Haneen
2015-12-13, 01:11 PM
<tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v «سلطة» الطفل الغريق
الكرامة برس /مايا الحاج
v جعجعة دولية من دون طحين سوري
الكرامة برس /لؤي حسين
v منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة الغائبة
الكرامة برس /نبيل السهلي
v دحلان وهنية صديقاي والقائد مروان وتعب السنين
الكرامة برس /د. طلال الشريف
v سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (3)
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
v لاستعادة ابتسامة لاجئ
الكرامة برس /ايمان موسى النمس
v "دولة فلسطين" معتقلة منذ 3 سنوات بدرج الرئيس..كفى!
صوت فتح/ حسن عصفور
v لغز اختطاف الاربع شبان من غزة
صوت فتح/ سهيلة عمر
v الصغار في لعبة الكبار...!!
صوت فتح/ سميح خلف
v لاستعادة ابتسامة لاجئ
صوت فتح/ ايمان موسى النمس
v الحق فوق القوة، والامة فوق الحكومة
صوت فتح/ د.حنا عيسى
v العرب يذبحون سوريا ويتاجرون بمعاناة أبنائها
امد/ راسم عبيدات
v إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية
امد/ د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
v العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
امد/ مروان صباح
مقـــــــــــــــــالات
«سلطة» الطفل الغريق
الكرامة برس /مايا الحاج
هو الطفل مرّة أخرى يدفع ثمن «لعبة» الكبار. أقول لعبة وليس حرباً، لأنّ التاريخ علّمنا أنّ الحروب تبدأ ثمّ تنتهي، لكنّ الحرب في عالمنا العربي لا تعرف لها نهاية. وعلى كثرة ما اعتادت أعيننا مشاهد المجازر والدماء، لم تعد «الصورة» تؤثّر فينا. العادة أسقطت النظريات. الصورة لم تعد تُمارس «سلطة» الفعل، ولا تحضّ على ردّ الفعل، على ما يقول الباحثون ممن اشتغلوا على مهوم الصورة والميديا.
لكنّ الشاشات أرادت أن تضعنا أمام تحدٍّ جديد، أو أن تختبر ما تبقّى فينا من إنسانية. فلم تعرض صور أشلاء «مُستهلكة»، ولا دماء سائلة، إنما صورة طفل «نائم» على شاطئ رملي. يرتدي بلوزة حمراء وشورت أزرق وصندال رمادياً، كأنه ذاهب في نزهة.
ينام الصغير بوضعية الساجد، ملتحفاً السماء بامتدادها اللانهائي. لوهلة، يظنّ المشاهد أنّ المنقذين أسعفوه وتركوه يغفو قليلاً لعلّه يرتاح من عناء سفرٍ ثمّ غرقٍ في بحر مجهول.
صورة الطفل السوري التي هزّت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عربياً وعالمياً، هي الأعنف بين صور الموت الكثيرة. نقول هذا ونحن ندرك في سرّنا أنّ الواقع العربي لا يبخل علينا بمفاجآته الكثيرة، فكلّما قلنا أنّ القسوة بلغت ذروتها في هذا المشهد أو ذاك، وصلتنا صور أحدث وأقسى وأعنف. ونستدرك هنا مقولة بديعة لباشلار في كتابه «الأرض وأحلام الغفوة»: «الموت هو أولاً صورة، وسيظلّ دوماً كذلك». ولو أردنا البحث في مشهدية هذه الصورة التي غَزَت شاشات التلفزيون والمواقع أول من أمس، لوجدنا أنّ «قسوتها» تكمن في هدوئها. لا دماء تُلطّخ الجسد الصغير، ولا كدمات تشوّه الوجه الملائكي، بل إنّ وجهه لا يظهر. وجهه مدفون في الرمل او الموج، كأنه أراد، وهو يموت، أن يخفي ملامحه عن العالم، لكي يكون «طفلاً» - طفلي او طفلك - بدلاً من أن يكون مجرد صبي سوري «غريب».
الغريق الصغير أعاد للصورة سلطتها الفعلية، ومن يراقب ردود فعل المشاهدين على الفيديو الذي تناقلته كلّ القنوات والمواقع يُدرك جيداً أنّ الذات الإنسانية سقطت أمام مشهد الموت. وهذا ما يتقاطع مع مقولة الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه في كتابه «حياة الصورة وموتها»: «كلما امّحى الموت من الحياة الاجتماعية غدت الصورة أقل حيوية، وأصبحت معها حاجتنا للصور أقل مصيرية».
غريق تركيا الصغير ليس الطفل الأوّل الذي يموت «عبثاً» في بلادنا، ولن يكون الأخير، لكنّ صورته صامتاً، طريح الماء والرمل، ستظلّ تنكأ جرحاً ما في قلوبنا كلّما شاهدنا طفلاً يلهو على الشاطئ.
جعجعة دولية من دون طحين سوري
الكرامة برس /لؤي حسين
تكثر في الآونة الأخيرة أصوات في غير مكان موضوعها سورية وكيفية إنهاء الأوضاع فيها: اجتماعات، تصريحات، مبادرات، لقاءات، تسريبات، مجلس الأمن، الدوحة، طهران، موسكو، وبعض من حركة هنا وتحرك هناك، وإشاعات يتكرس تأكيدها بالتواتر الإعلامي فقط، كزيارة السيد علي مملوك، مدير مكتب الأمن الوطني السوري، السعودية وعُمان. وتكثر إزاء ذلك التحليلات والتوقعات من جانب الصحافيين والمحللين والباحثين والمعارضين. وغالبية هذه التحليلات تستبشر قرب انتهاء الأزمة السورية، وإن بسيناريوات مختلفة يقارب بعضها حدود الخرافة.
لكنني أعتقد أن كل ذلك ليس غير جعجعة من دون طحين، كما يقول المثل الشهير. فإذ لا يختلف كثيرون على أن مبادرة السيد دي ميستورا لن تكون سوى مجاراة لزمن القتال إلى أن يحين إيقافه، وهذا يعني بعرف الأمم المتحدة تكريس ملف دائم للقضية السورية، فورشات العمل التي تقوم عليها المبادرة لن تتمكن سوى من إنتاج أوراق ووثائق يتطلبها «ملف القضية السورية» هذا. وقد لا يتأخر الوضع كثيراً حتى تُنشئ المنظمة الدولية هيئات ولجاناً دائمة لهذا الملف وغير ذلك من حاجيات التحول لتكون قضية ذات ديمومة غير مُقرّة، بل حتى عقد مؤتمر جنيف ٣، الذي يتم الحديث عنه ضمن هذا الضجيج، والذي من المفترض أن يُعقد بعد انتهاء عمل الورشات الأربع، من المؤكد أنه مثل سابقه لن ينتج عنه شيء مهم، إلا ربما وثائق جديدة تضاف إلى وثيقة جنيف التأسيسية.
غير أن الجعجعة الأعلى هي تلك التي تصدر من العاصمة الروسية، موسكو، التي تشهد تحركات مكثفة وعالية المستوى يشارك فيها حتى الرئيس بوتين من خلال لقاءاته مع زعماء ومسؤولين عرب ودوليين، إضافة إلى الاجتماعات التي عقدها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، مع وزراء خارجية آخرين، في مقدمهم جون كيري، الوزير الأميركي، وكذلك الاجتماعات التي عقدها معاونه السيد ميخائيل بوغدانوف، وأهمها اجتماعه في طهران بوزيري الخارجية الإيراني والسوري، واجتماعه بالسيد مايكل راتني، المبعوث الأميركي إلى سورية. هذا إضافة إلى تصريحات مسؤولي الخارجية الروسية بأنهم يعملون في شكل جدي على عقد موسكو ٣ تمهيداً لجنيف ٣.
تُظهر التحركات والتصريحات الروسية كأن الموضوع السوري قد وُضع جدياً على سكة الحل، وتكثر في خضم ذلك تسريبات عن قبول روسي بتنحي الأسد، وأخرى عن توكيل أميركي لروسيا بحل الأزمة السورية، وغير ذلك من حكايات وروايات تُظهر مسارات الصراع كأنها تحت السيطرة المطلقة، وأن إنهاء هذه المسارات ما زال متاحاً بيسر وسهولة، وأن طهران ستكون مفتش المحطة لهذه السكة، وأن إسرائيل لا علاقة لها ولا دور ولا مشورة بكل ما يجري.
يقوم العرض الروسي المدعوم إيرانياً على أن الإرهاب يجب أن يكون على رأس أولويات الاشتغال الدولي، بخاصة في سورية، وأن الخط البياني لتنامي «داعش» ما زال صاعداً، وأن التحالف الدولي الحالي ضد «داعش» غير قادر على ردعه أو إيقاف تمدده خارج حدوده قبل تشكيل التحالف، أي في العراق وسورية. بل وصل وجوده وعملياته إلى أكثر من بلد خليجي، فضلاً عن مصر وليبيا، وأخيراً تركيا. وهذا كله يقتضي بالضرورة، وفق موسكو، تشكيل تحالف دولي أوسع ضد الإرهاب (يمكن أن تشارك فيه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لكن روسيا لا تسعى إليه ضمن إطار المنظمة الدولية)، يكون النظام السوري شريكاً رئيساً فيه باعتباره صاحب أرض الصراع الأساسية مع «داعش»، وصاحب العدّة العسكرية الأهم بين أطراف الميليشيات الموجودة في سورية وربما في العراق. والزبدة في ذلك أن روسيا جاهزة، مع إيران، لضمان مشاركة النظام في مثل هذا التحالف والإشراف عليه وتزويده بالسلاح اللازم. وأنه تسهيلاً لهذا الأمر، فإن روسيا قادرة، إضافة إلى إيران، على إقناع النظام السوري بالمشاركة بتسوية مع معارضيه استناداً إلى وثيقة جنيف، بل ضم مجموعات «الجيش الحر» إلى هذا التحالف بعد تجميد صراعها مع النظام.
الخطة الروسية لتحقيق ذلك تنطلق من إضعاف الثقل الأميركي، وثقل مجموعة «أصدقاء سورية»، في الموضوغ السوري من خلال أطروحة توحيد المعارضة في وفد واحد مقابل النظام، وذلك بعد اعتماد مؤتمر موسكو مجموعات سياسية موالية للرئيس الأسد على أنها قوى معارضة، وهذا من شأنه إضعاف موقع الائتلاف السوري كـ «ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري»، وفق اعتراف دول مجموعة «أصدقاء سورية»، والمكلف النطق بما تقول الدول المصنّعة له.
لكن المبادرة الروسية عموماً لا تتعدى تشكيل حكومة موسعة، تعطى لها الصلاحيات الاقتصادية والاجتماعية، وإبقاء الصلاحيات العسكرية والأمنية بقيادة بشار الأسد وتصرفه، لأن أي تغيير في هيكلية المؤسستين العسكرية والأمنية، أو أي تغيير في قياداتها، وفق الرؤية الروسية والإيرانية، سيعطي فرصة أكيدة لانتصار «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى في سورية وفي دمشق تحديداً (أي هي الشروط ذاتها التي عرضها علينا النظام عبر وسطاء منذ أكثر من سنتين، ورفضناها حينذاك).
وترى موسكو، إضافة إلى الأخطار التي ستنجم عن أي مساس بتركيبة نظام الحكم في سورية، أنه لا يوجد أي بديل كفء للنظام، كما لا يوجد أي كيان عسكري يمكن أن يكون بديلاً عن مؤسسة الجيش السوري في مواجهة «داعش». هذا الرأي توافقها عليه واشنطن وغالبسة دول «أصدقاء سورية»، ما يجعل بعض دول الإقليم تقول أنها لا تشترط تغيير جميع قادة الحكم السوري بل تكتفي بتنحية الرئيس الأسد والإتيان بأي شخص بديل عنه، حتى لو كان علوياً! فتؤكد طهران وموسكو أن ذلك كفيل بانهيار النظام وتحوّل دمشق إلى فوضى عارمة، وهذا أيضاً توافقها عليه واشنطن وعدد من العواصم الغربية.
خطر شد الحبال هذا الذي يُمحور موضوع الأزمة السورية حول «داعش» والأسد لا يقتصر على استبعاد مطلق لإرادة السوريين، بل يزيح أساس الصراع من كونه صراعاً على الحقوق والحريات بين النظام ومعارضيه، إلى مجرد صراع مع الإرهاب أو عقاب لرئيس خرج عن الطاعة.
ما عرضته أعلاه ليس موقفاً من المبادرة الروسية بل رأي فيها، إذ على رغم قناعتي المطلقة بعدم وجود أي إمكان لحل الأزمة السورية بعدما تبددت مقومات الحل، فإنني لست ضد نجاح المبادرة أو المساعي الروسية إن كان يمكن أن ينجم عنها عمل جدي لإنهاء الأزمة السورية. لكنني لا أرى في هذه المساعي سوى محاولة روسية لاقتناص فرصة بهدف انضمامها إلى النادي الدولي وكسر العزلة الدولية عنها. وقد لا تكون كل هذه التحركات الدولية سوى إجراء جردة حساب دولية لإعادة رسم الحدود والتخوم بعد متغيرات ميدانية مهمة، ليس في سورية فقط بل في غير بلد عربي يشهد صراعاً مسلحاً، وبعد مضي سنة على بدء عمليات التحالف الأميركي ضد «داعش»، إضافة إلى إعادة التموضع الدولي في المنطقة بعد الاتفاق النووي مع إيران.
منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة الغائبة
الكرامة برس /نبيل السهلي
طرح تحديد موعد عقد جلسة استثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني في مدينة رام الله في 15 و16 أيلول (سبتمبر) الجاري، لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أسئلة مشروعة بشأن مستقبل منظمة التحرير والنظام السياسي الفلسطيني، خاصة في ظل الانقسام الفلسطيني على رغم المصالحات الهشة.
شكلت اتفاقات أوسلو التي وقعت في 13 أيلول 1993 تحوّلاً نوعياً في التجربة السياسية الفلسطينية، وتمت صياغة النظام السياسي من جديد في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم التعبير عن ذلك من خلال إنشاء السلطة الفلسطينية في ربيع عام 1994، لتصبح حركة «فتح» حزب السلطة بعد أن كانت منذ عام 1969 حزب الثورة الفلسطينية خارج فلسطين، الأمر الذي أدى بدوره إلى كسر قاعدة التمثيل السياسي الشامل الذي تمتعت به منظمة التحرير، حيث اعتُبرت منذ عام 1974 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، في مقابل ذلك اعتبرت السلطة الفلسطينية أحد أهم معالم اتفاقات أوسلو-التي رفضتها حركة «حماس» وقوى فلسطينية أخرى-، فضلاً عن كونها سلطة ناجزة في الضفة والقطاع تسعى إلى تحسين ظروف المجتمع الفلسطيني في المجالات كافة، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية في المناطق الفلسطينية المحتلة في حزيران (يونيو) 1967.
يجمع متابعون بأنه لا جدوى سياسية حقيقية من انتخاب لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير، نظراً إلى عدم وجود إجماع وطني لعقد اجتماع المجلس الوطني من جهة، وحالة الانقسام المكرسة عملياً على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة، من جهة أخرى. فمن باب أولى عقد مصالحة فلسطينية والاتفاق على إستراتيجية سياسية لمواجهة السياسات الإسرائيلية التي تعصف بالقضية الفلسطينية، ومن ثم العمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة هيكلة منظمة التحرير، وفق أولويات تمليها المصلحة الوطنية بعد فشل الأجندات الضيقة للأحزاب والفصائل الفلسطينية.
الثابت أن الشعب الفلسطيني عانى منذ صيف عام 2007 من تداعيات الانقسام الحاد بين القوى والفصائل المختلفة، وبشكل خاص بين حركتي «فتح» و «حماس». وعلى رغم الحديث المتكرر عن إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني المرير، بعد تشكيل حكومة التوافق في تموز (يوليو) من العام الماضي، بيد أن المتابع بات على يقين من وجود معوقات أساسية تحول دون ترسيخ مصالحة حقيقية. ومن بين تلك المعوقات الضغوط الخارجية من جهة وغياب القوة الصامتة عن توقيع الاتفاق وبالتالي الشراكة السياسية، ومحاولة أصحاب المصالح والامتيازات التي تولدت بفعل تداعيات الانقسام، الإبقاء على الجغرافيا السياسية المستحدثة في كل من الضفة وغزة، فضلاً عن المصالح الضيقة التي فرضتها التحولات في المشهد العربي، وانسداد أفق المفاوضات مع إسرائيل.
وفسرّ محللون أن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية التي يرأسها رامي الحمدالله كان بمثابة عملية تكيف، وإدارة أزمة لحالة الانقسام الذي امتد لثماني سنوات (2007-2015)، في وقت يتطلب فيه الظرف السياسي الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية بتفاصيلها المختلفة.
فمن جهة استصدرت إسرائيل خلال السنوات المذكورة حزمة من القرارات التي من شأنها الإطباق على مدينة القدس. وفي هذا السياق تشير تقارير إلى أن إسرائيل استطاعت السيطرة على 93 في المائة من مساحة القدس الشرقية، ناهيك عن بناء طوقين من المستوطنات يحيطان بالمدينة من الجهات الأربع ويقيم فيها نحو 185 ألف مستوطن إسرائيلي. وقد تم طرد آلاف المقدسيين بعد قرار تهويد التعليم في المدينة قبل ثلاث سنوات. واستغلت إسرائيل حالة الانقسام لتجعل من النشاط الاستيطاني العنوان الأبرز في سياساتها اليومية. الأمر الذي أدى إلى سيطرة كبيرة على أراضي الضفة الغربية لصالح المستوطنات الإسرائيلية التي وصل عددها إلى 151 مستوطنة يعيش فيها أكثر من 350 ألف مستوطن.
وكنتيجة مباشرة لحالة الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني، أصبحت مؤشرات البؤس هي السائدة بين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة. فقد وصلت معدلات البطالة إلى نحو ستين في المئة في قطاع غزة، وارتفعت بعد العدوان الإسرائيلي في صيف العام الماضي. ونتيجة ذلك باتت الخيارات التعليمية والصحية ضعيفة، فمن أصل مليون وستمائة ألف فلسطيني في قطاع غزة يعيش 60 بالمئة تحت خط الفقر.
المشهد السياسي الفلسطيني يبدو رمادياً مع استمرار حالة الانقسام الحقيقي على الأرض، وعدم وجود إرادة سياسية صادقة لإنهائه، وبات من الضروري تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة للفصائل، وخصوصاً في ظل انكشاف صورة إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة والقطاع، أو إزاء الأقلية العربية في إسرائيل.
وثمة عوامل تساعد على تعزيز الاعتراف بفلسطين كدولة في المؤسسات الدولية، وفي مقدمة هذه العوامل إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وترسيخ مصالحة بالأفعال وليس بالأقوال، ومن ثم التوجه بخطاب سياسي دبلوماسي موحد وجامع بعد وضع برنامج وإستراتيجية سياسية وتنظيمية مشتركة.
وفي هذا السياق لا يمكن أن تكتمل دائرة المصالحة الحقيقية، وتفعيل دور منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وضخ دماء جديدة فيها، من دون مشاركة واسعة من الأغلبية الصامتة من الفلسطينيين في الداخل والشتات، ونقصد بالقوة الصامتة الفعاليات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين. وبذلك يمكن الحديث عن إمكان القيام بدور فعّال لمنظمة التحرير وأطرها المختلفة، لجهة حماية المشروع الوطني ورسم مستقبل الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الثابتة.
وقد يكون ذلك بمثابة جدار متين في مواجهة الرؤى والتصورات الإسرائيلية، التي تسعى إلى تغييب دور منظمة التحرير، المغيبة أصلاً منذ اتفاقات أوسلو، وفي الوقت ذاته جعل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة «حماس» في غزة مجرد شرطي لحماية إسرائيل واحتلالها الأرض الفلسطينية.
ويجمع محللون أن الإبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني يخدم الموقف الأميركي والإسرائيلي، الرافض أساساً لاتفاق المصالحة، الذي جاء على خلفية هواجس عديدة، في مقدمها أن هذا الاتفاق سيكون بمثابة طوق نجاة للحد من الضغوط الإسرائيلية والأميركية على الفلسطينيين، ويرفع في الوقت نفسه من سقف الخطاب السياسي الفلسطيني، بعد مفاوضات عبثية امتدت أكثر من عقدين من الزمن، بحيث يكون من السهولة بمكان المطالبة بتفكيك معالم الاحتلال، ومنها المستوطنات، عوضاً عن تجميدها، وكذلك تمكن المطالبة بتطبيق قراراتٍ دوليةٍ صادرة، ومنها القرارات المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين، والسيادة على المياه الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل، واعتبار المستوطنات غير شرعية، وتطبيق القرارات الدولية القاضية بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، خصوصاً بعد أن أصبحت فلسطين عضواً في العديد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
التحديات الجمة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب الإسراع بعقد مصالحة فلسطينية حقيقية تتعدى الاحتفالات الشكلية، بحيث يشارك فيها الكل الفلسطيني، لإنهاء حالة الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية من دون رجعة، نزولاً عند مطالبات الشعب الفلسطيني، عوضاً عن البحث عن تطور كيانين في قطاع غزة والضفة الغربية، بمسميات فلسطينية كئيبة.
دحلان وهنية صديقاي والقائد مروان وتعب السنين
الكرامة برس /د. طلال الشريف
ولأني ابن مرحلتهم ومارست العمل السياسي والوطني ولست في مواقعهم لأني من فكر آخر وكنت في حزب عريق آخر لا يمارس أداتهم النضالية ولا يمتلك شعبية أحزابهم رغم أنني مختلف عنهم في مجال العمل والمهنة والدراسة وإلى حد ما في نوع الثقافة وكما قلت الفكر وهذا قد أتحدث به في مقال آخر، أما هنا فسأتحدث بما هو قاسم مشترك بيني وبينهم ألا وهو الطبقة الاجتماعية التي انحدرنا منها جميعنا وهي الفقر والقاسم المشترك الثاني وما نحن نعمل به الآن أربعتنا وهو العمل السياسي والوطني أكاد متيقنا من دافع الصدق الذي أنطلق منه لإنصاف هؤلاء الرجال وتعب السنين الذي غلف حياتهم وأضاع من أعمارهم وأسرهم وراحة البال التي فقدوها في بادرة غريبة للحديث عن السياسيين من طرف السياسيين الذين يتحدثون عن الآخرين من غير أحزابهم بصدق واحترام وبلا حسد بل بفخر واعتزاز.
وهنا لن نناقش مآخذ وسلبيات وأخطاء هؤلاء الابطال ولن نحاول قراءة هذه النسب وحيثياتها وتبدلاتها للمستقبل ولن نتحدث عن أشياء يتحدث عنها الجمهور كما يريد بل سنتحدث عن جانب "حياتي إنساني" في مسيرة هؤلاء الأبطال.
الدافع وراء كتابة هذا المقال هو تربع مروان وهنية ودحلان على قمة المرشحين للرئاسة الفلسطينية حسب استطلاع مركز القدس للإعلام والاتصال ومن سيخلف الرئيس عباس إذا ما أجريت انتخابات رئاسية الآن.
لا تربطني علاقة بمروان البرغوثي سوا أنني مواطن فلسطيني تابع مسيرة هذا الرجل منذ أن لمع نجمه في الدفاع عن برنامج حزبه حركة فتح مع بدايات نشوء السلطة الوطنية التي بنيت على اتفاق السلام لمرحلة أوسلو وطول مدة أسر مروان البرغوثي قبل وبعد أوسلو حين غير مروان موقفه من أوسلو واستأنف العمل المقاوم وخكم عليه بالسجن المؤبد مضاعفا ومغلظا بالسنين الطوال وكم عانى هذا البطل من العذاب والسجن والترحيل وكابد في حياته وسجنه ومحاولات اغتياله وحرمانه من أسرته وكم عانت أسرته وزوجنه وهي تطوف الأرض لتشرح قضية فلسطين وقضية زوجها وكيف كبر الأولاد وتزوجوا في غياب والدهم مثل كثير من القادة الفلسطينيين خلف القضبان والأسر وأحيانا وصل بهم الاهمال من قبل المتنفذين في السلطة حد القطيعة ولذلك ينصف شعبنا هذا القائد مروان البرغوثي ونعتز برأي شعبنا في خياراته ونتمنى أن تتاح لهذا الشعب الفرصة للتعبير عن رأيه في الانتخابات القادمة.
اسماعيل هنية صديقي واعتز بصداقته نختلف معه أو نتفق يحمل رؤيا مغايرة لرؤيتنا ولكنه جاري ورفيق الصبا في نادي خدمات الشاطئ وابن حارتي ورفيق الفقر المدقع الذي عشناه في أزقة مخيم الشاطئ يوم كنا نجري حفاة وكبرنا وأصبحنا لاعبين كرة قدم ولا نملك حذاء للعب به وليس لدينا ما يسد الرمق، هنية هو قائد حماس في غزة والضفة الغربية أيضا وكابد الأسر والسجن ومعاناة الأهل والأسرة والغياب عن الزوجة والأطفال ومحاولات الاغتيال وثلاثة حروب شرسة هدم فيها بيته وتعرض لضغوطات كبيرة في الاختباء وتغيير المكان عن أعين العسس والمخبرين للصهاينة وحمل مسؤوليات حركته في أوقات الشدة وتلاطم الأمواج العاتية في فلسطين ومن حولها.
