المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 30



Haidar
2012-02-06, 11:25 AM
أقلام وآراء{nl}(30){nl}في هــــــــــذا الملف{nl}زمن الحد الادنى{nl}بقلم: نبيل عمرو عن جريدة القدس{nl}حيرة «حماس» حيال الثورة{nl}بقلم: سامي حسن عن جريدة القدس{nl}زيارة بان كي مون إلى غزة: المقدمات والوقائع{nl}بقلم: وليد العوض عن جريدة الايام{nl}الاستيطان ويهودية نتنياهو{nl}بقلم: علي الخليلي عن جريدة الايام{nl}آفاق لقاء عباس ومشعل{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}الوحدة الوطنية.. و«فتيشات الممانعين»{nl}بقلم: موفق مطر عن الحياة الجديدة{nl}سبع دقائق من الرياء الغليظ{nl}بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}زمن الحد الادنى{nl}بقلم: نبيل عمرو عن جريدة القدس{nl}زخم العناية الدولية بمشروع السلام الفلسطيني الاسرائيلي تراجع الى حدوده الدنيا ، وبوسعنا القول ان المهمات السياسية المتاحة في هذا الوقت، هو الحفاظ على الخيوط الواهية التي بقيت وخصوصا ما يربط الفلسطينيين بالاسرائيليين.{nl}ولا شك ان لهذا التراجع اسبابا موضوعية فرضت نفسها على الطرف الاضعف من حيث القوة المادية وهو الطرف الفلسطيني ، اما الطرف الاسرائيلي الذي هو الاقوى على الارض فقد استغل هذا التراجع كمناخ موات للاسراع في استكمال اجنداته- خاصة الاستيطانية والالحاقية في القدس، مع تثبيت اقصى ما يستطيع تثبيته من مكاسب على صعيد الضفة الغربية.{nl}واذا ما نظرنا للواقع السياسي بكل موضوعية وتجرد فاننا نرى عامين طويلين لا مجال فيهما لاي حركة جدية تجاه اعادة فتح ملف السلام الفلسطيني الاسرائيلي.{nl}فاذا كنا كفلسطينيين بامس الحاجة الى فتح هذا الملف ولدينا استعداد دائم للتعاون مع اي جهد يهدف الى ذلك، فان العلة الاساسية تكمن في ثلاثة عناصر تتحد في امر عدم المبادرة باي جهد اساسي ولو انها تتفاوت في حجم القدرة والتأثير.{nl}العامل الاول: وهو الامريكي الذي يجر وراءه موضوعيا العامل الدولي متمثلا بالرباعية ومجلس الامن، وقد دخل موسم الانتخابات.{nl}العامل الثاني: وهو الاسرائيلي الذي يعتبر الوقت يعمل لصالحه وبالتالي لا حاجة له بالاسراع او التعاون باي شكل من الاشكال مع اي فكرة ربما تقود الى اعادة احياء المشروع.{nl}والعامل الثالث وهو الاقليمي العربي حيث الانشغال المطلق بما نجم عن ثورات عربية من اوضاع مضطربة ننسبها عادة الى الفترة الانتقالية الحتمية التي لابد وان تعبرها الثورات المنتصرة، ثم الانشغال الساخن والملح بالوضع السوري ونقله الى مجلس الامن ما يؤثر سلبا على اي جهد فلسطيني يسعى الى اعادة الكرة في امر مقعد العضوية الكاملة لفلسطين.{nl}وحين تتكامل الحلقات المؤثرة على هذا النحو ، فاننا نلاحظ ان كل طرف من اطراف اللعبة الشرق اوسطية وجد نفسه مستغرقا في معالجة شؤونه الخاصة، على نحو لا يدع مجالا ولو متواضعا للاهتمام بالقضايا الاخرى ، واهمها بالنسبة لنا قضية فلسطين وامتدادها المسمى بالصراع العربي الاسرائيلي ، وهذا يفرض منطقيا وموضوعيا وبحكم الحاجة ، ان يهتم الفلسطينيون في شأنهم الداخلي ليس بالاعلان عن تأسيس لجان عمل للبحث عن الخيارات السياسية وانما بمعالجة عملية لجميع المشاكل الداخلية التي اضعفت في الماضي القدرات الوطنية في المعارك الاساسية، ومن شأنها ان تضعف اكثر واكثر الامكانيات الفعلية لاعادة الزخم للقضية الوطنية خصوصا على الصعيدين الاقليمي و الدولي.{nl}ان الجمود السياسي والتفاوضي ينبغي ان يعوض بحركة قوية وفعالة على الارض الفلسطينية وبين الشعب الفلسطيني خصوصا وان كل ما ينبغي فعله هو من الممكن وليس المستحيل.{nl}دعونا نتسائل ببراءة او بغير ذلك عن الاسباب الحقيقية المانعة لاغلاق ملف الانقسام ، وتوجيه رسالة مقنعة للعالم بان الفلسطينيين عادوا وحدة واحدة وان التذرع بانقسامهم لم يعد مبررا لا على صعيد رد طلبهم للحصول على عضويتهم الكاملة في الامم المتحدة ولا على صعيد التساؤل حول من الشريك ومن هو المفوض فعليا لتحدث باسم الفلسطينيين.