Haneen
2015-08-27, 08:58 AM
<tbody>
الاحد:14-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v خضر عدنان والنموذج الفردي في مقاومة السجان
الكرامة برس /عبد الناصر فروانة
v فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
الكرامة برس /أكرم أبو عمرو
v المقاطعة بين الشكل والمضمون
الكرامة برس /د. اسامة الفرا
v التعددية السياسية الفلسطينية
الكرامة برس /احمد سمير القدرة
v طارق عزيز
صوت فتح/ عدلي صادق
v من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته .
صوت فتح/ د.ابراهيم ابراش
v سنوات الظلام .. ثماني سنوات على الانقسام.!
صوت فتح/ أكرم عطا الله
v فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
صوت فتح/ أكرم أبو عمرو
v رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
صوت فتح/ سعيد النجار"ابوعاصف"
v الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح/ يحيى رباح
v رسالة يوسف ندا دعوة إلى الحوار أم التصعيد؟
الكوفية برس / داوود الشريان:
v الظروف صعبة وخطيرة ولا ضرورة للتوتير والمناكفات
الكوفية برس/ صالح القلاب:
v مؤامرة تسليم القطاع .. بداية ما يسمي بالربيع العربي ..
امد/ م./ أحمد منصور دغمش
v نحن أطلقنا حضارة العالم.. وداعش تدمر الآثار
امد/ جهاد الخازن
v في ذكرى سلب غزة ..!!
امد/ وئام ابو هولي
v عباس وازمة الخلافة....!!!
امد/ سميح خلف
v فتح لمن يعطيها !
امد/ داليا العفيفي
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
خضر عدنان والنموذج الفردي في مقاومة السجان
الكرامة برس /عبد الناصر فروانة
لست ممن يدافعون عن الخطوات الفردية في مواجهة السجان بما فيها الاضراب عن الطعام، لكنني في الوقت ذاته من المدافعين وبشراسة عن كل من يقاوم السجان الإسرائيلي بجوعه وعطشه، و يشرع سيف الاضراب عن الطعام في وجه سجانيه. معادلة صعبة وعلينا تفهمها.
فالخطوات الفردية قد تشعل القضية وتحقق حلولا فردية وجزئية، لكنها لا تعالج مشكلة عامة، ولا تؤدي إلى حلولٍ جذرية لهموم الجماعة. ولكن ان قرر فرد أن ينوب بمفرده عن الجماعة. وجب علينا كجماعة، داخل وخارج السجون، دعمه واسناده. وهناك نماذج فردية كثيرة ورائعة.
فحينما تعجز الجماعة عن التوصل الى اتفاق جماعي لخوض مواجهة موحدة ضد السجان، فان المنطق يبرر للفرد أن يقرر المواجهة بمفرده. وفي هذه الحالة تكون الظروف هي التي فرضت هذا الخيار. مع التأكيد على أن خيار الجماعية يجب أن يكون القاعدة دائما وأبدا. وحينما نفشل مجتمعين في اجادة استخدام أدوات المواجهة في التصدي للاعتقال الإداري وغيره من الانتهاكات، يطل علينا المعتقل الفلسطيني "خضر عدنان" ويشهر بجوعه وعطشه، السلاح الأكثر ألما وقسوة وتضحية، ويخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، لينوب عن مئات المعتقلين الإداريين، بل وينوب عنا جميعا كمؤسسات وحقوقيين وناشطين في التصدي لسياسة "الاعتقال الإداري". فينال احترامنا، ويحظى بتقديرنا واشادتنا. وكذلك يجب أن يستحوذ على اهتمامنا وأن نوظف قدراتنا وإمكانياتنا لمساندته في معركته ضد السجان.
وهنا لا يهمني اسمه، ومن أي عائلة ينحدر، كما لا يعنيني لأي تنظيم سياسي ينتمي، ولكن ما يهمني أنه فلسطيني حر رغم الأصفاد الإسرائيلية التي تكبل يديه. فلم يسقط خيار المقاومة السلمية المشروعة حتى في أحلك الظروف وأقساها. فأشهر سلاح الأمعاء الخاوية في وجه سجانيه، وأعلنها ثورة خلف قضبان السجون. ليقدم لنا نموذجا فرديا هو الأروع في التضحية والفداء. فمن حقنا أن نفخر به، ومن حقه علينا أن نسانده في معركته ضد السجان.
ان معركة الأمعاء الخاوية، مثلها مثل أي معركة أخرى، ليست هدفا بحد ذاتها، بل هي الخيار الأخير، غير المفضل، الذي يلجأ إليه الأسرى، في غالب الأحيان، لنيل حقوقهم. ويعتبر الإضراب المفتوح عن الطعام من أقسى واصعب المعارك المشروعة خلف القضبان. وقد خاضت الحركة الوطنية الأسيرة عبر مسيرتها الطويلة عشرات الإضرابات، استمراراً لمظاهر المقاومة المشروعة على الاحتلال، في سبيل انتزاع الحقوق، على قاعدة أن الحق يُنتزع ولا يُوهب. ويبقى من حق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي اللجوء لكافة اشكال المقاومة السلمية المشروعة، بما فيها خوض الإضرابات عن الطعام ( الجماعية أم الفردية) في الذود عن كرامتهم والدفاع عن حقوقهم، والتصدي للانتهاكات الفاضحة التي يقترفها السجان ومن يقف خلفه بحقهم بما فيها "الاعتقال الإداري". هذا الاجراء الذي يعد وفقا للاتفاقيات الدولية
تدبيرا شديد القسوة، وإجراءً شاذاً واستثنائياً، والوسيلة الأكثر تطرفاً، التي يسمح القانون الدولي باللجوء إليه في الظروف الاستثنائية. فيما سلطات الاحتلال أساءت استخدامه وجعلت منه بديلا سهلا للإجراءات الجنائية، واصبح جزءا اساسياً من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين. إذ توسعت في استغلال وتطبيق أمر "الاعتقال الإداري"، الموروث من عهد الانتداب البريطاني، حتى أصبح على يديها، إجراءً عقابيٍاً جماعياً، ضد المواطنين الفلسطينيين.
"خضر عدنان" فلسطيني الهوية والانتماء، يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاما، ويقطن بلدة عرابة في محافظة جنين في الضفة الغربية، اعتقل اداريا عدة مرات، وكان قد فجّر ثورة "الاضرابات الفردية" في السجون في السابع عشر من كانون أول /ديسمبر عام 2011، بعد أن فرضت عليه الظروف ذلك، احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري، دون تهمة أو محاكمة، واستمر اضرابه لمدة ستة وستين يوما متواصلة قبل أن ينتزع انتصارا ضّمِنَ له الحرية. هذا الاضراب الذي خاضه بثبات دون تراجع، وارادة لا تلين، واصرار غير مسبوق، أحدث حراكا نضاليا داخل السجون، وشكّل دافعا للآخرين لخوض اضرابات فردية مماثلة، فحققوا العديد من الانتصارات على المستوى الفردي والجمعي، مما أجبر سلطات الاحتلال على التراجع في الافراط في استخدام "الاعتقال الإداري". الأمر الذي أدى الى تناقص لافت في أعداد المعتقلين الإداريين الى أكثر من النصف مع نهاية العام 2012.
وفي الثامن من يوليو/تموز 2014 أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله اداريا، لمدة 6شهور، وبعد انتهاء المدة جددت له للمرة الثانية لمدة 4 شهور، وفي الخامس من آيار/مايو الماضي، قرر خوض الاضراب المفتوح عن الطعام، رفضا لاستمرار احتجازه التعسفي تحت ما يُسمى "الاعتقال الإداري واحتجاجا على التجديد له للمرة الثالثة، دون تهمة أو محاكمة وبلا مسوغ قانوني. ليقدم بذلك حالة نضالية فردية وفريدة، نوعية ومتميزة، في التضحية والفداء قلما شهدتها السجون في اسرائيل والعالم قاطبة. وهو لا يملك من القوة، سوى قوة الإيمان بالله، وعدالة قضيته، متسلحاً بإرادة فولاذية لا تنكسر وعزيمة لن تلين، وثقة لا تتزعزع، ثقة بنفسه و بإخوانه الأسرى ، وشعبه وأمته وأحرار العالم.
"خضر عدنان" ... أنت الحر ونحن الأسرى وحتماً ستنتصر وسننتصر معك بإذن الله
فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
الكرامة برس /أكرم أبو عمرو
اليوم الرابع عشر من شهر يونيو ، يكون قد مر ثماني سنوات على الانقسام الأسود ، في هذا اليوم الذي يمكن تصنيفه في سلسلة النكبات التي حلت بشعبنا بالنكبة الثالثة ، هذا اليوم كان من المفروض أن يكون وقودا يشتعل تحت مرجل المستقبل الفلسطيني لإنضاجه لا إلى حرقه وتدميره ، كان من المفروض أن يكون بداية لمراجعات حقيقية وجادة لكل السياسات والمسلكيات الفلسطينية من اجل الخروج بمنهج جديد يقودنا إلى المستقبل المنشود ، لكن وبأيدي فلسطينية تم تحويله إلى نافذة عريضة للدمار والخراب والضياع ، ضياع شعب ، وضياع وطن ، وضياع قضية .
نقول هذا الكلام ونحن ننظر إلى تلك السنوات الثماني وهي تمر أمام أعيننا ببطء شديد ، عانى فيها شعبنا اشد المعاناة فالوطن تم تقسيمه أرضا وشعبا ، ثماني سنوات عجزت فيها كل المحاولات لرأب الصدع بين الإخوة ، ثماني سنوات شهدت
ثلاث حروب مدمرة شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حصار مستمر لم ينقطع ، والنتيجة قتل وتدمير وفقر وبطالة ، وما زلنا نبحث عن فلسطين في وسط هذا الركام .
بالأمس أوردت وكالات الأنباء خبرا مفاده إرسال إسرائيل رسالة تهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وفيها بان الدبابات الإسرائيلية يمكنها السيطرة على الضفة الغربية خلال 24 ساعة ،إذا استمرت القيادة الفلسطينية في محاولات عزل إسرائيل ، واعتقد أن مسالة محكمة الجنايات الدولية ، والفيفا ، وطلبات الاعتراف بالدولة في مجلس الأمن ،والدعوة إلى استئناف المفاوضات ، كانت حاضرة في هذه الرسالة، وفيها اعتراف إسرائيل بشروعها في دراسة إنشاء الميناء والمطار في قطاع غزة ، وجاءت هذه الرسالة في الوقت الذي أطلق فيه نتنياهو تصريحا بأنه لا يغترف إلا بدولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وتأتي هذه الأخبار جميعها في ظل توالي زيارات العديد من الوفود الأجنبية التي يرأسها مسؤلين كبار على قطاع غزة ، والهدف المعلن دائما هو الاطلاع على أحوال قطاع غزة .
إذن من هنا يمكن قراءة الخطوط العامة لطبيعة المرحة القادمة ، حيث تدرك إسرائيل حقيقة ما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية الداخلية منها والخارجية ، الداخلية حيث يقف الانقسام كأكبر معالم هذه الحالة سوءا ، ثم الصراع الحزبي والفصائلي الداخلي سواء بين الفصائل الكبرى ، أو داخل الفصائل ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تغليب الأجندات الحزبية والفصائلية على حساب الأجندة الوطنية من جهة واشتداد حالة المعاناة لشعبنا المرهق والمنهك جراء الحروب والحصار ، وبالتأكيد إسرائيل هي العامل المؤثر بل والفاعل في أحداث هذه الحالة ، التي تقودها إلى تمكنها من إنهاء الصراع السياسي والتاريخي مع الفلسطينيين وذلك بقتل الحلم الفلسطيني محاولة استغلال البعد الإنساني للوصول إلى أهدافها ، أما الخارجية فإسرائيل تدرك ما آلت إليه قضيتنا من تراجع على سلم الأولويات العربية والإقليمية بل والدولية ، تدرك طبيعة العلاقات العربية الفلسطينية وخاصة العلاقات الشعبية ، تدرك تماما ما آلت إليه العلاقات بين الشعبين الفلسطيني من جهة والشعب المصري ، والأردني ، والسوري ، والعراقي، وباقي الشعوب العربية ، حيث بدأت النظرة والموقف المؤيد والمساند المتعاطف في اقل الأحوال في الفتور ، بل في كثير من الأحيان إلى التنكر والاستنكار ، لقد أصبح هم الدول العربية وشعوبها مصالحها الوطنية أولا وثانيا وثالثا ، في ظل رياح عاصفة وما زالت تهب على منطقتنا ، ولا نعرف متى ستهدأ أم أنها ستستمر لتحرق الأخضر واليابس وهو على الأرجح تحت مظلة التغيير تارة ، والديمقراطية ومحاربة الظلم تارة أخرى
وعلى الرغم من هذه الحالة السوداوية إلا أن هناك ثمة أمورا في الأفق ربما تبث لنا بعض الأمل وإن كان بعيدا ، فهناك حملة المقاطعة لإسرائيل والتي وصلت إلى الشركات الأوروبية الكبرى وقرارها بوقف استثماراتها في الأراضي الفلسطينية ، وهناك أمور كثيرة تحدثنا وتحدث الكثير بدءا من الدولة المعترف بها امميا ، ومحكمة الجنايات الدولية ، لكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة لتتحول أداه تقدم وأداة اندفاع ناحية الهدف ،
وعلى الرغم من أن فحوى الرسالة الإسرائيلية إذا كان خبرها صحيحا ليس جديدا ، فإن السؤال الذي يراودني الآن ما هو رد القيادة الفلسطينية على تلك الرسالة التهديدية الإسرائيلية ، هل ستودع في الأدراج ، أم يتم الاستجابة لها ، اعتقد أن هناك فرصة سانحة للرد عليها ، ردا ليس بالبيانات الباهتة ، قريبا ستعقد القيادة الفلسطينية اجتماعاتها ، أتمنى أن يكون الرد الأول على إسرائيل بلا قاطعة لا للمفاوضات العبثية ، خاصة أن نتنياهوا قام بتسهيل الرفض الفلسطيني للمفاوضات عندما صرح بعدم اعترافه إلا بدولة منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة ، والرد الثاني هو الإعلان عن انتهاء السلطة الوطنية وإحلال الدولة بدلا منها ، وليتاتي دبابات نتنياهو لاحتلال الضفة ، إذا أراد لأنه سيصطدم حتما بإرادة شعبنا أولا ،
والرد الثالث هو توجه وفدا من القيادة فورا إلى قطاع غزة للإشراف الجاد والقوي على إنهاء الانقسام وعدم مغادرة القطاع إلا بعد إتمام مهمتها ، بدون حجج واهية حول عرقلة المهمة .
فلسطين قادمة وعائدة بإذن الله رغم كل الصعاب ورغم كل حالات التيه والضياع ، وهي باقية وسوف تفشل كل محاولات إخفائها وطمسها ، طالما أن أصحابها هم شعبها الفلسطيني الخالد .
المقاطعة بين الشكل والمضمون
الكرامة برس /د. اسامة الفرا
بعد إجتماعه بكبار المسئولين الأمنيين والقضائيين، قرر رئيس حكومة الاحتلال رصد مائة مليون شيكل لمحاربة المقاطعة على إسرائيل الآخذة بالإزدياد، ومن المرجح أن يتم مضاعفة المبلغ لاحقاً، ويدرس رئيس حكومة الاحتلال تعيين مستشار خاص للشؤون القضائية المتعلقة بالمقاطعة، في الوقت الذي إعتبر العديد من قادة الاحتلال أن المقاطعة بمثابة كرة ثلج تتدحرج، وهو الذي دفع وزارة خارجية الاحتلال لوضع التصدي لحملة المقاطعة على رأس سلم أولوياتها، وبطبيعة الحال بدأت اسرائيل بتشغيل اسطوانتها المشروخة بتوجيه اتهام معاداة السامية لكل من ينادي بمقاطعة اسرائيل.
رغم أن قرار المقاطعة العربية جاء قبل تأسيس دولة اسرائيل، وحددت لاحقاً جامعة الدول العربية المقاطعة بتصنيفاتها الثلاث، إلا أن المقاطعة العربية على مدار عقود عدة لم تأت بنتائج ملموسة، وتحول مكتب المقاطعة المركزي التابع للجامعة العربية وفروعه في الدول العربية إلى مكاتب جل همها صياغة تقرير بذات المفردات والعبارات، والحقيقة أن المقاطعة العربية لم تشكل يوماً ما ضغطاً على إسرائيل بقدر ما استفادت الأخيره منه في تقمص دور الضحية في بحر العداء العربي لها، حيث تمحورت المقاطعة العربية على الشق الاقتصادي الذي بقي دون تأثير يذكر، فيما المقاطعة السياسية تمثلت في عدم الإلتقاء بقادة الاحتلال، وأكثرها تقدمية تمثل في خروج الوفود العربية من قاعة المؤتمرات لحظة إلقاء قادة الاحتلال لمداخلاتهم فيها.
اليوم المقاطعة التي بدأت تؤلم دولة الإحتلال اختلفت شكلاً ومضموناً عن المقاطعة العربية، المقاطعة التي تقودها المجتمعات الأوروبية تشمل مناحي عدة، بدءاً بالجانب الثقافي حين وقعت أكثر من ألف مؤسسة ثقافية بريطانية على التزامها بمقاطعة دولة اسرائيل، لم تلبث دول أخرى أن سارت على نفس الطريق، وكذلك فعل الأكاديميون وإتحاد الطلاب، وطالبت أحزاب ومؤسسات أوروبية قيادة الإتحاد بتجميد اتفاقية التجارة الحرة مع اسرائيل، فيما إمتنع عمال موانيء في أمريكا عن تفريغ سفن اسرائيلية.
لكن يبقى القرار الأهم في المقاطعة هو نية الاتحاد الأوروبي بوضع علامات على البضائع المصنوعة في المستوطنات، وهو ما عبرت عنه صراحة وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي "فيدريكا موغيريني" في اجتماعها الأخير مع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي، حيث من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الفترة القريبة القادمة، الملفت أن حراك مقاطعة اسرائيل وإن بدأ من خلال مؤسسات المجتمع المدني في دول الإتحاد الأوروبي إلا أنه بات يشكل اليوم ضغطاً على مؤسسات صناعة القرار، وفي ذات الوقت أخذت مساحته تتسع إلى دول خارج منظومة الاتحاد الأوروبي من الصين شرقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً.
المقاطعة بوجهها الجديد لم تضع الشق الإقتصادي محوراً لها وإن حاولت أن تبني عليه، لكن البعد الأخلاقي في المقاطعة يؤرق إسرائيل أكثر من شقه الإقتصادي، فهو وإن أخفقت الأمم المتحدة عن وضع اسرائيل على قائمة العار، فالواضح أن المقاطعة الدولية لدولة الإحتلال يفرض حصاراً أخلاقياً وقانونياً عليها، ويضعها في المكانة الطبيعية لها بإعتبارها المجرم لا الضحية.
التعددية السياسية الفلسطينية
الكرامة برس /احمد سمير القدرة
التعددية السياسية: مفهوم ليبرالي ينظر إلى المجتمع على أنه متكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة ذات مصالح مشروعة ومتفرقة, ويذهب أصحاب هذا المفهوم إلى أن التعدد والاختلاف يحول دون تمركز الحكم ويساعد على تحقيق المشاركة وتوزع المنافع. والتعددية السياسية بالمعنى المتعارف عليه يقصد بها التعددية الحزبية وذلك بأن يسمح النظام السياسي بقيام عدة أحزاب السياسية, ومعنى الحزب السياسي: عبارة عن مجموعة من الناس يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة ويتمتعون بالتنظيم ويعتنقون ذات المبادئ السياسة وهدفهم الوصول إلى السلطة والمشاركة في الحكم.
جذور التعددية السياسية في فلسطين:
بدأت فكرة الأحزاب والتنظيمات السياسية الفلسطينية في البروز بعد النكبة, منذ اندماج العمل السياسي في التيار القومي العربي الذي كان يتصدر طليعة العمل السياسي آنذاك, وما رافقه من أثر بارز للعمل السياسي لأبناء الشعب الفلسطيني, إلا أن حالة التشتت والتوزع التي رافقت النكبة سواء داخل فلسطين أو في دول الجوار العربي, أعاقت الجهود الفلسطينية في قيادة العمل الوطني الفلسطيني داخلياً وخارجياً لعدم وجود جسم سياسي, على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلتها الهيئة العربية العليا, فقد عقدت المؤتمر الفلسطيني الأول في قطاع غزة في أكتوبر 1948, وأنشأت المجلس الوطني برئاسة أمين الحسيني وشكلت حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي عبدالباقي.
تم التباحث على المستوى الرسمي العربي لأول مرة عام 1959 مسألة تنظيم الشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ قراراً بإيجاد كيان رسمي, وذلك خلال أعمال الدورة (31) لمجلس جامعة الدول العربية, وبقي القرار يراوح مكانه حتى عام 1963, حيث تولى أحمد الشقيري تمثيل فلسطين في جامعة الدول العربية بدلاً من أحمد حلمي عبدالباقي نظراً لوفاته, وبدء الشقيري في العمل الحثيث والاتصال بالشعب الفلسطيني والدول الأعضاء بهدف التوصل لإقامة كيان سياسي فلسطيني لتنظيم الشعب الفلسطيني, فتم عقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في القدس في 28 مايو 1964 وأعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني, بحضور ممثلي تجمعات الشعب الفلسطيني في 2 يونيو 1964. ومنذ مطلع عام 1965 بدء الإعلان بشكل رسمي عن انطلاق وتأسيس الحركات والأحزاب السياسية الفلسطينية, استكمالاً لدورها الذي كان قائماً منذ أحداث النكبة بالعمل الفدائي, وبدأت الأحزاب والحركات والفصائل الفلسطينية بعد النكسة بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية والانضواء تحت لوائها, مع بقاء صفة الاستقلالية لكل تنظيم لتأكد على التعددية السياسية في الحياة السياسية الفلسطينية والنظام السياسي.
المرجعية القانونية للتعددية السياسية الفلسطينية:
أكدت وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني على أن نظام الحكم في فلسطين, هو نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون. كما جاء في البند الأول من المادة رقم (26) من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003 على (للفلسطينيين حق المشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات ولهم على وجه الخصوص الحقوق الآتية: تشكيل الأحزاب والانضمام إليها وفقاً للقانون). وعلى الرغم مما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال والقانون الأساسي إلا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد قانون للأحزاب السياسية الفلسطينية, ويتم التعامل وفقاً للقانون الأردني للأحزاب السياسية, القانون رقم (15) لسنة 1955.
الواقع الفلسطيني في ظل التعددية السياسية:
منذ أن بدأت الأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية بالتشكل على مختلف أفكارها وأيديولوجياتها وتوجهاتها (علمانية وإسلامية), والتي بمجملها امتداد طبيعي للتيار القومي العربي وجماعة الإخوان المسلمين, وتأسيساً للانطلاق والظهور الرسمي على الساحة الفلسطينية عملت الأحزاب والحركات السياسية على صياغة البرنامج السياسي والنظام الداخلي لتحدد طبيعة العمل والمهام التي من أجلها تم إنشاء هذا الحزب من حيث المبادئ والأهداف والمرتكزات, محددة الدوائر واللجان التي من خلالها يتم تنفيذ برنامج ورؤية الحزب, فهناك الدائرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والعسكرية والمرأة والعلاقات الدولية والتعبئة والتنظيم...ألخ. وحين التفحص الدقيق لكافة البرامج السياسة لكافة الأحزاب والحركات الفلسطينية بمختلف مسمياتها سنجد العديد من العوامل المشتركة سواء في الأهداف أو المبادئ أو الرؤية, فجميعها يجمع دون استثناء عن مقارعة الاحتلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني وإعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وعدم التنازل والتفريط بأي منها, وذلك من خلال العديد من الوسائل والطرق حسب متغيرات ومتطلبات المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية محلياً وإقليمياً ودولياً, فعلى الرغم من أن العمل العسكري كان في صدارة الوسائل في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية, إلا أن العمل السياسي والتحركات الدبلوماسية كانت تسير بالتوازي مع العسكري, بناءً على تنسيق مسبق بين كافة الفصائل الفلسطينية في مرحلة ما قبل السلطة الفلسطينية وإن كان هناك بعض التحفظات والملاحظات من قبل الفصائل, إلا أن أي تحرك وأي قرار سياسي كان يتم ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
تتمتع النظم السياسية الديمقراطية البرلمانية بالتعددية السياسية والحزبية, إذ تنبع أهمية التعددية السياسة بأنها تشكل قناة للمشاركة والتعبير عن الرأي, وتأكد على الممارسة والحياة الديمقراطية, كما أنها تفتح المجال للتداول السلمي للسلطة وفقاً لأحكام القانون والنظام الانتخابي الذي يتلاءم مع النظام السياسي, كما أنها أداة من أدوات التنشئة والتجنيد السياسي, وتضفي الشرعية على نظام الحكم, وهي بمثابة صمام الأمان لمراقبة أعمال الحكومة, كما أنها تساهم في صنع القرار السياسي. وعليه نطرح التساؤل التالي, هل التعددية السياسية التي يتمتع بها النظام السياسي الفلسطيني تعددية حقيقية تؤمن بالديمقراطية وبالآخر أم أنها شكلية, وهل لهذه التعددية تأثير في عملية صنع القرار السياسي الفلسطيني؟
في النظم السياسية الديمقراطية تخضع كافة المؤسسات الرسمية التابعة للنظام السياسي للانتخابات الدورية وفق ما حدده الدستور والنظام الانتخابي بتحديد المدة الزمنية لكل استحقاق انتخابي لتجديد الشرعية القانونية والسياسية للمؤسسة الرئاسية والبرلمانية, وبما أن النظام السياسي الفلسطيني ونظام الحكم كما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال بأنه نظام ديمقراطي برلماني, وحددته المادة الخامسة من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003 على أن نظام الحكم في فلسطين نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية والحزبية, فالمؤسسة الرئاسية والتشريعية تخضع للانتخابات الدورية حتى تستمد شرعيتها وقانونيتها كما جاء في القانون الفلسطيني المعدل لسنة 2003 وقانون الانتخابات لسنة 2007 وذلك كل أربع سنوات وهي المدة القانونية. فقد شهدت فلسطين منذ قدوم السلطة دورتين انتخابيتين للمؤسسة الرئاسية والتشريعية, فالدورة الأولى تم إجراؤها في عام 1996 والدورة الثانية (2005 رئاسية و2006 تشريعية).
