Haneen
2015-08-27, 09:00 AM
<tbody>
الخميس : 18-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v "نفي" حماس لتهدئتها مع الكيان "غير مقنع"!
امد / حسن عصفور
v خطاب نتنياهو في هرتسيليا ... لا جديد
صوت فتح / غازي السعدي
v حماس على خطى فتح
الكرامة / نبيل عمرو
v يا عيب هؤلاء
الكوفية / عدلي صادق
v التهدئة.. بين الموجود والمفقود !
صوت فتح / د. عادل محمد عايش الأسطل
v الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل
امد / سميح خلف
v في جدل تشكيل الحكومه الفلسطينينه القادمه
امد / د. وائل الريماوي
v لتكن حكومة الكل الوطني
امد / حسن سليم
v لا تنخدعوا ببريق " التسهيلات "
امد / محمد علوش
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
"نفي" حماس لتهدئتها مع الكيان "غير مقنع"!
امد / حسن عصفور
فجأة بات موضوع "اتفاق حماس" مع دولة الكيان الاسرائيلي، الموضوع الأكثر تداولا في المجال الاعلامي، وسيطر على ما حدث من "إسقاط" حكومة رامي" - بالأصل هي "ساقطة" من الوجدان السياسي للشعب الفلسطيني، كونها عبارة عن مسميات افتقدت لكل ما له صلة بالعمل التنفيذي -..
وفرض اتفاق حماس مع اسرائيل ذاته على المشهد، جاء بخيارين كل له حسابات الخاصة..فحماس ومنذ زمن تحاول "تسريب" اتصالاتها مع تل أبيب عبر قنوات اعلامية - سياسية، لم تعد بخفية على أحد، وكان هدفها الرئيسي من تلك "التسريبات" هدفا سياسيا شديد الوضوح، بأنها أصبحت الطرف الأكثر "جاذبية تفاوضية" من الرئيس محمود عباس، وهي تعلم يقينا أن ما بينها ودولة الكيان ليس سوى محاولة لتمرير بعض من شق سياسي سيفتح لاحقا باب جهنم الوطني عليها، لو أكملت ما تتحدث عنه "تسريباتها"..
حماس قبل حكومة نتنياهو، تحدثت عما يحدث معها، فمنذ اشهر طويلة وبعض اعلامها الخاص، أو المرتبط بدوائرها يتحدث عن "افكار تصلها" من أطراف دولية للتوصل الى "تهدئة" مقابل رفع الحصار وفتح ممر مائي لكسر "الطوق" عن الأزمة الانسانية، وبالتأكيد جوهر رسالتها، من وراء تلك "التسريبات"، الى جانب ابراز مكانتها التفضيلية عن الرئاسة الفلسطينية، هو كسر العزلة عن حماس ذاتها، خاصة وأن قادة مسرح العمليات السياسية الذي حاول فرض الجماعة الإخوانية بدأ في الانتكاس بل والتراجع، خاصة من البوابة المصرية، الى جانب تنامي ازمتها الداخلية مع أهل القطاع، واشكالياتها الداخلية المتعددة الأوجه..
حماس منحت مجالا اعلاميا واسعا لأن يتحدث البعض منها عن وجود قنوات تبحث تلك الأفكار، وكان الأبرز فيهم، والأكثر شجاعة د.احمد يوسف الذي تحدث علانية عن وجود "دردشات" بين حماس واسرائيل، والكل يعلم تماما قيمة ومكانة هذا الرجل المثقف، والذي تراه كثيرا من الأوساط، احد أبرز مفكري حماس السياسيين، إن لم يكن ألمعهم..
وبالتأكيد يعلم د.يوسف جيدا أن الاعلام والحالة الفلسطينية لن تترك تصريحه يمر مرورا عابرا، وسيترك تصريحه جدلا مدويا، فلسطينيا وعربيا ودوليا، وقد كان له ما توقع، رغم بعض التطاول غير المبرر ضد شخص صاحب "القنبلة السياسية "، وصل الى نقاط يجب تحريمها عند الإختلاف، لكن الجوهري هو تفجير ما بحث عنه جدلا ومطاردة، فاق كل ما أعلنته شخصيات دولية عن تواصل حمساوي - اسرائيلي للوصول الى "اتفاق تهدئة"، اعاد للذاكرة تلك الوثيقة التي نتجت عن لقاء يهودي اسرائيلي شخصيات حمساوية منها د.يوسف في جنيف أواخرعام 2006..
وجاءت تصريحات اسامة حمدان، وهو من الشخصيات التي يمكن وصفها بأنها "شخصية من مطبخ حماس" ، ليعلن في جريدة للحركة عن وصول نص مكتوب لاتفاق التهدئة بين حماس واسرائيل، وكان التوقيت هاما جدا للاعلان، تزامنا مع مغادرة ابو مرزوق الى قطر مرورا بالقاهرة، حيث التقى وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي للمرة الأولى، ووضع أمامه ما وصل اليهم، ليكمل المسار نحو مقر اقامة خالد مشعل وبعض قيادات حماس..
اعلان حمدان، جاء بعد نشر رسالة اسرائيلية، بعضها تهديد واضح لو تلتزم السلطة "الأدب السياسي" في حراكها، سيتم فكفكتها واعادة الادارة المدنية الاسرائيلية للعمل مكانها، وكما قال كوهين لحسين الشيخ "ستكون الإدارة أفضل مما هي الان"، ومعها اعلمهم بأن هناك مفاوضات غير مباشرة اسرائيلية مع حماس، لذا كان توقيت اعلان حمدان رسالة سياسية، وبعد اطلاقها بدأت مناورات حماس لسحب الاعلان من "السوق السياسي"، وابقائه معروضا بشكل خفي..
حماس بدأت نفي وجود اتفاق مكتوب، وأن هناك "افكارا" لا أكثر، وحاولت أن تقلب طبيعة الجدل ما بين النفي أو التوضيح، ولكنها لم تتقدم خطوة عملية واحدة لتقنع الفلسطيني أولا والعربي ثانيا، انها لا تفاوض ولا يوجد أي اتفاق متبلور، بعيدا عن "مناورتها اللاذكية" لنفي "المكتوب"، دون ان تنفي "اللامكتوب"، علما بأن تلك "نكتة غبية"..
نعم نصدق، أنه لا يوجد الان نصا رسميا مكتوبا، إذ لا تحتاج اسرائيل او حماس ليرسل كل منهما نصا مطبوعا على أوراق تحمل شعار حركة حماس، أو شعار دولة الكيان، فتلك ستكون "نهاية مسار التفاوض" وليس بدايته..الى حين بلورة اتفاق متفق عليه..
ولكن، لما لا تعلن حماس ما هي "الأفكار" التي وصلتها من الكيان عبر "وسطاء عرب وأجانب"، وإن كان الاعلان الاعلامي العلني غير مطلوب منها الآن، فهي لم تخبرن أحد من القوى والفصائل مضمون تلك الأفكار، حتى الأقرب اليها "نظريا" حركة الجهاد، رغم الادعاء الدائم أن العلاقة بينهما "استراتيجية"، كما انها تلتقي بفصائل يسارية في القطاع، وكل ما تقوله لهم أنه لا يوجد أي اتفاق مكتوب، وكأن المعضلة اتفاق مكتوب أم شفهي..
وقبل الجهاد والفصائل، لو أن حماس تبحث "اتفاقا للتهدئة دون ثمن خاص"، لما لم تخبر الرئيس عباس على ما وصلها باعتباره الرئيس الشرعي، وان آخر اتفاق تهدئة كان بحضور الفصائل ومنها حركة فتح، فصيل الرئيس عباس..أما البقاء على ذات الاسلوب نفي المكتوب وكتمان الشفوي، فتلك مناورة مكشوفة جدا، لن تبرأ حماس من ما يقال عنها أنها تبحث اتفاق أساسه معادلة الوزير الألماني "التنمية مقابل الأمن"، وممر مائي بين غزة وقبرص "التركية" ليكون مسارا لـ"خطف غزة" مرة ثانية ولكن بمباركة رسمية اسرائيلية ودولية..
كل مبررات حماس لنفي ما أصابها من مشاركتها في "مؤامرة فصل القطاع" لن تقنعن أحد، الى حين ان تعلم الإطار الرسمي - الشرعي، وكذا "فصائل شركاء اتفاق التهدئة الأخير بالقاهرة"، وأن تلتزم نهائيا أنها لن تقبل اتفاقا قد يؤدي الى فصل القطاع عن الضفة، وأن مسألة الممر المائي سيتم تأجيلها الى حين..وأنها ستنقل الملف بكامله الى منظمة التحرير او الرئاسة أو الاطار القيادي المؤقت المتفق عليه سابقا..
كي تزيل حماس ما علق بها من تهم سياسية تصل الى درجة "التخوين السياسي"، عليها أن تعود الى من يجب أن يكون "شريكا" معها، وتلتزم بما يتفق عليه، وأن تفاتح شعبها بصدق سياسي واضح، وليس بمناورات سياسية باتت مكشوفة جدا..
الخيار عند قيادة حماس، وعليها أن لا تستغل الحالة الرسمية المصابة بوهن سياسي و"بلادة احساس بهموم شعبها" كي تجد به ذريعة..فالأصل في الرواية الشرعية مهما كان حالها..
دون ذلك، فكل ما يصدر عنها من نفي سيكون تأكيدا للمنفي!
ملاحظة: أشيع أن هناك مرسوم رئاسي يطالب الفلسطينيين عدم استلام تصاريح العمل والزيارة الى اسرائيل، ورفض "تسهيلات"ها..رغم قيمة ذلك وطنيا، الا أن المرسوم المشار اليه لم ينشر في أي وسيلة اعلام رسمية..هل هناك مرسوم رئاسي سري.. ام أنها شاعة لحرف مسار الحكي عن مصيبة قادمة..
تنويه خاص: مبروك يا شباب..هناك قول أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستلتقي يوم الاثنين القادم.. خبر مفرح جدا جدا حتى لو كان قرار الدعوة للإجتماع "سريا أيضا"..استلهاما بالحديث الشريف، "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ".
خطاب نتنياهو في هرتسيليا ... لا جديد
صوت فتح / غازي السعدي
يتسم الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" "9-6-2015"، في المؤتمر السنوي الذي يعقد سنوياً في مركز هرتسيليا متعدد المجالات، والذي استمر ساعة يتسم بالكذب والخداع، ويتخلله مغالطات كثيرة، أهمها دعوته الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، دون شروط مسبقة، فهذا المؤتمر السنوي الذي يشارك فيه كبار المسؤولين من سياسيين وعسكريين واقتصاديين، لوضع الإستراتيجية الإسرائيلية في مجمل القضايا، فمناورة "نتنياهو" الجديدة، هي قديمة جربت وفشلت مراراً عديدة والمثير للسخرية اتهامه للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" بالتهرب من المفاوضات.
خديعة "نتنياهو" أنه ملتزم بحل الدولتين معروفة حتى أنه يطالب بمفاوضات دون شروط، ويضع الشروط المسبقة، مطالباً الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة، مع دولة فلسطينية "مسخ" منزوعة السلاح، مع ترتيبات أمنية وعدم العودة إلى حدود عام 1967، أما القدس التي لا تعترف أي دولة في العالم بضمها لإسرائيل، يريدها عاصمة إسرائيل الأبدية، مع ضم الأغوار إلى إسرائيل، ويكفي خداعه أن موضوع حل الدولتين لم يشمل في خطوط حكومته الجديدة، ويستمر بالمراوغة لكسب الوقت، حتى تمرير ولاية الرئيس الأميركي "باراك اوباما"، الذي على خلاف مع "نتنياهو" في الموضوعين الفلسطيني والإيراني، فقد خصص جُل خطابه في هرتسيليا للموضوع، النووي الإيراني، ولكنه ماذا بالنسبة للنووي الإسرائيلي؟ كذلك تطرق إلى التسلح الإيراني، وتصنيع وتخزين السلاح، وماذا عن صناعة وتخزين السلاح ومنه النووي في إسرائيل، وهي محتلة لأراضٍ عربية؟
"نتنياهو" المتغطرس والغوغائي، والوصف هذا لجريدة "معاريف 2-6-2015"، يخاطب الدول التي أعلنت عن مقاطعتها لإسرائيل، قائلاً:"من أنتم كي تتجرأوا على مقاطعتنا، والإعلان عن عدم شرعية إسرائيل؟ ويسألهم في خطابه بغضب .. لماذا وضعتم أنفسكم للتحدث عن عدم شرعية إسرائيل، فحكومتي تستند في شرعيتها على أعضاء الكنيست المنتخبين؟" لكنهم عبارة عن بازار هات وخذ، كل منهم لمصالحه الخاصة، وحروب المصالح والأنا والفساد فأي شرعية لهذه الحكومة، التي تعتمد على (61) نائباً من أصل (120) عدد نواب الكنيست؟
"نتنياهو" يتحدث عن حل الدولتين، ويلوم الفلسطينيين، لعدم تلبيتهم دعوته إلى طاولة المفاوضات، ويتهم توجه الفلسطينيين للمؤسسات الدولية، بأنها خطوات أحادية الجانب ومخلة للاتفاق، وهذا كلام مردود عليه بل أنه يعمل حالياً وبقرار من "نتنياهو" شخصياً على إقامة مستوطنة جديدة أطلق عليها اسم "ليشم"، لبناء (600) وحدة استيطانية فيها لملئها بالمستوطنين، ويسارع الإسرائيليون لإنشائها في قلب الضفة الغربية، لتقضي على إمكانية حل الدولتين، لتستكمل التواصل الجغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية، وتصبح مدينة كبيرة حسب المخططات لتمتد من الشاطئ حتى مستوطنة أرئيل، ومنها إلى مفترق مستوطنة تبوح، وإلى غور الأردن، لشطر الضفة الغربية إلى شطرين، ووضع عصا أخرى في عجلة دعوة "نتنياهو" الكاذبة، لاستئناف المفاوضات، وحل الدولتين، فماذا نسمي قرارات البناء في المستوطنات .. أليست خطوات أحادية الجانب؟ ولماذا استيقظ العالم الآن على أصوات تنادي بشطب إسرائيل من الوجود، على خلفية احتلالها للأراضي الفلسطينية، وغياب الحل السياسي، والاستمرار في الاستيطان، الذي سيدمر إسرائيل وفقاً لنبض الشارع العالمي.
