Haneen
2015-12-14, 12:51 PM
<tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
الاثنين :26-10-2015
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
الكرامة برس/د. عبد الرحيم جاموس
v احذروا مؤامرة ارتداد النار داخليا
الكرامة برس/د. طلال الشريف
v الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16)مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية
الكرامة برس/د. مصطفى يوسف اللداوي
v الفصائل الفلسطينية وتجاوز الأزمة
الكرامة برس/طلال ابو ركبة
v وداعا فتحي الشقاقي
الكرامة برس/عامر ابو شباب
v أين ستقف الهبة الجماهيرية ؟؟؟
الكرامة برس/نبيل عبد الرؤوف البطراوي
v حين غابت الإجابات: نطق السكين والحجر .
الكرامة برس/د. احمد يوسف
v “مهزلة” رحلة كيري..لـ”تهويد الأقصى”!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
v جيل " دايتون " و" أوسلو" يقلب الطاولة.. وسلطة رام الله وغزة دون حراك
صوت فتح / فطين البداد-
v بعض القيادات و الاسقاط النفسي
الكوفية برس/ أمل عوض الأعرج
v رسالة الاعتداء على د. مصطفى البرغوثي
امد/ د. طلال الشريف
v الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
امد/ عباس الجمعة
v اقرؤوا مبادرة فياض
امد/ طلال عوكل
v تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
امد/ د. عبد الرحيم جاموس
v 16 نقطة مفهومة في غضبة القدس
امد/ بكر أبو بكر
v جهاد ارشيد .. نموذج يخلد لوالد يشكر الله على استشهاد ابنته دانيا
امد/ سهيلة عمر
v "هرقلة سياسية" تستوجب الرد !
فراس برس/ حسن عصفور
المقالات
تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
الكرامة برس/د. عبد الرحيم جاموس
لقد أتقن الأمريكيون بيع الوهم للعرب عموماً، وللفلسطينيين منهم خصوصاً، وكانوا يجدون دائماً مشترين جاهزين لهذه البضاعة الفاسدة في معظم الأوقات، وها هو وزير الخارجية الأمريكية بعد لقاءاته مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي في برلين، وصل إلى عمان والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وبعد ذلك زار الرياض والتقى بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ... مسوقاً ومروجاً لما جرى التفاهم عليه بينه وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، لما بات يعرف ((بتفاهمات الأقصى))، وإدعاء نتنياهو بإلتزام (إسرائيل) بالوضع القائم في الأقصى منذ الرابع من حزيران من العام 1967م، مؤكداً أن العبادة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، تقتصر على المسلمين فقط، وأن الزيارة فقط لغير المسلمين ... وإحترام دور وزارة الأوقاف الأردنية المتفق عليه في الإشراف على الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، كما طالب الأردن بوضع كميرات مراقبة للتأكد من تنفيذ ذلك، وقد أعلن الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة أن الأردن يرحب بهذه المبادرة وينتظر التنفيذ ...، أما الرئيس الفلسطيني فقد إعتبر ذلك غير كافياً، وقد قدم عدة ملفات للسيد كيري تبين إنتهاكات إسرائيل للإتفاقيات الموقعة معها من جهة، وسلسلة الإعتداءات التي يتعرض إليها الفلسطينيون يومياً على يد قوات الإحتلال ومستوطنيه من قتل وإغتيال وإعتقال وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي وتوسيع للإستيطان ومن حواجز وحصار وسياسات عنصرية تهدد حياة الفلسطينيين الطبيعية وتعمل على تغيير الأوضاع القائمة على الأرض سواء في القدس أو في بقية الأراضي الفلسطينية، بهدف تدمير كافة جهود السلام، وجعل الإحتلال والإستيطان وإستمرارهما خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين ... هذا ما ترفضه القيادة والشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وكذلك جميع الدول العربية دون إستثناء، وكل قوى العدل والإنصاف والديمقراطية في العالم، والذين إنتصروا دائماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعموا وأيدوا حل الدولتين، وأدانوا إستمرار الإستيطان والجدار وسياسات البطش التي يمارسها جيش الإحتلال ومستوطنيه، فمن هنا يتبين لنا أن هذا الوهم الذي قام بتسويقه نتنياهو لدى رئيس الدبلوماسية الأمريكية الوزير كيري، وقام الأخير بدوره بتسويقه للأردن ولفلسطين ولبقية العرب تحت عنوان تفاهمات الأقصى وإبقاء الوضع على ما هو عليه ... ظناً من الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي أنه كافٍ لإستعادة ما يعرف بالهدوء، والمقصود هنا ((بالهدوء)) وقف وإغتيال الهبة الفلسطينية وإنتفاضة القدس، التي فجرتها سلسلة الإجراءات العدوانية والفاشية التي يمارسها الإحتلال سواء في القدس أو في بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية ...
لن ينطلي ذلك على الفلسطينيين قيادة وشعباً، مهما مورس عليهما من ضغوط دبلوماسية وتهديدات لوح بها الأمريكيون مثل تقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .. وغيرها من الضغوط المنتظرة من الجانب الإسرائيلي ...
لأن المطلوب فلسطينياً من أجل إسترداد الهدوء والأمن والسلام للجميع، هو بعبارة بسيطة (إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية) وما نتج عنه من إستيطان وجدار وتغيير للمعالم الجغرافية والسكانية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين التي تعج بها السجون الإسرائيلية، والتمكين للشرعية الدولية أن تأخذ طريقها بفاعلية لإنهاء الصراع على أساسها من حق العودة وتقرير المصير، إلى التنفيذ الدقيق والأمين لمبدأ حل الدولتين الذي يرجع أساسه إلى القرار الأممي 181 لسنة 1947م، والذي نشأ بموجبه الكيان الصهيوني، وبقي الكيان الفلسطيني مغيباً، ولذلك لن تتوقف الإنتفاضة الفلسطينية ولن يعود الهدوء جراء بيع الوهم أو ممارسة الضغوط، فهل تدرك الدبلوماسية الأمريكية ذلك، وتسعى جادة نحو فرض حل للصراع، بناء على هذه الأسس، أم ستستمر في بيع الوهم، وبالتالي سيستمر العنف ..؟!! وستستمر إنتفاضة الشباب الفلسطيني، الذي فقد الثقة بكل هذه السياسات، حتى يستعيد كرامته وحريته وإستقلاله، والذي بات يعي جيداً أنه ما حك جلدك غير ظفرك ..!!
احذروا مؤامرة ارتداد النار داخليا
الكرامة برس/د. طلال الشريف
انتفاضة القدس الحالية هي مجموع طاقات مكبوتة للفلسطينيين عشر سنوات بعد توقف انتفاضة الأقصى في العام 2005 وانتبهوا إلى الجديد الذي لا تريدون رؤيته أو فهمه حيث هذه الطاقة المكبوتة لدى الشباب وعموم الشعب الفلسطيني هي طاقة مهولة مرعبة واحمدوا الله أنها ذهبت خارجيا للمحتل بذكاء عمر الزهور الفلسطيني.
الطاقة المهولة المتفجرة بدايتها الآن هي محصلة العدوان والاحتلال والخراب والدمار ومنع السفر وارتفاع معدلات البطالة وعدم وجود فرص عمل أو وظائف للخريجين والخريجات وتأخر الزواج من صعوبات الحياة والعنوسة والقمع البوليسي وتدني الخدمات الصحية والتعليمية والفقر والجهل والمرض وكل الأمراض الاجتماعية والسياسية التي تراكمت بفعل الاحتلال والانقسام والشرذمة والذل والهوان وفقدان الأمن والأمان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني كل في مكانه ومشكلته وإذلاله سواء من الاحتلال أو من بني جلدته أو ممن يتاجرون فيه وكما يعلم الجميع هناك تفاوت حاد في الدخل وظواهر الغناء الفاحش والفقر المدقع بفعل غياب سيادة القوانين والاحتكارات لأصحاب النفوذ واختلاف الأجندات وارتفاع أسعار الأرض والسكن وارتفاع الاسعار بشكل عام وغياب الأمل بالحلول سواء المصالحة أو انهاء الاحتلال وغياب السلم الاهلي والاجتماعي والأمل في غد مشرق.
هذه الطاقة السلبية التي أورثها جميع من تحكم في الشعب الفلسطيني في العقد الماضي لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل فضاء مفتوح على مصراعيه لتقبل العنف بجرعات متفاوتة والثورة الرقمية وانهيار منظومة الأسر والمجتمع والأخلاق بفعل الاعلام الغربي المفتوح على الثقافة العربية والأخلاق العربية والفلسطينية وفي غياب التخطيط السليم للحماية منها وغياب المسئولين المهتمين بقضايا الشعب وشبابه وإضاعة وقت المسئولين وجهدهم في المناكفات السياسية والجدل الببيزنطي حول الشرعيات وعدم الانتباه لشعب لديه من المشاكل أضعاف أضعاف الشعوب العربية التي أسقطت ليس الحكومات والرؤساء بل مكونات الدولة وتسببت في انهيارها .
هذا هو التمرد الحقيقي الذي نتج عن كل ذلك عند الفلسطينيين وتوجه على المحتل ولكن!!
ولكن مازالت الادارات هي الادارات ومازالت عقلية السياسيين والقادة هي هي وزاد الطين بلة خوفهم جميعا على مآل هذه الانتفاضة كل بمكان سلطته يحاول رمي الحمل على الآخر وبالتأكيد الخوف يدفعهم لعدم الحكمة وتقدير الامور بشكل صحيح وهذا في حد ذاته خطير ساورني الشك فيه منذ البدء وعلينا توضيح ذلك وكشف ألاعيبهم فالقيادات واضح أنها منفصلة عن الواقع أو أنها تخشى على سلطتها من الواقع و في الحالتين النتيجة واحدة ستفقد باقي عناصر تواجدها المعنوي الذي سيؤدي لفقدان هيبة تواجدها الفعلي وتصبح في مواجهة مع الشعب وهذا خطير على الانتفاضة ذاتها والمجتمع ففي كل الاحوال الحمل ثقيل بفهمهم وتقاعسهم ومناوراتهم أو بعدم فهمهم وغياب الرؤية لديهم الذي يضعف الموقف الشعبي العام وقد بدأ المحتل بمؤامراته الجارية لحل قضية العبادة في المسجد الأقصى يسحب البساط من تحت أرجل كل القيادات الفلسطينية وبعزل نفسه عن الخطوة التالية لوقف الانتفاضة من خلال أهلها وسلطاتهم والمحتل يهرب من تحمل مسؤولية انفجار الطاقة السلبية المهولة لدى شعبنا بالانسحاب خطوة للخلف ورمي الكرة في ملعب الفلسطينيين وهذا معناه ان الطاقة المهولة السلبية ستنفجر في الفلسطينيين انفسهم وحكامهم وأحزابهم وشوارعهم .. القضية أكبر من حل لموضوع العبادة القضية لدى نتنياهو ولكنها هي هروب من النار المشتعلة وتوجيهها للذات والمجموع الفلسطيني وإلا فأين ستذهب كل العذابات والاختلالات والطاقات الثائرة الملتهبة ... انتبهوا اذا مازال لديكم بقية من انتماء
الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16)مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية
الكرامة برس/د. مصطفى يوسف اللداوي
كثيرةٌ هي المشاهد المؤلمة التي تشهدها أرضنا الفلسطينية في ظل انتفاضة القدس وقبلها، على مدى الوطن كله وامتداد شعبه في أرضه وشتاته، فلا يكاد يخلو يومٌ من مشاهد قاسية، وأحداث مؤلمة، باتت تجوب الأرض الفلسطينية كلها، وتوحد بالدم بينها، وتجمع بالمعاناة بين أطرافها، وتصبغ بالحزن أيامها، وتقوي بالإحساس الوشائج بين أبنائها، وتعمق بيقينٍ الأمل بين أهلها، حتى أصبحت مشاهد يومية، ومظاهر طبيعية تميز الأيام كلها، وتجعل منها حالاً واحداً لا يتغير، وزمناً متشابهاً متصلاً بلا انقطاع.
تحول الشطر الشرقي من مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى وبواباته، والأحياء العربية الإسلامية فيها، بالإضافة إلى القرى والبلدات المقدسية، إلى ثكنةٍ عسكريةٍ إسرائيلية، وقد غصت شوارعها بمئات الجنود وعناصر الشرطة المدججين بالسلاح، وبدورياتٍ عسكرية راجلة وعرباتٍ عسكرية صغيرة وكبيرة، محصنة ومصفحة، وبدورياتٍ غيرها على ظهور الخيل، تجوب الأماكن الضيقة، وتدخل إلى الشوارع المخصصة للمشاة فقط، بالإضافةٍ إلى عناصر أمنية متخفية بلباسٍ مدني، ومجموعاتٍ إسرائيلية مستعربة بأزياء فلسطينية، وكأن مدينة القدس تحتل من جديد.
جميع الدوريات على أهبة الاستعداد، يحملون بنادقهم الآلية، وأصابعهم على الزناد جاهزة، وآخرون بالزي المدني أو من المستوطنين والمتدينين، يحملون مسدساتهم ويشهرونها باستفزازٍ وتحدي في وجوه المارة، يهددون بها ويتوعدون، ويستعدون لاستخدامها ضد أي فلسطيني يشتبهون فيه، أو يعتقدون أنه ينوي مهاجمتهم والاعتداء عليهم، وهم يعلمون أن قانونهم معهم، وحكومتهم تؤيدهم، ولا يوجد من يتهمهم ويحاسبهم، وعناصر الشرطة والجيش حولهم تحميهم وتدافع عنهم، وتعتقل كل من تشك فيه، أو لا يعجبها شكله أو هيئته، أو يلفت نظرها صوته وحديثه، أو حماسته واستعداده، ولا ينجو من الاعتقال أو الضرب امرأة ولا طفل ولا شيخ عجوز يمشي على عكازة.
لا تخلو بوابات المسجد الأقصى جميعها من مئات المستوطنين الإسرائيليين، والمتدينين المتطرفين، والمئات من طلبة المدارس الدينية الشبان، الذين يستفزون المارة، يسبونهم ويشتمونهم، ويؤذون مشاعرهم ويخدشون أحاسيسهم، ويستفزونهم بشتم العرب وسب الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويرفعون أصواتهم بالشتائم والكلمات البذيئة والنابية، بينما تحميهم عناصر الشرطة الإسرائيلية، التي يحتمون بها وتدافع عنهم، حيث يستغلون وجودها للقيام بمزيدٍ من الاستفزازات والإهانات، في حين تقوم الشرطة بضرب وسحب واعتقال كل من فكر من العرب، من الرجال أو النساء، بأن يرد على طلاب المدارس الدينية اليهودية عليهم شتائمهم وإهاناتهم.
جميع المستوطنين الإسرائيليين لديهم القدرة على استخدام السلاح، بعد أن سمحت لهم قراراتٌ حكومية وأخرى تشريعية وقضائية، بجواز استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن النفس، أو لرد الخطر وصده، وقد تبين بالصور الموثقة، أن مستوطنين مارةً، أطلقوا النار على فلسطينيين كانوا يتواجدون في محيط الأحداث، دون أن يكون لديهم علمٌ مسبقٌ أنهم مشتبهٌ بهم، أو أنهم قاموا بالطعن فعلاً، وقد سأل أحد المستوطنين بعد أن نفذ بيده عملية القتل، إن كان الفلسطيني القتيل قد طعن أو قتل أحداً، الأمر الذي يشير إلى أن الإسرائيليين يتعمدون استخدام الأسلحة النارية وتنفيذ القتل، بغض النظر عن وجود مبررات .
استغل المستوطنون الأحداث وانفلتوا من عقالهم، وكأنهم خنازير برية خرجت من حظائرها، يجتاحون من في طريقهم، فيدهسون ويصدمون، ويقتلون ويجرحون، ثم يدعون أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم، وأن من قتلوهم كانوا ينوون مهاجمتهم أو طعنهم، وهم يعلمون أنهم كاذبون، وأنهم فقط يحاولون تبرير فعلتهم، وتبرئة أنفسهم من الجريمة المقصودة، إذ يدسون في ثياب الضحية الفلسطيني سكيناً، أو يضعونها في يده، أو يلقونها بالقرب منه، والصور التي تنشر إثر كل حادثة تفضح ادعاءاتهم، وتكشف بشاعة أفعالهم.
كما عمد المستوطنون كعادتهم إلى مهاجمة البيوت والمنازل الفلسطينية في مختلف مدن الضفة الغربية، وخاصة تلك القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، أو القريبة من الشوارع والطرقات العامة التي يرتادونها، ويمطرونها بالحجارة، ويكسرون النوافذ الزجاجية والأبواب الخارجية، كما يقومون باعتراض سيارات الفلسطينيين المارة، ويقذفونها بالحجارة، يهشمون زجاجها، ويؤذون ركابها، وفي حال توقف بعضها ونزول سائقها ، فإنهم قد يقتلونه بتهمة محاولة دهسهم والاعتداء عليهم.
أما في مدينة القدس وبلداتها العربية، فإنهم لا يكتفون بمهاجمة البيوت والمنازل وقذفها بالحجارة، بل يقوم بعض المستوطنين باقتحامها، ويخرجون السكان عنوةً وبالقوة العنيفة منها، وأحياناً تحت سمع وبصر جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يكتفون بالمشاهدة، أو بحماية المستوطنين في حال تعرضهم للخطر، الذين يقومون برمي أثاث سكانها العرب خارج البيوت، ويجبرونهم على المغادرة تحت تهديد السلاح، ثم يحتلون البيوت ويقيمون فيها، ويأتون معهم بنساء وأطفالٍ للإقامة في البيوت المغتصبة، بينما تقف الشرطة الإسرائيلية عاجزة عن إخراجهم، وتطالب العائلات الفلسطينية المتضررة باللجوء إلى البلدية أو القضاء للنظر في قضيتهم، والمطالبة بإخراج المستوطنين منها، على أن يبقى الحال على ما هو عليه حتى يقول القضاء كلمته.
يظن الإسرائيليون أن الإجراءات المشددة، والعقوبات المغلظة القاسية التي قررها رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو ضد المتظاهرين والثائرين الفلسطينيين وذويهم، أنها ستحد من اندفاعهم، وستضع حداً لغضبتهم، وستجبرهم على العودة إلى بيوتهم، والقبول بالمستجدات اليهودية، وستجعلهم يغضون الطرف عن استفزازات المستوطنين والحاخامات، ومحاولات الاقتحام المتكررة التي يقوم بها ساستهم المتطرفون، ووزراؤهم ونوابهم المتشددون، لكن الواقع أثبت غير ذلك كلياً، وأسقط معادلتهم، وسيفشل مع الأيام رهانهم، وسيعلمون أن الفلسطيني قرر أن يقاوم بعنادٍ، فيستشهد عزيزاً، أو يثبت صامداً، وأنه لن يسمح أبداً لمخططاتهم أن تمر أياً كانت التضحيات والدماء المبذولة، حمايةً لمقدساتهم، وحفاظاً على وجودهم الخالد في الأرض المقدسة.
الفصائل الفلسطينية وتجاوز الأزمة
الكرامة برس/طلال ابو ركبة
نختلف كثيراً مع أداء الفصائل الفلسطينية من كافة القضايا التي تمس الواقع الفلسطيني ، ونقر بأنها فشلت في حمل هموم المواطن الفلسطيني والسعي لإيجاد حلول لها ، وعلى مدار السنوات الثمانية الماضية عجزت الفصائل عن تقديم حلول لمأزق الانقسام الفلسطيني وما ترتب عليه من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة ، لدرجة أنها تماهت وتكيفت معه بدلا من العمل على إنهائه ،، ووصلت الأمور لحالة من التقاسم الوظيفي فيما بينها لإدارة الانقسام وخصوصا ما بين حركتي فتح وحماس ، فيما كانت باقي الفصائل تدور في فلكهما دون خطوة أو انجاز يذكر على صعيد شعور المواطن بالتغيير أو التحسن في أوضاعه ولا ننكر بأن حالة من الترهل والتكلس والشيخوخة قد أصابت هذه الفصائل ، حيث افتقدت برامجها للغة العصر وقوانينه ، لدرجة أنه أصبح العزوف عن الارتباط بها، ظاهرة بحاجة ماسة للدراسة والبحث ، ولقد اعتلتها حالة من النرجسية وانحدار قيمي في مفهوم الانتماء الذي ضاق كثيرا وأصبح مرتبطاً بالمصالح الشخصية والفئوية الضيقة لزمرة المتنفدين في قيادتها أو من يدور في فلكها من الكادر الوسيط ، ويمكن ملاحظة ذلك من أي متابع بسهولة ، وهو يرى بوضوح انسلاخ العديد من الكوادر التنظيمية عن أحزابهم والتي أصبحت لا تلبي الحد الأدنى من قناعاتهم .
ولكن لا نختلف على أن الفصائل ضرورة وطنية ، ومكون أساسي من مكونات النظام السياسي الفلسطيني ، وهي الجسم القادر على الانتقال بنا من واقع الخلاص الفردي الذي استحوذ علينا في ضوء حالة الإحباط العامة التي نعيشها في ضوء الفشل الكبير الذي نشعر به جراء انقسامنا وتشرذمنا ، إلي مفهوم الخلاص الجمعي والشعور الجمعي الذي يمكن من خلاله النهوض بالواقع الفلسطيني ، وهي الأساس الذي يمكن البناء عليه لإجراء عملية التحول الديمقراطي في النظام السياسي الفلسطيني ، وبدونها لا يمكن أن نتجاوز حالة القبلية والعائلية والعشائرية ،، شرط ألا ننقل عقلية العشيرة للحزب السياسي .
ولإجراء ذلك فإنه بات مطلوباً من كافة الفصائل وعلى اختلاف ألوانها ومشاربها الفكرية ، تجاوز هذه الحالة من التكلس والترهل عبر إعادة الاعتبار لمفاهيم العمل الحزبي ، وبناء برامج سياسية واجتماعية واقتصادية تتناسب وحجم التحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني وتلبي الحد الأدنى من طموحاته ، فلقد باتت برامج الأحزاب بحاجة لمراجعة نقدية حقيقة ، ولا بد أيضا من فتح الطريق أمام تعاقب الأجيال للوصول إلي قيادتها والمشاركة في صنع القرار ، وخصوصا الشباب بما يمثلوه من طاقات جبارة قادرة على ابتكار أساليب جديدة وحيوية تعيد للفصائل رونقها وتعيد للقضية الأمل في تجاوز إخفاقات القيادات الحالية .
إن محاولة تجاوز الفصائل مما يسطره الجيل الحالي من الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سواء في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ، لا يخدم بأي حال المستقبل الوطني ، وسيعطي إسرائيل الفرصة لتصدير الإحباط واليأس لشبابنا المنتفض والذي يسطر ملحمة جديدة من ملاحم النضال الوطني ، والفصائل وحدها في ضوء أجراء عملية التحديث المطلوبة منها ،هي الوحيدة القادرة على قيادة مجريات الأمور وإعطاء الانتفاضة زخمها الشعبي ، ورسم الطريق لها لتحقيق أهدافها ، استناداً لتجربتها الطويلة ، ولاستجاباتها لضرورة التغيير ،، فهل تتمسك الأحزاب بالفرصة المتاحة أمامها بحيث يتم استثمارها نحو هدف وطني يعيد للقضية بريقها ويعيد للمواطن ثقته بها ،، أم ستبقى رهينة نرجسية قياداتها..؟!!
وداعا فتحي الشقاقي
الكرامة برس/عامر ابو شباب
أودعكم انسانا بسيطا ونهجا مجتهدا تلملم الدروب، وتنثر دمك من أجل فلسطين، يختلف معك خصومك ويتفقون على احترامك، وهم يرون دمك طلقة في عنق رابين، فقد كان اسمك ورسمك استثنائيا بين الجموع، وليس ثانويا معطوفا على الآخرين
وداعا أبو ابراهيم ممن لم يراك، لكنه نظر اليك وأنت تمشي كنبيك في الأسواق تشتري البن الدمشقي من أجل قهوة المساء، والبطاطا لرغيف العيال، في أسواق دمشق لا يعرفك الناس لكنهم يرونك فيهم ومنهم بسيطا دون حارس، وفي سوق الخرطوم تركب دراجة نارية خلف شقيقك بكر وتقف في طابور الغلابى من أجل قمح العشاء، وبعد صعودك لم تبقي خلفك الا دنانير معدودة ومكتبة كبيرة، دون أن نرى في اهلك بذخا ولا ظلما وتنطعا.
وداعا ودمك ينزف في قبرص التي أصبحت ممر تجارتنا الموعودة مقابل بلع الكفاح، وداعا وانت تسبق كل المطلوبين نحو رصاصات الغدر، اخترت الشهادة قبل أن يسلموك للرصاص الاسرائيلي وشاية وغدرا، ترتل حافيا بين الألغام "الأجل حارس العمر"، وانت تدرك أن أحفاد ضحايا بدر طبخوا لك السم رغم ذلك تمضي بحبك نحو فلسطين مع خليل الوزير وأبو علي مصطفى، المبحوح ومغنية، وسيفك في بيت ليد يعلو على هامات الجنود كفارس، فيما يكتفي الاخرون بالضجيج والتنقل بين أجنحة الفنادق، وحسابات العواصم يروضون الناس بخبزهم وقوت العيال.
وداعا وانت تجتهد بين الأفكار كل يوم بحثا عن فلسطين، لا تفرق بين الخميني ومانديلا وغاندي في طريق الحرية، وفيك أنفاس عبد الناصر وغضب سيد قطب، لا أعرف سيدي كيف جمعت بين التناقض وأنت تبحث عن معالم الطريق ونصر تشرين.
وداعا بطعم الملح ولون الجرح وأنت تحاول السير بين أحلام القوميين ومحاولات الاسلاميين خلف خطوات الوطنيين، ومن بينهم تعلن عز الدين القسام نهجا ودربا يجمع بين يعبد ورفح الأقرب الى قلبك من طهران والقاهرة وكل العواصم التي زرتها بجواز سفر سري من أجل القدس.
وداعا وقد منحتك البدلة المتواضعة، ورداء الصوف، ونبرة الصدق في صوتك، وحقيبتك الجلدية، ونظارتك القديمة، والقبر الشاهق في اليرموك، العفو من كل من اختلفوا معك، والحب الذي لن يموت في قلوب من أمنوا بك مجتهدا من أجل فلسطين، ومقاتلا من أجل الحرية، وأنت الفارق بين التهديد بالقتل واراقة الدم في الطريق.
