تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات المواقع الالكترونية 08/11/2015



Haneen
2015-12-14, 12:58 PM
<tbody>















<tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif



</tbody>







<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)



</tbody>






<tbody>
الاحد : 8-11-2015



</tbody>













file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif







file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif

</tbody>





file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg









المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات

v إحتلال وشعب محتل ...!!!
الكرامة برس/ د. عبد الرحيم جاموس

v ((أزمة الإعلام الفلسطيني))
الكرامة برس/ محمد صالح الشنطي

v الانتفاضة تنتصر على عدوها ويهزمها مرضها
الكرامة برس/ د. مصطفى يوسف اللداوي

v ذكرى الراحل ياسر عرفات.. واليوم المرتقب
الكرامة برس/ أشرف طلبة الفرا

v "رؤية فلسطينية" و"تفاهم عربي" حلا لـ"تساؤلات الراشد"!
الكرامة برس/ حسن عصفور

v في ذكرى رحيل ياسر عرفات "أبو عمار"
الكرامة برس/ نعمان فيصل

v قراءة في المشهد الفلسطيني
صوت فتح/أحمد سمير القدرة

v "رؤية فلسطينية" و"تفاهم عربي" حلا لـ"تساؤلات الراشد"!
فراس برس/ حسن عصفور






v الشرق الأوسط: أفول نجوم وصعود قوى
امد/فادي الحسيني

v الأقصى والشيخ رائد صلاح وكتاب عرب بنفسية صهيونية
امد/د.أحمد أبو مطر

v تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
امد/مروان صباح

v " الخلاف حول بطانة الزعيم وليس حول شخصه هو دليل قبوله لدي العامة "
امد/سامي ابو لاشين

v مهرجان فتح غرب غزة .. حضور متميز وإعداد مبدع
امد/هشام ساق الله

v أحلام الموت والأحلام الثورية
امد/محمود فنون


المقالات

إحتلال وشعب محتل ...!!!
الكرامة برس/ د. عبد الرحيم جاموس

إحتلال وشعب محتل، الإحتلال: صهيوني عسكري إقتلاعي، تدميري إستيطاني، لا مثيل له في التاريخ، ولا شبيه له في الواقع، الشعب المحتل: هو الشعب الفلسطيني الذي تعرض لشتى الأهوال ولمختلف صنوف الإجراءات العنصرية، والقهرية من تهجير وإقتلاع، إلى الحرب والقتل والدمار، وسياسات الميز العنصري، والحصار والتجويع، والعزل والإعتقال، والإعدامات على الحواجز والطرقات، وبتر الأطراف وسرقة الأعضاء في المشافي الصهيونية، ثأراً وإنتقاماً من صموده وثباته على حقوقه المشروعة في وطنه فلسطين.
رغم كل ذلك بقي الشعب الفلسطيني مُتمَاسِكاً، ومُتَمَسِكاً بحقوقه التاريخية الوطنية والقومية، في وطنه فلسطين، ولم ولن يرفع الراية البيضاء لهذا الإحتلال الغاشم على مدى سنواته البغيضة، فخاض كل أشكال النضال، بكل الوسائل، ومارس جميع الخيارات، وبقي أنموذجاً في المقاومة والصمود، يضرب بها المثل في الماضي والحاضر جيلاً بعد جيل، لم يلين ولن يستكين لهذا الجبروت الصهيوني، المدعوم من الإستعمار، وقوى الفاشية العالمية، التي تقف دائماً إلى جانب المعتدي، وتسانده على الإستمرار في فعلته وجريمته، وتبحث له دائماً عن المبررات، لتصبح جريمته مبررة، ويفلت من العقاب، ويستمر كأنه كيان فوق القانون ...
لا أقول قد نفذ صبر الشعب الفلسطيني وقيادته، وإنما الشعب الفلسطيني وقيادته لن يعجزوا عن إجتراح البدائل، والسياسات الكفيلة بإستمرار هذا الصمود الأسطوري في وجه الصهيونية والإستعمار، والسعي الحثيث والدؤوب من أجل وضع حدٍ لهذا الإحتلال الذي يمثل أبشع صورة، وآخر إحتلال على وجه الأرض.
الشعب الفلسطيني يواصل صموده اليوم وتجدده، وتناسله وتواصله فوق أرض وطنه، ليحافظ على الهوية الأصيلة لوطنه فلسطين كجزء لا يتجزأ من محيطه وهويته الثقافية والوطنية والقومية العربية.
لذا تأتي هذه الهبة والإنتفاضة الفلسطينية الجديدة لترسم ملامح مرحلة جديدة للكفاح الوطني الفلسطيني في وجه هذا الإحتلال، ويتوافق فيها الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، على ضرورة تواصلها وتطورها النوعي والكمي، والعمل على المستوى الداخلي والخارجي وفق رؤية سياسية متجددة وثابتة تهدف إنهاء الإحتلال وتمكين شعب فلسطين من حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها نيله الحرية وتقرير المصير والعودة وإقامة الدولة المستقلة، أسوة بكل الشعوب، الذي كفل لها هذا الحق القانوني الدولي والشرعية الدولية.
على هذه الأرضية يأتي تحرك القيادة الفلسطينية، لتوفير الحاضنة العربية لهذه الإنتفاضة، والعمل على تثميرها سياسياً، وفق التصور الذي أقرته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في إجتماعها يوم 05/11/2015م في رام الله، والذي يستند إلى محورين الأول داخلي، يهدف إلى تصليب البنى الوطنية الفلسطينية القائدة لهذا النضال من خلال عقد المؤتمرات الوطنية للفصائل والمنظمات الشعبية وفي مقدمتها عقد المؤتمر السابع لحركة "فتح"، وعقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني، لِضخِ الدماء الجديدة في هياكل المنظمات والبنى الفلسطينية القادرة على القيادة في هذه المرحلة التاريخية، وإنجاز ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتوحيد الجهود، لإغلاق كافة الفجوات التي نفذ منها الإحتلال، ويسهر على بقاءها وديمومتها، والمحور الثاني خارجي، عربي ودولي في آن واحد، عربياً السعي لتوفير الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني لإستمراره في هذه المواجهة المتجددة، وهذه الإنتفاضة المباركة، ودعم وتبني الموقف الفلسطيني في الساحة الدولية لإطباق الخناق على الكيان الصهيوني، وفرض العزلة الدولية عليه بما فيها تجميد وإسقاط عضويته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى حين إقراره بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإكتمال عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، علماً أن عضوية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة مشروطة بشرطين رئيسيين هما: تحديد الحدود، وتنفيذ حق العودة للفلسطينيين وفق القرار 194، والإلتزام بتنفيذ القرار 181 القاضي بإقامة دولته ودولة فلسطين، وقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحقق من عدم إلتزام الكيان الصهيوني بتنفيذ هذه الشروط، وفرض العقوبات الدولية عليه، حتى يجر الإذعان لتنفيذها، وإقامة دولة فلسطين وفق القرارات الدولية.
بموجب ذلك تكون مرحلة إتفاق أوسلو وما رتبته من إلتزامات قد أصبحت ملغاة وفي عداد الذكريات، وتحل مكانها العلاقة التي تحكم الشعب الفلسطيني، مع الكيان الصهيوني، هي علاقة إحتلال وشعب محتل، كما يوصفها القانون الدولي، وما يترتب عليها، إلى أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة.

((أزمة الإعلام الفلسطيني))
الكرامة برس/ محمد صالح الشنطي


أخي العزيز الدكتور عبد الرحيم جاموس حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، وبعد
أخي العزيز :
الساحة بفضاءاتها و منابرها الإعلامية مفتوحة على مصراعيها أمام أنصار الباطل والمبطلين ممن ينتمون زورا و بهتانا للإسلام وهو منهم براء ،وقد اشتدت الحملة على الأخ الرئيس وعلى فتح و وعلى الحقيقة و الحق افتراء و كذبا و توليفا لفيديوهات متعوب عليها فنيا ووراءها أجهزة و إمكانات ،الأمر الذي أشعل الساحة عداء و كراهية ونشرا لثقافة التزييف و التحقير و التخوين خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حين تبدو ردّات الفعل ضعيفة في الإعلام الوطني الفلسطيني و غير كافية مما يورثنا ألما حد القهر ؛ وقد رغبت أن أنقل لك وجهة نظري آملا أن تنقلها إلى من ترى ، ولعلك تشاركني الرأي فيها أو في بعضها :
أولا - لماذا لا يستنفر الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي للرد على الافتراءات بالأدلة وهي موجودة و بالسلاح نفسه الفيديوهات اتي يجتزئونها من أحاديث الرئيس ، و يكون ذلك على أوسع نطاق و بشكل منظم و من خلال لجان مهمتها رصد هذه الأكاذيب ، وأخرى تعمل على تحضير المادة ،و الثالثة تعدها و تخرجها بشكل لائق مقنع حضاري مهذب ، ولعلنا هنا نستطيع أن نقوم ببعض الواجب
ثانيا - الفضائيات الفلسطينية وهي وافرة .الإعلام فيها ضعيف و تقليدي و واضح أن الجهد مشتت و بلا استراتيجية لها خططها و أهدافها و أجهزتها ، فلو خصصت إحدى القنوات لاستضافة إعلاميين و دعاة ومسؤولين واستقطبتهم بعد استئناسهم وتوعيتهم بواقع الانقسام و المسؤولين عنه ومحاورتهم على الهواء ، وخصوصا ممن لهم جماهيرهم و مستمعيهم مما يستجلب عدد ا من المتابعين لقنواتنا خصوصا من خلا ل الحرص على المصداقية بدلا من أن نتركهم للإعلام الآخر المضلل الذي نجح في تجنيد عدد كبير منهم واستمالتهم وشحنهم ،
و من يتابع قناة الأقصى و القدس يشعر بالجهد الذي يبذلونه في هذا الميدان.
إعلامنا مقصر في تتبع الفجوات والتناقض واستلاب العقول الذي يمارسه الإعلام المضاد حتى إن مجرد ذكر اسم الرئيس يبدو مدعاة للشتم و السب و الاتهام ، أين إعلامنا من هذه الصورة السلبية النمطية التي كرسها الإعلام المضاد في نفوس و أذهان الناس ، ألا يستلزم ذلك مراجعة جادة ؟ أين المسؤولون عن الإعلام ولدينا طاقات إعلامية هائلة مهمشة أو موظفة في منابر لا يستمع إليها أو يراها أو يقرأها إلا القليل ، ومراكزنا الإعلامية تقليدية أو مشتتة الجهد ,
ثالثا - قنواتنا الرسمية موغلة في رسميتها وكأنها نسخ عن القنوات العربية الرسمية ؛ بل إن بعض البرامج تستضيف شخصيات مسيئة تناصر الإعلام المضاد أو منافقة وانتهازية : هاني المصري و شاهين و مصطفى البرغوثي والبرنامج المشترك مع البي بي سي ، إنهم يفرخون حقدهم وكراهيتهم و سمهم عبر إعلامنا الوطني ، وحتى بغض الإعلاميين الفلسطينيين المحسوبين على الحركة الوطنية يحاولون الظهور بمظهر الحياديين فيعملون على نشر غسيلنا القذر والإساءة للحركة الوطنية بحجة أنهم بيورتانيون أطهار ، ولعلك تابعت بعض ما يفعله ماهر شلبي في برنامجه حيث الصدور عن غي إعلامي وغباء سياسي أحيانا ، و قس على ذلك الكثير ، ولعل الأزمة الرياضية مع المملكة تكشف كيف استغل الإعلام المعادي الموضوع ا(لتناجة و عناد بعض المسؤولين عن الكرة عندنا) و تصريحاتهم غير المسؤولة ، وكأنه ليس بينهم وبين القيادة السياسية أي تنسيق ، لقد كانت الخسارة الإعلامية عالية وكرست الصورة النمطية للواء الرجوب في أذهان الجمهور لتكرر الأزمات و تواليها ، وكأن ثمة فجوة بين أجهزة الدولة و القيادة .
ثمة الكثير مما يمكن أن يقال بهذا الشأن .
لك خالص تحياتي و تقديري لجهودك المميزة.