لقد تجاوزت وقاحة "نتنياهو" كل الحدود، عندما طالب في خطابه الدول العربية، بالضغط على الفلسطينيين، لحملهم للعودة للمفاوضات، من أجل التوصل لحل الدولتين، وإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، محملاً الفلسطينيين مسؤولية الجمود الذي اعترى المفاوضات منذ (14) شهراً، قائلاً أنه يشعر أن هناك فرصة لتجديد المفاوضات إذا أمكن إقناع الفلسطينيين، فالفلسطينيون ليسوا بحاجة لإقناعهم لتحقيق السلام، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتهم، لكن العائق يأتي من الجانب الإسرائيلي، وتصريحات "نتنياهو" بأنه يحاول التحاور مع رئيس السلطة الفلسطينية منذ ست سنوات ونصف، وأنه قام بالعديد من الخطوات الصعبة، محملاً أن العائق من الجانب الفلسطيني، كل هذا خداع وكذب واضح وضوح النهار، فإسرائيل خرقت جميع الاتفاقات، كان آخرها اتفاق إطلاق سراح الأسرى القدامى، فلـ "نتنياهو" تجربة طويلة في رفض المبادرات الدولية والعربية وحتى الأميركية، فوزير خارجية الولايات المتحدة، "كيري" بذل جهوداً كبيرة لعرض مبادرة سلام، وقدم رزمة متكاملة مع تعديلات حدودية، وترتيبات أمنية بعيدة المدى، فكان "نتنياهو" يتفاخر برفضه القاطع لكل مبادرة سلام باتجاه حل الدولتين، القادمة من أفضل أصدقاء إسرائيل، كذلك الأمر مع المجموعة الأوروبية، فـ"نتنياهو" يتفاخر بأنه والوزير "نفتالي بينت" وحدهما يقفان صامدين أمام الضغط الأميركي والدولي، و"نتنياهو" يلجأ إلى إستراتيجية تخويف الإسرائيليين، من أجل الامتناع عن عقد اتفاق سلام، للحصول على الشعبية من أوساط اليمين الأيديولوجي، حتى أوصل بلاده إلى عزلة دولية، فهو يعمل على غسل دماغ شعبه للإبقاء على الاحتلال والاستيطان، ولم يعد ينجح في تسويق أكاذيبه إعلامياً، باتهامه الفلسطينيين بالإرهاب تارة، واللاسامية تارة أخرى، والعودة للمرة المليون بالتذكير بالكارثة النازية، وأنه لا وجود لشريك فلسطيني، ويتباكى أحياناً بأن العالم كله يقف ضد إسرائيل، فالدعاية الإسرائيلية فشلت، وسياسة النفي والإنكار والانقطاع عن الواقع، معتقداً أن العالم غبي، وإسرائيل هي الذكية كله خداع وكذب، ويمكن بيع كل شيء للعالم، كما يحاول بيعه للإسرائيليين، فهذا خداع ذاتي، وجزء من حملة الدعاية والأكاذيب، فاحد في العالم لا يقف مع استمرار الاحتلال، وألاعيب زعماء إسرائيل.
"نتنياهو" .. أعلن أن في ولايته الرابعة، لن تقام دولة فلسطينية، ووزير الجيش "موشيه يعالون"، استبعد قيام دولة فلسطينية في حياته، هذا ما قاله في خطابه بمؤتمر هرتسيليا، وحمل الفشل هذه المرة بعدم تحقيق السلام إلى "أوباما" ووزير خارجيته "كيري"، معتبراً أن إقامة الدولة الفلسطينية، تعني إنهاء الاحتلال سيؤدي إلى عدم الاستقرار، ووزير التعليم "نفتالي بينت" صرح أمام العالم في خطابه بهرتسيليا، بأن تواجد إسرائيل في هضبة الجولان السورية ليس احتلالاً، طالبا العالم الاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان، أما الوزير "سلفان شالوم" المسؤول الجديد عن ملف المفاوضات، فدعا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات في خطابه بهرتسيليا، دون شروط مسبقة، متجاهلاً الشروط الإسرائيلية، ووزيرة الثقافة ميري ريجف"، دعت من جانبها إلى مقاطعة ووقف الدعم المادي، عن الفنانين والمسرحيين الذين يرفضون عرض مسرحياتهم، في مستوطنات الضفة الغربية، لأسباب ضميرية بسبب الاحتلال، فإسرائيل التي أقامت الدنيا دون أن تقعدها، ضد المقاطعة الأوروبية الاقتصادية والأكاديمية ضد إسرائيل تضع مقاطعة داخلية على معارضي سياسة حكومتها.
"نتنياهو" يعتبر نموذجاً للعقلية الإسرائيلية المتحجرة، واعتماده على منطق القوة لمحو التاريخ وطمس الجغرافيا، ليبرز من أطلالها شعب الله المختار، ومن عداهم رعاع وخدم، كبرنامج يلبي أطماع المتطرفين، الذين وجدوا في "نتنياهو" ضالتهم، فحملوه على الأعناق إلى سدة الحكم، رمزاً للحلم الصهيوني، فهو من تلاميذ القائد الصهيوني اليميني المتطرف "زئيف جبوتنسكي"، الذي انشق عن المؤتمر الصهيوني العالمي عام 1922، وأقام حركة التصحيح الصهيونية الأيديولوجية، التي تنادي بأرض فلسطين الانتدابية، كوطن للشعب اليهودي، وبالتالي فإنه أي "نتنياهو"، تتلمذ أيضاً على أيدي كل من "مناحيم بيغن"، و"إسحاق شامير" الأول قائد تنظيم "اتسل"، والثاني تنظيم "ليحي" الإرهابيين، الأول بطل مجزرة دير ياسين، والثاني بطل تفجير فندق الملك داوود في القدس، فسار على طريقهما، وتبنى أيديولوجية أرض فلسطين الكاملة من البحر إلى النهر، ليرسم خطوط حدود الدولة العبرية، إنه كذاب ومخادع حتى بنظر شرائح إسرائيلية واسعة، رجاءً لا تثقوا ولا تصدقوا أي كلمة يتفوه بها فنغمته الجديدة، بان العالم يقف ضد إسرائيل مستهلكة، فهل يعقل أن يقف العالم مع الاحتلال، فالسلام لن يتحقق، إلا إذا أتت قيادة إسرائيلية تؤمن بالسلام أولاً، وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، والتخلص من الاستيطان الذي أكل الأخضر واليابس، والبديل استمرار الصراع حتى تتغير موازين القوى في المنطقة وفي العالم، فلا جديد في خطاب "نتنياهو" الجديد ..
حماس على خطى فتح
الكرامة / نبيل عمرو
في مقالة سابقة بعنوان «بيد حماس لا بيد فتح»، توصلت إلى استنتاج بأن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تستنسخ خطى فتح في المقاومة والمفاوضات ومجمل العلاقات مع إسرائيل.
وفي هذه الأيام يتبلور التشابه بين فتح وحماس بصورة جلية ومباشرة، ولكي تتضح الصورة أكثر أعود بالذاكرة إلى فتح المقاومة ثم فتح التحضير طويل الأمد للمفاوضات التي اتخذت سنوات طويلة سمة المفاوضات السرية، وحين كان يتم اكتشافها من مصادر صحافية أو استخبارية، كان المفاوض الفلسطيني يلوذ إلى عبارة أنها مجرد حوارات غير مباشرة يتولى إدارتها طرف ثالث، والغرض منها استطلاع النيات لا أكثر ولا أقل، إلى أن وصلنا أخيرًا إلى مفاوضتين متلازمتين واحدة علنية جرت في الولايات المتحدة، والثانية سرِّية جرت في أوسلو، وكان صاحب القرار فيها الرئيس ياسر عرفات ويعاونه في إدارتها خليفته الحالي محمود عباس.
وقبل أن يتبلور اتفاق أو تفاهم أوسلو، كانت فتح قادت أوسع عمل عسكري مؤثر في إسرائيل سواء على صعيد العمليات الفدائية الكبرى داخل مدن الدولة العبرية، أو على صعيد المواجهات التقليدية بين جيشين، كما حدث في لبنان وذروتها كان حرب عام 1982.
في وصف المنحى العام لمجرى الأحداث، كان هنالك عمل عسكري يتوازى مع العمل السياسي، وكان أن تدخل العالم لتقصير المسافات، فحصلت مدريد ثم واشنطن ثم أوسلو، وها نحن الآن نشاهد ابتعاد فتح عن العمل المسلح، وشعورها بالإحباط جراء فشل الرهان السياسي التفاوضي وعودتها إلى المحافل الدولية لعل وعسى، وبالمنحى العام ذاته نرى أن ما تفعله حماس هو ذات ما فعلته فتح مع بعض التعديلات اللغوية، وفي فترة ما وكانت عابرة وقصيرة المدى، انبثق جهد قتالي تنافس فيه الطرفان، وذلك عبر الانتفاضة الثانية، وميزت حماس نفسها لسنوات باهظة الكلفة باستيلائها على شعار المقاومة المسلحة واعتبرته شعارًا أزليًا، ينبغي ألا يتوقف إلا حين رفع راية الإسلام على القدس إلى جانب ارتفاعها، بإذن الله، في كل عواصم العالم.
ومثلما دفعت فتح تكاليف أوسلو بالدخول في متاهات التنسيق الأمني والعلاقات الملتبسة مع إسرائيل ومواجهة صعوبات التعايش مع اليد العليا الإسرائيلية في كل شأن فلسطيني، حتى لو كان مجرد التحرك من شارع إلى شارع آخر، فها هي حماس تدخل إلى ذات الممر، ولكن بتمويه مختلف، فإذا كانت السلطة في رام الله تعتقل من يطلق النار على إسرائيل في سياق التنسيق الأمني، فإن حماس لا تعتقل فحسب بل تقتل إن لزم الأمر، سلطة رام الله تمارس التنسيق الأمني كالتزام أقدمت عليه أو تورطت فيه، وذلك بفعل اتفاقيات أوسلو، أما حماس فتفعل ما تفعل بفعل تفاهمات متقطعة، تارة أنضجها المصريون، وتارة أخرى القطريون والأتراك، ولإعطاء غطاء دولي لما يجري فقد دخل الألمان على الخط، أما من أبواب استخبارية فلا أحد يعرف كم طرف يتدخل.
بالنسبة لي وانسجامًا مع خلفيتي السياسية، وانتمائي المتعمق دومًا للحل مع إسرائيل، فإنني لا أعترض من حيث المبدأ لا على المفاوضات المباشرة ولا غير المباشرة، ولا أخشى من فتح خطوط حوار مع الإسرائيليين قبل غيرهم لأن المهم ليس الوعاء وإنما ما يطبخ فيه، وإذا كان لي من اعتراض على ما تفعله حماس الآن من حوارات واتصالات ومفاوضات مع إسرائيل، فلأنه موضوعيًا يعمق انقسام الوطن ويضعف أسس القضية الفلسطينية ومرتكزاتها وينهي وحدانية التمثيل الفلسطيني التي كانت أهم إنجاز حققه الفلسطينيون منذ بداية قضيتهم حتى البلاغ الأول للانقسام الذي دخل عامه الثامن.
إن كل ما يعرض على حماس الآن كان قد تحقق ما هو أكثر منه في زمن عرفات، كانت المعابر مفتوحة على مصاريعها وكان المطار يعمل وكان الميناء قيد الإعداد، وما يجري الحديث عنه الآن هو بعض يسير مما كان، سوى أن هذا البعض اليسير كلف مئات آلاف من الجرحى والأسرى والضحايا، كما لو أن الأمور تسير بصورة دائرية، تتقطع الأنفاس في الجري عليها كي تبلغ بعد زمن طويل نقطة البداية.
هذا ما جرى ولا مجال منطقيا إلا أن تكون نتائجه ذات النتائج.
يا عيب هؤلاء
الكوفية / عدلي صادق
أن تزعم أنك جهادي وإسلامي ومقاوم، أو إنك مصحف متحرك، حسب تعبير سيّد قطب في وصفه للإخواني، ثم تفعل فعل الشياطين المستبدين والأغراب المحتلين؛ فإنك تسيء لنفسك أولًا، ولشعبك ثانيًا ولقضيته ثالثًا، ولرسالتك المزعومة رابعًا، وللدين نفسه خامسًا وعاشرًا. كذلك عندما تزعم، أنك حسمت حسمًا ــ ولم تقتل وتنقلب انقلاباً ــ وأطحت سلطة قلت فيها ما لم يقله مالك في الخمر؛ ثم تفتح سوقاً للرشى، فتعتصر بعض الناس المضطرين للسفر، وتأخذ منهم ألفا دولار، أو ألفاً، مقابل إصعادهم الى الحافلة التي تنقلهم الى الجانب المصري؛ معنى ذلك أنك مستعد لو أتيح لك، أن تتاجر بالناس وبرؤوس البشر وأن تفتح سوقاً للنخاسة، علناً، دون أن يرف لك جفن، أو أن يكبحك وازع من ضمير!
وأن تمنع سفر مواطن من غزة، الى الجزء الأكبر من بلاده، وترده على أعقابه، فيما أنت تصرخ ليل نهار، استنكاراً لإغلاق معبر رفح، فأنت، هنا، تُسقط بنفسك منطق شكواك من الآخرين، لأنك تأتي الفعل الذي تنهاهم عنه، بل تأتي بأسوأ من مثله. ونقول أسوأ، لأن منع دخول فلسطيني الى بلد آخر، هو حق سيادي لمن يمنعون، أما أنت فتمنع مجرد المرور داخل الوطن نفسه، ومن يمنع نفساً من المرور بغير حق، فكمن منع الناس جميعاً!
الرشوة وبيع حق الصعود الى الحافلة، ومنع المرور من الوطن الى الوطن، والضرائب ذات المسميات العجيبة، والاستدعاءات وبلاغات منع السفر، وكل هذه الملامح الشائنة لحكم حماس في غزة، التي كان يخجل منها الاحتلال في السنوات الأولى لتمكنه؛ تمرق كلها عن الدين وتستقر في دائرة الإثم ولا يفعلها وطني أو إنسان سويْ.
أية فضيحة هذه، التي يفتعلها المتنفذون الحمساويون لمشروعهم ولأنفسهم ولموقفهم في يوم الحساب والسؤال، ولمظهرهم أمام شعبهم، والى أي مآل يذهبون بأنفسهم؟
النبي محمد عليه الصلاة والسلام لعن المرتشي والرائش، أي الوسيط بين الراشي والمرتشي، وتنبه الفقهاء الى اضطرار الأول لتقديم الرشوة، لدفع ظلم أو ضرر، فرأوها جائزة ويكون الإثم على المرتشي، وقال ابن مسعود، إن الإثم على القابض دون الدافع. ويحرّم القرآن الكريم على المؤمنين (في سورة الحجرات) إيقاع الأذى في الناس:"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا إثماً وبُهتاناً عظيماً".
