Haneen
2015-08-27, 08:52 AM
<tbody>
الجمعة: 5-06-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v واشنطن.. تحوّلات سياسيّة غير طاهرة !
الكرامة برس /د. عادل محمد عايش الأسطل
v عام على حكومة الوفاق دون اتفاق
الكرامة برس /د.عبير عبد الرحمن ثابت
v السلاح في يد الجاهل
الكرامة برس /محمد حميدة
v في ذكرى النكسة: نكساتنا تتوالد وتتزايد
الكرامة برس /راسم عبيدات
v اللاجئون الفلسطينيون إلى أين ؟؟؟
الكرامة برس /محمد علي المصري
v صاروخ لوكهيد
الكرامة برس /نهاد ابو جبر
v صواريخ النكاية .
صوت فتح/داليا العفيفي
v اهمية المبادئ والقيم والاخلاق فى المجتمع
صوت فتح/عزام الحملاوى
v دولة الاستيطان والمستوطنين
صوت فتح/غازي السعدي
v فضائية الرواية
صوت فتح/عمر حلمي الغول
v د.جليلة دحلان وزينة الحياة
فراس برس /أحمد العجلة
v مفاوضات جديدة .. لماذا ؟
فراس برس / رامز مصطفى
v لا....ياسيد نظمى مهنا
امد/ سليمان عصفور
v بدعة الاعلان الدستوري والخدمة المدنية والجمعيات الخيرية
امد/ جهاد حرب
v الدولة الفلسطينية وقواعد النحو والصرف !!
امد/ *د. عبد القادر فارس
v حركة فتح مريضة بالبارانويا ...!!
امد/ وئام عزام ابو هولي
v ركل “صفقة الفيفا” السياسية ..ضرورة وطنية!
الكوفية برس / حسن عصفور:
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
واشنطن.. تحوّلات سياسيّة غير طاهرة !
الكرامة برس /د. عادل محمد عايش الأسطل
ترتبط إسرائيل والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية (فريدة) لم يشهد الكون مثيلاً لها، باعتبارها تشكل قِيم وأخلاق و(ديانة) ومعتقدات مشتركة ومركّبة في أنٍ معاً، وهي تختلف عن العلاقات اليوميّة، والتي يمكن أن تكون مُغبطة تارةً لانسجامها حول سياسة ما، أو أقل من جيدّة تارةً أخرى، تبعاً لتمردات إسرائيلية أو ناتجة عن رغبة أمريكية في اتباع سياسة أو إبداء رأي بمعزل عن إسرائيل.
وإذا ما رجعنا إلى تاريخ العلاقات الاستراتيجية، نجدها على حرارة متصاعدة على مدار الوقت، وسواء باتجاه الحزب الجمهوري، أو الحزب الديمقراطي، أو على مستوى الرؤساء بشكلٍ عام.
لكننا إذا قمنا بتفحّص بعضاً من العلاقات اليوميّة، نجدها تحتوي على مُنغّصات لا تُحصى، وسواء التي تتم نتيجة لتصادم السياسات، أو نتيجة لاختلافات في وجهات النظر، كما حدث بشأن السياسة التي اتبعتها واشنطن منذ بداية القرن الحالي، وخاصة بالنسبة للقضيتين الأهم، القضية الفلسطينية، والقضيّة النوويّة الإيرانيّة، إضافة إلى ما يتعلق بالمنغّصات الأمنيّة والجاسوسيّة، والتي كانت تقوم بها إسرائيل، وتعتبرها واشنطن بأنها تمس الأمن القومي الأمريكي.
كان اللافِت، هو مقابلة إسرائيلُ انتقادات الولايات المتحدة وملاحظاتها، بالسبّ والشتم، والتعهّد بإسقاط من يتعمّد المس بسياستها، أو يميل إلى الانحراف عنها، ولعلّنا نذكُر جيّداً -على سبيل المثال- كيف سبّ رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحق شامير" أثناء حكمه وحتى أوائل التسعينات، الرئيس الأمريكي "جورج بوش الأب"؟ وكيف سمح لوزرائه أيضاً بشتمه ووصفه بالكذب والنفاق ومعاداة الساميّة؟ وشاهدنا أيضاً كيف تولّى اللّوبي الصهيوني فيما بعد، مهمّة إسقاطه، لصالح المرشح الرئاسي "بيل كلينتون"؟ نتيجة إقدامه على انتقاد السياسة الإسرائيلية، من خلال وقفه ضمانات القروض الموجّهة لها، بسبب نيّة استغلالها في إنشاء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية.
منذ تولّي الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" زمام الحكم، بدت العلاقات فاترة أكثر فأكثر بين الجانبين، وقد وصلت ذروتها منذ أن تبادل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" مهمّة الإطاحة بالآخر، خلال الانتخابات الأمريكية 2008- 2012، والإسرائيلية 2009، 2013، 2015، وكان لعزم "نتانياهو" على إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي في مارس/آذار الماضي، دون التنسيق مع الإدارة الأمريكيّة، قد أدّى إلى هزّة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات مع البيت الأبيض على الأقل.
كما أدّى تنكّرهِ لمبدأ حل الدولتين عشية الانتخابات الإسرائيليّة الأخيرة، ليس إلى إفقاد "أوباما" الثّقة بشأن إمكانية العثور على وسيلة، تؤدّي إلى استئناف مساعي السلام، بل إلى التهديد بأن واشنطن ستعيد النظر في بعض جوانب علاقتها بإسرائيل، إضافةً إلى امتناعه عن عقد لقاءكما تقضي علاقة البلدين، حتى وصل بالبعض إلى وصف الوضع بـ (الأسوأ) منذ مولد الدولة، وذلك بناءً على أن عشرات السنين مضت، ولم تكن في وضع تشهد خلاله قطيعة مماثلة.
ربما لم يهتمّ كثيراً "نتانياهو" بكل ما سبق، لكن ما أغاظه بجديّة، هي تصريحات "أوباما"، المتتالية والتي تعمّد خلالها إظهار اليأس الكبير، بشأن حصول أيّ حلول للقضية الفلسطينية، وإبدائه تقديرات تُشير إلى صعوبة الوضع الحالي باتجاه تحقيق سلام في إطار (حل الدولتين)، إضافةً إلى ذهابه نحو أن إدارته، لا يمكنها خلق مبادرات سياسيّة جديدة، حيث اعتبر "نتانياهو" هذه التصريحات، بأنها تحمل نوايا خبيثة، مهمّتها كشف حقيقة السياسة الإسرائيلية، وإحباط مخططاتها.
وبرغم اهتمام واشنطن أمام العرب والفلسطينيين بخاصة، بإظهار أنها بصدد تحوّلاًت في مواقفها، وأن إسرائيل وحدها هي التي باتت تتلقى صفعاتها، إلاّ أن من غير اللائق أخذها بشكلٍ جادّ، باعتبارها (غير طاهرة)، وإذا كانت تحمل أطيافاً إيجابيّة، فهي لا تتعدى الجوانب اليوميّة، والتي تكفل استمالة الشارع العربي ككل، إلى ناحية الإيمان، بأن هناك تحوّلات حقيقيّة، وإن لخدمة هذه المرحلة، باعتبارها زاوية حاشرة يتوجب النجاة منها، فبعض الأجواء والمناخات التي يُشاع خلالها، بأنها تحولّات مهمّة، فإنها وإن قادت إلى شيء، فسيكون هذا الشيء هو الوهم.
إن الخلاف دائماً يُعتبر نقطة صغيرة بالنسبة إلى قائمة الاستراتيجية الطويلة، التي لا تزال الولايات المتحدة تلتزم بها منذ عهد الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" وحتى رئاسة "أوباما"، الذي هو نفسه اعتاد، أن يُردف ملاحظاته وانتقاداته باتجاه إسرائيل، باستعداده إلى دفع أثمان باهظة، وعلى رأسها التزامه بأمنها، بل وبتفوّقها النوعي على دول المنطقة والمُعادية لها أيضاً.
حتى وإن كان ألمح مؤخّراً، بأن إدارته ستجد صعوبة في الاستمرار بالدفاع عن إسرائيل داخل الأمم المتحدة، أو بصعوبة نشر حق النقض (الفيتو) بشأن أي مبادرات أو ضد أي قرارات قد تؤثّر على شرعيّتها، لكن باستطاعتنا التأكيد، على أن تلك الإدارة، لن تجد صعوبة تُذكر، بشأن مواجهتها تلك القرارات، وخاصّة التي تهدف إلى نزع شرعيّتها، بسبب وقوعها
ضمن العلاقة الاستراتيجية المقصودة، والتي تقوم على، ليس في الحفاظ على بقائها على الخارطة الجغرافيّة كـ (دولة إسرائيلية أو يهودية) وحسب، بل لأنها تعني حرصها اللّانهائي، على نموّها وتطوّرها جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة نفسها.
وتوضيحاً لِما سبق، فإن صنّاع القرار في واشنطن ملتزمون بالوعي، بأن الهجمات الدوليّة التي تُشَنّ ضد الشرعيّة الإسرائيليّة، هي جادّة ومتعاظمة، وسواء كانت بطريق المقاطعة الاقتصاديّة والعلميّة، أو بالاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، وهذا يعني لديهم بأنهم سيقومون بتقويضها، وحتى في ظل عدم التزام إسرائيل بحل الدولتين.
عام على حكومة الوفاق دون اتفاق
الكرامة برس /د.عبير عبد الرحمن ثابت
عامٌ مضى على حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية دون أى اتفاق بينها وبين حكومة الظل التى ما زالت تسيطر على زمام الحكم فى قطاع غزة ، فقد صادف الثانى من يونيو 2015 العام الأول على تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية ، وهى أول حكومة تشكلت بعد الانقسام الفلسطينى الفلسطينى عام 2007 ، وتشكلت بموجب تفاهمات بين حركتي فتح وحماس للإشراف على إجراء انتخابات عامة خلال ستة أشهر وإعمار قطاع غزة . لقد جاءت حكومة الوفاق بأهداف محدودة أهمها إنهاء الانقسام الفلسطينى ورفع الحصار عن قطاع غزة والتحضير للإنتخابات العامة الرئاسية والتشريعية ، ولكنها خلال عام لم تستطع تحقيق أهدافها بسبب مجموعة من المعيقات التى واجهتها، فمنذ تشكيلها رفضتها حكومة إسرائيل متمثلة برئيس وزراءها نتياهو والذى طالب العالم بعدم الاعتراف بها ، كذلك منعتها حكومة الظل بغزة من ممارسة أعمالها ما لم تخضع لشروطها ، ورفضت تسليمها المعابر وعودة موظفيها الرسميين .
لقد قبلت حركة حماس بإنهاء شكلى للانقسام ولكن ما زالت مظاهر الانقسام ماثلة أمام الجميع ما لم تتحقق شروطها بدفع رواتب موظفيها وتثبيتهم ليبقى الحكم الفعلى فى الأجهزة المدنية والعسكرية بغزة لعناصرها وكوادرها . وللأسف بعد مرور عام لم تتمكن حكومة الوفاق من تحقيق أهدافها وفشلت فى إنهاء مظاهر الانقسام ، الخلل ليس فى حكومة الوفاق فهى حكومة خدماتية هدفها الأول تخفيف معاناة أهالى غزة ، وإنما فيمن يعطل عملها ويمنع وزراءها وموظفيها من ممارسة مهامهم .
عام والمصالحة تراوح مكانها ولم يلمس أهالى قطاع غزة أى تغيير على مجرياتهم الحياتية ، وغزة لم تعد تهتم لمن يحكمها بقدر من يوفر لها سبل الحياة الانسانية ، فغزة فقدت كل أشكال الحياة الآدمية ، وأسوار الحصار تحيط بأهلها من كل جانب ، وغزة التى تدفع خلافات تنظيماتها من مستقبل أولادها وأحلام شبابها لم تعد تحتمل مزاجية حكامها . ومن يراهن على صبر غزة وتحملها لويلات الانقسام والحصار فهو واهم وبحاجة لقراءة تاريخ غزة وقدرتها على الصراخ فى وجه من يستهين بجبروتها ، لن يستمر صمت غزة طويلاً ما لم يتم تحديد سقف زمنى لإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات وإنهاء الحصار . ليقف الجميع عند مسؤولياته ولتكن مصلحة فلسطين فوق كل اعتبار ، فأزمات أهالى غزة ما زالت تراوح مكانها بل الفقر والبطالة بازدياد ، وعشرات آلاف المواطنين المهدمة بيوتهم ما زالوا فى مراكز الإيواء ، ومعبر رفح مغلق وآلاف المرضى والطلاب والموظفين فقدوا واجهة حياتهم .
لسنا بحاجة لاتفاقات جديدة بل بحاجة لنوايا حقيقية لانهاء الانقسام والمضى سوياً نحو مشروع دولتنا الفلسطينية التى تتسع للجميع ... بممارسة ثقافة الحوار وقبول الاخر والايمان بوحدوية الوطن ينتهى الانقسام ويلتئم الشمل الفلسطينى .
ارحموا غزة .. فشطئانها لم تعد تتسع لعذابات ساكنيها .
السلاح في يد الجاهل
الكرامة برس /محمد حميدة
لا يخفى على أحد أن السلاح بيد الجاهل خطير جدا ، و أن الجاهل لا يدرك خطورة حمله للسلاح بغض النظر عن نوع السلاح و لكن الخطر موجود يدركه الجميع غير الجاهل .
بين بضع صواريخ استفزازية و السلفيين تكمن خطورة الوضع الآن ، لطالما كان العدو متعطشا للدم و القتل يخرج البعض ليكسر الهدوء المتأرجح ، ليس الهدف من الفعل تحرير فلسطين ، أو ايلام العدو ، بل للانتقام من حركة المقاومة في غزة التي تسيطر أجهزتها الأمنية على قطاع غزة ، فهذا يفتح بابا آخر أمامنا و يطرح أسئلة كثيرة ، ماذا يريد السلفيين ؟ هل يريدون تحرير فلسطين ، و هذا أكثر الاحتمالات بُعدا ، بسبب تفكيرهم و مبادءهم ، أم أنهم يبحثون عن السيطرة و الانتشار و بسط النفوذ ، مثلما عملت بعض الجماعات الاسلامية ، فإن كان كذلك ، فهذا يعني أنهم لا خيار لهم غير المواجهة مع حركة المقاومة ، و هذه المواجهة هي خاسرة فعلا ، فلذلك كان التفكير أبعد ، و هو بإطلاق صواريخ على اسرائيل ، ليكون القادم أصعب ، ليس على حركات المقاومة بل أيضا على الشعب الذي لم يتعافَ من الجراح و الآلام بسبب الحروب الثلاثة المتتالية و خصوصا الحرب الأخيرة التي لا تُنسى .
داعش و من أين أتى هذا التنظيم ، قد يستغرب البعض أن داعش موجود في فلسطين و لكن هو بالفعل موجود ، و هو ليس إلا تنظيم أتى من رحم الجهل و الفقر ، لا علاقة له بدين أو انتماء ، جميع من عملوا على اغراق الوطن العربي بالجهل و التفقير و التجويع و التشريد كان لهم يدا في صناعة داعش ، و لا أحد يقول أن داعش سيقيم دولة الخلافة ، فالاسلام لا يقوم على القتل و الذبح و التدمير .
غزة مرة أخرى بين الجماعات الاسلامية التي قامت على مبدأ التكفير و بين اسرائيل التي ما انفكت تريد القضاء على من يفكر في المقاومة ، تبقى غزة محاصرة و مقطوعة عن العالم ، تدعو الله في كل ليلة أن لا يُطلق صاروخ جديد من أراضها ، فهذا الصاروخ لن يحرر فلسطين و لكنه سيقتل المدنيين الفلسطينيين و الأطفال البريئين ، غزة بين اليد الجاهلة التي تحمل السلاح ، و الأجهزة الأمنية التي تحافظ و تفرض القانون و لو بالقوة .
المواطن يقول كلمة واحدة أنه قد سئم الحرب و الموت و يقول أيضا كفاكم عبثا .
في ذكرى النكسة: نكساتنا تتوالد وتتزايد
الكرامة برس /راسم عبيدات
من حزيران/1967 وحتى حزيران/2015 نكساتنا وخيباتنا تتعاظم وتزداد خطورة،وشعبنا وامتنا يدخلون في نفق مظلم،قد يمتد لعشرات السنين،اذا ما إنتصر المشروع الأمريكي وادواته في المنطقة...ويبدو ان كل برامج الفصائل الفلسطينية الوطنية التحررية والديمقراطية الإجتماعية لم تثبت صحتها في أرض الواقع،كما يحلو دائماً للفصائل القول ب"سوبريتها" وصحتها.
ثمانية وأربعون عاماً على نكسة حزيران،ولا أعرف لماذا اطلق عليها العرب اسم النكسة،فالنكسة أو الوعكة تحدث بشكل مفاجئ لجسم معافى وسليم،والوضع العربي لم يكن لا معافى ولا سليم،ومواجهة ومحاربة "اسرائيل" وطردها وتحرير فلسطين،لم يكن أكثر من شعارات "ديماغوجية" وخطب رنانة عبر أثير الإذاعات،ونتيجة تلك الحرب التي لم تكن مجرد نكسة،بل هزيمة ساحقة خسرنا فيها البقية الباقية من فلسطين التاريخية وأراض لثلاث دول عربية أخرى،ما زال الجولان محتلاً بشكل مباشر،وسيناء ووادي عربة محتلة بشكل غير مباشر ومكبلة السيطرة العربية عليها بقيود واتفاقيات مجحفة ومذلة.
منذ هزيمتنا في عام 1967 وحتى اللحظة الراهنة،لم نستطع ان نجسد حلمنا في تحرير ارضنا واستعادة حقوقنا الوطنية المشروعة،لم ننجز لا المرحلي منها بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ 1967ولا الإستراتيجي باستعادة فلسطين التاريخية...أي باختصار فشلنا في نقل مشروع الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية الى الإمكانية الواقعية.
الان تبدو الأمور على نحو اكثر سوداوية وسوء ليس فقط على صعيدنا الفلسطيني،حيث ان الممكنات والظروف لتحقيق الحلم الفلسطيني،في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 تزداد صعوبة وتعقيداً،فالنكسة الفلسطينية يتوالد عنها نكسات،وكذلك الحالة والوضع العربي تزداد نكباته ونكساته،فالمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية معرضتان لمخاطر التصفية والتبديد والتفكك،فالحالة الفلسطينية منقسمة على ذاتها،والاحتلال يزداد "تغولا" وشراسة،مستفيدا من حالة الانقسام الفلسطيني التي تتعمق وتتكرس والمناكفات الداخلية متواصلة وتتصاعد،ونحن نرى بأن مشاريع التصفية للقضية تطل برأسها،وتشارك فيها أطراف دولية وإقليمية وعربية،حيث الدولة ذات الحدود المؤقتة في قطاع غزة والإجهاز على القدس بشكل نهائي،وتحويل ما يتبقى من الضفة الغربية بعد ضم مناطق (سي)،والتي تشكل (60)% من مساحة الضفة الغربية الى "كانتونات" معزولة كجزر متناثرة في محيط إسرائيلي.
أما في الحالة العربية فنحن نرى بأن كل قطر عربي،يعيش ليس نكسة بل ما هو اكبر من نكبة،حيث المشروع المعادى للمنطقة العربية،مشروع الفوضى الخلاقة،المستهدف للأمة العربية وجوداً وشعوباً وجيوشاً وجغرافيا،سائر بالمنطقة نحن التقسيم والتجزئة والتفكيك والتذرير،وإدخال كل قطر عربي في صراعات مذهبية وطائفية،وبما يخلق ثارات اجتماعية عميقة،تجعل من الصعب تعايش مكونات ومركبات القطر الواحد الأثنية والمذهبية والطائفية في دولة مركزية واحدة،بحيث يصبح التقسيم حاصل تحصيل وامر واقع،ونحن نشهد تجليات هذا المشروع في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وحتى السعودية،مشروع يدفع بالعرب نحو التدمير الذاتي،ينهب خيراتهم وثرواتهم ويدمر بلدانهم ويقتل شعوبهم،ويستنزف مواردهم المالية،وفي النهاية تعاد صياغة جغرافيتهم خدمة للمشاريع الأمريكية والاستعمارية في المنطقة،والتي جوهرها حماية امن إسرائيل وتسيدها في المنطقة لعشرات السنين القادمة،واحتجاز تطور الأمة العربية لمئة سنة قادمة،بحيث الدول المقسمة طائفياً ومذهبيا وثرواتياً،مرتبطة امنياً بأحلاف امنية مع إسرائيل وتدار إقتصادياً من قبل المركز الرأسمالي العالمي،على ان تقاد من قبل "مخاتير" سموهم رؤوساء ،ملوك وامراء بدون سيطرة على مواردهم وقرارهم السياسي.
واضح جداً باننا فلسطينياً وعربياً سائرون نحو المزيد من تزايد وتوالد النكسات والنكبات،فقضية فلسطين لم تعد القضية المركزية للعديد من الدول العربية،سواء بسبب إنشغالها بهمومها الذاتية وما تتعرض له من عدوان وتدمير وحالة عدم إستقرار،أو انتقال البعض منها للتنسيق والتعاون مع "اسرائيل"،وبالذات مشيخات النفط والكاز الخليجي،والتي لم تعد ترى في اسرائيل العدو المركزي والأول للأمة العربية،حيث يجري تعظيم مخاطر دول أخرى،وجعلها"فزاعة" كإيران،لتخويف هذه الدول وإرعابها،بأنها تشكل الخطر الأول على امنها ووجودها ونفوذها ودورها ومصالحها،من اجل استمرار استنزاف مواردها المالية،وتشغيل وزيادة مبيعات مصانع السلاح الغربي والأمريكي،وتحقيق رفاهية شعوبها على حساب الأمة العربية.وفلسطينياً دعك عن الإنقسام،فاللاجئون الفلسطينيون وتحديداً في اليرموك يتعرضون لنكبة جديدة،نكبة يراد منها تصفية قضية اللاجئين،يجري من خلالها طرد وتهجير اللاجئين وتوطينهم في المنافي والشتات،فما يجري في اليرموك،جرى قبله في مخيم نهر البارد في لبنان،حرب مستعرة على حق العودة،وحرب مستعرة على الوجود الفلسطيني في القدس،وتطبيق للقوانين الإسرائيلية على المستوطنين في الضفة الغربية،وبما يهدد بإبتلاعها عبر زيادة عدد المستوطنين فيها من (350) ألف مستوطن الى اكثر من نصف مليون مستوطن.والداخل الفلسطيني-48- مشاريع التهويد تتسارع وتزداد وتائرها بشكل كبير،حيث مشروع "برافر" لطرد وتهجير عرب النقب عن أرضهم،وحصرهم في "جيتوهات" مغلقة.
كم حزيران نحتاج فلسطينياً وعربياً؟؟؟،وكم نكسة؟؟ حتى نستطيع أن ندرك بأن حروب التدمير الذاتي والإنقسامات الحاصلة فلسطينياً وعربياً ستذهب بنا نحو الكارثة والهاوية،ولن يستفيد منها غير اعداء الأمة من صهاينة وامريكان وغرب استعماري،فأي قطر عربي يجري تدميره أو إحتلاله وتقسيمه،هو خسارة عربية صافية،ولن يتحقق لا أمن ولا امان عربي في ظل حالة عربية كهذه.
اللاجئون الفلسطينيون إلى أين ؟؟؟
الكرامة برس /محمد علي المصري
وهل قدر الفلسطينيين أن يكونوا الحلقة الأضعف على المسرح الدولي تنعكس عليهم كل مجرياتها كما ونوعا فعلى اختلاف ادوار الممثلين وأصحاب الحل والعقد على الساحة الدولية وتبادل فاضح للأدوار فيما بينهم والتجاذبات الحاصلة على الساحة الفلسطينية وعدم الخروج بموقف واضح للكل الفلسطيني من المفاوضات والمصالحة وكل ذلك أرخى بظلاله المقيتة على مجموع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ما انعكس على دور الهيئات الدولية المعنية بالشأن الفلسطيني أكان سياسيا أو خدميا اغاثيا متمثلا بالتقليص التدريجي والممنهج لخدمات الاونروا والتي لم تكن يوما تلبي ادني احتياجات اللاجئين . لتبدأ اليوم بتقليص خدماتها بشكل يثير الكثير من التساؤلات. كونها الشاهد على جريمة العصر ومأساة أكثر من ستة ملايين لاجئ تاهوا في أصقاع المعمورة بتهجيرهم وسلبهم لأراضيهم وممتلكاتهم وأنها المعنية بهم لحين عودتهم لأوطانهم .