الانتفاضة تنتصر على عدوها ويهزمها مرضها

الكرامة برس/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لعل شعب الانتفاضة العظيم قادرٌ على هزيمة عدوه، وتمريغ أنفه، وكسر نفسه، وتلقينه دروساً جديدة يضيفها إلى تاريخه، ويراكمها إلى خبرته، وهو على ذلك قادر، وتجربته معه تشهد، وتاريخه الطويل معه يؤكد على قدرته على الصمود أمامه، ومواجهة مخططاته وإفشال سياساته، فهو لا يخافه ولا يخشاه، ولا يحذره ولا يهرب منه، ولا يفر من أمامه أياً كانت قوته وسلاحه، وبطشه وإرهابه، وبغض النظر عن حلفائه ومناصريه، ومؤيديه ومعاونيه، الذين ينصرونه ظالماً، ويؤيدونه معتدياً، بل إن بطش العدو يزيد الفلسطينيين قوة، وشدته تزيدهم بأساً، وظلمه يزيدهم صبراً، ورجاله وأبطاله على مدى الأيام يثبتون أن هذا الشعب لا يخاف من عدوه، ولا يستكين له ولا يخضع، ولا يذل له ويخنع، ولا يستسلم له ويركع.
الفلسطينيون يتكفلون عدوهم، ويعلنون استعدادهم لمواجهته، ولا يبدون عجزهم عن القيام بمهتمهم هذه التي لا يرون أنها مستحيلة وإن كانت صعبة، ويعتقدون بنهايتها الإيجابية وإن كان نفقها مظلمٌ وطويل، ومقلقٌ ومخيف، ولكنهم يشكون في قدرتهم على مواجهة مشاكلهم الداخلية، ومعالجة أدوائهم البينية، فقد أعجزهم الانقسام، وأوجعهم الاختلاف، ونالت منهم الفرقة والخصومة والنزاع، وتضررت سمعتهم، وبهتت صورتهم، وتراجعت هيبتهم، وانفض المؤيدون والمناصرون من حولهم، لا بسبب عدوهم الباغي الطاغي، وإنما بسبب الانقسام الذي جعل العدو على جراحهم يرقص، وعلى أحزانهم يترنم، وقد تأكد لديه وهم على هذا الحال الانتصار عليهم، ولم يعد في حاجةٍ إلى بذل المزيد من الجهد، أو تقديم المزيد من الخسائر، فقد كفاه الفلسطينيون بانقسامهم مؤونة المواجهة، وضريبة المقاومة.
لا شيء أعيا الفلسطينيين كانقسامهم، ولا شئ أخزاهم أمام محبيهم كنزاعهم، ولا شئ يضعفهم كالخصومة فيما بينهم، فالاختلاف الداخلي قد فت في عضدهم وجرأ العدو عليهم، ومكنه منهم، وجعله يسخر منهم ويتهكم، ويستخف بهم ويهزأ، والفلسطينيون يعلمون ذلك يقيناً، ولا يشكون في أنه عيب مشينٌ، وفعلٌ قبيحٌ غريبٌ، وسلوكٌ مهينٌ مذل، ويعرفون أن هذا هو مرضهم العضال أو هو السم الزعاف، وقد يكون فيه مقتلهم الأكيد، وخاتمتهم الوخيمة، وأن أحداً لا ينقذهم منها أو من المرض وخاتمته الموت سواهم أنفسهم، فهم الذين يعرفون الداء ويعرفون الدواء، وهم الذين يشكون من المرض ويعرفون سبل الشفاء منه.
الغريب أن قيادة الشعب الفلسطيني وقادة فصائله وأحزابه، يعلمون أن الشعب هو الذي يدفع ثمن اختلافهم، وثمن انقسامهم، وربما كثيرٌ منهم لا يعاني ولا يشعر بحجم الأذى الذي يعاني منه الشعب، فهم يملكون امتيازاتٍ وعندهم صلاحياتٍ، ويتمتعون بأعطياتٍ كبيرة وهباتٍ مميزة، وعندهم بطاقات مهمة للشخصيات الهامة، وعندهم تسهيلاتٌ خاصة، فلا يضطرون للوقوف على الحواجز، ولا يتأخرون عن مواعيدهم ومصالحهم، إذ لا يعيقهم أحد، ولا يمنعون السفر، ولا يضيق عليهم عند العودة إلى الوطن، ولهذا فهم يعيشون بعيداً عن الشعب ومنبتين عنه، فلا يشكون ولا يعانون، ولا يشعرون بعمق الأزمة وخطورة المشكلة، ولا يستعجلون حلها ولا يبذلون قصارى جهودهم لتسويتها، بل يعيقون الحل، ويضعون العقبات والعراقيل، ويبتعدون عن الحلول السهلة والمخارج الطبيعية الممكنة.
ربما أن الشعب قادرٌ على الخروج إلى الشوارع والطرقات في مظاهراتٍ صاخبة ومسيراتٍ حاشدة ضد العدو الإسرائيلي، وأبناؤه يستطيعون أن يمطروا جنوده بالحجارة، وأن يقصفوا مدنه وبلداته بالصواريخ والقذائف، وأن يربكوه فلا يستقر، وأن يشوشوا عليه فلا ينجح، وأن ينالوا منه فلا يفرح، ومن الفلسطينيين من يستطيع اجتياز الحواجز والإفلات من نقاط التفتيش، والالتفات على مواقعهم ومهاجمتها، ومراقبة جنودهم وقنصهم، ويستطيع أن يطلق عليهم النار ويقتلهم، أو يخطفهم ويخفيهم، وغير ذلك الكثير مما يستطيع الفلسطينيون فعله، خلال مسيرتهم النضالية مسارهم المقاوم.
وهم اليوم يخرجون فعلاً في انتفاضةٍ عظيمة، عنوانها الوحدة، ووقودها الاتفاق، ومسارها التلاحم وسبيلها التنسيق والتكامل، يتقدمها جيلٌ من الشباب لا يخشى الموت بل يصنع الشهادة بنفسه، ويتقدم إليها باسم الثغر واثق الخطى راضياً عن نفسه، مطمئناً إلى قدره، وشعبهم معهم وإلى جانبهم، يحمونهم ويقاتلون، ويدافعون عنهم ويقتحمون، ويتحدون بإرادتهم الصادقة الاحتلال، ويطالبونه بالخضوع لشروطهم، والنزول عند حقوقهم، والحفاظ على مقدساتهم وعدم المساس بها، أو محاولة تغيير ملامحها وتبديل هويتها، وإلا فإنهم سيمضون في انتفاضتهم، وسيواصلون مقاومتهم حتى تحقيق كامل أهدافهم.
لكن الشعب الفلسطيني يرفض في هذه المرحلة العصيبة والظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة كلها، أن يثور ضد قيادة السلطة أو قادة القوى والفصائل، رغم أنه لا يقبل بسياستهم، ولا يوافق على منهجهم، وينتقد سلوكهم، ويعيب عليهم اجتهاداتهم، إلا أنه يرى أن الخروج على قيادته محرماً، والتظاهر ضدهم ممنوعاً، واستخدام القوة في مواجهتهم خطاً أحمراً، لأن هذا الأمر من شأنه أن يزيد في حالة الانقسام، ويباعد بين فرص التلاقي والاتفاق، ولهذا فهو يؤثر أن يحارب عدواً، فيقتل أو يُقتل، على أن يواجه فريقاً منه فيضعف ويضعفون، ويخسر ويخسرون، ولكنهم يأملون من القيادة الفلسطينية كلها أن تدرك قيمة هذه القاعدة الذهبية التي تصون الشعب وتحمي القضية، وأن يعملوا بها وبموجبها من أجل قضيتهم، وإكراماً لانتفاضتهم، ووفاءً لشعبهم الذي يسبقهم ويضحي.
كان أمل جيل الانتفاضة الفلسطينية وشعبها، أن تكون سلطتها وقيادة أحزابها متفقة ومتعاونة، تسبقهم إلى الميدان وتتقدمهم على خطوط المواجهة، وتخطط معهم وتضحي مثلهم، وتقود جمعهم وتنظم صفهم وتوحد كلمتهم، إذ أن في الوحدة قوة، وفي الاتفاق صلابةٌ ومتانة، ولا يقوى العدو على هزيمتهم وهم جماعة موحدة، ونواةٌ مستعصية، وجوزة حقيقية لا تنكسر، كما لا يستطيع إذلالهم وإنهاء انتفاضتهم والتأثير على مقاومتهم، وهم صوتٌ واحدٌ، وإرادة مشتركة، يحملون هدفاً واضحاً محدداً، ويعرفون عدوهم جيداً، ويحسنون التصويب نحوه فقط، فلا يخطئون الاتجاه، ولا ينحرفون عن المسار، حينها على عدوهم ينتصرون، والشعب يكفل لهم هذا الانتصار ويضمنه.

ذكرى الراحل ياسر عرفات.. واليوم المرتقب
الكرامة برس/ أشرف طلبة الفرا

جميع الأعين تترقب الأيام والساعات القليلة القادمة، لرصد ومواكبة الأحداث، ومعرفة ما الذي سيحصل في غزة قبل وأثناء وبعد إحياء ذكرى الزعيم الراحل "ياسر عرفات" في يوم الحادي عشر من الشهر الحالي، في ظل تدهور الأوضاع بالقدس وباقي مدن الضفة المحتلة، واستمرار الاختلاف في المواقف والبرامج والاهداف بين السلطة وحركة حماس، سواء فيما يتعلق بما يجري هناك من أحداث وكيفية إدارتها، أو ما يتعلق بطريقة المفاوضات وكيفية إدارتها مع الجانب الإسرائيلي.
وقد وافقت حركة حماس من حيث المبدأ بإحياء ذكرى الراحل عرفات، والغريب هنا قيام الحركة بترك تفاصيل اقامة المهرجان لجهات الاختصاص- أي الأجهزة الأمنية في قطاع غزة الخاضعة تحت سيطرة حماس- لإبداء الراي، وعلى أن يكون الاحتفال في مكان مغلق، وتذرعت حماس بأنه السلطة لم تجرَ أي اتصالات معها بهذا الخصوص، وأن الاتصالات التي جرت مسبقاً، أتت من خلال مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وكأن الحالة الأمنية في قطاع غزة مستقرة بشهادة قيادة حماس أنفسهم حتى موعد الاحتفال نكون بصدد ترتيبات أمنية جديدة خوفاً من حدوث انفجارات أو اعتداءات هنا أو هناك تعيق إقامة المهرجان.
حتى ولو تم التسليم مجازاً بإقامة المهرجان في مكان مغلق، فالسؤال هنا هل حركة حماس قادرة على حمايته؟، وكيف يفسر لنا ما جرى من تفجيرات العام الماضي قبل موعد المهرجان بـ24 ساعة فقط، من تفجيرات لمنصة إحياء ذكرى أبو عمار، ولمنازل قيادات في حركة فتح بالقطاع في صورة متزامنة، ورفض حركة حماس حتى اللحظة الكشف عن هوية المتسببين فيها؟.
كما أنني لا أجد مبرراً بضرورة حدوث اتصالات بين السلطة وحماس وكأننا نتحدث عن علاقات بين دولتين أو ولايتين، لا بد أن يرسل فيها حاكم ولاية الضفة برسالة الى حاكم ولاية قطاع غزة للسماح بإقامة المهرجان، ونسيت الحركة أننا نتحدث عن رمز وقائد للكل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته ومشاربه السياسية، ياسر عرفات مفجر الثورة، الذي جسد روح الوحدة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت والحقوق الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
والأصل هنا أن جميع أبناء وكوادر وقيادات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي فتح وحماس، وكل القوى وشخصيات العمل الوطني عليهم بذل كل الجهود لتحويل هذه الذكرى إلى يوم حشد تاريخي غير مسبوق يعبر عن وحدة الأرض والشعب، ويكون استكمالا للهبة الشعبية الجارية في القدس ومدن الضفة المحتلة، لا أن نستمر في تعزيز الانقسام بتبادل الاتهامات حول تعثر المصالحة ووقف التنسيق الامني مع إسرائيل ومشروعية المقاومة وتأخر إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ودون قيام طرفي الخلاف على أقل تقدير باتخاذ أية خطوات من شأنها أن تجعل هذه الذكرى فرصة مناسبة لإتمام مصالحة حقيقية ببرنامج وطني واحد يخرج الشعب الفلسطيني مما هو فيه من حالة انقسام وعدم وضوح الرؤية.
"رؤية فلسطينية" و"تفاهم عربي" حلا لـ"تساؤلات الراشد"!
الكرامة برس/ حسن عصفور

من قلائل الكتاب العرب، وربما الفلسطينيين أيضا، من تناول أحد المواضيع الحساسة سياسيا ووطنيا، ما تحدث عنه الاعلامي السعودي الكبير "عبد الرحمن الراشد" في مقالته "ومقاطعة فلسطين رياضا أيضا" في الخامس من نوفمبر 2015،في "الشرق الأوسط" السعودية، وجدت لها صدى واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي لعديد من أبناء فلسطين..
الراشد، وبعيدا عن العنوان الذي يبدو أنه غير ذي صلة بجوهر المقال، تحدث عن العلاقة الرسمية العربية مع أبناء فلسطين، وخاصة من حافظوا على الصمود والبقاء في ارضهم بالجليل والمثلث والنقب، فلسطيني 48، ذلك الجزء الذي يمثل عنوانا خاصا لجوهر القضة الوطنية، الى جانب أبناء القدس الشرقية المحتلة، وبشكل أقل معاملة الرسمية العربية لفلسطيني الضفة والقطاع..
المقال فتح مسألة غاية في الحساسية السياسية، لكنها ايضا غاية في الضرورة الوطنية والقومية، وتساؤلات الراشد الإستهجانية، كان واجبا أن تجد لها صدى مباشر لدى "المنظومة الرسمية الفلسطينية - بشقها السلطوي وأجهزته المختصة، وبشقها الفصائلي صاحبة الشعارات العامة"، دون أن يقوم كل من طرفي تلك المنظومة باسقاطاته الخاصة، من الكاتب ومواقفه وجنسيته، أو من الصحيفة ومالكيها..
تساؤلات الراشد، فتحت "جرحا" كان "التواطئ المتفق عليه" هو سيد التعامل مع تلك المسألة الحساسة، لكنها ما لها أن تستمر بعد الآن، لأكثر من سبب، ولذا يستحق "الراشد" تقديرا سياسيا خاصا كونه أطلق رصاصته على "رأس التواطئ المتفق عليه"، ولذا سيكون من الصعب الاستمرار في ذات الطريق..خاصة في ضوء التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة والاقليم، والعلاقة مع دولة الكيان، التي لم تعد تقيم أي اعتبار حقيقي للدول العربية، التي قدمت كل ما يمكنها تقديمة من أجل "سلام شامل شبه عادل" وآخرها "مبادرة السلام العربية"، بما تضمنته من "تنازل تاريخي في بند اللاجئين عن قرار 194"..
ولذا بات واجبا وضرورة، اعادة البحث في تنظيم العلاقة الفلسطينية - العربية مع أبناء فلسطين 48 والقدس المحتلة، والبحث في التعامل مع المسألة بعيدا عن مبررات خادعة وكاذبة، سواء ما يسرده البعض بمسببات "امنية" أو "دوافع تطبيعية"، وهي مسببات تحمل اهانة سياسية لمن إختار المواجهة الخاصة مع المشروع الصهيوني..
وعليه، الخطوة الإولى يجب أن تأتي من "الرسمية الفلسطينية"، بأن تضع تصورا شاملا وكاملا لهذه القضية الحساسة والهامة، وكيفية فتح باب "التواصل" مع الأهل من فلسطين 48، وذلك بالتشاور والتنسيق مع "لجنة المتابعة العربية" التي تمثل "الإطار التمثيلي الشرعي لأبناء فلسطين 48"، ورئيسها القائد محمد بركة، وتلك مسألة لا يوجد بها تعقيد، لكن الإهم هو كسر "حلقة الغموض" في تحديد سبل وإطار تلك القضية الجوهرية"، خاصة وأن دولة الكيان العنصري تطارد "التواصل العربي مع أبناء الشعب الفلسطيني في 48 مطاردة ساخنة"..وعل اعتقال القيادي والنائب السابق سعيد نفاع بتهمة التواصل مع دولة "عدو" تشكل حافزا لكسر "الحجر العربي الرسمي" على التواصل..
"الجواز الفلسطيني" يمثل واحدة من الحلول السحرية لتلك القضية، خاصة وأن فلسطين، باتت دولة معترف بها في الأمم المتحدة، ومع اعلانها فلسطينيا "بعد فك أسرها وتحريرها من معتقل الرئاسة الفلسطينية"، يمكنها التعامل بحرية أكثر، باعتبارها دولة "كل الفلسطينيين"، وتمنح جوازها لكل من هم فلسطينيين راغبين بجنيسة وجواز دولتهم، وهو ما تقوم به دولة الكيان، حيث تمنح جوازها وجنسيتها لكل "يهودي" يرغب بذلك..
إن تطوير حالة "التواصل السياسي - الاجتماعي" مع فلسطيني 48، وعبر بوابة ممثل فلسطين الرسمي "منظمة ودولة" يمثل خطوة في منتهى الأهمية السياسية في المرحلة المقبلة، خاصة وأن دولة الكيان خارج أي حساب لبحث الاعتراف بدولة فلسطين وفقا لقرار الإمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، بل أنها ليست في وارد البحث في أي مسألة تتعلق بـالحل الأمريكي للقضية الفلسطينية، وفقا لرؤية "حل الدولتين"، بكل ما يحمله من حصار للدولة وفقا لقرار الأمم المتحدة..
مسالة "التواصل" مع فلسطيني 48، وعبر ممثلهم الشرعي - الرسمي، سيكون نقطة انطلاق جديدة في صياغة برنامج "المواجهة العربية" للكيان، ساسية ومشروعا وخطرا عدوانيا، كما أن الإنطلاقة في هذه القضية ستكشف حقيقة الكيان وطبيعته عمليا، مع الرفض المنتظر، ما يمثل طريقا لفضح أحد أهم مظاهر الكيان العنصرية، والتي تختبئ خلف "جدران خاصة" مستندة الى دعم غربي أمريكي، ضمن "أكاذيب مخترعة"..
المسألة تحتاج وقفة جادة وحقيقية، ولو "صدقت النوايا لهانت السبل"!
ضربة البداية يجب أن تكون من "المؤسسة الرسمية الفلسطينية"..وهو ما ننتظر!
ملاحظة: د.صائب عريقات تحدث في مقابلة باللغة الانجليزية عن أنه يفكر بـ"الاستقالة"، ومع أنه الحكي ما عليه جمرك، كما يقال بلادنا منذ الأزل، لكن من أجل "حسن اثبات حسن نواياه" ليستقل من "كبشة الأالقاب" وحيتفظ بواحدة منها..وهيك بيكون وفى وكفى..وغيره بيكون "حكي الليل"..!
تنويه خاص: قديما كان يوم السابع من نوفمبر يمثل حضورا خاصا لليسار الفلسطيني والعربي، وتحديدا الشيوعي منه، ذاك اليوم انتصرت به "ثورة أكتوبر" 1917 في روسيا لتبدأ حقبة عالمية جديدة نحو "العدالة والحق"..الزمن لم يعد ذات الزمن..عاشت ثورة اكتوبر البلشفية بمطرقها ومنجلها ورايتها!

