Haneen
2015-08-27, 09:02 AM
<tbody>
الاربعاء : 24-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v إنجازات الدكتور الصادمة!
امد / حسن عصفور
v أنفاق وألغاز في اليرموك
صوت فتح / عدلي صادق
v فياض والعمل الانساني ولعبة الرئيس !
شبكة فراس / سميح خلف
v الفيروسات الإلكترونية ..هل تنهي عهد تجنيد الجواسيس؟
الكوفية / غازي السعدي
v حين يغيب الفكر والبرنامج.. والقيادة
امد / نبيل دويكات
v خضر عدنان .. عنوان الكرامة الفلسطينية
صوت فتح / سري القدوة
v حرق كتب البنا وقطب
الكرامة / مشاري الذايدي
v تـنظيمـات إسـلاميـة عـابـرة للحـدود - الحلقة الثانية عشرة
الكوفية / حمادة فراعنة
v انتصارا للكرامة و ايمانا بالقضية ، الاسير خضر عدنان في خطر
امد / وئام عزام أبو هولي
v "العدالة الانتقامية" ضد فياض
الكرامة / رولا سرحان
v البديل المحتمل لعباس
امد / حسام الدجني
v شيطنة التقرير الاممي
الكوفية / عمر حلمي الغول
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات
إنجازات الدكتور الصادمة!
امد / حسن عصفور
بعيدا عن ما شهده إجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من "عجائب سياسية"، بعضها قد يصبح "مجالا للتندر العام" في شهر رمضان، خاصة "الابتكار الفلسطيني" لتشكيل الحكومة المقبلة، في مدة قياسية لا تتجاوز اسبوعا، دون اعلان من هو صاحب الحظوة الرئاسية لمنصب "الوزير الأول"..
لكن المفاجأة المذهلة التي لن تمحى من ذاكرة الشعب الجمعية والفردية، ما كان من "مرافعة الرئيس عباس" عن وزيره الأول المخلص جدا، حيث لم يكتف بتوجيه الشكر له على المدة التي أمضاها، بل انه تقدم بكشف حساب لإنجازات حكومة الرئيس "الخاصة جدا"، من خلال رامي الحمدالله..
الحديث عن الشكر قد يراه البعض "مجاملة ضرورية ومعتادة" في ظروف مشابه، خاصة وأن التقدير الوطني العام بعدم عودته ثانية للمنصب كونه لم يعد "قاسما مشتركا" بين مختلف الفصائل والقوى، ومنها حركة فتح خاصة في خليتها الإولى، وكثير من كادرها الوسطي، مضافا له "خصوماته الشخصية مع بعض من "بقايا المجلس الوزاري"..
لكن أن يصل الأمر الى الافاضة بتعداد إنجازات "خارقة" قام بها الحمدالله ومن رافقه بمجلس وزاري مقلص جدا، فتلك المسخرة بذاتها، تصل الى مصاف الكارثة عندما يتم تعداد ما حققه بقايا المجلس في ملف قطاع غزة، وبخاصة إعادة الإعمار، حديث عن أعمال بدت "خارقة جدا" قامت بها "الحكومة المقلصة" لأهل غزة، ولم يخف أحد من الحضور دهشتهم مما يسمعون وكأنهم في بلد غير البلد، حتى وصل الأمر بأحد أعضاء التنفيذية من هول ما سمع "مدحا وتقديرا وتشكرات" في "مرافعة الرئيس التاريخية"، بأن بدأ حديثه عن الحكومة ود.رامي، بتقديم الشكر للدكتور سلام فياض على ما قام به، ما الحق بالحاضرين ذهولا فوق ذهولهم، وقاطعه الرئيس بعصبية زائدة، ماذا تقول شكر فياض..فاضطرب القيادي المتحدث ليعيد توجيه "آيات التقدير لرامي الحمدالله بكل "اللعثمة المعلومة" في مثل تلك المواقف..
عن أي اعمار حدث لعشرات آلاف لا زالوا مشردين، إعمار لم يره اهل القطاع الا ما ندر منه، نفذته وكالة الغوث وبعض من المنح العربية، ضمن معادلة سيري الشهيرة "تكميم الأنفاس"، الى جانب مشكال لا تزال عنوانا لشكاو بلا نهاية في قضايا الكهرباء والغاز وبعض الفئات التي اصابها عطب مفاجئ في رواتبهم بلا اي سند قانوني..الى جانب أن علاقة الحكومة ووزيرها الأول بالقطاع أصلا كانت زيارات أقل من اي مبعوث أجنبي، يتذكرها كل اطفال القطاع لندرتها..لم يقم خلالها بأي جولة لمدن القطاع سوى أمكان محدودة جدا جدا..
كان بالإمكان أن يتحدث المنبهرين بالقدرة الخارقة للوزير الأول عن الأفعال التي كان لها أن تكون في القطاع لولا وجود حركة حماس، وأنها مثلت العقبة الكبرى أمام تحقيق "الانجازات التاريخية" التي خطط لها د.رامي ومن رافقه في المهمة العصيبة، فتلك يمكن قبولها أو القفز عنها..أما خلط الواقع بالوهم أو الخيال فتلك مصيبة لا بعدها مصيبة، اصابت الحضوربمس من الغيبة اللحظية، ومنهم د.زكريا الآغا وهو ابن من أبناء القطاع يعيش بها ومعها ومكتبه محاصر بطلبات لا حصر لها..
والضفة الغربية التي قيل عن إنجازات الحكومة بها، أصيبت بأمراض وعوارض تمثل خطرا جديا تنال من المشروع الوطني، ودون تفاصيل كثيرة، فالمسالة الأهم كانت أوضاع المخيمات، وما حدث بغالبيتها من صدام بين شبابها والأجهزة الأمنية، ولا تزال تبعاتها قائمة حتى الآن، ولا نعلم متى كانت آخر زيارة أو جولة للوزير الأول أو أي من وزرائه في تلك المخيمات، او عقد لقاء مع أهلها داخل حدود المخيم، قد يستثنى مخيم في محافظة بيت لحم لأسباب معلومة..
ما حصل قد حصل، ولكن أن يتم إعادة تسمية رامي الحمدالله وفقا لـ"انجازات وهمية" فتلك جريمة سياسية لا يجب أن تمر، ليس موقفا من شخص الرجل فهو أكاديمي حقق ما يفتخر به في جامعة النجاح، وعلها بحاجة لعلمه الذي يعلم، وأن يكتف بما كان منه، ولكي لا يسجل عليه مزيدا مما كان في السنوات الماضية..
نعم..يجب توجيه الشكر لرامي الحمدالله ومن معه لانتهاء "صلاحياته" كوزير أول، اصبح خارج الخدمة السياسية، وحرصا على ما حققه من "إنجازات تاريخية" فالأفضل له أن يحافظ عليها، ويعود الى كرسيه في رئاسة الجامعة ومقعده في لجنة الانتخابات، كي لا يندم يوم لا ينفع الندم..
اما الاصرار عليه كمرشح رئاسي لمنصب الوزير الأول فتلك عقبة أمام تشكيل حكومة "وحدة وطنية حقيقية"، وإصرار على فشل مسبق أو ذريعة لاستمرار الانقسام والدفع به نحو "خطوات انفصالية أخطر"..
إن كان الهدف حكومة وحدة وطنية تنهض بالمشروع الوطني فهي حتما بحاجة لشخصية سياسية قادرة أما غير ذلك فقل على "الوحدة السلام"..
المسؤولية الآن على عاتق القوى والفصائل، فإما أن يمنعوا الكارثة أو يصبحوا جزءا منها..الخيار لهم وليس لغيرهم.."بقايا الوطن تحت الخطر" يا سادة ..تذكروا!
ملاحظة: هناك "إشاعة" تقول بأن القيادة الرسمية تدرس تقديم 3 ملفات الى المحكمة الجنائية الدولية يوم الخميس 25 يونيو، لو حدث فذلك خير، لكن التقديم بوحده لا يمثل شيئا دون تحريك الملفات كي لا يقال أن هناك من يتلاعب بوعي الفلسطيني..المحكمة ليست ارشيفا بل هي أداة للمطاردة..ننتظر ونرى!
تنويه خاص: اطلاق صاروخ من قطاع غزة بعد يوم من نشر تقرير اتهم دولة الكيان بارتكاب جرائم حرب ومعه حماس يشكل عملا تحت التساؤل.. الأفعال الصبيانية خطر يصل الى درجة الاتهام احيانا..فحذار!
أنفاق وألغاز في اليرموك
صوت فتح / عدلي صادق
سمعنا عن انسداد أو تدمير لمعظم أنفاق الشريط الحدودي بين الرفحين المصرية والفلسطينية. ويبدو أن الأنفاق هي الرفيقة الدائمة لمصائبنا، منذ أن وضعنا اقدامنا على طريق التسوية. فكلما كانت العملية السلمية تضمر، واغلاقات الاحتلال تزداد إحكاماً، كانت الانفاق تتناسل بعرض شريط رفح، وتتقاطع في باطن الأرض، وتتوسع الفتحات والأعيرة وتزداد المعدات. ويبدو أن تجربة الأنفاق هذه، أصبحت تراثاً وصار لها خبراء ومختصون، جاهزون للتحرك الى ميادين أخرى ذات مصائب أفدح. ففي مخيم اليرموك، ربما يكون النفق الربحي الأول والأهم، قد بُني مستهدياً بتجربة قطاع غزة، بل ربما يكون المستثمرون هناك، قد استعانوا بـ "الفار" الفلسطيني الرفحي، كخبير ومستشار. من نقطة تحت الأرض، في رأس مثلث لوبيا، عند التقاء شارعي فلسطين واليرموك بشارع القاوقجي؛ يُدار النفق التوافقي بين المختصمين. هو خط ذهاب وإياب، يخرج منه البشر القادرون على شراء النجاة أو الذين وجدوا من يسدد معهم، وتدخل منه السلع الغذائية والماء والدواء والوقود، التي يبتاعها المحاصرون بأثمان باهظة يسدد ثمنها آخرون في الخارج. وفي هذا السياق، تشتغل منظومة لوجستية ذات مراحل، إذ تبدأ خدمة بيع فرصة النجاة، بهبوط الانسان الزبون، الى فتحة النفق، فيقطع من تحت، شارع القاوقجي وحي الزاهرة ومنطقة الميدان والمتحلق الجنوبي، ثم تتولى مجموعة أخرى تأمين الناجي، الى موضع تجميع آمن، في ضاحية قدسيا جنوبي الهامة شمال شرقي دمشق، ومنها الى تركيا عن طريق الساحل السوري أو البحر. وكما على طرفي كل نفق، هناك متربحون من عظم رقبة النظام الأمني المهيمن ــ أياً كان ــ عند الفتحة. وهؤلاء على الطرفين، يثقون ببعضهم البعض، أكثر بكثير من ثقة أصحاب القضايا بأنفسهم وببعضهم وبقضاياهم. ويقال إن الشغل عند فتحتي كل نفق من اليرموك واليه، يقتضي تنحية السياسة جانباً، وتسكين هوس الصراع وجنونه، وأن يتحابب الأعداء في معيّة الرزق الذي تنضح به المصيبة. وسمعت من أكثر من مصدر، أن ما تسمى جماعة "أكناف بيت المقدس" هي شريكة نقيضتها أكناف بيت الأسد في إدارة النفق. ومن دواعي الغيظ فعلاً، أن يتلطى هؤلاء باسم بيت المقدس ويتسمون به ويمارسون أفعال الشياطين في سيناء وفي اليرموك، بينما أولى القبلتين هي آخر ما يعني هؤلاء الضالين. على الرغم من متابعتي الدقيقة للوضع في سوريا، عجزت عن فك بعض ما سمعت من أعزاء شاهدين، إذ كيف يشترك منتسبون لحماس مع منتسبين لجبريل في إدارة نفق؟ وما هي الحقيقة في علاقة ما يسمى "أكناف بيت المقدس" بحركة حماس التي تنفي صلتها بهذه الجماعة؟ وهل بدأ يغلب الخط الإيراني في عموم حماس، مثلما هو يغلب على مستوى الذراع المسلح؟ وهل هناك في حماس أيضاً، من يريدون أن يطعمهم الله من الوداد الأسدي، فيما الناس راجعة، مثلما هو الحال بالنسبة لآخرين؟
فياض والعمل الانساني ولعبة الرئيس !
شبكة فراس / سميح خلف
قد نعرف سلام فياض بأنه فلسطني مستقل لا ينتمي لفتح ولا ينتمي لحماس، يؤمن بعمل المؤسسة، عانى في السابق من سلوك التفرد والدكتاتوريات التي كانت سمة من سمات قيادات من فتح ومنظمة التحرير، هو رجل اقتصاد ويؤمن بترشيد الموارد ابان رئاسته للوراء تبنى النهوض بالمشاريع الصغيرة والاهتمام بالبنية التحتية. اتجه للسياسة ممثلا للطريق الثالث وخاض الانتخابات محققا مقعدين في التشريعي.
في 15 يونيو عام 2007 م وبعد الانقسام مباشرة عين رئيسا للوزراء فيما سميت حكومة الطواريء واغدقت الاموال فورا على الحكومة من قبل الاوروبيين ، قدم فياض استقالته من رئاسة الوزراء التي قبلها الرئيس عباس بتاريخ 11/4/2013م.
بعد استقالته من رئاسة الوزراء اهتم سلام فياض بالعمل الانساني والاجتماعي والعمل الخيري في المناطق المهملة والمهمشة ومن خلال جمعية ومؤسسة فلسطين الغد، قامت النيابة العامة بحجز اموال تلك الجمعية بحجة نشاطات لمال سياسي يديرها فياض في مناطق السلطة في غزة والقدس والغور ومناطق "ب"..!!
قبل شهور أثيرت بعض الشائعات عن مؤامرة يديرها فياض وياسر عبد ربه ودحلان على الرئيس ومحاولة انقلاب وفي نفس الوقت اثيرت شائعة مؤامرة حماس وتدبيرها انقلاب على الرئيس وكلا الاشاعتين انطلقتان من مواقع اسرائيلية......!!
ولكن لماذا احتجزت النيابة العامة اموال مؤسسة فلسطين الغد والمنحة الاماراتية التي تقدر بمليون دولار.... وما هي حجتها ومبرراتها....؟؟؟.... وهل النيابة العامة تستطيع ان تاخذ مثل هذا الاجراء بدون العودة للرئيس او بالاحرى بايعاز من الرئيس..؟؟؟؟؟ بلا شك ان الرئيس.هو المايستروا لكل القرارات التي تستهدف انشطة انسانية سواء في غزة او الضفة... فهو قلق ومنزعج من الاموال التي تاتي من الامارات لدعم الفقراء والمحتاجين والمرضى تلك الفئات التي لم يفكر فيها الرئيس عباس اطلاقا والا ما كان يمكن ان تستفحل تلك الظواهر في المجتمع الفلسطيني..... ولو كان الرئيس معنيا بتلك الشرائح لشكر الامارات وشكر انشطة دحلان والدكتورة جليلة وفياض على احلسيسهم بالمسؤليات العالية تجاه المتضررين من واقع الفساد الذي تديره منظومة الفساد للسلطة في كلا من غزة والضفة والقدس.
عن اي مال سياسي يتحدثون..... وما هي مصلحة الامارات في كل عطاءاتها الانسانية للشعب الفلسطيني سوى الوقوف مع الجوعى وشرائح لم يفكر فيها الرئيس عباس وبطانته سواء قبل مظاهر البذح في اعراس احفاده او ما بعدها...... من السهل ان نقول مال سياسي ...... ويا مرحبا بالمال السياسي اذلا كان سيتستفيد منه ضعفاء وفقراء الشعب الفلسطيني ...... ولكن قد فهمنا سابقا ان مالا سياسيا قد اتى ووضع في خزائن اولاد الرئيس والحاشية,,,!!!
وهنا يمكن ان نتسأل منذ متى لم يعتمد الشعب الفلسطيني بدأ من منظمة التحرير والفصائل جميعا على المال السياسي......!!! وهل لولا المال السياسي من دول الخليج وشمال افريقيا..هل كان لمنظمة التحرير والفصائل ان تستمر في انشطتها ومؤسساتها..... امركم غريب...!!! كل شيء في حياة الشعب الفلسطيني مال سياسي..... اموال المانحة مال سياسي .... استخدام اموال الضرائب مال سياسي لوجود السلطة.........
امر مزعج ان يتوقف مفهوم المال السياسي على مؤسسة فلسطين الغد الذي يديرها فياض وتدعمها الامارات....... مازال الرئيس عباس تقوده احقاده ونرجسياته التي تعتبر سلوك من سلوكيات العربدة والتفرد الذي يدفع الفلسطينيين ثمنها على كافة الاصعدة السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية بشكل عام.....
اجراء سياسي انتقامي بامتياز يقوم به الرئيس من خلال النيابة ويشابه ما حدث بالامس من فصل لقيادات وكوادر وقطع رواتب في تجاوز للقانون والادبيات...... ما يفعله الرئيس جائز ومالا يفعله الرئيس غير جائز..... تحركت الماكينة الاعلامية لتظهر مكرمة الرئيس الانسانية وبعد مصادرة اموال مؤسسة فلسطين الغد..... الرئيس يقوم بمكرمة لبيت الايتالم عن طريق الشخصية المحببه له ماجد فرج بمكرمة تقدر 35 الف دولار...... يا سلام شو هالمكرمة وما هي قيمتها.... امام ما يمتلك الرئيس...... في كل الاحوال اهو تلميع لشخصية رجل المخابرات ماجد فرج بعد ان اشاد بانجازاته في التوسط لتجار الحشيش المحبوسين في ماليزيا او الارهابيين في ليبيا وسوريا...... اتلك انجازات....!!! وماذا استفدنا وعادت به على الشعب الفلسطيني.... هل تحول جهاز مخابراتنا ومتبرعا لخدمة وتجار بندقية واستخبارات ولنخدم توجهات وتناقضات في مجتمعات اخرى...... ام صبيان لامريكا..... عن اي انجاز يتحدث به الرئيس عباس...... ما هي الانجازات الوطنية التي تخدم الشعب الفلسطيني الذي حققها جهاز المخابرات غير التنسيق الامني والدولي مع اسرائيل ومريكا واوروبا وفي كل الاحوال تكون ضد الطموخحات الوطنية للشعب الفلسطيني......
يبدو ان الرئيس رويدا رويدا قد يحطم كل شيء من حولة وصولا لمحبوبه وليكون خليفته امام طامحين كثر من حركة فتح وغير حركة فتح لخلافته...... ولو كان ذلك على حساب كل بادرة خير تصطف بجانب الضعفاء والمهمشين من شعبنا وهم غالبية..... ولكن يجب ان يفهم الرئيس ان الرئيس القادم للشعب الفلسطيني سيكون عبر صناديق الاقتراع والذي سيختاره الشعب الفلسطيني... فالشعب ان صمت او انحنى للامواج التي تعصف بايكونته لن تدوم فالشعب يفهم لمن يعطي صوته وخياراته
الفيروسات الإلكترونية ..هل تنهي عهد تجنيد الجواسيس؟
الكوفية / غازي السعدي
في أعقاب التجسس الإسرائيلي، عبر زرع "فيروسات" في حواسيب فنادق أوروبية في كل من النمسا وأستراليا، بغية الإطلاع على محادثات الدول الغربية (5+1) التي تجري مع إيران، يتعلق بالنووي الإيراني ففي الوقت الذي تحيط الولايات المتحدة هذه المحادثات بالسرية التامة، وشككت في الماضي أن فرنسا وبريطانيا تضعان إسرائيل بسرية هذه المحادثات، غير أن منظمة حماية المعلومات "كسبرتسكي" ومركزها روسيا، كشفت النقاب حول قضية التجسس الإسرائيلي على حواسيب الفنادق الأوروبية، التي تجري فيها محادثات الغرب مع إيران، وهذا التجسس الذي جاء عبر زرع "فيروسات" في حواسيب هذه الفنادق، بغية معرفة ما يدور في هذه المحادثات، أنتج أزمة ثقة أثارت غضب الولايات المتحدة، التي شككت بأن إسرائيل هي التي زرعت "الفيروسات" في حواسيب الفنادق، للتجسس على المحادثات، فالمتحدث بلسان وزارة الخارجية الأميركية قال: نحن على علم بالتقرير الذي نشرته وسائل الإعلام حول موضوع زرع "الفيروسات"، لكن الخارجية الأميركية فضلت عدم التعقيب.