وإجابة على التساؤل السابق, فالساحة الفلسطينية تتمتع بالتعددية السياسية والحزبية منذ عقود, فهناك أكثر من ثلاثة عشر تكوين سياسي ما بين حزب وحركة مختلفة الأفكار والتوجهات والأيدولوجيات منها ما هو علماني ومنها ما هو إسلامي كما تم الإشارة سابقاً, فبالرغم من أن النظام السياسي الفلسطيني أتاح مبدأ التعددية السياسية والحزبية واتخذ من قانون الأحزاب السياسية للأردن مرجع قانوني, إلا أن حالة التعددية السياسية هذه لم ترقى لدرجة الممارسة الفعلية الحقيقية وإنما بقيت ممارسة شكلية وهو ما يمكن ملاحظته بشكل جلي بإتاحة المجال أمام الأحزاب والفصائل للتعبير عن مواقفها وآرائها وأهدافها ولكن عدم السماح لها بأن تقوى لدرجة الهيمنة, واقتصار الأمر على حزبين رئيسيين وهما فتح وحماس وهذا ناتج عن القاعدة الجماهيرية الكبيرة لكلى الفصيلين والقدرة على التأثير في الرأي العام, وما يؤكد ذلك بالممارسة الشكلية للتعددية السياسية والحزبية العديد النقاط التي يمكن إيجازها بالتالي: أولاً: الدور المحدود للفصائل الفلسطينية المنضوية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية في صياغة القرار السياسي والتأثير على صانع القرار, ثانياً: اقتصار صنع القرار على الجهات السيادية والممثلة بالرئاسة واللجنة التنفيذية للمنظمة, ثالثاً: الغياب التام لدورية الانتخابات والتي أدت إلى انتفاء صفة الشرعية القانونية عن المؤسسة الرئاسية والتشريعية على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل كافة الفصائل لإجراء الانتخابات مع بقاء تلك الدعوات حبيسة البيانات, رابعاً: غياب مبدأ التداول السلمي للسلطة والذي تعزز بالانقسام, خامساً: نسبية التأثير في الرأي العام من قبل الفصائل الأخرى, سادساً: عدم القدرة على تحقيق التطور والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, سابعاً: عدم القدرة على الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, تاسعاً: فشل كافة الفصائل الفلسطينية في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفشلها في تعزيز الحياة الديمقراطية والمشاركة السياسية, عاشراً: عدم وجود برنامج واستراتيجية وطنية موحدة بين كافة الفصائل للتعامل مع المتغيرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية وبالتالي عدم وجود إجماع على تحركات القيادة والتشكيك بها وبجديتها.
وأمام هذا الواقع ما هو المطلوب لتعزيز وترسيخ التعددية السياسية والحزبية؟ أولاً: ضرورة اشراك كافة الفصائل الفلسطينية في صناعة وصياغة القرار الفلسطيني, ثانياً: ضرورة الأخذ بكافة الملاحظات التي تبديها الفصائل الأخرى حول القضايا الرئيسية, ثالثاً: تعزيز مبدأ المشاركة السياسية والعملية الديمقراطية, رابعاً: الحرص على دورية الانتخابات والتأكيد على مبدأ التداول السلمي للسلطة والسماح لأي حكومة منتخبة بممارسة مهامها على أكمل وجه خلال فترتها القانونية, خامساً: صياغة برنامج واستراتيجية وطنية موحدة تُجمع عليها كافة الفصائل الفلسطينية لكافة التحركات والجهود السياسية من قبل القيادة, سادساً: مساهمة كافة الفصائل في عملية التنمية والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تقديم الرؤى والمقترحات للحكومة والجهات الرسمية, سابعاً: القبول بالرأي والرأي الأخر وتعدد الأفكار والسماح بحرية التعبير والرأي والنشر وعدم التقليل من شأن أي فصيل مهمها كان حجمه وقوته والسماح لها
بممارسة أنشطتها وفعالياتها دون اعتراض وفق القانون, ثامناً: تعزيز مبدأ المسائلة والمحاسبة والمراقبة وخضوع كافة الفصائل للقانون, تاسعاً: إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والتأكيد على أهمية الحوار الوطني لحل الخلافات الداخلية وللتباحث حول كافة القضايا الفلسطينية وكافة التحديات التي يتعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني.
طارق عزيز
صوت فتح/ عدلي صادق
هنيئاً لجمهرة الصامتين العرب، صمتهم، استنكافاً عن الإعراب عن الأسف، للموت المأساوي الذي غيّب الغائب في سجنه، طارق عزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، في العراق الجميل الموحد، الخالي من الميليشيات المسعورة والدواعش الضالة. فقد أحجم هؤلاء، حرجاً ــ على الرغم من حزنهم المكنون ــ عن التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي وقف احتراماً لجنازة امرأة، ولما قيل له إنها يهودية يا رسول الله، أجاب:"إن الموت فزعٌ، فإذا رأيتم الجنازة قوموا"!
ذلك علماً، بأن طارق عزيز ذاك، كان عاشقاً للعراق ولفلسطين وللأمة وللوطن الكبير شئنا أم أبينا، أو شاء الذين اختطفوا جثته أم أبوا، ويكفيه براءة وجمالاً، في ميتته، أن من اختطفوا جثته، ومن لفقوا له الاتهامات وهو لم يكن صاحب أي قرار في معالجة الأوضاع الداخلية؛ هم أنفسهم مؤسسو زمن نابشي القبور، وحارقي المساجد والحسينيات، وقاطعي الرؤوس، ومنتهكي القرى، ومقسمي الشعب الى فرعين تنبثق عنهما أفخاذ وأزقة: أسياد وعامّة. الأولون اتباع مرجعيات الطائفة الغالبة، والعامّة هو الوصف الذي أدخله الغالبون على سائر العراقيين، عندما أطلقوه على الطائفة الأقل عدداً، قبل أن ينتهكوا حقوقها كعامّة!
حتى خلجة القلب الأخيرة، كان طارق عزيز منسجماً مع نفسه، لا يبرح رؤيته لما جرى ولما يجري. لا تضطرب المعاني ولا تتوارى الأحكام ولا تتناقض الآراء ولا تزدوج المعايير، مثلما يحدث عند أصحاب الضجيج المعادي لفظياً للإمبريالية الأميركية، الذين ترش أفواههم على الآخرين، أوصاف العمالة والمروق، بينما حضورهم نفسه، لم يكن إلا بفضل الدبابة الأميركية.
كان الخائنون الأغراب، أصحاب الدبابة، قد اعتقلوا طارق عزيز عندما سلّم نفسه لهم طوعاً، مستأنساً بنظافة يديه، وبراءته من دم أي عراقي، وبأيديه البيضاء في الدفاع عن قضايا الأمة. لكنه عُذِّب وهو في سن السبعين، على النحو الذي لا يقوى جسده على احتماله. لقد أحسن الظن بكل العراقيين. فهو القائل عندما سأله وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر، عن علاقته بالكعبة المشرّفة وهو المسيحي؛ أجاب قائلاً: إن مقدسات شعبي هي مقدساتي!
تذهلنا مكابرة هؤلاء الذين ظلوا يرون في رجل كطارق عزيز، أحد رموز حقبة عراقية رديئة. كأنهم لا يعرفون القياس ولا المقابلة بين الأوضاع والمراحل. فإن قلنا، إن هؤلاء شديدو بأس في مقارعة الديكتاتورية، تحيّرنا شدة بأسهم في الدفاع عن ديكتاتورية أعتى، مجاورة، انفجر المجتمع في وجهها من تلقاء نفسه، فيما هي لا تزال قائمة، لم تعصف بها طائرات
الأميركيين وجيوشهم. وفوق هذا كله، يرمون الملايين التي رفضت الدكتاتورية الأخرى، بالعمالة لأميركا نفسها التي جاءت بهم الى سدة الحكم!
ولئن كانت تجربة حكم الرئيس صدام حسين، موضع خلاف، فإن نذالة التصرف في تلفيق الاتهامات لطارق عزيز، وتعذيبه، وتعريضه لموت بطيء لكي يتألم في كل دقيقة من زمنه العسير، ثم خطف جثته وهو ميت؛ إنما يعكس حقيقة أن هؤلاء الذين جعلوا الدواعش عمالقة زمننا الرديء؛ وتقهقروا أمامهم وأطلقوا سيقانهم للريح؛ لن يبنوا عراقاً شبيهاً بعراق طارق عزيز، في عمرانه ووحدته وسخائه وتآلف جيشه وأمن الناس فيه!
الى طارق عزيز في قبره، أو اليه في خاصرة تابوته وصليبه اللامع: لقد أفزعنا موتك، بصرف النظر عن التجربة والخطأ، في عراق الأمس. ومثلما أوصانا رسولنا الكريم، نقف اجلالاً لمرورك الى القبر والى التاريخ!
من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته .
صوت فتح/ د.ابراهيم ابراش
بالرغم من الاستعصاءات التي تكتنف القضية الفلسطينية ، سواء على مستوى المشهد الفلسطيني الداخلي ،أو المشهد العربي حيث الحروب والانشغالات الداخلية لها السبق على أية قضية اخرى بما فيها القضية الفلسطينية،أو المشهد الإسرائيلي حيث مجتمع وحكومة هما الأكثر عنصرية ويمينية في تاريخ إسرائيل ،بالرغم من كل ذلك فهناك حقيقة تفرض نفسها وهي أن 12 مليون فلسطيني ما زالت قضيتهم بدون حل،لأن الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن حقوقه التاريخية ولم يفوض أحدا من قياداته للتوقع على حل نهائي للصراع مع الاحتلال .ما يمنح الفلسطينيين جرعة من الأمل أن العالم أصبح أكثر تفهما وتأييدا لحق الفلسطينيين في دولة،وبسب كل ذلك فإن إسرائيل في مأزق حقيقي بالرغم من كل مظاهر القوة البادية عليها،ومأزقها مستمد من عدم حل القضية الفلسطينية حتى اليوم .
في نفس الوقت فإن كل أطراف الصراع باتت مقتنعة بأن المعطيات الراهنة لا توفر فرصة مناسبة لحل سياسي يرضي كل الأطراف ولذا نلاحظ في الفترة الأخيرة تراجع الحديث عن سيناريوهات حل الصراع في الشرق الاوسط وتراجع الدافعية نحو إنهاء الانقسام حيث ملف المصالحة اصبح متداخلا مع ملف التسوية،ليحل محلة الحديث عن إدارة الصراع .لذا فإن السيناريوهات المتوقعة للتعامل مع القضية الفلسطينية،سواء على مستوى الصراع الإسرائيلي العربي بشكل عام ،أو في إطار المصالحة الوطنية،لن تخرج على المدى القريب عن نهج إدارة الأزمة،أزمة الصراع مع إسرائيل وأزمة الانقسام ، - وهذا ما يجري بالفعل في السنوات الاربع الاخيرة - ، الأمر الذي يتطلب كثيرا من الحذر والعقلانية ،لأن كيفية إدارة الصراع ستحدد معالم الحل المستقبلي ومخرجاته .
وفي هذا السياق فإن السيناريوهات المتوقعة على المدى القريب :-
السيناريو الأول: إنجاح المصالحة الوطنية ولكن على أسس جديدة
هذا السيناريو يؤسَس على المراهنة على نجاح جهود المصالحة وقدرة حكومة الوفاق على تفكيك الملفات العالقة مما سيؤدي لاستلام الحكومة مقاليد الأمور في قطاع غزة الأمر الذي سيؤدي لحل المشاكل الناتجة عن الانقسام كفتح معبر رفح والموظفين الخ وهو ما سيساعد أيضا على إعمار قطاع غزة ثم التفرغ لمواجهة إسرائيل ومخططاتها الاستيطانية والتهويدية في الضفة والقدس .
هذا السيناريو يندرج عند الجمهور الفلسطيني في باب التمني الذي لا يسنده عمل رسمي جاد حتى الآن،وخصوصا مع تعثر حكومة الوفاق بالقيام بعملها ، فبعد مرور عام كامل على تشكيلها فالمصالحة وإنهاء الانقسام ليسا اقرب منالا ، بل في ظل وجودها زادت الأمور تفاقما. ستتغير الامور في حالة تغيير الحكومة لتصبح حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها كل الأحزاب والحركات السياسية لتتحمل مسؤوليتها الوطنية في هذا الظرف الصعب والمنعطف المصيري،وكفى الأحزاب تهربا من المسؤولية والتخفي وراء الانقسام والشعارات الكبيرة وتكرار الكلام الممجوج عن الصمود والمقاومة والتمسك بالثوابت ،فيما الانقسام يتعمق ويتكرس ،وإسرائيل تواصل انتهاكها كل الثوابت والمحرمات .
نجاح حكومة وحدة وطنية يحتاج أولا للاعتراف بمفهوم الوطنية : هوية وانتماءا ومشروعا وطنيا وتجسيدها مشاركة سياسية حقيقية،كما تحتاج لحسن نوايا القوى السياسية التي تطالب بها ،فالخشية أن يكون مطلب حكومة وحدة وطنية (قول حق يراد به باطل) ، والباطل هو إسقاط حكومة الوفاق الوطني وكسب مزيد من الوقت لاستكمال مخطط إقليمي يجري الإعداد له لتكريس الانقسام وإقامة دويلة غزة .
السيناريو الثاني : انفجار الاوضاع في غزة
ويؤسَس هذا السيناريو على مراهنة البعض – فلسطينيين وغير فلسطينيين - بأن استمرار إغلاق معبر رفح وبالتالي استمرار الحصار وإعاقة الإعمار وانغلاق افق التسوية العادلة والمصالحة الجادة ، سيدفع أهل غزة للانفجار أو الثورة ، دون تحديد معنى الانفجار وبوجه مَن سيكون ؟ وقد تطرقنا للموضوع في المقال السابق . من الممكن حدوث حالة من الفوضى والانفلات الأمني في قطاع غزة ، سواء بسبب الحصار والفقر ، أو لأسباب سياسية كضعف حركة حماس وتضعضع هيبتها،أو وجود جماعات مسلحة قديمة أو جديدة غير راضية عن سلطة حماس وخياراتها السياسية والأمنية وخصوصا إذا ما تأكدت مفاوضات الهدنة طويلة المدى مع إسرائيل .أما أن تنفجر غزة في مواجهة إسرائيل فتجارب وحصيلة ثلاثة حروب لا تشجع على ذلك وخصوصا في ظل الحديث عن وساطة قطرية وتركية وأوروبية بين حماس وإسرائيل .اما المراهنة على ثورة أو انفجار في قطاع غزة ضد حماس ، فأمر لا يخلو من خطورة كما أنها مراهنة لا تؤسَس على تحليل وفهم واقعي وعقلاني لخصوصية الحالة الفلسطينية ولطبيعة الشعب الفلسطيني الذي يرفض الانزلاق لحرب أهلية .
وفي هذا السياق ندين ونحذر من أية أعمال عنيفة كالتفجيرات والاغتيالات ضد مؤسسات وأشخاص حركة حماس ،كما جرى في الايام الأخيرة ،لأن هذه الاعمال لن تخدم إلا إسرائيل التي ستغذي حالة الفتنة ، وستزيد من القبضة الأمنية لأجهزة حماس وبالتالي من معاناة اهالي القطاع ،دون إمكانية إسقاط سلطة حماس ، وعلينا الاستفادة وأخذ العبر مما يجري في سوريا وليبيا والعراق واليمن .
السيناريو الثالث : الاشتغال على دويلة غزة
هذا السيناريو يحظى بفرص أكبر للنجاح ، ليس لأنه حل وطني او عادل بل لأن يمثل نقطة تقاطع لمخططات وأهداف عدة اطراف :إسرائيل وأطراف فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية ، وهو يؤسَس على توظيف حصار غزة وتعثر حكومة التوافق لتبرير التفاوض مع إسرائيل حول مصير قطاع غزة بمعزل عن مجمل القضية الفلسطينية. في ظني وما يثير القلق أن استمرار إغلاق معبر رفح بشكل غير مسبوق مع استمرار إعاقة الإعمار بشكل مقصود وممنهج سيدفع لاستكمال مشروع دويلة غزة،من خلال فتح حركة حماس،السلطة الفعلية الحاكمة في قطاع غزة ،قنوات مفاوضات مع إسرائيل لفتح منفذ بحري بديل لمعبر رفح مقابل هدنة طويلة المدى،وستكون دويلة غزة والهدنة جزءا من استراتيجية إسرائيل لإدارة الصراع وقد تحولها إسرائيل لاحقا لجزء من تسوية نهائية حيث الجزء الثاني للتسوية هو التقاسم الوظيفي في الضفة .
إسرائيل ستكون مستعدة لفتح قناة تفاوض مع حماس في موازاة قناة التفاوض مع السلطة – المتعثرة الآن- ما دامت ستحظى بهدنة طويلة المدى وستحافظ على الانقسام الفلسطيني ،وفي نفس الوقت تناور في العودة للمفاوضات مع منظمة التحرير للبحث عن تسوية شاملة تؤدي لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 ،ما دام طرفا فلسطينيا – حركة حماس - فاز بانتخابات تشريعية يقبل بمبدأ إدارة الصراع أو تجميده لأمد طويل على أساس دويلة في غزة .
قد يقول قائل من منطلق عملي بأن قطاع غزة لا يصلح ليكون دولة سواء بسبب مساحته المحدودة مقابل كثافته السكانية أو بسبب ندرة ألإمكانيات . لأن الأطراف المعنية بهذا المخطط قوى ودول نافذة ومتواطئة مع إسرائيل فلن تعوزها الحيلة لحل هذه الإشكالات ،فيمكنها مثلا تحويل ما تقدمه من أموال للسلطة – أو جزء منها - إلى سلطة حماس في قطاع غزة وهذا ما يجري بالنسبة للأموال القطرية والتركية،ويمكنها تشغيل بضعة آلاف من شباب غزة في بلدانها، وقد تعمل لاحقا على تمكين السلطة القائمة في قطاع غزة – حركة حماس المُدجَنة – من نصيب من النفط والغاز المُكتشف في المياه الإقليمية للقطاع ،وكذا تشغيل المنطقة الاقتصادية للقطاع ،مع تسهيلات اقتصادية إسرائيلية والسماح بدخول عدة ألاف من عمال غزة لإسرائيل .
الخطورة في هذا السيناريو ليس إن كانت غزة قابلة لتكون دولة أم لا،بل الثمن السياسي لنزع غزة من سياقها الوطني ،حيث سيكون الثمن على حساب الضفة والقدس وتدمير القضية والهوية الوطنية بل أيضا إنهاء المقاومة : ممارسة وحقا وفكرا ، بالإضافة إلى الفتنة التي ستندلع في غزة ، أيضا فإن دويلة في غزة ستكون تحت رحمة وابتزاز إسرائيل وبالتالي ستكون دويلة وظيفية تخدم أمن إسرائيل . المثير للقلق والغضب أنه فيما العالم يطالب بدولة فلسطينية في غزة والضفة عاصمتها القدس فإن فلسطينيين يريدون دولة في غزة فقط ! .
السيناريو الرابع : العودة للمفاوضات على اساس مشروع جديد للتسوية
قد تلجأ واشنطن أو أية دولة أوروبية لطرح مشروع تسوية جديد يؤدي للعودة لطاولة المفاوضات,ولا نستبعد أن تتعامل معه منظمة التحرير سواء للخروج من مأزق الجمود الراهن أو حتى لا تظهر بأنها ضد السلام والتسوية السياسية . إلا أن أية مبادرة سلام جديدة لن تكون إلا في إطار ملء الفراغ وإستراتيجية الإلهاء وكسب الوقت،وبالتالي لن تخرج عن إدارة الصراع ،مع استمرار إسرائيل في الاستيطان والتهويد،واستمرار أزمة السلطة والحكومة مع بعض الإغراءات المالية ، ومع استمرار الانقسام الفلسطيني .
السيناريوهات الثلاثة الأخيرة تندرج ما بين الخطير والمرفوض ، كما أنها غير وطنية ، ويبقى السيناريو الأول،سيناريو المصالحة الوطنية المتدرجة هو المُفضل وطنيا،مصالحة تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تتحمل فيها كل الاحزاب المسؤولية،في تساوق مع إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير التي تستوعب حركتي حماس والجهاد الإسلامي بما يتطلب
ذلك من ميثاق وطني جديد ، أيضا التفكير بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ،ولكن دون رهن المصالحة واستنهاض منظمة التحرير بإجراء الانتخابات،حيث يمكن لسياسة التوافق والتراضي أن تنوب عن الانتخابات .
وأخيرا،نعتقد أنه بعد ما جرى في الحرب الأخيرة وما الحقت بفلسطينيي غزة من موت ودمار،وانكشاف المفاوضات الخفية بين حماس وتركيا وقطر من جانب وإسرائيل من جانب آخر،وبعد وصول مفاوضات التسوية وحتى المراهنة على الأمم المتحدة لطريق مسدود ،ومحدودية المراهنة على محكمة الجنايات الدولية ،ومع الأزمة -المالية والتنظيمية وأزمة التحالفات الخارجية -التي تمر بها حركة الجهاد الإسلامي،بعد كل ذلك لا داع لأحد للمكابرة والتبجح بخطاب الانتصار،وعلى الجميع العمل،على الاقل،لوقف حالة الانحدار الداخلي والارتقاء إلى مستوى الرأي العام الدولي الذي أصبحت كثير من مواقفه ومكوناته أكثر فلسطينية من بعض مواقف بعض الفلسطينيين والعرب ، وحكومة وحدة وطنية جادة هي الحل الوحيد.
سنوات الظلام .. ثماني سنوات على الانقسام.!
صوت فتح/ أكرم عطا الله
يختلف الفلسطينيون على تسمية ذلك اليوم الأسود في تاريخهم، يوم أعلنوا انتصارهم على ذاتهم على شكل هزيمة كسرت عمودهم الفقري وقصمت ظهر المجتمع الفلسطيني الذي يحاول علاج تلك الضربة التي تحولت إلى حالة مزمنة يصعب شفاؤها، في ظل عجز وقلة وخبرة وكفاءة العاملين عليها.. ربما ذلك، وربما أيضا لالتباسات الوضع وتعقيداته التي جعلت من المصالحة ما يشبه المستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي.
ما الذي حدث يومها؟ كل ما يعرفه الفلسطينيون أن دمهم كان مستباحاً في الشوارع بأيديهم في صراع السلطة والذي حمل أكثر من بعد وسبب وتبرير، مع أنه لا سبب يقنع بأن يصبح القتل ضرورة وطنية، ومشكلة إذا اعتقدت الفصائل أن هناك من الناس يمكن أن يشتري تلك البضاعة باستثناء عناصرها الذين لقنتهم ضرورة أن يقتل الأخ أخاه.
ليس هناك ما هو أصعب بالنسبة للأم أن تجد أولادها يصفي واحدٌ الآخر على تركةٍ خلّفها والدهم، ظني أن أي أم كانت تتمنى الموت حقيقة قبل أن ترى هذا الكابوس الأسود، هذه حالة فلسطين التي عفرت رأسها بالتراب وبالدم وبالمستوطنات وبالدموع وهي تشهد تساقط من أنجبتهم بأيدي من أنجبتهم، إنه اليوم الأكثر سوادا في الذاكرة الوطنية حين تعود ثماني سنوات للوراء تتذكر الحواجز المقامة وأبطال القناصة وهم يعتلون أسطح العمارات مخلفين وراء بطولاتهم الأرامل واليتامى كأن لم يكن يكفي تكلفة الإسرائيلي من الدم.
ما زال الجدل قائماً حول تسمية يوم الكارثة بلا بطولة يوم انقسم الوطن وما زال وما زلنا غرقى بمعالجة ما حدث، نستظل بالعجز والخيبة دون أن تتوقف الفصائل حتى اللحظة لتدقق أو تحقق فيما حصل وإذا ما كانت أيادٍ خارجية عبثت بنا ودفعتنا إلى هاوية الجنون .. هناك من الشواهد ما يكفي لفتح تحقيق وما يكفي للوقوف على حقيقة ما حدث والدور الخارجي والعبث الخارجي والعامل الإسرائيلي، لكننا كما يبدو نخشى الحقيقة ونخشى أكثر مواجهة واقع يصفعنا كلنا، والخشية أكثر إذا ما اكتشفنا أننا لم نكن أكثر من دمى متوحشة في مسرحية السياسة التي ربما أرادها غيرنا .. ربما ذلك.
انقلاب أم انقسام؟ حسم أم انقلاب؟ لقد ترك الفلسطينيون كل شيء محاولين إيجاد تسمية تليق بالخيبة، وكل طرف يتمسك بتسمية تحفف من وطأة جريمته وتشكل إدانة للأخ العدو الآخر، فما حدث هو أن حركة حماس حسمت الخلاف بينها وبين السلطة بالانقلاب المسلح، ما أدى إلى انقسام الوطن، فالمصطلحات الثلاثة تكمل بعضها، الحسم هو الفعل والانقلاب هو الأداة والنتيجة هي انقسام، هكذا تتكامل المأساة وكلها تعكس عجزنا وفشلنا وعارنا الذي لم نمسحه لثماني سنوات وثمانين محاولة عاجزة مثلنا.
كيف لفلسطيني أن يقتل فلسطينياً تنتظره زوجته وأطفاله ليكملوا رحلة العمر معاً؟ هذا إذا تركهم الإسرائيلي، كيف لفلسطيني أن يطلق النار على قدم فلسطيني بدم بارد ويلقي في وجوهنا مجموعات من العجزة والمشلولين والمبتورين، فنحن بالكاد قادرون على معالجة ما خلفه الإسرائيلي منذ عقود، فأي عبث هذا وأي عقل هذا الذي ذهب إلى هذا المدى؟ وهنا يتساوى الحزن بعيداً عن الانتماء، فأنت أمامك أطفال يكبرون بلا أب تركهم اليتم بلا ابتسامات ولا براءة، يرافقهم الألم في رحلة طويلة، لا أعرف ماذا كانت الإجابة حين سأل كل منهم: أين أبي؟
ثماني سنوات ونحن نحاول ترميم ما انكسر فينا من جرح غائر أحدثته نيران صديقة بلا رحمة، ثماني سنوات ونحن نحاول الاقتراب، أن نتجاوز الواقع نحو الأمل، أن نطوي صفحة هي الأكثر سواداً في تاريخنا بعد النكبة، أن نعيد بناء نظامنا، أن نتفق على الحد الأدنى، لكن محاولاتنا كانت كسيحة تشبه ما خلفه الانقسام من ضحايا، هل لأننا الأقل شأناً أو تعوزنا التجربة والوعي للشراكة؟ أم لأن محاولاتنا ما زالت تتحرك بوعي قديم حيث التربص سيد الموقف ونحن عبيد وعينا القاصر وتربيتنا الشاذة حد الإقصاء؟.
منذ ثماني سنوات أفاق الناس على حالة هزلية أنهت صراعاً على سلطة تحت الاحتلال وبلا صلاحيات وبكلفة فاقت كثيراً ما استثمر من دم من أجلها. فالصراع على السلطة كان مدعاة للدهشة وبقاء السلطة تحت الاحتلال مدعاة لدهشة أخرى، ووجود «حماس» ببرنامجها المعارض للسلطة داخل السلطة دهشة من نوع آخر، وهكذا اكتملت كل الالتباسات التي انتهت بتشويه صورتنا أمام العالم سواء الأعداء الذين عاشوا نشوة جنوننا أم الأصدقاء الذين صدموا بذلك الجنون وطريقتنا في التعبير عن خلافاتنا بالقتل.