أما الضرائب الغليظة العجيبة، فإن النبي عليه السلام، كان يسمي رقيقها وخفيفها "المَكس" فما بالنا بغليظها، ويقول:"لا يدخل الجنة صاحب مكس"، وقد سأل يوماً:"أتدرون مَن المُفلس؟" قالوا:"يا رسول الله، المفلس فينا، من لا درهم له ولا متاع". قال:"إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فُنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطُرح عليه وطُرح في النار"!
نحن هنا، نتحدث عن واقع في السلوك، لن تحجبه عن الرؤية تلك الغيوم الكثيفة من كلام الجهاد والمقاومة والورع الزائف. فإن كنت تطرح نفسك مشروعاً للمقاومة، فعليك أولاً أن تحترم شعبك، وإن كنت تطرح نفسك إسلامياً، فإن دينك أوصاك بحُسن معاملة الآخرين المشركين من غير أبناء شعبك، فما بالنا بشعبك. وإن كنت تطرح نفسك، نورانياً، فما عليك سوى أن تتأمل هذه الظلمات التي أدخلت شعبك فيها. فيا عيب ما تفعل، ويا بؤس وغباء ما تحلم به، من كيان مسخ، يؤول لك. لقد أثقلت يا هذا حتى على الطيبين الذين صدقوك ومشوا في مشروعك، وأحرجت نفسك وأهلك وأمتك بهذه الرعونة المشهودة، وبتخليق هذا الانسداد في الآفاق!
التهدئة.. بين الموجود والمفقود !
صوت فتح / د. عادل محمد عايش الأسطل
منذ أن تم التوقيع على اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، ضمن وقف إطلاق نار ضمني في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي بوساطة مصرية، فقد دأبتا على الحفاظ عليه على مدى الأيام، حتى في ظل مواصلتهما تهديداتهما المتبادلة، من أنهما مستعدتان لإشعال الحرب من جديد، وحتى في ضوء قيام جهات سلفيّة فلسطينية بمحاولة تكدير الوضع ضد حماس باعتبارها عدو، ومحاولة إسرائيل تحميلها المسؤولية، باعتبارها هي من تقوم بإدارة المكان.
ومن ناحيةٍ أخرى، وبرغم قيام كل منهما، بنفي الأنباء الواردة حول محاولتهما إنشاء تفاهمات لتهدئة مُزمنة، إلاّ أن نشاطاتهما وسواء التكتيكية أو الاستراتيجية، تقود إليها كحقيقية لا تحتاج إلى التخبئة، حيث أن نفيهما كان رقيقاً وغير كافياً لأن يقتنع به أحد، وفي ضوء كثرة من المتربصين الذين لم يسكتوا عن التفتيش برهة واحدة عمّا يدور خفيّة، والذي يجري بوساطة غربيّة، حيث أصبح بالوسع منذ الآن، الاستنتاج بحدوثها كحقيقة واقعة، وخاصةً في أعقاب قيام "أسامة حمدان" عٌضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية التابع لحركة حماس، بأن الحركة تسلّمت أفكاراً مكتوبة تتعلق بملف التهدئة، وهي بصدد وضع اللمسات الأخيرة بشأن توقيع اتفاق.
في حالات كثيرة تتطلب المفاوضات بشأن أيّة مسألة على السرّية، لاعتبارات كثيرة ومختلفة، وهو ما حدث لهذه التفاوضات باعتبارها أكثر حسّاسة، ولا تقل صعوبة عن مفاوضات وقف الحرب، بسبب أنها مبنيّة أيضاً على حسابات (مكاسب – تكاليف) وباعتبار الوصول إليها بمثابة (إنجاز أو إخفاق)، ففي كل حالة مشابهة، تُجري الأطراف بطبيعتها حروباً تحاوريّة سرّية وخطِرة في ذات الوقت، وهي لذلك تستعمل جهات أخرى خارجيّة، وسواء كانت منتفعة أو مُحايدة، وتتبع سبُلاً ربما لا تخطر على بال أحد، وهي وإن أدّت إلى خلل أو إلى تعقيدات دبلوماسيّة، لكن في النهاية يكون اتفاق، وخاصة في حال وجود دوافع مركزيّة لإرسائه.
دوافع الركض نحو التهدئة، لدى كل من حماس وإسرائيل، علاوةً على أنها موجودة، فإنها مُتكافئة أيضاً، كما دلّت عليه وضمنته نتائج ليس عدوان (الجرف الصامد) في يوليو/تموز الماضي بمفرده فقط، بل ضمنته نتائج جملة العدوانات الإسرائيلية الفائتة، حين قيّمها الخبراء بأنها كذلك، بمعني أن هناك إنجازات وإخفاقات متبادلة ومتساوية تقريباً، وساوت بينهما تقارير محلية ودولية بشأن ارتكابهما جرائم حرب أيضاً.
تأتي الدوافع الإسرائيليّة، من ناحية أنها تريد وقف السّاعة، التي بدأت تدور ضدّ حساباتها، ففي العالم باتت تئن تحت وطأة تهديدات مختلفة، من المقاطعة والعزل، وتلك التي في النهاية تصبّ باتجاه نزع الشرعيّة عنها، كما أنها تبحث متلهفة، عن شيء من الاستقرار الداخلي بمستوياته المختلفة، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنها تريد الحفاظ على الوضع الفلسطيني كما هو، من حيث الانقسام وإلى ما لا نهاية، إضافة إلى أن عدم موافقتها على كل اشتراطات حماس، وبما لا يجعلها تتخلّى عن فكرة التهدئة، هي من المحاسن التي تراها مناسبة، ويمكن إضافة أن التطورات الدبلوماسية الإيجابيّة مع بعضٍ من الدول العربية، وبخاصّة المملكة السعودية، باعتبارها إنجازاً خارقاً أيضاً.
وكان شدد الكثيرون داخل القيادة الإسرائيلية على الضرورة الماسّة، لتوقيع اتفاق تهدئة ولو ليومٍ واحدٍ فقط، وإن بحجّة إعادة إعمار القطاع كحجّة دامغة، وكان الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين"، قد صرّح بأن إعمار القطاع هو مصلحة إسرائيلية في الباب الأول، كما أن رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" مقتنع بذلك، وإن استند على توصيات المؤسسة العسكرية، التي قالت بقبول التهدئة وإعادة الإعمار باعتبارهما الأساس لضمان الهدوء مستقبلاً.
دوافع حماس أيضاً، تبدو مناسبةً لها، تبعاً للواقع المُعاش بعامّته، وخاصةً في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير وما لحق به من تداعيات وتعقيدات مبرمة، فكما هي مهتمّة برفع الحصار والذي لا يغيب عنها في السر والعلن، باعتبار الحصول عليه يمثّل إنجازاً فخماً، فهي بحاجة إلى تقييم نفسها سياسياً وعسكريّاً من جديد أيضاً، كما ويفتح المجال أمامها، نحو إمكانية تعبيد منظومة دبلوماسيّة مع الخارج للبناء عليها من لحظة التوقيع عليه فصاعداً.
في نظر السلطة الفلسطينية، وبرغم دأبها طوال المدّة الفائتة، على نيّة التصدّي ومواجهة أيّة اتفاقات من هذا النوع، وفي ظل مطالباتها الفائتة بضرورة رفع الحصار، لتمكين السكان من استرجاع أنفاسهم، فإن ذلك الاتفاق يبدو حسناً لديها، وإن كان مشروطاً بأن لا يمس من قريبٍ أو بعيد وحدة الفلسطينيين، وأن لا يكون تمهيداً للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة.
وإن كان هذا النظر مقبول لدى حماس، وبإضافة أنها- وحتى في ضوء سماعها بأن هناك فصائل فلسطينية مُعارضة- تأخذ على نفسها مراعاة رأي تلك الفصائل، قبل التوقيع على أي اتفاق، لكنها لن يكون بمقدورها، العودة إلى ما كانت عليه بشأن المصالحة الوطنيّة، وذلك في حال لم تكن هناك حوافز أفضل من ذي قبل، والتي تسعى إلى ضمانها، باعتبارها لديها تُمثّل الإنجاز التالي الكبير.
الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل
امد / سميح خلف
في علم الرياضيات ثمة خاصية ومفهوم لمعنى التباديل والتوافيق وقد تكون القاعدة الرياضية قد تنطبق على القاعدة السياسية، فالمنطق العلمي والمعادلات الحسابية والهندسية والتنسيقية والاختيارية هي التي تحدد اتزان المعادلة او ماهية النتائج والدلائل العلميةن وقد تكون التجربة هي احد المكونات الفعية لاتزان المعادلة لما يتمخض عنها من نتائج، فعلم التباديل والتوافيق ينبع من المفهوم الفلسفي للاشياء وحركتها، فعلم التباديل يعني"" الترتيب والتبديل"" وعلم التوافيق يعني """ الانتخاب والاختيار"".
وهكذا الحكومات الفلسطينية المتعاقبة وصولا الى حكومة التوافق والتي ولدت ميته وتعبر عن مرحلتها من سقوط متلاحق لكل مصنفات البرنامج والخيارات والاختيارات الذي لا يعبر الا عن الانحدار والسقوط فكم مرة من فلسفة التباديل وكم مرة من فلسفة التوافيق والحقيقة ان النتائج والغرض من تلك الحكومات لم يحقق اهدافه حتى في ظل ما تحمل من برامج قزمية ومتدنية وكما قلت تعبر عن مرحلة من مراحل السقوط المتدرج والمتدحرج
حسابات صفرية للميت ولانه ميت وهكذا ولدت حكومة التوافق ورئيس وزرائها الاكاديمي رامي الحمد الله، وان تصاغ قصة التباديل والتوافيق في الساحة الفلسطينية فهي من الامر انمعقد جدا وخاصة بعد رحيل عرفات والاحداث المؤلمة التي حدثت في 2007 وتطوراتها واستنساخاتها على الواقع السياسي الفلسطيني والتي جعلت من الاختيار او التنسيق او الانتخاب قضايا لا تأخذ مكانها في المعادلات الوطنية وحتى الحسابية.
ان قدرة الجسم السياسي والوطني والاسلامي الفلسطيني قد لا تستطيع ولادة منهج علمي وطني في سياق تعلريف عنوان المقال فالحاضنة للتجربة قد تشتت والروافد الاعتبارية قد تبدلت، والعناوين قد تغيرت، والتراكمات قد اثرت ودمرت، والطموحات المنفصلة قد تبدلت واختلطت ثم توزعت وتشتت.
بلاشك ان الواقعية في الاختيار لا تعني تكريس نتائج وصياغة معادلات في لبناتها الاولى والابتدائية تعتمد على خاصية الانفصال وتعزيز خاصية العنصر مقابل المعادلة والمكون الشامل.... وهكذا الواقع الفلسطيني بفصائله الوطنية والاسلامية ومن هم داخل وعاء منظمة التحرير او التمرير او فصائل العمل الاسلامي التي تعمل لذاتها وبنفس خطوات التمرير والتخصيص وفرض مكون واقعي على الارض لا يمكن تجاوزها انتقائيا او اخياريا او انتخابيا، وفي ظل خيارات التخصيص والاستحواذ.
فشلت حكومة رامي الحمد الله وتحول اعضائها من كادر اكاديمي يبني ويعطي في اماكنه الاكاديمية والاحتكاك المباشر مع اوسع طبقة من الشعب الى اشخاص فاشلين يعبرون عن مكون فاشل، على الرغم ان حكومات التكنوقراط تستحضر لتجاوز ازمة وليس لتقيدها او تثبيتها، جردة حساب بسيطة لتلك الحكومة ن فشل في الاعمار ، فشل في حل القضايا المستعصية من بطالة وفقر، استهداف وبعدة قرارات لابناء قطاع غزة سواء فتحاويين او حمساويين بل تعاطت بشكل نسبي مع موظفي حماس من خلال الطرح السياسي والامني اما الفتحاويين فقد كانت حكومة رامي العصا الغليظة التي طحنت رؤوس الكثيرينز..!!!، على المستوى الوطني والسياسي لقد التصقت صورة الحكومة واجراءاتها بصورة برنامج الرئيس الذي فقد كل اوراقه ولم يعد لديه الجديد امام متغير اقليمي ودولي يدرس بجدية حالة توزيع القوى في الساحة الفلسطينية سواء في غزة او الضفة واعادة الاختيار والتعامل والتجاوز ربما لبرنامج الرئيس والالتفات لقوى مؤثرة وملتزمة وقادرة على الانضباطيات لاي اتفاق مع اسرائيل وقد تمثل هذه القوة حماس.
مهما كانت الخيارات القادمة بعد اقالة حكومة رامي الحمد الله والتوجه الى حكومة سياسية وطنية تشكل من الفصائل، فان علامات الاعداد والتي يتوقف عليها الانجاز الوطني من عدمه ليس في تشكيل الحكومة .... ولكن ما هو برنامج الحكومة، وهل هناك برنامج وطني متفق عليه من جميع القوى وطنية واسلامية، وهل الخطوط السياسية لو اتفق عليها ، هل ستتجاوز وتنجح في حل مشكلة المؤسسات السيادية وتناقضها بين الضفة وغزة من حيث الوجود والاهداف والمهمات.... وهل قضية الانتخابات تستطيع ان تحسم هذا التناقض والبنية التحتية لكلا من السلطة في رام الله وحماس في غزة..؟؟؟؟ وهل تلك المؤسسات بنيت كمؤسسات مهنية ووطنية ام فصائلية...... قد لا تستطيع عملية رياضية كالتاباديل والتوافيق فك شفرة تلك الخيارات والمقدمات وعناصرها.
