Haneen
2015-09-09, 11:21 AM
في هذا الملف:
v الأسرى ... مطلوب تحرك جاد
بقلم: حديث القدس – ج.القدس
v على كف عفريت
بقلم: رامي مهداوي – ج.الايام
v غوفشطاين يحرق الكنائس
بقلم: عمر حلمي الغول – ج.الحياة الجديدة
v مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق
بقلم: عباس الجمعة – معا
الأسرى ... مطلوب تحرك جاد
بقلم: حديث القدس – ج.القدس
بعد إعلان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع امس ان حياة الأسير محمد علان باتت في خطر ، الذي نقل الى مستشفى سوروكا ويواصل اضرابه عن الطعام منذ أكثر من خمسين يوما احتجاجا على سياسة الاعتقال الاداري الاسرائيلية ، ومع استمرار الاضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى في معتقل نفحة فإن السؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو : ألم يحن الوقت لتحرك شعبي ورسمي شامل لدعم نضال الأسرى وإنقاذهم مما يتهددهم بشكل حقيقي بسبب السياسة والاجراءات التعسفية التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي في مختلف السجون والمعتقلات بحق الأسرى ؟
ان ما يجب ان يقال هنا إن أية معركة يخوضها الأسرى ضمن هذا الإطار في مواجهة المخططات والممارسات الاسرائيلية التي تستهدفهم جسديا ومعنويا هي معركة الكل الوطني الفلسطيني خاصة وأن هؤلاء الأسرى الصامدين ضحوا بحريتهم من أجل فلسطين ومن أجل الكل الوطني ، ولذلك فإن المطلوب حاليا شعبيا ورسميا حركة تضامن شاملة بمختلف الأشكال والفعاليات لإسماع صرخة الأسرى للمجتمع الدولي قاطبة وللمؤسسات الحقوقية العالمية والسفراء وقناصل العالم لدى فلسطين ولمؤسسات الأمم المتحدة على اختلافها ، ولنقل رسالة واضحة لاسرائيل بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يسكت او يقف مكتوف الأيدي وهو يرى أبناءه الأسرى يتعرضون لهذه السياسة الاسرائيلية التعسفية المخالفة للقانون الدولي والتي أقل ما يقال فيها إنها غير إنسانية.
ورسميا فإن المطلوب تحرك عاجل في مختلف عواصم العالم ولدى الهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحث المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي بشأن الأسرى.
وللتذكير، فقد أقامت اسرائيل الدنيا ولم تقعدها عندما كان لها جندي أسير واحد هو جلعاد شاليط الذي كان محتجزا في قطاع غزة وهو جندي احتلال ، كما أقامت الدنيا ولم تقعدها من أجل جاسوس واحد هو جوناثان بولارد الاميركي اليهودي الذي تجسس لصالح اسرائيل. وهنا لا وجه للمقارنة بين أسرى الحرية الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل لنضالهم المشروع ضد احتلالها غير المشروع وبين جندي احتلال أسير او جاسوس حوكم بموجب القانون ، ولذلك من الأجدر ان نقيم الدنيا ولا نقعدها ونحن نرى ما يتعرض له الأسرى وما يتهدد حياتهم وان تظل هذه القضية التي تهم شعبنا كله في مقدمة سلم الأولويات .
الى متى ستتواصل مهزلة الانقسام ؟!
بعد التعديل الوزاري الذي قام به الرئيس محمود عباس بموجب صلاحياته الدستورية على حكومة د. رامي الحمد الله - حكومة الوفاق الوطني - أعلنت حركة «حماس» انها لن تتعامل مع وزراء هذه الحكومة . وقبل ذلك أعلنت حكومة الوفاق الوطني انها لم تتمكن من ممارسة مهامها في قطاع غزة بسبب المواقف التي تتخذها حركة «حماس» خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار في القطاع، وهو ما يعيدنا الى المربع الأول اذا جاز التعبير.
السؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو : الى متى ستظل حالة الجمود ان لم نقل التدهور في وضع النظام السياسي الفلسطيني ؟ والى متى سيظل شعبنا محروما من ممارسة حقه الطبيعي في قول كلمته في صناديق الاقتراع؟ وأية شرعية هي تلك التي يستند اليها الانقساميون في تعطيل النظام السياسي الفلسطيني ومنع الشعب من ممارسة حقوقه ؟!
ان ما يجب ان يقال هنا إن شعبنا سئم مهزلة الانقسام وذرائع الانقساميين وتجاهلهم لإرادته وحقوقه ، وبالتالي فإن من حق هذا الشعب الصامد المناضل ان يصرخ عاليا في وجه كل من يصر على تكريس الانقسام وكل من يتذرع بهذا الانقسام لمصادرة حق شعبنا في انتخاب ممثليه وحقه بنظام سياسي ديمقراطي.
على كف عفريت
بقلم: رامي مهداوي –ج.الايام
جميع من حولي يجمع على أننا نعيش ظروفاً غير عادية على كافة الأصعدة، وأنا أيضاً أشاركهم رأيي أن البلد تضيق على بعضها البعض، لدرجة أصبحنا مُنعزلين مع ذاتنا، أصبحنا نهرب من واقعنا المرير الذي يفرز أمراضاً مجتمعية خطيرة، يقلل الكثير من أهميتها، وكأن شيئاً لم يكن!!
ولا أخفي عليكم أنني في بعض الأحيان أواسي ذاتي وأردد ما قاله الشاعر:
"لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بِأهْلِهَا ولَكِنَّ أَخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ"
الصراع على السلطة هو الأكثر وضوحاً من عملية التحرير بأي شكل، لذلك أعتقد أن الصراع على السلطة لا يمكن فهمه في إطار كونه جزءاً من عملية التحرير، وهذا الصراع جعل الشعب يعيش حالة من العزلة التي فرضها على ذاته؛ لأنه يرى بشكل يومي أن الأمور أصبحت في الهاوية من نواح عديدة، وهنا أدعي_ قد أكون مخطئاً_ أن الصراع على السلطة بمختلف الجوانب أسس الحفرة التي ستدفن بها قضيتنا الفلسطينية بأيدينا وليس بيد المحتل.
الجميع ينتظر اللحظة المفصلية التي سينهار فيها كل شيء في لحظة واحدة، بسبب عدم معالجتنا قضايانا المختلفة، ما أدى إلى تراكمها على صعيد النظام السياسي المتكلس على ذاته، أو على صعيد مواجهة الاحتلال وكشف أنيابه، على صعيد المؤسسات الدولية، أو على صعيد العدالة الاجتماعية المندثرة، ما أدى إلى بروز البرجوازية السياسية وتشكيل طبقي وولادة طبقة تعتبر ذاتها مضطهدة في المجتمع في زمن تلك البرجوازية، ما جعل المشروع التحرري الآن في حالة ضياع وتيه وفقدان البوصلة، وجعل التوجه توجهات والتحرر بأدواته مختلف ومتصارع عليه لمصلحة من يريد أن يحكم ويحافظ على حكمه، بما يعزز ثبوته ومقدرته على التحكم بأكبر عدد من المواطنين التائهين في ظل غياب طريق للتحرر؛ لأن الأمور هي صراع على السلطة أولاً وأخيراً، ومن يملك الكمية الأكبر من الأوكسجين يستمر بالتنفس على عرش التحكم بالعباد، الذين يغرقون في سفينة الوطن التي تسرق وتضرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأدواته.