من المعروف أن إسرائيل عريقة بعمليات التجسس، حتى أنها تجسست على ولية نعمتها الولايات المتحدة، عبر نشر جواسيسها، وبخاصة الجاسوس اليهودي الأميركي "بولارد" الذي كان يخدم في الجيش الأميركي برتبة ضابط، والذي حكم عليه بالسجن منذ حوالي (30) عاماً، وما زال يقضي عقوبته في السجون الأميركية، فإسرائيل المهتمة بعمليات التجسس، تحاول منع التجسس عليها، حيث نشرت جريدة "هآرتس 16-6-2015"، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق "جادي ايزنكوت"، أصدر قراراً بإقامة ذراع خاصة بالسايبر "القرصنة"، والتحكم الآلي في الجيش الإسرائيلي، لمتابعة جميع النشاطات في هذا المجال، وجاء هذا القرار بناء على توصية من قبل طاقم خاص شكل برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء "هيرتسل هليفي" الذي أنيط بهذا الطاقم دراسة كيفية تحسين كفاءة الجيش، بمتابعة القرصنة وعمل التحكم الآلي، فقد أجرى هذا الطاقم العديد من الدراسات، لمواجهة التحديات التي وصفت بالكبيرة، التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، على صعيد القرصنة والتحكم الآلي، وأمر رئيس الأركان أن يتم تشكيل هذه الذراع في غضون سنتين، وأن تكون تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، وشعبة الحوسبة، لملاءمة أعمال الجيش، بما أعتبر ساحة القتال الجديدة، وأن يترأس هذه الذراع ضابط برتبة كبيرة، لحماية هجوم "السايبر"، وفي مجال جمع المعلومات، وتخطيط العمليات ذات الصلة بالشبكة العنكبوتية، لكن رئيس الأركان، تجاهل متعمداً الاتهامات التي وجهت لإسرائيل، بزرعها "فيروس دوكو 02" في الفنادق الثلاثة، التي كانت تجري فيها محادثات الغرب مع إيران في موضوع الاتفاق العتيد الذي يتبلور بين هذه الدول وإيران، حول النووي الإيراني، ومنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
جريدة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كانت السباقة بنشرها على موقعها الإلكتروني بتاريخ "10-6-2015"، والتي ألمحت بأن إسرائيل المسؤولة عن عمليات التجسس في الفنادق، بشأن برنامج النووي الإيراني، وحسب شركة "كسبرسكي" لحماية المعلومات وأجهزة الحاسوب، فإن "الفيروس" الذي تم اكتشافه بالفنادق الأوروبية التي جرت فيها المحادثات، هو نموذج متطور عن"الفيروس" الإسرائيلي "ستكسنت"، والذي سبق الكشف عنه قبل أربع سنوات، وهو من الجيل المعقد، لتوفير معلومات استخبارية شديدة الحساسية، والتنصت على المحادثات، وبناء برامج إلكترونية، عبر السيطرة على أجهزة الحاسوب، وهواتف الفنادق، لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، فهذا "الفيروس" المسمى "دوكو 02"، يتغلغل أيضاً في الكاميرات والميكروفونات، وخطوط الهواتف العاملة بالإنترنت، التي يستخدمها المفاوضون، ووفقاً لـ "الإذاعة الإسرائيلية 11-6-2015"، وكالعادة فإن إسرائيل لم ولن تعترف بمسؤوليتها عن هذا التجسس، فنائب وزير الجيش "إيلي دهان"، نفى أن تكون بلاده قامت بعمليات التجسس، التي استهدفت الفنادق، ووصف هذا الاتهام بالهراء، مضيفاً بأن إسرائيل لا تستخدم مثل هذه الأساليب للحصول على المعلومات، بل لديها وسائل أخرى لمعرفة ما يدور في هذه المحادثات، فإن أقواله هذه كذب في وضح النهار.
الخبير الإسرائيلي لمقاومة تهديدات القرصنة والتحكم الآلي في الكلية الأكاديمية بحيرة طبريا د. طال فجل، عقب على هذا الموضوع، بأن مجال التحكم الآلي أصبح سلاحاً في ترسانة الجهات السياسية المعنية في جميع أنحاء العالم، وأن "الفيروس" الذي تم اكتشافه سبق أن استخدم في الدول الغربية، وفي الشرق الأوسط وآسيا، وأن مستخدم هذا "الفيروس" يكون قادراً على إلحاق أضراراً جسيمة في الهدف، وسحب أية معلومات يريدها، من جهة أخرى فإن تقارير غربية أفادت بأن هذا النوع من "الفيروس"، من النوع الذي تستخدمه إسرائيل رغم نفيها، وفي مقابلة مع اللواء احتياط "اسحاق بن إسرائيل"، الذي يترأس مختبر حرب التحكم الآلي في إسرائيل، قال بأن المشكلة في حرب التحكم الآلي، أنك لا تعرف من الذي زرع "الفيروس"؟ ولماذا زرعه؟ وكيف زرعه؟ وعلى الرغم من النفي الإسرائيلي، فإن المعنية بمعرفة ما يحدث في هذه المحادثات مع إيران، هي إسرائيل، لأنها تسعى للحصول على المعلومات، بجميع الوسائل الممكنة، فقد سبق وأعلن المسؤولون الإسرائيليون، أنهم يعرفون كل شيء عما يدور في هذه المحادثات، وحسب قول هؤلاء المسؤولين فإنه لا يمكن لأية جهة أن تخدعنا.
لقد أصبحت الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، هدفاً لأجهزة الاستخبارات العالمية، خاصة ما يتعلق بإيران كهدف رئيسي لأجهزة التجسس الإسرائيلية، فبعدما كان في السابق يستخدم الجواسيس لاقتحام غرف الفنادق، أصبح من الأسهل أمام المعنيين، إدخال "الفيروس" إلى حواسيب الجهات التي يريدون التجسس عليها، وأن هذا التجسس لا يتوقف على إسرائيل وحدها، فإن جريدة "التايمز 15-6-2015" الإسرائيلية أفادت بقيام مجموعة إيرانية بمهاجمة مائة ألف هدف إسرائيلي، وغير إسرائيلي، وهذه المجموعة تطلق على نفسها "اجاكس تييم"، وأن هذا الهجوم من قبلها بدأ منذ تموز 2014 حتى يومنا هذا حسب المصدر، والتجسس الإيراني طال جامعة بار إيلان الإسرائيلية، وشركات أمنية، ومراكز أبحاث الشرق الأوسط، وأبحاث إسرائيلية عن إيران، وحسب شركة أمن المعلومات "كلير سكاي" الإسرائيلية، تمكنت من اكتشاف موجة جارفة من الهجمات المعلوماتية، مصدرها إيران طالت أهداف المعلومات والتجسس الإسرائيلية حسب المصدر، استخدمت فيها هذه المجموعة تقنيات، مثل التصيد على البريد الإلكتروني لسرقة المعلومات، واستخدام تقنيات أخرى للوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، ويذكر أن "فيروس ستكسنت"، وهي دودة حاسوب، أصابت برنامج إيران النووي عام 2010، وأن هذا "الفيروس" حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، مشروع مشترك لإسرائيل والولايات المتحدة، وأن مسؤولين إسرائيليين قالوا أكثر من مرة، أن أعمال تجسس وإرهاب تقوم بها إسرائيل خارج حدودها دون الإعلان عنها، والاعتراف بمسؤوليتها عنها.
على أثر عمليات التجسس على الفنادق الأوروبية، فإن كل من سويسرا والنمسا، التي تقع بهما هذه الفنادق تحققان لاكتشاف الجهة التي قامت بزرع "الفيروس" للتجسس على حواسيب الفنادق، وحسب المعلومات فإن "فيروس" "دوكو02" طور في إسرائيل، وإسرائيل تنفي، والسؤال: هل انتهى عهد التجسس البشري في الحصول على المعلومات، بعد عمليات التحكم الآلي، وزرع "الفيروسات" على الحواسيب؟ أعتقد كلا، إذ لا غنى عن العنصر البشري في جمع المعلومات، رغم كل التقنيات الحديثة.
إن حرب التحكم الآلي، وهو سلاح الحرب القادمة، نؤكد على أن سباق التسلح في هذا الميدان قد بدأ فعلاً، وفي إطار هذا السباق، أنشأت العديد من الدول هيئات متخصصة في هذا المجال، وأن قرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إقامة ذراع خاص للقرصنة وحرب التحكم الآلي، يندرج في هذا الإطار، فقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات، ومجال حرب التحكم الآلي، إسهاماً حاسماً من قبل بعض دول العالم، بينهم إسرائيل، وأنه منذ عام (2009) لجأ الجيش الإسرائيلي، بخطوات هامة بمجال الحوسبة، باعتباره مجالاً إستراتيجياً جديداً، وأن إسرائيل وبقرار من رئيس الوزراء بتاريخ 18-5-2015، أنشأت إسرائيل ما أطلقت عليه:"هيئة حرب التحكم الآلي القومية"، والسؤال الملح ماذا عملت الدول العربية من استعدادات في هذه المجالات، في الوقت المنشغلة فيه بصراعاتها الداخلية، أو مع الدول المجاورة لها، ومع التنظيمات الإرهابية، وهذا يؤدي إلى تخلف العرب عن هذه التطورات بعشرات السنين إن لم يكن أكثر، والعلم عند الله، ومن الجدير بالذكر أن دار الجليل للدراسات، سبق أن أصدرت كتاباً منذ عام 2014 في موضوع حرب التحكم الآلي.
حين يغيب الفكر والبرنامج.. والقيادة
امد / نبيل دويكات
(38)
كمواطن عادي لا أجد لدي الوقت الكافي للتعبير عن موقفي الرافض للكثير مما يمر به مجتمعنا من أحداث، وربما ظواهر لا تكاد تنتهي، ناهيك عن القول أنني لا أجد نهائيا أي وقت للمشاركة في أي تحرك فعلي على أرض الواقع. ذلك أن طبيعة زخم وتفاصيل الحياة لا تترك لي مجال لكل ذلك. وبالكاد أستطيع التعبير ببعض الجمل أو الافكار المتقطعة أحيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو هنا وهناك. التفاصيل كثيرة ومتنوعة تنوع مجالات وظروف الحياة وتعقيداتها المتزايدة، وعلي يومياً أن أتابع توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية في ظل وضع متحرك، يشبه حركة رمال الصحراء. أما بالنسبة لتحديد الأولويات فإنني أدخل يومياً، ومع كل حدث جديد، في دوامة من الإختيار والمفاضلة بين أيها أهم أو أقل أهمية.
لا أكاد أنتهي من التفكير في إرتفاع أسعار الخضار والفواكه، سواء عند إرتفاع الحرارة أو عند إنخفاضها، مع إنحباس الأمطار أو عند سقوطها، مع بداية شهر رمضان أو في العيد، أو في أي وقت ومناسبة. وتجدني أدخل في دوامة إرتفاع وإنخفاض أسعار الكهرباء والغاز والمياه والإتصالات، مع إرتفاع وإنخفاض أسعارها عالميا، أو حتى بدون ذلك. وبين هذا وذاك أسعار الخبز والدجاج واللحوم والأحذية والملابس ومدى إلزامية الأسعار المعلنة. وعلي أيضا القلق بشأن صحتي والعائلة والإهتمام بتفاصيل مشكلات وقضايا القطاع الصحي، الأخطاء الطبية والإضرابات في المرافق الصحية والنظام الصحي بمجله وتفاصيلة وتعقيداته وانعكاسات ذلك كله عليّ كمواطن، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام التعليمي والنظام الإقتصادي والوضع السياسي والأمن والقضاء والسكن والعمل والتنقل، وسلسة طويلة من التفاصيل التي لن تنتهي عند مقاطعة منتجات الإحتلال ورفض سياساته في الاستيطان والقتل والإعتقال وغيرها، أو عند تفشي وإنتشار ظاهرة السلع والمنتجات الفاسدة أو إنتشار الجريمة والعنف والمخدرات وغيرها من الظواهر الإجتماعية السلبية.
أعلن كمواطن عادي أنني غير قادر على متابعة كل تفاصيل ذلك في سياق حياتي اليومية، وربما لن أتمكن حتى من متابعة عموميات ذلك حتى من باب مجرد العلم ليس إلا. تضيع الفكرة والأفكار في بحر التفاصيل، ولا يتبقى سوى تساؤلات كثيرة وعديدة، وإجابات كثيرة أيضا. لكن جوهر الموضوع بالنسبة لي يكمن في المقارنة. حين أعود بذاكرتي الى أيام الإنتفاضة الأولى نهاية ثمانينات القرن الماضي، كنا كمجتمع ندير بنجاح كبير وضعنا في كل نواحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والصحة والتعليم والعمل .. وغيرها من جوانب الحياة، وندير في نفس الوقت صراعاً قاسياً مع نفس الإحتلال، رغم أننا لم نكن نملك في حينه الكثير من الإمكانيات البشرية والمادية والأجهزة والمؤسسات التي نكاد لا نستطيع حتى عدها أو حصرها هذه الأيام. والسؤال الجوهري الوحيد الذي يدور في ذهني لماذا نتراجع في كل المجالات منذ ما يقارب الثلاثة عقود؟
أعتقد أن الجواب يكمن في فكرة أننا فقدنا الفكر والبرنامج ومعهما القيادة. الفكر هو متطلب أساسي وحيوي في حياة الشعوب والمجتمعات، وهو تكثيف الصراع والتناقض بين المصالح والفئات المختلفة، ومن الفكر، واستناداً اليه تتبلور وتنشأ الأحزاب والنقابات التي تعبر عن الفئات والمصالح، ونجاحها يعتمد أساساً على قدرتها على رسم برنامج عمل يعكس مصالح وإعتبارات وطموحات وأولويات الفئات والشرائح الإجتماعية التي تمثلها، وتعتبر نفسها طليعة لها. وحينها فقط تستطيع أن تكون ناظمة وموحِدة وقائدة لها في نضالها في مختلف المجالات. وبدون وجود أحزاب ونقابات بهذه المواصفات، فإن المواطنين لن يكونوا في أحسن الأحوال سوى مجموعات صغيرة مشتتة ومتفرقة لا تقوى في معظم الأحيان حتى على الدفاع عن حقوقها الأساسية.
لا أريد في هذه المقالة التقليل من شأن الأحزاب والقوى المختلفة، بل العكس، إنني أعتقد أنه بدون الأحزاب السياسية لن نتمكن كمواطنين من تحقيق أي تقدم أو تغيير في وضعنا القائم والذي يميل الى التردي يوماً بعد يوم، وعلى كافة الأصعدة، وخاصة بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين الذين تطلق عليهم تسميات عديدة مثل "الجماهير الشعبية" أو "الفئات الضعيفة والمهمشة" أو "الطبقات والشرائح الفقيرة"، بدون الأحزاب والنقابات العمالية. وستبقى هذه الفئات والشرائح الإجتماعية خاصة عرضة لنهش "مافيات" تبيعنا هواءاً وطعاماً وماءاً ودواءاً مسموماً، مغشوشاً ومسروقاً من لحظات حياتنا وصحتنا، ناهيك عن رفاهية وجودة حياتنا ومستقبل أجيالنا، وستستمر في تحريكنا كأحجار الشطرنج على طاولات مصالحها. أما بالنسبة للأحزاب والنقابات فإنها لن تكون قيادة حقيقية ما لم تثبت أنها فكراً وبرامجاً وقيادة قادرة على التعبير الواضح والدقيق عن مصالح وهموم الشرائح والفئات الواسعة من المواطنين. و"لملمة" التفاصيل اليومية، الصغيرة منها والكبيرة، وإعادة صياغتها في برامج تتمكن خلالها من حشد وتعبئة الجهود والطاقات وتوجيهها الى المنابع والجذور حيث يكمن هناك أساس العلل، ومنها أيضاً تبدأ مراحل العلاج. وبدون ذلك فإن الاحزاب والنقابات سوف تجد نفسها دائما تبحث فقط عما يؤكد أنها لا تزال على قيد الحياة. فيما يغرق المواطنون في واد آخر وهم يلاحقون تفاصيل التفاصيل في مسلسل المعاناة اليومية التي أشبه ما تكون بما يسميه مثلنا الشعبي بإسم "القربة المخرومة".
خضر عدنان .. عنوان الكرامة الفلسطينية
صوت فتح / سري القدوة
للكرامة عنوان واحد .. خضر عدنان ..
للبطولة عنوان واحد .. خضر عدنان ..
لمعركة التحدي عنوان واحد .. خضر عدنان ..
للتمرد علي الجلاد عنوان واحد .. خضر عدنان .
للصمود في زنازين الاحتلال عنوان واحد .. خضر عدنان
الحرية والكرامة والعدالة ﻻسرانا اﻻبطال في سجون الاحتلال الصهيوني ..
معا وسويا ليعلو صوتنا تضامنا مع بطل اﻻضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية اﻻسير خضر عدنان ..
التاريخ يصنعه الابطال وقلة من الرجال وعبر تاريخنا الفلسطيني المعاصر والذي يمتد الينا تجربة وحياه وفهما لمعني النضال يكون الاسطورة الصلبة القوية والإرادة والقوة والإصرار والعزيمة خضر عدنان ..
هذا الاسير الانسان الذي تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنه وعن مواقفه وصموده داخل الاسر .. ومع كتابتي هذا المقال اشعر بالخجل امام حقيقة انه مضرب عن الطعام منذ 49 يومًا في اضرابه الثاني عن الطعام بعد ان اقدمت سلطات الاحتلال علي اعاده اعتقاله اداريا مره اخرى في خرق فاضح لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق اسرانا في سجون الاحتلال ..
بات صمت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء ما يتعرض له الأسير خضر عدنان .. وزملاؤه من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا معني له ولا يوجد اي مبرر لهذا الصمت فأين هي منظمات حقوق الانسان الدولية من اضراب الاسير خضر عدنان ...
ان المطلوب من هذه المنظمات الدولية وكافة الأطراف المعنية بتحمل مسئولياتها، واتخاذ موقف حازم إزاء ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة.
ان اسرة الاسير خضر عدنان .. تعرضت هي الاخرى للظلم الفادح حيث، تمَّ ملاحقه اسرته وتهديدهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي .
اليوم خضر عدنان .. يتوقف عن شرب الماء ، ويتوقف عن إجراء الفحوصات الطبية ، ويرفض تناول الفيتامينات ... وقلبه معرض للتوقف في أي لحظة ، وما زالت اسرائيل ترفض اطلاق سراحه ضاربه بعرض الحائط كل القوانين الدولية !!!!!!
في ظل واقع التضحيات والصمود البطولي لأسرانا في سجون الاحتلال وما حققته سياسة الإضراب عن الطعام من نتائج ملموسة سجل الاسير البطل خضر عدنان .. ( اعظم انتصار واكبر ملحمة في التاريخ لتكون عنوان للتحدي وخوض معركة الحرية من سجون الاحتلال .. فتحية له علي صموده ومقاومته للمحتل .. التحية لكل اسرانا في سجون الاحتلال .. ولنستمر في مواجهة المحتل حتى تحقيق الحرية والانتصار الكبير ..
اسماء سجلتها الذاكرة الفلسطينية ونقشت بحروف من نور في التاريخ الفلسطيني ولن تنساها الاجيال .. الاسير المحرر خضر عدنان والأسيرة المحررة هناء الشلبي والأسير المحرر محمود السرسك .. والاسير البطل ايمن شراونة والاسير البطل خضر عدنان .. حيث انه اليوم بات يصارع الموت ولن يستسلم للعدو الغاصب ويقهر الاحتلال بصموده الاسطوري الرائع ..
هي تلك البطولة الفلسطينية التي تفوق كل الكلمات.. هذا هو ( الاسير البطل خضر عدنان .. ) شهيد مع وقف التنفيذ .. هذا هو الاسير البطل خضر عدنان .. صامدا منتصرا رافضا الركوع للجلاد.. حقا انها بطولة نقف عاجزين عن وصفها ولا يكون لكلماتنا أي معني امام هذه الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين ..
ان مواصلة الاحتلال احتجاز المعتقل الإداري خضر عدنان الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية ورفض ادارة السجون الاسرائيلية الافراج عنه تعد سياسة ممنهجة وتصفية لا تستهدفه وحده، وإنما تطال الحركة الأسيرة كلها .
أن الأسير عدنان لا يخوض هذه البطولة لشخصه أو باسمه، بل يدافع عن كل أبناء شعبنا داخل قلاع الأسر وخارجها، ويحاكم الاحتلال على جرائمه ضد أسرانا البواسل.
ان جرائم اسرائيل التي تستهدف الاسري في سجون الاحتلال مستمرة حيث أدت لاستشهاد أكثر من 207 مناضلاً، فيما يمارس الاحتلال أقسى أنواع التعذيب والإرهاب بحق أسرى الحرية في 17 معتقلا ومركز توقيف.
ان حرب الكرامة التي يخوضها عدنان ومن سبقه، محطة لمقاضاة الاحتلال على سياسات التعذيب والقهر والإهمال الطبي والعزل، والتفتيش العاري، والتنكيل بأسرانا وأسيراتنا، واعتقاله الإداري دون محاكمة أو لائحة اتهام، وانتهاكه الفاضحة لمواثيق الأمم المتحدة المتصلة بحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية الخاصة بأسرى الحرب.
ما اعظم أن تكون شهيدا مع وقف التنفيذ وان تنتظر لحظة الموت .. او الانتصار فيكون انتصارك له طعم الحياة علي جلاد قامع لحقك في الحياة وحقك في العيش بحرية وبطولة ومطالبتك بان تكون اسما لا رقما في سجلات الموت الاسرائيلي ..
كتبنا سابقا عن الشهداء والأسري في مواقفهم البطولية والنضالية وسجلنا رواية الانتصار اما اليوم فأننا نقف امام حالة نضالية فاقت مواقف الجميع .. نقف امام ارادة نعجز عن وصفها ونسجل رقم قياسي في سجلات المجد والبطولة ليصنع تاريخا مشرفا للشعب الفلسطيني البطل الذي يناضل من اجل حقه في العيش والحياة وليعيد قضية الاسري نقف اليوم امام بطولة الاسير البطل خضر عدنان .. الذي حطم الرقم القياسي في الاضراب عن الطعام من اجل القضية المركزية والاهتمام الدائم والحي في وجدان كل فلسطيني ومن اجل العمل علي تدويل قضية الاسري ورفعها علي المستوي الدولي وان تكون قضية الاسري في سجون الاحتلال بمستوي الحدث الابرز والهام علي المستوي العربي والدولي والفلسطيني في نفس الوقت ..