ازمة حقيقية لا تفيد فيها تسمية نوعية الحكومات ولا يصلح الحداد ما افسده الدهر بل يجب ان تقتنع كل فئات الشعب الفلسطيني بان كل تلك الخيارات المطروحة فاشلة وما يترتب على ذلك من وعي شعبي لانهاء تلك الظواهر السلبية وعدم التعاطي معها تمهيدا لاسقاط هذا الواقع المزري.... ولا سنبقى في حالة افتراس من هذا وذاك وتحت مقصلة خيارات لكل من الاطراف يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها كما تدفعه القضية الفلسطينية برمتها.... فالخيار القادم يجب ان يكون شعبي فقد مل الجميع وحالة الاحباط والتردي الوطني ستبقى قائمة مع تلك الخيارات المميتة التي تلعب كل منها في قاع فنجان يعبر عن خصوصيتها
في جدل تشكيل الحكومه الفلسطينينه القادمه
امد / د. وائل الريماوي
كثرت الاجتهادات و التأويلات حول استقالة الحكومه الفلسطينيه – حكومة الوفاق الوطني , ما بين ناف للاستقاله و بينهم الناطق باسم الحكومه الاخ بسيسو و بين من اكد الاستقاله و دخل في التفاصيل القادمه حولها .. و اليقين ان يوم الاثنين هو اليوم الحاسم في هذا السياق وخاصة بعد اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح اول أمس، الذي تبعه إجتماع للمجلس الثوري للحركة .. د. أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لفتح اكد أمر استقالة الحكومة. وكشف أن حركة حماس أبلغت بهذا الأمر في اللقاء الاخير الذي تم بين الاخ عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركةفتح وموسى أبو مرزوق مسؤول ملف المصالحة في حركة حماس وان الاتصالات بهذا مستمره و قائمه الان و في المرحلة المقبله سواء مع حماس او مع بقية فصائل العمل الوطني .. وفي السياق ايضا , التقى الاخ الرئيس محمود عباس في مكتبه في رام الله رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله الذي قدم له استقالة الحكومة وجرى التشاور حول المرحلة و الخطوات المقبلة وبقي اسم د. الحمد الله مطروحاً لرئاسة الحكومة الجديدة .
الحكومه الفنيه الحاليه لم تستطع حل المشاكل السياسيه القائمه , و نحن هنا لسنا بصدد الاسباب التي لا يختلف حولها اي مراقب او متابع حريص , حيث ان حماس هي من وظفت كل امكانياتها لافشال عمل هذه الحكومه و لاهداف نقرأها و نعيشها منذ ثمان سنوات هي عمر انقلاب حماس هذه على الشرعيه . . عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الاخ محمد أشتية اكد امام صحيفة «الحياة» الصلدره في العاصمه البريطانيه ان المشاكل العالقة فلسطينيا الان هي بمجملها سياسية، ولا يمكن لحكومة فنية أن تعالج مشاكل سياسية ، و اضاف .. حركة «حماس» ليست مستثناة من الحكومة الجديدة ، واي من القوى السياسية الفلسطينية الاخرى ليست مستثناه بل ومطلوب منها المشاركة في الحكومة القادمه من معالجة الملفات العالقة .. بدوره , امين سر المجلس الثوري لحركة فتح د. مقبول كشف ايضا أن مقترحات الحكومة القادمة كبيرة من حيث شكلها وتشكيلها و تشكيلتها . فقد تكون حكومة من ممثلي الفصائل الفلسطينية , لكن المشاورات في بدايتها فقط.. و التقليد المعمول به في فلسطين يقول أن هناك مُهلة سقفها خمسة أسابيعامام من يختاره الرئيس الفلسطيني لتشكيل هذه الحكومة .
كعادتها .." حماس " سارعت الى انتقاد إعلان الاخ الرئيس عباس حول " الموضوع الحكومي " والاصطياد في الماء العكر و رسم الصورة على انها نيته الاخ الرئيس تشكيل حكومة جديدة من دون مشاورتها. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري مستمرا في هرطقاته المعهوده : إن «حركة حماس تؤكد أن أي تغييرات وزارية في حكومة الوفاق الوطني يجب أن تتم بالتشاور والتوافق مع الفصائل الفلسطينية». وأضاف أن «الحركة ترفض أي خطوات منفردة بشأن تعديل وزراء على حكومة الوفاق»....... عن اي خطوات منفرده يتحدث هذا و المشاورات الفصائليه مع قادته و قادة بقية الفصائل لم تتوقف .. الا اذا اراد هو و سربه المشبوه ان يكون لحركته وضع خاص و مميز تكافأ به على ماسببته للشعب الفلسطيني و دول الجوار من الام و مشاكل و معاناه على مدار السنوات الماضيه و حتى الان ..
الاخ الرئيس محمود عباس هو المعني و صاحب الحق الدستوري في تكليف رئيس الوزراء او اقالته او اعادة تكليفه .. و الالتزام بالدستور و بالشرعيه هو المضمون الحضاري و السياسي للكيان الفلسطيني المرجو , و لكل حريص على الوضع الفلسطيني ... و يوم الاثنين ان شاء الله لقريب ,,,
لتكن حكومة الكل الوطني
امد / حسن سليم
تجاربنا السابقة مع الحكومات المتعاقبة التي كانت في أكثر من مرة بصفة التكنوقراط، او بصفة حكومة مستقلين، أثبتت فشلها، ولم تحقق الهدف الأساسي لتكليفها، سواء كان ذلك في مجال إحداث التنمية، او التخفيف من حدة الاشتباك السياسي الداخلي .
الحالة الفلسطينية، والتي تعتبر فريدة من حيث ظروفها وإمكاناتها، والهدف المنشود تحقيقه، تتطلب آليات بمواصفات مختلفة للمعالجة، بعيدة عن التقليدية، أو الروتين المتجمد في عروق أدائها، وفي كيفية تنفيذها لمهامها بذرائع قواعد الإدارة، والالتزام بالمنهاج .
اليوم وبعد التسريبات بشأن استقالة د.رامي الحمد الله، او الاتفاق معه على الاستقالة، لا فرق ، فلا خلاف على استمرار رئاسته للحكومة، والتوقع ان يتم إعادة تكليفه، بعد اجتماعه بأعضاء اللجنة التنفيذية الاثنين القادم، وما سيتلوه من بدء بالمشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فان الكل الوطني الحريص، ممن اثبتوا ولاء للمشروع الوطني وكانوا طيلة الفترة السابقة مسكونين باستعادة الوحدة، من الفصائل الوطنية والإسلامية مطالبين بالمشاركة في الحكومة،على قاعدة انصر أخاك ظالما بمنعه من الظلم والوقوع في الخطأ، او مظلوما بمنع الظلم عنه، وحمايته من الأخطار والتهديد والاستهداف.
حماس أيضا على وجه الخصوص، وهي الآن خارج الحكومة - قانونا – بعد إعلان استقالتها وفقا لتفاهم الشاطئ، مطالبة بالمشاركة بتسمية من يمثلها من المتعقلين، أو من ترشحه من طرفها ممن يدرك أهمية استعادة وحدة الوطن، بما يعطيها الفرصة الأخيرة بالعودة للحياة السياسية من خلال البوابة الشرعية، بعيدا عن المناكفات، ويسهل بدء العمل في قطاع غزة، وإعادة اعماره ، واحياء مؤسساته المدمرة، وتخليص أهله من الكارثة الإنسانية التي يمر بها منذ اكثر من سبع سنوات .
الحكومة وهي الذراع التنفيذي للنظام السياسي، مهمتها الأساسية هي إحداث التنمية ومتابعه الأمور الحياتية، وحفظ النظام العام، وضمان الاستقرار والسلم المجتمعي، لا تتطلب المشاركة فيها كل هذا التعقيد، كون الشأن السياسي والمفاوضات هو من اختصاص مؤسسات م.ت.ف ، الأمر الذي يعفي اي فصيل يعتقد ان المشاركة في الحكومة قد تسبب له الحرج كون موقفه السياسي او أن عقيدته السياسية تتعارض مع نهج التفاوض القائم، وان كان ذلك لم يعد قائما، كون أكثر الفصائل التي كانت متشدده فيما يخص التفاوض مع إسرائيل، هي حماس، وقد تخلت عن هذا التحفظ كونها مارسته وعقدت على أساسه أكثر من اتفاق تهدئة.
بالطبع لن تكون مهمة د.الحمد الله سهلة، في حال تم تكليفه من جديد بإعادة تشكيل الحكومة، وخاصة في ظل انسداد الأفق السياسي، وضغط إسرائيل الدائم على السلطة الوطنية، الا أن فرصة نجاحها كبيرة في حال حظيت بمشاركة الكل الوطني ، ولاقت دعمه بشكل حقيقي ومن خلال مشاركة وازنة، وليس الاكتفاء فقط بمجرد المشاركة الشكلية فيها.
أما في حال رفضت الفصائل الوطنية المشاركة في الحكومة القادمة، او لم يتم التشاور معها، وتمت العودة لخيار حكومة المستقلين أو التكنوقراط، فستكون النتيجة بمثابة إعادة إنتاج لعقم سياسي وتنموي، لن يُكتب له النجاح، ولن يعمر طويلاً، فقد أثبتت التجربة غياب الرؤية التنموية لتلك الحكومات، وفي بعض الأحيان تغولها على الصلاحيات واستخدامها للنفوذ بما جمد العمل وادخله في نفق سياسات مظلم، سواء بوعي أو عن ضعف خبرة. وفي كل الأحوال فان تلك الحكومات لم تقم بما كان يجب ان تقوم به من مهمات، فكانت إما ضعيفة الأداء في الضفة، او مرتجفة غير قادرة على العمل في غزة بسبب منعها، ولكن اليوم والمطبخ السياسي منشغلا بالتشكيل فانه من المهم الانتباه الى ما يتطلع اليه الشارع، بأنه ليس فقط تعديل وزاري، او حتى تغيير وزاري، بل تعدى أمله وطموحه ذلك، وبات ينظر الى تغيير جوهري يطال السياسات، ونهج العمل .
إن ما يميز فرصة نجاح د. رام الحمد الله لرئاسة الحكومة في حال مشاركة الكل الوطني، ويشعر شركاءه في الحكومة بالطمأنينة من رئاسته لها، أن الرجل ليس له مطامع سياسية لبناء حزب ينافس زملائه أبناء الفصائل، وليس له أجندات خارجية سيسعى لتنفيذها، وليس له مؤسسة اقتصادية سيضع السياسات والمشاريع الاقتصادية لخدمتها أو إفادتها.
لا تنخدعوا ببريق " التسهيلات "
امد / محمد علوش
هذه أكذوبة جديدة من أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي ، ومسرحية جديدة من مسرحيات " السلام الاقتصادي " التي أعدها وأنتجها وكتب مقاطعها الساخرة بنيامين نتنياهو !!
يريدون تكريس وإدامة احتلال " سوبر ستار" .. احتلال بلا كلفة وسلطة بلا سلطة وإفراغ الفلسطينيّ من محتواه الوطني ومن ضميره الحّر ومن أحلامه الصغيرة التي تأبى القيود ..
يريدون تركيع الشعب الفلسطيني ، ليرضخ هو وقيادته للاملاءات الأمريكية الإسرائيلية ضمن سيناريو المفاوضات من أجل المفاوضات ، والى ما لا نهاية !!
قال البعض : سلام ننثره فوق الجرح
قلت : نخيل عاقر ، لا يتقن إلا النتح
نعم ، لا تغرنكم هذه " التصاريح " فخلفها قصص وحكايا وسناريوهات لمحتل غاصب ، أتقن لغة المؤامرة ، واستمرأ الاستمتاع بعذابات الشعب المحتل ، ومن هنا فهذه صرخة ونداء لرفض وإنهاء هذه المهزلة / الفضيحة / العار / أكذوبة السلام والتعايش و" التسهيلات " !!
السلام يبدأ بإنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة .. السلام يبدأ من فلسطين وينتهي فيها .
هكذا نفهم السلام ، وهكذا نقبل بسلام الحقيقة .
لن تجدوه الا بالقدس
بقلم: د. حنا عيسى
لشهر رمضان في مدينة القدس طقوس خاصة تبدأ قبل حلول الشهر بأيام فتنصب الزينة وتضاء الأنوار وتغطى الأبواب بالزينة المضاءة على شكل هلال ونجمة، وزينة القدس في رمضان لا تكتمل إلا بوجود الناس، فأسواق البلدة القديمة وساحات المسجد الأقصى بدأت منذ صلاة التراويح الأولى تعج بالزائرين والمصلين من أهل المدينة وأشقائها من الضفة الغربية.
الأقصى الحزين يبتسم
يتوافد المصلين على المسجد الأقصى لأداء الصلوات الخمس وبالأخص صلاة التراويح، فهو الشهر الوحيد الذي تمتلئ باحاته بالمصلين، وفي هذا الشهر تستشعر سعادة المكان بزائريه فالأشجار تحتضن المصلين بظلالها فرحا بتزينهم لباحات المسجد الأقصى.
فالاحتلال يحاول قطع أوصال المدينة المقدسة وسحب عروبتها وتهويد حضاراتها ليأتي شهر رمضان المبارك مؤكداً على عروبتها نابضا بإسلامية المكان.
فسحة للتجارة المقدسية
ينتظر التجار المقدسيين شهر رمضان بفارغ الصبر، فالضرائب الإسرائيلية والحصار المفروض على المدينة المقدسة بمنع الفلسطينيين بالضفة الغربية من زيارتها واقتصار سائحي البلدة القديمة على الأجانب واليهود يحرم التجار المقدسيين من الربح ما يدفعهم إلى إغلاق محالهم والدليل على ذلك عشرات المحلات التي اضطر أصحابها على إغلاقها.
إضعاف عمليات التهويد
تجتمع الطقوس الرمضانية الدينية في خندق واحد، محاولة إضعاف عمليات التهويد الاحتلالية لمدينة القدس، فالاحتلال يسعى ضمن خططه الممنهجة لتدمير حقيقة إسلامية المدينة المقدسة ليأتي شهر الخير مؤكدا على عروبة وإسلامية المكان بحجارته وأصحابه، واكتظاظ المصلين في المسجد الأقصى دليل على إسلامية وعظمة المكان.
لن تجدوه إلا بالقدس
يحافظ المقدسيين على التقاليد الرمضانية منذ مئات السنين فمدفع الإفطار لا زال حاضرا، والمسحرين ما زالوا يقرعون الطبول بلباسهم التقليدي باعثين سحرا شرقيا بأزقة البلدة القديمة.
ولكل شيء في القدس نكهة خاصة فطقوس السحور لن تكتمل إلا بالحلاوة المقدسية وبأنواعها التقليدي منها والمبتكر، والتمر هندي مشروب الفطور التقليدي لن تجده بعبقه الحقيقي إلا في القدس، ولن نتناسى الكلاج المقدسي الذي يتحلى بنكهة خاصة في رمضان وتباع عجينته فقط في رمضان.
ورغم أن الطريق إلى المدينة المقدسة معبد بالآلام والقهر تجد المصلين يتسابقون في الوصول إليها محبتا واشتياقا حاملين في جعبتهم ادعيتهم وأمنياتهم فقد أتى شهر الرحمة شهر الخير ،، وكل عام وانتم بالف خير.