أين ستقف الهبة الجماهيرية ؟؟؟
الكرامة برس/نبيل عبد الرؤوف البطراوي
منذ أن انطلقت الهبة الشعبية المباركة والكل يحاول القفز على صهوتها مدعيا بأنه من يقف خلف هذا الفعل الجماهيري وهو من يقوم بإدارة مطبخها الميداني وهنا لابد من ما يتعرض له شعبنا من قهر وظلم وتنكيل على يد المحتل كان الكفيل بزيادة مخزون الكراهية للمحتل وكما كان اليأس من مسار ونتيجة المفاوضات دور كبير في تغذية هذا المخزون أضافة لحالة التنكر الدولي في ايجاد السبيل من أجل وضع حد هذا الاحتلال البغيض ,ولكن الشعرة التي قسمت ظهر البعير كما يقال في المثل الشعبي كان غباء حكومة الاحتلال حين فكرة في اختبار شعبنا في عقيدته من خلال الاعتداء على المسجد الاقصى والعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا والسماح للإرهابيين الصهاينة بالدخول فيه والعبث فيه ,هنا كان الجواب الذي لا يمكن تأخيره فكانت الهبة الشعبية التي حملت في طياتها كل المعاناة التي يعانيها شعبنا وخاصة حينما شعر أبناء شعبنا الاعزل بحالة القصور والوهن والانشغال من قبل الفصائل الفلسطينية بشكل عام ,وحالة الانقسام الوطني التي باتت ثابت من ثوابت الصورة العامة الفلسطينية أضافة الى الحالة العربية التي اضحت مشغولة في صراعات قبلية نتنة قبيحة ,كل هذه الصورة أوصلت شبابنا بشكل عام وأبناء القدس بشكل خاص الى مشهد أيماني رافق سيدنا موسى حين هرب من فرعون فكان البحر أمامه وفرعون خلفه وليس بيده سوى العصا وفي قلبه الايمان بأن الله سينصر الحق ,فكانت السكين والحجر هي الاداة التي تقل عن السلاح وتزيد عن الحراك السلمي الذي مضى عليه سنوات دون أن يوقف ظلم أو يعيد حق على الرغم من الانجازات التي يحققها في بعض الميادين مثل المقاطعة وزيادة التعاطف والالتفاف الشعبي الدولي مع قضيتنا ولكن في هذه الحالة أي الحراك السلمي عاش المواطن الصهيوني بشكل عام والمستوطنين بشكل خاص في أريحية حيث لم يوقف الاستيطان ولم ترفع حواجز ولم يكن هناك تأثير مباشر عليهم ولكن بفعل الحراك الحاصل اليوم أصبح الأمن المجتمعي الصهيوني مهدد بالخطر والدليل واضح من خلال القتل بنيران صديقة ومن خلال الاقدام على شراء السلاح بشكل هستيري من قبل المواطنين الصهاينة أضافة الى الخسائر على الصعيد الاقتصادي التي كلفت الخزينة الصهيونية خلال الاسابيع الثلاثة الاولي ما يزيد عن مليار و300مليون دولار أمريكي .
هذه الحالة دفعت الى التحرك السريع من قبل حلفاء الكيان الصهيوني وخاصة امريكيا ممثلة في وزير خارجتها والذي جاء على عجل بهدف وقف تلك الهبة الشعبية والقضاء عليها في المهد لكي لا تتطور وتنمو وتصبح جزءا من الفعل الشعبي اليومي العام من خلال التعاون مع بعض الاطراف العربية ومن خلال بعض الحلول الترقيعية دون الدخول الى المسبب الحقيقي العام لتلك الهبة وهو الاحتلال ,وهنا السؤال كيف يعقل أن يقبل قائد عربي مسلم بأن تكون الصلاة في الاقصى الذي هو جزءا من العقيدة بأذن من المحتل وكيف يكون المسلم في أولى القبلتين وهو تحت أعين وبصر الصهاينة وهل قدسية القدس تكمن في المسجد الاقصى أم في القدس بشكل عام المشكلة في الاحتلال يا سادة وقادة العرب والمسلمين ,في الحواجز ,في السور الواقي الذي قطع المدينة ’في الاستيطان الذي يعمل على تهويد المدينة ومحو طابعها العربي والاسلامي .
من خلال تلك النتائج الظاهرة اليوم لن يجرؤ مسئول فلسطيني أي كان موقعه و مكانته على الطلب من الشباب الثائر بالتوقف لعدة اسباب أهمها بأن المطروح لا يمحو الاسباب التي كانت وراء خروج الشباب عن حالة الصمت بعد عشرات السنوات من الانتظار لقطار السلام لكي يصل وهو يحمل الامل لهم دون أن يصل .
والثاني والرئيس بأن هذه الهبة لم تتفجر بقرار سيادي من أحد ولكن كانت بدافع غباء الحكومة الصهيونية وهي من يملك اليوم قرار إيقافها من خلال انهاء الاحتلال والاقرار بحقوق شعبنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية .
لذى يجب على هؤلاء الشباب العمل على تطوير العمل الميداني من خلال مشاركة جماهيرية واسعة وجعل الاستيطان وقطع الاشجار وقتل الانسان والطفل الفلسطيني بثمن وأن لا تبقى المستوطنات أماكن أمنة والوصول أليها ليست بالسهولة والمؤمنة وجعلهم يفكرون ألف مرة حينما يرغبون في الاقامة على أرضنا أو قطع اشجارنا أو تخريب منشئاتنا ,كما يجب العمل على تنمية روح المقاطعة لكل المنتجات الصهيونية من خلال ايجاد البديل الوطني والعمل من قبل الشباب الثائر على ايجاد قيادة ميدانية تنشغل في فعاليات يوميات الانتفاضة دون الانغماس في العمل السياسي وترك الساسة يمارسون ما يريدون من عمل سياسي وحين الوصول الى حدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس حينها سيجد شاب الانتفاضة كلهم اذان صاغية بوقف هذا الفعل النضالي ,فالانتفاضة اليوم هي السلاح الذي يجب ان يحافظ عليه من قبل الجميع دون ادخاله في المهاترات والردح عبر الفضاءات المتعددة بقصد الكسب الفصائلي على حساب قضية وطنية ثمنها دماء وأشلاء .
حين غابت الإجابات: نطق السكين والحجر .
الكرامة برس/د. احمد يوسف
لقد بلغ التغول الإسرائيلي وضغط الإهانة حدَّ الانفجار، وتحركت الجموع بهبة عفوية وصار ما صار، وتخطى هؤلاء الشباب بفعلهم النضالي كل حسابات السلطة وتوقعات أجهزتها الأمنية، كما تجاوزوا بحيوية هذا الفعل وتأثيراته كل تقديرات الفصائل الوطنية والإسلامية وتوقيتاتها الزمانية والمكانية، لتطفو - فجأة - كل رغبات هذا الجيل الفتيِّ في الانتقام للأقصى والمقدسات، والثأر للحرائر وما انتهك الصهاينة من المحرمات.
في الحقيقة، إن ما جرى كان حراكاً شعبياً جاء بدون مقدمات، حيث ملَّ هذا الشباب حديث الصمت وانتظار ما هو آت.. جاء هذا الفعل غاضباً من رحم المجهول، ومن حيث لم نحتسب، هكذا الأقدار تأتي - عادة - انتصاراً للمظلومين، بعد أن (استيأسوا)، وبلغ بهم الأذى والقهر حدَّ الزلزلة، وغلب عليهم ظن (إنَّا لمدركون).
للأسف، لسنوات ونحن نناشد قياداتنا السياسية بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لم نبخل - كما الآخرون - من تقديم المبادرات، ومحاولة جسر هوَّة التناقضات، وسد ما اتسع من ثغرات، واستشرى من خلافات، بعد تلك الكارثة المأساوية والمحنة الوطنية، التي جلبتها الأحداث الدامية في يونيه 2007م.. لكن – وهذا هو الواقع للأسف - ظلت مزاجية المكابرة والعناد عند بعض القادة السياسيين، وغلب الجهل على حسابات هؤلاء، وخانهم التقدير والاجتهاد .
لقد اعتقد أولئك القادة بأن رسم خطوط المرحلة سيظل بأيديهم، وتجاهلوا حركية الزمان، والجيل الذي يأتي به القهر والحرمان.. هذا الرهان وقع في خطأه الجميع، ولم يتحقق الكسب فيه لأحد؛ فإسرائيل التي عربد فيها الحاخامات وقطعان المستوطنين، وعبثوا – عنجهية واستعلاءً - بكرامة الوطن والمقدسات، غلب عليه الظن بأن الفلسطينيين قد استسلموا للذل والهوان، ولم يعد لهم على خارطة الرجولة عرق ينبض، فتغولوا عليهم، وقتلوا – بدم بارد - النساء والأطفال، وغيبوا الكبار في السجون والمعتقلات، وأحرقوا المزارع وحقول الزيتون دونما اكتراث، أما سلطتنا الفلسطينية المكبلة بالتزامات أوسلو الأمنية، فقد غدت كخيال المآتة؛ عاجزة مشلولة، وأجهزتها الأمنية – للأسف - هي عين للاحتلال أو نحو ذلك.. لذا، لم يعد هناك في هذا الجيل من الشباب من يعوَّل عليها أو يطمئن لها، أما غزة فهي كليمة بحصارها وأوجاع التآمر عليها، تحاول الخروج من أزماتها، ولكنها لم تسطيع إلى ذلك سبيلاً، فقد تحول المشهد الفلسطيني إلى مأزقٍ يصعب الفكاك منه .
في ظل هذا الواقع الكارثي، وتجاهل المجتمع الدولي لقضيتنا، كانت مشاهد الحيرة والقلق والإحباط، فلا أمل في التغيير، ولا رؤية للإصلاح تلوح في الأفق ولا سراج منير، وكل ما حولنا لا يبشر بفرج قريب.!!
من هنا، كانت الأسئلة التي غابت إجاباتها هي طاقة الغضب الذي حرك كل شيء؛ لأن علامات الاستفهامات تراكمت في المرجل، وارتفع منسوب غليانها، إلى أن جاءت اللحظة التي لم يتوقع انفجارها أحد، ودخلت – بقوة سهامها- على خط الاحتلال والمستوطنين.
إن مقومات الفعل كانت هي الاستجابة لأسئلة العجز الحائرة وتقطيب الجبين: ما العمل؟!
ما العمل؟ حيث الساحة النضالية تحولت بعد الانقسام إلى فسطاطين من التناقضات والخلاف، والكل بانتظار أن يأتيه الآخر صاغراً ذليلاً!!
ما العمل؟ وإسرائيل ماضية في مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية، وتهويد المقدسات واستباحة الحرمات في المسجد الأقصى وما حوله من باحات!!
ما العمل؟ وقد شعر الكل الفلسطيني بالعجز في أن يجتمع الصف وينتهي الانقسام، حيث أخفقت كل محاولات الجمع بين الطرفين فتح وحماس، وساد الاعتقاد بينهما "أن لا تلاقيا".
ما العمل؟ وانشغالات العالم والمجتمع الدولي كله مع ما يدور في سوريا والعراق من صراعات ومناجزات مسلحة، عنوانها "الحرب على الإرهاب".
ما العمل؟ وإيران وتركيا والسعودية ومصر، أهم مرتكزات هذه الأمة، أصبح بأسهم بينهم شديداً، وخرجوا لاعتبارات إقليمية وعالمية من مربع الإسناد للقضية الفلسطينية.
ما العمل؟ وهذا العجز والفشل في كل مؤسساتنا الوطنية!! وغياب القدرة على حل مشكلة وطنية واحدة؟!
ما العمل؟ وكل ما نشاهده من قيادات تاريخية بلا هيبة ولا احترام، فقد طالت أكثرها عوامل التعرية والخرف والفساد!!
ما العمل؟ إذا كانت الأحصنة لا تصهل، وتعاني رجالات الساسة من حالة إخصاء!!
إن لغز الإجابة مفقود مع خلاف الساسة وتراكم الأحقاد والإحن!!
إن هذه الأسئلة الحائرة، التي عجز هذا الجيل من الشباب في الوصول إلى إجابات لها، جعلت قراره هي تلك المفردات الرائعة لشاعر الوطن الثائر: عبد الرحيم محمود: سأحمل روحي على راحتي، وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياةٌ تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا..
نعم؛ لم يعد في القوس من منزع، فخرج الشباب لإعادة بوصلة النضال والكرامة، وتذكير الاحتلال؛ الحاخامات والمستوطنين، بأن الأقصى خطٌ أحمر، دونه المهج والأرواح.
إن أروع اللوحات التي قدمتها هذه الهبة الشعبية "العفوية" وانتفاضة القدس المباركة، والتي عكست روح هذا الجيل ولخصت مطالبه وتمنياته، هي تلك "الوصايا العشر" للشهيد بهاء عليان (22 عاماً) من جبل المكبر، والتي تضمنت السطور الآتية:
1- أوصي الفصائل بعدم تبني استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم.
2- لا أريد بوسترات ولا بلايز فلن تكون ذكراي في بوستر معلق على الجدران فقط.
3- أوصيكم بأمي، لا ترهقوها بأسئلتكم الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر.
4- لا تزرعوا الحقد في قلب ابني، أتركوه يكتشف وطنه، ويموت من أجل وطنه، وليس من أجل الانتقام لموتي.
5- إن أرادوا هدم بيتي فليهدموه، فالحجر لن يكون أغلى من روح خلقها ربي.
6- لا تحزنوا على استشهادي، احزنوا على ما سيجري لكم من بعدي.
7- لا تبحثوا على ما كتبته قبل استشهادي، ابحثوا عن ما وراء استشهادي.
8- لا تهتفوا بمسيرة جنازتي وتتدافعوا، بل كونوا على وضوء أثناء صلاة الجنازة وليس أكثر.
9- لا تجعلوا مني رقماً من الأرقام، تعدوه اليوم وتنسوه غداً.
10- أراكم في الجنة.
هذه النقاط/الوصايا العشر التي كتبها بدمه هي تلخيص لدوافع هذه الهبة، وشرح لبواعثها، وما تنطقه حروفها هو انعكاس لما يحمل هذا الجيل من الشباب من غصة وامتعاض من كل الفصائل، ورسالة واضحة بأنه لا يريد أن يتاجر أحد بدمه، وهو قدم دمه وضحى بحياته من أجل كرامة هذا الوطن وأقصاه.
عنوان المرحلة: الحذر.. والتصعيد بقدر
من المعروف أن الانتفاضات حتى تصل إلى غاياتها تحتاج إلى المرور بثلاثة مراحل، أولاها هي المرحلة التي نحن نعايشها، حيث الهبة الشعبية والتي أوشكت على الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي التأطير والتوجيه، حيث تبدأ الفصائل في تشكيل قيادة مشتركة وتدفع بكوادرها إلى الساحات للتظاهر وتحريك المواجهات، وتأتي المرحلة الثالثة عندما يتم ضبط البوصلة وتحديد الرؤية والهدف للوصول لغايات الفعل المقاوم.
لذلك، لا أظن أن "عسكرة الانتفاضة" في هذا الوقت هي خيار حكيم، حيث إن قوتها الآن في سلميتها، وعظمتها أنها حتى اللحظة بلا تنظيمات تقف خلفها، والتعاطف معها إقليمياً لأنها هبة عفوية من أجل الكرامة والمقدسات.. أما دولياً، فالتضامن يأتي من حجم إدراك العالم لمظلومية الفلسطينيين.
إن الحكمة تتطلب ألا نحرف البوصلة، وألا نعطي الذريعة للاحتلال لممارسة القتل والتهجير لشعبنا، لا نريد أن نقدم مبررات لإسرائيل تقوم بتسويقها للعالم أنها هي الأخرى تحارب الإرهاب.. إن الفطنة السياسية تتطلب منا قطع الطريق أمام الاحتلال، وعلينا إبقاء الهبة الجماهيرية عفوية وسلمية وشعبية وفي سياق المظلومية.. سلمت أيادي الشباب؛ أصحاب الرجولة والجسارة والدفاع عن الكرامة والمقدسات، وبوركت أيدي الماجدات من بناتنا وأخواتنا في ساحات الشرف والمجد دفاعاً عن الأقصى والمقدسات، ولكل المناضلات المجلَّلات بأعلام الوطن والكوفية، سلمت أيادي الجميع، وبوركت نواصيه الطاهرة، وعاش الحجر والسكين لكسر غطرسة المحتلين، وجدع أنوف المستوطنين.
انتفاضة القدس: ملامح مرحلة التغيير
ورد في تقدير إسرائيلي بأن الانتفاضة الأولى تميزت بالحجارة، والثانية بالعمليات الاستشهادية، والثالثة استحقت لقب انتفاضة السكاكين، حيث يقوم بها فلسطينيون غير منظمين، أغلبهم يعيش حياة سعيدة وهادئة، لكن القاسم المشترك بينهم هو أنهم غاضبون من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى.
أما الصحفي البريطاني ديفيد هرست، فإن قراءته لمجريات الأحداث تلخصها العبارات التالية: "بالنسبة لمهند الحلبي وجيله، ليست هذه قضيةً دينية فقط، فالأقصى رمزٌ للهوية الوطنية، وهو الرمز الأخير الذي يمثل هوية غيّبتها الدولة الإسرائيلية بشكل شامل. الأقصى يوحِّد الفلسطينيين؛ المتدينين والعلمانيين... إن الدفاع عن الأقصى ضد انتهاكات اليهود هو مسألة وجودية، إنها تقول للفلسطينيين: "إن لم نحارب لأجل هذا، فعلينا الاستسلام إذاً".
وأضاف: "لم يكن حلبي بحاجة إلى تحريض، ولم ينتظر أوامرَ من فتح أو حماس. لقد اتخذ قراره الشخصي مثلما يفعل آلافٌ آخرون بصرف النظر عما إذا كانوا يعيشون في الضفة الغربية، غزة أو إسرائيل.. إن الجيل الجديد يتخذ قراراته الخاصة، متحدياً فتح وحماس. وإن كانت ثمة صورة تلخص هذا، فستكون صورة الفتاة التي ترتدي الجينز والكوفية، بينما تُناول حجارةً لشابٍ مقنّعٍ يرتدي عُصابة الرأس الخضراء التي يرتديها أنصار حماس.
الشباب العلماني والمتدين يحتجون جنباً إلى جنب، وكل شابٍ يحمل سكيناً أو يرمي حجراً هو بطلهم الخاص".
إن حالة الهلع التي أصابت الإسرائيليين مقابل مشاهد النشوة والحيوية لدى الشباب الفلسطيني، تؤكد على أن هذه الهبة الشعبية قد شقت طريقها، وهي آخذة بالتوسع والانتشار، وقد جسدت ما غدا الفلسطينيون يعتبرونه – الآن - انتفاضة القدس، والتي بحسب المستشرق الإسرائيلي "آلون أفيتار" قد حققت للفلسطينيين خمسة أهداف، وهي الآتي:
1- توحيدهم في المناطق الأربع المعزولة جغرافياً؛ الضفة وغزة والقدس والـ48.
2- نجاح الحركة الإسلامية بزعامة الشيخ رائد صلاح بتعزيز دور الإسلام في الصراع.
3- اكتشاف السكين كوسيلة ناجعة وقاتلة وسهلة المنال والاستخدام.
4- الشباب يخوض الانتفاضة، ويبدي استعداده لحمل شعلة الكفاح المسلح.
5- القدرة على تنفيذ العمليات المسلحة دون قيادة تديرها كالسابق.
أما المفكر الإسرائيلي "يغال عيلام" فهو يتوقع أن تفضي ثورة السكاكين لإحداث تحول في الموقف من الصراع مع الفلسطينيين؛ لأن بضع طعنات من السكاكين دللت على أن مصير إسرائيل قد يكون محل تساؤل، مما سيفضي لبلورة مقاربة جديدة فيما يتعلق بالموقف من مصير الأراضي المحتلة.
إن ما لدينا من قناعة هو أن هذا الكيان الاستيطاني الاستعماري العنصري هو أوهى من بيت العنكبوت، وهو إلى زوال؛ لأنه يحمل بذور فنائه بداخله، وهذه حقيقة لا يماري فيها أحد، وهذه الانتفاضة ومشاهداتها إنما هي إرهاصات المغيب القادم لهذا الكيان المارق .
ختاماً: لماذا يتأخر النصر وتضيع التضحيات؟!
كلما جاءت مشاهد الجنود وهم بكامل عتادهم العسكري يركضون هلعاً أمام شاب ليس في يده إلا السكين، كلما حاصرتني الأسئلة: كيف بالله كانت هزيمتنا عام 67م؟!! وكيف تصدعت سبع جبهات عربية مسلحة أمام هؤلاء الجند المخنثين، وكيف بالله ضاعت من قبل فلسطين؟!
إن الحقيقة كشفتها ثلاث حروب عاتية خاضتها غزة وحدها، حيث قاتلت برجالها وصمود أحيائها، وسجلت من الملاحم وصور البطولة ما يشهد لأهلها، ويرتقي بشبابها المقاوم إلى عليين.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ضاعت ثمرة كل هذه التضحيات، وسجلات الشرف، ولم تتحرر فلسطين؟
الجواب: اسألوا السياسيين وتجار الأوطان!!
إن انتفاضة القدس سوف ترسم ملامح المرحلة ومستقبلها، وعلى القادة السياسيين العمل على جمع الصف، وتوحيد بوصلة الحجر والسكين، قبل أن يقول الشعب كلمته: إني أرى رؤوساً قد أينعت، وحان قطافها.
“مهزلة” رحلة كيري..لـ”تهويد الأقصى”!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
مع أن العامة في بلادنا فلسطين - الوطن التاريخي- ، يعلمون يقينا أنه لا قوة مهما تصفحت بالألقاب يمكنها أن تحاصر "الانطلاقة الثورية الفلسطينية الجديدة"، وأن ما بحث بعض من هؤلاء عن "خدع سينمائية" لوأدها، ليس سوى تعبير ساذج لقراءة الواقع الإنتفاضي القائم..
وبعيدا عن تلك المشاهد المثيرة للضحك من جهة، والقرف السياسي من جهة أخرى، لمن يفترض أنهم يعكسون رأي شعب، ثبت أنهم على مسافة بعيدة جدا منه..الشعب قال كلمة واحدة، لا غيرها.. لا احتلال ولا محتلون..والقدس عربية الهوية فلسطينية الهوى، وأقصاها اسلامي من حجره الأول الى أخر طوبة به، فلا مكان لغيره ولا تسمية الا هو..
وكي لا تخرج "الفئة الضآلة وطنيا"، بـ"مكذبة سياسية" تعيد تصديرها، كما سبق في أكثر من مناسبة وحديث، فما كان يوم أمس السبت الموافق 24 أكتوبر 2015 من بيان لرأس الطغمة الفاشية - العنصرية الحاكمة في تل أبيب بيبي نتنياهو من بيان علني، ليس الا "اعلان رسمي" بعد اللقاءات بأن المسجد الأقصى والحرم الشريف باتا رسميا هما "جبل الهيكل"..
ولأن هناك فرقة للطبل والتزمير قد تحاول نفي القول المؤكد، كما هي طوال العشرية السياسية السوداء في حياة الشعب السياسية، فقد أعلن الفاشي نتنياهو في بيانه، "ستواصل إسرائيل تطبيق سياستها القائمة منذ فترة طويلة: المسلمون يصلون في جبل الهيكل(المسجد الأقصى). وغير المسلمين يزورون جبل الهيكل"..ويكمل المهزلة التي أنجبتها رحلة كيري: "وتعتقد إسرائيل أن أولئك الذين يزورون أو يصلون في "جبل الهيكل" يجب أن يُسمح لهم القيام بذلك في سلام، وبدون عنف، وتهديدات، وتخويف وإستفزازات "
منذ الآن، ستصبح صلاة المسلمين وفقا لبيان نتنياهو، "هبة يهودية" تمنح وفقا للسلوك والرضى، وأن المسجد الأقصى لم يعد مسماه كذلك، بل أصبح "جبل الهيكل"، يسمح بالصلاة فيه للمسلمين " بسلام ودون عنف أو تخويف"..
ولأن الاستخفاف لم يعد له مدى من رأس حكومة "البغي السياسي" في دولة الكيان العنصري - الاحتلالي، يعلن هذا "البغي"، انه " سوف نستمر في ضمان الوصول إلى "جبل الهيكل" للمصلين المسلمين والزوار، مع الحفاظ على النظام العام والأمن"..
"الفئة الضآلة" أرادت تسويق "مكسب" لها يعكس عمق أزمتها، إن لم يكن سمة أخرى، خرج علينا من بينهم بـ"خبر عاجل جدا"، انهم فعلوا ما لم يفعله غيرهم، تقدموا بخمس مجلدات من الانتهاكات الاسرائيلية، لا نعرف هل كانت باللغات الثلاث ام بلغة واحدة، الى الوزير الأميركي، خبر أراد البعض أن يحيله الى حدث سياسي تاريخي، رغم انه بذاته هو "عار سياسي لا بعده عار"..
من يملك كل هذه المخالفات ويصمت كل هذا الصمت لا يستحق الاستمرار يوما فيما هو..وللسخرية نذكر أن "صاحب المجلدات المخالفة"، كان قديما يعرضها بأرقام أحادية ..باتت اليوم مجلدات وأقراص مدمجة..اي "مكاسب تاريخية" أنتج هذا "العهد الكارثي"..
ولكي نبقى امام "الكارثة السياسية"، نؤكد أن "اعلان نتنياهو" يوم 24 أكتوبر هو "الاعلان الرسمي" لـ"تهويد المسجد الأقصى"، والمقدمة العملية لاعادة بناء هيكلهم االمزعوم على حساب مقدسنا التاريخي، "اعلان يحدد بوضوح انه يسمح لأهل الحق بالصلاة وقتما يريد السماح"، وتكملة الجملة يا أيها "المضللون" تقول أنه سيمنع الصلاة أيضا وقتما يرى أنها "استفزاز"، أو عندما يرى أن هناك من يقف في طريق "اليهود" للصلاة في المسجد الأقصى..
"بيان نتنياهو" ليس سوى الاعلان الرسمي لـ"تهويد المسجد الأقصى والحرم الشريف"، ولتنفيذ المخطط الكامن منذ سنوات، والذي وقف له الخالد ياسر عرفات سدا منيعا، قبل الخلاص منه وإزاحة العقبة الأهم لتنفيذ مشروع التهويد والعبرنة للقدس والمقدسات..
يوم 24 إكتوبر بدأت الحركة الصهيونية في العمل الرسمي لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم في العهد الفلسطيني السياسي الأسود..الذي ساهم فيما حدث بصمت معيب على "تهويد" مقدسنا دون ردع كان فرضا وواجبا!
بيان نتنياهو لا يحمل تأويلا ولا تفسيرا..نصا واضجا قاطعا أن "المسجد الأقصى" أصبح في "خبر كان" و"أثر من الماضي"..
المؤامرة بدأت..والمواجهة يجب أن تتصاعد لكسرها وكسر كل من يعمل على تمريرها..فلا مقدس الا فلسطين وطنا وأرضا وشعبا وأماكن دينية مقدسة ..ودونها صغار صغار صغار!
ملاحظة: لا نعرف هل لقاء كيري بالرئيس محمود عباس حدث في مكان رسمي فلسطيني، ام وفقا للصور المنشورة كان مقر السفارة الأمريكية..السؤال ليس شكلي ابدا..فذهاب الرئيس الى وزير في مقره فوق أرض عربية "اهانة سياسية" لشعب به "كرامة" مصدر فخر للأحرار!