{nl}ثم دعونا نتسائل مالذي يمنع احياء الوضع الداخلي بموسم انتخابي ديموقراطي تعبوي يعيد الحياة لمؤسساتنا شبه الميتة سواء على صعيد المجالس المحلية او النقابات او المجلس الوطني او المجلس التشريعي او الرئاسة ، ان الموسم الانتخابي لا يعني اقتتالا على المقاعد والمواقع وانما يعني انشغالا وطنيا في امور مفيدة ، وتكريسا لحيوية شعب يريد خصومه له الانطفاء والخمول والجمود.{nl}ثم دعونا نتساءل ... ما الذي يمنع قيام ورشة اصلاحية على مستوى المنظمة والسلطة وان نتوقف عن اختلاق الذرائع كي لا نعمل شيئا، فالمنظمة مرتبطة بعمل لجنة اكل الدهر عليها وشرب دون ان تعمل شيئا ودون ان تجد مسوغا منطقيا لنفي مسؤوليتها المباشرة عن الجمود والتحلل والخمول،ـ اما السلطة التي هي بامس الحاجة لاصلاح شامل فذريعة عدم التقدم بهذا الاتجاه ، هي اننا مقبلون على انتخابات فلم العجلة، وحين نسأل متى الانتخابات ؟ متى تعمل لجنة الانتخابات في غزة وحتى الضفة يقال لنا ان الامر بحاجة الى حوار معمق وهكذا{nl}ان الانسداد السياسي ، لا يمكن تجاوزه او التغلب عليه الا بفتح الابواب والنوافذ جميعا لدخول هواء نقي بدل الهواء الفاسد الذي يراكمه الجمود والركود والهواء النقي لا يدخل الا اذا اقتنع الشعب بانه شريك في صنع حياته ومصيره وحين يرى قيادة وسلطة تضع له خارطة طريق داخلية واضحة المعالم ثابتة التواريخ بعيدا عن التقليد البائس الذي فرضناه على انفسنا وهو اذا ما اردنا ان ننقل حجرا من مكانه فلا مفر من محادثات معمقة غالبا ما تستغرق سنوات.ان لم اقل عقودا.{nl}حيرة «حماس» حيال الثورة{nl}بقلم: سامي حسن عن جريدة القدس{nl}على رغم مسارعة حركة حماس لمباركة ثورات الربيع العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا، بعد انتصارها، إلا أنها، انطلاقاً من ذريعة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لم تكن من أولئك الذين تحمسوا لإعلان موقف واضح ومبكر لحظة اندلاع تلك الثورات؟!{nl}وربما تكون الحالة السورية هي الاستثناء في موقف حماس، التي لم تخف انحيازها لحليفها النظام السوري في بدايات الانتفاضة الشعبية التي تفجرت أواسط آذار الماضي. الأمر الذي عبر عنه حينذاك، رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي تبنى خطاب النظام حول الممانعة، واحتضان المقاومة، وعدم حاجة سورية إلا لبعض الإصلاحات الداخلية. لكن أسباباً كثيرة ومتناقضة، دفعت حماس لتغيير موقفها، ليس لجهة الابتعاد عن النظام وتأييد الانتفاضة الشعبية، وإنما باتجاه مسك العصا من المنتصف، وعدم الانحياز لأي من الطرفين المتصارعين.{nl}فمن ناحية، تعتبر حركة حماس جزءاً من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يؤيد الثورة السورية، والذي يضم إخوان سورية المعارضين للنظام والشريك الأساسي في المجلس الوطني. كما أن هناك الكثير من الدول العربية والإقليمية الداعمة لحماس هي اليوم على خلاف مع النظام السوري، الذي يعتبر هذه الدول من أهم أطراف «المؤامرة الغربية» ضده؟!{nl}إضافة إلى ما سبق، ولأسباب دينية، فإن القاعدة الجماهيرية، الفلسطينية منها والعربية، لحركة حماس، هي عموماً منحازة للثورة في سورية.{nl}ومن ناحية أخرى، فإن هناك مجموعة من الحلفاء الذين ستخسرهم حماس في حال انحازت للانتفاضة. أولهم، النظام السوري نفسه، الذي يقدم لها الدعم السياسي واللوجيستي. وثانيهم إيران، التي تعتبر من مصادر التمويل الرئيسة لحماس. وعلى ما يبدو فإن حماس ليست اليوم في وارد خسارة هذين الحليفين، على رغم أن تعويض الخسارة هو في متناول يدها، لا سيما بعد وصول الإسلاميين للسلطة في كل من مصر وليبيا وتونس. في هذا السياق، يمكن الزعم بأن ما يساعد حماس على استمرار تمسكها بحليفيها المذكورين، هو قناعة القوى صاحبة التأثير فيها، بأن هذا التخلي لن يكون له أثر مهم على مجريات الصراع؟{nl}فإذا كانت حماس، الآن، قد اختارت الوقوف على الحياد من الصراع الدائر في سورية، فما الذي يجبر النظام السوري على تفهم موقفها وعدم اتخاذ أية خطوات تصعيدية نوعية بحقها؟