اننا نتطلع الي ضرورة واهمية التضامن العربي والدولي دعم لأسرانا في سجونهم والمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الذي يستخدمهم كرهائن حرب ودروع بشرية لمشروعات الاستيطان والتهويد الاسرائيلي لأرضنا ..
اننا نتوجه برسالة واضحة للعالم ولكل المنظمات الحقوقية الدولية والي ابناء الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية من اجل مساندة اسري الحرية في سجون الاحتلال ومن اجل بقاء قضية اسرانا حية دعما للأسير البطل خضر عدنان الذي يواجه خطر الموت من جراء سياسة الاهمال الاسرائيلية وعدم الاستجابة الي مطالبه العادلة ..
حرق كتب البنا وقطب
الكرامة / مشاري الذايدي
هناك طلب وإلحاح شديد، على مسألة تجديد الخطاب الديني، في أكثر من بلد مسلم، ومن ذلك مصر، أم الدنيا، ومعقل الأزهر.
منذ إسقاط حكم الإخوان، وتفجر الإرهاب الأصولي، ردا على ذلك، ومعه انفجار الدعاية الإعلامية الإخوانية، داخل مصر وخارجها، ضد الدولة المصرية، وهناك كلام كثير عن ضرورة الإصلاح الديني، فخطاب التعبئة الإخواني، وأيضا القاعدي والداعشي، يستند إلى نصوص دينية، وكلام تراثي، ومفاهيم فقهية مسيطرة.
الكلام سهل، والفعل صعب، وأن يخرج حاكم مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطالبا شيوخ الأزهر بثورة دينية إصلاحية، فهذا ليس كافيا، لأن الداء متشعب قديم، فيه عدة عوامل، أهمها جانب التربية النفسية الجماعية.
المشكلة، في إعادة بناء شبكة المفاهيم الحاكمة، التي يتربى عليها الوجدان العام، وهذا ليس بدعا من القول، أو إثما من الفكر، فقد فعلها من قبل العظام من أبناء الثقافة الإسلامية، في العراق ومصر والأندلس.
من المفهوم في مثل هذه الحيرة من العثور على نقطة البداية الصحيحة للتغير الديني «الإصلاحي»، أن تكون هناك قرارات كهذه، فقبل أيام اتخذت وزارة الأوقاف المصرية قرارًا بتطهير جميع مكتبات المساجد من الكتب المتطرفة الموجودة داخل رفوفها خاصة كتب قيادات جماعة الإخوان المسلمين وشيوخ التشدد. وحسب صحيفة «المصري اليوم» فإن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أصدر قرارًا بحرق جميع الكتب المحرضة على العنف مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.
نعم، فكر الإخوان من ينابيع البلاء والشر وإفساد الدين والدنيا، هذا لا ريب فيه، ولكن هل الحل الحقيقي والناجع هو في حرق بضعة كتب لقطب أو البنا؟
كتبهم موجودة في أماكن أخرى، وهناك من يصرف الملايين على نشرها، وأيضا موجودة في الإنترنت، وتلاميذ هذا الفكر بالآلاف في كل مكان، يعيدون بث كلام قطب والبنا، بتشويق وزخرفة جديدة، ولمسات «مودرن» و«ديجيتال».
حرق الكتب ليس حلا نهائيا، مع أن واجب وزارة الأوقاف هو الرقابة على المساجد، هذا جزء من عملها، ولكني أتحدث عن خطة أشمل، وأدوم. خطة تتشابك مع كل حلبات الحياة ومرافق الدولة، ومناشط المجتمع، تشتبك مع العقل الجماعي.
قبل سنوات كنا في لقاء مع وزير إعلام عربي، فسألته ما هي الجدوى من منع الكتب من الدخول عبر المطارات، وهي موجودة في الإنترنت؟ فرد عليّ: نعرف أنها موجودة، ولكن المنع هو تسجيل موقف، وتوثيق رسالة سياسية!
الحرق الحقيقي هو للأوراق المجرثمة، هو في حرق الأوراق غير المادية، غير المكتوبة على ورق حقيقي، هو في حرق أوراق المفاهيم التي تسيطر على الوجدان العام، الوجدان الحاكم، وتلك لعمر الله، هي طريقة النجاة.
قال الفقيه الظاهري الأندلسي أبو محمد بن حزم حين أحرقت كتبه:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمَّنَهُ القرطاسُ بل هو في صدري المشكلة فيما تضمنته الصدور، لا فيما خطته السطور
تـنظيمـات إسـلاميـة عـابـرة للحـدود - الحلقة الثانية عشرة
الكوفية / حمادة فراعنة
مقدمة لا بد منها
كتابي السابع عشر هذا « التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود « يصدر في سياق تفاقم حالة الصراع في العالم العربي واحتدامه بشكل عبثي ودموي، بعد انفجار ثورة الربيع العربي التي توسلت البحث عن : 1- التحرر والاستقلال، وامتلاك زمام المبادرة وحرية اتخاذ القرار، 2- الطمأنينة ولقمة العيش الكريم متضمنة ثلاثة مطالب أساس يفتقدها المواطن العربي هي الراتب المناسب، التأمين الصحي، والضمان الاجتماعي عند التقاعد والوصول إلى الشيخوخة، و3- الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع، ولذلك جاءت كتبي في سلسلة قضايا ثلاث رئيسة متداخلة، سلسلة الكتب الأردنية تحت عنوان : معاً من أجل أردن وطني ديمقراطي، وسلسلة الكتب الفلسطينية تحت عنوان : معاً من أجل فلسطين والقدس، وسلسلة الكتب العربية تحت عنوان : من أجل عالم عربي تعددي ديمقراطي موحد.
وكتابي السابع عشر هذا مرتبط بكتابين، سبق نشرهما، وهما: 1- حزب الإخوان المسلمين في الميزان، و2- الدور السياسي لحركة الإخوان المسلمين، في إطار تنظيمات وأحزاب التيار الإسلامي، تأكيداً لدورهم ومكانتهم وقيادتهم للحركة السياسية في العالم العربي، في غياب أحزاب التيار اليساري، وأحزاب التيار القومي، وأحزاب التيار الليبرالي، التي تضررت بفعل الحرب الباردة ونتائجها .
كما جاء كتابي هذا على خلفية كتابي الذي صدر العام 2013 عن ثورة الربيع العربي أدواتها وأهدافها، وحصيلتها أن الثورة ما كانت لتكون لولا توافر العامل الموضوعي المحفز للاحتجاجات والدافع لها والمتمثل بغياب الاستقلال السياسي والاقتصادي عن بعض البلدان العربية، وهيمنة اللون الواحد، والحزب الواحد، والعائلة الواحدة، والطائفة، والشخص الفرد المتحكم بمفرده في إدارة الدولة، في أكثر من بلد عربي، وأخيراً بسبب غياب العدالة والطمأنينة وعدم توافر الخدمات الأساس من صحة وتعليم وضمانات اجتماعية للمحتاجين .
أما العامل الذاتي في ثورة الربيع العربي، فقد اقتصر على مؤسسات المجتمع المدني بما تحمل من مفاهيم عصرية عن الديمقراطية والتعددية واحترام مشاركة المرأة في مؤسسات صنع القرار، وبما تملك هذه المؤسسات ( مؤسسات المجتمع المدني ) من علاقات مع مؤسسات أوروبية وأميركية توفر لها الحصانة والدعم المطلوبين، ولكن بسبب غياب دور الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية، فقد استثمرت أحزاب التيار الإسلامي حصيلة الربيع العربي ونتائجه كي تكون هي صاحبة القرار، سواء عبر تفاهمها مع الأميركيين، أو عبر حصولها على الأغلبية البرلمانية كما حصل في فلسطين والعراق ومصر وتونس والمغرب، أو لامتلاكها الخبرات القتالية على أثر دورها في أفغانستان، ورغبتها في التغيير الثوري الجوهري، فاحتكمت إلى وسائل العنف واستعمال السلاح لمواجهة الاحتلال الأميركي للعراق، او لإسقاط النظم القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، وحصيلة ذلك إخفاق ثورة الربيع العربي للآن، رغم توافر العامل الموضوعي ونضوجه لقيام الثورة، تغييراً للواقع، نحو الأفضل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن الإخفاق الفاقع يعود لعدم نضوج العامل الذاتي، وكثرة نواقصه، وعدم اكتماله، بصفته أداة الثورة ومحركها، وطالما أن العامل الذاتي كان ناقصاً، ولم تكتمل حلقات نضوجه، فقد انعكس ذلك على ضعف أدائه وعلى نتيجة أفعاله، فغياب أحزاب التيارات الثلاثة اليسارية والقومية والليبرالية وضعفها، جعل الوضع متروكاً لقوة ونفوذ أحزاب التيار الإسلامي، التي لا تؤمن لا بالتعددية ولا بالديمقراطية، ولا تملك البرامج الاقتصادية والاجتماعية الكافية، لجعلها أداة في يد عامة الناس، وهدفاً لها كي تلتحم مع الثورة وتلتف حولها، فانطبق على المواطن العربي المثل القائل أنه مثل الشخص الذي هرب من الدلف فوقع تحت المزراب، وغدت الأنظمة السابقة بعجرها وبجرها، هي أفضل حالاً مما وقع لاحقاً، من هيمنة ونفوذ وتأثير الأحزاب الإسلامية، وقيادتها للعمل السياسي وللتغيير الثوري، مسنودة بعواصم إقليمية، فحاضنة الإخوان المسلمين تركيا وقطر، وحاضنة ولاية الفقيه الدولة الإيرانية؛ ما خلق حالة من الصراع الإقليمي والدولي المباشر في منطقتنا، وعلى أرضنا، وعلى حساب دماء شعبنا وثرواته .
إذن هذا الكتاب، ليس فلسفة معرفية، بل هو إضافة سياسية تراكمية، لوضع ثورة الربيع العربي في سياقها من أجل إنتصار الديمقراطية في العالم العربي، وتحقيق الطمأنينة بلقمة العيش الكريم بالصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، وتحرير فلسطين .
هذا الكتاب يسلط الضوء على التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، أي أنه يستهدف القوى الإسلامية الأساس القيّا تأثيراً ومكانة في العالم العربي، ولا يستهدف تنظيمات إسلامية محلية في هذا البلد العربي أو ذاك، بصرف النظر عن قوتها أو ضعفها، بل هو يستهدف التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، والتي تعمل في السياسة، ولها تأثير على صنع القرار، أو على صنع الأحداث الجارية :
1- حركة الإخوان المسلمين . 2- ولاية الفقيه الإيرانية . 3- تنظيم القاعدة . 4- تنظيم الدولة الإسلامية داعش . 5- حزب التحرير الإسلامي.
لذا أرجو أن يقدم شيئاً جديداً، للقارئ، وللمكتبة العربية، وأن ينال الاهتمام كما يستحق، وفق الجهد الذي بذل وتحقق.
حمادة فراعنة *
ضد المصالح الوطنية الفلسطينية
فلسطينياً ، اضافة الى بروز أدوات فلسطينية غير مؤثرة ، أعلنت انحيازها الى القاعدة وداعش من تنظيم بيت المقدس ومسميات مشابهة ، ترفع شعارات تضليلية متطرفة مؤذية لصورة النضال الوطني الفلسطيني كحركة تحرر وطني تستهدف ازالة الظلم الاستعماري الواقع على الشعب الفلسطيني ، سواء المقيم على أرض وطنه فلسطين ، أو الجزء الأخر من اللاجئين الذين يعيشون في أقدم مخيمات البؤس والشقاء خارج وطنهم فلسطين ، في بلدان الشتات واللجوء ، ولذلك تقع مصلحة الشعب العربي الفلسطيني في اطار المساعي الهادفة الى تحجيم دور داعش والقاعدة وانحسارهما عن أرض فلسطين ، وعدم بروز اتجاهات متطرفة بين صفوف الشعب الفلسطيني ، لأن التطرف يخدم مصالح المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، ويصب في طاحونته وتشكل غطاء لتطرفه وعدوانيته وعنصريته ، وهذا ما ثبت خلال الممارسات الكفاحية العملية ، فالجبهة الشعبية التي كانت ولا تزال شريك أساسي وجوهري في النضال الفلسطيني ولا تزال تخلت عن عمليات خطف الطائرات ، وحركة حماس كذلك التي لا يقل تأثيرها في مسيرة النضال الفلسطيني عن أي من الفصائل الأخرى تخلت عن العمليات الاستشهادية ضد المدنيين ، نظراً للضرورة أن يبقى النضال الفلسطيني وسلاحه وأدواته نظيفاً ومنسجماً مع روح القوانين الدولية وشروطها .
ومثلما أن بروز أدوات أو مظاهر متطرفة بين صفوف الفلسطينيين مؤذية لمصالحه وسمعته ومصداقية حركته الوطنية نحو مطلبي العودة والاستقلال ، فقد أدى بروز القاعدة وداعش في سوريا والعراق ، وكذلك في مصر وليبيا واليمن ولبنان ، الى جعل الأولويات العربية ، ومصدر الاهتمام الدولي ، بمظاهر ما يجري في هذه البلدان على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وانصافه ، وما الحرب الأخيرة الاجرامية المدمرة التي شنها العدو الاسرائيلي بدءاً من 8 تموز 2014 على قطاع غزة لأكثر من خمسين يوماً ، مخلفة الموت والأذى والدمار ، غير المسبوق بحجمه وتأثيره ، سوى تعبير عن الاستغلال الاسرائيلي في توظيف المشهد السوري والعراقي من خلال القاعدة وداعش ، وكأن معركة الاحتلال الاسرائيلي واحدة ، ضد حماس والجهاد ، كما هي ضد القاعدة وداعش .
ولذلك ان المآسي والصور البشعة التي خلفتها داعش والقاعدة ، وطغيانها أغفلت وقللت من أهمية الصور الدامية والاجرامية التي خلفها العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة خلال شهري تموز وأب 2014 ، ومشاهد الدمار البشعة المصاحبة لموت الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا للقصف الهمجي الاسرائيلي .
ومن هنا تتضح مظاهر التعارض بين المصالح الوطنية للشعب العربي الفلسطيني ، وبين ما تفعله داعش والقاعدة من تطرف مخلفتان الموت والدمار للسوريين وللعراقيين ولكل مكان تصلان له سواء بالأقوال أو بالأفعال .
حماس والاخوان المسلمين
صرح فوزي برهوم بلسان حركة حماس، تعليقاً على القرار المصري بشأن حركة الاخوان المسلمين قوله : « الى كل الذين يعيبون علينا انتماءنا للاخوان المسلمين، والمطالبين بفك ارتباطنا بهم، أو التنصل منهم، نرد عليهم جميعاً، أن أريحوا أنفسكم، فاننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا الى هذه المدرسة، وفكر هذه الجماعة الأصيل».
لا شك في أن هذا حق لفوزي برهوم، ولحركة حماس، الانتماء لأي فكر والانحياز لأي مدرسة سياسية، أو أي اتجاه فكري، ولكن علينا أن نتوقف أمام مكانة حركة حماس، الفلسطينية، فهي أولاً من كبرى الفصائل الفلسطينية، وهي ثانياً تقود وتتحكم منفردة بجزء من الوطن الفلسطيني، في قطاع غزة منذ الانقلاب الأحادي في حزيران 2007 حتى اليوم، وهذا يعني أن مواقف وسياسات حركة حماس تؤثر مباشرة على مصالح الشعب العربي الفلسطيني، ويتضرر منها قطاع واسع من شعبنا ويدفع ثمن سياساتها، كما هو حاصل حالياً، فهي لا يعيبها أن تنتمي لفكر ونهج أصولي أصيل، مثلها مثل الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وانتمائهم لفكر اليسار، أو للفصائل التي تنتمي للفكر القومي كجبهة التحرير العربية، والتحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية وغيرهم، على أن لا يكون ذلك متعارضاً مع مصالح الشعب العربي الفلسطيني ومؤذياً له، لأن ذلك يصبح عبئاً على الفلسطينيين، ويضيف لهم متاعب هم في غنى عنها.
نفهم أن الانتماء الفكري، سياسياً، يُولد روافع، لنضال الشعب العربي الفلسطيني، ويضيف له امكانات على امكاناته المتواضعة في مواجهة عدوه المتفوق، المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، الذي يملك امكانات الطوائف اليهودية في العالم، وقدرات الولايات المتحدة، اضافة الى قدراته الذاتية البشرية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والاستخبارية، ولهذا فالشعب العربي الفلسطيني بحاجة لروافع مساندة عربية واسلامية ومسيحية ودولية حتى يستطيع مواصلة صموده أولاً ونضاله ثانياً وانتزاع حقوقه الثلاثة ثالثاً، هو بحاجة لدعم الاخوان المسلمين كأكبر حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي ولباقي فصائل التيار الاسلامي، وبحاجة لفصائل الحركة القومية العربية، وبحاجة للحركة اليسارية الدولية، ولدور الكنيسة المتعددة، لمواجهة عدوه والانتصار عليه.
ما فعلته حركة حماس في سورية وانحيازها للمعارضة السورية المسلحة، أثر كثيراً على مصالح اللاجئين الفلسطينيين وها هم يموتون جوعاً بلا رحمة وبلا أي وازع انساني، حتى وكالة الغوث غير قادرة على انقاذ حياتهم، وها هم أهل القطاع يدفعون ثمن مواقف سياسات حركة حماس وانحيازها، وهي سياسة سبق وأن تمت تجربتها من قبل بعض الفصائل الفلسطينية، ودفع الشعب العربي الفلسطيني ثمنها في الأردن، وسورية، ولبنان، والعراق، والكويت، وليبيا، فهل الشعب الفلسطيني بحاجة لمزيد من التجارب، ليواصل دفع الثمن الباهظ من حياته، وتأخره، وتفوق عدوه، وتمكنه في الأرض، مقابل ذلك ستؤدي هذه السياسة الى زرع اليأس، واشاعة فوضى الأولويات، ليكون هدف الشعب الفلسطيني تحرير مصر وتحرير سورية والأردن ولبنان والعالم العربي، قبل تحرير فلسطين، ونعود لمنطق الخمسينيات وخلافاتها بين الأحزاب العربية حول السؤال:
ما هو الأهم تحرير فلسطين أولاً أم اقامة دولة الخلافة؟ أو الوحدة العربية؟ أو بناء الاشتراكية؟ أو اقامة أنظمة ديمقراطية؟.
لقد تخلص الفلسطينيون وقياداتهم الحزبية من هذا الوهم، وأعطوا الأولوية للعمل الوطني الفلسطيني في مواجهة عدو الشعب العربي الفلسطيني، الذي لا عدو له سوى ذاك الذي 1- يحتل أرضه، و2- ينهب حقوقه، و3- ينتهك كرامته، أما أولئك الذين يختلفون على شكل نظام الحكم وفلسفته من الاتجاهات الاسلامية أو اليسارية أو القومية أو الليبرالية، فهذا مؤجل الى ما بعد اجتثاث الظلم والاحتلال والعنصرية عن أرض فلسطين، وعودة المشردين واللاجئين الى ديارهم ، الى اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم فيها وعلى أرضها، ومن ثم يختلف الفلسطينيون على شكل الحكم وأدواته، بناء على نتائج صناديق الاقتراع وافرازاتها.
لا مصلحة لأي فصيل فلسطيني أن يختلف مع مصر أو مع الأردن ، لأنهما الرئة العربية التي يمكن أن يتنفس منها الفلسطيني هواء عربياً وبوابة عربية نحو العالم، وغير ذلك مغامرة، وضيق أفق، وانتحار ذاتي، بدون تحقيق مكاسب أو نتائج، هل نفهم، أرجو ذلك!!.
أين حماس ؟
ورغم كل الملاحظات الجوهرية ، التي يمكن أن تُسجل على حركة حماس « الاخوانية « ، بدءاً من رفض مرجعيتها الحزبية تشكيل منظمة التحرير عام 1964 ، كاطار جبهوي جامع لمكونات الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة ، والتشكيك في تمثيلها لشعبها الفلسطيني ، لأنها أحد أدوات عبد الناصر ، وصنيعته ، ورفضها خيار الكفاح المسلح مع بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 ، حتى معركة الكرامة 1968 ، والنظر الى شهداء الثورة على أنهم غير شهداء ، ورفض الهوية الوطنية المستقلة ، برفضهم لقرار فك ارتباط الضفة الفلسطينية مع المملكة الأردنية الهاشمية ، وعلى خلفية عدم اعترافهم بمنظمة التحرير ، عمل الاخوان المسلمون على اقرار أن تكون حماس بديلاً عن منظمة التحرير عند تشكيلها عام 1987 ، وضد فكرة الدولة المستقلة ، ورفضوا أوسلو ونتائجه ، ودمروا أثاره ومظاهره الايجابية ، بسبب سلبياته وما أكثرها ، قبل أن يتراجعوا ، ويشاركوا في أبرز مظاهر أوسلو وهي انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 بعد أن قاطعوها في 1996 ، وقادوا المجلس التشريعي برئاسة عبد العزيز الدويك وحكومة اسماعيل هنية الحزبية ذات اللون الاخواني الواحد ، واختاروا الحسم العسكري ، لفرض الانفراد والهيمنة الأحادية على قطاع غزة منذ حزيران 2007 ، ولكنهم لم يفلحوا ، لا في تقديم نموذج أفضل في ادارة القطاع ، عن ادارة الضفة الفلسطينية الائتلافية بقيادة حركة فتح ، ولا حققوا كفاحاً موجعاً ضد الاحتلال تجعله يعود عن مخططاته التوسعية ، أو تفرض عليه فك الحصار عن أهل القطاع الموجوعين ، بعد أن أُجبر الاسرائيليون على الرحيل عن غزة عام 2005 ، تحت ضربات المقاومة ، وبهدف سياسي أمني وضع برنامجه شارون يسعى الى تمزيق وحدة الأراضي الفلسطينية وخلق ظروف مستجدة معيقة لمسيرة النضال الفلسطيني وهذا ما حصل فعلاً بعد الانسحاب الاسرائيلي عن قطاع غزة .