محمد دحلان هذا الصديق الحبيب المقرب إلى القلب ليس لي فقط بل لأبناء شعبه وبعد كل مؤامرات التشويه وتلك المعاناة في السجون الابعاد واتحادنا في جذور الفقر أيضا إبن مخيم خان يونس هو القائد الفتحاوي العجيب الذي كلما حاول المناوئون عزله وابعاده عن شعبه ينزل عليهم كالصقر ليحضر لشعبه ما يسد الرمق في وقت الشدة وكان له أن يعيش أفضل مما لو كان رئيسا لفلسطين ومشاكلها ولكنه ابن فلسطين الذي لا يمكنه العيش خارجها فكم هو يتجرع السم ببعده وبالتآمر عليه ووالله لو كان هذا الرجل ساحرا لما استطاع سحر هذا الشعب الذي له حاسة سادسة كما قلنا بالمخلصين له فلو تعرض أي شخص ’آخر في فلسطين لما تعرض له محمد دحلان لانتهى ألف نهاية فقد عاني من الابعاد من سلطات الاحتلال سابقا إلى الاردن فالعراق فمصر فليبيا فتونس وعاد إلى فلسطين ومرة أخرى ابعاد قصري ومطاردة ومحاكمات ومحاولات سحب نيابته التشريعية وتجريده من حقه التنظيمي بطريقة عدوانية وتهم ما أنزل الله بها من سلطان فكيف بالله سيكون الأثر السلبي على عائلته واسرته التي ماانفكت ترحل من دولة لأخرى ويتنقل أبناؤه من مدرسة لأخرى ولم يتهنى بالنوم في بيت له طوال هذه السنين وفقدان تلك الذكريات الجميلة التي تربط الانسان ببيته والولد بمدرسته ولكن شعبنا يعرف ما لا يعرفه الحاقدون يهب في كل استطلاع ليعطي هذا الرجل حق يفتخر به ويفاخر به الفاشلين فيتربع مع مروان وهنية على عرش الرؤساء القاددمين لخلافة أبو مازن وقيادة الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة .
ولأن شعبنا له حاسة سادسة بمعرفة وتقدير الوطنيين الأصيلين لم يتأثروا بكل البروباجندات التي مرت عليهم لقادة وزعماء تصوروا أنهم يملكون أو سيملكون فؤاد هذا الشعب فكان قرارهم في هذا الاستطلاع أن يختاروا مروان وهنية ودحلان وربعوهم على عرش الخلافة. تقدموا أيها الاصدقاء فلكم المجد ولنا الفخر
سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (3)
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
لا أحد من الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية قد نجا أو أفلت من العزل أو من السجن الانفرادي، في الزنازين الضيقة أو في الإكسات البعيدة، في السجون الصحراوية أو الداخلية، بل يكادون جميعهم، السابقون والحاليون واللاحقون من بعدهم، قد تجرعوا من هذا الكأس وذاقوا مرارته، وعانوا من ويلاته، ونالهم منه نصيبٌ وافر، وغصت به حلوقهم، وتألمت نفوسهم، وتقرحت من جدران الزنازين أجسادهم.
ولكن سلطات السجون الإسرائيلية التي تساوي بين المعتقلين في عقابها، ولا تميز بينهم في سياساتها القاسية، ولا تراعي سجيناً ولا تتألم لمعاناة معتقل، ولا تتردد في عقاب الضعيف والمريض، والكبير المسن والمرأة الحامل، والطفل الصغير وذوي العاهات المستديمة، إلا أنها أحياناً تخص بعض الفئات من الأسرى والمعتقلين أكثر من غيرهم، فتعاقبهم دائماً، وتعزلهم أبداً، وتجدد عقابهم، وتطيل فترة عزلهم، وتشدد حبسهم، وتغلو في التعامل معهم، ولا تصغي إلى طلبات إعادتهم إلى أقسامهم، ولا تتأثر بالدعاوى المرفوعة ضدهم، أو بالاحتجاجات الشعبية المنظمة استنكاراً ورفضاً لسياستهم.
لعل العزل الأكثر خطورة، والأطول مدة، والمقصود دائماً، هو العزل الذي يطال رموز المعتقلين، وقادة العمل الوطني داخل السجون، وهم كثيرٌ جداً على مدى سنوات الاحتلال منذ النكبة وحتى اليوم، الذين يشكلون حسب رأي المخابرات وإدارة السجون خطورةً على الأمن القومي الإسرائيلي، نظراً لقوة شخصيتهم، وعظيم تأثيرهم، ودورهم الوطني الكبير في رفع الروح المعنوية للمعتقلين، وعنادهم في مواجهة إدارة السجون، وتصديهم لسياستها، وتصدرهم للأنشطة النضالية كالإضراب عن الطعام، وحالات العصيان والتمرد، فضلاً عن إحيائهم الدائم للمناسبات الوطنية والدينية، التي تثير الحماس وتحض على الوطنية، الأمر الذي يجعل من وجودهم بين بقية المعتقلين مغامرة خطرة.
لهذا تحرص إدارة السجون على عزلهم فرادى وبعيداً في زنازين ضيقة، لأشهرٍ أو لسنين طويلة، يكونون فيها أحياناً رغم العزل مقيدي الأيدي والأرجل، أو مقيدين بسلاسل معدنية إلى حلقاتٍ مثبتة في جدران الزنازين، بقصد عزلهم وفصلهم عن بقية الأسرى، ومنع اختلاطهم معهم، أو الاجتماع بهم ولو صدفةً، وذلك للتخفيف من أثرهم، ومنع انتقال خبراتهم، وتعميم تجاربهم، وصقل شخصيات بقية الأسرى والمعتقلين، بما يجعلهم أقوياء أكثر، وأشداء في مواجهتهم والصمود أمام سياساتهم، خاصةً أن هذه القيادات تعتقد أنها تحمل رسالة، وعندها أمانة يجب أن تؤديها مهما كانت التحديات صعبة، والعقوباتِ شديدةً ورادعة.
يتم عزل هذه الفئة من الأسرى بعيداً عن المعتقلين، ولا يسمح لهم بالتواصل معهم، أو الالتقاء بهم، ويقتصر احتكاكهم على الجنود والحراس الإسرائيليين، الذين يقومون بحراستهم ومراقبتهم، ويحضرون لهم وجبات الطعام الثلاثة، دون أن يسمحوا لأحدٍ من المعتقلين العاملين في المطبخ أو في أعمال النظافة بالاحتكاك بهم أو الحديث معهم، كما تمنع زيارتهم ولقاء المحامين بهم، وغالباً ما تقوم إدارة السجون بوصفهم بأنهم سجناء خطرين، وتثبت هذا الوصف في قوائم الإحصاء اليومية، ليطلع عليها كل من يقوم بعملية عد وتفقد الأسرى والمعتقلين، وفي هذا إشارة إلى جواز معاقبتهم، وضرورة التشديد عليهم.
لكن عمليات عزل قادة ورموز العمل الوطني الفلسطيني وإن كانت لا تتوقف على مدار الساعة، حيث لا تخلو الزنازين من وجود بعضهم مقيدين بعيداً في زنازينهم، فإن شموخ المعتقلين وصمودهم يتعاظم داخل السجون ويزداد، وإرادتهم تكبر وتشتد، مما يزيد في قهر السجان، ويضاعف حقده وكرهه، ويدفع به للثأر والانتقام منهم، بزيادة الحرمان، ومضاعفة العقاب.
أما الفئة الثانية من المقصودين بالعزل في السجون، فهم المعتقلون الأطفال وصغار السن، حيث تعمد إدارة السجون إلى زيادة جرعة تعذيبهم، فتطيل فترة عزلهم في الزنازين الانفرادية وإكسات العزل الضيقة والبعيدة، وتسمعهم خلال الليل أصوتاً غريبة لعمليات تعذيبٍ قاسية، وأصوات صراخ وبكاء واستنجاد واستجداءٍ وضرب وركل وغير ذلك مما يخيف الأطفال، ويذهب النوم من عيونهم، ويجبرهم على البقاء طوال الليل يقظين دون نوم، خائفين من استدعائهم، وأن يصيبهم بعض العذاب الذين يسمعونه في الليل.
تدرك المخابرات الإسرائيلية وإدارة السجون مدى ما يتركه العزل على الأطفال، وأنه يؤثر على حياتهم ومستقبلهم بصورة كبيرة، إذ يتولد عن حالة العزل لديهم أمراضٌ نفسية مستعصية، تلازمهم طوال حياتهم، إذ أن الطفل وهو الأسير الذي لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاماً وفق التصنيفات الدولية، لا يستطيع أن يتحمل أجواء العزل والسجن الانفرادي، وحرمانه من مخاطبة أو الاختلاط بالأسرى الآخرين، الذين يلعبون دوراً كبيراً في التسرية عنه، والتخفيف من آلامه، وتثبيته وتشجيعه خلال فترة الاعتقال، ومساعدته إن تعرض لكآبةٍ أو أصابه مرض، أو حلت به أزمة، بينما عزلهم يتركهم نهباً للهواجس والأفكار المرعبة، ويضعف مقاومتهم وصمودهم أمام المحقق وضباط المخابرات.
أما الفئة الثالثة الخطيرة المستهدفة بالعزل فهم النساء، حيث تتعمد المخابرات الإسرائيلية عزل الأسيرات الفلسطينيات، وتجبرهن على العيش في زنازين ضيقة جداً، معزولة عن بقية الأسرى والمعتقلين، وتستغل المخابرات الإسرائيلية حالة العزلة التي تعيشها الأسيرات خلال التحقيق وما بعده بعيداً عن العالم الخارجي المحيط، فلا يعرفن ما يدور حولهن، ولا ما يجري في مناطقهن، ولا ماذا حل بأهلهن وأفراد أسرهن، ومن هو الموجود معهن في التحقيق، وغير ذلك من المعلومات التي تتعمد إدارة المخابرات الإسرائيلية إخفاءها عن الأسيرة، في الوقت الذي تزودها بما شاءت من المعلومات التي تخدمها في الضغط عليها نفسياً، بما يضعف إرادتها، ويوهن عزيمتها، ويثير في نفسها القلق والخوف، ويقضي على قدرتها على التفكير والتركيز والتصميم، ليسهل عليها بعد ذلك التحقيق معها والضغط عليها أكثر من ذلك.
كما أن الأطفال المواليد يعاقبون مع أمهاتهم أحياناً، إن بكوا وصرخوا من الجوع أو الألم، أو نتيجة الجو الخانق الضاغط، فإنهم وأمهاتهم يعاقبون ويعزلون في الزنازين والإكسات بعيداً عن الغرف والأقسام، بسبب بكائهم وصراخهم وأحياناً بسبب مرضهم، نتيجة عدم قدرتهم على النوم بسبب الحر الشديد، أو الرطوبة وانعدام التهوية، أو بسبب نقص غذائهم من حليب الأطفال وهو غالباً ما يحدث، أي أنهم أسرى كغيرهم يعزلون ويعاقبون رغم أنهم أطفالٌ ومواليد.
أما إن قامت أسيرة بتقديم شكوى ضد أحد الحراس أو رجال الشرطة، متهمةً إياه بالتحرش بها جنسياً، ومحاولة الإساءة إليها، فإن إدارة السجن تقوم بعقابها ونقلها إلى زنزانة في قسمها في قسمٍ آخر، أو تنقلها إلى إكسات العزل مدة من الزمن عقاباً لها على جرأتها وطلبها التحقيق مع أحد الحراس، وقد تلجأ أحياناً إلى نقلها إلى سجنٍ آخر، في منطقةٍ أخرى بعيدة.
أما الصنف الرابع من الأسرى المستهدفين بالعزل، فهم العلماء والأسرى العباقرة، وذوو الأدمغة الجبارة، الذين يستطيعون تعليم الأسرى وتثقيفهم، والتأثير عليهم ورفع مستواهم العلمي والثقافي والمعرفي، حيث تلجأ سلطة السجون إلى تطبيق سياسة العزل والتفريق المنهجية ضدهم، بقصد تعطيل مسيرة التعليم والثقافة داخل السجون والمعتقلات، فتعزل الأساتذة الأسرى، وأصحاب الكفاءات العلمية، وتبعدهم عن الأسرى المؤهلين للدراسة، بما يضمن لها عدم استفادتهم من علمهم وثقافتهم.
الأسر لم يتوقف والعزل لن يتوقف، وفئاته والمستهدفون به يزيدون ولا ينقصون، ويتعددون ويتنوعون، وعقلية الإسرائيليين لم تتبدل ولم تتغير، ونفوسهم المريضة الخبيثة لم تشف ولم تطهر، ولكن إرادة الفلسطينيين وصمودهم لن تضعف ولن تتزعزع، ويقينهم في قضيتهم لن يتراجع مهما بلغت قسوة التعذيب وتعددت وسائله، فسيبقى الفلسطيني يقبض على جمر حقه، ويعض على جرح ألمه، ويربط على الجوع بطنه، صابراً محتسباً حتى ينال حقه، ويستعيد أرض وطنه حراً سيداً مستقلاً.
لاستعادة ابتسامة لاجئ
الكرامة برس /ايمان موسى النمس
تتناثر صور مأساوية للاجئين وهم غرقى او ينتظرون العبور الى الدول الاوربية في ظروف جد سيئة هذه الايام ،في الوقت الذي نلوم الدول الاوربية على عدم فتحها ابوابها للاجئين وتسهيل استقبالهم ،نجد ان الدول العربية لم تستنفذ كل مالديها لمحاولة المشاركة بحل الازمة بكل ابعادها اما بوضع حلول مؤقتة لاحتواء ازمة اللجوء او العمل على دعم تسوية سياسية في الدول المصدرة للاجئين والتي تعد اولها سوريا .
فمن المعروف ان الدول التي استقبلت النصيب الاكبر من اللاجئين السوريين هي دول الجوار تعاني من مشاكل هي الاخرى وعدم استقرار سياسي مثل لبنان وتأثرت اقتصادياتها بشدة بسبب الاعداد الضخمة غير المخطط لها ولكنها رغم ذلك احتضنت اللاجئين ولم تعمل على ردهم ماعدا في حالات ضيقة مثل ما حدث بعد ازمة عرسال حيث تم الاقرار بأنه لن يسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين ، او تهديدات المعارضة في تركيا بأنها سترسل السوريين المقيمين لديها الى بلادهم في حال فوزها بالانتخابات .
ويعيش اللاجئون في هذه البلدان في ظروف شديدة القسوة في مخيمات تغيب عنها ابسط مقومات الحياة حيث لا تتوفر في كثير من الاحيان مدارس للأطفال او برامج رعاية صحية ويتعرض اللاجئون فيها لمختلف الانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتكثر الكثير من الظواهر السلبية مثل زواج القاصرات وعمالة الاطفال ، رغم جهود المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومبادراتها من اجل تحسين سبل العيش ، اذ يكفي ان تهب عاصفة في الشتاء لتوضح هشاشة وضعهم ويقع عدد من الضحايا جراء البرد .
هذا ما يدفع الكثير منهم الى الانتقال نحو اوروبا على امل الحصول على حياة افضل ، ولان اجراءات قبول اللجوء تستمر فترة طويلة في ظل انقسام الدول الاوربية حول الحصص التي يجب على كل دولة ان تستقبلها يسلك هؤلاء طرقا غير شرعية تنظمها شبكات من المهربين والاتجار بالبشر .
حتى وقت قريب كانت اوروبا تعيش حالة انكار وتتعامل مع فكرة القادمين اليها على انهم مهاجرون غير شرعيين متجاهلة ان كثير منهم فر من اضطهاد حقيقي وأنهم ينطبق عليهم تعريف اللاجئ حسب المواثيق الدولية ، ويظهر هذا في تعاملها مع مشكلة غرق الكثير منهم حيث تم تبني حزمة من الاجراءات ذات المستوى الادنى تتمثل في تنظيم حملات انقاذ على شواطئ القريبة دون التعمق في المياه الدولية ، والكلام عن استعمال القوة العسكرية ضد قوارب المهاجرين .
حتى وصلت الامور الى هذا الحد جحافل بشرية تزحف عبر الممرات البرية نحو أوروبا ، في هذه اللحظة لابد وان عددا من المسؤولين الاوروبيين قد شعر بالإحراج ، لكن في المقابل هناك تخوفات قائمة من ان يجلب هؤلاء اللاجئين تناقضاتهم الثقافية الى هذه الدول وهو ما تعارضه الاحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين ، فضلا عن القلق من ان ينقل البعض ممن تورط في جماعات متطرفة خبرته ونشاطه .
لكن في المقابل نجد مبادرات المجتمع المدني الاوروبي وحتى الافراد في منتهى الودية ربما اهمها وعد آلاف من الايسلنديين ان يستقبلوا في بيوتهم الخاصة بعض اللاجئين ، نفس المبادرات ظهرت في المانيا من قبل اناس عادين قرروا ان يقدموا المساعدة كل حسب طاقته ، اقل ما يمكن ان يقال انها اعمال تستدعي الانحناء لها احتراما .
في المقابل تغيب ازمة اللجوء عن الاجندات السياسية العربية المشتركة ، كما انه توجد دول مستقرة وعلى قدر من الرفاه الاقتصادي لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا مع انها تحتضن عمالة مهاجرة من كل مكان ، هذا رغم انها مولت برامجا لتحسين الاوضاع في مخيمات اللاجئين في كل من الاردن ولبنان لكن في ظل هذه الظروف لا يعد هذا كافيا .
المطلوب من الدول العربية الان رفع القضايا الانسانية لتصبح في اعلى اجنداتها ، فعند الحديث عن التسوية السياسية الازمة السورية يجب الاهتمام قبل ذلك بضحايا الحرب بتوفير حياة امنة لهم وتقليل التكلفة التي يدفعونها جراء الصراع ،ولعل ابرز الحلول لازمة اللاجئين تكون بالتوطين المؤقت لان التوطين الدائم قد يبدو غير واقعي او مقبول ويتم ذلك بتقاسم حصص حسب ما يسمح به اقتصاد كل دولة مع استثناء الدول التي تعيش حروبا او حالة عدم استقرار ، على ان يعود هؤلاء اللاجئين الى بلادهم فور انتهاء الظروف القهرية التي دفعتهم الى الهرب ، والعمل على دعم الدول التي تستقبل النصيب الاكبر من اللاجئين قدر المستطاع لتحسين حياتهم وتوفير حماية لهم من الاستغلال وإزالة كافة العقبات التي تمنع اندماجهم مثل وضع شروط الجنسية على الالتحاق بالمدارس العمومية او عدم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني ،كل هذا جنبا الى جنب مع دعم التوصل الى حلول سياسية دائمة ، عندئذ يكون الانجاز لاجئ مبتسم لا غريق .
"دولة فلسطين" معتقلة منذ 3 سنوات بدرج الرئيس..كفى!
صوت فتح/ حسن عصفور
نهاية الشهر الجاري سبتمبر - أيلول، من المفترض ان يذهب الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة، ولا نعرف هل سيكون لا زال في موقعه كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أم أنه ترك الموقع بما حمل من مصائب، لكن المؤكد أنه سيذهب الى الجمعية العامة ليلقي خطابا باسم "دولة فلسطين"، باعتباره رئيسا لها، كما جاء في رده على سؤال لعضو من التنفيذية بأي صفة سيذهب ما دام مستقيلا..
وقبل ذهاب الرئيس عباس، فتحت بعثة فلسطين معركة بات اسمها في الاعلام العالمي "معركة رفع العلم"، كان لها أن تمر بشكل طبيعي، لكن التحالف الأميركي - الاسرائيلي، اصرا على غير ذلك، فهددت أمريكا "سيدة البعض من فرقة صيبا"، بأن ذلك سيكون له نتائج عكسية، فيما ممثل الكيان العنصري - الفاشي أزبد وأرعد، والحق أن سفير فلسطين رد بما يكفي على ممثل الكيان، لكنه فضل المرور صمتا على "تهديد أمريكا"، لأن رئاسته لم تنبس ببنت شفة تعليقا على تهديد "ماما أمريكا" - والله زمان على هيك موقف -..
ولأن روسيا عادت تطل بهيبتها أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، الروسي تشوركين، أنه يجب رفع العلم الفلسطيني وطالب الجميع تأييد ذلك، كونه "حق مؤجل"..
أعادت "معركة العلم" الى المشهد قوة وقيمة قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012 والذي أقر الاعتراف بفلسطين دولة لتصبح عضوا مراقبا في الجمعية العامة، اعتبارا من تاريخ 29 نوفمبر - تشرين الثاني، ذلك القرار الذي مثل "انتصارا تاريخيا" للقضية الفلسطينية، وردا عمليا على محاولة الدول الإستعمارية والحركة الصهيونية إزالة فلسطين من الجغرافيا والذاكرة الإنسانية، قرار شكل تحولا في مسار الصراع العربي - الفلسطيني مع الحركة الصهونية وكيانها اسرائيل..
كان الاعتقاد، أن تبدأ رحلة تطبيق قرار الأمم المتحدة من أرض فلسطين، وان يعلن الرئيس محمود عباس، بإسم "الحق الوطني الفلسطيني أرضا ووطننا وشهداء قيام دولة فلسطين فوق ما تبقى من أرض فلسطين"، في الضفة والقطاع والقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها..
اعلان هو الفعل التجسيدي للإعتراف بدولة فلسطين، كبداية لتصويب مسار طال أجله كثيرا، وجاء تعويضا جزئيا عما تجاهلته الإمم المتحدة من تطبيق مئات القرارات الخاصة بفلسطين، لكنها بقيت ضمن أرشيفها يعاد الاشارة اليها كلما صدر قرار جديد، وبعضها بات خارج الذاكرة، وبالتحديد قرار 194 الخاص بحق عودة اللاجئين وتعويضهم عن نكبتهم..
قرار الأمم المتحدة 19/ 67 كان له أن يشكل المدخل السياسي - القانوني لتصويب عملية اختطاف المسار الذي بدا بعد توقيع "اعلان المبادئ عام 1993" بين منظمة التحرير ودولة الكيان، مسار كان الأصل به انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين في الأراضي المحتلة عام 1967، لكن الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب اختارت غير ذلك فتخلصت من رئيس حكومتها الذي وقع الاتفاق لترسل رسالتها أن لا سلام ولا يحزنون مع دولة قامت لتسرق الحق والذاكرة..
منحت الإمم المتحدة الرئيس عباس والقيادة الرسمية خيارا سياسيا تاريخيا، لاعلانه قيام "دولة فلسطين"، وانهاء المرحلة الانتقالية التي طال أمدها أضعاف ما كان مقررا لها، عدا على أن دولة الكيان لم تلتزم منها بشيء علني، بل العكس تماما..
"خيار دولة فلسطين" جاء في سياق المعركة السياسية، بعيدا عن أي مواجهة عسكرية مباشرة، كما يحاول البعض من "فرقة صيبا" ان يقول، متجاهلا أن اصل الحكاية الفلسطينية المعاصرة كانت الانطلاقة الثورية الجديدة برصاصة حركة فتح عام 1965 وقائدها الخالد ياسر عرفات، وبعيدا عن "هرطقات هؤلاء" المتربصين بروح الثورة ورحيقها، فما حدث هو انتصار سياسي تاريخي، حتى لو اختاروا اعتقاله..
ولكن وبدلا من المضي قدما لتنفيذ القرار اختار الرئيس عباس، وفرقته الخاصة، ان يلجأ الى عملية "تنويم مغناطيسي" لاعلان دولة فلسطين، واستبدال القرار الضرورة بقرارات داعمة للاعتراف بالدولة، رغم ان الإعتراف كان قائما قبل قرار الأمم المتحدة بسنوات بعيدة، يوم ان صرخ القائد ابو أبو عمار صرخته الأشهر في الجزائر عام 1988 ليعلن باسم شعب فلسطين قيام دولة فلسطين..تسابقت دول العالم لتعترف بها، ما فاق عدد المعترفين بدولة ياسر عرفات "الإفتراضية"، عدد المعترفين بدولة الكيان العنصري..
ولأن احترام الشعب الفلسطيني ليس جزءا ثابتا في تفكير القيادة الرسمية، فقد تجاهلت كليا تنفيذ الأمر العالمي بـ"قيام دولة فلسطين"، وتعاملت بدلا منه بمحاولة استغفال شعب لا يمكن استغفاله، مهما حاولوا "تلبيس ذواتهم ألقابا وصفات"..
التخلي عن تنفيذ "الحق الوطني" في دولة فلسطين كان يعني الاستمرار بإطالة امد الاحتلال، ما أدى عمليا الى أكبر حركة تهويد ونشاط استيطاني والوصول الى المنطقة الأخطر بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا لتفيذ مشروعه لاستبدال الأقصى بهيكلهم المزعوم..
كان لاعلان دولة فلسطين، أن يقلب كل المسار الذي تأكد فقدانه المصداقية، والعودة الى أسس علاقة بعيدة عن سياسة الإملاء وتصدير الأمر الاحتلالي..كان لإعلان دولة فلسطين، ان يعيد الأمر الى حقيقته بأن هناك دولة معترف بها وبحدودها وعاصمتها باتت محتلة من قبل دولة هي عضو في الأمم المتحدة..ما يتطلب التوجه الى الجمعية العامة لوضع حد لذلك..
كان يمكن لاعلان دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة، أن يبلور قرارا عربيا بالذهاب الى مجلس الأمن بمشروع قرار لتنفيذ قرار الجمعية العامة لانهاء احتلال دولة فلسطين وفقا للفصل السابع، وليس التلاعب بالحق الوطني، عبر مشروع صاغه الفريق اليهودي في واشنطن، لسلب قرار الإمم المتحدة من جوهره، ثم الالتفاف عليه بمشروع فرنسي سارعت قيادة فلسطين الرسمية بالموافقة عليه، من وراء الأطر الشرعية، قرار يلغي حدود دولة فلسطين وعاصمتها ويعيدها للتفاوض والمساومة، ويمنح دولة الكيان مكانة في القدس حرمها منها قرار الأمم المتحدة..