{nl}ولا شك في أن النظام الذي نجح في توسيع جبهة خصومه على المستوى الداخلي والعربي والإقليمي والدولي، هو اليوم بحاجة لأي حليف، يقف معه. فما بالك إذا كان هذا الحليف من أولئك الذين يقدمون شهادات المقاومة والممانعة.{nl}ولهذا السبب بالضبط، فإنه مستعد، على مضض، للقبول بالموقف المحايد لحماس. خلاصة القول، وعلى خلاف ما يرى البعض من أن حركة حماس قد بدأت تعد العدة لحسم موقفها باتجاه الانحياز للثورة السورية، إننا نميل للاعتقاد بأن هذا الانحياز لن يحصل قبل ربع الساعة الأخير من عمر النظام.{nl}فلدى الحركة، على ما يبدو، قناعة مفادها أن هناك توازناً في القوى بين معسكري النظام والثورة، وأن مصلحة حماس تقتضي منها المحافظة على شعرة معاوية، وعدم حسم موقفها لمصلحة أي من طرفي الصراع.{nl}زيارة بان كي مون إلى غزة: المقدمات والوقائع{nl}بقلم: وليد العوض (عضو المكتب السياسي لحزب الشعب) عن جريدة الايام{nl}لساعات ثلاث زار السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قطاع غزة، يوم الخميس الماضي، بعد أن كان التقى الرئيس "أبو مازن"، يوم الأربعاء؛ لبحث الشأن السياسي بشكل عام وتطورات عملية السلام المتعثرة على وجه خاص، وما من شك في أن السيد بان كي مون قد استمع إلى موقف القيادة الفلسطينية على لسان رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وهو الموقف الذي اتخذته اللجنة التنفيذية في اجتماعها قبل يومين من لقاء السيد مون، وجوهره أن لا عودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان، وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام تقوم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الشأن.{nl}أما فيما يتعلق بزيارته قطاع غزة وهي الثالثة التي كانت مخصصة لأحد المشاريع في محافظة خان يونس، التي تقوم الأمم المتحدة برعايته عبر وكالة الغوث "الأونروا"، والمخصصة، أيضاً، للقاء عدد من الشخصيات الفلسطينية للاطلاع على أوضاع شعبنا ومعاناته في القطاع المثخن بالجراح، الزيارة إلى قطاع غزة تحققت كما شاهدها العالم عبر وسائل الإعلام، وقد شابتها الكثير من الملابسات التي بقيت بعيدةً عن ما تناولته وسائل الإعلام بشأن الزيارة، ومنها الاستقبال الاحتجاجي الذي استقبل به السيد بان كي مون على حاجز بيت حانون من قبل عشرات المواطنين الغاضبين على تجاهله معاناتهم خلال زياراته السابقة، لكن ما كان يدور خلف الكوليس وعبر الهواتف النقالة كان الأكثر أهمية لهذه الزيارة التي لا يختلف أحد على أهميتها، نظراً للمكانة التي يتمتع بها السيد مون كأمين عام للأمم المتحدة، هذه المؤسسة الأممية التي أناط بها العالم صيانة السلم والأمن الدوليين، والسعي لإقامة نظام عادل لشعوب الأرض قاطبة، أقول إن ما كان يجري خلف الكواليس وعبر الهواتف النقالة هو الأكثر أهمية انطلاقاً من ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما جرى لتجاوز آية مثالب وتحوطاً لزيارات مماثلة تقوم بها شخصيات دولية لبحث الشأن العام لأهلنا في قطاع غزة تقوم باختيارها هي دون مراعاة واقعنا السياسي والاجتماعي وحقيقة معاناة قطاعاته جراء العدوان.{nl}وبالعودة إلى الملابسات التي ترافقت مع تلك الزيارة، فقد بدأ، قبل أسبوع، مكتب الأمم المتحدة بالاتصال كعادته مع عدد من الشخصيات التي نكن لها كل الاحترام لحضور اللقاء مع السيد مون، ومن بين هذه الشخصيات المحامي عصام يونس مدير مركز الميزان الذي أبدى ملاحظاته على عدم شمول الشخصيات المرشحة للقاء السيد مون كل القطاعات المعنية من شعبنا؛ مما يجعل اللقاء غير مجد من وجهة نظره، وقد دفعه ذلك لإبلاغ اعتذاره عن قبول الدعوة للمعنيين في مكتب الأمم المتحدة، وفي ضوء ذلك تداعى عدد من المهتمين بالشأن العام إلى منزل د ناصر أبو العطا، ومن بينهم كاتب هذه السطور وآخرون، حيث بدأت الاتصالات والمراسلات، وبحرص وطني أجرى السيد خليل أبو شمالة، مدير مؤسسة الضمير، اتصالات مكثفة بدأب ومثابرة لشرح الملابسات والملاحظات على الدعوة وطريقتها، وانطلاقاً من الحرص نفسه بادر السيد أمجد الشوا إلى الاعتذار عن المشاركة في اللقاء، كما أصدرت بصفتي عضواً في المكتب السياسي لحزب الشعب تصريحاً صحافياً، صباح يوم الأربعاء، مرحباً بزيارة السيد بان كي مون وداعياً إلى أن يكون وفد الشخصيات المرشحة للقائه شاملاً القطاعات المختلفة خاصة أهالي المعتقلين والمتضررين من العدوان والمزارعين وممثلين عن مخيمات اللاجئين وقطاع المرأة وممثلي منظمات حقوق الإنسان بالإضافة إلى رجال الأعمال، كما وأصدر السيد رباح مهنا، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، ظهيرة اليوم نفسه بياناً بهذا الصدد.