ومع ذلك ، لا فرار من التعامل والتحالف والشراكة من قبل الكل الفلسطيني مع حركة حماس ، فقد حققت لنفسها حضوراً محترماً بفعل عاملين : الأول اسهاماتها الكفاحية ضد الاحتلال ، وتقديمها التضحيات من خيرة كوادرها ، بدءاً من مؤسسها القائد أحمد ياسين ، وغيره العشرات من المناضلين الأفذاد ، والثاني نجاحها في الانتخابات البلدية عام 2005 ، والتشريعية في 2006 ، مما يدلل على انحياز قطاعات وازنة من الشعب الفلسطيني في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967 لصالحها ، مثلما دفعت أثماناً باهظة في حروب العدو الاسرائيلي الثلاثة على قطاع غزة 2008 و 2012 و 2014 .
حركة حماس اليوم أمام مفترق طرق سياسي حزبي تنظيمي ، كي تحدد أولوياتها ، هل هي تنظيم فلسطيني ، هوية وخياراً وبرنامجاً مثلها في ذلك مثل الشيوعيين والبعثيين الذين لهم خلفيات حزبية وتنظيمية وفكرية عابرة للحدود ولكن أولوياتهم فلسطين ، أو أن الأولوية لها هي أنها فصيل لحركة الاخوان المسلمين ، له الأولوية في التصدي لأنظمة الحكم في مصر وسوريا والأردن واليمن والخليج ؟؟ أم تلتزم بالحكمة والنتيجة والخيار الأصعب والأصح ، وهو عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلدان العربية ، وعدم السماح للبلدان العربية من مصر مروراً بالأردن وانتهاء بقطر وحتى تركيا ، بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للشؤون الفلسطينية واحترام الأولويات الفلسطينية وخيارات المصلحة العليا للشعب العربي الفلسطيني ، الذي تفرض وتستدعي عدم التصادم مع أي بلد عربي ، وخاصة بلدان الجوار الفلسطيني : لبنان وسوريا والأردن ومصر .
حركة حماس مثلها مثل حركة الاخوان المسلمين ، وما ينطبق على الثانية ينطبق على الأولى ، وما ينطبق على الاخوان المسلمين ينطبق على اليساريين والقوميين ، على أنهم ليسوا مجموعة من الملائكة ، ولكنهم ليسوا مجموعة من الشياطين ، فهي حركة سياسية تبحث عن مصالحها الحزبية وتطويرها وتعزيزها وتعميق حضورها وسط شعبها ، والوصول الى مواقع صنع القرار بهدف ادارة الدولة ، من وجهة نظر يسارية أو قومية أو اسلامية أو ليبرالية ، ولهذا يجب التعامل معها والمبادرة نحوها ، من قبل حركة فتح ، ومن التيارين اليساري والقومي ومن المستقلين ، لدفعها نحو الانحياز لفلسطينيتها ، بدون التحرر من « اخوانيتها « على أن تكون أولوياتها وعلاقاتها مع البلدان العربية ، وفق سياساتها الفلسطينية ، وعدم زج الشعب الفلسطيني ، سواء داخل الوطن الفلسطيني أو في مخيمات اللجوء في بلدان الشتات ، في صراعات بينية مع الأشقاء وضد الأشقاء ، لأن هذه السياسة ، ثبتت مضارها ، قبل أن ينتقل الراحل ياسر عرفات من المنفى الى الوطن 1994 ، وينقل الموضوع الفلسطيني نفسه ، بقيادته ومؤسساته وصراعه ، من خارج فلسطين الى داخل فلسطين ، باستثناء قضية اللاجئين ، ويصبح الصراع مقتصراً على التصادم مع المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، على أرض فلسطين ، وليس خارجها .
حركة حماس اضافة نوعية للنضال الفلسطيني ، باتجاهين :
أولهما : أنها تنظيم موجود وقوي وشريك في النضال والفعل الفلسطيني ، سياسياً وعسكرياً .
وثانيهما : أنها امتداد لأكبر وأهم حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي ، حركة الاخوان المسلمين ، ومشاركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وحكومتها الائتلافية ، سيوفر دعماً جماهيرياً وحزبياً ، وفعلاً قوياً لصالح النضال الفلسطيني ومع منظمة التحرير ، ويوفر لها مظلة تساعدها على مستوى الجماهيري العربي ، لا أن تكون عبئاً عليها كما هو حاصل اليوم ، حيث تخرج عبارات التنديد والتشكيك والتخوين من قبل فصائل وقيادات وأدوات حركة الاخوان المسلمين ضد سياسات منظمة التحرير وقياداتها ، وهو فعل سلبي مؤثر على مجمل سياسات وقيادات منظمة التحرير .
الشعب الفلسطيني امكاناته متواضعة في مواجهة عدوه المتفوق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستخبارياً وتكنولوجياً ، ولذلك حتى يستطيع الشعب الفلسطيني مواصلة طريقه الكفاحي وتحقيق انجازات تراكمية على الطريق الطويل ، من أجل الاستقلال وفق القرار 181 والعودة وفق القرار 194 ، يحتاج لروافع مساندة ، وحركة الاخوان المسلمين قد تكون احدى أهم هذه الروافع العابرة للحدود ، من هنا الأهمية المركبة أو المزدوجة لحركة حماس ، فهل تدرك حماس أهميتها وتتواضع أمام فتح والجهاد والتيارين اليساري والقومي ومع المستقلين وتقبل الشراكة على أساس القواسم المشتركة في اطار مؤسسات منظمة التحرير ، وعلى قاعدة برنامج سياسي مشترك ، واعتماداً على أدوات كفاحية متفق عليها ، وتتحول التعددية التنظيمية الى سلاح بيد الشعب الفلسطيني ، بدلاً من التمزيق والتشتت والانفراد الذي ثبت فشله وضعفه ، مهما بدا صاحبه قوياً أو متسلطاً أو مأخوذاً بحاله ، ومعجباً بسياسته وسلوكه ضد الأخرين ؟؟ .
انتصارا للكرامة و ايمانا بالقضية ، الاسير خضر عدنان في خطر
امد / وئام عزام أبو هولي
المعتقل الاداري الاسير خضر عدنان ، و القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية من مدينة جنين ، الاسير الذي اضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن خمسين يوما رافضا للاعتقال الاداري ،السياسة الاسرائيلية المتخذة بحق الاسرى و الموجبة باعتقالهم دون تحديد التهمة و الاسباب ،و التي سبق للاسير خضر عدنان ان اضرب عن الطعام لفترة طويلة معترضا على انتهاج الاحتلال لاجراءات تعسفية ضده و ضد معظم الاسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الاسرائيلية .
ان الاسير خضر عدنان الذي اعتقل لسبع مرات متتالية ، على يد الاحتلال ، قضى تلك الفترات بين محكومات قضائية و اجراءات تعسفية غير مبررة تحت ما يسمى بسياسة الاعتقال الاداري ، السياسة حرمت و جرمت في جميع انحاء العالم و لكن يشرعها الاحتلال علنا بدون رادع ضد الشعب الفلسطيني ، في عام ٢٠٠٥ اضرب خضر عدنان لمدة ١٢ يوما كأول اسير يمارس الاضراب عن الطعام كنوع من التحدي و المقاومة للاحتلال و انتهاكاته بحق الاسرى ، ولكن سرعان ما استجاب الاحتلال لمطالبه و اوقف بناءا على ذلك اضرابه عن الطعام ، و في عام ٢٠١٢ اضرب عن الطعام لفترة اطول ، قرابة الشهرين ، وانتهى الاضراب ايضا بتحقيق مطالبه ، ها هو ايضا اليوم يقاوم و يتحدى السجان ، و يضرب عن الطعام لفترة اطول بكثير ، تدهورت حالته الصحية كثيرا نتيجة لذلك ، و اصبح في مراحل متقدمة و غير مطمئنة ، و المقلق بشكل اكبر ان الاحتلال يتجاهل التطورات التي طرأت على صحة الاسير عدنان ، بل و يبدي اهمال واضح للامر ما دفع الاسير عدنان الى تطوير اضرابه ليكون اضرابا كاملا يشمل الدواء والاملاح والفيتامينات ، مقتصرا فقط على شرب الماء ، و هذا يدفع الامر الى مزيدا من الخطورة و القلق ، خاصة انه تجاوز باضرابه الخمسين يوما ..
و برغم التدخل الجد متواضع من بعض الجهات المتخصصة ، الا ان الاحتلال حتى الان لم يبدي اي تجاوبا و لم يعطي اي مؤشر ايجابي قد يفضي الى تحقيق مطالب الاسير خضر عدنان ، و حتى المتدخلين المعنيين عجزوا عن معرفة اي توجه مرتقب للحكومة الاسرائيلية بهذا الخصوص ، وهنا يستوجب الامر تدخل على مستوى اكبر للمنظمات الدولية و الحقوقية ان تمارس ضغوطاتها على الحكومة الاسرائيلية لتوقف سياسة الموت البطيئ التي تنتهجها بحق الاسرى المضربين عن الطعام ، و على الجهات المعنية ان تتخذ موقف حازم لفضح انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي فيما يخص الاسرى .
ان اضراب الاسير خضر عدنان عن الطعام و موقفه البطولي في سبيل كرامته و الحصول على حريته ، ليس لشخصه فقط بل حفاظا على كرامة الاسرى جميعا ، و كرامة شعبنا برمته و حفظا لمسيرة نضاله في وجه الاحتلال ، و من هنا يستوجب منا وقفة جماهيرية واحدة لإيصال مأساة الاسرى جميعا ، للشعوب و الضمائر التي من شأنها ان تساهم في التأثير على حكوماتها و سياساتهم ازاء الاحتلال ، ذلك يدفع بالحكومة الاسرائيلية الى الخوف من التعرض لمزيدا من العزلة الدولية التي هي اساسا تعااني منها في الفترة الحالية ..
"العدالة الانتقامية" ضد فياض
الكرامة / رولا سرحان
من أقسى المفاهيم في شريعة حمورابي هو مفهوم "العدالة الانتقامية"، حيث التأويل المتعسف لاستخدام القانون على أساس "قاعدة الجزاء" أي "العين بالعين والسن وبالسن"، وهذه القاعدة إن كانت عادلة فإنها انتقامية، لأنها تقوم على تطبيق مبدأ العدالة من نفس صنف العمل، وهو ما يحمل في طياته صفة "الانتقام" من المعتدي أكثر من صفة القصاص وإنزال العقوبة. غير أن مفهوم "العدالة الانتقامية" قد اختلف وتطور منذ زمن حمورابي إلى عصرنا، حتى بات إلى حد كبير يشبه مفاهيم جديدة دخلت على قاموسنا اللغوي كمصطلح "مأسسة الفساد" على سبيل المثال.
في دولة يغيب فيها القانون، وتضعف فيها السلطة القضائية إلى حد الهشاشة، وتضعف الرقابة على أجهزة السلطة التنفيذية، ويعلو صوت الأمن فوق صوت الحريات العامة، وتصبح أجهزة الدولة كافة معطلة وليست سوى واجهة لشبه مؤسسات، لا يكون مستغرباً أن يتم تصفية الحسابات السياسية باسم القانون وباسم مكافحة الفساد، كما حصل مؤخراً مع د. سلام فياض من حجز على أموال مؤسسة "فلسطين الغد" التي يرأسها.
ما ورثناه من إرث الثورة ومن إرث منظمة التحرير لم يتغير فيه شيء سوى أننا بدلا من لبس البزة العسكرية نرتدي الآن البزة الرسمية وربطة العنق، لأننا ما زلنا ندير هذه الدويلة المنقوصة بعقلية الثوار، حيث القصاص انتقامي.
المعضلة الكبرى أيضاً، تتمثل في أننا نخذل بعضنا، بقدر ما نخذل أنفسنا، وكل من كان متنفعاً على زمن سلام فياض يختبئ خلف الأبواب المغلقة طلبا "للسترة" حتى لا يطاله شيء من الانتقام.
البديل المحتمل لعباس
امد / حسام الدجني
الأعمار بيد الله، وندعو للرئيس محمود عباس بطول العمر وحسن الخاتمة، ولكن هذا لا يمنع طرح البدائل المحتملة للرئيس محمود عباس، فهل ستترك نهاية حقبته فراغًا سياسيًّا, أم أن البديل جاهز؟, ومن هو؟!.
بدأت وسائل إعلام محلية وإسرائيلية ودولية بطرح سيناريو ما بعد الرئيس عباس، وتم طرح أسماء رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، واللواء جبريل الرجوب، والبعض ذهب إلى أن الرئيس قد يعمل على توريث السلطة لنجله، وآخر ذهب إلى أن محمد دحلان يجهز نفسه لأن يحتل هذا المنصب.
ما يلفت الانتباه, أن بازار منصب الرئيس مقتصر على حركة فتح، ولم يطرح أي أحد أي شخصية أو حزب قد يملأ هذا الفراغ، وهذا يعيدنا لسؤال: من يقف خلف تلك التقارير الإعلامية التي يراد منها صناعة رأي عام وهمي داعم لأي سيناريو من هذا القبيل؟, وهل من يرشح لهذا المنصب هم أطراف خارجية (إسرائيلية أو غربية)؟.
من المفترض في الدول التي تحترم نفسها, أن يكون دستور البلاد هو من ينظم العملية السياسية، وحسب القانون الفلسطيني المعدل لعام 2005م (الدستور الفلسطيني المؤقت)، المادة (رقم 37 الفقرة 2) تقول: إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية في أي من الحالات السابقة يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً لمـدة لا تزيد على ستين يوماً تجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني.
في هذه الحالة يكون رئيس السلطة القادم حسب الدستور هو الدكتور عزيز دويك, رئيس المجلس التشريعي عن حركة حماس، ولكن هل يحترم العالم الدساتير والقوانين؟، فمن لم يحترم نتائج انتخابات 2006م قد لا يحترم تطبيق هذا السيناريو، وعليه نعود لأحد احتمالين:
الأول: تعديل دستوري يضمن فيه الرئيس عباس انتقال السلطة لنائب الرئيس ويعينه من أوساط من حركة فتح، وهذا الاحتمال الأقوى
الثاني: فراغ دستوري وصراع محتدم على السلطة بين أطراف فتحاوية وفصائلية ومناطقية.
العالم الغربي أنفق على السلطة الفلسطينية مليارات الدولارات من أجل هدف واحد وهو ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وعليه سيكون محور التنافس على رئاسة السلطة نابعًا من هذا التوجه، ومن يتابع سلوك المتنافسين على رئاسة السلطة قد يرى ذلك بوضوح، وربما ما قام به اللواء الرجوب مؤخراً داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا, من المحتمل أن يكون أحد أسبابه هو رغبة الرجوب بتسويق شخصه أمام صانعي القرار بالعالم، أيضاً ما يقوم به اللواء ماجد فرج من ضبط للحالة الأمنية ومرافقة الرئيس في أغلب زياراته أيضاً تحمل مؤشراً يدعم تلك الفرضية، وسلوك النائب محمد دحلان في تكثيف عمله الاجتماعي والإغاثي بغزة والضفة له بُعد مرتبط بالوصول لهذا المنصب، وربما دحلان الأكثر صراحة عندما أعلن ذلك أمام وسائل الإعلام بأنه الرئيس القادم.
وعليه، فإن المحدد الخارجي مهم جداً لشغر هذا المنصب، ولكن لشخص الرئيس عباس دور مؤثر في تحديد هوية خليفته، وقد تكون خطوات تعديل الدستور التي تقوم بها لجنة كلفها الرئيس دون توافق وطني تصب في هذا الاتجاه.
الغريب في الأمر أن الحاضر الغائب هو الشعب الفلسطيني، وأن لسان أغلب النخب الفلسطينية قد شُلّ عند الحديث بهذا الموضوع، والكل يغلب الصالح الخاص على الصالح العام، فعند الحديث عن الانتخابات يتم اختزالها بالانتخابات الرئاسية والتشريعية ويتم تغييب انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وكأن السلطة أصبحت خاصة بطرف دون الآخر، والحل الأمثل عند الحديث عن خليفة الرئيس هو خيار الشعب الفلسطيني، وتطبيق القانون الأساسي وليس تفصيله حسب رؤية الحاكم، فهذا لا يصنع إلا نظاماً سياسياً مشوهاً بشكل أكثر مما قبل.
شيطنة التقرير الاممي
الكوفية / عمر حلمي الغول
لجنة تقصي الحقائق الاممية في الحرب الاسرائيلية على محافظات الجنوب في تموز وآب 2014، اصدرت تقريرها، الذي أكدت فيه على إرتكاب إسرائيل لجرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وجال التقرير على التفاصيل البشعة، التي طالت الاطفال والنساء والمواطنين الابرياء العزل والمؤسسات الاممية والمستشفيات والمدارس، ورصد القنابل والصواريخ، التي اطلقتها الطائرات والزوارق البحرية والدبابات الاسرائيلية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية على امتداد قطاع غزة طيلة ال51 يوما من الحرب البربرية.
التقرير الاممي وكلمة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، التي حمل فيها دولة الارهاب الاسرائيلية المنظم المسؤولية عن تعريض حياة الاطفال لخطر الموت، دفع رئيس الحكومة، نتنياهو لاعتبار ذلك "يوم اسود" في تاريخ الامم المتحدة. واعتبر واركان حكومته وإئتلافه الحاكم، لجنة تقصي الحقائق الاممية "منحازة" للفلسطينيين، وهاجموا وحرضوا على رئيس اللجنة الاممية شاباس، ع انه إستقال من موقعه، بعد ان إتهموه ب"الرشوة" و"اخذ المال" من منظمة التحرير. ومازالت عملية التحريض ضد الامم المتحدة ولجنتها الاممية متواصلة.
لكن الشيطنة الاسرائيلية للجنة تقصي الحقائق لم يغير شيئا مما جاء في التقرير، الذي تعمل لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة للمصادقة عليه يوم الاثنين القادم. وسيصبح وثيقة هامة من وثائق اللجنة الاممية، يسمح للقيادة الفلسطينية في ضوء الوضع الجديد، الذي إحتلتة في اعقاب إرتقاء مكانة فلسطين في المنابر الاممية إلى دولة مراقب، وبعد إنضمامها لمحكمة الجنايات الدولية، والانضمام للمعاهدات الاممية، بالاستناد للتقرير في ملاحقة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية في المنابر المختلفة وخاصة محكمة الجنايات الدولية. اضف الى انه يعزز مصداقية قيادة منظمة التحرير امام الاقطاب والقوى الدولية، ويعطي القضية الفلسطينية بعدا جديدا، في الوقت، الذي يعزز حملات المقاطعة والعزلة الاممية على إسرائيل، ويفتح الافق أكثر فاكثر لملاحقة قياداتها السياسية والعسكرية كما جرى مع موفاز في لندن والمستوطن في البرازيل مؤخرا.
التقرير الاممي يمثل إضافة ولبنة جديدة في عملية الكفاح الوطني، تضاف الى الجهود الوطنية على الصعد والمستويات الداخلية والعربية والاقليمية والدولية. ولتعميق اهميته في تعزيز الحقوق الوطنية، ومواجهة الصلف والغرور والعنصرية وجرائم الحرب الاسرائيلية، تملي الضرورة مواصلة الجهود لفضح السياسات والانتهاكات الاسرائيلية، التي لم تتوقف، ولكن باشكال اخرى. حيث مازالت حكومة اليمين المتطرف الصهيوني، تواصل عمليات المصادرة والتهويد واعلان عطاءات البناء في المستعمرات المقامة على الاراضي الفلسطيني، وحملات القتل والاغتيال للاطفال الابرياء مستمرة، وعمليات الاعتقال اليومية متواصلة، وهدم القرى والبيوت في القدس والخليل وغيرها لا يتوقف، وانتهاك حقوق الانسان في ربوع الوطن الفلسطيني المحتل، بالاضافة للتصريحات العلنية اليومية من قبل رئيس وزراء إسرائيل واركان حكومته وإئتلافه الحاكم، التي يعلنون فيها رفضهم لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، جميعها شواهد تعزز التقرير، وتتيح للقيادة الفلسطينية التقدم بخطى واثقة للمنابر الدولية لرفع سقف ملاحقتها للدولة الاسرائيلية المارقة، وتسمح لها (القيادة الفلسطينية) بحشر القوى الدولية، التي مازالت تغمض العين عن جرائم وانتهاكات اسرائيل، وترغمها تدريجيا على إعادة النظر في سياساتها، وقبولها المتدحرج لفرض العقوبات المتصاعدة على إسرائيل، والتناغم مع إصدار قرارات اممية في مجلس الامن إستنادا للفصل السابع لارغامها بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 واقامة الدولة الفلسطينية عليها.
زمن الفهلوة الاسرائيلية، وتضليل الرأي العام العالمي، والتلفع بالشعارات الغوغائية ك"معاداة السامية"، وشيطنة الامم المتحدة ولى، ولم يعد احد في العالم يقبل الرواية الاسرائيلية باستثناء الصهاينة وحلفائهم في العالم، وهم في تراجع مستمر.
الاربعاء : 24-6-2015
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
</tbody>
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v إنجازات الدكتور الصادمة!