الخميس : 18-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v "نفي" حماس لتهدئتها مع الكيان "غير مقنع"!
امد / حسن عصفور
v خطاب نتنياهو في هرتسيليا ... لا جديد
صوت فتح / غازي السعدي
v حماس على خطى فتح
الكرامة / نبيل عمرو
v يا عيب هؤلاء
الكوفية / عدلي صادق
v التهدئة.. بين الموجود والمفقود !
صوت فتح / د. عادل محمد عايش الأسطل
v الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل
امد / سميح خلف
v في جدل تشكيل الحكومه الفلسطينينه القادمه
امد / د. وائل الريماوي
v لتكن حكومة الكل الوطني
امد / حسن سليم
v لا تنخدعوا ببريق " التسهيلات "
امد / محمد علوش
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
"نفي" حماس لتهدئتها مع الكيان "غير مقنع"!
امد / حسن عصفور
فجأة بات موضوع "اتفاق حماس" مع دولة الكيان الاسرائيلي، الموضوع الأكثر تداولا في المجال الاعلامي، وسيطر على ما حدث من "إسقاط" حكومة رامي" - بالأصل هي "ساقطة" من الوجدان السياسي للشعب الفلسطيني، كونها عبارة عن مسميات افتقدت لكل ما له صلة بالعمل التنفيذي -..
وفرض اتفاق حماس مع اسرائيل ذاته على المشهد، جاء بخيارين كل له حسابات الخاصة..فحماس ومنذ زمن تحاول "تسريب" اتصالاتها مع تل أبيب عبر قنوات اعلامية - سياسية، لم تعد بخفية على أحد، وكان هدفها الرئيسي من تلك "التسريبات" هدفا سياسيا شديد الوضوح، بأنها أصبحت الطرف الأكثر "جاذبية تفاوضية" من الرئيس محمود عباس، وهي تعلم يقينا أن ما بينها ودولة الكيان ليس سوى محاولة لتمرير بعض من شق سياسي سيفتح لاحقا باب جهنم الوطني عليها، لو أكملت ما تتحدث عنه "تسريباتها"..
حماس قبل حكومة نتنياهو، تحدثت عما يحدث معها، فمنذ اشهر طويلة وبعض اعلامها الخاص، أو المرتبط بدوائرها يتحدث عن "افكار تصلها" من أطراف دولية للتوصل الى "تهدئة" مقابل رفع الحصار وفتح ممر مائي لكسر "الطوق" عن الأزمة الانسانية، وبالتأكيد جوهر رسالتها، من وراء تلك "التسريبات"، الى جانب ابراز مكانتها التفضيلية عن الرئاسة الفلسطينية، هو كسر العزلة عن حماس ذاتها، خاصة وأن قادة مسرح العمليات السياسية الذي حاول فرض الجماعة الإخوانية بدأ في الانتكاس بل والتراجع، خاصة من البوابة المصرية، الى جانب تنامي ازمتها الداخلية مع أهل القطاع، واشكالياتها الداخلية المتعددة الأوجه..
حماس منحت مجالا اعلاميا واسعا لأن يتحدث البعض منها عن وجود قنوات تبحث تلك الأفكار، وكان الأبرز فيهم، والأكثر شجاعة د.احمد يوسف الذي تحدث علانية عن وجود "دردشات" بين حماس واسرائيل، والكل يعلم تماما قيمة ومكانة هذا الرجل المثقف، والذي تراه كثيرا من الأوساط، احد أبرز مفكري حماس السياسيين، إن لم يكن ألمعهم..
وبالتأكيد يعلم د.يوسف جيدا أن الاعلام والحالة الفلسطينية لن تترك تصريحه يمر مرورا عابرا، وسيترك تصريحه جدلا مدويا، فلسطينيا وعربيا ودوليا، وقد كان له ما توقع، رغم بعض التطاول غير المبرر ضد شخص صاحب "القنبلة السياسية "، وصل الى نقاط يجب تحريمها عند الإختلاف، لكن الجوهري هو تفجير ما بحث عنه جدلا ومطاردة، فاق كل ما أعلنته شخصيات دولية عن تواصل حمساوي - اسرائيلي للوصول الى "اتفاق تهدئة"، اعاد للذاكرة تلك الوثيقة التي نتجت عن لقاء يهودي اسرائيلي شخصيات حمساوية منها د.يوسف في جنيف أواخرعام 2006..
وجاءت تصريحات اسامة حمدان، وهو من الشخصيات التي يمكن وصفها بأنها "شخصية من مطبخ حماس" ، ليعلن في جريدة للحركة عن وصول نص مكتوب لاتفاق التهدئة بين حماس واسرائيل، وكان التوقيت هاما جدا للاعلان، تزامنا مع مغادرة ابو مرزوق الى قطر مرورا بالقاهرة، حيث التقى وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي للمرة الأولى، ووضع أمامه ما وصل اليهم، ليكمل المسار نحو مقر اقامة خالد مشعل وبعض قيادات حماس..
اعلان حمدان، جاء بعد نشر رسالة اسرائيلية، بعضها تهديد واضح لو تلتزم السلطة "الأدب السياسي" في حراكها، سيتم فكفكتها واعادة الادارة المدنية الاسرائيلية للعمل مكانها، وكما قال كوهين لحسين الشيخ "ستكون الإدارة أفضل مما هي الان"، ومعها اعلمهم بأن هناك مفاوضات غير مباشرة اسرائيلية مع حماس، لذا كان توقيت اعلان حمدان رسالة سياسية، وبعد اطلاقها بدأت مناورات حماس لسحب الاعلان من "السوق السياسي"، وابقائه معروضا بشكل خفي..
حماس بدأت نفي وجود اتفاق مكتوب، وأن هناك "افكارا" لا أكثر، وحاولت أن تقلب طبيعة الجدل ما بين النفي أو التوضيح، ولكنها لم تتقدم خطوة عملية واحدة لتقنع الفلسطيني أولا والعربي ثانيا، انها لا تفاوض ولا يوجد أي اتفاق متبلور، بعيدا عن "مناورتها اللاذكية" لنفي "المكتوب"، دون ان تنفي "اللامكتوب"، علما بأن تلك "نكتة غبية"..
نعم نصدق، أنه لا يوجد الان نصا رسميا مكتوبا، إذ لا تحتاج اسرائيل او حماس ليرسل كل منهما نصا مطبوعا على أوراق تحمل شعار حركة حماس، أو شعار دولة الكيان، فتلك ستكون "نهاية مسار التفاوض" وليس بدايته..الى حين بلورة اتفاق متفق عليه..
ولكن، لما لا تعلن حماس ما هي "الأفكار" التي وصلتها من الكيان عبر "وسطاء عرب وأجانب"، وإن كان الاعلان الاعلامي العلني غير مطلوب منها الآن، فهي لم تخبرن أحد من القوى والفصائل مضمون تلك الأفكار، حتى الأقرب اليها "نظريا" حركة الجهاد، رغم الادعاء الدائم أن العلاقة بينهما "استراتيجية"، كما انها تلتقي بفصائل يسارية في القطاع، وكل ما تقوله لهم أنه لا يوجد أي اتفاق مكتوب، وكأن المعضلة اتفاق مكتوب أم شفهي..
وقبل الجهاد والفصائل، لو أن حماس تبحث "اتفاقا للتهدئة دون ثمن خاص"، لما لم تخبر الرئيس عباس على ما وصلها باعتباره الرئيس الشرعي، وان آخر اتفاق تهدئة كان بحضور الفصائل ومنها حركة فتح، فصيل الرئيس عباس..أما البقاء على ذات الاسلوب نفي المكتوب وكتمان الشفوي، فتلك مناورة مكشوفة جدا، لن تبرأ حماس من ما يقال عنها أنها تبحث اتفاق أساسه معادلة الوزير الألماني "التنمية مقابل الأمن"، وممر مائي بين غزة وقبرص "التركية" ليكون مسارا لـ"خطف غزة" مرة ثانية ولكن بمباركة رسمية اسرائيلية ودولية..
كل مبررات حماس لنفي ما أصابها من مشاركتها في "مؤامرة فصل القطاع" لن تقنعن أحد، الى حين ان تعلم الإطار الرسمي - الشرعي، وكذا "فصائل شركاء اتفاق التهدئة الأخير بالقاهرة"، وأن تلتزم نهائيا أنها لن تقبل اتفاقا قد يؤدي الى فصل القطاع عن الضفة، وأن مسألة الممر المائي سيتم تأجيلها الى حين..وأنها ستنقل الملف بكامله الى منظمة التحرير او الرئاسة أو الاطار القيادي المؤقت المتفق عليه سابقا..
كي تزيل حماس ما علق بها من تهم سياسية تصل الى درجة "التخوين السياسي"، عليها أن تعود الى من يجب أن يكون "شريكا" معها، وتلتزم بما يتفق عليه، وأن تفاتح شعبها بصدق سياسي واضح، وليس بمناورات سياسية باتت مكشوفة جدا..
الخيار عند قيادة حماس، وعليها أن لا تستغل الحالة الرسمية المصابة بوهن سياسي و"بلادة احساس بهموم شعبها" كي تجد به ذريعة..فالأصل في الرواية الشرعية مهما كان حالها..
دون ذلك، فكل ما يصدر عنها من نفي سيكون تأكيدا للمنفي!
ملاحظة: أشيع أن هناك مرسوم رئاسي يطالب الفلسطينيين عدم استلام تصاريح العمل والزيارة الى اسرائيل، ورفض "تسهيلات"ها..رغم قيمة ذلك وطنيا، الا أن المرسوم المشار اليه لم ينشر في أي وسيلة اعلام رسمية..هل هناك مرسوم رئاسي سري.. ام أنها شاعة لحرف مسار الحكي عن مصيبة قادمة..
تنويه خاص: مبروك يا شباب..هناك قول أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستلتقي يوم الاثنين القادم.. خبر مفرح جدا جدا حتى لو كان قرار الدعوة للإجتماع "سريا أيضا"..استلهاما بالحديث الشريف، "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ".
خطاب نتنياهو في هرتسيليا ... لا جديد
صوت فتح / غازي السعدي
يتسم الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" "9-6-2015"، في المؤتمر السنوي الذي يعقد سنوياً في مركز هرتسيليا متعدد المجالات، والذي استمر ساعة يتسم بالكذب والخداع، ويتخلله مغالطات كثيرة، أهمها دعوته الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، دون شروط مسبقة، فهذا المؤتمر السنوي الذي يشارك فيه كبار المسؤولين من سياسيين وعسكريين واقتصاديين، لوضع الإستراتيجية الإسرائيلية في مجمل القضايا، فمناورة "نتنياهو" الجديدة، هي قديمة جربت وفشلت مراراً عديدة والمثير للسخرية اتهامه للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" بالتهرب من المفاوضات.
خديعة "نتنياهو" أنه ملتزم بحل الدولتين معروفة حتى أنه يطالب بمفاوضات دون شروط، ويضع الشروط المسبقة، مطالباً الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة، مع دولة فلسطينية "مسخ" منزوعة السلاح، مع ترتيبات أمنية وعدم العودة إلى حدود عام 1967، أما القدس التي لا تعترف أي دولة في العالم بضمها لإسرائيل، يريدها عاصمة إسرائيل الأبدية، مع ضم الأغوار إلى إسرائيل، ويكفي خداعه أن موضوع حل الدولتين لم يشمل في خطوط حكومته الجديدة، ويستمر بالمراوغة لكسب الوقت، حتى تمرير ولاية الرئيس الأميركي "باراك اوباما"، الذي على خلاف مع "نتنياهو" في الموضوعين الفلسطيني والإيراني، فقد خصص جُل خطابه في هرتسيليا للموضوع، النووي الإيراني، ولكنه ماذا بالنسبة للنووي الإسرائيلي؟ كذلك تطرق إلى التسلح الإيراني، وتصنيع وتخزين السلاح، وماذا عن صناعة وتخزين السلاح ومنه النووي في إسرائيل، وهي محتلة لأراضٍ عربية؟
"نتنياهو" المتغطرس والغوغائي، والوصف هذا لجريدة "معاريف 2-6-2015"، يخاطب الدول التي أعلنت عن مقاطعتها لإسرائيل، قائلاً:"من أنتم كي تتجرأوا على مقاطعتنا، والإعلان عن عدم شرعية إسرائيل؟ ويسألهم في خطابه بغضب .. لماذا وضعتم أنفسكم للتحدث عن عدم شرعية إسرائيل، فحكومتي تستند في شرعيتها على أعضاء الكنيست المنتخبين؟" لكنهم عبارة عن بازار هات وخذ، كل منهم لمصالحه الخاصة، وحروب المصالح والأنا والفساد فأي شرعية لهذه الحكومة، التي تعتمد على (61) نائباً من أصل (120) عدد نواب الكنيست؟
"نتنياهو" يتحدث عن حل الدولتين، ويلوم الفلسطينيين، لعدم تلبيتهم دعوته إلى طاولة المفاوضات، ويتهم توجه الفلسطينيين للمؤسسات الدولية، بأنها خطوات أحادية الجانب ومخلة للاتفاق، وهذا كلام مردود عليه بل أنه يعمل حالياً وبقرار من "نتنياهو" شخصياً على إقامة مستوطنة جديدة أطلق عليها اسم "ليشم"، لبناء (600) وحدة استيطانية فيها لملئها بالمستوطنين، ويسارع الإسرائيليون لإنشائها في قلب الضفة الغربية، لتقضي على إمكانية حل الدولتين، لتستكمل التواصل الجغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية، وتصبح مدينة كبيرة حسب المخططات لتمتد من الشاطئ حتى مستوطنة أرئيل، ومنها إلى مفترق مستوطنة تبوح، وإلى غور الأردن، لشطر الضفة الغربية إلى شطرين، ووضع عصا أخرى في عجلة دعوة "نتنياهو" الكاذبة، لاستئناف المفاوضات، وحل الدولتين، فماذا نسمي قرارات البناء في المستوطنات .. أليست خطوات أحادية الجانب؟ ولماذا استيقظ العالم الآن على أصوات تنادي بشطب إسرائيل من الوجود، على خلفية احتلالها للأراضي الفلسطينية، وغياب الحل السياسي، والاستمرار في الاستيطان، الذي سيدمر إسرائيل وفقاً لنبض الشارع العالمي.