ثماني سنوات وكل طرف ينتظر استسلام الآخر مستغلاً تطورات الإقليم ومستمداً قوته منها في لعبة عابثة استهلكت سنوات عمر الفلسطيني وهو ينتظر كل طرف يريد من الآخر أن يسبح على بطنه، لكننا نحن من سبح على بطننا وعلى وجوهنا من شدة الألم، نحن ننتظر حواراتهم المترفة دون نتائج سوى أحلام تبخرت لأنها استهلكت كثيراً، ننتظر القوة من الخارج لتعيننا على الداخل.. سقط الرئيس مبارك لتمتلئ سماء غزة بالرصاص، إنها نشوة إضعاف الآخر بشكل ساذج، ثم سقط الرئيس مرسي ليكون الفرح على الجانب الآخر، وسقطت تونس ثم عادت تونس ولم تسقط سورية.. تغيرت قطر وغادر أميرها لعل الجديد يحمل ما هو جديد، ثم يموت ملك السعودية، ثم خسر أردوغان الأغلبية، ثم ..وثم ..وثم ..في مشهد يعكس حقيقة سوء نوايانا ولا يضع حداً لقصتنا الحزينة بل نعيش الانتظار الذي لا نهاية له.
لم ننتبه أن سنوات عمرنا تآكلت وانحنى الظهر، أعدنا أنفسنا إلى ما دون الصفر بمغامرتنا غير البريئة، فما فعلناه كان جريمة لن يغفرها التاريخ، والأخطر أننا تسببنا بأنفسنا بحصار غزة ومآسيها التي أُنتجت، والأهم أننا نسينا ذلك وأشغلنا
أنفسنا بالمهمة المقدسة مهمة رفع الحصار ولم نفلح، ودفعنا من أجل ذلك ثمناً باهظاً وحروبا ودمارا وجوعا وفقرا ودما كانت كلها زائدة، فقد افتعلنا الأزمة وصدقنا أن علينا أن نبحث عن حل.
والمسألة الثانية أن ما فعلناه تسبب بتركيز الأنظار والإعلام والكاميرات على غزة ومآسيها وحروبها سحبت الاهتمام بعيداً عن الضفة والقدس، وأثرنا كل هذا الغبار حول غزة، وكانت إسرائيل تختبئ خلفه لتسرق الضفة وتهود القدس. فقد حجب الغبار الرؤية وبقينا نحن بحصارنا وحواراتنا والمعابر والكهرباء والطلاب والمرضى والشموع والدموع، وكل هذا غرقنا فيه فيما كانت المأساة الحقيقية على الجانب الآخر من الوطن، وما زلنا غارقين، فأي سذاجة تلك التي يمكن أن يوثق بقدرتها على إدارة صراع مع عدو مدجج الدهاء.
نحن بحاجة إلى مراجعات طويلة ومحاسبات أكثر.. بحاجة إلى إعادة قراءة تاريخنا ..إلى وقفة مع الذات ومحاكمة الضمير، إلى إعادة كتابة عقدنا الاجتماعي من جديد بعيداً عن العنف والدم والدموع، علّنا ننقذ سفينة آخذة بالغرق من كثرة الثقوب التي أحدثها عبثُنا بواقعنا ومستقبلنا...!!
فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
صوت فتح/ أكرم أبو عمرو
اليوم الرابع عشر من شهر يونيو ، يكون قد مر ثماني سنوات على الانقسام الأسود ، في هذا اليوم الذي يمكن تصنيفه في سلسلة النكبات التي حلت بشعبنا بالنكبة الثالثة ، هذا اليوم كان من المفروض أن يكون وقودا يشتعل تحت مرجل المستقبل الفلسطيني لإنضاجه لا إلى حرقه وتدميره ، كان من المفروض أن يكون بداية لمراجعات حقيقية وجادة لكل السياسات والمسلكيات الفلسطينية من اجل الخروج بمنهج جديد يقودنا إلى المستقبل المنشود ، لكن وبأيدي فلسطينية تم تحويله إلى نافذة عريضة للدمار والخراب والضياع ، ضياع شعب ، وضياع وطن ، وضياع قضية .
نقول هذا الكلام ونحن ننظر إلى تلك السنوات الثماني وهي تمر أمام أعيننا ببطء شديد ، عانى فيها شعبنا اشد المعاناة فالوطن تم تقسيمه أرضا وشعبا ، ثماني سنوات عجزت فيها كل المحاولات لرأب الصدع بين الإخوة ، ثماني سنوات شهدت ثلاث حروب مدمرة شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حصار مستمر لم ينقطع ، والنتيجة قتل وتدمير وفقر وبطالة ، وما زلنا نبحث عن فلسطين في وسط هذا الركام .
بالأمس أوردت وكالات الأنباء خبرا مفاده إرسال إسرائيل رسالة تهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وفيها بان الدبابات الإسرائيلية يمكنها السيطرة على الضفة الغربية خلال 24 ساعة ،إذا استمرت القيادة الفلسطينية في محاولات عزل إسرائيل ، واعتقد أن مسالة محكمة الجنايات الدولية ، والفيفا ، وطلبات الاعتراف بالدولة في مجلس الأمن ،والدعوة إلى استئناف المفاوضات ، كانت حاضرة في هذه الرسالة، وفيها اعتراف إسرائيل بشروعها في دراسة إنشاء الميناء والمطار في قطاع غزة ، وجاءت هذه الرسالة في الوقت الذي أطلق فيه نتنياهو تصريحا بأنه لا يغترف إلا بدولة فلسطينية
منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وتأتي هذه الأخبار جميعها في ظل توالي زيارات العديد من الوفود الأجنبية التي يرأسها مسؤلين كبار على قطاع غزة ، والهدف المعلن دائما هو الاطلاع على أحوال قطاع غزة .
إذن من هنا يمكن قراءة الخطوط العامة لطبيعة المرحة القادمة ، حيث تدرك إسرائيل حقيقة ما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية الداخلية منها والخارجية ، الداخلية حيث يقف الانقسام كأكبر معالم هذه الحالة سوءا ، ثم الصراع الحزبي والفصائلي الداخلي سواء بين الفصائل الكبرى ، أو داخل الفصائل ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تغليب الأجندات الحزبية والفصائلية على حساب الأجندة الوطنية من جهة واشتداد حالة المعاناة لشعبنا المرهق والمنهك جراء الحروب والحصار ، وبالتأكيد إسرائيل هي العامل المؤثر بل والفاعل في أحداث هذه الحالة ، التي تقودها إلى تمكنها من إنهاء الصراع السياسي والتاريخي مع الفلسطينيين وذلك بقتل الحلم الفلسطيني محاولة استغلال البعد الإنساني للوصول إلى أهدافها ، أما الخارجية فإسرائيل تدرك ما آلت إليه قضيتنا من تراجع على سلم الأولويات العربية والإقليمية بل والدولية ، تدرك طبيعة العلاقات العربية الفلسطينية وخاصة العلاقات الشعبية ، تدرك تماما ما آلت إليه العلاقات بين الشعبين الفلسطيني من جهة والشعب المصري ، والأردني ، والسوري ، والعراقي، وباقي الشعوب العربية ، حيث بدأت النظرة والموقف المؤيد والمساند المتعاطف في اقل الأحوال في الفتور ، بل في كثير من الأحيان إلى التنكر والاستنكار ، لقد أصبح هم الدول العربية وشعوبها مصالحها الوطنية أولا وثانيا وثالثا ، في ظل رياح عاصفة وما زالت تهب على منطقتنا ، ولا نعرف متى ستهدأ أم أنها ستستمر لتحرق الأخضر واليابس وهو على الأرجح تحت مظلة التغيير تارة ، والديمقراطية ومحاربة الظلم تارة أخرى
وعلى الرغم من هذه الحالة السوداوية إلا أن هناك ثمة أمورا في الأفق ربما تبث لنا بعض الأمل وإن كان بعيدا ، فهناك حملة المقاطعة لإسرائيل والتي وصلت إلى الشركات الأوروبية الكبرى وقرارها بوقف استثماراتها في الأراضي الفلسطينية ، وهناك أمور كثيرة تحدثنا وتحدث الكثير بدءا من الدولة المعترف بها امميا ، ومحكمة الجنايات الدولية ، لكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة لتتحول أداه تقدم وأداة اندفاع ناحية الهدف ،
وعلى الرغم من أن فحوى الرسالة الإسرائيلية إذا كان خبرها صحيحا ليس جديدا ، فإن السؤال الذي يراودني الآن ما هو رد القيادة الفلسطينية على تلك الرسالة التهديدية الإسرائيلية ، هل ستودع في الأدراج ، أم يتم الاستجابة لها ، اعتقد أن هناك فرصة سانحة للرد عليها ، ردا ليس بالبيانات الباهتة ، قريبا ستعقد القيادة الفلسطينية اجتماعاتها ، أتمنى أن يكون الرد الأول على إسرائيل بلا قاطعة لا للمفاوضات العبثية ، خاصة أن نتنياهوا قام بتسهيل الرفض الفلسطيني للمفاوضات عندما صرح بعدم اعترافه إلا بدولة منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة ، والرد الثاني هو الإعلان عن انتهاء السلطة الوطنية وإحلال الدولة بدلا منها ، وليتاتي دبابات نتنياهو لاحتلال الضفة ، إذا أراد لأنه سيصطدم حتما بإرادة شعبنا أولا ، والرد الثالث هو توجه وفدا من القيادة فورا إلى قطاع غزة للإشراف الجاد والقوي على إنهاء الانقسام وعدم مغادرة القطاع إلا بعد إتمام مهمتها ، بدون حجج واهية حول عرقلة المهمة .
فلسطين قادمة وعائدة بإذن الله رغم كل الصعاب ورغم كل حالات التيه والضياع ، وهي باقية وسوف تفشل كل محاولات إخفائها وطمسها ، طالما أن أصحابها هم شعبها الفلسطيني الخالد .
رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
صوت فتح/ سعيد النجار"ابوعاصف"
رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
تحية الوطن وبعد :-
إنطلاقاً من الحرص الوطني والسلامة الامنية للمواطن الفلسطيني الذي يقطن على أرض الضفة الفلسطينية حبذنا أن ندون لفخامتكم ولمعاليكم كل بمستوى صلاحياته الذي نص عليها القانون الفلسطيني رسالة تضمن العيش الكريم والاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي والقانوني والانساني للسلطة الوطنية الفلسطينية من جانب وللمواطن الفلسطيني من جانب آخرواليكم فحوى الرسالة :-
لا نخالكم تجهلون فخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء الاطماع الاسرائيلية وقطعان مستوطنيه المبيتة مع سبق الاصرار والترصد لسرقة الارض الفلسطينية باي شكل من الاشكال أكان ذلك من خلال استخدام حق القوة الظالمة ضد الشعب الفلسطيني لاجل تهجيره من أرضه أو من خلال الترغيب والترهيب أو من خلال البيع أوالشراء أو الاستئجار المصحوب بالغبن والتدليس الغير قانوني الذي يستخدمه اعوان الاحتلال بصورة أو بأخرى ضد المواطنين الفلسطينيين الشرفاء .
نحن هنا نريد أن نلفت عناية فخامتكم ومعاليكم على هذا الجزء الحساس جداً من تاريخ الشعب الفلسطيني والذي أصبح الغير يعايرنا يومياً ويتهمنا بشكل واضح ومباشر باننا نحن الفلسطينيين قد بعنا أراضينا للاحتلال الاسرائيلي وهذا الامر نعاني منه من الشقيق قبل الصديق ، فهذه الاكذوبة تم تداولها بنجاح وانتشرت كالنار في الهشيم في الوطن العربي بشكل عام وفي الدول المجاورة لفلسطين بشكل خاص ، وهذه الاشاعة مصدرها الاستخبارات الاسرائيلية وعملائها في المنطقة ككل حتى يتسنى للاحتلال الاسرائيلي الاستفراد بالشعب الفلسطيني لاجل أن يرتكب بحقه ابشع الجرائم والمجازر دون مساندة أو دعم عربي أو إسلامي من قريب أو من بعيد !!!
من وحي ذلك نطالب فخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء باصدار قرار واضح للجهات الامنية في الدولة الفلسطينية مفاده الاتي :- يمنع منعاً باتاً بيع أو شراء أو إستئجار أي عقار على ارض الضفة الفلسطينية بشكل عام وخاصة العقارات المتاخمة لمحافظة القدس الا من خلال الموافقة الامنية المسبقة من كلا المؤسستين الامنيتين الفلسطينيتين ( المخابرات العامة الفلسطينية والامن الوقائي الفلسطيني ) بخلاف ذلك يعتبر المواطن الفلسطيني صاحب العقار الذي تصرف بمفرده دون الموافقة الامنية قد إرتكب جرماً وجب عقابه وفقاً للقانون الفلسطيني ويعتبر البيع أو الشراء أو الاستئجار باطلاً بطلاناً مطلقاً !!!
( الوقاية خير من قنطار علاج )
مع بالغ التحيات الامنية
الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح/ يحيى رباح
هذه رياح سوداء تهب علينا فلسطينيا، انها الذكرى الثامنة للانقسام الذي وقع في الرابع عشر من حزيران 2007، بعد ايام من توقيع اتفاق مكة للمصالحة الذي شكلنا بموجبه حكومة الوحدة الوطنية، وانفتح باب الامل بان الفلسطينيين أوفياء بالفعل لمصالحهم العليا، ولتجربتهم العميقة، ولفقههم الخاص بهم في ادارة علاقاتهم الداخلية تحت سقف الجبهة العريضة التي تتسع للجميع وساروا على هديها منذ انشاء منظمة التحرير، وخاضوا من خلالها غمار ثورتهم المعاصرة التي انطلقت مطلع عام 1965، صحيح ان فصائل الاسلام السياسي الفلسطيني كانت خارج تلك التجربة العظيمة، فلم تشارك في النضال ولم تشارك في صنع القيامة الفلسطينية، ولكن المحاولات ظلت مستمرة والابواب مفتوحة لاقناع الاخوان المسلمين الفلسطينيين ومن ثم حماس للدخول في التجربة الفلسطينية تحت عنوان المشاركة الكاملة، ولكن المحاولات فشلت، والابواب اغلقت، وكان الخريف العربي الذي خطط له الكثيرون ومن ابرزهم اسرائيل، فوقع الانقسام، وكان ولا يزال كارثة بكل المقاييس، فنحن أولا شعب تحت الاحتلال، سواء كان هذا الاحتلال حاضرا بأدواته المباشرة مثل القوة العسكرية ومفاعيلها والاستطيان ورزاياه، أو بطريقة غير مباشرة مثل الحصار جوا وبرا وبحرا المفروض على قطاع غزة، حصار تجدده حروب تدميرية كل فترة قصيرة وكان آخرها في الصيف الماضي، حصار يشل كل عناصر الحياة، وحروب تدمر كل انجاز محتمل، ثم جاء الانقسام لعنة فوق كل اللعنات، لأنه انقسام منسوب الينا، والمتهم الوحيد فيه نحن الفلسطينيين من خلال حماس التي ذهبت اليه بتعمد وقبلت على نفسها ان تتحمل وزر هذه الجريمة المنكرة.
الانقسام الذي يعبر ذكراه الثامنة هو ابشع انواع الظلم لشعبنا، هذا الشعب الذي ظلم ظلما فادحا، فاحتل وطنه، وفقد استقلاله، وتبعثرت هويته، فكيف يظلم بالانقسام، وهل استطاع احد ان يبرر فداحة هذا الانقسام؟ وهل توقف الانقسام لحظة واحدة عن الحاق الاذى؟ نقاوم اعتداءات العدو ببطولة ولكن هذه البطولة تذبح تحت اسم الانقسام، ونقوم من موتنا ونسجل حضورنا في هذه الدنيا ولكن قيامتنا تذبح تحت عار الانقسام، ويخذلنا العرب والمسلمون خذلانا عظيما ولكنهم يتهربون من التهمة بحجة الانقسام، فهل يفكر صانعو الانقسام والمتشبثون به، هل يفكرون فعلا في مدى الجريمة التي يرتكبونها والخطيئة التي يستسلمون لها حين يستمرون بهذا الانقسام؟
أيها الانقسام مهما نخرت عظمنا فإنك لن تكون يوما منا او من أصلابنا، أيها الانقسام أنت لعنة العدو التي حلت في أيامنا الكالحة.
رسالة يوسف ندا دعوة إلى الحوار أم التصعيد؟
الكوفية برس / داوود الشريان:
أعلن يوسف ندا، مفوَّض العلاقات الخارجية سابقاً في جماعة «الإخوان المسلمين»، دعوة إلى الحوار مع «مَنْ يريد الخير لمصر». الدعوة جاءت عبر رسالة نشرتها وكالة «الأناضول» للأنباء التركية، قال فيها: «أنا جاهز ومستعد لاستقبال مَنْ يريد الخير لمصر وشعبها، وقادر على ذلك إن شاء الله». واستشهد بالآية القرآنية «وإِنْ جَنَحوا للسَّلْمِ فاجْنَحْ لها وتوكَّلْ على الله».
قيادات «الإخوان» في الداخل والخارج اهتمت بالرسالة. بعضها أبدى ملاحظات وقال أنها في حاجة إلى «توضيحات»، وآخر رفضها، معتبراً أن «موقف الجماعة التنظيمي يصر على إنهاء مشهد الانقلاب كاملاً وإسقاط الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي»، فضلاً عن أن فحوى الرسالة تضمَّن رفضاً للحكم القائم في مصر، ولهذا نظر إليها بعضهم باعتبارها دعوة إلى التحرك الدولي، وليس إلى الحوار مع النظام المصري. وهذا التفسير يؤكّده تصريح محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، والذي قال: «الرسالة جاءت لتأكيد مسألتين، عدم التنازل عن الشرعية، الأمر الذي لا اختلاف عليه، وأن الإخوان ملتزمون حل الأزمة السياسية بطريقة سلمية، لكن هذا يواجه مشكلة أن الرسالة لم تذكر ما نتفق عليه داخل التنظيم، وهو أن السيسي لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل».
تعليقات قيادات «الإخوان» على رسالة يوسف ندا زادت غموض أهدافها. هل جاءت من أجل عودة ندا إلى الأضواء، ولعب دور في التصعيد على المستوى الدولي؟ أم لحسم الخلاف بين القيادات حول أسلوب مواجهة النظام المصري؟ فهناك من يرى الاستمرار في التصعيد، في مقابل آخرين يؤيدون التمسُّك بالسلمية كوسيلة للتغيير. القيادي السابق في «الإخوان» ناجح إبراهيم، قال تعليقاً على مضمون رسالة يوسف ندا: «هذه الرسالة كُتِب لها الفشل لأنها اتَّبَعَت خطاب الخصام وليس الصلح. كان على الخطاب أن يخلو من لغة الاتهام والتخوين، إذ ليس منطقياً أن يقول في النهاية أنه مستعد لاستقبال مَنْ يريد الخير بينما هو يقوم بتخوين خصمه واتهامه».
يوسف ندا من الصقور في تنظيم «الإخوان المسلمين»، ورسالته التي يفترض أنها «مبادرة» للصلح، كانت أشبه بعريضة اتهام للجيش والنظام في مصر، فضلاً عن أنها لا تتضمن آلية للحوار، ما يشير إلى أنها دعوة إلى المضي في المواجهة، وليس الجنوح للسلم والتفاوض.
رسالة يوسف ندا أكدت مجدداً أن جماعة «الإخوان» جرّبت الحكم، لكنها لم تتعلّم فن السياسة، فضلاً عن أن اختيار أسلوب المواجهة سيُلغي ما تبقّى لها من رصيد داخل المجتمع المصري.
الأكيد أن إصرار «الجماعة» على عدم الاعتراف بالهزيمة، والتمسُّك بالمواجهة المسلحة سيجعلانها تتبوأ مقعدها بين الجماعات الإرهابية في المنطقة. وسوف تخسر مكاسبها التاريخية التي أوصلتها، ذات يوم، إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
الظروف صعبة وخطيرة ولا ضرورة للتوتير والمناكفات
الكوفية برس/ صالح القلاب:
لأن الكل يعرف خطورة هذه المرحلة التي تمر على هذه المنطقة ويمر بها الوضع العربي فإن المفترض أن نترفع كلنا عن «أنانياتنا» وأن نؤجل ترف «الدَّلع « السياسي والتوتير والمناكفات وعادة حب الظهور و «خالف تعرف» لأن هناك ما هو أهم مما يعتقد بعضنا أنه مهم ولأنه في مثل هذه الظروف يجب تغليب العام على الخاص ويجب تقديم المصالح العليا لبلدنا على المصالح الشخصية وعلينا جميعاً أن ننظر حولنا لنرى كم أنَّ الأنانيات والمؤامرات قد دمرت دولاً كان الاعتقاد أنها راسخة وثابتة وبنيانها مرصوص .
لا يستطيع كائن من كان أن يدعي عدم وجود نواقص وعدم وجود سلبيات وعدم وجود أخطاء.. إن هذه أمور في غاية الأهمية ويجب ألَّا نسكت عليها ويجب أن نعالجها بالوسائل والأساليب الصحيحة لكن وفي كل الأحوال فإنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار اللحظة التاريخية التي نمر بها وتمر بها منطقتنا وأن ندرك كلنا أنه في كثير من الأحيان قد تؤدي النوايا الحسنة إلى كوارث وطنية وحقيقة.. أن هذا هو ما يجري حولنا ويزنر بلدنا من كل الجوانب .
إنه من غير الممكن وحتى في جمهورية أفلاطون أن يكون هناك مليون رئيس وزراء وأن يكون ألف قائد جيش وألف مدير أمن عام وأن يصبح كل خريج جامعة رئيساً لجامعته وأن لا تكون هناك فوارق بين الناس وأن لا يكون هناك غبن وتمييز فالمساواة مستحيلة وهناك بيت شعْرٍ يقول:
الناس للناس من بدوٍ ومن حضر
بعضٌ لبعضٍ وإنْ لم يشعروا خدمُ
وبالطبع ومرة أخرى فإن هذا لا يعني إنه علينا أن نطأطئ رؤوسنا للأخطاء والتجاوزات والفساد بكل أنواعه لكن علينا ألَّا نُحمِّل الأمور أكثر مما تحمل وألَّا نستسلم لاستبداد السوداوية وأن نبالغ أكثر من اللزوم وأن: «نصنع من الحبة قبة» وأنْ لا نفرق بين الأشياء ونصب جام غضبنا على بعضنا بعضاً وأن لا نتذكر ودائماً وأبداً أن هناك بعض الموتورين الذين باسم «المعارضة» والإصلاح ومواجهة ما يعتبرونه انحرافات لا يتورعون من الإساءة إلى هذا الوطن المزنَّر بالنيران من كل جانب والذي يعتبر صموده في هذه المرحلة التي لا أخطر معجزة من أغرب المعجزات .
إن هناك أخطاء, بالتأكيد, لا يمكن إنكارها والاعتراض هو على أن البعض لا يحاول تصحيح هذه الأخطاء بالطرق والأساليب المجدية الصحيحة بل بال «وتوتات» والتحريض والهدم وبالإغراق بالسلبية وتصوير الأمور وكأن السماء قد اقتربت من أن تنطبق على الأرض.. وكل هذا في حين المفترض أن نضع كلنا نصب عيوننا أننا في سفينة واحدة وإننا إذا تركنا لبعضنا إحداث ثقوب في هذه السفينة فسوف نغرق كلنا لا محالة .
ثم والملاحظ أن هناك «فئة» تصر على النظر إلى كل ما في بلدنا من زوايا عيونٍ مصابة بالحول لا ترى من الألوان إلَّا اللون الأسود وذلك في حين أن هناك من تتحكم بهم نظرية المؤامرة التي تمنعهم من رؤية ولو إنجازاً واحداً من الانجازات الكثيرة العظيمة التي حققها ويحققها بلدنا في مثل هذه الظروف الصعبة حقاً التي يعتبر فيها تحقيق حتى الإنجاز الصغير مسألة قد تكون مستحيلة .
مؤامرة تسليم القطاع .. بداية ما يسمي بالربيع العربي ..
امد/ م./ أحمد منصور دغمش
لا أريد الخوض في تفاصيل صيف 2007 وما قبله من أحداث يعرفها الجميع وعاشها كل قطاع غزة من المشترك حتى المتفرج ولكن سأخوض في أعماق معطيات كنا نظنها وليدة الصدف في حينه ولكن مع الأيام إتضحت بأنها كانت مؤامرة إشترك فيها أطراف دولية وإقليمية وعربية وداخلية والأهم من ذلك هو إشتراك تيارات داخل إطار الحزب الواحد ضد تيار آخر في نفس التنظيم ولم نكن نعلم حجم المؤامرة في حينه فلنتحدث بصراحه أكثر ووضوح أكبر .. عندما كانت بنادقنا على أكتافنا كنا نشعر بأن أقدارنا ساقتنا لنكون في الخطوط الأمامية للدفاع عن أبناء حركتنا ومؤسساتنا وشرعيتنا وعندما تكون بندقيتك بين يديك فإنك تشعر بالعزه وتتعمق في مفهوم هل أستحق أن أكون ممن ينالون شرف أن تكتب أسمائهم في سجل النبلاء ..؟ وفي حينه كانت الطيبه أو فلنسميها قلة التجربة تجعلنا نصدق كلام من هم في دائرة صنع القرار وكانت تعليماتهم ننفذها من منطلق أنهم يعلمون مالم نعلم حتى وإن كانت التعليمات خاطئه للأسف .. أما بعد الإنقلاب وما حصل قبله وأثنائه وبعده من كوارث حيث قتل خيرة أحبتنا وبترت أطراف رجالنا وهجر من هجر (بضم الهاء) كان لزامآ علينا أن نقف وقفة جرد الحساب ونستذكر ما كان يدور بيننا في المكاتب المغلقة مع أعلى هيئه قيادية في حينه حيث طرحت أسماء معينه كانت كفيلة أن تنهي مشروع الإنقلاب للأبد بإبعاد عدة أشخاص بأي طريقة عن وجه الأرض في مدينة غزة (خصوصآ) ولكن المشروع عندما تم عرضه قوبل بالرفض المطلق وبأشد عبارات الرفض لدرجة أن الرد أنساني في حينه أن أطرح الموضوع على نفسي ومن كان معي ورفعت الموضوع من رأسي وأقنعت ذاتي بأن رب البيت يرى ما لا يراه
الإبن .. ولكن بعد وضوح الرؤيه أثبتت الأيام والشهور والسنوات ما بعد الإنقلاب أن ولاة الأمر كانوا يعون ما يقولون وأنهم يريدون للموت أن يبقى في صفوف كوادر وضباط الدرجه الثانية ومن دونهم وليس في الصف الأول علمآ بأن أحدهم وهو في موقع المسئولية الآن أبلغني بالقصه في أحد فنادق القاهرة بأن الإنقلاب كان مخططآ له وكان يجب أن يحصل في شهر يناير 2007 ولكن تواجد الرجال المقاتلين ميدانيآ منع حدوثه وأظنكم تتذكرون هجمة شهر يناير وقصف مكتب وبيت الرئيس أبو مازن بقذائف الهاون .. فسألته لماذا آلحوا علي شخصيآ بالخروج لمصر لمدة إسبوع وسردت له قصة سفري في 6/6/2007 فقال أنه يعلمها جيدآ وقاطعني قائلآ أبلغوكم بأن المعركة الرئيسية والحاسمه بعد إنتهاء إمتحانات التوجيهي ، وسألني أتذكر كلامي عندما كنت في مكتبي أنت وسميح رحمه الله وقلت لكم خسارة ع شبابكم وديروا بالكم ؟ قلت له متذكر كل الكلام ولكن هل هم يحبوني ويخافون علي ؟ رد قائلآ إنتظروا عليك كي تموت ولكن الله وهبك الحياة رغم الخطر في تواجدك ومشاركتك في العمل كضابط ونشيط فقرروا لك السفر ...من هنا تأكدت أن ما حصل كان مخططآ له ولنضرب مثالآ عندما تحتاج كتيبة من الجيش تسليحآ فمن العار أن يتم إرسال 2000 رصاصة لهم وعندما يكون عدد الرجال 284 رجل من العيب أن ترسل لهم 18 بندقية "رديئه" وووووالخ ...