{nl}وفي مقابل ذلك كانت تتواصل الاتصالات المكثفة مع جهات وشخصيات عدة بما فيها التي وافقت على اللقاء، وقد اتخذت الناشطة في قطاع المرأة مريم زقوت موقفاً حاسماً بالاعتذار عن المشاركة في اللقاء؛ الأمر الذي دفع الجهات المنظمة إلى محاولة تعويض النقص، وسعت إلى الاتصال بشخصيات أخرى أعلنت قبولها الدعوة على الفور على الرغم من علمها بملابساتها، ومع ذلك استمرت الاتصالات واتسعت لتشمل لجنة الأسرى وذويهم الذين استقبلوا بان كي مون بغضب على معبر بيت حانون، وعلى الرغم من ذلك واصل المنظمون في مكتب الأمم المتحدة ومستشاروهم تجاهل هذا الغضب، وأصروا على عدم إشراك أي من أهالي الأسرى أو المتضررين من العدوان مع الشخصيات التي ستقابل الأمين العام، هذا الرفض وصل إلى مسامع أهالي الأسرى، الذين بلغ الأمر بهم التلويح والتلميح إلى أن الغضب الذي قوبل به السيد بان كي مون على حاجز بيت حانون يمكن أن يتوجه إلى من سيقابله من الشخصيات الفلسطينية إذا ما بقي الموظفون في مكتب الأمم المتحدة على رفضهم إشراك ذوي الأسرى في اللقاء، وقد دفع هذا التطور المهم، وهم على حق، أعضاء الوفد لاشتراط مقابلة الأمين العام بقبول ثلاثة من أهالي الأسرى معهم، وهن المناضلات اللواتي نفتخر بهن وبثوبهن الفلسطيني "أم جبر وشاح"، و"أم إبراهيم بارود"، و"أم رامي عنبر"، وحين أصر وفد الشخصيات على موقفه وبقي منظمو اللقاء على موقفهم المعروف والمشار إليه آنفاً ألغي اللقاء، وهكذا تحولت الكاميرات إلى مكان آخر حيث عقد المؤتمر الصحافي ليعلن ذلك.{nl}أردت مما ذكرته أعلاه القول إن الموقف الوطني والحريص الذي بادر إليه من اعتذر عن اللقاء علق الجرس وسلط الضوء على قضية مهمة، لابد من النظر إليها بجدية، فلا يجوز بأي حال من الأحوال لأي كان خصوصاً الموظفين الدوليين العاملين في الأراضي الفلسطينية أن يتحكموا بتشكيل أي وفد لمقابلة أي شخصية دولية تزور القطاع للاطلاع على معاناته.{nl} إن الأجدر بعرض هذه المعاناة من الناحية المجتمعية هم فقط ممثلو القطاعات المختلفة التي أشرنا إليها في متن المقال، وهي وحدها المخولة تسميتهم عبر التواصل مع الجهات السياسية المسؤولة. وهنا أقول بكل وضوح إن الملابسات التي ترافقت مع زيارة السيد بان كي مون إلى غزة وقبله السيدة آشتون وغيرهما يجب أن تتوقف فوراً، انطلاقاً من أن شعبنا الفلسطيني له قيمه وتقاليده العريقة ويعتز بتاريخه وانتمائه الوطني.{nl}وفي ختام مقالي هذا يحضرني قول الرفيق الراحل عبد الله أبو العطا، عضو المكتب السياسي لحزبنا، في ظروف مماثلة كانت قد حدثت في ثمانينيات القرن الماضي حين قال: لشعبنا ممثل سياسي واحد هو منظمة التحرير الفلسطينية وفي الأمور المجتمعية هناك قطاعات متعارف عليها، فالبيوت تطرق من أبوابها.{nl}الاستيطان ويهودية نتنياهو{nl}بقلم: علي الخليلي عن جريدة الايام{nl}خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في الأسبوع الماضي، قال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، إن لب الصراع ليس في الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وإنما هو حسب وجهة نظره التي يواصل تكرارها على مدار الساعة، في الاعتراف الفلسطيني والعربي بشكل عام، بيهودية إسرائيل! وإلى ذلك، يمكن أن نضيف إلى قوله، إنه إذا تم هذا الاعتراف، في أي وقت، انتهى الصراع كله. ولن يكون لإسرائيل أي مطلب من بعده، سوى أن تعيش بسلام مع جميع جيرانها!{nl}أين يقع مفهوم أو مبدأ "حل الدولتين"، فلسطين إلى جانب إسرائيل، في هذه "اليهودية" التي يصر عليها نتنياهو؟ في الواقع، إن عقل نتنياهو خال تماما من هذا المفهوم أو المبدأ، رغم دورانه ما بين حين وآخر، على لسانه. فهو مجرد دوران لفقاقيع هوائية تنفجر ثم تتلاشى في الفراغ. ولا يبقى على الأرض، سوى يهودية نتنياهو نفسها.{nl}والأرض تحديدا، لا معنى لها في السياق، غير ما تعنيه من شأن في هذه اليهودية. فهي كلها أرض اليهود، من البحر إلى النهر. ومن العام 1948، إلى العام 1967، إلى 2012 في المشهد الراهن، إلى ألف سنة قادمة! وبالتالي، فإن نتنياهو لا يرى في الاستيطان اليهودي في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس والأغوار، أدنى مشكلة بالنسبة له. وعلى العكس من كل ما يحسبه الآخرون بوجود هذه المشكلة، فإنه يرى أن الاستيطان يستجيب تلقائيا لمفهوم أم مبدأ يهوديته. أي أن "اليهودية" في المحصلة، هي البديل الوحيد لمفهوم أو مبدأ "حل الدولتين". دولة واحدة. دولة إسرائيل اليهودية فحسب.{nl}يعني لا وجود لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن هذا المعنى لا يلغي إصرار نتنياهو على عودة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات، ليس من أجل الحديث عن هذه الدولة التي لن يكون لها أي وجود غدا أو بعد غد، بل من أجل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بيهودية إسرائيل، والتي هي يهودية كل الأرض وكل المكان والسكان، وكل التاريخ والجغرافيا، وكل الحاضر والماضي والمستقبل.{nl}بالمقابل، كان لا بد أخيرا، من أن تصر منظمة التحرير، على وقف الاستيطان (تخيلوا، مجرد وقفه وليس إزالته مثلا)، قبل استئناف المفاوضات. وقبل أن تشتبك تفاصيل الحال بين المخيلة والحاصل، يندفع نتنياهو على الفور، ويفك هذا التشابك، ليؤكد أن هذا المجرد/الوقف، مرفوض هو أيضا، جملة وتفصيلا، من قبله. فالاستيطان المستمر شيء، والمفاوضات شيء آخر، ولا علاقة بينهما إلا ما سيكون من بحث على الطاولة في الاعتراف بيهودية إسرائيل!{nl}تأخرت منظمة التحرير كثيرا، على أية حال، في الثبات على إصرارها للوصول في مطلبها لهذا المجرد/الوقف، قبل التحرك مجددا من جانبها، إلى طاولة المفاوضات. كانت هذه الطاولة قد غطت ثماني عشرة سنة من العبث التفاوضي، والتفاوض العبثي المرعب، حيث ينبع الرعب الفعلي باستشراء الاستيطان وانتشاره على معظم أراضي الضفة الغربية، والطاولة اللعينة ذاتها، متربعة عليه، وعلى عرشها الذي كاد يزيف العقول ويسمم المواقف والمبادئ.{nl}المهم أن القرار الفلسطيني قد تم، ولو متأخرا، وهو ما يدفع بنتنياهو الآن، إلى الارتباك الشديد. وإلى الاشتباك من جهته، بين المخيلة الخاصة به، والحاصل أمامه. فكيف يعقل في إطار يهوديته التي يتحصن بها، ضمن ذهنية (القلعة) العنصرية، أن تنبعث فلسطين مجددا من تحت تراكمات التفاوضات العبثية، وتعمل على فرض شروطها، عبر العالم كله، حتى وهي تئن تحت حراب الاحتلال الطويل؟{nl}لن يفهم نتنياهو شيئا من معاني هذا الانبعاث الفلسطيني. فهو مسكون إلى حد العزلة، بأوهام يهوديته التامة. وإن كل ما يجري من حديث عن الرباعية ومحاولاتها في البحث عن "إجراءات ثقة" بينه وبين منظمة التحرير ممثلة بالسلطة الوطنية، وعن دور الأمم المتحدة ضمن زيارة أمينها العام بان كي مون، أو غيرها، وعن دول الاتحاد الأوروبي، وعن الضغط الأميركي للعودة إلى المفاوضات، إلخ، لا تتجاوز جميعها في عقله، وفي كل فقاقيع لسانه حل الدولتين، كونها أدوات تصب في مجرى يهوديته.{nl}إلى متى يستمر هذا الحال؟ سؤال لا يجوز له، تحت أي ظرف، أن يكسر الانبعاث الفلسطيني الجديد، وإنما هو مؤهل في الرد عليه، ولو بعد حين، لكسر أوهام نتنياهو.{nl}آفاق لقاء عباس ومشعل{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}التقى الرئيس ابو مازن بالامس مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة مرتين، الاولى بحضور امير قطر، واللقاء الثاني دون مشاركة قطرية. ومجرد مواصلة اللقاءات بين الرجلين بغض النظر عن مكان اللقاء، يحمل في طياته تقدم خيار المصالحة. لا سيما وان لقاء أمس أحرز تقدما في ملف الحكومة من خلال الاتفاق على رئيس الوزراء الجديد وتركيبتها. لا سيما وان تشكيل الحكومة يعتبر عاملا مهما في الاسراع بطي صفحة الانقلاب السوداء، ويفتح الباب واسعا للاعداد والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية، والشروع بملف اعادة الاعمار.