية التي امتد تأثيرها الى علاقات السلطة الحاكمة في مصر مع حلفائها وأصدقائها وأعدائها.
خروج البرادعي عن صمته للمره الثانية هذا العام والتسريبات التي تناولت شهادة عنان تعكس حجم الانقسام الذي كان مخفيا حول سبل التعامل مع الملف الداخلي بين اركان المؤسسة العسكرية وحلفائها، وعن عقم الاجراءات المتبعة لحسم الصراع لصالح السلطة الجديدة فمصر تجاوزت بعد ما يقارب العامين "خارطة الطريق"، واقتربت من حالة تتفجر فيها الصراعات على مختلف المستويات السياسية والامنية والاجتماعية، فالساحة باتت مهيئة لكافة اشكال المفاجآت والتوقعات، ولن ينهي حالة اللايقين هذه سوى العودة الى الحوار والتفاوض للوصول الى مخرج من الازمة؛ فمصر أمام مصير مجهول لايقين فيه، قد يفاقمه الصراع والتنافس الاقليمي والدولي، الحوار والتفاوض هو الطريق المختصر الذي سيحفظ للدولة حضورها وقدرتها على التعافي.
القناعات على المستوى الاقليمي باتت اكبر بضرورة إخراج مصر من ازمتها ومن حالة التخبط التي تعيشها والتوقف عن الانكار بان الازمة سياسية، وان الحل سياسي وليس اقتصادي او امني، امر قد يسهم التقارب القطري التركي السعودي فيه من خلال ممارسة الضغوط على القوى السياسية المنخرطة في هذا الصراع والدفع نحو حل سياسي توافقي، فانهيار الدولة المصرية والذي تحول الى سقوط حر لايعرف التوقف سينعكس سلبا على الاقليم باكمله وسيضيف اعباء جديدة على القوى الاقليمية بل والدولية، مصر ما بين عنان والبرادعي تقف على مفترق طرق لايخرجها منه الا الحوار والمصالحة.
<tbody>
مقال السعودية وتركيا في مواجهة إيران - بقلم د. محمد مصطفى علوش- عن صحيفة الشرق القطرية
يقول الكاتب انه رغم التقارب الذي يجمع ما بين تركيا والسعودية في موقفهم تجاه الاحداث في سوريا الآ ان هذا الموقف يختلف بالنسبة لايران بسبب المصالح التركية الايرانية، ويضيف الكاتب ان السعودية حشدت كل طاقاتها الدبلماسية والسياسية والعسكرية والاعلامية للوقوف في وجه ايران الامر اللذي ستحكم عليه المرحلة القادمة في حال استطاعت السعودية وضع حد لايران في المنطقة وفي نفس الوقت الامر اللذي سينعكس على الشرق الاوسط في حال فشلت هذه الخطوة .
</tbody>
السعودية وتركيا في مواجهة إيران
محمد مصطفى علوش- السبيل
في تركيا، تقترب الانتخابات البرلمانية، ويشتد الصراع بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وبين أحزاب المعارضة لاسيَّما القومية منها التي تخشى من تحول نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي.
وفي الوقت الذي تهتم فيه تركيا بالانتخابات القادمة فإنها تعمل بصمت على توحيد الفصائل العسكرية المسلحة في سوريا وإدارة ملف التنسيق بين المكونات السياسية تمهيدا لجمعها في ثوب واحد يضم أطيافها المتنوعة. يمكن الحديث هنا في إطار من التجاذب الداخلي وتعدد الرؤى داخل مراكز القرار عما يحكى عن صراع بين الرئيس أردوغان وقائد أركان الجيش حول الدور التركي في سوريا بعيد زيارة رئيس الحكومة داوود أوغلو ضريح مؤسس الدولة العثمانية داخل الأراضي السورية.