في حينها قلت ربنا يرحم روحك يا سميح وأبو ماهر وأبو المجد ومحمود ومنير وأحمد وباسم وهيثم وخضر وفايز وجهاد وحسن ومصطفي وعامر وعاشور وبهاء وكل الشهداء وأيقنت متأخرآ بأنه تم الضحك علينا ، ولكن قسمآ بكل دمعه نزلت من عيون أمهات وأبناء وزوجات شهدائنا الأبرار لن نغفر خيانة من خان وقسمآ بكل سنوات العذاب والمنفى لن تمر جريمة المنبطحين الذين سلموا أهلنا وأحبتنا وقطاعنا لعصابات الإنقلاب الحقير وقسمآ بكل قطرة دم من دماء الشهداء لن نسامح ولن نصافح ولن نصالح ولن نساوم وأن غدآ لناظره لقريب ..
صحيح أننا نشعر بالألم ولكن غيرنا يشعر بالعار .. حتمآ غدآ سيزول عنا الألم ولكن من سيمحو عن وجوه الخونة والمنبطحين والمتآمرين والمتخاذلين والإنقلابيين ومن والاهم العار ..؟
ملاحظه/ هناك الكثير من الكلام ليس من باب الدفاع عن النفس ولا أبريء أحدآ في ما حصل ولكن أعدكم أن يكون للحديث بقيه ..
رحم الله شهدائنا الأبرار والخزي والعار للعملاء والخونة والعهد هو العهد أن نبقى على خطى الشهداء حتى نلقاهم على حوض سيد الخلق إن شاء الله وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
نحن أطلقنا حضارة العالم.. وداعش تدمر الآثار
امد/ جهاد الخازن
كانت جزيرة العرب مهد الجنس السامي على ما يُرجَّح، وأنشأت الشعوب التي هاجرت في ما بعد الى الهلال الخصيب. هذه الشعوب أصبحت مع تعاقب الأجيال، أمم البابليين والأشوريين والفينيقيين والعبرانيين، وفي تربة هذه الجزيرة الرملية نشأت العناصر الأصلية للديانة اليهودية وبالتالي المسيحية... وقد ظهرت ديانة العرب بعد اليهودية والمسيحية، فأصبحت ثالثة الديانات التوحيدية وخاتمتها.
ولم ينشئ العرب أمبراطورية وحسب، بل أنشأوا ثقافة زاهرة أيضاً، فقد ورثوا المدنية القديمة التي ازدهرت على ضفاف الرافدَيْن وفي وادي النيل، وعلى شواطئ البحر المتوسط الشرقية، وكذلك تشربوا واقتبسوا أهم معالم الثقافة اليونانية والرومانية، وقاموا مقام الوسيط في أن نقلوا الى أوروبا خلال العصور الوسطى، كثيراً من هذه المؤثرات الفكرية التي أنتجت بالتالي يقظة أوروبا الغربية، ومهّدت لها سبيل نهضتها الحديثة.
وكان الفينيقيون أول مَنْ نشر في العالم نظاماً خاصاً للكتابة بالحروف الهجائية المجردة وعددها إثنان وعشرون، وكانت هذه الحروف أساساً لكل الحروف الهجائية التي يكتب بها اليوم أبناء أوروبا أو آسيا أو أميركا أو أفريقيا، فصحَّ قول القائل إن هذا أعظم اختراع اخترعه البشر على الإطلاق... امتاز شبه جزيرة سيناء باحتوائه على أقدم مثال للكتابة الأبجدية كشف عنه المنقبون، ومنه انتقلت الأبجدية الى سورية الشمالية وبقية العالم.
أتوقف هنا لأقول إن ما سبق، باستثناء الفقرة الأولى القصيرة، هو ما نقلت عن كتاب «تاريخ العرب» الذي ألّفه بالإنكليزية الدكتور فيليب حتّي، وتُرجِم الى العربية بمساعدة الدكتور داود جرجي، والدكتور جبرائيل جبور، والى لغات كثيرة أخرى. الكتاب هو المرجع الأول عن حضارة العرب، والدكتور حتّي خريج جامعة كولومبيا، وكان أستاذاً في جامعة برنستون.
ما نقلت هو ما يُعلَّم في جامعات العالم عن العرب وحضارتهم، فأسأل أين كنا وأين صرنا؟
صرنا في الحضيض، وفي حين أن موضوعي اليوم عن آثار الحضارة العربية، فإنني لا أنسى سبي بنات الإيزيديين، وهنَّ دون المراهقة واغتصابهن، أو قتل المصلّين في السعودية.
أختار من مواضيع جمعتها وتحقيقات تكفي لملء كتاب ما تتّسع له هذه العجالة:
- انتحاري يفجّر نفسه في معبد الكرنك في الأقصر.
- سباق لإنقاذ الآثار الفنية التي سطى عليها «داعش». وفي خبر مشابه، هناك معلومات عن أن هذه الآثار تُباع عبر الإنترنت (e-Bay). «داعش» جماعة لصوص وإرهابيين.
- مطرقة تدق رأس الحضارة، والمقال يتحدث عن تدمير «داعش» آثاراً لا تقدَّر بثمن في العراق وسورية، ومحاولة هذا التنظيم الإرهابي طمس تاريخ يعود بعض آثاره الى أربعة آلاف سنة.
- «داعش» يفجر كنوز الشرق الأوسط، وهذا تكرر في مقال آخر يتحدث عمّا حلّ بآثار نينوى ونمرود، التي بقيت قائمة منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وفي مقال مجاور، كان الحديث عن أسوأ تدمير ثقافي منذ هتلر.
- المؤرخ البريطاني توم هولاند، في مقال شغل صفحتين في إحدى جرائد الأحد اللندنية، قال: شُوّه التاريخ ليصاب المستقبل بكساح.
- مجزرة في مدينة تدمر المقدسة. قصص الناجين. والمقال مرفق بصور عن تدمير الآثار، وقتل الناس.
وأقرأ عن إرهاب ثقافي ثم أقرأ عن الضحايا، والروح البشرية أهم من أي شيء آخر، إلا أنني اليوم أتحدث عن جريمة العصر، أو تدمير تاريخ نفاخر به العالم كله.
عشت العمر طالب سلام حتى مع المستوطنين في فلسطين المحتلة، وقاومت كثيراً الغضب، ثم انهزمت وأصبحت أتمنى لو يُقتَل الإرهابيون جميعاً، قبل أن يقتُلوا ما بقي من تاريخ هذه الأمة وكرامتها.
«داعش» إرهاب مجرم مدان، لن يلغي التاريخ فنحن أطلقنا حضارة العالم.
في ذكرى سلب غزة ..!!
امد/ وئام ابو هولي
ها نحن نعيش مجددا ذكرى الانقلاب المأساوي الذي غير مسار قضيتنا الفلسطينية و انحرف بنا جميعا , ارضاء لأهواء و مصالح القادة و بكل اسف اتحدث كانوا في يوم ما قادة نتشرف بهم و يعتبرون هامات في النضال الشعبي و مقاومة الاحتلال , لكي يتدحرج الامر تدريجيا نحو المصلحة الخاصة و التحزب , بدون دراسة للعواقب و تهميشا لكرامة الشعب المناضل منذ عقود عديدة , غير مهتمين بالتاريخ الطويل و التضحيات التي بذلها شعبنا من دماءه و ارضه , بهدف الوصول الى تحرير الارض و الانسان و التخلص من بطش الاحتلال , لكن شهوة المنصب و السلطة و الجاه و النفوذ و اغراءات البعض اعمت ابصار قاداتنا و ضلتهم عن السبيل , لنصل الى ما وصلنا اليه اليوم , و لنسقط جميعا , الظالم و المظلوم في الهاوية , و بذلك قدمنا انجازا تاريخيا للاحتلال , و شوهنا القضية الفلسطينية في عيون الكثير حول العالم , و خسرنا احترامنا لأنفسنا و احترام الغير لنا , و انكسر فينا فخرنا في ذاتنا و تاريخنا الطويل الذي هدمناه بأيدينا , و انكسرت اشياء كثيرة في مجتمعنا و واقعنا الفلسطيني , جعلتنا عاجزين حتى عن التفكير في مخرج للأزمة التي نعيشها , نظرا للخيبات التي تتوالى علينا , حتى فقدنا الامل في كل السياسيين و الاحزاب الفلسطينية , و كان الاستسلام و انتظار الفرج من الله هو حالنا , و قبول الوضع الراهن بما هو عليه من سوء و ضياع هو مصيرنا , لتتحول ظاهرة الانقسام من حدث سياسي الى واقع تعايشنا معه , و تعودنا عليه , و الكثير اصبح مستفيدا منه , لكن لاشك ان الفئات التي دمرها الواقع الحالي هي اكثر , لكن مغلوب على امرها عاجزة عن الكلام تتألم بصمت , وانا في هذا المقال لا اتهم طرف دون الاخر فيما حدث و لا احمل مسؤولية ما يجري لحركة او حزب دون الاحزاب الاخرى , بل الجميع بلا استثناء ملام و متهم و احمله كامل المسؤولية لما وصلنا اليه اليوم .
ان شعبنا الفلسطيني اليوم في كل مكان , خاصة في الضفة و غزة , اصبح اكثر دراية و وعي بما يحدث في دهاليز اللعبة السياسية , التي تحدث هنا او هناك , و حقيقة انه سأم من اللاعبين المخضرمين الذين لهم باع طويل في العمل السياسي , و ايضا سأم سلطة تكميم الافواه و الجباية و قمع الحريات , و رغم ان بعض المحاولات من الشباب الفلسطيني التي تخرج رغبة في تغيير الواقع , تفشل بسبب القمع و الترهيب , الا انها لن تستمر بالفشل طويلا , والامل لا يفقد ابدا في روح الشعب , خاصة اننا ننتمي الى شعب مكافح اعتاد على لغة الثورة , لن يرضى بالذل طويلا , و كما انه سيقهر الاحتلال يوما , سينهي الانقسام يوما و سيكسر حاجز صمته ليصنع كرامته بيده ..
عباس وازمة الخلافة....!!!
امد/ سميح خلف
ثمة معضلة وازمة تتشكل وتتعاظم مخاطرها على مستقبل السلطة واطرافها ومكوناتها وفي ظل ازمة حقيقية لقضية الشرعيات في مؤسسة رئاسة السلطة والتشريعي ومنظمة التحرير، الرئيس عباس مازال رئيسا للسلطة ان شئنا ام ابينا
ورئيس لمنظمة التحرير ورئيس لحركة فتح والقائد الاعلى لقوات الامن الوطني والقائد الاعلى للمجلس الثوري والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية الغير موجودة لا منهجا ولا وجود والرئيس الفعلي لصندوق الاستثمار.... اللهم لا حسد..!! ولكن امتعاظا من سلوك ديكتاتوري يسيطر على الانفاس وعلى كل شيء في الحياة للشعب الفلسطيني.
لا نريد ان نناقش هنا قضية الشرعيات التي كثر فيها الخض والعجن كثيرا وبين التعليل والتبرير والتبجح والتزوير والتعليل..... ولكن الايقونة الفلسطينية المهلهلة والمتشرذمة والمنقسمة في كل اطرها الى اين تتجه في ظل عصيان بعدم تجديد البرمامج والمنهجية...... الى اين تتجه والرئيس اصبح في سن الثامنيين من العمر وهل يحلم ان ياخذ من الدنيا ما اخذه فرعون ..... وماذا بعد........ هل حقق برنامج الرئيس اي ايجابيات للشعب الفلسطيني...؟؟!! ام مزيدا من الانقسام الممنهج على طريق اتاحة الفرصة للاحلال لانهاء منظمة التحرير والقضاء على قوة فتح وفتح الطريق للاخلرين لتبوء المشهد السياسي والوطني..... تلك السياسة الممنهجة حركيا وسلطاويا والتي بدأت منذ الاحداث المؤلمة للشعب الفلسطيني في غزة وفي 142007 وما زال السيناريو يستكمل عناصره ولوحاته وصوره سياسيا وامنيا، ومن خلال قرارات شتا تكرس واقع الانقسام وتكرس حالة التشتت والضعف على كل اطر حركة فتح ومؤسساتها.
لماذا يرفض الرئيس تعيين نائبا له...؟؟؟؟
سؤال مهم لكي نفهم وقد نستعد ..او لا نستعد لمواجهة كل الاحتمالات المترتبة على رفض فكرة تعيين نائبا للرئيس.... وهل هي قناعة ذاتية لدى الرئيس ..؟؟؟ ام هي ضغوط واملاءات من اسرائيل وامريكا واطراف اخرى...... وكلا كل من الاحتمالين او جمعا فانا مصيبة...... ولان السيناريو مخيم ان بقي هذا الصدود والرفض على واقع الشعب والقضية.....وهل مازال الرئيس بعد هذا السن سيكولوجيا وماديا قادر على ممارسة واجباته بالشكل الذي يطمح به الشعب الفلسطيني....؟؟!! وهل الرئيس يضمن صحته العامة ومسيطر على قرار القدر....... بالتاكيد لا ..... اذا ماذا الذي يجعل الرئيس يرفض رفضا قاطعا تعيين نائبا له في ظل رمال متحركة فلسطينيا وعربيا وحالة ضغط واحتقان شعبي في الضفة وغزة من السلطة وادائها ونمو ظاهرة التطرف وبشكل متزايد في الساحة الفلسطينية....!!! لماذا الرئيس يتجه للقائمة العربية الموحدة في الداخل الفلسطيني ويمدها بالاموال وينشيء لها فضائية عرب 1948، ويهمل الواقع السياسي والوطني في الضفة ..؟؟؟ وبرغم معرفته بان فلسطيني 48 محتقنين من السلطة بوجهها الحالي..... ولا يقبلوا بصفقة التبادل السكاني الذي يعد لها عباس...!! ولماذا يترك الملعب شاغرا للسيد الرئيس من الفصائل اليسارية وغيره...... وهل علم الاخ محمد دحلان بالعبث الذي يحدث في الداخل الفلسطيني .... وماذا ينتظر..؟؟
اسئلة كثيرة وكثيرة كلها تتقاطع وتتشابك في قضية لماذا الرئيس يرفض تعيين نائبا له..... هل هو قلق على مستقبله بعد الثمانيين عاما ام قلق على مستقبل اولاده واحفادة..... لا اعتقد فقد اخذ كل شيء ليؤمن حياتهم لقروون قادمة..... ام ماذا...؟؟؟؟
اعتقد ان الرئيس ماضي في برنامج 2007 لفصل غزة عن الضفة وتسليم مفاتيح السلطة للاسلام السياسي وانهاء دور حركة فتح الوطني ..... ماضي في انهاء اي دور للحركة الوطنية الفلسطينية بكل متجهاتها الفكرية....... ماضي لان يشكل كيانية مع تبادلية على تجمعات سكانية في الضفة والداخل..... وما اهون روابط القرى..؟؟؟
اثيرت قضية نائب الرئيس في اللجنة المركزية...... اكثر من مرة.... في ظل تنافس واطماع لكثيرين في رام الله والضفة تاخذ البعد العشائري والقبلي او الاقليمي وبثوب حركي.... الكل يتطلع لنهاية الرئيس سواء بشكل طبيعي او غير طبيعي .... المهم الصراع محتدم والكنتونات واللوبيات..... الرئيس لا يريد ان يحسم قضية النائب لتشتعل الساحة في الفوضى وربما كثر من ذلك..... لماذا يريد الرئيس هذا المصير والمستقبل للسلطة في حيث بقي متشبثا برفض الفكرة..... بالتاكيد بان فتح ستصبح عشرة فتحاويات..... والاسلام السياسي والسلفي ينتظر من فوق الحائط...... واسرائيل لها الفعل الاقوى والخيار الاقوى ..... ودول اقليمية ودولية تنظر للنوذج الذي يرضي الجميع واولها اسرائيل..... اذا اين نتجه ..... والعلم عند الله........ وفي ظل اصرار الرئيس...
فتح لمن يعطيها !
امد/ داليا العفيفي
من غير المناسب على الإطلاق أن نقوم بسرد تاريخ حركة فتح المشرف ونضالاتها وتضحياتها الأسطورية ، لأن جميعنا يؤمن بذلك وهذه ليس نقطة خلاف ، لكن بكل الأسف ننظر إلى واقع الحركة الذي لم يعد كما كان بل تحول أو تم تحويله بفعل فاعل إلى حالة مؤلمة وغريبة في أوضاع منفرة لا يمكن تحملها أوإحتمالها من أي إنسان يعرف أهمية حركة فتح والآمال التي تعلق عليها الجماهير الفلسطينية ، ليس من باب الحديث فيما آلت إليه الأمور أو نشر ما يسميه البعض الغسيل القذر ، بل من منطلق الإحساس بهذا الحجم الهائل من الألم والجرح النازف بحسرة ومرارة داخل أصغر شبل فتحاوي ، ويحدونا الأمل والأمنيات لإستعادة الماضي الطاهر لبناء مستقبل أكثر إشراقا لهذه الحركة العملاقة .
من غير المستغرب أن البعض يشعر بالإثم وحجم الجريمة فيما يجري داخل الأروقة والكواليس لضرب الروح الكفاحية في الحركة التي أوصلت صوت القضية الفلسطينية للعالم ، حيث باتت بكل ما لها من إمكانيات وما تمتلكه من كفاءات وخبرات وتجارب عاجزة عن إحداث التغيير الحقيقي بداخلها ، وتقديم ما هو جديد على مستوى التفكير والشخوص والآداء ، وممارسة عملية التجديد والتجدد الذاتي على مختلف المستويات ، والأدهى من ذلك محاولة البعض من المتنفذين وأصحاب القرار فيها السعي الدائم من أجل قتل بذور الأمل فيها من الأجيال الناشئة التي لازالت تحتفظ بطهارتها الثورية وعنفوانها النضالي ، بطرق مباشرة أو غير مباشرة ، يقع في مقدمتها إستخدام الأساليب الخاطئة والمغلوطة في التعامل مع الشرائح المجتمعية المختلفة وعدم القدرة على جذب الجماهير وإستقطاب الكفاءات النوعية من الشباب الذي يمثل روح الحركة وعماد مستقبلها ، في حين أن الكثيرين ينطلقون في تعاملهم مع الحركة وجماهيرها من أجل كسب الولاءات الشخصية والشللية ، وليس من منطلق تعميق مفاهيم الإنتماء الحقيقي والشراكة الفعلية في صناعة المستقبل وتحقيق الأهداف الوطنية الجامعة .
إن قطاعات واسعة من قيادات حركة فتح الميدانية وأنصارها خصوصا تلك الفئة التي دفعت في رأسمالها الكفاحي يشعرون بالخزي لأن الأمانة التي وضعها الشهداء في أعناقهم لم تصان،
بعد أن تحولت اليد التي كانت تضرب في عمق المحتل الإسرائيلي غدت هي نفسها السيف المسلط على رقاب الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره ، وتقف سدا منيعا أما كل محاولة لإيقاع الأذى بالعدو المحتل ضمن معادلة التنسيق الأمني المشؤوم .
فقد أضحت حركة فتح اليوم مجرد إقطاعية للرئيس محمود عباس وشركائه من الإنتهازيين والمنافقين وتجار كل المراحل ، لا يسمح لأحد الدخول أو الإقتراب أو الحديث عنها بغير ما يريد الرئيس الذي يرى لنفسه الحق المطلق في قيادتها وفق مزاجه ومصالحه وتوجهاته الشخصية ، إنها الحقيقة المرة التي لم ولن ينكرها أحد حتى من مريديه وأشياعه وليس فقط من قطعت رواتبهم أو تم فصله من الحركة ظلما وعدوانا ، علما بأن هناك من يتحدث جهرا بهذا الشأن وآخر يكتمه بداخله وغيره يكتفي بالحديث في الجلسات المغلقة .
منذ رحل الشهيد أبو عمار" ياسر عرفات " تبدلت وتغيرت الأشياء ، وجاء عباس ليقلب كل المعادلات ، وفي القلب منها إسكات وإقصاء كل صوت معارض في الحركة وكان الإنقلاب الدموي لحماس على السلطة في قطاع غزة فرصته التاريخية لإحكام قبضته على مقاليد الأمور وتمرير مخططاته العبثية ، ففي غزة الواقع يقول أن فتح أسقطت عنها خيار النضال والبندقية وإختصرت نشاطاتها على اللجان الإجتماعية والمهرجانات في أحسن الأحوال وفقط عندما تسمح حماس بذلك ، كأن قطاع غزة في الوقت الذي تتكدس به المصائب وتتراكم وتتعاظم المشاكل على المواطنين لا يحتاج سوى ذلك .
وعلى الرغم من بقاء بعض المجموعات المتفرقة مثل لواء الشهيد نضال العامودي وكتائب شهداء الأقصى، ولواء العاصفة، ومجموعات عبد القادر الحسيني، تمارس العمل العسكري البسيط الذي لا صوت له ولا صدى يحسب حسابه أما في الضفة فالحال أسوأ، فقد قامت حكومة سلام فياض بتعليمات من الرئيس عباس بعد الإنقلاب الدموي في غزة، بجمع السلاح من أبناء كتائب شهداء الأقصى بمختلف تشكيلاتها العسكرية مقابل عفو اسرائيلي عنهم ووظيفة هنا أو هنالك ، أما الذين رفضوا التسليم فقد قامت السلطة بالتخلص منهم بطريقة أو بأخرى،
في النهاية استطاع محمود عباس وهنا أقول الرئيس لأنه هو المسئول الأول والأخير ورئيس حركة فتح أن يقضي إلى حد كبير على فكرة النضال المسلح في الضفة،حتى أنه أسقطها من التاريخ الفتحاوي العريق، ويحاول أن يطمس الفكرة من وجدان الشعب الفلسطيني ككل.
وعندما نعود إلى الماضي الجميل نتذكر جيدا قيادة تلك المرحلة وعظمتها فمنهم من تسابق على الموت لأجل حماية زميله الثائر ومنهم من إختار أن يحمل مكنسة والنزول على رأس جيل شاب لتنظيف المقابر والمؤسسات وأزقة القرى والمخيمات وشوارع المدينة ، وغيرهم من اقتسم لقمة عيش أطفاله بينه وبين جاره ، وأخرين تتساوى بينهم المهمات لتنظيف حمام السجن دون أن يشعر زميل عن زميل بالتميز ، جميعهم كان يبادر بنفسه ولا ينتظر غيره ، على هذه المبادئ تربينا وتعلمنا وعرفنا فتح ، أما قيادات اليوم وبكل أسف يجلسون في بيوتهم أو خلف مكاتبهم التي لا يخرج منها سوى أوامر وتعليمات ، ومنهم من يرى ويعرف المواطن المحتاج لكنه فقط قد يبادر مسرعا إلى نشر حالته على وسائل الإعلام وفضح احتياجات الناس بديل عن السعي للمساعدة وإغاثة الملهوف ، لذلك من المخجل أن بعض القيادات انجازاته عبارة عن زيارات أو لقاءات في إحياء ذكرى أو مهرجانات يطيرها على صفحات التواصل الاجتماعي وكفى الله المؤمنين شر القتال ..إلخ وخلف مسمى صورني شكرا تنتشر بسرعة البرق صوره وهو محاط بعدد من الشبان وبهذا يخرج علينا قائدنا العظيم !!! على الرغم أنه لو كان قائدا حقيقا على قدر مكانته ومنصبه لفكر قبل فعل ذلك ووقدم ما إستطاع ولو أقل القليل لهذا المحتاج ، تخيل هذا السلوك الإنساني أولا كيف يمكن أن يؤثر أو يعلم الكثير ، والأهم من ذلك هذا الجيل الذي تربى على ثقافة الموازنات والمال وإطاعة التعليمات والأوامر دون الإيمان أو الإلتقاء مع غيره بفكرة ومبدأ أصبح عبئا ثقيلا على نفسه أولا بالجري وراء الولاء قبل الإنتماء.
والحديث موجه لكل فتح من القياديين والمسؤولين والطلائع ممن يرفضون منهج التدجين والخصي السياسي والتنظيمي ، فهم يتحملون كامل المسئولية تحديدا فيما يحدث للشباب أو الجيل الجديد ليس بحكم مناصبهم ومراكزهم بل من منطلق القناعة بضرورة إحياء وبعث الأفكار والمبادىء العظيمة ، فإن هذا الجيل في غالبيته يؤمن بأفكار تلتقي مع من يقودها داخل التيار الإصلاحي ويتطلع إلى إصلاح كل خلل في دوائر صنع القرار القيادية ، التي تحاول بقصد أو بغباء تنفير وإبعاد جيل الشباب عن المشاركة الحقيقية في صناعة مستقبلهم وأخذ دورهم الطبيعي في عملية البناء والإستقطاب والتأطير الجدي من خلال السلوكيات الخاطئة والتصرفات غير المحسوبة وعدم الإحساس بالمسئولية ودون ادراك مدى خطورة ذلك الفعل على الفكرة.
إن حركة فتح بعظمتها وكينونتها قادرة على أن تنهض بقوة وتفرز قيادة عظيمة لها في كل موقع لتكون على قدر التحدي ، ولكن على هذا الجيل أي الشباب أن يدرك تماما أن الحقوق تنتزع ولا تمنح ، بالعطاء والنضال المستمر والمثابرة الدائمة ويبقى الذكاء هنا كيف يمكن لك بعملك وسلوكك وقوتك واستمراريتك أن تنتزعها في إطار التنافس النضالي وليس التنافس المالي على الإمتيازات والموازنات .