تنويه خاص: سريعا قطع بيبي محاولة "الفئة الضآلة" لتسويق "مكسب كاذب" عن وقف الاستيطان..نتنياهو لا يقيم وزنا للضعفاء المرتعشين..عاشت السكين رمزا لـ"قطع وريد مرحلة نكبة سياسية طال أمدها"!
جيل " دايتون " و" أوسلو" يقلب الطاولة.. وسلطة رام الله وغزة دون حراك
صوت فتح / فطين البداد-
جيل " دايتون " و " أوسلو " لم يكن كما أريد له أن يكون في فلسطين ، جاهلا خوارا مدجنا ، فلقد خرج واعيا شجاعا مقاوما ،حاملا رسالة شعب شرذمته الفصائل .
طلبة الجامعات الفلسطينية الذين كان لتغيير مناهجهم التعليمية أهداف خبيثة ، وفئات غيرهم ، قلبوا ظهر المجن وأطلقوا الهبة ، وأثبتوا بأن الإنقسام خيانة ، أيا كانت أسبابه ، وأن التشرذم مؤامرة ، أيا كان تبريره ، ومن أجل ذلك ، فإنك لم تعد ترى أي متحزب بين ظهرانيهم ، وأي راية سوى راية فلسطين ، الوطن والهدف .
هي هبة شعبية من جيل لم يعد يؤمن بالأحزاب والسياسيين الذين حاولوا الفرار من الحرج إلى مؤتمر صحفي جامع فارغ من أي معنى : لقد اجتمعوا وقلوبهم شتى .
تموت الفلسطينية ويموت الفلسطيني على الحاجز ، ورأينا كيف أنهم يكتبون وصاياهم عبر صفحاتهم الإجتماعية الشخصية ،أحدهم كتب : " حذار أن يتبنى استشهادي أي فصيل " هكذا بالحرف ، وكتب آخر : " لقد ضجرنا من إفلاسكم " .. إنهم فتية آمنوا بوطنهم وزادهم الله هدى ، لسان حالهم جميعا : أن القدس خط نار بالأفعال وليس الأقوال .
مشاهد ترفع الرأس وتشد الهمة ، ولكنها أيضا ، تقطع القلب :
سلطة رام الله ، وسلطة غزة ، تقومان بواجبهما " الإنساني " وزيادة ، فهما توفران " سيارات إسعاف " .
شبان وشابات أكبر من فتح ، وأعظم من حماس ، ومن الجهاد ، ومن الشعبية ، من كل أولئك الذين يرفعون رايات صفراء وخضراء وحمراء وكل ما يحتويه قوس قزح .
إنها هبة وغضبة مُضرية على الواقع الذي جعل شعبا مناضلا تحت الإحتلال يتظاهر طلبا للرواتب ، ورفضا لانقطاع الماء ، شعبا استهلاكيا أراد سياسيوه أن تستمرئ كفاه " حرير " الإحتلال و" نعومة " الإستعباد .
إنها " انتفاضة " ، لم لا نسميها كذلك ، ضد أولئك الساسة الذين لم يقدموا للقضية وللشباب والشابات سوى " الكلام " ولا يجيدون سوى بيع الموت بالمجان ، ولا يمتهنون سوى اصطياد الذباب .
إنه الربيع الفلسطيني ضد الفصائل والأحزاب والإحتلال معا ، ، وسنرى في قادم الأيام من سيقمع هذا الربيع ، ومن سيدوس على جثث ودماء الشهداء .
بعض القيادات و الاسقاط النفسي
الكوفية برس/ أمل عوض الأعرج
صوت فتح ـ الاسقاط النفسي هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه و عدوانيته للناس حتى يبرئ نفسه و يبعد الشبهات عنها , فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب ..
يقول عالم النفس ( سيجموند فرويد ) مؤسس التحليل النفسي " يشير الاسقاط أولا الى حيلة لاشعورية من حيل دفاع الأنا بمقتضاها ينسب الشخص الى غيره ميولا و أفكارا مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من ألم و ما تثيره من مشاعر الذنب " ليست الخطورة فقط في الاسقاط النفسي كمرض أو حالة تصيب شخص بقدر ما هي كارثة عندما يصبح هذا الشخص قائد بمحض الصدفة أو التسلق أو ربما الذكاء و الدهاء ,
و ما الذنب في أن يبتلى الجمع بقائد كان مندوبا و ( طرطورا ) ليتعامل مع غيره على أنهم جميعا مناديب يتجسسون عليه و يكتبون فيه تقارير ؟؟
و ان فكرت بمعالجة هكذا حالة يتبادر لذهني قصيدة النخلة المعوجة التي حفظناها في طفولتنا و التي تحكي قصة الطفلة " مها " التي رأت نخلة معوجة فتأثرت لما رأتها عوجاء و أرادت تقويمها و اقترحت على والدها أن تربطها بحبل و تقومها :
( حتى نقوم عودها .... لتكون أجمل في النظر ) ,
لكن والدها صدها و منعها :
فأجاب والدها لقد كبرت و طال بها العمر
و من العسير صلاحها فات الأوان و لا مفر
قد ينفع الاصلاح و التهذيب في عهد الصغر
و النشء ان أهملته طفلا تعثر في الكبر
و ان من أخطر صفات المريض النفسي أنه عذب الحديث , ساحر و جذاب كالحيوان المفترس يبدي أفضل ما عنده قبل التهام ضحيته ,
لذا يصبح لزاما علينا أن نحكم عقلنا و ننظر الى تصرفاته و سلوكياته لا الى ما يقول كي لا يخدعنا بقناعه المزيف الذي يرتديه و عند التأكد من أن مريضا بيننا لن تشفع لنا غفلتنا و استهتارنا فاما أن نحترس منه و نخرجه من حياتنا أو نخرج نحن من حياته .
لكن ... و بالتأكيد و ان كان الشخص مريض نفسي و منافق و مخادع الا أنه سيرزق بمن يلتف حوله لتحقيق مصالح ذاتية وقتية ,
فهل أصبحنا بحاجة لتطور تكنولوجي لجهاز كشف الأمراض النفسية و الآفات المجتمعية كما جهاز كشف الكذب !!!
و الحقيقة طبعا أن هذا التطور التكنولوجي ليس عربيا لكنه سيطبق أولا على العرب ,
اذا فلنرفع صوتنا عاليا مطالبين اليابان و ألمانيا باختراع بسيط يكشف لنا نوايا من نضطر للتعامل معهم و أرجو على المخترع أن يراعي وضعنا الاقتصادي و فقرنا , فلا يكون الجهاز باهظ الثمن ,
فأول مرة سيستخدم عامة الناس جهازا الكترونيا يكشف لهم زيف و نفاق و مرض كثيرين من صناع القرار و القيادات , فليكن بسعر سكين يطعن به محتل يمتلك ترسانة أسلحة .
أين غضب الشعب؟
بقلم: عطا الله شاهين
كعادتها القوى الوطنية تدعو لأيام غضب وعادة تكون أيام الثلاثاء وأيام الجمع ، ولكن في الجمعة الماضية سكن الغضب ، ولم يثر كعادته مع وجود نقاط كانت مشتعلة فالبخبو كان واضحا ، فالغضب الشعبي ما زال صامتا هكذا الصورة تقول.
فهذه الهبة لربما تصل إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية ، ولكن حتى اللحظة هناك عمليات فردية مع رشق عشوائي للحجارة على جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين .. فالمسيرات الشعبية التي نراها يكون فيها فقط مئات ، وهناك مسيرات خجولة عددها قليل بالنسبة لعدد المدينة أو القرية..
فحين يتم الدعوة ليوم غضب لا يثور الغضب الشعبي ، إلا من شبان غاضبين ، فالكل الفلسطيني صامت والمبادرات السياسية تحاول تهدئة الوضع المتوتر ، ولكن يبدو أن قوات الاحتلال ممعنة في قتل الفتية بحجة الشبهة في محاولات طعن أو بزعم الاحتلال بأن الفتية قاموا بعمليات بطعن مع أن هناك عمليات غير صحيحة وهذا ما بينته الكاميرات ..
لا أحد يدري هل سيثور الغضب الشعبي أم أنه سيظل غضب الشبان وحدهم ؟..
فنحن نرى الاعتداءات ما زالت متواصلة من قبل قطعان المستوطنين ضد قاطفي الزيتون ونشاهد هناك ردود أفعال من كلا الطرفين ، ولكن الغضب الشعبي على تلك الممارسات ما زال صامتا ..
أنا اقاتل اذن انا موجود
بقلم: تمارا حداد.
لو بحثنا في مضمون ايدولوجية الاحزاب الصهيونية لرأينا كلها تجتمع في فكرة واحدة وهي اقامة الحضارة اليهودية وروحها التوراة وطرد الفلسطينيين من ارضهم والحفاظ على امنها وبقائها من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان حتى تستمر في رسم حدود دولتهم والحفاظ على مصالحها الامنية والقومية.
فالهبة الشعبية التي توالت منذ اربع اسابيع كان هدفها هو حريتهم والتخلص من كافة الانتهاكات التي تحدث في القدس والمقدسات والتخلص من المعاناة التي استمرت عشرات من السنين ولكن هبتهم قد ترزح مابين النجاح او الفشل وبالذات بعد مجيء كيري الى المنطقة الذي اراد وضع النقاط على الحروف في قمع الهبة الشعبية حتى لا تتطور الى شرارة انتفاضة ثورية وذلك بتهدئة الوضع في المسجد الاقصى الى ما قبل الهبة ووضع كاميرات مراقبة داخل الاقصى دون ان يكون هناك قرارات ايجابية لصالح الشعب الفلسطيني وكأن دماء الشهداء التي سالت على ارض الوطن ثمنها كاميرات مراقبة .
كيري كان منحازا لصالح الكيان الصهيوني ومدافعا عن امنها وعن حكومة نتنياهو فمجيئه الى المنطقة هو فقط لإخراج نتنياهو من مأزقه القانوني والدولي والذي اوصله الى افلاس في ارائه وقراراته .لا ارى اي رؤية ايجابية للوضع القائم وبالذات في ظل حكومة متطرفة يمينية بقيادة نتنياهو فهو مهندس التطهير العرقي لا يعرف لغة السلام ففكرته انا اقاتل اذن انا موجود وهدفه الصهيونية والتي تعني استمرار الاستيطان والاستيطان في نظره هو امر مقدس لا يمكن التنازل عنه.
لو رجعنا الى الوراء لرأينا جوهر منظمة الهاجانا 1943 هو الاستيطان وقد قالها احد قادتها بن غوريون ان الصهيونية هو الاستيطان ومشروعهم ليس اقتصادي وإنما استراتيجي عسكري وذلك ان الاستيطان سيرسم حدود دولة الكيان الصهيوني.
لذا فان الاحزاب الصهيونية لن تضع للجانب الفلسطيني أي متنفس لتتحدث عن دولة فلسطينية فاتفاقية اوسلو كانت اكبر دليل على رفض اسرائيل لقيام الدولة الفلسطينية وكانت اكبر دليل على غدر الكيان الصهيوني مع الجانب الفلسطيني . فالاتفاقية كان من بنودها ايجاد حكم ذاتي خلال خمس سنوات على اراضي الضفة الغربية يعني ان ما بعد الخمس سنوات هو استمرار الاستيطان فتوقيع تلك الاتفاقية كانت من اكبر اخطاء منظمة التحرير الفلسطينية والتي اودت القضية الفلسطينية الى هاوية لا مخرج لها.لا يوجد في بنود الاتفاقية أي بند عن ترسيخ حدود دولة فلسطينية بل العكس عزز وشرعن الاستيطان في الضفة الغربية ومن هذا المنطلق وضعت اسرائيل العراقيل امام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وطنية مستقلة على حدود 1967.
فعدد المستوطنات يتزايد في كل يوم في جنين يوجد 9 مستوطنات ونابلس يوجد فيها 48 مستوطنة وطولكرم فيها 8 مستوطنات ورام الله 27 مستوطنة والقدس 28 مستوطنة وبيت لحم 18 مستوطنة وأريحا 11 مستوطنة والخليل 27 مستوطنة حتى اصبح عدد المستوطنين الى 650 الف مستوطن .
فالهبة اندلعت نتيجة قيام المستوطنين باقتحامات داخل المسجد الاقصى فيأتي كيري ويقول اننا سنسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى وكأن كيري شرعن زيارات المستوطنين في أي وقت شاءوا فهل هذه الهبة بعد تلك المقولة باءت بالنجاح.اعتقد انها فشلت لأننا رجعنا الى ما قبل الهبة وهو السماح للكيان الصهيوني بالتقسيم الزماني والمكاني لدخول المسجد الاقصى وزيادة عزل التجمعات السكانية في القدس حتى يتم التخلص من الطابع العربي في المسجد الاقصى وإضفاء الطابع اليهودي في المسجد الاقصى .فأي مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لن يكون في صالح المجتمع الفلسطيني بل العكس سيقاتلون من اجل تحقيق وجودهم فلا يوجد حل نهائي مع حكومة متطرفة .
ناهيك عن اداء الانظمة العربية المتخاذلة عن الدفاع عن القضية الفلسطينية ,فمخططات التهجير قائمة والجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني مستمرة فتصفية القضية الفلسطينية هو الهدف الاساسي والمحور القائم للكيان الصهيوني .فالأولى للقيادة الفلسطينية ان لا ترضخ للمبررات الامريكية فعليها استثمار الهبة لصالحها وان ترتقي لدماء الشهداء التي سالت من اجل حرية بلادهم وتحقيق الهدف السامي بدولة فلسطينية وحقهم في تقرير مصيرهم .فالذي يعاني من الفقر والهوان والمذلة هو الشعب الفلسطينية والفئة الكادحة من ابناء الشعب الفلسطيني فآن الاوان لأن يتنفس ابناء الشعب الفلسطيني شهقة الصعداء على ارضهم وارض اجدادهم الكنعانيين.
رسالة الاعتداء على د. مصطفى البرغوثي
امد/ د. طلال الشريف
اتفقنا أو اختلفنا مع مصطفى البرغوثي هذا شيء وارسال رسالة عنيفة كادت تودي بحياة هذا القائد فهذا شيء آخر يحتاج الوقوف مليا حولها رغم اشارة مصطفى البرغوثي إلى الاحتلال وعملائه تلك الاجابة الواعية المسئولة وطنيا رغم مرارتها وهي في حد ذاتها أكبر من توجيه الاتهام لجهة ما لأن مضمون الاعتداء في حد ذاته هو خدمة حقيقية للاحتلال فماذا يفعل مصطفى البرغوثي ؟
مصطفى البرغوثي قائد وطني لحركة المبادرة الوطنية التي تسعى مع كل الأحزاب والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال وهي تتبنى منذ انطلاقتها في 17/6/ 2002 المقاومة الشعبية السلمية والمقاطعة للمنتجات الاستيطانية وتعمل على استقطاب المتضامنين الأجانب حول العالم وليس لها نشاطات عسكرية ولا تستخدم العنف وتدعو للخلاص من الاحتلال فلماذا تستهدف ويستهدف أمينها العام في هذا الوقت بالذات وهو الاهم؟ وأين مكان الاستهداف؟ وهنا أيضا المكان يحمل أهمية سلبية .. الزمان هو مساعي وقف الانتفاضة والمكان هو رام الله التي أصبحت ساحة منفلتة " انفلات محسوب" لأنه بعيد عن الجمهور فعلى مدار العامين الماضيين كان من ينفذ الانفلات المحسوب يرسل رسائل ضد قادة وأعضاء مجلس تشريعي كلما اختلفت هذه الجهة مع سياسيين ومناضلين أيا كانوا.
وهنا تطرح التساؤلات من المستفيد في رام الله من السعي لوقف الانتفاضة؟
لعل آخر أحداث العنف الداخلي في رام الله كانت على قرابة من خلفية الاعتداء على البرغوثي في معركة الزجاجات والكؤوس الفارغة ولكن هنا كان قاذف الزجاجات كما روت الأخبار أقرب لموقف المعتدى عليه مصطفى البرغوثي من الانتفاضة وهنا لابد من التوقف والتفكير والتساؤل لماذا سجلت الأحداث السابقة في رام الله ضد مجهول؟ وسنرى مع الأيام أن حادثة مصطفى البرغوثي ستسجل ضد مجهول ولكن من هنا نقول لكل السياسيين والقادة الوطنيين في رام الله يجب عليكم كشف الحقائق والسعي المكثف هذه المرة لأنه خرج عن قاعدة التازم المحسوب لبيان الحقيقة لأن غياب الحقيقة ينذر بما هو أخطر ولكي لا تصلوا إلى ترديد المقولة الشهيرة "أكلت يوم اكل الدب الابيض".
نتمنى أن يكون المعتدي على مصطفى البرغوثي هو المحتل الاسرائيلي فهذا يزيد لحمتنا الوطنية ويصنع أبطالا لشعبنا لكن إذا لم يكن المحتل وأعوانه فهذا سيزيد ضعفنا ويصنع مزيدا من الترهل والخسائر ويثبت أن النظام خشخيشة سواء الاحتلال وأعوانه من يقوم بتصفية الحسابات أوهو لم يلجم من يقوم بها دون علمه وهذا يؤدي إلى الشرذمة والانقسام ويخدم الاحتلال وحتما من يفعل هذه الأحداث لا يدرك الحكمة القائلة "من يحكم بالسيف يموت به"
الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
امد/ عباس الجمعة
الكوفية الفلسطينية والتي تعرف بالحطة ذات اللونين الأبيض والأسود الكل يعرفها ، فتاريخها ورمزيتها راسخة في الأذهان ، تلك التي اعتاد الفلاح الفلسطيني أن يضعها على رأسه وهو يعمل بأرضه لتقيه حر الشمس وبرد الشتاء، ارتبط أسمها ورسمها بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وتألقت في أحداث عام 1936م ، حين تلثم فيها المناضلون بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء نضالهم ضد الاحتلال البريطاني ، والعصابات الصهيونية .
وعلى هذه الارضية شكلت الكوفية نموذجا في العمل الفدائي خلال فترة الستينات والسبعينيات والثمانيات وما بعدها من السنين ، حتى اقترنت الكوفية عند شعوب العالم أجمع باسم فلسطين ونضاله ضد العدو الصهيوني ، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة ، بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال ، ودحض أساطيره ، والوقوف مع أصحاب الأرض والمقدسات ، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في كافة المناسبات والأنشطة على جميع مستوياتها ، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين وحقوق شعبها .
ومن هنا نحذر من محاولة الصهاينة سرقة التراث الفلسطيني ، وخاصة الكوفية التي بدأوا بتحرفيها باعتبارها تشكل خارطة فلسطين وما سرقة الكوفية من قبل الصهاينة والعمل على تطريز كوفية اخرى أنتجوها وأغرقوا بها الأسواق، بهدف الغاء الكوفية الفلسطينية التي عبرت عن القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ، وشكلت خيوطها نسيج الذاكرة ، تتطلب اليقظة من هذه المحاولة التي تهدف الى طمس التراث الفلسطيني ، فهذه الكوفية الفلسطينية تمثل رمز نضالنا وعنوان فلسطين لم يتغير اسمها ورسمها مع كل الأحداث ، حيث ستبقى صامدة أمام كل زيف الدعاية الصهيونية ومحاولة السلب والتزييف .
ونحن على يقين بأن السطو على التراث الفلسطيني هو جزء من السطو على أرض فلسطين ، تاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة ، حجراً حجراً ، إنهم يسرقون ذاكرة الأمة يستلون روحها لتحويلها إلى أمة بلا تاريخ ، لكونهم بلا تاريخ ، يريدون أن يصنعوا تاريخاً وراء الزجاج في متاحفهم ، تأكيداً لسطوتهم ، ولا غرابة فهذه عادة اللصوص فلا خيار أمامهم إلا الاستمرار في السرقة ، ولكن الحقيقة التي طالما عملوا على تغيرها ستبقى فلسطين ... ارض بها شعب حقيقة أكدتها الأيام ، ووثقتها الأحداث ، فهو شعب له تراثه وتاريخه ومقدساته وله لباسه وثقافته وعاداته وتقاليده ولهجته وطبائعه ، وارتباطه بأرضه الأرض من خلال هبة الشعبية العارمة شاهدة على وجوده مهما كانت التضحيات.
ان الشعب الفلسطيني العظيم مثله مثل باقي شعوب الأرض يحب الكفاح والنضال والفرح والشعر والفن رغم انه عانى ومازال يعاني القهر والظلم والاجحاف نتيجة هذا الاحتلال البغيض لهذه الأرض الفلسطينية ، وهو شعب حي ومبدع وفلسطين هي مصنع الرجال، ومن رحمها كان الشهداء القادة العظام الرئيس الرمز ياسر عرفات والحكيم جورج حبش وابو العباس وطلعت يعقوب وابو علي مصطفى وابو جهاد الوزير وابو اياد وابو عدنان قيس وابو احمد حلب وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وفتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين والكثير من القادة الميامين ، من رحمها خرج الشاعر الغائب الحاضر دائماً محمود درويش ،وسميح القاسم ،وتوفيق زياد، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان ،وعبد الرحيم، محمود وغسان كنفاني ،ومعين بسيسو ،وناجي العلي ، وأبو عرب ،ومحمود سعيد والكثير من القادة والشعراء والعلماء والأدباء والفنانين والمحامين والأطباء ، فهذه الكوفية رمز الصمود والتحدي والصمود و العزة والكرامة والشموخ والكبرياء ورمز النضال والكفاح الفلسطيني ورمز الحق الفلسطيني ، فهي لها علاقة بالتاريخ وعلاقة بالمقاومة والبندقية، وعلاقة بالزعيم الخالد ياسر عرفات الذي اعتمر الكوفية ورفعها واشتهر بها بارتدائه الكوفية، ولم يظهر في أية مناسبة وطنية أوسياسية وبدونها، كما يرتديها أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناسبات الوطنية، فهذه الكوفية التي تشكل بخطوطها السوداء والبيضاء تحمل الكثير من العشق الفلسطيني والنضال الفلسطيني ، فهي تجمع أبناء الشعب الفلسطيني، صحيح انه هناك أكثر من لون للكوفية ، الا ان هذه الكوفية البيضاء والسوداء هي اللون السائد والوجدان الجمعي الذي يجمع الفكر الفلسطيني فهي مظلة للإنسان الفلسطيني بشكل عام.
وامام كل ذلك نرى ان شباب وشابات واطفال فلسطين بهبتهم الشعبية يغطون وجوههم بالكوفية وهم يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة، تجاه الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ومنهم من يلفها على كتفيه ورأسه، أو يلوح بها، حيث تتصدر المشهد اليومي، في التظاهرات والمواجهات، رمزا للنضال الفلسطيني، كما ان الكوفية اصبحت لدى شعوب العالم واحزابها التقدمية واليسارية تشكل رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يقوم متضامنون في شتى دول العالم بارتدائها في المسيرات التضامنية الرافضة للعدوان الصهيوني .
وفي هذه اللحظات نرى ان بعض القوى الفلسطينية ادخلت على الكوفية اللون الأبيض والخطوط السوداء، ألوانا أخرى مختلفة منها الأخضر، والأحمر، وكوفية بألوان علم فلسطين، لتواكب العصر الحديث.
ختاما: نؤكد ان شباب وشابات واطفال فلسطين يتمسكون بكوفيتهم ، ويشاركوا جميعا في رسم ملامح الهبة الشعبية ، حيث يواجهون بصدورهم العارية رصاص الاحتلال وصمت العالم ، فاعطوا للانتفاضة بعدها الشعبي ،لانها ثورة سلاحها الأيادي والسكاكين والحجارة والارادة القوية لاستعادة الحق المسلوب وتحرير الارض ، فهذه الهبة الشعبية العارمة تعم الاراضي الفلسطينية وتشارك فيها المراة الفلسطينية ملثمة بالكوفية، فالمرأة الفلسطينية لم تغادر ميدان المواجهة مع الاحتلال ، وهي حاضرة في أكثر من صورة ، من خلال النزول إلى ساحات الاشتباك ، وإلقاء الحجارة ، على الرغم من المخاطر الكبيرة ، وما ميز هذه الانتفاضة ايضا ان هؤلاء الشباب والشابات هم طلبة جامعات فمنهم من له انتماءاته السياسية ، ونحن على يقين بأن الشعوب العربية واحزابها وقواها واحرار العالم سيواصلون دعم انتفاضة شعبنا ، وان دماء الشهداء التي سالت لن تضيع هدرا فهذا هو الطريق نحو تحرير الارض والانسان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة لابناء شعبنا اللاجئ في المنافي والشتات الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجر منها عام 1948.
كاتب سياسي
اقرؤوا مبادرة فياض
امد/ طلال عوكل
بينما يتحدث الكل عن الحاجة لاستراتيجية جديدة، دون أن يحدد معالمها وخطوطها العامة والتفصيلية، يقدم الدكتور سلام فياض في توقيت مناسب جداً، رؤية، أو خارطة طريق، تتمتع بقدر عال من الموضوعية وبحس عال من المسؤولية والوطنية الصادقة.
الرؤية التي يقدمها الدكتور فياض، تقدم صاحبها على أنه عميق الالتزام بالوطنية، ومنتج فكر سياسي، في زمن نفتقر فيه إلى الإنتاج الفكري السياسي، البعيد عن الشعاراتية، وتسجيل الأمنيات والمزايدة.
المقالة الطويلة التي نشرها الدكتور فياض، وأعاد نشرها العديد من وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي على نحو واسع، لا تحتاج إلى إعادة تلخيص أو تذكير بمضامينها ومفاصلها الرئيسة فالأهم، بما أنها وصلت إلى الجميع، أن تخضع لعملية نقاش جدي من النخب وعلى وجه الخصوص من قبل القيادات السياسية إن كانت هذه مهتمة في البحث عن مخارج وآفاق للوضع القائم.
ورقة الدكتور فياض تفرض أفكارها، في وقت تندلع فيه هبة شعبية، يسميها فياض الانتفاضة وله أسبابه، دخلت أسبوعها الرابع، دون أن تتضح أهدافها، وسقفها السياسي، وهو أمر مفهوم نظراً، لغياب البعد الفصائلي، أو السياسي الرسمي عنها، وهو أمر قد يكون في مصلحة هذه الهبة والقائمين بها وعليها.
في التعاطي مع هذه الهبة، تختلف المواقف والآراء، بين من يريد تصعيدها، وإضفاء الطابع العسكري عليها، وتحميلها مسؤولية التخلص من اتفاقية أوسلو وتبعاتها، وبين من يرى أنها ليست أم المعارك، وأن عسكرة «الانتفاضة»، لا تساعد على استثمارها سياسياً، بالحد الأدنى نحو تغيير الواقع السابق على اندلاعها.
من المناسب أن يفهم الإسرائيلي بأن هذه الهبة التي يقوم بها فئة محدودة من الشباب، هي مجرد بروفة أو طليعة لانتفاضة شاملة ينخرط فيها المجتمع الفلسطيني، وفصائله، ستكون تأثيراتها على دولة إسرائيل بكل مكوّناتها أخطر بكثير مما تعاني منه اليوم.