فوائد قرار الأمم المتحدة السياسية باتت معادة التوصيف، لكن السؤال الذي لم يجد جوابا حتى تاريخه لماذا لم يعلن الرئيس محمود عباس دولة فلسطين وفقا للقرار الأممي..لما حاول تجاهله كليا، بل أنه لم يكلف عناء النفس في شرح ذلك أمام اي هيئة شرعية فلسطينية، حتى داخل إطر حركة فتح، يكتفي بالحديث عن "النصر السياسي التاريخي"، ويقفز بغير رشاقة عن شرح مسببات الهروب من اعلانه فوق الأرض التي حددها لها القرار..
الرئيس عباس عندما يغادر أخر حاجز اسرائيلي في أريحا، يتذكر انه رئيس دولة فلسطين، ويعامل بروتكوليا ضمن ذلك الحق، وما ان يعود الى أول حاجز اسرائيلي في أرض الضفة يتناسى انه رئيس دولة فلسطين ويعامل كرئيس لسلطة لم تعد سلطة، كما يكرر هو وفرقته ليلا نهارا..
السيد الرئيس محمود عباس، قبل أن تذهب الى نيويورك عليك ان تعلن الدولة المفترض انك رئيسها، وقبل أن تترك مناصبك، كما تدعي احباطا ويأسا، من كيري وبيبي، ليتك تمنح اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير او المجلس المركزي حق اعلان دولة فلسطين..ولا تسمح لـ"يأسك واحباطك" أن يسرق الحق الوطني..
لتطلق سراح دولة الشعب الفلسطيني بعد 3 سنوات من الاعتقال غير المشروع يا سيادة الرئيس "المحبط" و"المستقيل الدائم"!
ملاحظة: انشغل العالم يوم أمس وقبله، وبحق مطلق، بصورة الطفل السوري الغريق، وقبل فترة حرق طفل فلسطيني في مشهد لا يتكرر كثيرا من قبل الفاشية الجديدة، وانتهى أمره بقراءة الفاتحة دون ان يكلف رئيس شعبه عناء زيارة قبره..يا الله كم عندنا ما لا يسر!
تنويه خاص: كان غريبا جدا أن تحتفي وسائل اعلام عربية وفلسطينية بأن اوباما وجه صفة لنتياهو بحصوله على عدد كاف لقرار الفيتو بخصوص الاتفاق النووي..اليس عارا سياسيا ذلك..الأصل غير ذلك يا سادة!
لغز اختطاف الاربع شبان من غزة
صوت فتح/ سهيلة عمر
اعتقد ان حادثة اختطاف الاربع شبان من ابناء غزة تتطلب منا الكتابة للتضامن معهم خاصة ان حادثة اختطافهم لغز كبير بحد ذاته، واعتقد انها حلت كارثه على حماس والشعب الفلسطيني.
استغربت بشدة فتح معبر رفح المفاجئ بدون سابق اشعار لمدة ايام في الوقت الذي كان يتم الحديث فيه فقط عن موعد افتتاح المعبر للحجاج بدون التنويه عن أي موعد اخر لافتتاحه للحالات الانسانية واستشعرت ان وراء هذا الكرم شيئا ما.
ثم سمعنا عن السعي للتنسيق لخروج قادة من حماس عبر المعبر، وكان غريبا بالنسبة لي التأخر في اعطاءهم التنسيق، فقادة حماس مسالمون مع مصر ولم يشتبه في تورطهم باي عمليات في مصر.
ثم سمعنا عن اختطاف اربع شبان وجميعهم ذو سن صغير، ولأول وهلة، من اهتمام حماس وكتائب القسام بحادثة اختطافهم، كان واضحا انهم يتبعون كتائب عز الدين القسام ولهم اهمية خاصة وان كان مستبعدا ان يكونوا من القادة الكبار في كتائب عز الدين القسام لصغر سنهم. ليس مهم ما هو انتماءهم وان كانوا ذاهبين للعلاج والدراسة ام للتدريب في ايران وتركيا كما يتم الادعاء في وسائل الاعلام، المهم انهم خرجوا مرحلين من المعبر وتم تفتيشهم والتدقيق عليهم امنيا عبر بوليس امن الدولة ثم السماح لهم للمرور للمطار ترحيل بدون ام يكون في حيازتهم أي اسلحة.
هناك علامات استفهام انه لم يصدر أي تصريح من السلطة في رام الله لاستنكار عملية الخطف والعمل على تحرير المخطوفين، وقد اتفهم السبب هو الصراع الدائر بين حماس وفتح الذي جعل كل طرف غير معني بمصائب الاخر. اذكر مره كنت مسافره للعلاج في القدس عبر معبر ايريز وكنت خائفة من السفر لما اسمعه من حوادث الاعتقال على المعبر، فقالت اختي لي على سبيل الفكاهة ان المصيبة انني لا انتمي لأي حزب، فلو اعتقلت من سيتكفل بي ويهتم بقضيتي ويعمل للأفراج عني ؟؟؟ للأسف هذا ما يحدث، لا يعني بالمعتقل الا حزبه فقط الذي ينتمي اليه ولذلك صفقة تبادل الاسرى لم تشمل العديد من كبار القادة كمروان البرغوثي وسعدات وباعتقادي انه كان بالإمكان الافراج عنهم لو وجدت النية الصادقة خاصة ان كلاهما لا يشكل خطر امني حقيقي على اسرائيل بعد السنوات الطوال من اعتقالهم.
الفجيعة بهؤلاء المختطفين الاربعة كانت اكبر من الفجيعة باي اسير، فالأسير يعرف انه على قيد الحياة وانه اسر وكم سنة سيبقى بالسجن، اما هؤلاء فمفقودون من طرف مجهول ولا يعرف ان كانوا احياء ام اموات لا سمح الله.
الموضوع لغز كبير وليس من السهل حله. تنصب الاتهامات على ان يكون من اختطفهم اما اسرائيل او احد الاجهزة الامنية في مصر او الجماعات السلفية التي تقوم بعمليات ارهابية في سينا. اود ان احلل كل احتمال حسب معرفتي بكل من هذه الجهات:
1. ما يرجح ان تكون الاجهزة الامنية في مصر قامت باعتقالهم هو معرفة اسمائهم وانهم سيكونون مرحلين بنفس الباص بتوقيت معين وتم اختطافهم في منطقة امنية قريبه من المعبر. لو افترضنا انه جاءت هذه المعلومات من شخص من غزة، فبالعادة لا يعرف ان كان الشاب سيسمح له بدخول مصر او سيرحل او سيرجع، وفي أي باص سيرحل وباي توقيت. اذن المعلومات عنهم اتت اما من الضباط في المعبر او من شخص كان مسافر معهم واعطى تعليمات بتتبع من يخرج منهم وكيف سيخرج، واعتقد ان هذا سيكون صعب تتبعه لا نه لا يخرج الاشخاص مره واحده من المعبر، بل يخرجون عندما تنتهي اجراءاتهم، فكيف لشخص مسافر مراقبة كيفية خروج اربع اشخاص، الا اذا كان الشخص المراقب يراقب من الخارج واعطي صورهم لتتبعهم واعطى معلومات دقيقه للخاطفين عمن تم ترحيلهم ومتى تم ترحيلهم ؟؟ من هنا يبدو ان الأجهزة الأمنية بالمعبر او احد افرادها هي من زودت المعلومات عنهم لاختطافهم .
2. اما ما يجعلني استبعد تورط الاجهزة الأمنية في مصر لعمليه الاختطاف فهي عدة امور. ماذا سيستفيد الجهاز الامني من اختطاف شباب صغار في السن فلا يوجد حرب بين مصر وحماس لتخشى مصر وتحاول ان تجمع معلومات من خلالهم ؟؟؟؟ ثم مصر تستطيع ان تخترق غزة بسهولة وتحصل أي معلومات تريدها حيث تربطنا مع مصر صلات قرابة عميقه ناهيك عن الانفاق، لذا هي ليست بحاجة لاختطاف اشخاص للحصول على معلومات ؟؟ كما ان مصر عادة لا تعتقل أي فلسطيني، بل ترجعه ان كان عليه شبهه امنيه، والشباب غير مسلحين اصلا ومرحلين فلا يوجد أي دواعي لاعتقالهم او حتى ارجاعهم. واخيرا لمعرفتي بالأجهزة الأمنية في مصر انهم قانونيين ومتعاطفين مع الفلسطينيين ولا يؤذون أي عربي. نسمع عن حوادث رشاوي ولكن لم يؤذى فلسطيني قط من أي رجل امن مصري، واشك ان ينفذ أي حكم بالإعدام على أي من الاخوان، فالمصريون ليسوا قطاع طرق، يهوشون ويهددون ويتهربون من المساعدة لكن لا يؤذون أي عربي.
3. الاحتمال الثاني ان من اختطفتهم هي احدى الجماعات السلفية في سينا انتقاما من حماس او لابتزازها بهم، مع التصور ان المعلومات زودت لهم عن اسماء الاشخاص وتوقيت ترحيلهم من خلال احد مراقبيها خارج المعبر او احد الذين يعملون لحسابها مع الاجهزة الأمنية داخل المعبر. كون المكان الذي تم فيه الاختطاف موقع امني قريب من المعبر لا يبعد هذا الاحتمال، فنعرف رفح منطقة جبليه ومداخلها ومخارجها متعددة وممكن ان تمر أي سيارة بين الكمائن.
4. اما ما يبعد هذا الاحتمال انه بالعادة الجماعات السلفية تعلن عن مسئوليتها عن الحادث وتنادي بمطالبها، الا اذا امتنعت عن اعلان المسئولية خشية ان يؤذى ابناءهم في غزة، فلو هددت الجماعات الإرهابية بسينا قتل المختطفين، سيكون الرد بالمثل من حماس في غزة. كما ارى انه لن تستفيد الجماعات السلفية من عملية الاختطاف كثيرا. ليس من المعقول انها احتجزتهم للأفراج عن عناصر للجماعات السلفية في غزة بينما حماس تستطيع ان تعتقل من تشاء باي وقت، كما انه الجماعات الإرهابية في سينا لم تتبع قط اسلوب المساومة مع الجيش المصري لتتبعه مع حماس ولا يوجد ثأر بين حماس والجماعات السلفية الإرهابية في سينا خاصة ان حماس مضطهده من الجيش المصري. كما لحماس معلومات امنية قويه واتصالات مع الجماعات السلفية، فلو شكت بتورطهم لا علنت عن ذلك مباشرة.
5. اما احتمال ان اسرائيل قامت باختطافهم من خلال الموساد فهو ايضا وارد خاصة ان العملية تمت بمنتهى الدقة وبدون أي اثر للاستدلال على من قام بها واين ذهبوا بالمختطفين، فاسرائيل دولة خارج القانون وفاقت الوصف في اساليب الاذلال والابادة للشعب الفلسطيني (تهجير وحروب ابادة وسلب اراضي وحواجز). يتوقع كل شيء من اسرائيل خاصة انها تعرف انها لن تستطيع ان تعتقل أي من عناصر حماس عبر معبر ايريز، وستستفيد من ناحية انها ستحصل على معلومات استخباراتية عن القسام خاصه ان حماس كثفت ملاحقتها على العملاء.
6. اما ما يجعلني استبعد هذا الاحتمال فهو ان اسرائيل نادرا ما تقوم بعمليات في الاراضي التي وقعت معها سلام لذا هي لن تحاول ان تتورط مع حكومة مصر ، الا اذا كان هناك تنسيق مع حكومة مصر التي تكن بالكراهية لحماس والاخوان واستبعد ذلك لان حكومة مصر لن تسلم فلسطيني لإسرائيل حسب علمنا بأخلاقيات شعبها. كما يبدو من خلال الاعلام الاسرائيلي ان اسرائيل ليست متورطة في العملية فهم مثلنا يضعون احتمالات لفك اللغز. ايضا اسرائيل بتصوري لو اعتقلتهم لا علنت عن ذلك الا ذا كانت تخشى من رد فعل مصر. ثم لو اعتقلتهم اين ذهبت بهم وماذا ستفعل بهم بعد التحقيق؟؟؟ حتما لن تستطيع ان تدخلهم اسرائيل بدون علم الجيش المصري
وضعت في مقالي كافة الاحتمالات ومن الواضح ان الامر يبقى لغزا والامر غامض كليا واترك للقارئ ان يرجح الاحتمال الاقرب له. ارى ان مصر ستتخاذل في البحث عن المختطفين فقد شاركت بحصار قطاع غزة بدون رحمة ، لذا ارجو ان تسمح مصر بلجنة تحقيق تشارك بها عناصر من حماس في التحقيق والبحث عن المختطفين في مصر، فحماس حتما ستعرف كيف تستعيد ابناءها وتعرف سينا جيدا. كما ارجو من السلطات المصرية العمل على اعادة ابناء غزة المختطفين فقد دخلوا ارضها امنين غير مسلحين ومرحلين للسفر أيا كانت وجهتهم. وارجو ان تحقق الحكومة المصرية مع اسرائيل لمعرفة مدى تورطها في هذه العملية وليقفوا موقفا مشرفا كما وقف الملك حسين ابان محاولة اغتيال مشعل حيث عمل على الحصول على مضاد السم والافراج عن مجموعة من الفلسطينيين . كما ارجو من السفارة الفلسطينية ارسال مندوبين امنيين من فلسطين للمشاركة في التحقيق مع مصر والعمل الحثيث للأفراج عن المختطفين ، فالسفارة المصرية تمثل حكومة فلسطين في بلاد الخارج ويجب عليها ان تعنى برعاياها كافه بدون الاعتبار لأي حزب ينتمون. رأينا ان السلطة الفلسطينية لا تميز بين حمساوي وفتحاوي في كافة الحقوق كالعلاج بالخارج والمنح الدراسية وخدمات الاعمار والخدمات الاجتماعية واصدار الجوازات ، فأرجو ان تعمل على الضغط على مصر للأفراج عن ابناء فلسطين المختطفين.
الصغار في لعبة الكبار...!!
صوت فتح/ سميح خلف
الصغار هم ذاك الصنف من البشر وهم الاخطر على الحياة الوطنية والحالة الاجتماعية وما يترتب عليها من ثقافات، ففي لعبة الكبار قد يجند هؤلاء الصغار لتلبية اهداف الكبار في صراعهم او تنافسهم، في حين ان هؤلاء من الصنف المتندني ثقافيا ووطنيا فهم اجسام بلا محتوى تفكيري ، وان فكروا فمنحصرين في زاوية من مصالحهم تخرج عن الحالة الوطنية، بل تصل الامور الى انقسام الحالة الثقافية بجهلها والسلم الاجتماعي في مواقعه المتقدمة، هم سلاح ضال وتائه في الصراع وخاصة عندما يكون هؤلاء مدافعين متصدين لقوى الخير والاصلاح ومنحازين لسلوك الطغاة والدكتاتيريين، وتقودهم خيالاتهم المريضة في حالة جماعية ومتساوقه مع ولي نعمتهم وقاهر انسانيتهم فهم بمثابة حيوانات تتلقى وجبة غذا من الشعير او البرسيم ان وجد.
من مع ...؟؟ ومن ضد.؟؟ تقسيمات طالت المجتمع الفلسطيني عرضه بطوله والمائدة التي ينقسمون عليها هي فلسطين .... ما بين جانب الصواب والوطنية وبين جانب النهب والسلب وبيع وتنازل عن قضايا اساسية في حياة الشعب الفلسطيني...هؤلاء الذين يتغنون ويخاصمون ويقاطعون ويحاصرون باسم الشرعية ورئيسها... يقاطعون اخوتهم ..... وجيرانهم .... واقربائهم تحت مقولة لن يغتفر لها ذنب يرتكب ويرتكبه هؤلاء...... رعب مستديم من كل من يعارض اللاة والعزى التي صنعوها لهم ....ز رعب من قطع الراتب ... ورعب من خغافيش التقارير المرسلة من الصغار لكبارهم يقتصون من مجتمعه وبيئتهم ارضاء للوالي والسلطان ومن يحرك شيكات الرواتب في اول كل شهر.......
انه الفعل الاخطر وعندما يقايض الوطن وما يجب ان يكون بالراتب وما حوله او الامتيازات وما حولها.....انها اللعبة القذرة عندما يجير الصغار في في لعبة قذرة لمطالح الكبار غي نظر الصغار وهم الاقزام امام المطالب الوطنية وما يجب ان يكون...؟؟
في الحالة الفلسطينية ما ينذر بالخطر بل الخطر واقع من ممارسة هؤلاء الصغار على صحة المجتمع، خطر يداهم الترابط الاجتماعي... والاسري.... بل ينعكس كله على الحالة الوطنية....الرؤساء زائلون...... ولا تتوقف حياة شعب على رئيس ما...... فهل هؤلاء الصغار ان ذهب عباس ..... من يعبدون بعد ذلك ...؟؟؟ بعد ان خسروا اصدقائهم وجيرانهم .... واخوة اوفياء لوطنهم .... وقالوا كلمة حق امام سلطان جائر...!!!
يهمسوا.... يحرضوا..... يتلصصوا ...... خدمة للاة والعزى.. بل يحتذوا بما يمارسه كبارهم وكهنتهم من حصار اجتماعي واقصاء...... سلوك قذر وعفن وجاهل عندا يقايضوا وطنيتهم ببعض من الشواكل من حضرة الصراف الذي يستجدي من الرباعية مقابل حقوق وطنية وانسانية لشعبهم.
انه العار بل العار كله الذين لم يخلقوا من حالتهم حالة جماعية رافضة للواقع ومقاومتهم له ولان الراتب حق وطني وانساني لا يجوز المساس به..... ولا يجوز ان يستمر صرفه على حساب الحالة الوطنية والثقافة الاجتماعية.
من هذا...؟؟؟ هذا معارض لمحمود عباس...... قاطعوه........ هذا ضد الشرعية قاطعوه...... لا ادري مسميات قد يدينها التاريخ ولن يقف الى جانبها بعد ان حدث ما حدث من انهيار وطني وثقافي واجتماعي..... ولا ادري عن اي شرعية يتحدثون...!!!! عن شرعية السلب والنهب ام عن شرعية الفساد بكل الوانه ..... ام عن شرعية انهم اصبحوا عبيد لبعض من الشواكل مقابل القدس والضفة وغزة وهو ما تبقى من ارش الوطن وتحت طائلة المشروع الاحتلالي...... انهم الصغار في لعبة الكبار .. والوطن دائما اكبر واعظم من هؤلاء الصغار والشراذم......
لاستعادة ابتسامة لاجئ
صوت فتح/ ايمان موسى النمس
تتناثر صور مأساوية للاجئين وهم غرقى او ينتظرون العبور الى الدول الاوربية في ظروف جد سيئة هذه الايام ،في الوقت الذي نلوم الدول الاوربية على عدم فتحها ابوابها للاجئين وتسهيل استقبالهم ،نجد ان الدول العربية لم تستنفذ كل مالديها لمحاولة المشاركة بحل الازمة بكل ابعادها اما بوضع حلول مؤقتة لاحتواء ازمة اللجوء او العمل على دعم تسوية سياسية في الدول المصدرة للاجئين والتي تعد اولها سوريا .
فمن المعروف ان الدول التي استقبلت النصيب الاكبر من اللاجئين السوريين هي دول الجوار تعاني من مشاكل هي الاخرى وعدم استقرار سياسي مثل لبنان وتأثرت اقتصادياتها بشدة بسبب الاعداد الضخمة غير المخطط لها ولكنها رغم ذلك احتضنت اللاجئين ولم تعمل على ردهم ماعدا في حالات ضيقة مثل ما حدث بعد ازمة عرسال حيث تم الاقرار بأنه لن يسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين ، او تهديدات المعارضة في تركيا بأنها سترسل السوريين المقيمين لديها الى بلادهم في حال فوزها بالانتخابات .
ويعيش اللاجئون في هذه البلدان في ظروف شديدة القسوة في مخيمات تغيب عنها ابسط مقومات الحياة حيث لا تتوفر في كثير من الاحيان مدارس للأطفال او برامج رعاية صحية ويتعرض اللاجئون فيها لمختلف الانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتكثر الكثير من الظواهر السلبية مثل زواج القاصرات وعمالة الاطفال ، رغم جهود المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومبادراتها من اجل تحسين سبل العيش ، اذ يكفي ان تهب عاصفة في الشتاء لتوضح هشاشة وضعهم ويقع عدد من الضحايا جراء البرد .
هذا ما يدفع الكثير منهم الى الانتقال نحو اوروبا على امل الحصول على حياة افضل ، ولان اجراءات قبول اللجوء تستمر فترة طويلة في ظل انقسام الدول الاوربية حول الحصص التي يجب على كل دولة ان تستقبلها يسلك هؤلاء طرقا غير شرعية تنظمها شبكات من المهربين والاتجار بالبشر .
حتى وقت قريب كانت اوروبا تعيش حالة انكار وتتعامل مع فكرة القادمين اليها على انهم مهاجرون غير شرعيين متجاهلة ان كثير منهم فر من اضطهاد حقيقي وأنهم ينطبق عليهم تعريف اللاجئ حسب المواثيق الدولية ، ويظهر هذا في تعاملها مع مشكلة غرق الكثير منهم حيث تم تبني حزمة من الاجراءات ذات المستوى الادنى تتمثل في تنظيم حملات انقاذ على شواطئ القريبة دون التعمق في المياه الدولية ، والكلام عن استعمال القوة العسكرية ضد قوارب المهاجرين .
حتى وصلت الامور الى هذا الحد جحافل بشرية تزحف عبر الممرات البرية نحو أوروبا ، في هذه اللحظة لابد وان عددا من المسؤولين الاوروبيين قد شعر بالإحراج ، لكن في المقابل هناك تخوفات قائمة من ان يجلب هؤلاء اللاجئين تناقضاتهم الثقافية الى هذه الدول وهو ما تعارضه الاحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين ، فضلا عن القلق من ان ينقل البعض ممن تورط في جماعات متطرفة خبرته ونشاطه .
لكن في المقابل نجد مبادرات المجتمع المدني الاوروبي وحتى الافراد في منتهى الودية ربما اهمها وعد آلاف من الايسلنديين ان يستقبلوا في بيوتهم الخاصة بعض اللاجئين ، نفس المبادرات ظهرت في المانيا من قبل اناس عادين قرروا ان يقدموا المساعدة كل حسب طاقته ، اقل ما يمكن ان يقال انها اعمال تستدعي الانحناء لها احتراما .
في المقابل تغيب ازمة اللجوء عن الاجندات السياسية العربية المشتركة ، كما انه توجد دول مستقرة وعلى قدر من الرفاه الاقتصادي لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا مع انها تحتضن عمالة مهاجرة من كل مكان ، هذا رغم انها مولت برامجا لتحسين الاوضاع في مخيمات اللاجئين في كل من الاردن ولبنان لكن في ظل هذه الظروف لا يعد هذا كافيا .
المطلوب من الدول العربية الان رفع القضايا الانسانية لتصبح في اعلى اجنداتها ، فعند الحديث عن التسوية السياسية الازمة السورية يجب الاهتمام قبل ذلك بضحايا الحرب بتوفير حياة امنة لهم وتقليل التكلفة التي يدفعونها جراء الصراع ،ولعل ابرز الحلول لازمة اللاجئين تكون بالتوطين المؤقت لان التوطين الدائم قد يبدو غير واقعي او مقبول ويتم ذلك بتقاسم حصص حسب ما يسمح به اقتصاد كل دولة مع استثناء الدول التي تعيش حروبا او حالة عدم استقرار ، على ان يعود هؤلاء اللاجئين الى بلادهم فور انتهاء الظروف القهرية التي دفعتهم الى الهرب ، والعمل على دعم الدول التي تستقبل النصيب الاكبر من اللاجئين قدر المستطاع لتحسين حياتهم وتوفير حماية لهم من الاستغلال وإزالة كافة العقبات التي تمنع اندماجهم مثل وضع شروط الجنسية على الالتحاق بالمدارس العمومية او عدم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني ،كل هذا جنبا الى جنب مع دعم التوصل الى حلول سياسية دائمة ، عندئذ يكون الانجاز لاجئ مبتسم لا غريق .
الحق فوق القوة، والامة فوق الحكومة
صوت فتح/ د.حنا عيسى
الحكومة: مؤسسة تعد من أقدم المؤسسات السياسية في العالم، ومنذ أقدم العصور كانت المجتمعات بحاجة إلى حكام ومنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية،وهي شكل من أشكال ممارسة السلطة في المجتمعات، ومن الممكن ان نقول ان هناك حكومة لاي مجموعة سواء كانت رسمية أو غير رسمية، كالعائلة والنادي والنشاط التجاري واتحاد العمل، إلا أننا نطلق كلمة حكومة عادة على الحكومة العامة، كحكومة أمة أو دولة أو ولاية أو محافظة أو مدينة أو قرية
العناصر الأساسية للحكومة:
قواعد تنظيم السلوك: لكل مجموعة من البشر ابتداء من العائلة وانتهاء بالأمة قواعد سلوك تحكم حياة أفرادها. فالقواعد والأعراف التي تضعها مجموعة ما، في حقيقتها قرارات في موضوعات تؤثر في المجموعة ككل، وترمي إلى المطالبة بأنواع معينة من السلوك أو تشجيعها، أو منع أفراد المجموعة عن أنواع أخرى.
السيادة: وهي القوى أو السلطة العليا. فالحكومة ذات السيادة تملك سلطة استعمال القوة داخل حدودها. وظهرت على مر السنين أفكار عدة حول مصدر سيادة الحكومة العامة. ومن الأفكار التي ظهرت قديما كمعتقدات راسخة ان الحكومة تحكم بموجب الحق الالهي، وهو اعتقاد يرى ان الحكومة استمدت سلطتها من الله، وهي سلطة شاملة ومطلقة، وفي العصر الحديث يعد الشعب في الدول الديمقراطية هو الرئيسي ولسلطة الحكومة.