في ذكرى رحيل ياسر عرفات "أبو عمار"
الكرامة برس/ نعمان فيصل

كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات رجلاً يختصر قضية، وقضية تختصر رجلاً، فحياته خصبة حافلة صنعها بفكره وفعله وقلبه، وسخرها لنفع وطنه وأمته، وأعماله وفيرة لا تتسع الصحائف الكثيرة لاستقصائها، ولو مضينا نستقصي كل مجالات عطائه لما اتسع لنا المجال، ولكنني سأكتفي بتعريف موجز لأهم الأعمال التي تظهر جوانب التميز والفرادة في شخصيته الكاريزمية والبرغماتية، أذكر في هذا المقام ما قاله الرئيس الفرنسي جاك شيراك عندما جاء لوداعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه: (جئت لأنحني لياسر عرفات.. يقولون طويت صفحة من التاريخ، وأنا أقول: لقد طُوِي كتاب من التاريخ).
كان - رحمه الله - حاضراً وتاريخاً ومستقبلاً لفلسطين الشهيدة الذبيحة، فهو القائد العربي المكافح من أجل حرية أمته، ووحدة صفها وتضامنها وتقدمها، والنجم الأبرز في سماء قوى التحرر الوطني والاستقلال في العالم، ابن فلسطين ورمزها، وصانع حركتها الوطنية المعاصرة، ورائد كفاحها المسلح والسياسي.
اسمه "محمد ياسر" عبد الرؤوف داود عرفات القدوة، والمعروف اختصاراً (ياسر عرفات)، فهو غزي الآباء والأجداد، وقد توفي أبوه في خان يونس، ودفن بها كما ذكرت المصادر الشفوية قريبة العهد بالوفاة.. واسم (ياسر عرفات) ليس اسماً حركياً، لأنه كان ينادى به قبل إنشاء حركة فتح، حيث كان يقدم نفسه في انتخابات رابطة الطلاب الفلسطينيين في القاهرة باسم "ياسر عرفات"، وللجمع بين "محمد" و "ياسر" يرجح المؤرخ محمد شراب أن الاسم مركب من "محمد ياسر"، وجرت العادة في مثل هذا التركيب أن يبرز الاسم الثاني، ويضمر الأول، أما عن عائلته (عرفات القُدْوة): فعرفات فهو اسم علم للجد الذي استقر في فلسطين، وأما القدوة فهو لقب أو صفة مدح لأحد الأجداد، وكانوا قديماً عندما يترجمون للعالم أو الفقيه أو الصوفي يذكرون قبل الاسم ألقاباً وصفات، فيقولون العالم الزاهد، أو الفقيه القدوة، وقد اختار بعضهم أن يقف عند "القدوة"، ويجمع بعضهم بين اللقبين "عرفات القدوة".
ولد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة القدس لؤلؤة فلسطين وتاج الكون، منبت الأديان ومولد الأنبياء ومسراهم وقبلة الكثرة الغالبة من الأمم، كان مولده عام 1929، درج في بيت جليل بعلمه ومكانته، فوالده عبد الرؤوف بن داود القدوة كان متولياً لوقف أجداده من عائلة الدمرداش، وأمه هي زهوة بنت سليم أبو السعود، من القدس أصلاً، وتلقى تعليمه في القاهرة بمصر العروبة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري في الخمسينيات من القرن العشرين، وقاتل في صفوفه أيام النضال من أجل تأميم قناة السويس، وقاد الكتائب الطلابية الفلسطينية والعربية ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأبلى بلاء حسناً، ومنحته قيادة ثورة 23 يوليو وسام المواطنة العربية.
تخرج مهندساً من (جامعة فؤاد الأول – القاهرة الآن)، وانخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين في 1944، وتولى رئاسته لاحقاً (1952-1956)، وكانت تربطه علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني مفتي القدس. وفي الخمسينيات أسس مع إخوانه من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وأعلن ناطقاً رسمياً لها في 1968، ونجحت فتح بقيادته في جذب الأنظار إليها، والتف الناس حولها، وفي شباط 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدأ يعرف على الساحة الدولية بزيه الزيتي وكوفيته الفلسطينية اللذين لم يتخل عنهما يوماً، وبفضل شخصيته القوية وحدسه تمكن من تعزيز سلطته السياسية، والنجاة من المؤامرات السياسية، وفي عام 1973 اختير قائداً عاماً لقوات الثورة الفلسطينية. وفي عام 1974 ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حصل على عدة أوسمة وجوائز للسلام؛ ففي عام 1979 حصل على وسام جوليت كوري الذهبي من مجلس السلم العالمي، وفي عام 1981 حصل على دكتوراة فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد بالهند، كما حصل على دكتوراة من جامعة جوبا في السودان، وحصل في عام 1999 على دكتوراة فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا.
في عام 1982 قاد المعركة البطولية ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية، وضرب ورفاقه المقاتلون أروع آيات الصمود والتحدي في حصاره الذي استُهدف فيه شخصياً، وقال قولته المشهورة: (هبت روائح الجنة).
في نوفمبر 1984 ونيسان 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني، وفي 15/11/1988 تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أمام المجلس الوطني المنعقد في الجزائر، وفي 13/12/1988 ألقى خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف، والتي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وخاطبها في جنيف، كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في شباط وأيار 1995 لنفس السبب.
في 13-14/12/1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط والتي فتحت، بناءً عليها، الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان حوارها مع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وفي 30/3/1989 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد اختير لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة. وأطلق سياسة (سلام الشجعان) التي توجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13/9/1993، واختاره المجلس المركزي الفلسطيني يوم 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي 31/10/1993 اختير رئيساً للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار.
الرئيس عرفات شغل نائب رئيس حركة عدم الانحياز، ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي تموز 1994 منح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام، وفي أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام، وفي نوفمبر1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا، وفي العام 1996 انتخب رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتزوج من سها الطويل، وأنجب منها ابنته (زهوة).
في كانون الأول/ ديسمبر 2001 ضربت إسرائيل حصاراً مشدداً عليه في مقر المقاطعة في رام الله لرفضه التنازل عن الثوابت الفلسطينية، ودفع ثمن إصراره على موقفه السياسي حصاراً دام ثلاثة أعوام في قلعته، وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الرئيس الفلسطيني عرفات انتهى سياسياً متبنياً بذلك موقف رئيس الكيان الصهيوني أرئيل شارون آنذاك، وهددت إسرائيل بقتله مرات متتالية، بل واقتربت من جدار غرفته، وقد برهن عرفات قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة، لأن الجبل لا تهزه الرياح، وأعلنها مدوية ليسمعها القاصي والداني (شهيداً شهيداً شهيداً).
توفي رحمه الله صباح يوم الخميس 11/11/2004، في مستشفى بيرسي العسكري بفرنسا، وقيل في سبب الوفاة الكثير، ومما قيل إنه (توفي نتيجة احتسائه سماً)، ومازال أمر وفاته سراً من الأسرار؛ لم يكشف عنه بعد، وشيع في احتفال مهيب شارك فيه كل الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم حقيقة وليس مجازاً، وضجت الأرض لاستشهاده، وخلعت قلوب اليهود خوفاً ورعباً، واستنفروا جيشهم وشرطتهم لحراسة كل شبر في كيانهم، ووري الثرى في المقاطعة برام الله على مقربة من الأقصى، داعياً الجميع من أبناء شعبه أن يواصلوا العمل حتى تحقيق حلمه في فك أسرى (الأقصى) و(القيامة)، وجعل هذه الأرض ساحة سلام وأمان ورخاء واستقرار.
ولا أجد ما أختم به إلا قول الشاعر محمود درويش في رثاء عرفات: (كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة، إلى واقع تأسيسها المتعثر؛ لكن للأبطال التراجيديين قدراً يشاكسهم، ويتربص بخطواتهم الأخيرة نحو باب الوصول، ليحرمهم من الاحتفال بالنهاية السعيدة بعمر من الشقاء والتضحية، لأن الزارع في الحقول الوعرة لا يكون دائماً هو الحاصد).