بهذا يكون الهدف المبيت والمعلن هو تصفية قضية اللاجئين والتي تعتبر من الوجهة الفلسطينية هي أساس وعنوان ومحور الصراع الفلسطيني الصهيوني. وعليه فلابد للقيادة الفلسطينية وكل من يحمل الهم الوطني الفلسطيني كل من موقعه وحسب طاقته من الوقوف على حجم المؤامرة التي تحاك في أروقة ما يسمى الشرعية الدولية بمطلب صهيوني معلن لشطب قضية اللاجئين تدريجيا وبغطاء دولي والضغط على الاونروا لمراجعة كل التدابير التي اتخذت حديثا من قبلها بتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين .
صاروخ لوكهيد
الكرامة برس /نهاد ابو جبر
قبل أن تتناول آرية العينين بأناملها الصغيرة كوب الحليب من يد جدتها الكنعانية نترتها فراشة اللوز برفق تحت الدرج بجناحها النورانى وقلبت بشرة جنا أفريكانو.وتسلل لسان لين من بين شفتيها القرمزيتين يتلمس نسمة حياة تائهة تحت الركام بعد أن باغتها صاروخ زنة خمسة اّلاف باوند خلع بيوتنا من شروشها حاصداً إثنين وعشرين شهيداً وعشرات الجرحى،ليسوا أكثر من أضرار جانبية حسب ثرثرات روما الجديدة.
إنتفض جسدى من إغفاءة كاذبة من هول انفجار يصم الآذان،مددت يداى على الحائط أتحسس باب غرفتى فلم أجده على وقع زخات ركام يحبس الأنفاس،فإرتدت قدماى سريعاً نحو الشباك،وإذا بهبو ساخن مغثى يلفحنى،قفزت بإتجاه الباب وأمسكت بأذنه وشلعتها.وما أن وطأت قدمى عتبته حتى رأيت أكوام الحجارة وأحشاء المطبخ أمامى وقد إتشحت جدراننا الزاهية بالسواد وأثخنت بالجراح على أنوار كهارب بيد الصغار صاعدين من تحت بفزع..طار ذهنى سريعاً لمسح مايدور حوله بخطا وئيدة أشبه بروبوت يرى ويسمع ويخزن بلا خوف وألم ولاحزن:يا لها من ضربة ركنية ذئبيتها المحكمة أخفقت بخطف أيقونة الحالمين.لم يدر بخلد الصغار حين طلبت منهم مغادرة غرفتى والنزول تحت قبيل الإنفجار أن ساعة الصفر قد دقت قبل قليل بعد أسابيع من تحضير مسرح كسر العظم بهدوء وإعداد كومبارسه بعناية فائقة..شد ذهنى من علياه صوت أختى يلهج بالشهادتين يودع الحياة بذعر متسارع،هممت برفع الركام عنها وبحركة عفوية إلتفت نحو أمى المقعدة فرأيت غبار البارود يغطيها وبعض الحصى الصغيرة فوق سريرها.يالها من لحظات مريعة أن تفاضل بين أعز الأحبة،أن تبدأ بإنقاذ ست الحبايب أم أخت توهج أملها بنشوة الحياة ما أن شعرت أخيها حياً بجانبها.فما أن رفعت أول حجر عن وجهها ورأت النور حتى إنتبه سفيان لأنين يامن طار جسده الغض مخترقاً جدارنا وهوى تحت الركام بجوار أختى فأسرعت يدا سفيان ترفع عنه الركام بلهفة ظناً منه بأنها إبنته أريج لأنها لم تسمع الكلام وتنزل عنده تحت حيث أكثر أمان بل توارت خلسة بجانب سرير جدتها تلهوا بالجوال حتى غلبها النعاس ولم تصحوا إلا على صوت عمود خرسانى هوى بجانبها فقفزت هاربة من شدة الخوف..أنّا للصغيرة أن تعرف أن برائتها الزكية إكسير أضغاث يهوشواع وأن ضباع ليلة الحسم الطائرة تحوم من فوقها ولعاب السائرة يتحفز من تحتها لإفتراس إشراقة غدها الباسم..وقبل إنتشال يامن جاءنا إبنه
محمد حاملاً جنا جذبه شعاع عيناها الزرقاوين كالقطط وسط الظلام تحت الدرج يعمّد جبينها بقعة دم مثل عروس هندوصومالية.إنتعش قلبى وهو يرى أفريكانوها الجميل يهزم وحش الموت،ماأجمل أن ترى الحياة تفلت من بين فكى خمبابا..نقلوا جنا ويامن وأختى وأمى للإسعاف ونزلت حيث كان الأطفال نيام فوجدت طبقات سميكة من الغبار تملأ الأغطية والفراش وتوقفت عينى على النافذة حاتم دبك شبكها ونط لفتح الباب بعد أن أطبق عليهم من شدة الإنفجار الذى لم يسمعوه ولم يعرفوا كيف وجدوا أنفسهم واقفين فهو الوحيد الذى تحرك ذهنه سريعاً وأدرك ماحدث حيث كان يخرج ليلاً بعيداً عن عيون أمه وأبيه ليتنقل مع رفاقه من قصف لإنقاذ وإسعاف الجرحى ويعود عندى قبل السحور متظاهراً بالتدخين والنوم عندى ولكن سفيان كان يشك بذلك ويغرش حتى لا تنجلط أختى فقلت له دعه يخرج ليشتد عوده بلاش يطلع ولد هامل بيخاف من خياله فالأعمار بيد الله وليس بيد الفانتوم..فتحت الخزانة وتزنرت بمسدسى على عجل وسحبت اللابتوب وأردت الخروج لولا أن ترامى لسمعى دق عنيف على الباب الخلفى هرولت لفتح الباب وصدق حدسى صاح كفاح:وين أنور وين لينا ناموا فوق ولآ تحت ؟ مش عارف مش عارف مش عندك بالأبراج..جاء من بيته بالنصيرات منتصف الليل مشياً كالبرق فلا يجارى خفه النحيل أحد بالمشى السريع وسط الحقول لامبالياً بإنفجارات قذائف الدبابات والطائرات من حوله قالباً ظهر المجن لأصحابه..وإتجه ليساعد الجيران والدفاع المدنى برفع الأنقاض ومن خلفه إستدرت صوب الشارع وجلست بعيداً حتى لا أرى جثامين المغدورين للإحتفاظ باّخر إبتسامات صورهم الجميلة بالعيد.لم أكن أتخيل أن إبتسامات عمى وأنور وأحمد وجبر وفضل وأنوار وعائشة ودينا وقبلات لينا ولين وسلمى وحلا وسما ستكون اللقاء الأخير ومعراج ياسمينها سيكون بعد قليل.صورة لين وهى تهز خصرها لأحمد مستنكراً:لا ياخويه هذا مش مينى جب هذا بوكسر إسلامى.صورة أباها أنور ملك المقالب بإبتسامته العريضة وهو يوزع السفن أب على وسام وجبر وأسعد ويدندن لأحمد:والله هادى آخر عشرة شيكل من قبضة عمك أبومازن قبل إستشهادهم بلحظات.صورة أحمد وهو يضرب قدمه بالشاكوش حتى لا يشارك بقمع المصلين بالعراء و و و صور كوميديا المعركة وتراجيديا الإنتصار..
لست شاعرياً فلم أشعر باّدميتى أتألم وأحزن وأخاف إلا عندما سمعت أن سلمى لازالت على قيد الحياة ففرت دمعتى فرحاً وترحاً فى اّن شكرا للرب أن منحنى دقيقة أكون إنسان لوداع سلمى.. فإحساسى الوردى تبخرت غمامته حين سقط حلم دراجتى الصغيرة مدرجاً برصاصة أبى عن حسن نية طلت بعيناها التوتنوآرية على شاشة الأقصى تصيح كالصقر:مش مهم اللى ماتوا اللى ضل بيسد المهم ننجح بتحقيق أهدافنا..فهو عسكرى مر وناصرى عنيد لم أرى طيلة حياتى دموعه إلا يوم رحيل عرفات..فهل تعتقد أن دموع الرحيل ستغفر لك قتل سلمى مرتين يابن روما القاتلة؟!مرة بأنياب صاروخ لوكهيد،ومرة بسرقة إسوارة عيدها الدامى..
فور وقف النار توقفت سيارتَى جيب ترفع شارة الصليب الأحمر عندما كنت أقوم بتنظيف بعض الركام بجانب الجدار.وترجلت حسناء فى ريعان جمالها الآرى تدعى أنها جاءت للوقوف على فظاعة الجريمة وتقديم العون ومواساتنا بمصابنا الجلل.ولايملك أربعينى عانس مثلى إلا أن يسارع بتقديم طقوس الحفاوة لست الحسن وجمال يخفى خلف هدوئه قلق غير برئ..قفزت الحسناء بخفة من تحت الجدار المهدوم داخل الغرفة ومدت يدها تصافحنى بملامح شبه حزينة،صافحتها ببرود وأجلستها على الأريكة..قالت أن هناك خبير متفجرات معها لفحص موقع الإنفجار،فأعطيته جزء من الصاروخ منقوش عليه رقمه التسلسلى وبعض الأحرف فلم يعيره أدنى أهمية وعندما جئته بإسوارة الصاروخ إلتقطها بسرعة كأنه وجد ضالته فطلبت من مترجمه أن يسأله عن نوع الصاروخ،برطم الخبير متظاهراً بأنه لم يسمع سؤالى وصار يشبّر بيديه ويشير هنا وهناك،تركته لإحضار شراب الضيافة..وضعت الشراب وناديت على الخبير ومن معه ليشربوا فقالوا أنه غادر..صعد الدم لأرنبة أنفى لكن كظمت غيظى..كانت الحسناء ترصد تعبيرات وجهى بقلق يتوجس خيفة إكفهرارى قلت لها بالعربى:تفضلى إشربى.رفعت يدها بإيماءة شكر معتذرة عن الشرب.صحت بها بحدة:تخافيش إشربى.إلتقطت شرابها وجغبت بسرعة كقروية لا تأبه بمخمليات الإيتيكيت الاّرى..بعد أن إنتهت من تسجيل بيانات الضحايا والجرحى أخبرتها بأن هناك جرحى من الجيران قالت لاداعى جئنا لعائلتكم لأن فيها العدد الأكبر من الضحايا والجرحى نفس رد مندوب الأورومتوسطى لحقوق الإنسان.وماذا بشأن الجرحى الاّخرين أليسوا بشر يتألمون وبحاجة لمساعدة أم يبحثون عن الكيف وليس لكم؟!!..ثم طلبت حسناء روما رؤية عمتى التى فقدت كل ذريتها،أخذتها لعمتى وصافحتها
بحمائمية بلاستيك وقبلات فوتوشوب ثم إلتفتت نحو أمى تقبلها.إستأنست أمى بلكنتها المدنية وملامحها فسألتها عن مسقط رأسها ظناً بأنها من بلدتها اللد ولم تشعر أنها تسأل روبوت قاتل،قلت لها ضاحكاً:ضيفتك من النرويج..رمقتنى بإنتباهة نصف دائرية أشبه بإنتباهة اللبوة يبدو أنها لقطت ذبذبة قرين مشاعرها القاتلة..وقبل أن تغادر توقفت عند مدخل الدرج الذهبى وإستأذنت روبوتياً لإستخدام جهاز الجى بى أس لتحديد مركز الإنفجار عبر الأقمار الصناعية!..كان بإمكانها تحديد المركز من أى نقطة بالشارع،ولكن لماذا إختارت هذه النقطة بالذات؟! واصح أنها تعرف بدقة ماذا تريد فهذه النقطة خاصة بأهم تساؤلات سلاح الهندسة ولا علاقة لها ببيانات الأنشطة الإنسانية.فقد كان مقرراً لهذا البيت أن يسجد على رؤوسنا كونه فى قلب دائرة التدمير من حيث أنه لايبعد عن مركز الإنفجار أكثر من سبعة أمتار فماذا حدث؟!..وبعد أن غادرتنا الحسناء بساعات إنهارت تهدئة الـ 24 ساعة تمديد قبل إنقضائها وإنجرف يعلون يرفس الأبراج بإرتباك هستيرى،فطار قائد الجيوش الأمريكية جون اّلن إلى تلابيب:ستوب فاير ستيوبد..
قبل مجيئ الحسناء بيومين وبينما كنت فوق سطح البيت أساعد فنى الأطباق بإصلاح الدش نادانى الجار،وإذ بجيب يرفع شارة الأنروا..نزلت إليهم وقبل وصولى بأمتار تفاجأت بمصور يقف جانباً بكاميرا تلفزيوية فوق كتفه يلتقط صورة عامة لمكان الإنفجار بحرفية عالية،وقفته المنضبطة وكاميرته المتزنة وضبط البعد البؤرى برتابة بيده يقول ذلك.إرتفعت يدى تلقائياً لتخفى وجهى وبالأخرى طلبت منه أن يبعد عنى الكاميرا..تقدم نحوى عربى معهم مصافحاً إستهل ديباجته بالسؤال عن أخى كفاح فأعطيت ظهرى للكاميرا وأخبرته بأنه غير موجود فطلب أن يجرى معى لقاء تلفزيونى فإعتذرت له بدماثة.إستنكر إمتناعى وحاول إفحامى بضرورة اللقاء لنقل معاناتنا للعالم ضحكت من سطحيته،مبيناً أنى أتحدث عن نفسى فقط.فإن أراد أحد من العائلة الحديث معك فلا مانع لدى..حسناً إسألهم عندها تقدم من خلفى حامل الكاميرا مصافحاً وهيئته ممسكاً بالكاميرا أسفل صدره أشبه بهيئة ضابط جفعاتى ممسكاً بندقية إم16 ثم تلاه مصافحاً رجل حليق الرأس طويل القامة عريض المنكبين مفتول القوام تشعر من وقفته ومصافحته بأنه قائد كوماندوز بالجيش الأمريكى..وافقت أختى على إجراء الحوار وحين عدت لإدخالهم البيت وجدت المصور قد إنتقل لمكان آخر يلتقط منه صورة طويلة للمكان ثم مكاناً للصورة المتوسطة ثم إنتقى مكاناً دقيقاً للصورة القصيرة والمفاجئ أنه وجه الكاميرا من مكان القصيرة بنعومة لأعلى قليلاً وبدأ بتحريك الضبط البؤرى يدوياً لإلتقاط صور البى سى يو والماكرو الخاصة بالثقوب الصغيرة وخطوط التصدعات بجدار البيت المواجه للانفجار ولم يلتقط أى صورة منخفضة الخاصة بسيريالية المشهد لإبراز ملامح الفجيعة التى ألمت بنا.تظاهرت بأنى عربى ضحكت من جهله الأمم ولايعلم أنى مخرج تلفزيونى وكل صوره منذ اللقطة العامة حتى المايكرو لاعلاقة لها بمأساة العائلة..
هل هؤلاء مندوبى صليب وإغاثة إنسانية أم خبراء بشركة لوكهيد جاؤوا لمعرفة خفايا إخفاق فخر صناعتهم بتدمير هدفه كاملاً وسرقة إسوارته خشية أن نرفع دعوة قضائية مطالبين بتعويض ونحلم بملايين لوكربى؟ إطمئنوا،لسنا بحاجة لدولارات لوكهيد فهى لا تساوى رشفة ماء طلبها ولم يفز بها فضل قبل أن يغادرنا إلى أعالى الكوثر..
دخلت الغرفة لربط السلك فسمعت أم محمد تتحدث للكاميرا بعصاب شعبوى فقلت لها هدّى هدّى وتذكريش أسامى لتقديم رسالة إيجابية للمتلقى.نط العربى:سيبها سيبها تحكى اللى بنفسها..يبدو أنه مفتون بديكة الإتجاه المتعاكس..بعد قليل وكعادة العجائز همست الصغيرة أسيل بأذنى:الزلمة الأصلع معاه مسدس! تباً لى،كيف أذنت له بدخول البيت قبل تمشيط قده المياس بذهنى الغارق برصد حركات كاميرا المحترف.
عند مراجعة الصليب لإستعادة الإسوارة التى تحدد هوية صاروخ لوكهيد المحرم دولياً أو يسلمنا سند بأنه تسلم الإسوارة منا أو سند بعدم إستلامها. فقال الموظف متقعراً:الصليب لايعطى سندات بالإستلام ولا سندات بعدم الإستلام..أما النكتة فهى قول الصليب ببقاحة بأن الإسوارة هى من ممتلكات الشعب الفلسطينى..لا بالمرة ايش رايك توخذ زكاة الصاروخ وفرق عملة إنتصارنا كمان؟!..
حتى مناديب إعلامنا إستقبلناهم بقيافة وترحاب جريح وأجروا اللقاءات مع الثكالى والمفجوعين ولم نطلب منهم غير نسخة من هذه اللقاءات ومشاهد الجريمة للإحتفاظ بها كذكرى،فلم نجد منهم غير المراوغة والتسويف وكأننا نتوسل أبسط حقوقنا
ويتجملوا ببث بكائياتنا لثوانى..ويمنّوا على ثكلانا بالكابونة ويتصدقوا على أيتامنا بفخذ سخل من فصيلة القطط مع صورة وإلا لن تظفر جنا بفخذ بس تايلاندى بيحسبوه عليها فخذ كبش هولاندى ليطمئن المحسن الكبير برا أن دعمه العينى والمالى يصل كاملاً للأيتام ولا يدرى أن الأيتام ما بيشوفوا من الجمل غير دانه..ايش هالمسخرة وقلة الحيا قلت لحامل ورك البس لوا بوزه وغار هو والورك والمصوراتى.لن أنسى أنور وهو يدعُ ربه إن كتب عليه الموت أن يأخذ معه أطفاله لألا يصبحوا أيتام على موائد هؤلاء اللئام..بل سألنى مندوب حقوق الإنسان بسذاجة:"بينى وبينك كان فى شخص مطلوب هين وقت التفجير وشرد؟!
يالصباحات سلمى الباسمة وتأتآت قبلاتها الشذية وتجلس تشاطرنى لقيمات الزيت والزعتر مع رشفات الشاى،بعد أن أصب لها قليلاً منه وأملأ باقى كوبها ماء حتى لا يضعف دمها موهماً لثغتها أنى أقوم بتبريد الشاى لها..لن تصفح عنقاء كنعانك عن نيرون الجديد مابقى الزيت والزعتر فالحضارات لا تصنع باللسان ياأميرتى الصغيرة..
صواريخ النكاية .
صوت فتح/داليا العفيفي
انطلق صاروخ منذ مايقارب أربعة أيام من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة ، من ثم بدأت حركة حماس وأجهزتها الأمنية بشكل مسعور في التفتيش والبحث عن مطلق الصاروخ اليتم وقامت إسرائيل بالرد عبر قصف عدة مواقع عسكرية لحماس دون أن تلقى أي ردود فعل من ما يسمى بقوى المقاومة على إختلافها ، ولم يطول الأمر كثيرا حتى تفاجأ الجميع بإقتحام كتائب عز الدين القسام وأجهزة الأمن الحمساوي لمنزل الشيخ السلفي يونس سعيد الحنر بالشيخ رضوان صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/6/2015 حيث تم قتله بدم بارد في جريمة بشعة أمام أبناءه الأطفال وزوجته ، وتحدثت المصادر أن اعدام الحنر على يد حماس جاء على خلفية إطلاق الصاروخ على الأراضي المحتلة ، وكأنها توجه رسالة لا تقبل التأويل بأن كل من يفكر بإختراق التهدئة مع إسرائيل مصيره الموت وليس الإعتقال . الجماعة السلفية التي ينتمي لها القتيل في غزة هددت حماس بالرد ، وفي مساء يوم الأربعاء في ما يقارب 11:00 مساء قامت بإطلاق ثلاثة صواريخ موجهة للمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة ، اثنان منها سقطا في النقب الشمالي وفي بلدة أخرى قريبة من عسقلان والثالث فشلت في إطلاقه، وقد إتهم جيش الإحتلال عناصر السلفيين بالمسؤولية عن إطلاق تلك الصواريخ حسب موقع 0404 المقرب من الجيش الإسرائيلي . من الواضح جدا أنها ليست مقاومة ولا تهدف لتحرير فلسطين ( كما كانت تفعل حماس مع السلطة الفلسطينية طبعا مع الفارق ) ،، فهي صواريخ النكاية التي أطلقتها جماعة من السلفيين أنصار الدولة الإسلامية " داعش " لإدراكها أن ردود الأفعال الإسرائيلية على هذا القصف الصاروخي ستوجع حماس وأجهزتها الأمنية التي بدورها تحافظ جاهدة على التهدئة والهدوء مع الإحتلال وتوفير الأمن والأمان اللازم له ، حيث أن حركة حماس كانت ولازالت تسعى لمطادرة ومحاربة كل من تسول له نفسه القيام بإطلاق صاروخ واحد يتسبب في إزعاج الإحتلال ومستوطنيه ، بالطبع من خلال ذلك التوجه تسعى حماس للإبتعاد عن الدخول في مواجهة عسكرية لا تريدها مع إسرائيل ، كما أنها حاليا تحاول جاهدة الحفاظ على مكتسباتها الحزبية وإستمرار سيطرتها على مقاليد الأمور والإبقاء على سلطة حكمها بغزة بالإضافة إلى أن حماس تعرف جيدا أنه في حال تم إطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة يمكن أن يدفع ذلك جيش الإحتلال الإسرائيلي للرد بحرب عدوانية رابعة على أهالي قطاع غزة الذين لم يستفيقوا حتى اللحظة من صدمة جرائم الإحتلال التي إرتكبها خلال حربه الأخيرة على غزة في صيف العام الماضي ، حيث لازالت المنازل المدمرة شاهدة على الآثار الهمجية للحرب ، فيما عشرات الآلاف من الأهالي المهجرين يعيشون في المدارس وأماكن الإيواء الطارئة ، وتزداد شريحة الفقراء والمحتاجين توسعا ، مما يعني أن نار الغضب والمعاناة بين المواطنين لم تخفت وألمهم لم ينطفىء بعد ، لذلك فإن حركة حماس على يقين تام رغم كل الظروف المالية والصراعات الداخلية والخارجية التي تواجهها، أنه ليس من مصلحتها أن تخوض حربا رابعة ، بينما تدرك جيدا حجم الخسارة الباهظة التي تنظرها ، فهي قد تخسر كل شيء ، حيث أن الشعب الفلسطيني في غزة وقتها قد ينفجر دون أن يكون لديه ما يخشاه أو يبكي عليه بعد كل ما خسره من أبناء ومال وحياة ، في ظل غياب الأفق وتلاشي الآمال بتغيير أحوالهم للأفضل نتيجة غباء حماس وديكتاتوريها وإستبدادها في تقديم مصالح الحزب على مصلحة الوطن ، دون مراعاة لأي إعتبارات أخرى ، لذلك فهي تحاول أن تصون الهدوء والأمن والأمان للاحتلال وتهدئته حتى لا تأتي لحظة الإنفجارأو على الأقل تأخيرها .
أما بالنسبة لجماعة السلفيين فهم من ذاقوا وشربوا كأس المر من حماس وأجهزتها في الآونة الأخيرة ، فقد تم إعتقال أبنائهم وتعذبيهم وملاحقتهم أمنيا والزج بهم في سجون حماس وهدم مساجدهم ، كما تم مصادرة أسلحتهم وسرقتها حتى وصل الحد بحماس إلى إعدام أحد أبنائها بالرصاص أمام أهله وأبناءه " الشيخ يونس الحنر " ، ولأن السلفيين يدركون
جيدا أن إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة يجر الإحتلال للرد وهذا ما تخشاه حماس لذلك أسرعت جماعة السلفيين باطلاق الصواريخ ( نكاية في حماس ) . بين هذا وذاك يقف المواطن الغزي يترقب وينتظر إلى أين سيصل الحال في الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون أن اللعبة الخطرة الجارية بين الطرفين قد تتدحرج فيها كرة النار إلى حرب قادمة على القطاع ، ستكون أكثر ألما ودمارا مما سبقها حيث أن الإحتلال الإسرائيلي على لسان وزير الحرب " يعلون " قد توعد في حال حدوث ذلك سيبدأ من حيث توقفت الحرب السابقة بمعني أنه سيتم استهداف جميع العمارات العالية "الأبراج" وهي الأكثر تكدسا للسكان . ويبقي السؤال هل ستلتقط حماس الإشارة بعدما أمهلتها الجماعة السلفية مدة 48 ساعة للإلتزام بشروطها حسب البيان الذي وزع صباح الخميس الموافق 4/6/2015 باسم سرية الشيخ عمر حديد " بيت المقدس" بعنوان" أسدود البداية ،والقادم أعظم" ، أم أن الأمر سيتصاعد إلى المجهول ؟!!!