الهبّة بما أحدثته من تفاعلات داخلية واسعة وعميقة على مختلف المستويات، ابتداء من إسرائيل مروراً بالمحيط العربي والإقليمي إلى الساحة الدولية، هذه الهبّة لم تترك بعد، تأثيراتها المطلوبة على الصعيد الفلسطيني، إن كان على مستوى العلاقات الداخلية أو كان على مستوى الخيارات، والاستراتيجية السياسية.
إن مقياس التأثر الإسرائيلي بتداعيات الهبة الشعبية لا يقاس بمدى استعداد حكومة المستوطنين المتطرفة، لتعديل أو تغيير مخططاتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهذه مسألة مغلقة، حتى لو افترضنا أن الجهد الدولي سيؤدي إلى عودة المفاوضات بهذا الشكل أو ذاك.
إن تواصل «الانتفاضة» بين الضفة والقدس، والأرض المحتلة منذ العام 1948، وبالوسائل الجارية من شأنه أن يهزّ من الأعماق المجتمع الإسرائيلي، وأن يستفز السياسة الرسمية الإسرائيلية، وغير الرسمية لإظهار طبيعتها العنصرية التمييزية والإقصائية ضد الفلسطينيين وحقوقهم.
وفي ضوء المعطيات ما بدا منها حتى الآن وما ستقدمه الأيام القادمة، فإن رؤية فياض، تفقد مبرراتها، إذا لم يتم التعامل مع مضامينها بشكل جدي خلال المواجهات وفي ظل استمرارها. والحال أنه مثلما هو غير مسموح عسكرة «الانتفاضة»، أو تجييرها فصائلياً، مع تقديرنا لأدوار الفصائل، والجهد العملي الذي تشارك فيه، فإنه من غير المعقول أن يتم قبول مبدأ التهدئة مقابل التهدئة، أو الاستعجال في استثمارها سياسياً.
إن التداعيات التي تفرضها «الانتفاضة» على المجتمعات الإسرائيلية ومخلفات ذلك أهم بألف مرة من أن يتم وقف هذه المجابهة وتجييرها لصالح تحسين المفاوضات وبيئتها.
يصبح المطلوب من القيادات السياسية الرسمية والفصائلية أن تتوخى الحذر فيما يمكن أن تقوم به، أو أن يذهب بها الحماس إلى درجة التقدم نحو تغيير وجهة المواجهات وأساليبها، أو فرض قيادات عليها. فدون التقليل من دور الفصائل ودائماً، فإن دورها اليوم هو دعم وتغذية الانتفاضة وتأمين البعد الشعبي لها، تحت عنوان التحصين والتمكين والإدامة.
وقد يكون من المناسب أن لا يختلف الفلسطينيون حول أهداف هذه «الانتفاضة» إن كان عليها أن تنجز مهمة رحيل الاحتلال أو تحرير كامل الأرض الفلسطينية، أو تخليص المسجد الأقصى، الذي يصر نتنياهو على تسميته جبل الهيكل، كما ورد في تصريح مكتوب له بعد ما قيل عن اتفاق مع الأردن بحضور كيري والرئيس عباس في عمان.
إن المعيار الأهم والاستثمار الأهم في الوضع الداخلي الذي يحقق لهذه «الانتفاضة» الشبابية يتجلى في أمرين: الأول، إنهاء الانقسام الفلسطيني والامتثال للوحدة الميدانية التي تظهر في ساحات المواجهة. والثاني، في الاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة تفتح الآفاق على مرحلة جديدة كبديل عن استراتيجيات المرحلة السابقة التي كانت أحد الأسباب الأساسية في اندلاع هذه «الانتفاضة».
في الخلاصة ينبغي أن يترك الشباب ليقرروا ميدانياً، آليات عمل الانتفاضة وأهدافها وآفاقها، وان تنشغل القيادات أكثر في ترتيب البيت الفلسطيني عبر كافة العناوين التي سجلتها مراراً اتفاقيات المصالحة، ولم يتحقق منها سوى حكومة توافق وطني ليست قادرة على الإقلاع بالمهمات التي أنيطت بها.
تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
امد/ د. عبد الرحيم جاموس
لقد أتقن الأمريكيون بيع الوهم للعرب عموماً، وللفلسطينيين منهم خصوصاً، وكانوا يجدون دائماً مشترين جاهزين لهذه البضاعة الفاسدة في معظم الأوقات، وها هو وزير الخارجية الأمريكية بعد لقاءاته مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي في برلين، وصل إلى عمان والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وبعد ذلك زار الرياض والتقى بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ... مسوقاً ومروجاً لما جرى التفاهم عليه بينه وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، لما بات يعرف ((بتفاهمات الأقصى))، وإدعاء نتنياهو بإلتزام (إسرائيل) بالوضع القائم في الأقصى منذ الرابع من حزيران من العام 1967م، مؤكداً أن العبادة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، تقتصر على المسلمين فقط، وأن الزيارة فقط لغير المسلمين ... وإحترام دور وزارة الأوقاف الأردنية المتفق عليه في الإشراف على الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، كما طالب الأردن بوضع كميرات مراقبة للتأكد من تنفيذ ذلك، وقد أعلن الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة أن الأردن يرحب بهذه المبادرة وينتظر التنفيذ ...، أما الرئيس الفلسطيني فقد إعتبر ذلك غير كافياً، وقد قدم عدة ملفات للسيد كيري تبين إنتهاكات إسرائيل للإتفاقيات الموقعة معها من جهة، وسلسلة الإعتداءات التي يتعرض إليها الفلسطينيون يومياً على يد قوات الإحتلال ومستوطنيه من قتل وإغتيال وإعتقال وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي وتوسيع للإستيطان ومن حواجز وحصار وسياسات عنصرية تهدد حياة الفلسطينيين الطبيعية وتعمل على تغيير الأوضاع القائمة على الأرض سواء في القدس أو في بقية الأراضي الفلسطينية، بهدف تدمير كافة جهود السلام، وجعل الإحتلال والإستيطان وإستمرارهما خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين ... هذا ما ترفضه القيادة والشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وكذلك جميع الدول العربية دون إستثناء، وكل قوى العدل والإنصاف والديمقراطية في العالم، والذين إنتصروا دائماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعموا وأيدوا حل الدولتين، وأدانوا إستمرار الإستيطان والجدار وسياسات البطش التي يمارسها جيش الإحتلال ومستوطنيه، فمن هنا يتبين لنا أن هذا الوهم الذي قام بتسويقه نتنياهو لدى رئيس الدبلوماسية الأمريكية الوزير كيري، وقام الأخير بدوره بتسويقه للأردن ولفلسطين ولبقية العرب تحت عنوان تفاهمات الأقصى وإبقاء الوضع على ما هو عليه ... ظناً من الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي أنه كافٍ لإستعادة ما يعرف بالهدوء، والمقصود هنا ((بالهدوء)) وقف وإغتيال الهبة الفلسطينية وإنتفاضة القدس، التي فجرتها سلسلة الإجراءات العدوانية والفاشية التي يمارسها الإحتلال سواء في القدس أو في بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية ...
لن ينطلي ذلك على الفلسطينيين قيادة وشعباً، مهما مورس عليهما من ضغوط دبلوماسية وتهديدات لوح بها الأمريكيون مثل تقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .. وغيرها من الضغوط المنتظرة من الجانب الإسرائيلي ...
لأن المطلوب فلسطينياً من أجل إسترداد الهدوء والأمن والسلام للجميع، هو بعبارة بسيطة (إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية) وما نتج عنه من إستيطان وجدار وتغيير للمعالم الجغرافية والسكانية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين التي تعج بها السجون الإسرائيلية، والتمكين للشرعية الدولية أن تأخذ طريقها بفاعلية لإنهاء الصراع على أساسها من حق العودة وتقرير المصير، إلى التنفيذ الدقيق والأمين لمبدأ حل الدولتين الذي يرجع أساسه إلى القرار الأممي 181 لسنة 1947م، والذي نشأ بموجبه الكيان الصهيوني، وبقي الكيان الفلسطيني مغيباً، ولذلك لن تتوقف الإنتفاضة الفلسطينية ولن يعود الهدوء جراء بيع الوهم أو ممارسة الضغوط، فهل تدرك الدبلوماسية الأمريكية ذلك، وتسعى جادة نحو فرض حل للصراع، بناء على هذه الأسس، أم ستستمر في بيع الوهم، وبالتالي سيستمر العنف ..؟!! وستستمر إنتفاضة الشباب الفلسطيني، الذي فقد الثقة بكل هذه السياسات، حتى يستعيد كرامته وحريته وإستقلاله، والذي بات يعي جيداً أنه ما حك جلدك غير ظفرك ..!!
16 نقطة مفهومة في غضبة القدس
امد/ بكر أبو بكر
هل نحن معا كفلسطينيين وحركيين نوجه الحدث الحالي ككل، كما نوجه المسار بأي اتجاه؟ فإن كنا كذلك أو لم نكن جوابا على السؤال فإننا نحتاج بالضرورة لوحدة ولتوافق وبرنامج ومسار نهايته معروفة لأن به هدف واضح قابل للتحقق، فلا تلعب بنا المشاعر الجيّاشة والتحريضات الحزبية أو من بعض المؤسسات التأليبية، وأهواء ذوي المصالح الذين ينفخون، وفي النهاية ستنفجر النفيخة محدثة صوتا فقط.
من هنا علينا أن نجيب على السؤال لماذا نحن اليوم نعيش غضبة القدس؟ وكيف نستثمرها وهل هي نهاية الطريق؟
1-لأقول كمصطلح في البداية فنحن برأيي يجب أن لا نستخدم مصطلح "الهبة " لأنها بالوعي الشعبي للكلمة تعني أنها قد لا تدوم ومحدودة ولها سوابق تاريخية، أو قد تعطي الإحساس بالوقتية والهامشية، وما نحن هامشيون بل مناضلون للقدس والأقصى وكل فلسطين.
2-ولماذا لا يحبذ بعض الأخوة مصطلح "انتفاضة"؟ الآن في اللحظة الحالية؟ أقول لأن قادة الفعل الميدانيين يهتمون بالفعل لا الاسم أو المصطلح، ويقولون لنا سموها ما شئتم المهم العمل المنجز، هذا أولا ، فلا تهمهم المصطلحات لكنها بالحقيقة تعطي رسالة بالذهن، أضف لذلك فإن هؤلاء الميدانيين تدفعهم بعض القنوات السياسية والاعلامية لما لا يريدون من أفعال ستخرب أكثر مما تحقق الهدف، وأيضا يصعب استخدام مصطلح انتفاضة كي لا يحدث شعبيا اسقاط نفسي خاطيء لتكرار بعض ممارسات الانتفاضة الأخيرة (2000-2004) خاصة بنهايتها السلبية من بعض الكتائب غير المنضبطة؟
3-ان الديمومة للغضبة ليست مقدرة بوضوح ، في ظل أن ديمومة الحدث أي حدث نضالي ليصبح "انتفاضة" له عدة أركان إذ يجب أن: تتمدد جغرافيا (في القرى والمدن والخرب ...) وزمنيا (في آن واحد..) بل وديمغرافيا (كل المجتمع بأطفاله ونسائه ورجاله...وكل المهن والوظائف والفئات...) يحتاج وحدة موقف وبرنامج وقرار وطني ما لا يبدو بالأفق، ويحتاج مجتمع كامل مؤهل، ويحتاج خطة شاملة، ويحتاج حراك عربي (شبه منعدم) ودولي.
4-لذا تأتي الغضبة في فلسطين كمثال لتعبر عن نقطتين أنها غضبة لله سبحانه وتعالى لانتهاك حرماته بالقدس والمسجد الأقصى المبارك (بُعد ديني موجه لكل الأمة واستنادا لحديث عائشة عن الرسول متى يغضب...)
5-وثانيا هي غضبة للأرض نتيجة انتهاكها المتواصل عبر المحتلين المستعمرين بالمستوطنات والمستوطنين وبجرائم عصابات المستوطنين ، وكلنا يعلم أن انسحاب "حماس" من هذه الغضبة بمعنى رفض أن يكون لغزة تحت سيطرتهم أي دور يضعفها قطعا، عدا عن رفضها التنسيق كليا مع الحركة (أنظر تصريحات الزهار) يعني حكما أن الغضبة سيكون لها أمد، وبنتائج يجب أن نبلورها منذ الآن، كي لا تكون مثل تهديدات وتصريحات البعض الصاروخية في حروب غزة الثلاثة ضد العدوان الصهيوني التي أعادتنا للوراء ولم يتحقق من تلك الشعارات أو التصريحات شيئا، بل ويتغافل عنها اليوم مطلقوها بالأمس.
6-كلنا نعلم جهرا وبلا مواربة أن برنامج الرئيس والحركة منذ 2005 هو برنامج: نعم للمقاومة الشعبية ولا للعسكرة، بمعنى رفض فوضى السلاح الذي تحبذه كتلة "حماس" -غزة لتخفيف ضغط عناصرها على تخاذلها بغزة-كما أفادوا- وبعض المخرّصين
7- المقاومة الشعبية بأشكالها الشعبية حققت إضاءات هامة ورائعة وانجازات مشهودة مثل إعادة بعض الأراضي مثلا وبتغيير خط السورالعنصري، وبقرار محكمة العدل بعدم شرعية السور أو جدار الفصل العنصري ، وبإدامة نَفَس المقاومة لدى شعبنا بأجياله، كما كان للمقاطعة ولجان الحراسة التي شكلتها حركة فتح ضد اعتداءات المستوطنين دور هام يجب استمراره
9- لكل ذلك هنا هي "غضبة" وقد لا تتحول الى انتفاضة شاملة ذات أركان فنحن نتعامل مع رمال متحركة والسياسة فعل ورد فعل ومعادلات وقوى ومعسكرات وتحالفات هي اليوم دون تفصيل للوضع بالنسبة لنا صفر مكعب.
9-مع ذلك هل أفادتنا الغضبة وطنيا؟ بالطبع نعم، وعليه وما هو المطلوب؟ إن المطلوب هو:أن نحقق أي من أهدافنا أكبُرت أم صغُرت بمعنى أن نبلور أهدافنا منذ الآن كي لا يظن قادة الغضبة الميدانيين من الأبطال أنها ذهبت هباء. فالمطلوب في القدس والأقصى يجب أن يكون واضحا لنا والمطلوب على صعيد المستوطنات أيضا كما المطلوب على صعيد معاقبة المجرمين من أهداف تتوج الغضبة، والغضبات والانتفاضات والمقاومة مستمرة.
10-يجب أن يشعر البطل المقاوم أفرادا وجماعات على الأرض أنهم حققوا شيئا لأن الغضبات والانتفاضات وأشكال المقاومة الأخرى مازالت أمامنا ونحن في صراع طويل جدا لن ينتهي قريبا ابدا
11-هل نهاية #عضبة_القدس أنه ستقام الدولة في حدود 1967 ، سؤال أريد كل قاريء أن يجيب عليه بينه وبين نفسه عنه؟ وعليه يجب أن نفكر معا بروية حيث تكون أهدافنا قصيرة المدى لا تلغي تلك طويلة المدى أبدا بل تسندها .
12- لقد أصبح الوضع القائم الحالي في فلسطين خاصة في ظل تحالف نتنياهو الثلاثي (الحكومة اليمينية والجيش وغلاة المستوطنين) وضعا قاتما يحد فيه تحالف نتنياهو المتطرف والكاذب الأيديولوجي والمزور من امكانية التغيير المنشود ، ناهيك عن انعدام أو ضعف أو تزعزع التأثير على هذا التحالف غير المقدس داخليا وعربيا وعالميا، لذا فهذه العصابة يجب أن تزول.
13-المهم أننا سنظل نجاهد ونناضل ونقاوم و لن نستسلم وهذا مبدأ وقيمة عالية ونسلم الرأية من جيل إلى آخر
14-المهم أيضا أن هذه الغضبة بقيادتنا ككوادر ميدانيين وبالحركة ومن شبابنا الفلسطيني (لاحظ دون أدنى دعم عربي أو حتى رسمي ميداني فصائلي من الآخرين سوى الشعارات التشدقية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع) توجب علينا أن نعمل للخروج بثمن ونتيجة، تمهيدا لما يليها مع إبقاء اللهب وبركان الغضب كامنا في عقل ونفس وروح الشباب والأجيال ...فهذه فلسطين وليست فلان أو علان من القياديين الذين سيزولون
15-كان الأحنف بن قيس من أحلم العرب لكنه عندما كان يغضب كانت تجرد السيوف له من 100 ألف مقاتل؟ فأين نحن في الأمة العظيمة اليوم من ذلك؟
16- -الله سبحانه وتعالى معنا، والإرادة الصلبة والفكر المستنير والوعي الذي يستطيع أن يبلور في كل مرحلة أهدافه وخططه ورجاله ونساءه وأدواته ونتائجه القابلة للتحقق، دون التنازل مطلقا عن التعبئة الثقافية والفكرية الحضارية والتاريخية التي تحدد حقيقة حقنا الذي لن يزول.
جهاد ارشيد .. نموذج يخلد لوالد يشكر الله على استشهاد ابنته دانيا
امد/ سهيلة عمر
كم المني مشهد اعدام دانيا ارشيد الفتاه البريئة القاصرة التي لا يتجاوز عمرها ال 16 عام. تلك الفتاه الصغيرة التي غادرت لمدرستها ليغتالها السفاحون الصهاينة لدى عودتها للمنزل. ثم نشر مشهد والدها جهاد ارشيد الذي خرج جزعا بحثا عن ابنته في كل مكان ففوجيء باستشهادها بعد ساعات طويله من البحث وهو يشكر الله تعالى على استشهاد ابنته. مشهد اثار بكاء جميع من شاهدوه في الوقت الذي حاول ان يربط جأشه ويطالب من حوله ان لا يبكوا. حاول ان يتماسك ويحمد الله على مصابه فابكى الجميع بصموده وتماسكه وثقته بالله تعالى.
لقد تجرع والد الشهيدة جهاد ارشيد مرارة التعرف عليها، وحمد الله وشكره، وتعالى على حزنه، مؤكدا لمن حوله أنه هادئ وبخير، مضيفا"انا هادىء انا ابنتي شهيدة انا هادىء"، ونظر الى عيون من حوله وقد سالت منها الدموع لا شعوريا، وطلب من الجميع مسح دموعه .
باي ذنب اعدمت دانيا ارشيد، كيف لطالبة مدرسه بريئة ان تحمل بيدها سكين وهي خارجه من المدرسه للتوجه للبيت بحقيبة الدراسه؟؟ يستخفون بعقول من، بعقول حلفاءهم الامريكان والبريطانيون توني بلير وجون كيري وباراك اوباما، ام بعقول اقرانهم الشاطين ؟؟ اأعدمت لمجرد انها فتاه قاصرة بريئه. ترى هل امتهن الصهاينه مهنه جديده تضاف لمجازرهم التي لا يعد لها ولا تحصى بان اصبحوا سفاحين للقاصرات فقد بات واضحا انهم يستقصدون الفتيات الصغيرات في السن المستضعفات لاستفزار الشعب الفلسطيني.
عزاءنا وعد الله لنا ان جميع شهداءنا احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ومن خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الشعب الفلسطيني يقدم شهداءه هبة خالصه لله تعالى فيرفض ان يبكي عليهم ثقة بوعد الله تعالى والله لا يخلف وعده. نعم موتانا في الجنة وموتاهم في النار والدنيا لهم والآخرة لنا. ليت سفاحي القاصرات يعون ذلك كما وعاه والد دانيا ارشيد ووالدة بيان العسيلي ووالد هديل الهشلمون وجميع اهالي الشهداء الابرار. ونسأل الله ان تاخذ الصهاينة صيحه واحده فيكونوا خامدين.
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
( قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون ( 26 ) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ( 27 ) وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ( 28 ) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ( 29 ) ) .
sohilaps69@outlook.com
"هرقلة سياسية" تستوجب الرد !
فراس برس/ حسن عصفور
لا يمكن للمرء ان يمر مرورا عابرا على عدم حدوث "لقاء فلسطيني إردني" مشترك، قبل عقد اللقاءات "الثنائية" من الطرفين مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في عمان، العاصمة الأردنية، وكلا الطرفين يعلنان أنهما سيبحثان "ازمة القدس ومسجدها" في ظل "التهويد الاسرائيلي" المتسارع، ما أنتج "هبة غضب عارمة كان سكينها رمزا جديدا من رموز الفعل الفلسطيني"..
ان يحضر الرئيس عباس ومعه "وفده الخاص"، ويلتقي بكيري في مقر أمريكي في العاصمة الأردنية، قبل أن يحدث أي "فعل تشاوري - تفاهمي" مع الشقيقة الأردن، فتلك بذاتها "رسالة سياسية" تكشف عمق "المصيبة السياسية" التي نعيشها راهنا، بعيدا عن تحميل هذا الطرف أم ذاك مسؤولية غياب التنسيق المسبق، او التشاور للإتفاق على ما يمكن اعتباره "الخط الأدنى" لصيانة "المقدس السياسي -الديني" في بيت المقدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وفقا للتاريخ وأيضا للقانون وحكما بقرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، المتجاهل رسميا من قبل "الرئاسة الفلسطينية وخليتها الخاصة"..
لكن تلك المسألة، غياب التنسيق والتفاهم، وحدها كانت كفيلة، بأن لا نصل الى أي اتفاق يمكن الاعتداد به، بل موقف أدى لخروج رأس البغي الحاكم في تل أبيب ليعلن في بيان رسمي "تهويد القدس والمسجد الأقصى"، دون ان يتصدى له أي من طرفي المعادلة الرسمية في فلسطين والأردن..
ولأن واشنطن تعمل بكل السبل السياسية لتكريس "مصالح" دولة الكيان في ظل "هزالة سياسية عربية"، وقبلها في مشهد فلسطيني هو الأكثر ضعفا وانتكاسة ساعد امريكا ودولة الكيان لفرض اسس "الرؤية التهويدية وعبرنة المقدسات"، وشل الكيانية الفلسطينية بحركة استيطانية جنونية، اكتفت "الرئاسة الفلسطينية وخليتها" برصدها وتحويلها الى "اقراص مدمجمة" قدمتها بعد سنوات الى الوزير الأمريكي، وكأنه "ناظر مدرسة" يبحث عن عقاب "التلميذ المشاغب"..
ثقافة المراقب الضعيف لا تنتج أبدا "حالة مقاومة أو ردع للبلطجة السياسية التي تمارسها دولة الكيان، في "العشرية الأخيرة"..وكان ذهاب الرئيس عباس مع "بعض فريقه الخاص"، بلا تنسيق وطني، ولا مشاركة وطنية، ودون أي تنسيق عربي، وكذا مع الاردن، سيكون الطبيعي الوصول الى ما كان من "مصيبة سياسية" أعلنها نتنياهو..
والكارثة المضافة لـ"الخلية السياسية العباسية"، أنها لم تعلن موقفا من "بيان نتنياهو التهويدي"، صمتت صمت القبور وكأن المسألة تحدث في مكان غير التي مفترض انها وجدت لتحميه وتدافع عنه، ويزداد المشهد "هرقلة سياسية"، عندما نقرأ لشخص منسوب الى حركة فتح، بلا أسم ولا هوية أنه لا يوجد "رضى ولا موافقة" على التفاهمات التي حدثت حول القدس..بل ان وزير خارجية حكومة الرئيس عباس خرج بتصريح غاية في "الطرافة: بوصفه أقوال نتنياهو بأها "قد تكون فخا إضافيا"..
هكذا تتصرف الرئاسة وخليتها نحو واحدة من أخطر القضايا المركزية للقضية الفلسطينية، القدس بكل ما لها من مكانة سياسية وسيادية ودينية أيضا..سلوك يعكس ان "التيه والتوهان" بات سيد الموقف لهذه الرئاسة وخليتها، وأن هذا السلوك مؤشر خطير جدا لو استمر كما هو دون تصويب أو تقويم أو مواجهة علنية كي لا يعتقد البعض ان "الخيبة السياسية" باتت هي الحاضر في المشهد الراهن..
فوضى المشهد السياسي لما قبل "لقاءات عمان" وبعدها، تكشف عمق الأزمة السياسية الفلسطينية في قمة الهرم، وفقدان "المنظومة الرسمية" لآليات العمل والادارة وقبلها العجز القيادي في الشأن الوطني العام..
غياب التنسيق الوطني، وغياب التنسيق العربي حول القدس وقبلها "المسألة الوطنية" يفرض ضرورة عقد "لقاء وطني" لتدارس ما وصلت اليه الحالة القيادية، ومخاطر الاستمرار بما هي عليه، خاصة وأن روحها تتعاكس كليا مع "روح الغضب الوطني - الشعبي العام"..بل هي ووفقا لما بات معلوما للجمع الفلسطيني تبحث كيفية "وأدها" بأي سبل ممكنة - متاحة..
وبالتأكيد فالحاضر الفصائلي القائم لا يمنح التفاؤل السياسي الممكن لمواجهة أخطر "أزمة سياسية فلسطينية" تمر عليها القيادة الرسمية، حتى في ظل الأسوء الانشقاقي، كان الخالد ابو عمار يشق الصخر كي تبقى الشعلة، وبعد الانشقاق - الخطف في قطاع غزة، خرج أهل القطاع، عدا فرقة الخطف، لتعلن أن فلسطين القضية ليست للخطف ولن تكون..
ولذا فالحاضر الراهن بما يحمله من خطر التصفية والتهويد يفرض ضرورة البحث في "اشتقاق وطني" متسلحا بروح "الغضب العام" متصديا مواجها مكملا راية الخالد ابو عمار التي رفعها وحملها حتى الشهادة..ثورة ثورة ثورة حتى النصر..ولا غيرها بديلا مهما لبس الملتبسون وطنيا "عباءات مزيفة"!
عشية ذكرى غياب الخالد اغتيالا بات الواجب اشتقاقا سياسيا يحمل ألق "العرفاتية الوطنية" كي لا تنكسر الراية بفعل فاعلين معلومين جدا..وكي لا يتمكن هذا الفريق من "كسر سكين التمرد والعصيان" على المحتلين وأدواتهم!
ملاحظة وتنويه خاص: في ذكرى رحيل القائد فتحي الشقاقي اغتيالا غادرا.. وذكرى انطلاقة فصيل من "طراز خاص" حمل نكهة مختلفة براية الجهاد وعمق الاسلام التحرري الكفاحي، روح "ابو ذر الغفاري"، بأن للفقراء حق الحياة..للجهاد الفصيل الذي أحترم ولقيادته الرشيقة وطنيا وأمينها العام د.رمضان شلح ونائبه زياد تحية خاصة..بأمل أن نرى حضورا تستحق في حياة سياسية ملتبسة..الجهاد بلا طائفية وبروح الوطن..هي ما ننتظر وينتظر أهل فلسطين!