{nl}كما ان اللقاء بين الرئيس عباس ومشعل بحضور الأمير حمد ساهم في عرض تطورات العملية السياسية بأبعادها وتعقيداتها المختلفة، واستشراف المستقبل بعيون مشتركة. الامر الذي يساهم في تعزيز الشراكة السياسية بين القوتين الاساسيتين، ويخلق حالة من التفهم الحمساوي لمواقف رئيس منظمة التحرير والقيادة السياسية. وبالتالي يخفف من حدة التجاذب، ويقطع الطريق على انصار التطرف في حماس، واعداء المصالحة.{nl}لقاء ابو مازن مع ابو الوليد بات حقيقة ماثلة في الواقع، وردا على المشككين وانصار المواقف المسبقة. وجاء في الوقت المناسب، ويحمل في طياته ايضا الرد على سياسة حكومة نتنياهو اليمينية، وعلى كل القوى الدولية المعادية للمصالحة. ويساهم في تصليب الموقف الوطني في مواجهة التحديات المنتصبة امام الشعب والقيادة.{nl}لكن على رئيس السلطة ورئيس حماس وضع روزنامة زمنية لتنفيذ الخطوات المتفق عليها، حتى يغادر المواطنون جادة التشاؤم والمراوحة، وبالتالي بعث الامل في اوساط الجماهير. وايضا الزام قادة الفصيلين (فتح وحماس ) ومعهما باقي فصائل العمل الوطني بالاسراع بتنفيذ الخطوات التي اتفق عليها على الصعد المختلفة.{nl}لقاء عباس ومشعل، كان لقاء ايجابيا، وخطوة مهمة على طريق تجسيد المصالحة، وكسر الجمود والمراوحة، وايضا محاصرة القوى المتضررة من المصالحة. وعلى كل قطاعات الشعب وقواه السياسية دعم ما تم الاتفاق عليه بين الرجلين والحركتين بالاضافة للفصائل الوطنية، والتصدي لكل من يحاول تعطيل المصالحة الوطنية.{nl}الوحدة الوطنية.. و«فتيشات الممانعين»{nl}بقلم: موفق مطر عن الحياة الجديدة{nl}مخطئ من يظن ان بإمكانه المناورة بالمصالحة, فالوحدة الوطنية الفلسطينية استراتيجية لا مناورة فيها ولا مغامرة!! انها خيارنا الأبدي الأزلي, لا يد لوطني مؤمن بهويته الفلسطينية بقبوله او رفضه, الا اذا كانت يد ابليس التقسيم والتشرذم, والمشاريع الخاصة (...) المعلن عنها في الزيارات والمهرجانات, مشاريع قد تكون اي مشروع الا المشروع الوطني, الذي وحده سيحررنا من الاحتلال وينقلنا الى الاستقلال.{nl}نكتم انفاسنا ونترقب, نستبشر الخير مع كل خبر عاجل عن اجتماع على مستوى القيادات الفلسطينية, فالمسؤولة التاريخية تتطلب الانتباه والتركيز, الترفع عن الصغائر, رش الملح على الجرح والعض عليه , لأننا ان لم نفعل فان المرحلة القادمة ستعضنا وتطبق على مصائرنا ومستقبلنا بأنياب فك امضى وأشد قساوة وضغطا من تلك التي تشتهر بها تماسيح مستنقعات الأنهار في افريقيا.{nl}لا نعرف ولا نتقن اشاعة اجواء التفاؤل لأننا بطبعنا متفائلون, نكتب, نصرح, نقول ما يعبر عن افكارنا, مبادئنا, خواطرنا, وقيمنا كوطنيين, نرفض الاشاعة من الأساس, ولا نقبل باغتيال الأمل ولا نسمح لأحد بغدره, لنقوم بدور المشيع الباكي « اللطّام»!! نضع في المقام الأول المصالح العليا لشعبنا, لا نلتفت للكلام المتطاير كالشرار من هنا او هناك وان كنا نعلم ان نارا موقدة استمرأ البعض طبخ العبث على لهبها, فهؤلاء لا يملكون ما يقدمون لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة الا مرارة علقم يطبخونه, يقدمونه كوجبات يومية للمواطن على موائد الصحة والتعليم والثقافة والاقتصاد والسياسة, والتنمية, والأمن والاستقرار, والسلم الأهلي, والمصالحة الاجتماعية وحقوق الانسان والمواطن, فيحسبون انفسهم قدرا يتحكم بالملايين من شعبنا في قطاع غزة.{nl}عندما يؤكد منسق لجنة الحريات في الضفة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي اطلاق سراح 69 معتقلا, فهذا يعني انها باطلة ومحشوة ببارود التجني «فتيشات» وبيانات وتصريحات المحتشدين في جبهة الممانعة للمصالحة الوطنية وعلى رأسهم ناطقو حماس في قطاع غزة. فالدكتور البرغوثي اؤتمن على ملف وطني غاية في الحساسية , ونعتقد انه يملك من الحرية لقول الحقيقة, فكل فلسطيني حريص على مستقبل قضية الشعب الفلسطيني يدرك أهمية تفكيك ملف الاعتقالات السياسية وحرية التنقل وجوازات السفر وطويه نهائيا لسحب الذرائع تمهيدا لتسيير عربة المصالحة.