المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات المواقع الالكترونية 15/11/2015



Haneen
2015-12-14, 01:02 PM
<tbody>















file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif

</tbody>














المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان


عناوين مقالات

v حكاية (محبوب العرب) و(الختيار)
الكرامة برس /ماهر حسين

v أين الفصائل من غضبة القدس؟
الكرامة برس /بكر أبو بكر

v مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
الكرامة برس /حمادة فراعنة

v اسرائيل وخدمة الخبر "الارهابي" السريع!
الكرامة برس /حسن عصفور

v مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
الكرامة برس /حمادة فراعنة

v الانتفاضة شكل من أشكال النضال
الكرامة برس /جمال ايوب

v هجمات باريس والغباء الغربي...!!
الكرامة برس /سميح خلف

v عندما يتوحد الخطاب، تصمد الدولة ويسقط الإرهاب
امد/حسن سليم





v الإرهاب: من أين وكيف ومتى ولماذا وماذا
امد/د. عبد الرحيم جاموس

v خالتي فرنسا
امد/نافز علوان

v حرف الأنظار
امد/خالد معالي

v في ذكرى استشهاد البطل زياد الحسيني
امد/نعمان فيصل

v قراءة في رسائل المقاومة (السياسية والأخلاقية)نابلس والخليل نموذجا
امد/ناصر اسماعيل اليافاوي

v مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
امد/حمادة فراعنة

v في ذكرى الرحيل والاستقلال ... دحلان : فكرة وطن وأمل جماهير
امد/ثائر أبو عطيوي

v أضرب وتقدم واغرس العلم
امد/طارق أبو محيسن

v الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (34)فوارق ومميزاتٌ وثوابت
امد/د. مصطفى يوسف اللداوي

v موقف جريء لا بد أن يقدر عاليا للدكتور رامي الحمدالله
امد/محمد خضر قرش

v تحليل سياسي : رداً على اتهامات دنيا الوطن ... لغز مقتل الرئيس ياسر عرفات
صوت فتح/سهيلة عمر