الشرعية: وهي قبول الشعب لحق الحكومة في مباشرة السلطة على أساس نتائج انتخابات الشعب لاحزاب لشغر البرلمان ويختار المواطنون أعضاءا من الأحزاب لتمثيلهم في البرلمان، ويكون اختيار الشعب لهم أولا لنزاهتهم وسمعتهم الطيبة وما هو أهم من ذلك ما يتقدمون به من برنامج للحكم في نواحي الاقتصاد والتعليم والبيئة والخارجية وغيرها.
الاختصاص القضائي: يعني الحق أو السلطة في إصدار وتنفيذ الاحكام أو القوانين التي وافق عليها البرلمان. يمتد الاختصاص القضائي للحكومة العامة ليشمل جميع الأفراد المقيمين في منطقة معينة. والطريق الوحيد لتجنب هذا الاختصاص هو الخروج من تلك المنطقة. للحكومات العامة اختصاص قضائي وظيفي واسع. وهذا الاختصاص يتعلق بمدى النشاطات التي تنطبق عليها احكامها وقوانيها. وتستطيع الحكومات العامة ضبط السلوك الذي يمس الامن القومي والمصلحة الاجتماعية والاقتصادية والزواج والطلاق والصحة العامة والتعليم والضرائب والمواصلات بالإضافة إلى ذلك تقوم الحكومات العامة بتنظيم معظم النشاطات التجارية والمهن والحرف.
تنفيذ القانون: قد لا يكون لقواعد السلوك اثر كبير الا إذا قام الأفراد بمراعاتها لانه لو سمح لهم باعمالها ومخالتها لتوقف نشاط المجتمع وتلا ذالك سرعة انعدام القانون أو النظام. يطيع معظم الأفراد قرارات مجموعتهم برغبتهم، إلا أن بعضهم يجب اجباره على الطاعة بالتهديد بالعقوبة. كما أن الاندية والأعمال التجارية واتحادات العمل لها ضباط يقومون بالإشراف على تطبيق القوانين. وكذلك الحال في الأمم والمدن حيث تقوم أجهزة مختصة بتطبيق القانون مثل ضباط الشرطة، ومراقبي الحركة والقضاة والجنود. ويعني التنفيذ عادة نوعا من العقوبة توقع على من تثبت عليهم المخالفة.
العرب يذبحون سوريا ويتاجرون بمعاناة أبنائها
امد/ راسم عبيدات
عندما تستمع الى احد مشايخ ومفتي السلاطين تكاد تشعر بالتقيؤ من رخاصته وتفاهاته وإنعدام أي مشاعر بالإنسانية أو الإنتماء لديه،سوى أنه بوق وطبل أجوف لمن وظفوه ولقنوه،فهو من شده "حزنه" و"محبته" و"خوفه" على اللاجئين السورين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت بفعل المال النفطي الخليجي المستخدم في ذبحهم وتدمير بلدهم،ولكون من مولوا ذبحهم وتدمير بلدهم،يغلقون الحدود في وجوههم ويمنعونهم من دخول بلدانهم،فلم يبقى أمامهم سوى بلدان اوروبا الغربية،تلك البلدان التي لم تسألهم عن دينهم ومذهبهم وطائفتهم،تعاملت معهم كبشر وسمحت لهم بدخول أراضيها ومدت لهم يد العون والمساعدة،وليخرج علينا رجل الدين هذا بالقول بأنه يخشى على هؤلاء اللاجئين من" التنصر"،أي شيوخ "عهر" انتم لا ترحمون ولا تريدون لرحمة الله ان تنزل...؟؟؟.
في بداية الأزمة السورية رأينا كيف عملت مشيخات النفط والكاز مع ما يسمى بالمعارضة السورية بمختلف مشاربها ومنابتها تكفيرية ودينية وعلمانية على تهجير السوريين قسراً ولخدمة اهداف مشبوهة الى الأردن،من اجل تشويه سمعة النظام السوري،بأن هؤلاء يهربون هرباً من قمع النظام،ووضعوهم في مخيم الزعتري في الصحراء الأردنية،ولكي يذيقونهم كل الوان العذاب والذل وإمتهان الكرامة،ولكي يعمل القوادين من أجل شراء الفتيات السوريات الصغيرات من أجل مشايخ النفط والغاز من أجل إشباع نزواتهم ورغباتهم وجوعهم ونهمهم الجنسي،في "أروع" دعم لللاجئين السوريين،ناهيك عن دفع قسم منهن للعمل في الدعارة والتسول،وحثهم على شتم النظام السوري ليل نهار،والحديث عن "فظائعه" و"قمعه" لأسرهم وعائلاتهم.
اليوم عندما نجد البحر يتقاذف جثث الأطفال والنساء السوريات،أو الذين تتحلل جثثهم في البرادات المثلجة على الحدود،او من يتوسلون نقاط الحدود والعبور الأوروبية المرور والدخول الى أراضيهم، وهم من دفعتهم غريزة البقاء للهجرة الى بلدان أوروبية غربية في مناظر تثير فينا الكثير من الحزن ومشاعر الإنسانية تجاه أبناء شعب،كانت دولتهم قبلة كل المضطهدين والمظلومين،هي من احتضنت ووفرت الأمن والأمان للاجئي شعبنا الفلسطيني ولغيرهم من لاجئي الدول المجاورة،سوريا كانت وستبقى قلعة من قلاع العروبة،تدفع الثمن من لحم ومعاناة أبنائها،دفاعاً عن أمة يراد لها التقسيم والتجزئة والتفكيك وليعاد تركيبها خدمة لمشاريع إستعمارية .
من يذرفون دموع التماسيح من مشيخات النفط الخليجية ومعهم المعارضة السورية بمختلف تلاوينها ومسمياتها على الشعب السوري،ويدعون لتخليصه من "ظلم" و"قمع" النظام السوري،ويريدون له الحرية والديمقراطية كمفاهيم لم يعرفوا عنها شيئاً في بلدانهم التي هي ليست أكثر من مزارع واقطاعيات لهم ولعائلاتهم المالكة،يعاملون فيها شعوبهم على أساس انهم قطعان بشرية ليس أكثر،ومعهم معارضات جل اهتمامها العيش في الفنادق والمتاجرة بالدم السوري،حيث الخلافات على الأموال والغنائم والإمتيازات وسرقة اموال المساعدات الاتية الى اللاجئين السوريين والشعب السوري،تلك العصابات من المعارضة التي دخلت اكثر من مرة في صراعات ومعارك حول الأموال والغنائم والشرعية والتمثيل،والتي لم يكن ولاءها وإنتمائها، لا للشعب السوري ولا حريته ولا ديمقراطيته ولا تحسين شروط وظروف حياته الإقتصادية،بقدر الولاء لمن يغدق عليها الأموال والأسلحة من اجل تنفيذ مشاريعه وخدمة مصالحه.
أين هم علماء السلاطين المرفهيين،المنعميين،الذين يفتون على مقاسات وطلب زعمائهم؟؟؟،والذين سمعناهم أكثر من مرة يطالبون حجاج بيت الله الحرام بالدعاء علناً على النظام السوري وحزب الله وايران،والذين أفتوا بالإستعانة بالأجنبي من أجل إحتلال ليبيا وتدميرها،وكذلك طالبوا أمريكا التي تقف خلف المشروع الإستعماري المعاد للأمة العربية،ان تقف موقف "مشرف" الى جانب الشعب السوري ضد نظام " الطاغية" بشار الأسد.
لم نسمع منهم كلمة واحدة بحق من ذبحوا الشعب السوري ويتاجرون بمعاناته،من خلال ما ضخوه من مليارات الدولارات لتدمير سوريا وقتل أبنائها وتشريدهم،بمطالبتهم بإستيعاب اللاجئين السوريين في بلدانهم،والعمل على مساعدتهم وتوفير العيش الكريم لهم،هؤلاء الذين نعرف جيداً مدى حقدهم على سوريا،حيث أن الرئيس السوري وصفهم بأنهم أشباه الرجال إبان الحرب العدوانية التي شنتها "اسرائيل" على حزب الله ولبنان في تموز /2006،ففرائصهم المرتعدة،وجبنهم وخستهم ونذالتهم،وتآمرهم على المقاومة،هي التي دفعتهم لدعم وتأييد العدوان الإسرائيلي على لبنان،واليوم يريدون أن ينتقموا من سوريا قيادة وجيشاً وشعباً،وعلمائهم وشيوخهم المسبحين لا بحمد الله،بل بحمد الدولار، يصمتون على جرائمهم صمت القبور،حيث مسلسل القتل اليومي بحق فقراء اليمن،من قبل ما يسمى بطيران التحالف العربي،ذلك الطيران،الذين لم يكن في يوم من الأيام جزء من معارك الشرف والدفاع عن مصالح الأمة وكرامتها وسيادتها الوطنية،وتحديداً عندما كان الطيران الإسرائيلي يلقي بحممه وقنابله المحرمة دولياً على بيوت الصفيح التي تأوي لاجئيي مخيمات شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
هؤلاء لم تحركهم جثث أطفال ونساء سوريا التي تقاذفها البحر على شواطئه،ولا الجثث المتحللة في البرادات على حدود الدول الأوروبية،وأصابهم الخرس والطرش،ولم نسمع بفتاويهم التي تطالب حكامهم بإستضافة هؤلاء اللاجئين،الذين أرادوا لهم "الحرية " والديمقراطية" تلك الشعارات والمفاهيم التي يرددونها كالببغاوات في أحاديثهم عن حقوق الإنسان في سوريا.
إن هذا الغرب " الكافر" أكثر إنسانية ورحمة منكم بحق هؤلاء اللاجئين،فهو على الأقل يستقبلهم من منطلقات إنسانية بغض النظر عن دينهم ويوفر لهم متطلبات الحياة،ومن ثم يجد لهم العمل ويعمل على منحهم حق الإقامة بعد عدة سنوات،وشعوبهم تحركت مشاعرها وإنسانيتها عندما رأت صور الطفل السوري الذي تقاذفته الأمواج جثة هامدة،وخرجت جماهيرهم في مظاهرات غاضبة ضد العنصرية،مطالبة حكوماتهم بإستقبال اللاجئين السوريين دون قيود او عوائق،فأين أنتم يا شيوخ السلاطين والحكام،يا من اعماكم بريق الدولار والدينار عن قول كلمة الحق؟؟ هؤلاء هم من العرب السنة وليسوا شيعة أو خوارج ..؟؟ تنصبون من أنفسكم محامين ومدافعين عن العرب السنة،وانتم اول من يساهمون في ذبحهم وتهجيرهم.
إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية
امد/ د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية وهي نشر: الفقر، والجهل والمرض؛ وتلكوا الأمور الثلاثة هي أعدي أعداء الإنسانية؛ ووكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا؛ كان إنشاؤها أصلاً لتقوم بمهمة عكس الثلاثة السابقة الذكر، ولتكون أمام العالم بصورة إعلامية وبدور إنساني كبير لمساعدة اللاجئين، ولمحاربة الجهل والفقر والمرض؛ ولكنها في الخفاء ومن وراء الُحجب كان الهدف خبيثًا ومن أجل ذر الرماد في العيون للشعب الفلسطيني، فكان تطبيق المخطط والمؤامرة يحتاج سنوات طويلة ولتهيئة الظروف الاقليمية والمحلية والعالمية والدولية لتنفيذ مأربها خدمة لأجندة المحتل الصهيوني وحليفه الأمريكي؛ وجاء دور الوكالة كتتويج لنتيجة اعلان قيام دولة الكيان المسخ التي سموها الصهاينة تسمية دينية “إسرائيل” والتي معناها (عبدُ الله)، وعام 1948م قامت الجمعية العامة بإصدار القرار رقم 194 في (الدورة 3) بتاريخ 11 كانون الأول (ديسمبر- 12) 1948م وكان القرار الدولي الذي ينص صراحة على وجوب العودة أو التعويض لمن لا يرغب في العودة لأرضه التي هُجر منها عام 1948م؛ وبعد هذا التاريخ 1948م والذي يعتبر تاريخ نكبة وضياع الشعب الفلسطيني؛ أضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) هي المنظمة الدولية المخولة والمعنية بتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، طبقًا للتفويض الأمُمي الدولي الممنوح لها في القرار 302/ للعام 1949م وهذا واجب عليها وليس مِنةً منها ومن أي أحد؛ فهم الذين أصدروا القرارات لتقسيم فلسطين التاريخية والأمم المتحدة ومجلس الأمن هم من اعترفوا بدولة الاحتلال والأمم المتحدة أوصت بقراراتها حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين. فكانت خدماتها طوال ما سبق كإبر البنج المُخدرة للمهجرين قسريًا من أوطانهم؛ والذي تعرض للجوع والفقر والقهر والحرمان، فخافوا أن يصبح كالأسد الثائر المكلوم والذي لا يمكن إخماد زئيرهُ وثورتهُ؛؛؛ وخاصة جاءت خدمات ومساعدات الوكالة الدولية مع احتلال فلسطين وتهجير اللاجئين من قراهم ومدنهم وهم حاملين معهم مفاتيح بيوتهم معتقدين جازمين بعودتهم لديارهم التي هُجروا منها قسرًا وقهرًا من شدة المذابح والمجازر الصهيونية وعمليات الابادة الجماعية التي تعرضوا لها؛ فسكنت خواطرهم وخمدت نارهم، وهدأت أمواجهم الهادرة ردهةً من الزمن؛ بسبب أنهم كانوا منهكين من المجازر والمذابح الصهيونية وفقدهم ديارهم واموالهم ودراريهم وقراهم ومدنهم وأقاربهم وتشردوا في أصقاع الأرض وفقدوا كل شيء؛ فكانت تقدم لهم بعض المساعدات من وكالة الغوث الدولية “الأونروا” من أجل مخطط توطينهم ونسيانهم ديارهم التي أخُرجوا منها بغير الحق أنداك؛ لكن ظن المشردون واللاجئون أنهم سيعودون لديارهم؛ وحملوا معم شهادات وأوراق “الطابو” ومفاتيح بيوتهم؛؛! ورويدًا رويدًا بدأ مسلسل توطينهم من حيث يشعرون أولا يشعرون؛ ظنًا من الاحتلال وحلفاؤهُ من الغرب أن الكبار من المهجرين الفلسطينيين يموتون والصغار سينسون؛ وبعض الدول ساهمت في المؤامرة بقصد أو بغير قصد!!
من خلال أنها أعطتهم جنسيتها وسحبت منهم جنسيتهم الأصلية الفلسطينية، وذلك تماشيًا مع مؤامرة كبيرة وخدمة للاحتلال من أجل التوطين وشطب حق العودة من سجل الذاكرة والوجود الفلسطيني؛ بدأت تتضح معالم تلك المؤامرة بعد ما يقارب القرن من الزمان، حيث كانت قبل سنوات خلت تتخذ سياسة الجزرة والحوافز والرواتب وبناء المدارس وأمور كثيرة يصعب حصرها من المساعدات الإنسانية الكثيرة للشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئون منهم في كل أماكن تواجدهم وخاصةً في دول الشرق الأوسط ؛؛
واليوم تكتمل خيوط المسرحية الخبيثة لوكالة الغوث الصهيونية والتي استغلت ظروف الربيع العربي الدموي والظروف الاقليمية والدولية المحيطة والانقسام الفلسطيني، وقامت بحملة إعلامية من كبيرة من خلال الصراخ والعويل والنحيب، و يا للعار من قيام بعض من يتكلم العربية ويعمل في الوكالة بتجميل المؤامرة والدفاع عنها؛؛ بل هو يدافع عن مصالحهِ الشخصية؛ وحينما تخرج علينا الوكالة الدولية الأممية التي تملك ملايين بل بلايين الدولارات وتقول:” أن لديها عجز مائة مليون دولار”، وهو رقم يعتبر سخيف من جانب وحجم قوة الوكالة الدولية وامكاناتها الضخمة؛ واستكمالاً لمُسلسل ومسرحية الضغط والعصر وكسر العظم خرجوا ليعدلوا القوانين وليقولوا أنهُ يحق لموظفي وكالة الغوث الدولية من الفلسطينيين أخذ إجازة بدون راتب، وتقول أن العام الدراسي ممكن أن يتأخر، وتتدرع بذرائع واهية ولا تقنع حتي أصغر طفل؛ وبات من شبه المؤكد والواضح أن الوكالة ما هي إلا ورقة وحجر شطرنج بيد الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكية، تُحركها متي شاءت وأينما وكيفما شاءت حسب مصالحها مستغلةً الظروف الإقليمية من حولنا، متجاهلة معاناة أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أماكن تواجدهم في العالم؛ والظاهر أن مؤامرة الربيع العربي وخلق الجماعات التكفيرية وتدمير مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بلبنان، ومن ثم تهجيرهم، وبعدها تكتمل خيوط المؤامرة بتدمير أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك بسوريا، من خلال مسرحية الربيع الدموي؛ لتخرج علينا في النهاية الوكالة يا حرام مسكينة تقول عندها عجز مالي؛!! إنهم واهمين إن ظنوا أن شعب الجبارين الكنعانيون وبرغم أنهم محاصرون ومكلُمونّ؛ ويرفعوا الراية البيضاء… أو سينسون أرضهم التي هُجروا منها قسرًا من فلسطين التاريخية، وسيقبلوا بالتوطين؛؛؛!!! نقول لهم كلا وألف كلا، وتموت الحُرة ولا تأكل بثدييها وحق العودة حق مقدس وهو حياةٌ أو موت بالنسبة لنا فلا تنازل او تراجع عنه مطلقاً، فالعودة والتعويض عن السنوات التي سرق فيها الصهاينة أرضنا وأكلوا من خيراتها وثمارها وشربوا من مائها هو حق ثابت لا تنازل عنهُ، وأرضنا هي عرضنا ولحمنا ودمنا خبزنا وملحنا أرواحنا واجسادنا لا انفكاك عنها إلا بالموت؛ فيا وكالة العُهر الدولية يا من تدفعين أكثر من 80% من أموالك للموظفين الأجانب والذين يتقاضون رواتب خيالية تترواح بين ال25 وال45 ألف دولا شهريًا؛ إن أردتي الحق فسرحي هؤلاء الأجانب والذين لا لزوم لهم؛ ولا تلعبون بالنار فتحرق أصابعكم، فحذاري كل الحذر من غضب الشعب؛ فإبر التخدير والبنج لن تدوم طويلاً والشعب الفلسطيني إن أنتفض انتفاضته الثالثة، ستكون مختلفة عن ما سبقها وستندمون وقت لا ينفع الندم؛ وشعبنا أكثر الشعوب تعلمًا وثقافةً في العالم؛ لن تستطيعوا إطفاء نور العلم من عقول شبابنا وأبنائنا، ولن يتحقق حلمكم بنشر الجهل والتخلف، فشعبنا قدم ألاف الشهداء على مذبح حريته وكرامتهُ ولست حاله يقول للعالم أجمع: فإما حياةٌ تسرُ الصديق… وإما مماتٌ يغيظ العدِا.. فهل وصلت رسالتنا يا وكالة!!!!
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
امد/ مروان صباح
عندما سُئل رسول الله ، محمد عليه الصلاة والسلام ، أجاب باختصار ، نعم ، المسلم يسرق ، الي آخر الحديث ، أي أن المسلم يصنع كل شيء سوى أمر واحد ، هو الكذب ، تستوقفني مجتمعاتنا التى صنفت بالنامية ، وهو ، وصف مؤدب لدول متخلفة ، فحجم التبرير فيها عالي ، وقد يكون امتياز ، امتازَ به العربي دون الآخرين ، لأنه كما أظن ، ينمو كما ينمو أي عضو أخر ، بل هو مخرج سهل من أي أزمة ، يكتسبه المرء منذ الصغر ، يكبر معه ويتحول إلى سلوك ، طالما ، يفتقد إلى معالجات علمية ، خصوصاً ، إن كانت المجتمعات يسود فيها القهر والإهدار ، لكن ، ما يجهله الإنسان ، أنه ، بهذا السلوك ، قد حكم على نفسه بالهروب من أي مسؤولية مدى الحياة ، وهذا ، لا يكون إلا اذا كان الخوف والقمع ، هما ، مسيطران على النمط العام الذي يحول صاحبه إلى كاذب كبير ، وحسب التجارب الفردية والجماعية ،وأيضاً ، تجارب الماضي ، فالكذب حسب التصنيفات ، هو ، فيروسي ونوعه وبائي وسريع الانتشار ، ما إن يتمكن من مجتمع معين يحوله تدريجياً إلى غاب ، حيث ، تكشف لنا الأيام ، بأن الكذب ليست صفة بشرية بقدر ما هي حيوانية ، لهذا ، فأن الأفعى تكذب كي تلدغ ، أما الإنسان إن كان سارقاً وفي ذات الوقت يتحسس الصدق طريقاً ، لا يبرر سرقته ، بل ، مجرد القبض عليه متلبساً ، يعترف ، وهذا الاعتراف هو شكل من أشكال الاعتذار ، الذي يضع المرء أمام محاسبة ذاتية قبل أن يُقدم في المرة القادمة على فعل شيء مشابه يضطره إلى العودة للاعتذار ، فليس معقولاً ، أن يبدأ وينهي الإنسان حياته وهو يبرر كل ما يصنعه أو ما لا يصنعه .
كيف ممكن للمرء ، على الأقل ، تجنيب نقل هذه العدوى لمن هو مسئول عنهم تربوياً ، إن فَشِلَ في التوقف عن ممارسة التبرير أو الكذب أو حتى تقنين منهما ، فالمرحلة التأسيسية للأطفال ، تُعتبر ، الأمر الفاصل والحجر الأساس في تحديد هوية الطفل وشخصيته وسلوكه الذي سيستمر عليه طيلة الحياة ، وهذا ، ما يؤكد بالفعل ، أن العقل وحده ، بالرغم ، من أهميته البالغة ومرجعيته المستوجبة ، إلا أنه ، لا يكفي أن يكون المرجع الوحيد ، فمن القضايا التى جعلت الإنسان أن يبرر كل شيء ،بالطبع ، الشهوات ، وهي القادرة على اقتياد العقل في لحظة ضعف ، فالعقل تماماً كالعين ، لهما وظيفتين ، فالعين على سيبل المثال ، اذا كانت تصنف ، بمستوى جيد ، تظل دائماً وأبداً ، تحتاج في غرفة مظلمة إلى ضوء ، فهو الوسيط بينها وبين المرئي ، وهكذا ، العقل التبريري ، عندما يعتمد كلياً على ذاته دون الاحتكام إلى القوانين ، يكون قد احاط بنفسه بجملة أوهام تحولت تدريجياً إلى أكاذيب ، وبالتالي ، تحتاج إلى تبريرها لاحقاً ، بل ، لن تتوقف المسألة عند هذا الحد ، لأن ، مسألة التبرير تحول الإنسان إلى عقل مفتون ، قد سماه التاريخ ، بالعقل الطغاويت ، وهنا لا يقتصر هذا المصطلح على الحاكم ، بل . يشمل ايضاً ، الأفراد ، خذ عندك ، دول الاستعمار ، تاريخياً ، تحلت سياستها الخارجية بصفتين ، هما الكذب والتبرير ، احتلت دول وأعطت تبريرات كاذبة ، لكن ، قدمها العقل بطريقته التبريرية ، حتى المومس ، لها من التبرير ما يكفي لإقناع من حولها ، بأن ظروفها القاسية اضطرتها للجوء لمهنة الدعارة ، وهنا ، يصنف هذا العقل بالذكي ، لكنه في المحصلة ، خبيث يضر ولا ينفع .
طالما ، المجتمعات يسودها فلسفة ، الاختزال ، أي بتعبير آخر ، مثل ، الكذب ملح الرجال ، والحياة قصيرة خذ منها ما تستطيع ، اترك غرائزك تستمتع بما تصل اليه ، يعني ، بتبسيط شديد ، المعادلة ، هي ، تطاول على الآخر ، بالتأكيد ، هي أفعال ناتجة عن فلسفة العقل التبريري ، وإذ ، اخذنا مثالاً آخر ، نجد أن الجريمة ، وهنا ، الجريمة ليس بمفهومها المقتصر على القتل ،فقط ، بل ، نعني بشكل أوسع ، فعندما يختلس المرء أو يرتشي أو يتعدى على حقوق الغير ، جميعها ، هي ، جرائم تقع بحق الآخر بشكل مباشر أو غير ، لكن أيضاً ، ما يُدهش فعلاً ، تلك الأساليب التى تستحضر عندما الإنسان يريد تغطية كذب ما أو فعل ما ، فهو ، كما معلوم ، كائن مفكر ، متسلح بالمنطق ، لكن ، أي منطق ، بالطبع ، منطق الشهوات والغرائز ، حيث يستخدم عقله كي يدافع عن ما اقترفه من باطل دون الاحتكام إلى المعايير الأخلاقية ، بل ، يوظف المنظومة بأكملها لصالح رغباته ، مستخدماً ، طرق شتى تجعله ، يذوب احتراقاً مقابل تبريرها .
مع مرور الزمن يكتشف المرء ، بأن النمو ليس مقتصر على العمر ، فالصدق والكذب ينموان كما ينمو الموت مقابل الحياة ، بصمت ، وطالما ، اشتق المرء طريقه بواحدة منهما ، فهو مؤهل أن يدافع عن اختياره بكل ما أوتي من منطق وعقل ، حيث ، يتحول مع الزمن ، على الأخص ، إذ ، كان الكذب اختياره ، إلى عقل تبريري لا يؤمن سوى بالزيف والتدليس ، لهذا ، هناك مجتمعات تسمى صحية وأخرى مريضة . مقا
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v «سلطة» الطفل الغريق
الكرامة برس /مايا الحاج
v جعجعة دولية من دون طحين سوري
الكرامة برس /لؤي حسين
v منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة الغائبة
الكرامة برس /نبيل السهلي
v دحلان وهنية صديقاي والقائد مروان وتعب السنين
الكرامة برس /د. طلال الشريف
v سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (3)
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
v لاستعادة ابتسامة لاجئ
الكرامة برس /ايمان موسى النمس
v "دولة فلسطين" معتقلة منذ 3 سنوات بدرج الرئيس..كفى!