{nl}سيكون النواب في التشريعي والقادة الفلسطينيون الذين تحملوا امانة المسؤولية عن ملف المعتقلين في الضفة وقطاع غزة شهداء على الحقائق والوقائع, ولن يطلب منهم الجمهور المكتوي بنار الانقسام الا قول الحقيقة عندما تستدعيهم لحظة الفصل الوطنية كشهود لينطقوا بما عرفوا وعلموا وتبينوا ووثّقوا.. فمن لا يريد ترك مكانة للعقلاء, هو الذي يسعى لتأجيج النار، ويقرع طبول الخلافات حول دائرتها, يمنع عن القادة العقلاء التقاط الأنفاس للتفكير باخلاص وصدق بمستقبل الشعب المحاصر بالاحتلال والاستيطان وأوضاع عربية تعاني من زلازل سياسية واجتماعية وسياسية وهزات ارتدادية. لن ننجو منها ما لم نأوِ الى خيارنا الأوحد الوحيد - الوحدة الوطنية - فهي قدرنا, مهما حاول الذين قالوا وظنوا بأنفسهم أنهم: «قدر الله على الأرض!».{nl}سبع دقائق من الرياء الغليظ{nl}بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}في شريط دعائي، مدته سبع دقائق، يأخذك باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الاميركية، الى رحلة صيد انتخابي، يسمي فيها الأشياء بغير أسمائها، ويجعل إسرائيل، والمواقف المحابية لها، ورؤيته للأطراف الأخرى التي تنازعها بمنطق السعي الى السلام العادل، هي قاعدة الحكم بالإيجاب، على ما يتمتع به سيادته، من شجاعة ونباهة، ومن حساسية حيال حقوق الأمم، ومن شعور بمسؤوليات الرئاسة الأميركية على الصعيد الدولي. فعلى امتداد زمن الشريط، يتعانق العلمان الأميركي والإسرائيلي، فيما الفقرات السريعة، تتوالى، في سياق البرهنة على صحة وصوابية ما يقوله الرئيس، ويعبر عنه بحركات يديه وأحياناً بحركات الرأس وسائر الجسم!{nl}يظهر متحدثاً أمام الزعماء اليهود الصهاينة في «الآيباك» ويتبدى هؤلاء سعداء وهم يصفقون امتناناً وعرفاناً بحُسن قيادته. ولكي يزيد، جاء بلقطات من أحاديث زعماء إسرائيل أثناء مقابلات متلفزة معهم، ظهروا فيها يجزلون له الثناء. شمعون بيريس، نتنياهو، إيهود باراك وأفرايم هاليفي. ولخشيته من أن يقصر مع طرف من زعماء أقصى اليمين المتطرف، جاء بلقطات من أحاديث داني أيالون ويسرائيل بيتينو، وهما من دعاة رمي الفلسطينيين الى الصحراء خارج بلادهم. فمن دواعي الانتفاع دعائياً، أن يعلم كل ذي بصيرة، أن أوباما، يحظى بمحبة واحترام الساسة الذين يُهينون شخصه كلما اقتضت المناسبة، ويعارضون معظم توجهات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وينادون علناً بالتطهير العرقي في بلادنا.{nl}منتقدو الشريط الدعائي، من الأميركيين، عبروا عن سخريتهم من هذا العرض المفعم بالرياء، ونبهوا الرأي العام، الى أن السيد الرئيس، يزج بعلم دولة أخرى، في حملته الانتخابية، وأنه يخالف القانون، إذ يُجيز مشاركة الأجانب في الحملات الانتخابية المخصصة حصراً للأميركيين، من مرشحين وناخبين. فقد أفسح المجال لزعماء بلد آخر، للاشتراك المباشر، في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتساءل كاتب آخر: هل في وسعنا أن نتخيل أوباما وهو يعرض شريطاً مخصصاً للحملة الرئاسية في المكسيك، فيقدم نفسه كمكسيكي الهوى، إكراماً لعيون مرشح بعينه؟! عندئذٍ سيكون قد خالف قانون البلدين، أميركا والمكسيك، لصالح مرشح محدد. فكيف يسمح لنفسه بأن يتلقى ثناءً في السياق الدعائي، من زعماء بلد تدعمه أميركا أياً كان من يحكمها؟!{nl}هنا، يبّرئ إعلاميون أميركيون، زعماء إسرائيل، ويوضحون مقاصدهم، التي تلاعبت بها أصابع معدي الشريط لحرف مقاصد ما كانوا قالوه في مقابلات متلفزة. فهل كان الزعماء الإسرائيليون يسألون إن كانوا يؤيدون إعادة انتخاب أوباما مثلما يوحي الشريط؟ ويجيب المستفسر على استفهامه بنفسه: بالنسبة لنتنياهو، فليس سراً ولا تأويلاً، أن الرجل لا يرغب في رؤية أوباما ثانية، في المكتب البيضاوي، لأن كل ما يريده نتنياهو، هو أن تتوغل إسرائيل أكثر فأكثر، في السياسة الأميركية. فمنذ أسبوع، تبرع الملياردير اليهودي الأميركي شيلودم أديلسون، الذي يُعد من أقرب الأصدقاء الأميركيين لنتنياهو، بمبلغ خمسة ملايين دولار لحملة المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري نيوت غينغريتش!