قراءة في المشهد الفلسطيني
صوت فتح/أحمد سمير القدرة

تشهد الساحة الفلسطينية منذ الانتخابات التشريعية الثانية 2006, حالة من الضبابية وعدم الاستقرار الداخلي, والتي أدت إلى انعدام وفقدان الثقة ما بين المكونات السياسية نفسها والمكونات الاجتماعية, والتي بدورها أدت إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وزادت من معاناة الشعب الفلسطيني, فمند اللحظة الأولى لإعلان نتائج الانتخابات بدأت التناقضات وصراع الصلاحيات في الساحة السياسية, والتي أدت في نهاية الأمر بعد مرور سنة ونصف من هذا الصراع الذي أخذ الطابع السياسي تارة والعسكري تارة أخرى, إلى حدوث الانقسام الفلسطيني, على الرغم المساعي التي بذلتها جمهورية مصر العربية لنزعل فتيل الأزمة بين فتح وحماس, برعايتها للعديد من الحوارات والتفاهمات واتفاقيات وقف اطلاق النار, إلى جانب دور المملكة العربية السعودية التي رعت اتفاق مكة, وتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, إلا أن الصراعات كانت أقوى من جميع الاتفاقات, فحدث الانقسام الفلسطيني ودخلت الساحة الفلسطينية في منعطف خطير, والذي انعكس بشكل كبير وسلبي على القضية الفلسطينية, واستمر هذا الانقسام على الرغم من اتفاق حركتي فتح وحماس على إنهاء الانقسام وفق ما جاء في الورقة المصرية للمصالحة والمعروفة باتفاق القاهرة 2011 وتفاهمات الدوحة 2012 المكملة لاتفاق القاهرة والتي توجت في شهر يونيو 2014 باتفاق الشاطئ, والذي على أثره تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني فقط, من مجمل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة.
هناك العديد من الأسباب التي أدت بشكل مباشر ومتسارع إلى حدوث الانقسام واستمراريته وتجذره, على الرغم من وجود اتفاق موقع بين الطرفين, والتي يمكن إجمالها بشكل مختصر دون الخوض في التفاصيل بالتالي:
أولاً: طبيعة النظام السياسي الفلسطيني – رئاسي/ برلماني – والذي أدى إلى تضارب الصلاحيات بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة مجلس الوزراء. ثانياً: التداخل في الصلاحيات والمرجعيات وصناعة واتخاذ القرار بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. ثالثاً: عدم وجود دستور يحدد طبيعة العلاقة بين مؤسسات النظام السياسي (التنفيذية والتشريعية والقضائية), بالتالي غياب مبدأ الفصل بين السلطات الثلاثة. رابعاً: عدم وجود برنامج وخطاب سياسي ذو مرجعية وطنية مشتركة يُحدد الاستراتيجية والخيارات والوسائل والبدائل. خامساً: وجود مدرستين وفكرين متناقضين ومتنافسين في الساحة الفلسطينية, مدرسة تؤمن بالعمل السياسي ومدرسة تؤمن بالعمل العسكري, مع عدم إنكار وتقليل دور وجهد أي منهما. سادساً: غياب مفهوم الديمقراطية والمشاركة السياسية ومبدأ دورية الانتخابات ومبدأ التداول السلمي للسلطة. سابعاً: غياب الدور الفاعل والمؤثر للأحزاب والفصائل السياسية الفلسطينية الأخرى في صنع واتخاذ القرار والمشاركة في رسم السياسة والاستراتيجية العامة للسلطة. ثامناً: تهميش دور مؤسسات المجتمع المدني في الحياة السياسية. تاسعاً: غياب مفهوم التعددية السياسية وتقبل الرأي والرأي الآخر وبالتالي غياب العمل المشترك بين المكونات السياسية وثقافة ولغة الحوار. عاشراً: تفاقم ظاهرة الواسطة والمحسوبية وتجاوز وغياب القانون ومبدأ المسائلة والمحاسبة والشفافية. الحادي عشر: غياب الثقة بين المكونات السياسية من حيث الأقوال والأفعال. الثاني عشر: ثُنائية الحوارات والمباحثات التي ماتزال ترافق الانقسام مع الحضور القوي والمستمر لمبدأ المحاصصة والملاحظات والمشاورات بعد كل جولة من جولات الحوار, وعدم وجود دور فاعل ومؤثر للأحزاب والفصائل الفلسطينية الأخرى على طرفي الانقسام, وعدم وقوفها أمام مسؤولياتها والإعلان عن الطرف الذي يرفض ويعطل تطبيق بنود اتفاق المصالحة. الثالث عشر: تغليب المصالحة الحزبية على المصلحة والقضايا الوطنية. الرابع عشر: غياب المرجعية القانونية والسياسية والتاريخية والوطنية للبت والنظر في كافة الخلافات والإشكاليات والأزمات التي حدثت خلال تلك السنوات لإيجاد حل توافقي.
انعكست هذه الأسباب وغيرها في ترسيخ الانقسام واستمراريته, على القضية الفلسطينية من جهة وعلى البيئة الداخلية من جهة أخرى, ويمكن إجمال حصرها في النقاط التالي:
أولاً: القضية الفلسطينية: لقد شكل الانقسام الفلسطيني نقطة مفصلية في تاريخ ومسيرة القضية الفلسطينية, بسبب غياب برنامج عمل وطني ورؤية واستراتيجية محددة وشراكة في العمل السياسي واتفاق جمعي على الوسائل التي يجب انتهاجها سواء دبلوماسياً أو عسكرياً, فقد انعكست أحداث الانقسام بشكل سلبي على القضية الفلسطينية ما أدى إلى تراجع مركزيتها وأهميتها وحضورها عربياً وإقليمياً ودولياً, هذا التراجع لا يمكن حصره فقط في الانقسام على الرغم من كونه السبب الرئيسي, فكافة المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتعدد الأزمات والصراعات والحروب ساهمت بشكل أساسي أيضاً في تهميش وتراجع مكانة القضية الفلسطينية, فتلك الأزمات أصبحت أكثر حضوراً وأهمية وذات أولوية على جدول أعمال وفي حسابات ومصالح وتنافس القوى الإقليمية والدولية, هذا الانشغال الدولي عن القضية الفلسطينية إلى جانب استمرار الانقسام الفلسطيني, قوى من الغطرسة الإسرائيلية في استمرار ممارساتها للجرائم والعنصرية والتطهير العرقي واصدار القرارات التعسفية بحق الشعب الفلسطيني, وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية والمحاولات والمساعي المستمرة لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً, والتوسع الاستيطاني الإحلالي ومصادرة الأراضي والقتل والتشريد والاعتقال وغيرها من الجرائم التي لا تُعد ولا تُحصى, وجميعها ذات بُعد وطابع ديني بقرارات سياسية وعسكرية وقانونية, والتي تعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولحقوق الإنسان وتُصنف ضمن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية, بالإضافة إلى التنصل وضرب كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي تم إبرامها مع الجانب الفلسطيني بعرض الحائط, إلى جانب ادارة الظهر لكافة القوانين والقرارات الدولية والتنكر لكافة الحقوق الفلسطينية ورفض أي مشروع يسعى إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية, بدعم وتأييد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية سياسياً وعسكرياً وقانونياً, وكانت محصلة هذا التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي المستمر, انسداد الأفق السياسي وتعثر عملية السلام وفشل مسيرة أكثر من اثنين وعشرين سنة من المفاوضات, وفشل الخيار العسكري في تحقيق الشروط والمطالب الفلسطينية عبر المفاوضات الغير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي, إبان الحروب الثلاثة التي شُنت من قبل إسرائيل على قطاع غزة, فكانت نتيجة هذه التراكمات اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الأول من أكتوبر.
ثانياً: البيئة الداخلية الفلسطينية: لقد أفرز الانقسام الفلسطيني العديد من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية, والتي شكلت في مجملها معاناة متفاقمة لدى الشعب الفلسطيني, وعلى سبيل المثال لا الحصر, فقد نتج عن الانقسام, عدم تجديد شرعية مؤسسات السلطة الفلسطينية – الرئاسة والتشريعي - لعدم إجراء الانتخابات, ما أدى إلى فقدانها صفة الشرعية والدستورية وفق القانون الأساسي المعدل والنظام الداخلي للمجلس التشريعي, وغياب الدور التشريعي والرقابي بسبب تعطيل عمل المجلس التشريعي وعدم الدعوة لعقد جلسات المجلس وفق القانون الأساسي المعدل والنظام الداخلي للمجلس التشريعي, وعدم قدرة حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني من مباشرة وأداء مهامها وفرض سيادتها وإدارتها على قطاع غزة, إلى جانب انتشار ثقافة عدم الثقة والتشكيك والتخوين وتبادل الاتهامات والتراشق السياسي والاعلامي, وعدم تقبل الرأي الآخر وإنكار الآخر وتكميم الأفواه وانتهاك صارخ لكافة حقوق الإنسان من حيث حرية التعبير والرأي وحرية التظاهر والتجمع, والغياب الحقيقي لمفهوم الديمقراطية والمشاركة والتعددية السياسية والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وتفاقم الأزمات في قطاع غزة وأبرزها أزمة الكهرباء, وتردي الأوضاع الاقتصادية في القدس والضفة الغربية وغزة, وارتفاع للأسعار بالتزامن مع قلة مصادر الدخل وانتشار الفقر, وارتفاع مستوى البطالة وانعدام فرص العمل أمام خريجي الجامعات, والتي دفعت العديد من العقول والطاقات الفلسطينية للهجرة بحثاً عن الذات وتطوير ما لديها من إمكانيات وقدرات والحصول على فرص عمل أو إكمال الدراسة هرباً من الواقع المُظلم للبحث عن واقع وحياة كريمة ومستقبل أفضل في ظل غياب القدرة وعجز الحكومة على توفير متطلبات الحياة الكريمة والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني, وبطء عملية إعادة اعمار قطاع غزة واستمرار الحصار واغلاق معبر رفح, وفرض المزيد من الضرائب, واستمرار أزمة رواتب موظفي حماس الذين تم تعيينهم بعد الانقسام وقبل تشكيل حكومة الوفاق الفلسطيني, والتي تُشكل أحد الأسباب الرئيسية في تعثر ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
أمام هذا الواقع والمشهد الفلسطيني المتأزم سواء على مستوى القضية الفلسطينية أو حتى على مستوى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية, بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني, يستوقف الكثير تساؤلات عدة, إلى متى سيستمر هذا الواقع, وكيف يمكن إنهاء الانقسام, وما هي الحلول, وما هو المطلوب من صُنّاع القرار لدى القيادة والفصائل الفلسطينية, وكيف يمكن التعامل مع كافة التحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية؟
وتكمن الإجابة على هذه التساؤلات في العديد من النقاط, والتي من أهمها تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الورقة المصرية لإنهاء الانقسام الموقعة من كافة الفصائل الفلسطينية في 4 مايو 2011 في القاهرة, فكافة نقاط الخلاف والمشاكل بين طرفي الانقسام – منظمة التحرير الفلسطينية, الانتخابات, الأمن, المصالحات الوطنية, المعتقلون - قد تطرقت لها الورقة المصرية بالتفصيل وطرحت الحلول وتم تحديد آلية التنفيذ بشكل دقيق من خلال تشكيل لجنة مشتركة مكونة من 16 عضواً, بعد أن خضعت هذه الحلول لمناقشات ومشاورات مطولة من قبل جميع الفصائل وتم ادخال التعديلات حسب الملاحظات التي وضعتها الفصائل وتم الاتفاق والتوقيع على الورقة المصرية, وبالتالي فهي المرجع الرئيسي والأساسي لإنهاء الانقسام.
إلى جانب الورقة المصرية, هناك أيضاً جملة من النقاط الأساسية التي يجب الإسراع في تحقيقها وتنفيذها والأخذ بعين الاعتبار بها لتجنب أي أحداث مستقبلية تؤدي إلى الانقسام مجدداً, وهي كالتالي:
أولاً: ضرورة الإسراع في إنجاز وإقرار الدستور الفلسطيني, ليكون صمام الأمان والمرجع الرئيسي والقانوني. ثانياً: تحديد طبيعة نظام الحكم في فلسطين إما رئاسياً أو برلمانياً. ثالثاً: إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني والفصل بين السلطات وتحديد الصلاحيات بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والتأكيد على مبدأ التداول السلمي للسلطة وتحديد صلاحيات الرئيس ورئيس الحكومة. رابعاً: تنظيم العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية, وتحديد صلاحيات واختصاص كلٌ منهما داخلياً وخارجياً. خامساً: صياغة برنامج وطني شامل متفق عليه لكافة الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها, بمشاركة جميع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنُخب والمفكرين وأساتذة الجامعات والشباب, والمشاركة في آلية صياغة وصناعة القرار الفلسطيني وعدم حصره في القيادة السياسية للسلطة, على أن يتم اتخاذ القرار بعد الاتفاق عليه وإعلانه من قبل القيادة السياسية للسلطة. سادساً: تعزيز مبدأ المشاركة السياسية والعملية الديمقراطية, والحرص على دورية الانتخابات والتأكيد على مبدأ التداول السلمي للسلطة والسماح لأي حكومة منتخبة بممارسة مهامها على أكمل وجه ضمن فترتها القانونية. سابعاً: صياغة قانون للأحزاب السياسية الفلسطينية. ثامناً: مساهمة كافة الفصائل في عملية التنمية والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال تقديم الرؤى والمقترحات للحكومة والجهات الرسمية. تاسعاً: القبول بالرأي والرأي الأخر وتعدد الأفكار التي تتوافق مع القضية والتاريخ والتراث والحضارة الفلسطينية, والسماح بحرية التعبير والرأي والنشر وعدم التقليل من شأن أي فصيل مهمها كان حجمه وقوته والسماح له بممارسة أنشطته وفعالياته دون اعتراض وفق القانون, مع التأكيد على أهمية توحيد الخطاب السياسي والإعلامي, والتأكيد على أهمية الحوار لحل الخلافات والمشاكل. عاشراً: تعزيز مبدأ المسائلة والمحاسبة والمراقبة والتزام الجميع بالقانون. الحادي عاشر: ضرورة الفصل بين القضايا الإنسانية والقضايا السياسية والمشاكل والأزمات التي تنجم عنها. ثاني عشر: الفصل بين السلطة والحزب السياسي.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى ما سبق, أولاً: تطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية الصادرة في 5 مايو 2015, والإسراع في تنفيذ ما جاء في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة في 30 سبتمبر 2015, وتنفيذ قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الصادرة 4 نوفمبر 2015, التي اعتمدت توصيات اللجنة السياسية المتعلقة بتحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع حكومة الاحتلال. ثانياً: الدعوة لعقد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية, وصياغة استراتيجية وطنية لتحديد الخيارات والوسائل التي تنسجم مع متطلبات المرحلة الحالية والقادمة. ثالثاً: الحفاظ على المكتسبات والإنجازات السياسية التي تم تحقيقها والبناء عليها وتطويرها, والاستمرار في الحراك الدبلوماسي. رابعاً: التأكيد على استراتيجية التصادم والاشتباك والمواجهة الدبلوماسية من خلال التوجه للمحافل الدولية, والانضمام للمزيد من المنظمات الدولية, والاستمرار في التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال, والسعي المستمر مع الدول العربية والإقليمية والصديقة والمحبة للسلام, لإصدار قرار بإنهاء الاحتلال وانتزاع الحق الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
أحمد سمير القدرة
باحث في شؤون الشرق الأوسط

"رؤية فلسطينية" و"تفاهم عربي" حلا لـ"تساؤلات الراشد"!
فراس برس/ حسن عصفور

من قلائل الكتاب العرب، وربما الفلسطينيين أيضا، من تناول أحد المواضيع الحساسة سياسيا ووطنيا، ما تحدث عنه الاعلامي السعودي الكبير "عبد الرحمن الراشد" في مقالته "ومقاطعة فلسطين رياضا أيضا" في الخامس من نوفمبر 2015،في "الشرق الأوسط" السعودية، وجدت لها صدى واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي لعديد من أبناء فلسطين..

الراشد، وبعيدا عن العنوان الذي يبدو أنه غير ذي صلة بجوهر المقال، تحدث عن العلاقة الرسمية العربية مع أبناء فلسطين، وخاصة من حافظوا على الصمود والبقاء في ارضهم بالجليل والمثلث والنقب، فلسطيني 48، ذلك الجزء الذي يمثل عنوانا خاصا لجوهر القضة الوطنية، الى جانب أبناء القدس الشرقية المحتلة، وبشكل أقل معاملة الرسمية العربية لفلسطيني الضفة والقطاع..

المقال فتح مسألة غاية في الحساسية السياسية، لكنها ايضا غاية في الضرورة الوطنية والقومية، وتساؤلات الراشد الإستهجانية، كان واجبا أن تجد لها صدى مباشر لدى "المنظومة الرسمية الفلسطينية - بشقها السلطوي وأجهزته المختصة، وبشقها الفصائلي صاحبة الشعارات العامة"، دون أن يقوم كل من طرفي تلك المنظومة باسقاطاته الخاصة، من الكاتب ومواقفه وجنسيته، أو من الصحيفة ومالكيها..

تساؤلات الراشد، فتحت "جرحا" كان "التواطئ المتفق عليه" هو سيد التعامل مع تلك المسألة الحساسة، لكنها ما لها أن تستمر بعد الآن، لأكثر من سبب، ولذا يستحق "الراشد" تقديرا سياسيا خاصا كونه أطلق رصاصته على "رأس التواطئ المتفق عليه"، ولذا سيكون من الصعب الاستمرار في ذات الطريق..خاصة في ضوء التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة والاقليم، والعلاقة مع دولة الكيان، التي لم تعد تقيم أي اعتبار حقيقي للدول العربية، التي قدمت كل ما يمكنها تقديمة من أجل "سلام شامل شبه عادل" وآخرها "مبادرة السلام العربية"، بما تضمنته من "تنازل تاريخي في بند اللاجئين عن قرار 194"..

ولذا بات واجبا وضرورة، اعادة البحث في تنظيم العلاقة الفلسطينية - العربية مع أبناء فلسطين 48 والقدس المحتلة، والبحث في التعامل مع المسألة بعيدا عن مبررات خادعة وكاذبة، سواء ما يسرده البعض بمسببات "امنية" أو "دوافع تطبيعية"، وهي مسببات تحمل اهانة سياسية لمن إختار المواجهة الخاصة مع المشروع الصهيوني..

وعليه، الخطوة الإولى يجب أن تأتي من "الرسمية الفلسطينية"، بأن تضع تصورا شاملا وكاملا لهذه القضية الحساسة والهامة، وكيفية فتح باب "التواصل" مع الأهل من فلسطين 48، وذلك بالتشاور والتنسيق مع "لجنة المتابعة العربية" التي تمثل "الإطار التمثيلي الشرعي لأبناء فلسطين 48"، ورئيسها القائد محمد بركة، وتلك مسألة لا يوجد بها تعقيد، لكن الإهم هو كسر "حلقة الغموض" في تحديد سبل وإطار تلك القضية الجوهرية"، خاصة وأن دولة الكيان العنصري تطارد "التواصل العربي مع أبناء الشعب الفلسطيني في 48 مطاردة ساخنة"..وعل اعتقال القيادي والنائب السابق سعيد نفاع بتهمة التواصل مع دولة "عدو" تشكل حافزا لكسر "الحجر العربي الرسمي" على التواصل..

"الجواز الفلسطيني" يمثل واحدة من الحلول السحرية لتلك القضية، خاصة وأن فلسطين، باتت دولة معترف بها في الأمم المتحدة، ومع اعلانها فلسطينيا "بعد فك أسرها وتحريرها من معتقل الرئاسة الفلسطينية"، يمكنها التعامل بحرية أكثر، باعتبارها دولة "كل الفلسطينيين"، وتمنح جوازها لكل من هم فلسطينيين راغبين بجنيسة وجواز دولتهم، وهو ما تقوم به دولة الكيان، حيث تمنح جوازها وجنسيتها لكل "يهودي" يرغب بذلك..

إن تطوير حالة "التواصل السياسي - الاجتماعي" مع فلسطيني 48، وعبر بوابة ممثل فلسطين الرسمي "منظمة ودولة" يمثل خطوة في منتهى الأهمية السياسية في المرحلة المقبلة، خاصة وأن دولة الكيان خارج أي حساب لبحث الاعتراف بدولة فلسطين وفقا لقرار الإمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، بل أنها ليست في وارد البحث في أي مسألة تتعلق بـالحل الأمريكي للقضية الفلسطينية، وفقا لرؤية "حل الدولتين"، بكل ما يحمله من حصار للدولة وفقا لقرار الأمم المتحدة..

مسالة "التواصل" مع فلسطيني 48، وعبر ممثلهم الشرعي - الرسمي، سيكون نقطة انطلاق جديدة في صياغة برنامج "المواجهة العربية" للكيان، ساسية ومشروعا وخطرا عدوانيا، كما أن الإنطلاقة في هذه القضية ستكشف حقيقة الكيان وطبيعته عمليا، مع الرفض المنتظر، ما يمثل طريقا لفضح أحد أهم مظاهر الكيان العنصرية، والتي تختبئ خلف "جدران خاصة" مستندة الى دعم غربي أمريكي، ضمن "أكاذيب مخترعة"..