والأكثر خطورة من كل ذلك، هؤلاء الذين يؤمنون بأن الأمور تحت السيطرة، رائعة لدرجة لا توصف، نحن في أفضل وقت، وعندما تسمعهم حقيقة ما يحدث بالشارع الفلسطيني وأن المؤشرات على أرض الواقع من أحداث مختلفة على سبيل المثال لا الحصر أحداث نابلس، بيت لحم، المخيمات الفلسطينية تبرهن أن الشارع الفلسطيني في مرحلة الانفجارات الداخلية وبالتالي التشرذم والتشتت، يجيبون هؤلاء إجابات تبرهن أنهم بعيدون كل البعد عن الشعب الغلبان الذي يستحق الأفضل.
وبدل أن يقوموا بتقييم المرحلة بشكل جدي واستخلاص العبر وإجابة عن العديد من الأسئلة منها: ماذا كان وضع الشعب الفلسطيني قبل اتفاق أوسلو؟ قبل الانتفاضة الثانية؟ قبل استشهاد القائد ياسر عرفات؟ الانقسام؟ هل المجتمع الفلسطيني موحد وواحد؟ ما هي القضايا التي كان من المتوقع أن يعالجها السيد الرئيس محمود عباس على صعيد حركة فتح؟ منظمة التحرير الفلسطينية؟ المفاوضات والاحتلال؟ هل هناك معارضة فلسطينية؟ أين ما يسمى باليسار الفلسطيني؟ هل الحركات الإسلامية أولويتها التحرير أم السيطرة على الحكم؟ لماذا لم تولد أحزاب جديدة؟ أين الدم الشاب في قيادة الأحزاب والمؤسسات؟ لماذا استطاعت إسرائيل زيادة وتكثيف عملية بناء المستوطنات؟ هل انتهى مشروع الدولتين والآن نحن في مرحلة الدولة الواحدة؟
إن القضية الفلسطينية تدمر بسبب فعل الذات وليس بسبب فعل الآخر، لأن الآخر من البداية يسعى ألا تكون أنت أنت، بل أنت لا أحد، ضمير غائب كشعب بين الشعوب، وبوضوح أقول، إن عدم التجديد في أدوات المؤسسات، بالتالي أهدافها، أدى إلى وضع البلد بكل مستوياتها على كف عفريت.
إن التخوف الكبير من أن البلد على كف عفريت في ازدياد دائم، وإن التساؤل حول حتمية انهيار السلطة أمر محفوف بالأخطار من جهة، وعدم وجود تفسيرات لما يحدث والتفكير بمسارات وبدائل من جهة أخرى، لهذا على قيادتنا الاعتراف بمسؤوليتها بأن معالجة مظاهر المرض بدلاً من المرض نفسه قد يتسبب في موت المريض.
غوفشطاين يحرق الكنائس
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في الرابع من الشهر الجاري قال رئيس حركة "لهافا" الصهيونية المتطرفة، بنتسي غوفشطاين وفق ما اوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية، وخاصة موقع "ساحة السبت" امام ندوة لطلاب المدارس الدينية، انه "يؤيد حرق الكنائس" وعندما قال له موشيه كلاين، حاخام مستشفى هداسا، انه كمحام "يعتبر ما يقوله سببا لاعتقاله"، رد قائلا " آخر ما يقلقني إذا كانت هذه الحقيقة، فانا مستعد للجلوس في السجن 50 سنة مقابل ذلك". وعمق بيني رابنوفيتش ما قاله كلاين، حين قال لغوفشطاين:"ان ما يقوله يعتبر جنونا". رد رئيس حركة "لهافا":"هل تشكك في ذلك؟.
ما هي دلالة ذلك؟ والى ما يقود دولة التطهير العرقي الاسرائيلية؟ وهل يصب هذا التحريض الاسود على حرق الكنائس والمساجد إلى السلام والتعايش؟ وبالاساس من الذي سمح للفكر الشيطاني التكفيري الصهيوني التجذر في تربة المجتمع اليهودي الاسرائيلي؟ وهل يعكس روح "الديمقراطية" ام الفاشية والنازية؟ وما هو مصير المنطقة في ظل تصاعد الفكر الصهيوني الداعشي؟ أليس هذا هو الفكر وتلك التربية، التي غذت فكر "شباب التلال" و"تدفيع الثمن" وطبعا تنظيم "لهافا"، ودفعت القتلة المستوطنين الى حرق واغتيال الرضيع علي دوابشة وشقيقة احمد ووالديه؟
الافكار التكفيرية الشيطانية الصهيونية، ليست وليدة الساعة، ولا هي طارئة على الفكر السياسي الصهيوني تاريخيا، بل هي النبت الطبيعي والمنطقي للنظرية الصهيونية الاستيطانية، التي ترعرت في احضان الفكر الغربي الاستيطاني، ووسط الجيتوات اليهودية في اوروبا الغربية والشرقية على حد سواء. وما زالت تتغذى من رحم الفكر والممارسة العنصرية لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، ومن المنظمات الصهيونية المتطرفة وحزب الشاي وجمعيات الانجليكانيين المتمسحنين في اميركا وغيرها في العالم.
فكر غوفشطاين، هو الوريث الشرعي للرواية الصهيونية المزورة، والمحاكة بخيوط وسلاسل وترهات النزعة الاستيطانية. حيث لا يمكن لفكر حر وديمقراطي ان يسمح لهكذا دعوات، العيش في حاضنته، وان وجد بعض المتطرفين، يقوم المجتمع المدني بمحاصرتهم، وإغلاق الابواب والنوافذ امام اصواتهم النكرة والمشعوذة.
كما يعلم كل متابع لما يجري داخل إسرائيل وفي الاراضي المحتلة عام 1967، ان جماعات "لهافا" و"تدفيع الثمن" و" شباب التلال" قاموا خلال العقود الماضية بارتكاب حوالي خمسين عملا ارهابيا ضد الكنائس والاديرة، وآخرها في كنيسة "الخبز والسمك" في طبريا في يونيو/ حزيران الماضي. وحدث ولا حرج عن المذابح والاعمال الاجرامية ضد المساجد والمؤسسات الاسلامية في طول وعرض فلسطين التاريخية. وهو ما يؤكد، ان الدولة الصهيونية، بما تعممه من مناهج دراسية تربوية وثقافية استيطانية، وبما تكرسه من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، ومواصلتها سياسة الاحتلال وحرمان الشعب العربي الفلسطيني من ابسط حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة، وتعمقها السياسات والممارسات العنصرية، جميعها عوامل تؤصل لترعرع وتمدد وتوسع الافكار الشيطانية، وخنق اي بادرة للتعايش والسلام بين اتباع الديانات السماوية ومعتنقي النظريات والمدارس الفكرية الوضعية، وبالتالي ترسيخ خيار العنصرية والفاشية الاسرائيلية، التي ستلتهم الاخضر واليابس في فلسطين التاريخية، وتحول دون بناء اسس السلام العادل والممكن بين شعوب المنطقة، وتقتل خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
أمام هذا الفجور العنصري والفاشي لغوفشطاين واقرانه في حكومة نتنياهو، يتوجب على المسيحيين والمسلمين وكل انصار السلام في العالم التصدي لافكاره الخبيثة والمريضة، وملاحقته في كل مكان. وعلى اميركا واوروبا ككل وكل دولة على انفراد اتخاذ ما يلزم لكبح الافكار الفاشية والمعادية للتسامح وحرية الاعتقاد والرأي على حد سواء، ودفع خيار التسوية السياسية للامام، إن كانوا معنيين بالسلام والتعايش بين شعوب المنطقة.
مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق
بقلم: عباس الجمعة – معا
نحن اليوم نعيش في اسوأ مرحلة وخاصة نتيجة نظام المحسوبيات في الفصائل والقوى وأصحاب المراكز السياسية ، حيث يعتقد البعض بأن الامور الرئيسية يجب ان تكون مع المحسوبين عليه فقط ، ومن هنا نرى صفحات التواصل مليئة بالصور واللقاءات لتبدو للشعب أنهم الأكثر وطنية والأقوى انتماءا لفلسطين ، متجاهلين ما يدركه اي مناضل او مواطن بأن كل نشاطاته لم تعد تتناسب ، وهي تزيد من حالة تفكيك أوصال الشعب المنهك جراء ما يتعرض له، بدل التكاتف والتفاعل وتوحيد الاتجاه.
ان اسلوب وسلام البعض المتعالي وهرولة المرافقين وراءه وخلفه ، لا يعلم هذا البعض ان الشعب مل كثيرا منهم، ومن اساليبهم لانهم اساسا أتوا من خارج نطاق النضال وتسلقوا المسؤوليات ، ولكن اقول كل الاحترام والتقدير لمن يعرفون قيمة شعبهم من قادة متواضعين نعتز بهم وبحضورهم .
واليوم اقول اننا في واقع مؤلم ينتظر المجهول ، ومزري بحق، في ظل هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المشهد الفلسطيني ، وتنامي ظاهرة الانتهازية بشكل فظيع حيث أصبحت من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع وأسسه وفصائله وقواه ، و معولا هداما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ ، و لا نعني بكلامنا هذا أن الشعب الفلسطيني لم يعرف هذه الفئة من الناس إلا في زمننا ، فالانتهازية ليست مفهوما جديدا يستخدمه هؤلاء ، بل كان أسلوبا متبعا منذ القدم ، فهي ظاهرة إنسانية خطيرة تطفح بشكل عنيف في النفوس الشريرة و تظهر على السطح في الظروف العصيبة ، ولها عواقبها وانعكاساتها السيئة على المجتمع كسائر الظواهر والآفات الاجتماعية الأخرى ، لأن الانتهازي يحطم نفسية الناس ويفقدها قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف بحيث تضيع المقاييس و المعايير فيتمزق من الداخل و يصبح كالأشلاء بل إن ممارساته الضيقة الأفق تشكل مدخلا يدفع الحزب او التنظيم و بكل ما يملكه من قيم و مثل و إنجازات عظيمة و تاريخ حافل على الصعيد النضالي والوطني إلى هوة تنقية ساحات العمل السياسي من أدران الانتهازيين ، فنحن نتمنى على الجميع العودة إلى التفكير لتفعيل دورهم ، فكفى تعاطي وفق المحسوبيات ، والاستفادة من التجارب السابقة ، مع اقرارنا باستمرار تراكم عوامل الأزمة البنيوية بأبعادها السياسية والاجتماعية ، فيجب علينا مواجهة مفاهيم وأدوات السيطرة والاستبداد والخضوع التي دفعت بدورها الى مزيد من الحرمان ، لانه اصبح الانتماء الجهوي بديلا عن الانتماء الوطني ، في مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق ، بديلا لروح المقاومة والشجاعة والتغيير ، وهذا كله كان عامل مؤثر على المجتمع الفلسطيني في معظمه .
ولكن رغم كل الظروف نقول ان هناك مناضلين متمسكين بمسيرتهم النضالية من خلال الثبات والتضحية دفاعا عن المشروع الوطني الفلسطيني ، وعن وحدة الأرض والشعب والقضية ، وهذا يستدعي من الجميع أن يقوم عبر العمل السياسي المنظم والجماهيري المتجدد في وسائله وأدواته التنظيمية والفكرية ، لمعالجة المناخ المأزوم في اطار رؤية سياسية ديمقراطية موحدة ، تستجيب لمعطيات العصر، وتشكل أرضية ننطلق منها على طريق الحضارة البشرية المعاصرة ، مشاركين فيها ، لا عبيداً لأدواته ، لأن التنظيم أي بمعنى الاسترشاد بالفكر المنهجي الجدلي، ويلتزم مصلحة الأغلبية التي تناضل من اجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بينما التنظيم الذي يقوم على أساس المحسوبيات الولاءات والانتماءات العشائرية على حساب الانتماءات الوطنية لا يمكن ان ينجح ، حيث تضرب الكثير من القيم الايجابية ، وخاصة في ظل ما يشاع من السلوكيات الكذب والدجل والنفاق من خلال استغلال تعينات فئوية ،وشيوع حالة واسعة من عدم الثقة،وغياب الشفافية والمساءلة والمحاسبة.
نحن أمام ازمة شاملة أخلاقية،وطنية وسياسية،وهذا الأزمة سببت في حدوث انهيار مجتمعي، وهنا السؤال ماذا عملت الأحزاب والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني من أجل حماية النسيج المجتمعي الفلسطيني من التفكك والإنهيار، فعندما نجد فئة الشباب،وهي الفئة الحية من المجتمع الفلسطيني،تصل نسبة عدم الثقة عندها الى أكثر من 80 %،وكذلك النسبة المرتفعة من الشباب التي تريد ترك البلد والهجرة،وعدم وجود أساس عدل إجتماعي، اضافة الى الكثير من الشيوع للمفاهيم والقيم السلبية،يثبت ان هناك خلل جوهري،بحاجة الى علاج جدي،وهذا الخلل القيادة هي المسؤول المباشر عن ذلك،ولكن البنى السياسية والمجتمعية الأخرى،تتحمل مسؤولية هي الأخرى في هذا الجانب،فنحن على سبيل المثال نشهد في ظل ضعف وتراجع دور الفصائل والقوى والأحزاب ،شيوع تراتبية إجتماعية مقلوبة،أي حلول العشائرية محل القوى الوطنية والقيادة السياسية التي حضنت تلك العشائر،وعملت على تقوية دورها ووجودها في المجتمع، وأصبحت تلعب دوراً بارزاً ورئيسياً في معالجة القضايا والخلافات والمشاكل الاجتماعية،وفق رؤيتها وتصوراتها وبما يخدم اهدافها ومصالحها، وفي أغلب الأحيان الحلول ترقيعية ولا تعالج جذور المشكلة،بل تقوم على "الطبطبة، ولملمة المشكلة، وغالباً تكون المعالجة،حتى لو كانت المشكلة لها ذيول وتداعيات كبيرة، قائمة على النفاق وسياسة التخجيل، ولتنتهي بما يسمى بالكرم والتسامح العربي الأصيل كشعار وعنوان، يخفي تحته كذب ونفاق ودجل،حيث فنجان القهوة رأسمال المشكلة،ونحن لا ننكر أن القيادات العشائرية تلعب دوراً مهماً في محاصرة ولجم تداعيات وتطورات المشاكل الإجتماعية،ولكن بالضرورة أن يكون هناك قانون،يطبق ويلجأ إليه في حل المشاكل الإجتماعية والخلافية بين أفراد المجتمع.