اهمية المبادئ والقيم والاخلاق فى المجتمع
صوت فتح/عزام الحملاوى
تعتبر القيم والمبادئ والأخلاق فى اى مجتمع هي الاساس لأي مشروع نهضوى، فلا تقوم اى نهضة حقيقية بدون أساس أخلاقي, واذا كانت هناك اى مشاكل او رياح مسمومه ومختلطة بالحقد السياسي فانها تضرب وتنعكس على اصحابها, وتكشف زيفهم,ويظل المجتمع ومواطنيه باخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ليساهموا بنشاط وفاعلية في تحقيق الاستقرار فى مجتمعهم, ولذلك فإن القيم والمبادئ والاخلاق والإيمان بالله سبحانه وتعالى هم طريق النجاة والخير 0 لذلك يجب التمسك بالمبادئ والقيم والصفات النبيلة والانسانية والاخلاق الحسنة والعمل على نشرها بين الناس حتى لايتحول المجتمع الى غابة لا يمكن العيش به لهذا يجب على الانسان ان ينشر ويدافع عما يؤمن به من مبادئ وقيم وصفات طيبة مهما كانت الظروف قاسية لانه اتضح أن اصحاب المبادئ والقيم والاخلاق والهمة والخيرهم وحدهم المرتبطين بعلاقة طاهرة مع ربهم, لانهم يتسابقون إلى غرس وترسيخ الوفاء والتسامح والاخلاق والمحبة والقيم والمبادئ ولذلك تجدهم يشاركون الناس في افراحهم واحزانهم, ومن هنا فان هذه العادات الحسنة والمواقف الطيبة تعرى أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايعترفون بالقيم والمبادئ, وتعرفك بأصحاب القيم والاخلاق والمبادئ والثوابت الدينية والانسانية ,بالاضافة الى انها تعرفنا ايضا معاني القيم الدينية والانسانية التى لاتقبل التغيير0 ان القيم والمبادئ والاخلاق ضرورية لأي مجتمع يطمح إلى البناء والرقي والتطوير، لانه اذا فقدت القيم والمبادئ والاخلاق تفكك المجتمع وانهار بناؤه.وهنا يجب ان نعرف أن الدعوة للتمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ لايعنى التخلى عن العمل الجاد الذى يساهم فى تقدم البلاد وتطويرها, ولكنها دعوة للعمل المؤسس القائم على القيم والمبادئ, حتى يكون هناك توازنًا بين العلاقات المادية والروحية,وبين العمل والإتقان في جميع المجالات, وبغير هذا تتحول المجتمعات الى مجتمعات كسوله واتكالية لاتعتمد على العلوم والتكنولوجيا, لذلك فإن التقدم العلمي لا بد ان يقابله تقدم أخلاقي حتى لا تحدث مشاكل في المجتمع تؤثرعلى جميع مكوناته.
وحتى لايكون هناك انتشار للظلم والاستبداد ,واستغلال النفوذ وسلب الحقوق والحريات0 إن الحديث عن المبادئ والاخلاق والقيم الدينية والوطنية والانسانية, يحتاج إلى عمل يجسد قيم الوفاء والمحبة التي لاتربطها المصالح الشخصيةوهذا يتمثل فى الأزمة السياسية اى الانقلاب الذى عانت منه فلسطين منذ عام 2007م وحتى اليوم, فقد بينت هذه الازمة معدن الشخصيات والناس الأوفياء للمبادئ والقيم الانسانية, وكشفت أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايؤمنون الا بمصالحهم الشخصية, لذلك كان أصحاب المبادئ والقيم الدينية والوطنية والانسانية نجوم بارزة فى سماء الوطن, وسقط كل من كان لاعلاقة له بالقيم الدينية والوطنية والانسانية ,وظل يجرى وراء منفعته ومصلحته الشخصية من أجل تحقيق رغباته العدوانية فقط0. لهذا بين القرآن الكريم اهمية الأخلاق باعتبارها قاعدة أساسية ياخذ منها وتُبنى عليها جميع الأحكام والقوانين، فهي قاعدة البناء الراسخة التي تقوم عليها مبادئ الشريعة الإسلامية فالأخلاق درع واقى من العواصف التي تتسبب فى انهيار المجتمع , أو تحويله الى مجتمع تحكمه الغرائز والشهوات وتسود فيه قوانين الغابة، واهى ايضا أساس صلاح المجتمع، ووسيلة رادعة لمحاربة الفساد والانحراف, لذلك اصبح من الضرورى إعلاء منظومة القيم في مجتمعنا ,وتعاملاتنا السياسية والاقتصادية والإنسانية. لهذا اصبح هناك ضرورة لمراجعة قيمنا الدينية والوطنية والانسانية لنتعرف على مابقي منها, وعلى ما تعرض للاختلال والعبث من أجل أن نعيد المكانة لمكارم الأخلاق, ولتقوية أواصر المحبة والوفاء, ونبذ الكراهية والحقد والبغضاء, ولعل هذه المهمة أجدها سبباً من أسباب الأزمة السياسية التي تحتاج من ابناء الشعب الواحد الوقوف أمامها، وإزالة آثارها السلبية العميقة التي أحدثت شرخاً اجتماعياً شديد الخطورة فى المجتمع, وعلى مستقبل الأجيال القادمة, وليس عيباً أن نناقش هذه الأمور, بل إن مناقشتها اصبح ضرورة من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة.
دولة الاستيطان والمستوطنين
صوت فتح/غازي السعدي
طلع علينا البهلوان والمخادع "بنيامين نتنياهو"، في نهاية الشهر الماضي، بخدعة جديدة، معتقداً أنه "مفتح بين عميان"، فقد دعا أثناء اجتماعه في منزله مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، "فيدريكا موغريني"، لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، على حدود الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، التي سيتم ضمها للسيادة الإسرائيلية، في إطار اتفاق سلام مستقبلي دائم، وإعطاء أراضٍ بحجم أراضي هذه الكتل للفلسطينيين، من داخل الخط الأخضر-لكنه تجاهل إعطاء أرض مقابل المستوطنات- وبدلاً من الاعتراف بحدود عام 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، فحسب "هآرتس 26-5-2015"، يستطيع "نتنياهو" الاستمرار في البناء الاستيطاني في أية منطقة من مناطق الضفة الغربية، ونقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله، أن "نتنياهو" شرح خلال لقائه مع "موغريني"، في نهاية الشهر الماضي، أنه من خلال الاتفاق على حدود الكتل الاستيطانية، ستستطيع إسرائيل مواصلة البناء في المواقع الأخرى بالضفة الغربية، مما يؤكد من جديد، أن حكومة إسرائيل، هي حكومة استيطان ومستوطنين، وحكومة يمين متطرف، ترفض وقف الاستيطان، كما ترفض إقامة الدولة الفلسطينية، وأن تصريحات "نتنياهو" بحل الدولتين، هي تصريحات كاذبة، فهو يعتقد من خلال خدعته الجديدة، أنه يستطيع إقناع المجتمع الدولي بأنه يعمل على استئناف المفاوضات، وذلك للخروج من عزلته الدولية، وحسب "هآرتس"، فإن "موغريني" ردت على "نتنياهو"، أنها تثمن اقتراحاته، غير أنها غير كافية، بل أنها معنية بأن ترى خطوات عملية على الأرض، تدعم تصريحاته الالتزام بحل الدولتين لشعبين.
إن الكتل الاستيطانية التي يتحدث عنها "نتنياهو" هي: "معاليه ادوميم" شرق القدس، "أرئيل" شمال الضفة الغربية، "غوش عتصيون" في منطقة الخليل، والمستوطنات التي أقيمت في محيط القدس، فخداع "نتنياهو" الجديد له هدفين رئيسيين، الأول: انتزاع اعتراف فلسطين، بشرعية الاستيطان وبخاصة الكتل الاستيطانية الكبيرة، والثاني: دعوته هذه التي جاءت في أعقاب لقائه بممثلة الاتحاد الأوروبي، ليقول للعالم أنه على استعداد لاستئناف المفاوضات، وهو يعلم جيداً، بأن طرحه هذا مرفوض فلسطينياً جملة وتفصيلاً، ليقول للرأي العام الدولي، أنه على استعداد للسلام، لكن التعطيل يأتي من الجانب الفلسطيني، وتحميل الفلسطينيين مسؤولية عدم استئناف المفاوضات، فـ "نتنياهو" يحلم بالحصول على شرعية فلسطينية ودولية للاستيطان، لتغيير صفة اغتصاب واحتلال ارض، لكن ما يجب تحديده هو، حدود دولة فلسطين المعترف بها دولياً، على حدود عام 1967، فالمجتمع الدولي لا يعترف بشرعية الاستيطان.
من البديهي أن يواجه طرح "نتنياهو"، رفض قاطع من قبل السلطة الفلسطينية، فخدعته لا تنطلي على أحد، فالموقف الفلسطيني الثابت هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، ووقف البناء الاستيطاني قبل استئناف المفاوضات، مع حل عادل لحق اللاجئين بالعودة، فلا يمكن تجزئة ما يتعلق بالحل النهائي، والعجيب أن مطلب إسرائيل في الماضي، كان حل جميع قضايا الحل النهائي، بحيث لا يبقى مطالب جديدة للفلسطينيين في المستقبل، لكن الأساليب الإسرائيلية متغيرة.
إن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في تصاعد متواصل، سواء كان ذلك من قبل قوات الاحتلال، أو المستوطنين، فسهولة إطلاق النار على الفلسطينيين أصبحت عادية، فنائب الكنيست "محمد بركة"، اتهم –في خطابه بالكنيست- السلطات الإسرائيلية بالتستر على "3838" من أصل "4000" جريمة ارتكبت بحق الفلسطينيين في الأراضي
المحتلة، متهماً السلطات القضائية بأنها لم تفتح سوى "162" ملف تحقيق، فسياسة القتل لا تتعامل معها سلطات الاحتلال بجدية، وفي كل مرة يقولون أن الموضوع رهن التحقيق، الذي لا نهاية له، وإذا قدم القاتل أو المعتدي إلى المحكمة تكون محاكمته صورية، ويأتي الحكم صوري، حيث يحظى القاتل أو المدان بالعفو ويطلق سراحه، فالاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم ومزارعهم، وتقطيع أشجار زيتونهم، وحرق مزارعهم وحرق المساجد والكنائس، ومحاولات تسميم آبار المياه، وقيام عصابة "دفع الثمن" بحرق سيارات المواطنين وحرق بعض المنازل، كل ذلك وفق مخطط ومنهج يحظى بحماية الحكومة، ناهيك عن عربدة المستوطنين، والدعوة العلنية في مسيراتهم لقتل الفلسطينيين، وطردهم وإغلاق الطرق أمامهم، ومنع الفلسطينيين من زراعة أراضيهم، أو قطف الثمار، وحصد حقول القمح، والدليل على حماية الحكومة لهذه الاعتداءات، رفض "نتنياهو" تشريع قانون باعتبار هذه الأعمال إرهابية خارجة عن القانون، في الوقت الذي طالب حتى بعض نواب كنيست يهود بهذا التشريع، لكن سلطات الاحتلال تتعامل مع هؤلاء المجرمين بقفازات حريرية، ففي تقرير صدر عن منظمة حقوقية إسرائيلية مؤخراً، جاء أن 85% من شكاوى الفلسطينيين ضد المستوطنين، يفلت المعتدون من العقاب، وأن معظم الشكاوى التي يقدمها الفلسطينيون يتم إغلاقها، بذريعة أن لا قدرة للمحققين على اعتقال المتهمين، أو جمع معلومات كافية لتقديم لائحة اتهام ضدهم، وحسب التقرير، فإن 7.4% من الشكاوى فقط، تقدم لوائح اتهام ضد المعتدين، بينما لوائح الاتهام على الغالب لا تؤدي إلى إدانة المتهمين، فقد أصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية، باستثناء القدس، (341) ألف مستوطن، في (135) مستوطنة و(100) بؤرة استيطانية.
والسؤال لماذا علينا أن نستغرب سياسة إسرائيل الاستيطانية، وما يقوم به المستوطنون من اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، لحمل الفلسطينيين على الرحيل، ففي شهر تموز من عام 1967 أي بعد شهر واحد من الحرب، طرح وزير الخارجية آنذاك "يغئال الون" مشروعه، بأن تتمسك إسرائيل بأن تكون حدودها الشرقية من النهر إلى البحر، وخط يقطع البحر الميت من منتصفه وبكل طوله، وإنشاء نظام دفاعي متين لتحقيق ما أطلق عليه بوحدة البلاد، من الناحية الجغرافية الإستراتيجية كجزء لا يتجزأ من السيادة الإسرائيلية، أما الأطماع الأخرى لإسرائيل في الضفة الغربية حسب مشروع "ألون" فهي كما يأتي:
1. شريط يتراوح عرضه ما بين 10-15 كم على امتداد غور الأردن حتى غور بيسان، وحتى شمالي البحر الميت، على أن يكون في هذه المنطقة حد أدنى من المواطنين العرب.
2. ضم شريط عرضه بضعة كيلومترات، من شمال طريق المواصلات بين القدس والبحر الميت، يتصل مع المنطقة الواقعة شمال طريق عطروت، بما في ذلك منطقة اللطرون.
3. أما بالنسبة لجبل الخليل وصحراء يهودا، يقترح "ألون" ما بين ضم جبل الخليل بسكانه لإسرائيل، وضم صحراء يهودا من مشارف الخليل الشرقية وحتى البحر الميت والنقب.
4. يجب أن تقام في تلك المناطق المذكورة وبأسرع ما يمكن مستوطنات ريفية ومدنية وقواعد عسكرية، وفق متطلبات الأمن.
5. إقامة ضواحٍ وأحياء في شرقي مدينة القدس مأهولة بالسكان اليهود، إضافة إلى تعمير الحي اليهودي، دون أي ذكر لا من قريب أو بعيد لإقامة دولة فلسطينية، بل إقامة روابط من زعماء وشخصيات الضفة الغربية، لتشجيعهم على إقامة حكم ذاتي مرتبط بإسرائيل.
إن الجهود العربية العربية، من عقد مؤتمرات واتصالات مع دول العالم من أجل فلسطين، والحروب التي قادتها والتضحيات الجسام التي قدمتها، ومع التقدير لهذه الجهود، إلا أنها ضائعة في ظل الأيديولوجية التي تؤمن بها الحركة الصهيونية، وتعمل على تطبيقها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، التي بدأتها في منطقة 1948، وتواصلها بضراوة في الضفة الغربية، وعلينا الاعتراف بأن العالم العربي فشل في إدارة الصراع لتحرير فلسطين، كما فشل الفلسطينيون رغم محاولاتهم في المقاومة المشروعة للاحتلال من تحرير أراضيهم، كذلك اللجوء إلى العمل السياسي الدبلوماسي السلمي، ومع أن هناك بعض النجاحات – رغم الأحداث التي يمر بها العالم العربي- فإن اللجوء إلى القنوات الدولية، ومنها محكمة جرائم الحرب كان لابد منها، لكن هذه الإجراءات تأخذ زمناً طويلاً، وحتى إذا حكمت "لاهاي" لصالح الفلسطينيين-فقد
سبق أن حكمت لصالح الفلسطينيين في موضوع جدار الفصل العنصري- لكن القرار لم ينفذ لأسباب معروفة، فكيف علينا البناء في تنفيذ قرارات لاحقة من محكمة "لاهاي" ضد إسرائيل، طالما ينتظرها "الفيتو" الأميركي، من هنا المطلوب من الفلسطينيين والعرب، دراسة وسائل وتوجهات جديدة قادرة على حمل إسرائيل للتراجع عن احتلالها حتى ولو أدى الأمر إلى حل السلطة الفلسطينية، وتحميل إسرائيل أعباء احتلالها، وإلا فسيبقى الموضوع الفلسطيني وشعب فلسطين، خاسرين لأعدل قضية لهم في هذا العالم.
فضائية الرواية
صوت فتح/عمر حلمي الغول
كان اليوم العالمي للطفل الاول من حزيران، يوما لاطلاق فضاء فصل مهم من الرواية الفلسطينية. يوما لانبعاث الجزء الاخصب من الحكاية، واستحضار الزمان والمكان وصاحب التاريخ المتجذر في الجليل والمثلث والنقب، الذي حاكى ويحاكي قصة البقاء الابدية في ارض الآباء والاجداد، وحامل معول الدفاع عن الهوية الوطنية والقومية في مواجهة العنصرية الاسرائيلية وقوانينها الجائرة، التي دأبت على مدار ما يقرب من سبعة عقود لسلخ الارض عن تاريخها وهويتها وحكايتها الاصلية وإنسانها الاول، باعث الروح في فضائها وعلى بساط تربتها، وناسج ملامح شخصيتها وحضارتها.
ارض فلسطين التاريخية وحكايا دائمي الانبعاث فيها، ورد الاعتبار لهم ولدورهم، ووفاء لانغراسهم في تربتها وعلى امتداد جغرافيتها، ولعطائهم اللامحدود في حماية مخزونها وموروثها الحضاري والثقافي الفلسطيني العربي، بحاجة لاستنطاق آمالهم وآلامهم، احزانهم وافراحهم، همومهم ومعاناتهم، كفاحهم السياسي والاجتماعي والثقافي عبر فضائية تنقل على مدار الساعة قصص ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
تبقى الحكاية الفلسطينية غير مكتملة، إن اغفلت دور ومكانة المرابطين الصامدين، الذين تماهوا مع الارض في احلك لحظات الظلام الصهيونية، ودفعوا الغالي والثمين من التضحيات لحماية وجودهم شوكة في حلق الدولة الاسرائيلية، وخطوا بلغة الضاد روايتهم، ونظموا باشعارهم قصائد ومراثي الوطن والانسان المتكئ على صارية التاريخ، وكتبوا في صحفهم ومنابرهم قصة نضالهم، ودونوا اهدافهم ومطالبهم دون مواربة، وحاججوا رواية الجلاد الزائفة. هؤلاء ابناء جلدتنا، اشقاؤنا، لحمنا ودمنا، اصحاب الفصل الاعز في روايتنا، لهم على كل فلسطيني وعربي حق وواجب في آن، الواجب تجاههم، والحق في نقل حكاياهم القديمة والحديثة، وتسليط الضوء على مأساتهم، ونكبتهم نكبتنا، ونشر بعض بصيص الامل في كفاحهم الباسل والمتواصل.
يوم الاثنين الموافق الاول من حزيران في الساعة السادسة مساء انطلق بث فضائية فلسطين الـ48 من فندق الغولدن كراون في مدينة الناصرة، عاصمة الراسخي المتجذرين في الارض الام بحضور ثلة من ابناء الشعب العربي الفلسطيني. انطلق شعاع الفضائية الجديدة والآمال المعلقة عليها وعلى دورها، وعلى القائمين عليها كبير وكبير جدا. لأن الفضائية الواعدة بحمل راية تاريخ وحاضر ومستقبل ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الداخل، شقت طريقا معقدا وصعبا وشائكا ومليئا بالالغام.
ولا يكفي التغني بانطلاق الفضائية، لأن ما عليها من مسؤوليات جسام، ومواجهتها للتحديات، التي ستنتصب في وجهها، وقدرتها على الصمود ونقل الفصل الاهم من رواية الشعب ببرامج ورؤى جديدة ومتجددة نوعية، قادرة على استقطاب الشارع الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب وفي اصقاع الدنيا كلها، هو الجزء الاهم، الذي يعكس نجاحها او العكس.
الف مبروك للقائمين على فضائية فلسطين الـ48، ولكل من ساهم، وسيساهم في نجاحها وتطورها في نقل الصورة المشرقة لنضال ابناء فلسطين في داخل الداخل.
د.جليلة دحلان وزينة الحياة
فراس برس /أحمد العجلة
ربي لا تذرني فردا .. إن من أعظم نعم الله تعالى على العبد أن يرزقه الله زوجة صالحة وذرية طيبة، فالزوجة الصالحة هي سكن وأُنس لزوجها، والذرية الطيبة هم زينة الحياة الدنيا وباجتماعهما ؛ أي الزوجة الصالحة والذرية الطيبة يكتمل متاع الحياة الدنيا , فالأطفال نعمة لا تقدر بثمن .. وهم فرح الحياة وأمل آبائهم وأمهاتهم الذين يرون المستقبل من خلالهم ويتحملون مصاعب الحياة لأجلهم , ولكن كابوس العقم يطارد مئات الازواج الشابة, ولعل ذلك يُفسر افتتاح العديد من مراكز الاخصاب وعلاج العقم التي يرتادها ميسورو الدخل ومعسوريه !! نعم معسوريه اولئك الذين عكفوا لسنوات طوال على جمع ما تيسر من المال وباعو القليل الذي بحوزتهم في سبيل سماع صرخة طفل ينفض كآبة البيت البسيط , تلك الصرخة التي تكلف الاسرة الكثير من المال الذي على المواطن المسحوق توفيره في ظل الفقر والعوز والحصار الذي ينغص حياة سكان غزة , الذين يعيش نحو 75% منهم تحت خط الفقر ..
إن عمليات أطفال الأنابيب أمل يعيش عليه الكثير من الناس لكن في ذات الوقت يحرم منه آخرون لعدم قدرتهم على توفير تكلفة العملية والعلاج في ظل عدم وجود جهة تدعمهم وتساعدهم على تحقيق هذا الحلم.ولكن دائما هنالك بارقة أمل , فها هو المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _فتا, متمثلا بإدارته الحكيمة والذي قدم نموذجا فريدا في البذل والعطاء من خلال وقفته المشرفة مع جميع قطاعات الشعب الفلسطيني يستكمل دوره الريادي في التخفيف عن كاهل ابناء شعبنا ومساعدته وصون كرامته الانسانية وتحسين حياته , قد بدأ بتنفيذ مشروع " الانجاب وعلاج العقم " والذي يخدم 600 حالة (200حالة في الضفة الغربية و 400 حالة في قطاع غزة ) بتمويل كريم وسخي من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة , تلك الدولة التي كانت ومازالت قيادة وشعبا سندا قويا وداعما اساسيا لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ..
الدكتورة جليلة دحلان رئيس مجلس ادارة المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _فتا كانت قد زفت بشرى سارة للاخوة المستفيدين من هذا المشروع بأنه قد تم بحمد الله وعونه التوقيع على العقود المبرمه مع المراكز الطبيه التي ستباشر علاج هذه الحالات وتم إبلاغ الاخوه والاخوات المستفيدين مباشره بالمواعيد وأسم المركز والطبيب المختص الذي سيتابعون معه العلاج ..
وقد إنتهت عملية الفحص الاولى لهذه الحالات وبانتظار استكمال مراحل العلاج الأخرى.
ويعتبر المشروع بوابة الأمل لهؤلاء الأزواج الذين حرموا من نعمة الانجاب ولا يستطيعون اجراء عمليات التلقيح الصناعي لضعف الامكانيات المادية لديهم ، ونسأل الله العلي العظيم أن تتكلل رحلة علاجهم بالنجاح وأن يمن عليهم بالذرية الصالحة , لترتسم البسمة على محياهم وتغمر السعادة ديارهم ، فوجود الأبناء داخل جدران المنزل يعطي للحياة طعما مختلفا بل يُشكل سورا مانعا من براكين الأيام ومعطف دفء عندما تتقطع السبل بالانسان ..
أخيرًا وليس آخرًا ,, من ارض الرسالات ، ومن وطن الهداية والمحبة.. وطن نبع من أرضه النور الذي أنار للبشرية دروبها لا يسعنا إلا ان نقول وبكل الحب : دمتِ يا امارات الخير كما انتِ بخير .
ولمركز فتا بإدارته ومتطوعيه : للأوفياء أمثالكم قوافل شكر لا حدود لها..