v عظمة شعب وأزمة نخبة
صوت فتح/د.إبراهيم أبراش

v الانتفاضة شكل من أشكال النضال
صوت فتح/جمال ايوب





v أبو عمار حاضرا رغم طول غياب
صوت فتح/أكرم أبو عمرو

المقالات
حكاية (محبوب العرب) و(الختيار)
الكرامة برس /ماهر حسين

(حول كلمات الفنان محمد عساف في ذكرى رحيل القائد الرمز أبو عمار) .
(الذكرى الـــ11 لإستشهاد القائد والرمز الفلسطيني ياسر عرفات – رحمه الله – الخالد في قلوبنا فهو حكاية ثورة وشعب لم تنتهي فإن رحل الجسد تبقى الذكرى والفكرة راسخة في أذهاننا وذاكرة الوطن ..وسنبقى على العهد ) محمد عساف .
ورد ما سبق ذكره في أحد المواقع التي تحمل إسم الاخ والصديق الفنان محمد عساف، وفي الحقيقة لا أدري إن كان هذا هو الموقع الوحيد أو الشخصي للفنان المحبوب ولكن وكما أشرت جاءت الكلمات في موقع يحمـــل إسم الفنان محمد عساف وهذا ليس غريبا" عن إبن مخلص من أبناء غزة وفلسطين .
لقد شكل القائد الرمز أبو عمار في ذاكرة الفلسطينين عموما" والغزيين خصوصا" حالة خاصة ستبقى للأبد لأنها مرتبطة بالحق الفلسطيني وبالحلم الفلسطيني هذه الحالة لم تأتي من فراغ بل أتت من تجربة نفتقدها جميعا" وحتما" فإن هذه الحالة من الإفتقاد للقائد الرمز (الختيار) تتملك الفلسطيني الفنان محمد عساف .
ليست فقط الكلمات هي ما لفت نظري بل ما لفت نظري هو عدد من أبدو إعجابهم بهذه الكلمات في ذكرى إستشهاد ورحيل القائد الرمز الشهيد أبو عمـــار حيث بلغ من أبدو إعجابهم بكلمات محبوب العرب ما يفوق الــ35 ألف مشارك .
35 ألف مشارك ترحموا على الختيار ...35 ألف مشارك إستذكروا الختيار ... منهم الفلسطينين ومنهم العرب ...أتحدث عن ما يفوق الـــ35 ألف شخص عبروا عن إعجابهم بالكلمات .
هذا يدل على عدة أشياء ومنها بأن الكلمات التي كتبها عساف صادقة وبأن مشاعر الناس صادقة ولكنها كذلك تؤشر على مزاج عام فلسطيني وعربي يبتعد عن السياسة فلم أرى مداخلة لسياسي أو لناشط تأخذ هذا الحجم من المشاركات والإعجاب .
هذا مؤشر على مكانة الفنان وعلى مكانة الختيار ولكنه كذلك لو أجرينا مقارنة مع العديد من المداخلات التي إجتاحت الفيس بوك وتويتر سنجد بأن المقارنة ليست في صالح السياسين أبدا".
كيف نتعامل فلسطينيا" مع الــ35 ألف معجب بما كتبه عســــــــــــــاف حيث أن هذا الجمهور الواسع ممكن الإستفادة منه إيجابا" ليكون هناك مشروع من أجل هذا الوطن والشعب .
ليتم العمل على بناء مستشفى للأطفال ...ليتم العمل على بناء مركز علاج متطور لذوي الإحتياجات الخاصة ..ليتم العمل على بناء متحف فلسطيني ..لنعمل على بناء مدرسة نموذجية لأبناء الشهداء ..حتما" هناك ألاف الأفكار التي من الممكن ان يتم تبنيها بالتعاون مع الفنان والصديق محمد عساف الذي من الممكن أن يكون أكثر من فنان وأكثر من سفير .
هناك حاجة للتفكير الإيجابي وللعمل الإيجابي وهناك ضرورة لحشد كل الطاقات وكل الكفاءات لتكون معا" من أجل هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير
كلي ثقة بأن (الختيار ) هو جزء من الشخصية الوطنية الفلسطينية فهو باني الهوية الوطنية‘ وكلي ثقة كذلك بأن كلمات محمد عساف والتفاعل معها تعبير عن تفاعل جماهيري أكبر من الأحزاب والتنظيمات ويجب البناء عليه من اجل فلسطين
شكرا" محمد عســـــــــــــــاف" لفلسطينيتك .
رحم الله قائدنا الرمز أبو عمار .
وأرجو الإلتفات الى حكاية (محبوب العرب ) و(الختيار) فهي قصة (نجاح ) و(هوية شعب وثورة ) ....حكاية (مواطن فنان وإنسان ) و(مع قائد لشعب) هي حتما" حكاية (فنان إنسان) و(قائد فنان).