امد / حسن عصفور
v أنفاق وألغاز في اليرموك
صوت فتح / عدلي صادق
v فياض والعمل الانساني ولعبة الرئيس !
شبكة فراس / سميح خلف
v الفيروسات الإلكترونية ..هل تنهي عهد تجنيد الجواسيس؟
الكوفية / غازي السعدي
v حين يغيب الفكر والبرنامج.. والقيادة
امد / نبيل دويكات
v خضر عدنان .. عنوان الكرامة الفلسطينية
صوت فتح / سري القدوة
v حرق كتب البنا وقطب
الكرامة / مشاري الذايدي
v تـنظيمـات إسـلاميـة عـابـرة للحـدود - الحلقة الثانية عشرة
الكوفية / حمادة فراعنة
v انتصارا للكرامة و ايمانا بالقضية ، الاسير خضر عدنان في خطر
امد / وئام عزام أبو هولي
v "العدالة الانتقامية" ضد فياض
الكرامة / رولا سرحان
v البديل المحتمل لعباس
امد / حسام الدجني
v شيطنة التقرير الاممي
الكوفية / عمر حلمي الغول
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات
إنجازات الدكتور الصادمة!
امد / حسن عصفور
بعيدا عن ما شهده إجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من "عجائب سياسية"، بعضها قد يصبح "مجالا للتندر العام" في شهر رمضان، خاصة "الابتكار الفلسطيني" لتشكيل الحكومة المقبلة، في مدة قياسية لا تتجاوز اسبوعا، دون اعلان من هو صاحب الحظوة الرئاسية لمنصب "الوزير الأول"..
لكن المفاجأة المذهلة التي لن تمحى من ذاكرة الشعب الجمعية والفردية، ما كان من "مرافعة الرئيس عباس" عن وزيره الأول المخلص جدا، حيث لم يكتف بتوجيه الشكر له على المدة التي أمضاها، بل انه تقدم بكشف حساب لإنجازات حكومة الرئيس "الخاصة جدا"، من خلال رامي الحمدالله..
الحديث عن الشكر قد يراه البعض "مجاملة ضرورية ومعتادة" في ظروف مشابه، خاصة وأن التقدير الوطني العام بعدم عودته ثانية للمنصب كونه لم يعد "قاسما مشتركا" بين مختلف الفصائل والقوى، ومنها حركة فتح خاصة في خليتها الإولى، وكثير من كادرها الوسطي، مضافا له "خصوماته الشخصية مع بعض من "بقايا المجلس الوزاري"..
لكن أن يصل الأمر الى الافاضة بتعداد إنجازات "خارقة" قام بها الحمدالله ومن رافقه بمجلس وزاري مقلص جدا، فتلك المسخرة بذاتها، تصل الى مصاف الكارثة عندما يتم تعداد ما حققه بقايا المجلس في ملف قطاع غزة، وبخاصة إعادة الإعمار، حديث عن أعمال بدت "خارقة جدا" قامت بها "الحكومة المقلصة" لأهل غزة، ولم يخف أحد من الحضور دهشتهم مما يسمعون وكأنهم في بلد غير البلد، حتى وصل الأمر بأحد أعضاء التنفيذية من هول ما سمع "مدحا وتقديرا وتشكرات" في "مرافعة الرئيس التاريخية"، بأن بدأ حديثه عن الحكومة ود.رامي، بتقديم الشكر للدكتور سلام فياض على ما قام به، ما الحق بالحاضرين ذهولا فوق ذهولهم، وقاطعه الرئيس بعصبية زائدة، ماذا تقول شكر فياض..فاضطرب القيادي المتحدث ليعيد توجيه "آيات التقدير لرامي الحمدالله بكل "اللعثمة المعلومة" في مثل تلك المواقف..
عن أي اعمار حدث لعشرات آلاف لا زالوا مشردين، إعمار لم يره اهل القطاع الا ما ندر منه، نفذته وكالة الغوث وبعض من المنح العربية، ضمن معادلة سيري الشهيرة "تكميم الأنفاس"، الى جانب مشكال لا تزال عنوانا لشكاو بلا نهاية في قضايا الكهرباء والغاز وبعض الفئات التي اصابها عطب مفاجئ في رواتبهم بلا اي سند قانوني..الى جانب أن علاقة الحكومة ووزيرها الأول بالقطاع أصلا كانت زيارات أقل من اي مبعوث أجنبي، يتذكرها كل اطفال القطاع لندرتها..لم يقم خلالها بأي جولة لمدن القطاع سوى أمكان محدودة جدا جدا..
كان بالإمكان أن يتحدث المنبهرين بالقدرة الخارقة للوزير الأول عن الأفعال التي كان لها أن تكون في القطاع لولا وجود حركة حماس، وأنها مثلت العقبة الكبرى أمام تحقيق "الانجازات التاريخية" التي خطط لها د.رامي ومن رافقه في المهمة العصيبة، فتلك يمكن قبولها أو القفز عنها..أما خلط الواقع بالوهم أو الخيال فتلك مصيبة لا بعدها مصيبة، اصابت الحضوربمس من الغيبة اللحظية، ومنهم د.زكريا الآغا وهو ابن من أبناء القطاع يعيش بها ومعها ومكتبه محاصر بطلبات لا حصر لها..
والضفة الغربية التي قيل عن إنجازات الحكومة بها، أصيبت بأمراض وعوارض تمثل خطرا جديا تنال من المشروع الوطني، ودون تفاصيل كثيرة، فالمسالة الأهم كانت أوضاع المخيمات، وما حدث بغالبيتها من صدام بين شبابها والأجهزة الأمنية، ولا تزال تبعاتها قائمة حتى الآن، ولا نعلم متى كانت آخر زيارة أو جولة للوزير الأول أو أي من وزرائه في تلك المخيمات، او عقد لقاء مع أهلها داخل حدود المخيم، قد يستثنى مخيم في محافظة بيت لحم لأسباب معلومة..
ما حصل قد حصل، ولكن أن يتم إعادة تسمية رامي الحمدالله وفقا لـ"انجازات وهمية" فتلك جريمة سياسية لا يجب أن تمر، ليس موقفا من شخص الرجل فهو أكاديمي حقق ما يفتخر به في جامعة النجاح، وعلها بحاجة لعلمه الذي يعلم، وأن يكتف بما كان منه، ولكي لا يسجل عليه مزيدا مما كان في السنوات الماضية..
نعم..يجب توجيه الشكر لرامي الحمدالله ومن معه لانتهاء "صلاحياته" كوزير أول، اصبح خارج الخدمة السياسية، وحرصا على ما حققه من "إنجازات تاريخية" فالأفضل له أن يحافظ عليها، ويعود الى كرسيه في رئاسة الجامعة ومقعده في لجنة الانتخابات، كي لا يندم يوم لا ينفع الندم..
اما الاصرار عليه كمرشح رئاسي لمنصب الوزير الأول فتلك عقبة أمام تشكيل حكومة "وحدة وطنية حقيقية"، وإصرار على فشل مسبق أو ذريعة لاستمرار الانقسام والدفع به نحو "خطوات انفصالية أخطر"..
إن كان الهدف حكومة وحدة وطنية تنهض بالمشروع الوطني فهي حتما بحاجة لشخصية سياسية قادرة أما غير ذلك فقل على "الوحدة السلام"..
المسؤولية الآن على عاتق القوى والفصائل، فإما أن يمنعوا الكارثة أو يصبحوا جزءا منها..الخيار لهم وليس لغيرهم.."بقايا الوطن تحت الخطر" يا سادة ..تذكروا!
ملاحظة: هناك "إشاعة" تقول بأن القيادة الرسمية تدرس تقديم 3 ملفات الى المحكمة الجنائية الدولية يوم الخميس 25 يونيو، لو حدث فذلك خير، لكن التقديم بوحده لا يمثل شيئا دون تحريك الملفات كي لا يقال أن هناك من يتلاعب بوعي الفلسطيني..المحكمة ليست ارشيفا بل هي أداة للمطاردة..ننتظر ونرى!
تنويه خاص: اطلاق صاروخ من قطاع غزة بعد يوم من نشر تقرير اتهم دولة الكيان بارتكاب جرائم حرب ومعه حماس يشكل عملا تحت التساؤل.. الأفعال الصبيانية خطر يصل الى درجة الاتهام احيانا..فحذار!
أنفاق وألغاز في اليرموك
صوت فتح / عدلي صادق
سمعنا عن انسداد أو تدمير لمعظم أنفاق الشريط الحدودي بين الرفحين المصرية والفلسطينية. ويبدو أن الأنفاق هي الرفيقة الدائمة لمصائبنا، منذ أن وضعنا اقدامنا على طريق التسوية. فكلما كانت العملية السلمية تضمر، واغلاقات الاحتلال تزداد إحكاماً، كانت الانفاق تتناسل بعرض شريط رفح، وتتقاطع في باطن الأرض، وتتوسع الفتحات والأعيرة وتزداد المعدات. ويبدو أن تجربة الأنفاق هذه، أصبحت تراثاً وصار لها خبراء ومختصون، جاهزون للتحرك الى ميادين أخرى ذات مصائب أفدح. ففي مخيم اليرموك، ربما يكون النفق الربحي الأول والأهم، قد بُني مستهدياً بتجربة قطاع غزة، بل ربما يكون المستثمرون هناك، قد استعانوا بـ "الفار" الفلسطيني الرفحي، كخبير ومستشار. من نقطة تحت الأرض، في رأس مثلث لوبيا، عند التقاء شارعي فلسطين واليرموك بشارع القاوقجي؛ يُدار النفق التوافقي بين المختصمين. هو خط ذهاب وإياب، يخرج منه البشر القادرون على شراء النجاة أو الذين وجدوا من يسدد معهم، وتدخل منه السلع الغذائية والماء والدواء والوقود، التي يبتاعها المحاصرون بأثمان باهظة يسدد ثمنها آخرون في الخارج. وفي هذا السياق، تشتغل منظومة لوجستية ذات مراحل، إذ تبدأ خدمة بيع فرصة النجاة، بهبوط الانسان الزبون، الى فتحة النفق، فيقطع من تحت، شارع القاوقجي وحي الزاهرة ومنطقة الميدان والمتحلق الجنوبي، ثم تتولى مجموعة أخرى تأمين الناجي، الى موضع تجميع آمن، في ضاحية قدسيا جنوبي الهامة شمال شرقي دمشق، ومنها الى تركيا عن طريق الساحل السوري أو البحر. وكما على طرفي كل نفق، هناك متربحون من عظم رقبة النظام الأمني المهيمن ــ أياً كان ــ عند الفتحة. وهؤلاء على الطرفين، يثقون ببعضهم البعض، أكثر بكثير من ثقة أصحاب القضايا بأنفسهم وببعضهم وبقضاياهم. ويقال إن الشغل عند فتحتي كل نفق من اليرموك واليه، يقتضي تنحية السياسة جانباً، وتسكين هوس الصراع وجنونه، وأن يتحابب الأعداء في معيّة الرزق الذي تنضح به المصيبة. وسمعت من أكثر من مصدر، أن ما تسمى جماعة "أكناف بيت المقدس" هي شريكة نقيضتها أكناف بيت الأسد في إدارة النفق. ومن دواعي الغيظ فعلاً، أن يتلطى هؤلاء باسم بيت المقدس ويتسمون به ويمارسون أفعال الشياطين في سيناء وفي اليرموك، بينما أولى القبلتين هي آخر ما يعني هؤلاء الضالين. على الرغم من متابعتي الدقيقة للوضع في سوريا، عجزت عن فك بعض ما سمعت من أعزاء شاهدين، إذ كيف يشترك منتسبون لحماس مع منتسبين لجبريل في إدارة نفق؟ وما هي الحقيقة في علاقة ما يسمى "أكناف بيت المقدس" بحركة حماس التي تنفي صلتها بهذه الجماعة؟ وهل بدأ يغلب الخط الإيراني في عموم حماس، مثلما هو يغلب على مستوى الذراع المسلح؟ وهل هناك في حماس أيضاً، من يريدون أن يطعمهم الله من الوداد الأسدي، فيما الناس راجعة، مثلما هو الحال بالنسبة لآخرين؟
فياض والعمل الانساني ولعبة الرئيس !
شبكة فراس / سميح خلف
قد نعرف سلام فياض بأنه فلسطني مستقل لا ينتمي لفتح ولا ينتمي لحماس، يؤمن بعمل المؤسسة، عانى في السابق من سلوك التفرد والدكتاتوريات التي كانت سمة من سمات قيادات من فتح ومنظمة التحرير، هو رجل اقتصاد ويؤمن بترشيد الموارد ابان رئاسته للوراء تبنى النهوض بالمشاريع الصغيرة والاهتمام بالبنية التحتية. اتجه للسياسة ممثلا للطريق الثالث وخاض الانتخابات محققا مقعدين في التشريعي.
في 15 يونيو عام 2007 م وبعد الانقسام مباشرة عين رئيسا للوزراء فيما سميت حكومة الطواريء واغدقت الاموال فورا على الحكومة من قبل الاوروبيين ، قدم فياض استقالته من رئاسة الوزراء التي قبلها الرئيس عباس بتاريخ 11/4/2013م.
بعد استقالته من رئاسة الوزراء اهتم سلام فياض بالعمل الانساني والاجتماعي والعمل الخيري في المناطق المهملة والمهمشة ومن خلال جمعية ومؤسسة فلسطين الغد، قامت النيابة العامة بحجز اموال تلك الجمعية بحجة نشاطات لمال سياسي يديرها فياض في مناطق السلطة في غزة والقدس والغور ومناطق "ب"..!!
قبل شهور أثيرت بعض الشائعات عن مؤامرة يديرها فياض وياسر عبد ربه ودحلان على الرئيس ومحاولة انقلاب وفي نفس الوقت اثيرت شائعة مؤامرة حماس وتدبيرها انقلاب على الرئيس وكلا الاشاعتين انطلقتان من مواقع اسرائيلية......!!
ولكن لماذا احتجزت النيابة العامة اموال مؤسسة فلسطين الغد والمنحة الاماراتية التي تقدر بمليون دولار.... وما هي حجتها ومبرراتها....؟؟؟.... وهل النيابة العامة تستطيع ان تاخذ مثل هذا الاجراء بدون العودة للرئيس او بالاحرى بايعاز من الرئيس..؟؟؟؟؟ بلا شك ان الرئيس.هو المايستروا لكل القرارات التي تستهدف انشطة انسانية سواء في غزة او الضفة... فهو قلق ومنزعج من الاموال التي تاتي من الامارات لدعم الفقراء والمحتاجين والمرضى تلك الفئات التي لم يفكر فيها الرئيس عباس اطلاقا والا ما كان يمكن ان تستفحل تلك الظواهر في المجتمع الفلسطيني..... ولو كان الرئيس معنيا بتلك الشرائح لشكر الامارات وشكر انشطة دحلان والدكتورة جليلة وفياض على احلسيسهم بالمسؤليات العالية تجاه المتضررين من واقع الفساد الذي تديره منظومة الفساد للسلطة في كلا من غزة والضفة والقدس.
عن اي مال سياسي يتحدثون..... وما هي مصلحة الامارات في كل عطاءاتها الانسانية للشعب الفلسطيني سوى الوقوف مع الجوعى وشرائح لم يفكر فيها الرئيس عباس وبطانته سواء قبل مظاهر البذح في اعراس احفاده او ما بعدها...... من السهل ان نقول مال سياسي ...... ويا مرحبا بالمال السياسي اذلا كان سيتستفيد منه ضعفاء وفقراء الشعب الفلسطيني ...... ولكن قد فهمنا سابقا ان مالا سياسيا قد اتى ووضع في خزائن اولاد الرئيس والحاشية,,,!!!
وهنا يمكن ان نتسأل منذ متى لم يعتمد الشعب الفلسطيني بدأ من منظمة التحرير والفصائل جميعا على المال السياسي......!!! وهل لولا المال السياسي من دول الخليج وشمال افريقيا..هل كان لمنظمة التحرير والفصائل ان تستمر في انشطتها ومؤسساتها..... امركم غريب...!!! كل شيء في حياة الشعب الفلسطيني مال سياسي..... اموال المانحة مال سياسي .... استخدام اموال الضرائب مال سياسي لوجود السلطة.........
امر مزعج ان يتوقف مفهوم المال السياسي على مؤسسة فلسطين الغد الذي يديرها فياض وتدعمها الامارات....... مازال الرئيس عباس تقوده احقاده ونرجسياته التي تعتبر سلوك من سلوكيات العربدة والتفرد الذي يدفع الفلسطينيين ثمنها على كافة الاصعدة السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية بشكل عام.....
اجراء سياسي انتقامي بامتياز يقوم به الرئيس من خلال النيابة ويشابه ما حدث بالامس من فصل لقيادات وكوادر وقطع رواتب في تجاوز للقانون والادبيات...... ما يفعله الرئيس جائز ومالا يفعله الرئيس غير جائز..... تحركت الماكينة الاعلامية لتظهر مكرمة الرئيس الانسانية وبعد مصادرة اموال مؤسسة فلسطين الغد..... الرئيس يقوم بمكرمة لبيت الايتالم عن طريق الشخصية المحببه له ماجد فرج بمكرمة تقدر 35 الف دولار...... يا سلام شو هالمكرمة وما هي قيمتها.... امام ما يمتلك الرئيس...... في كل الاحوال اهو تلميع لشخصية رجل المخابرات ماجد فرج بعد ان اشاد بانجازاته في التوسط لتجار الحشيش المحبوسين في ماليزيا او الارهابيين في ليبيا وسوريا...... اتلك انجازات....!!! وماذا استفدنا وعادت به على الشعب الفلسطيني.... هل تحول جهاز مخابراتنا ومتبرعا لخدمة وتجار بندقية واستخبارات ولنخدم توجهات وتناقضات في مجتمعات اخرى...... ام صبيان لامريكا..... عن اي انجاز يتحدث به الرئيس عباس...... ما هي الانجازات الوطنية التي تخدم الشعب الفلسطيني الذي حققها جهاز المخابرات غير التنسيق الامني والدولي مع اسرائيل ومريكا واوروبا وفي كل الاحوال تكون ضد الطموخحات الوطنية للشعب الفلسطيني......
يبدو ان الرئيس رويدا رويدا قد يحطم كل شيء من حولة وصولا لمحبوبه وليكون خليفته امام طامحين كثر من حركة فتح وغير حركة فتح لخلافته...... ولو كان ذلك على حساب كل بادرة خير تصطف بجانب الضعفاء والمهمشين من شعبنا وهم غالبية..... ولكن يجب ان يفهم الرئيس ان الرئيس القادم للشعب الفلسطيني سيكون عبر صناديق الاقتراع والذي سيختاره الشعب الفلسطيني... فالشعب ان صمت او انحنى للامواج التي تعصف بايكونته لن تدوم فالشعب يفهم لمن يعطي صوته وخياراته
الفيروسات الإلكترونية ..هل تنهي عهد تجنيد الجواسيس؟
الكوفية / غازي السعدي
في أعقاب التجسس الإسرائيلي، عبر زرع "فيروسات" في حواسيب فنادق أوروبية في كل من النمسا وأستراليا، بغية الإطلاع على محادثات الدول الغربية (5+1) التي تجري مع إيران، يتعلق بالنووي الإيراني ففي الوقت الذي تحيط الولايات المتحدة هذه المحادثات بالسرية التامة، وشككت في الماضي أن فرنسا وبريطانيا تضعان إسرائيل بسرية هذه المحادثات، غير أن منظمة حماية المعلومات "كسبرتسكي" ومركزها روسيا، كشفت النقاب حول قضية التجسس الإسرائيلي على حواسيب الفنادق الأوروبية، التي تجري فيها محادثات الغرب مع إيران، وهذا التجسس الذي جاء عبر زرع "فيروسات" في حواسيب هذه الفنادق، بغية معرفة ما يدور في هذه المحادثات، أنتج أزمة ثقة أثارت غضب الولايات المتحدة، التي شككت بأن إسرائيل هي التي زرعت "الفيروسات" في حواسيب الفنادق، للتجسس على المحادثات، فالمتحدث بلسان وزارة الخارجية الأميركية قال: نحن على علم بالتقرير الذي نشرته وسائل الإعلام حول موضوع زرع "الفيروسات"، لكن الخارجية الأميركية فضلت عدم التعقيب.