مفاوضات جديدة .. لماذا ؟
فراس برس / رامز مصطفى
السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور ، قدم وخلال جلسات المؤتمر العالمي للإعلام بعنوان " السلام في الشرق الأوسط " في أستانا عاصمة كازاخستان ، مطالعة طويلة حول مجموعة من الخيارات حول إستراتيجية السلطة في مجلس الأمن الدولي ، تتعلق في كيفية اعتماد قرار أممي من أجل إنهاء الاحتلال ، والتي تتمحور ترجماته في حل الدولتين ، والقدس عاصمة لهما ( شرقية وغربية ) ، والحل العادل لمشكلة اللاجئين . وذلك بالاعتماد على المفاوضات الجماعية ، بدل الثنائية ، من الدول الدائمة العضوية والدول العربية المعنية ، والسلطة و" إسرائيل " . هذه المطالعة التي تقدم بها
السفير منصور تتلاقى مع محددات كان قد صرح بها رئيس السلطة السيد محمود عباس في الذكرى أل 67 لاغتصاب فلسطين . من خلال اعتماد ذات النقاط التي أتى على ذكرها السفير في مؤتمر الإعلام العالمي في كازاخستان . ليس هذا ما لفت انتباهي ، كون أن يتحدث الاثنان من ذات المنطوق السياسي أمر طبيعي ، ودون ذلك هو المستغرب . ولكن أن يُعاد الحديث عن مفاوضات ومهل تفاوضية ، بغض النظر عن الآليات والسقوف يمثل إمعاناً من قبل السلطة في الاستمرار بالرهانات على العبث . مع كثرة الحديث عن نية رئيس السلطة إعادة تشكيل طاقم المفاوضين الفلسطينيين ، وبناءً لطلب أو نصيحة أمريكية ، التي طلبت في من الجانب الفرنسي تأجيل تقديم مبادرتها إلى مجلس الأمن .
ما المستجد الذي يُملي على رئيس السلطة تأكيده الاستعداد معاودة المفاوضات ؟ بغض النظر عن مواقف نتنياهو ، الذي أعلن رغبته الانخراط مجدداً بالمفاوضات على أسس الاعتراف ب" يهودية الدولة " . أم أن الحديث المتصاعد عن صفقة يجري العمل عليها بخصوص غزة ، بين تركيا وقطر و" إسرائيل " . قد حذا برئيس السلطة إبداء استعداده لمفاوضات جديدة قطعاً في الطريق على هذه الصفقة ، التي بحسب اعتقاده ومستشاريه ستعوم حركة حماس كبديل لسلطته !!!
لا....ياسيد نظمى مهنا
امد/ سليمان عصفور
يدعي السيد نظمي مهنا مدير عام المعابر في السلطة الوطنية الفلسطينية بأن السلطات المصرية وافقت على تمديد العمل بمعبر رفح ليوم الخميس وذلك بطلب من الرئيس عباس والسيد رامي الحمد الله. وهذا الإدعاء باطل وغير صحيح إطلاقا. وجاء التمديد دون وساطة أحد يا سيد نظمي لأن السلطات المصرية لم تستطع تسفير بعض العالقين يوم الأربعاء فطلبت منهم المبيت في الصالة المصرية للغد أي يوم الخميس. وباتوا و سافروافعلا الخميس بدون وساطة لا زيد ولا عبيد .هذه هي الحقيقة بالضبط بدون لف أو دوران. وأريد أن أسأل ما هو دوركم عندما فتح المعبر يومي الثلاثاء والاربعاء. أسألوا
العالقين بفنادق العريش واسالوا محافظ شمال سيناء اللواء الركن السيد عبد الفتاح حرحور واسالوا مدير مكتب المحافظ العميد محمد. اسألوهم عن إسم الشخص الذي قام بكتابة العرائض والمراسلات والمراجعات طوال 20 يوما إلى أن تكللت العملية بالنجاح حيث أخبرني السيد العميد هاتفيا قائلا مبروك لقد وافقنا على طلبك وسيفتح المعبر يومي الثلاثاء والاربعاء لعودة العالقين فقط بناء على طلبك لنواحي إنسانية. وها أنت يا سيد نظمي تسرق مجهودات غيرك وتدعي من تأليفك وتلحينك أن الرئيس عباس والسيد الحمد الله هم من توسطوا بذلك. طيب انا متأكد أنهما لم يكلفاك بهذا التصريح لأنه غير صحيح ولكنك تريد أن تثبت وجودك وتبسط الرئيسين بهذا التصريح دون علمهما.وبهذا أنت تشوه سمعتهما لأن العالقين ومحافظة شمال سيناء يعرفون الحقيقة ويعرفون من سار في هذه العملية من ألفها إلى يائها. وبتصريحك هذا جعلت كل من يعرف الحقيقة يضحكون عليك . فهذه العملية كانت إنسانية استجاب لطلبي السيد المحافظ نظرا لحالة العالقين المزرية والتي ذكرتها لسيادته كتابة وشفاهة فألف شكر لسيادته. وقد أرسلت لسيادته رسالة شكر والسيد مدير مكتبه أيضا على موافقتهم على طلبي وجميع الرسائل موجودة عندي ومسجلة وعلى استعداد أن اطلعكم عليها في أي وقت. وأخيرا هذه هي الحقيقة لأنني تعبت في هذه العملية كثيرا ويكفيني دعاء العالقين لي لأنني ساعدت في فتح المعبر.
بدعة الاعلان الدستوري والخدمة المدنية والجمعيات الخيرية
امد/ جهاد حرب
(1) بدعة الاعلان الدستوري
يجري نقاش في الاروقة الضيقة حول إعلانٍ دستوري بحجة انقاذ النظام السياسي الفلسطيني وسد الفراغ الناجم عن الانقسام في حال شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية. بالتأكيد التفكير في مسألة الحفاظ على النظام السياسي هي مسألة غاية في الضرورة لاستقرار البلاد أو الاصح للحفاظ على الكيانية وهو عمل صائب في حال كان نقاشا عاما يتحمل من خلاله الجميع مسؤولية ايجاد حلول ممكنة.
يتمحور النقاش حول من سيتولى رئاسة السلطة للمرحلة المؤقتة بحيث ينقسم الامر الى اتجاهين؛ الاول: يفضل النص على تعيين نائبا للرئيس يختاره الرئيس نفسه. والثاني: يفضل النص على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية الرئاسة المؤقتة.
يعتقد البعض ان مسألة الاعلان الدستوري هي مخرج أو حلا لازمة قادمة ستعصف بالنظام السياسي الفلسطيني. لكن هذا الحل هو في حد ذاته ازمة جديدة لا يقل ثقلها عن ازمة الانقسام. أجزم ان الحل الوحيد القادر على اعادة الشرعية للنظام السياسي ومناصبه الرئيسية (الرئاسة والمجلس التشريعي) هو صندوق الاقتراع دونه تبقى محاولات تطويع القانون والقفز عنه ما هي إلا "حلول جزئية" لا تحمي النظام ولا تمنح شرعية بل بالتأكيد تزيد أزمة النظام وحنق المواطنين.
(2) قانون الخدمة المدنية ازمة تفكير
اصدر الرئيس محمود عباس قرارا بقانون معدلا لقانون الخدمة المدنية ومن ثم جرى التراجع عنه بعدها لأسباب غير معلومة قد تكون في العوار الذي اصاب النصوص المعدلة، أو في الاحتجاج الذي جرى على تطويل الدرجات خاصة في الفئة الاولى.
لكن هذا العوار لم يصب فقط النصوص بل منهج التفكير بالنظر الى الخدمة المدنية وقانونها من نواحي عدة منها؛ اولا: سلق القوانين دون نقاش مجتمعي واسع بل ابقائه في حلقة صغيرة والاستعجال وكأنه امر طارئ لا يحتمل التأخير أو الانتظار . وثانيا: غياب التفكير في الفصل بين الدرجة الوظيفية والمسمى الوظيفي. وثالثا: التعديلات ليست فقط الاخيرة بل في مجملها تسير وفق نظرة واحدة فوقية لا تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات والاحتياجات القاعدية في القطاع العام أو حل المشاكل الكامنة في القانون.
(3) اللجنة الاستشارية للجمعيات الرئاسية ... والحصافة
أصدر الرئيس محمود عباس الاسبوع الماضي "مرسوما" بتشكيل لجنة استشارية للجمعيات الخيرية اعلن عن اسماء اعضائها دون الاعلان عن وظيفتها ومهامها واختصاصاتها وصلاحياتها سوى انها تقدم تقاريرها للرئيس. هنا لا اعتقد ان المشكلة في تشكيل اللجنة فقط بل في طريقة التفكير وطريقة اتخاذ القرار في المعقل السياسي الأول وغياب الاستشارة الحصيفة. فمن ناحية تم تعيين مستشار لشؤون المنظمات الاهلية ومن ثم تم انشاء هيئة المنظمات الاهلية برئاسة ذات المستشار. ومن ناحية ثانية قانون المنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية لسنة 2000 ينص على جهات اختصاص سواء بالتسجيل "وزارة الداخلية" أو الترخيص "وزارة الاختصاص" وهي مؤسسات حكومية رقابية على اعمال الجمعيات بالإضافة الى اختصاص ديوان الرقابة المالية الادارية في الرقابة عليها. ناهيك عن ولاية هيئة مكافحة الفساد في مجال مكافحة الفساد داخل هذه الجمعيات.
هذا المرسوم يعني، دون توضيح اختصاصات اللجنة الاستشارية، أحد أمرين: إما عدم كفاءة جميع المؤسسات الحكومية العاملة، سواء في الرقابة أو غيرها، في مجال المنظمات الاهلية والجمعيات الخيرية، أو تغول مكتب الرئيس بتشكيل لجان استشارية بداخله بديلا عن المؤسسات الحكومية العاملة في هذا المجال أو ذلك أي بمعنى آخر سلب الحكومة ودوائرها المختصة اختصاصاتها وصلاحياتها.
الدولة الفلسطينية وقواعد النحو والصرف !!
امد/ *د. عبد القادر فارس
الدولة الفلسطينية وفق قواعد النحو والصرف هي دولة " مرفوعة " من الخدمة , ممنوعة من السيادة , " منصوبة " أو منصبة وفق الشروط الإسرائيلية ، " مجرورة " بالجرافات والبلدوزر الإسرائيلي ، " مجزومة " بالسكون والسكوت العربي والدولي ، محرومة من " الصرف" ماليا , "ممنوعة" من الكلام سياسياً ، لا تستخدم أدوات " الوصل " ويجب أن تبقى مقطعة الأوصال ، ممنوع عليها استخدام " الخط " الآمن , مطلوب منها فقط استخدام حروف الاستنساخ العبرية , بدلا من خطوط الرقعة والنسخ العربية , حتى تولد وتبقى وفق "أسماء الإشارة " , تلك الدولة المسخ , فلا "هي" في الضفة دولة ، ولا جمهورية ، ولا " هذه " في غزة دويلة أو إمارة , أو أي كيان بعنوان أو بدون عنوان !!
في بداية خطط الإدارات الأميركية ، بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، كرس الرئيس الأسبق بيل كلينتون ، الكثير من وقته وطاقمه لوضع الحل " المناسب " للقضية الفلسطينية ، فكان مؤتمر واشنطن في الثالث عشر من سبتمبر ( أيلول )
عام 1993 وما أكثر ويلات أيلول .. من أيلول الأسود في عمان .. إلى أيلول الأكثر سوادا في صبرا وشاتيلا بلبنان ، ثم جاء أوسلو " اللعين " بقيام دولة " غزة وأريحا أولاً " بدل فلسطين , والتي اتسعت وتمددت لتشمل الضفة الغربية ، وفق التقسيم الثلاثي للأراضي ( أ ، ب ، ج) مع بقاء جيش الاحتلال والاستيطان ، إلى حين بحث قضايا الحل النهائي ، وما فيها من" عقد " أمام النجار, وأمام الباحثين والقانونيين والسياسيين ، وحتى تنقل الطلاب والتجار.
طاقم " السلام " الأميركي حينها ، بقيادة المتصهينين واليهود , وعلى رأسهم دينيس روس ( مبعوث السلام ) ومارتن أنديك ( سفير السلام ) ، وصلوا بعد أكثر من عشرين عاما نهاية الطريق ، بعد المماطلة والمط والتسويف, وبعد مقتل موقع اتفاق السلام رابين ، إلى عهد اولمرت وباراك وشارون , وصولا لـعهد الـــــ " نتن ياهو" الرافض للسلام وحل الدولتين.
وتجمدت القضية , وأصبحت وفق قواعد النحو في " خبر كان" , فتصاعدت التصريحات ، وبدأت التحركات وارتفعت وتيرة الإعراب ، بعد تراجع دور الأعراب ، وذلك وفق قواعد الرفع والجر والنصب والجزم والحزم من قبل الأمريكان , فكان "رفع" أي تدخل دولي من المكان ، و "جر" و " جزم " وجزر وربط وحزم الأنظمة العربية، وكل من يخالف الرؤية الاسرائيلية ، ثم كانت عملية " النصب " الكبرى ، بإعلان رؤية بوش ومن بعده أوباما لإقامة دولة فلسطين ، وعدم الالتفات إلى نصيحة الراحل " العظيم " بإقامة دولة " إسراطين" !!
وبعد مخاض طويل , جاءت هيلاي كلينتون الوزيرة صاحبة " القاعدة " العريضة , حسب وصف الرئيس بوش لـ" خلفيتها " التاريخية , " المكتنزة " والمحشورة في بنطلون الكاوبوي الأميركي , خلفا لوزيرة الخارجية السابقة " الأرملة السمراء" ، صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة , وصاحبة القامة " المنصوبة " والتنورة " المرفوعة " ، لإكمال قواعد النحو والصرف ، بالإعلان عن ضرورة " صرف " النظر عن تجميد الاستيطان , والاكتفاء بالإعلان عن إقامة الدولة العتيدة في "خمس" فلسطين, ولو كانت بشروط نتنياهو وليبرمان وأركان حكومته المتطرفين , بإقامة "الدولة المؤقتة" بعد عشر أو عشرين من السنين .. ورحم الله أبو الأسود الدؤلي وسيبويه ، اللذين علمانا النحو والصرف , ولكنهما لم يعلما أنه بسببهما ضاعت فلسطين. !!
حركة فتح مريضة بالبارانويا ...!!
امد/ وئام عزام ابو هولي
في الفترة الاخيرة بات واضحا ان حركة فتح تلوم و تتهم عدة اطراف , و تحمل غيرها مسؤولية وضعها المتراجع على الساحة الفلسطينية و محيطها الخارجي وعلاقاتها مع المجتمع الدولي و المنطقة العربية دون ان تعيد الرؤية في مضمون الخلل و محاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه و تدارك المشكلة قبل تفاقمها و لعل المصيبة الكبرى لدى حركة فتح هي اخطاء السلطة حيث ان هيمنة و تسلط السلطة على حركة فتح جعلت الاخيرة عاجزة عن ان تكون مرجع مستقل بعيدا عن الهفوات و النزوات السياسية التي ترتكبها القيادة الفلسطينية بين الحين والاخر والتي من المفترض ان تكون الحركة المتمثلة بمنظمة التحرير هي المقوم الاول و بمثابة القضاء الذي يحاسب و يعاقب من يسيئ لتاريخ الحركة و نضالات شعبنا و ليس ان تحكم من ذات الاشخاص اصحاب الخطأ و تهمش و تطيح بالقيادات بناء على المصلحة و تصارع النفوذ و من هنا كانت بداية الانشقاقات الداخلية لحركة فتح، و بداية هوان الحركة و تراجع شعبيتها و قاعدتها الجماهيرية , بالتزامن مع كارثة الانقسام و الانقلاب في غزة ليكون اول من خذل في تلك الازمات المتلاحقة هو الشعب الذي امن بفكر و كينونة حركة فتح و صاحب ذلك انقسام جماهير الحركة لمؤيد او معارض للقيادة , و انا ارى ان كلا الفريقين خذل اتباعه ان كان في الضفة او في غزة و ربما يسوء الوضع اكثر عندما نتحدث عن انصار حركة فتح بشقيها في غزة , لأنهم الاكثر اضطهادا و تهميشا و لطالما سمعوا وعودا من هنا و هناك لكنها لم تتجاوز اذان سامعيها .
ان اللوم و القاء التهم و اسقاط الاخطاء على الاخرين لن يحسن صورة الفشل و الاخفاقات المتكررة و هي للأسف تكاد ان تكون اخفاقات متعمدة تؤكد استسلام طرفي الانقسام للمشروع الاسرائيلي المطبق حاليا و المتجسد بانفصال شطري
الوطن، لكي يبقى الجانب الفلسطيني منشغلا بوصلات الردح الغير منتهية دون ان يحقق أي انجاز على ارض الواقع , في حين تبقى كل سلطة تخون الاخرى و تتهمها بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي و في الحقيقة ان كل منهما ينسق و يتواصل مع الاحتلال و لكن كل حسب طريقته ...
ركل “صفقة الفيفا” السياسية ..ضرورة وطنية!
الكوفية برس / حسن عصفور:
بلا أي ضجيج أو "عنطزة سياسية"، وبعيدا عن "الرقص البهلواني"، رفض الوفد الصحافي الفلسطيني، ما جاهد وفد دولة الكيان العنصري الاسرائيلي تمريره في "مؤتمر اتحاد نقابات الصحفيين الاوروبية" المنعقد في الجبل الأسود، ردا على طلب وفد فلسطين بمعاقبة اسرائيل ومحاسبتها على ما تقوم به ضد الصحفيين الفلسطينيين..
وفد دولة الكيان حاول أن يتذاكى سياسيا على وفد فلسطين، بأن يقتبس من "صفقة الفيفا"، والدعو لتشكيل آلية مراقبة للأوضاع التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين، كما جاء في "صفقة الرجوب - بلاتر"..
ولأن الوفد الصحفي الفلسطيني يدرك تماما حقيقة السياسة الاحتلالية، وأن آي حديث عن آليات مراقبة أو لجان متابعة لما يحدث من قوات الاحتلال جيشا وكيانا، ليس سوى خداع في خداع، لأن الاتفاقات الموقعة رسميا مع دولة الكيان بها من النصوص والمواد ما هو أكثر إلزاما مما يتم عرضه الآن..
وفد فلسطين الصحافي أدرك جوهر مناورة وفد الكيان، باستنساخ صفقة "الرجوب - بلاتر"، فرفضها وأصر على موقفه، وبالطبع لم يحقق ما اراد، لكنه بالمقابل لم يمنح "شرعية" للممارسات المحتل تحت مسمى "آلية مراقبة" أو "لجنة متابعة"، فكان الموقف قاطع أما محاسبة أو فلا!
ولأن دولة الكيان بدأت تعيش في حالة من الهلع نتيجة نمو معارضة سياستها العدوانية ورفض احتلالها، وخوفا من اتساع رقعة "الانتفاضة السياسية" ضدها، وتجاوب عالمي شعبي وشبه رسمي مع تلك بدايات "الانتفاضة"، عملت حكومة نتنياهو على تمرير "صفقة الرجوب - بلاتر" في مؤتمر الفيفا الأخير، واعتبرتها "نصر سياسيا" لها، لتكون سلاحها في مواجهة "الانتفاضة القادمة"..
ولنقف أمام حقيقة الصفقة، ولما قبلتها اسرائيل ورفضتها فلسطين الشعب قبل قواه السياسية، ثم رفضها الوفد الصحفي الفلسطيني، يجب التدقيق فيما تم المصادقة عليه من نص الصفقة المخجلة وطنيا، حيث تدعو الى تشكيل لجنة من 3 أعضاء للذهاب الى المنطقة ومتابعة ما يحدث على الأرض، وما يتعرض له الرياضيون الفلسطينيون وبعدها يتم وضع آلية مراقبة لما يتم الاتفاق عليه بخصوص حركة الرياضيون وعدم اعاقة متطلباتهم..
ولم تتوقف المسألة على ذلك فحسب، بل كان هناك بند هو الأخطر سياسيا في "الصفقة العار"، عندما قررالفيفا منح اللجنة المشكلة فرصة للتأكد هل "المستوطنات فعلا تقام على أرض فلسطينية أم لا"، كرد على الطلب الفلسطيني بشطب أندية المستوطنات..
وهنا، نكتشف الفضيحة السياسية، التي تجاهلها من دافع عن "صفقة الفيفا"، وحاول التضليل قدر المستطاع، ورغم انه "دفاع هزلي" لا قيمة له أمام قدرة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على معرفة الحق من الباطل، لكن بقاء الصفقة، بما فيها هذا البند يمثل خطرا سياسيا، حيث أنه يتجاهل كليا قرار الأمم المتحدة الخاص بدولة فلسطين رقم 19/ 67، و قرارات الإمم المتحدة المتتالية الرافضة للإستيطان، وعدم شرعيته..
إن موافقة الرجوب على مثل هذا النص، يشير الى انه لم يقف كثيرا امام ما قام بلاتر وفريقه من صياغة للقرار، كونه كان منشغلا بالنظر لمن يصفق له طويلا بعد ان قام بسحب قرار فلسطين لطرد الكيان من عضوية الفيفا، ومرت فقرة المستوطنات، وهي ما كانت تمر على شبل فلسطيني، لكن يبدو أن الشعار الكاذب الذي غرق به من كان ممثلا لفلسطين بأنه لا يقحم السياسة في الرياضة، اوصله لأن يحول الفيفا الى "حكم سياسي" ليفصل هل "المستوطنات" تقام على أرض فلسطينية أم لا..
وهذا ما يجب على الرئيس محمود عباس والإطر الفلسطينية المسؤولة كافة، ان تعلن رفضها لذلك القرار وتعتبره والعدم سواء، لأنه يخالف كل قرارات الشرعية الدولية، بل انه يتجاهل أن الاتحاد الآوروبي ينظر الى الاستيطان كجريمة حرب، وان ملف فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية سيقدم عشرات القضايا المنبثقة عن الملف الاستيطاني بصفتها "جرائم حرب"، ولذا ما لم ترفض فلسطين تلك الصفقة العار، فإن حكومة الاحتلال قد تستغلها..
ولعل اقرار الكنيست الاسرائيلي يوم 3 يونيو – حزيران 2015 لتطبيق "القانون الاسرائيلي" على المستوطنات يشكل حافزا سياسيا لرفض تلك الصفقة المعيبة وطنيا وسياسيا، فهذه قضية لا تقبل البحث او المتابعة، فهي مستوطنات مقامة فوق ارض فلسطينية، ولا يجوز التعامل مع أي نشاط بها..
وتفتح معركة شركة "إوارنج" الفرنسنية للإتصالات مع شركة "بارتنر" الاسرائيلية، والتي تقيم نشاطات في المستوطنات الباب واسعا لالغاء " صفقة الرجوب - بلاتر"، فالشركة الفرنسية أعلنت أنها تنوي "إنهاء تعاقدها مع "بارتنر" الاسرائيلية لآنها تمارس أنشطة اقتصادية في المستوطنات، ولم تطلب اورانح تشكيل لجنة للتأكد من نشاطات الشركة الفرنسية كما فعل الرجوب مع بلاتر.
بعيدا عن أي جانب شخصي في سلوك المدعو الرجوب، وما ساقه من أكاذيب ضد هذا وذاك، وللأسف انها كانت عبر الاعلام الرسمي الفلسطيني، فالعار السياسي الذي جلبه هو ما يجب ابطال مفعوله قبل فوات الآوان، مع تنامي "الانتفاضة السياسية" بمظهر المقاطعة والحصار، التي بدأت تربك الكيان من رأسه لقدمه، وبكل تلاوينه السياسية، معارضة ومولاة، حتى وصل الأمر بمجلسهم البرلماني باعتبارها "حربا ضد السامية واليهود"..
القرار على طاولة الرئيس عباس والتأخير هو فعل لخدمة الكيان الاحتلالي..!
ملاحظة: صواريخ غزة الليلة الماضية ورد الكيان عليها تحمل من الرسائل الكثير..فمن أطلقها قال لحماس "نحن هنا" رغم كل "امنك"..ورد الاحتلال أيضًا رسالة أن "الأمن مقابل أمن"..هل تدرك قيادة حماس أن "السيف" وحده لا يكفي!
تنويه خاص: هل تستفيد قيادة فلسطين الرسمية مما يحدث حولها ..حتى أوباما وصل إلى درجة القرف من نتنياهو..والله مش مطلوب منها اعلان "الكفاح المسلح"، فقط أن تنفذ ما سبق لها أن قررت..وبس!