صوت فتح/ حسن عصفور
v لغز اختطاف الاربع شبان من غزة
صوت فتح/ سهيلة عمر
v الصغار في لعبة الكبار...!!
صوت فتح/ سميح خلف
v لاستعادة ابتسامة لاجئ
صوت فتح/ ايمان موسى النمس
v الحق فوق القوة، والامة فوق الحكومة
صوت فتح/ د.حنا عيسى
v العرب يذبحون سوريا ويتاجرون بمعاناة أبنائها
امد/ راسم عبيدات
v إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية
امد/ د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
v العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
امد/ مروان صباح
مقـــــــــــــــــالات
«سلطة» الطفل الغريق
الكرامة برس /مايا الحاج
هو الطفل مرّة أخرى يدفع ثمن «لعبة» الكبار. أقول لعبة وليس حرباً، لأنّ التاريخ علّمنا أنّ الحروب تبدأ ثمّ تنتهي، لكنّ الحرب في عالمنا العربي لا تعرف لها نهاية. وعلى كثرة ما اعتادت أعيننا مشاهد المجازر والدماء، لم تعد «الصورة» تؤثّر فينا. العادة أسقطت النظريات. الصورة لم تعد تُمارس «سلطة» الفعل، ولا تحضّ على ردّ الفعل، على ما يقول الباحثون ممن اشتغلوا على مهوم الصورة والميديا.
لكنّ الشاشات أرادت أن تضعنا أمام تحدٍّ جديد، أو أن تختبر ما تبقّى فينا من إنسانية. فلم تعرض صور أشلاء «مُستهلكة»، ولا دماء سائلة، إنما صورة طفل «نائم» على شاطئ رملي. يرتدي بلوزة حمراء وشورت أزرق وصندال رمادياً، كأنه ذاهب في نزهة.
ينام الصغير بوضعية الساجد، ملتحفاً السماء بامتدادها اللانهائي. لوهلة، يظنّ المشاهد أنّ المنقذين أسعفوه وتركوه يغفو قليلاً لعلّه يرتاح من عناء سفرٍ ثمّ غرقٍ في بحر مجهول.
صورة الطفل السوري التي هزّت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عربياً وعالمياً، هي الأعنف بين صور الموت الكثيرة. نقول هذا ونحن ندرك في سرّنا أنّ الواقع العربي لا يبخل علينا بمفاجآته الكثيرة، فكلّما قلنا أنّ القسوة بلغت ذروتها في هذا المشهد أو ذاك، وصلتنا صور أحدث وأقسى وأعنف. ونستدرك هنا مقولة بديعة لباشلار في كتابه «الأرض وأحلام الغفوة»: «الموت هو أولاً صورة، وسيظلّ دوماً كذلك». ولو أردنا البحث في مشهدية هذه الصورة التي غَزَت شاشات التلفزيون والمواقع أول من أمس، لوجدنا أنّ «قسوتها» تكمن في هدوئها. لا دماء تُلطّخ الجسد الصغير، ولا كدمات تشوّه الوجه الملائكي، بل إنّ وجهه لا يظهر. وجهه مدفون في الرمل او الموج، كأنه أراد، وهو يموت، أن يخفي ملامحه عن العالم، لكي يكون «طفلاً» - طفلي او طفلك - بدلاً من أن يكون مجرد صبي سوري «غريب».
الغريق الصغير أعاد للصورة سلطتها الفعلية، ومن يراقب ردود فعل المشاهدين على الفيديو الذي تناقلته كلّ القنوات والمواقع يُدرك جيداً أنّ الذات الإنسانية سقطت أمام مشهد الموت. وهذا ما يتقاطع مع مقولة الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه في كتابه «حياة الصورة وموتها»: «كلما امّحى الموت من الحياة الاجتماعية غدت الصورة أقل حيوية، وأصبحت معها حاجتنا للصور أقل مصيرية».
غريق تركيا الصغير ليس الطفل الأوّل الذي يموت «عبثاً» في بلادنا، ولن يكون الأخير، لكنّ صورته صامتاً، طريح الماء والرمل، ستظلّ تنكأ جرحاً ما في قلوبنا كلّما شاهدنا طفلاً يلهو على الشاطئ.
جعجعة دولية من دون طحين سوري
الكرامة برس /لؤي حسين
تكثر في الآونة الأخيرة أصوات في غير مكان موضوعها سورية وكيفية إنهاء الأوضاع فيها: اجتماعات، تصريحات، مبادرات، لقاءات، تسريبات، مجلس الأمن، الدوحة، طهران، موسكو، وبعض من حركة هنا وتحرك هناك، وإشاعات يتكرس تأكيدها بالتواتر الإعلامي فقط، كزيارة السيد علي مملوك، مدير مكتب الأمن الوطني السوري، السعودية وعُمان. وتكثر إزاء ذلك التحليلات والتوقعات من جانب الصحافيين والمحللين والباحثين والمعارضين. وغالبية هذه التحليلات تستبشر قرب انتهاء الأزمة السورية، وإن بسيناريوات مختلفة يقارب بعضها حدود الخرافة.
لكنني أعتقد أن كل ذلك ليس غير جعجعة من دون طحين، كما يقول المثل الشهير. فإذ لا يختلف كثيرون على أن مبادرة السيد دي ميستورا لن تكون سوى مجاراة لزمن القتال إلى أن يحين إيقافه، وهذا يعني بعرف الأمم المتحدة تكريس ملف دائم للقضية السورية، فورشات العمل التي تقوم عليها المبادرة لن تتمكن سوى من إنتاج أوراق ووثائق يتطلبها «ملف القضية السورية» هذا. وقد لا يتأخر الوضع كثيراً حتى تُنشئ المنظمة الدولية هيئات ولجاناً دائمة لهذا الملف وغير ذلك من حاجيات التحول لتكون قضية ذات ديمومة غير مُقرّة، بل حتى عقد مؤتمر جنيف ٣، الذي يتم الحديث عنه ضمن هذا الضجيج، والذي من المفترض أن يُعقد بعد انتهاء عمل الورشات الأربع، من المؤكد أنه مثل سابقه لن ينتج عنه شيء مهم، إلا ربما وثائق جديدة تضاف إلى وثيقة جنيف التأسيسية.
غير أن الجعجعة الأعلى هي تلك التي تصدر من العاصمة الروسية، موسكو، التي تشهد تحركات مكثفة وعالية المستوى يشارك فيها حتى الرئيس بوتين من خلال لقاءاته مع زعماء ومسؤولين عرب ودوليين، إضافة إلى الاجتماعات التي عقدها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، مع وزراء خارجية آخرين، في مقدمهم جون كيري، الوزير الأميركي، وكذلك الاجتماعات التي عقدها معاونه السيد ميخائيل بوغدانوف، وأهمها اجتماعه في طهران بوزيري الخارجية الإيراني والسوري، واجتماعه بالسيد مايكل راتني، المبعوث الأميركي إلى سورية. هذا إضافة إلى تصريحات مسؤولي الخارجية الروسية بأنهم يعملون في شكل جدي على عقد موسكو ٣ تمهيداً لجنيف ٣.
تُظهر التحركات والتصريحات الروسية كأن الموضوع السوري قد وُضع جدياً على سكة الحل، وتكثر في خضم ذلك تسريبات عن قبول روسي بتنحي الأسد، وأخرى عن توكيل أميركي لروسيا بحل الأزمة السورية، وغير ذلك من حكايات وروايات تُظهر مسارات الصراع كأنها تحت السيطرة المطلقة، وأن إنهاء هذه المسارات ما زال متاحاً بيسر وسهولة، وأن طهران ستكون مفتش المحطة لهذه السكة، وأن إسرائيل لا علاقة لها ولا دور ولا مشورة بكل ما يجري.
يقوم العرض الروسي المدعوم إيرانياً على أن الإرهاب يجب أن يكون على رأس أولويات الاشتغال الدولي، بخاصة في سورية، وأن الخط البياني لتنامي «داعش» ما زال صاعداً، وأن التحالف الدولي الحالي ضد «داعش» غير قادر على ردعه أو إيقاف تمدده خارج حدوده قبل تشكيل التحالف، أي في العراق وسورية. بل وصل وجوده وعملياته إلى أكثر من بلد خليجي، فضلاً عن مصر وليبيا، وأخيراً تركيا. وهذا كله يقتضي بالضرورة، وفق موسكو، تشكيل تحالف دولي أوسع ضد الإرهاب (يمكن أن تشارك فيه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لكن روسيا لا تسعى إليه ضمن إطار المنظمة الدولية)، يكون النظام السوري شريكاً رئيساً فيه باعتباره صاحب أرض الصراع الأساسية مع «داعش»، وصاحب العدّة العسكرية الأهم بين أطراف الميليشيات الموجودة في سورية وربما في العراق. والزبدة في ذلك أن روسيا جاهزة، مع إيران، لضمان مشاركة النظام في مثل هذا التحالف والإشراف عليه وتزويده بالسلاح اللازم. وأنه تسهيلاً لهذا الأمر، فإن روسيا قادرة، إضافة إلى إيران، على إقناع النظام السوري بالمشاركة بتسوية مع معارضيه استناداً إلى وثيقة جنيف، بل ضم مجموعات «الجيش الحر» إلى هذا التحالف بعد تجميد صراعها مع النظام.
الخطة الروسية لتحقيق ذلك تنطلق من إضعاف الثقل الأميركي، وثقل مجموعة «أصدقاء سورية»، في الموضوغ السوري من خلال أطروحة توحيد المعارضة في وفد واحد مقابل النظام، وذلك بعد اعتماد مؤتمر موسكو مجموعات سياسية موالية للرئيس الأسد على أنها قوى معارضة، وهذا من شأنه إضعاف موقع الائتلاف السوري كـ «ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري»، وفق اعتراف دول مجموعة «أصدقاء سورية»، والمكلف النطق بما تقول الدول المصنّعة له.
لكن المبادرة الروسية عموماً لا تتعدى تشكيل حكومة موسعة، تعطى لها الصلاحيات الاقتصادية والاجتماعية، وإبقاء الصلاحيات العسكرية والأمنية بقيادة بشار الأسد وتصرفه، لأن أي تغيير في هيكلية المؤسستين العسكرية والأمنية، أو أي تغيير في قياداتها، وفق الرؤية الروسية والإيرانية، سيعطي فرصة أكيدة لانتصار «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى في سورية وفي دمشق تحديداً (أي هي الشروط ذاتها التي عرضها علينا النظام عبر وسطاء منذ أكثر من سنتين، ورفضناها حينذاك).
وترى موسكو، إضافة إلى الأخطار التي ستنجم عن أي مساس بتركيبة نظام الحكم في سورية، أنه لا يوجد أي بديل كفء للنظام، كما لا يوجد أي كيان عسكري يمكن أن يكون بديلاً عن مؤسسة الجيش السوري في مواجهة «داعش». هذا الرأي توافقها عليه واشنطن وغالبسة دول «أصدقاء سورية»، ما يجعل بعض دول الإقليم تقول أنها لا تشترط تغيير جميع قادة الحكم السوري بل تكتفي بتنحية الرئيس الأسد والإتيان بأي شخص بديل عنه، حتى لو كان علوياً! فتؤكد طهران وموسكو أن ذلك كفيل بانهيار النظام وتحوّل دمشق إلى فوضى عارمة، وهذا أيضاً توافقها عليه واشنطن وعدد من العواصم الغربية.
خطر شد الحبال هذا الذي يُمحور موضوع الأزمة السورية حول «داعش» والأسد لا يقتصر على استبعاد مطلق لإرادة السوريين، بل يزيح أساس الصراع من كونه صراعاً على الحقوق والحريات بين النظام ومعارضيه، إلى مجرد صراع مع الإرهاب أو عقاب لرئيس خرج عن الطاعة.
ما عرضته أعلاه ليس موقفاً من المبادرة الروسية بل رأي فيها، إذ على رغم قناعتي المطلقة بعدم وجود أي إمكان لحل الأزمة السورية بعدما تبددت مقومات الحل، فإنني لست ضد نجاح المبادرة أو المساعي الروسية إن كان يمكن أن ينجم عنها عمل جدي لإنهاء الأزمة السورية. لكنني لا أرى في هذه المساعي سوى محاولة روسية لاقتناص فرصة بهدف انضمامها إلى النادي الدولي وكسر العزلة الدولية عنها. وقد لا تكون كل هذه التحركات الدولية سوى إجراء جردة حساب دولية لإعادة رسم الحدود والتخوم بعد متغيرات ميدانية مهمة، ليس في سورية فقط بل في غير بلد عربي يشهد صراعاً مسلحاً، وبعد مضي سنة على بدء عمليات التحالف الأميركي ضد «داعش»، إضافة إلى إعادة التموضع الدولي في المنطقة بعد الاتفاق النووي مع إيران.
منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة الغائبة
الكرامة برس /نبيل السهلي
طرح تحديد موعد عقد جلسة استثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني في مدينة رام الله في 15 و16 أيلول (سبتمبر) الجاري، لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أسئلة مشروعة بشأن مستقبل منظمة التحرير والنظام السياسي الفلسطيني، خاصة في ظل الانقسام الفلسطيني على رغم المصالحات الهشة.
شكلت اتفاقات أوسلو التي وقعت في 13 أيلول 1993 تحوّلاً نوعياً في التجربة السياسية الفلسطينية، وتمت صياغة النظام السياسي من جديد في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم التعبير عن ذلك من خلال إنشاء السلطة الفلسطينية في ربيع عام 1994، لتصبح حركة «فتح» حزب السلطة بعد أن كانت منذ عام 1969 حزب الثورة الفلسطينية خارج فلسطين، الأمر الذي أدى بدوره إلى كسر قاعدة التمثيل السياسي الشامل الذي تمتعت به منظمة التحرير، حيث اعتُبرت منذ عام 1974 الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، في مقابل ذلك اعتبرت السلطة الفلسطينية أحد أهم معالم اتفاقات أوسلو-التي رفضتها حركة «حماس» وقوى فلسطينية أخرى-، فضلاً عن كونها سلطة ناجزة في الضفة والقطاع تسعى إلى تحسين ظروف المجتمع الفلسطيني في المجالات كافة، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية في المناطق الفلسطينية المحتلة في حزيران (يونيو) 1967.
يجمع متابعون بأنه لا جدوى سياسية حقيقية من انتخاب لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير، نظراً إلى عدم وجود إجماع وطني لعقد اجتماع المجلس الوطني من جهة، وحالة الانقسام المكرسة عملياً على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة، من جهة أخرى. فمن باب أولى عقد مصالحة فلسطينية والاتفاق على إستراتيجية سياسية لمواجهة السياسات الإسرائيلية التي تعصف بالقضية الفلسطينية، ومن ثم العمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة هيكلة منظمة التحرير، وفق أولويات تمليها المصلحة الوطنية بعد فشل الأجندات الضيقة للأحزاب والفصائل الفلسطينية.
الثابت أن الشعب الفلسطيني عانى منذ صيف عام 2007 من تداعيات الانقسام الحاد بين القوى والفصائل المختلفة، وبشكل خاص بين حركتي «فتح» و «حماس». وعلى رغم الحديث المتكرر عن إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني المرير، بعد تشكيل حكومة التوافق في تموز (يوليو) من العام الماضي، بيد أن المتابع بات على يقين من وجود معوقات أساسية تحول دون ترسيخ مصالحة حقيقية. ومن بين تلك المعوقات الضغوط الخارجية من جهة وغياب القوة الصامتة عن توقيع الاتفاق وبالتالي الشراكة السياسية، ومحاولة أصحاب المصالح والامتيازات التي تولدت بفعل تداعيات الانقسام، الإبقاء على الجغرافيا السياسية المستحدثة في كل من الضفة وغزة، فضلاً عن المصالح الضيقة التي فرضتها التحولات في المشهد العربي، وانسداد أفق المفاوضات مع إسرائيل.
وفسرّ محللون أن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية التي يرأسها رامي الحمدالله كان بمثابة عملية تكيف، وإدارة أزمة لحالة الانقسام الذي امتد لثماني سنوات (2007-2015)، في وقت يتطلب فيه الظرف السياسي الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية بتفاصيلها المختلفة.
فمن جهة استصدرت إسرائيل خلال السنوات المذكورة حزمة من القرارات التي من شأنها الإطباق على مدينة القدس. وفي هذا السياق تشير تقارير إلى أن إسرائيل استطاعت السيطرة على 93 في المائة من مساحة القدس الشرقية، ناهيك عن بناء طوقين من المستوطنات يحيطان بالمدينة من الجهات الأربع ويقيم فيها نحو 185 ألف مستوطن إسرائيلي. وقد تم طرد آلاف المقدسيين بعد قرار تهويد التعليم في المدينة قبل ثلاث سنوات. واستغلت إسرائيل حالة الانقسام لتجعل من النشاط الاستيطاني العنوان الأبرز في سياساتها اليومية. الأمر الذي أدى إلى سيطرة كبيرة على أراضي الضفة الغربية لصالح المستوطنات الإسرائيلية التي وصل عددها إلى 151 مستوطنة يعيش فيها أكثر من 350 ألف مستوطن.
وكنتيجة مباشرة لحالة الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني، أصبحت مؤشرات البؤس هي السائدة بين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة. فقد وصلت معدلات البطالة إلى نحو ستين في المئة في قطاع غزة، وارتفعت بعد العدوان الإسرائيلي في صيف العام الماضي. ونتيجة ذلك باتت الخيارات التعليمية والصحية ضعيفة، فمن أصل مليون وستمائة ألف فلسطيني في قطاع غزة يعيش 60 بالمئة تحت خط الفقر.
المشهد السياسي الفلسطيني يبدو رمادياً مع استمرار حالة الانقسام الحقيقي على الأرض، وعدم وجود إرادة سياسية صادقة لإنهائه، وبات من الضروري تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة للفصائل، وخصوصاً في ظل انكشاف صورة إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة والقطاع، أو إزاء الأقلية العربية في إسرائيل.
وثمة عوامل تساعد على تعزيز الاعتراف بفلسطين كدولة في المؤسسات الدولية، وفي مقدمة هذه العوامل إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وترسيخ مصالحة بالأفعال وليس بالأقوال، ومن ثم التوجه بخطاب سياسي دبلوماسي موحد وجامع بعد وضع برنامج وإستراتيجية سياسية وتنظيمية مشتركة.
وفي هذا السياق لا يمكن أن تكتمل دائرة المصالحة الحقيقية، وتفعيل دور منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وضخ دماء جديدة فيها، من دون مشاركة واسعة من الأغلبية الصامتة من الفلسطينيين في الداخل والشتات، ونقصد بالقوة الصامتة الفعاليات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين. وبذلك يمكن الحديث عن إمكان القيام بدور فعّال لمنظمة التحرير وأطرها المختلفة، لجهة حماية المشروع الوطني ورسم مستقبل الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الثابتة.
وقد يكون ذلك بمثابة جدار متين في مواجهة الرؤى والتصورات الإسرائيلية، التي تسعى إلى تغييب دور منظمة التحرير، المغيبة أصلاً منذ اتفاقات أوسلو، وفي الوقت ذاته جعل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة «حماس» في غزة مجرد شرطي لحماية إسرائيل واحتلالها الأرض الفلسطينية.
ويجمع محللون أن الإبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني يخدم الموقف الأميركي والإسرائيلي، الرافض أساساً لاتفاق المصالحة، الذي جاء على خلفية هواجس عديدة، في مقدمها أن هذا الاتفاق سيكون بمثابة طوق نجاة للحد من الضغوط الإسرائيلية والأميركية على الفلسطينيين، ويرفع في الوقت نفسه من سقف الخطاب السياسي الفلسطيني، بعد مفاوضات عبثية امتدت أكثر من عقدين من الزمن، بحيث يكون من السهولة بمكان المطالبة بتفكيك معالم الاحتلال، ومنها المستوطنات، عوضاً عن تجميدها، وكذلك تمكن المطالبة بتطبيق قراراتٍ دوليةٍ صادرة، ومنها القرارات المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين، والسيادة على المياه الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل، واعتبار المستوطنات غير شرعية، وتطبيق القرارات الدولية القاضية بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، خصوصاً بعد أن أصبحت فلسطين عضواً في العديد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
التحديات الجمة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب الإسراع بعقد مصالحة فلسطينية حقيقية تتعدى الاحتفالات الشكلية، بحيث يشارك فيها الكل الفلسطيني، لإنهاء حالة الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية من دون رجعة، نزولاً عند مطالبات الشعب الفلسطيني، عوضاً عن البحث عن تطور كيانين في قطاع غزة والضفة الغربية، بمسميات فلسطينية كئيبة.
دحلان وهنية صديقاي والقائد مروان وتعب السنين
الكرامة برس /د. طلال الشريف
ولأني ابن مرحلتهم ومارست العمل السياسي والوطني ولست في مواقعهم لأني من فكر آخر وكنت في حزب عريق آخر لا يمارس أداتهم النضالية ولا يمتلك شعبية أحزابهم رغم أنني مختلف عنهم في مجال العمل والمهنة والدراسة وإلى حد ما في نوع الثقافة وكما قلت الفكر وهذا قد أتحدث به في مقال آخر، أما هنا فسأتحدث بما هو قاسم مشترك بيني وبينهم ألا وهو الطبقة الاجتماعية التي انحدرنا منها جميعنا وهي الفقر والقاسم المشترك الثاني وما نحن نعمل به الآن أربعتنا وهو العمل السياسي والوطني أكاد متيقنا من دافع الصدق الذي أنطلق منه لإنصاف هؤلاء الرجال وتعب السنين الذي غلف حياتهم وأضاع من أعمارهم وأسرهم وراحة البال التي فقدوها في بادرة غريبة للحديث عن السياسيين من طرف السياسيين الذين يتحدثون عن الآخرين من غير أحزابهم بصدق واحترام وبلا حسد بل بفخر واعتزاز.
وهنا لن نناقش مآخذ وسلبيات وأخطاء هؤلاء الابطال ولن نحاول قراءة هذه النسب وحيثياتها وتبدلاتها للمستقبل ولن نتحدث عن أشياء يتحدث عنها الجمهور كما يريد بل سنتحدث عن جانب "حياتي إنساني" في مسيرة هؤلاء الأبطال.
الدافع وراء كتابة هذا المقال هو تربع مروان وهنية ودحلان على قمة المرشحين للرئاسة الفلسطينية حسب استطلاع مركز القدس للإعلام والاتصال ومن سيخلف الرئيس عباس إذا ما أجريت انتخابات رئاسية الآن.
لا تربطني علاقة بمروان البرغوثي سوا أنني مواطن فلسطيني تابع مسيرة هذا الرجل منذ أن لمع نجمه في الدفاع عن برنامج حزبه حركة فتح مع بدايات نشوء السلطة الوطنية التي بنيت على اتفاق السلام لمرحلة أوسلو وطول مدة أسر مروان البرغوثي قبل وبعد أوسلو حين غير مروان موقفه من أوسلو واستأنف العمل المقاوم وخكم عليه بالسجن المؤبد مضاعفا ومغلظا بالسنين الطوال وكم عانى هذا البطل من العذاب والسجن والترحيل وكابد في حياته وسجنه ومحاولات اغتياله وحرمانه من أسرته وكم عانت أسرته وزوجنه وهي تطوف الأرض لتشرح قضية فلسطين وقضية زوجها وكيف كبر الأولاد وتزوجوا في غياب والدهم مثل كثير من القادة الفلسطينيين خلف القضبان والأسر وأحيانا وصل بهم الاهمال من قبل المتنفذين في السلطة حد القطيعة ولذلك ينصف شعبنا هذا القائد مروان البرغوثي ونعتز برأي شعبنا في خياراته ونتمنى أن تتاح لهذا الشعب الفرصة للتعبير عن رأيه في الانتخابات القادمة.
اسماعيل هنية صديقي واعتز بصداقته نختلف معه أو نتفق يحمل رؤيا مغايرة لرؤيتنا ولكنه جاري ورفيق الصبا في نادي خدمات الشاطئ وابن حارتي ورفيق الفقر المدقع الذي عشناه في أزقة مخيم الشاطئ يوم كنا نجري حفاة وكبرنا وأصبحنا لاعبين كرة قدم ولا نملك حذاء للعب به وليس لدينا ما يسد الرمق، هنية هو قائد حماس في غزة والضفة الغربية أيضا وكابد الأسر والسجن ومعاناة الأهل والأسرة والغياب عن الزوجة والأطفال ومحاولات الاغتيال وثلاثة حروب شرسة هدم فيها بيته وتعرض لضغوطات كبيرة في الاختباء وتغيير المكان عن أعين العسس والمخبرين للصهاينة وحمل مسؤوليات حركته في أوقات الشدة وتلاطم الأمواج العاتية في فلسطين ومن حولها.