<tbody>
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
</tbody>
<tbody>
الاثنين :26-10-2015
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
الكرامة برس/د. عبد الرحيم جاموس
v احذروا مؤامرة ارتداد النار داخليا
الكرامة برس/د. طلال الشريف
v الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16)مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية
الكرامة برس/د. مصطفى يوسف اللداوي
v الفصائل الفلسطينية وتجاوز الأزمة
الكرامة برس/طلال ابو ركبة
v وداعا فتحي الشقاقي
الكرامة برس/عامر ابو شباب
v أين ستقف الهبة الجماهيرية ؟؟؟
الكرامة برس/نبيل عبد الرؤوف البطراوي
v حين غابت الإجابات: نطق السكين والحجر .
الكرامة برس/د. احمد يوسف
v “مهزلة” رحلة كيري..لـ”تهويد الأقصى”!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
v جيل " دايتون " و" أوسلو" يقلب الطاولة.. وسلطة رام الله وغزة دون حراك
صوت فتح / فطين البداد-
v بعض القيادات و الاسقاط النفسي
الكوفية برس/ أمل عوض الأعرج
v رسالة الاعتداء على د. مصطفى البرغوثي
امد/ د. طلال الشريف
v الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
امد/ عباس الجمعة
v اقرؤوا مبادرة فياض
امد/ طلال عوكل
v تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
امد/ د. عبد الرحيم جاموس
v 16 نقطة مفهومة في غضبة القدس
امد/ بكر أبو بكر
v جهاد ارشيد .. نموذج يخلد لوالد يشكر الله على استشهاد ابنته دانيا
امد/ سهيلة عمر
v "هرقلة سياسية" تستوجب الرد !
فراس برس/ حسن عصفور
المقالات
تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
الكرامة برس/د. عبد الرحيم جاموس
لقد أتقن الأمريكيون بيع الوهم للعرب عموماً، وللفلسطينيين منهم خصوصاً، وكانوا يجدون دائماً مشترين جاهزين لهذه البضاعة الفاسدة في معظم الأوقات، وها هو وزير الخارجية الأمريكية بعد لقاءاته مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي في برلين، وصل إلى عمان والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وبعد ذلك زار الرياض والتقى بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ... مسوقاً ومروجاً لما جرى التفاهم عليه بينه وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، لما بات يعرف ((بتفاهمات الأقصى))، وإدعاء نتنياهو بإلتزام (إسرائيل) بالوضع القائم في الأقصى منذ الرابع من حزيران من العام 1967م، مؤكداً أن العبادة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، تقتصر على المسلمين فقط، وأن الزيارة فقط لغير المسلمين ... وإحترام دور وزارة الأوقاف الأردنية المتفق عليه في الإشراف على الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، كما طالب الأردن بوضع كميرات مراقبة للتأكد من تنفيذ ذلك، وقد أعلن الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة أن الأردن يرحب بهذه المبادرة وينتظر التنفيذ ...، أما الرئيس الفلسطيني فقد إعتبر ذلك غير كافياً، وقد قدم عدة ملفات للسيد كيري تبين إنتهاكات إسرائيل للإتفاقيات الموقعة معها من جهة، وسلسلة الإعتداءات التي يتعرض إليها الفلسطينيون يومياً على يد قوات الإحتلال ومستوطنيه من قتل وإغتيال وإعتقال وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي وتوسيع للإستيطان ومن حواجز وحصار وسياسات عنصرية تهدد حياة الفلسطينيين الطبيعية وتعمل على تغيير الأوضاع القائمة على الأرض سواء في القدس أو في بقية الأراضي الفلسطينية، بهدف تدمير كافة جهود السلام، وجعل الإحتلال والإستيطان وإستمرارهما خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين ... هذا ما ترفضه القيادة والشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وكذلك جميع الدول العربية دون إستثناء، وكل قوى العدل والإنصاف والديمقراطية في العالم، والذين إنتصروا دائماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعموا وأيدوا حل الدولتين، وأدانوا إستمرار الإستيطان والجدار وسياسات البطش التي يمارسها جيش الإحتلال ومستوطنيه، فمن هنا يتبين لنا أن هذا الوهم الذي قام بتسويقه نتنياهو لدى رئيس الدبلوماسية الأمريكية الوزير كيري، وقام الأخير بدوره بتسويقه للأردن ولفلسطين ولبقية العرب تحت عنوان تفاهمات الأقصى وإبقاء الوضع على ما هو عليه ... ظناً من الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي أنه كافٍ لإستعادة ما يعرف بالهدوء، والمقصود هنا ((بالهدوء)) وقف وإغتيال الهبة الفلسطينية وإنتفاضة القدس، التي فجرتها سلسلة الإجراءات العدوانية والفاشية التي يمارسها الإحتلال سواء في القدس أو في بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية ...
لن ينطلي ذلك على الفلسطينيين قيادة وشعباً، مهما مورس عليهما من ضغوط دبلوماسية وتهديدات لوح بها الأمريكيون مثل تقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .. وغيرها من الضغوط المنتظرة من الجانب الإسرائيلي ...
لأن المطلوب فلسطينياً من أجل إسترداد الهدوء والأمن والسلام للجميع، هو بعبارة بسيطة (إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية) وما نتج عنه من إستيطان وجدار وتغيير للمعالم الجغرافية والسكانية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين التي تعج بها السجون الإسرائيلية، والتمكين للشرعية الدولية أن تأخذ طريقها بفاعلية لإنهاء الصراع على أساسها من حق العودة وتقرير المصير، إلى التنفيذ الدقيق والأمين لمبدأ حل الدولتين الذي يرجع أساسه إلى القرار الأممي 181 لسنة 1947م، والذي نشأ بموجبه الكيان الصهيوني، وبقي الكيان الفلسطيني مغيباً، ولذلك لن تتوقف الإنتفاضة الفلسطينية ولن يعود الهدوء جراء بيع الوهم أو ممارسة الضغوط، فهل تدرك الدبلوماسية الأمريكية ذلك، وتسعى جادة نحو فرض حل للصراع، بناء على هذه الأسس، أم ستستمر في بيع الوهم، وبالتالي سيستمر العنف ..؟!! وستستمر إنتفاضة الشباب الفلسطيني، الذي فقد الثقة بكل هذه السياسات، حتى يستعيد كرامته وحريته وإستقلاله، والذي بات يعي جيداً أنه ما حك جلدك غير ظفرك ..!!
احذروا مؤامرة ارتداد النار داخليا
الكرامة برس/د. طلال الشريف
انتفاضة القدس الحالية هي مجموع طاقات مكبوتة للفلسطينيين عشر سنوات بعد توقف انتفاضة الأقصى في العام 2005 وانتبهوا إلى الجديد الذي لا تريدون رؤيته أو فهمه حيث هذه الطاقة المكبوتة لدى الشباب وعموم الشعب الفلسطيني هي طاقة مهولة مرعبة واحمدوا الله أنها ذهبت خارجيا للمحتل بذكاء عمر الزهور الفلسطيني.
الطاقة المهولة المتفجرة بدايتها الآن هي محصلة العدوان والاحتلال والخراب والدمار ومنع السفر وارتفاع معدلات البطالة وعدم وجود فرص عمل أو وظائف للخريجين والخريجات وتأخر الزواج من صعوبات الحياة والعنوسة والقمع البوليسي وتدني الخدمات الصحية والتعليمية والفقر والجهل والمرض وكل الأمراض الاجتماعية والسياسية التي تراكمت بفعل الاحتلال والانقسام والشرذمة والذل والهوان وفقدان الأمن والأمان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني كل في مكانه ومشكلته وإذلاله سواء من الاحتلال أو من بني جلدته أو ممن يتاجرون فيه وكما يعلم الجميع هناك تفاوت حاد في الدخل وظواهر الغناء الفاحش والفقر المدقع بفعل غياب سيادة القوانين والاحتكارات لأصحاب النفوذ واختلاف الأجندات وارتفاع أسعار الأرض والسكن وارتفاع الاسعار بشكل عام وغياب الأمل بالحلول سواء المصالحة أو انهاء الاحتلال وغياب السلم الاهلي والاجتماعي والأمل في غد مشرق.
هذه الطاقة السلبية التي أورثها جميع من تحكم في الشعب الفلسطيني في العقد الماضي لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل فضاء مفتوح على مصراعيه لتقبل العنف بجرعات متفاوتة والثورة الرقمية وانهيار منظومة الأسر والمجتمع والأخلاق بفعل الاعلام الغربي المفتوح على الثقافة العربية والأخلاق العربية والفلسطينية وفي غياب التخطيط السليم للحماية منها وغياب المسئولين المهتمين بقضايا الشعب وشبابه وإضاعة وقت المسئولين وجهدهم في المناكفات السياسية والجدل الببيزنطي حول الشرعيات وعدم الانتباه لشعب لديه من المشاكل أضعاف أضعاف الشعوب العربية التي أسقطت ليس الحكومات والرؤساء بل مكونات الدولة وتسببت في انهيارها .
هذا هو التمرد الحقيقي الذي نتج عن كل ذلك عند الفلسطينيين وتوجه على المحتل ولكن!!
ولكن مازالت الادارات هي الادارات ومازالت عقلية السياسيين والقادة هي هي وزاد الطين بلة خوفهم جميعا على مآل هذه الانتفاضة كل بمكان سلطته يحاول رمي الحمل على الآخر وبالتأكيد الخوف يدفعهم لعدم الحكمة وتقدير الامور بشكل صحيح وهذا في حد ذاته خطير ساورني الشك فيه منذ البدء وعلينا توضيح ذلك وكشف ألاعيبهم فالقيادات واضح أنها منفصلة عن الواقع أو أنها تخشى على سلطتها من الواقع و في الحالتين النتيجة واحدة ستفقد باقي عناصر تواجدها المعنوي الذي سيؤدي لفقدان هيبة تواجدها الفعلي وتصبح في مواجهة مع الشعب وهذا خطير على الانتفاضة ذاتها والمجتمع ففي كل الاحوال الحمل ثقيل بفهمهم وتقاعسهم ومناوراتهم أو بعدم فهمهم وغياب الرؤية لديهم الذي يضعف الموقف الشعبي العام وقد بدأ المحتل بمؤامراته الجارية لحل قضية العبادة في المسجد الأقصى يسحب البساط من تحت أرجل كل القيادات الفلسطينية وبعزل نفسه عن الخطوة التالية لوقف الانتفاضة من خلال أهلها وسلطاتهم والمحتل يهرب من تحمل مسؤولية انفجار الطاقة السلبية المهولة لدى شعبنا بالانسحاب خطوة للخلف ورمي الكرة في ملعب الفلسطينيين وهذا معناه ان الطاقة المهولة السلبية ستنفجر في الفلسطينيين انفسهم وحكامهم وأحزابهم وشوارعهم .. القضية أكبر من حل لموضوع العبادة القضية لدى نتنياهو ولكنها هي هروب من النار المشتعلة وتوجيهها للذات والمجموع الفلسطيني وإلا فأين ستذهب كل العذابات والاختلالات والطاقات الثائرة الملتهبة ... انتبهوا اذا مازال لديكم بقية من انتماء
الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16)مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية
الكرامة برس/د. مصطفى يوسف اللداوي
كثيرةٌ هي المشاهد المؤلمة التي تشهدها أرضنا الفلسطينية في ظل انتفاضة القدس وقبلها، على مدى الوطن كله وامتداد شعبه في أرضه وشتاته، فلا يكاد يخلو يومٌ من مشاهد قاسية، وأحداث مؤلمة، باتت تجوب الأرض الفلسطينية كلها، وتوحد بالدم بينها، وتجمع بالمعاناة بين أطرافها، وتصبغ بالحزن أيامها، وتقوي بالإحساس الوشائج بين أبنائها، وتعمق بيقينٍ الأمل بين أهلها، حتى أصبحت مشاهد يومية، ومظاهر طبيعية تميز الأيام كلها، وتجعل منها حالاً واحداً لا يتغير، وزمناً متشابهاً متصلاً بلا انقطاع.
تحول الشطر الشرقي من مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى وبواباته، والأحياء العربية الإسلامية فيها، بالإضافة إلى القرى والبلدات المقدسية، إلى ثكنةٍ عسكريةٍ إسرائيلية، وقد غصت شوارعها بمئات الجنود وعناصر الشرطة المدججين بالسلاح، وبدورياتٍ عسكرية راجلة وعرباتٍ عسكرية صغيرة وكبيرة، محصنة ومصفحة، وبدورياتٍ غيرها على ظهور الخيل، تجوب الأماكن الضيقة، وتدخل إلى الشوارع المخصصة للمشاة فقط، بالإضافةٍ إلى عناصر أمنية متخفية بلباسٍ مدني، ومجموعاتٍ إسرائيلية مستعربة بأزياء فلسطينية، وكأن مدينة القدس تحتل من جديد.
جميع الدوريات على أهبة الاستعداد، يحملون بنادقهم الآلية، وأصابعهم على الزناد جاهزة، وآخرون بالزي المدني أو من المستوطنين والمتدينين، يحملون مسدساتهم ويشهرونها باستفزازٍ وتحدي في وجوه المارة، يهددون بها ويتوعدون، ويستعدون لاستخدامها ضد أي فلسطيني يشتبهون فيه، أو يعتقدون أنه ينوي مهاجمتهم والاعتداء عليهم، وهم يعلمون أن قانونهم معهم، وحكومتهم تؤيدهم، ولا يوجد من يتهمهم ويحاسبهم، وعناصر الشرطة والجيش حولهم تحميهم وتدافع عنهم، وتعتقل كل من تشك فيه، أو لا يعجبها شكله أو هيئته، أو يلفت نظرها صوته وحديثه، أو حماسته واستعداده، ولا ينجو من الاعتقال أو الضرب امرأة ولا طفل ولا شيخ عجوز يمشي على عكازة.
لا تخلو بوابات المسجد الأقصى جميعها من مئات المستوطنين الإسرائيليين، والمتدينين المتطرفين، والمئات من طلبة المدارس الدينية الشبان، الذين يستفزون المارة، يسبونهم ويشتمونهم، ويؤذون مشاعرهم ويخدشون أحاسيسهم، ويستفزونهم بشتم العرب وسب الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويرفعون أصواتهم بالشتائم والكلمات البذيئة والنابية، بينما تحميهم عناصر الشرطة الإسرائيلية، التي يحتمون بها وتدافع عنهم، حيث يستغلون وجودها للقيام بمزيدٍ من الاستفزازات والإهانات، في حين تقوم الشرطة بضرب وسحب واعتقال كل من فكر من العرب، من الرجال أو النساء، بأن يرد على طلاب المدارس الدينية اليهودية عليهم شتائمهم وإهاناتهم.
جميع المستوطنين الإسرائيليين لديهم القدرة على استخدام السلاح، بعد أن سمحت لهم قراراتٌ حكومية وأخرى تشريعية وقضائية، بجواز استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن النفس، أو لرد الخطر وصده، وقد تبين بالصور الموثقة، أن مستوطنين مارةً، أطلقوا النار على فلسطينيين كانوا يتواجدون في محيط الأحداث، دون أن يكون لديهم علمٌ مسبقٌ أنهم مشتبهٌ بهم، أو أنهم قاموا بالطعن فعلاً، وقد سأل أحد المستوطنين بعد أن نفذ بيده عملية القتل، إن كان الفلسطيني القتيل قد طعن أو قتل أحداً، الأمر الذي يشير إلى أن الإسرائيليين يتعمدون استخدام الأسلحة النارية وتنفيذ القتل، بغض النظر عن وجود مبررات .
استغل المستوطنون الأحداث وانفلتوا من عقالهم، وكأنهم خنازير برية خرجت من حظائرها، يجتاحون من في طريقهم، فيدهسون ويصدمون، ويقتلون ويجرحون، ثم يدعون أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم، وأن من قتلوهم كانوا ينوون مهاجمتهم أو طعنهم، وهم يعلمون أنهم كاذبون، وأنهم فقط يحاولون تبرير فعلتهم، وتبرئة أنفسهم من الجريمة المقصودة، إذ يدسون في ثياب الضحية الفلسطيني سكيناً، أو يضعونها في يده، أو يلقونها بالقرب منه، والصور التي تنشر إثر كل حادثة تفضح ادعاءاتهم، وتكشف بشاعة أفعالهم.
كما عمد المستوطنون كعادتهم إلى مهاجمة البيوت والمنازل الفلسطينية في مختلف مدن الضفة الغربية، وخاصة تلك القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، أو القريبة من الشوارع والطرقات العامة التي يرتادونها، ويمطرونها بالحجارة، ويكسرون النوافذ الزجاجية والأبواب الخارجية، كما يقومون باعتراض سيارات الفلسطينيين المارة، ويقذفونها بالحجارة، يهشمون زجاجها، ويؤذون ركابها، وفي حال توقف بعضها ونزول سائقها ، فإنهم قد يقتلونه بتهمة محاولة دهسهم والاعتداء عليهم.
أما في مدينة القدس وبلداتها العربية، فإنهم لا يكتفون بمهاجمة البيوت والمنازل وقذفها بالحجارة، بل يقوم بعض المستوطنين باقتحامها، ويخرجون السكان عنوةً وبالقوة العنيفة منها، وأحياناً تحت سمع وبصر جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يكتفون بالمشاهدة، أو بحماية المستوطنين في حال تعرضهم للخطر، الذين يقومون برمي أثاث سكانها العرب خارج البيوت، ويجبرونهم على المغادرة تحت تهديد السلاح، ثم يحتلون البيوت ويقيمون فيها، ويأتون معهم بنساء وأطفالٍ للإقامة في البيوت المغتصبة، بينما تقف الشرطة الإسرائيلية عاجزة عن إخراجهم، وتطالب العائلات الفلسطينية المتضررة باللجوء إلى البلدية أو القضاء للنظر في قضيتهم، والمطالبة بإخراج المستوطنين منها، على أن يبقى الحال على ما هو عليه حتى يقول القضاء كلمته.
يظن الإسرائيليون أن الإجراءات المشددة، والعقوبات المغلظة القاسية التي قررها رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو ضد المتظاهرين والثائرين الفلسطينيين وذويهم، أنها ستحد من اندفاعهم، وستضع حداً لغضبتهم، وستجبرهم على العودة إلى بيوتهم، والقبول بالمستجدات اليهودية، وستجعلهم يغضون الطرف عن استفزازات المستوطنين والحاخامات، ومحاولات الاقتحام المتكررة التي يقوم بها ساستهم المتطرفون، ووزراؤهم ونوابهم المتشددون، لكن الواقع أثبت غير ذلك كلياً، وأسقط معادلتهم، وسيفشل مع الأيام رهانهم، وسيعلمون أن الفلسطيني قرر أن يقاوم بعنادٍ، فيستشهد عزيزاً، أو يثبت صامداً، وأنه لن يسمح أبداً لمخططاتهم أن تمر أياً كانت التضحيات والدماء المبذولة، حمايةً لمقدساتهم، وحفاظاً على وجودهم الخالد في الأرض المقدسة.
الفصائل الفلسطينية وتجاوز الأزمة
الكرامة برس/طلال ابو ركبة
نختلف كثيراً مع أداء الفصائل الفلسطينية من كافة القضايا التي تمس الواقع الفلسطيني ، ونقر بأنها فشلت في حمل هموم المواطن الفلسطيني والسعي لإيجاد حلول لها ، وعلى مدار السنوات الثمانية الماضية عجزت الفصائل عن تقديم حلول لمأزق الانقسام الفلسطيني وما ترتب عليه من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة ، لدرجة أنها تماهت وتكيفت معه بدلا من العمل على إنهائه ،، ووصلت الأمور لحالة من التقاسم الوظيفي فيما بينها لإدارة الانقسام وخصوصا ما بين حركتي فتح وحماس ، فيما كانت باقي الفصائل تدور في فلكهما دون خطوة أو انجاز يذكر على صعيد شعور المواطن بالتغيير أو التحسن في أوضاعه ولا ننكر بأن حالة من الترهل والتكلس والشيخوخة قد أصابت هذه الفصائل ، حيث افتقدت برامجها للغة العصر وقوانينه ، لدرجة أنه أصبح العزوف عن الارتباط بها، ظاهرة بحاجة ماسة للدراسة والبحث ، ولقد اعتلتها حالة من النرجسية وانحدار قيمي في مفهوم الانتماء الذي ضاق كثيرا وأصبح مرتبطاً بالمصالح الشخصية والفئوية الضيقة لزمرة المتنفدين في قيادتها أو من يدور في فلكها من الكادر الوسيط ، ويمكن ملاحظة ذلك من أي متابع بسهولة ، وهو يرى بوضوح انسلاخ العديد من الكوادر التنظيمية عن أحزابهم والتي أصبحت لا تلبي الحد الأدنى من قناعاتهم .
ولكن لا نختلف على أن الفصائل ضرورة وطنية ، ومكون أساسي من مكونات النظام السياسي الفلسطيني ، وهي الجسم القادر على الانتقال بنا من واقع الخلاص الفردي الذي استحوذ علينا في ضوء حالة الإحباط العامة التي نعيشها في ضوء الفشل الكبير الذي نشعر به جراء انقسامنا وتشرذمنا ، إلي مفهوم الخلاص الجمعي والشعور الجمعي الذي يمكن من خلاله النهوض بالواقع الفلسطيني ، وهي الأساس الذي يمكن البناء عليه لإجراء عملية التحول الديمقراطي في النظام السياسي الفلسطيني ، وبدونها لا يمكن أن نتجاوز حالة القبلية والعائلية والعشائرية ،، شرط ألا ننقل عقلية العشيرة للحزب السياسي .
ولإجراء ذلك فإنه بات مطلوباً من كافة الفصائل وعلى اختلاف ألوانها ومشاربها الفكرية ، تجاوز هذه الحالة من التكلس والترهل عبر إعادة الاعتبار لمفاهيم العمل الحزبي ، وبناء برامج سياسية واجتماعية واقتصادية تتناسب وحجم التحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني وتلبي الحد الأدنى من طموحاته ، فلقد باتت برامج الأحزاب بحاجة لمراجعة نقدية حقيقة ، ولا بد أيضا من فتح الطريق أمام تعاقب الأجيال للوصول إلي قيادتها والمشاركة في صنع القرار ، وخصوصا الشباب بما يمثلوه من طاقات جبارة قادرة على ابتكار أساليب جديدة وحيوية تعيد للفصائل رونقها وتعيد للقضية الأمل في تجاوز إخفاقات القيادات الحالية .
إن محاولة تجاوز الفصائل مما يسطره الجيل الحالي من الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سواء في القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ، لا يخدم بأي حال المستقبل الوطني ، وسيعطي إسرائيل الفرصة لتصدير الإحباط واليأس لشبابنا المنتفض والذي يسطر ملحمة جديدة من ملاحم النضال الوطني ، والفصائل وحدها في ضوء أجراء عملية التحديث المطلوبة منها ،هي الوحيدة القادرة على قيادة مجريات الأمور وإعطاء الانتفاضة زخمها الشعبي ، ورسم الطريق لها لتحقيق أهدافها ، استناداً لتجربتها الطويلة ، ولاستجاباتها لضرورة التغيير ،، فهل تتمسك الأحزاب بالفرصة المتاحة أمامها بحيث يتم استثمارها نحو هدف وطني يعيد للقضية بريقها ويعيد للمواطن ثقته بها ،، أم ستبقى رهينة نرجسية قياداتها..؟!!
وداعا فتحي الشقاقي
الكرامة برس/عامر ابو شباب
أودعكم انسانا بسيطا ونهجا مجتهدا تلملم الدروب، وتنثر دمك من أجل فلسطين، يختلف معك خصومك ويتفقون على احترامك، وهم يرون دمك طلقة في عنق رابين، فقد كان اسمك ورسمك استثنائيا بين الجموع، وليس ثانويا معطوفا على الآخرين
وداعا أبو ابراهيم ممن لم يراك، لكنه نظر اليك وأنت تمشي كنبيك في الأسواق تشتري البن الدمشقي من أجل قهوة المساء، والبطاطا لرغيف العيال، في أسواق دمشق لا يعرفك الناس لكنهم يرونك فيهم ومنهم بسيطا دون حارس، وفي سوق الخرطوم تركب دراجة نارية خلف شقيقك بكر وتقف في طابور الغلابى من أجل قمح العشاء، وبعد صعودك لم تبقي خلفك الا دنانير معدودة ومكتبة كبيرة، دون أن نرى في اهلك بذخا ولا ظلما وتنطعا.
وداعا ودمك ينزف في قبرص التي أصبحت ممر تجارتنا الموعودة مقابل بلع الكفاح، وداعا وانت تسبق كل المطلوبين نحو رصاصات الغدر، اخترت الشهادة قبل أن يسلموك للرصاص الاسرائيلي وشاية وغدرا، ترتل حافيا بين الألغام "الأجل حارس العمر"، وانت تدرك أن أحفاد ضحايا بدر طبخوا لك السم رغم ذلك تمضي بحبك نحو فلسطين مع خليل الوزير وأبو علي مصطفى، المبحوح ومغنية، وسيفك في بيت ليد يعلو على هامات الجنود كفارس، فيما يكتفي الاخرون بالضجيج والتنقل بين أجنحة الفنادق، وحسابات العواصم يروضون الناس بخبزهم وقوت العيال.
وداعا وانت تجتهد بين الأفكار كل يوم بحثا عن فلسطين، لا تفرق بين الخميني ومانديلا وغاندي في طريق الحرية، وفيك أنفاس عبد الناصر وغضب سيد قطب، لا أعرف سيدي كيف جمعت بين التناقض وأنت تبحث عن معالم الطريق ونصر تشرين.
وداعا بطعم الملح ولون الجرح وأنت تحاول السير بين أحلام القوميين ومحاولات الاسلاميين خلف خطوات الوطنيين، ومن بينهم تعلن عز الدين القسام نهجا ودربا يجمع بين يعبد ورفح الأقرب الى قلبك من طهران والقاهرة وكل العواصم التي زرتها بجواز سفر سري من أجل القدس.
وداعا وقد منحتك البدلة المتواضعة، ورداء الصوف، ونبرة الصدق في صوتك، وحقيبتك الجلدية، ونظارتك القديمة، والقبر الشاهق في اليرموك، العفو من كل من اختلفوا معك، والحب الذي لن يموت في قلوب من أمنوا بك مجتهدا من أجل فلسطين، ومقاتلا من أجل الحرية، وأنت الفارق بين التهديد بالقتل واراقة الدم في الطريق.