المسألة تحتاج وقفة جادة وحقيقية، ولو "صدقت النوايا لهانت السبل"!

ضربة البداية يجب أن تكون من "المؤسسة الرسمية الفلسطينية"..وهو ما ننتظر!

ملاحظة: د.صائب عريقات تحدث في مقابلة باللغة الانجليزية عن أنه يفكر بـ"الاستقالة"، ومع أنه الحكي ما عليه جمرك، كما يقال بلادنا منذ الأزل، لكن من أجل "حسن اثبات حسن نواياه" ليستقل من "كبشة الأالقاب" وحيتفظ بواحدة منها..وهيك بيكون وفى وكفى..وغيره بيكون "حكي الليل"..!

تنويه خاص: قديما كان يوم السابع من نوفمبر يمثل حضورا خاصا لليسار الفلسطيني والعربي، وتحديدا الشيوعي منه، ذاك اليوم انتصرت به "ثورة أكتوبر" 1917 في روسيا لتبدأ حقبة عالمية جديدة نحو "العدالة والحق"..الزمن لم يعد ذات الزمن..عاشت ثورة اكتوبر البلشفية بمطرقها ومنجلها ورايتها!

الشرق الأوسط: أفول نجوم وصعود قوى
امد/فادي الحسيني

بحلول عام 2011، رأى الكثير أن تركيا قوة إقليمية صاعدة لا يمك تجاهلها أو التعامل معها، وتوجهت الأنظار إلى حزب العدالة والتنمية كرافع لتركيا وسبب رئيس لهذه النتيجة. إلا أن الربيع العربي أعلن بقدومه عن تغيرات جذرية في المنطقة، فبدأت حظوظ تركيا في التراجع رويداً رويداً في حين بدت إيران أوفر حظاً وخاصة بعد توقيع الإتفاق الدولي حول برنامجها النووي. لم تقف مفاجأت هذا الربيع عند هذا الحد، بل تعداه ليترك للمنطقة قوة صاعدة جديدة، أرقت مضاجع الجميع إسمها: داعش.
حتى وبعد قدوم ما سمي بالربيع العربي، إستبشر الجميع لتركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية بمستقبل هام ورائد في المنطقة. الكثير من العرب بحث عن النموذج التركي، وكثر المنادون بمحاكات هذا النموذج لما له من نجاحات عديدة على صعيد الديمقراطية والحريات والنمو الإقتصادي، لدرجة أن العديد من الأحزاب السياسية سميت بأسماء مشابهة لإسم حزب العدالة والتنمية تيمناً به. نعم، دخلت تركيا للمنطقة العربية من أبواب عدة، حيث كانت أدوات قوتها الناعمة أهم أسلحتها، فغزت البضائع التركية الشوارع والأسواق العربية، وعجت المدن التركية بالسياح العرب، ولم يعد يخلو بيت إلا وقد تابع أو يتابع الدراما والمسلسلات التركية.
وكان للخطاب الرسمي والدبلوماسية العامة أثراً عميقاً في نفوس شريحة الشباب العربي، فرأى الكثير من أولئك الشباب في إردوغان بكاريزمته الخاصة ونبرته القوية خلاصاً أو طريقاً في سبيل التحرر من الديكتاتوريات الشائخة في بلادهم، وخاصة حين هاجم الرئيس الإسرائيلي (آنذاك) شمعون بيريس، وسياسات إسرائيل بشكل عام وما تبع حادثة مافي مرمرة من تصريحات عنيفة بحق إسرائيل.
إلا أن الربيع العربي إستمر في تقديم مفاجآته، فتدهورت علاقات تركيا بإسرائيل، ثم فقدت سوريا بعد أن إستثمرت سنوات لإعادة العلاقة بين البلدين لتصل إلى شراكة إستراتيجية حقيقية. لم تقف الأمور عند هذا الحد، فبعد أن إتهمت العديد من البلدان العربية تركيا بالتدخل في شؤونها، تباعدت السبل بينها فتراجعت العلاقات بين تركيا من جهة ومصر، والعراق ودول خليجية أخر من جهة ثانية.
إستمرت العقبات تواجه اللاعب التركي، فطرقت بعدها باب الجمهورية التركية وبدأت الصفعات تتوالي من الداخل، فأثرت أولاً تظاهرات جازي بارك سلباً على شعبية الحزب الحاكم في تركيا، وفي نظرة الشارع العربي حيال مصداقية هذا النموذج التركي، ثم تلاها قضايا الفساد التي مست رموز من حزب العدالة والتنمية.
أما إنتخابات يونيو الماضي فكانت الصفعة الكبرى والتحدي الأعظم للحزب منذ أن تسيد الحكم في تركيا، فبعد 13 سنة من حكم منفرد وإستقرار سياسي غير معهود في حياة الجمهورية، أعلنت هذه الإنتخابات عن تغير في تركيبة النظام السياسي في تركيا، والتي بدورها ستؤثر على المنطقة العربية بأسرها.
أولى تبعات هذه الإنتخابات إنتهاء عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، حيث تبادل الطرفان الإتهامات، فتقول الحكومة أن حزب العمال الكردستاني بدأ بتكديس السلاح في شمال العراق، وهو بحد ذاته خرق للإتفاق بين الطرفين، أما الجانب الكردي فإتهم الحكومة بخرق إتفاق السلام والبدء في قصف المواقع الكردية شمال العراق، وذلك من أجل التغطية على فشل حزب العدالة والتنمية في الإستحقاق الإنتخابي، ومحاولة إضعاف فرص أي تصويت مستقبلي للحزب الكردي الذي أضعف حظوظ الحزب الحاكم بدخوله مجلس الأمة الكبير.
لم تقف نتائج الإنتخابات التركية عند هذا الحد، فبدأ الجيش التركي معركة مفتوحة مع تنظيم داعش، وما هي إلا بضعة شهور وتننقل التفجيرات إلى داخل المدن التركية في مشاهد لم يتوقعها أكثر المتشائمين على مستقبل تركيا. وصحيح أن إنتخابات الأول من نوفمبر أعادت حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم منفرداً، إلاّ نتائج الانتخابات السابقة وبالتوازي مع الرمال الإقليمية والداخلية المتحركة ستحد كثيراً من الدور التركي في المنطقة.
في الوقت الذي بدا فيه نجم تركيا بالأفول، صعد نجم آخر هو إيران. إيران وعلى الرغم من أنها قوة إقليمية تتمتع بكافة مؤهلات الدول الكبرى من تاريخ وحضارة وتعداد بشري ومصادر طبيعية وفرص كبيرة لنمو إقتصادي وقوة عسكرية، إلا أنها معظم المراقبين لم ير حظوظ لها في المنطقة. التطورات الأخيرة أظهرت نتائج مغايرة تماما، وأخرجت الإنتخابات الإيرانية الأخيرة إيران عن المسار المتوقع لهذا البلد بعد أن أفرزت شكل جديد للقيادة هناك تمتاز بالحنكة والدبلوماسية. صحيح أن الربيع العربي قد أثر سلباً على إيران، وتحديداً على حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم النظام السوري والحوثيين في اليمن وحزب الله بعد أن تم إستدراج الأخير بعيداً عن إسرائيل ليدخل في أتون حرب لا تبدو نهايتها قريبة.
وعلى الرغم من إستنزاف قدرات شبكة حلفاء إيران في المنطقة في أعقاب أحداث الربيع العربي، إلا أنها حافظت على إتساق مواقفها وسياستها وأدوات سياستها الناعمة (في إختلاف واضح عما بدا من تركيا). ولكن مع توقيع الإتفاق النووي الإيراني بدا توازن القوى يختلف مجدداُ في المنطقة.
هذا الإتفاق هو مكسب أمريكي بامتياز، فمن الناحية الإستراتيجية، قامت الولايات المتحدة بتحييد الخطر الإيراني- ولو لحين، حيث يتسق هذا الموقف مع الرؤية الأمريكية المحدثة للمنطقة، والتي تضمن الخروج تدريجياً، وعدم الدخول في صراع مباشر مع أي من القوى الإقليمية. كذلك يعني رفع العقوبات عن إيران ضرر مباشر وكبير للاقتصاد الروسي، حيث ستدخل إيران بمخزونها النفطي الضخم كمنافس شره يسعى لتعويض سنوات الغياب عن سوق يعاني أصلاً من إنخفاض مستمر في الأسعار، وتشكل صادرات النفط في الوقت ذاته العمود الفقري للإقتصاد الروسي. بعض آراء صناع القرار في واشنطن رأت أن رفع العقوبات عن طهران سيعني أيضاً إنفاتحاً إقتصادياً وثقافياً، وهو الأمر الذي قد ينعكس على ممارسات وتوجهات إيران بشكل عام ويدخلها لحظيرة العولمة الأمريكية.
ولهذا، لم يكن مستغرباً ان نرى العديد من دول الغرب تلهث لتحجز موقعاً في إيران "الجديدة" من أجل الإستثمار في قطاعات عدة منها النفط والبناء والاتصالات وغيرها. بجميع هذه المعطيات، ومع رفع الحظر عن مليارات الدولارات الإيرانية المجمدة، يبدو جلياً أن حظوظ إيران كقوة إقليمية آخذاً في الصعود.
أما النجم الجديد الذي بدأ بريقه في السطوع هو الحركات والفاعلين غير الدوليين، وعلى رأسهم تنظيم الدولة: داعش. خرج هذا التنظيم كنتاج مباشر عن بقايا نظم زالت، ودكتاتوريات سقطت، ودول فشلت، ففقدت السلطات المركزية سيطرتها، ووجدت هذه العناصر بيئة خصبة لتنمو، وتجند، وتتمدد.
إستطاع هذا التنظيم من فرض وجوده بسرعة قياسية وإنتشر عبر حدود بلدان المنطقة، فقلب المنطقة رأساً على عقب، فشغل أجندات جميع المؤتمرات الإقليمية والدولية، وفرض نفسه على سياسات جميع الدول، بل وأدخل مصطلحات ومفردات جديدة على ثقافة العامة كالتكفير والإلحاد، وبدى الشارع منقسماً بين التزمت والإنفتاح، حيث دفعت جرائم هذا التنظيم العديد من الشباب إلى البعد عن الدين والإقتراب من نظرة الغرب حيال الإسلام.
إن فشل التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكة من أكثر من ستين دولة من تحقيق نتائج حقيقية أو إيقاف تمدد داعش أدى لتعزيز مكانته بين أعضائه، وشكك الكثير من جدية وصدق نوايا تلك الدول في إنهاء وجود هذا التنظيم. الأمر المثير هنا هو تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شهر يوليو الماضي بأنه لا يوجد نهاية منظورة للحرب على داعش، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لن يسمح بوجود بري لجنود أمريكيين على الأرض.
وإذا كان مفهوم الدولة الفاشلة وإنتهاء دور الدولة المركزية سبباً واضحاً لنشأة التنظيم، يمكن القول بأن تنظيم داعش يمثل خليط فريد من المصالح الدولية والإقليمية المتشابكة. فالبعض رأي في وجود التنظيم سبيلاً لإضعاف أو إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، ورأت قوى أخرى في تنظيم داعش سبيلاً لإلهاء وإضعاف حزب العمال الكردستاني. في الوقت نفسه، رأى آخرون أن وجود تنظيم كداعش أو النصرة سيوجه آجلاُ أم عاجلاً ضربة لحليف إيران والأسد في لبنان "حزب الله"، وغيرهم إعتقد في وجود تنظيم داعش سبيلاً لإفتعال صراع طائفي، يتم فيه التخلص من جميع المتطرفين من الطرفين تحت مبدأ (let the bad guys kill each other).
نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في حديث له بأن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط سمحوا بظهور داعش وزودوه بالمال والسلاح من أجل محاربة نظام الأسد في سوريا، وخوض حرب طائفية بالوكالة على الأراضي السورية، ووصل الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك لذات النتيجة حيث قال بأن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية قاموا بتمويل داعش من أجل محاربة وإنهاء وجود حزب الله.
يمكننا القول إذاً بأن الإنتخابات الإيرانية الأخيرة أسهمت جدياً في رفع أسهم إيران في المنطقة، في مقابل ذلك، أدت الإنتخابات التركية في شهر يونيو الماضي في تعميق جروح اللاعب التركي وإستنزاف المزيد من مصداقيته. وتبدو أن نتائج الإنتخابات التركية المعادة أعادت ثقة صانع القرار في حزب العدالة والتنمية بنفسه، إلا أن حدود التعامل التركي مع قضايا المنطقة سيحدوه الكثير من المحاظير في ظل الأزمات الداخلية المتمثلة بأعمال العنف والعمليات الإرهابية والوضع الإقتصادي المتراجع، ناهيك عن الظروف الإقليمية التي غمست تركيا كطرف أصيل في صراعات المنطقة. أما تنظيم داعش، فعلى الرغم من النجاح الذي حققه، إلا أنني أرى بأن حظوظ سطوع نجمه لن تطول كثيراً، وخاصة أن الظروف التي ساعدت على نشأته وتمدده لن تستمر طويلاً.
وبعيداً عن أي أحاديث لمؤامرة، نرى أنه إن إلتصق إسم امريكا بعدد من الأحداث العفوية والصدف، كتلك الصدفة التي جلبت القاعدة ومخلفاتها للمنطقة مع الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، والصدفة التي كانت سبباً في منح تركيا- الممثل للإسلام المعتدل وفقاً للبعض- فرصة الصعود وفرضها كعنصر أصيل في مشروعين أمريكيين هما الشرق الأوسط الجديد ثم الكبير، وصدفة إخراج الإتفاق النووي الإيراني- الأمريكي في وقت أفول النجم التركي، وصدفة عدم قدرة التحالف الأمريكي الذي يتشكل من أكثر من ستين دولة لإنهاء أو على أقل تقدير إيقاف زحف داعش، يبقى التدخل الروسي الرسمي في سوريا صدفة أيضاً...
الأقصى والشيخ رائد صلاح وكتاب عرب بنفسية صهيونية
امد/د.أحمد أبو مطر