الاحد:14-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v خضر عدنان والنموذج الفردي في مقاومة السجان
الكرامة برس /عبد الناصر فروانة
v فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
الكرامة برس /أكرم أبو عمرو
v المقاطعة بين الشكل والمضمون
الكرامة برس /د. اسامة الفرا
v التعددية السياسية الفلسطينية
الكرامة برس /احمد سمير القدرة
v طارق عزيز
صوت فتح/ عدلي صادق
v من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته .
صوت فتح/ د.ابراهيم ابراش
v سنوات الظلام .. ثماني سنوات على الانقسام.!
صوت فتح/ أكرم عطا الله
v فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
صوت فتح/ أكرم أبو عمرو
v رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
صوت فتح/ سعيد النجار"ابوعاصف"
v الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح/ يحيى رباح
v رسالة يوسف ندا دعوة إلى الحوار أم التصعيد؟
الكوفية برس / داوود الشريان:
v الظروف صعبة وخطيرة ولا ضرورة للتوتير والمناكفات
الكوفية برس/ صالح القلاب:
v مؤامرة تسليم القطاع .. بداية ما يسمي بالربيع العربي ..
امد/ م./ أحمد منصور دغمش
v نحن أطلقنا حضارة العالم.. وداعش تدمر الآثار
امد/ جهاد الخازن
v في ذكرى سلب غزة ..!!
امد/ وئام ابو هولي
v عباس وازمة الخلافة....!!!
امد/ سميح خلف
v فتح لمن يعطيها !
امد/ داليا العفيفي
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
خضر عدنان والنموذج الفردي في مقاومة السجان
الكرامة برس /عبد الناصر فروانة
لست ممن يدافعون عن الخطوات الفردية في مواجهة السجان بما فيها الاضراب عن الطعام، لكنني في الوقت ذاته من المدافعين وبشراسة عن كل من يقاوم السجان الإسرائيلي بجوعه وعطشه، و يشرع سيف الاضراب عن الطعام في وجه سجانيه. معادلة صعبة وعلينا تفهمها.
فالخطوات الفردية قد تشعل القضية وتحقق حلولا فردية وجزئية، لكنها لا تعالج مشكلة عامة، ولا تؤدي إلى حلولٍ جذرية لهموم الجماعة. ولكن ان قرر فرد أن ينوب بمفرده عن الجماعة. وجب علينا كجماعة، داخل وخارج السجون، دعمه واسناده. وهناك نماذج فردية كثيرة ورائعة.
فحينما تعجز الجماعة عن التوصل الى اتفاق جماعي لخوض مواجهة موحدة ضد السجان، فان المنطق يبرر للفرد أن يقرر المواجهة بمفرده. وفي هذه الحالة تكون الظروف هي التي فرضت هذا الخيار. مع التأكيد على أن خيار الجماعية يجب أن يكون القاعدة دائما وأبدا. وحينما نفشل مجتمعين في اجادة استخدام أدوات المواجهة في التصدي للاعتقال الإداري وغيره من الانتهاكات، يطل علينا المعتقل الفلسطيني "خضر عدنان" ويشهر بجوعه وعطشه، السلاح الأكثر ألما وقسوة وتضحية، ويخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، لينوب عن مئات المعتقلين الإداريين، بل وينوب عنا جميعا كمؤسسات وحقوقيين وناشطين في التصدي لسياسة "الاعتقال الإداري". فينال احترامنا، ويحظى بتقديرنا واشادتنا. وكذلك يجب أن يستحوذ على اهتمامنا وأن نوظف قدراتنا وإمكانياتنا لمساندته في معركته ضد السجان.
وهنا لا يهمني اسمه، ومن أي عائلة ينحدر، كما لا يعنيني لأي تنظيم سياسي ينتمي، ولكن ما يهمني أنه فلسطيني حر رغم الأصفاد الإسرائيلية التي تكبل يديه. فلم يسقط خيار المقاومة السلمية المشروعة حتى في أحلك الظروف وأقساها. فأشهر سلاح الأمعاء الخاوية في وجه سجانيه، وأعلنها ثورة خلف قضبان السجون. ليقدم لنا نموذجا فرديا هو الأروع في التضحية والفداء. فمن حقنا أن نفخر به، ومن حقه علينا أن نسانده في معركته ضد السجان.
ان معركة الأمعاء الخاوية، مثلها مثل أي معركة أخرى، ليست هدفا بحد ذاتها، بل هي الخيار الأخير، غير المفضل، الذي يلجأ إليه الأسرى، في غالب الأحيان، لنيل حقوقهم. ويعتبر الإضراب المفتوح عن الطعام من أقسى واصعب المعارك المشروعة خلف القضبان. وقد خاضت الحركة الوطنية الأسيرة عبر مسيرتها الطويلة عشرات الإضرابات، استمراراً لمظاهر المقاومة المشروعة على الاحتلال، في سبيل انتزاع الحقوق، على قاعدة أن الحق يُنتزع ولا يُوهب. ويبقى من حق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي اللجوء لكافة اشكال المقاومة السلمية المشروعة، بما فيها خوض الإضرابات عن الطعام ( الجماعية أم الفردية) في الذود عن كرامتهم والدفاع عن حقوقهم، والتصدي للانتهاكات الفاضحة التي يقترفها السجان ومن يقف خلفه بحقهم بما فيها "الاعتقال الإداري". هذا الاجراء الذي يعد وفقا للاتفاقيات الدولية
تدبيرا شديد القسوة، وإجراءً شاذاً واستثنائياً، والوسيلة الأكثر تطرفاً، التي يسمح القانون الدولي باللجوء إليه في الظروف الاستثنائية. فيما سلطات الاحتلال أساءت استخدامه وجعلت منه بديلا سهلا للإجراءات الجنائية، واصبح جزءا اساسياً من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين. إذ توسعت في استغلال وتطبيق أمر "الاعتقال الإداري"، الموروث من عهد الانتداب البريطاني، حتى أصبح على يديها، إجراءً عقابيٍاً جماعياً، ضد المواطنين الفلسطينيين.
"خضر عدنان" فلسطيني الهوية والانتماء، يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاما، ويقطن بلدة عرابة في محافظة جنين في الضفة الغربية، اعتقل اداريا عدة مرات، وكان قد فجّر ثورة "الاضرابات الفردية" في السجون في السابع عشر من كانون أول /ديسمبر عام 2011، بعد أن فرضت عليه الظروف ذلك، احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري، دون تهمة أو محاكمة، واستمر اضرابه لمدة ستة وستين يوما متواصلة قبل أن ينتزع انتصارا ضّمِنَ له الحرية. هذا الاضراب الذي خاضه بثبات دون تراجع، وارادة لا تلين، واصرار غير مسبوق، أحدث حراكا نضاليا داخل السجون، وشكّل دافعا للآخرين لخوض اضرابات فردية مماثلة، فحققوا العديد من الانتصارات على المستوى الفردي والجمعي، مما أجبر سلطات الاحتلال على التراجع في الافراط في استخدام "الاعتقال الإداري". الأمر الذي أدى الى تناقص لافت في أعداد المعتقلين الإداريين الى أكثر من النصف مع نهاية العام 2012.
وفي الثامن من يوليو/تموز 2014 أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله اداريا، لمدة 6شهور، وبعد انتهاء المدة جددت له للمرة الثانية لمدة 4 شهور، وفي الخامس من آيار/مايو الماضي، قرر خوض الاضراب المفتوح عن الطعام، رفضا لاستمرار احتجازه التعسفي تحت ما يُسمى "الاعتقال الإداري واحتجاجا على التجديد له للمرة الثالثة، دون تهمة أو محاكمة وبلا مسوغ قانوني. ليقدم بذلك حالة نضالية فردية وفريدة، نوعية ومتميزة، في التضحية والفداء قلما شهدتها السجون في اسرائيل والعالم قاطبة. وهو لا يملك من القوة، سوى قوة الإيمان بالله، وعدالة قضيته، متسلحاً بإرادة فولاذية لا تنكسر وعزيمة لن تلين، وثقة لا تتزعزع، ثقة بنفسه و بإخوانه الأسرى ، وشعبه وأمته وأحرار العالم.
"خضر عدنان" ... أنت الحر ونحن الأسرى وحتماً ستنتصر وسننتصر معك بإذن الله
فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
الكرامة برس /أكرم أبو عمرو
اليوم الرابع عشر من شهر يونيو ، يكون قد مر ثماني سنوات على الانقسام الأسود ، في هذا اليوم الذي يمكن تصنيفه في سلسلة النكبات التي حلت بشعبنا بالنكبة الثالثة ، هذا اليوم كان من المفروض أن يكون وقودا يشتعل تحت مرجل المستقبل الفلسطيني لإنضاجه لا إلى حرقه وتدميره ، كان من المفروض أن يكون بداية لمراجعات حقيقية وجادة لكل السياسات والمسلكيات الفلسطينية من اجل الخروج بمنهج جديد يقودنا إلى المستقبل المنشود ، لكن وبأيدي فلسطينية تم تحويله إلى نافذة عريضة للدمار والخراب والضياع ، ضياع شعب ، وضياع وطن ، وضياع قضية .
نقول هذا الكلام ونحن ننظر إلى تلك السنوات الثماني وهي تمر أمام أعيننا ببطء شديد ، عانى فيها شعبنا اشد المعاناة فالوطن تم تقسيمه أرضا وشعبا ، ثماني سنوات عجزت فيها كل المحاولات لرأب الصدع بين الإخوة ، ثماني سنوات شهدت
ثلاث حروب مدمرة شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حصار مستمر لم ينقطع ، والنتيجة قتل وتدمير وفقر وبطالة ، وما زلنا نبحث عن فلسطين في وسط هذا الركام .
بالأمس أوردت وكالات الأنباء خبرا مفاده إرسال إسرائيل رسالة تهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وفيها بان الدبابات الإسرائيلية يمكنها السيطرة على الضفة الغربية خلال 24 ساعة ،إذا استمرت القيادة الفلسطينية في محاولات عزل إسرائيل ، واعتقد أن مسالة محكمة الجنايات الدولية ، والفيفا ، وطلبات الاعتراف بالدولة في مجلس الأمن ،والدعوة إلى استئناف المفاوضات ، كانت حاضرة في هذه الرسالة، وفيها اعتراف إسرائيل بشروعها في دراسة إنشاء الميناء والمطار في قطاع غزة ، وجاءت هذه الرسالة في الوقت الذي أطلق فيه نتنياهو تصريحا بأنه لا يغترف إلا بدولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وتأتي هذه الأخبار جميعها في ظل توالي زيارات العديد من الوفود الأجنبية التي يرأسها مسؤلين كبار على قطاع غزة ، والهدف المعلن دائما هو الاطلاع على أحوال قطاع غزة .
إذن من هنا يمكن قراءة الخطوط العامة لطبيعة المرحة القادمة ، حيث تدرك إسرائيل حقيقة ما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية الداخلية منها والخارجية ، الداخلية حيث يقف الانقسام كأكبر معالم هذه الحالة سوءا ، ثم الصراع الحزبي والفصائلي الداخلي سواء بين الفصائل الكبرى ، أو داخل الفصائل ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تغليب الأجندات الحزبية والفصائلية على حساب الأجندة الوطنية من جهة واشتداد حالة المعاناة لشعبنا المرهق والمنهك جراء الحروب والحصار ، وبالتأكيد إسرائيل هي العامل المؤثر بل والفاعل في أحداث هذه الحالة ، التي تقودها إلى تمكنها من إنهاء الصراع السياسي والتاريخي مع الفلسطينيين وذلك بقتل الحلم الفلسطيني محاولة استغلال البعد الإنساني للوصول إلى أهدافها ، أما الخارجية فإسرائيل تدرك ما آلت إليه قضيتنا من تراجع على سلم الأولويات العربية والإقليمية بل والدولية ، تدرك طبيعة العلاقات العربية الفلسطينية وخاصة العلاقات الشعبية ، تدرك تماما ما آلت إليه العلاقات بين الشعبين الفلسطيني من جهة والشعب المصري ، والأردني ، والسوري ، والعراقي، وباقي الشعوب العربية ، حيث بدأت النظرة والموقف المؤيد والمساند المتعاطف في اقل الأحوال في الفتور ، بل في كثير من الأحيان إلى التنكر والاستنكار ، لقد أصبح هم الدول العربية وشعوبها مصالحها الوطنية أولا وثانيا وثالثا ، في ظل رياح عاصفة وما زالت تهب على منطقتنا ، ولا نعرف متى ستهدأ أم أنها ستستمر لتحرق الأخضر واليابس وهو على الأرجح تحت مظلة التغيير تارة ، والديمقراطية ومحاربة الظلم تارة أخرى
وعلى الرغم من هذه الحالة السوداوية إلا أن هناك ثمة أمورا في الأفق ربما تبث لنا بعض الأمل وإن كان بعيدا ، فهناك حملة المقاطعة لإسرائيل والتي وصلت إلى الشركات الأوروبية الكبرى وقرارها بوقف استثماراتها في الأراضي الفلسطينية ، وهناك أمور كثيرة تحدثنا وتحدث الكثير بدءا من الدولة المعترف بها امميا ، ومحكمة الجنايات الدولية ، لكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة لتتحول أداه تقدم وأداة اندفاع ناحية الهدف ،
وعلى الرغم من أن فحوى الرسالة الإسرائيلية إذا كان خبرها صحيحا ليس جديدا ، فإن السؤال الذي يراودني الآن ما هو رد القيادة الفلسطينية على تلك الرسالة التهديدية الإسرائيلية ، هل ستودع في الأدراج ، أم يتم الاستجابة لها ، اعتقد أن هناك فرصة سانحة للرد عليها ، ردا ليس بالبيانات الباهتة ، قريبا ستعقد القيادة الفلسطينية اجتماعاتها ، أتمنى أن يكون الرد الأول على إسرائيل بلا قاطعة لا للمفاوضات العبثية ، خاصة أن نتنياهوا قام بتسهيل الرفض الفلسطيني للمفاوضات عندما صرح بعدم اعترافه إلا بدولة منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة ، والرد الثاني هو الإعلان عن انتهاء السلطة الوطنية وإحلال الدولة بدلا منها ، وليتاتي دبابات نتنياهو لاحتلال الضفة ، إذا أراد لأنه سيصطدم حتما بإرادة شعبنا أولا ،
والرد الثالث هو توجه وفدا من القيادة فورا إلى قطاع غزة للإشراف الجاد والقوي على إنهاء الانقسام وعدم مغادرة القطاع إلا بعد إتمام مهمتها ، بدون حجج واهية حول عرقلة المهمة .
فلسطين قادمة وعائدة بإذن الله رغم كل الصعاب ورغم كل حالات التيه والضياع ، وهي باقية وسوف تفشل كل محاولات إخفائها وطمسها ، طالما أن أصحابها هم شعبها الفلسطيني الخالد .
المقاطعة بين الشكل والمضمون
الكرامة برس /د. اسامة الفرا
بعد إجتماعه بكبار المسئولين الأمنيين والقضائيين، قرر رئيس حكومة الاحتلال رصد مائة مليون شيكل لمحاربة المقاطعة على إسرائيل الآخذة بالإزدياد، ومن المرجح أن يتم مضاعفة المبلغ لاحقاً، ويدرس رئيس حكومة الاحتلال تعيين مستشار خاص للشؤون القضائية المتعلقة بالمقاطعة، في الوقت الذي إعتبر العديد من قادة الاحتلال أن المقاطعة بمثابة كرة ثلج تتدحرج، وهو الذي دفع وزارة خارجية الاحتلال لوضع التصدي لحملة المقاطعة على رأس سلم أولوياتها، وبطبيعة الحال بدأت اسرائيل بتشغيل اسطوانتها المشروخة بتوجيه اتهام معاداة السامية لكل من ينادي بمقاطعة اسرائيل.
رغم أن قرار المقاطعة العربية جاء قبل تأسيس دولة اسرائيل، وحددت لاحقاً جامعة الدول العربية المقاطعة بتصنيفاتها الثلاث، إلا أن المقاطعة العربية على مدار عقود عدة لم تأت بنتائج ملموسة، وتحول مكتب المقاطعة المركزي التابع للجامعة العربية وفروعه في الدول العربية إلى مكاتب جل همها صياغة تقرير بذات المفردات والعبارات، والحقيقة أن المقاطعة العربية لم تشكل يوماً ما ضغطاً على إسرائيل بقدر ما استفادت الأخيره منه في تقمص دور الضحية في بحر العداء العربي لها، حيث تمحورت المقاطعة العربية على الشق الاقتصادي الذي بقي دون تأثير يذكر، فيما المقاطعة السياسية تمثلت في عدم الإلتقاء بقادة الاحتلال، وأكثرها تقدمية تمثل في خروج الوفود العربية من قاعة المؤتمرات لحظة إلقاء قادة الاحتلال لمداخلاتهم فيها.
اليوم المقاطعة التي بدأت تؤلم دولة الإحتلال اختلفت شكلاً ومضموناً عن المقاطعة العربية، المقاطعة التي تقودها المجتمعات الأوروبية تشمل مناحي عدة، بدءاً بالجانب الثقافي حين وقعت أكثر من ألف مؤسسة ثقافية بريطانية على التزامها بمقاطعة دولة اسرائيل، لم تلبث دول أخرى أن سارت على نفس الطريق، وكذلك فعل الأكاديميون وإتحاد الطلاب، وطالبت أحزاب ومؤسسات أوروبية قيادة الإتحاد بتجميد اتفاقية التجارة الحرة مع اسرائيل، فيما إمتنع عمال موانيء في أمريكا عن تفريغ سفن اسرائيلية.
لكن يبقى القرار الأهم في المقاطعة هو نية الاتحاد الأوروبي بوضع علامات على البضائع المصنوعة في المستوطنات، وهو ما عبرت عنه صراحة وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي "فيدريكا موغيريني" في اجتماعها الأخير مع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي، حيث من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الفترة القريبة القادمة، الملفت أن حراك مقاطعة اسرائيل وإن بدأ من خلال مؤسسات المجتمع المدني في دول الإتحاد الأوروبي إلا أنه بات يشكل اليوم ضغطاً على مؤسسات صناعة القرار، وفي ذات الوقت أخذت مساحته تتسع إلى دول خارج منظومة الاتحاد الأوروبي من الصين شرقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً.
المقاطعة بوجهها الجديد لم تضع الشق الإقتصادي محوراً لها وإن حاولت أن تبني عليه، لكن البعد الأخلاقي في المقاطعة يؤرق إسرائيل أكثر من شقه الإقتصادي، فهو وإن أخفقت الأمم المتحدة عن وضع اسرائيل على قائمة العار، فالواضح أن المقاطعة الدولية لدولة الإحتلال يفرض حصاراً أخلاقياً وقانونياً عليها، ويضعها في المكانة الطبيعية لها بإعتبارها المجرم لا الضحية.
التعددية السياسية الفلسطينية
الكرامة برس /احمد سمير القدرة
التعددية السياسية: مفهوم ليبرالي ينظر إلى المجتمع على أنه متكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة ذات مصالح مشروعة ومتفرقة, ويذهب أصحاب هذا المفهوم إلى أن التعدد والاختلاف يحول دون تمركز الحكم ويساعد على تحقيق المشاركة وتوزع المنافع. والتعددية السياسية بالمعنى المتعارف عليه يقصد بها التعددية الحزبية وذلك بأن يسمح النظام السياسي بقيام عدة أحزاب السياسية, ومعنى الحزب السياسي: عبارة عن مجموعة من الناس يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة ويتمتعون بالتنظيم ويعتنقون ذات المبادئ السياسة وهدفهم الوصول إلى السلطة والمشاركة في الحكم.
جذور التعددية السياسية في فلسطين:
بدأت فكرة الأحزاب والتنظيمات السياسية الفلسطينية في البروز بعد النكبة, منذ اندماج العمل السياسي في التيار القومي العربي الذي كان يتصدر طليعة العمل السياسي آنذاك, وما رافقه من أثر بارز للعمل السياسي لأبناء الشعب الفلسطيني, إلا أن حالة التشتت والتوزع التي رافقت النكبة سواء داخل فلسطين أو في دول الجوار العربي, أعاقت الجهود الفلسطينية في قيادة العمل الوطني الفلسطيني داخلياً وخارجياً لعدم وجود جسم سياسي, على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلتها الهيئة العربية العليا, فقد عقدت المؤتمر الفلسطيني الأول في قطاع غزة في أكتوبر 1948, وأنشأت المجلس الوطني برئاسة أمين الحسيني وشكلت حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي عبدالباقي.
تم التباحث على المستوى الرسمي العربي لأول مرة عام 1959 مسألة تنظيم الشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ قراراً بإيجاد كيان رسمي, وذلك خلال أعمال الدورة (31) لمجلس جامعة الدول العربية, وبقي القرار يراوح مكانه حتى عام 1963, حيث تولى أحمد الشقيري تمثيل فلسطين في جامعة الدول العربية بدلاً من أحمد حلمي عبدالباقي نظراً لوفاته, وبدء الشقيري في العمل الحثيث والاتصال بالشعب الفلسطيني والدول الأعضاء بهدف التوصل لإقامة كيان سياسي فلسطيني لتنظيم الشعب الفلسطيني, فتم عقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في القدس في 28 مايو 1964 وأعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني, بحضور ممثلي تجمعات الشعب الفلسطيني في 2 يونيو 1964. ومنذ مطلع عام 1965 بدء الإعلان بشكل رسمي عن انطلاق وتأسيس الحركات والأحزاب السياسية الفلسطينية, استكمالاً لدورها الذي كان قائماً منذ أحداث النكبة بالعمل الفدائي, وبدأت الأحزاب والحركات والفصائل الفلسطينية بعد النكسة بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية والانضواء تحت لوائها, مع بقاء صفة الاستقلالية لكل تنظيم لتأكد على التعددية السياسية في الحياة السياسية الفلسطينية والنظام السياسي.
المرجعية القانونية للتعددية السياسية الفلسطينية:
أكدت وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني على أن نظام الحكم في فلسطين, هو نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون. كما جاء في البند الأول من المادة رقم (26) من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003 على (للفلسطينيين حق المشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات ولهم على وجه الخصوص الحقوق الآتية: تشكيل الأحزاب والانضمام إليها وفقاً للقانون). وعلى الرغم مما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال والقانون الأساسي إلا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد قانون للأحزاب السياسية الفلسطينية, ويتم التعامل وفقاً للقانون الأردني للأحزاب السياسية, القانون رقم (15) لسنة 1955.
الواقع الفلسطيني في ظل التعددية السياسية:
منذ أن بدأت الأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية بالتشكل على مختلف أفكارها وأيديولوجياتها وتوجهاتها (علمانية وإسلامية), والتي بمجملها امتداد طبيعي للتيار القومي العربي وجماعة الإخوان المسلمين, وتأسيساً للانطلاق والظهور الرسمي على الساحة الفلسطينية عملت الأحزاب والحركات السياسية على صياغة البرنامج السياسي والنظام الداخلي لتحدد طبيعة العمل والمهام التي من أجلها تم إنشاء هذا الحزب من حيث المبادئ والأهداف والمرتكزات, محددة الدوائر واللجان التي من خلالها يتم تنفيذ برنامج ورؤية الحزب, فهناك الدائرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والعسكرية والمرأة والعلاقات الدولية والتعبئة والتنظيم...ألخ. وحين التفحص الدقيق لكافة البرامج السياسة لكافة الأحزاب والحركات الفلسطينية بمختلف مسمياتها سنجد العديد من العوامل المشتركة سواء في الأهداف أو المبادئ أو الرؤية, فجميعها يجمع دون استثناء عن مقارعة الاحتلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني وإعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وعدم التنازل والتفريط بأي منها, وذلك من خلال العديد من الوسائل والطرق حسب متغيرات ومتطلبات المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية محلياً وإقليمياً ودولياً, فعلى الرغم من أن العمل العسكري كان في صدارة الوسائل في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية, إلا أن العمل السياسي والتحركات الدبلوماسية كانت تسير بالتوازي مع العسكري, بناءً على تنسيق مسبق بين كافة الفصائل الفلسطينية في مرحلة ما قبل السلطة الفلسطينية وإن كان هناك بعض التحفظات والملاحظات من قبل الفصائل, إلا أن أي تحرك وأي قرار سياسي كان يتم ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
تتمتع النظم السياسية الديمقراطية البرلمانية بالتعددية السياسية والحزبية, إذ تنبع أهمية التعددية السياسة بأنها تشكل قناة للمشاركة والتعبير عن الرأي, وتأكد على الممارسة والحياة الديمقراطية, كما أنها تفتح المجال للتداول السلمي للسلطة وفقاً لأحكام القانون والنظام الانتخابي الذي يتلاءم مع النظام السياسي, كما أنها أداة من أدوات التنشئة والتجنيد السياسي, وتضفي الشرعية على نظام الحكم, وهي بمثابة صمام الأمان لمراقبة أعمال الحكومة, كما أنها تساهم في صنع القرار السياسي. وعليه نطرح التساؤل التالي, هل التعددية السياسية التي يتمتع بها النظام السياسي الفلسطيني تعددية حقيقية تؤمن بالديمقراطية وبالآخر أم أنها شكلية, وهل لهذه التعددية تأثير في عملية صنع القرار السياسي الفلسطيني؟
في النظم السياسية الديمقراطية تخضع كافة المؤسسات الرسمية التابعة للنظام السياسي للانتخابات الدورية وفق ما حدده الدستور والنظام الانتخابي بتحديد المدة الزمنية لكل استحقاق انتخابي لتجديد الشرعية القانونية والسياسية للمؤسسة الرئاسية والبرلمانية, وبما أن النظام السياسي الفلسطيني ونظام الحكم كما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال بأنه نظام ديمقراطي برلماني, وحددته المادة الخامسة من القانون الأساسي المعدل لسنة 2003 على أن نظام الحكم في فلسطين نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية والحزبية, فالمؤسسة الرئاسية والتشريعية تخضع للانتخابات الدورية حتى تستمد شرعيتها وقانونيتها كما جاء في القانون الفلسطيني المعدل لسنة 2003 وقانون الانتخابات لسنة 2007 وذلك كل أربع سنوات وهي المدة القانونية. فقد شهدت فلسطين منذ قدوم السلطة دورتين انتخابيتين للمؤسسة الرئاسية والتشريعية, فالدورة الأولى تم إجراؤها في عام 1996 والدورة الثانية (2005 رئاسية و2006 تشريعية).