إن وقفة التأمل الايجابي التي نريدها، دعوة إلى التعمق في رؤية ما نحن عليه بصورة نقدية وتشخيص واقعنا بلا أية رتوش أو زيف، بعيداً كل البعد عن الاستخفاف أو المكابرة، نأمل ان لا يدعو إلى السكون، بل ينطلق من نبضات قلب المناضلين وحركتهم الصاعدة في إطار الحراك السياسي الاجتماعي العام، الوطني والديمقراطي على الصعيد الفلسطيني ، والارتباط العضوي الوثيق بالمشروع التقدمي القومي العربي، إذ لم يعد هناك أية إمكانية للحديث عن تطور وتقدم المشروع الوطني الفلسطيني بانفصاله عن الحامل القومي العربي، أقول ذلك، رغم شدة التباعد أو الانفصام الراهن بين الوطني والقومي.
إن تكامل أشكال النضال المختلفة السياسية والاقتصادية والكفاحية والإعلامية والجماهيرية كلها معاول يجب أن تستخدم بطريقة واعية وعلمية واستثمارها بأعلى طاقة ممكنة من الكفاءة ووضوح الرؤية.
ومن موقع ايماننا بالفكر الثوري الديمقراطي لوعي الماضي والحاضر والمستقبل، يجب أن تقوم القوى والاحزاب والفصائل في بلورة الرؤية والتحليل والعلاج، وتنقل الوعي إلى قوة فعل سياسي اجتماعي منظم، رغم قناعتنا باهمية تحقيق نهضة عربية كبيرة تتلاءم مع حجم طاقات الأمة العربية وإمكاناتها وتراثها وحضارتها.
وفي ظل هذه الظروف التي نواجه فيه الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية التي تحاول زرع الارهاب التكفيري في المنطقة وقتل الشعوب من اجل الوصول الى تفتيت المنطقة ، اتت نتيجة تراكم أزمة حركة التحرر العربية منذ عقود طويلة، وهو تراكم تتجدد فيه عوامل الهبوط السياسي والتشوه المجتمعي والتخلف العام، مع تزايد التبعية بكل أشكالها، ولكن الإشكالية الكبرى ان تضخم هذه الأزمة لم يكن ممكناً لولا ذلك القصور السياسي لأطراف حركة التحرر العربية، وقصور أحزابها وفصائلها عن قيادة عملية التغيير من أجل تجاوز الواقع الراهن.
لذلك ونحن نرى صمود قوى المقاومة في المنطقة في مواجهة الهجمة الاستعمارية الارهابية ، تتطلب من جميع الاحزاب والقوى العربية استنهاض طاقاتها والعمل من اجل اقامة جبهة شعبية عربية مقاومة من أجل التصدي لمسؤولياتها وتوحيد جهودها في هذه الظروف، وفي مقدمة مهامها في هذه المرحلة مواجهة الهجمة المعادية على دول المنطقة ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونحن امام هذه المخاطر نتطلع الى وحدة القوى اليسارية والقومية العربيه ، لمواجهة الأزمة المستعصية في الواقع العربي والحوار مع القوى الإسلامية المتنورة ، بغض النظر عن الاختلاف على المستوى الإيديولوجي ، لاننا نحن نميز بين التيار الإسلامي المقاوم للمشروع الإمبريالي الصهيوني, وبين التيار الظلامي الاستئصالي التكفيري الذي يرفض الحوار ويعتبر نفسه البديل المطلق لكافة التيارات الأخرى الفاعلة في الواقع العربي.
ان طريق الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لمواجهة السرطان الصهيوني، شرط أن تقوم على أساس سياسي واضح، وعلى أساس ديمقراطي، لأن المرحلة السياسية الراهنة ليست ذاتها التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبالتالي الشيء الطبيعي أن تختلف وسائل وأشكال النضال، وأولويات النضال وفقاً للظروف المناسبة، وعلى الفصائل والقوى الفلسطينية أن تقرأ اللوحة الدولية بكل تضاريسها كي تعرف أين موقعها في هذا الصراع الدائر على مستوى العالم، وابتداع الأشكال النضالية المناسبة، كما عليها أن تدرك أن هذا التوازن الآن، بل الاختلال بتوازن القوى الدولية ليس إلا مرحلة سياسية قد تقصر أو تطول، ولكن ليس على ارضية تقديم تنازلات مجانية او محاولة الذهاب الى فصل قطاع غزة عن الضفة او القبول بدولة مقطوعة الاوصال او التخلي عن حق العودة والقدس ، إنما عليها أن تؤسس لحركة وعي وطنية جديدة لدى الإنسان الفلسطيني ، مضمونها بعث الهوية الوطنية بصورة جيدة، والعمل نحو الافضل وان تتخطى بعض الأخطاء الكبيرة، فالشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الذي يتعرض فيها لعدوان وحشي بربري استيطاني فاشي يحرق الارض والانسان ، يطالب اولا بالوحدة الوطنيه وانهاء الانقسام حتى تبقى فلسطين هي الهدف، والهدف الراهن والاستراتيجي، فلا نجعل من خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية على السلطة والتي هي تحت الاحتلال مجالاً لانتصار الآخر علينا.
وفي هذه اللحظات التي يتعرض له شعبنا الفلسطيني الى سياسة تقليص خدمات الاونروا من اجل الوصول لانهاء خدماتها باعتبارها الشاهد على نكبة فلسطين فأننا نؤكد على اهمية استنهاض طاقات شعبنا لرفض تقليص الخدمات والتمسك بالاونروا ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير الاموال اللازمة ، والتأكيد على التمسك بحق العودة باعتباره هو حق طبيعي، وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به، فالمسألة واضحة كالشمس، هناك لاجئون أرغموا على ترك أرضهم وديارهم، لهم الحق في العودة كحق طبيعي، ولهم الحق في العودة وفق القرار الاممي 194، وهو قرار يجيز لهم العودة ، والمنطق الطبيعي أن يعودوا لا أن يحل مكانهم مستوطنون قادمون من آفاق الأرض، وعليه فنحن ننظر إلى حق العودة كأساس وجوهر للقضية الفلسطينية، ولا حل سياسي بدون ربط حق العودة بالأرض والوطن وبمنظمة التحرير الفلسطينية الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني.