أين الفصائل من غضبة القدس؟
الكرامة برس /بكر أبو بكر

إن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية -إلى جوار حركة "فتح"- تشكل وشكلت بحق الشريك المشاكس والمعارض الشرس ولكنه في كل المراحل حتى حين تفرق الدروب مؤقتا كان يثبت انتصاره للهوية النضالية وفلسطين والصيغة الجامعة.
تعددت الرؤى والأيديولوجيات في فترات المد القومي (منذ الثلاثينات في القرن 20 حتى سقوط حزب البعث) والصعود الشيوعي (حتى انهيار جدار برلين عام 1991) فخاضت فصائل اليسار والمعارضة الفلسطينية (سواء تلك القومية، أو ذات المنهج الماركسي حينها) معاركها الداخلية في نطاق الصراع الذي حمل ثلاثة معاني الأول : المرتبط بالفهم الفكراني (الأيديولوجي) للصراع وبالتالي تحديد طبيعة البرنامج السياسي والنظرية، والنظر (للقيادة المتنفذة) في منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت بنظرها (اليمين) الفلسطيني.
وبالمعنى الثاني : وفق امتدادات أو تحالفات أو ارتباطات أو تقاطعات هذه الفصائل مع الأحزاب المثيلة في الدول العربية أو الدول الصديقة ، بمعنى أن أكثر التنظيمات التي دانت بالولاء للفكرة القومية كان مرشدها إما في مصر الفترة من الزمن، وإما في العراق أو سوريا ارتباطا بالفكرة وبأحد القيادتين "القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي" المتناحرتين في البلدين.
وكان المعنى الثالث هو في أدوات الصراع المستخدمة والتي تراوحت ما بين أشكال خمسة ذات طبيعة ثورية كفاحية عنيفة: مثل العمليات الفدائية والاشتباكات عبر الحدود البحرية والبرية مع الكيان الصهيوني، وثانيا: خطف الطائرات وتدمير المصالح الغربية والاسرائيلية فيما عرف بالعمل الخارجي، وثالثا العمليات الصاروخية ضد المستوطنات الصهيونية من الجنوب اللبناني، وفي الشكل الرابع كانت العمليات الاستشهادية باقتحام المستوطنات وأسر الجنود والمستوطنين، والشكل الخامس كان حرب المخابرات والاغتيالات السياسية ، فتصارعت الفصائل وحركة فتح داخليا في المعاني أو النطاقات الثلاثة (الأيديولوجي – السياسي ، الامتدادات الفكرية والسياسية، أدوات النضال الأكثر جدوى).
ورغم ما شاب الصراع الداخلي من فترات حادة وخروج ودخول في الاطار الجامع أي في (م.ت.ف) والانحياز لمحور عربي هنا أو هناك، إلا أن الولاء والانتماء ظل للجميع باعتقادي لفلسطين وللإطار الجامع أي منظمة التحرير الفلسطينية التي ناضلوا لتغييرها أو تغيير توجهاتها وتغيير بعض قياداتها من داخلها، ولم يسعى أحد – رغم شدة العبارات المستخدمة حينها (وباستثناء بعض حالات الانشقاق)– لتدميرها أو استبدالها أو وراثتها كما فعلت "حماس" في أكثر من محاولة فاشلة حتى الآن.
هذه الإشارة للفصائل تستدعي الاحترام والإكبار لها مهما اختلفنا معها نحن في حركة فتح، وتستدعي التفهم لوجهات النظر والسياسات المختلفة، ونضيف هنا أن الفصائل في زمن مضى اختلفت كثيرا عن اليوم حيث انفرط عقد الفكر الماركسي الشيوعي ومنظومته الدولية، وتراجع الفكر القومي الشوفيني أيضا، فغدت التنظيمات جميعها تقريبا تسبح في فضاء الفكر الديمقراطي العلماني الممتد لجذوره في الحضارة العربية الاسلامية وإن بأثواب متجددة مثل (الاشتراكية = الاجتماعية الديمقراطية) أو العلمانية (وليست اللادينية) والوطنية.