لقد تجاوزت وقاحة "نتنياهو" كل الحدود، عندما طالب في خطابه الدول العربية، بالضغط على الفلسطينيين، لحملهم للعودة للمفاوضات، من أجل التوصل لحل الدولتين، وإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، محملاً الفلسطينيين مسؤولية الجمود الذي اعترى المفاوضات منذ (14) شهراً، قائلاً أنه يشعر أن هناك فرصة لتجديد المفاوضات إذا أمكن إقناع الفلسطينيين، فالفلسطينيون ليسوا بحاجة لإقناعهم لتحقيق السلام، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولتهم، لكن العائق يأتي من الجانب الإسرائيلي، وتصريحات "نتنياهو" بأنه يحاول التحاور مع رئيس السلطة الفلسطينية منذ ست سنوات ونصف، وأنه قام بالعديد من الخطوات الصعبة، محملاً أن العائق من الجانب الفلسطيني، كل هذا خداع وكذب واضح وضوح النهار، فإسرائيل خرقت جميع الاتفاقات، كان آخرها اتفاق إطلاق سراح الأسرى القدامى، فلـ "نتنياهو" تجربة طويلة في رفض المبادرات الدولية والعربية وحتى الأميركية، فوزير خارجية الولايات المتحدة، "كيري" بذل جهوداً كبيرة لعرض مبادرة سلام، وقدم رزمة متكاملة مع تعديلات حدودية، وترتيبات أمنية بعيدة المدى، فكان "نتنياهو" يتفاخر برفضه القاطع لكل مبادرة سلام باتجاه حل الدولتين، القادمة من أفضل أصدقاء إسرائيل، كذلك الأمر مع المجموعة الأوروبية، فـ"نتنياهو" يتفاخر بأنه والوزير "نفتالي بينت" وحدهما يقفان صامدين أمام الضغط الأميركي والدولي، و"نتنياهو" يلجأ إلى إستراتيجية تخويف الإسرائيليين، من أجل الامتناع عن عقد اتفاق سلام، للحصول على الشعبية من أوساط اليمين الأيديولوجي، حتى أوصل بلاده إلى عزلة دولية، فهو يعمل على غسل دماغ شعبه للإبقاء على الاحتلال والاستيطان، ولم يعد ينجح في تسويق أكاذيبه إعلامياً، باتهامه الفلسطينيين بالإرهاب تارة، واللاسامية تارة أخرى، والعودة للمرة المليون بالتذكير بالكارثة النازية، وأنه لا وجود لشريك فلسطيني، ويتباكى أحياناً بأن العالم كله يقف ضد إسرائيل، فالدعاية الإسرائيلية فشلت، وسياسة النفي والإنكار والانقطاع عن الواقع، معتقداً أن العالم غبي، وإسرائيل هي الذكية كله خداع وكذب، ويمكن بيع كل شيء للعالم، كما يحاول بيعه للإسرائيليين، فهذا خداع ذاتي، وجزء من حملة الدعاية والأكاذيب، فاحد في العالم لا يقف مع استمرار الاحتلال، وألاعيب زعماء إسرائيل.
"نتنياهو" .. أعلن أن في ولايته الرابعة، لن تقام دولة فلسطينية، ووزير الجيش "موشيه يعالون"، استبعد قيام دولة فلسطينية في حياته، هذا ما قاله في خطابه بمؤتمر هرتسيليا، وحمل الفشل هذه المرة بعدم تحقيق السلام إلى "أوباما" ووزير خارجيته "كيري"، معتبراً أن إقامة الدولة الفلسطينية، تعني إنهاء الاحتلال سيؤدي إلى عدم الاستقرار، ووزير التعليم "نفتالي بينت" صرح أمام العالم في خطابه بهرتسيليا، بأن تواجد إسرائيل في هضبة الجولان السورية ليس احتلالاً، طالبا العالم الاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان، أما الوزير "سلفان شالوم" المسؤول الجديد عن ملف المفاوضات، فدعا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات في خطابه بهرتسيليا، دون شروط مسبقة، متجاهلاً الشروط الإسرائيلية، ووزيرة الثقافة ميري ريجف"، دعت من جانبها إلى مقاطعة ووقف الدعم المادي، عن الفنانين والمسرحيين الذين يرفضون عرض مسرحياتهم، في مستوطنات الضفة الغربية، لأسباب ضميرية بسبب الاحتلال، فإسرائيل التي أقامت الدنيا دون أن تقعدها، ضد المقاطعة الأوروبية الاقتصادية والأكاديمية ضد إسرائيل تضع مقاطعة داخلية على معارضي سياسة حكومتها.
"نتنياهو" يعتبر نموذجاً للعقلية الإسرائيلية المتحجرة، واعتماده على منطق القوة لمحو التاريخ وطمس الجغرافيا، ليبرز من أطلالها شعب الله المختار، ومن عداهم رعاع وخدم، كبرنامج يلبي أطماع المتطرفين، الذين وجدوا في "نتنياهو" ضالتهم، فحملوه على الأعناق إلى سدة الحكم، رمزاً للحلم الصهيوني، فهو من تلاميذ القائد الصهيوني اليميني المتطرف "زئيف جبوتنسكي"، الذي انشق عن المؤتمر الصهيوني العالمي عام 1922، وأقام حركة التصحيح الصهيونية الأيديولوجية، التي تنادي بأرض فلسطين الانتدابية، كوطن للشعب اليهودي، وبالتالي فإنه أي "نتنياهو"، تتلمذ أيضاً على أيدي كل من "مناحيم بيغن"، و"إسحاق شامير" الأول قائد تنظيم "اتسل"، والثاني تنظيم "ليحي" الإرهابيين، الأول بطل مجزرة دير ياسين، والثاني بطل تفجير فندق الملك داوود في القدس، فسار على طريقهما، وتبنى أيديولوجية أرض فلسطين الكاملة من البحر إلى النهر، ليرسم خطوط حدود الدولة العبرية، إنه كذاب ومخادع حتى بنظر شرائح إسرائيلية واسعة، رجاءً لا تثقوا ولا تصدقوا أي كلمة يتفوه بها فنغمته الجديدة، بان العالم يقف ضد إسرائيل مستهلكة، فهل يعقل أن يقف العالم مع الاحتلال، فالسلام لن يتحقق، إلا إذا أتت قيادة إسرائيلية تؤمن بالسلام أولاً، وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، والتخلص من الاستيطان الذي أكل الأخضر واليابس، والبديل استمرار الصراع حتى تتغير موازين القوى في المنطقة وفي العالم، فلا جديد في خطاب "نتنياهو" الجديد ..
حماس على خطى فتح
الكرامة / نبيل عمرو
في مقالة سابقة بعنوان «بيد حماس لا بيد فتح»، توصلت إلى استنتاج بأن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تستنسخ خطى فتح في المقاومة والمفاوضات ومجمل العلاقات مع إسرائيل.
وفي هذه الأيام يتبلور التشابه بين فتح وحماس بصورة جلية ومباشرة، ولكي تتضح الصورة أكثر أعود بالذاكرة إلى فتح المقاومة ثم فتح التحضير طويل الأمد للمفاوضات التي اتخذت سنوات طويلة سمة المفاوضات السرية، وحين كان يتم اكتشافها من مصادر صحافية أو استخبارية، كان المفاوض الفلسطيني يلوذ إلى عبارة أنها مجرد حوارات غير مباشرة يتولى إدارتها طرف ثالث، والغرض منها استطلاع النيات لا أكثر ولا أقل، إلى أن وصلنا أخيرًا إلى مفاوضتين متلازمتين واحدة علنية جرت في الولايات المتحدة، والثانية سرِّية جرت في أوسلو، وكان صاحب القرار فيها الرئيس ياسر عرفات ويعاونه في إدارتها خليفته الحالي محمود عباس.
وقبل أن يتبلور اتفاق أو تفاهم أوسلو، كانت فتح قادت أوسع عمل عسكري مؤثر في إسرائيل سواء على صعيد العمليات الفدائية الكبرى داخل مدن الدولة العبرية، أو على صعيد المواجهات التقليدية بين جيشين، كما حدث في لبنان وذروتها كان حرب عام 1982.
في وصف المنحى العام لمجرى الأحداث، كان هنالك عمل عسكري يتوازى مع العمل السياسي، وكان أن تدخل العالم لتقصير المسافات، فحصلت مدريد ثم واشنطن ثم أوسلو، وها نحن الآن نشاهد ابتعاد فتح عن العمل المسلح، وشعورها بالإحباط جراء فشل الرهان السياسي التفاوضي وعودتها إلى المحافل الدولية لعل وعسى، وبالمنحى العام ذاته نرى أن ما تفعله حماس هو ذات ما فعلته فتح مع بعض التعديلات اللغوية، وفي فترة ما وكانت عابرة وقصيرة المدى، انبثق جهد قتالي تنافس فيه الطرفان، وذلك عبر الانتفاضة الثانية، وميزت حماس نفسها لسنوات باهظة الكلفة باستيلائها على شعار المقاومة المسلحة واعتبرته شعارًا أزليًا، ينبغي ألا يتوقف إلا حين رفع راية الإسلام على القدس إلى جانب ارتفاعها، بإذن الله، في كل عواصم العالم.
ومثلما دفعت فتح تكاليف أوسلو بالدخول في متاهات التنسيق الأمني والعلاقات الملتبسة مع إسرائيل ومواجهة صعوبات التعايش مع اليد العليا الإسرائيلية في كل شأن فلسطيني، حتى لو كان مجرد التحرك من شارع إلى شارع آخر، فها هي حماس تدخل إلى ذات الممر، ولكن بتمويه مختلف، فإذا كانت السلطة في رام الله تعتقل من يطلق النار على إسرائيل في سياق التنسيق الأمني، فإن حماس لا تعتقل فحسب بل تقتل إن لزم الأمر، سلطة رام الله تمارس التنسيق الأمني كالتزام أقدمت عليه أو تورطت فيه، وذلك بفعل اتفاقيات أوسلو، أما حماس فتفعل ما تفعل بفعل تفاهمات متقطعة، تارة أنضجها المصريون، وتارة أخرى القطريون والأتراك، ولإعطاء غطاء دولي لما يجري فقد دخل الألمان على الخط، أما من أبواب استخبارية فلا أحد يعرف كم طرف يتدخل.
بالنسبة لي وانسجامًا مع خلفيتي السياسية، وانتمائي المتعمق دومًا للحل مع إسرائيل، فإنني لا أعترض من حيث المبدأ لا على المفاوضات المباشرة ولا غير المباشرة، ولا أخشى من فتح خطوط حوار مع الإسرائيليين قبل غيرهم لأن المهم ليس الوعاء وإنما ما يطبخ فيه، وإذا كان لي من اعتراض على ما تفعله حماس الآن من حوارات واتصالات ومفاوضات مع إسرائيل، فلأنه موضوعيًا يعمق انقسام الوطن ويضعف أسس القضية الفلسطينية ومرتكزاتها وينهي وحدانية التمثيل الفلسطيني التي كانت أهم إنجاز حققه الفلسطينيون منذ بداية قضيتهم حتى البلاغ الأول للانقسام الذي دخل عامه الثامن.
إن كل ما يعرض على حماس الآن كان قد تحقق ما هو أكثر منه في زمن عرفات، كانت المعابر مفتوحة على مصاريعها وكان المطار يعمل وكان الميناء قيد الإعداد، وما يجري الحديث عنه الآن هو بعض يسير مما كان، سوى أن هذا البعض اليسير كلف مئات آلاف من الجرحى والأسرى والضحايا، كما لو أن الأمور تسير بصورة دائرية، تتقطع الأنفاس في الجري عليها كي تبلغ بعد زمن طويل نقطة البداية.
هذا ما جرى ولا مجال منطقيا إلا أن تكون نتائجه ذات النتائج.
يا عيب هؤلاء
الكوفية / عدلي صادق
أن تزعم أنك جهادي وإسلامي ومقاوم، أو إنك مصحف متحرك، حسب تعبير سيّد قطب في وصفه للإخواني، ثم تفعل فعل الشياطين المستبدين والأغراب المحتلين؛ فإنك تسيء لنفسك أولًا، ولشعبك ثانيًا ولقضيته ثالثًا، ولرسالتك المزعومة رابعًا، وللدين نفسه خامسًا وعاشرًا. كذلك عندما تزعم، أنك حسمت حسمًا ــ ولم تقتل وتنقلب انقلاباً ــ وأطحت سلطة قلت فيها ما لم يقله مالك في الخمر؛ ثم تفتح سوقاً للرشى، فتعتصر بعض الناس المضطرين للسفر، وتأخذ منهم ألفا دولار، أو ألفاً، مقابل إصعادهم الى الحافلة التي تنقلهم الى الجانب المصري؛ معنى ذلك أنك مستعد لو أتيح لك، أن تتاجر بالناس وبرؤوس البشر وأن تفتح سوقاً للنخاسة، علناً، دون أن يرف لك جفن، أو أن يكبحك وازع من ضمير!
وأن تمنع سفر مواطن من غزة، الى الجزء الأكبر من بلاده، وترده على أعقابه، فيما أنت تصرخ ليل نهار، استنكاراً لإغلاق معبر رفح، فأنت، هنا، تُسقط بنفسك منطق شكواك من الآخرين، لأنك تأتي الفعل الذي تنهاهم عنه، بل تأتي بأسوأ من مثله. ونقول أسوأ، لأن منع دخول فلسطيني الى بلد آخر، هو حق سيادي لمن يمنعون، أما أنت فتمنع مجرد المرور داخل الوطن نفسه، ومن يمنع نفساً من المرور بغير حق، فكمن منع الناس جميعاً!
الرشوة وبيع حق الصعود الى الحافلة، ومنع المرور من الوطن الى الوطن، والضرائب ذات المسميات العجيبة، والاستدعاءات وبلاغات منع السفر، وكل هذه الملامح الشائنة لحكم حماس في غزة، التي كان يخجل منها الاحتلال في السنوات الأولى لتمكنه؛ تمرق كلها عن الدين وتستقر في دائرة الإثم ولا يفعلها وطني أو إنسان سويْ.
أية فضيحة هذه، التي يفتعلها المتنفذون الحمساويون لمشروعهم ولأنفسهم ولموقفهم في يوم الحساب والسؤال، ولمظهرهم أمام شعبهم، والى أي مآل يذهبون بأنفسهم؟
النبي محمد عليه الصلاة والسلام لعن المرتشي والرائش، أي الوسيط بين الراشي والمرتشي، وتنبه الفقهاء الى اضطرار الأول لتقديم الرشوة، لدفع ظلم أو ضرر، فرأوها جائزة ويكون الإثم على المرتشي، وقال ابن مسعود، إن الإثم على القابض دون الدافع. ويحرّم القرآن الكريم على المؤمنين (في سورة الحجرات) إيقاع الأذى في الناس:"والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا إثماً وبُهتاناً عظيماً".