ختاما : لا بد من القول ان تجسيد الالتزام الذاتي والموضوعي بمبادئ نضالنا الوطني والثوري، بوعي وعبر الممارسة الروح والأخلاق الرفاقية التي تحلى بها كل القادة الثوريين على طريق تحقيق واستعادة الدور الطليعي لفصائل واحزاب حركة التحرر الفلسطينية والعربيه من اجل تحقيق أهدافها في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، حيث ما زلنا نقرأ نتعلم من سفرٍ الثورة، كيفية العطاء والتواضع ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وعن الشعوب العربيه وعن كل إنسان حر في العالم.
v الأسرى ... مطلوب تحرك جاد
بقلم: حديث القدس – ج.القدس
v على كف عفريت
بقلم: رامي مهداوي – ج.الايام
v غوفشطاين يحرق الكنائس
بقلم: عمر حلمي الغول – ج.الحياة الجديدة
v مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق
بقلم: عباس الجمعة – معا
الأسرى ... مطلوب تحرك جاد
بقلم: حديث القدس – ج.القدس
بعد إعلان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع امس ان حياة الأسير محمد علان باتت في خطر ، الذي نقل الى مستشفى سوروكا ويواصل اضرابه عن الطعام منذ أكثر من خمسين يوما احتجاجا على سياسة الاعتقال الاداري الاسرائيلية ، ومع استمرار الاضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى في معتقل نفحة فإن السؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو : ألم يحن الوقت لتحرك شعبي ورسمي شامل لدعم نضال الأسرى وإنقاذهم مما يتهددهم بشكل حقيقي بسبب السياسة والاجراءات التعسفية التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي في مختلف السجون والمعتقلات بحق الأسرى ؟
ان ما يجب ان يقال هنا إن أية معركة يخوضها الأسرى ضمن هذا الإطار في مواجهة المخططات والممارسات الاسرائيلية التي تستهدفهم جسديا ومعنويا هي معركة الكل الوطني الفلسطيني خاصة وأن هؤلاء الأسرى الصامدين ضحوا بحريتهم من أجل فلسطين ومن أجل الكل الوطني ، ولذلك فإن المطلوب حاليا شعبيا ورسميا حركة تضامن شاملة بمختلف الأشكال والفعاليات لإسماع صرخة الأسرى للمجتمع الدولي قاطبة وللمؤسسات الحقوقية العالمية والسفراء وقناصل العالم لدى فلسطين ولمؤسسات الأمم المتحدة على اختلافها ، ولنقل رسالة واضحة لاسرائيل بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يسكت او يقف مكتوف الأيدي وهو يرى أبناءه الأسرى يتعرضون لهذه السياسة الاسرائيلية التعسفية المخالفة للقانون الدولي والتي أقل ما يقال فيها إنها غير إنسانية.
ورسميا فإن المطلوب تحرك عاجل في مختلف عواصم العالم ولدى الهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحث المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي بشأن الأسرى.
وللتذكير، فقد أقامت اسرائيل الدنيا ولم تقعدها عندما كان لها جندي أسير واحد هو جلعاد شاليط الذي كان محتجزا في قطاع غزة وهو جندي احتلال ، كما أقامت الدنيا ولم تقعدها من أجل جاسوس واحد هو جوناثان بولارد الاميركي اليهودي الذي تجسس لصالح اسرائيل. وهنا لا وجه للمقارنة بين أسرى الحرية الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل لنضالهم المشروع ضد احتلالها غير المشروع وبين جندي احتلال أسير او جاسوس حوكم بموجب القانون ، ولذلك من الأجدر ان نقيم الدنيا ولا نقعدها ونحن نرى ما يتعرض له الأسرى وما يتهدد حياتهم وان تظل هذه القضية التي تهم شعبنا كله في مقدمة سلم الأولويات .
الى متى ستتواصل مهزلة الانقسام ؟!
بعد التعديل الوزاري الذي قام به الرئيس محمود عباس بموجب صلاحياته الدستورية على حكومة د. رامي الحمد الله - حكومة الوفاق الوطني - أعلنت حركة «حماس» انها لن تتعامل مع وزراء هذه الحكومة . وقبل ذلك أعلنت حكومة الوفاق الوطني انها لم تتمكن من ممارسة مهامها في قطاع غزة بسبب المواقف التي تتخذها حركة «حماس» خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار في القطاع، وهو ما يعيدنا الى المربع الأول اذا جاز التعبير.
السؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو : الى متى ستظل حالة الجمود ان لم نقل التدهور في وضع النظام السياسي الفلسطيني ؟ والى متى سيظل شعبنا محروما من ممارسة حقه الطبيعي في قول كلمته في صناديق الاقتراع؟ وأية شرعية هي تلك التي يستند اليها الانقساميون في تعطيل النظام السياسي الفلسطيني ومنع الشعب من ممارسة حقوقه ؟!
ان ما يجب ان يقال هنا إن شعبنا سئم مهزلة الانقسام وذرائع الانقساميين وتجاهلهم لإرادته وحقوقه ، وبالتالي فإن من حق هذا الشعب الصامد المناضل ان يصرخ عاليا في وجه كل من يصر على تكريس الانقسام وكل من يتذرع بهذا الانقسام لمصادرة حق شعبنا في انتخاب ممثليه وحقه بنظام سياسي ديمقراطي.
على كف عفريت
بقلم: رامي مهداوي –ج.الايام
جميع من حولي يجمع على أننا نعيش ظروفاً غير عادية على كافة الأصعدة، وأنا أيضاً أشاركهم رأيي أن البلد تضيق على بعضها البعض، لدرجة أصبحنا مُنعزلين مع ذاتنا، أصبحنا نهرب من واقعنا المرير الذي يفرز أمراضاً مجتمعية خطيرة، يقلل الكثير من أهميتها، وكأن شيئاً لم يكن!!
ولا أخفي عليكم أنني في بعض الأحيان أواسي ذاتي وأردد ما قاله الشاعر:
"لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بِأهْلِهَا ولَكِنَّ أَخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ"
الصراع على السلطة هو الأكثر وضوحاً من عملية التحرير بأي شكل، لذلك أعتقد أن الصراع على السلطة لا يمكن فهمه في إطار كونه جزءاً من عملية التحرير، وهذا الصراع جعل الشعب يعيش حالة من العزلة التي فرضها على ذاته؛ لأنه يرى بشكل يومي أن الأمور أصبحت في الهاوية من نواح عديدة، وهنا أدعي_ قد أكون مخطئاً_ أن الصراع على السلطة بمختلف الجوانب أسس الحفرة التي ستدفن بها قضيتنا الفلسطينية بأيدينا وليس بيد المحتل.
الجميع ينتظر اللحظة المفصلية التي سينهار فيها كل شيء في لحظة واحدة، بسبب عدم معالجتنا قضايانا المختلفة، ما أدى إلى تراكمها على صعيد النظام السياسي المتكلس على ذاته، أو على صعيد مواجهة الاحتلال وكشف أنيابه، على صعيد المؤسسات الدولية، أو على صعيد العدالة الاجتماعية المندثرة، ما أدى إلى بروز البرجوازية السياسية وتشكيل طبقي وولادة طبقة تعتبر ذاتها مضطهدة في المجتمع في زمن تلك البرجوازية، ما جعل المشروع التحرري الآن في حالة ضياع وتيه وفقدان البوصلة، وجعل التوجه توجهات والتحرر بأدواته مختلف ومتصارع عليه لمصلحة من يريد أن يحكم ويحافظ على حكمه، بما يعزز ثبوته ومقدرته على التحكم بأكبر عدد من المواطنين التائهين في ظل غياب طريق للتحرر؛ لأن الأمور هي صراع على السلطة أولاً وأخيراً، ومن يملك الكمية الأكبر من الأوكسجين يستمر بالتنفس على عرش التحكم بالعباد، الذين يغرقون في سفينة الوطن التي تسرق وتضرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأدواته.