وإجابة على التساؤل السابق, فالساحة الفلسطينية تتمتع بالتعددية السياسية والحزبية منذ عقود, فهناك أكثر من ثلاثة عشر تكوين سياسي ما بين حزب وحركة مختلفة الأفكار والتوجهات والأيدولوجيات منها ما هو علماني ومنها ما هو إسلامي كما تم الإشارة سابقاً, فبالرغم من أن النظام السياسي الفلسطيني أتاح مبدأ التعددية السياسية والحزبية واتخذ من قانون الأحزاب السياسية للأردن مرجع قانوني, إلا أن حالة التعددية السياسية هذه لم ترقى لدرجة الممارسة الفعلية الحقيقية وإنما بقيت ممارسة شكلية وهو ما يمكن ملاحظته بشكل جلي بإتاحة المجال أمام الأحزاب والفصائل للتعبير عن مواقفها وآرائها وأهدافها ولكن عدم السماح لها بأن تقوى لدرجة الهيمنة, واقتصار الأمر على حزبين رئيسيين وهما فتح وحماس وهذا ناتج عن القاعدة الجماهيرية الكبيرة لكلى الفصيلين والقدرة على التأثير في الرأي العام, وما يؤكد ذلك بالممارسة الشكلية للتعددية السياسية والحزبية العديد النقاط التي يمكن إيجازها بالتالي: أولاً: الدور المحدود للفصائل الفلسطينية المنضوية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية في صياغة القرار السياسي والتأثير على صانع القرار, ثانياً: اقتصار صنع القرار على الجهات السيادية والممثلة بالرئاسة واللجنة التنفيذية للمنظمة, ثالثاً: الغياب التام لدورية الانتخابات والتي أدت إلى انتفاء صفة الشرعية القانونية عن المؤسسة الرئاسية والتشريعية على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل كافة الفصائل لإجراء الانتخابات مع بقاء تلك الدعوات حبيسة البيانات, رابعاً: غياب مبدأ التداول السلمي للسلطة والذي تعزز بالانقسام, خامساً: نسبية التأثير في الرأي العام من قبل الفصائل الأخرى, سادساً: عدم القدرة على تحقيق التطور والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, سابعاً: عدم القدرة على الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, تاسعاً: فشل كافة الفصائل الفلسطينية في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفشلها في تعزيز الحياة الديمقراطية والمشاركة السياسية, عاشراً: عدم وجود برنامج واستراتيجية وطنية موحدة بين كافة الفصائل للتعامل مع المتغيرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية وبالتالي عدم وجود إجماع على تحركات القيادة والتشكيك بها وبجديتها.
وأمام هذا الواقع ما هو المطلوب لتعزيز وترسيخ التعددية السياسية والحزبية؟ أولاً: ضرورة اشراك كافة الفصائل الفلسطينية في صناعة وصياغة القرار الفلسطيني, ثانياً: ضرورة الأخذ بكافة الملاحظات التي تبديها الفصائل الأخرى حول القضايا الرئيسية, ثالثاً: تعزيز مبدأ المشاركة السياسية والعملية الديمقراطية, رابعاً: الحرص على دورية الانتخابات والتأكيد على مبدأ التداول السلمي للسلطة والسماح لأي حكومة منتخبة بممارسة مهامها على أكمل وجه خلال فترتها القانونية, خامساً: صياغة برنامج واستراتيجية وطنية موحدة تُجمع عليها كافة الفصائل الفلسطينية لكافة التحركات والجهود السياسية من قبل القيادة, سادساً: مساهمة كافة الفصائل في عملية التنمية والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تقديم الرؤى والمقترحات للحكومة والجهات الرسمية, سابعاً: القبول بالرأي والرأي الأخر وتعدد الأفكار والسماح بحرية التعبير والرأي والنشر وعدم التقليل من شأن أي فصيل مهمها كان حجمه وقوته والسماح لها
بممارسة أنشطتها وفعالياتها دون اعتراض وفق القانون, ثامناً: تعزيز مبدأ المسائلة والمحاسبة والمراقبة وخضوع كافة الفصائل للقانون, تاسعاً: إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والتأكيد على أهمية الحوار الوطني لحل الخلافات الداخلية وللتباحث حول كافة القضايا الفلسطينية وكافة التحديات التي يتعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني.
طارق عزيز
صوت فتح/ عدلي صادق
هنيئاً لجمهرة الصامتين العرب، صمتهم، استنكافاً عن الإعراب عن الأسف، للموت المأساوي الذي غيّب الغائب في سجنه، طارق عزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، في العراق الجميل الموحد، الخالي من الميليشيات المسعورة والدواعش الضالة. فقد أحجم هؤلاء، حرجاً ــ على الرغم من حزنهم المكنون ــ عن التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي وقف احتراماً لجنازة امرأة، ولما قيل له إنها يهودية يا رسول الله، أجاب:"إن الموت فزعٌ، فإذا رأيتم الجنازة قوموا"!
ذلك علماً، بأن طارق عزيز ذاك، كان عاشقاً للعراق ولفلسطين وللأمة وللوطن الكبير شئنا أم أبينا، أو شاء الذين اختطفوا جثته أم أبوا، ويكفيه براءة وجمالاً، في ميتته، أن من اختطفوا جثته، ومن لفقوا له الاتهامات وهو لم يكن صاحب أي قرار في معالجة الأوضاع الداخلية؛ هم أنفسهم مؤسسو زمن نابشي القبور، وحارقي المساجد والحسينيات، وقاطعي الرؤوس، ومنتهكي القرى، ومقسمي الشعب الى فرعين تنبثق عنهما أفخاذ وأزقة: أسياد وعامّة. الأولون اتباع مرجعيات الطائفة الغالبة، والعامّة هو الوصف الذي أدخله الغالبون على سائر العراقيين، عندما أطلقوه على الطائفة الأقل عدداً، قبل أن ينتهكوا حقوقها كعامّة!
حتى خلجة القلب الأخيرة، كان طارق عزيز منسجماً مع نفسه، لا يبرح رؤيته لما جرى ولما يجري. لا تضطرب المعاني ولا تتوارى الأحكام ولا تتناقض الآراء ولا تزدوج المعايير، مثلما يحدث عند أصحاب الضجيج المعادي لفظياً للإمبريالية الأميركية، الذين ترش أفواههم على الآخرين، أوصاف العمالة والمروق، بينما حضورهم نفسه، لم يكن إلا بفضل الدبابة الأميركية.
كان الخائنون الأغراب، أصحاب الدبابة، قد اعتقلوا طارق عزيز عندما سلّم نفسه لهم طوعاً، مستأنساً بنظافة يديه، وبراءته من دم أي عراقي، وبأيديه البيضاء في الدفاع عن قضايا الأمة. لكنه عُذِّب وهو في سن السبعين، على النحو الذي لا يقوى جسده على احتماله. لقد أحسن الظن بكل العراقيين. فهو القائل عندما سأله وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر، عن علاقته بالكعبة المشرّفة وهو المسيحي؛ أجاب قائلاً: إن مقدسات شعبي هي مقدساتي!
تذهلنا مكابرة هؤلاء الذين ظلوا يرون في رجل كطارق عزيز، أحد رموز حقبة عراقية رديئة. كأنهم لا يعرفون القياس ولا المقابلة بين الأوضاع والمراحل. فإن قلنا، إن هؤلاء شديدو بأس في مقارعة الديكتاتورية، تحيّرنا شدة بأسهم في الدفاع عن ديكتاتورية أعتى، مجاورة، انفجر المجتمع في وجهها من تلقاء نفسه، فيما هي لا تزال قائمة، لم تعصف بها طائرات
الأميركيين وجيوشهم. وفوق هذا كله، يرمون الملايين التي رفضت الدكتاتورية الأخرى، بالعمالة لأميركا نفسها التي جاءت بهم الى سدة الحكم!
ولئن كانت تجربة حكم الرئيس صدام حسين، موضع خلاف، فإن نذالة التصرف في تلفيق الاتهامات لطارق عزيز، وتعذيبه، وتعريضه لموت بطيء لكي يتألم في كل دقيقة من زمنه العسير، ثم خطف جثته وهو ميت؛ إنما يعكس حقيقة أن هؤلاء الذين جعلوا الدواعش عمالقة زمننا الرديء؛ وتقهقروا أمامهم وأطلقوا سيقانهم للريح؛ لن يبنوا عراقاً شبيهاً بعراق طارق عزيز، في عمرانه ووحدته وسخائه وتآلف جيشه وأمن الناس فيه!
الى طارق عزيز في قبره، أو اليه في خاصرة تابوته وصليبه اللامع: لقد أفزعنا موتك، بصرف النظر عن التجربة والخطأ، في عراق الأمس. ومثلما أوصانا رسولنا الكريم، نقف اجلالاً لمرورك الى القبر والى التاريخ!
من سيناريوهات حل الصراع إلى سيناريوهات إدارته .
صوت فتح/ د.ابراهيم ابراش
بالرغم من الاستعصاءات التي تكتنف القضية الفلسطينية ، سواء على مستوى المشهد الفلسطيني الداخلي ،أو المشهد العربي حيث الحروب والانشغالات الداخلية لها السبق على أية قضية اخرى بما فيها القضية الفلسطينية،أو المشهد الإسرائيلي حيث مجتمع وحكومة هما الأكثر عنصرية ويمينية في تاريخ إسرائيل ،بالرغم من كل ذلك فهناك حقيقة تفرض نفسها وهي أن 12 مليون فلسطيني ما زالت قضيتهم بدون حل،لأن الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن حقوقه التاريخية ولم يفوض أحدا من قياداته للتوقع على حل نهائي للصراع مع الاحتلال .ما يمنح الفلسطينيين جرعة من الأمل أن العالم أصبح أكثر تفهما وتأييدا لحق الفلسطينيين في دولة،وبسب كل ذلك فإن إسرائيل في مأزق حقيقي بالرغم من كل مظاهر القوة البادية عليها،ومأزقها مستمد من عدم حل القضية الفلسطينية حتى اليوم .
في نفس الوقت فإن كل أطراف الصراع باتت مقتنعة بأن المعطيات الراهنة لا توفر فرصة مناسبة لحل سياسي يرضي كل الأطراف ولذا نلاحظ في الفترة الأخيرة تراجع الحديث عن سيناريوهات حل الصراع في الشرق الاوسط وتراجع الدافعية نحو إنهاء الانقسام حيث ملف المصالحة اصبح متداخلا مع ملف التسوية،ليحل محلة الحديث عن إدارة الصراع .لذا فإن السيناريوهات المتوقعة للتعامل مع القضية الفلسطينية،سواء على مستوى الصراع الإسرائيلي العربي بشكل عام ،أو في إطار المصالحة الوطنية،لن تخرج على المدى القريب عن نهج إدارة الأزمة،أزمة الصراع مع إسرائيل وأزمة الانقسام ، - وهذا ما يجري بالفعل في السنوات الاربع الاخيرة - ، الأمر الذي يتطلب كثيرا من الحذر والعقلانية ،لأن كيفية إدارة الصراع ستحدد معالم الحل المستقبلي ومخرجاته .
وفي هذا السياق فإن السيناريوهات المتوقعة على المدى القريب :-
السيناريو الأول: إنجاح المصالحة الوطنية ولكن على أسس جديدة
هذا السيناريو يؤسَس على المراهنة على نجاح جهود المصالحة وقدرة حكومة الوفاق على تفكيك الملفات العالقة مما سيؤدي لاستلام الحكومة مقاليد الأمور في قطاع غزة الأمر الذي سيؤدي لحل المشاكل الناتجة عن الانقسام كفتح معبر رفح والموظفين الخ وهو ما سيساعد أيضا على إعمار قطاع غزة ثم التفرغ لمواجهة إسرائيل ومخططاتها الاستيطانية والتهويدية في الضفة والقدس .
هذا السيناريو يندرج عند الجمهور الفلسطيني في باب التمني الذي لا يسنده عمل رسمي جاد حتى الآن،وخصوصا مع تعثر حكومة الوفاق بالقيام بعملها ، فبعد مرور عام كامل على تشكيلها فالمصالحة وإنهاء الانقسام ليسا اقرب منالا ، بل في ظل وجودها زادت الأمور تفاقما. ستتغير الامور في حالة تغيير الحكومة لتصبح حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها كل الأحزاب والحركات السياسية لتتحمل مسؤوليتها الوطنية في هذا الظرف الصعب والمنعطف المصيري،وكفى الأحزاب تهربا من المسؤولية والتخفي وراء الانقسام والشعارات الكبيرة وتكرار الكلام الممجوج عن الصمود والمقاومة والتمسك بالثوابت ،فيما الانقسام يتعمق ويتكرس ،وإسرائيل تواصل انتهاكها كل الثوابت والمحرمات .
نجاح حكومة وحدة وطنية يحتاج أولا للاعتراف بمفهوم الوطنية : هوية وانتماءا ومشروعا وطنيا وتجسيدها مشاركة سياسية حقيقية،كما تحتاج لحسن نوايا القوى السياسية التي تطالب بها ،فالخشية أن يكون مطلب حكومة وحدة وطنية (قول حق يراد به باطل) ، والباطل هو إسقاط حكومة الوفاق الوطني وكسب مزيد من الوقت لاستكمال مخطط إقليمي يجري الإعداد له لتكريس الانقسام وإقامة دويلة غزة .
السيناريو الثاني : انفجار الاوضاع في غزة
ويؤسَس هذا السيناريو على مراهنة البعض – فلسطينيين وغير فلسطينيين - بأن استمرار إغلاق معبر رفح وبالتالي استمرار الحصار وإعاقة الإعمار وانغلاق افق التسوية العادلة والمصالحة الجادة ، سيدفع أهل غزة للانفجار أو الثورة ، دون تحديد معنى الانفجار وبوجه مَن سيكون ؟ وقد تطرقنا للموضوع في المقال السابق . من الممكن حدوث حالة من الفوضى والانفلات الأمني في قطاع غزة ، سواء بسبب الحصار والفقر ، أو لأسباب سياسية كضعف حركة حماس وتضعضع هيبتها،أو وجود جماعات مسلحة قديمة أو جديدة غير راضية عن سلطة حماس وخياراتها السياسية والأمنية وخصوصا إذا ما تأكدت مفاوضات الهدنة طويلة المدى مع إسرائيل .أما أن تنفجر غزة في مواجهة إسرائيل فتجارب وحصيلة ثلاثة حروب لا تشجع على ذلك وخصوصا في ظل الحديث عن وساطة قطرية وتركية وأوروبية بين حماس وإسرائيل .اما المراهنة على ثورة أو انفجار في قطاع غزة ضد حماس ، فأمر لا يخلو من خطورة كما أنها مراهنة لا تؤسَس على تحليل وفهم واقعي وعقلاني لخصوصية الحالة الفلسطينية ولطبيعة الشعب الفلسطيني الذي يرفض الانزلاق لحرب أهلية .
وفي هذا السياق ندين ونحذر من أية أعمال عنيفة كالتفجيرات والاغتيالات ضد مؤسسات وأشخاص حركة حماس ،كما جرى في الايام الأخيرة ،لأن هذه الاعمال لن تخدم إلا إسرائيل التي ستغذي حالة الفتنة ، وستزيد من القبضة الأمنية لأجهزة حماس وبالتالي من معاناة اهالي القطاع ،دون إمكانية إسقاط سلطة حماس ، وعلينا الاستفادة وأخذ العبر مما يجري في سوريا وليبيا والعراق واليمن .
السيناريو الثالث : الاشتغال على دويلة غزة
هذا السيناريو يحظى بفرص أكبر للنجاح ، ليس لأنه حل وطني او عادل بل لأن يمثل نقطة تقاطع لمخططات وأهداف عدة اطراف :إسرائيل وأطراف فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية ، وهو يؤسَس على توظيف حصار غزة وتعثر حكومة التوافق لتبرير التفاوض مع إسرائيل حول مصير قطاع غزة بمعزل عن مجمل القضية الفلسطينية. في ظني وما يثير القلق أن استمرار إغلاق معبر رفح بشكل غير مسبوق مع استمرار إعاقة الإعمار بشكل مقصود وممنهج سيدفع لاستكمال مشروع دويلة غزة،من خلال فتح حركة حماس،السلطة الفعلية الحاكمة في قطاع غزة ،قنوات مفاوضات مع إسرائيل لفتح منفذ بحري بديل لمعبر رفح مقابل هدنة طويلة المدى،وستكون دويلة غزة والهدنة جزءا من استراتيجية إسرائيل لإدارة الصراع وقد تحولها إسرائيل لاحقا لجزء من تسوية نهائية حيث الجزء الثاني للتسوية هو التقاسم الوظيفي في الضفة .
إسرائيل ستكون مستعدة لفتح قناة تفاوض مع حماس في موازاة قناة التفاوض مع السلطة – المتعثرة الآن- ما دامت ستحظى بهدنة طويلة المدى وستحافظ على الانقسام الفلسطيني ،وفي نفس الوقت تناور في العودة للمفاوضات مع منظمة التحرير للبحث عن تسوية شاملة تؤدي لقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 ،ما دام طرفا فلسطينيا – حركة حماس - فاز بانتخابات تشريعية يقبل بمبدأ إدارة الصراع أو تجميده لأمد طويل على أساس دويلة في غزة .
قد يقول قائل من منطلق عملي بأن قطاع غزة لا يصلح ليكون دولة سواء بسبب مساحته المحدودة مقابل كثافته السكانية أو بسبب ندرة ألإمكانيات . لأن الأطراف المعنية بهذا المخطط قوى ودول نافذة ومتواطئة مع إسرائيل فلن تعوزها الحيلة لحل هذه الإشكالات ،فيمكنها مثلا تحويل ما تقدمه من أموال للسلطة – أو جزء منها - إلى سلطة حماس في قطاع غزة وهذا ما يجري بالنسبة للأموال القطرية والتركية،ويمكنها تشغيل بضعة آلاف من شباب غزة في بلدانها، وقد تعمل لاحقا على تمكين السلطة القائمة في قطاع غزة – حركة حماس المُدجَنة – من نصيب من النفط والغاز المُكتشف في المياه الإقليمية للقطاع ،وكذا تشغيل المنطقة الاقتصادية للقطاع ،مع تسهيلات اقتصادية إسرائيلية والسماح بدخول عدة ألاف من عمال غزة لإسرائيل .
الخطورة في هذا السيناريو ليس إن كانت غزة قابلة لتكون دولة أم لا،بل الثمن السياسي لنزع غزة من سياقها الوطني ،حيث سيكون الثمن على حساب الضفة والقدس وتدمير القضية والهوية الوطنية بل أيضا إنهاء المقاومة : ممارسة وحقا وفكرا ، بالإضافة إلى الفتنة التي ستندلع في غزة ، أيضا فإن دويلة في غزة ستكون تحت رحمة وابتزاز إسرائيل وبالتالي ستكون دويلة وظيفية تخدم أمن إسرائيل . المثير للقلق والغضب أنه فيما العالم يطالب بدولة فلسطينية في غزة والضفة عاصمتها القدس فإن فلسطينيين يريدون دولة في غزة فقط ! .
السيناريو الرابع : العودة للمفاوضات على اساس مشروع جديد للتسوية
قد تلجأ واشنطن أو أية دولة أوروبية لطرح مشروع تسوية جديد يؤدي للعودة لطاولة المفاوضات,ولا نستبعد أن تتعامل معه منظمة التحرير سواء للخروج من مأزق الجمود الراهن أو حتى لا تظهر بأنها ضد السلام والتسوية السياسية . إلا أن أية مبادرة سلام جديدة لن تكون إلا في إطار ملء الفراغ وإستراتيجية الإلهاء وكسب الوقت،وبالتالي لن تخرج عن إدارة الصراع ،مع استمرار إسرائيل في الاستيطان والتهويد،واستمرار أزمة السلطة والحكومة مع بعض الإغراءات المالية ، ومع استمرار الانقسام الفلسطيني .
السيناريوهات الثلاثة الأخيرة تندرج ما بين الخطير والمرفوض ، كما أنها غير وطنية ، ويبقى السيناريو الأول،سيناريو المصالحة الوطنية المتدرجة هو المُفضل وطنيا،مصالحة تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تتحمل فيها كل الاحزاب المسؤولية،في تساوق مع إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير التي تستوعب حركتي حماس والجهاد الإسلامي بما يتطلب
ذلك من ميثاق وطني جديد ، أيضا التفكير بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ،ولكن دون رهن المصالحة واستنهاض منظمة التحرير بإجراء الانتخابات،حيث يمكن لسياسة التوافق والتراضي أن تنوب عن الانتخابات .
وأخيرا،نعتقد أنه بعد ما جرى في الحرب الأخيرة وما الحقت بفلسطينيي غزة من موت ودمار،وانكشاف المفاوضات الخفية بين حماس وتركيا وقطر من جانب وإسرائيل من جانب آخر،وبعد وصول مفاوضات التسوية وحتى المراهنة على الأمم المتحدة لطريق مسدود ،ومحدودية المراهنة على محكمة الجنايات الدولية ،ومع الأزمة -المالية والتنظيمية وأزمة التحالفات الخارجية -التي تمر بها حركة الجهاد الإسلامي،بعد كل ذلك لا داع لأحد للمكابرة والتبجح بخطاب الانتصار،وعلى الجميع العمل،على الاقل،لوقف حالة الانحدار الداخلي والارتقاء إلى مستوى الرأي العام الدولي الذي أصبحت كثير من مواقفه ومكوناته أكثر فلسطينية من بعض مواقف بعض الفلسطينيين والعرب ، وحكومة وحدة وطنية جادة هي الحل الوحيد.
سنوات الظلام .. ثماني سنوات على الانقسام.!
صوت فتح/ أكرم عطا الله
يختلف الفلسطينيون على تسمية ذلك اليوم الأسود في تاريخهم، يوم أعلنوا انتصارهم على ذاتهم على شكل هزيمة كسرت عمودهم الفقري وقصمت ظهر المجتمع الفلسطيني الذي يحاول علاج تلك الضربة التي تحولت إلى حالة مزمنة يصعب شفاؤها، في ظل عجز وقلة وخبرة وكفاءة العاملين عليها.. ربما ذلك، وربما أيضا لالتباسات الوضع وتعقيداته التي جعلت من المصالحة ما يشبه المستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي.
ما الذي حدث يومها؟ كل ما يعرفه الفلسطينيون أن دمهم كان مستباحاً في الشوارع بأيديهم في صراع السلطة والذي حمل أكثر من بعد وسبب وتبرير، مع أنه لا سبب يقنع بأن يصبح القتل ضرورة وطنية، ومشكلة إذا اعتقدت الفصائل أن هناك من الناس يمكن أن يشتري تلك البضاعة باستثناء عناصرها الذين لقنتهم ضرورة أن يقتل الأخ أخاه.
ليس هناك ما هو أصعب بالنسبة للأم أن تجد أولادها يصفي واحدٌ الآخر على تركةٍ خلّفها والدهم، ظني أن أي أم كانت تتمنى الموت حقيقة قبل أن ترى هذا الكابوس الأسود، هذه حالة فلسطين التي عفرت رأسها بالتراب وبالدم وبالمستوطنات وبالدموع وهي تشهد تساقط من أنجبتهم بأيدي من أنجبتهم، إنه اليوم الأكثر سوادا في الذاكرة الوطنية حين تعود ثماني سنوات للوراء تتذكر الحواجز المقامة وأبطال القناصة وهم يعتلون أسطح العمارات مخلفين وراء بطولاتهم الأرامل واليتامى كأن لم يكن يكفي تكلفة الإسرائيلي من الدم.
ما زال الجدل قائماً حول تسمية يوم الكارثة بلا بطولة يوم انقسم الوطن وما زال وما زلنا غرقى بمعالجة ما حدث، نستظل بالعجز والخيبة دون أن تتوقف الفصائل حتى اللحظة لتدقق أو تحقق فيما حصل وإذا ما كانت أيادٍ خارجية عبثت بنا ودفعتنا إلى هاوية الجنون .. هناك من الشواهد ما يكفي لفتح تحقيق وما يكفي للوقوف على حقيقة ما حدث والدور الخارجي والعبث الخارجي والعامل الإسرائيلي، لكننا كما يبدو نخشى الحقيقة ونخشى أكثر مواجهة واقع يصفعنا كلنا، والخشية أكثر إذا ما اكتشفنا أننا لم نكن أكثر من دمى متوحشة في مسرحية السياسة التي ربما أرادها غيرنا .. ربما ذلك.
انقلاب أم انقسام؟ حسم أم انقلاب؟ لقد ترك الفلسطينيون كل شيء محاولين إيجاد تسمية تليق بالخيبة، وكل طرف يتمسك بتسمية تحفف من وطأة جريمته وتشكل إدانة للأخ العدو الآخر، فما حدث هو أن حركة حماس حسمت الخلاف بينها وبين السلطة بالانقلاب المسلح، ما أدى إلى انقسام الوطن، فالمصطلحات الثلاثة تكمل بعضها، الحسم هو الفعل والانقلاب هو الأداة والنتيجة هي انقسام، هكذا تتكامل المأساة وكلها تعكس عجزنا وفشلنا وعارنا الذي لم نمسحه لثماني سنوات وثمانين محاولة عاجزة مثلنا.
كيف لفلسطيني أن يقتل فلسطينياً تنتظره زوجته وأطفاله ليكملوا رحلة العمر معاً؟ هذا إذا تركهم الإسرائيلي، كيف لفلسطيني أن يطلق النار على قدم فلسطيني بدم بارد ويلقي في وجوهنا مجموعات من العجزة والمشلولين والمبتورين، فنحن بالكاد قادرون على معالجة ما خلفه الإسرائيلي منذ عقود، فأي عبث هذا وأي عقل هذا الذي ذهب إلى هذا المدى؟ وهنا يتساوى الحزن بعيداً عن الانتماء، فأنت أمامك أطفال يكبرون بلا أب تركهم اليتم بلا ابتسامات ولا براءة، يرافقهم الألم في رحلة طويلة، لا أعرف ماذا كانت الإجابة حين سأل كل منهم: أين أبي؟
ثماني سنوات ونحن نحاول ترميم ما انكسر فينا من جرح غائر أحدثته نيران صديقة بلا رحمة، ثماني سنوات ونحن نحاول الاقتراب، أن نتجاوز الواقع نحو الأمل، أن نطوي صفحة هي الأكثر سواداً في تاريخنا بعد النكبة، أن نعيد بناء نظامنا، أن نتفق على الحد الأدنى، لكن محاولاتنا كانت كسيحة تشبه ما خلفه الانقسام من ضحايا، هل لأننا الأقل شأناً أو تعوزنا التجربة والوعي للشراكة؟ أم لأن محاولاتنا ما زالت تتحرك بوعي قديم حيث التربص سيد الموقف ونحن عبيد وعينا القاصر وتربيتنا الشاذة حد الإقصاء؟.
منذ ثماني سنوات أفاق الناس على حالة هزلية أنهت صراعاً على سلطة تحت الاحتلال وبلا صلاحيات وبكلفة فاقت كثيراً ما استثمر من دم من أجلها. فالصراع على السلطة كان مدعاة للدهشة وبقاء السلطة تحت الاحتلال مدعاة لدهشة أخرى، ووجود «حماس» ببرنامجها المعارض للسلطة داخل السلطة دهشة من نوع آخر، وهكذا اكتملت كل الالتباسات التي انتهت بتشويه صورتنا أمام العالم سواء الأعداء الذين عاشوا نشوة جنوننا أم الأصدقاء الذين صدموا بذلك الجنون وطريقتنا في التعبير عن خلافاتنا بالقتل.