سؤال لا يجيب عليه إلا من يدهم تحت نار الاحتلال
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر أكتوبر الماضي فقط ما يزيد على سبعين شهيدا، منهم قرابة ثلاثين في مدينة الخليل وحدها. وسواء أطلقنا على مواجهة الشعب الفلسطيني للإحتلال " انتفاضة ثالثة " أم مجرد " هبة عفوية " نتيجة غطرسة الاحتلال وإصرار قواه اليمينية ومستوطنيه على العبث بالمسجد ألأقصى والمقدسات الإسلامية وحرق بيوت ومزارع ومساجد الفلسطينيين، تحت سمع ورعاية رسمية من جيش الاحتلال، يظلّ السؤال المهم طرحه والإجابة عليه هو: إلى أين ستؤدي هذه الانتفاضة أو الهبّة الجماهيرية العفوية؟. والملاحظ أنّ جيش الاحتلال يستغل هذا الحدث لمزيد من القتل العشوائي المتعمد تحت ذريعة أصبح اسمها " محاولة طعن "، إلى حد كما شاهدنا يوم التاسع عشر من أكتوبر الماضي قيام مستوطنين يهود بقتل يهودي إرتيري ومثّلوا بجثته معتقدين حسب لون بشرته أنّه فلسطيني. كما أنّ الاحتلال يتخذ محاولات طعن بالسكين لهدم وتفجير المنازل مما ننتج عنه في أكتوبر الماضي تفجير وهدم ما لا يقل عن سبعة منازل مما يعني تشريد أهلها. والملاحظة الأهم هي رغم كل هذه المآسي ما زال فريقا الانقسام الفلسطيني ( حماس و سلطة عباس ) مصرّين على مواصلة الانقسام وتبادل الاتهامات دون اتخاذ موقف رسمي أو ابداء الرأي في هذه الهبّة الجماهيرية العفوية التي لا خطة رسمية لها. لذلك فالسؤال هو: إلى ماذا ستؤدي هذه الهبّة الجماهيرية العفوية في ظل المعطيات السابقة؟. وكما قلت فالجواب على هذا السؤال المهم هو من حق من يعيشون تحت نار الاحتلال فيثورون عليه بالسكاكين والأيدي الفارغة من السلاح الذي يمتلكه جيش الاحتلال.
و تضامنا مع المناضل الشيخ رائد صلاح،
هذا الشيخ بمفرده يستنفر كافة قوى الاحتلال الإسرائيلي الأمنية وإعلامه العنصري، فتصبح كل كلمة حق من لسان هذا الشيخ تحريضا على الإرهاب بعرف الاحتلال، خاصة إذا كانت هذه الكلمة دفاعا عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس وسائر فلسطين المحتلة. لذلك فهذا الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة، هو الشغل الشاغل لقوى الإحتلال ومؤسساته فمن المنع من السفر إلى الحكم الأخير الذي يقضي بسجنه 11 شهرا تبدأ من الحادي عشر من شهر نوفمبر الحالي، و خلفية هذا الحكم الجائر كما قال الشيخ نفسه: " محاولة لتجريم حقنا في الدفاع عن القدس والمسجد ألأقصى ".، مؤكدا أنّه سيظل صامدا على مواقفه هذا وهو في داخل السجن وخارجه. ورغم كل هذا الجور والظلم لم يتحرك أي ضمير في العالم ولا أية منظمة من المنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ، والسبب أنّ هذا العنف والإجرام ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي ، أمّا في دول أخرى فمثل هذه الجرائم تقابل بمئات البيانات والخطابات المضادة. ومن المهم التذكير بجهود هذا الشيخ المناضل ومنها تأسيسه قبل عام ونصف تقريبا لمشروع " وقف الأمة " وتسجيله رسميا في مدينة إسطنبول حيث خلال هذه المدة القصيرة قام المشروع بخدمات في مدينة القدس تعجز عنها بعض الحكومات.
وكاميرات في داخل المسجد الأقصى ومحيطه،
وهذه الفكرة الأردنية جيدة و صحيح أنّها سوف توثق ما يجري داخل المسجد الأقصى ، وتثبت تجاوزات الاحتلال ومستوطنيه الذين ينكرون دوما ما يقومون به ، ولكن هذا التوثيق لن يردع المستوطنين وحماتهم من جيش الاحتلال من مواصلة اقتحاماتهم للمسجد وتدنيس كافة جوانبه ومصلياته، فهذا الاحتلال لا يخجل من ممارساته لأنّه يسعى علانية خطوة خطوة لتغيير الوضع القائم في الأقصى من خلال مراوغات متكرّرة من التقسيم الزماني للصلاة فيه ثم التقسيم المكاني إلى آخر هذه السيناريوهات التي هدفها الوصول ليهودية القدس الإسلامية التي يعتبرها الاحتلال عاصمة موحدة لدولته، رغم رفض غالبية دول العالم لهذه الفكرة. لذلك لا يثق أحد خاصة من فلسطينيي الداخل بتعهدات نتنياهو التي يقول فيها كخدعة أنّ دولته لا تسعى لتغيير الوضع القائم في الأقصى، وإلا ما معنى اقتحامات المستوطنين اليومية تحت رعاية ودعم جيش الاحتلال؟. وهذه الاقتحامات والتعديات سوف تستمر بوجود الكاميرات وبدونها.
وليس سكوتا عربيا فقط بل اصطفاف مع الاحتلال،
خاصة من صحفيين عرب لا يخجلون من دعم الاحتلال ومطالبته بقتل الفلسطينيين، وتتم مطالبتهم هذه بوقاحة يرفضها بعض اليساريين الإسرائيليين أنفسهم. فمن يصدق أو يتخيل ما كتبه الصحفي الكويتي " عبد الله الهدلق " في صحيفة الوطن الكويتية مطالبا بوقف ما أطلق عليه "التحريض الفلسطيني" قائلا: " إنّ إرهاب السكاكين الفلسطينية لن يهزم إسرائيل...ومن حق إسرائيل الدفاع عن النفس وقتل الإرهابيين مهما كانت أعمارهم أطفالا وشبابا وذكورا وإناثا " ويتجاوز بخيانة انتهازية كافة حقائق التاريخ التي يوثقها كتاب غربيون، فيعتبر أرض فلسطين حقا للإسرائيليين ويصف الشعب الفلسطيني بأنّه " شتات اللاجئين " ، متمنيا " انتصار الحق الإسرائيلي على الرغم من قلة مناصريه ويهزم الباطل الفلسطيني على الرغم من كثرة المصفقين له ". هذه الأكاذيب والهلوسات لا تنطلي على أي عاقل عربي أو أوربي أو أمريكي ، ويكفي تذكير الهدلق وأمثاله بأنّ يهودا أقحاح أكثر انصافا للحق الفلسطيني منه، وهل سمع أو قرأ عن الحركة اليهودية " ناطوري كارتا " أي "حارس المدينة" التي تعدادها بالآلاف ويتواجدون علانية في داخل دولة الإحتلال ولندن ونيويورك تحديدا، وهي حركة ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل وتنادي بإنهاء سلمي لهذه الدولة. هذا يا هدلق بينما الشعب الفلسطيني في غالبيته يريد دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 التي لا تزيد مساحتها عن 22 في المائة من مجموع مساحة فلسطين التاريخية ، وهو يطالب بهذا الحق منذ عام 1988 أي قبل اتفاقية أوسلو بحوالي خمس سنوات ، دون أية استجابة من الاحتلال وحكوماته. فأيهم أكثر أخلاقا وإنسانية عبد الله الهدلق أم حركة ناطوري كارتا؟. وصحيح أن جريدة الوطن الكويتية قامت لاحقا بحذف المقال، لكنّ الغريب والمستغرب هو قيام الجريدة أساسا بنشر هكذا مقال خياني لا يعبر عن وطنية أية نسبة من الشعب الكويتي الأصيل. ولم يكتف بهذا المقال فقد دعى للتعاون الخليجي الإسرائيلي علانية، وليقرأ من يريد مقالته هذه في جريدة الوطن أيضا ولست مسؤولا عمّا نسبّه في هذا المقال لشخصيات أخرى وردت في مقاله:
لذلك كنتيجة فالوضع العربي لا يسرّ صديقا بل يضحك و يسعّد عدوا، عندما يجد له أنصارا بيننا أكثر دفاعا عنه من يهوده.
www.drabumatar.com (http://www.drabumatar.com/)

تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
امد/مروان صباح

عندما يقول كيسنجر تركيا ، أحمد داوود أغلو ، كما يطلق عليه مثقفين اسطنبول ، في كتابه العمق الاستراتيجي ، أن تركيا لا يمكن لها التطور ، إلا ، من خلال الحصول على الاستقلال الذاتي في كافة الجوانب والنواحي وخاصة الجانب العسكري الذي تملكه وتتحكم به ثلة قليلة من دول العالم ، وقد تكون نتيجة الانتخابات ، المعادة ، مؤشر ودلالة لشعب يكافئ نظامه على اجتهاداته المتواصلة ، وهنا لا بد ، من الإشارة إلى عنصرين هما غاية من الأهمية ، أولاً ، تراجع حزب التنمية والعدالة في الانتخابات قبل الأخيرة ، وبالتالي ، أظهرت النتائج عن رخاوة أصابت العمل التنظيمي للحزب بالميدان والقواعد ، وهذا على الأقل ، فسرته نتائج الانتخابات الاعادة ، لاحقاً ، عندما أراد الحصول على الأغلبية البرلمانية ، سعى من جديد لتحسين علاقاته مع القواعد الشعبية بالإضافة ، إلى رفع نبرة تهديد القومية التركية ، فكانت النتيجة أفضل ، أما الأمر الأخر ، النتيجة التى حصل عليها ، قريبة من 50 % ، حيث ، أعادته إلى المربع الأخير ، الذي كان قد حصل على نتيجة مشابه في الماضي ، لكن ، بين هذه وتلك ، يقف حزب التنمية والعدالة أمام حقيقة ، لا يمكن لأحد إنكارها ، أن الحزب يواجه معارضة واسعة ، ليست ، كما تعتقد قيادته ، طبعاً تماماً ، مثل آخرين من الباحثين في الشأن التركي ، بأنها أزمة عرضية ، عابرة أو غير مؤثرة ، بل ، من المفترض أن تبعث للحزب رسالة تحمل من القلق والتخوف على المستقبل ، ولا بد أيضاً ، من إجراء مراجعات شفافة ، بعيدة عن البحث البيروقراطي ، المتخم ، كي تفسر أسباب حالة المراوحة عند نقطة النصف من المائة وعدم إمكانية تخطى هذه النسبة .
قد يكون حزب التنمية والعدالة ، الوحيد الذي امتلك في المنطقة ، طبعاً ، بعد إسرائيل ، برنامج إصلاحي شامل للدولة ، حيث استطاع عملياً ، وباعتراف شعبي والمراقبين ، معارضة ومناصرين على حد سواء ، بأنه حقق الكثير ، للاقتصاد الوطني وللتصنيع العسكري وأعاد ثقل وتأثير السياسي لتركي إقليمياً ودولياً ، وقد تكون أهم إصلاحات الحكومة في مخططات الحزب ، مسألة الزراعة ، لأن ، بحسبة بسيطة ، الأغلبية العظمى من سكان الجمهورية التركية ، فلاحين ، الذي جعل الحكومة في بضعة سنوات ، زرع ما يقارب 3 مليار شجرة مثمرة ، وبطبيعة الحال ، كانت تركيا في مجال التسلح، سابقاً ، لا تختلف عن الدول العربية بالاعتماد على الدول الأجنبية في استيراد وشراء السلاح ، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي بدورها ، كانت حريصة على بيع تركيا السلاح وتحتفظ بمفتاح التحكم ، بشيفرة الأسلحة وقرار إطلاقها ، الذي جعلها لمدة طويلة ، ليس أكثر من دمية أو تابع .
اليوم ، ومع معالجات سريعة لشركتي توساش وأسيل سان ، عملت حكومة حزب التنمية والعدالة على ترميم وتحديث كلهما ، بطريقة تليق بمكانتها التاريخية ، فاستطاعت تركيا حتى الآن ، الوصول إلى نسبة 40 % من الاكتفاء الذاتي العسكري ، حيث ، أنتجت طائرات استكشافية والهيلكوبتر ، مدني وعسكري ، بمواصفات عالية الجودة ، تماماً ، طرحت في السوق ، أجهزة لاسلكي قادرة على التواصل بين القاعدة وميدان العمليات ، كما شهدت مياهها البحرية ، إنزال لسفينة برمائية ، اطلقت عليها ، بيرقدار ، طبعاً ، محلية الصنع ، بالإضافة ، إلى تصنيع دبابات ، بإشكال مختلفة ، وبتطور ملحوظ ، في السرعة والخفة والتأقلم مع جميع التضاريس .
بالتأكد هو ، انتصار بالغ الدلالة لحزب التنمية والعدالة ، رغم أنه جاء في ظل منطقة مختلة ، وما يقال من البعض ، بحق الرئيس اردوغان ، أن أجندته خالية من المخططات أو اصابه الافلاس ، أو أن الفوز ، هو ، فوز الضرورة ، يقع في قراءة غير صحيحة ، لقد نقل الرجل والمجموعة المشاركة في التخطيط والتنفيذ ، تركيا من ترتيب دولي ، 111 ، إلى 16 ، كقوة اقتصادية ، بخفة ، ويسعى الحزب إلى نقلها لتكون من العشر الأوائل ، واستطاع إنهاء جميع ديونها خلال أعوام قصيرة ، دون أن يستشعر المواطن بأي انعكاسات سلبية على الدخل الفرد ، وأيضاً ، أصبحت اليوم صادرات تركيا ، تقدر ب 153 مليار بدل ما كانت سابقاً ، 23 مليار ، كما أن ، حكومة حزب التنمية والعدالة ، وضعت أمرين ضمن أولوياتها ، تسعى للوصول إليهما ، الأول ، ترغب بحلول 2021 م ، تقليص نسبة الاعتماد على السلاح الخارجي إلى نسبة 85% ، بهدف تحرير السيادة الناقصة واستكمال الاستقلال العسكري الذاتي ، وفضلاً عما أسلفنا ، تُخطط الحكومة ضمن خطوة كبيرة الدلالة ، وفي نظرة ، متحولة بشكل جذري ، تفريغ 300 ألف عالم للبحث العلمي بمختلف الاختصاصات ، وبشكل تدريجي ، على أن تكتمل الخطة في غضون العشرة السنوات ، القادمة .
في الحقيقة ، ومن المؤكد ، بأن الاعلام والصحافة العربية يتدنى حالهما ، بل ، لا يقيمان وزناً لأي اعتبار ، سوى ممارسة الابتزاز ، فعندما يمارسان التضليل والكذب في حق مسيرة حزب التنمية والعدالة ، يعتقدون القائمين على هذا الفعل ، أنهم يوفروا الحماية للنظام العربي ، بل هو العكس تماماً ، لأن أول من يقع في التضليل ، هو ، النظام ، في المقابل ، ومع أول زيارة لتركيا أو عند دخول لأي محل تجاري ، الوقائع ، تُحذف جميع هذه الهرطقيات ، وفي مثال صغير ، ليس على سبيل الحصر ، خطوط الجوية التركية نالت في أوروبا المرتبة الأولى ، فأين العرب من قوائم الدرجات .
والسلام
" الخلاف حول بطانة الزعيم وليس حول شخصه هو دليل قبوله لدي العامة "
امد/سامي ابو لاشين