الجمعة: 5-06-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v واشنطن.. تحوّلات سياسيّة غير طاهرة !
الكرامة برس /د. عادل محمد عايش الأسطل
v عام على حكومة الوفاق دون اتفاق
الكرامة برس /د.عبير عبد الرحمن ثابت
v السلاح في يد الجاهل
الكرامة برس /محمد حميدة
v في ذكرى النكسة: نكساتنا تتوالد وتتزايد
الكرامة برس /راسم عبيدات
v اللاجئون الفلسطينيون إلى أين ؟؟؟
الكرامة برس /محمد علي المصري
v صاروخ لوكهيد
الكرامة برس /نهاد ابو جبر
v صواريخ النكاية .
صوت فتح/داليا العفيفي
v اهمية المبادئ والقيم والاخلاق فى المجتمع
صوت فتح/عزام الحملاوى
v دولة الاستيطان والمستوطنين
صوت فتح/غازي السعدي
v فضائية الرواية
صوت فتح/عمر حلمي الغول
v د.جليلة دحلان وزينة الحياة
فراس برس /أحمد العجلة
v مفاوضات جديدة .. لماذا ؟
فراس برس / رامز مصطفى
v لا....ياسيد نظمى مهنا
امد/ سليمان عصفور
v بدعة الاعلان الدستوري والخدمة المدنية والجمعيات الخيرية
امد/ جهاد حرب
v الدولة الفلسطينية وقواعد النحو والصرف !!
امد/ *د. عبد القادر فارس
v حركة فتح مريضة بالبارانويا ...!!
امد/ وئام عزام ابو هولي
v ركل “صفقة الفيفا” السياسية ..ضرورة وطنية!
الكوفية برس / حسن عصفور:
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
واشنطن.. تحوّلات سياسيّة غير طاهرة !
الكرامة برس /د. عادل محمد عايش الأسطل
ترتبط إسرائيل والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية (فريدة) لم يشهد الكون مثيلاً لها، باعتبارها تشكل قِيم وأخلاق و(ديانة) ومعتقدات مشتركة ومركّبة في أنٍ معاً، وهي تختلف عن العلاقات اليوميّة، والتي يمكن أن تكون مُغبطة تارةً لانسجامها حول سياسة ما، أو أقل من جيدّة تارةً أخرى، تبعاً لتمردات إسرائيلية أو ناتجة عن رغبة أمريكية في اتباع سياسة أو إبداء رأي بمعزل عن إسرائيل.
وإذا ما رجعنا إلى تاريخ العلاقات الاستراتيجية، نجدها على حرارة متصاعدة على مدار الوقت، وسواء باتجاه الحزب الجمهوري، أو الحزب الديمقراطي، أو على مستوى الرؤساء بشكلٍ عام.
لكننا إذا قمنا بتفحّص بعضاً من العلاقات اليوميّة، نجدها تحتوي على مُنغّصات لا تُحصى، وسواء التي تتم نتيجة لتصادم السياسات، أو نتيجة لاختلافات في وجهات النظر، كما حدث بشأن السياسة التي اتبعتها واشنطن منذ بداية القرن الحالي، وخاصة بالنسبة للقضيتين الأهم، القضية الفلسطينية، والقضيّة النوويّة الإيرانيّة، إضافة إلى ما يتعلق بالمنغّصات الأمنيّة والجاسوسيّة، والتي كانت تقوم بها إسرائيل، وتعتبرها واشنطن بأنها تمس الأمن القومي الأمريكي.
كان اللافِت، هو مقابلة إسرائيلُ انتقادات الولايات المتحدة وملاحظاتها، بالسبّ والشتم، والتعهّد بإسقاط من يتعمّد المس بسياستها، أو يميل إلى الانحراف عنها، ولعلّنا نذكُر جيّداً -على سبيل المثال- كيف سبّ رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحق شامير" أثناء حكمه وحتى أوائل التسعينات، الرئيس الأمريكي "جورج بوش الأب"؟ وكيف سمح لوزرائه أيضاً بشتمه ووصفه بالكذب والنفاق ومعاداة الساميّة؟ وشاهدنا أيضاً كيف تولّى اللّوبي الصهيوني فيما بعد، مهمّة إسقاطه، لصالح المرشح الرئاسي "بيل كلينتون"؟ نتيجة إقدامه على انتقاد السياسة الإسرائيلية، من خلال وقفه ضمانات القروض الموجّهة لها، بسبب نيّة استغلالها في إنشاء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية.
منذ تولّي الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" زمام الحكم، بدت العلاقات فاترة أكثر فأكثر بين الجانبين، وقد وصلت ذروتها منذ أن تبادل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" مهمّة الإطاحة بالآخر، خلال الانتخابات الأمريكية 2008- 2012، والإسرائيلية 2009، 2013، 2015، وكان لعزم "نتانياهو" على إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي في مارس/آذار الماضي، دون التنسيق مع الإدارة الأمريكيّة، قد أدّى إلى هزّة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات مع البيت الأبيض على الأقل.
كما أدّى تنكّرهِ لمبدأ حل الدولتين عشية الانتخابات الإسرائيليّة الأخيرة، ليس إلى إفقاد "أوباما" الثّقة بشأن إمكانية العثور على وسيلة، تؤدّي إلى استئناف مساعي السلام، بل إلى التهديد بأن واشنطن ستعيد النظر في بعض جوانب علاقتها بإسرائيل، إضافةً إلى امتناعه عن عقد لقاءكما تقضي علاقة البلدين، حتى وصل بالبعض إلى وصف الوضع بـ (الأسوأ) منذ مولد الدولة، وذلك بناءً على أن عشرات السنين مضت، ولم تكن في وضع تشهد خلاله قطيعة مماثلة.
ربما لم يهتمّ كثيراً "نتانياهو" بكل ما سبق، لكن ما أغاظه بجديّة، هي تصريحات "أوباما"، المتتالية والتي تعمّد خلالها إظهار اليأس الكبير، بشأن حصول أيّ حلول للقضية الفلسطينية، وإبدائه تقديرات تُشير إلى صعوبة الوضع الحالي باتجاه تحقيق سلام في إطار (حل الدولتين)، إضافةً إلى ذهابه نحو أن إدارته، لا يمكنها خلق مبادرات سياسيّة جديدة، حيث اعتبر "نتانياهو" هذه التصريحات، بأنها تحمل نوايا خبيثة، مهمّتها كشف حقيقة السياسة الإسرائيلية، وإحباط مخططاتها.
وبرغم اهتمام واشنطن أمام العرب والفلسطينيين بخاصة، بإظهار أنها بصدد تحوّلاًت في مواقفها، وأن إسرائيل وحدها هي التي باتت تتلقى صفعاتها، إلاّ أن من غير اللائق أخذها بشكلٍ جادّ، باعتبارها (غير طاهرة)، وإذا كانت تحمل أطيافاً إيجابيّة، فهي لا تتعدى الجوانب اليوميّة، والتي تكفل استمالة الشارع العربي ككل، إلى ناحية الإيمان، بأن هناك تحوّلات حقيقيّة، وإن لخدمة هذه المرحلة، باعتبارها زاوية حاشرة يتوجب النجاة منها، فبعض الأجواء والمناخات التي يُشاع خلالها، بأنها تحولّات مهمّة، فإنها وإن قادت إلى شيء، فسيكون هذا الشيء هو الوهم.
إن الخلاف دائماً يُعتبر نقطة صغيرة بالنسبة إلى قائمة الاستراتيجية الطويلة، التي لا تزال الولايات المتحدة تلتزم بها منذ عهد الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" وحتى رئاسة "أوباما"، الذي هو نفسه اعتاد، أن يُردف ملاحظاته وانتقاداته باتجاه إسرائيل، باستعداده إلى دفع أثمان باهظة، وعلى رأسها التزامه بأمنها، بل وبتفوّقها النوعي على دول المنطقة والمُعادية لها أيضاً.
حتى وإن كان ألمح مؤخّراً، بأن إدارته ستجد صعوبة في الاستمرار بالدفاع عن إسرائيل داخل الأمم المتحدة، أو بصعوبة نشر حق النقض (الفيتو) بشأن أي مبادرات أو ضد أي قرارات قد تؤثّر على شرعيّتها، لكن باستطاعتنا التأكيد، على أن تلك الإدارة، لن تجد صعوبة تُذكر، بشأن مواجهتها تلك القرارات، وخاصّة التي تهدف إلى نزع شرعيّتها، بسبب وقوعها
ضمن العلاقة الاستراتيجية المقصودة، والتي تقوم على، ليس في الحفاظ على بقائها على الخارطة الجغرافيّة كـ (دولة إسرائيلية أو يهودية) وحسب، بل لأنها تعني حرصها اللّانهائي، على نموّها وتطوّرها جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة نفسها.
وتوضيحاً لِما سبق، فإن صنّاع القرار في واشنطن ملتزمون بالوعي، بأن الهجمات الدوليّة التي تُشَنّ ضد الشرعيّة الإسرائيليّة، هي جادّة ومتعاظمة، وسواء كانت بطريق المقاطعة الاقتصاديّة والعلميّة، أو بالاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، وهذا يعني لديهم بأنهم سيقومون بتقويضها، وحتى في ظل عدم التزام إسرائيل بحل الدولتين.
عام على حكومة الوفاق دون اتفاق
الكرامة برس /د.عبير عبد الرحمن ثابت
عامٌ مضى على حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية دون أى اتفاق بينها وبين حكومة الظل التى ما زالت تسيطر على زمام الحكم فى قطاع غزة ، فقد صادف الثانى من يونيو 2015 العام الأول على تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية ، وهى أول حكومة تشكلت بعد الانقسام الفلسطينى الفلسطينى عام 2007 ، وتشكلت بموجب تفاهمات بين حركتي فتح وحماس للإشراف على إجراء انتخابات عامة خلال ستة أشهر وإعمار قطاع غزة . لقد جاءت حكومة الوفاق بأهداف محدودة أهمها إنهاء الانقسام الفلسطينى ورفع الحصار عن قطاع غزة والتحضير للإنتخابات العامة الرئاسية والتشريعية ، ولكنها خلال عام لم تستطع تحقيق أهدافها بسبب مجموعة من المعيقات التى واجهتها، فمنذ تشكيلها رفضتها حكومة إسرائيل متمثلة برئيس وزراءها نتياهو والذى طالب العالم بعدم الاعتراف بها ، كذلك منعتها حكومة الظل بغزة من ممارسة أعمالها ما لم تخضع لشروطها ، ورفضت تسليمها المعابر وعودة موظفيها الرسميين .
لقد قبلت حركة حماس بإنهاء شكلى للانقسام ولكن ما زالت مظاهر الانقسام ماثلة أمام الجميع ما لم تتحقق شروطها بدفع رواتب موظفيها وتثبيتهم ليبقى الحكم الفعلى فى الأجهزة المدنية والعسكرية بغزة لعناصرها وكوادرها . وللأسف بعد مرور عام لم تتمكن حكومة الوفاق من تحقيق أهدافها وفشلت فى إنهاء مظاهر الانقسام ، الخلل ليس فى حكومة الوفاق فهى حكومة خدماتية هدفها الأول تخفيف معاناة أهالى غزة ، وإنما فيمن يعطل عملها ويمنع وزراءها وموظفيها من ممارسة مهامهم .
عام والمصالحة تراوح مكانها ولم يلمس أهالى قطاع غزة أى تغيير على مجرياتهم الحياتية ، وغزة لم تعد تهتم لمن يحكمها بقدر من يوفر لها سبل الحياة الانسانية ، فغزة فقدت كل أشكال الحياة الآدمية ، وأسوار الحصار تحيط بأهلها من كل جانب ، وغزة التى تدفع خلافات تنظيماتها من مستقبل أولادها وأحلام شبابها لم تعد تحتمل مزاجية حكامها . ومن يراهن على صبر غزة وتحملها لويلات الانقسام والحصار فهو واهم وبحاجة لقراءة تاريخ غزة وقدرتها على الصراخ فى وجه من يستهين بجبروتها ، لن يستمر صمت غزة طويلاً ما لم يتم تحديد سقف زمنى لإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات وإنهاء الحصار . ليقف الجميع عند مسؤولياته ولتكن مصلحة فلسطين فوق كل اعتبار ، فأزمات أهالى غزة ما زالت تراوح مكانها بل الفقر والبطالة بازدياد ، وعشرات آلاف المواطنين المهدمة بيوتهم ما زالوا فى مراكز الإيواء ، ومعبر رفح مغلق وآلاف المرضى والطلاب والموظفين فقدوا واجهة حياتهم .
لسنا بحاجة لاتفاقات جديدة بل بحاجة لنوايا حقيقية لانهاء الانقسام والمضى سوياً نحو مشروع دولتنا الفلسطينية التى تتسع للجميع ... بممارسة ثقافة الحوار وقبول الاخر والايمان بوحدوية الوطن ينتهى الانقسام ويلتئم الشمل الفلسطينى .
ارحموا غزة .. فشطئانها لم تعد تتسع لعذابات ساكنيها .
السلاح في يد الجاهل
الكرامة برس /محمد حميدة
لا يخفى على أحد أن السلاح بيد الجاهل خطير جدا ، و أن الجاهل لا يدرك خطورة حمله للسلاح بغض النظر عن نوع السلاح و لكن الخطر موجود يدركه الجميع غير الجاهل .
بين بضع صواريخ استفزازية و السلفيين تكمن خطورة الوضع الآن ، لطالما كان العدو متعطشا للدم و القتل يخرج البعض ليكسر الهدوء المتأرجح ، ليس الهدف من الفعل تحرير فلسطين ، أو ايلام العدو ، بل للانتقام من حركة المقاومة في غزة التي تسيطر أجهزتها الأمنية على قطاع غزة ، فهذا يفتح بابا آخر أمامنا و يطرح أسئلة كثيرة ، ماذا يريد السلفيين ؟ هل يريدون تحرير فلسطين ، و هذا أكثر الاحتمالات بُعدا ، بسبب تفكيرهم و مبادءهم ، أم أنهم يبحثون عن السيطرة و الانتشار و بسط النفوذ ، مثلما عملت بعض الجماعات الاسلامية ، فإن كان كذلك ، فهذا يعني أنهم لا خيار لهم غير المواجهة مع حركة المقاومة ، و هذه المواجهة هي خاسرة فعلا ، فلذلك كان التفكير أبعد ، و هو بإطلاق صواريخ على اسرائيل ، ليكون القادم أصعب ، ليس على حركات المقاومة بل أيضا على الشعب الذي لم يتعافَ من الجراح و الآلام بسبب الحروب الثلاثة المتتالية و خصوصا الحرب الأخيرة التي لا تُنسى .
داعش و من أين أتى هذا التنظيم ، قد يستغرب البعض أن داعش موجود في فلسطين و لكن هو بالفعل موجود ، و هو ليس إلا تنظيم أتى من رحم الجهل و الفقر ، لا علاقة له بدين أو انتماء ، جميع من عملوا على اغراق الوطن العربي بالجهل و التفقير و التجويع و التشريد كان لهم يدا في صناعة داعش ، و لا أحد يقول أن داعش سيقيم دولة الخلافة ، فالاسلام لا يقوم على القتل و الذبح و التدمير .
غزة مرة أخرى بين الجماعات الاسلامية التي قامت على مبدأ التكفير و بين اسرائيل التي ما انفكت تريد القضاء على من يفكر في المقاومة ، تبقى غزة محاصرة و مقطوعة عن العالم ، تدعو الله في كل ليلة أن لا يُطلق صاروخ جديد من أراضها ، فهذا الصاروخ لن يحرر فلسطين و لكنه سيقتل المدنيين الفلسطينيين و الأطفال البريئين ، غزة بين اليد الجاهلة التي تحمل السلاح ، و الأجهزة الأمنية التي تحافظ و تفرض القانون و لو بالقوة .
المواطن يقول كلمة واحدة أنه قد سئم الحرب و الموت و يقول أيضا كفاكم عبثا .
في ذكرى النكسة: نكساتنا تتوالد وتتزايد
الكرامة برس /راسم عبيدات
من حزيران/1967 وحتى حزيران/2015 نكساتنا وخيباتنا تتعاظم وتزداد خطورة،وشعبنا وامتنا يدخلون في نفق مظلم،قد يمتد لعشرات السنين،اذا ما إنتصر المشروع الأمريكي وادواته في المنطقة...ويبدو ان كل برامج الفصائل الفلسطينية الوطنية التحررية والديمقراطية الإجتماعية لم تثبت صحتها في أرض الواقع،كما يحلو دائماً للفصائل القول ب"سوبريتها" وصحتها.
ثمانية وأربعون عاماً على نكسة حزيران،ولا أعرف لماذا اطلق عليها العرب اسم النكسة،فالنكسة أو الوعكة تحدث بشكل مفاجئ لجسم معافى وسليم،والوضع العربي لم يكن لا معافى ولا سليم،ومواجهة ومحاربة "اسرائيل" وطردها وتحرير فلسطين،لم يكن أكثر من شعارات "ديماغوجية" وخطب رنانة عبر أثير الإذاعات،ونتيجة تلك الحرب التي لم تكن مجرد نكسة،بل هزيمة ساحقة خسرنا فيها البقية الباقية من فلسطين التاريخية وأراض لثلاث دول عربية أخرى،ما زال الجولان محتلاً بشكل مباشر،وسيناء ووادي عربة محتلة بشكل غير مباشر ومكبلة السيطرة العربية عليها بقيود واتفاقيات مجحفة ومذلة.
منذ هزيمتنا في عام 1967 وحتى اللحظة الراهنة،لم نستطع ان نجسد حلمنا في تحرير ارضنا واستعادة حقوقنا الوطنية المشروعة،لم ننجز لا المرحلي منها بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ 1967ولا الإستراتيجي باستعادة فلسطين التاريخية...أي باختصار فشلنا في نقل مشروع الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية الى الإمكانية الواقعية.
الان تبدو الأمور على نحو اكثر سوداوية وسوء ليس فقط على صعيدنا الفلسطيني،حيث ان الممكنات والظروف لتحقيق الحلم الفلسطيني،في إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 تزداد صعوبة وتعقيداً،فالنكسة الفلسطينية يتوالد عنها نكسات،وكذلك الحالة والوضع العربي تزداد نكباته ونكساته،فالمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية معرضتان لمخاطر التصفية والتبديد والتفكك،فالحالة الفلسطينية منقسمة على ذاتها،والاحتلال يزداد "تغولا" وشراسة،مستفيدا من حالة الانقسام الفلسطيني التي تتعمق وتتكرس والمناكفات الداخلية متواصلة وتتصاعد،ونحن نرى بأن مشاريع التصفية للقضية تطل برأسها،وتشارك فيها أطراف دولية وإقليمية وعربية،حيث الدولة ذات الحدود المؤقتة في قطاع غزة والإجهاز على القدس بشكل نهائي،وتحويل ما يتبقى من الضفة الغربية بعد ضم مناطق (سي)،والتي تشكل (60)% من مساحة الضفة الغربية الى "كانتونات" معزولة كجزر متناثرة في محيط إسرائيلي.
أما في الحالة العربية فنحن نرى بأن كل قطر عربي،يعيش ليس نكسة بل ما هو اكبر من نكبة،حيث المشروع المعادى للمنطقة العربية،مشروع الفوضى الخلاقة،المستهدف للأمة العربية وجوداً وشعوباً وجيوشاً وجغرافيا،سائر بالمنطقة نحن التقسيم والتجزئة والتفكيك والتذرير،وإدخال كل قطر عربي في صراعات مذهبية وطائفية،وبما يخلق ثارات اجتماعية عميقة،تجعل من الصعب تعايش مكونات ومركبات القطر الواحد الأثنية والمذهبية والطائفية في دولة مركزية واحدة،بحيث يصبح التقسيم حاصل تحصيل وامر واقع،ونحن نشهد تجليات هذا المشروع في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وحتى السعودية،مشروع يدفع بالعرب نحو التدمير الذاتي،ينهب خيراتهم وثرواتهم ويدمر بلدانهم ويقتل شعوبهم،ويستنزف مواردهم المالية،وفي النهاية تعاد صياغة جغرافيتهم خدمة للمشاريع الأمريكية والاستعمارية في المنطقة،والتي جوهرها حماية امن إسرائيل وتسيدها في المنطقة لعشرات السنين القادمة،واحتجاز تطور الأمة العربية لمئة سنة قادمة،بحيث الدول المقسمة طائفياً ومذهبيا وثرواتياً،مرتبطة امنياً بأحلاف امنية مع إسرائيل وتدار إقتصادياً من قبل المركز الرأسمالي العالمي،على ان تقاد من قبل "مخاتير" سموهم رؤوساء ،ملوك وامراء بدون سيطرة على مواردهم وقرارهم السياسي.
واضح جداً باننا فلسطينياً وعربياً سائرون نحو المزيد من تزايد وتوالد النكسات والنكبات،فقضية فلسطين لم تعد القضية المركزية للعديد من الدول العربية،سواء بسبب إنشغالها بهمومها الذاتية وما تتعرض له من عدوان وتدمير وحالة عدم إستقرار،أو انتقال البعض منها للتنسيق والتعاون مع "اسرائيل"،وبالذات مشيخات النفط والكاز الخليجي،والتي لم تعد ترى في اسرائيل العدو المركزي والأول للأمة العربية،حيث يجري تعظيم مخاطر دول أخرى،وجعلها"فزاعة" كإيران،لتخويف هذه الدول وإرعابها،بأنها تشكل الخطر الأول على امنها ووجودها ونفوذها ودورها ومصالحها،من اجل استمرار استنزاف مواردها المالية،وتشغيل وزيادة مبيعات مصانع السلاح الغربي والأمريكي،وتحقيق رفاهية شعوبها على حساب الأمة العربية.وفلسطينياً دعك عن الإنقسام،فاللاجئون الفلسطينيون وتحديداً في اليرموك يتعرضون لنكبة جديدة،نكبة يراد منها تصفية قضية اللاجئين،يجري من خلالها طرد وتهجير اللاجئين وتوطينهم في المنافي والشتات،فما يجري في اليرموك،جرى قبله في مخيم نهر البارد في لبنان،حرب مستعرة على حق العودة،وحرب مستعرة على الوجود الفلسطيني في القدس،وتطبيق للقوانين الإسرائيلية على المستوطنين في الضفة الغربية،وبما يهدد بإبتلاعها عبر زيادة عدد المستوطنين فيها من (350) ألف مستوطن الى اكثر من نصف مليون مستوطن.والداخل الفلسطيني-48- مشاريع التهويد تتسارع وتزداد وتائرها بشكل كبير،حيث مشروع "برافر" لطرد وتهجير عرب النقب عن أرضهم،وحصرهم في "جيتوهات" مغلقة.
كم حزيران نحتاج فلسطينياً وعربياً؟؟؟،وكم نكسة؟؟ حتى نستطيع أن ندرك بأن حروب التدمير الذاتي والإنقسامات الحاصلة فلسطينياً وعربياً ستذهب بنا نحو الكارثة والهاوية،ولن يستفيد منها غير اعداء الأمة من صهاينة وامريكان وغرب استعماري،فأي قطر عربي يجري تدميره أو إحتلاله وتقسيمه،هو خسارة عربية صافية،ولن يتحقق لا أمن ولا امان عربي في ظل حالة عربية كهذه.
اللاجئون الفلسطينيون إلى أين ؟؟؟
الكرامة برس /محمد علي المصري
وهل قدر الفلسطينيين أن يكونوا الحلقة الأضعف على المسرح الدولي تنعكس عليهم كل مجرياتها كما ونوعا فعلى اختلاف ادوار الممثلين وأصحاب الحل والعقد على الساحة الدولية وتبادل فاضح للأدوار فيما بينهم والتجاذبات الحاصلة على الساحة الفلسطينية وعدم الخروج بموقف واضح للكل الفلسطيني من المفاوضات والمصالحة وكل ذلك أرخى بظلاله المقيتة على مجموع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ما انعكس على دور الهيئات الدولية المعنية بالشأن الفلسطيني أكان سياسيا أو خدميا اغاثيا متمثلا بالتقليص التدريجي والممنهج لخدمات الاونروا والتي لم تكن يوما تلبي ادني احتياجات اللاجئين . لتبدأ اليوم بتقليص خدماتها بشكل يثير الكثير من التساؤلات. كونها الشاهد على جريمة العصر ومأساة أكثر من ستة ملايين لاجئ تاهوا في أصقاع المعمورة بتهجيرهم وسلبهم لأراضيهم وممتلكاتهم وأنها المعنية بهم لحين عودتهم لأوطانهم .