كان من الضروري أن نقدم بذلك لنقول أن التنظيمات عامة هي ذات إرث نضالي وكفاحي فلسطيني، وليست نبتا شيطانيا أوتنظيمات بلا قاعدة أو جمهور كما يحاول أن يصورها البعض، بغض النظر عن حجم الامتدادات التي أصبحت صعبة المنال لكافة الفصائل حتى الجديدة منها مثل "حماس" و"الجهاد" و"المبادرة".
سؤالنا المركزي هنا هو أين هذه الفصائل من هبّة أو انتفاضة أوغضبة القدس؟ وهل من الجائز أن يحوم الوضع السياسي الفلسطيني حاليا حول ثنائية حركة "فتح" – "حماس" كما كان في السابق حول حركة "فتح" – "الشعبية"؟
أقول أن الثنائية قد تكون في وضعنا الفلسطيني قاتلة، لأن التعددية المنفتحة التي تعلم أين تتفق مبدئيا فتقف عند حدودها ، وتعرف أين تختلف هي التي تشكل درعا للوطن ودرءا له عن مخاطر جمّه يتخطفنا الإقليم باتجاهها, وتعريجا على هبة القدس فإن أدوار الفصائل (القومية والديمقراطية الاشتراكية سواء القديمة ، أو الجديدة وأبرزها حركة المبادرة) هي ما بين حالات ثلاثة: فهي أما مشاركة ومنخرطة قليلا أو كثيرا لا يهم، وأما داعمة ومساندة ليس بفعالية الانخراط، وأما نائية وهذه الاخيرة بلا أي مقوم من مقومات الانخراط أو الدعم لأنها هي بحاجة لتجديد خطابها وضخ دماء جديدة بها واعادة بناء فكرها ومعالجة وضعها بين الجماهير.
من هنا فإننا بغض النظر عن مستوى وحجم المشاركة الميدانية فلا شك أن كل التنظيمات هي في الإطار الفاعل أكان المقصود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أو المبادرة الوطنية أو الجبهة الديمقراطية أو الجبهة العربية أو جبهة التحرير الفلسطينية أو جبهة النضال الشعبي أو حزب الشعب أو حزب فدا أو غيرها، وهي وإن تقاربت برامجها-في غالبها- ما قد يمكنها في المستقبل من توحيد قواها وأطر جماهيرها إلا أنها في ذات الفعل النضالي تشكل صمام أمان للوحدة الوطنية، كما قد تشكل حصان طروادة للآخرين حال تشتتها أو ركوبها أمواج بحر ليس بحرنا، أو التجاء بعض تياراتها للانتهازية للّعب على القطبية الثنائية بين حركة فتح و"حماس" لمصالح حزبية بحتة لا للمصلحة الوطنية العامة.
إن على فصائل المعارضة الفلسطينية عامة أن تنزع عن بعض رموزها وطروحاتها وأساليبها وهَن السنين، وقصر النظرة أوازدواجيتها، وعليها أن تتحرر من عقدة الحجم والدور المساند فقط، كما عقدة التهيب من الآخر أو الانصياع له، في معادلة تحافظ على رداءها الفكري المنفتح في إطار الديمقراطية التي تفهم التقبل والتفهم والتجاور، كما عليها تمتين وعيها النضالي والمجتمعي والعربي، فتفصل كليا مسارها عن الفكر الظلامي الإقصائي سواء لدى الجانب الديني أو العلماني.
من هنا فإن كنا نقرّ بتقصير كافة الفصائل على صعيد الدعم القيادي السياسي لغضبة القدس، وإن بدرجات مختلفة، فإن مثل هذا التقصير يطال فصائل اليسار أو المعارضة الوطنية الفلسطينية ، ولا يعفيها أبدا من دورها المزدوج في إلهاب النضال الشعبي من جهة وفي السعي الحثيث لتحقيق الوحدة الوطنية.

مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
الكرامة برس /حمادة فراعنة

لا تختلف مظاهر وسلوك وقوانين حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وضد أطفاله ونسائه وكهوله ، عن سلوك النازية وجرائمها ضد اليهود وسائر الشعوب الأوروبية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية ، فالمدرسة واحدة ، والخلفية مشتركة ، وكلاهما ضد حق الأنسان في الحياة ، رغم اختلاف الشخوص والديانات والهويات والأوقات .
رفض الأخر واحتقاره والمس به والأستهتار بحياته وقيمه والتعامل معه من علٍ ، من موقع التفوق والقوة باعتباره متدني متخلف لا قيمة له ، يجب قهره وتبديد كرامته ليستكين ويُهزم ويرضخ للصهيونية ومشروعها الأقوى على خارطة العالم العربي ، وليس أمامه سوى الأنحناء وقبول الواقع الأحتلالي التوسعي والتعامل معه بدونية لا تستجيب لطموحات الأنسان السوية والطبيعية في مسألتين الأمن الشخصي والتطلعات الوطنية على أرض يُفترض أن تسمى وطن ولكنه مسلوب مسروق مصادر للأجانب الذين أقاموا مستعمراتهم ودولتهم المتفوقة على الأرض التي كانت للفلسطينيين وتحولت للمستعمرين المهاجرين الأجانب بفعل القوة والأسناد الأوروبي سابقاً والتغطية الأميركية حالياً ولاحقاً ، هذه هي خلاصة سياسة المشروع الصهيوني وأدواته وسلوكه ضد الفلسطينيين ، ولكن للفلسطينيين خيار أخر ، وطريقة أخرى وصمود ثابت ونضال متواصل .
لا مفر من الحياة ، فالحياة أقوى من الموت ، ولو كان الموت هو القدر الذي لا هروب منه لما واصلت البشرية امتدادها وتواصلها ونموها واتساع مساحة انتشارها ، فالبشرية تزداد عددياً رغم الموت الطبيعي أو بسبب الحروب أو الأوبئة أو انقلابات المناخ ولكن أسباب الموت لم تؤد الى هلاك بني البشر أو قللت منهم ، بل بالعكس يزداد عدد البشر وتتسع مساحات الجغرافيا التي يعيشون فيها وعليها ، والأرتقاء في التعلم والحماية والعناية الصحية والحفاظ على حق الحياة ترتفع وتائره ولا تنخفض ، مما يدلل دائماً على انتصار الحياة الجماعية للانسان على حساب فقدانها بالغياب الفردي والرحيل حيث يتم التعويض عنه بالولادة وتكاثر الأولاد وديمومة انتاج الأطفال .
فلسطين على أرضها شعب ، ليسوا مجرد جالية محدودة أو أقلية غلبانة ، بل شعب رغم محدودية امكاناته وقدراته يزداد تمسكاً بوطنه الذي لا وطن له سواه ، وخياره استعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة ، حقه في المساواة في مناطق 48 ، وحقه في الاستقلال لمناطق 67 ، وحقه في العودة للاجئين الى بيوتهم التي نُهبت ، الى اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم فيها ومنها وعليها ولا خيار أخر لهم أو أمامهم .
لقد فشلت مفاوضات كامب ديفيد 2000 بعهد الرئيس كلينتون بين ياسر عرفات ويهود براك ، لأن أبو عمار رفض ما تم اقتراحه عليه بشأن القدس واللاجئين ، وفشلت مفاوضات أنابوليس عام 2007 – 2008 في عهد الرئيس بوش بين محمود عباس ويهود أولمرت لأنها لم تصل الى مستوى الحد الأدنى مما هو مطلوب فلسطينياً ، وفشلت مفاوضات واشنطن بين محمود عباس ونتنياهو برعاية الرئيس أوباما خلال ولايته الأولى 2009 – 2013 وعبر مبعوثه الشخصي الرئاسي السيناتور جورج ميتشيل ، وكذلك مفاوضات المرحلة الثانية بين أبو مازن ونتنياهو خلال ولاية أوباما الثانية برعاية الوزير جون كيري ، لأن الجانب الفلسطيني بقى ممسكاً بما تم الأتفاق عليه ، ورفض التراجع لما يسعى اليه المستعمر الاسرائيلي المتطرف نتنياهو من تبديد الحقوق الفلسطينية وتمزيقها ، كي تكون بدون القدس وبدون الغور وبدون الأراضي الواقعة خلف الجدار .
تستطيع حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، حكومة المستوطنين ، حكومة نتنياهو أن تبني الجدار تلو الجدار ، وأن تقتل وتواصل القتل للفلسطينيين العرب من المسلمين والمسيحيين ، وأن تدمر حياة الفلسطينيين واستقرارهم ، ولكنها لم تُفلح ولن تُفلح في تدمير نفسية الفلسطيني المرتبط بأرضه ، وكرامته وحقه في الحياة في بلده ، لأنه بكل بساطة لا يملك ولا يوجد ولا يتطلع لبلد أخر يمكن أن يعيش فيه غير بلده ، يستطيع أن يهرب عدد من الفلسطينيين ، وتتوفر لبعضهم فرص الحياة خارج فلسطين ، ولكن الوضع السكاني على الأرض خلال عشرات السنين دلل على أن الاسرائيليين اليهود ، يستطيعون جلب المهاجرين الأجانب الى فلسطين واسكانهم والعمل على محاولات دمجهم في المجتمع الاسرائيلي ، ولكن الشعب الفلسطيني كما سبق وأن قال المناضل الفلسطيني الكبير النائب عبد الوهاب دراوشه من على منصة الكنيست الاسرائيلي “ الشعب الفلسطيني لديه انتاجه المحلي الأصيل من صُلب الذين عاشوا وبقوا وتوارثوا على هذه الأرض “ التي كانت تسمى فلسطين ولا زال اسمها فلسطين كما وصفها وقال عنها شاعر فلسطين الخالد محمود درويش .
ثورة القدس عاصمة فلسطين وروحها ، انتفاضة الأقصى ، هبة السكاكين من قبل الشبيبة ، من الشبان والشابات ، هو الرد العملي ، هو الستمرار المتقطع ولكنه المتواصل ، على الطريق ، طريق دحر المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وهزيمته ، وطريق انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، على أرضه ولشعبه .
h.faraneh@yahoo.com