أما الضرائب الغليظة العجيبة، فإن النبي عليه السلام، كان يسمي رقيقها وخفيفها "المَكس" فما بالنا بغليظها، ويقول:"لا يدخل الجنة صاحب مكس"، وقد سأل يوماً:"أتدرون مَن المُفلس؟" قالوا:"يا رسول الله، المفلس فينا، من لا درهم له ولا متاع". قال:"إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فُنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطُرح عليه وطُرح في النار"!
نحن هنا، نتحدث عن واقع في السلوك، لن تحجبه عن الرؤية تلك الغيوم الكثيفة من كلام الجهاد والمقاومة والورع الزائف. فإن كنت تطرح نفسك مشروعاً للمقاومة، فعليك أولاً أن تحترم شعبك، وإن كنت تطرح نفسك إسلامياً، فإن دينك أوصاك بحُسن معاملة الآخرين المشركين من غير أبناء شعبك، فما بالنا بشعبك. وإن كنت تطرح نفسك، نورانياً، فما عليك سوى أن تتأمل هذه الظلمات التي أدخلت شعبك فيها. فيا عيب ما تفعل، ويا بؤس وغباء ما تحلم به، من كيان مسخ، يؤول لك. لقد أثقلت يا هذا حتى على الطيبين الذين صدقوك ومشوا في مشروعك، وأحرجت نفسك وأهلك وأمتك بهذه الرعونة المشهودة، وبتخليق هذا الانسداد في الآفاق!
التهدئة.. بين الموجود والمفقود !
صوت فتح / د. عادل محمد عايش الأسطل
منذ أن تم التوقيع على اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، ضمن وقف إطلاق نار ضمني في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي بوساطة مصرية، فقد دأبتا على الحفاظ عليه على مدى الأيام، حتى في ظل مواصلتهما تهديداتهما المتبادلة، من أنهما مستعدتان لإشعال الحرب من جديد، وحتى في ضوء قيام جهات سلفيّة فلسطينية بمحاولة تكدير الوضع ضد حماس باعتبارها عدو، ومحاولة إسرائيل تحميلها المسؤولية، باعتبارها هي من تقوم بإدارة المكان.
ومن ناحيةٍ أخرى، وبرغم قيام كل منهما، بنفي الأنباء الواردة حول محاولتهما إنشاء تفاهمات لتهدئة مُزمنة، إلاّ أن نشاطاتهما وسواء التكتيكية أو الاستراتيجية، تقود إليها كحقيقية لا تحتاج إلى التخبئة، حيث أن نفيهما كان رقيقاً وغير كافياً لأن يقتنع به أحد، وفي ضوء كثرة من المتربصين الذين لم يسكتوا عن التفتيش برهة واحدة عمّا يدور خفيّة، والذي يجري بوساطة غربيّة، حيث أصبح بالوسع منذ الآن، الاستنتاج بحدوثها كحقيقة واقعة، وخاصةً في أعقاب قيام "أسامة حمدان" عٌضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية التابع لحركة حماس، بأن الحركة تسلّمت أفكاراً مكتوبة تتعلق بملف التهدئة، وهي بصدد وضع اللمسات الأخيرة بشأن توقيع اتفاق.
في حالات كثيرة تتطلب المفاوضات بشأن أيّة مسألة على السرّية، لاعتبارات كثيرة ومختلفة، وهو ما حدث لهذه التفاوضات باعتبارها أكثر حسّاسة، ولا تقل صعوبة عن مفاوضات وقف الحرب، بسبب أنها مبنيّة أيضاً على حسابات (مكاسب – تكاليف) وباعتبار الوصول إليها بمثابة (إنجاز أو إخفاق)، ففي كل حالة مشابهة، تُجري الأطراف بطبيعتها حروباً تحاوريّة سرّية وخطِرة في ذات الوقت، وهي لذلك تستعمل جهات أخرى خارجيّة، وسواء كانت منتفعة أو مُحايدة، وتتبع سبُلاً ربما لا تخطر على بال أحد، وهي وإن أدّت إلى خلل أو إلى تعقيدات دبلوماسيّة، لكن في النهاية يكون اتفاق، وخاصة في حال وجود دوافع مركزيّة لإرسائه.
دوافع الركض نحو التهدئة، لدى كل من حماس وإسرائيل، علاوةً على أنها موجودة، فإنها مُتكافئة أيضاً، كما دلّت عليه وضمنته نتائج ليس عدوان (الجرف الصامد) في يوليو/تموز الماضي بمفرده فقط، بل ضمنته نتائج جملة العدوانات الإسرائيلية الفائتة، حين قيّمها الخبراء بأنها كذلك، بمعني أن هناك إنجازات وإخفاقات متبادلة ومتساوية تقريباً، وساوت بينهما تقارير محلية ودولية بشأن ارتكابهما جرائم حرب أيضاً.
تأتي الدوافع الإسرائيليّة، من ناحية أنها تريد وقف السّاعة، التي بدأت تدور ضدّ حساباتها، ففي العالم باتت تئن تحت وطأة تهديدات مختلفة، من المقاطعة والعزل، وتلك التي في النهاية تصبّ باتجاه نزع الشرعيّة عنها، كما أنها تبحث متلهفة، عن شيء من الاستقرار الداخلي بمستوياته المختلفة، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنها تريد الحفاظ على الوضع الفلسطيني كما هو، من حيث الانقسام وإلى ما لا نهاية، إضافة إلى أن عدم موافقتها على كل اشتراطات حماس، وبما لا يجعلها تتخلّى عن فكرة التهدئة، هي من المحاسن التي تراها مناسبة، ويمكن إضافة أن التطورات الدبلوماسية الإيجابيّة مع بعضٍ من الدول العربية، وبخاصّة المملكة السعودية، باعتبارها إنجازاً خارقاً أيضاً.
وكان شدد الكثيرون داخل القيادة الإسرائيلية على الضرورة الماسّة، لتوقيع اتفاق تهدئة ولو ليومٍ واحدٍ فقط، وإن بحجّة إعادة إعمار القطاع كحجّة دامغة، وكان الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين"، قد صرّح بأن إعمار القطاع هو مصلحة إسرائيلية في الباب الأول، كما أن رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" مقتنع بذلك، وإن استند على توصيات المؤسسة العسكرية، التي قالت بقبول التهدئة وإعادة الإعمار باعتبارهما الأساس لضمان الهدوء مستقبلاً.
دوافع حماس أيضاً، تبدو مناسبةً لها، تبعاً للواقع المُعاش بعامّته، وخاصةً في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير وما لحق به من تداعيات وتعقيدات مبرمة، فكما هي مهتمّة برفع الحصار والذي لا يغيب عنها في السر والعلن، باعتبار الحصول عليه يمثّل إنجازاً فخماً، فهي بحاجة إلى تقييم نفسها سياسياً وعسكريّاً من جديد أيضاً، كما ويفتح المجال أمامها، نحو إمكانية تعبيد منظومة دبلوماسيّة مع الخارج للبناء عليها من لحظة التوقيع عليه فصاعداً.
في نظر السلطة الفلسطينية، وبرغم دأبها طوال المدّة الفائتة، على نيّة التصدّي ومواجهة أيّة اتفاقات من هذا النوع، وفي ظل مطالباتها الفائتة بضرورة رفع الحصار، لتمكين السكان من استرجاع أنفاسهم، فإن ذلك الاتفاق يبدو حسناً لديها، وإن كان مشروطاً بأن لا يمس من قريبٍ أو بعيد وحدة الفلسطينيين، وأن لا يكون تمهيداً للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة.
وإن كان هذا النظر مقبول لدى حماس، وبإضافة أنها- وحتى في ضوء سماعها بأن هناك فصائل فلسطينية مُعارضة- تأخذ على نفسها مراعاة رأي تلك الفصائل، قبل التوقيع على أي اتفاق، لكنها لن يكون بمقدورها، العودة إلى ما كانت عليه بشأن المصالحة الوطنيّة، وذلك في حال لم تكن هناك حوافز أفضل من ذي قبل، والتي تسعى إلى ضمانها، باعتبارها لديها تُمثّل الإنجاز التالي الكبير.
الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل
امد / سميح خلف
في علم الرياضيات ثمة خاصية ومفهوم لمعنى التباديل والتوافيق وقد تكون القاعدة الرياضية قد تنطبق على القاعدة السياسية، فالمنطق العلمي والمعادلات الحسابية والهندسية والتنسيقية والاختيارية هي التي تحدد اتزان المعادلة او ماهية النتائج والدلائل العلميةن وقد تكون التجربة هي احد المكونات الفعية لاتزان المعادلة لما يتمخض عنها من نتائج، فعلم التباديل والتوافيق ينبع من المفهوم الفلسفي للاشياء وحركتها، فعلم التباديل يعني"" الترتيب والتبديل"" وعلم التوافيق يعني """ الانتخاب والاختيار"".
وهكذا الحكومات الفلسطينية المتعاقبة وصولا الى حكومة التوافق والتي ولدت ميته وتعبر عن مرحلتها من سقوط متلاحق لكل مصنفات البرنامج والخيارات والاختيارات الذي لا يعبر الا عن الانحدار والسقوط فكم مرة من فلسفة التباديل وكم مرة من فلسفة التوافيق والحقيقة ان النتائج والغرض من تلك الحكومات لم يحقق اهدافه حتى في ظل ما تحمل من برامج قزمية ومتدنية وكما قلت تعبر عن مرحلة من مراحل السقوط المتدرج والمتدحرج
حسابات صفرية للميت ولانه ميت وهكذا ولدت حكومة التوافق ورئيس وزرائها الاكاديمي رامي الحمد الله، وان تصاغ قصة التباديل والتوافيق في الساحة الفلسطينية فهي من الامر انمعقد جدا وخاصة بعد رحيل عرفات والاحداث المؤلمة التي حدثت في 2007 وتطوراتها واستنساخاتها على الواقع السياسي الفلسطيني والتي جعلت من الاختيار او التنسيق او الانتخاب قضايا لا تأخذ مكانها في المعادلات الوطنية وحتى الحسابية.
ان قدرة الجسم السياسي والوطني والاسلامي الفلسطيني قد لا تستطيع ولادة منهج علمي وطني في سياق تعلريف عنوان المقال فالحاضنة للتجربة قد تشتت والروافد الاعتبارية قد تبدلت، والعناوين قد تغيرت، والتراكمات قد اثرت ودمرت، والطموحات المنفصلة قد تبدلت واختلطت ثم توزعت وتشتت.
بلاشك ان الواقعية في الاختيار لا تعني تكريس نتائج وصياغة معادلات في لبناتها الاولى والابتدائية تعتمد على خاصية الانفصال وتعزيز خاصية العنصر مقابل المعادلة والمكون الشامل.... وهكذا الواقع الفلسطيني بفصائله الوطنية والاسلامية ومن هم داخل وعاء منظمة التحرير او التمرير او فصائل العمل الاسلامي التي تعمل لذاتها وبنفس خطوات التمرير والتخصيص وفرض مكون واقعي على الارض لا يمكن تجاوزها انتقائيا او اخياريا او انتخابيا، وفي ظل خيارات التخصيص والاستحواذ.
فشلت حكومة رامي الحمد الله وتحول اعضائها من كادر اكاديمي يبني ويعطي في اماكنه الاكاديمية والاحتكاك المباشر مع اوسع طبقة من الشعب الى اشخاص فاشلين يعبرون عن مكون فاشل، على الرغم ان حكومات التكنوقراط تستحضر لتجاوز ازمة وليس لتقيدها او تثبيتها، جردة حساب بسيطة لتلك الحكومة ن فشل في الاعمار ، فشل في حل القضايا المستعصية من بطالة وفقر، استهداف وبعدة قرارات لابناء قطاع غزة سواء فتحاويين او حمساويين بل تعاطت بشكل نسبي مع موظفي حماس من خلال الطرح السياسي والامني اما الفتحاويين فقد كانت حكومة رامي العصا الغليظة التي طحنت رؤوس الكثيرينز..!!!، على المستوى الوطني والسياسي لقد التصقت صورة الحكومة واجراءاتها بصورة برنامج الرئيس الذي فقد كل اوراقه ولم يعد لديه الجديد امام متغير اقليمي ودولي يدرس بجدية حالة توزيع القوى في الساحة الفلسطينية سواء في غزة او الضفة واعادة الاختيار والتعامل والتجاوز ربما لبرنامج الرئيس والالتفات لقوى مؤثرة وملتزمة وقادرة على الانضباطيات لاي اتفاق مع اسرائيل وقد تمثل هذه القوة حماس.
مهما كانت الخيارات القادمة بعد اقالة حكومة رامي الحمد الله والتوجه الى حكومة سياسية وطنية تشكل من الفصائل، فان علامات الاعداد والتي يتوقف عليها الانجاز الوطني من عدمه ليس في تشكيل الحكومة .... ولكن ما هو برنامج الحكومة، وهل هناك برنامج وطني متفق عليه من جميع القوى وطنية واسلامية، وهل الخطوط السياسية لو اتفق عليها ، هل ستتجاوز وتنجح في حل مشكلة المؤسسات السيادية وتناقضها بين الضفة وغزة من حيث الوجود والاهداف والمهمات.... وهل قضية الانتخابات تستطيع ان تحسم هذا التناقض والبنية التحتية لكلا من السلطة في رام الله وحماس في غزة..؟؟؟؟ وهل تلك المؤسسات بنيت كمؤسسات مهنية ووطنية ام فصائلية...... قد لا تستطيع عملية رياضية كالتاباديل والتوافيق فك شفرة تلك الخيارات والمقدمات وعناصرها.