بهذا يكون الهدف المبيت والمعلن هو تصفية قضية اللاجئين والتي تعتبر من الوجهة الفلسطينية هي أساس وعنوان ومحور الصراع الفلسطيني الصهيوني. وعليه فلابد للقيادة الفلسطينية وكل من يحمل الهم الوطني الفلسطيني كل من موقعه وحسب طاقته من الوقوف على حجم المؤامرة التي تحاك في أروقة ما يسمى الشرعية الدولية بمطلب صهيوني معلن لشطب قضية اللاجئين تدريجيا وبغطاء دولي والضغط على الاونروا لمراجعة كل التدابير التي اتخذت حديثا من قبلها بتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين .
صاروخ لوكهيد
الكرامة برس /نهاد ابو جبر
قبل أن تتناول آرية العينين بأناملها الصغيرة كوب الحليب من يد جدتها الكنعانية نترتها فراشة اللوز برفق تحت الدرج بجناحها النورانى وقلبت بشرة جنا أفريكانو.وتسلل لسان لين من بين شفتيها القرمزيتين يتلمس نسمة حياة تائهة تحت الركام بعد أن باغتها صاروخ زنة خمسة اّلاف باوند خلع بيوتنا من شروشها حاصداً إثنين وعشرين شهيداً وعشرات الجرحى،ليسوا أكثر من أضرار جانبية حسب ثرثرات روما الجديدة.
إنتفض جسدى من إغفاءة كاذبة من هول انفجار يصم الآذان،مددت يداى على الحائط أتحسس باب غرفتى فلم أجده على وقع زخات ركام يحبس الأنفاس،فإرتدت قدماى سريعاً نحو الشباك،وإذا بهبو ساخن مغثى يلفحنى،قفزت بإتجاه الباب وأمسكت بأذنه وشلعتها.وما أن وطأت قدمى عتبته حتى رأيت أكوام الحجارة وأحشاء المطبخ أمامى وقد إتشحت جدراننا الزاهية بالسواد وأثخنت بالجراح على أنوار كهارب بيد الصغار صاعدين من تحت بفزع..طار ذهنى سريعاً لمسح مايدور حوله بخطا وئيدة أشبه بروبوت يرى ويسمع ويخزن بلا خوف وألم ولاحزن:يا لها من ضربة ركنية ذئبيتها المحكمة أخفقت بخطف أيقونة الحالمين.لم يدر بخلد الصغار حين طلبت منهم مغادرة غرفتى والنزول تحت قبيل الإنفجار أن ساعة الصفر قد دقت قبل قليل بعد أسابيع من تحضير مسرح كسر العظم بهدوء وإعداد كومبارسه بعناية فائقة..شد ذهنى من علياه صوت أختى يلهج بالشهادتين يودع الحياة بذعر متسارع،هممت برفع الركام عنها وبحركة عفوية إلتفت نحو أمى المقعدة فرأيت غبار البارود يغطيها وبعض الحصى الصغيرة فوق سريرها.يالها من لحظات مريعة أن تفاضل بين أعز الأحبة،أن تبدأ بإنقاذ ست الحبايب أم أخت توهج أملها بنشوة الحياة ما أن شعرت أخيها حياً بجانبها.فما أن رفعت أول حجر عن وجهها ورأت النور حتى إنتبه سفيان لأنين يامن طار جسده الغض مخترقاً جدارنا وهوى تحت الركام بجوار أختى فأسرعت يدا سفيان ترفع عنه الركام بلهفة ظناً منه بأنها إبنته أريج لأنها لم تسمع الكلام وتنزل عنده تحت حيث أكثر أمان بل توارت خلسة بجانب سرير جدتها تلهوا بالجوال حتى غلبها النعاس ولم تصحوا إلا على صوت عمود خرسانى هوى بجانبها فقفزت هاربة من شدة الخوف..أنّا للصغيرة أن تعرف أن برائتها الزكية إكسير أضغاث يهوشواع وأن ضباع ليلة الحسم الطائرة تحوم من فوقها ولعاب السائرة يتحفز من تحتها لإفتراس إشراقة غدها الباسم..وقبل إنتشال يامن جاءنا إبنه
محمد حاملاً جنا جذبه شعاع عيناها الزرقاوين كالقطط وسط الظلام تحت الدرج يعمّد جبينها بقعة دم مثل عروس هندوصومالية.إنتعش قلبى وهو يرى أفريكانوها الجميل يهزم وحش الموت،ماأجمل أن ترى الحياة تفلت من بين فكى خمبابا..نقلوا جنا ويامن وأختى وأمى للإسعاف ونزلت حيث كان الأطفال نيام فوجدت طبقات سميكة من الغبار تملأ الأغطية والفراش وتوقفت عينى على النافذة حاتم دبك شبكها ونط لفتح الباب بعد أن أطبق عليهم من شدة الإنفجار الذى لم يسمعوه ولم يعرفوا كيف وجدوا أنفسهم واقفين فهو الوحيد الذى تحرك ذهنه سريعاً وأدرك ماحدث حيث كان يخرج ليلاً بعيداً عن عيون أمه وأبيه ليتنقل مع رفاقه من قصف لإنقاذ وإسعاف الجرحى ويعود عندى قبل السحور متظاهراً بالتدخين والنوم عندى ولكن سفيان كان يشك بذلك ويغرش حتى لا تنجلط أختى فقلت له دعه يخرج ليشتد عوده بلاش يطلع ولد هامل بيخاف من خياله فالأعمار بيد الله وليس بيد الفانتوم..فتحت الخزانة وتزنرت بمسدسى على عجل وسحبت اللابتوب وأردت الخروج لولا أن ترامى لسمعى دق عنيف على الباب الخلفى هرولت لفتح الباب وصدق حدسى صاح كفاح:وين أنور وين لينا ناموا فوق ولآ تحت ؟ مش عارف مش عارف مش عندك بالأبراج..جاء من بيته بالنصيرات منتصف الليل مشياً كالبرق فلا يجارى خفه النحيل أحد بالمشى السريع وسط الحقول لامبالياً بإنفجارات قذائف الدبابات والطائرات من حوله قالباً ظهر المجن لأصحابه..وإتجه ليساعد الجيران والدفاع المدنى برفع الأنقاض ومن خلفه إستدرت صوب الشارع وجلست بعيداً حتى لا أرى جثامين المغدورين للإحتفاظ باّخر إبتسامات صورهم الجميلة بالعيد.لم أكن أتخيل أن إبتسامات عمى وأنور وأحمد وجبر وفضل وأنوار وعائشة ودينا وقبلات لينا ولين وسلمى وحلا وسما ستكون اللقاء الأخير ومعراج ياسمينها سيكون بعد قليل.صورة لين وهى تهز خصرها لأحمد مستنكراً:لا ياخويه هذا مش مينى جب هذا بوكسر إسلامى.صورة أباها أنور ملك المقالب بإبتسامته العريضة وهو يوزع السفن أب على وسام وجبر وأسعد ويدندن لأحمد:والله هادى آخر عشرة شيكل من قبضة عمك أبومازن قبل إستشهادهم بلحظات.صورة أحمد وهو يضرب قدمه بالشاكوش حتى لا يشارك بقمع المصلين بالعراء و و و صور كوميديا المعركة وتراجيديا الإنتصار..
لست شاعرياً فلم أشعر باّدميتى أتألم وأحزن وأخاف إلا عندما سمعت أن سلمى لازالت على قيد الحياة ففرت دمعتى فرحاً وترحاً فى اّن شكرا للرب أن منحنى دقيقة أكون إنسان لوداع سلمى.. فإحساسى الوردى تبخرت غمامته حين سقط حلم دراجتى الصغيرة مدرجاً برصاصة أبى عن حسن نية طلت بعيناها التوتنوآرية على شاشة الأقصى تصيح كالصقر:مش مهم اللى ماتوا اللى ضل بيسد المهم ننجح بتحقيق أهدافنا..فهو عسكرى مر وناصرى عنيد لم أرى طيلة حياتى دموعه إلا يوم رحيل عرفات..فهل تعتقد أن دموع الرحيل ستغفر لك قتل سلمى مرتين يابن روما القاتلة؟!مرة بأنياب صاروخ لوكهيد،ومرة بسرقة إسوارة عيدها الدامى..
فور وقف النار توقفت سيارتَى جيب ترفع شارة الصليب الأحمر عندما كنت أقوم بتنظيف بعض الركام بجانب الجدار.وترجلت حسناء فى ريعان جمالها الآرى تدعى أنها جاءت للوقوف على فظاعة الجريمة وتقديم العون ومواساتنا بمصابنا الجلل.ولايملك أربعينى عانس مثلى إلا أن يسارع بتقديم طقوس الحفاوة لست الحسن وجمال يخفى خلف هدوئه قلق غير برئ..قفزت الحسناء بخفة من تحت الجدار المهدوم داخل الغرفة ومدت يدها تصافحنى بملامح شبه حزينة،صافحتها ببرود وأجلستها على الأريكة..قالت أن هناك خبير متفجرات معها لفحص موقع الإنفجار،فأعطيته جزء من الصاروخ منقوش عليه رقمه التسلسلى وبعض الأحرف فلم يعيره أدنى أهمية وعندما جئته بإسوارة الصاروخ إلتقطها بسرعة كأنه وجد ضالته فطلبت من مترجمه أن يسأله عن نوع الصاروخ،برطم الخبير متظاهراً بأنه لم يسمع سؤالى وصار يشبّر بيديه ويشير هنا وهناك،تركته لإحضار شراب الضيافة..وضعت الشراب وناديت على الخبير ومن معه ليشربوا فقالوا أنه غادر..صعد الدم لأرنبة أنفى لكن كظمت غيظى..كانت الحسناء ترصد تعبيرات وجهى بقلق يتوجس خيفة إكفهرارى قلت لها بالعربى:تفضلى إشربى.رفعت يدها بإيماءة شكر معتذرة عن الشرب.صحت بها بحدة:تخافيش إشربى.إلتقطت شرابها وجغبت بسرعة كقروية لا تأبه بمخمليات الإيتيكيت الاّرى..بعد أن إنتهت من تسجيل بيانات الضحايا والجرحى أخبرتها بأن هناك جرحى من الجيران قالت لاداعى جئنا لعائلتكم لأن فيها العدد الأكبر من الضحايا والجرحى نفس رد مندوب الأورومتوسطى لحقوق الإنسان.وماذا بشأن الجرحى الاّخرين أليسوا بشر يتألمون وبحاجة لمساعدة أم يبحثون عن الكيف وليس لكم؟!!..ثم طلبت حسناء روما رؤية عمتى التى فقدت كل ذريتها،أخذتها لعمتى وصافحتها
بحمائمية بلاستيك وقبلات فوتوشوب ثم إلتفتت نحو أمى تقبلها.إستأنست أمى بلكنتها المدنية وملامحها فسألتها عن مسقط رأسها ظناً بأنها من بلدتها اللد ولم تشعر أنها تسأل روبوت قاتل،قلت لها ضاحكاً:ضيفتك من النرويج..رمقتنى بإنتباهة نصف دائرية أشبه بإنتباهة اللبوة يبدو أنها لقطت ذبذبة قرين مشاعرها القاتلة..وقبل أن تغادر توقفت عند مدخل الدرج الذهبى وإستأذنت روبوتياً لإستخدام جهاز الجى بى أس لتحديد مركز الإنفجار عبر الأقمار الصناعية!..كان بإمكانها تحديد المركز من أى نقطة بالشارع،ولكن لماذا إختارت هذه النقطة بالذات؟! واصح أنها تعرف بدقة ماذا تريد فهذه النقطة خاصة بأهم تساؤلات سلاح الهندسة ولا علاقة لها ببيانات الأنشطة الإنسانية.فقد كان مقرراً لهذا البيت أن يسجد على رؤوسنا كونه فى قلب دائرة التدمير من حيث أنه لايبعد عن مركز الإنفجار أكثر من سبعة أمتار فماذا حدث؟!..وبعد أن غادرتنا الحسناء بساعات إنهارت تهدئة الـ 24 ساعة تمديد قبل إنقضائها وإنجرف يعلون يرفس الأبراج بإرتباك هستيرى،فطار قائد الجيوش الأمريكية جون اّلن إلى تلابيب:ستوب فاير ستيوبد..
قبل مجيئ الحسناء بيومين وبينما كنت فوق سطح البيت أساعد فنى الأطباق بإصلاح الدش نادانى الجار،وإذ بجيب يرفع شارة الأنروا..نزلت إليهم وقبل وصولى بأمتار تفاجأت بمصور يقف جانباً بكاميرا تلفزيوية فوق كتفه يلتقط صورة عامة لمكان الإنفجار بحرفية عالية،وقفته المنضبطة وكاميرته المتزنة وضبط البعد البؤرى برتابة بيده يقول ذلك.إرتفعت يدى تلقائياً لتخفى وجهى وبالأخرى طلبت منه أن يبعد عنى الكاميرا..تقدم نحوى عربى معهم مصافحاً إستهل ديباجته بالسؤال عن أخى كفاح فأعطيت ظهرى للكاميرا وأخبرته بأنه غير موجود فطلب أن يجرى معى لقاء تلفزيونى فإعتذرت له بدماثة.إستنكر إمتناعى وحاول إفحامى بضرورة اللقاء لنقل معاناتنا للعالم ضحكت من سطحيته،مبيناً أنى أتحدث عن نفسى فقط.فإن أراد أحد من العائلة الحديث معك فلا مانع لدى..حسناً إسألهم عندها تقدم من خلفى حامل الكاميرا مصافحاً وهيئته ممسكاً بالكاميرا أسفل صدره أشبه بهيئة ضابط جفعاتى ممسكاً بندقية إم16 ثم تلاه مصافحاً رجل حليق الرأس طويل القامة عريض المنكبين مفتول القوام تشعر من وقفته ومصافحته بأنه قائد كوماندوز بالجيش الأمريكى..وافقت أختى على إجراء الحوار وحين عدت لإدخالهم البيت وجدت المصور قد إنتقل لمكان آخر يلتقط منه صورة طويلة للمكان ثم مكاناً للصورة المتوسطة ثم إنتقى مكاناً دقيقاً للصورة القصيرة والمفاجئ أنه وجه الكاميرا من مكان القصيرة بنعومة لأعلى قليلاً وبدأ بتحريك الضبط البؤرى يدوياً لإلتقاط صور البى سى يو والماكرو الخاصة بالثقوب الصغيرة وخطوط التصدعات بجدار البيت المواجه للانفجار ولم يلتقط أى صورة منخفضة الخاصة بسيريالية المشهد لإبراز ملامح الفجيعة التى ألمت بنا.تظاهرت بأنى عربى ضحكت من جهله الأمم ولايعلم أنى مخرج تلفزيونى وكل صوره منذ اللقطة العامة حتى المايكرو لاعلاقة لها بمأساة العائلة..
هل هؤلاء مندوبى صليب وإغاثة إنسانية أم خبراء بشركة لوكهيد جاؤوا لمعرفة خفايا إخفاق فخر صناعتهم بتدمير هدفه كاملاً وسرقة إسوارته خشية أن نرفع دعوة قضائية مطالبين بتعويض ونحلم بملايين لوكربى؟ إطمئنوا،لسنا بحاجة لدولارات لوكهيد فهى لا تساوى رشفة ماء طلبها ولم يفز بها فضل قبل أن يغادرنا إلى أعالى الكوثر..
دخلت الغرفة لربط السلك فسمعت أم محمد تتحدث للكاميرا بعصاب شعبوى فقلت لها هدّى هدّى وتذكريش أسامى لتقديم رسالة إيجابية للمتلقى.نط العربى:سيبها سيبها تحكى اللى بنفسها..يبدو أنه مفتون بديكة الإتجاه المتعاكس..بعد قليل وكعادة العجائز همست الصغيرة أسيل بأذنى:الزلمة الأصلع معاه مسدس! تباً لى،كيف أذنت له بدخول البيت قبل تمشيط قده المياس بذهنى الغارق برصد حركات كاميرا المحترف.
عند مراجعة الصليب لإستعادة الإسوارة التى تحدد هوية صاروخ لوكهيد المحرم دولياً أو يسلمنا سند بأنه تسلم الإسوارة منا أو سند بعدم إستلامها. فقال الموظف متقعراً:الصليب لايعطى سندات بالإستلام ولا سندات بعدم الإستلام..أما النكتة فهى قول الصليب ببقاحة بأن الإسوارة هى من ممتلكات الشعب الفلسطينى..لا بالمرة ايش رايك توخذ زكاة الصاروخ وفرق عملة إنتصارنا كمان؟!..
حتى مناديب إعلامنا إستقبلناهم بقيافة وترحاب جريح وأجروا اللقاءات مع الثكالى والمفجوعين ولم نطلب منهم غير نسخة من هذه اللقاءات ومشاهد الجريمة للإحتفاظ بها كذكرى،فلم نجد منهم غير المراوغة والتسويف وكأننا نتوسل أبسط حقوقنا
ويتجملوا ببث بكائياتنا لثوانى..ويمنّوا على ثكلانا بالكابونة ويتصدقوا على أيتامنا بفخذ سخل من فصيلة القطط مع صورة وإلا لن تظفر جنا بفخذ بس تايلاندى بيحسبوه عليها فخذ كبش هولاندى ليطمئن المحسن الكبير برا أن دعمه العينى والمالى يصل كاملاً للأيتام ولا يدرى أن الأيتام ما بيشوفوا من الجمل غير دانه..ايش هالمسخرة وقلة الحيا قلت لحامل ورك البس لوا بوزه وغار هو والورك والمصوراتى.لن أنسى أنور وهو يدعُ ربه إن كتب عليه الموت أن يأخذ معه أطفاله لألا يصبحوا أيتام على موائد هؤلاء اللئام..بل سألنى مندوب حقوق الإنسان بسذاجة:"بينى وبينك كان فى شخص مطلوب هين وقت التفجير وشرد؟!
يالصباحات سلمى الباسمة وتأتآت قبلاتها الشذية وتجلس تشاطرنى لقيمات الزيت والزعتر مع رشفات الشاى،بعد أن أصب لها قليلاً منه وأملأ باقى كوبها ماء حتى لا يضعف دمها موهماً لثغتها أنى أقوم بتبريد الشاى لها..لن تصفح عنقاء كنعانك عن نيرون الجديد مابقى الزيت والزعتر فالحضارات لا تصنع باللسان ياأميرتى الصغيرة..
صواريخ النكاية .
صوت فتح/داليا العفيفي
انطلق صاروخ منذ مايقارب أربعة أيام من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة ، من ثم بدأت حركة حماس وأجهزتها الأمنية بشكل مسعور في التفتيش والبحث عن مطلق الصاروخ اليتم وقامت إسرائيل بالرد عبر قصف عدة مواقع عسكرية لحماس دون أن تلقى أي ردود فعل من ما يسمى بقوى المقاومة على إختلافها ، ولم يطول الأمر كثيرا حتى تفاجأ الجميع بإقتحام كتائب عز الدين القسام وأجهزة الأمن الحمساوي لمنزل الشيخ السلفي يونس سعيد الحنر بالشيخ رضوان صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/6/2015 حيث تم قتله بدم بارد في جريمة بشعة أمام أبناءه الأطفال وزوجته ، وتحدثت المصادر أن اعدام الحنر على يد حماس جاء على خلفية إطلاق الصاروخ على الأراضي المحتلة ، وكأنها توجه رسالة لا تقبل التأويل بأن كل من يفكر بإختراق التهدئة مع إسرائيل مصيره الموت وليس الإعتقال . الجماعة السلفية التي ينتمي لها القتيل في غزة هددت حماس بالرد ، وفي مساء يوم الأربعاء في ما يقارب 11:00 مساء قامت بإطلاق ثلاثة صواريخ موجهة للمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة ، اثنان منها سقطا في النقب الشمالي وفي بلدة أخرى قريبة من عسقلان والثالث فشلت في إطلاقه، وقد إتهم جيش الإحتلال عناصر السلفيين بالمسؤولية عن إطلاق تلك الصواريخ حسب موقع 0404 المقرب من الجيش الإسرائيلي . من الواضح جدا أنها ليست مقاومة ولا تهدف لتحرير فلسطين ( كما كانت تفعل حماس مع السلطة الفلسطينية طبعا مع الفارق ) ،، فهي صواريخ النكاية التي أطلقتها جماعة من السلفيين أنصار الدولة الإسلامية " داعش " لإدراكها أن ردود الأفعال الإسرائيلية على هذا القصف الصاروخي ستوجع حماس وأجهزتها الأمنية التي بدورها تحافظ جاهدة على التهدئة والهدوء مع الإحتلال وتوفير الأمن والأمان اللازم له ، حيث أن حركة حماس كانت ولازالت تسعى لمطادرة ومحاربة كل من تسول له نفسه القيام بإطلاق صاروخ واحد يتسبب في إزعاج الإحتلال ومستوطنيه ، بالطبع من خلال ذلك التوجه تسعى حماس للإبتعاد عن الدخول في مواجهة عسكرية لا تريدها مع إسرائيل ، كما أنها حاليا تحاول جاهدة الحفاظ على مكتسباتها الحزبية وإستمرار سيطرتها على مقاليد الأمور والإبقاء على سلطة حكمها بغزة بالإضافة إلى أن حماس تعرف جيدا أنه في حال تم إطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة يمكن أن يدفع ذلك جيش الإحتلال الإسرائيلي للرد بحرب عدوانية رابعة على أهالي قطاع غزة الذين لم يستفيقوا حتى اللحظة من صدمة جرائم الإحتلال التي إرتكبها خلال حربه الأخيرة على غزة في صيف العام الماضي ، حيث لازالت المنازل المدمرة شاهدة على الآثار الهمجية للحرب ، فيما عشرات الآلاف من الأهالي المهجرين يعيشون في المدارس وأماكن الإيواء الطارئة ، وتزداد شريحة الفقراء والمحتاجين توسعا ، مما يعني أن نار الغضب والمعاناة بين المواطنين لم تخفت وألمهم لم ينطفىء بعد ، لذلك فإن حركة حماس على يقين تام رغم كل الظروف المالية والصراعات الداخلية والخارجية التي تواجهها، أنه ليس من مصلحتها أن تخوض حربا رابعة ، بينما تدرك جيدا حجم الخسارة الباهظة التي تنظرها ، فهي قد تخسر كل شيء ، حيث أن الشعب الفلسطيني في غزة وقتها قد ينفجر دون أن يكون لديه ما يخشاه أو يبكي عليه بعد كل ما خسره من أبناء ومال وحياة ، في ظل غياب الأفق وتلاشي الآمال بتغيير أحوالهم للأفضل نتيجة غباء حماس وديكتاتوريها وإستبدادها في تقديم مصالح الحزب على مصلحة الوطن ، دون مراعاة لأي إعتبارات أخرى ، لذلك فهي تحاول أن تصون الهدوء والأمن والأمان للاحتلال وتهدئته حتى لا تأتي لحظة الإنفجارأو على الأقل تأخيرها .
أما بالنسبة لجماعة السلفيين فهم من ذاقوا وشربوا كأس المر من حماس وأجهزتها في الآونة الأخيرة ، فقد تم إعتقال أبنائهم وتعذبيهم وملاحقتهم أمنيا والزج بهم في سجون حماس وهدم مساجدهم ، كما تم مصادرة أسلحتهم وسرقتها حتى وصل الحد بحماس إلى إعدام أحد أبنائها بالرصاص أمام أهله وأبناءه " الشيخ يونس الحنر " ، ولأن السلفيين يدركون
جيدا أن إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة يجر الإحتلال للرد وهذا ما تخشاه حماس لذلك أسرعت جماعة السلفيين باطلاق الصواريخ ( نكاية في حماس ) . بين هذا وذاك يقف المواطن الغزي يترقب وينتظر إلى أين سيصل الحال في الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون أن اللعبة الخطرة الجارية بين الطرفين قد تتدحرج فيها كرة النار إلى حرب قادمة على القطاع ، ستكون أكثر ألما ودمارا مما سبقها حيث أن الإحتلال الإسرائيلي على لسان وزير الحرب " يعلون " قد توعد في حال حدوث ذلك سيبدأ من حيث توقفت الحرب السابقة بمعني أنه سيتم استهداف جميع العمارات العالية "الأبراج" وهي الأكثر تكدسا للسكان . ويبقي السؤال هل ستلتقط حماس الإشارة بعدما أمهلتها الجماعة السلفية مدة 48 ساعة للإلتزام بشروطها حسب البيان الذي وزع صباح الخميس الموافق 4/6/2015 باسم سرية الشيخ عمر حديد " بيت المقدس" بعنوان" أسدود البداية ،والقادم أعظم" ، أم أن الأمر سيتصاعد إلى المجهول ؟!!!