من المعروف أن إسرائيل عريقة بعمليات التجسس، حتى أنها تجسست على ولية نعمتها الولايات المتحدة، عبر نشر جواسيسها، وبخاصة الجاسوس اليهودي الأميركي "بولارد" الذي كان يخدم في الجيش الأميركي برتبة ضابط، والذي حكم عليه بالسجن منذ حوالي (30) عاماً، وما زال يقضي عقوبته في السجون الأميركية، فإسرائيل المهتمة بعمليات التجسس، تحاول منع التجسس عليها، حيث نشرت جريدة "هآرتس 16-6-2015"، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق "جادي ايزنكوت"، أصدر قراراً بإقامة ذراع خاصة بالسايبر "القرصنة"، والتحكم الآلي في الجيش الإسرائيلي، لمتابعة جميع النشاطات في هذا المجال، وجاء هذا القرار بناء على توصية من قبل طاقم خاص شكل برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء "هيرتسل هليفي" الذي أنيط بهذا الطاقم دراسة كيفية تحسين كفاءة الجيش، بمتابعة القرصنة وعمل التحكم الآلي، فقد أجرى هذا الطاقم العديد من الدراسات، لمواجهة التحديات التي وصفت بالكبيرة، التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، على صعيد القرصنة والتحكم الآلي، وأمر رئيس الأركان أن يتم تشكيل هذه الذراع في غضون سنتين، وأن تكون تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، وشعبة الحوسبة، لملاءمة أعمال الجيش، بما أعتبر ساحة القتال الجديدة، وأن يترأس هذه الذراع ضابط برتبة كبيرة، لحماية هجوم "السايبر"، وفي مجال جمع المعلومات، وتخطيط العمليات ذات الصلة بالشبكة العنكبوتية، لكن رئيس الأركان، تجاهل متعمداً الاتهامات التي وجهت لإسرائيل، بزرعها "فيروس دوكو 02" في الفنادق الثلاثة، التي كانت تجري فيها محادثات الغرب مع إيران في موضوع الاتفاق العتيد الذي يتبلور بين هذه الدول وإيران، حول النووي الإيراني، ومنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
جريدة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كانت السباقة بنشرها على موقعها الإلكتروني بتاريخ "10-6-2015"، والتي ألمحت بأن إسرائيل المسؤولة عن عمليات التجسس في الفنادق، بشأن برنامج النووي الإيراني، وحسب شركة "كسبرسكي" لحماية المعلومات وأجهزة الحاسوب، فإن "الفيروس" الذي تم اكتشافه بالفنادق الأوروبية التي جرت فيها المحادثات، هو نموذج متطور عن"الفيروس" الإسرائيلي "ستكسنت"، والذي سبق الكشف عنه قبل أربع سنوات، وهو من الجيل المعقد، لتوفير معلومات استخبارية شديدة الحساسية، والتنصت على المحادثات، وبناء برامج إلكترونية، عبر السيطرة على أجهزة الحاسوب، وهواتف الفنادق، لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، فهذا "الفيروس" المسمى "دوكو 02"، يتغلغل أيضاً في الكاميرات والميكروفونات، وخطوط الهواتف العاملة بالإنترنت، التي يستخدمها المفاوضون، ووفقاً لـ "الإذاعة الإسرائيلية 11-6-2015"، وكالعادة فإن إسرائيل لم ولن تعترف بمسؤوليتها عن هذا التجسس، فنائب وزير الجيش "إيلي دهان"، نفى أن تكون بلاده قامت بعمليات التجسس، التي استهدفت الفنادق، ووصف هذا الاتهام بالهراء، مضيفاً بأن إسرائيل لا تستخدم مثل هذه الأساليب للحصول على المعلومات، بل لديها وسائل أخرى لمعرفة ما يدور في هذه المحادثات، فإن أقواله هذه كذب في وضح النهار.
الخبير الإسرائيلي لمقاومة تهديدات القرصنة والتحكم الآلي في الكلية الأكاديمية بحيرة طبريا د. طال فجل، عقب على هذا الموضوع، بأن مجال التحكم الآلي أصبح سلاحاً في ترسانة الجهات السياسية المعنية في جميع أنحاء العالم، وأن "الفيروس" الذي تم اكتشافه سبق أن استخدم في الدول الغربية، وفي الشرق الأوسط وآسيا، وأن مستخدم هذا "الفيروس" يكون قادراً على إلحاق أضراراً جسيمة في الهدف، وسحب أية معلومات يريدها، من جهة أخرى فإن تقارير غربية أفادت بأن هذا النوع من "الفيروس"، من النوع الذي تستخدمه إسرائيل رغم نفيها، وفي مقابلة مع اللواء احتياط "اسحاق بن إسرائيل"، الذي يترأس مختبر حرب التحكم الآلي في إسرائيل، قال بأن المشكلة في حرب التحكم الآلي، أنك لا تعرف من الذي زرع "الفيروس"؟ ولماذا زرعه؟ وكيف زرعه؟ وعلى الرغم من النفي الإسرائيلي، فإن المعنية بمعرفة ما يحدث في هذه المحادثات مع إيران، هي إسرائيل، لأنها تسعى للحصول على المعلومات، بجميع الوسائل الممكنة، فقد سبق وأعلن المسؤولون الإسرائيليون، أنهم يعرفون كل شيء عما يدور في هذه المحادثات، وحسب قول هؤلاء المسؤولين فإنه لا يمكن لأية جهة أن تخدعنا.
لقد أصبحت الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، هدفاً لأجهزة الاستخبارات العالمية، خاصة ما يتعلق بإيران كهدف رئيسي لأجهزة التجسس الإسرائيلية، فبعدما كان في السابق يستخدم الجواسيس لاقتحام غرف الفنادق، أصبح من الأسهل أمام المعنيين، إدخال "الفيروس" إلى حواسيب الجهات التي يريدون التجسس عليها، وأن هذا التجسس لا يتوقف على إسرائيل وحدها، فإن جريدة "التايمز 15-6-2015" الإسرائيلية أفادت بقيام مجموعة إيرانية بمهاجمة مائة ألف هدف إسرائيلي، وغير إسرائيلي، وهذه المجموعة تطلق على نفسها "اجاكس تييم"، وأن هذا الهجوم من قبلها بدأ منذ تموز 2014 حتى يومنا هذا حسب المصدر، والتجسس الإيراني طال جامعة بار إيلان الإسرائيلية، وشركات أمنية، ومراكز أبحاث الشرق الأوسط، وأبحاث إسرائيلية عن إيران، وحسب شركة أمن المعلومات "كلير سكاي" الإسرائيلية، تمكنت من اكتشاف موجة جارفة من الهجمات المعلوماتية، مصدرها إيران طالت أهداف المعلومات والتجسس الإسرائيلية حسب المصدر، استخدمت فيها هذه المجموعة تقنيات، مثل التصيد على البريد الإلكتروني لسرقة المعلومات، واستخدام تقنيات أخرى للوصول إلى أجهزة الكمبيوتر، ويذكر أن "فيروس ستكسنت"، وهي دودة حاسوب، أصابت برنامج إيران النووي عام 2010، وأن هذا "الفيروس" حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، مشروع مشترك لإسرائيل والولايات المتحدة، وأن مسؤولين إسرائيليين قالوا أكثر من مرة، أن أعمال تجسس وإرهاب تقوم بها إسرائيل خارج حدودها دون الإعلان عنها، والاعتراف بمسؤوليتها عنها.
على أثر عمليات التجسس على الفنادق الأوروبية، فإن كل من سويسرا والنمسا، التي تقع بهما هذه الفنادق تحققان لاكتشاف الجهة التي قامت بزرع "الفيروس" للتجسس على حواسيب الفنادق، وحسب المعلومات فإن "فيروس" "دوكو02" طور في إسرائيل، وإسرائيل تنفي، والسؤال: هل انتهى عهد التجسس البشري في الحصول على المعلومات، بعد عمليات التحكم الآلي، وزرع "الفيروسات" على الحواسيب؟ أعتقد كلا، إذ لا غنى عن العنصر البشري في جمع المعلومات، رغم كل التقنيات الحديثة.
إن حرب التحكم الآلي، وهو سلاح الحرب القادمة، نؤكد على أن سباق التسلح في هذا الميدان قد بدأ فعلاً، وفي إطار هذا السباق، أنشأت العديد من الدول هيئات متخصصة في هذا المجال، وأن قرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إقامة ذراع خاص للقرصنة وحرب التحكم الآلي، يندرج في هذا الإطار، فقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات، ومجال حرب التحكم الآلي، إسهاماً حاسماً من قبل بعض دول العالم، بينهم إسرائيل، وأنه منذ عام (2009) لجأ الجيش الإسرائيلي، بخطوات هامة بمجال الحوسبة، باعتباره مجالاً إستراتيجياً جديداً، وأن إسرائيل وبقرار من رئيس الوزراء بتاريخ 18-5-2015، أنشأت إسرائيل ما أطلقت عليه:"هيئة حرب التحكم الآلي القومية"، والسؤال الملح ماذا عملت الدول العربية من استعدادات في هذه المجالات، في الوقت المنشغلة فيه بصراعاتها الداخلية، أو مع الدول المجاورة لها، ومع التنظيمات الإرهابية، وهذا يؤدي إلى تخلف العرب عن هذه التطورات بعشرات السنين إن لم يكن أكثر، والعلم عند الله، ومن الجدير بالذكر أن دار الجليل للدراسات، سبق أن أصدرت كتاباً منذ عام 2014 في موضوع حرب التحكم الآلي.
حين يغيب الفكر والبرنامج.. والقيادة
امد / نبيل دويكات
(38)
كمواطن عادي لا أجد لدي الوقت الكافي للتعبير عن موقفي الرافض للكثير مما يمر به مجتمعنا من أحداث، وربما ظواهر لا تكاد تنتهي، ناهيك عن القول أنني لا أجد نهائيا أي وقت للمشاركة في أي تحرك فعلي على أرض الواقع. ذلك أن طبيعة زخم وتفاصيل الحياة لا تترك لي مجال لكل ذلك. وبالكاد أستطيع التعبير ببعض الجمل أو الافكار المتقطعة أحيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو هنا وهناك. التفاصيل كثيرة ومتنوعة تنوع مجالات وظروف الحياة وتعقيداتها المتزايدة، وعلي يومياً أن أتابع توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية في ظل وضع متحرك، يشبه حركة رمال الصحراء. أما بالنسبة لتحديد الأولويات فإنني أدخل يومياً، ومع كل حدث جديد، في دوامة من الإختيار والمفاضلة بين أيها أهم أو أقل أهمية.
لا أكاد أنتهي من التفكير في إرتفاع أسعار الخضار والفواكه، سواء عند إرتفاع الحرارة أو عند إنخفاضها، مع إنحباس الأمطار أو عند سقوطها، مع بداية شهر رمضان أو في العيد، أو في أي وقت ومناسبة. وتجدني أدخل في دوامة إرتفاع وإنخفاض أسعار الكهرباء والغاز والمياه والإتصالات، مع إرتفاع وإنخفاض أسعارها عالميا، أو حتى بدون ذلك. وبين هذا وذاك أسعار الخبز والدجاج واللحوم والأحذية والملابس ومدى إلزامية الأسعار المعلنة. وعلي أيضا القلق بشأن صحتي والعائلة والإهتمام بتفاصيل مشكلات وقضايا القطاع الصحي، الأخطاء الطبية والإضرابات في المرافق الصحية والنظام الصحي بمجله وتفاصيلة وتعقيداته وانعكاسات ذلك كله عليّ كمواطن، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام التعليمي والنظام الإقتصادي والوضع السياسي والأمن والقضاء والسكن والعمل والتنقل، وسلسة طويلة من التفاصيل التي لن تنتهي عند مقاطعة منتجات الإحتلال ورفض سياساته في الاستيطان والقتل والإعتقال وغيرها، أو عند تفشي وإنتشار ظاهرة السلع والمنتجات الفاسدة أو إنتشار الجريمة والعنف والمخدرات وغيرها من الظواهر الإجتماعية السلبية.
أعلن كمواطن عادي أنني غير قادر على متابعة كل تفاصيل ذلك في سياق حياتي اليومية، وربما لن أتمكن حتى من متابعة عموميات ذلك حتى من باب مجرد العلم ليس إلا. تضيع الفكرة والأفكار في بحر التفاصيل، ولا يتبقى سوى تساؤلات كثيرة وعديدة، وإجابات كثيرة أيضا. لكن جوهر الموضوع بالنسبة لي يكمن في المقارنة. حين أعود بذاكرتي الى أيام الإنتفاضة الأولى نهاية ثمانينات القرن الماضي، كنا كمجتمع ندير بنجاح كبير وضعنا في كل نواحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والصحة والتعليم والعمل .. وغيرها من جوانب الحياة، وندير في نفس الوقت صراعاً قاسياً مع نفس الإحتلال، رغم أننا لم نكن نملك في حينه الكثير من الإمكانيات البشرية والمادية والأجهزة والمؤسسات التي نكاد لا نستطيع حتى عدها أو حصرها هذه الأيام. والسؤال الجوهري الوحيد الذي يدور في ذهني لماذا نتراجع في كل المجالات منذ ما يقارب الثلاثة عقود؟
أعتقد أن الجواب يكمن في فكرة أننا فقدنا الفكر والبرنامج ومعهما القيادة. الفكر هو متطلب أساسي وحيوي في حياة الشعوب والمجتمعات، وهو تكثيف الصراع والتناقض بين المصالح والفئات المختلفة، ومن الفكر، واستناداً اليه تتبلور وتنشأ الأحزاب والنقابات التي تعبر عن الفئات والمصالح، ونجاحها يعتمد أساساً على قدرتها على رسم برنامج عمل يعكس مصالح وإعتبارات وطموحات وأولويات الفئات والشرائح الإجتماعية التي تمثلها، وتعتبر نفسها طليعة لها. وحينها فقط تستطيع أن تكون ناظمة وموحِدة وقائدة لها في نضالها في مختلف المجالات. وبدون وجود أحزاب ونقابات بهذه المواصفات، فإن المواطنين لن يكونوا في أحسن الأحوال سوى مجموعات صغيرة مشتتة ومتفرقة لا تقوى في معظم الأحيان حتى على الدفاع عن حقوقها الأساسية.
لا أريد في هذه المقالة التقليل من شأن الأحزاب والقوى المختلفة، بل العكس، إنني أعتقد أنه بدون الأحزاب السياسية لن نتمكن كمواطنين من تحقيق أي تقدم أو تغيير في وضعنا القائم والذي يميل الى التردي يوماً بعد يوم، وعلى كافة الأصعدة، وخاصة بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين الذين تطلق عليهم تسميات عديدة مثل "الجماهير الشعبية" أو "الفئات الضعيفة والمهمشة" أو "الطبقات والشرائح الفقيرة"، بدون الأحزاب والنقابات العمالية. وستبقى هذه الفئات والشرائح الإجتماعية خاصة عرضة لنهش "مافيات" تبيعنا هواءاً وطعاماً وماءاً ودواءاً مسموماً، مغشوشاً ومسروقاً من لحظات حياتنا وصحتنا، ناهيك عن رفاهية وجودة حياتنا ومستقبل أجيالنا، وستستمر في تحريكنا كأحجار الشطرنج على طاولات مصالحها. أما بالنسبة للأحزاب والنقابات فإنها لن تكون قيادة حقيقية ما لم تثبت أنها فكراً وبرامجاً وقيادة قادرة على التعبير الواضح والدقيق عن مصالح وهموم الشرائح والفئات الواسعة من المواطنين. و"لملمة" التفاصيل اليومية، الصغيرة منها والكبيرة، وإعادة صياغتها في برامج تتمكن خلالها من حشد وتعبئة الجهود والطاقات وتوجيهها الى المنابع والجذور حيث يكمن هناك أساس العلل، ومنها أيضاً تبدأ مراحل العلاج. وبدون ذلك فإن الاحزاب والنقابات سوف تجد نفسها دائما تبحث فقط عما يؤكد أنها لا تزال على قيد الحياة. فيما يغرق المواطنون في واد آخر وهم يلاحقون تفاصيل التفاصيل في مسلسل المعاناة اليومية التي أشبه ما تكون بما يسميه مثلنا الشعبي بإسم "القربة المخرومة".
خضر عدنان .. عنوان الكرامة الفلسطينية
صوت فتح / سري القدوة
للكرامة عنوان واحد .. خضر عدنان ..
للبطولة عنوان واحد .. خضر عدنان ..
لمعركة التحدي عنوان واحد .. خضر عدنان ..
للتمرد علي الجلاد عنوان واحد .. خضر عدنان .
للصمود في زنازين الاحتلال عنوان واحد .. خضر عدنان
الحرية والكرامة والعدالة ﻻسرانا اﻻبطال في سجون الاحتلال الصهيوني ..
معا وسويا ليعلو صوتنا تضامنا مع بطل اﻻضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية اﻻسير خضر عدنان ..
التاريخ يصنعه الابطال وقلة من الرجال وعبر تاريخنا الفلسطيني المعاصر والذي يمتد الينا تجربة وحياه وفهما لمعني النضال يكون الاسطورة الصلبة القوية والإرادة والقوة والإصرار والعزيمة خضر عدنان ..
هذا الاسير الانسان الذي تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنه وعن مواقفه وصموده داخل الاسر .. ومع كتابتي هذا المقال اشعر بالخجل امام حقيقة انه مضرب عن الطعام منذ 49 يومًا في اضرابه الثاني عن الطعام بعد ان اقدمت سلطات الاحتلال علي اعاده اعتقاله اداريا مره اخرى في خرق فاضح لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق اسرانا في سجون الاحتلال ..
بات صمت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إزاء ما يتعرض له الأسير خضر عدنان .. وزملاؤه من انتهاكات على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا معني له ولا يوجد اي مبرر لهذا الصمت فأين هي منظمات حقوق الانسان الدولية من اضراب الاسير خضر عدنان ...
ان المطلوب من هذه المنظمات الدولية وكافة الأطراف المعنية بتحمل مسئولياتها، واتخاذ موقف حازم إزاء ما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة.
ان اسرة الاسير خضر عدنان .. تعرضت هي الاخرى للظلم الفادح حيث، تمَّ ملاحقه اسرته وتهديدهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي .
اليوم خضر عدنان .. يتوقف عن شرب الماء ، ويتوقف عن إجراء الفحوصات الطبية ، ويرفض تناول الفيتامينات ... وقلبه معرض للتوقف في أي لحظة ، وما زالت اسرائيل ترفض اطلاق سراحه ضاربه بعرض الحائط كل القوانين الدولية !!!!!!
في ظل واقع التضحيات والصمود البطولي لأسرانا في سجون الاحتلال وما حققته سياسة الإضراب عن الطعام من نتائج ملموسة سجل الاسير البطل خضر عدنان .. ( اعظم انتصار واكبر ملحمة في التاريخ لتكون عنوان للتحدي وخوض معركة الحرية من سجون الاحتلال .. فتحية له علي صموده ومقاومته للمحتل .. التحية لكل اسرانا في سجون الاحتلال .. ولنستمر في مواجهة المحتل حتى تحقيق الحرية والانتصار الكبير ..
اسماء سجلتها الذاكرة الفلسطينية ونقشت بحروف من نور في التاريخ الفلسطيني ولن تنساها الاجيال .. الاسير المحرر خضر عدنان والأسيرة المحررة هناء الشلبي والأسير المحرر محمود السرسك .. والاسير البطل ايمن شراونة والاسير البطل خضر عدنان .. حيث انه اليوم بات يصارع الموت ولن يستسلم للعدو الغاصب ويقهر الاحتلال بصموده الاسطوري الرائع ..
هي تلك البطولة الفلسطينية التي تفوق كل الكلمات.. هذا هو ( الاسير البطل خضر عدنان .. ) شهيد مع وقف التنفيذ .. هذا هو الاسير البطل خضر عدنان .. صامدا منتصرا رافضا الركوع للجلاد.. حقا انها بطولة نقف عاجزين عن وصفها ولا يكون لكلماتنا أي معني امام هذه الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين ..
ان مواصلة الاحتلال احتجاز المعتقل الإداري خضر عدنان الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية ورفض ادارة السجون الاسرائيلية الافراج عنه تعد سياسة ممنهجة وتصفية لا تستهدفه وحده، وإنما تطال الحركة الأسيرة كلها .
أن الأسير عدنان لا يخوض هذه البطولة لشخصه أو باسمه، بل يدافع عن كل أبناء شعبنا داخل قلاع الأسر وخارجها، ويحاكم الاحتلال على جرائمه ضد أسرانا البواسل.
ان جرائم اسرائيل التي تستهدف الاسري في سجون الاحتلال مستمرة حيث أدت لاستشهاد أكثر من 207 مناضلاً، فيما يمارس الاحتلال أقسى أنواع التعذيب والإرهاب بحق أسرى الحرية في 17 معتقلا ومركز توقيف.
ان حرب الكرامة التي يخوضها عدنان ومن سبقه، محطة لمقاضاة الاحتلال على سياسات التعذيب والقهر والإهمال الطبي والعزل، والتفتيش العاري، والتنكيل بأسرانا وأسيراتنا، واعتقاله الإداري دون محاكمة أو لائحة اتهام، وانتهاكه الفاضحة لمواثيق الأمم المتحدة المتصلة بحقوق الإنسان والاتفاقات الأممية الخاصة بأسرى الحرب.
ما اعظم أن تكون شهيدا مع وقف التنفيذ وان تنتظر لحظة الموت .. او الانتصار فيكون انتصارك له طعم الحياة علي جلاد قامع لحقك في الحياة وحقك في العيش بحرية وبطولة ومطالبتك بان تكون اسما لا رقما في سجلات الموت الاسرائيلي ..
كتبنا سابقا عن الشهداء والأسري في مواقفهم البطولية والنضالية وسجلنا رواية الانتصار اما اليوم فأننا نقف امام حالة نضالية فاقت مواقف الجميع .. نقف امام ارادة نعجز عن وصفها ونسجل رقم قياسي في سجلات المجد والبطولة ليصنع تاريخا مشرفا للشعب الفلسطيني البطل الذي يناضل من اجل حقه في العيش والحياة وليعيد قضية الاسري نقف اليوم امام بطولة الاسير البطل خضر عدنان .. الذي حطم الرقم القياسي في الاضراب عن الطعام من اجل القضية المركزية والاهتمام الدائم والحي في وجدان كل فلسطيني ومن اجل العمل علي تدويل قضية الاسري ورفعها علي المستوي الدولي وان تكون قضية الاسري في سجون الاحتلال بمستوي الحدث الابرز والهام علي المستوي العربي والدولي والفلسطيني في نفس الوقت ..