ثماني سنوات وكل طرف ينتظر استسلام الآخر مستغلاً تطورات الإقليم ومستمداً قوته منها في لعبة عابثة استهلكت سنوات عمر الفلسطيني وهو ينتظر كل طرف يريد من الآخر أن يسبح على بطنه، لكننا نحن من سبح على بطننا وعلى وجوهنا من شدة الألم، نحن ننتظر حواراتهم المترفة دون نتائج سوى أحلام تبخرت لأنها استهلكت كثيراً، ننتظر القوة من الخارج لتعيننا على الداخل.. سقط الرئيس مبارك لتمتلئ سماء غزة بالرصاص، إنها نشوة إضعاف الآخر بشكل ساذج، ثم سقط الرئيس مرسي ليكون الفرح على الجانب الآخر، وسقطت تونس ثم عادت تونس ولم تسقط سورية.. تغيرت قطر وغادر أميرها لعل الجديد يحمل ما هو جديد، ثم يموت ملك السعودية، ثم خسر أردوغان الأغلبية، ثم ..وثم ..وثم ..في مشهد يعكس حقيقة سوء نوايانا ولا يضع حداً لقصتنا الحزينة بل نعيش الانتظار الذي لا نهاية له.
لم ننتبه أن سنوات عمرنا تآكلت وانحنى الظهر، أعدنا أنفسنا إلى ما دون الصفر بمغامرتنا غير البريئة، فما فعلناه كان جريمة لن يغفرها التاريخ، والأخطر أننا تسببنا بأنفسنا بحصار غزة ومآسيها التي أُنتجت، والأهم أننا نسينا ذلك وأشغلنا
أنفسنا بالمهمة المقدسة مهمة رفع الحصار ولم نفلح، ودفعنا من أجل ذلك ثمناً باهظاً وحروبا ودمارا وجوعا وفقرا ودما كانت كلها زائدة، فقد افتعلنا الأزمة وصدقنا أن علينا أن نبحث عن حل.
والمسألة الثانية أن ما فعلناه تسبب بتركيز الأنظار والإعلام والكاميرات على غزة ومآسيها وحروبها سحبت الاهتمام بعيداً عن الضفة والقدس، وأثرنا كل هذا الغبار حول غزة، وكانت إسرائيل تختبئ خلفه لتسرق الضفة وتهود القدس. فقد حجب الغبار الرؤية وبقينا نحن بحصارنا وحواراتنا والمعابر والكهرباء والطلاب والمرضى والشموع والدموع، وكل هذا غرقنا فيه فيما كانت المأساة الحقيقية على الجانب الآخر من الوطن، وما زلنا غارقين، فأي سذاجة تلك التي يمكن أن يوثق بقدرتها على إدارة صراع مع عدو مدجج الدهاء.
نحن بحاجة إلى مراجعات طويلة ومحاسبات أكثر.. بحاجة إلى إعادة قراءة تاريخنا ..إلى وقفة مع الذات ومحاكمة الضمير، إلى إعادة كتابة عقدنا الاجتماعي من جديد بعيداً عن العنف والدم والدموع، علّنا ننقذ سفينة آخذة بالغرق من كثرة الثقوب التي أحدثها عبثُنا بواقعنا ومستقبلنا...!!
فلسطين ، ما زال البحث عنك جاريا
صوت فتح/ أكرم أبو عمرو
اليوم الرابع عشر من شهر يونيو ، يكون قد مر ثماني سنوات على الانقسام الأسود ، في هذا اليوم الذي يمكن تصنيفه في سلسلة النكبات التي حلت بشعبنا بالنكبة الثالثة ، هذا اليوم كان من المفروض أن يكون وقودا يشتعل تحت مرجل المستقبل الفلسطيني لإنضاجه لا إلى حرقه وتدميره ، كان من المفروض أن يكون بداية لمراجعات حقيقية وجادة لكل السياسات والمسلكيات الفلسطينية من اجل الخروج بمنهج جديد يقودنا إلى المستقبل المنشود ، لكن وبأيدي فلسطينية تم تحويله إلى نافذة عريضة للدمار والخراب والضياع ، ضياع شعب ، وضياع وطن ، وضياع قضية .
نقول هذا الكلام ونحن ننظر إلى تلك السنوات الثماني وهي تمر أمام أعيننا ببطء شديد ، عانى فيها شعبنا اشد المعاناة فالوطن تم تقسيمه أرضا وشعبا ، ثماني سنوات عجزت فيها كل المحاولات لرأب الصدع بين الإخوة ، ثماني سنوات شهدت ثلاث حروب مدمرة شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حصار مستمر لم ينقطع ، والنتيجة قتل وتدمير وفقر وبطالة ، وما زلنا نبحث عن فلسطين في وسط هذا الركام .
بالأمس أوردت وكالات الأنباء خبرا مفاده إرسال إسرائيل رسالة تهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وفيها بان الدبابات الإسرائيلية يمكنها السيطرة على الضفة الغربية خلال 24 ساعة ،إذا استمرت القيادة الفلسطينية في محاولات عزل إسرائيل ، واعتقد أن مسالة محكمة الجنايات الدولية ، والفيفا ، وطلبات الاعتراف بالدولة في مجلس الأمن ،والدعوة إلى استئناف المفاوضات ، كانت حاضرة في هذه الرسالة، وفيها اعتراف إسرائيل بشروعها في دراسة إنشاء الميناء والمطار في قطاع غزة ، وجاءت هذه الرسالة في الوقت الذي أطلق فيه نتنياهو تصريحا بأنه لا يغترف إلا بدولة فلسطينية
منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وتأتي هذه الأخبار جميعها في ظل توالي زيارات العديد من الوفود الأجنبية التي يرأسها مسؤلين كبار على قطاع غزة ، والهدف المعلن دائما هو الاطلاع على أحوال قطاع غزة .
إذن من هنا يمكن قراءة الخطوط العامة لطبيعة المرحة القادمة ، حيث تدرك إسرائيل حقيقة ما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية الداخلية منها والخارجية ، الداخلية حيث يقف الانقسام كأكبر معالم هذه الحالة سوءا ، ثم الصراع الحزبي والفصائلي الداخلي سواء بين الفصائل الكبرى ، أو داخل الفصائل ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تغليب الأجندات الحزبية والفصائلية على حساب الأجندة الوطنية من جهة واشتداد حالة المعاناة لشعبنا المرهق والمنهك جراء الحروب والحصار ، وبالتأكيد إسرائيل هي العامل المؤثر بل والفاعل في أحداث هذه الحالة ، التي تقودها إلى تمكنها من إنهاء الصراع السياسي والتاريخي مع الفلسطينيين وذلك بقتل الحلم الفلسطيني محاولة استغلال البعد الإنساني للوصول إلى أهدافها ، أما الخارجية فإسرائيل تدرك ما آلت إليه قضيتنا من تراجع على سلم الأولويات العربية والإقليمية بل والدولية ، تدرك طبيعة العلاقات العربية الفلسطينية وخاصة العلاقات الشعبية ، تدرك تماما ما آلت إليه العلاقات بين الشعبين الفلسطيني من جهة والشعب المصري ، والأردني ، والسوري ، والعراقي، وباقي الشعوب العربية ، حيث بدأت النظرة والموقف المؤيد والمساند المتعاطف في اقل الأحوال في الفتور ، بل في كثير من الأحيان إلى التنكر والاستنكار ، لقد أصبح هم الدول العربية وشعوبها مصالحها الوطنية أولا وثانيا وثالثا ، في ظل رياح عاصفة وما زالت تهب على منطقتنا ، ولا نعرف متى ستهدأ أم أنها ستستمر لتحرق الأخضر واليابس وهو على الأرجح تحت مظلة التغيير تارة ، والديمقراطية ومحاربة الظلم تارة أخرى
وعلى الرغم من هذه الحالة السوداوية إلا أن هناك ثمة أمورا في الأفق ربما تبث لنا بعض الأمل وإن كان بعيدا ، فهناك حملة المقاطعة لإسرائيل والتي وصلت إلى الشركات الأوروبية الكبرى وقرارها بوقف استثماراتها في الأراضي الفلسطينية ، وهناك أمور كثيرة تحدثنا وتحدث الكثير بدءا من الدولة المعترف بها امميا ، ومحكمة الجنايات الدولية ، لكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة لتتحول أداه تقدم وأداة اندفاع ناحية الهدف ،
وعلى الرغم من أن فحوى الرسالة الإسرائيلية إذا كان خبرها صحيحا ليس جديدا ، فإن السؤال الذي يراودني الآن ما هو رد القيادة الفلسطينية على تلك الرسالة التهديدية الإسرائيلية ، هل ستودع في الأدراج ، أم يتم الاستجابة لها ، اعتقد أن هناك فرصة سانحة للرد عليها ، ردا ليس بالبيانات الباهتة ، قريبا ستعقد القيادة الفلسطينية اجتماعاتها ، أتمنى أن يكون الرد الأول على إسرائيل بلا قاطعة لا للمفاوضات العبثية ، خاصة أن نتنياهوا قام بتسهيل الرفض الفلسطيني للمفاوضات عندما صرح بعدم اعترافه إلا بدولة منزوعة السلاح وتعترف بيهودية الدولة ، والرد الثاني هو الإعلان عن انتهاء السلطة الوطنية وإحلال الدولة بدلا منها ، وليتاتي دبابات نتنياهو لاحتلال الضفة ، إذا أراد لأنه سيصطدم حتما بإرادة شعبنا أولا ، والرد الثالث هو توجه وفدا من القيادة فورا إلى قطاع غزة للإشراف الجاد والقوي على إنهاء الانقسام وعدم مغادرة القطاع إلا بعد إتمام مهمتها ، بدون حجج واهية حول عرقلة المهمة .
فلسطين قادمة وعائدة بإذن الله رغم كل الصعاب ورغم كل حالات التيه والضياع ، وهي باقية وسوف تفشل كل محاولات إخفائها وطمسها ، طالما أن أصحابها هم شعبها الفلسطيني الخالد .
رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
صوت فتح/ سعيد النجار"ابوعاصف"
رسالة مهمة لفخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء !!!
تحية الوطن وبعد :-
إنطلاقاً من الحرص الوطني والسلامة الامنية للمواطن الفلسطيني الذي يقطن على أرض الضفة الفلسطينية حبذنا أن ندون لفخامتكم ولمعاليكم كل بمستوى صلاحياته الذي نص عليها القانون الفلسطيني رسالة تضمن العيش الكريم والاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي والقانوني والانساني للسلطة الوطنية الفلسطينية من جانب وللمواطن الفلسطيني من جانب آخرواليكم فحوى الرسالة :-
لا نخالكم تجهلون فخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء الاطماع الاسرائيلية وقطعان مستوطنيه المبيتة مع سبق الاصرار والترصد لسرقة الارض الفلسطينية باي شكل من الاشكال أكان ذلك من خلال استخدام حق القوة الظالمة ضد الشعب الفلسطيني لاجل تهجيره من أرضه أو من خلال الترغيب والترهيب أو من خلال البيع أوالشراء أو الاستئجار المصحوب بالغبن والتدليس الغير قانوني الذي يستخدمه اعوان الاحتلال بصورة أو بأخرى ضد المواطنين الفلسطينيين الشرفاء .
نحن هنا نريد أن نلفت عناية فخامتكم ومعاليكم على هذا الجزء الحساس جداً من تاريخ الشعب الفلسطيني والذي أصبح الغير يعايرنا يومياً ويتهمنا بشكل واضح ومباشر باننا نحن الفلسطينيين قد بعنا أراضينا للاحتلال الاسرائيلي وهذا الامر نعاني منه من الشقيق قبل الصديق ، فهذه الاكذوبة تم تداولها بنجاح وانتشرت كالنار في الهشيم في الوطن العربي بشكل عام وفي الدول المجاورة لفلسطين بشكل خاص ، وهذه الاشاعة مصدرها الاستخبارات الاسرائيلية وعملائها في المنطقة ككل حتى يتسنى للاحتلال الاسرائيلي الاستفراد بالشعب الفلسطيني لاجل أن يرتكب بحقه ابشع الجرائم والمجازر دون مساندة أو دعم عربي أو إسلامي من قريب أو من بعيد !!!
من وحي ذلك نطالب فخامة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء باصدار قرار واضح للجهات الامنية في الدولة الفلسطينية مفاده الاتي :- يمنع منعاً باتاً بيع أو شراء أو إستئجار أي عقار على ارض الضفة الفلسطينية بشكل عام وخاصة العقارات المتاخمة لمحافظة القدس الا من خلال الموافقة الامنية المسبقة من كلا المؤسستين الامنيتين الفلسطينيتين ( المخابرات العامة الفلسطينية والامن الوقائي الفلسطيني ) بخلاف ذلك يعتبر المواطن الفلسطيني صاحب العقار الذي تصرف بمفرده دون الموافقة الامنية قد إرتكب جرماً وجب عقابه وفقاً للقانون الفلسطيني ويعتبر البيع أو الشراء أو الاستئجار باطلاً بطلاناً مطلقاً !!!
( الوقاية خير من قنطار علاج )
مع بالغ التحيات الامنية
الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح/ يحيى رباح
هذه رياح سوداء تهب علينا فلسطينيا، انها الذكرى الثامنة للانقسام الذي وقع في الرابع عشر من حزيران 2007، بعد ايام من توقيع اتفاق مكة للمصالحة الذي شكلنا بموجبه حكومة الوحدة الوطنية، وانفتح باب الامل بان الفلسطينيين أوفياء بالفعل لمصالحهم العليا، ولتجربتهم العميقة، ولفقههم الخاص بهم في ادارة علاقاتهم الداخلية تحت سقف الجبهة العريضة التي تتسع للجميع وساروا على هديها منذ انشاء منظمة التحرير، وخاضوا من خلالها غمار ثورتهم المعاصرة التي انطلقت مطلع عام 1965، صحيح ان فصائل الاسلام السياسي الفلسطيني كانت خارج تلك التجربة العظيمة، فلم تشارك في النضال ولم تشارك في صنع القيامة الفلسطينية، ولكن المحاولات ظلت مستمرة والابواب مفتوحة لاقناع الاخوان المسلمين الفلسطينيين ومن ثم حماس للدخول في التجربة الفلسطينية تحت عنوان المشاركة الكاملة، ولكن المحاولات فشلت، والابواب اغلقت، وكان الخريف العربي الذي خطط له الكثيرون ومن ابرزهم اسرائيل، فوقع الانقسام، وكان ولا يزال كارثة بكل المقاييس، فنحن أولا شعب تحت الاحتلال، سواء كان هذا الاحتلال حاضرا بأدواته المباشرة مثل القوة العسكرية ومفاعيلها والاستطيان ورزاياه، أو بطريقة غير مباشرة مثل الحصار جوا وبرا وبحرا المفروض على قطاع غزة، حصار تجدده حروب تدميرية كل فترة قصيرة وكان آخرها في الصيف الماضي، حصار يشل كل عناصر الحياة، وحروب تدمر كل انجاز محتمل، ثم جاء الانقسام لعنة فوق كل اللعنات، لأنه انقسام منسوب الينا، والمتهم الوحيد فيه نحن الفلسطينيين من خلال حماس التي ذهبت اليه بتعمد وقبلت على نفسها ان تتحمل وزر هذه الجريمة المنكرة.
الانقسام الذي يعبر ذكراه الثامنة هو ابشع انواع الظلم لشعبنا، هذا الشعب الذي ظلم ظلما فادحا، فاحتل وطنه، وفقد استقلاله، وتبعثرت هويته، فكيف يظلم بالانقسام، وهل استطاع احد ان يبرر فداحة هذا الانقسام؟ وهل توقف الانقسام لحظة واحدة عن الحاق الاذى؟ نقاوم اعتداءات العدو ببطولة ولكن هذه البطولة تذبح تحت اسم الانقسام، ونقوم من موتنا ونسجل حضورنا في هذه الدنيا ولكن قيامتنا تذبح تحت عار الانقسام، ويخذلنا العرب والمسلمون خذلانا عظيما ولكنهم يتهربون من التهمة بحجة الانقسام، فهل يفكر صانعو الانقسام والمتشبثون به، هل يفكرون فعلا في مدى الجريمة التي يرتكبونها والخطيئة التي يستسلمون لها حين يستمرون بهذا الانقسام؟
أيها الانقسام مهما نخرت عظمنا فإنك لن تكون يوما منا او من أصلابنا، أيها الانقسام أنت لعنة العدو التي حلت في أيامنا الكالحة.
رسالة يوسف ندا دعوة إلى الحوار أم التصعيد؟
الكوفية برس / داوود الشريان:
أعلن يوسف ندا، مفوَّض العلاقات الخارجية سابقاً في جماعة «الإخوان المسلمين»، دعوة إلى الحوار مع «مَنْ يريد الخير لمصر». الدعوة جاءت عبر رسالة نشرتها وكالة «الأناضول» للأنباء التركية، قال فيها: «أنا جاهز ومستعد لاستقبال مَنْ يريد الخير لمصر وشعبها، وقادر على ذلك إن شاء الله». واستشهد بالآية القرآنية «وإِنْ جَنَحوا للسَّلْمِ فاجْنَحْ لها وتوكَّلْ على الله».
قيادات «الإخوان» في الداخل والخارج اهتمت بالرسالة. بعضها أبدى ملاحظات وقال أنها في حاجة إلى «توضيحات»، وآخر رفضها، معتبراً أن «موقف الجماعة التنظيمي يصر على إنهاء مشهد الانقلاب كاملاً وإسقاط الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي»، فضلاً عن أن فحوى الرسالة تضمَّن رفضاً للحكم القائم في مصر، ولهذا نظر إليها بعضهم باعتبارها دعوة إلى التحرك الدولي، وليس إلى الحوار مع النظام المصري. وهذا التفسير يؤكّده تصريح محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، والذي قال: «الرسالة جاءت لتأكيد مسألتين، عدم التنازل عن الشرعية، الأمر الذي لا اختلاف عليه، وأن الإخوان ملتزمون حل الأزمة السياسية بطريقة سلمية، لكن هذا يواجه مشكلة أن الرسالة لم تذكر ما نتفق عليه داخل التنظيم، وهو أن السيسي لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل».
تعليقات قيادات «الإخوان» على رسالة يوسف ندا زادت غموض أهدافها. هل جاءت من أجل عودة ندا إلى الأضواء، ولعب دور في التصعيد على المستوى الدولي؟ أم لحسم الخلاف بين القيادات حول أسلوب مواجهة النظام المصري؟ فهناك من يرى الاستمرار في التصعيد، في مقابل آخرين يؤيدون التمسُّك بالسلمية كوسيلة للتغيير. القيادي السابق في «الإخوان» ناجح إبراهيم، قال تعليقاً على مضمون رسالة يوسف ندا: «هذه الرسالة كُتِب لها الفشل لأنها اتَّبَعَت خطاب الخصام وليس الصلح. كان على الخطاب أن يخلو من لغة الاتهام والتخوين، إذ ليس منطقياً أن يقول في النهاية أنه مستعد لاستقبال مَنْ يريد الخير بينما هو يقوم بتخوين خصمه واتهامه».
يوسف ندا من الصقور في تنظيم «الإخوان المسلمين»، ورسالته التي يفترض أنها «مبادرة» للصلح، كانت أشبه بعريضة اتهام للجيش والنظام في مصر، فضلاً عن أنها لا تتضمن آلية للحوار، ما يشير إلى أنها دعوة إلى المضي في المواجهة، وليس الجنوح للسلم والتفاوض.
رسالة يوسف ندا أكدت مجدداً أن جماعة «الإخوان» جرّبت الحكم، لكنها لم تتعلّم فن السياسة، فضلاً عن أن اختيار أسلوب المواجهة سيُلغي ما تبقّى لها من رصيد داخل المجتمع المصري.
الأكيد أن إصرار «الجماعة» على عدم الاعتراف بالهزيمة، والتمسُّك بالمواجهة المسلحة سيجعلانها تتبوأ مقعدها بين الجماعات الإرهابية في المنطقة. وسوف تخسر مكاسبها التاريخية التي أوصلتها، ذات يوم، إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع.
الظروف صعبة وخطيرة ولا ضرورة للتوتير والمناكفات
الكوفية برس/ صالح القلاب:
لأن الكل يعرف خطورة هذه المرحلة التي تمر على هذه المنطقة ويمر بها الوضع العربي فإن المفترض أن نترفع كلنا عن «أنانياتنا» وأن نؤجل ترف «الدَّلع « السياسي والتوتير والمناكفات وعادة حب الظهور و «خالف تعرف» لأن هناك ما هو أهم مما يعتقد بعضنا أنه مهم ولأنه في مثل هذه الظروف يجب تغليب العام على الخاص ويجب تقديم المصالح العليا لبلدنا على المصالح الشخصية وعلينا جميعاً أن ننظر حولنا لنرى كم أنَّ الأنانيات والمؤامرات قد دمرت دولاً كان الاعتقاد أنها راسخة وثابتة وبنيانها مرصوص .
لا يستطيع كائن من كان أن يدعي عدم وجود نواقص وعدم وجود سلبيات وعدم وجود أخطاء.. إن هذه أمور في غاية الأهمية ويجب ألَّا نسكت عليها ويجب أن نعالجها بالوسائل والأساليب الصحيحة لكن وفي كل الأحوال فإنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار اللحظة التاريخية التي نمر بها وتمر بها منطقتنا وأن ندرك كلنا أنه في كثير من الأحيان قد تؤدي النوايا الحسنة إلى كوارث وطنية وحقيقة.. أن هذا هو ما يجري حولنا ويزنر بلدنا من كل الجوانب .
إنه من غير الممكن وحتى في جمهورية أفلاطون أن يكون هناك مليون رئيس وزراء وأن يكون ألف قائد جيش وألف مدير أمن عام وأن يصبح كل خريج جامعة رئيساً لجامعته وأن لا تكون هناك فوارق بين الناس وأن لا يكون هناك غبن وتمييز فالمساواة مستحيلة وهناك بيت شعْرٍ يقول:
الناس للناس من بدوٍ ومن حضر
بعضٌ لبعضٍ وإنْ لم يشعروا خدمُ
وبالطبع ومرة أخرى فإن هذا لا يعني إنه علينا أن نطأطئ رؤوسنا للأخطاء والتجاوزات والفساد بكل أنواعه لكن علينا ألَّا نُحمِّل الأمور أكثر مما تحمل وألَّا نستسلم لاستبداد السوداوية وأن نبالغ أكثر من اللزوم وأن: «نصنع من الحبة قبة» وأنْ لا نفرق بين الأشياء ونصب جام غضبنا على بعضنا بعضاً وأن لا نتذكر ودائماً وأبداً أن هناك بعض الموتورين الذين باسم «المعارضة» والإصلاح ومواجهة ما يعتبرونه انحرافات لا يتورعون من الإساءة إلى هذا الوطن المزنَّر بالنيران من كل جانب والذي يعتبر صموده في هذه المرحلة التي لا أخطر معجزة من أغرب المعجزات .
إن هناك أخطاء, بالتأكيد, لا يمكن إنكارها والاعتراض هو على أن البعض لا يحاول تصحيح هذه الأخطاء بالطرق والأساليب المجدية الصحيحة بل بال «وتوتات» والتحريض والهدم وبالإغراق بالسلبية وتصوير الأمور وكأن السماء قد اقتربت من أن تنطبق على الأرض.. وكل هذا في حين المفترض أن نضع كلنا نصب عيوننا أننا في سفينة واحدة وإننا إذا تركنا لبعضنا إحداث ثقوب في هذه السفينة فسوف نغرق كلنا لا محالة .
ثم والملاحظ أن هناك «فئة» تصر على النظر إلى كل ما في بلدنا من زوايا عيونٍ مصابة بالحول لا ترى من الألوان إلَّا اللون الأسود وذلك في حين أن هناك من تتحكم بهم نظرية المؤامرة التي تمنعهم من رؤية ولو إنجازاً واحداً من الانجازات الكثيرة العظيمة التي حققها ويحققها بلدنا في مثل هذه الظروف الصعبة حقاً التي يعتبر فيها تحقيق حتى الإنجاز الصغير مسألة قد تكون مستحيلة .
مؤامرة تسليم القطاع .. بداية ما يسمي بالربيع العربي ..
امد/ م./ أحمد منصور دغمش
لا أريد الخوض في تفاصيل صيف 2007 وما قبله من أحداث يعرفها الجميع وعاشها كل قطاع غزة من المشترك حتى المتفرج ولكن سأخوض في أعماق معطيات كنا نظنها وليدة الصدف في حينه ولكن مع الأيام إتضحت بأنها كانت مؤامرة إشترك فيها أطراف دولية وإقليمية وعربية وداخلية والأهم من ذلك هو إشتراك تيارات داخل إطار الحزب الواحد ضد تيار آخر في نفس التنظيم ولم نكن نعلم حجم المؤامرة في حينه فلنتحدث بصراحه أكثر ووضوح أكبر .. عندما كانت بنادقنا على أكتافنا كنا نشعر بأن أقدارنا ساقتنا لنكون في الخطوط الأمامية للدفاع عن أبناء حركتنا ومؤسساتنا وشرعيتنا وعندما تكون بندقيتك بين يديك فإنك تشعر بالعزه وتتعمق في مفهوم هل أستحق أن أكون ممن ينالون شرف أن تكتب أسمائهم في سجل النبلاء ..؟ وفي حينه كانت الطيبه أو فلنسميها قلة التجربة تجعلنا نصدق كلام من هم في دائرة صنع القرار وكانت تعليماتهم ننفذها من منطلق أنهم يعلمون مالم نعلم حتى وإن كانت التعليمات خاطئه للأسف .. أما بعد الإنقلاب وما حصل قبله وأثنائه وبعده من كوارث حيث قتل خيرة أحبتنا وبترت أطراف رجالنا وهجر من هجر (بضم الهاء) كان لزامآ علينا أن نقف وقفة جرد الحساب ونستذكر ما كان يدور بيننا في المكاتب المغلقة مع أعلى هيئه قيادية في حينه حيث طرحت أسماء معينه كانت كفيلة أن تنهي مشروع الإنقلاب للأبد بإبعاد عدة أشخاص بأي طريقة عن وجه الأرض في مدينة غزة (خصوصآ) ولكن المشروع عندما تم عرضه قوبل بالرفض المطلق وبأشد عبارات الرفض لدرجة أن الرد أنساني في حينه أن أطرح الموضوع على نفسي ومن كان معي ورفعت الموضوع من رأسي وأقنعت ذاتي بأن رب البيت يرى ما لا يراه
الإبن .. ولكن بعد وضوح الرؤيه أثبتت الأيام والشهور والسنوات ما بعد الإنقلاب أن ولاة الأمر كانوا يعون ما يقولون وأنهم يريدون للموت أن يبقى في صفوف كوادر وضباط الدرجه الثانية ومن دونهم وليس في الصف الأول علمآ بأن أحدهم وهو في موقع المسئولية الآن أبلغني بالقصه في أحد فنادق القاهرة بأن الإنقلاب كان مخططآ له وكان يجب أن يحصل في شهر يناير 2007 ولكن تواجد الرجال المقاتلين ميدانيآ منع حدوثه وأظنكم تتذكرون هجمة شهر يناير وقصف مكتب وبيت الرئيس أبو مازن بقذائف الهاون .. فسألته لماذا آلحوا علي شخصيآ بالخروج لمصر لمدة إسبوع وسردت له قصة سفري في 6/6/2007 فقال أنه يعلمها جيدآ وقاطعني قائلآ أبلغوكم بأن المعركة الرئيسية والحاسمه بعد إنتهاء إمتحانات التوجيهي ، وسألني أتذكر كلامي عندما كنت في مكتبي أنت وسميح رحمه الله وقلت لكم خسارة ع شبابكم وديروا بالكم ؟ قلت له متذكر كل الكلام ولكن هل هم يحبوني ويخافون علي ؟ رد قائلآ إنتظروا عليك كي تموت ولكن الله وهبك الحياة رغم الخطر في تواجدك ومشاركتك في العمل كضابط ونشيط فقرروا لك السفر ...من هنا تأكدت أن ما حصل كان مخططآ له ولنضرب مثالآ عندما تحتاج كتيبة من الجيش تسليحآ فمن العار أن يتم إرسال 2000 رصاصة لهم وعندما يكون عدد الرجال 284 رجل من العيب أن ترسل لهم 18 بندقية "رديئه" وووووالخ ...