والأكثر خطورة من كل ذلك، هؤلاء الذين يؤمنون بأن الأمور تحت السيطرة، رائعة لدرجة لا توصف، نحن في أفضل وقت، وعندما تسمعهم حقيقة ما يحدث بالشارع الفلسطيني وأن المؤشرات على أرض الواقع من أحداث مختلفة على سبيل المثال لا الحصر أحداث نابلس، بيت لحم، المخيمات الفلسطينية تبرهن أن الشارع الفلسطيني في مرحلة الانفجارات الداخلية وبالتالي التشرذم والتشتت، يجيبون هؤلاء إجابات تبرهن أنهم بعيدون كل البعد عن الشعب الغلبان الذي يستحق الأفضل.
وبدل أن يقوموا بتقييم المرحلة بشكل جدي واستخلاص العبر وإجابة عن العديد من الأسئلة منها: ماذا كان وضع الشعب الفلسطيني قبل اتفاق أوسلو؟ قبل الانتفاضة الثانية؟ قبل استشهاد القائد ياسر عرفات؟ الانقسام؟ هل المجتمع الفلسطيني موحد وواحد؟ ما هي القضايا التي كان من المتوقع أن يعالجها السيد الرئيس محمود عباس على صعيد حركة فتح؟ منظمة التحرير الفلسطينية؟ المفاوضات والاحتلال؟ هل هناك معارضة فلسطينية؟ أين ما يسمى باليسار الفلسطيني؟ هل الحركات الإسلامية أولويتها التحرير أم السيطرة على الحكم؟ لماذا لم تولد أحزاب جديدة؟ أين الدم الشاب في قيادة الأحزاب والمؤسسات؟ لماذا استطاعت إسرائيل زيادة وتكثيف عملية بناء المستوطنات؟ هل انتهى مشروع الدولتين والآن نحن في مرحلة الدولة الواحدة؟
إن القضية الفلسطينية تدمر بسبب فعل الذات وليس بسبب فعل الآخر، لأن الآخر من البداية يسعى ألا تكون أنت أنت، بل أنت لا أحد، ضمير غائب كشعب بين الشعوب، وبوضوح أقول، إن عدم التجديد في أدوات المؤسسات، بالتالي أهدافها، أدى إلى وضع البلد بكل مستوياتها على كف عفريت.
إن التخوف الكبير من أن البلد على كف عفريت في ازدياد دائم، وإن التساؤل حول حتمية انهيار السلطة أمر محفوف بالأخطار من جهة، وعدم وجود تفسيرات لما يحدث والتفكير بمسارات وبدائل من جهة أخرى، لهذا على قيادتنا الاعتراف بمسؤوليتها بأن معالجة مظاهر المرض بدلاً من المرض نفسه قد يتسبب في موت المريض.
غوفشطاين يحرق الكنائس
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في الرابع من الشهر الجاري قال رئيس حركة "لهافا" الصهيونية المتطرفة، بنتسي غوفشطاين وفق ما اوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية، وخاصة موقع "ساحة السبت" امام ندوة لطلاب المدارس الدينية، انه "يؤيد حرق الكنائس" وعندما قال له موشيه كلاين، حاخام مستشفى هداسا، انه كمحام "يعتبر ما يقوله سببا لاعتقاله"، رد قائلا " آخر ما يقلقني إذا كانت هذه الحقيقة، فانا مستعد للجلوس في السجن 50 سنة مقابل ذلك". وعمق بيني رابنوفيتش ما قاله كلاين، حين قال لغوفشطاين:"ان ما يقوله يعتبر جنونا". رد رئيس حركة "لهافا":"هل تشكك في ذلك؟.
ما هي دلالة ذلك؟ والى ما يقود دولة التطهير العرقي الاسرائيلية؟ وهل يصب هذا التحريض الاسود على حرق الكنائس والمساجد إلى السلام والتعايش؟ وبالاساس من الذي سمح للفكر الشيطاني التكفيري الصهيوني التجذر في تربة المجتمع اليهودي الاسرائيلي؟ وهل يعكس روح "الديمقراطية" ام الفاشية والنازية؟ وما هو مصير المنطقة في ظل تصاعد الفكر الصهيوني الداعشي؟ أليس هذا هو الفكر وتلك التربية، التي غذت فكر "شباب التلال" و"تدفيع الثمن" وطبعا تنظيم "لهافا"، ودفعت القتلة المستوطنين الى حرق واغتيال الرضيع علي دوابشة وشقيقة احمد ووالديه؟
الافكار التكفيرية الشيطانية الصهيونية، ليست وليدة الساعة، ولا هي طارئة على الفكر السياسي الصهيوني تاريخيا، بل هي النبت الطبيعي والمنطقي للنظرية الصهيونية الاستيطانية، التي ترعرت في احضان الفكر الغربي الاستيطاني، ووسط الجيتوات اليهودية في اوروبا الغربية والشرقية على حد سواء. وما زالت تتغذى من رحم الفكر والممارسة العنصرية لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، ومن المنظمات الصهيونية المتطرفة وحزب الشاي وجمعيات الانجليكانيين المتمسحنين في اميركا وغيرها في العالم.
فكر غوفشطاين، هو الوريث الشرعي للرواية الصهيونية المزورة، والمحاكة بخيوط وسلاسل وترهات النزعة الاستيطانية. حيث لا يمكن لفكر حر وديمقراطي ان يسمح لهكذا دعوات، العيش في حاضنته، وان وجد بعض المتطرفين، يقوم المجتمع المدني بمحاصرتهم، وإغلاق الابواب والنوافذ امام اصواتهم النكرة والمشعوذة.
كما يعلم كل متابع لما يجري داخل إسرائيل وفي الاراضي المحتلة عام 1967، ان جماعات "لهافا" و"تدفيع الثمن" و" شباب التلال" قاموا خلال العقود الماضية بارتكاب حوالي خمسين عملا ارهابيا ضد الكنائس والاديرة، وآخرها في كنيسة "الخبز والسمك" في طبريا في يونيو/ حزيران الماضي. وحدث ولا حرج عن المذابح والاعمال الاجرامية ضد المساجد والمؤسسات الاسلامية في طول وعرض فلسطين التاريخية. وهو ما يؤكد، ان الدولة الصهيونية، بما تعممه من مناهج دراسية تربوية وثقافية استيطانية، وبما تكرسه من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، ومواصلتها سياسة الاحتلال وحرمان الشعب العربي الفلسطيني من ابسط حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة، وتعمقها السياسات والممارسات العنصرية، جميعها عوامل تؤصل لترعرع وتمدد وتوسع الافكار الشيطانية، وخنق اي بادرة للتعايش والسلام بين اتباع الديانات السماوية ومعتنقي النظريات والمدارس الفكرية الوضعية، وبالتالي ترسيخ خيار العنصرية والفاشية الاسرائيلية، التي ستلتهم الاخضر واليابس في فلسطين التاريخية، وتحول دون بناء اسس السلام العادل والممكن بين شعوب المنطقة، وتقتل خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
أمام هذا الفجور العنصري والفاشي لغوفشطاين واقرانه في حكومة نتنياهو، يتوجب على المسيحيين والمسلمين وكل انصار السلام في العالم التصدي لافكاره الخبيثة والمريضة، وملاحقته في كل مكان. وعلى اميركا واوروبا ككل وكل دولة على انفراد اتخاذ ما يلزم لكبح الافكار الفاشية والمعادية للتسامح وحرية الاعتقاد والرأي على حد سواء، ودفع خيار التسوية السياسية للامام، إن كانوا معنيين بالسلام والتعايش بين شعوب المنطقة.
مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق
بقلم: عباس الجمعة – معا
نحن اليوم نعيش في اسوأ مرحلة وخاصة نتيجة نظام المحسوبيات في الفصائل والقوى وأصحاب المراكز السياسية ، حيث يعتقد البعض بأن الامور الرئيسية يجب ان تكون مع المحسوبين عليه فقط ، ومن هنا نرى صفحات التواصل مليئة بالصور واللقاءات لتبدو للشعب أنهم الأكثر وطنية والأقوى انتماءا لفلسطين ، متجاهلين ما يدركه اي مناضل او مواطن بأن كل نشاطاته لم تعد تتناسب ، وهي تزيد من حالة تفكيك أوصال الشعب المنهك جراء ما يتعرض له، بدل التكاتف والتفاعل وتوحيد الاتجاه.
ان اسلوب وسلام البعض المتعالي وهرولة المرافقين وراءه وخلفه ، لا يعلم هذا البعض ان الشعب مل كثيرا منهم، ومن اساليبهم لانهم اساسا أتوا من خارج نطاق النضال وتسلقوا المسؤوليات ، ولكن اقول كل الاحترام والتقدير لمن يعرفون قيمة شعبهم من قادة متواضعين نعتز بهم وبحضورهم .
واليوم اقول اننا في واقع مؤلم ينتظر المجهول ، ومزري بحق، في ظل هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المشهد الفلسطيني ، وتنامي ظاهرة الانتهازية بشكل فظيع حيث أصبحت من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع وأسسه وفصائله وقواه ، و معولا هداما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ ، و لا نعني بكلامنا هذا أن الشعب الفلسطيني لم يعرف هذه الفئة من الناس إلا في زمننا ، فالانتهازية ليست مفهوما جديدا يستخدمه هؤلاء ، بل كان أسلوبا متبعا منذ القدم ، فهي ظاهرة إنسانية خطيرة تطفح بشكل عنيف في النفوس الشريرة و تظهر على السطح في الظروف العصيبة ، ولها عواقبها وانعكاساتها السيئة على المجتمع كسائر الظواهر والآفات الاجتماعية الأخرى ، لأن الانتهازي يحطم نفسية الناس ويفقدها قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف بحيث تضيع المقاييس و المعايير فيتمزق من الداخل و يصبح كالأشلاء بل إن ممارساته الضيقة الأفق تشكل مدخلا يدفع الحزب او التنظيم و بكل ما يملكه من قيم و مثل و إنجازات عظيمة و تاريخ حافل على الصعيد النضالي والوطني إلى هوة تنقية ساحات العمل السياسي من أدران الانتهازيين ، فنحن نتمنى على الجميع العودة إلى التفكير لتفعيل دورهم ، فكفى تعاطي وفق المحسوبيات ، والاستفادة من التجارب السابقة ، مع اقرارنا باستمرار تراكم عوامل الأزمة البنيوية بأبعادها السياسية والاجتماعية ، فيجب علينا مواجهة مفاهيم وأدوات السيطرة والاستبداد والخضوع التي دفعت بدورها الى مزيد من الحرمان ، لانه اصبح الانتماء الجهوي بديلا عن الانتماء الوطني ، في مناخ عام تسوده روح الإحباط والنفاق ، بديلا لروح المقاومة والشجاعة والتغيير ، وهذا كله كان عامل مؤثر على المجتمع الفلسطيني في معظمه .
ولكن رغم كل الظروف نقول ان هناك مناضلين متمسكين بمسيرتهم النضالية من خلال الثبات والتضحية دفاعا عن المشروع الوطني الفلسطيني ، وعن وحدة الأرض والشعب والقضية ، وهذا يستدعي من الجميع أن يقوم عبر العمل السياسي المنظم والجماهيري المتجدد في وسائله وأدواته التنظيمية والفكرية ، لمعالجة المناخ المأزوم في اطار رؤية سياسية ديمقراطية موحدة ، تستجيب لمعطيات العصر، وتشكل أرضية ننطلق منها على طريق الحضارة البشرية المعاصرة ، مشاركين فيها ، لا عبيداً لأدواته ، لأن التنظيم أي بمعنى الاسترشاد بالفكر المنهجي الجدلي، ويلتزم مصلحة الأغلبية التي تناضل من اجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بينما التنظيم الذي يقوم على أساس المحسوبيات الولاءات والانتماءات العشائرية على حساب الانتماءات الوطنية لا يمكن ان ينجح ، حيث تضرب الكثير من القيم الايجابية ، وخاصة في ظل ما يشاع من السلوكيات الكذب والدجل والنفاق من خلال استغلال تعينات فئوية ،وشيوع حالة واسعة من عدم الثقة،وغياب الشفافية والمساءلة والمحاسبة.
نحن أمام ازمة شاملة أخلاقية،وطنية وسياسية،وهذا الأزمة سببت في حدوث انهيار مجتمعي، وهنا السؤال ماذا عملت الأحزاب والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني من أجل حماية النسيج المجتمعي الفلسطيني من التفكك والإنهيار، فعندما نجد فئة الشباب،وهي الفئة الحية من المجتمع الفلسطيني،تصل نسبة عدم الثقة عندها الى أكثر من 80 %،وكذلك النسبة المرتفعة من الشباب التي تريد ترك البلد والهجرة،وعدم وجود أساس عدل إجتماعي، اضافة الى الكثير من الشيوع للمفاهيم والقيم السلبية،يثبت ان هناك خلل جوهري،بحاجة الى علاج جدي،وهذا الخلل القيادة هي المسؤول المباشر عن ذلك،ولكن البنى السياسية والمجتمعية الأخرى،تتحمل مسؤولية هي الأخرى في هذا الجانب،فنحن على سبيل المثال نشهد في ظل ضعف وتراجع دور الفصائل والقوى والأحزاب ،شيوع تراتبية إجتماعية مقلوبة،أي حلول العشائرية محل القوى الوطنية والقيادة السياسية التي حضنت تلك العشائر،وعملت على تقوية دورها ووجودها في المجتمع، وأصبحت تلعب دوراً بارزاً ورئيسياً في معالجة القضايا والخلافات والمشاكل الاجتماعية،وفق رؤيتها وتصوراتها وبما يخدم اهدافها ومصالحها، وفي أغلب الأحيان الحلول ترقيعية ولا تعالج جذور المشكلة،بل تقوم على "الطبطبة، ولملمة المشكلة، وغالباً تكون المعالجة،حتى لو كانت المشكلة لها ذيول وتداعيات كبيرة، قائمة على النفاق وسياسة التخجيل، ولتنتهي بما يسمى بالكرم والتسامح العربي الأصيل كشعار وعنوان، يخفي تحته كذب ونفاق ودجل،حيث فنجان القهوة رأسمال المشكلة،ونحن لا ننكر أن القيادات العشائرية تلعب دوراً مهماً في محاصرة ولجم تداعيات وتطورات المشاكل الإجتماعية،ولكن بالضرورة أن يكون هناك قانون،يطبق ويلجأ إليه في حل المشاكل الإجتماعية والخلافية بين أفراد المجتمع.