في كل الحوارات التي تدور حول شخصية (محمد دحلان) ومكانته ومستقبله في البلاد تكون نقطة الجدل الاكبر هي خياراته وليس هو كشخص ،
دائما سمعت هذا المصطلح لا خلاف علي دحلان لكن (خياراته سيئة) وكنت انا من الذين رددوا هذا المصطلح في فترة ما .
مع بدء الازمة بين الرئيس عباس والنائب دحلان كتبت مقالا هاجمت فيه (خيارات دحلان ) موضحا انهم سبب في ابتعادنا عن الرجل رغم ما نحمل تجاهه من قناعة ومن مشاعر تقدير ، في ذاك الوقت تصادف ان حصل لقاء بيني وبين الرجل الاول في الحكاية وهو الاخ الكبير (سمير المشهراوي . ابو باسل ) احد ألمع قيادات فتح في قطاع غزة واكثرهم شعبية بعد محمد دحلان وهو الرجل الذي يحظي باحترام وتقدير كوادر فتح والفصائل الاخري و حتي المختلفين مع دحلان ، وفي هذا اللقاء اوصلت له رسائل العديد من الكادر والقادة الميدانيين تحدثنا عن الخيارات السيئة وكان متفهما جدا ومنصفا للناس وقال لي فالتختار الناس من تريد وحين يكون خيارهم محترما نحن سندعم ونبارك ، وبالفعل تم التواصل مع عدد من الاخوة المبادرين وجرت عملية فرز ( الخيارات ) بانتقائية شديدة وكانت اسماء لا غبار عليها لا وطنيا ولا اخلاقيا ،ولكن التذمر لم يتوقف وعبارات (خيارات دحلان) لم تتوقف ، والغريب في الامر حين تسأل مستخدمي هذه العبارة عن اسماء يقول لك كثيرين ،تعيد السؤال عليه اذكر لي اسم فقط فلا يذكر وفي حالة ان يذكر اسم يكون مجرد شاب ناشط وليس ذي صلة بوضع السياسات او الخطط او حتي التمثيل .
كلماتي هذه لا تعني دفاعي عن هذه الخيارات او انحيازي لها لكني انتمي للحقيقة وادافع عنها ، والحقيقة تقول بالنسبة لقطاع غزة خيارات محمد دحلان الاولي اي (مشرفي الاقاليم ) هم اخوة علي درجة عالية من الوعي والالتزام والتاريخ ورغم اختلافي الكبير مع بعضهم الا ان هذا لا يؤثر علي قول كلمة الحق تجاههم ، لكن هناك بعض سوء اختيار بالنسبة للعاملين بالانشطة الميدانية هذا امر ملحوظ ولا خلاف عليه وبذات الوقت قد يكون طبيعي وليس شذوذا ، ولكن هذه الفئة من النشطاء لا تعتبر (خيارات دحلان ) او لا يجوز ان نطلق عليها خيارات فالخيارات هم القياديين في التيار وليس كل عامل او مناصر وناشط هو خيارات دحلان ،
والنقطة الملاحظة هنا انا الانتقاد يرتكز علي الشخوص مجرد الشخوص وليس علي اداء هذه الشخوص مما يشير ان الامر منافسة اكثر منه انتقاد . واشبه بمسألة (لماذا ليس أنا )
اخرج بخاتمة لمقالي بنقطتين ،
النقطة الاولي : الخلاف ليس حول شخص دحلان بل علي خياراته مما يشير ان الرجل مرغوبا ومحبوبا ولولا ذلك لما استطاع الاستمرار والبقاء والمنافسة رغم فصله من حركته فتح منذ خمس سنوات ،وشعبيته تتمدد والاقبال عليه يزداد بدليل هذا التنافس علي ركوب قطار تياره .
النقطة الثانية : مع احترامي لبعض النقاد فان انتقاد الخيارات ( رغم اختلافي معها ) هو حق يراد به باطل . ولو عدنا لشعار التغيير والاصلاح سنجده فاشلا وكاذبا فان حدث التغيير لن يحدث الاصلاح ولكن ان حدث الاصلاح قطعا سيحدث تغيير وللافضل
لذا ساهموا في الاصلاح حتي تجنوا التغيير الذي تريدون .
سامي ابو لاشين
مهرجان فتح غرب غزة .. حضور متميز وإعداد مبدع
امد/هشام ساق الله