اهمية المبادئ والقيم والاخلاق فى المجتمع
صوت فتح/عزام الحملاوى
تعتبر القيم والمبادئ والأخلاق فى اى مجتمع هي الاساس لأي مشروع نهضوى، فلا تقوم اى نهضة حقيقية بدون أساس أخلاقي, واذا كانت هناك اى مشاكل او رياح مسمومه ومختلطة بالحقد السياسي فانها تضرب وتنعكس على اصحابها, وتكشف زيفهم,ويظل المجتمع ومواطنيه باخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ليساهموا بنشاط وفاعلية في تحقيق الاستقرار فى مجتمعهم, ولذلك فإن القيم والمبادئ والاخلاق والإيمان بالله سبحانه وتعالى هم طريق النجاة والخير 0 لذلك يجب التمسك بالمبادئ والقيم والصفات النبيلة والانسانية والاخلاق الحسنة والعمل على نشرها بين الناس حتى لايتحول المجتمع الى غابة لا يمكن العيش به لهذا يجب على الانسان ان ينشر ويدافع عما يؤمن به من مبادئ وقيم وصفات طيبة مهما كانت الظروف قاسية لانه اتضح أن اصحاب المبادئ والقيم والاخلاق والهمة والخيرهم وحدهم المرتبطين بعلاقة طاهرة مع ربهم, لانهم يتسابقون إلى غرس وترسيخ الوفاء والتسامح والاخلاق والمحبة والقيم والمبادئ ولذلك تجدهم يشاركون الناس في افراحهم واحزانهم, ومن هنا فان هذه العادات الحسنة والمواقف الطيبة تعرى أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايعترفون بالقيم والمبادئ, وتعرفك بأصحاب القيم والاخلاق والمبادئ والثوابت الدينية والانسانية ,بالاضافة الى انها تعرفنا ايضا معاني القيم الدينية والانسانية التى لاتقبل التغيير0 ان القيم والمبادئ والاخلاق ضرورية لأي مجتمع يطمح إلى البناء والرقي والتطوير، لانه اذا فقدت القيم والمبادئ والاخلاق تفكك المجتمع وانهار بناؤه.وهنا يجب ان نعرف أن الدعوة للتمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ لايعنى التخلى عن العمل الجاد الذى يساهم فى تقدم البلاد وتطويرها, ولكنها دعوة للعمل المؤسس القائم على القيم والمبادئ, حتى يكون هناك توازنًا بين العلاقات المادية والروحية,وبين العمل والإتقان في جميع المجالات, وبغير هذا تتحول المجتمعات الى مجتمعات كسوله واتكالية لاتعتمد على العلوم والتكنولوجيا, لذلك فإن التقدم العلمي لا بد ان يقابله تقدم أخلاقي حتى لا تحدث مشاكل في المجتمع تؤثرعلى جميع مكوناته.
وحتى لايكون هناك انتشار للظلم والاستبداد ,واستغلال النفوذ وسلب الحقوق والحريات0 إن الحديث عن المبادئ والاخلاق والقيم الدينية والوطنية والانسانية, يحتاج إلى عمل يجسد قيم الوفاء والمحبة التي لاتربطها المصالح الشخصيةوهذا يتمثل فى الأزمة السياسية اى الانقلاب الذى عانت منه فلسطين منذ عام 2007م وحتى اليوم, فقد بينت هذه الازمة معدن الشخصيات والناس الأوفياء للمبادئ والقيم الانسانية, وكشفت أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايؤمنون الا بمصالحهم الشخصية, لذلك كان أصحاب المبادئ والقيم الدينية والوطنية والانسانية نجوم بارزة فى سماء الوطن, وسقط كل من كان لاعلاقة له بالقيم الدينية والوطنية والانسانية ,وظل يجرى وراء منفعته ومصلحته الشخصية من أجل تحقيق رغباته العدوانية فقط0. لهذا بين القرآن الكريم اهمية الأخلاق باعتبارها قاعدة أساسية ياخذ منها وتُبنى عليها جميع الأحكام والقوانين، فهي قاعدة البناء الراسخة التي تقوم عليها مبادئ الشريعة الإسلامية فالأخلاق درع واقى من العواصف التي تتسبب فى انهيار المجتمع , أو تحويله الى مجتمع تحكمه الغرائز والشهوات وتسود فيه قوانين الغابة، واهى ايضا أساس صلاح المجتمع، ووسيلة رادعة لمحاربة الفساد والانحراف, لذلك اصبح من الضرورى إعلاء منظومة القيم في مجتمعنا ,وتعاملاتنا السياسية والاقتصادية والإنسانية. لهذا اصبح هناك ضرورة لمراجعة قيمنا الدينية والوطنية والانسانية لنتعرف على مابقي منها, وعلى ما تعرض للاختلال والعبث من أجل أن نعيد المكانة لمكارم الأخلاق, ولتقوية أواصر المحبة والوفاء, ونبذ الكراهية والحقد والبغضاء, ولعل هذه المهمة أجدها سبباً من أسباب الأزمة السياسية التي تحتاج من ابناء الشعب الواحد الوقوف أمامها، وإزالة آثارها السلبية العميقة التي أحدثت شرخاً اجتماعياً شديد الخطورة فى المجتمع, وعلى مستقبل الأجيال القادمة, وليس عيباً أن نناقش هذه الأمور, بل إن مناقشتها اصبح ضرورة من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة.
دولة الاستيطان والمستوطنين
صوت فتح/غازي السعدي
طلع علينا البهلوان والمخادع "بنيامين نتنياهو"، في نهاية الشهر الماضي، بخدعة جديدة، معتقداً أنه "مفتح بين عميان"، فقد دعا أثناء اجتماعه في منزله مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، "فيدريكا موغريني"، لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، على حدود الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، التي سيتم ضمها للسيادة الإسرائيلية، في إطار اتفاق سلام مستقبلي دائم، وإعطاء أراضٍ بحجم أراضي هذه الكتل للفلسطينيين، من داخل الخط الأخضر-لكنه تجاهل إعطاء أرض مقابل المستوطنات- وبدلاً من الاعتراف بحدود عام 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، فحسب "هآرتس 26-5-2015"، يستطيع "نتنياهو" الاستمرار في البناء الاستيطاني في أية منطقة من مناطق الضفة الغربية، ونقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله، أن "نتنياهو" شرح خلال لقائه مع "موغريني"، في نهاية الشهر الماضي، أنه من خلال الاتفاق على حدود الكتل الاستيطانية، ستستطيع إسرائيل مواصلة البناء في المواقع الأخرى بالضفة الغربية، مما يؤكد من جديد، أن حكومة إسرائيل، هي حكومة استيطان ومستوطنين، وحكومة يمين متطرف، ترفض وقف الاستيطان، كما ترفض إقامة الدولة الفلسطينية، وأن تصريحات "نتنياهو" بحل الدولتين، هي تصريحات كاذبة، فهو يعتقد من خلال خدعته الجديدة، أنه يستطيع إقناع المجتمع الدولي بأنه يعمل على استئناف المفاوضات، وذلك للخروج من عزلته الدولية، وحسب "هآرتس"، فإن "موغريني" ردت على "نتنياهو"، أنها تثمن اقتراحاته، غير أنها غير كافية، بل أنها معنية بأن ترى خطوات عملية على الأرض، تدعم تصريحاته الالتزام بحل الدولتين لشعبين.
إن الكتل الاستيطانية التي يتحدث عنها "نتنياهو" هي: "معاليه ادوميم" شرق القدس، "أرئيل" شمال الضفة الغربية، "غوش عتصيون" في منطقة الخليل، والمستوطنات التي أقيمت في محيط القدس، فخداع "نتنياهو" الجديد له هدفين رئيسيين، الأول: انتزاع اعتراف فلسطين، بشرعية الاستيطان وبخاصة الكتل الاستيطانية الكبيرة، والثاني: دعوته هذه التي جاءت في أعقاب لقائه بممثلة الاتحاد الأوروبي، ليقول للعالم أنه على استعداد لاستئناف المفاوضات، وهو يعلم جيداً، بأن طرحه هذا مرفوض فلسطينياً جملة وتفصيلاً، ليقول للرأي العام الدولي، أنه على استعداد للسلام، لكن التعطيل يأتي من الجانب الفلسطيني، وتحميل الفلسطينيين مسؤولية عدم استئناف المفاوضات، فـ "نتنياهو" يحلم بالحصول على شرعية فلسطينية ودولية للاستيطان، لتغيير صفة اغتصاب واحتلال ارض، لكن ما يجب تحديده هو، حدود دولة فلسطين المعترف بها دولياً، على حدود عام 1967، فالمجتمع الدولي لا يعترف بشرعية الاستيطان.
من البديهي أن يواجه طرح "نتنياهو"، رفض قاطع من قبل السلطة الفلسطينية، فخدعته لا تنطلي على أحد، فالموقف الفلسطيني الثابت هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، ووقف البناء الاستيطاني قبل استئناف المفاوضات، مع حل عادل لحق اللاجئين بالعودة، فلا يمكن تجزئة ما يتعلق بالحل النهائي، والعجيب أن مطلب إسرائيل في الماضي، كان حل جميع قضايا الحل النهائي، بحيث لا يبقى مطالب جديدة للفلسطينيين في المستقبل، لكن الأساليب الإسرائيلية متغيرة.
إن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في تصاعد متواصل، سواء كان ذلك من قبل قوات الاحتلال، أو المستوطنين، فسهولة إطلاق النار على الفلسطينيين أصبحت عادية، فنائب الكنيست "محمد بركة"، اتهم –في خطابه بالكنيست- السلطات الإسرائيلية بالتستر على "3838" من أصل "4000" جريمة ارتكبت بحق الفلسطينيين في الأراضي
المحتلة، متهماً السلطات القضائية بأنها لم تفتح سوى "162" ملف تحقيق، فسياسة القتل لا تتعامل معها سلطات الاحتلال بجدية، وفي كل مرة يقولون أن الموضوع رهن التحقيق، الذي لا نهاية له، وإذا قدم القاتل أو المعتدي إلى المحكمة تكون محاكمته صورية، ويأتي الحكم صوري، حيث يحظى القاتل أو المدان بالعفو ويطلق سراحه، فالاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم ومزارعهم، وتقطيع أشجار زيتونهم، وحرق مزارعهم وحرق المساجد والكنائس، ومحاولات تسميم آبار المياه، وقيام عصابة "دفع الثمن" بحرق سيارات المواطنين وحرق بعض المنازل، كل ذلك وفق مخطط ومنهج يحظى بحماية الحكومة، ناهيك عن عربدة المستوطنين، والدعوة العلنية في مسيراتهم لقتل الفلسطينيين، وطردهم وإغلاق الطرق أمامهم، ومنع الفلسطينيين من زراعة أراضيهم، أو قطف الثمار، وحصد حقول القمح، والدليل على حماية الحكومة لهذه الاعتداءات، رفض "نتنياهو" تشريع قانون باعتبار هذه الأعمال إرهابية خارجة عن القانون، في الوقت الذي طالب حتى بعض نواب كنيست يهود بهذا التشريع، لكن سلطات الاحتلال تتعامل مع هؤلاء المجرمين بقفازات حريرية، ففي تقرير صدر عن منظمة حقوقية إسرائيلية مؤخراً، جاء أن 85% من شكاوى الفلسطينيين ضد المستوطنين، يفلت المعتدون من العقاب، وأن معظم الشكاوى التي يقدمها الفلسطينيون يتم إغلاقها، بذريعة أن لا قدرة للمحققين على اعتقال المتهمين، أو جمع معلومات كافية لتقديم لائحة اتهام ضدهم، وحسب التقرير، فإن 7.4% من الشكاوى فقط، تقدم لوائح اتهام ضد المعتدين، بينما لوائح الاتهام على الغالب لا تؤدي إلى إدانة المتهمين، فقد أصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية، باستثناء القدس، (341) ألف مستوطن، في (135) مستوطنة و(100) بؤرة استيطانية.
والسؤال لماذا علينا أن نستغرب سياسة إسرائيل الاستيطانية، وما يقوم به المستوطنون من اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، لحمل الفلسطينيين على الرحيل، ففي شهر تموز من عام 1967 أي بعد شهر واحد من الحرب، طرح وزير الخارجية آنذاك "يغئال الون" مشروعه، بأن تتمسك إسرائيل بأن تكون حدودها الشرقية من النهر إلى البحر، وخط يقطع البحر الميت من منتصفه وبكل طوله، وإنشاء نظام دفاعي متين لتحقيق ما أطلق عليه بوحدة البلاد، من الناحية الجغرافية الإستراتيجية كجزء لا يتجزأ من السيادة الإسرائيلية، أما الأطماع الأخرى لإسرائيل في الضفة الغربية حسب مشروع "ألون" فهي كما يأتي:
1. شريط يتراوح عرضه ما بين 10-15 كم على امتداد غور الأردن حتى غور بيسان، وحتى شمالي البحر الميت، على أن يكون في هذه المنطقة حد أدنى من المواطنين العرب.
2. ضم شريط عرضه بضعة كيلومترات، من شمال طريق المواصلات بين القدس والبحر الميت، يتصل مع المنطقة الواقعة شمال طريق عطروت، بما في ذلك منطقة اللطرون.
3. أما بالنسبة لجبل الخليل وصحراء يهودا، يقترح "ألون" ما بين ضم جبل الخليل بسكانه لإسرائيل، وضم صحراء يهودا من مشارف الخليل الشرقية وحتى البحر الميت والنقب.
4. يجب أن تقام في تلك المناطق المذكورة وبأسرع ما يمكن مستوطنات ريفية ومدنية وقواعد عسكرية، وفق متطلبات الأمن.
5. إقامة ضواحٍ وأحياء في شرقي مدينة القدس مأهولة بالسكان اليهود، إضافة إلى تعمير الحي اليهودي، دون أي ذكر لا من قريب أو بعيد لإقامة دولة فلسطينية، بل إقامة روابط من زعماء وشخصيات الضفة الغربية، لتشجيعهم على إقامة حكم ذاتي مرتبط بإسرائيل.
إن الجهود العربية العربية، من عقد مؤتمرات واتصالات مع دول العالم من أجل فلسطين، والحروب التي قادتها والتضحيات الجسام التي قدمتها، ومع التقدير لهذه الجهود، إلا أنها ضائعة في ظل الأيديولوجية التي تؤمن بها الحركة الصهيونية، وتعمل على تطبيقها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، التي بدأتها في منطقة 1948، وتواصلها بضراوة في الضفة الغربية، وعلينا الاعتراف بأن العالم العربي فشل في إدارة الصراع لتحرير فلسطين، كما فشل الفلسطينيون رغم محاولاتهم في المقاومة المشروعة للاحتلال من تحرير أراضيهم، كذلك اللجوء إلى العمل السياسي الدبلوماسي السلمي، ومع أن هناك بعض النجاحات – رغم الأحداث التي يمر بها العالم العربي- فإن اللجوء إلى القنوات الدولية، ومنها محكمة جرائم الحرب كان لابد منها، لكن هذه الإجراءات تأخذ زمناً طويلاً، وحتى إذا حكمت "لاهاي" لصالح الفلسطينيين-فقد
سبق أن حكمت لصالح الفلسطينيين في موضوع جدار الفصل العنصري- لكن القرار لم ينفذ لأسباب معروفة، فكيف علينا البناء في تنفيذ قرارات لاحقة من محكمة "لاهاي" ضد إسرائيل، طالما ينتظرها "الفيتو" الأميركي، من هنا المطلوب من الفلسطينيين والعرب، دراسة وسائل وتوجهات جديدة قادرة على حمل إسرائيل للتراجع عن احتلالها حتى ولو أدى الأمر إلى حل السلطة الفلسطينية، وتحميل إسرائيل أعباء احتلالها، وإلا فسيبقى الموضوع الفلسطيني وشعب فلسطين، خاسرين لأعدل قضية لهم في هذا العالم.
فضائية الرواية
صوت فتح/عمر حلمي الغول
كان اليوم العالمي للطفل الاول من حزيران، يوما لاطلاق فضاء فصل مهم من الرواية الفلسطينية. يوما لانبعاث الجزء الاخصب من الحكاية، واستحضار الزمان والمكان وصاحب التاريخ المتجذر في الجليل والمثلث والنقب، الذي حاكى ويحاكي قصة البقاء الابدية في ارض الآباء والاجداد، وحامل معول الدفاع عن الهوية الوطنية والقومية في مواجهة العنصرية الاسرائيلية وقوانينها الجائرة، التي دأبت على مدار ما يقرب من سبعة عقود لسلخ الارض عن تاريخها وهويتها وحكايتها الاصلية وإنسانها الاول، باعث الروح في فضائها وعلى بساط تربتها، وناسج ملامح شخصيتها وحضارتها.
ارض فلسطين التاريخية وحكايا دائمي الانبعاث فيها، ورد الاعتبار لهم ولدورهم، ووفاء لانغراسهم في تربتها وعلى امتداد جغرافيتها، ولعطائهم اللامحدود في حماية مخزونها وموروثها الحضاري والثقافي الفلسطيني العربي، بحاجة لاستنطاق آمالهم وآلامهم، احزانهم وافراحهم، همومهم ومعاناتهم، كفاحهم السياسي والاجتماعي والثقافي عبر فضائية تنقل على مدار الساعة قصص ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
تبقى الحكاية الفلسطينية غير مكتملة، إن اغفلت دور ومكانة المرابطين الصامدين، الذين تماهوا مع الارض في احلك لحظات الظلام الصهيونية، ودفعوا الغالي والثمين من التضحيات لحماية وجودهم شوكة في حلق الدولة الاسرائيلية، وخطوا بلغة الضاد روايتهم، ونظموا باشعارهم قصائد ومراثي الوطن والانسان المتكئ على صارية التاريخ، وكتبوا في صحفهم ومنابرهم قصة نضالهم، ودونوا اهدافهم ومطالبهم دون مواربة، وحاججوا رواية الجلاد الزائفة. هؤلاء ابناء جلدتنا، اشقاؤنا، لحمنا ودمنا، اصحاب الفصل الاعز في روايتنا، لهم على كل فلسطيني وعربي حق وواجب في آن، الواجب تجاههم، والحق في نقل حكاياهم القديمة والحديثة، وتسليط الضوء على مأساتهم، ونكبتهم نكبتنا، ونشر بعض بصيص الامل في كفاحهم الباسل والمتواصل.
يوم الاثنين الموافق الاول من حزيران في الساعة السادسة مساء انطلق بث فضائية فلسطين الـ48 من فندق الغولدن كراون في مدينة الناصرة، عاصمة الراسخي المتجذرين في الارض الام بحضور ثلة من ابناء الشعب العربي الفلسطيني. انطلق شعاع الفضائية الجديدة والآمال المعلقة عليها وعلى دورها، وعلى القائمين عليها كبير وكبير جدا. لأن الفضائية الواعدة بحمل راية تاريخ وحاضر ومستقبل ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الداخل، شقت طريقا معقدا وصعبا وشائكا ومليئا بالالغام.
ولا يكفي التغني بانطلاق الفضائية، لأن ما عليها من مسؤوليات جسام، ومواجهتها للتحديات، التي ستنتصب في وجهها، وقدرتها على الصمود ونقل الفصل الاهم من رواية الشعب ببرامج ورؤى جديدة ومتجددة نوعية، قادرة على استقطاب الشارع الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب وفي اصقاع الدنيا كلها، هو الجزء الاهم، الذي يعكس نجاحها او العكس.
الف مبروك للقائمين على فضائية فلسطين الـ48، ولكل من ساهم، وسيساهم في نجاحها وتطورها في نقل الصورة المشرقة لنضال ابناء فلسطين في داخل الداخل.
د.جليلة دحلان وزينة الحياة
فراس برس /أحمد العجلة
ربي لا تذرني فردا .. إن من أعظم نعم الله تعالى على العبد أن يرزقه الله زوجة صالحة وذرية طيبة، فالزوجة الصالحة هي سكن وأُنس لزوجها، والذرية الطيبة هم زينة الحياة الدنيا وباجتماعهما ؛ أي الزوجة الصالحة والذرية الطيبة يكتمل متاع الحياة الدنيا , فالأطفال نعمة لا تقدر بثمن .. وهم فرح الحياة وأمل آبائهم وأمهاتهم الذين يرون المستقبل من خلالهم ويتحملون مصاعب الحياة لأجلهم , ولكن كابوس العقم يطارد مئات الازواج الشابة, ولعل ذلك يُفسر افتتاح العديد من مراكز الاخصاب وعلاج العقم التي يرتادها ميسورو الدخل ومعسوريه !! نعم معسوريه اولئك الذين عكفوا لسنوات طوال على جمع ما تيسر من المال وباعو القليل الذي بحوزتهم في سبيل سماع صرخة طفل ينفض كآبة البيت البسيط , تلك الصرخة التي تكلف الاسرة الكثير من المال الذي على المواطن المسحوق توفيره في ظل الفقر والعوز والحصار الذي ينغص حياة سكان غزة , الذين يعيش نحو 75% منهم تحت خط الفقر ..
إن عمليات أطفال الأنابيب أمل يعيش عليه الكثير من الناس لكن في ذات الوقت يحرم منه آخرون لعدم قدرتهم على توفير تكلفة العملية والعلاج في ظل عدم وجود جهة تدعمهم وتساعدهم على تحقيق هذا الحلم.ولكن دائما هنالك بارقة أمل , فها هو المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _فتا, متمثلا بإدارته الحكيمة والذي قدم نموذجا فريدا في البذل والعطاء من خلال وقفته المشرفة مع جميع قطاعات الشعب الفلسطيني يستكمل دوره الريادي في التخفيف عن كاهل ابناء شعبنا ومساعدته وصون كرامته الانسانية وتحسين حياته , قد بدأ بتنفيذ مشروع " الانجاب وعلاج العقم " والذي يخدم 600 حالة (200حالة في الضفة الغربية و 400 حالة في قطاع غزة ) بتمويل كريم وسخي من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة , تلك الدولة التي كانت ومازالت قيادة وشعبا سندا قويا وداعما اساسيا لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ..
الدكتورة جليلة دحلان رئيس مجلس ادارة المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _فتا كانت قد زفت بشرى سارة للاخوة المستفيدين من هذا المشروع بأنه قد تم بحمد الله وعونه التوقيع على العقود المبرمه مع المراكز الطبيه التي ستباشر علاج هذه الحالات وتم إبلاغ الاخوه والاخوات المستفيدين مباشره بالمواعيد وأسم المركز والطبيب المختص الذي سيتابعون معه العلاج ..
وقد إنتهت عملية الفحص الاولى لهذه الحالات وبانتظار استكمال مراحل العلاج الأخرى.
ويعتبر المشروع بوابة الأمل لهؤلاء الأزواج الذين حرموا من نعمة الانجاب ولا يستطيعون اجراء عمليات التلقيح الصناعي لضعف الامكانيات المادية لديهم ، ونسأل الله العلي العظيم أن تتكلل رحلة علاجهم بالنجاح وأن يمن عليهم بالذرية الصالحة , لترتسم البسمة على محياهم وتغمر السعادة ديارهم ، فوجود الأبناء داخل جدران المنزل يعطي للحياة طعما مختلفا بل يُشكل سورا مانعا من براكين الأيام ومعطف دفء عندما تتقطع السبل بالانسان ..
أخيرًا وليس آخرًا ,, من ارض الرسالات ، ومن وطن الهداية والمحبة.. وطن نبع من أرضه النور الذي أنار للبشرية دروبها لا يسعنا إلا ان نقول وبكل الحب : دمتِ يا امارات الخير كما انتِ بخير .
ولمركز فتا بإدارته ومتطوعيه : للأوفياء أمثالكم قوافل شكر لا حدود لها..