محمد دحلان هذا الصديق الحبيب المقرب إلى القلب ليس لي فقط بل لأبناء شعبه وبعد كل مؤامرات التشويه وتلك المعاناة في السجون الابعاد واتحادنا في جذور الفقر أيضا إبن مخيم خان يونس هو القائد الفتحاوي العجيب الذي كلما حاول المناوئون عزله وابعاده عن شعبه ينزل عليهم كالصقر ليحضر لشعبه ما يسد الرمق في وقت الشدة وكان له أن يعيش أفضل مما لو كان رئيسا لفلسطين ومشاكلها ولكنه ابن فلسطين الذي لا يمكنه العيش خارجها فكم هو يتجرع السم ببعده وبالتآمر عليه ووالله لو كان هذا الرجل ساحرا لما استطاع سحر هذا الشعب الذي له حاسة سادسة كما قلنا بالمخلصين له فلو تعرض أي شخص ’آخر في فلسطين لما تعرض له محمد دحلان لانتهى ألف نهاية فقد عاني من الابعاد من سلطات الاحتلال سابقا إلى الاردن فالعراق فمصر فليبيا فتونس وعاد إلى فلسطين ومرة أخرى ابعاد قصري ومطاردة ومحاكمات ومحاولات سحب نيابته التشريعية وتجريده من حقه التنظيمي بطريقة عدوانية وتهم ما أنزل الله بها من سلطان فكيف بالله سيكون الأثر السلبي على عائلته واسرته التي ماانفكت ترحل من دولة لأخرى ويتنقل أبناؤه من مدرسة لأخرى ولم يتهنى بالنوم في بيت له طوال هذه السنين وفقدان تلك الذكريات الجميلة التي تربط الانسان ببيته والولد بمدرسته ولكن شعبنا يعرف ما لا يعرفه الحاقدون يهب في كل استطلاع ليعطي هذا الرجل حق يفتخر به ويفاخر به الفاشلين فيتربع مع مروان وهنية على عرش الرؤساء القاددمين لخلافة أبو مازن وقيادة الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة .
ولأن شعبنا له حاسة سادسة بمعرفة وتقدير الوطنيين الأصيلين لم يتأثروا بكل البروباجندات التي مرت عليهم لقادة وزعماء تصوروا أنهم يملكون أو سيملكون فؤاد هذا الشعب فكان قرارهم في هذا الاستطلاع أن يختاروا مروان وهنية ودحلان وربعوهم على عرش الخلافة. تقدموا أيها الاصدقاء فلكم المجد ولنا الفخر
سياسة العزل إعدامٌ للنفس وإزهاقٌ للروح (3)
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
لا أحد من الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية قد نجا أو أفلت من العزل أو من السجن الانفرادي، في الزنازين الضيقة أو في الإكسات البعيدة، في السجون الصحراوية أو الداخلية، بل يكادون جميعهم، السابقون والحاليون واللاحقون من بعدهم، قد تجرعوا من هذا الكأس وذاقوا مرارته، وعانوا من ويلاته، ونالهم منه نصيبٌ وافر، وغصت به حلوقهم، وتألمت نفوسهم، وتقرحت من جدران الزنازين أجسادهم.
ولكن سلطات السجون الإسرائيلية التي تساوي بين المعتقلين في عقابها، ولا تميز بينهم في سياساتها القاسية، ولا تراعي سجيناً ولا تتألم لمعاناة معتقل، ولا تتردد في عقاب الضعيف والمريض، والكبير المسن والمرأة الحامل، والطفل الصغير وذوي العاهات المستديمة، إلا أنها أحياناً تخص بعض الفئات من الأسرى والمعتقلين أكثر من غيرهم، فتعاقبهم دائماً، وتعزلهم أبداً، وتجدد عقابهم، وتطيل فترة عزلهم، وتشدد حبسهم، وتغلو في التعامل معهم، ولا تصغي إلى طلبات إعادتهم إلى أقسامهم، ولا تتأثر بالدعاوى المرفوعة ضدهم، أو بالاحتجاجات الشعبية المنظمة استنكاراً ورفضاً لسياستهم.
لعل العزل الأكثر خطورة، والأطول مدة، والمقصود دائماً، هو العزل الذي يطال رموز المعتقلين، وقادة العمل الوطني داخل السجون، وهم كثيرٌ جداً على مدى سنوات الاحتلال منذ النكبة وحتى اليوم، الذين يشكلون حسب رأي المخابرات وإدارة السجون خطورةً على الأمن القومي الإسرائيلي، نظراً لقوة شخصيتهم، وعظيم تأثيرهم، ودورهم الوطني الكبير في رفع الروح المعنوية للمعتقلين، وعنادهم في مواجهة إدارة السجون، وتصديهم لسياستها، وتصدرهم للأنشطة النضالية كالإضراب عن الطعام، وحالات العصيان والتمرد، فضلاً عن إحيائهم الدائم للمناسبات الوطنية والدينية، التي تثير الحماس وتحض على الوطنية، الأمر الذي يجعل من وجودهم بين بقية المعتقلين مغامرة خطرة.
لهذا تحرص إدارة السجون على عزلهم فرادى وبعيداً في زنازين ضيقة، لأشهرٍ أو لسنين طويلة، يكونون فيها أحياناً رغم العزل مقيدي الأيدي والأرجل، أو مقيدين بسلاسل معدنية إلى حلقاتٍ مثبتة في جدران الزنازين، بقصد عزلهم وفصلهم عن بقية الأسرى، ومنع اختلاطهم معهم، أو الاجتماع بهم ولو صدفةً، وذلك للتخفيف من أثرهم، ومنع انتقال خبراتهم، وتعميم تجاربهم، وصقل شخصيات بقية الأسرى والمعتقلين، بما يجعلهم أقوياء أكثر، وأشداء في مواجهتهم والصمود أمام سياساتهم، خاصةً أن هذه القيادات تعتقد أنها تحمل رسالة، وعندها أمانة يجب أن تؤديها مهما كانت التحديات صعبة، والعقوباتِ شديدةً ورادعة.
يتم عزل هذه الفئة من الأسرى بعيداً عن المعتقلين، ولا يسمح لهم بالتواصل معهم، أو الالتقاء بهم، ويقتصر احتكاكهم على الجنود والحراس الإسرائيليين، الذين يقومون بحراستهم ومراقبتهم، ويحضرون لهم وجبات الطعام الثلاثة، دون أن يسمحوا لأحدٍ من المعتقلين العاملين في المطبخ أو في أعمال النظافة بالاحتكاك بهم أو الحديث معهم، كما تمنع زيارتهم ولقاء المحامين بهم، وغالباً ما تقوم إدارة السجون بوصفهم بأنهم سجناء خطرين، وتثبت هذا الوصف في قوائم الإحصاء اليومية، ليطلع عليها كل من يقوم بعملية عد وتفقد الأسرى والمعتقلين، وفي هذا إشارة إلى جواز معاقبتهم، وضرورة التشديد عليهم.
لكن عمليات عزل قادة ورموز العمل الوطني الفلسطيني وإن كانت لا تتوقف على مدار الساعة، حيث لا تخلو الزنازين من وجود بعضهم مقيدين بعيداً في زنازينهم، فإن شموخ المعتقلين وصمودهم يتعاظم داخل السجون ويزداد، وإرادتهم تكبر وتشتد، مما يزيد في قهر السجان، ويضاعف حقده وكرهه، ويدفع به للثأر والانتقام منهم، بزيادة الحرمان، ومضاعفة العقاب.
أما الفئة الثانية من المقصودين بالعزل في السجون، فهم المعتقلون الأطفال وصغار السن، حيث تعمد إدارة السجون إلى زيادة جرعة تعذيبهم، فتطيل فترة عزلهم في الزنازين الانفرادية وإكسات العزل الضيقة والبعيدة، وتسمعهم خلال الليل أصوتاً غريبة لعمليات تعذيبٍ قاسية، وأصوات صراخ وبكاء واستنجاد واستجداءٍ وضرب وركل وغير ذلك مما يخيف الأطفال، ويذهب النوم من عيونهم، ويجبرهم على البقاء طوال الليل يقظين دون نوم، خائفين من استدعائهم، وأن يصيبهم بعض العذاب الذين يسمعونه في الليل.
تدرك المخابرات الإسرائيلية وإدارة السجون مدى ما يتركه العزل على الأطفال، وأنه يؤثر على حياتهم ومستقبلهم بصورة كبيرة، إذ يتولد عن حالة العزل لديهم أمراضٌ نفسية مستعصية، تلازمهم طوال حياتهم، إذ أن الطفل وهو الأسير الذي لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاماً وفق التصنيفات الدولية، لا يستطيع أن يتحمل أجواء العزل والسجن الانفرادي، وحرمانه من مخاطبة أو الاختلاط بالأسرى الآخرين، الذين يلعبون دوراً كبيراً في التسرية عنه، والتخفيف من آلامه، وتثبيته وتشجيعه خلال فترة الاعتقال، ومساعدته إن تعرض لكآبةٍ أو أصابه مرض، أو حلت به أزمة، بينما عزلهم يتركهم نهباً للهواجس والأفكار المرعبة، ويضعف مقاومتهم وصمودهم أمام المحقق وضباط المخابرات.
أما الفئة الثالثة الخطيرة المستهدفة بالعزل فهم النساء، حيث تتعمد المخابرات الإسرائيلية عزل الأسيرات الفلسطينيات، وتجبرهن على العيش في زنازين ضيقة جداً، معزولة عن بقية الأسرى والمعتقلين، وتستغل المخابرات الإسرائيلية حالة العزلة التي تعيشها الأسيرات خلال التحقيق وما بعده بعيداً عن العالم الخارجي المحيط، فلا يعرفن ما يدور حولهن، ولا ما يجري في مناطقهن، ولا ماذا حل بأهلهن وأفراد أسرهن، ومن هو الموجود معهن في التحقيق، وغير ذلك من المعلومات التي تتعمد إدارة المخابرات الإسرائيلية إخفاءها عن الأسيرة، في الوقت الذي تزودها بما شاءت من المعلومات التي تخدمها في الضغط عليها نفسياً، بما يضعف إرادتها، ويوهن عزيمتها، ويثير في نفسها القلق والخوف، ويقضي على قدرتها على التفكير والتركيز والتصميم، ليسهل عليها بعد ذلك التحقيق معها والضغط عليها أكثر من ذلك.
كما أن الأطفال المواليد يعاقبون مع أمهاتهم أحياناً، إن بكوا وصرخوا من الجوع أو الألم، أو نتيجة الجو الخانق الضاغط، فإنهم وأمهاتهم يعاقبون ويعزلون في الزنازين والإكسات بعيداً عن الغرف والأقسام، بسبب بكائهم وصراخهم وأحياناً بسبب مرضهم، نتيجة عدم قدرتهم على النوم بسبب الحر الشديد، أو الرطوبة وانعدام التهوية، أو بسبب نقص غذائهم من حليب الأطفال وهو غالباً ما يحدث، أي أنهم أسرى كغيرهم يعزلون ويعاقبون رغم أنهم أطفالٌ ومواليد.
أما إن قامت أسيرة بتقديم شكوى ضد أحد الحراس أو رجال الشرطة، متهمةً إياه بالتحرش بها جنسياً، ومحاولة الإساءة إليها، فإن إدارة السجن تقوم بعقابها ونقلها إلى زنزانة في قسمها في قسمٍ آخر، أو تنقلها إلى إكسات العزل مدة من الزمن عقاباً لها على جرأتها وطلبها التحقيق مع أحد الحراس، وقد تلجأ أحياناً إلى نقلها إلى سجنٍ آخر، في منطقةٍ أخرى بعيدة.
أما الصنف الرابع من الأسرى المستهدفين بالعزل، فهم العلماء والأسرى العباقرة، وذوو الأدمغة الجبارة، الذين يستطيعون تعليم الأسرى وتثقيفهم، والتأثير عليهم ورفع مستواهم العلمي والثقافي والمعرفي، حيث تلجأ سلطة السجون إلى تطبيق سياسة العزل والتفريق المنهجية ضدهم، بقصد تعطيل مسيرة التعليم والثقافة داخل السجون والمعتقلات، فتعزل الأساتذة الأسرى، وأصحاب الكفاءات العلمية، وتبعدهم عن الأسرى المؤهلين للدراسة، بما يضمن لها عدم استفادتهم من علمهم وثقافتهم.
الأسر لم يتوقف والعزل لن يتوقف، وفئاته والمستهدفون به يزيدون ولا ينقصون، ويتعددون ويتنوعون، وعقلية الإسرائيليين لم تتبدل ولم تتغير، ونفوسهم المريضة الخبيثة لم تشف ولم تطهر، ولكن إرادة الفلسطينيين وصمودهم لن تضعف ولن تتزعزع، ويقينهم في قضيتهم لن يتراجع مهما بلغت قسوة التعذيب وتعددت وسائله، فسيبقى الفلسطيني يقبض على جمر حقه، ويعض على جرح ألمه، ويربط على الجوع بطنه، صابراً محتسباً حتى ينال حقه، ويستعيد أرض وطنه حراً سيداً مستقلاً.
لاستعادة ابتسامة لاجئ
الكرامة برس /ايمان موسى النمس
تتناثر صور مأساوية للاجئين وهم غرقى او ينتظرون العبور الى الدول الاوربية في ظروف جد سيئة هذه الايام ،في الوقت الذي نلوم الدول الاوربية على عدم فتحها ابوابها للاجئين وتسهيل استقبالهم ،نجد ان الدول العربية لم تستنفذ كل مالديها لمحاولة المشاركة بحل الازمة بكل ابعادها اما بوضع حلول مؤقتة لاحتواء ازمة اللجوء او العمل على دعم تسوية سياسية في الدول المصدرة للاجئين والتي تعد اولها سوريا .
فمن المعروف ان الدول التي استقبلت النصيب الاكبر من اللاجئين السوريين هي دول الجوار تعاني من مشاكل هي الاخرى وعدم استقرار سياسي مثل لبنان وتأثرت اقتصادياتها بشدة بسبب الاعداد الضخمة غير المخطط لها ولكنها رغم ذلك احتضنت اللاجئين ولم تعمل على ردهم ماعدا في حالات ضيقة مثل ما حدث بعد ازمة عرسال حيث تم الاقرار بأنه لن يسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين ، او تهديدات المعارضة في تركيا بأنها سترسل السوريين المقيمين لديها الى بلادهم في حال فوزها بالانتخابات .
ويعيش اللاجئون في هذه البلدان في ظروف شديدة القسوة في مخيمات تغيب عنها ابسط مقومات الحياة حيث لا تتوفر في كثير من الاحيان مدارس للأطفال او برامج رعاية صحية ويتعرض اللاجئون فيها لمختلف الانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتكثر الكثير من الظواهر السلبية مثل زواج القاصرات وعمالة الاطفال ، رغم جهود المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومبادراتها من اجل تحسين سبل العيش ، اذ يكفي ان تهب عاصفة في الشتاء لتوضح هشاشة وضعهم ويقع عدد من الضحايا جراء البرد .
هذا ما يدفع الكثير منهم الى الانتقال نحو اوروبا على امل الحصول على حياة افضل ، ولان اجراءات قبول اللجوء تستمر فترة طويلة في ظل انقسام الدول الاوربية حول الحصص التي يجب على كل دولة ان تستقبلها يسلك هؤلاء طرقا غير شرعية تنظمها شبكات من المهربين والاتجار بالبشر .
حتى وقت قريب كانت اوروبا تعيش حالة انكار وتتعامل مع فكرة القادمين اليها على انهم مهاجرون غير شرعيين متجاهلة ان كثير منهم فر من اضطهاد حقيقي وأنهم ينطبق عليهم تعريف اللاجئ حسب المواثيق الدولية ، ويظهر هذا في تعاملها مع مشكلة غرق الكثير منهم حيث تم تبني حزمة من الاجراءات ذات المستوى الادنى تتمثل في تنظيم حملات انقاذ على شواطئ القريبة دون التعمق في المياه الدولية ، والكلام عن استعمال القوة العسكرية ضد قوارب المهاجرين .
حتى وصلت الامور الى هذا الحد جحافل بشرية تزحف عبر الممرات البرية نحو أوروبا ، في هذه اللحظة لابد وان عددا من المسؤولين الاوروبيين قد شعر بالإحراج ، لكن في المقابل هناك تخوفات قائمة من ان يجلب هؤلاء اللاجئين تناقضاتهم الثقافية الى هذه الدول وهو ما تعارضه الاحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين ، فضلا عن القلق من ان ينقل البعض ممن تورط في جماعات متطرفة خبرته ونشاطه .
لكن في المقابل نجد مبادرات المجتمع المدني الاوروبي وحتى الافراد في منتهى الودية ربما اهمها وعد آلاف من الايسلنديين ان يستقبلوا في بيوتهم الخاصة بعض اللاجئين ، نفس المبادرات ظهرت في المانيا من قبل اناس عادين قرروا ان يقدموا المساعدة كل حسب طاقته ، اقل ما يمكن ان يقال انها اعمال تستدعي الانحناء لها احتراما .
في المقابل تغيب ازمة اللجوء عن الاجندات السياسية العربية المشتركة ، كما انه توجد دول مستقرة وعلى قدر من الرفاه الاقتصادي لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا مع انها تحتضن عمالة مهاجرة من كل مكان ، هذا رغم انها مولت برامجا لتحسين الاوضاع في مخيمات اللاجئين في كل من الاردن ولبنان لكن في ظل هذه الظروف لا يعد هذا كافيا .
المطلوب من الدول العربية الان رفع القضايا الانسانية لتصبح في اعلى اجنداتها ، فعند الحديث عن التسوية السياسية الازمة السورية يجب الاهتمام قبل ذلك بضحايا الحرب بتوفير حياة امنة لهم وتقليل التكلفة التي يدفعونها جراء الصراع ،ولعل ابرز الحلول لازمة اللاجئين تكون بالتوطين المؤقت لان التوطين الدائم قد يبدو غير واقعي او مقبول ويتم ذلك بتقاسم حصص حسب ما يسمح به اقتصاد كل دولة مع استثناء الدول التي تعيش حروبا او حالة عدم استقرار ، على ان يعود هؤلاء اللاجئين الى بلادهم فور انتهاء الظروف القهرية التي دفعتهم الى الهرب ، والعمل على دعم الدول التي تستقبل النصيب الاكبر من اللاجئين قدر المستطاع لتحسين حياتهم وتوفير حماية لهم من الاستغلال وإزالة كافة العقبات التي تمنع اندماجهم مثل وضع شروط الجنسية على الالتحاق بالمدارس العمومية او عدم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني ،كل هذا جنبا الى جنب مع دعم التوصل الى حلول سياسية دائمة ، عندئذ يكون الانجاز لاجئ مبتسم لا غريق .
"دولة فلسطين" معتقلة منذ 3 سنوات بدرج الرئيس..كفى!
صوت فتح/ حسن عصفور
نهاية الشهر الجاري سبتمبر - أيلول، من المفترض ان يذهب الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة، ولا نعرف هل سيكون لا زال في موقعه كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أم أنه ترك الموقع بما حمل من مصائب، لكن المؤكد أنه سيذهب الى الجمعية العامة ليلقي خطابا باسم "دولة فلسطين"، باعتباره رئيسا لها، كما جاء في رده على سؤال لعضو من التنفيذية بأي صفة سيذهب ما دام مستقيلا..
وقبل ذهاب الرئيس عباس، فتحت بعثة فلسطين معركة بات اسمها في الاعلام العالمي "معركة رفع العلم"، كان لها أن تمر بشكل طبيعي، لكن التحالف الأميركي - الاسرائيلي، اصرا على غير ذلك، فهددت أمريكا "سيدة البعض من فرقة صيبا"، بأن ذلك سيكون له نتائج عكسية، فيما ممثل الكيان العنصري - الفاشي أزبد وأرعد، والحق أن سفير فلسطين رد بما يكفي على ممثل الكيان، لكنه فضل المرور صمتا على "تهديد أمريكا"، لأن رئاسته لم تنبس ببنت شفة تعليقا على تهديد "ماما أمريكا" - والله زمان على هيك موقف -..
ولأن روسيا عادت تطل بهيبتها أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، الروسي تشوركين، أنه يجب رفع العلم الفلسطيني وطالب الجميع تأييد ذلك، كونه "حق مؤجل"..
أعادت "معركة العلم" الى المشهد قوة وقيمة قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012 والذي أقر الاعتراف بفلسطين دولة لتصبح عضوا مراقبا في الجمعية العامة، اعتبارا من تاريخ 29 نوفمبر - تشرين الثاني، ذلك القرار الذي مثل "انتصارا تاريخيا" للقضية الفلسطينية، وردا عمليا على محاولة الدول الإستعمارية والحركة الصهيونية إزالة فلسطين من الجغرافيا والذاكرة الإنسانية، قرار شكل تحولا في مسار الصراع العربي - الفلسطيني مع الحركة الصهونية وكيانها اسرائيل..
كان الاعتقاد، أن تبدأ رحلة تطبيق قرار الأمم المتحدة من أرض فلسطين، وان يعلن الرئيس محمود عباس، بإسم "الحق الوطني الفلسطيني أرضا ووطننا وشهداء قيام دولة فلسطين فوق ما تبقى من أرض فلسطين"، في الضفة والقطاع والقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها..
اعلان هو الفعل التجسيدي للإعتراف بدولة فلسطين، كبداية لتصويب مسار طال أجله كثيرا، وجاء تعويضا جزئيا عما تجاهلته الإمم المتحدة من تطبيق مئات القرارات الخاصة بفلسطين، لكنها بقيت ضمن أرشيفها يعاد الاشارة اليها كلما صدر قرار جديد، وبعضها بات خارج الذاكرة، وبالتحديد قرار 194 الخاص بحق عودة اللاجئين وتعويضهم عن نكبتهم..
قرار الأمم المتحدة 19/ 67 كان له أن يشكل المدخل السياسي - القانوني لتصويب عملية اختطاف المسار الذي بدا بعد توقيع "اعلان المبادئ عام 1993" بين منظمة التحرير ودولة الكيان، مسار كان الأصل به انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين في الأراضي المحتلة عام 1967، لكن الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب اختارت غير ذلك فتخلصت من رئيس حكومتها الذي وقع الاتفاق لترسل رسالتها أن لا سلام ولا يحزنون مع دولة قامت لتسرق الحق والذاكرة..
منحت الإمم المتحدة الرئيس عباس والقيادة الرسمية خيارا سياسيا تاريخيا، لاعلانه قيام "دولة فلسطين"، وانهاء المرحلة الانتقالية التي طال أمدها أضعاف ما كان مقررا لها، عدا على أن دولة الكيان لم تلتزم منها بشيء علني، بل العكس تماما..
"خيار دولة فلسطين" جاء في سياق المعركة السياسية، بعيدا عن أي مواجهة عسكرية مباشرة، كما يحاول البعض من "فرقة صيبا" ان يقول، متجاهلا أن اصل الحكاية الفلسطينية المعاصرة كانت الانطلاقة الثورية الجديدة برصاصة حركة فتح عام 1965 وقائدها الخالد ياسر عرفات، وبعيدا عن "هرطقات هؤلاء" المتربصين بروح الثورة ورحيقها، فما حدث هو انتصار سياسي تاريخي، حتى لو اختاروا اعتقاله..
ولكن وبدلا من المضي قدما لتنفيذ القرار اختار الرئيس عباس، وفرقته الخاصة، ان يلجأ الى عملية "تنويم مغناطيسي" لاعلان دولة فلسطين، واستبدال القرار الضرورة بقرارات داعمة للاعتراف بالدولة، رغم ان الإعتراف كان قائما قبل قرار الأمم المتحدة بسنوات بعيدة، يوم ان صرخ القائد ابو أبو عمار صرخته الأشهر في الجزائر عام 1988 ليعلن باسم شعب فلسطين قيام دولة فلسطين..تسابقت دول العالم لتعترف بها، ما فاق عدد المعترفين بدولة ياسر عرفات "الإفتراضية"، عدد المعترفين بدولة الكيان العنصري..
ولأن احترام الشعب الفلسطيني ليس جزءا ثابتا في تفكير القيادة الرسمية، فقد تجاهلت كليا تنفيذ الأمر العالمي بـ"قيام دولة فلسطين"، وتعاملت بدلا منه بمحاولة استغفال شعب لا يمكن استغفاله، مهما حاولوا "تلبيس ذواتهم ألقابا وصفات"..
التخلي عن تنفيذ "الحق الوطني" في دولة فلسطين كان يعني الاستمرار بإطالة امد الاحتلال، ما أدى عمليا الى أكبر حركة تهويد ونشاط استيطاني والوصول الى المنطقة الأخطر بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا لتفيذ مشروعه لاستبدال الأقصى بهيكلهم المزعوم..
كان لاعلان دولة فلسطين، أن يقلب كل المسار الذي تأكد فقدانه المصداقية، والعودة الى أسس علاقة بعيدة عن سياسة الإملاء وتصدير الأمر الاحتلالي..كان لإعلان دولة فلسطين، ان يعيد الأمر الى حقيقته بأن هناك دولة معترف بها وبحدودها وعاصمتها باتت محتلة من قبل دولة هي عضو في الأمم المتحدة..ما يتطلب التوجه الى الجمعية العامة لوضع حد لذلك..
كان يمكن لاعلان دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة، أن يبلور قرارا عربيا بالذهاب الى مجلس الأمن بمشروع قرار لتنفيذ قرار الجمعية العامة لانهاء احتلال دولة فلسطين وفقا للفصل السابع، وليس التلاعب بالحق الوطني، عبر مشروع صاغه الفريق اليهودي في واشنطن، لسلب قرار الإمم المتحدة من جوهره، ثم الالتفاف عليه بمشروع فرنسي سارعت قيادة فلسطين الرسمية بالموافقة عليه، من وراء الأطر الشرعية، قرار يلغي حدود دولة فلسطين وعاصمتها ويعيدها للتفاوض والمساومة، ويمنح دولة الكيان مكانة في القدس حرمها منها قرار الأمم المتحدة..