مهرجان وطني باميتاز اقامته لجنة اقليم غرب غزه متمثله باللجنه الاجتماعيه ولجنة الاسرى للشهيد القائد ياسر عرفات في قاعة الهلال الاحمر الفلسطيني امتلأت القاعه بكل جنباتها وصفق وبكى الحضور وغنى الشباب والصبايا على انغام الفرقه الفلسطينيه الشعبيه حرك فينا المهرجان اوجاعنا وفقداننا للقائد الشهيد الرمز ياسر عرفات.
حضور فتحاوي متميز وكوادر وكادرات نسويه متميزه اضافه الى وجود نظام واستقبال كوادر اللجنه الاجماعيه ولجنة الاسرى بشكل ملفت للانتباه وحضور مجموعات كتائب شهداء الاقصى لواء العمودي للنظام وامن للمهرجان وحضور ممثل الاخ الرئيس القائد محمود عباس الاخ عبد الله الافرنجي محافظ مدينة غزه وعضو اللجنه المركزيه لحركة فتح والاخ الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنه المركزيه والتنفيذيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه والاخ محمد جوده النحال ابوجوده وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني الاخ احمد ابوهولي وعضو المجلس الثوري الاخ عبد الحميد المصري وحضور اميني سر اقليم شرق وغرب غزه اضافه الى ثلة متميزه من كوادر حركة فتح من اسرى ومناضلين وقيادات وكوادر وحضور عدد من ممثلي القوى الوطنيه والاسلاميه الحفل .
عريف الحفل المتميز الاخ جمعه ابوشومر استهل الحفل بدعوة الاخ محمد ابوعمره لقراءة ايات من القران الكريم وافتتاح المهرجان وبعدها دعا الحضور للوقوف للسلام الوطني الفلسطنيي الذي عزفته الفرقه الرائعه المتميزه الفرقه الفلسطينيه للفنون وبعدها حيا الشهداء وبمقدمتهم القائد الشهيد ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين والشهيد ابوعلي مصطفى والشهيد فتحي الشقاقي وكل شهداء شعبنا الفلسطيني للوقوف وقراءة الفاتحه .
دعا عريف الحفل الاخ الدكتور عبد الله الافرنجي ممثلا عن الاخ الرئيس محمود عباس وعضو اللجنه المركزيه لحركة فتح ليلقي كلمته في المهرجان استهل الاخ ابوبشار كلمته بتحية الشهيد القائد ياسر عرفات ابوعمار هذا الاب والمعلم واستذكر في كلمته حين حضر اول اجتماع للجنه المركزيه لحركة فتح ويومها شن الاخ الرئيس هجوم على الاخ عبد الله وثلاث اعضاء من اللجنه المركزيه خريجي المانيا وسكت يومها عبد الله الافرنجي وساله الاخوه لماذا لم ترد عليه فقال انا لا ارد على والدي ويمها قام الاخ الرئيس من مكانه وتوجه الى الاخ عبد الله وقبل راسه وقبله هذا هو القائد الاب 0.
استذكر الاخ عبد الله الافرنجي وعد بلفور بنفس الشهر الذي رحل فيه الاخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات وتذكر تجربة القائد الرمز الذي كان جزء من مسيرة وثورة شعبنا الفلسطيني وتحدث عن وضع بصمات الاخ الرئيس مع الدول العربيه ودول العالم وحركات التحرر بالعالم واستذكر خطابه في الامم المتحده عام 1973 حين قال جئتكم بغصن الزيتون بيد والبندقيه باليد الاخرى فلا تسقطوا غصن الزيتون .
وردد الاخ عبد الله الافرنجي كلمات الاخ الرئيس القائد محمود عباس عن الشهيد ياسر عرفات حين قال كان سعيه لتحقيق الحلم وهمه الشعب الفلسطيني وانشغاله في الليل والنهار لامكان معه للصحه وللراحه ولا وقت للتسليه والترويح فهو الاولويه وليس هناك مايتقدم عليه او ينازعه المكان مابلغ صفق الحضور لكلمات الاخ الرئيس محمود عباس .
والقى المناضل توفيق ابونعيم عضو القياده السياسيه لحركة حماس كلمة القوى الوطنيه والاسلاميه وتحدث عن الشهيد القائد ياسر عرفات وقال عنه مدرسه نضاليه واستذكر الانطلاقه الاولى للرصاصه الفلسطينيه انطلاقة حركة فتح وتحدث عن الايام السوداء التي مر بها شعبنا وقال بان مايوحد شعبنا هي المقاومه والكفاح المسلح واستذكر شهداء حركة فتح الاخ الرئيس ابوعمار والشهيد ابوجهاد وابطالها بسجون الاحتلال ودعا الى الالتفاف حول المقامه والنضال ضد المحتلين فهو من يوحد شعبنا وينهي الانقسام الفلسطيني الداخلي صفق لابو نعيم وكلماته الملتهبه كل من في القاعه من مختلف شرائح وانتماءات ابناء شعبنا وحيا فيها شهداء القدس والضفه الغربيه وحيا الاسرى الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني .
قدمت الفرقه الفلسطينيه للفنون الشعبيه حيث القى الاخ والصديق الحبيب زكريا الهدي مجموعه من الكلمات الناريه والشعريه لم استطع كتابتها بسبب انفعالي بالمهرجان وترديدي للاغاني مع الفرقه فقد اعادتني الى الايام الجميله ايام الشبيه ومهرجانات بيرزيت والنجاح وبيت لحم وايام النضال الحقيقي للاراضي المحتله .
غنت الفرقه اجمل اغاني الثوره الفلسطينيه طالعلك ياعدو طالع من كل بيت وحاره وشارع والشعب الفلسطيني ثوره ثوره على الصهيونيه على الرباعيه على الرباعيه ويايسر انت مازلت العنوان في غزه ورام الله ثايرين اولادنا ثايرين صغارنا الصحيح اني تركت الكتابه وانفعلت وبدات اردد الاغاني التي اعادتني للوراء اكثر من ثلاثين عام كنت احفظها كلها زمان وعدت ارددها ومعي كل القاعه والحضور .
حصلت على كلمة الاخ الدكتور زكريا الاغا كامله وساقوم بنشرها فهي وثيقه وطنيه وكلمه تاريخيه حين مر من امامي لصلاة المغرب طلبت منه الكلمه واعطاني اياها كامله له مني ومن ابناء حركة فتح كل المحبه والاحترام .
الاخ / عبد الله الافرنجى – محافظ محافظه غزه
الاخوات الاخوه قياده حركه فتح باقليم غرب غزه
الاخوات و الاخوه ممثلي القوى الوطنيه و الاسلاميه
الاخوات و الاخوه الحضور
اكبارا و اجلالا لارواح الشهداء الابرار و المناضلين الاحرار الذين قضوا علي طريق الحريه و النضال نلتقى اليوم في حفل افتتاح المعرض الوطني لصور الشهيد ياسر عرفات الذى تنظمه حركه التحرير الوطني الفلسطينى فتح في اقليم غرب غزه بالتنسيق مع القوى الوطنيه و الاسلاميه تحت عنوان “عرفات و الثوره ” علي شرف احياء الذكرى الحاديه عشر لاستشهاد مفجر الثوره الفلسطينيه و رئيس الشعب الفلسطينى الشهيد ياسر عرفات الذى سيظل رغم غيابه عنا حاضرا فينا بروحه و تاريخه و فكره و تراثه النضالى و سيرته الكفاحيه . فابو عمار برمزيته و كوفيته لاينطفئ و لا يرحل و لا يغيب . واننا على قناعه راسخه بان الاجيال الذى تربت و تعلمت من الرئيس الشهيد ياسر عرفات ستظل علي عهده و وصاياه في صدق الانتماء و الالتزام بأهداف شعبنا العادله في العوده و الحريه و الاستقلا ل .
الاخوات و الاخوه الحضور
ان هذا المعرض الذى يضم في جناحيه عشرات الصور التاريخيه التى تجسد و توثق الصور التاريخيه التى تجسد و توثق المراحل النضاليه لحياه الراحل ياسر عرفات علي طول ساحات النضال الوطنى في سوريا و الاردن و لبنان و تونس و فلسطين . و صور اخرى تجمعه بقاده الفصائل الفلسطينه تجسيدا للوحده الفلسطينيه التى حرس الشهيد ابو عمار علي تعزيزها حتى اخر لحظه في حياته . اضافه الى صور اجتماعاته بقاده العالم و قاده حركات التحرير العالمى لتؤكد علي حجم الحضور القوى للقضيه الفلسطينيه في المحافل الدوليه و حجم الانجازات الوطنيه و السياسيه التى حققها الشهيد ياسر عرفات علي مدار تاريخ الثوره الفلسطينيه كما يضم المعرض في اجنحته صور لشهداء من قاده الفصائل كجورج حبش و الشيخ احمد ياسين و د. فتحى الشقاقى و ابو العباس و ابو علي مصطفى و د. سمير غوشه و غرهم من قاده فصائلنا الوطنيه ايمانا منا بعظم تضحياتهم التى ستبقى شعله راسخه في ذاكره الاجيال القادمه و التى يجب ان لا تحيد عنها بوصلتنا الفلسطينيه
ان معرضكم اليوم الذى يحمل رساله حب و انتماء و وفاء للشيهد القائد ياسر عرفات فهو يشكل نقطه انطلاق نحو سلسله من الفعاليات الثقافيه و الفنيه و الرياضيه احياءا لذكراه الخالده . و كلنا امل ان تتوج هذه الفعاليات بمهرجان مركزى جماهيرى علي ارض الكتيبه يشارك فيه كل محبى ياسر عرفات من رفح الى بيت حانون و كل القوى الوطنيه و الاسلاميه . لنجسد الوحده الوطنيه التى جسدها الراحل في حياته . مهرجات يليق بعظمه ذكراه و بمكانته بين ابناء شعبه لنعبر من خلاله علي وفاءنا لتضحياته و لصرخه الحريه التى اطلقها في الفاتح من يناير عام 1965م بالرصاصه الاوله ايذانأ بانطلاقه الثوره الفلسطينيه دفاعا عن حقوق شعبه العادله في العوده و الخريه و الاستقلال . هذه الصرخه التى لا تزال صداها تتردد في سهول و وديان و جبال فلسطين و في عمق محيطنا العربي و في عمق الراي العام العالمى و عمق الضمير الانسانى .
الاخوات و الاخوه الحضور
ان القائد الشهيد ياسر عرفات ليس بشخصيه عاديه . و ليس عابر سبيل في هذه الحياه الطويله التى تزيد عن نصف قرن بل كان رجلا تجسدت فيه امال و طموحات شعبنا .لقد كان صاحب مواقف وطنيه ثابته لا تتاثر بالمتغيرات السياسيه فهو لم يتخلى عن الثوابت الوطنيه و لم يتنازل عن حق الاجئين في العوده و لم يفرط قط في حق اقامه الدوله الفلسطينيه و عاصمتها القدس . و لا احد يخفى عليه ان حصاره و من ثم استشهاده كان ثمن سياسي لمواقفه ضد التنازل عن ثوابت القضيه . لقد كان ابو عمار دائما قادرا علي ان يستوعب كل الفصائل رغم اختلاف توجهاتهم و يوظف كل ذلك مصلحه القضيه الفلسطينيه حرصا منه علي الوحده الوطنيه . كما كان دوما الملاث الاخير لكل الفلسطينيين و القائد القادر علي تجاوز العقبات و توحيد الصف الفلسطينى و لم الشمل لكل الفلسطيني في الوطن و الشتات تحت مظله منظمه التحرير الفلسطينيه مما اعطاه ثقه فلسطينيه واسعه و عميقه مكنته من التعامل مع كل التطورات فلسطينا و عربيا و اقليميا و دوليا و بتمك كامل باهدافه النضاليه الاساسيه لقد استشهد الرئيس ابو عمار بعد ان ادى الامانه و اوفى بالعهد و صار بالقضيه الى ان جعلها محل اهتمام العالم قضيه حيه تتحدى الموت و الحصار و الاسلاك الشائكه قضيه شعب يمثل اليوم في تاريخ البشريه قضيه الانسان الذى لا يهزم و لا يدمر مهما تكالبت عليه انياب الاحتلال و جرافاته و قطعان مستوطنين
الاخوان و الاخوه الحضور :
نلتقى اليوم علي شرف الذكرى لتعزز فينا اراده الاستمرار و عزيمه التواصل الوطنى في مواجهه الاخطار التى تحيط بقضيتنا الوطنيه في ظل سياسه التطرف التى تنتهجها حكومه الاحتلال الاسرائيلي من خلال اعلان حربها علي شعبنا الفلسطينى و استمرارها في الاعتقالات الجماعيه و الاعدامات الميدانيه ضد اطفالنا و شبابنا و نسائنا و اسمرارها في تكريس احتلالها علي الاراضى الفلسطينيه المحتله عام 67 عبر الترحيل القصرى للفلسطينين و اقامه المستوطنات و توسيعها و مصادره الاراضى و بناء الجدار و اسمترارها في تهويد مدينه القدس و عاصمه الدوله الفلسطينيه و الاقتحامات المتواصله لجيشها و قطعان مستوطنيها للمسجد الاقصي و الاعتداء علي المصلين لفرض التقسيم الزمانى و المكانى للمسجد الاقصى و اطلاق عنان مستوطنيها في القرى الفلسطينيه يغيثون فسادا و خرابا و دمارا و الاعتداء علي ابناء شعبنا الاعزل و محاصره بيوت المواطنين الامنين ، أضمن مسلسل الارهاب لمنظم و الترويع لتضيق الخناق علي شعبنا الصامد و تحقيق مخططاتهم الاحتلاليه لشطب الوجود الفلسطينى علي الارض الفلسطينيه و اغراقها بالاستيطان اليهودى الباطل و فرض الاحتلال علينا كأمر واقع
ان هذا العدوان لن يزيد في نفوس ابناء شعبنا الا العزيمه و الاصرار و الاراده علي استمرار الصمود و التصدى و المقاومه لهذا الاحتلال و لن لشعب اسرائيل و حكومه المتطرفه اي نوع من الامن و الاستقرار بل مزيد من العنف و سفك الدماء الذى تتحمل نتائجه هذه الحكومه اليمينيه المتطرفه في اسرائيل
ان شعبنا الفلسطينى الذى قدم علي طريق الحريه و الاستقلال الاف الشهداء سيواصل طريقه المشروع و هبته الشعبيه مقاومته السليمه للتصدى لهذه الممارسات الاسرائيليه العدوانيه ،و لن يهدا له بال ما لم يجسد احلام الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل تحقيق ذلك الهدف
المنشود عوده الاجئين الفلسطينين الى ديارهم عام 48 ، الاحتلال واقامه الدوله الفلسطينيه علي حدود اللرابع من حزيران عام 1967 و عاصمتها القدس و اطلاق صراح الاسرى و المعتقلين من سجون الاحتلال الاسرائيلي ، كما تواصل القباده الفلسطينيه و الرئيس ابو مازن بالتزامن مع الهبه الشعبيه لجماهير شعبنا خوض المعركه السياسيه في المحافل الدوليه من خلال الانضمام لكافه المنظمات الدوليه و مجالس حقوق الانسان التابعه للامم المتحده و ملاحقه حكومه الاحتلال في محكمه الجنايات الدوليه لحمايه مقدساتنا و لرفع الظلم عن شعبنا و محاسبه حكومه الاحتلال علي كافه جرائمها بحق شعبنا الفلسطينى و التى كان اخرها الاعدامات الميدانيه 0
الاخوات و الاخوه الحضور :
ان الظرف الذى تمر فيها قياده و شعب و فصائل يقتضي اعلي درجات المصارحه ، و لا اظن ان من المعتذر ان نقرر ما يريده عدونا لكى نحدد ما الذى ينبغى علينا عمله ،ان العدو لا يبحث فقط عن قياده وطنيه بديله لتحل محل قياده لا ترضيه بل يعمل ايضا عملا منهجيا نراه رؤيه العين في كل ما يقوم به ، و هدفه تفكيك كل تمثيل وطنى انجزه شعبنا تحت مظله منظمه التحرير الفلسطينيه الممثل الشرعى و الوحيد لشعبنا الفلسطينى عبر تاريخه النضالى ، و تدمير مقومات نشوء دولته ، امام هذا الواقع الخطير و لقطع الطريق علي مخططات الاحتلال لقد اتخذت اللجنه التنفيذيه لمنظمه التحرير الفلسطينيه قرارها باعتماد توصيات اللجنه السياسيه المتعلقه بتحديد العلاقات الامنيه و السياسيه و الاقتصاديه مع سلطه الاحتلال الاسرائيلى التى هى بمثابه برنامج عمل وطنى للمرحله القادمه تركز علي قرارات المجلس المركزى التى هى موضوع اجماع ، اننا ايتها الاخوات و الاخوه مقبلون علي مرحله مفصليه حاسمه و خطيره صعب التنبؤ بها ، ان مواجهه ما هو قادم الينا يتطلب تعزيز الوحده الوطنيه و انهاء الانقسام و نبدا فورا بتشكيل حكومه وحدهبتشكيل حكومة وحده وطنيه تعمل على توحيد مؤسسات الوطن تمهيدا لاجراءات الانتخابيه الرئاسيه والتشرعيه نعم بالوحده الوطنيه نستطيع ان نتغلب على كل الصعاب وعلى ماهو مقبل الينا حتى وان كان خطيرا .
الاخوات والاخوه الحضور
ختاما كل التحيه والاكبار والاجلال لشهيدنا ابوعمار ولكل الشهداء الابرار الذين اكدوا ان شعبنا قادر على مواصلة العطاء ونعاهدهم ان نبقى كما كنا دوما محافظين على الامانه التي حملوها والشعله التي اوقدوها فداءا لهذا الوطن وان تبقى هذه الشعله مضاءه ولن نفرط ابدا في مقدساتنا وبحقوق شعبنا ودمائهم التي سالت في سبيل حرية هذا الوطن وكرامة هذا الشعب وستظل يا ابا عمار في قلوبنا وعقولنا ونبض عروقنا تبعث فينا ذكراك الجميله وسيرتك العطره واخلاقك النبيله ومواقفك البطوليه الدفء والحيويه لاستكمال حلمك وحقنا بنقل جثمانك الطاهر الى القدس المحرره من دنس الاحتلال وبان يرفع شبل فلسطيني او زهره فلسطينيه علم دولة فلسطين فوق ماذن وكنائس واسوار القدس الشريف عاصمة فلسطين الخالده
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
معا وسويا حتى الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس الشريف
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكر الاخ الاسير المحرر القائد ايمن الفار مفوض اللجنه الاجتماعيه ولجنة الاسرى التي تقود هذا المهرجان وحضرت له و الذي تحرر في صفقة وفاء الاحرار بعد ان امضى 21 عام في سجون الاحتلال حيا فيها الاخوه اعضاء لجنة اقليم غرب غزه الذين ساندوا وشاركوا في انجاح الحفل وشكر الاخ امين سر الاقليم الاخ زياد مطر ومن ساهم في تمويل ودعم ومساندة هذه الفعاليه الجماهيريه الرائعه وشكر الاخ عبد الله الافرنجي مندوب الاخ الرئيس على دعمه وحضوره وكذلك الدكتور زكريا الاغا والاخ ابوجوده النحال والاخ عبد الحميد المصري عضوا المجلس الثوري وشكر الاخت المناضله مفوضة الاعلام بالاقليم الاخت سالي عابد كما حيا فيها اعضاء اللجنه الاجتماعيه ولجنة الاسرى بالاقليم وكتائب شهداء الاقصى لواء العمود وحيا اسماء عدد من الاخوه ساهموا بانجاح الحفل والمهرجان .
تم تقديم فيلم بعنوا ن عرفات والثوره انتجته لجنة اقليم غرب غزه انفعل الحضور مع كلمات الشهيد ياسر عرفات ومع اللقاءات التي اجريت مع الاخ عبد الله الافرنجي والاخ زياد مطر والاخ ايمن الفار تم عرضها من خلال ثلاث شاشات عرض منتشره بجنبات القاعه صفق الجمهور وبكوا كثيرا وهم يشاهدوا الرئيس القائد ياسر عرفات مسجى .
وفي ختام الحفل القت الفتاه المثلمه التي القت اول حجر على الاحتلال على الحدود مع قطاع غزه وظهرت بالصور ابنة حركة فتح الاخت ميرفت عبد القادر شاركتها الفتاه الرائعه تاله حاتم ضاهر قصيده شعريه بعنون القدس للشاعر تميم البرغوثي الهبتا القاعه وصفق لهم الحضور كثيرا بعنوان القدس
مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
واكملوا باقي القصيده باقتدار وسط تصفيق الجمهور الرائع الذي بقى اكثر من ثلاث ساعات مستمتع بهذه الامسيه الفنيه الرائعه
واختتمت الفرقه الفلسطينيه الشعبيه بمجموعه من الاغاني الوطنيه طالعلك ياعدوي طالع من كل بيت وحاره وشارع واغنية ياجماهير الارض المحتله واغاني وطنيه اخرى جميله ورائعه استعت بها انا وكل من حضر واكيد التلفزيون الفلسطيني الحاضر لتصوير هذا المهرجان الجميل فقد رايت طاقم وادارة التلفزيوم وعلى راسهم الاخ سمير الاغا مدير عام التلفزيون الفلسطيني ومعه كوكبه من الكوادر المصورين والفنيين والاداره لنقل المهرجان على الهواء مباشره .
في نهاية المهرجان دعا عريف الحفل الاخ الدكتور زكريا الاغا مفوض مكتب التعبئه والتنظيم مسئول ساحة حركة فتح في قطاع غزه لافتتاح معرض الصور للفنانين ناجي محمد نصر ووخليل فايق سرور اللذان رسما عدد كبير من الصور بالحرق للشهيد القائد ياسر عرفات ومعه شهداء وقادة شعبنا الفلسطيني من كل الفصائل رايت صور الشهيد احمد ياسين من بعيد والشهيد فتحي الشقاقي والشهيد ابوعلي مصطفى والمرحوم القائد جورج حبش والقائد مروان البرغوثي والقائد عبد العزيز شاهين ابوعلي وكوكبه كبيره من الشهداء والقاده والابطال لشعبنا الفلسطيني العظيم وسيتمر المعرض حتى يوم غدا ابتداء من الساعه 4 مساءا حتى بعد صلاة العشاء .
وزعت اللجنه الاجتماعيه في اقليم غرب غزه لكل الحضور برشور المهرجان عرفات والثوره ونبذه عن اهم نشاطات اللجنه الاجتماعيه والاسرى النشيطه جدا والتي لا يوجد لها مثيل اكيد في كل الاقاليم سبق ان كتبت عن نشاطاتهم المتميزه والتفافهم حول القائد الاسير المحرر الاخ ايمن الفار الذي يوقد اللجنه والمهرجان باقتدار بدعم ومسانده من لجنة اقليم غرب غزه وعلم فلسطين وكتيب بمناسبة الذكرى الحادي عشر لاستشهاد القائد ياسر عرفات اعده القائد عبد الله الافرنجي عضو اللجنه المركزيه لحركة فتح ومحافظ مدينة غزه .
قبل ان اختم مقالي هذا اوجه نقد الى مجلس ادارة الهلال الاحمر الفلسطيني بقطاع غزه حيث تعبت حتى استطعت الوصول الى المهرجان بسبب عدم وجود سواند حديديه على جنبات مدخل الهلال الاحمر ولم استطع الدخول الي المهرجان واشكر كثير احد الاخ الذي صحبني ادخلني الى المهرجان من خلال صعودي الى الطابق الرابع من مستشفى القدس والدخول الى الجانب الاخر ودخولي الى مكان المرجان وحملني عدد من الاخوه على الكرسي وادخلوني الى القاعه شكرا لهم جميعا
وعدني الشاب المصور محمد النجار ارسال مجموعه من الصور لي لكي انشرها بسبب عدم وجود جوال لكي اقوم بالتصوير له مني الشكر والاحترام والتقدير
أحلام الموت والأحلام الثورية
امد/محمود فنون

تسمع أطفال دون العاشرة يتمنون الموت شهداء ومقدمي برامج يبدون إعجابهم وتشجيعهم لهذه الأفكار .
يتمنى ان يموت بدلا من أن يتمنى الحياة والنضال وقتال العدو وقتل العدو وهزيمة العدو .
يريد أن يعرض نفسه للموت على يد العدو ! طيب، لماذا ؟
لماذا لا تتمنى إرهاب العدو والإستمرار في إرهابه إلى أن يرحل عن فلسطين ؟
لماذا التثقيف بالموت بدلا من التثقيف بالنضال والتدريب على النضال والتخطيط للنضال ؟
عندما يموت الشاب وهو يرفع السكين ما الحكم ؟ هناك معركة ، طرف فيها العدو الصهيوني بجيشه ومستوطنيه وهناك الشاب .
وتنتهي المعركة من طرف واحد العدو يقتل المناضل الفلسطيني قبل أن يبدأ المناضل هجومه الكامن .
في هذه المعركة أنتصر العدو وهزم الشاب بل قتله قبل أن يفعل شيئا .!!!!ولو انه تدبر الأمر لكان هجم وأصاب وبعدها إما أن ينجو وإما ان يصب . وهذه حقيقة النضال .
لماذا يجري تثقيف الأطفال والشباب الصغار بالموت لدرجة أن الشاب يتمنى أن يغني الجمهور لأمه " يا ام الشهيد زغرتي ..." بل يحلم بهذا .
هنا حصلت استثارة ولكنها موجهة بشكل خاطيء . التعبئة تنطوي على مفاهيم خاطئة وساذجة فهي من جهة تحرك النوازع ومن جهة تحصر هدفها في الموت بدلا من ان تربي على الكفاح وقتال العدو بشكل مستمر وفي معارك متصلة .
يقولون : الحياة ممر للآخرة ولذلك ما همّ أن تكون قصيرة وآخرها الجنة والحور العين .
إن هذا لا يغيظ العدا بل يفرحون بنصرهم على الشباب ويحصل جنودهم على المكافئات .وتكون لنا المأساة بفقدالشاب والمأساة والإحباط لعجزه عن قتال العدو وإيذائه.
كذلك فشعار " عالقدس رايحين ... شهداء بالملايين "!!
لماذا نذهب شهداء ؟ وهل نحن أمام معارك بالسيف حتى نزحف على القدس بينما العدو مسلح بالنار الغزيرة ؟
لماذا لا نذهب فاتحين إذن وننتصر ونصل سالمين وإن استشهد بعضنا فهذه قوانين الحرب ؟
إن العدو لا يتأثر بهذه الثقافة بل يحبذها ويساهم في إشاعتها ودسِها في مفاهيمنا وثقافتنا .
نحن نذهب من أجل الموت ونموت ، والعدو يبقى يحتل البلد من أقصاه لإقصاه
نحن ننال الشهادة !؟ هذا إن نلناها ، والعدو ينال الوطن .
بينما المطلوب أن نهزم العدو ونحيا منتصرين .