أين ستقف الهبة الجماهيرية ؟؟؟
الكرامة برس/نبيل عبد الرؤوف البطراوي
منذ أن انطلقت الهبة الشعبية المباركة والكل يحاول القفز على صهوتها مدعيا بأنه من يقف خلف هذا الفعل الجماهيري وهو من يقوم بإدارة مطبخها الميداني وهنا لابد من ما يتعرض له شعبنا من قهر وظلم وتنكيل على يد المحتل كان الكفيل بزيادة مخزون الكراهية للمحتل وكما كان اليأس من مسار ونتيجة المفاوضات دور كبير في تغذية هذا المخزون أضافة لحالة التنكر الدولي في ايجاد السبيل من أجل وضع حد هذا الاحتلال البغيض ,ولكن الشعرة التي قسمت ظهر البعير كما يقال في المثل الشعبي كان غباء حكومة الاحتلال حين فكرة في اختبار شعبنا في عقيدته من خلال الاعتداء على المسجد الاقصى والعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا والسماح للإرهابيين الصهاينة بالدخول فيه والعبث فيه ,هنا كان الجواب الذي لا يمكن تأخيره فكانت الهبة الشعبية التي حملت في طياتها كل المعاناة التي يعانيها شعبنا وخاصة حينما شعر أبناء شعبنا الاعزل بحالة القصور والوهن والانشغال من قبل الفصائل الفلسطينية بشكل عام ,وحالة الانقسام الوطني التي باتت ثابت من ثوابت الصورة العامة الفلسطينية أضافة الى الحالة العربية التي اضحت مشغولة في صراعات قبلية نتنة قبيحة ,كل هذه الصورة أوصلت شبابنا بشكل عام وأبناء القدس بشكل خاص الى مشهد أيماني رافق سيدنا موسى حين هرب من فرعون فكان البحر أمامه وفرعون خلفه وليس بيده سوى العصا وفي قلبه الايمان بأن الله سينصر الحق ,فكانت السكين والحجر هي الاداة التي تقل عن السلاح وتزيد عن الحراك السلمي الذي مضى عليه سنوات دون أن يوقف ظلم أو يعيد حق على الرغم من الانجازات التي يحققها في بعض الميادين مثل المقاطعة وزيادة التعاطف والالتفاف الشعبي الدولي مع قضيتنا ولكن في هذه الحالة أي الحراك السلمي عاش المواطن الصهيوني بشكل عام والمستوطنين بشكل خاص في أريحية حيث لم يوقف الاستيطان ولم ترفع حواجز ولم يكن هناك تأثير مباشر عليهم ولكن بفعل الحراك الحاصل اليوم أصبح الأمن المجتمعي الصهيوني مهدد بالخطر والدليل واضح من خلال القتل بنيران صديقة ومن خلال الاقدام على شراء السلاح بشكل هستيري من قبل المواطنين الصهاينة أضافة الى الخسائر على الصعيد الاقتصادي التي كلفت الخزينة الصهيونية خلال الاسابيع الثلاثة الاولي ما يزيد عن مليار و300مليون دولار أمريكي .
هذه الحالة دفعت الى التحرك السريع من قبل حلفاء الكيان الصهيوني وخاصة امريكيا ممثلة في وزير خارجتها والذي جاء على عجل بهدف وقف تلك الهبة الشعبية والقضاء عليها في المهد لكي لا تتطور وتنمو وتصبح جزءا من الفعل الشعبي اليومي العام من خلال التعاون مع بعض الاطراف العربية ومن خلال بعض الحلول الترقيعية دون الدخول الى المسبب الحقيقي العام لتلك الهبة وهو الاحتلال ,وهنا السؤال كيف يعقل أن يقبل قائد عربي مسلم بأن تكون الصلاة في الاقصى الذي هو جزءا من العقيدة بأذن من المحتل وكيف يكون المسلم في أولى القبلتين وهو تحت أعين وبصر الصهاينة وهل قدسية القدس تكمن في المسجد الاقصى أم في القدس بشكل عام المشكلة في الاحتلال يا سادة وقادة العرب والمسلمين ,في الحواجز ,في السور الواقي الذي قطع المدينة ’في الاستيطان الذي يعمل على تهويد المدينة ومحو طابعها العربي والاسلامي .
من خلال تلك النتائج الظاهرة اليوم لن يجرؤ مسئول فلسطيني أي كان موقعه و مكانته على الطلب من الشباب الثائر بالتوقف لعدة اسباب أهمها بأن المطروح لا يمحو الاسباب التي كانت وراء خروج الشباب عن حالة الصمت بعد عشرات السنوات من الانتظار لقطار السلام لكي يصل وهو يحمل الامل لهم دون أن يصل .
والثاني والرئيس بأن هذه الهبة لم تتفجر بقرار سيادي من أحد ولكن كانت بدافع غباء الحكومة الصهيونية وهي من يملك اليوم قرار إيقافها من خلال انهاء الاحتلال والاقرار بحقوق شعبنا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية .
لذى يجب على هؤلاء الشباب العمل على تطوير العمل الميداني من خلال مشاركة جماهيرية واسعة وجعل الاستيطان وقطع الاشجار وقتل الانسان والطفل الفلسطيني بثمن وأن لا تبقى المستوطنات أماكن أمنة والوصول أليها ليست بالسهولة والمؤمنة وجعلهم يفكرون ألف مرة حينما يرغبون في الاقامة على أرضنا أو قطع اشجارنا أو تخريب منشئاتنا ,كما يجب العمل على تنمية روح المقاطعة لكل المنتجات الصهيونية من خلال ايجاد البديل الوطني والعمل من قبل الشباب الثائر على ايجاد قيادة ميدانية تنشغل في فعاليات يوميات الانتفاضة دون الانغماس في العمل السياسي وترك الساسة يمارسون ما يريدون من عمل سياسي وحين الوصول الى حدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس حينها سيجد شاب الانتفاضة كلهم اذان صاغية بوقف هذا الفعل النضالي ,فالانتفاضة اليوم هي السلاح الذي يجب ان يحافظ عليه من قبل الجميع دون ادخاله في المهاترات والردح عبر الفضاءات المتعددة بقصد الكسب الفصائلي على حساب قضية وطنية ثمنها دماء وأشلاء .
حين غابت الإجابات: نطق السكين والحجر .
الكرامة برس/د. احمد يوسف
لقد بلغ التغول الإسرائيلي وضغط الإهانة حدَّ الانفجار، وتحركت الجموع بهبة عفوية وصار ما صار، وتخطى هؤلاء الشباب بفعلهم النضالي كل حسابات السلطة وتوقعات أجهزتها الأمنية، كما تجاوزوا بحيوية هذا الفعل وتأثيراته كل تقديرات الفصائل الوطنية والإسلامية وتوقيتاتها الزمانية والمكانية، لتطفو - فجأة - كل رغبات هذا الجيل الفتيِّ في الانتقام للأقصى والمقدسات، والثأر للحرائر وما انتهك الصهاينة من المحرمات.
في الحقيقة، إن ما جرى كان حراكاً شعبياً جاء بدون مقدمات، حيث ملَّ هذا الشباب حديث الصمت وانتظار ما هو آت.. جاء هذا الفعل غاضباً من رحم المجهول، ومن حيث لم نحتسب، هكذا الأقدار تأتي - عادة - انتصاراً للمظلومين، بعد أن (استيأسوا)، وبلغ بهم الأذى والقهر حدَّ الزلزلة، وغلب عليهم ظن (إنَّا لمدركون).
للأسف، لسنوات ونحن نناشد قياداتنا السياسية بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لم نبخل - كما الآخرون - من تقديم المبادرات، ومحاولة جسر هوَّة التناقضات، وسد ما اتسع من ثغرات، واستشرى من خلافات، بعد تلك الكارثة المأساوية والمحنة الوطنية، التي جلبتها الأحداث الدامية في يونيه 2007م.. لكن – وهذا هو الواقع للأسف - ظلت مزاجية المكابرة والعناد عند بعض القادة السياسيين، وغلب الجهل على حسابات هؤلاء، وخانهم التقدير والاجتهاد .
لقد اعتقد أولئك القادة بأن رسم خطوط المرحلة سيظل بأيديهم، وتجاهلوا حركية الزمان، والجيل الذي يأتي به القهر والحرمان.. هذا الرهان وقع في خطأه الجميع، ولم يتحقق الكسب فيه لأحد؛ فإسرائيل التي عربد فيها الحاخامات وقطعان المستوطنين، وعبثوا – عنجهية واستعلاءً - بكرامة الوطن والمقدسات، غلب عليه الظن بأن الفلسطينيين قد استسلموا للذل والهوان، ولم يعد لهم على خارطة الرجولة عرق ينبض، فتغولوا عليهم، وقتلوا – بدم بارد - النساء والأطفال، وغيبوا الكبار في السجون والمعتقلات، وأحرقوا المزارع وحقول الزيتون دونما اكتراث، أما سلطتنا الفلسطينية المكبلة بالتزامات أوسلو الأمنية، فقد غدت كخيال المآتة؛ عاجزة مشلولة، وأجهزتها الأمنية – للأسف - هي عين للاحتلال أو نحو ذلك.. لذا، لم يعد هناك في هذا الجيل من الشباب من يعوَّل عليها أو يطمئن لها، أما غزة فهي كليمة بحصارها وأوجاع التآمر عليها، تحاول الخروج من أزماتها، ولكنها لم تسطيع إلى ذلك سبيلاً، فقد تحول المشهد الفلسطيني إلى مأزقٍ يصعب الفكاك منه .
في ظل هذا الواقع الكارثي، وتجاهل المجتمع الدولي لقضيتنا، كانت مشاهد الحيرة والقلق والإحباط، فلا أمل في التغيير، ولا رؤية للإصلاح تلوح في الأفق ولا سراج منير، وكل ما حولنا لا يبشر بفرج قريب.!!
من هنا، كانت الأسئلة التي غابت إجاباتها هي طاقة الغضب الذي حرك كل شيء؛ لأن علامات الاستفهامات تراكمت في المرجل، وارتفع منسوب غليانها، إلى أن جاءت اللحظة التي لم يتوقع انفجارها أحد، ودخلت – بقوة سهامها- على خط الاحتلال والمستوطنين.
إن مقومات الفعل كانت هي الاستجابة لأسئلة العجز الحائرة وتقطيب الجبين: ما العمل؟!
ما العمل؟ حيث الساحة النضالية تحولت بعد الانقسام إلى فسطاطين من التناقضات والخلاف، والكل بانتظار أن يأتيه الآخر صاغراً ذليلاً!!
ما العمل؟ وإسرائيل ماضية في مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية، وتهويد المقدسات واستباحة الحرمات في المسجد الأقصى وما حوله من باحات!!
ما العمل؟ وقد شعر الكل الفلسطيني بالعجز في أن يجتمع الصف وينتهي الانقسام، حيث أخفقت كل محاولات الجمع بين الطرفين فتح وحماس، وساد الاعتقاد بينهما "أن لا تلاقيا".
ما العمل؟ وانشغالات العالم والمجتمع الدولي كله مع ما يدور في سوريا والعراق من صراعات ومناجزات مسلحة، عنوانها "الحرب على الإرهاب".
ما العمل؟ وإيران وتركيا والسعودية ومصر، أهم مرتكزات هذه الأمة، أصبح بأسهم بينهم شديداً، وخرجوا لاعتبارات إقليمية وعالمية من مربع الإسناد للقضية الفلسطينية.
ما العمل؟ وهذا العجز والفشل في كل مؤسساتنا الوطنية!! وغياب القدرة على حل مشكلة وطنية واحدة؟!
ما العمل؟ وكل ما نشاهده من قيادات تاريخية بلا هيبة ولا احترام، فقد طالت أكثرها عوامل التعرية والخرف والفساد!!
ما العمل؟ إذا كانت الأحصنة لا تصهل، وتعاني رجالات الساسة من حالة إخصاء!!
إن لغز الإجابة مفقود مع خلاف الساسة وتراكم الأحقاد والإحن!!
إن هذه الأسئلة الحائرة، التي عجز هذا الجيل من الشباب في الوصول إلى إجابات لها، جعلت قراره هي تلك المفردات الرائعة لشاعر الوطن الثائر: عبد الرحيم محمود: سأحمل روحي على راحتي، وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياةٌ تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا..
نعم؛ لم يعد في القوس من منزع، فخرج الشباب لإعادة بوصلة النضال والكرامة، وتذكير الاحتلال؛ الحاخامات والمستوطنين، بأن الأقصى خطٌ أحمر، دونه المهج والأرواح.
إن أروع اللوحات التي قدمتها هذه الهبة الشعبية "العفوية" وانتفاضة القدس المباركة، والتي عكست روح هذا الجيل ولخصت مطالبه وتمنياته، هي تلك "الوصايا العشر" للشهيد بهاء عليان (22 عاماً) من جبل المكبر، والتي تضمنت السطور الآتية:
1- أوصي الفصائل بعدم تبني استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم.
2- لا أريد بوسترات ولا بلايز فلن تكون ذكراي في بوستر معلق على الجدران فقط.
3- أوصيكم بأمي، لا ترهقوها بأسئلتكم الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر.
4- لا تزرعوا الحقد في قلب ابني، أتركوه يكتشف وطنه، ويموت من أجل وطنه، وليس من أجل الانتقام لموتي.
5- إن أرادوا هدم بيتي فليهدموه، فالحجر لن يكون أغلى من روح خلقها ربي.
6- لا تحزنوا على استشهادي، احزنوا على ما سيجري لكم من بعدي.
7- لا تبحثوا على ما كتبته قبل استشهادي، ابحثوا عن ما وراء استشهادي.
8- لا تهتفوا بمسيرة جنازتي وتتدافعوا، بل كونوا على وضوء أثناء صلاة الجنازة وليس أكثر.
9- لا تجعلوا مني رقماً من الأرقام، تعدوه اليوم وتنسوه غداً.
10- أراكم في الجنة.
هذه النقاط/الوصايا العشر التي كتبها بدمه هي تلخيص لدوافع هذه الهبة، وشرح لبواعثها، وما تنطقه حروفها هو انعكاس لما يحمل هذا الجيل من الشباب من غصة وامتعاض من كل الفصائل، ورسالة واضحة بأنه لا يريد أن يتاجر أحد بدمه، وهو قدم دمه وضحى بحياته من أجل كرامة هذا الوطن وأقصاه.
عنوان المرحلة: الحذر.. والتصعيد بقدر
من المعروف أن الانتفاضات حتى تصل إلى غاياتها تحتاج إلى المرور بثلاثة مراحل، أولاها هي المرحلة التي نحن نعايشها، حيث الهبة الشعبية والتي أوشكت على الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي التأطير والتوجيه، حيث تبدأ الفصائل في تشكيل قيادة مشتركة وتدفع بكوادرها إلى الساحات للتظاهر وتحريك المواجهات، وتأتي المرحلة الثالثة عندما يتم ضبط البوصلة وتحديد الرؤية والهدف للوصول لغايات الفعل المقاوم.
لذلك، لا أظن أن "عسكرة الانتفاضة" في هذا الوقت هي خيار حكيم، حيث إن قوتها الآن في سلميتها، وعظمتها أنها حتى اللحظة بلا تنظيمات تقف خلفها، والتعاطف معها إقليمياً لأنها هبة عفوية من أجل الكرامة والمقدسات.. أما دولياً، فالتضامن يأتي من حجم إدراك العالم لمظلومية الفلسطينيين.
إن الحكمة تتطلب ألا نحرف البوصلة، وألا نعطي الذريعة للاحتلال لممارسة القتل والتهجير لشعبنا، لا نريد أن نقدم مبررات لإسرائيل تقوم بتسويقها للعالم أنها هي الأخرى تحارب الإرهاب.. إن الفطنة السياسية تتطلب منا قطع الطريق أمام الاحتلال، وعلينا إبقاء الهبة الجماهيرية عفوية وسلمية وشعبية وفي سياق المظلومية.. سلمت أيادي الشباب؛ أصحاب الرجولة والجسارة والدفاع عن الكرامة والمقدسات، وبوركت أيدي الماجدات من بناتنا وأخواتنا في ساحات الشرف والمجد دفاعاً عن الأقصى والمقدسات، ولكل المناضلات المجلَّلات بأعلام الوطن والكوفية، سلمت أيادي الجميع، وبوركت نواصيه الطاهرة، وعاش الحجر والسكين لكسر غطرسة المحتلين، وجدع أنوف المستوطنين.
انتفاضة القدس: ملامح مرحلة التغيير
ورد في تقدير إسرائيلي بأن الانتفاضة الأولى تميزت بالحجارة، والثانية بالعمليات الاستشهادية، والثالثة استحقت لقب انتفاضة السكاكين، حيث يقوم بها فلسطينيون غير منظمين، أغلبهم يعيش حياة سعيدة وهادئة، لكن القاسم المشترك بينهم هو أنهم غاضبون من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى.
أما الصحفي البريطاني ديفيد هرست، فإن قراءته لمجريات الأحداث تلخصها العبارات التالية: "بالنسبة لمهند الحلبي وجيله، ليست هذه قضيةً دينية فقط، فالأقصى رمزٌ للهوية الوطنية، وهو الرمز الأخير الذي يمثل هوية غيّبتها الدولة الإسرائيلية بشكل شامل. الأقصى يوحِّد الفلسطينيين؛ المتدينين والعلمانيين... إن الدفاع عن الأقصى ضد انتهاكات اليهود هو مسألة وجودية، إنها تقول للفلسطينيين: "إن لم نحارب لأجل هذا، فعلينا الاستسلام إذاً".
وأضاف: "لم يكن حلبي بحاجة إلى تحريض، ولم ينتظر أوامرَ من فتح أو حماس. لقد اتخذ قراره الشخصي مثلما يفعل آلافٌ آخرون بصرف النظر عما إذا كانوا يعيشون في الضفة الغربية، غزة أو إسرائيل.. إن الجيل الجديد يتخذ قراراته الخاصة، متحدياً فتح وحماس. وإن كانت ثمة صورة تلخص هذا، فستكون صورة الفتاة التي ترتدي الجينز والكوفية، بينما تُناول حجارةً لشابٍ مقنّعٍ يرتدي عُصابة الرأس الخضراء التي يرتديها أنصار حماس.
الشباب العلماني والمتدين يحتجون جنباً إلى جنب، وكل شابٍ يحمل سكيناً أو يرمي حجراً هو بطلهم الخاص".
إن حالة الهلع التي أصابت الإسرائيليين مقابل مشاهد النشوة والحيوية لدى الشباب الفلسطيني، تؤكد على أن هذه الهبة الشعبية قد شقت طريقها، وهي آخذة بالتوسع والانتشار، وقد جسدت ما غدا الفلسطينيون يعتبرونه – الآن - انتفاضة القدس، والتي بحسب المستشرق الإسرائيلي "آلون أفيتار" قد حققت للفلسطينيين خمسة أهداف، وهي الآتي:
1- توحيدهم في المناطق الأربع المعزولة جغرافياً؛ الضفة وغزة والقدس والـ48.
2- نجاح الحركة الإسلامية بزعامة الشيخ رائد صلاح بتعزيز دور الإسلام في الصراع.
3- اكتشاف السكين كوسيلة ناجعة وقاتلة وسهلة المنال والاستخدام.
4- الشباب يخوض الانتفاضة، ويبدي استعداده لحمل شعلة الكفاح المسلح.
5- القدرة على تنفيذ العمليات المسلحة دون قيادة تديرها كالسابق.
أما المفكر الإسرائيلي "يغال عيلام" فهو يتوقع أن تفضي ثورة السكاكين لإحداث تحول في الموقف من الصراع مع الفلسطينيين؛ لأن بضع طعنات من السكاكين دللت على أن مصير إسرائيل قد يكون محل تساؤل، مما سيفضي لبلورة مقاربة جديدة فيما يتعلق بالموقف من مصير الأراضي المحتلة.
إن ما لدينا من قناعة هو أن هذا الكيان الاستيطاني الاستعماري العنصري هو أوهى من بيت العنكبوت، وهو إلى زوال؛ لأنه يحمل بذور فنائه بداخله، وهذه حقيقة لا يماري فيها أحد، وهذه الانتفاضة ومشاهداتها إنما هي إرهاصات المغيب القادم لهذا الكيان المارق .
ختاماً: لماذا يتأخر النصر وتضيع التضحيات؟!
كلما جاءت مشاهد الجنود وهم بكامل عتادهم العسكري يركضون هلعاً أمام شاب ليس في يده إلا السكين، كلما حاصرتني الأسئلة: كيف بالله كانت هزيمتنا عام 67م؟!! وكيف تصدعت سبع جبهات عربية مسلحة أمام هؤلاء الجند المخنثين، وكيف بالله ضاعت من قبل فلسطين؟!
إن الحقيقة كشفتها ثلاث حروب عاتية خاضتها غزة وحدها، حيث قاتلت برجالها وصمود أحيائها، وسجلت من الملاحم وصور البطولة ما يشهد لأهلها، ويرتقي بشبابها المقاوم إلى عليين.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ضاعت ثمرة كل هذه التضحيات، وسجلات الشرف، ولم تتحرر فلسطين؟
الجواب: اسألوا السياسيين وتجار الأوطان!!
إن انتفاضة القدس سوف ترسم ملامح المرحلة ومستقبلها، وعلى القادة السياسيين العمل على جمع الصف، وتوحيد بوصلة الحجر والسكين، قبل أن يقول الشعب كلمته: إني أرى رؤوساً قد أينعت، وحان قطافها.
“مهزلة” رحلة كيري..لـ”تهويد الأقصى”!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
مع أن العامة في بلادنا فلسطين - الوطن التاريخي- ، يعلمون يقينا أنه لا قوة مهما تصفحت بالألقاب يمكنها أن تحاصر "الانطلاقة الثورية الفلسطينية الجديدة"، وأن ما بحث بعض من هؤلاء عن "خدع سينمائية" لوأدها، ليس سوى تعبير ساذج لقراءة الواقع الإنتفاضي القائم..
وبعيدا عن تلك المشاهد المثيرة للضحك من جهة، والقرف السياسي من جهة أخرى، لمن يفترض أنهم يعكسون رأي شعب، ثبت أنهم على مسافة بعيدة جدا منه..الشعب قال كلمة واحدة، لا غيرها.. لا احتلال ولا محتلون..والقدس عربية الهوية فلسطينية الهوى، وأقصاها اسلامي من حجره الأول الى أخر طوبة به، فلا مكان لغيره ولا تسمية الا هو..
وكي لا تخرج "الفئة الضآلة وطنيا"، بـ"مكذبة سياسية" تعيد تصديرها، كما سبق في أكثر من مناسبة وحديث، فما كان يوم أمس السبت الموافق 24 أكتوبر 2015 من بيان لرأس الطغمة الفاشية - العنصرية الحاكمة في تل أبيب بيبي نتنياهو من بيان علني، ليس الا "اعلان رسمي" بعد اللقاءات بأن المسجد الأقصى والحرم الشريف باتا رسميا هما "جبل الهيكل"..
ولأن هناك فرقة للطبل والتزمير قد تحاول نفي القول المؤكد، كما هي طوال العشرية السياسية السوداء في حياة الشعب السياسية، فقد أعلن الفاشي نتنياهو في بيانه، "ستواصل إسرائيل تطبيق سياستها القائمة منذ فترة طويلة: المسلمون يصلون في جبل الهيكل(المسجد الأقصى). وغير المسلمين يزورون جبل الهيكل"..ويكمل المهزلة التي أنجبتها رحلة كيري: "وتعتقد إسرائيل أن أولئك الذين يزورون أو يصلون في "جبل الهيكل" يجب أن يُسمح لهم القيام بذلك في سلام، وبدون عنف، وتهديدات، وتخويف وإستفزازات "
منذ الآن، ستصبح صلاة المسلمين وفقا لبيان نتنياهو، "هبة يهودية" تمنح وفقا للسلوك والرضى، وأن المسجد الأقصى لم يعد مسماه كذلك، بل أصبح "جبل الهيكل"، يسمح بالصلاة فيه للمسلمين " بسلام ودون عنف أو تخويف"..
ولأن الاستخفاف لم يعد له مدى من رأس حكومة "البغي السياسي" في دولة الكيان العنصري - الاحتلالي، يعلن هذا "البغي"، انه " سوف نستمر في ضمان الوصول إلى "جبل الهيكل" للمصلين المسلمين والزوار، مع الحفاظ على النظام العام والأمن"..
"الفئة الضآلة" أرادت تسويق "مكسب" لها يعكس عمق أزمتها، إن لم يكن سمة أخرى، خرج علينا من بينهم بـ"خبر عاجل جدا"، انهم فعلوا ما لم يفعله غيرهم، تقدموا بخمس مجلدات من الانتهاكات الاسرائيلية، لا نعرف هل كانت باللغات الثلاث ام بلغة واحدة، الى الوزير الأميركي، خبر أراد البعض أن يحيله الى حدث سياسي تاريخي، رغم انه بذاته هو "عار سياسي لا بعده عار"..
من يملك كل هذه المخالفات ويصمت كل هذا الصمت لا يستحق الاستمرار يوما فيما هو..وللسخرية نذكر أن "صاحب المجلدات المخالفة"، كان قديما يعرضها بأرقام أحادية ..باتت اليوم مجلدات وأقراص مدمجة..اي "مكاسب تاريخية" أنتج هذا "العهد الكارثي"..
ولكي نبقى امام "الكارثة السياسية"، نؤكد أن "اعلان نتنياهو" يوم 24 أكتوبر هو "الاعلان الرسمي" لـ"تهويد المسجد الأقصى"، والمقدمة العملية لاعادة بناء هيكلهم االمزعوم على حساب مقدسنا التاريخي، "اعلان يحدد بوضوح انه يسمح لأهل الحق بالصلاة وقتما يريد السماح"، وتكملة الجملة يا أيها "المضللون" تقول أنه سيمنع الصلاة أيضا وقتما يرى أنها "استفزاز"، أو عندما يرى أن هناك من يقف في طريق "اليهود" للصلاة في المسجد الأقصى..
"بيان نتنياهو" ليس سوى الاعلان الرسمي لـ"تهويد المسجد الأقصى والحرم الشريف"، ولتنفيذ المخطط الكامن منذ سنوات، والذي وقف له الخالد ياسر عرفات سدا منيعا، قبل الخلاص منه وإزاحة العقبة الأهم لتنفيذ مشروع التهويد والعبرنة للقدس والمقدسات..
يوم 24 إكتوبر بدأت الحركة الصهيونية في العمل الرسمي لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم في العهد الفلسطيني السياسي الأسود..الذي ساهم فيما حدث بصمت معيب على "تهويد" مقدسنا دون ردع كان فرضا وواجبا!
بيان نتنياهو لا يحمل تأويلا ولا تفسيرا..نصا واضجا قاطعا أن "المسجد الأقصى" أصبح في "خبر كان" و"أثر من الماضي"..
المؤامرة بدأت..والمواجهة يجب أن تتصاعد لكسرها وكسر كل من يعمل على تمريرها..فلا مقدس الا فلسطين وطنا وأرضا وشعبا وأماكن دينية مقدسة ..ودونها صغار صغار صغار!
ملاحظة: لا نعرف هل لقاء كيري بالرئيس محمود عباس حدث في مكان رسمي فلسطيني، ام وفقا للصور المنشورة كان مقر السفارة الأمريكية..السؤال ليس شكلي ابدا..فذهاب الرئيس الى وزير في مقره فوق أرض عربية "اهانة سياسية" لشعب به "كرامة" مصدر فخر للأحرار!