فاهتمام تركيا ينصب على اجتماع وزراء خارجية الناتو في تركيا مؤخراً والذي يهدف إلى مواجهة داعش تزامناً مع بدء البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة داخل الأراضي التركية لمواجهة تنظيم الدولة، وهي خطة تبدو متكاملة لمواجهة التطرف الديني من المنظور الأمريكي إلاّ أن لتركيا تحفظا واضحاً من الإستراتيجية الأمريكية إذ ترى أن رحيل الرئيس الأسد ومواجهة داعش خطان لا يمكن الفصل بينهما وهي مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة إذا قبلت الأخيرة بهذه المعادلة. ولهذا تسعى أنقرة بالتنسيق والتعاون مع دول خليجية إلى توفير بيئة آمنة لحكومة الائتلاف في الشمال على وقع الانتعاش في العلاقة المتجددة مع دول الخليج بعد فترة من التوتر خلال السنوات الثلاث الماضية.
التقاطع التركي السعودي في الملف السوري لا يعكس رؤية موحدة تجاه إيران، أنقرة وطهران ترتبطان بعلاقات جيدة نسبياً وهناك اتفاقات تجارية مبرمة لم تتأثر بالتصريحات النارية والعدائية بين البلدين، في حين لا ينطبق الأمر على العلاقات الإيرانية السعودية، فاستهداف إيران هو على رأس أولويات الرياض التي تجد طهران تقف خلف أغلب مشاكل المنطقة، وعلى ما يبدو فإن العداء السعودي لإيران تحول من مناكفات إلى إستراتيجية واسعة متعددة الأذرع وعلى مراحل متنوعة.
وتتضح معالم هذه الإستراتيجية شيئا فشيئا بعد أن أعادت الرياض ترتيب أولوياتها الخارجية والتي جاء على رأسها استهداف إيران التي يتمدد نفوذها في اليمن والبحرين وبعض المناطق الشيعية داخل المملكة. ومواجهة النفوذ الإيراني تتطلب وفق الرؤية الخليجية توحيد جميع الجبهات ضدها (في لبنان، اليمن، سوريا، العراق، البحرين..) وعلى كافة الصعد (عسكرياً، سياسياً، دبلوماسياً، إعلاميا، استخباراتيا، اقتصادياً، ودينيا).
عسكرياً: من خلال المواجهة المباشرة كما هو حاصل في اليمن، أو توحيد الفصائل المسلحة ودعمها كما هو الواقع في سوريا، ومن ثم الإيعاز للفصائل السورية المسلحة بعدم حضور مؤتمر جنيف إذا حضرت إيران ولم يقم المؤتمر على أسس رحيل بشار الأسد نفسه، وكانت دول خليجية دعمت تأسيس جيش الفتح في القلمون تمهيداً للمعركة مع حزب الله، وتحييد داعش، لكن الجهود فشلت في احتواء الأخير حيث تفجر الخلاف من جديد بينه وبين باقي مكونات جيش الفتح في القلمون، وهو ما أثر على سير المعارك والخطط.
سياسياً: توحيد كل المعارضات العربية خلف النظم الحاكمة في مواجهة إيران، فغير مسموح لأي فرد بالدفاع عن إيران في هذه المواجهة.
دبلوماسيا: بدأت السعودية تتحدث في دوائر القرار الدولي عن الاحتلال الإيراني لسوريا وليس عن قمع نظام لشعبه كما اعتدنا سماعه سابقاً. وهناك مساع لوضع دول الخليج في خانة حليف لحلف الأطلسي، قد يترجم بتحالف تركي خليجي أمريكي كما يقول جمال خاشقجي في إحدى تغريداته التويترية.
إعلامياً: يتمثل في حشد جيش من الكتاب والصحفيين والإعلاميين ضد إيران تزامناً مع إطلاق حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تم خلال اليومين الماضيين إطلاق حملة «بث موحد» لمدة ساعتين على أربعين قناة موجهة ضد إيران). وقد يتطور الأمر إلى توفير الدعم المالي والسياسي والإعلامي لعرب الأهواز، أملاً في نقل الحرب إلى داخل إيران وإشغالها بنفسها.
لاشك أن الإستراتيجية السعودية تجاه إيران تختلف عن مثيلتها التركية، وهي لعبة صفرية –على الأغلب- فإما أن تنجح السعودية فيها بمهارة وتربح كل ما نويت حصده قبل بدء اللعبة وإما أن تخسر كل شيء، حينها لن يكون بمقدور أحد التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور في الشرق الأوسط كله.