اننا نتطلع الي ضرورة واهمية التضامن العربي والدولي دعم لأسرانا في سجونهم والمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال الذي يستخدمهم كرهائن حرب ودروع بشرية لمشروعات الاستيطان والتهويد الاسرائيلي لأرضنا ..
اننا نتوجه برسالة واضحة للعالم ولكل المنظمات الحقوقية الدولية والي ابناء الشعب الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية من اجل مساندة اسري الحرية في سجون الاحتلال ومن اجل بقاء قضية اسرانا حية دعما للأسير البطل خضر عدنان الذي يواجه خطر الموت من جراء سياسة الاهمال الاسرائيلية وعدم الاستجابة الي مطالبه العادلة ..
حرق كتب البنا وقطب
الكرامة / مشاري الذايدي
هناك طلب وإلحاح شديد، على مسألة تجديد الخطاب الديني، في أكثر من بلد مسلم، ومن ذلك مصر، أم الدنيا، ومعقل الأزهر.
منذ إسقاط حكم الإخوان، وتفجر الإرهاب الأصولي، ردا على ذلك، ومعه انفجار الدعاية الإعلامية الإخوانية، داخل مصر وخارجها، ضد الدولة المصرية، وهناك كلام كثير عن ضرورة الإصلاح الديني، فخطاب التعبئة الإخواني، وأيضا القاعدي والداعشي، يستند إلى نصوص دينية، وكلام تراثي، ومفاهيم فقهية مسيطرة.
الكلام سهل، والفعل صعب، وأن يخرج حاكم مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطالبا شيوخ الأزهر بثورة دينية إصلاحية، فهذا ليس كافيا، لأن الداء متشعب قديم، فيه عدة عوامل، أهمها جانب التربية النفسية الجماعية.
المشكلة، في إعادة بناء شبكة المفاهيم الحاكمة، التي يتربى عليها الوجدان العام، وهذا ليس بدعا من القول، أو إثما من الفكر، فقد فعلها من قبل العظام من أبناء الثقافة الإسلامية، في العراق ومصر والأندلس.
من المفهوم في مثل هذه الحيرة من العثور على نقطة البداية الصحيحة للتغير الديني «الإصلاحي»، أن تكون هناك قرارات كهذه، فقبل أيام اتخذت وزارة الأوقاف المصرية قرارًا بتطهير جميع مكتبات المساجد من الكتب المتطرفة الموجودة داخل رفوفها خاصة كتب قيادات جماعة الإخوان المسلمين وشيوخ التشدد. وحسب صحيفة «المصري اليوم» فإن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أصدر قرارًا بحرق جميع الكتب المحرضة على العنف مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.
نعم، فكر الإخوان من ينابيع البلاء والشر وإفساد الدين والدنيا، هذا لا ريب فيه، ولكن هل الحل الحقيقي والناجع هو في حرق بضعة كتب لقطب أو البنا؟
كتبهم موجودة في أماكن أخرى، وهناك من يصرف الملايين على نشرها، وأيضا موجودة في الإنترنت، وتلاميذ هذا الفكر بالآلاف في كل مكان، يعيدون بث كلام قطب والبنا، بتشويق وزخرفة جديدة، ولمسات «مودرن» و«ديجيتال».
حرق الكتب ليس حلا نهائيا، مع أن واجب وزارة الأوقاف هو الرقابة على المساجد، هذا جزء من عملها، ولكني أتحدث عن خطة أشمل، وأدوم. خطة تتشابك مع كل حلبات الحياة ومرافق الدولة، ومناشط المجتمع، تشتبك مع العقل الجماعي.
قبل سنوات كنا في لقاء مع وزير إعلام عربي، فسألته ما هي الجدوى من منع الكتب من الدخول عبر المطارات، وهي موجودة في الإنترنت؟ فرد عليّ: نعرف أنها موجودة، ولكن المنع هو تسجيل موقف، وتوثيق رسالة سياسية!
الحرق الحقيقي هو للأوراق المجرثمة، هو في حرق الأوراق غير المادية، غير المكتوبة على ورق حقيقي، هو في حرق أوراق المفاهيم التي تسيطر على الوجدان العام، الوجدان الحاكم، وتلك لعمر الله، هي طريقة النجاة.
قال الفقيه الظاهري الأندلسي أبو محمد بن حزم حين أحرقت كتبه:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمَّنَهُ القرطاسُ بل هو في صدري المشكلة فيما تضمنته الصدور، لا فيما خطته السطور
تـنظيمـات إسـلاميـة عـابـرة للحـدود - الحلقة الثانية عشرة
الكوفية / حمادة فراعنة
مقدمة لا بد منها
كتابي السابع عشر هذا « التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود « يصدر في سياق تفاقم حالة الصراع في العالم العربي واحتدامه بشكل عبثي ودموي، بعد انفجار ثورة الربيع العربي التي توسلت البحث عن : 1- التحرر والاستقلال، وامتلاك زمام المبادرة وحرية اتخاذ القرار، 2- الطمأنينة ولقمة العيش الكريم متضمنة ثلاثة مطالب أساس يفتقدها المواطن العربي هي الراتب المناسب، التأمين الصحي، والضمان الاجتماعي عند التقاعد والوصول إلى الشيخوخة، و3- الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع، ولذلك جاءت كتبي في سلسلة قضايا ثلاث رئيسة متداخلة، سلسلة الكتب الأردنية تحت عنوان : معاً من أجل أردن وطني ديمقراطي، وسلسلة الكتب الفلسطينية تحت عنوان : معاً من أجل فلسطين والقدس، وسلسلة الكتب العربية تحت عنوان : من أجل عالم عربي تعددي ديمقراطي موحد.
وكتابي السابع عشر هذا مرتبط بكتابين، سبق نشرهما، وهما: 1- حزب الإخوان المسلمين في الميزان، و2- الدور السياسي لحركة الإخوان المسلمين، في إطار تنظيمات وأحزاب التيار الإسلامي، تأكيداً لدورهم ومكانتهم وقيادتهم للحركة السياسية في العالم العربي، في غياب أحزاب التيار اليساري، وأحزاب التيار القومي، وأحزاب التيار الليبرالي، التي تضررت بفعل الحرب الباردة ونتائجها .
كما جاء كتابي هذا على خلفية كتابي الذي صدر العام 2013 عن ثورة الربيع العربي أدواتها وأهدافها، وحصيلتها أن الثورة ما كانت لتكون لولا توافر العامل الموضوعي المحفز للاحتجاجات والدافع لها والمتمثل بغياب الاستقلال السياسي والاقتصادي عن بعض البلدان العربية، وهيمنة اللون الواحد، والحزب الواحد، والعائلة الواحدة، والطائفة، والشخص الفرد المتحكم بمفرده في إدارة الدولة، في أكثر من بلد عربي، وأخيراً بسبب غياب العدالة والطمأنينة وعدم توافر الخدمات الأساس من صحة وتعليم وضمانات اجتماعية للمحتاجين .
أما العامل الذاتي في ثورة الربيع العربي، فقد اقتصر على مؤسسات المجتمع المدني بما تحمل من مفاهيم عصرية عن الديمقراطية والتعددية واحترام مشاركة المرأة في مؤسسات صنع القرار، وبما تملك هذه المؤسسات ( مؤسسات المجتمع المدني ) من علاقات مع مؤسسات أوروبية وأميركية توفر لها الحصانة والدعم المطلوبين، ولكن بسبب غياب دور الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية، فقد استثمرت أحزاب التيار الإسلامي حصيلة الربيع العربي ونتائجه كي تكون هي صاحبة القرار، سواء عبر تفاهمها مع الأميركيين، أو عبر حصولها على الأغلبية البرلمانية كما حصل في فلسطين والعراق ومصر وتونس والمغرب، أو لامتلاكها الخبرات القتالية على أثر دورها في أفغانستان، ورغبتها في التغيير الثوري الجوهري، فاحتكمت إلى وسائل العنف واستعمال السلاح لمواجهة الاحتلال الأميركي للعراق، او لإسقاط النظم القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، وحصيلة ذلك إخفاق ثورة الربيع العربي للآن، رغم توافر العامل الموضوعي ونضوجه لقيام الثورة، تغييراً للواقع، نحو الأفضل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن الإخفاق الفاقع يعود لعدم نضوج العامل الذاتي، وكثرة نواقصه، وعدم اكتماله، بصفته أداة الثورة ومحركها، وطالما أن العامل الذاتي كان ناقصاً، ولم تكتمل حلقات نضوجه، فقد انعكس ذلك على ضعف أدائه وعلى نتيجة أفعاله، فغياب أحزاب التيارات الثلاثة اليسارية والقومية والليبرالية وضعفها، جعل الوضع متروكاً لقوة ونفوذ أحزاب التيار الإسلامي، التي لا تؤمن لا بالتعددية ولا بالديمقراطية، ولا تملك البرامج الاقتصادية والاجتماعية الكافية، لجعلها أداة في يد عامة الناس، وهدفاً لها كي تلتحم مع الثورة وتلتف حولها، فانطبق على المواطن العربي المثل القائل أنه مثل الشخص الذي هرب من الدلف فوقع تحت المزراب، وغدت الأنظمة السابقة بعجرها وبجرها، هي أفضل حالاً مما وقع لاحقاً، من هيمنة ونفوذ وتأثير الأحزاب الإسلامية، وقيادتها للعمل السياسي وللتغيير الثوري، مسنودة بعواصم إقليمية، فحاضنة الإخوان المسلمين تركيا وقطر، وحاضنة ولاية الفقيه الدولة الإيرانية؛ ما خلق حالة من الصراع الإقليمي والدولي المباشر في منطقتنا، وعلى أرضنا، وعلى حساب دماء شعبنا وثرواته .
إذن هذا الكتاب، ليس فلسفة معرفية، بل هو إضافة سياسية تراكمية، لوضع ثورة الربيع العربي في سياقها من أجل إنتصار الديمقراطية في العالم العربي، وتحقيق الطمأنينة بلقمة العيش الكريم بالصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، وتحرير فلسطين .
هذا الكتاب يسلط الضوء على التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، أي أنه يستهدف القوى الإسلامية الأساس القيّا تأثيراً ومكانة في العالم العربي، ولا يستهدف تنظيمات إسلامية محلية في هذا البلد العربي أو ذاك، بصرف النظر عن قوتها أو ضعفها، بل هو يستهدف التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، والتي تعمل في السياسة، ولها تأثير على صنع القرار، أو على صنع الأحداث الجارية :
1- حركة الإخوان المسلمين . 2- ولاية الفقيه الإيرانية . 3- تنظيم القاعدة . 4- تنظيم الدولة الإسلامية داعش . 5- حزب التحرير الإسلامي.
لذا أرجو أن يقدم شيئاً جديداً، للقارئ، وللمكتبة العربية، وأن ينال الاهتمام كما يستحق، وفق الجهد الذي بذل وتحقق.
حمادة فراعنة *
ضد المصالح الوطنية الفلسطينية
فلسطينياً ، اضافة الى بروز أدوات فلسطينية غير مؤثرة ، أعلنت انحيازها الى القاعدة وداعش من تنظيم بيت المقدس ومسميات مشابهة ، ترفع شعارات تضليلية متطرفة مؤذية لصورة النضال الوطني الفلسطيني كحركة تحرر وطني تستهدف ازالة الظلم الاستعماري الواقع على الشعب الفلسطيني ، سواء المقيم على أرض وطنه فلسطين ، أو الجزء الأخر من اللاجئين الذين يعيشون في أقدم مخيمات البؤس والشقاء خارج وطنهم فلسطين ، في بلدان الشتات واللجوء ، ولذلك تقع مصلحة الشعب العربي الفلسطيني في اطار المساعي الهادفة الى تحجيم دور داعش والقاعدة وانحسارهما عن أرض فلسطين ، وعدم بروز اتجاهات متطرفة بين صفوف الشعب الفلسطيني ، لأن التطرف يخدم مصالح المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، ويصب في طاحونته وتشكل غطاء لتطرفه وعدوانيته وعنصريته ، وهذا ما ثبت خلال الممارسات الكفاحية العملية ، فالجبهة الشعبية التي كانت ولا تزال شريك أساسي وجوهري في النضال الفلسطيني ولا تزال تخلت عن عمليات خطف الطائرات ، وحركة حماس كذلك التي لا يقل تأثيرها في مسيرة النضال الفلسطيني عن أي من الفصائل الأخرى تخلت عن العمليات الاستشهادية ضد المدنيين ، نظراً للضرورة أن يبقى النضال الفلسطيني وسلاحه وأدواته نظيفاً ومنسجماً مع روح القوانين الدولية وشروطها .
ومثلما أن بروز أدوات أو مظاهر متطرفة بين صفوف الفلسطينيين مؤذية لمصالحه وسمعته ومصداقية حركته الوطنية نحو مطلبي العودة والاستقلال ، فقد أدى بروز القاعدة وداعش في سوريا والعراق ، وكذلك في مصر وليبيا واليمن ولبنان ، الى جعل الأولويات العربية ، ومصدر الاهتمام الدولي ، بمظاهر ما يجري في هذه البلدان على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وانصافه ، وما الحرب الأخيرة الاجرامية المدمرة التي شنها العدو الاسرائيلي بدءاً من 8 تموز 2014 على قطاع غزة لأكثر من خمسين يوماً ، مخلفة الموت والأذى والدمار ، غير المسبوق بحجمه وتأثيره ، سوى تعبير عن الاستغلال الاسرائيلي في توظيف المشهد السوري والعراقي من خلال القاعدة وداعش ، وكأن معركة الاحتلال الاسرائيلي واحدة ، ضد حماس والجهاد ، كما هي ضد القاعدة وداعش .
ولذلك ان المآسي والصور البشعة التي خلفتها داعش والقاعدة ، وطغيانها أغفلت وقللت من أهمية الصور الدامية والاجرامية التي خلفها العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة خلال شهري تموز وأب 2014 ، ومشاهد الدمار البشعة المصاحبة لموت الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا للقصف الهمجي الاسرائيلي .
ومن هنا تتضح مظاهر التعارض بين المصالح الوطنية للشعب العربي الفلسطيني ، وبين ما تفعله داعش والقاعدة من تطرف مخلفتان الموت والدمار للسوريين وللعراقيين ولكل مكان تصلان له سواء بالأقوال أو بالأفعال .
حماس والاخوان المسلمين
صرح فوزي برهوم بلسان حركة حماس، تعليقاً على القرار المصري بشأن حركة الاخوان المسلمين قوله : « الى كل الذين يعيبون علينا انتماءنا للاخوان المسلمين، والمطالبين بفك ارتباطنا بهم، أو التنصل منهم، نرد عليهم جميعاً، أن أريحوا أنفسكم، فاننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا الى هذه المدرسة، وفكر هذه الجماعة الأصيل».
لا شك في أن هذا حق لفوزي برهوم، ولحركة حماس، الانتماء لأي فكر والانحياز لأي مدرسة سياسية، أو أي اتجاه فكري، ولكن علينا أن نتوقف أمام مكانة حركة حماس، الفلسطينية، فهي أولاً من كبرى الفصائل الفلسطينية، وهي ثانياً تقود وتتحكم منفردة بجزء من الوطن الفلسطيني، في قطاع غزة منذ الانقلاب الأحادي في حزيران 2007 حتى اليوم، وهذا يعني أن مواقف وسياسات حركة حماس تؤثر مباشرة على مصالح الشعب العربي الفلسطيني، ويتضرر منها قطاع واسع من شعبنا ويدفع ثمن سياساتها، كما هو حاصل حالياً، فهي لا يعيبها أن تنتمي لفكر ونهج أصولي أصيل، مثلها مثل الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وانتمائهم لفكر اليسار، أو للفصائل التي تنتمي للفكر القومي كجبهة التحرير العربية، والتحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية وغيرهم، على أن لا يكون ذلك متعارضاً مع مصالح الشعب العربي الفلسطيني ومؤذياً له، لأن ذلك يصبح عبئاً على الفلسطينيين، ويضيف لهم متاعب هم في غنى عنها.
نفهم أن الانتماء الفكري، سياسياً، يُولد روافع، لنضال الشعب العربي الفلسطيني، ويضيف له امكانات على امكاناته المتواضعة في مواجهة عدوه المتفوق، المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، الذي يملك امكانات الطوائف اليهودية في العالم، وقدرات الولايات المتحدة، اضافة الى قدراته الذاتية البشرية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والاستخبارية، ولهذا فالشعب العربي الفلسطيني بحاجة لروافع مساندة عربية واسلامية ومسيحية ودولية حتى يستطيع مواصلة صموده أولاً ونضاله ثانياً وانتزاع حقوقه الثلاثة ثالثاً، هو بحاجة لدعم الاخوان المسلمين كأكبر حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي ولباقي فصائل التيار الاسلامي، وبحاجة لفصائل الحركة القومية العربية، وبحاجة للحركة اليسارية الدولية، ولدور الكنيسة المتعددة، لمواجهة عدوه والانتصار عليه.
ما فعلته حركة حماس في سورية وانحيازها للمعارضة السورية المسلحة، أثر كثيراً على مصالح اللاجئين الفلسطينيين وها هم يموتون جوعاً بلا رحمة وبلا أي وازع انساني، حتى وكالة الغوث غير قادرة على انقاذ حياتهم، وها هم أهل القطاع يدفعون ثمن مواقف سياسات حركة حماس وانحيازها، وهي سياسة سبق وأن تمت تجربتها من قبل بعض الفصائل الفلسطينية، ودفع الشعب العربي الفلسطيني ثمنها في الأردن، وسورية، ولبنان، والعراق، والكويت، وليبيا، فهل الشعب الفلسطيني بحاجة لمزيد من التجارب، ليواصل دفع الثمن الباهظ من حياته، وتأخره، وتفوق عدوه، وتمكنه في الأرض، مقابل ذلك ستؤدي هذه السياسة الى زرع اليأس، واشاعة فوضى الأولويات، ليكون هدف الشعب الفلسطيني تحرير مصر وتحرير سورية والأردن ولبنان والعالم العربي، قبل تحرير فلسطين، ونعود لمنطق الخمسينيات وخلافاتها بين الأحزاب العربية حول السؤال:
ما هو الأهم تحرير فلسطين أولاً أم اقامة دولة الخلافة؟ أو الوحدة العربية؟ أو بناء الاشتراكية؟ أو اقامة أنظمة ديمقراطية؟.
لقد تخلص الفلسطينيون وقياداتهم الحزبية من هذا الوهم، وأعطوا الأولوية للعمل الوطني الفلسطيني في مواجهة عدو الشعب العربي الفلسطيني، الذي لا عدو له سوى ذاك الذي 1- يحتل أرضه، و2- ينهب حقوقه، و3- ينتهك كرامته، أما أولئك الذين يختلفون على شكل نظام الحكم وفلسفته من الاتجاهات الاسلامية أو اليسارية أو القومية أو الليبرالية، فهذا مؤجل الى ما بعد اجتثاث الظلم والاحتلال والعنصرية عن أرض فلسطين، وعودة المشردين واللاجئين الى ديارهم ، الى اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم فيها وعلى أرضها، ومن ثم يختلف الفلسطينيون على شكل الحكم وأدواته، بناء على نتائج صناديق الاقتراع وافرازاتها.
لا مصلحة لأي فصيل فلسطيني أن يختلف مع مصر أو مع الأردن ، لأنهما الرئة العربية التي يمكن أن يتنفس منها الفلسطيني هواء عربياً وبوابة عربية نحو العالم، وغير ذلك مغامرة، وضيق أفق، وانتحار ذاتي، بدون تحقيق مكاسب أو نتائج، هل نفهم، أرجو ذلك!!.
أين حماس ؟
ورغم كل الملاحظات الجوهرية ، التي يمكن أن تُسجل على حركة حماس « الاخوانية « ، بدءاً من رفض مرجعيتها الحزبية تشكيل منظمة التحرير عام 1964 ، كاطار جبهوي جامع لمكونات الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة ، والتشكيك في تمثيلها لشعبها الفلسطيني ، لأنها أحد أدوات عبد الناصر ، وصنيعته ، ورفضها خيار الكفاح المسلح مع بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 ، حتى معركة الكرامة 1968 ، والنظر الى شهداء الثورة على أنهم غير شهداء ، ورفض الهوية الوطنية المستقلة ، برفضهم لقرار فك ارتباط الضفة الفلسطينية مع المملكة الأردنية الهاشمية ، وعلى خلفية عدم اعترافهم بمنظمة التحرير ، عمل الاخوان المسلمون على اقرار أن تكون حماس بديلاً عن منظمة التحرير عند تشكيلها عام 1987 ، وضد فكرة الدولة المستقلة ، ورفضوا أوسلو ونتائجه ، ودمروا أثاره ومظاهره الايجابية ، بسبب سلبياته وما أكثرها ، قبل أن يتراجعوا ، ويشاركوا في أبرز مظاهر أوسلو وهي انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 بعد أن قاطعوها في 1996 ، وقادوا المجلس التشريعي برئاسة عبد العزيز الدويك وحكومة اسماعيل هنية الحزبية ذات اللون الاخواني الواحد ، واختاروا الحسم العسكري ، لفرض الانفراد والهيمنة الأحادية على قطاع غزة منذ حزيران 2007 ، ولكنهم لم يفلحوا ، لا في تقديم نموذج أفضل في ادارة القطاع ، عن ادارة الضفة الفلسطينية الائتلافية بقيادة حركة فتح ، ولا حققوا كفاحاً موجعاً ضد الاحتلال تجعله يعود عن مخططاته التوسعية ، أو تفرض عليه فك الحصار عن أهل القطاع الموجوعين ، بعد أن أُجبر الاسرائيليون على الرحيل عن غزة عام 2005 ، تحت ضربات المقاومة ، وبهدف سياسي أمني وضع برنامجه شارون يسعى الى تمزيق وحدة الأراضي الفلسطينية وخلق ظروف مستجدة معيقة لمسيرة النضال الفلسطيني وهذا ما حصل فعلاً بعد الانسحاب الاسرائيلي عن قطاع غزة .