اسرائيل وخدمة الخبر "الارهابي" السريع!
الكرامة برس /حسن عصفور

قبل فترة وجيزة سارعت المخابرات البريطانية ومعها الأميركية بالإعلان عن أن الطائرة الروسية المغادرة مدينة شرم الشيخ المصرية، سقطت بفعل فاعل، بل أن الرئيس الأمريكي شخصيا تدخل في الأمر، ليزف "الخبر السعيد" لأعداء مصر وروسيا، بأن هناك "قنبلة انفجرت داخل الطائرة" كانت وراء سقوطها..والكارثة لاحقا معلومة..
ولعبت بريطانيا لعبة "دنيئة سياسيا وأخلاقيا"، بأن سارعت باعلان ما لديها من أخبار عن الطائرة لحظات قبل وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى لندن في زيارة رسمية، لعبة سخيفة تحمل حقدا سياسيا لثورة 30 يونيو، حيث كان لرئيس وزراء بريطانيا الانتظار قليلا، لو لم يكن حاقدا حقودا، ويعلم الرئيس المصري بما لديه من معلومات..لكن "ابت الدناءة أن تفارق أهلها"..وبريطانيا هي "ام الدناءات السياسية" تاريخيا..بلفور شاهدا!
ولكن لحظات "السعادة البريطانية - الأميركية" لإكتشافهم "الخبر العاجل"، تبددت سريعا، عندما خرج رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، الإرهابي الأول نتنياهو ويعلن أن "مخابرات الكيان هي من قدم معلومات تفصيلية لبريطانيا وأمريكا عن تفجير الطائرة الروسية"..
هذا الاعلان، لم يأخذ حقه السياسي في الحديث، لأن البعض سارع الى تحليل "اهمية اسقاط الطائرة الروسية"، من موقع "الحقد والكراهية"، وليس من موقع العمل الارهابي، رغم ان ضحايا الطائرة هم أضعاف ارهاب باريس، لكن التحالف الأمريكي بكل تلاوينه تغافل تلك العملية الارهابية، وذهب للبحث عن "ذرائع تبريرها" استادا لموقف مصر الداخلي والعربي وموقف روسيا في المسألة السورية..
اعلان نتنياهو عن كون الكيان الارهابي هو مصدر المعلومات عن "العمل الارهابي"، كان له ان يصبح "الحدث"، وان يكون "جرس تنبيه" لبعض "الساقطين سياسيا"، بأن دولة الكيان ليست تلك الدولة "البريئة" التي لا يمكنها أن تكون "شريكا" في مؤامرة اسقاط الطائرة الروسية، وأن دولة الكيان، قبل اميركا وقطر وتركيا وأذنابهم في الجماعة الارهابية، لها مصلحة في أن لا تننهض مصر ، وان لا تعود "عامودا لخيمة الأمة" الذي كسرته أمريكا والكيان وبعض عرب عام 1967، لتركيع المنطقة من محيطها الى خليجها..والخلاص من رمز الكرامة والعروبة جمال عبد الناصر.. واليوم تعود المؤامرة بشكل مستحدث..رغم ان المشهد لم يعد كما كان في ذلك الزمن السياسي..
ساعات بعد تفجير باريس الارهابي، سارع رأس الفاشية الجديدة في دولة الكيان نتنياهو، مساء السبت 14 نوفمبر 2015 باعلان " إن لدى إسرائيل معلومات هامة ومؤكدة بشأن الضالعين في التفجيرات الإرهابية في باريس، وأن إسرائيل قدمت هذه المعلومات لفرنسا وللجهات المعنية الأخرى".