فوائد قرار الأمم المتحدة السياسية باتت معادة التوصيف، لكن السؤال الذي لم يجد جوابا حتى تاريخه لماذا لم يعلن الرئيس محمود عباس دولة فلسطين وفقا للقرار الأممي..لما حاول تجاهله كليا، بل أنه لم يكلف عناء النفس في شرح ذلك أمام اي هيئة شرعية فلسطينية، حتى داخل إطر حركة فتح، يكتفي بالحديث عن "النصر السياسي التاريخي"، ويقفز بغير رشاقة عن شرح مسببات الهروب من اعلانه فوق الأرض التي حددها لها القرار..
الرئيس عباس عندما يغادر أخر حاجز اسرائيلي في أريحا، يتذكر انه رئيس دولة فلسطين، ويعامل بروتكوليا ضمن ذلك الحق، وما ان يعود الى أول حاجز اسرائيلي في أرض الضفة يتناسى انه رئيس دولة فلسطين ويعامل كرئيس لسلطة لم تعد سلطة، كما يكرر هو وفرقته ليلا نهارا..
السيد الرئيس محمود عباس، قبل أن تذهب الى نيويورك عليك ان تعلن الدولة المفترض انك رئيسها، وقبل أن تترك مناصبك، كما تدعي احباطا ويأسا، من كيري وبيبي، ليتك تمنح اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير او المجلس المركزي حق اعلان دولة فلسطين..ولا تسمح لـ"يأسك واحباطك" أن يسرق الحق الوطني..
لتطلق سراح دولة الشعب الفلسطيني بعد 3 سنوات من الاعتقال غير المشروع يا سيادة الرئيس "المحبط" و"المستقيل الدائم"!
ملاحظة: انشغل العالم يوم أمس وقبله، وبحق مطلق، بصورة الطفل السوري الغريق، وقبل فترة حرق طفل فلسطيني في مشهد لا يتكرر كثيرا من قبل الفاشية الجديدة، وانتهى أمره بقراءة الفاتحة دون ان يكلف رئيس شعبه عناء زيارة قبره..يا الله كم عندنا ما لا يسر!
تنويه خاص: كان غريبا جدا أن تحتفي وسائل اعلام عربية وفلسطينية بأن اوباما وجه صفة لنتياهو بحصوله على عدد كاف لقرار الفيتو بخصوص الاتفاق النووي..اليس عارا سياسيا ذلك..الأصل غير ذلك يا سادة!
لغز اختطاف الاربع شبان من غزة
صوت فتح/ سهيلة عمر
اعتقد ان حادثة اختطاف الاربع شبان من ابناء غزة تتطلب منا الكتابة للتضامن معهم خاصة ان حادثة اختطافهم لغز كبير بحد ذاته، واعتقد انها حلت كارثه على حماس والشعب الفلسطيني.
استغربت بشدة فتح معبر رفح المفاجئ بدون سابق اشعار لمدة ايام في الوقت الذي كان يتم الحديث فيه فقط عن موعد افتتاح المعبر للحجاج بدون التنويه عن أي موعد اخر لافتتاحه للحالات الانسانية واستشعرت ان وراء هذا الكرم شيئا ما.
ثم سمعنا عن السعي للتنسيق لخروج قادة من حماس عبر المعبر، وكان غريبا بالنسبة لي التأخر في اعطاءهم التنسيق، فقادة حماس مسالمون مع مصر ولم يشتبه في تورطهم باي عمليات في مصر.
ثم سمعنا عن اختطاف اربع شبان وجميعهم ذو سن صغير، ولأول وهلة، من اهتمام حماس وكتائب القسام بحادثة اختطافهم، كان واضحا انهم يتبعون كتائب عز الدين القسام ولهم اهمية خاصة وان كان مستبعدا ان يكونوا من القادة الكبار في كتائب عز الدين القسام لصغر سنهم. ليس مهم ما هو انتماءهم وان كانوا ذاهبين للعلاج والدراسة ام للتدريب في ايران وتركيا كما يتم الادعاء في وسائل الاعلام، المهم انهم خرجوا مرحلين من المعبر وتم تفتيشهم والتدقيق عليهم امنيا عبر بوليس امن الدولة ثم السماح لهم للمرور للمطار ترحيل بدون ام يكون في حيازتهم أي اسلحة.
هناك علامات استفهام انه لم يصدر أي تصريح من السلطة في رام الله لاستنكار عملية الخطف والعمل على تحرير المخطوفين، وقد اتفهم السبب هو الصراع الدائر بين حماس وفتح الذي جعل كل طرف غير معني بمصائب الاخر. اذكر مره كنت مسافره للعلاج في القدس عبر معبر ايريز وكنت خائفة من السفر لما اسمعه من حوادث الاعتقال على المعبر، فقالت اختي لي على سبيل الفكاهة ان المصيبة انني لا انتمي لأي حزب، فلو اعتقلت من سيتكفل بي ويهتم بقضيتي ويعمل للأفراج عني ؟؟؟ للأسف هذا ما يحدث، لا يعني بالمعتقل الا حزبه فقط الذي ينتمي اليه ولذلك صفقة تبادل الاسرى لم تشمل العديد من كبار القادة كمروان البرغوثي وسعدات وباعتقادي انه كان بالإمكان الافراج عنهم لو وجدت النية الصادقة خاصة ان كلاهما لا يشكل خطر امني حقيقي على اسرائيل بعد السنوات الطوال من اعتقالهم.
الفجيعة بهؤلاء المختطفين الاربعة كانت اكبر من الفجيعة باي اسير، فالأسير يعرف انه على قيد الحياة وانه اسر وكم سنة سيبقى بالسجن، اما هؤلاء فمفقودون من طرف مجهول ولا يعرف ان كانوا احياء ام اموات لا سمح الله.
الموضوع لغز كبير وليس من السهل حله. تنصب الاتهامات على ان يكون من اختطفهم اما اسرائيل او احد الاجهزة الامنية في مصر او الجماعات السلفية التي تقوم بعمليات ارهابية في سينا. اود ان احلل كل احتمال حسب معرفتي بكل من هذه الجهات:
1. ما يرجح ان تكون الاجهزة الامنية في مصر قامت باعتقالهم هو معرفة اسمائهم وانهم سيكونون مرحلين بنفس الباص بتوقيت معين وتم اختطافهم في منطقة امنية قريبه من المعبر. لو افترضنا انه جاءت هذه المعلومات من شخص من غزة، فبالعادة لا يعرف ان كان الشاب سيسمح له بدخول مصر او سيرحل او سيرجع، وفي أي باص سيرحل وباي توقيت. اذن المعلومات عنهم اتت اما من الضباط في المعبر او من شخص كان مسافر معهم واعطى تعليمات بتتبع من يخرج منهم وكيف سيخرج، واعتقد ان هذا سيكون صعب تتبعه لا نه لا يخرج الاشخاص مره واحده من المعبر، بل يخرجون عندما تنتهي اجراءاتهم، فكيف لشخص مسافر مراقبة كيفية خروج اربع اشخاص، الا اذا كان الشخص المراقب يراقب من الخارج واعطي صورهم لتتبعهم واعطى معلومات دقيقه للخاطفين عمن تم ترحيلهم ومتى تم ترحيلهم ؟؟ من هنا يبدو ان الأجهزة الأمنية بالمعبر او احد افرادها هي من زودت المعلومات عنهم لاختطافهم .
2. اما ما يجعلني استبعد تورط الاجهزة الأمنية في مصر لعمليه الاختطاف فهي عدة امور. ماذا سيستفيد الجهاز الامني من اختطاف شباب صغار في السن فلا يوجد حرب بين مصر وحماس لتخشى مصر وتحاول ان تجمع معلومات من خلالهم ؟؟؟؟ ثم مصر تستطيع ان تخترق غزة بسهولة وتحصل أي معلومات تريدها حيث تربطنا مع مصر صلات قرابة عميقه ناهيك عن الانفاق، لذا هي ليست بحاجة لاختطاف اشخاص للحصول على معلومات ؟؟ كما ان مصر عادة لا تعتقل أي فلسطيني، بل ترجعه ان كان عليه شبهه امنيه، والشباب غير مسلحين اصلا ومرحلين فلا يوجد أي دواعي لاعتقالهم او حتى ارجاعهم. واخيرا لمعرفتي بالأجهزة الأمنية في مصر انهم قانونيين ومتعاطفين مع الفلسطينيين ولا يؤذون أي عربي. نسمع عن حوادث رشاوي ولكن لم يؤذى فلسطيني قط من أي رجل امن مصري، واشك ان ينفذ أي حكم بالإعدام على أي من الاخوان، فالمصريون ليسوا قطاع طرق، يهوشون ويهددون ويتهربون من المساعدة لكن لا يؤذون أي عربي.
3. الاحتمال الثاني ان من اختطفتهم هي احدى الجماعات السلفية في سينا انتقاما من حماس او لابتزازها بهم، مع التصور ان المعلومات زودت لهم عن اسماء الاشخاص وتوقيت ترحيلهم من خلال احد مراقبيها خارج المعبر او احد الذين يعملون لحسابها مع الاجهزة الأمنية داخل المعبر. كون المكان الذي تم فيه الاختطاف موقع امني قريب من المعبر لا يبعد هذا الاحتمال، فنعرف رفح منطقة جبليه ومداخلها ومخارجها متعددة وممكن ان تمر أي سيارة بين الكمائن.
4. اما ما يبعد هذا الاحتمال انه بالعادة الجماعات السلفية تعلن عن مسئوليتها عن الحادث وتنادي بمطالبها، الا اذا امتنعت عن اعلان المسئولية خشية ان يؤذى ابناءهم في غزة، فلو هددت الجماعات الإرهابية بسينا قتل المختطفين، سيكون الرد بالمثل من حماس في غزة. كما ارى انه لن تستفيد الجماعات السلفية من عملية الاختطاف كثيرا. ليس من المعقول انها احتجزتهم للأفراج عن عناصر للجماعات السلفية في غزة بينما حماس تستطيع ان تعتقل من تشاء باي وقت، كما انه الجماعات الإرهابية في سينا لم تتبع قط اسلوب المساومة مع الجيش المصري لتتبعه مع حماس ولا يوجد ثأر بين حماس والجماعات السلفية الإرهابية في سينا خاصة ان حماس مضطهده من الجيش المصري. كما لحماس معلومات امنية قويه واتصالات مع الجماعات السلفية، فلو شكت بتورطهم لا علنت عن ذلك مباشرة.
5. اما احتمال ان اسرائيل قامت باختطافهم من خلال الموساد فهو ايضا وارد خاصة ان العملية تمت بمنتهى الدقة وبدون أي اثر للاستدلال على من قام بها واين ذهبوا بالمختطفين، فاسرائيل دولة خارج القانون وفاقت الوصف في اساليب الاذلال والابادة للشعب الفلسطيني (تهجير وحروب ابادة وسلب اراضي وحواجز). يتوقع كل شيء من اسرائيل خاصة انها تعرف انها لن تستطيع ان تعتقل أي من عناصر حماس عبر معبر ايريز، وستستفيد من ناحية انها ستحصل على معلومات استخباراتية عن القسام خاصه ان حماس كثفت ملاحقتها على العملاء.
6. اما ما يجعلني استبعد هذا الاحتمال فهو ان اسرائيل نادرا ما تقوم بعمليات في الاراضي التي وقعت معها سلام لذا هي لن تحاول ان تتورط مع حكومة مصر ، الا اذا كان هناك تنسيق مع حكومة مصر التي تكن بالكراهية لحماس والاخوان واستبعد ذلك لان حكومة مصر لن تسلم فلسطيني لإسرائيل حسب علمنا بأخلاقيات شعبها. كما يبدو من خلال الاعلام الاسرائيلي ان اسرائيل ليست متورطة في العملية فهم مثلنا يضعون احتمالات لفك اللغز. ايضا اسرائيل بتصوري لو اعتقلتهم لا علنت عن ذلك الا ذا كانت تخشى من رد فعل مصر. ثم لو اعتقلتهم اين ذهبت بهم وماذا ستفعل بهم بعد التحقيق؟؟؟ حتما لن تستطيع ان تدخلهم اسرائيل بدون علم الجيش المصري
وضعت في مقالي كافة الاحتمالات ومن الواضح ان الامر يبقى لغزا والامر غامض كليا واترك للقارئ ان يرجح الاحتمال الاقرب له. ارى ان مصر ستتخاذل في البحث عن المختطفين فقد شاركت بحصار قطاع غزة بدون رحمة ، لذا ارجو ان تسمح مصر بلجنة تحقيق تشارك بها عناصر من حماس في التحقيق والبحث عن المختطفين في مصر، فحماس حتما ستعرف كيف تستعيد ابناءها وتعرف سينا جيدا. كما ارجو من السلطات المصرية العمل على اعادة ابناء غزة المختطفين فقد دخلوا ارضها امنين غير مسلحين ومرحلين للسفر أيا كانت وجهتهم. وارجو ان تحقق الحكومة المصرية مع اسرائيل لمعرفة مدى تورطها في هذه العملية وليقفوا موقفا مشرفا كما وقف الملك حسين ابان محاولة اغتيال مشعل حيث عمل على الحصول على مضاد السم والافراج عن مجموعة من الفلسطينيين . كما ارجو من السفارة الفلسطينية ارسال مندوبين امنيين من فلسطين للمشاركة في التحقيق مع مصر والعمل الحثيث للأفراج عن المختطفين ، فالسفارة المصرية تمثل حكومة فلسطين في بلاد الخارج ويجب عليها ان تعنى برعاياها كافه بدون الاعتبار لأي حزب ينتمون. رأينا ان السلطة الفلسطينية لا تميز بين حمساوي وفتحاوي في كافة الحقوق كالعلاج بالخارج والمنح الدراسية وخدمات الاعمار والخدمات الاجتماعية واصدار الجوازات ، فأرجو ان تعمل على الضغط على مصر للأفراج عن ابناء فلسطين المختطفين.
الصغار في لعبة الكبار...!!
صوت فتح/ سميح خلف
الصغار هم ذاك الصنف من البشر وهم الاخطر على الحياة الوطنية والحالة الاجتماعية وما يترتب عليها من ثقافات، ففي لعبة الكبار قد يجند هؤلاء الصغار لتلبية اهداف الكبار في صراعهم او تنافسهم، في حين ان هؤلاء من الصنف المتندني ثقافيا ووطنيا فهم اجسام بلا محتوى تفكيري ، وان فكروا فمنحصرين في زاوية من مصالحهم تخرج عن الحالة الوطنية، بل تصل الامور الى انقسام الحالة الثقافية بجهلها والسلم الاجتماعي في مواقعه المتقدمة، هم سلاح ضال وتائه في الصراع وخاصة عندما يكون هؤلاء مدافعين متصدين لقوى الخير والاصلاح ومنحازين لسلوك الطغاة والدكتاتيريين، وتقودهم خيالاتهم المريضة في حالة جماعية ومتساوقه مع ولي نعمتهم وقاهر انسانيتهم فهم بمثابة حيوانات تتلقى وجبة غذا من الشعير او البرسيم ان وجد.
من مع ...؟؟ ومن ضد.؟؟ تقسيمات طالت المجتمع الفلسطيني عرضه بطوله والمائدة التي ينقسمون عليها هي فلسطين .... ما بين جانب الصواب والوطنية وبين جانب النهب والسلب وبيع وتنازل عن قضايا اساسية في حياة الشعب الفلسطيني...هؤلاء الذين يتغنون ويخاصمون ويقاطعون ويحاصرون باسم الشرعية ورئيسها... يقاطعون اخوتهم ..... وجيرانهم .... واقربائهم تحت مقولة لن يغتفر لها ذنب يرتكب ويرتكبه هؤلاء...... رعب مستديم من كل من يعارض اللاة والعزى التي صنعوها لهم ....ز رعب من قطع الراتب ... ورعب من خغافيش التقارير المرسلة من الصغار لكبارهم يقتصون من مجتمعه وبيئتهم ارضاء للوالي والسلطان ومن يحرك شيكات الرواتب في اول كل شهر.......
انه الفعل الاخطر وعندما يقايض الوطن وما يجب ان يكون بالراتب وما حوله او الامتيازات وما حولها.....انها اللعبة القذرة عندما يجير الصغار في في لعبة قذرة لمطالح الكبار غي نظر الصغار وهم الاقزام امام المطالب الوطنية وما يجب ان يكون...؟؟
في الحالة الفلسطينية ما ينذر بالخطر بل الخطر واقع من ممارسة هؤلاء الصغار على صحة المجتمع، خطر يداهم الترابط الاجتماعي... والاسري.... بل ينعكس كله على الحالة الوطنية....الرؤساء زائلون...... ولا تتوقف حياة شعب على رئيس ما...... فهل هؤلاء الصغار ان ذهب عباس ..... من يعبدون بعد ذلك ...؟؟؟ بعد ان خسروا اصدقائهم وجيرانهم .... واخوة اوفياء لوطنهم .... وقالوا كلمة حق امام سلطان جائر...!!!
يهمسوا.... يحرضوا..... يتلصصوا ...... خدمة للاة والعزى.. بل يحتذوا بما يمارسه كبارهم وكهنتهم من حصار اجتماعي واقصاء...... سلوك قذر وعفن وجاهل عندا يقايضوا وطنيتهم ببعض من الشواكل من حضرة الصراف الذي يستجدي من الرباعية مقابل حقوق وطنية وانسانية لشعبهم.
انه العار بل العار كله الذين لم يخلقوا من حالتهم حالة جماعية رافضة للواقع ومقاومتهم له ولان الراتب حق وطني وانساني لا يجوز المساس به..... ولا يجوز ان يستمر صرفه على حساب الحالة الوطنية والثقافة الاجتماعية.
من هذا...؟؟؟ هذا معارض لمحمود عباس...... قاطعوه........ هذا ضد الشرعية قاطعوه...... لا ادري مسميات قد يدينها التاريخ ولن يقف الى جانبها بعد ان حدث ما حدث من انهيار وطني وثقافي واجتماعي..... ولا ادري عن اي شرعية يتحدثون...!!!! عن شرعية السلب والنهب ام عن شرعية الفساد بكل الوانه ..... ام عن شرعية انهم اصبحوا عبيد لبعض من الشواكل مقابل القدس والضفة وغزة وهو ما تبقى من ارش الوطن وتحت طائلة المشروع الاحتلالي...... انهم الصغار في لعبة الكبار .. والوطن دائما اكبر واعظم من هؤلاء الصغار والشراذم......
لاستعادة ابتسامة لاجئ
صوت فتح/ ايمان موسى النمس
تتناثر صور مأساوية للاجئين وهم غرقى او ينتظرون العبور الى الدول الاوربية في ظروف جد سيئة هذه الايام ،في الوقت الذي نلوم الدول الاوربية على عدم فتحها ابوابها للاجئين وتسهيل استقبالهم ،نجد ان الدول العربية لم تستنفذ كل مالديها لمحاولة المشاركة بحل الازمة بكل ابعادها اما بوضع حلول مؤقتة لاحتواء ازمة اللجوء او العمل على دعم تسوية سياسية في الدول المصدرة للاجئين والتي تعد اولها سوريا .
فمن المعروف ان الدول التي استقبلت النصيب الاكبر من اللاجئين السوريين هي دول الجوار تعاني من مشاكل هي الاخرى وعدم استقرار سياسي مثل لبنان وتأثرت اقتصادياتها بشدة بسبب الاعداد الضخمة غير المخطط لها ولكنها رغم ذلك احتضنت اللاجئين ولم تعمل على ردهم ماعدا في حالات ضيقة مثل ما حدث بعد ازمة عرسال حيث تم الاقرار بأنه لن يسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين ، او تهديدات المعارضة في تركيا بأنها سترسل السوريين المقيمين لديها الى بلادهم في حال فوزها بالانتخابات .
ويعيش اللاجئون في هذه البلدان في ظروف شديدة القسوة في مخيمات تغيب عنها ابسط مقومات الحياة حيث لا تتوفر في كثير من الاحيان مدارس للأطفال او برامج رعاية صحية ويتعرض اللاجئون فيها لمختلف الانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتكثر الكثير من الظواهر السلبية مثل زواج القاصرات وعمالة الاطفال ، رغم جهود المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومبادراتها من اجل تحسين سبل العيش ، اذ يكفي ان تهب عاصفة في الشتاء لتوضح هشاشة وضعهم ويقع عدد من الضحايا جراء البرد .
هذا ما يدفع الكثير منهم الى الانتقال نحو اوروبا على امل الحصول على حياة افضل ، ولان اجراءات قبول اللجوء تستمر فترة طويلة في ظل انقسام الدول الاوربية حول الحصص التي يجب على كل دولة ان تستقبلها يسلك هؤلاء طرقا غير شرعية تنظمها شبكات من المهربين والاتجار بالبشر .
حتى وقت قريب كانت اوروبا تعيش حالة انكار وتتعامل مع فكرة القادمين اليها على انهم مهاجرون غير شرعيين متجاهلة ان كثير منهم فر من اضطهاد حقيقي وأنهم ينطبق عليهم تعريف اللاجئ حسب المواثيق الدولية ، ويظهر هذا في تعاملها مع مشكلة غرق الكثير منهم حيث تم تبني حزمة من الاجراءات ذات المستوى الادنى تتمثل في تنظيم حملات انقاذ على شواطئ القريبة دون التعمق في المياه الدولية ، والكلام عن استعمال القوة العسكرية ضد قوارب المهاجرين .
حتى وصلت الامور الى هذا الحد جحافل بشرية تزحف عبر الممرات البرية نحو أوروبا ، في هذه اللحظة لابد وان عددا من المسؤولين الاوروبيين قد شعر بالإحراج ، لكن في المقابل هناك تخوفات قائمة من ان يجلب هؤلاء اللاجئين تناقضاتهم الثقافية الى هذه الدول وهو ما تعارضه الاحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين ، فضلا عن القلق من ان ينقل البعض ممن تورط في جماعات متطرفة خبرته ونشاطه .
لكن في المقابل نجد مبادرات المجتمع المدني الاوروبي وحتى الافراد في منتهى الودية ربما اهمها وعد آلاف من الايسلنديين ان يستقبلوا في بيوتهم الخاصة بعض اللاجئين ، نفس المبادرات ظهرت في المانيا من قبل اناس عادين قرروا ان يقدموا المساعدة كل حسب طاقته ، اقل ما يمكن ان يقال انها اعمال تستدعي الانحناء لها احتراما .
في المقابل تغيب ازمة اللجوء عن الاجندات السياسية العربية المشتركة ، كما انه توجد دول مستقرة وعلى قدر من الرفاه الاقتصادي لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا مع انها تحتضن عمالة مهاجرة من كل مكان ، هذا رغم انها مولت برامجا لتحسين الاوضاع في مخيمات اللاجئين في كل من الاردن ولبنان لكن في ظل هذه الظروف لا يعد هذا كافيا .
المطلوب من الدول العربية الان رفع القضايا الانسانية لتصبح في اعلى اجنداتها ، فعند الحديث عن التسوية السياسية الازمة السورية يجب الاهتمام قبل ذلك بضحايا الحرب بتوفير حياة امنة لهم وتقليل التكلفة التي يدفعونها جراء الصراع ،ولعل ابرز الحلول لازمة اللاجئين تكون بالتوطين المؤقت لان التوطين الدائم قد يبدو غير واقعي او مقبول ويتم ذلك بتقاسم حصص حسب ما يسمح به اقتصاد كل دولة مع استثناء الدول التي تعيش حروبا او حالة عدم استقرار ، على ان يعود هؤلاء اللاجئين الى بلادهم فور انتهاء الظروف القهرية التي دفعتهم الى الهرب ، والعمل على دعم الدول التي تستقبل النصيب الاكبر من اللاجئين قدر المستطاع لتحسين حياتهم وتوفير حماية لهم من الاستغلال وإزالة كافة العقبات التي تمنع اندماجهم مثل وضع شروط الجنسية على الالتحاق بالمدارس العمومية او عدم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني ،كل هذا جنبا الى جنب مع دعم التوصل الى حلول سياسية دائمة ، عندئذ يكون الانجاز لاجئ مبتسم لا غريق .
الحق فوق القوة، والامة فوق الحكومة
صوت فتح/ د.حنا عيسى
الحكومة: مؤسسة تعد من أقدم المؤسسات السياسية في العالم، ومنذ أقدم العصور كانت المجتمعات بحاجة إلى حكام ومنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية،وهي شكل من أشكال ممارسة السلطة في المجتمعات، ومن الممكن ان نقول ان هناك حكومة لاي مجموعة سواء كانت رسمية أو غير رسمية، كالعائلة والنادي والنشاط التجاري واتحاد العمل، إلا أننا نطلق كلمة حكومة عادة على الحكومة العامة، كحكومة أمة أو دولة أو ولاية أو محافظة أو مدينة أو قرية
العناصر الأساسية للحكومة:
قواعد تنظيم السلوك: لكل مجموعة من البشر ابتداء من العائلة وانتهاء بالأمة قواعد سلوك تحكم حياة أفرادها. فالقواعد والأعراف التي تضعها مجموعة ما، في حقيقتها قرارات في موضوعات تؤثر في المجموعة ككل، وترمي إلى المطالبة بأنواع معينة من السلوك أو تشجيعها، أو منع أفراد المجموعة عن أنواع أخرى.
السيادة: وهي القوى أو السلطة العليا. فالحكومة ذات السيادة تملك سلطة استعمال القوة داخل حدودها. وظهرت على مر السنين أفكار عدة حول مصدر سيادة الحكومة العامة. ومن الأفكار التي ظهرت قديما كمعتقدات راسخة ان الحكومة تحكم بموجب الحق الالهي، وهو اعتقاد يرى ان الحكومة استمدت سلطتها من الله، وهي سلطة شاملة ومطلقة، وفي العصر الحديث يعد الشعب في الدول الديمقراطية هو الرئيسي ولسلطة الحكومة.