مفاوضات جديدة .. لماذا ؟
فراس برس / رامز مصطفى
السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور ، قدم وخلال جلسات المؤتمر العالمي للإعلام بعنوان " السلام في الشرق الأوسط " في أستانا عاصمة كازاخستان ، مطالعة طويلة حول مجموعة من الخيارات حول إستراتيجية السلطة في مجلس الأمن الدولي ، تتعلق في كيفية اعتماد قرار أممي من أجل إنهاء الاحتلال ، والتي تتمحور ترجماته في حل الدولتين ، والقدس عاصمة لهما ( شرقية وغربية ) ، والحل العادل لمشكلة اللاجئين . وذلك بالاعتماد على المفاوضات الجماعية ، بدل الثنائية ، من الدول الدائمة العضوية والدول العربية المعنية ، والسلطة و" إسرائيل " . هذه المطالعة التي تقدم بها
السفير منصور تتلاقى مع محددات كان قد صرح بها رئيس السلطة السيد محمود عباس في الذكرى أل 67 لاغتصاب فلسطين . من خلال اعتماد ذات النقاط التي أتى على ذكرها السفير في مؤتمر الإعلام العالمي في كازاخستان . ليس هذا ما لفت انتباهي ، كون أن يتحدث الاثنان من ذات المنطوق السياسي أمر طبيعي ، ودون ذلك هو المستغرب . ولكن أن يُعاد الحديث عن مفاوضات ومهل تفاوضية ، بغض النظر عن الآليات والسقوف يمثل إمعاناً من قبل السلطة في الاستمرار بالرهانات على العبث . مع كثرة الحديث عن نية رئيس السلطة إعادة تشكيل طاقم المفاوضين الفلسطينيين ، وبناءً لطلب أو نصيحة أمريكية ، التي طلبت في من الجانب الفرنسي تأجيل تقديم مبادرتها إلى مجلس الأمن .
ما المستجد الذي يُملي على رئيس السلطة تأكيده الاستعداد معاودة المفاوضات ؟ بغض النظر عن مواقف نتنياهو ، الذي أعلن رغبته الانخراط مجدداً بالمفاوضات على أسس الاعتراف ب" يهودية الدولة " . أم أن الحديث المتصاعد عن صفقة يجري العمل عليها بخصوص غزة ، بين تركيا وقطر و" إسرائيل " . قد حذا برئيس السلطة إبداء استعداده لمفاوضات جديدة قطعاً في الطريق على هذه الصفقة ، التي بحسب اعتقاده ومستشاريه ستعوم حركة حماس كبديل لسلطته !!!
لا....ياسيد نظمى مهنا
امد/ سليمان عصفور
يدعي السيد نظمي مهنا مدير عام المعابر في السلطة الوطنية الفلسطينية بأن السلطات المصرية وافقت على تمديد العمل بمعبر رفح ليوم الخميس وذلك بطلب من الرئيس عباس والسيد رامي الحمد الله. وهذا الإدعاء باطل وغير صحيح إطلاقا. وجاء التمديد دون وساطة أحد يا سيد نظمي لأن السلطات المصرية لم تستطع تسفير بعض العالقين يوم الأربعاء فطلبت منهم المبيت في الصالة المصرية للغد أي يوم الخميس. وباتوا و سافروافعلا الخميس بدون وساطة لا زيد ولا عبيد .هذه هي الحقيقة بالضبط بدون لف أو دوران. وأريد أن أسأل ما هو دوركم عندما فتح المعبر يومي الثلاثاء والاربعاء. أسألوا
العالقين بفنادق العريش واسالوا محافظ شمال سيناء اللواء الركن السيد عبد الفتاح حرحور واسالوا مدير مكتب المحافظ العميد محمد. اسألوهم عن إسم الشخص الذي قام بكتابة العرائض والمراسلات والمراجعات طوال 20 يوما إلى أن تكللت العملية بالنجاح حيث أخبرني السيد العميد هاتفيا قائلا مبروك لقد وافقنا على طلبك وسيفتح المعبر يومي الثلاثاء والاربعاء لعودة العالقين فقط بناء على طلبك لنواحي إنسانية. وها أنت يا سيد نظمي تسرق مجهودات غيرك وتدعي من تأليفك وتلحينك أن الرئيس عباس والسيد الحمد الله هم من توسطوا بذلك. طيب انا متأكد أنهما لم يكلفاك بهذا التصريح لأنه غير صحيح ولكنك تريد أن تثبت وجودك وتبسط الرئيسين بهذا التصريح دون علمهما.وبهذا أنت تشوه سمعتهما لأن العالقين ومحافظة شمال سيناء يعرفون الحقيقة ويعرفون من سار في هذه العملية من ألفها إلى يائها. وبتصريحك هذا جعلت كل من يعرف الحقيقة يضحكون عليك . فهذه العملية كانت إنسانية استجاب لطلبي السيد المحافظ نظرا لحالة العالقين المزرية والتي ذكرتها لسيادته كتابة وشفاهة فألف شكر لسيادته. وقد أرسلت لسيادته رسالة شكر والسيد مدير مكتبه أيضا على موافقتهم على طلبي وجميع الرسائل موجودة عندي ومسجلة وعلى استعداد أن اطلعكم عليها في أي وقت. وأخيرا هذه هي الحقيقة لأنني تعبت في هذه العملية كثيرا ويكفيني دعاء العالقين لي لأنني ساعدت في فتح المعبر.
بدعة الاعلان الدستوري والخدمة المدنية والجمعيات الخيرية
امد/ جهاد حرب
(1) بدعة الاعلان الدستوري
يجري نقاش في الاروقة الضيقة حول إعلانٍ دستوري بحجة انقاذ النظام السياسي الفلسطيني وسد الفراغ الناجم عن الانقسام في حال شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية. بالتأكيد التفكير في مسألة الحفاظ على النظام السياسي هي مسألة غاية في الضرورة لاستقرار البلاد أو الاصح للحفاظ على الكيانية وهو عمل صائب في حال كان نقاشا عاما يتحمل من خلاله الجميع مسؤولية ايجاد حلول ممكنة.
يتمحور النقاش حول من سيتولى رئاسة السلطة للمرحلة المؤقتة بحيث ينقسم الامر الى اتجاهين؛ الاول: يفضل النص على تعيين نائبا للرئيس يختاره الرئيس نفسه. والثاني: يفضل النص على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية الرئاسة المؤقتة.
يعتقد البعض ان مسألة الاعلان الدستوري هي مخرج أو حلا لازمة قادمة ستعصف بالنظام السياسي الفلسطيني. لكن هذا الحل هو في حد ذاته ازمة جديدة لا يقل ثقلها عن ازمة الانقسام. أجزم ان الحل الوحيد القادر على اعادة الشرعية للنظام السياسي ومناصبه الرئيسية (الرئاسة والمجلس التشريعي) هو صندوق الاقتراع دونه تبقى محاولات تطويع القانون والقفز عنه ما هي إلا "حلول جزئية" لا تحمي النظام ولا تمنح شرعية بل بالتأكيد تزيد أزمة النظام وحنق المواطنين.
(2) قانون الخدمة المدنية ازمة تفكير
اصدر الرئيس محمود عباس قرارا بقانون معدلا لقانون الخدمة المدنية ومن ثم جرى التراجع عنه بعدها لأسباب غير معلومة قد تكون في العوار الذي اصاب النصوص المعدلة، أو في الاحتجاج الذي جرى على تطويل الدرجات خاصة في الفئة الاولى.
لكن هذا العوار لم يصب فقط النصوص بل منهج التفكير بالنظر الى الخدمة المدنية وقانونها من نواحي عدة منها؛ اولا: سلق القوانين دون نقاش مجتمعي واسع بل ابقائه في حلقة صغيرة والاستعجال وكأنه امر طارئ لا يحتمل التأخير أو الانتظار . وثانيا: غياب التفكير في الفصل بين الدرجة الوظيفية والمسمى الوظيفي. وثالثا: التعديلات ليست فقط الاخيرة بل في مجملها تسير وفق نظرة واحدة فوقية لا تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات والاحتياجات القاعدية في القطاع العام أو حل المشاكل الكامنة في القانون.
(3) اللجنة الاستشارية للجمعيات الرئاسية ... والحصافة
أصدر الرئيس محمود عباس الاسبوع الماضي "مرسوما" بتشكيل لجنة استشارية للجمعيات الخيرية اعلن عن اسماء اعضائها دون الاعلان عن وظيفتها ومهامها واختصاصاتها وصلاحياتها سوى انها تقدم تقاريرها للرئيس. هنا لا اعتقد ان المشكلة في تشكيل اللجنة فقط بل في طريقة التفكير وطريقة اتخاذ القرار في المعقل السياسي الأول وغياب الاستشارة الحصيفة. فمن ناحية تم تعيين مستشار لشؤون المنظمات الاهلية ومن ثم تم انشاء هيئة المنظمات الاهلية برئاسة ذات المستشار. ومن ناحية ثانية قانون المنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية لسنة 2000 ينص على جهات اختصاص سواء بالتسجيل "وزارة الداخلية" أو الترخيص "وزارة الاختصاص" وهي مؤسسات حكومية رقابية على اعمال الجمعيات بالإضافة الى اختصاص ديوان الرقابة المالية الادارية في الرقابة عليها. ناهيك عن ولاية هيئة مكافحة الفساد في مجال مكافحة الفساد داخل هذه الجمعيات.
هذا المرسوم يعني، دون توضيح اختصاصات اللجنة الاستشارية، أحد أمرين: إما عدم كفاءة جميع المؤسسات الحكومية العاملة، سواء في الرقابة أو غيرها، في مجال المنظمات الاهلية والجمعيات الخيرية، أو تغول مكتب الرئيس بتشكيل لجان استشارية بداخله بديلا عن المؤسسات الحكومية العاملة في هذا المجال أو ذلك أي بمعنى آخر سلب الحكومة ودوائرها المختصة اختصاصاتها وصلاحياتها.
الدولة الفلسطينية وقواعد النحو والصرف !!
امد/ *د. عبد القادر فارس
الدولة الفلسطينية وفق قواعد النحو والصرف هي دولة " مرفوعة " من الخدمة , ممنوعة من السيادة , " منصوبة " أو منصبة وفق الشروط الإسرائيلية ، " مجرورة " بالجرافات والبلدوزر الإسرائيلي ، " مجزومة " بالسكون والسكوت العربي والدولي ، محرومة من " الصرف" ماليا , "ممنوعة" من الكلام سياسياً ، لا تستخدم أدوات " الوصل " ويجب أن تبقى مقطعة الأوصال ، ممنوع عليها استخدام " الخط " الآمن , مطلوب منها فقط استخدام حروف الاستنساخ العبرية , بدلا من خطوط الرقعة والنسخ العربية , حتى تولد وتبقى وفق "أسماء الإشارة " , تلك الدولة المسخ , فلا "هي" في الضفة دولة ، ولا جمهورية ، ولا " هذه " في غزة دويلة أو إمارة , أو أي كيان بعنوان أو بدون عنوان !!
في بداية خطط الإدارات الأميركية ، بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، كرس الرئيس الأسبق بيل كلينتون ، الكثير من وقته وطاقمه لوضع الحل " المناسب " للقضية الفلسطينية ، فكان مؤتمر واشنطن في الثالث عشر من سبتمبر ( أيلول )
عام 1993 وما أكثر ويلات أيلول .. من أيلول الأسود في عمان .. إلى أيلول الأكثر سوادا في صبرا وشاتيلا بلبنان ، ثم جاء أوسلو " اللعين " بقيام دولة " غزة وأريحا أولاً " بدل فلسطين , والتي اتسعت وتمددت لتشمل الضفة الغربية ، وفق التقسيم الثلاثي للأراضي ( أ ، ب ، ج) مع بقاء جيش الاحتلال والاستيطان ، إلى حين بحث قضايا الحل النهائي ، وما فيها من" عقد " أمام النجار, وأمام الباحثين والقانونيين والسياسيين ، وحتى تنقل الطلاب والتجار.
طاقم " السلام " الأميركي حينها ، بقيادة المتصهينين واليهود , وعلى رأسهم دينيس روس ( مبعوث السلام ) ومارتن أنديك ( سفير السلام ) ، وصلوا بعد أكثر من عشرين عاما نهاية الطريق ، بعد المماطلة والمط والتسويف, وبعد مقتل موقع اتفاق السلام رابين ، إلى عهد اولمرت وباراك وشارون , وصولا لـعهد الـــــ " نتن ياهو" الرافض للسلام وحل الدولتين.
وتجمدت القضية , وأصبحت وفق قواعد النحو في " خبر كان" , فتصاعدت التصريحات ، وبدأت التحركات وارتفعت وتيرة الإعراب ، بعد تراجع دور الأعراب ، وذلك وفق قواعد الرفع والجر والنصب والجزم والحزم من قبل الأمريكان , فكان "رفع" أي تدخل دولي من المكان ، و "جر" و " جزم " وجزر وربط وحزم الأنظمة العربية، وكل من يخالف الرؤية الاسرائيلية ، ثم كانت عملية " النصب " الكبرى ، بإعلان رؤية بوش ومن بعده أوباما لإقامة دولة فلسطين ، وعدم الالتفات إلى نصيحة الراحل " العظيم " بإقامة دولة " إسراطين" !!
وبعد مخاض طويل , جاءت هيلاي كلينتون الوزيرة صاحبة " القاعدة " العريضة , حسب وصف الرئيس بوش لـ" خلفيتها " التاريخية , " المكتنزة " والمحشورة في بنطلون الكاوبوي الأميركي , خلفا لوزيرة الخارجية السابقة " الأرملة السمراء" ، صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة , وصاحبة القامة " المنصوبة " والتنورة " المرفوعة " ، لإكمال قواعد النحو والصرف ، بالإعلان عن ضرورة " صرف " النظر عن تجميد الاستيطان , والاكتفاء بالإعلان عن إقامة الدولة العتيدة في "خمس" فلسطين, ولو كانت بشروط نتنياهو وليبرمان وأركان حكومته المتطرفين , بإقامة "الدولة المؤقتة" بعد عشر أو عشرين من السنين .. ورحم الله أبو الأسود الدؤلي وسيبويه ، اللذين علمانا النحو والصرف , ولكنهما لم يعلما أنه بسببهما ضاعت فلسطين. !!
حركة فتح مريضة بالبارانويا ...!!
امد/ وئام عزام ابو هولي
في الفترة الاخيرة بات واضحا ان حركة فتح تلوم و تتهم عدة اطراف , و تحمل غيرها مسؤولية وضعها المتراجع على الساحة الفلسطينية و محيطها الخارجي وعلاقاتها مع المجتمع الدولي و المنطقة العربية دون ان تعيد الرؤية في مضمون الخلل و محاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه و تدارك المشكلة قبل تفاقمها و لعل المصيبة الكبرى لدى حركة فتح هي اخطاء السلطة حيث ان هيمنة و تسلط السلطة على حركة فتح جعلت الاخيرة عاجزة عن ان تكون مرجع مستقل بعيدا عن الهفوات و النزوات السياسية التي ترتكبها القيادة الفلسطينية بين الحين والاخر والتي من المفترض ان تكون الحركة المتمثلة بمنظمة التحرير هي المقوم الاول و بمثابة القضاء الذي يحاسب و يعاقب من يسيئ لتاريخ الحركة و نضالات شعبنا و ليس ان تحكم من ذات الاشخاص اصحاب الخطأ و تهمش و تطيح بالقيادات بناء على المصلحة و تصارع النفوذ و من هنا كانت بداية الانشقاقات الداخلية لحركة فتح، و بداية هوان الحركة و تراجع شعبيتها و قاعدتها الجماهيرية , بالتزامن مع كارثة الانقسام و الانقلاب في غزة ليكون اول من خذل في تلك الازمات المتلاحقة هو الشعب الذي امن بفكر و كينونة حركة فتح و صاحب ذلك انقسام جماهير الحركة لمؤيد او معارض للقيادة , و انا ارى ان كلا الفريقين خذل اتباعه ان كان في الضفة او في غزة و ربما يسوء الوضع اكثر عندما نتحدث عن انصار حركة فتح بشقيها في غزة , لأنهم الاكثر اضطهادا و تهميشا و لطالما سمعوا وعودا من هنا و هناك لكنها لم تتجاوز اذان سامعيها .
ان اللوم و القاء التهم و اسقاط الاخطاء على الاخرين لن يحسن صورة الفشل و الاخفاقات المتكررة و هي للأسف تكاد ان تكون اخفاقات متعمدة تؤكد استسلام طرفي الانقسام للمشروع الاسرائيلي المطبق حاليا و المتجسد بانفصال شطري
الوطن، لكي يبقى الجانب الفلسطيني منشغلا بوصلات الردح الغير منتهية دون ان يحقق أي انجاز على ارض الواقع , في حين تبقى كل سلطة تخون الاخرى و تتهمها بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي و في الحقيقة ان كل منهما ينسق و يتواصل مع الاحتلال و لكن كل حسب طريقته ...
ركل “صفقة الفيفا” السياسية ..ضرورة وطنية!
الكوفية برس / حسن عصفور:
بلا أي ضجيج أو "عنطزة سياسية"، وبعيدا عن "الرقص البهلواني"، رفض الوفد الصحافي الفلسطيني، ما جاهد وفد دولة الكيان العنصري الاسرائيلي تمريره في "مؤتمر اتحاد نقابات الصحفيين الاوروبية" المنعقد في الجبل الأسود، ردا على طلب وفد فلسطين بمعاقبة اسرائيل ومحاسبتها على ما تقوم به ضد الصحفيين الفلسطينيين..
وفد دولة الكيان حاول أن يتذاكى سياسيا على وفد فلسطين، بأن يقتبس من "صفقة الفيفا"، والدعو لتشكيل آلية مراقبة للأوضاع التي يتعرض لها الصحفيون في فلسطين، كما جاء في "صفقة الرجوب - بلاتر"..
ولأن الوفد الصحفي الفلسطيني يدرك تماما حقيقة السياسة الاحتلالية، وأن آي حديث عن آليات مراقبة أو لجان متابعة لما يحدث من قوات الاحتلال جيشا وكيانا، ليس سوى خداع في خداع، لأن الاتفاقات الموقعة رسميا مع دولة الكيان بها من النصوص والمواد ما هو أكثر إلزاما مما يتم عرضه الآن..
وفد فلسطين الصحافي أدرك جوهر مناورة وفد الكيان، باستنساخ صفقة "الرجوب - بلاتر"، فرفضها وأصر على موقفه، وبالطبع لم يحقق ما اراد، لكنه بالمقابل لم يمنح "شرعية" للممارسات المحتل تحت مسمى "آلية مراقبة" أو "لجنة متابعة"، فكان الموقف قاطع أما محاسبة أو فلا!
ولأن دولة الكيان بدأت تعيش في حالة من الهلع نتيجة نمو معارضة سياستها العدوانية ورفض احتلالها، وخوفا من اتساع رقعة "الانتفاضة السياسية" ضدها، وتجاوب عالمي شعبي وشبه رسمي مع تلك بدايات "الانتفاضة"، عملت حكومة نتنياهو على تمرير "صفقة الرجوب - بلاتر" في مؤتمر الفيفا الأخير، واعتبرتها "نصر سياسيا" لها، لتكون سلاحها في مواجهة "الانتفاضة القادمة"..
ولنقف أمام حقيقة الصفقة، ولما قبلتها اسرائيل ورفضتها فلسطين الشعب قبل قواه السياسية، ثم رفضها الوفد الصحفي الفلسطيني، يجب التدقيق فيما تم المصادقة عليه من نص الصفقة المخجلة وطنيا، حيث تدعو الى تشكيل لجنة من 3 أعضاء للذهاب الى المنطقة ومتابعة ما يحدث على الأرض، وما يتعرض له الرياضيون الفلسطينيون وبعدها يتم وضع آلية مراقبة لما يتم الاتفاق عليه بخصوص حركة الرياضيون وعدم اعاقة متطلباتهم..
ولم تتوقف المسألة على ذلك فحسب، بل كان هناك بند هو الأخطر سياسيا في "الصفقة العار"، عندما قررالفيفا منح اللجنة المشكلة فرصة للتأكد هل "المستوطنات فعلا تقام على أرض فلسطينية أم لا"، كرد على الطلب الفلسطيني بشطب أندية المستوطنات..
وهنا، نكتشف الفضيحة السياسية، التي تجاهلها من دافع عن "صفقة الفيفا"، وحاول التضليل قدر المستطاع، ورغم انه "دفاع هزلي" لا قيمة له أمام قدرة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على معرفة الحق من الباطل، لكن بقاء الصفقة، بما فيها هذا البند يمثل خطرا سياسيا، حيث أنه يتجاهل كليا قرار الأمم المتحدة الخاص بدولة فلسطين رقم 19/ 67، و قرارات الإمم المتحدة المتتالية الرافضة للإستيطان، وعدم شرعيته..
إن موافقة الرجوب على مثل هذا النص، يشير الى انه لم يقف كثيرا امام ما قام بلاتر وفريقه من صياغة للقرار، كونه كان منشغلا بالنظر لمن يصفق له طويلا بعد ان قام بسحب قرار فلسطين لطرد الكيان من عضوية الفيفا، ومرت فقرة المستوطنات، وهي ما كانت تمر على شبل فلسطيني، لكن يبدو أن الشعار الكاذب الذي غرق به من كان ممثلا لفلسطين بأنه لا يقحم السياسة في الرياضة، اوصله لأن يحول الفيفا الى "حكم سياسي" ليفصل هل "المستوطنات" تقام على أرض فلسطينية أم لا..
وهذا ما يجب على الرئيس محمود عباس والإطر الفلسطينية المسؤولة كافة، ان تعلن رفضها لذلك القرار وتعتبره والعدم سواء، لأنه يخالف كل قرارات الشرعية الدولية، بل انه يتجاهل أن الاتحاد الآوروبي ينظر الى الاستيطان كجريمة حرب، وان ملف فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية سيقدم عشرات القضايا المنبثقة عن الملف الاستيطاني بصفتها "جرائم حرب"، ولذا ما لم ترفض فلسطين تلك الصفقة العار، فإن حكومة الاحتلال قد تستغلها..
ولعل اقرار الكنيست الاسرائيلي يوم 3 يونيو – حزيران 2015 لتطبيق "القانون الاسرائيلي" على المستوطنات يشكل حافزا سياسيا لرفض تلك الصفقة المعيبة وطنيا وسياسيا، فهذه قضية لا تقبل البحث او المتابعة، فهي مستوطنات مقامة فوق ارض فلسطينية، ولا يجوز التعامل مع أي نشاط بها..
وتفتح معركة شركة "إوارنج" الفرنسنية للإتصالات مع شركة "بارتنر" الاسرائيلية، والتي تقيم نشاطات في المستوطنات الباب واسعا لالغاء " صفقة الرجوب - بلاتر"، فالشركة الفرنسية أعلنت أنها تنوي "إنهاء تعاقدها مع "بارتنر" الاسرائيلية لآنها تمارس أنشطة اقتصادية في المستوطنات، ولم تطلب اورانح تشكيل لجنة للتأكد من نشاطات الشركة الفرنسية كما فعل الرجوب مع بلاتر.
بعيدا عن أي جانب شخصي في سلوك المدعو الرجوب، وما ساقه من أكاذيب ضد هذا وذاك، وللأسف انها كانت عبر الاعلام الرسمي الفلسطيني، فالعار السياسي الذي جلبه هو ما يجب ابطال مفعوله قبل فوات الآوان، مع تنامي "الانتفاضة السياسية" بمظهر المقاطعة والحصار، التي بدأت تربك الكيان من رأسه لقدمه، وبكل تلاوينه السياسية، معارضة ومولاة، حتى وصل الأمر بمجلسهم البرلماني باعتبارها "حربا ضد السامية واليهود"..
القرار على طاولة الرئيس عباس والتأخير هو فعل لخدمة الكيان الاحتلالي..!
ملاحظة: صواريخ غزة الليلة الماضية ورد الكيان عليها تحمل من الرسائل الكثير..فمن أطلقها قال لحماس "نحن هنا" رغم كل "امنك"..ورد الاحتلال أيضًا رسالة أن "الأمن مقابل أمن"..هل تدرك قيادة حماس أن "السيف" وحده لا يكفي!
تنويه خاص: هل تستفيد قيادة فلسطين الرسمية مما يحدث حولها ..حتى أوباما وصل إلى درجة القرف من نتنياهو..والله مش مطلوب منها اعلان "الكفاح المسلح"، فقط أن تنفذ ما سبق لها أن قررت..وبس!