تنويه خاص: سريعا قطع بيبي محاولة "الفئة الضآلة" لتسويق "مكسب كاذب" عن وقف الاستيطان..نتنياهو لا يقيم وزنا للضعفاء المرتعشين..عاشت السكين رمزا لـ"قطع وريد مرحلة نكبة سياسية طال أمدها"!
جيل " دايتون " و" أوسلو" يقلب الطاولة.. وسلطة رام الله وغزة دون حراك
صوت فتح / فطين البداد-
جيل " دايتون " و " أوسلو " لم يكن كما أريد له أن يكون في فلسطين ، جاهلا خوارا مدجنا ، فلقد خرج واعيا شجاعا مقاوما ،حاملا رسالة شعب شرذمته الفصائل .
طلبة الجامعات الفلسطينية الذين كان لتغيير مناهجهم التعليمية أهداف خبيثة ، وفئات غيرهم ، قلبوا ظهر المجن وأطلقوا الهبة ، وأثبتوا بأن الإنقسام خيانة ، أيا كانت أسبابه ، وأن التشرذم مؤامرة ، أيا كان تبريره ، ومن أجل ذلك ، فإنك لم تعد ترى أي متحزب بين ظهرانيهم ، وأي راية سوى راية فلسطين ، الوطن والهدف .
هي هبة شعبية من جيل لم يعد يؤمن بالأحزاب والسياسيين الذين حاولوا الفرار من الحرج إلى مؤتمر صحفي جامع فارغ من أي معنى : لقد اجتمعوا وقلوبهم شتى .
تموت الفلسطينية ويموت الفلسطيني على الحاجز ، ورأينا كيف أنهم يكتبون وصاياهم عبر صفحاتهم الإجتماعية الشخصية ،أحدهم كتب : " حذار أن يتبنى استشهادي أي فصيل " هكذا بالحرف ، وكتب آخر : " لقد ضجرنا من إفلاسكم " .. إنهم فتية آمنوا بوطنهم وزادهم الله هدى ، لسان حالهم جميعا : أن القدس خط نار بالأفعال وليس الأقوال .
مشاهد ترفع الرأس وتشد الهمة ، ولكنها أيضا ، تقطع القلب :
سلطة رام الله ، وسلطة غزة ، تقومان بواجبهما " الإنساني " وزيادة ، فهما توفران " سيارات إسعاف " .
شبان وشابات أكبر من فتح ، وأعظم من حماس ، ومن الجهاد ، ومن الشعبية ، من كل أولئك الذين يرفعون رايات صفراء وخضراء وحمراء وكل ما يحتويه قوس قزح .
إنها هبة وغضبة مُضرية على الواقع الذي جعل شعبا مناضلا تحت الإحتلال يتظاهر طلبا للرواتب ، ورفضا لانقطاع الماء ، شعبا استهلاكيا أراد سياسيوه أن تستمرئ كفاه " حرير " الإحتلال و" نعومة " الإستعباد .
إنها " انتفاضة " ، لم لا نسميها كذلك ، ضد أولئك الساسة الذين لم يقدموا للقضية وللشباب والشابات سوى " الكلام " ولا يجيدون سوى بيع الموت بالمجان ، ولا يمتهنون سوى اصطياد الذباب .
إنه الربيع الفلسطيني ضد الفصائل والأحزاب والإحتلال معا ، ، وسنرى في قادم الأيام من سيقمع هذا الربيع ، ومن سيدوس على جثث ودماء الشهداء .
بعض القيادات و الاسقاط النفسي
الكوفية برس/ أمل عوض الأعرج
صوت فتح ـ الاسقاط النفسي هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه و عدوانيته للناس حتى يبرئ نفسه و يبعد الشبهات عنها , فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب ..
يقول عالم النفس ( سيجموند فرويد ) مؤسس التحليل النفسي " يشير الاسقاط أولا الى حيلة لاشعورية من حيل دفاع الأنا بمقتضاها ينسب الشخص الى غيره ميولا و أفكارا مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من ألم و ما تثيره من مشاعر الذنب " ليست الخطورة فقط في الاسقاط النفسي كمرض أو حالة تصيب شخص بقدر ما هي كارثة عندما يصبح هذا الشخص قائد بمحض الصدفة أو التسلق أو ربما الذكاء و الدهاء ,
و ما الذنب في أن يبتلى الجمع بقائد كان مندوبا و ( طرطورا ) ليتعامل مع غيره على أنهم جميعا مناديب يتجسسون عليه و يكتبون فيه تقارير ؟؟
و ان فكرت بمعالجة هكذا حالة يتبادر لذهني قصيدة النخلة المعوجة التي حفظناها في طفولتنا و التي تحكي قصة الطفلة " مها " التي رأت نخلة معوجة فتأثرت لما رأتها عوجاء و أرادت تقويمها و اقترحت على والدها أن تربطها بحبل و تقومها :
( حتى نقوم عودها .... لتكون أجمل في النظر ) ,
لكن والدها صدها و منعها :
فأجاب والدها لقد كبرت و طال بها العمر
و من العسير صلاحها فات الأوان و لا مفر
قد ينفع الاصلاح و التهذيب في عهد الصغر
و النشء ان أهملته طفلا تعثر في الكبر
و ان من أخطر صفات المريض النفسي أنه عذب الحديث , ساحر و جذاب كالحيوان المفترس يبدي أفضل ما عنده قبل التهام ضحيته ,
لذا يصبح لزاما علينا أن نحكم عقلنا و ننظر الى تصرفاته و سلوكياته لا الى ما يقول كي لا يخدعنا بقناعه المزيف الذي يرتديه و عند التأكد من أن مريضا بيننا لن تشفع لنا غفلتنا و استهتارنا فاما أن نحترس منه و نخرجه من حياتنا أو نخرج نحن من حياته .
لكن ... و بالتأكيد و ان كان الشخص مريض نفسي و منافق و مخادع الا أنه سيرزق بمن يلتف حوله لتحقيق مصالح ذاتية وقتية ,
فهل أصبحنا بحاجة لتطور تكنولوجي لجهاز كشف الأمراض النفسية و الآفات المجتمعية كما جهاز كشف الكذب !!!
و الحقيقة طبعا أن هذا التطور التكنولوجي ليس عربيا لكنه سيطبق أولا على العرب ,
اذا فلنرفع صوتنا عاليا مطالبين اليابان و ألمانيا باختراع بسيط يكشف لنا نوايا من نضطر للتعامل معهم و أرجو على المخترع أن يراعي وضعنا الاقتصادي و فقرنا , فلا يكون الجهاز باهظ الثمن ,
فأول مرة سيستخدم عامة الناس جهازا الكترونيا يكشف لهم زيف و نفاق و مرض كثيرين من صناع القرار و القيادات , فليكن بسعر سكين يطعن به محتل يمتلك ترسانة أسلحة .
أين غضب الشعب؟
بقلم: عطا الله شاهين
كعادتها القوى الوطنية تدعو لأيام غضب وعادة تكون أيام الثلاثاء وأيام الجمع ، ولكن في الجمعة الماضية سكن الغضب ، ولم يثر كعادته مع وجود نقاط كانت مشتعلة فالبخبو كان واضحا ، فالغضب الشعبي ما زال صامتا هكذا الصورة تقول.
فهذه الهبة لربما تصل إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية ، ولكن حتى اللحظة هناك عمليات فردية مع رشق عشوائي للحجارة على جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين .. فالمسيرات الشعبية التي نراها يكون فيها فقط مئات ، وهناك مسيرات خجولة عددها قليل بالنسبة لعدد المدينة أو القرية..
فحين يتم الدعوة ليوم غضب لا يثور الغضب الشعبي ، إلا من شبان غاضبين ، فالكل الفلسطيني صامت والمبادرات السياسية تحاول تهدئة الوضع المتوتر ، ولكن يبدو أن قوات الاحتلال ممعنة في قتل الفتية بحجة الشبهة في محاولات طعن أو بزعم الاحتلال بأن الفتية قاموا بعمليات بطعن مع أن هناك عمليات غير صحيحة وهذا ما بينته الكاميرات ..
لا أحد يدري هل سيثور الغضب الشعبي أم أنه سيظل غضب الشبان وحدهم ؟..
فنحن نرى الاعتداءات ما زالت متواصلة من قبل قطعان المستوطنين ضد قاطفي الزيتون ونشاهد هناك ردود أفعال من كلا الطرفين ، ولكن الغضب الشعبي على تلك الممارسات ما زال صامتا ..
أنا اقاتل اذن انا موجود
بقلم: تمارا حداد.
لو بحثنا في مضمون ايدولوجية الاحزاب الصهيونية لرأينا كلها تجتمع في فكرة واحدة وهي اقامة الحضارة اليهودية وروحها التوراة وطرد الفلسطينيين من ارضهم والحفاظ على امنها وبقائها من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان حتى تستمر في رسم حدود دولتهم والحفاظ على مصالحها الامنية والقومية.
فالهبة الشعبية التي توالت منذ اربع اسابيع كان هدفها هو حريتهم والتخلص من كافة الانتهاكات التي تحدث في القدس والمقدسات والتخلص من المعاناة التي استمرت عشرات من السنين ولكن هبتهم قد ترزح مابين النجاح او الفشل وبالذات بعد مجيء كيري الى المنطقة الذي اراد وضع النقاط على الحروف في قمع الهبة الشعبية حتى لا تتطور الى شرارة انتفاضة ثورية وذلك بتهدئة الوضع في المسجد الاقصى الى ما قبل الهبة ووضع كاميرات مراقبة داخل الاقصى دون ان يكون هناك قرارات ايجابية لصالح الشعب الفلسطيني وكأن دماء الشهداء التي سالت على ارض الوطن ثمنها كاميرات مراقبة .
كيري كان منحازا لصالح الكيان الصهيوني ومدافعا عن امنها وعن حكومة نتنياهو فمجيئه الى المنطقة هو فقط لإخراج نتنياهو من مأزقه القانوني والدولي والذي اوصله الى افلاس في ارائه وقراراته .لا ارى اي رؤية ايجابية للوضع القائم وبالذات في ظل حكومة متطرفة يمينية بقيادة نتنياهو فهو مهندس التطهير العرقي لا يعرف لغة السلام ففكرته انا اقاتل اذن انا موجود وهدفه الصهيونية والتي تعني استمرار الاستيطان والاستيطان في نظره هو امر مقدس لا يمكن التنازل عنه.
لو رجعنا الى الوراء لرأينا جوهر منظمة الهاجانا 1943 هو الاستيطان وقد قالها احد قادتها بن غوريون ان الصهيونية هو الاستيطان ومشروعهم ليس اقتصادي وإنما استراتيجي عسكري وذلك ان الاستيطان سيرسم حدود دولة الكيان الصهيوني.
لذا فان الاحزاب الصهيونية لن تضع للجانب الفلسطيني أي متنفس لتتحدث عن دولة فلسطينية فاتفاقية اوسلو كانت اكبر دليل على رفض اسرائيل لقيام الدولة الفلسطينية وكانت اكبر دليل على غدر الكيان الصهيوني مع الجانب الفلسطيني . فالاتفاقية كان من بنودها ايجاد حكم ذاتي خلال خمس سنوات على اراضي الضفة الغربية يعني ان ما بعد الخمس سنوات هو استمرار الاستيطان فتوقيع تلك الاتفاقية كانت من اكبر اخطاء منظمة التحرير الفلسطينية والتي اودت القضية الفلسطينية الى هاوية لا مخرج لها.لا يوجد في بنود الاتفاقية أي بند عن ترسيخ حدود دولة فلسطينية بل العكس عزز وشرعن الاستيطان في الضفة الغربية ومن هذا المنطلق وضعت اسرائيل العراقيل امام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وطنية مستقلة على حدود 1967.
فعدد المستوطنات يتزايد في كل يوم في جنين يوجد 9 مستوطنات ونابلس يوجد فيها 48 مستوطنة وطولكرم فيها 8 مستوطنات ورام الله 27 مستوطنة والقدس 28 مستوطنة وبيت لحم 18 مستوطنة وأريحا 11 مستوطنة والخليل 27 مستوطنة حتى اصبح عدد المستوطنين الى 650 الف مستوطن .
فالهبة اندلعت نتيجة قيام المستوطنين باقتحامات داخل المسجد الاقصى فيأتي كيري ويقول اننا سنسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى وكأن كيري شرعن زيارات المستوطنين في أي وقت شاءوا فهل هذه الهبة بعد تلك المقولة باءت بالنجاح.اعتقد انها فشلت لأننا رجعنا الى ما قبل الهبة وهو السماح للكيان الصهيوني بالتقسيم الزماني والمكاني لدخول المسجد الاقصى وزيادة عزل التجمعات السكانية في القدس حتى يتم التخلص من الطابع العربي في المسجد الاقصى وإضفاء الطابع اليهودي في المسجد الاقصى .فأي مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لن يكون في صالح المجتمع الفلسطيني بل العكس سيقاتلون من اجل تحقيق وجودهم فلا يوجد حل نهائي مع حكومة متطرفة .
ناهيك عن اداء الانظمة العربية المتخاذلة عن الدفاع عن القضية الفلسطينية ,فمخططات التهجير قائمة والجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني مستمرة فتصفية القضية الفلسطينية هو الهدف الاساسي والمحور القائم للكيان الصهيوني .فالأولى للقيادة الفلسطينية ان لا ترضخ للمبررات الامريكية فعليها استثمار الهبة لصالحها وان ترتقي لدماء الشهداء التي سالت من اجل حرية بلادهم وتحقيق الهدف السامي بدولة فلسطينية وحقهم في تقرير مصيرهم .فالذي يعاني من الفقر والهوان والمذلة هو الشعب الفلسطينية والفئة الكادحة من ابناء الشعب الفلسطيني فآن الاوان لأن يتنفس ابناء الشعب الفلسطيني شهقة الصعداء على ارضهم وارض اجدادهم الكنعانيين.
رسالة الاعتداء على د. مصطفى البرغوثي
امد/ د. طلال الشريف
اتفقنا أو اختلفنا مع مصطفى البرغوثي هذا شيء وارسال رسالة عنيفة كادت تودي بحياة هذا القائد فهذا شيء آخر يحتاج الوقوف مليا حولها رغم اشارة مصطفى البرغوثي إلى الاحتلال وعملائه تلك الاجابة الواعية المسئولة وطنيا رغم مرارتها وهي في حد ذاتها أكبر من توجيه الاتهام لجهة ما لأن مضمون الاعتداء في حد ذاته هو خدمة حقيقية للاحتلال فماذا يفعل مصطفى البرغوثي ؟
مصطفى البرغوثي قائد وطني لحركة المبادرة الوطنية التي تسعى مع كل الأحزاب والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال وهي تتبنى منذ انطلاقتها في 17/6/ 2002 المقاومة الشعبية السلمية والمقاطعة للمنتجات الاستيطانية وتعمل على استقطاب المتضامنين الأجانب حول العالم وليس لها نشاطات عسكرية ولا تستخدم العنف وتدعو للخلاص من الاحتلال فلماذا تستهدف ويستهدف أمينها العام في هذا الوقت بالذات وهو الاهم؟ وأين مكان الاستهداف؟ وهنا أيضا المكان يحمل أهمية سلبية .. الزمان هو مساعي وقف الانتفاضة والمكان هو رام الله التي أصبحت ساحة منفلتة " انفلات محسوب" لأنه بعيد عن الجمهور فعلى مدار العامين الماضيين كان من ينفذ الانفلات المحسوب يرسل رسائل ضد قادة وأعضاء مجلس تشريعي كلما اختلفت هذه الجهة مع سياسيين ومناضلين أيا كانوا.
وهنا تطرح التساؤلات من المستفيد في رام الله من السعي لوقف الانتفاضة؟
لعل آخر أحداث العنف الداخلي في رام الله كانت على قرابة من خلفية الاعتداء على البرغوثي في معركة الزجاجات والكؤوس الفارغة ولكن هنا كان قاذف الزجاجات كما روت الأخبار أقرب لموقف المعتدى عليه مصطفى البرغوثي من الانتفاضة وهنا لابد من التوقف والتفكير والتساؤل لماذا سجلت الأحداث السابقة في رام الله ضد مجهول؟ وسنرى مع الأيام أن حادثة مصطفى البرغوثي ستسجل ضد مجهول ولكن من هنا نقول لكل السياسيين والقادة الوطنيين في رام الله يجب عليكم كشف الحقائق والسعي المكثف هذه المرة لأنه خرج عن قاعدة التازم المحسوب لبيان الحقيقة لأن غياب الحقيقة ينذر بما هو أخطر ولكي لا تصلوا إلى ترديد المقولة الشهيرة "أكلت يوم اكل الدب الابيض".
نتمنى أن يكون المعتدي على مصطفى البرغوثي هو المحتل الاسرائيلي فهذا يزيد لحمتنا الوطنية ويصنع أبطالا لشعبنا لكن إذا لم يكن المحتل وأعوانه فهذا سيزيد ضعفنا ويصنع مزيدا من الترهل والخسائر ويثبت أن النظام خشخيشة سواء الاحتلال وأعوانه من يقوم بتصفية الحسابات أوهو لم يلجم من يقوم بها دون علمه وهذا يؤدي إلى الشرذمة والانقسام ويخدم الاحتلال وحتما من يفعل هذه الأحداث لا يدرك الحكمة القائلة "من يحكم بالسيف يموت به"
الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
امد/ عباس الجمعة
الكوفية الفلسطينية والتي تعرف بالحطة ذات اللونين الأبيض والأسود الكل يعرفها ، فتاريخها ورمزيتها راسخة في الأذهان ، تلك التي اعتاد الفلاح الفلسطيني أن يضعها على رأسه وهو يعمل بأرضه لتقيه حر الشمس وبرد الشتاء، ارتبط أسمها ورسمها بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وتألقت في أحداث عام 1936م ، حين تلثم فيها المناضلون بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء نضالهم ضد الاحتلال البريطاني ، والعصابات الصهيونية .
وعلى هذه الارضية شكلت الكوفية نموذجا في العمل الفدائي خلال فترة الستينات والسبعينيات والثمانيات وما بعدها من السنين ، حتى اقترنت الكوفية عند شعوب العالم أجمع باسم فلسطين ونضاله ضد العدو الصهيوني ، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة ، بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال ، ودحض أساطيره ، والوقوف مع أصحاب الأرض والمقدسات ، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في كافة المناسبات والأنشطة على جميع مستوياتها ، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين وحقوق شعبها .
ومن هنا نحذر من محاولة الصهاينة سرقة التراث الفلسطيني ، وخاصة الكوفية التي بدأوا بتحرفيها باعتبارها تشكل خارطة فلسطين وما سرقة الكوفية من قبل الصهاينة والعمل على تطريز كوفية اخرى أنتجوها وأغرقوا بها الأسواق، بهدف الغاء الكوفية الفلسطينية التي عبرت عن القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ، وشكلت خيوطها نسيج الذاكرة ، تتطلب اليقظة من هذه المحاولة التي تهدف الى طمس التراث الفلسطيني ، فهذه الكوفية الفلسطينية تمثل رمز نضالنا وعنوان فلسطين لم يتغير اسمها ورسمها مع كل الأحداث ، حيث ستبقى صامدة أمام كل زيف الدعاية الصهيونية ومحاولة السلب والتزييف .
ونحن على يقين بأن السطو على التراث الفلسطيني هو جزء من السطو على أرض فلسطين ، تاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة ، حجراً حجراً ، إنهم يسرقون ذاكرة الأمة يستلون روحها لتحويلها إلى أمة بلا تاريخ ، لكونهم بلا تاريخ ، يريدون أن يصنعوا تاريخاً وراء الزجاج في متاحفهم ، تأكيداً لسطوتهم ، ولا غرابة فهذه عادة اللصوص فلا خيار أمامهم إلا الاستمرار في السرقة ، ولكن الحقيقة التي طالما عملوا على تغيرها ستبقى فلسطين ... ارض بها شعب حقيقة أكدتها الأيام ، ووثقتها الأحداث ، فهو شعب له تراثه وتاريخه ومقدساته وله لباسه وثقافته وعاداته وتقاليده ولهجته وطبائعه ، وارتباطه بأرضه الأرض من خلال هبة الشعبية العارمة شاهدة على وجوده مهما كانت التضحيات.
ان الشعب الفلسطيني العظيم مثله مثل باقي شعوب الأرض يحب الكفاح والنضال والفرح والشعر والفن رغم انه عانى ومازال يعاني القهر والظلم والاجحاف نتيجة هذا الاحتلال البغيض لهذه الأرض الفلسطينية ، وهو شعب حي ومبدع وفلسطين هي مصنع الرجال، ومن رحمها كان الشهداء القادة العظام الرئيس الرمز ياسر عرفات والحكيم جورج حبش وابو العباس وطلعت يعقوب وابو علي مصطفى وابو جهاد الوزير وابو اياد وابو عدنان قيس وابو احمد حلب وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وفتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين والكثير من القادة الميامين ، من رحمها خرج الشاعر الغائب الحاضر دائماً محمود درويش ،وسميح القاسم ،وتوفيق زياد، وإبراهيم طوقان، وفدوى طوقان ،وعبد الرحيم، محمود وغسان كنفاني ،ومعين بسيسو ،وناجي العلي ، وأبو عرب ،ومحمود سعيد والكثير من القادة والشعراء والعلماء والأدباء والفنانين والمحامين والأطباء ، فهذه الكوفية رمز الصمود والتحدي والصمود و العزة والكرامة والشموخ والكبرياء ورمز النضال والكفاح الفلسطيني ورمز الحق الفلسطيني ، فهي لها علاقة بالتاريخ وعلاقة بالمقاومة والبندقية، وعلاقة بالزعيم الخالد ياسر عرفات الذي اعتمر الكوفية ورفعها واشتهر بها بارتدائه الكوفية، ولم يظهر في أية مناسبة وطنية أوسياسية وبدونها، كما يرتديها أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناسبات الوطنية، فهذه الكوفية التي تشكل بخطوطها السوداء والبيضاء تحمل الكثير من العشق الفلسطيني والنضال الفلسطيني ، فهي تجمع أبناء الشعب الفلسطيني، صحيح انه هناك أكثر من لون للكوفية ، الا ان هذه الكوفية البيضاء والسوداء هي اللون السائد والوجدان الجمعي الذي يجمع الفكر الفلسطيني فهي مظلة للإنسان الفلسطيني بشكل عام.
وامام كل ذلك نرى ان شباب وشابات واطفال فلسطين بهبتهم الشعبية يغطون وجوههم بالكوفية وهم يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة، تجاه الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ومنهم من يلفها على كتفيه ورأسه، أو يلوح بها، حيث تتصدر المشهد اليومي، في التظاهرات والمواجهات، رمزا للنضال الفلسطيني، كما ان الكوفية اصبحت لدى شعوب العالم واحزابها التقدمية واليسارية تشكل رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يقوم متضامنون في شتى دول العالم بارتدائها في المسيرات التضامنية الرافضة للعدوان الصهيوني .
وفي هذه اللحظات نرى ان بعض القوى الفلسطينية ادخلت على الكوفية اللون الأبيض والخطوط السوداء، ألوانا أخرى مختلفة منها الأخضر، والأحمر، وكوفية بألوان علم فلسطين، لتواكب العصر الحديث.
ختاما: نؤكد ان شباب وشابات واطفال فلسطين يتمسكون بكوفيتهم ، ويشاركوا جميعا في رسم ملامح الهبة الشعبية ، حيث يواجهون بصدورهم العارية رصاص الاحتلال وصمت العالم ، فاعطوا للانتفاضة بعدها الشعبي ،لانها ثورة سلاحها الأيادي والسكاكين والحجارة والارادة القوية لاستعادة الحق المسلوب وتحرير الارض ، فهذه الهبة الشعبية العارمة تعم الاراضي الفلسطينية وتشارك فيها المراة الفلسطينية ملثمة بالكوفية، فالمرأة الفلسطينية لم تغادر ميدان المواجهة مع الاحتلال ، وهي حاضرة في أكثر من صورة ، من خلال النزول إلى ساحات الاشتباك ، وإلقاء الحجارة ، على الرغم من المخاطر الكبيرة ، وما ميز هذه الانتفاضة ايضا ان هؤلاء الشباب والشابات هم طلبة جامعات فمنهم من له انتماءاته السياسية ، ونحن على يقين بأن الشعوب العربية واحزابها وقواها واحرار العالم سيواصلون دعم انتفاضة شعبنا ، وان دماء الشهداء التي سالت لن تضيع هدرا فهذا هو الطريق نحو تحرير الارض والانسان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة لابناء شعبنا اللاجئ في المنافي والشتات الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجر منها عام 1948.
كاتب سياسي
اقرؤوا مبادرة فياض
امد/ طلال عوكل
بينما يتحدث الكل عن الحاجة لاستراتيجية جديدة، دون أن يحدد معالمها وخطوطها العامة والتفصيلية، يقدم الدكتور سلام فياض في توقيت مناسب جداً، رؤية، أو خارطة طريق، تتمتع بقدر عال من الموضوعية وبحس عال من المسؤولية والوطنية الصادقة.
الرؤية التي يقدمها الدكتور فياض، تقدم صاحبها على أنه عميق الالتزام بالوطنية، ومنتج فكر سياسي، في زمن نفتقر فيه إلى الإنتاج الفكري السياسي، البعيد عن الشعاراتية، وتسجيل الأمنيات والمزايدة.
المقالة الطويلة التي نشرها الدكتور فياض، وأعاد نشرها العديد من وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي على نحو واسع، لا تحتاج إلى إعادة تلخيص أو تذكير بمضامينها ومفاصلها الرئيسة فالأهم، بما أنها وصلت إلى الجميع، أن تخضع لعملية نقاش جدي من النخب وعلى وجه الخصوص من قبل القيادات السياسية إن كانت هذه مهتمة في البحث عن مخارج وآفاق للوضع القائم.
ورقة الدكتور فياض تفرض أفكارها، في وقت تندلع فيه هبة شعبية، يسميها فياض الانتفاضة وله أسبابه، دخلت أسبوعها الرابع، دون أن تتضح أهدافها، وسقفها السياسي، وهو أمر مفهوم نظراً، لغياب البعد الفصائلي، أو السياسي الرسمي عنها، وهو أمر قد يكون في مصلحة هذه الهبة والقائمين بها وعليها.
في التعاطي مع هذه الهبة، تختلف المواقف والآراء، بين من يريد تصعيدها، وإضفاء الطابع العسكري عليها، وتحميلها مسؤولية التخلص من اتفاقية أوسلو وتبعاتها، وبين من يرى أنها ليست أم المعارك، وأن عسكرة «الانتفاضة»، لا تساعد على استثمارها سياسياً، بالحد الأدنى نحو تغيير الواقع السابق على اندلاعها.
من المناسب أن يفهم الإسرائيلي بأن هذه الهبة التي يقوم بها فئة محدودة من الشباب، هي مجرد بروفة أو طليعة لانتفاضة شاملة ينخرط فيها المجتمع الفلسطيني، وفصائله، ستكون تأثيراتها على دولة إسرائيل بكل مكوّناتها أخطر بكثير مما تعاني منه اليوم.