ومع ذلك ، لا فرار من التعامل والتحالف والشراكة من قبل الكل الفلسطيني مع حركة حماس ، فقد حققت لنفسها حضوراً محترماً بفعل عاملين : الأول اسهاماتها الكفاحية ضد الاحتلال ، وتقديمها التضحيات من خيرة كوادرها ، بدءاً من مؤسسها القائد أحمد ياسين ، وغيره العشرات من المناضلين الأفذاد ، والثاني نجاحها في الانتخابات البلدية عام 2005 ، والتشريعية في 2006 ، مما يدلل على انحياز قطاعات وازنة من الشعب الفلسطيني في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967 لصالحها ، مثلما دفعت أثماناً باهظة في حروب العدو الاسرائيلي الثلاثة على قطاع غزة 2008 و 2012 و 2014 .
حركة حماس اليوم أمام مفترق طرق سياسي حزبي تنظيمي ، كي تحدد أولوياتها ، هل هي تنظيم فلسطيني ، هوية وخياراً وبرنامجاً مثلها في ذلك مثل الشيوعيين والبعثيين الذين لهم خلفيات حزبية وتنظيمية وفكرية عابرة للحدود ولكن أولوياتهم فلسطين ، أو أن الأولوية لها هي أنها فصيل لحركة الاخوان المسلمين ، له الأولوية في التصدي لأنظمة الحكم في مصر وسوريا والأردن واليمن والخليج ؟؟ أم تلتزم بالحكمة والنتيجة والخيار الأصعب والأصح ، وهو عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلدان العربية ، وعدم السماح للبلدان العربية من مصر مروراً بالأردن وانتهاء بقطر وحتى تركيا ، بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للشؤون الفلسطينية واحترام الأولويات الفلسطينية وخيارات المصلحة العليا للشعب العربي الفلسطيني ، الذي تفرض وتستدعي عدم التصادم مع أي بلد عربي ، وخاصة بلدان الجوار الفلسطيني : لبنان وسوريا والأردن ومصر .
حركة حماس مثلها مثل حركة الاخوان المسلمين ، وما ينطبق على الثانية ينطبق على الأولى ، وما ينطبق على الاخوان المسلمين ينطبق على اليساريين والقوميين ، على أنهم ليسوا مجموعة من الملائكة ، ولكنهم ليسوا مجموعة من الشياطين ، فهي حركة سياسية تبحث عن مصالحها الحزبية وتطويرها وتعزيزها وتعميق حضورها وسط شعبها ، والوصول الى مواقع صنع القرار بهدف ادارة الدولة ، من وجهة نظر يسارية أو قومية أو اسلامية أو ليبرالية ، ولهذا يجب التعامل معها والمبادرة نحوها ، من قبل حركة فتح ، ومن التيارين اليساري والقومي ومن المستقلين ، لدفعها نحو الانحياز لفلسطينيتها ، بدون التحرر من « اخوانيتها « على أن تكون أولوياتها وعلاقاتها مع البلدان العربية ، وفق سياساتها الفلسطينية ، وعدم زج الشعب الفلسطيني ، سواء داخل الوطن الفلسطيني أو في مخيمات اللجوء في بلدان الشتات ، في صراعات بينية مع الأشقاء وضد الأشقاء ، لأن هذه السياسة ، ثبتت مضارها ، قبل أن ينتقل الراحل ياسر عرفات من المنفى الى الوطن 1994 ، وينقل الموضوع الفلسطيني نفسه ، بقيادته ومؤسساته وصراعه ، من خارج فلسطين الى داخل فلسطين ، باستثناء قضية اللاجئين ، ويصبح الصراع مقتصراً على التصادم مع المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، على أرض فلسطين ، وليس خارجها .
حركة حماس اضافة نوعية للنضال الفلسطيني ، باتجاهين :
أولهما : أنها تنظيم موجود وقوي وشريك في النضال والفعل الفلسطيني ، سياسياً وعسكرياً .
وثانيهما : أنها امتداد لأكبر وأهم حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي ، حركة الاخوان المسلمين ، ومشاركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وحكومتها الائتلافية ، سيوفر دعماً جماهيرياً وحزبياً ، وفعلاً قوياً لصالح النضال الفلسطيني ومع منظمة التحرير ، ويوفر لها مظلة تساعدها على مستوى الجماهيري العربي ، لا أن تكون عبئاً عليها كما هو حاصل اليوم ، حيث تخرج عبارات التنديد والتشكيك والتخوين من قبل فصائل وقيادات وأدوات حركة الاخوان المسلمين ضد سياسات منظمة التحرير وقياداتها ، وهو فعل سلبي مؤثر على مجمل سياسات وقيادات منظمة التحرير .
الشعب الفلسطيني امكاناته متواضعة في مواجهة عدوه المتفوق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستخبارياً وتكنولوجياً ، ولذلك حتى يستطيع الشعب الفلسطيني مواصلة طريقه الكفاحي وتحقيق انجازات تراكمية على الطريق الطويل ، من أجل الاستقلال وفق القرار 181 والعودة وفق القرار 194 ، يحتاج لروافع مساندة ، وحركة الاخوان المسلمين قد تكون احدى أهم هذه الروافع العابرة للحدود ، من هنا الأهمية المركبة أو المزدوجة لحركة حماس ، فهل تدرك حماس أهميتها وتتواضع أمام فتح والجهاد والتيارين اليساري والقومي ومع المستقلين وتقبل الشراكة على أساس القواسم المشتركة في اطار مؤسسات منظمة التحرير ، وعلى قاعدة برنامج سياسي مشترك ، واعتماداً على أدوات كفاحية متفق عليها ، وتتحول التعددية التنظيمية الى سلاح بيد الشعب الفلسطيني ، بدلاً من التمزيق والتشتت والانفراد الذي ثبت فشله وضعفه ، مهما بدا صاحبه قوياً أو متسلطاً أو مأخوذاً بحاله ، ومعجباً بسياسته وسلوكه ضد الأخرين ؟؟ .
انتصارا للكرامة و ايمانا بالقضية ، الاسير خضر عدنان في خطر
امد / وئام عزام أبو هولي
المعتقل الاداري الاسير خضر عدنان ، و القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية من مدينة جنين ، الاسير الذي اضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن خمسين يوما رافضا للاعتقال الاداري ،السياسة الاسرائيلية المتخذة بحق الاسرى و الموجبة باعتقالهم دون تحديد التهمة و الاسباب ،و التي سبق للاسير خضر عدنان ان اضرب عن الطعام لفترة طويلة معترضا على انتهاج الاحتلال لاجراءات تعسفية ضده و ضد معظم الاسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الاسرائيلية .
ان الاسير خضر عدنان الذي اعتقل لسبع مرات متتالية ، على يد الاحتلال ، قضى تلك الفترات بين محكومات قضائية و اجراءات تعسفية غير مبررة تحت ما يسمى بسياسة الاعتقال الاداري ، السياسة حرمت و جرمت في جميع انحاء العالم و لكن يشرعها الاحتلال علنا بدون رادع ضد الشعب الفلسطيني ، في عام ٢٠٠٥ اضرب خضر عدنان لمدة ١٢ يوما كأول اسير يمارس الاضراب عن الطعام كنوع من التحدي و المقاومة للاحتلال و انتهاكاته بحق الاسرى ، ولكن سرعان ما استجاب الاحتلال لمطالبه و اوقف بناءا على ذلك اضرابه عن الطعام ، و في عام ٢٠١٢ اضرب عن الطعام لفترة اطول ، قرابة الشهرين ، وانتهى الاضراب ايضا بتحقيق مطالبه ، ها هو ايضا اليوم يقاوم و يتحدى السجان ، و يضرب عن الطعام لفترة اطول بكثير ، تدهورت حالته الصحية كثيرا نتيجة لذلك ، و اصبح في مراحل متقدمة و غير مطمئنة ، و المقلق بشكل اكبر ان الاحتلال يتجاهل التطورات التي طرأت على صحة الاسير عدنان ، بل و يبدي اهمال واضح للامر ما دفع الاسير عدنان الى تطوير اضرابه ليكون اضرابا كاملا يشمل الدواء والاملاح والفيتامينات ، مقتصرا فقط على شرب الماء ، و هذا يدفع الامر الى مزيدا من الخطورة و القلق ، خاصة انه تجاوز باضرابه الخمسين يوما ..
و برغم التدخل الجد متواضع من بعض الجهات المتخصصة ، الا ان الاحتلال حتى الان لم يبدي اي تجاوبا و لم يعطي اي مؤشر ايجابي قد يفضي الى تحقيق مطالب الاسير خضر عدنان ، و حتى المتدخلين المعنيين عجزوا عن معرفة اي توجه مرتقب للحكومة الاسرائيلية بهذا الخصوص ، وهنا يستوجب الامر تدخل على مستوى اكبر للمنظمات الدولية و الحقوقية ان تمارس ضغوطاتها على الحكومة الاسرائيلية لتوقف سياسة الموت البطيئ التي تنتهجها بحق الاسرى المضربين عن الطعام ، و على الجهات المعنية ان تتخذ موقف حازم لفضح انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي فيما يخص الاسرى .
ان اضراب الاسير خضر عدنان عن الطعام و موقفه البطولي في سبيل كرامته و الحصول على حريته ، ليس لشخصه فقط بل حفاظا على كرامة الاسرى جميعا ، و كرامة شعبنا برمته و حفظا لمسيرة نضاله في وجه الاحتلال ، و من هنا يستوجب منا وقفة جماهيرية واحدة لإيصال مأساة الاسرى جميعا ، للشعوب و الضمائر التي من شأنها ان تساهم في التأثير على حكوماتها و سياساتهم ازاء الاحتلال ، ذلك يدفع بالحكومة الاسرائيلية الى الخوف من التعرض لمزيدا من العزلة الدولية التي هي اساسا تعااني منها في الفترة الحالية ..
"العدالة الانتقامية" ضد فياض
الكرامة / رولا سرحان
من أقسى المفاهيم في شريعة حمورابي هو مفهوم "العدالة الانتقامية"، حيث التأويل المتعسف لاستخدام القانون على أساس "قاعدة الجزاء" أي "العين بالعين والسن وبالسن"، وهذه القاعدة إن كانت عادلة فإنها انتقامية، لأنها تقوم على تطبيق مبدأ العدالة من نفس صنف العمل، وهو ما يحمل في طياته صفة "الانتقام" من المعتدي أكثر من صفة القصاص وإنزال العقوبة. غير أن مفهوم "العدالة الانتقامية" قد اختلف وتطور منذ زمن حمورابي إلى عصرنا، حتى بات إلى حد كبير يشبه مفاهيم جديدة دخلت على قاموسنا اللغوي كمصطلح "مأسسة الفساد" على سبيل المثال.
في دولة يغيب فيها القانون، وتضعف فيها السلطة القضائية إلى حد الهشاشة، وتضعف الرقابة على أجهزة السلطة التنفيذية، ويعلو صوت الأمن فوق صوت الحريات العامة، وتصبح أجهزة الدولة كافة معطلة وليست سوى واجهة لشبه مؤسسات، لا يكون مستغرباً أن يتم تصفية الحسابات السياسية باسم القانون وباسم مكافحة الفساد، كما حصل مؤخراً مع د. سلام فياض من حجز على أموال مؤسسة "فلسطين الغد" التي يرأسها.
ما ورثناه من إرث الثورة ومن إرث منظمة التحرير لم يتغير فيه شيء سوى أننا بدلا من لبس البزة العسكرية نرتدي الآن البزة الرسمية وربطة العنق، لأننا ما زلنا ندير هذه الدويلة المنقوصة بعقلية الثوار، حيث القصاص انتقامي.
المعضلة الكبرى أيضاً، تتمثل في أننا نخذل بعضنا، بقدر ما نخذل أنفسنا، وكل من كان متنفعاً على زمن سلام فياض يختبئ خلف الأبواب المغلقة طلبا "للسترة" حتى لا يطاله شيء من الانتقام.
البديل المحتمل لعباس
امد / حسام الدجني
الأعمار بيد الله، وندعو للرئيس محمود عباس بطول العمر وحسن الخاتمة، ولكن هذا لا يمنع طرح البدائل المحتملة للرئيس محمود عباس، فهل ستترك نهاية حقبته فراغًا سياسيًّا, أم أن البديل جاهز؟, ومن هو؟!.
بدأت وسائل إعلام محلية وإسرائيلية ودولية بطرح سيناريو ما بعد الرئيس عباس، وتم طرح أسماء رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، واللواء جبريل الرجوب، والبعض ذهب إلى أن الرئيس قد يعمل على توريث السلطة لنجله، وآخر ذهب إلى أن محمد دحلان يجهز نفسه لأن يحتل هذا المنصب.
ما يلفت الانتباه, أن بازار منصب الرئيس مقتصر على حركة فتح، ولم يطرح أي أحد أي شخصية أو حزب قد يملأ هذا الفراغ، وهذا يعيدنا لسؤال: من يقف خلف تلك التقارير الإعلامية التي يراد منها صناعة رأي عام وهمي داعم لأي سيناريو من هذا القبيل؟, وهل من يرشح لهذا المنصب هم أطراف خارجية (إسرائيلية أو غربية)؟.
من المفترض في الدول التي تحترم نفسها, أن يكون دستور البلاد هو من ينظم العملية السياسية، وحسب القانون الفلسطيني المعدل لعام 2005م (الدستور الفلسطيني المؤقت)، المادة (رقم 37 الفقرة 2) تقول: إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية في أي من الحالات السابقة يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مهام رئاسة السلطة الوطنية مؤقتاً لمـدة لا تزيد على ستين يوماً تجرى خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني.
في هذه الحالة يكون رئيس السلطة القادم حسب الدستور هو الدكتور عزيز دويك, رئيس المجلس التشريعي عن حركة حماس، ولكن هل يحترم العالم الدساتير والقوانين؟، فمن لم يحترم نتائج انتخابات 2006م قد لا يحترم تطبيق هذا السيناريو، وعليه نعود لأحد احتمالين:
الأول: تعديل دستوري يضمن فيه الرئيس عباس انتقال السلطة لنائب الرئيس ويعينه من أوساط من حركة فتح، وهذا الاحتمال الأقوى
الثاني: فراغ دستوري وصراع محتدم على السلطة بين أطراف فتحاوية وفصائلية ومناطقية.
العالم الغربي أنفق على السلطة الفلسطينية مليارات الدولارات من أجل هدف واحد وهو ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وعليه سيكون محور التنافس على رئاسة السلطة نابعًا من هذا التوجه، ومن يتابع سلوك المتنافسين على رئاسة السلطة قد يرى ذلك بوضوح، وربما ما قام به اللواء الرجوب مؤخراً داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا, من المحتمل أن يكون أحد أسبابه هو رغبة الرجوب بتسويق شخصه أمام صانعي القرار بالعالم، أيضاً ما يقوم به اللواء ماجد فرج من ضبط للحالة الأمنية ومرافقة الرئيس في أغلب زياراته أيضاً تحمل مؤشراً يدعم تلك الفرضية، وسلوك النائب محمد دحلان في تكثيف عمله الاجتماعي والإغاثي بغزة والضفة له بُعد مرتبط بالوصول لهذا المنصب، وربما دحلان الأكثر صراحة عندما أعلن ذلك أمام وسائل الإعلام بأنه الرئيس القادم.
وعليه، فإن المحدد الخارجي مهم جداً لشغر هذا المنصب، ولكن لشخص الرئيس عباس دور مؤثر في تحديد هوية خليفته، وقد تكون خطوات تعديل الدستور التي تقوم بها لجنة كلفها الرئيس دون توافق وطني تصب في هذا الاتجاه.
الغريب في الأمر أن الحاضر الغائب هو الشعب الفلسطيني، وأن لسان أغلب النخب الفلسطينية قد شُلّ عند الحديث بهذا الموضوع، والكل يغلب الصالح الخاص على الصالح العام، فعند الحديث عن الانتخابات يتم اختزالها بالانتخابات الرئاسية والتشريعية ويتم تغييب انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وكأن السلطة أصبحت خاصة بطرف دون الآخر، والحل الأمثل عند الحديث عن خليفة الرئيس هو خيار الشعب الفلسطيني، وتطبيق القانون الأساسي وليس تفصيله حسب رؤية الحاكم، فهذا لا يصنع إلا نظاماً سياسياً مشوهاً بشكل أكثر مما قبل.
شيطنة التقرير الاممي
الكوفية / عمر حلمي الغول
لجنة تقصي الحقائق الاممية في الحرب الاسرائيلية على محافظات الجنوب في تموز وآب 2014، اصدرت تقريرها، الذي أكدت فيه على إرتكاب إسرائيل لجرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وجال التقرير على التفاصيل البشعة، التي طالت الاطفال والنساء والمواطنين الابرياء العزل والمؤسسات الاممية والمستشفيات والمدارس، ورصد القنابل والصواريخ، التي اطلقتها الطائرات والزوارق البحرية والدبابات الاسرائيلية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية على امتداد قطاع غزة طيلة ال51 يوما من الحرب البربرية.
التقرير الاممي وكلمة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، التي حمل فيها دولة الارهاب الاسرائيلية المنظم المسؤولية عن تعريض حياة الاطفال لخطر الموت، دفع رئيس الحكومة، نتنياهو لاعتبار ذلك "يوم اسود" في تاريخ الامم المتحدة. واعتبر واركان حكومته وإئتلافه الحاكم، لجنة تقصي الحقائق الاممية "منحازة" للفلسطينيين، وهاجموا وحرضوا على رئيس اللجنة الاممية شاباس، ع انه إستقال من موقعه، بعد ان إتهموه ب"الرشوة" و"اخذ المال" من منظمة التحرير. ومازالت عملية التحريض ضد الامم المتحدة ولجنتها الاممية متواصلة.
لكن الشيطنة الاسرائيلية للجنة تقصي الحقائق لم يغير شيئا مما جاء في التقرير، الذي تعمل لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة للمصادقة عليه يوم الاثنين القادم. وسيصبح وثيقة هامة من وثائق اللجنة الاممية، يسمح للقيادة الفلسطينية في ضوء الوضع الجديد، الذي إحتلتة في اعقاب إرتقاء مكانة فلسطين في المنابر الاممية إلى دولة مراقب، وبعد إنضمامها لمحكمة الجنايات الدولية، والانضمام للمعاهدات الاممية، بالاستناد للتقرير في ملاحقة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية في المنابر المختلفة وخاصة محكمة الجنايات الدولية. اضف الى انه يعزز مصداقية قيادة منظمة التحرير امام الاقطاب والقوى الدولية، ويعطي القضية الفلسطينية بعدا جديدا، في الوقت، الذي يعزز حملات المقاطعة والعزلة الاممية على إسرائيل، ويفتح الافق أكثر فاكثر لملاحقة قياداتها السياسية والعسكرية كما جرى مع موفاز في لندن والمستوطن في البرازيل مؤخرا.
التقرير الاممي يمثل إضافة ولبنة جديدة في عملية الكفاح الوطني، تضاف الى الجهود الوطنية على الصعد والمستويات الداخلية والعربية والاقليمية والدولية. ولتعميق اهميته في تعزيز الحقوق الوطنية، ومواجهة الصلف والغرور والعنصرية وجرائم الحرب الاسرائيلية، تملي الضرورة مواصلة الجهود لفضح السياسات والانتهاكات الاسرائيلية، التي لم تتوقف، ولكن باشكال اخرى. حيث مازالت حكومة اليمين المتطرف الصهيوني، تواصل عمليات المصادرة والتهويد واعلان عطاءات البناء في المستعمرات المقامة على الاراضي الفلسطيني، وحملات القتل والاغتيال للاطفال الابرياء مستمرة، وعمليات الاعتقال اليومية متواصلة، وهدم القرى والبيوت في القدس والخليل وغيرها لا يتوقف، وانتهاك حقوق الانسان في ربوع الوطن الفلسطيني المحتل، بالاضافة للتصريحات العلنية اليومية من قبل رئيس وزراء إسرائيل واركان حكومته وإئتلافه الحاكم، التي يعلنون فيها رفضهم لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، جميعها شواهد تعزز التقرير، وتتيح للقيادة الفلسطينية التقدم بخطى واثقة للمنابر الدولية لرفع سقف ملاحقتها للدولة الاسرائيلية المارقة، وتسمح لها (القيادة الفلسطينية) بحشر القوى الدولية، التي مازالت تغمض العين عن جرائم وانتهاكات اسرائيل، وترغمها تدريجيا على إعادة النظر في سياساتها، وقبولها المتدحرج لفرض العقوبات المتصاعدة على إسرائيل، والتناغم مع إصدار قرارات اممية في مجلس الامن إستنادا للفصل السابع لارغامها بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 واقامة الدولة الفلسطينية عليها.
زمن الفهلوة الاسرائيلية، وتضليل الرأي العام العالمي، والتلفع بالشعارات الغوغائية ك"معاداة السامية"، وشيطنة الامم المتحدة ولى، ولم يعد احد في العالم يقبل الرواية الاسرائيلية باستثناء الصهاينة وحلفائهم في العالم، وهم في تراجع مستمر.