إن وقفة التأمل الايجابي التي نريدها، دعوة إلى التعمق في رؤية ما نحن عليه بصورة نقدية وتشخيص واقعنا بلا أية رتوش أو زيف، بعيداً كل البعد عن الاستخفاف أو المكابرة، نأمل ان لا يدعو إلى السكون، بل ينطلق من نبضات قلب المناضلين وحركتهم الصاعدة في إطار الحراك السياسي الاجتماعي العام، الوطني والديمقراطي على الصعيد الفلسطيني ، والارتباط العضوي الوثيق بالمشروع التقدمي القومي العربي، إذ لم يعد هناك أية إمكانية للحديث عن تطور وتقدم المشروع الوطني الفلسطيني بانفصاله عن الحامل القومي العربي، أقول ذلك، رغم شدة التباعد أو الانفصام الراهن بين الوطني والقومي.
إن تكامل أشكال النضال المختلفة السياسية والاقتصادية والكفاحية والإعلامية والجماهيرية كلها معاول يجب أن تستخدم بطريقة واعية وعلمية واستثمارها بأعلى طاقة ممكنة من الكفاءة ووضوح الرؤية.
ومن موقع ايماننا بالفكر الثوري الديمقراطي لوعي الماضي والحاضر والمستقبل، يجب أن تقوم القوى والاحزاب والفصائل في بلورة الرؤية والتحليل والعلاج، وتنقل الوعي إلى قوة فعل سياسي اجتماعي منظم، رغم قناعتنا باهمية تحقيق نهضة عربية كبيرة تتلاءم مع حجم طاقات الأمة العربية وإمكاناتها وتراثها وحضارتها.
وفي ظل هذه الظروف التي نواجه فيه الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية التي تحاول زرع الارهاب التكفيري في المنطقة وقتل الشعوب من اجل الوصول الى تفتيت المنطقة ، اتت نتيجة تراكم أزمة حركة التحرر العربية منذ عقود طويلة، وهو تراكم تتجدد فيه عوامل الهبوط السياسي والتشوه المجتمعي والتخلف العام، مع تزايد التبعية بكل أشكالها، ولكن الإشكالية الكبرى ان تضخم هذه الأزمة لم يكن ممكناً لولا ذلك القصور السياسي لأطراف حركة التحرر العربية، وقصور أحزابها وفصائلها عن قيادة عملية التغيير من أجل تجاوز الواقع الراهن.
لذلك ونحن نرى صمود قوى المقاومة في المنطقة في مواجهة الهجمة الاستعمارية الارهابية ، تتطلب من جميع الاحزاب والقوى العربية استنهاض طاقاتها والعمل من اجل اقامة جبهة شعبية عربية مقاومة من أجل التصدي لمسؤولياتها وتوحيد جهودها في هذه الظروف، وفي مقدمة مهامها في هذه المرحلة مواجهة الهجمة المعادية على دول المنطقة ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومواجهة عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ونحن امام هذه المخاطر نتطلع الى وحدة القوى اليسارية والقومية العربيه ، لمواجهة الأزمة المستعصية في الواقع العربي والحوار مع القوى الإسلامية المتنورة ، بغض النظر عن الاختلاف على المستوى الإيديولوجي ، لاننا نحن نميز بين التيار الإسلامي المقاوم للمشروع الإمبريالي الصهيوني, وبين التيار الظلامي الاستئصالي التكفيري الذي يرفض الحوار ويعتبر نفسه البديل المطلق لكافة التيارات الأخرى الفاعلة في الواقع العربي.
ان طريق الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لمواجهة السرطان الصهيوني، شرط أن تقوم على أساس سياسي واضح، وعلى أساس ديمقراطي، لأن المرحلة السياسية الراهنة ليست ذاتها التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبالتالي الشيء الطبيعي أن تختلف وسائل وأشكال النضال، وأولويات النضال وفقاً للظروف المناسبة، وعلى الفصائل والقوى الفلسطينية أن تقرأ اللوحة الدولية بكل تضاريسها كي تعرف أين موقعها في هذا الصراع الدائر على مستوى العالم، وابتداع الأشكال النضالية المناسبة، كما عليها أن تدرك أن هذا التوازن الآن، بل الاختلال بتوازن القوى الدولية ليس إلا مرحلة سياسية قد تقصر أو تطول، ولكن ليس على ارضية تقديم تنازلات مجانية او محاولة الذهاب الى فصل قطاع غزة عن الضفة او القبول بدولة مقطوعة الاوصال او التخلي عن حق العودة والقدس ، إنما عليها أن تؤسس لحركة وعي وطنية جديدة لدى الإنسان الفلسطيني ، مضمونها بعث الهوية الوطنية بصورة جيدة، والعمل نحو الافضل وان تتخطى بعض الأخطاء الكبيرة، فالشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الذي يتعرض فيها لعدوان وحشي بربري استيطاني فاشي يحرق الارض والانسان ، يطالب اولا بالوحدة الوطنيه وانهاء الانقسام حتى تبقى فلسطين هي الهدف، والهدف الراهن والاستراتيجي، فلا نجعل من خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية على السلطة والتي هي تحت الاحتلال مجالاً لانتصار الآخر علينا.
وفي هذه اللحظات التي يتعرض له شعبنا الفلسطيني الى سياسة تقليص خدمات الاونروا من اجل الوصول لانهاء خدماتها باعتبارها الشاهد على نكبة فلسطين فأننا نؤكد على اهمية استنهاض طاقات شعبنا لرفض تقليص الخدمات والتمسك بالاونروا ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير الاموال اللازمة ، والتأكيد على التمسك بحق العودة باعتباره هو حق طبيعي، وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به، فالمسألة واضحة كالشمس، هناك لاجئون أرغموا على ترك أرضهم وديارهم، لهم الحق في العودة كحق طبيعي، ولهم الحق في العودة وفق القرار الاممي 194، وهو قرار يجيز لهم العودة ، والمنطق الطبيعي أن يعودوا لا أن يحل مكانهم مستوطنون قادمون من آفاق الأرض، وعليه فنحن ننظر إلى حق العودة كأساس وجوهر للقضية الفلسطينية، ولا حل سياسي بدون ربط حق العودة بالأرض والوطن وبمنظمة التحرير الفلسطينية الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني.
ختاما : لا بد من القول ان تجسيد الالتزام الذاتي والموضوعي بمبادئ نضالنا الوطني والثوري، بوعي وعبر الممارسة الروح والأخلاق الرفاقية التي تحلى بها كل القادة الثوريين على طريق تحقيق واستعادة الدور الطليعي لفصائل واحزاب حركة التحرر الفلسطينية والعربيه من اجل تحقيق أهدافها في التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، حيث ما زلنا نقرأ نتعلم من سفرٍ الثورة، كيفية العطاء والتواضع ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وعن الشعوب العربيه وعن كل إنسان حر في العالم.