الهبّة بما أحدثته من تفاعلات داخلية واسعة وعميقة على مختلف المستويات، ابتداء من إسرائيل مروراً بالمحيط العربي والإقليمي إلى الساحة الدولية، هذه الهبّة لم تترك بعد، تأثيراتها المطلوبة على الصعيد الفلسطيني، إن كان على مستوى العلاقات الداخلية أو كان على مستوى الخيارات، والاستراتيجية السياسية.
إن مقياس التأثر الإسرائيلي بتداعيات الهبة الشعبية لا يقاس بمدى استعداد حكومة المستوطنين المتطرفة، لتعديل أو تغيير مخططاتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهذه مسألة مغلقة، حتى لو افترضنا أن الجهد الدولي سيؤدي إلى عودة المفاوضات بهذا الشكل أو ذاك.
إن تواصل «الانتفاضة» بين الضفة والقدس، والأرض المحتلة منذ العام 1948، وبالوسائل الجارية من شأنه أن يهزّ من الأعماق المجتمع الإسرائيلي، وأن يستفز السياسة الرسمية الإسرائيلية، وغير الرسمية لإظهار طبيعتها العنصرية التمييزية والإقصائية ضد الفلسطينيين وحقوقهم.
وفي ضوء المعطيات ما بدا منها حتى الآن وما ستقدمه الأيام القادمة، فإن رؤية فياض، تفقد مبرراتها، إذا لم يتم التعامل مع مضامينها بشكل جدي خلال المواجهات وفي ظل استمرارها. والحال أنه مثلما هو غير مسموح عسكرة «الانتفاضة»، أو تجييرها فصائلياً، مع تقديرنا لأدوار الفصائل، والجهد العملي الذي تشارك فيه، فإنه من غير المعقول أن يتم قبول مبدأ التهدئة مقابل التهدئة، أو الاستعجال في استثمارها سياسياً.
إن التداعيات التي تفرضها «الانتفاضة» على المجتمعات الإسرائيلية ومخلفات ذلك أهم بألف مرة من أن يتم وقف هذه المجابهة وتجييرها لصالح تحسين المفاوضات وبيئتها.
يصبح المطلوب من القيادات السياسية الرسمية والفصائلية أن تتوخى الحذر فيما يمكن أن تقوم به، أو أن يذهب بها الحماس إلى درجة التقدم نحو تغيير وجهة المواجهات وأساليبها، أو فرض قيادات عليها. فدون التقليل من دور الفصائل ودائماً، فإن دورها اليوم هو دعم وتغذية الانتفاضة وتأمين البعد الشعبي لها، تحت عنوان التحصين والتمكين والإدامة.
وقد يكون من المناسب أن لا يختلف الفلسطينيون حول أهداف هذه «الانتفاضة» إن كان عليها أن تنجز مهمة رحيل الاحتلال أو تحرير كامل الأرض الفلسطينية، أو تخليص المسجد الأقصى، الذي يصر نتنياهو على تسميته جبل الهيكل، كما ورد في تصريح مكتوب له بعد ما قيل عن اتفاق مع الأردن بحضور كيري والرئيس عباس في عمان.
إن المعيار الأهم والاستثمار الأهم في الوضع الداخلي الذي يحقق لهذه «الانتفاضة» الشبابية يتجلى في أمرين: الأول، إنهاء الانقسام الفلسطيني والامتثال للوحدة الميدانية التي تظهر في ساحات المواجهة. والثاني، في الاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة تفتح الآفاق على مرحلة جديدة كبديل عن استراتيجيات المرحلة السابقة التي كانت أحد الأسباب الأساسية في اندلاع هذه «الانتفاضة».
في الخلاصة ينبغي أن يترك الشباب ليقرروا ميدانياً، آليات عمل الانتفاضة وأهدافها وآفاقها، وان تنشغل القيادات أكثر في ترتيب البيت الفلسطيني عبر كافة العناوين التي سجلتها مراراً اتفاقيات المصالحة، ولم يتحقق منها سوى حكومة توافق وطني ليست قادرة على الإقلاع بالمهمات التي أنيطت بها.
تفاهمات الأقصى وبيع الوهم ...!!
امد/ د. عبد الرحيم جاموس
لقد أتقن الأمريكيون بيع الوهم للعرب عموماً، وللفلسطينيين منهم خصوصاً، وكانوا يجدون دائماً مشترين جاهزين لهذه البضاعة الفاسدة في معظم الأوقات، وها هو وزير الخارجية الأمريكية بعد لقاءاته مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي في برلين، وصل إلى عمان والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وبعد ذلك زار الرياض والتقى بالعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ... مسوقاً ومروجاً لما جرى التفاهم عليه بينه وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، لما بات يعرف ((بتفاهمات الأقصى))، وإدعاء نتنياهو بإلتزام (إسرائيل) بالوضع القائم في الأقصى منذ الرابع من حزيران من العام 1967م، مؤكداً أن العبادة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، تقتصر على المسلمين فقط، وأن الزيارة فقط لغير المسلمين ... وإحترام دور وزارة الأوقاف الأردنية المتفق عليه في الإشراف على الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، كما طالب الأردن بوضع كميرات مراقبة للتأكد من تنفيذ ذلك، وقد أعلن الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة أن الأردن يرحب بهذه المبادرة وينتظر التنفيذ ...، أما الرئيس الفلسطيني فقد إعتبر ذلك غير كافياً، وقد قدم عدة ملفات للسيد كيري تبين إنتهاكات إسرائيل للإتفاقيات الموقعة معها من جهة، وسلسلة الإعتداءات التي يتعرض إليها الفلسطينيون يومياً على يد قوات الإحتلال ومستوطنيه من قتل وإغتيال وإعتقال وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي وتوسيع للإستيطان ومن حواجز وحصار وسياسات عنصرية تهدد حياة الفلسطينيين الطبيعية وتعمل على تغيير الأوضاع القائمة على الأرض سواء في القدس أو في بقية الأراضي الفلسطينية، بهدف تدمير كافة جهود السلام، وجعل الإحتلال والإستيطان وإستمرارهما خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين ... هذا ما ترفضه القيادة والشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وكذلك جميع الدول العربية دون إستثناء، وكل قوى العدل والإنصاف والديمقراطية في العالم، والذين إنتصروا دائماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعموا وأيدوا حل الدولتين، وأدانوا إستمرار الإستيطان والجدار وسياسات البطش التي يمارسها جيش الإحتلال ومستوطنيه، فمن هنا يتبين لنا أن هذا الوهم الذي قام بتسويقه نتنياهو لدى رئيس الدبلوماسية الأمريكية الوزير كيري، وقام الأخير بدوره بتسويقه للأردن ولفلسطين ولبقية العرب تحت عنوان تفاهمات الأقصى وإبقاء الوضع على ما هو عليه ... ظناً من الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي أنه كافٍ لإستعادة ما يعرف بالهدوء، والمقصود هنا ((بالهدوء)) وقف وإغتيال الهبة الفلسطينية وإنتفاضة القدس، التي فجرتها سلسلة الإجراءات العدوانية والفاشية التي يمارسها الإحتلال سواء في القدس أو في بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية ...
لن ينطلي ذلك على الفلسطينيين قيادة وشعباً، مهما مورس عليهما من ضغوط دبلوماسية وتهديدات لوح بها الأمريكيون مثل تقليص المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .. وغيرها من الضغوط المنتظرة من الجانب الإسرائيلي ...
لأن المطلوب فلسطينياً من أجل إسترداد الهدوء والأمن والسلام للجميع، هو بعبارة بسيطة (إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية) وما نتج عنه من إستيطان وجدار وتغيير للمعالم الجغرافية والسكانية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين التي تعج بها السجون الإسرائيلية، والتمكين للشرعية الدولية أن تأخذ طريقها بفاعلية لإنهاء الصراع على أساسها من حق العودة وتقرير المصير، إلى التنفيذ الدقيق والأمين لمبدأ حل الدولتين الذي يرجع أساسه إلى القرار الأممي 181 لسنة 1947م، والذي نشأ بموجبه الكيان الصهيوني، وبقي الكيان الفلسطيني مغيباً، ولذلك لن تتوقف الإنتفاضة الفلسطينية ولن يعود الهدوء جراء بيع الوهم أو ممارسة الضغوط، فهل تدرك الدبلوماسية الأمريكية ذلك، وتسعى جادة نحو فرض حل للصراع، بناء على هذه الأسس، أم ستستمر في بيع الوهم، وبالتالي سيستمر العنف ..؟!! وستستمر إنتفاضة الشباب الفلسطيني، الذي فقد الثقة بكل هذه السياسات، حتى يستعيد كرامته وحريته وإستقلاله، والذي بات يعي جيداً أنه ما حك جلدك غير ظفرك ..!!
16 نقطة مفهومة في غضبة القدس
امد/ بكر أبو بكر
هل نحن معا كفلسطينيين وحركيين نوجه الحدث الحالي ككل، كما نوجه المسار بأي اتجاه؟ فإن كنا كذلك أو لم نكن جوابا على السؤال فإننا نحتاج بالضرورة لوحدة ولتوافق وبرنامج ومسار نهايته معروفة لأن به هدف واضح قابل للتحقق، فلا تلعب بنا المشاعر الجيّاشة والتحريضات الحزبية أو من بعض المؤسسات التأليبية، وأهواء ذوي المصالح الذين ينفخون، وفي النهاية ستنفجر النفيخة محدثة صوتا فقط.
من هنا علينا أن نجيب على السؤال لماذا نحن اليوم نعيش غضبة القدس؟ وكيف نستثمرها وهل هي نهاية الطريق؟
1-لأقول كمصطلح في البداية فنحن برأيي يجب أن لا نستخدم مصطلح "الهبة " لأنها بالوعي الشعبي للكلمة تعني أنها قد لا تدوم ومحدودة ولها سوابق تاريخية، أو قد تعطي الإحساس بالوقتية والهامشية، وما نحن هامشيون بل مناضلون للقدس والأقصى وكل فلسطين.
2-ولماذا لا يحبذ بعض الأخوة مصطلح "انتفاضة"؟ الآن في اللحظة الحالية؟ أقول لأن قادة الفعل الميدانيين يهتمون بالفعل لا الاسم أو المصطلح، ويقولون لنا سموها ما شئتم المهم العمل المنجز، هذا أولا ، فلا تهمهم المصطلحات لكنها بالحقيقة تعطي رسالة بالذهن، أضف لذلك فإن هؤلاء الميدانيين تدفعهم بعض القنوات السياسية والاعلامية لما لا يريدون من أفعال ستخرب أكثر مما تحقق الهدف، وأيضا يصعب استخدام مصطلح انتفاضة كي لا يحدث شعبيا اسقاط نفسي خاطيء لتكرار بعض ممارسات الانتفاضة الأخيرة (2000-2004) خاصة بنهايتها السلبية من بعض الكتائب غير المنضبطة؟
3-ان الديمومة للغضبة ليست مقدرة بوضوح ، في ظل أن ديمومة الحدث أي حدث نضالي ليصبح "انتفاضة" له عدة أركان إذ يجب أن: تتمدد جغرافيا (في القرى والمدن والخرب ...) وزمنيا (في آن واحد..) بل وديمغرافيا (كل المجتمع بأطفاله ونسائه ورجاله...وكل المهن والوظائف والفئات...) يحتاج وحدة موقف وبرنامج وقرار وطني ما لا يبدو بالأفق، ويحتاج مجتمع كامل مؤهل، ويحتاج خطة شاملة، ويحتاج حراك عربي (شبه منعدم) ودولي.
4-لذا تأتي الغضبة في فلسطين كمثال لتعبر عن نقطتين أنها غضبة لله سبحانه وتعالى لانتهاك حرماته بالقدس والمسجد الأقصى المبارك (بُعد ديني موجه لكل الأمة واستنادا لحديث عائشة عن الرسول متى يغضب...)
5-وثانيا هي غضبة للأرض نتيجة انتهاكها المتواصل عبر المحتلين المستعمرين بالمستوطنات والمستوطنين وبجرائم عصابات المستوطنين ، وكلنا يعلم أن انسحاب "حماس" من هذه الغضبة بمعنى رفض أن يكون لغزة تحت سيطرتهم أي دور يضعفها قطعا، عدا عن رفضها التنسيق كليا مع الحركة (أنظر تصريحات الزهار) يعني حكما أن الغضبة سيكون لها أمد، وبنتائج يجب أن نبلورها منذ الآن، كي لا تكون مثل تهديدات وتصريحات البعض الصاروخية في حروب غزة الثلاثة ضد العدوان الصهيوني التي أعادتنا للوراء ولم يتحقق من تلك الشعارات أو التصريحات شيئا، بل ويتغافل عنها اليوم مطلقوها بالأمس.
6-كلنا نعلم جهرا وبلا مواربة أن برنامج الرئيس والحركة منذ 2005 هو برنامج: نعم للمقاومة الشعبية ولا للعسكرة، بمعنى رفض فوضى السلاح الذي تحبذه كتلة "حماس" -غزة لتخفيف ضغط عناصرها على تخاذلها بغزة-كما أفادوا- وبعض المخرّصين
7- المقاومة الشعبية بأشكالها الشعبية حققت إضاءات هامة ورائعة وانجازات مشهودة مثل إعادة بعض الأراضي مثلا وبتغيير خط السورالعنصري، وبقرار محكمة العدل بعدم شرعية السور أو جدار الفصل العنصري ، وبإدامة نَفَس المقاومة لدى شعبنا بأجياله، كما كان للمقاطعة ولجان الحراسة التي شكلتها حركة فتح ضد اعتداءات المستوطنين دور هام يجب استمراره
9- لكل ذلك هنا هي "غضبة" وقد لا تتحول الى انتفاضة شاملة ذات أركان فنحن نتعامل مع رمال متحركة والسياسة فعل ورد فعل ومعادلات وقوى ومعسكرات وتحالفات هي اليوم دون تفصيل للوضع بالنسبة لنا صفر مكعب.
9-مع ذلك هل أفادتنا الغضبة وطنيا؟ بالطبع نعم، وعليه وما هو المطلوب؟ إن المطلوب هو:أن نحقق أي من أهدافنا أكبُرت أم صغُرت بمعنى أن نبلور أهدافنا منذ الآن كي لا يظن قادة الغضبة الميدانيين من الأبطال أنها ذهبت هباء. فالمطلوب في القدس والأقصى يجب أن يكون واضحا لنا والمطلوب على صعيد المستوطنات أيضا كما المطلوب على صعيد معاقبة المجرمين من أهداف تتوج الغضبة، والغضبات والانتفاضات والمقاومة مستمرة.
10-يجب أن يشعر البطل المقاوم أفرادا وجماعات على الأرض أنهم حققوا شيئا لأن الغضبات والانتفاضات وأشكال المقاومة الأخرى مازالت أمامنا ونحن في صراع طويل جدا لن ينتهي قريبا ابدا
11-هل نهاية #عضبة_القدس أنه ستقام الدولة في حدود 1967 ، سؤال أريد كل قاريء أن يجيب عليه بينه وبين نفسه عنه؟ وعليه يجب أن نفكر معا بروية حيث تكون أهدافنا قصيرة المدى لا تلغي تلك طويلة المدى أبدا بل تسندها .
12- لقد أصبح الوضع القائم الحالي في فلسطين خاصة في ظل تحالف نتنياهو الثلاثي (الحكومة اليمينية والجيش وغلاة المستوطنين) وضعا قاتما يحد فيه تحالف نتنياهو المتطرف والكاذب الأيديولوجي والمزور من امكانية التغيير المنشود ، ناهيك عن انعدام أو ضعف أو تزعزع التأثير على هذا التحالف غير المقدس داخليا وعربيا وعالميا، لذا فهذه العصابة يجب أن تزول.
13-المهم أننا سنظل نجاهد ونناضل ونقاوم و لن نستسلم وهذا مبدأ وقيمة عالية ونسلم الرأية من جيل إلى آخر
14-المهم أيضا أن هذه الغضبة بقيادتنا ككوادر ميدانيين وبالحركة ومن شبابنا الفلسطيني (لاحظ دون أدنى دعم عربي أو حتى رسمي ميداني فصائلي من الآخرين سوى الشعارات التشدقية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع) توجب علينا أن نعمل للخروج بثمن ونتيجة، تمهيدا لما يليها مع إبقاء اللهب وبركان الغضب كامنا في عقل ونفس وروح الشباب والأجيال ...فهذه فلسطين وليست فلان أو علان من القياديين الذين سيزولون
15-كان الأحنف بن قيس من أحلم العرب لكنه عندما كان يغضب كانت تجرد السيوف له من 100 ألف مقاتل؟ فأين نحن في الأمة العظيمة اليوم من ذلك؟
16- -الله سبحانه وتعالى معنا، والإرادة الصلبة والفكر المستنير والوعي الذي يستطيع أن يبلور في كل مرحلة أهدافه وخططه ورجاله ونساءه وأدواته ونتائجه القابلة للتحقق، دون التنازل مطلقا عن التعبئة الثقافية والفكرية الحضارية والتاريخية التي تحدد حقيقة حقنا الذي لن يزول.
جهاد ارشيد .. نموذج يخلد لوالد يشكر الله على استشهاد ابنته دانيا
امد/ سهيلة عمر
كم المني مشهد اعدام دانيا ارشيد الفتاه البريئة القاصرة التي لا يتجاوز عمرها ال 16 عام. تلك الفتاه الصغيرة التي غادرت لمدرستها ليغتالها السفاحون الصهاينة لدى عودتها للمنزل. ثم نشر مشهد والدها جهاد ارشيد الذي خرج جزعا بحثا عن ابنته في كل مكان ففوجيء باستشهادها بعد ساعات طويله من البحث وهو يشكر الله تعالى على استشهاد ابنته. مشهد اثار بكاء جميع من شاهدوه في الوقت الذي حاول ان يربط جأشه ويطالب من حوله ان لا يبكوا. حاول ان يتماسك ويحمد الله على مصابه فابكى الجميع بصموده وتماسكه وثقته بالله تعالى.
لقد تجرع والد الشهيدة جهاد ارشيد مرارة التعرف عليها، وحمد الله وشكره، وتعالى على حزنه، مؤكدا لمن حوله أنه هادئ وبخير، مضيفا"انا هادىء انا ابنتي شهيدة انا هادىء"، ونظر الى عيون من حوله وقد سالت منها الدموع لا شعوريا، وطلب من الجميع مسح دموعه .
باي ذنب اعدمت دانيا ارشيد، كيف لطالبة مدرسه بريئة ان تحمل بيدها سكين وهي خارجه من المدرسه للتوجه للبيت بحقيبة الدراسه؟؟ يستخفون بعقول من، بعقول حلفاءهم الامريكان والبريطانيون توني بلير وجون كيري وباراك اوباما، ام بعقول اقرانهم الشاطين ؟؟ اأعدمت لمجرد انها فتاه قاصرة بريئه. ترى هل امتهن الصهاينه مهنه جديده تضاف لمجازرهم التي لا يعد لها ولا تحصى بان اصبحوا سفاحين للقاصرات فقد بات واضحا انهم يستقصدون الفتيات الصغيرات في السن المستضعفات لاستفزار الشعب الفلسطيني.
عزاءنا وعد الله لنا ان جميع شهداءنا احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ومن خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الشعب الفلسطيني يقدم شهداءه هبة خالصه لله تعالى فيرفض ان يبكي عليهم ثقة بوعد الله تعالى والله لا يخلف وعده. نعم موتانا في الجنة وموتاهم في النار والدنيا لهم والآخرة لنا. ليت سفاحي القاصرات يعون ذلك كما وعاه والد دانيا ارشيد ووالدة بيان العسيلي ووالد هديل الهشلمون وجميع اهالي الشهداء الابرار. ونسأل الله ان تاخذ الصهاينة صيحه واحده فيكونوا خامدين.
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
( قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون ( 26 ) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ( 27 ) وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ( 28 ) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ( 29 ) ) .
sohilaps69@outlook.com
"هرقلة سياسية" تستوجب الرد !
فراس برس/ حسن عصفور
لا يمكن للمرء ان يمر مرورا عابرا على عدم حدوث "لقاء فلسطيني إردني" مشترك، قبل عقد اللقاءات "الثنائية" من الطرفين مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في عمان، العاصمة الأردنية، وكلا الطرفين يعلنان أنهما سيبحثان "ازمة القدس ومسجدها" في ظل "التهويد الاسرائيلي" المتسارع، ما أنتج "هبة غضب عارمة كان سكينها رمزا جديدا من رموز الفعل الفلسطيني"..
ان يحضر الرئيس عباس ومعه "وفده الخاص"، ويلتقي بكيري في مقر أمريكي في العاصمة الأردنية، قبل أن يحدث أي "فعل تشاوري - تفاهمي" مع الشقيقة الأردن، فتلك بذاتها "رسالة سياسية" تكشف عمق "المصيبة السياسية" التي نعيشها راهنا، بعيدا عن تحميل هذا الطرف أم ذاك مسؤولية غياب التنسيق المسبق، او التشاور للإتفاق على ما يمكن اعتباره "الخط الأدنى" لصيانة "المقدس السياسي -الديني" في بيت المقدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وفقا للتاريخ وأيضا للقانون وحكما بقرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، المتجاهل رسميا من قبل "الرئاسة الفلسطينية وخليتها الخاصة"..
لكن تلك المسألة، غياب التنسيق والتفاهم، وحدها كانت كفيلة، بأن لا نصل الى أي اتفاق يمكن الاعتداد به، بل موقف أدى لخروج رأس البغي الحاكم في تل أبيب ليعلن في بيان رسمي "تهويد القدس والمسجد الأقصى"، دون ان يتصدى له أي من طرفي المعادلة الرسمية في فلسطين والأردن..
ولأن واشنطن تعمل بكل السبل السياسية لتكريس "مصالح" دولة الكيان في ظل "هزالة سياسية عربية"، وقبلها في مشهد فلسطيني هو الأكثر ضعفا وانتكاسة ساعد امريكا ودولة الكيان لفرض اسس "الرؤية التهويدية وعبرنة المقدسات"، وشل الكيانية الفلسطينية بحركة استيطانية جنونية، اكتفت "الرئاسة الفلسطينية وخليتها" برصدها وتحويلها الى "اقراص مدمجمة" قدمتها بعد سنوات الى الوزير الأمريكي، وكأنه "ناظر مدرسة" يبحث عن عقاب "التلميذ المشاغب"..
ثقافة المراقب الضعيف لا تنتج أبدا "حالة مقاومة أو ردع للبلطجة السياسية التي تمارسها دولة الكيان، في "العشرية الأخيرة"..وكان ذهاب الرئيس عباس مع "بعض فريقه الخاص"، بلا تنسيق وطني، ولا مشاركة وطنية، ودون أي تنسيق عربي، وكذا مع الاردن، سيكون الطبيعي الوصول الى ما كان من "مصيبة سياسية" أعلنها نتنياهو..
والكارثة المضافة لـ"الخلية السياسية العباسية"، أنها لم تعلن موقفا من "بيان نتنياهو التهويدي"، صمتت صمت القبور وكأن المسألة تحدث في مكان غير التي مفترض انها وجدت لتحميه وتدافع عنه، ويزداد المشهد "هرقلة سياسية"، عندما نقرأ لشخص منسوب الى حركة فتح، بلا أسم ولا هوية أنه لا يوجد "رضى ولا موافقة" على التفاهمات التي حدثت حول القدس..بل ان وزير خارجية حكومة الرئيس عباس خرج بتصريح غاية في "الطرافة: بوصفه أقوال نتنياهو بأها "قد تكون فخا إضافيا"..
هكذا تتصرف الرئاسة وخليتها نحو واحدة من أخطر القضايا المركزية للقضية الفلسطينية، القدس بكل ما لها من مكانة سياسية وسيادية ودينية أيضا..سلوك يعكس ان "التيه والتوهان" بات سيد الموقف لهذه الرئاسة وخليتها، وأن هذا السلوك مؤشر خطير جدا لو استمر كما هو دون تصويب أو تقويم أو مواجهة علنية كي لا يعتقد البعض ان "الخيبة السياسية" باتت هي الحاضر في المشهد الراهن..
فوضى المشهد السياسي لما قبل "لقاءات عمان" وبعدها، تكشف عمق الأزمة السياسية الفلسطينية في قمة الهرم، وفقدان "المنظومة الرسمية" لآليات العمل والادارة وقبلها العجز القيادي في الشأن الوطني العام..
غياب التنسيق الوطني، وغياب التنسيق العربي حول القدس وقبلها "المسألة الوطنية" يفرض ضرورة عقد "لقاء وطني" لتدارس ما وصلت اليه الحالة القيادية، ومخاطر الاستمرار بما هي عليه، خاصة وأن روحها تتعاكس كليا مع "روح الغضب الوطني - الشعبي العام"..بل هي ووفقا لما بات معلوما للجمع الفلسطيني تبحث كيفية "وأدها" بأي سبل ممكنة - متاحة..
وبالتأكيد فالحاضر الفصائلي القائم لا يمنح التفاؤل السياسي الممكن لمواجهة أخطر "أزمة سياسية فلسطينية" تمر عليها القيادة الرسمية، حتى في ظل الأسوء الانشقاقي، كان الخالد ابو عمار يشق الصخر كي تبقى الشعلة، وبعد الانشقاق - الخطف في قطاع غزة، خرج أهل القطاع، عدا فرقة الخطف، لتعلن أن فلسطين القضية ليست للخطف ولن تكون..
ولذا فالحاضر الراهن بما يحمله من خطر التصفية والتهويد يفرض ضرورة البحث في "اشتقاق وطني" متسلحا بروح "الغضب العام" متصديا مواجها مكملا راية الخالد ابو عمار التي رفعها وحملها حتى الشهادة..ثورة ثورة ثورة حتى النصر..ولا غيرها بديلا مهما لبس الملتبسون وطنيا "عباءات مزيفة"!
عشية ذكرى غياب الخالد اغتيالا بات الواجب اشتقاقا سياسيا يحمل ألق "العرفاتية الوطنية" كي لا تنكسر الراية بفعل فاعلين معلومين جدا..وكي لا يتمكن هذا الفريق من "كسر سكين التمرد والعصيان" على المحتلين وأدواتهم!
ملاحظة وتنويه خاص: في ذكرى رحيل القائد فتحي الشقاقي اغتيالا غادرا.. وذكرى انطلاقة فصيل من "طراز خاص" حمل نكهة مختلفة براية الجهاد وعمق الاسلام التحرري الكفاحي، روح "ابو ذر الغفاري"، بأن للفقراء حق الحياة..للجهاد الفصيل الذي أحترم ولقيادته الرشيقة وطنيا وأمينها العام د.رمضان شلح ونائبه زياد تحية خاصة..بأمل أن نرى حضورا تستحق في حياة سياسية ملتبسة..الجهاد بلا طائفية وبروح الوطن..هي ما ننتظر وينتظر أهل فلسطين!