في حينها قلت ربنا يرحم روحك يا سميح وأبو ماهر وأبو المجد ومحمود ومنير وأحمد وباسم وهيثم وخضر وفايز وجهاد وحسن ومصطفي وعامر وعاشور وبهاء وكل الشهداء وأيقنت متأخرآ بأنه تم الضحك علينا ، ولكن قسمآ بكل دمعه نزلت من عيون أمهات وأبناء وزوجات شهدائنا الأبرار لن نغفر خيانة من خان وقسمآ بكل سنوات العذاب والمنفى لن تمر جريمة المنبطحين الذين سلموا أهلنا وأحبتنا وقطاعنا لعصابات الإنقلاب الحقير وقسمآ بكل قطرة دم من دماء الشهداء لن نسامح ولن نصافح ولن نصالح ولن نساوم وأن غدآ لناظره لقريب ..
صحيح أننا نشعر بالألم ولكن غيرنا يشعر بالعار .. حتمآ غدآ سيزول عنا الألم ولكن من سيمحو عن وجوه الخونة والمنبطحين والمتآمرين والمتخاذلين والإنقلابيين ومن والاهم العار ..؟
ملاحظه/ هناك الكثير من الكلام ليس من باب الدفاع عن النفس ولا أبريء أحدآ في ما حصل ولكن أعدكم أن يكون للحديث بقيه ..
رحم الله شهدائنا الأبرار والخزي والعار للعملاء والخونة والعهد هو العهد أن نبقى على خطى الشهداء حتى نلقاهم على حوض سيد الخلق إن شاء الله وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
نحن أطلقنا حضارة العالم.. وداعش تدمر الآثار
امد/ جهاد الخازن
كانت جزيرة العرب مهد الجنس السامي على ما يُرجَّح، وأنشأت الشعوب التي هاجرت في ما بعد الى الهلال الخصيب. هذه الشعوب أصبحت مع تعاقب الأجيال، أمم البابليين والأشوريين والفينيقيين والعبرانيين، وفي تربة هذه الجزيرة الرملية نشأت العناصر الأصلية للديانة اليهودية وبالتالي المسيحية... وقد ظهرت ديانة العرب بعد اليهودية والمسيحية، فأصبحت ثالثة الديانات التوحيدية وخاتمتها.
ولم ينشئ العرب أمبراطورية وحسب، بل أنشأوا ثقافة زاهرة أيضاً، فقد ورثوا المدنية القديمة التي ازدهرت على ضفاف الرافدَيْن وفي وادي النيل، وعلى شواطئ البحر المتوسط الشرقية، وكذلك تشربوا واقتبسوا أهم معالم الثقافة اليونانية والرومانية، وقاموا مقام الوسيط في أن نقلوا الى أوروبا خلال العصور الوسطى، كثيراً من هذه المؤثرات الفكرية التي أنتجت بالتالي يقظة أوروبا الغربية، ومهّدت لها سبيل نهضتها الحديثة.
وكان الفينيقيون أول مَنْ نشر في العالم نظاماً خاصاً للكتابة بالحروف الهجائية المجردة وعددها إثنان وعشرون، وكانت هذه الحروف أساساً لكل الحروف الهجائية التي يكتب بها اليوم أبناء أوروبا أو آسيا أو أميركا أو أفريقيا، فصحَّ قول القائل إن هذا أعظم اختراع اخترعه البشر على الإطلاق... امتاز شبه جزيرة سيناء باحتوائه على أقدم مثال للكتابة الأبجدية كشف عنه المنقبون، ومنه انتقلت الأبجدية الى سورية الشمالية وبقية العالم.
أتوقف هنا لأقول إن ما سبق، باستثناء الفقرة الأولى القصيرة، هو ما نقلت عن كتاب «تاريخ العرب» الذي ألّفه بالإنكليزية الدكتور فيليب حتّي، وتُرجِم الى العربية بمساعدة الدكتور داود جرجي، والدكتور جبرائيل جبور، والى لغات كثيرة أخرى. الكتاب هو المرجع الأول عن حضارة العرب، والدكتور حتّي خريج جامعة كولومبيا، وكان أستاذاً في جامعة برنستون.
ما نقلت هو ما يُعلَّم في جامعات العالم عن العرب وحضارتهم، فأسأل أين كنا وأين صرنا؟
صرنا في الحضيض، وفي حين أن موضوعي اليوم عن آثار الحضارة العربية، فإنني لا أنسى سبي بنات الإيزيديين، وهنَّ دون المراهقة واغتصابهن، أو قتل المصلّين في السعودية.
أختار من مواضيع جمعتها وتحقيقات تكفي لملء كتاب ما تتّسع له هذه العجالة:
- انتحاري يفجّر نفسه في معبد الكرنك في الأقصر.
- سباق لإنقاذ الآثار الفنية التي سطى عليها «داعش». وفي خبر مشابه، هناك معلومات عن أن هذه الآثار تُباع عبر الإنترنت (e-Bay). «داعش» جماعة لصوص وإرهابيين.
- مطرقة تدق رأس الحضارة، والمقال يتحدث عن تدمير «داعش» آثاراً لا تقدَّر بثمن في العراق وسورية، ومحاولة هذا التنظيم الإرهابي طمس تاريخ يعود بعض آثاره الى أربعة آلاف سنة.
- «داعش» يفجر كنوز الشرق الأوسط، وهذا تكرر في مقال آخر يتحدث عمّا حلّ بآثار نينوى ونمرود، التي بقيت قائمة منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وفي مقال مجاور، كان الحديث عن أسوأ تدمير ثقافي منذ هتلر.
- المؤرخ البريطاني توم هولاند، في مقال شغل صفحتين في إحدى جرائد الأحد اللندنية، قال: شُوّه التاريخ ليصاب المستقبل بكساح.
- مجزرة في مدينة تدمر المقدسة. قصص الناجين. والمقال مرفق بصور عن تدمير الآثار، وقتل الناس.
وأقرأ عن إرهاب ثقافي ثم أقرأ عن الضحايا، والروح البشرية أهم من أي شيء آخر، إلا أنني اليوم أتحدث عن جريمة العصر، أو تدمير تاريخ نفاخر به العالم كله.
عشت العمر طالب سلام حتى مع المستوطنين في فلسطين المحتلة، وقاومت كثيراً الغضب، ثم انهزمت وأصبحت أتمنى لو يُقتَل الإرهابيون جميعاً، قبل أن يقتُلوا ما بقي من تاريخ هذه الأمة وكرامتها.
«داعش» إرهاب مجرم مدان، لن يلغي التاريخ فنحن أطلقنا حضارة العالم.
في ذكرى سلب غزة ..!!
امد/ وئام ابو هولي
ها نحن نعيش مجددا ذكرى الانقلاب المأساوي الذي غير مسار قضيتنا الفلسطينية و انحرف بنا جميعا , ارضاء لأهواء و مصالح القادة و بكل اسف اتحدث كانوا في يوم ما قادة نتشرف بهم و يعتبرون هامات في النضال الشعبي و مقاومة الاحتلال , لكي يتدحرج الامر تدريجيا نحو المصلحة الخاصة و التحزب , بدون دراسة للعواقب و تهميشا لكرامة الشعب المناضل منذ عقود عديدة , غير مهتمين بالتاريخ الطويل و التضحيات التي بذلها شعبنا من دماءه و ارضه , بهدف الوصول الى تحرير الارض و الانسان و التخلص من بطش الاحتلال , لكن شهوة المنصب و السلطة و الجاه و النفوذ و اغراءات البعض اعمت ابصار قاداتنا و ضلتهم عن السبيل , لنصل الى ما وصلنا اليه اليوم , و لنسقط جميعا , الظالم و المظلوم في الهاوية , و بذلك قدمنا انجازا تاريخيا للاحتلال , و شوهنا القضية الفلسطينية في عيون الكثير حول العالم , و خسرنا احترامنا لأنفسنا و احترام الغير لنا , و انكسر فينا فخرنا في ذاتنا و تاريخنا الطويل الذي هدمناه بأيدينا , و انكسرت اشياء كثيرة في مجتمعنا و واقعنا الفلسطيني , جعلتنا عاجزين حتى عن التفكير في مخرج للأزمة التي نعيشها , نظرا للخيبات التي تتوالى علينا , حتى فقدنا الامل في كل السياسيين و الاحزاب الفلسطينية , و كان الاستسلام و انتظار الفرج من الله هو حالنا , و قبول الوضع الراهن بما هو عليه من سوء و ضياع هو مصيرنا , لتتحول ظاهرة الانقسام من حدث سياسي الى واقع تعايشنا معه , و تعودنا عليه , و الكثير اصبح مستفيدا منه , لكن لاشك ان الفئات التي دمرها الواقع الحالي هي اكثر , لكن مغلوب على امرها عاجزة عن الكلام تتألم بصمت , وانا في هذا المقال لا اتهم طرف دون الاخر فيما حدث و لا احمل مسؤولية ما يجري لحركة او حزب دون الاحزاب الاخرى , بل الجميع بلا استثناء ملام و متهم و احمله كامل المسؤولية لما وصلنا اليه اليوم .
ان شعبنا الفلسطيني اليوم في كل مكان , خاصة في الضفة و غزة , اصبح اكثر دراية و وعي بما يحدث في دهاليز اللعبة السياسية , التي تحدث هنا او هناك , و حقيقة انه سأم من اللاعبين المخضرمين الذين لهم باع طويل في العمل السياسي , و ايضا سأم سلطة تكميم الافواه و الجباية و قمع الحريات , و رغم ان بعض المحاولات من الشباب الفلسطيني التي تخرج رغبة في تغيير الواقع , تفشل بسبب القمع و الترهيب , الا انها لن تستمر بالفشل طويلا , والامل لا يفقد ابدا في روح الشعب , خاصة اننا ننتمي الى شعب مكافح اعتاد على لغة الثورة , لن يرضى بالذل طويلا , و كما انه سيقهر الاحتلال يوما , سينهي الانقسام يوما و سيكسر حاجز صمته ليصنع كرامته بيده ..
عباس وازمة الخلافة....!!!
امد/ سميح خلف
ثمة معضلة وازمة تتشكل وتتعاظم مخاطرها على مستقبل السلطة واطرافها ومكوناتها وفي ظل ازمة حقيقية لقضية الشرعيات في مؤسسة رئاسة السلطة والتشريعي ومنظمة التحرير، الرئيس عباس مازال رئيسا للسلطة ان شئنا ام ابينا
ورئيس لمنظمة التحرير ورئيس لحركة فتح والقائد الاعلى لقوات الامن الوطني والقائد الاعلى للمجلس الثوري والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية الغير موجودة لا منهجا ولا وجود والرئيس الفعلي لصندوق الاستثمار.... اللهم لا حسد..!! ولكن امتعاظا من سلوك ديكتاتوري يسيطر على الانفاس وعلى كل شيء في الحياة للشعب الفلسطيني.
لا نريد ان نناقش هنا قضية الشرعيات التي كثر فيها الخض والعجن كثيرا وبين التعليل والتبرير والتبجح والتزوير والتعليل..... ولكن الايقونة الفلسطينية المهلهلة والمتشرذمة والمنقسمة في كل اطرها الى اين تتجه في ظل عصيان بعدم تجديد البرمامج والمنهجية...... الى اين تتجه والرئيس اصبح في سن الثامنيين من العمر وهل يحلم ان ياخذ من الدنيا ما اخذه فرعون ..... وماذا بعد........ هل حقق برنامج الرئيس اي ايجابيات للشعب الفلسطيني...؟؟!! ام مزيدا من الانقسام الممنهج على طريق اتاحة الفرصة للاحلال لانهاء منظمة التحرير والقضاء على قوة فتح وفتح الطريق للاخلرين لتبوء المشهد السياسي والوطني..... تلك السياسة الممنهجة حركيا وسلطاويا والتي بدأت منذ الاحداث المؤلمة للشعب الفلسطيني في غزة وفي 142007 وما زال السيناريو يستكمل عناصره ولوحاته وصوره سياسيا وامنيا، ومن خلال قرارات شتا تكرس واقع الانقسام وتكرس حالة التشتت والضعف على كل اطر حركة فتح ومؤسساتها.
لماذا يرفض الرئيس تعيين نائبا له...؟؟؟؟
سؤال مهم لكي نفهم وقد نستعد ..او لا نستعد لمواجهة كل الاحتمالات المترتبة على رفض فكرة تعيين نائبا للرئيس.... وهل هي قناعة ذاتية لدى الرئيس ..؟؟؟ ام هي ضغوط واملاءات من اسرائيل وامريكا واطراف اخرى...... وكلا كل من الاحتمالين او جمعا فانا مصيبة...... ولان السيناريو مخيم ان بقي هذا الصدود والرفض على واقع الشعب والقضية.....وهل مازال الرئيس بعد هذا السن سيكولوجيا وماديا قادر على ممارسة واجباته بالشكل الذي يطمح به الشعب الفلسطيني....؟؟!! وهل الرئيس يضمن صحته العامة ومسيطر على قرار القدر....... بالتاكيد لا ..... اذا ماذا الذي يجعل الرئيس يرفض رفضا قاطعا تعيين نائبا له في ظل رمال متحركة فلسطينيا وعربيا وحالة ضغط واحتقان شعبي في الضفة وغزة من السلطة وادائها ونمو ظاهرة التطرف وبشكل متزايد في الساحة الفلسطينية....!!! لماذا الرئيس يتجه للقائمة العربية الموحدة في الداخل الفلسطيني ويمدها بالاموال وينشيء لها فضائية عرب 1948، ويهمل الواقع السياسي والوطني في الضفة ..؟؟؟ وبرغم معرفته بان فلسطيني 48 محتقنين من السلطة بوجهها الحالي..... ولا يقبلوا بصفقة التبادل السكاني الذي يعد لها عباس...!! ولماذا يترك الملعب شاغرا للسيد الرئيس من الفصائل اليسارية وغيره...... وهل علم الاخ محمد دحلان بالعبث الذي يحدث في الداخل الفلسطيني .... وماذا ينتظر..؟؟
اسئلة كثيرة وكثيرة كلها تتقاطع وتتشابك في قضية لماذا الرئيس يرفض تعيين نائبا له..... هل هو قلق على مستقبله بعد الثمانيين عاما ام قلق على مستقبل اولاده واحفادة..... لا اعتقد فقد اخذ كل شيء ليؤمن حياتهم لقروون قادمة..... ام ماذا...؟؟؟؟
اعتقد ان الرئيس ماضي في برنامج 2007 لفصل غزة عن الضفة وتسليم مفاتيح السلطة للاسلام السياسي وانهاء دور حركة فتح الوطني ..... ماضي في انهاء اي دور للحركة الوطنية الفلسطينية بكل متجهاتها الفكرية....... ماضي لان يشكل كيانية مع تبادلية على تجمعات سكانية في الضفة والداخل..... وما اهون روابط القرى..؟؟؟
اثيرت قضية نائب الرئيس في اللجنة المركزية...... اكثر من مرة.... في ظل تنافس واطماع لكثيرين في رام الله والضفة تاخذ البعد العشائري والقبلي او الاقليمي وبثوب حركي.... الكل يتطلع لنهاية الرئيس سواء بشكل طبيعي او غير طبيعي .... المهم الصراع محتدم والكنتونات واللوبيات..... الرئيس لا يريد ان يحسم قضية النائب لتشتعل الساحة في الفوضى وربما كثر من ذلك..... لماذا يريد الرئيس هذا المصير والمستقبل للسلطة في حيث بقي متشبثا برفض الفكرة..... بالتاكيد بان فتح ستصبح عشرة فتحاويات..... والاسلام السياسي والسلفي ينتظر من فوق الحائط...... واسرائيل لها الفعل الاقوى والخيار الاقوى ..... ودول اقليمية ودولية تنظر للنوذج الذي يرضي الجميع واولها اسرائيل..... اذا اين نتجه ..... والعلم عند الله........ وفي ظل اصرار الرئيس...
فتح لمن يعطيها !
امد/ داليا العفيفي
من غير المناسب على الإطلاق أن نقوم بسرد تاريخ حركة فتح المشرف ونضالاتها وتضحياتها الأسطورية ، لأن جميعنا يؤمن بذلك وهذه ليس نقطة خلاف ، لكن بكل الأسف ننظر إلى واقع الحركة الذي لم يعد كما كان بل تحول أو تم تحويله بفعل فاعل إلى حالة مؤلمة وغريبة في أوضاع منفرة لا يمكن تحملها أوإحتمالها من أي إنسان يعرف أهمية حركة فتح والآمال التي تعلق عليها الجماهير الفلسطينية ، ليس من باب الحديث فيما آلت إليه الأمور أو نشر ما يسميه البعض الغسيل القذر ، بل من منطلق الإحساس بهذا الحجم الهائل من الألم والجرح النازف بحسرة ومرارة داخل أصغر شبل فتحاوي ، ويحدونا الأمل والأمنيات لإستعادة الماضي الطاهر لبناء مستقبل أكثر إشراقا لهذه الحركة العملاقة .
من غير المستغرب أن البعض يشعر بالإثم وحجم الجريمة فيما يجري داخل الأروقة والكواليس لضرب الروح الكفاحية في الحركة التي أوصلت صوت القضية الفلسطينية للعالم ، حيث باتت بكل ما لها من إمكانيات وما تمتلكه من كفاءات وخبرات وتجارب عاجزة عن إحداث التغيير الحقيقي بداخلها ، وتقديم ما هو جديد على مستوى التفكير والشخوص والآداء ، وممارسة عملية التجديد والتجدد الذاتي على مختلف المستويات ، والأدهى من ذلك محاولة البعض من المتنفذين وأصحاب القرار فيها السعي الدائم من أجل قتل بذور الأمل فيها من الأجيال الناشئة التي لازالت تحتفظ بطهارتها الثورية وعنفوانها النضالي ، بطرق مباشرة أو غير مباشرة ، يقع في مقدمتها إستخدام الأساليب الخاطئة والمغلوطة في التعامل مع الشرائح المجتمعية المختلفة وعدم القدرة على جذب الجماهير وإستقطاب الكفاءات النوعية من الشباب الذي يمثل روح الحركة وعماد مستقبلها ، في حين أن الكثيرين ينطلقون في تعاملهم مع الحركة وجماهيرها من أجل كسب الولاءات الشخصية والشللية ، وليس من منطلق تعميق مفاهيم الإنتماء الحقيقي والشراكة الفعلية في صناعة المستقبل وتحقيق الأهداف الوطنية الجامعة .
إن قطاعات واسعة من قيادات حركة فتح الميدانية وأنصارها خصوصا تلك الفئة التي دفعت في رأسمالها الكفاحي يشعرون بالخزي لأن الأمانة التي وضعها الشهداء في أعناقهم لم تصان،
بعد أن تحولت اليد التي كانت تضرب في عمق المحتل الإسرائيلي غدت هي نفسها السيف المسلط على رقاب الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره ، وتقف سدا منيعا أما كل محاولة لإيقاع الأذى بالعدو المحتل ضمن معادلة التنسيق الأمني المشؤوم .
فقد أضحت حركة فتح اليوم مجرد إقطاعية للرئيس محمود عباس وشركائه من الإنتهازيين والمنافقين وتجار كل المراحل ، لا يسمح لأحد الدخول أو الإقتراب أو الحديث عنها بغير ما يريد الرئيس الذي يرى لنفسه الحق المطلق في قيادتها وفق مزاجه ومصالحه وتوجهاته الشخصية ، إنها الحقيقة المرة التي لم ولن ينكرها أحد حتى من مريديه وأشياعه وليس فقط من قطعت رواتبهم أو تم فصله من الحركة ظلما وعدوانا ، علما بأن هناك من يتحدث جهرا بهذا الشأن وآخر يكتمه بداخله وغيره يكتفي بالحديث في الجلسات المغلقة .
منذ رحل الشهيد أبو عمار" ياسر عرفات " تبدلت وتغيرت الأشياء ، وجاء عباس ليقلب كل المعادلات ، وفي القلب منها إسكات وإقصاء كل صوت معارض في الحركة وكان الإنقلاب الدموي لحماس على السلطة في قطاع غزة فرصته التاريخية لإحكام قبضته على مقاليد الأمور وتمرير مخططاته العبثية ، ففي غزة الواقع يقول أن فتح أسقطت عنها خيار النضال والبندقية وإختصرت نشاطاتها على اللجان الإجتماعية والمهرجانات في أحسن الأحوال وفقط عندما تسمح حماس بذلك ، كأن قطاع غزة في الوقت الذي تتكدس به المصائب وتتراكم وتتعاظم المشاكل على المواطنين لا يحتاج سوى ذلك .
وعلى الرغم من بقاء بعض المجموعات المتفرقة مثل لواء الشهيد نضال العامودي وكتائب شهداء الأقصى، ولواء العاصفة، ومجموعات عبد القادر الحسيني، تمارس العمل العسكري البسيط الذي لا صوت له ولا صدى يحسب حسابه أما في الضفة فالحال أسوأ، فقد قامت حكومة سلام فياض بتعليمات من الرئيس عباس بعد الإنقلاب الدموي في غزة، بجمع السلاح من أبناء كتائب شهداء الأقصى بمختلف تشكيلاتها العسكرية مقابل عفو اسرائيلي عنهم ووظيفة هنا أو هنالك ، أما الذين رفضوا التسليم فقد قامت السلطة بالتخلص منهم بطريقة أو بأخرى،
في النهاية استطاع محمود عباس وهنا أقول الرئيس لأنه هو المسئول الأول والأخير ورئيس حركة فتح أن يقضي إلى حد كبير على فكرة النضال المسلح في الضفة،حتى أنه أسقطها من التاريخ الفتحاوي العريق، ويحاول أن يطمس الفكرة من وجدان الشعب الفلسطيني ككل.
وعندما نعود إلى الماضي الجميل نتذكر جيدا قيادة تلك المرحلة وعظمتها فمنهم من تسابق على الموت لأجل حماية زميله الثائر ومنهم من إختار أن يحمل مكنسة والنزول على رأس جيل شاب لتنظيف المقابر والمؤسسات وأزقة القرى والمخيمات وشوارع المدينة ، وغيرهم من اقتسم لقمة عيش أطفاله بينه وبين جاره ، وأخرين تتساوى بينهم المهمات لتنظيف حمام السجن دون أن يشعر زميل عن زميل بالتميز ، جميعهم كان يبادر بنفسه ولا ينتظر غيره ، على هذه المبادئ تربينا وتعلمنا وعرفنا فتح ، أما قيادات اليوم وبكل أسف يجلسون في بيوتهم أو خلف مكاتبهم التي لا يخرج منها سوى أوامر وتعليمات ، ومنهم من يرى ويعرف المواطن المحتاج لكنه فقط قد يبادر مسرعا إلى نشر حالته على وسائل الإعلام وفضح احتياجات الناس بديل عن السعي للمساعدة وإغاثة الملهوف ، لذلك من المخجل أن بعض القيادات انجازاته عبارة عن زيارات أو لقاءات في إحياء ذكرى أو مهرجانات يطيرها على صفحات التواصل الاجتماعي وكفى الله المؤمنين شر القتال ..إلخ وخلف مسمى صورني شكرا تنتشر بسرعة البرق صوره وهو محاط بعدد من الشبان وبهذا يخرج علينا قائدنا العظيم !!! على الرغم أنه لو كان قائدا حقيقا على قدر مكانته ومنصبه لفكر قبل فعل ذلك ووقدم ما إستطاع ولو أقل القليل لهذا المحتاج ، تخيل هذا السلوك الإنساني أولا كيف يمكن أن يؤثر أو يعلم الكثير ، والأهم من ذلك هذا الجيل الذي تربى على ثقافة الموازنات والمال وإطاعة التعليمات والأوامر دون الإيمان أو الإلتقاء مع غيره بفكرة ومبدأ أصبح عبئا ثقيلا على نفسه أولا بالجري وراء الولاء قبل الإنتماء.
والحديث موجه لكل فتح من القياديين والمسؤولين والطلائع ممن يرفضون منهج التدجين والخصي السياسي والتنظيمي ، فهم يتحملون كامل المسئولية تحديدا فيما يحدث للشباب أو الجيل الجديد ليس بحكم مناصبهم ومراكزهم بل من منطلق القناعة بضرورة إحياء وبعث الأفكار والمبادىء العظيمة ، فإن هذا الجيل في غالبيته يؤمن بأفكار تلتقي مع من يقودها داخل التيار الإصلاحي ويتطلع إلى إصلاح كل خلل في دوائر صنع القرار القيادية ، التي تحاول بقصد أو بغباء تنفير وإبعاد جيل الشباب عن المشاركة الحقيقية في صناعة مستقبلهم وأخذ دورهم الطبيعي في عملية البناء والإستقطاب والتأطير الجدي من خلال السلوكيات الخاطئة والتصرفات غير المحسوبة وعدم الإحساس بالمسئولية ودون ادراك مدى خطورة ذلك الفعل على الفكرة.
إن حركة فتح بعظمتها وكينونتها قادرة على أن تنهض بقوة وتفرز قيادة عظيمة لها في كل موقع لتكون على قدر التحدي ، ولكن على هذا الجيل أي الشباب أن يدرك تماما أن الحقوق تنتزع ولا تمنح ، بالعطاء والنضال المستمر والمثابرة الدائمة ويبقى الذكاء هنا كيف يمكن لك بعملك وسلوكك وقوتك واستمراريتك أن تنتزعها في إطار التنافس النضالي وليس التنافس المالي على الإمتيازات والموازنات .