{nl}في الدقائق السبع من الرياء ومن مداهنة إسرائيل، من خلال شريط فيديو؛ عُرضت أكثر اللقات صهيونية، في أحاديث أوباما أمام لوبي «الآيباك». كان العنصر التمثيلي بحركات الجسم، ظاهراً على نحو لا يليق برئاسة بلد يفترض أنه يراعي الحد الأدنى من التوازن والمسؤولية. وارتسمت علامات التأسي والحزن، على وجهه وهو يتحدث عن مأساة الشعب الإسرائيلي في «سديروت» التي «نُكبت» بصواريخ «حماس». ثم تبلغ الحركة التمثيلية ذروتها بالرأس وباليدين والأكتاف، وهو يُعيد على أسماع زعماء اليهود، ما قاله للرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن الولايات المتحدة، سوف تستخدم «الفيتو» في حال تقدمتم بطلب عضوية الأمم المتحدة. جاءت اللقطة، بعد اثنتين، واحدة لبيت تصدع بصاروخ في «سديروت» بالترافق مع كلام اوباما عن «معاناة أطفال إسرائيل» ولقطة أخرى لحافلة أصابها تفجير فلسطيني!{nl}أما إيران، عدوة إسرائيل ـ كما يقول ـ فقد تعرضت في عهده لأقسى عقوبات واجهتها في تاريخها. وردد رئيس الولايات المتحدة، مرات، عبارات مثل: إن أميركا وإسرائيل، تشكلان كتلة لا تنكسر، وأن العلاقة بينهما غير قابلة للاهتزاز.{nl}لم يقل الرئيس بالطبع، كلمة واحدة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ولو من باب إظهار قيادته بمظهر يليق بمسؤوليتها الدولية. ولم يقل إن هناك قتلاً ممنهجاً وتعديات يومية تخريبية، يمارسها الاحتلال والمستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني. ولم يتذكر أشجار الزيتون المباركة، التي تُقتلع بأيدي الغزاة المهووسين المستوطنين. ولم يأت بكلمة على السجناء والاعتقالات الدائمة للمدنيين ولنواب الشعب وللأطفال. ولا كلمة بالطبع، عن حصار غزة، ولا عن مصادرة الأراضي وهدم البيوت أو الاستيلاء عليها في القدس، ولا عن التوسع الاستيطاني الذي تعارضه السياسة الأميركية نفسها ظاهرياً، في منطوق تعاطيها السياسي مع أطراف النزاع.{nl}بالعكس، قدم أوباما موجزاً لمواقفه المساندة للحق والحقيقة والعدالة، وذكّر مشاهدي الشريط، وهو يفترض أنهم جميعاً من الصهاينة حصراً، بمواقفه «الحميدة» مثل معارضته لتقرير غولدستون، ومقاطعة مؤتمر ديربين حول العنصرية، وزيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل بمعدلات غير مسبوقة، وقد عمل جاهداً على رفعها في الموازنة الأميركية العامة لهذه السنة. وطفق يتحدث بعبارات إعلانية مقتضبة من شاكلة: نحن نقدم أكثر التقنيات تطوراً لحلفائنا الإسرائيليين!{nl}بعض المعلقين الاميركيين الذين شاهدوا الشريط، تناولوا أوباما بالنقد الشبيه بالدعابة، قائلين إن رئيسنا، الذي لطالما تحدث عن ضرورة خفض الموازنة وتقليص الصرف على الخدمات، ينسى نفسه فيباهي بزيادة المعونات، إن كانت إسرائيل هي التي تتلقاها!{nl}لقد بدا أن هذا الإسفاف في التزلف لإسرائيل، مكشوف في حوافزه ودواعيه، إذ رآه البعض جواباً دعائياً، على ما لحق بعناصر من حملته قيل إنها «تلطخت» باستخدام مفردات «معادية للسامية» ترافقت مع لغة حادة، مضادة للفلسطينيين، استخدمها المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري نيوت غينغريتش.{nl}في شريط الدقائق السبع من الرياء الغليظ، الذي انزلقت اليه حملة رئيس الولايات المتحدة الأميركية، هناك قدر كبير من التدليس ومجافاة الحقائق والعمى، بينما المأمول هو أن تتهيأ الإدارة الأميركية الى لعب دور أقل تخريباً للعالم، يرمم ما صنعه السابقون الذين فشلوا في العراق وأفغانستان، وخسروا أتباعاً في الشرق الأوسط، ودفعوا حكام إسرائيل الى الجنون والتطرف، وأفشلوا العملية السلمية، وأوقعوا مناطقنا في الزلازل التي تتوالى تباعاً، بسبب استهتارهم بالشعوب وبالأمم وبالعدالة، وإهدارهم لماء وجوه أتباعهم الحاكمين وكشف هؤلاء الأتباع أمام شعوبهم!<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/محلي-30.doc)