ازمة حقيقية لا تفيد فيها تسمية نوعية الحكومات ولا يصلح الحداد ما افسده الدهر بل يجب ان تقتنع كل فئات الشعب الفلسطيني بان كل تلك الخيارات المطروحة فاشلة وما يترتب على ذلك من وعي شعبي لانهاء تلك الظواهر السلبية وعدم التعاطي معها تمهيدا لاسقاط هذا الواقع المزري.... ولا سنبقى في حالة افتراس من هذا وذاك وتحت مقصلة خيارات لكل من الاطراف يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها كما تدفعه القضية الفلسطينية برمتها.... فالخيار القادم يجب ان يكون شعبي فقد مل الجميع وحالة الاحباط والتردي الوطني ستبقى قائمة مع تلك الخيارات المميتة التي تلعب كل منها في قاع فنجان يعبر عن خصوصيتها
في جدل تشكيل الحكومه الفلسطينينه القادمه
امد / د. وائل الريماوي
كثرت الاجتهادات و التأويلات حول استقالة الحكومه الفلسطينيه – حكومة الوفاق الوطني , ما بين ناف للاستقاله و بينهم الناطق باسم الحكومه الاخ بسيسو و بين من اكد الاستقاله و دخل في التفاصيل القادمه حولها .. و اليقين ان يوم الاثنين هو اليوم الحاسم في هذا السياق وخاصة بعد اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح اول أمس، الذي تبعه إجتماع للمجلس الثوري للحركة .. د. أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لفتح اكد أمر استقالة الحكومة. وكشف أن حركة حماس أبلغت بهذا الأمر في اللقاء الاخير الذي تم بين الاخ عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركةفتح وموسى أبو مرزوق مسؤول ملف المصالحة في حركة حماس وان الاتصالات بهذا مستمره و قائمه الان و في المرحلة المقبله سواء مع حماس او مع بقية فصائل العمل الوطني .. وفي السياق ايضا , التقى الاخ الرئيس محمود عباس في مكتبه في رام الله رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله الذي قدم له استقالة الحكومة وجرى التشاور حول المرحلة و الخطوات المقبلة وبقي اسم د. الحمد الله مطروحاً لرئاسة الحكومة الجديدة .
الحكومه الفنيه الحاليه لم تستطع حل المشاكل السياسيه القائمه , و نحن هنا لسنا بصدد الاسباب التي لا يختلف حولها اي مراقب او متابع حريص , حيث ان حماس هي من وظفت كل امكانياتها لافشال عمل هذه الحكومه و لاهداف نقرأها و نعيشها منذ ثمان سنوات هي عمر انقلاب حماس هذه على الشرعيه . . عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الاخ محمد أشتية اكد امام صحيفة «الحياة» الصلدره في العاصمه البريطانيه ان المشاكل العالقة فلسطينيا الان هي بمجملها سياسية، ولا يمكن لحكومة فنية أن تعالج مشاكل سياسية ، و اضاف .. حركة «حماس» ليست مستثناة من الحكومة الجديدة ، واي من القوى السياسية الفلسطينية الاخرى ليست مستثناه بل ومطلوب منها المشاركة في الحكومة القادمه من معالجة الملفات العالقة .. بدوره , امين سر المجلس الثوري لحركة فتح د. مقبول كشف ايضا أن مقترحات الحكومة القادمة كبيرة من حيث شكلها وتشكيلها و تشكيلتها . فقد تكون حكومة من ممثلي الفصائل الفلسطينية , لكن المشاورات في بدايتها فقط.. و التقليد المعمول به في فلسطين يقول أن هناك مُهلة سقفها خمسة أسابيعامام من يختاره الرئيس الفلسطيني لتشكيل هذه الحكومة .
كعادتها .." حماس " سارعت الى انتقاد إعلان الاخ الرئيس عباس حول " الموضوع الحكومي " والاصطياد في الماء العكر و رسم الصورة على انها نيته الاخ الرئيس تشكيل حكومة جديدة من دون مشاورتها. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري مستمرا في هرطقاته المعهوده : إن «حركة حماس تؤكد أن أي تغييرات وزارية في حكومة الوفاق الوطني يجب أن تتم بالتشاور والتوافق مع الفصائل الفلسطينية». وأضاف أن «الحركة ترفض أي خطوات منفردة بشأن تعديل وزراء على حكومة الوفاق»....... عن اي خطوات منفرده يتحدث هذا و المشاورات الفصائليه مع قادته و قادة بقية الفصائل لم تتوقف .. الا اذا اراد هو و سربه المشبوه ان يكون لحركته وضع خاص و مميز تكافأ به على ماسببته للشعب الفلسطيني و دول الجوار من الام و مشاكل و معاناه على مدار السنوات الماضيه و حتى الان ..
الاخ الرئيس محمود عباس هو المعني و صاحب الحق الدستوري في تكليف رئيس الوزراء او اقالته او اعادة تكليفه .. و الالتزام بالدستور و بالشرعيه هو المضمون الحضاري و السياسي للكيان الفلسطيني المرجو , و لكل حريص على الوضع الفلسطيني ... و يوم الاثنين ان شاء الله لقريب ,,,
لتكن حكومة الكل الوطني
امد / حسن سليم
تجاربنا السابقة مع الحكومات المتعاقبة التي كانت في أكثر من مرة بصفة التكنوقراط، او بصفة حكومة مستقلين، أثبتت فشلها، ولم تحقق الهدف الأساسي لتكليفها، سواء كان ذلك في مجال إحداث التنمية، او التخفيف من حدة الاشتباك السياسي الداخلي .
الحالة الفلسطينية، والتي تعتبر فريدة من حيث ظروفها وإمكاناتها، والهدف المنشود تحقيقه، تتطلب آليات بمواصفات مختلفة للمعالجة، بعيدة عن التقليدية، أو الروتين المتجمد في عروق أدائها، وفي كيفية تنفيذها لمهامها بذرائع قواعد الإدارة، والالتزام بالمنهاج .
اليوم وبعد التسريبات بشأن استقالة د.رامي الحمد الله، او الاتفاق معه على الاستقالة، لا فرق ، فلا خلاف على استمرار رئاسته للحكومة، والتوقع ان يتم إعادة تكليفه، بعد اجتماعه بأعضاء اللجنة التنفيذية الاثنين القادم، وما سيتلوه من بدء بالمشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فان الكل الوطني الحريص، ممن اثبتوا ولاء للمشروع الوطني وكانوا طيلة الفترة السابقة مسكونين باستعادة الوحدة، من الفصائل الوطنية والإسلامية مطالبين بالمشاركة في الحكومة،على قاعدة انصر أخاك ظالما بمنعه من الظلم والوقوع في الخطأ، او مظلوما بمنع الظلم عنه، وحمايته من الأخطار والتهديد والاستهداف.
حماس أيضا على وجه الخصوص، وهي الآن خارج الحكومة - قانونا – بعد إعلان استقالتها وفقا لتفاهم الشاطئ، مطالبة بالمشاركة بتسمية من يمثلها من المتعقلين، أو من ترشحه من طرفها ممن يدرك أهمية استعادة وحدة الوطن، بما يعطيها الفرصة الأخيرة بالعودة للحياة السياسية من خلال البوابة الشرعية، بعيدا عن المناكفات، ويسهل بدء العمل في قطاع غزة، وإعادة اعماره ، واحياء مؤسساته المدمرة، وتخليص أهله من الكارثة الإنسانية التي يمر بها منذ اكثر من سبع سنوات .
الحكومة وهي الذراع التنفيذي للنظام السياسي، مهمتها الأساسية هي إحداث التنمية ومتابعه الأمور الحياتية، وحفظ النظام العام، وضمان الاستقرار والسلم المجتمعي، لا تتطلب المشاركة فيها كل هذا التعقيد، كون الشأن السياسي والمفاوضات هو من اختصاص مؤسسات م.ت.ف ، الأمر الذي يعفي اي فصيل يعتقد ان المشاركة في الحكومة قد تسبب له الحرج كون موقفه السياسي او أن عقيدته السياسية تتعارض مع نهج التفاوض القائم، وان كان ذلك لم يعد قائما، كون أكثر الفصائل التي كانت متشدده فيما يخص التفاوض مع إسرائيل، هي حماس، وقد تخلت عن هذا التحفظ كونها مارسته وعقدت على أساسه أكثر من اتفاق تهدئة.
بالطبع لن تكون مهمة د.الحمد الله سهلة، في حال تم تكليفه من جديد بإعادة تشكيل الحكومة، وخاصة في ظل انسداد الأفق السياسي، وضغط إسرائيل الدائم على السلطة الوطنية، الا أن فرصة نجاحها كبيرة في حال حظيت بمشاركة الكل الوطني ، ولاقت دعمه بشكل حقيقي ومن خلال مشاركة وازنة، وليس الاكتفاء فقط بمجرد المشاركة الشكلية فيها.
أما في حال رفضت الفصائل الوطنية المشاركة في الحكومة القادمة، او لم يتم التشاور معها، وتمت العودة لخيار حكومة المستقلين أو التكنوقراط، فستكون النتيجة بمثابة إعادة إنتاج لعقم سياسي وتنموي، لن يُكتب له النجاح، ولن يعمر طويلاً، فقد أثبتت التجربة غياب الرؤية التنموية لتلك الحكومات، وفي بعض الأحيان تغولها على الصلاحيات واستخدامها للنفوذ بما جمد العمل وادخله في نفق سياسات مظلم، سواء بوعي أو عن ضعف خبرة. وفي كل الأحوال فان تلك الحكومات لم تقم بما كان يجب ان تقوم به من مهمات، فكانت إما ضعيفة الأداء في الضفة، او مرتجفة غير قادرة على العمل في غزة بسبب منعها، ولكن اليوم والمطبخ السياسي منشغلا بالتشكيل فانه من المهم الانتباه الى ما يتطلع اليه الشارع، بأنه ليس فقط تعديل وزاري، او حتى تغيير وزاري، بل تعدى أمله وطموحه ذلك، وبات ينظر الى تغيير جوهري يطال السياسات، ونهج العمل .
إن ما يميز فرصة نجاح د. رام الحمد الله لرئاسة الحكومة في حال مشاركة الكل الوطني، ويشعر شركاءه في الحكومة بالطمأنينة من رئاسته لها، أن الرجل ليس له مطامع سياسية لبناء حزب ينافس زملائه أبناء الفصائل، وليس له أجندات خارجية سيسعى لتنفيذها، وليس له مؤسسة اقتصادية سيضع السياسات والمشاريع الاقتصادية لخدمتها أو إفادتها.
لا تنخدعوا ببريق " التسهيلات "
امد / محمد علوش
هذه أكذوبة جديدة من أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي ، ومسرحية جديدة من مسرحيات " السلام الاقتصادي " التي أعدها وأنتجها وكتب مقاطعها الساخرة بنيامين نتنياهو !!
يريدون تكريس وإدامة احتلال " سوبر ستار" .. احتلال بلا كلفة وسلطة بلا سلطة وإفراغ الفلسطينيّ من محتواه الوطني ومن ضميره الحّر ومن أحلامه الصغيرة التي تأبى القيود ..
يريدون تركيع الشعب الفلسطيني ، ليرضخ هو وقيادته للاملاءات الأمريكية الإسرائيلية ضمن سيناريو المفاوضات من أجل المفاوضات ، والى ما لا نهاية !!
قال البعض : سلام ننثره فوق الجرح
قلت : نخيل عاقر ، لا يتقن إلا النتح
نعم ، لا تغرنكم هذه " التصاريح " فخلفها قصص وحكايا وسناريوهات لمحتل غاصب ، أتقن لغة المؤامرة ، واستمرأ الاستمتاع بعذابات الشعب المحتل ، ومن هنا فهذه صرخة ونداء لرفض وإنهاء هذه المهزلة / الفضيحة / العار / أكذوبة السلام والتعايش و" التسهيلات " !!
السلام يبدأ بإنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة .. السلام يبدأ من فلسطين وينتهي فيها .
هكذا نفهم السلام ، وهكذا نقبل بسلام الحقيقة .
لن تجدوه الا بالقدس
بقلم: د. حنا عيسى
لشهر رمضان في مدينة القدس طقوس خاصة تبدأ قبل حلول الشهر بأيام فتنصب الزينة وتضاء الأنوار وتغطى الأبواب بالزينة المضاءة على شكل هلال ونجمة، وزينة القدس في رمضان لا تكتمل إلا بوجود الناس، فأسواق البلدة القديمة وساحات المسجد الأقصى بدأت منذ صلاة التراويح الأولى تعج بالزائرين والمصلين من أهل المدينة وأشقائها من الضفة الغربية.
الأقصى الحزين يبتسم
يتوافد المصلين على المسجد الأقصى لأداء الصلوات الخمس وبالأخص صلاة التراويح، فهو الشهر الوحيد الذي تمتلئ باحاته بالمصلين، وفي هذا الشهر تستشعر سعادة المكان بزائريه فالأشجار تحتضن المصلين بظلالها فرحا بتزينهم لباحات المسجد الأقصى.
فالاحتلال يحاول قطع أوصال المدينة المقدسة وسحب عروبتها وتهويد حضاراتها ليأتي شهر رمضان المبارك مؤكداً على عروبتها نابضا بإسلامية المكان.
فسحة للتجارة المقدسية
ينتظر التجار المقدسيين شهر رمضان بفارغ الصبر، فالضرائب الإسرائيلية والحصار المفروض على المدينة المقدسة بمنع الفلسطينيين بالضفة الغربية من زيارتها واقتصار سائحي البلدة القديمة على الأجانب واليهود يحرم التجار المقدسيين من الربح ما يدفعهم إلى إغلاق محالهم والدليل على ذلك عشرات المحلات التي اضطر أصحابها على إغلاقها.
إضعاف عمليات التهويد
تجتمع الطقوس الرمضانية الدينية في خندق واحد، محاولة إضعاف عمليات التهويد الاحتلالية لمدينة القدس، فالاحتلال يسعى ضمن خططه الممنهجة لتدمير حقيقة إسلامية المدينة المقدسة ليأتي شهر الخير مؤكدا على عروبة وإسلامية المكان بحجارته وأصحابه، واكتظاظ المصلين في المسجد الأقصى دليل على إسلامية وعظمة المكان.
لن تجدوه إلا بالقدس
يحافظ المقدسيين على التقاليد الرمضانية منذ مئات السنين فمدفع الإفطار لا زال حاضرا، والمسحرين ما زالوا يقرعون الطبول بلباسهم التقليدي باعثين سحرا شرقيا بأزقة البلدة القديمة.
ولكل شيء في القدس نكهة خاصة فطقوس السحور لن تكتمل إلا بالحلاوة المقدسية وبأنواعها التقليدي منها والمبتكر، والتمر هندي مشروب الفطور التقليدي لن تجده بعبقه الحقيقي إلا في القدس، ولن نتناسى الكلاج المقدسي الذي يتحلى بنكهة خاصة في رمضان وتباع عجينته فقط في رمضان.
ورغم أن الطريق إلى المدينة المقدسة معبد بالآلام والقهر تجد المصلين يتسابقون في الوصول إليها محبتا واشتياقا حاملين في جعبتهم ادعيتهم وأمنياتهم فقد أتى شهر الرحمة شهر الخير ،، وكل عام وانتم بالف خير.