الشرعية: وهي قبول الشعب لحق الحكومة في مباشرة السلطة على أساس نتائج انتخابات الشعب لاحزاب لشغر البرلمان ويختار المواطنون أعضاءا من الأحزاب لتمثيلهم في البرلمان، ويكون اختيار الشعب لهم أولا لنزاهتهم وسمعتهم الطيبة وما هو أهم من ذلك ما يتقدمون به من برنامج للحكم في نواحي الاقتصاد والتعليم والبيئة والخارجية وغيرها.
الاختصاص القضائي: يعني الحق أو السلطة في إصدار وتنفيذ الاحكام أو القوانين التي وافق عليها البرلمان. يمتد الاختصاص القضائي للحكومة العامة ليشمل جميع الأفراد المقيمين في منطقة معينة. والطريق الوحيد لتجنب هذا الاختصاص هو الخروج من تلك المنطقة. للحكومات العامة اختصاص قضائي وظيفي واسع. وهذا الاختصاص يتعلق بمدى النشاطات التي تنطبق عليها احكامها وقوانيها. وتستطيع الحكومات العامة ضبط السلوك الذي يمس الامن القومي والمصلحة الاجتماعية والاقتصادية والزواج والطلاق والصحة العامة والتعليم والضرائب والمواصلات بالإضافة إلى ذلك تقوم الحكومات العامة بتنظيم معظم النشاطات التجارية والمهن والحرف.
تنفيذ القانون: قد لا يكون لقواعد السلوك اثر كبير الا إذا قام الأفراد بمراعاتها لانه لو سمح لهم باعمالها ومخالتها لتوقف نشاط المجتمع وتلا ذالك سرعة انعدام القانون أو النظام. يطيع معظم الأفراد قرارات مجموعتهم برغبتهم، إلا أن بعضهم يجب اجباره على الطاعة بالتهديد بالعقوبة. كما أن الاندية والأعمال التجارية واتحادات العمل لها ضباط يقومون بالإشراف على تطبيق القوانين. وكذلك الحال في الأمم والمدن حيث تقوم أجهزة مختصة بتطبيق القانون مثل ضباط الشرطة، ومراقبي الحركة والقضاة والجنود. ويعني التنفيذ عادة نوعا من العقوبة توقع على من تثبت عليهم المخالفة.
العرب يذبحون سوريا ويتاجرون بمعاناة أبنائها
امد/ راسم عبيدات
عندما تستمع الى احد مشايخ ومفتي السلاطين تكاد تشعر بالتقيؤ من رخاصته وتفاهاته وإنعدام أي مشاعر بالإنسانية أو الإنتماء لديه،سوى أنه بوق وطبل أجوف لمن وظفوه ولقنوه،فهو من شده "حزنه" و"محبته" و"خوفه" على اللاجئين السورين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت بفعل المال النفطي الخليجي المستخدم في ذبحهم وتدمير بلدهم،ولكون من مولوا ذبحهم وتدمير بلدهم،يغلقون الحدود في وجوههم ويمنعونهم من دخول بلدانهم،فلم يبقى أمامهم سوى بلدان اوروبا الغربية،تلك البلدان التي لم تسألهم عن دينهم ومذهبهم وطائفتهم،تعاملت معهم كبشر وسمحت لهم بدخول أراضيها ومدت لهم يد العون والمساعدة،وليخرج علينا رجل الدين هذا بالقول بأنه يخشى على هؤلاء اللاجئين من" التنصر"،أي شيوخ "عهر" انتم لا ترحمون ولا تريدون لرحمة الله ان تنزل...؟؟؟.
في بداية الأزمة السورية رأينا كيف عملت مشيخات النفط والكاز مع ما يسمى بالمعارضة السورية بمختلف مشاربها ومنابتها تكفيرية ودينية وعلمانية على تهجير السوريين قسراً ولخدمة اهداف مشبوهة الى الأردن،من اجل تشويه سمعة النظام السوري،بأن هؤلاء يهربون هرباً من قمع النظام،ووضعوهم في مخيم الزعتري في الصحراء الأردنية،ولكي يذيقونهم كل الوان العذاب والذل وإمتهان الكرامة،ولكي يعمل القوادين من أجل شراء الفتيات السوريات الصغيرات من أجل مشايخ النفط والغاز من أجل إشباع نزواتهم ورغباتهم وجوعهم ونهمهم الجنسي،في "أروع" دعم لللاجئين السوريين،ناهيك عن دفع قسم منهن للعمل في الدعارة والتسول،وحثهم على شتم النظام السوري ليل نهار،والحديث عن "فظائعه" و"قمعه" لأسرهم وعائلاتهم.
اليوم عندما نجد البحر يتقاذف جثث الأطفال والنساء السوريات،أو الذين تتحلل جثثهم في البرادات المثلجة على الحدود،او من يتوسلون نقاط الحدود والعبور الأوروبية المرور والدخول الى أراضيهم، وهم من دفعتهم غريزة البقاء للهجرة الى بلدان أوروبية غربية في مناظر تثير فينا الكثير من الحزن ومشاعر الإنسانية تجاه أبناء شعب،كانت دولتهم قبلة كل المضطهدين والمظلومين،هي من احتضنت ووفرت الأمن والأمان للاجئي شعبنا الفلسطيني ولغيرهم من لاجئي الدول المجاورة،سوريا كانت وستبقى قلعة من قلاع العروبة،تدفع الثمن من لحم ومعاناة أبنائها،دفاعاً عن أمة يراد لها التقسيم والتجزئة والتفكيك وليعاد تركيبها خدمة لمشاريع إستعمارية .
من يذرفون دموع التماسيح من مشيخات النفط الخليجية ومعهم المعارضة السورية بمختلف تلاوينها ومسمياتها على الشعب السوري،ويدعون لتخليصه من "ظلم" و"قمع" النظام السوري،ويريدون له الحرية والديمقراطية كمفاهيم لم يعرفوا عنها شيئاً في بلدانهم التي هي ليست أكثر من مزارع واقطاعيات لهم ولعائلاتهم المالكة،يعاملون فيها شعوبهم على أساس انهم قطعان بشرية ليس أكثر،ومعهم معارضات جل اهتمامها العيش في الفنادق والمتاجرة بالدم السوري،حيث الخلافات على الأموال والغنائم والإمتيازات وسرقة اموال المساعدات الاتية الى اللاجئين السوريين والشعب السوري،تلك العصابات من المعارضة التي دخلت اكثر من مرة في صراعات ومعارك حول الأموال والغنائم والشرعية والتمثيل،والتي لم يكن ولاءها وإنتمائها، لا للشعب السوري ولا حريته ولا ديمقراطيته ولا تحسين شروط وظروف حياته الإقتصادية،بقدر الولاء لمن يغدق عليها الأموال والأسلحة من اجل تنفيذ مشاريعه وخدمة مصالحه.
أين هم علماء السلاطين المرفهيين،المنعميين،الذين يفتون على مقاسات وطلب زعمائهم؟؟؟،والذين سمعناهم أكثر من مرة يطالبون حجاج بيت الله الحرام بالدعاء علناً على النظام السوري وحزب الله وايران،والذين أفتوا بالإستعانة بالأجنبي من أجل إحتلال ليبيا وتدميرها،وكذلك طالبوا أمريكا التي تقف خلف المشروع الإستعماري المعاد للأمة العربية،ان تقف موقف "مشرف" الى جانب الشعب السوري ضد نظام " الطاغية" بشار الأسد.
لم نسمع منهم كلمة واحدة بحق من ذبحوا الشعب السوري ويتاجرون بمعاناته،من خلال ما ضخوه من مليارات الدولارات لتدمير سوريا وقتل أبنائها وتشريدهم،بمطالبتهم بإستيعاب اللاجئين السوريين في بلدانهم،والعمل على مساعدتهم وتوفير العيش الكريم لهم،هؤلاء الذين نعرف جيداً مدى حقدهم على سوريا،حيث أن الرئيس السوري وصفهم بأنهم أشباه الرجال إبان الحرب العدوانية التي شنتها "اسرائيل" على حزب الله ولبنان في تموز /2006،ففرائصهم المرتعدة،وجبنهم وخستهم ونذالتهم،وتآمرهم على المقاومة،هي التي دفعتهم لدعم وتأييد العدوان الإسرائيلي على لبنان،واليوم يريدون أن ينتقموا من سوريا قيادة وجيشاً وشعباً،وعلمائهم وشيوخهم المسبحين لا بحمد الله،بل بحمد الدولار، يصمتون على جرائمهم صمت القبور،حيث مسلسل القتل اليومي بحق فقراء اليمن،من قبل ما يسمى بطيران التحالف العربي،ذلك الطيران،الذين لم يكن في يوم من الأيام جزء من معارك الشرف والدفاع عن مصالح الأمة وكرامتها وسيادتها الوطنية،وتحديداً عندما كان الطيران الإسرائيلي يلقي بحممه وقنابله المحرمة دولياً على بيوت الصفيح التي تأوي لاجئيي مخيمات شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
هؤلاء لم تحركهم جثث أطفال ونساء سوريا التي تقاذفها البحر على شواطئه،ولا الجثث المتحللة في البرادات على حدود الدول الأوروبية،وأصابهم الخرس والطرش،ولم نسمع بفتاويهم التي تطالب حكامهم بإستضافة هؤلاء اللاجئين،الذين أرادوا لهم "الحرية " والديمقراطية" تلك الشعارات والمفاهيم التي يرددونها كالببغاوات في أحاديثهم عن حقوق الإنسان في سوريا.
إن هذا الغرب " الكافر" أكثر إنسانية ورحمة منكم بحق هؤلاء اللاجئين،فهو على الأقل يستقبلهم من منطلقات إنسانية بغض النظر عن دينهم ويوفر لهم متطلبات الحياة،ومن ثم يجد لهم العمل ويعمل على منحهم حق الإقامة بعد عدة سنوات،وشعوبهم تحركت مشاعرها وإنسانيتها عندما رأت صور الطفل السوري الذي تقاذفته الأمواج جثة هامدة،وخرجت جماهيرهم في مظاهرات غاضبة ضد العنصرية،مطالبة حكوماتهم بإستقبال اللاجئين السوريين دون قيود او عوائق،فأين أنتم يا شيوخ السلاطين والحكام،يا من اعماكم بريق الدولار والدينار عن قول كلمة الحق؟؟ هؤلاء هم من العرب السنة وليسوا شيعة أو خوارج ..؟؟ تنصبون من أنفسكم محامين ومدافعين عن العرب السنة،وانتم اول من يساهمون في ذبحهم وتهجيرهم.
إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية
امد/ د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
إن أردت أن تُدمر أمة بأكملها فعليك بعمل ثلاثة أمور مركزية وهي نشر: الفقر، والجهل والمرض؛ وتلكوا الأمور الثلاثة هي أعدي أعداء الإنسانية؛ ووكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا؛ كان إنشاؤها أصلاً لتقوم بمهمة عكس الثلاثة السابقة الذكر، ولتكون أمام العالم بصورة إعلامية وبدور إنساني كبير لمساعدة اللاجئين، ولمحاربة الجهل والفقر والمرض؛ ولكنها في الخفاء ومن وراء الُحجب كان الهدف خبيثًا ومن أجل ذر الرماد في العيون للشعب الفلسطيني، فكان تطبيق المخطط والمؤامرة يحتاج سنوات طويلة ولتهيئة الظروف الاقليمية والمحلية والعالمية والدولية لتنفيذ مأربها خدمة لأجندة المحتل الصهيوني وحليفه الأمريكي؛ وجاء دور الوكالة كتتويج لنتيجة اعلان قيام دولة الكيان المسخ التي سموها الصهاينة تسمية دينية “إسرائيل” والتي معناها (عبدُ الله)، وعام 1948م قامت الجمعية العامة بإصدار القرار رقم 194 في (الدورة 3) بتاريخ 11 كانون الأول (ديسمبر- 12) 1948م وكان القرار الدولي الذي ينص صراحة على وجوب العودة أو التعويض لمن لا يرغب في العودة لأرضه التي هُجر منها عام 1948م؛ وبعد هذا التاريخ 1948م والذي يعتبر تاريخ نكبة وضياع الشعب الفلسطيني؛ أضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) هي المنظمة الدولية المخولة والمعنية بتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، طبقًا للتفويض الأمُمي الدولي الممنوح لها في القرار 302/ للعام 1949م وهذا واجب عليها وليس مِنةً منها ومن أي أحد؛ فهم الذين أصدروا القرارات لتقسيم فلسطين التاريخية والأمم المتحدة ومجلس الأمن هم من اعترفوا بدولة الاحتلال والأمم المتحدة أوصت بقراراتها حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين. فكانت خدماتها طوال ما سبق كإبر البنج المُخدرة للمهجرين قسريًا من أوطانهم؛ والذي تعرض للجوع والفقر والقهر والحرمان، فخافوا أن يصبح كالأسد الثائر المكلوم والذي لا يمكن إخماد زئيرهُ وثورتهُ؛؛؛ وخاصة جاءت خدمات ومساعدات الوكالة الدولية مع احتلال فلسطين وتهجير اللاجئين من قراهم ومدنهم وهم حاملين معهم مفاتيح بيوتهم معتقدين جازمين بعودتهم لديارهم التي هُجروا منها قسرًا وقهرًا من شدة المذابح والمجازر الصهيونية وعمليات الابادة الجماعية التي تعرضوا لها؛ فسكنت خواطرهم وخمدت نارهم، وهدأت أمواجهم الهادرة ردهةً من الزمن؛ بسبب أنهم كانوا منهكين من المجازر والمذابح الصهيونية وفقدهم ديارهم واموالهم ودراريهم وقراهم ومدنهم وأقاربهم وتشردوا في أصقاع الأرض وفقدوا كل شيء؛ فكانت تقدم لهم بعض المساعدات من وكالة الغوث الدولية “الأونروا” من أجل مخطط توطينهم ونسيانهم ديارهم التي أخُرجوا منها بغير الحق أنداك؛ لكن ظن المشردون واللاجئون أنهم سيعودون لديارهم؛ وحملوا معم شهادات وأوراق “الطابو” ومفاتيح بيوتهم؛؛! ورويدًا رويدًا بدأ مسلسل توطينهم من حيث يشعرون أولا يشعرون؛ ظنًا من الاحتلال وحلفاؤهُ من الغرب أن الكبار من المهجرين الفلسطينيين يموتون والصغار سينسون؛ وبعض الدول ساهمت في المؤامرة بقصد أو بغير قصد!!
من خلال أنها أعطتهم جنسيتها وسحبت منهم جنسيتهم الأصلية الفلسطينية، وذلك تماشيًا مع مؤامرة كبيرة وخدمة للاحتلال من أجل التوطين وشطب حق العودة من سجل الذاكرة والوجود الفلسطيني؛ بدأت تتضح معالم تلك المؤامرة بعد ما يقارب القرن من الزمان، حيث كانت قبل سنوات خلت تتخذ سياسة الجزرة والحوافز والرواتب وبناء المدارس وأمور كثيرة يصعب حصرها من المساعدات الإنسانية الكثيرة للشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئون منهم في كل أماكن تواجدهم وخاصةً في دول الشرق الأوسط ؛؛
واليوم تكتمل خيوط المسرحية الخبيثة لوكالة الغوث الصهيونية والتي استغلت ظروف الربيع العربي الدموي والظروف الاقليمية والدولية المحيطة والانقسام الفلسطيني، وقامت بحملة إعلامية من كبيرة من خلال الصراخ والعويل والنحيب، و يا للعار من قيام بعض من يتكلم العربية ويعمل في الوكالة بتجميل المؤامرة والدفاع عنها؛؛ بل هو يدافع عن مصالحهِ الشخصية؛ وحينما تخرج علينا الوكالة الدولية الأممية التي تملك ملايين بل بلايين الدولارات وتقول:” أن لديها عجز مائة مليون دولار”، وهو رقم يعتبر سخيف من جانب وحجم قوة الوكالة الدولية وامكاناتها الضخمة؛ واستكمالاً لمُسلسل ومسرحية الضغط والعصر وكسر العظم خرجوا ليعدلوا القوانين وليقولوا أنهُ يحق لموظفي وكالة الغوث الدولية من الفلسطينيين أخذ إجازة بدون راتب، وتقول أن العام الدراسي ممكن أن يتأخر، وتتدرع بذرائع واهية ولا تقنع حتي أصغر طفل؛ وبات من شبه المؤكد والواضح أن الوكالة ما هي إلا ورقة وحجر شطرنج بيد الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكية، تُحركها متي شاءت وأينما وكيفما شاءت حسب مصالحها مستغلةً الظروف الإقليمية من حولنا، متجاهلة معاناة أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في جميع أماكن تواجدهم في العالم؛ والظاهر أن مؤامرة الربيع العربي وخلق الجماعات التكفيرية وتدمير مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بلبنان، ومن ثم تهجيرهم، وبعدها تكتمل خيوط المؤامرة بتدمير أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك بسوريا، من خلال مسرحية الربيع الدموي؛ لتخرج علينا في النهاية الوكالة يا حرام مسكينة تقول عندها عجز مالي؛!! إنهم واهمين إن ظنوا أن شعب الجبارين الكنعانيون وبرغم أنهم محاصرون ومكلُمونّ؛ ويرفعوا الراية البيضاء… أو سينسون أرضهم التي هُجروا منها قسرًا من فلسطين التاريخية، وسيقبلوا بالتوطين؛؛؛!!! نقول لهم كلا وألف كلا، وتموت الحُرة ولا تأكل بثدييها وحق العودة حق مقدس وهو حياةٌ أو موت بالنسبة لنا فلا تنازل او تراجع عنه مطلقاً، فالعودة والتعويض عن السنوات التي سرق فيها الصهاينة أرضنا وأكلوا من خيراتها وثمارها وشربوا من مائها هو حق ثابت لا تنازل عنهُ، وأرضنا هي عرضنا ولحمنا ودمنا خبزنا وملحنا أرواحنا واجسادنا لا انفكاك عنها إلا بالموت؛ فيا وكالة العُهر الدولية يا من تدفعين أكثر من 80% من أموالك للموظفين الأجانب والذين يتقاضون رواتب خيالية تترواح بين ال25 وال45 ألف دولا شهريًا؛ إن أردتي الحق فسرحي هؤلاء الأجانب والذين لا لزوم لهم؛ ولا تلعبون بالنار فتحرق أصابعكم، فحذاري كل الحذر من غضب الشعب؛ فإبر التخدير والبنج لن تدوم طويلاً والشعب الفلسطيني إن أنتفض انتفاضته الثالثة، ستكون مختلفة عن ما سبقها وستندمون وقت لا ينفع الندم؛ وشعبنا أكثر الشعوب تعلمًا وثقافةً في العالم؛ لن تستطيعوا إطفاء نور العلم من عقول شبابنا وأبنائنا، ولن يتحقق حلمكم بنشر الجهل والتخلف، فشعبنا قدم ألاف الشهداء على مذبح حريته وكرامتهُ ولست حاله يقول للعالم أجمع: فإما حياةٌ تسرُ الصديق… وإما مماتٌ يغيظ العدِا.. فهل وصلت رسالتنا يا وكالة!!!!
العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
امد/ مروان صباح
عندما سُئل رسول الله ، محمد عليه الصلاة والسلام ، أجاب باختصار ، نعم ، المسلم يسرق ، الي آخر الحديث ، أي أن المسلم يصنع كل شيء سوى أمر واحد ، هو الكذب ، تستوقفني مجتمعاتنا التى صنفت بالنامية ، وهو ، وصف مؤدب لدول متخلفة ، فحجم التبرير فيها عالي ، وقد يكون امتياز ، امتازَ به العربي دون الآخرين ، لأنه كما أظن ، ينمو كما ينمو أي عضو أخر ، بل هو مخرج سهل من أي أزمة ، يكتسبه المرء منذ الصغر ، يكبر معه ويتحول إلى سلوك ، طالما ، يفتقد إلى معالجات علمية ، خصوصاً ، إن كانت المجتمعات يسود فيها القهر والإهدار ، لكن ، ما يجهله الإنسان ، أنه ، بهذا السلوك ، قد حكم على نفسه بالهروب من أي مسؤولية مدى الحياة ، وهذا ، لا يكون إلا اذا كان الخوف والقمع ، هما ، مسيطران على النمط العام الذي يحول صاحبه إلى كاذب كبير ، وحسب التجارب الفردية والجماعية ،وأيضاً ، تجارب الماضي ، فالكذب حسب التصنيفات ، هو ، فيروسي ونوعه وبائي وسريع الانتشار ، ما إن يتمكن من مجتمع معين يحوله تدريجياً إلى غاب ، حيث ، تكشف لنا الأيام ، بأن الكذب ليست صفة بشرية بقدر ما هي حيوانية ، لهذا ، فأن الأفعى تكذب كي تلدغ ، أما الإنسان إن كان سارقاً وفي ذات الوقت يتحسس الصدق طريقاً ، لا يبرر سرقته ، بل ، مجرد القبض عليه متلبساً ، يعترف ، وهذا الاعتراف هو شكل من أشكال الاعتذار ، الذي يضع المرء أمام محاسبة ذاتية قبل أن يُقدم في المرة القادمة على فعل شيء مشابه يضطره إلى العودة للاعتذار ، فليس معقولاً ، أن يبدأ وينهي الإنسان حياته وهو يبرر كل ما يصنعه أو ما لا يصنعه .
كيف ممكن للمرء ، على الأقل ، تجنيب نقل هذه العدوى لمن هو مسئول عنهم تربوياً ، إن فَشِلَ في التوقف عن ممارسة التبرير أو الكذب أو حتى تقنين منهما ، فالمرحلة التأسيسية للأطفال ، تُعتبر ، الأمر الفاصل والحجر الأساس في تحديد هوية الطفل وشخصيته وسلوكه الذي سيستمر عليه طيلة الحياة ، وهذا ، ما يؤكد بالفعل ، أن العقل وحده ، بالرغم ، من أهميته البالغة ومرجعيته المستوجبة ، إلا أنه ، لا يكفي أن يكون المرجع الوحيد ، فمن القضايا التى جعلت الإنسان أن يبرر كل شيء ،بالطبع ، الشهوات ، وهي القادرة على اقتياد العقل في لحظة ضعف ، فالعقل تماماً كالعين ، لهما وظيفتين ، فالعين على سيبل المثال ، اذا كانت تصنف ، بمستوى جيد ، تظل دائماً وأبداً ، تحتاج في غرفة مظلمة إلى ضوء ، فهو الوسيط بينها وبين المرئي ، وهكذا ، العقل التبريري ، عندما يعتمد كلياً على ذاته دون الاحتكام إلى القوانين ، يكون قد احاط بنفسه بجملة أوهام تحولت تدريجياً إلى أكاذيب ، وبالتالي ، تحتاج إلى تبريرها لاحقاً ، بل ، لن تتوقف المسألة عند هذا الحد ، لأن ، مسألة التبرير تحول الإنسان إلى عقل مفتون ، قد سماه التاريخ ، بالعقل الطغاويت ، وهنا لا يقتصر هذا المصطلح على الحاكم ، بل . يشمل ايضاً ، الأفراد ، خذ عندك ، دول الاستعمار ، تاريخياً ، تحلت سياستها الخارجية بصفتين ، هما الكذب والتبرير ، احتلت دول وأعطت تبريرات كاذبة ، لكن ، قدمها العقل بطريقته التبريرية ، حتى المومس ، لها من التبرير ما يكفي لإقناع من حولها ، بأن ظروفها القاسية اضطرتها للجوء لمهنة الدعارة ، وهنا ، يصنف هذا العقل بالذكي ، لكنه في المحصلة ، خبيث يضر ولا ينفع .
طالما ، المجتمعات يسودها فلسفة ، الاختزال ، أي بتعبير آخر ، مثل ، الكذب ملح الرجال ، والحياة قصيرة خذ منها ما تستطيع ، اترك غرائزك تستمتع بما تصل اليه ، يعني ، بتبسيط شديد ، المعادلة ، هي ، تطاول على الآخر ، بالتأكيد ، هي أفعال ناتجة عن فلسفة العقل التبريري ، وإذ ، اخذنا مثالاً آخر ، نجد أن الجريمة ، وهنا ، الجريمة ليس بمفهومها المقتصر على القتل ،فقط ، بل ، نعني بشكل أوسع ، فعندما يختلس المرء أو يرتشي أو يتعدى على حقوق الغير ، جميعها ، هي ، جرائم تقع بحق الآخر بشكل مباشر أو غير ، لكن أيضاً ، ما يُدهش فعلاً ، تلك الأساليب التى تستحضر عندما الإنسان يريد تغطية كذب ما أو فعل ما ، فهو ، كما معلوم ، كائن مفكر ، متسلح بالمنطق ، لكن ، أي منطق ، بالطبع ، منطق الشهوات والغرائز ، حيث يستخدم عقله كي يدافع عن ما اقترفه من باطل دون الاحتكام إلى المعايير الأخلاقية ، بل ، يوظف المنظومة بأكملها لصالح رغباته ، مستخدماً ، طرق شتى تجعله ، يذوب احتراقاً مقابل تبريرها .
مع مرور الزمن يكتشف المرء ، بأن النمو ليس مقتصر على العمر ، فالصدق والكذب ينموان كما ينمو الموت مقابل الحياة ، بصمت ، وطالما ، اشتق المرء طريقه بواحدة منهما ، فهو مؤهل أن يدافع عن اختياره بكل ما أوتي من منطق وعقل ، حيث ، يتحول مع الزمن ، على الأخص ، إذ ، كان الكذب اختياره ، إلى عقل تبريري لا يؤمن سوى بالزيف والتدليس ، لهذا ، هناك مجتمعات تسمى صحية وأخرى مريضة . مقا