ودون الغرق في التفاصيل، لندقق في أقوال نتنياهو، التي أعلنها بصوته، ان لديهم "معلومات هامة ومؤكدة عن الضالعين في التفجيرات الارهابية"..ان يتحدث أنه لديه معلومات هامة، فتلك مسألة ممكنة، حتى لو افترضنا أنها بعضا من "أكاذيب هذا المسخ السياسي"، وأنه يبحث له عن "دور ما"، كما سبق له خلال قضية الصحيفة الساخرة "شارلي إبيدو" وكيفية تصرفة الطفولي للزحف نحو الصف الأول في مسيرة الرؤوساء..لكن أن يعلن أن تلك المعلومات "مؤكدة"، هنا نبدأ بفتح "القوس الكبير"..
أن تكون معلومات "مؤكدة" عن الضالعين فهذا يطرح تساؤولات محددة، ومنها أن دولة الكيان على اتصال مباشر بالجماعة الارهابية االتي نفذت العمل، سواء بالاختراق أو بالمتابعة، أو ان اجهزة الكيان هي من يمسك بخيط يدير اللعبة لبعض تلك الجماعات الارهابية، وفقا لمصالحة الخاصة..
وبما أن نتنياهو وأجهزته الأمنية يملكون تلك المعلومات "المؤكدة" عن العمليات الارهابية لما لم تتعاون مع الأمن الفرنسي قبل حدوث الفعل الارهابي، لو أن المسالة لم تكن "عملا مدبرا لغاية تبحث عن تقديم "خدمات من نوع آخر"..
ما أعلنه رأس الفاشية الجديدة في دولة الكيان سواء ما يتعلق بالطائرة الروسية، بأن حكومته هي مصدر المعلومات المخابراتية لبريطانيا وأمريكا، ولاحقا عن امتلاك حكومة الكيان "معلومات مؤكدة" قدمت لفرنسا بعد التفجير، تفتح التساؤل: هل "لعبة داعش" جزء من لعبة اسرائيلية باتفاق مع امريكا وأذنابها عربا واتراكا وجماعات..
أم أن دولة الكيان لها "دكانها الإرهابي الخاص"، لتفرض ذاتها كجزء مما يسمى بـ "التحالف الدولي ضد الارهاب"، ومنه تدخل الى الواقع الإقليمي ليس عبر دفع ثمن ذلك من بوابة "السلام الاقليمي وحل القضية الفلسطينية والانسحاب من ارضها" بل عبر "مكافحة الارهاب"..وعل نتنياهو أكد تلك المسألة بلا تفصيل بقوله في المؤتمر الصحفي: "إسرائيل ليست دولة هامشية، وهذا جزء أساسي من محاربة داعش والإرهاب الإسلامي، نحن نتعاون بشتى الطرق لمحاربتهم".
اعلان صريح جدا يكشف بعض جوانب تستحق التفكير..الكيان جزء من فعل الارهاب ويريد أن يصبح جزءا من مكافحته..إنه زمن المهزلة والمسخرة..!
بالطبع نأمل ان لا يخرج بعض "المصابين برعب السكين الغاضب" ليقول، أن نتنياهو يبحث عن تجنيد عالمي ضد "الكسين الفلسطيني"، ليساوي بين هذا وذاك..لو قالها هؤلاء فذلك هو العار بعينه!
ملاحظة: من زمان لم نجد توافق من بعض "فتح" مع بعض من "حماس" حول قضية ما، كما حدث في الرد على "إشاعة خبر التصالح العباسي الدحلاني"..رد الفعل يظهر أن المسألة لا صلة لها بمصلحة وطن او قضية لكنها "حسبة صغيرة من صغار"..الطموح مشروع لكل فرد لكن لو كان فعلا به ما يستحق..الهوامش السياسية لا تنتج قادة..مش هيك برضه!
تنويه خاص: في ذكرى اعلان الاستقلال 15 نوفمبر 1988 تحضر روح الخالد تجسد كرامة وطن وشعب وقضية..عنفوان ثورة وروح تحدي..غابت دهرا لتظهر في "سكين الغضب" رغم أنف "الإستجدائيين"!

مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
الكرامة برس /حمادة فراعنة

لا تختلف مظاهر وسلوك وقوانين حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وضد أطفاله ونسائه وكهوله ، عن سلوك النازية وجرائمها ضد اليهود وسائر الشعوب الأوروبية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية ، فالمدرسة واحدة ، والخلفية مشتركة ، وكلاهما ضد حق الأنسان في الحياة ، رغم اختلاف الشخوص والديانات والهويات والأوقات .
رفض الأخر واحتقاره والمس به والأستهتار بحياته وقيمه والتعامل معه من علٍ ، من موقع التفوق والقوة باعتباره متدني متخلف لا قيمة له ، يجب قهره وتبديد كرامته ليستكين ويُهزم ويرضخ للصهيونية ومشروعها الأقوى على خارطة العالم العربي ، وليس أمامه سوى الأنحناء وقبول الواقع الأحتلالي التوسعي والتعامل معه بدونية لا تستجيب لطموحات الأنسان السوية والطبيعية في مسألتين الأمن الشخصي والتطلعات الوطنية على أرض يُفترض أن تسمى وطن ولكنه مسلوب مسروق مصادر للأجانب الذين أقاموا مستعمراتهم ودولتهم المتفوقة على الأرض التي كانت للفلسطينيين وتحولت للمستعمرين المهاجرين الأجانب بفعل القوة والأسناد الأوروبي سابقاً والتغطية الأميركية حالياً ولاحقاً ، هذه هي خلاصة سياسة المشروع الصهيوني وأدواته وسلوكه ضد الفلسطينيين ، ولكن للفلسطينيين خيار أخر ، وطريقة أخرى وصمود ثابت ونضال متواصل .
لا مفر من الحياة ، فالحياة أقوى من الموت ، ولو كان الموت هو القدر الذي لا هروب منه لما واصلت البشرية امتدادها وتواصلها ونموها واتساع مساحة انتشارها ، فالبشرية تزداد عددياً رغم الموت الطبيعي أو بسبب الحروب أو الأوبئة أو انقلابات المناخ ولكن أسباب الموت لم تؤد الى هلاك بني البشر أو قللت منهم ، بل بالعكس يزداد عدد البشر وتتسع مساحات الجغرافيا التي يعيشون فيها وعليها ، والأرتقاء في التعلم والحماية والعناية الصحية والحفاظ على حق الحياة ترتفع وتائره ولا تنخفض ، مما يدلل دائماً على انتصار الحياة الجماعية للانسان على حساب فقدانها بالغياب الفردي والرحيل حيث يتم التعويض عنه بالولادة وتكاثر الأولاد وديمومة انتاج الأطفال .
فلسطين على أرضها شعب ، ليسوا مجرد جالية محدودة أو أقلية غلبانة ، بل شعب رغم محدودية امكاناته وقدراته يزداد تمسكاً بوطنه الذي لا وطن له سواه ، وخياره استعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة ، حقه في المساواة في مناطق 48 ، وحقه في الاستقلال لمناطق 67 ، وحقه في العودة للاجئين الى بيوتهم التي نُهبت ، الى اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم فيها ومنها وعليها ولا خيار أخر لهم أو أمامهم .
لقد فشلت مفاوضات كامب ديفيد 2000 بعهد الرئيس كلينتون بين ياسر عرفات ويهود براك ، لأن أبو عمار رفض ما تم اقتراحه عليه بشأن القدس واللاجئين ، وفشلت مفاوضات أنابوليس عام 2007 – 2008 في عهد الرئيس بوش بين محمود عباس ويهود أولمرت لأنها لم تصل الى مستوى الحد الأدنى مما هو مطلوب فلسطينياً ، وفشلت مفاوضات واشنطن بين محمود عباس ونتنياهو برعاية الرئيس أوباما خلال ولايته الأولى 2009 – 2013 وعبر مبعوثه الشخصي الرئاسي السيناتور جورج ميتشيل ، وكذلك مفاوضات المرحلة الثانية بين أبو مازن ونتنياهو خلال ولاية أوباما الثانية برعاية الوزير جون كيري ، لأن الجانب الفلسطيني بقى ممسكاً بما تم الأتفاق عليه ، ورفض التراجع لما يسعى اليه المستعمر الاسرائيلي المتطرف نتنياهو من تبديد الحقوق الفلسطينية وتمزيقها ، كي تكون بدون القدس وبدون الغور وبدون الأراضي الواقعة خلف الجدار .
تستطيع حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، حكومة المستوطنين ، حكومة نتنياهو أن تبني الجدار تلو الجدار ، وأن تقتل وتواصل القتل للفلسطينيين العرب من المسلمين والمسيحيين ، وأن تدمر حياة الفلسطينيين واستقرارهم ، ولكنها لم تُفلح ولن تُفلح في تدمير نفسية الفلسطيني المرتبط بأرضه ، وكرامته وحقه في الحياة في بلده ، لأنه بكل بساطة لا يملك ولا يوجد ولا يتطلع لبلد أخر يمكن أن يعيش فيه غير بلده ، يستطيع أن يهرب عدد من الفلسطينيين ، وتتوفر لبعضهم فرص الحياة خارج فلسطين ، ولكن الوضع السكاني على الأرض خلال عشرات السنين دلل على أن الاسرائيليين اليهود ، يستطيعون جلب المهاجرين الأجانب الى فلسطين واسكانهم والعمل على محاولات دمجهم في المجتمع الاسرائيلي ، ولكن الشعب الفلسطيني كما سبق وأن قال المناضل الفلسطيني الكبير النائب عبد الوهاب دراوشه من على منصة الكنيست الاسرائيلي “ الشعب الفلسطيني لديه انتاجه المحلي الأصيل من صُلب الذين عاشوا وبقوا وتوارثوا على هذه الأرض “ التي كانت تسمى فلسطين ولا زال اسمها فلسطين كما وصفها وقال عنها شاعر فلسطين الخالد محمود درويش .
ثورة القدس عاصمة فلسطين وروحها ، انتفاضة الأقصى ، هبة السكاكين من قبل الشبيبة ، من الشبان والشابات ، هو الرد العملي ، هو الستمرار المتقطع ولكنه المتواصل ، على الطريق ، طريق دحر المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وهزيمته ، وطريق انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، على أرضه ولشعبه .
h.faraneh@yahoo.com
الانتفاضة شكل من أشكال النضال
الكرامة برس /جمال ايوب

الجدال حول سلمية الانتفاضة أو عسكرتها ، وظاهرة الطعن بالسكاكين والدهس ، لولا الثورات والانتفاضات والتضحيات الغالية ، ولولا المقاومة المسلحة لما بقيت القضية حية ، ولتمكنت الحركة الصهيونية من استكمال تحقيق كل أهدافها بطرد من تبقى من شعب فلسطين ، ومن إقامة الدولة اليهودية النقية . لا يمكن بعد كل هذه التجارب والنضالات أن نعود دائمًا إلى نقطة البدء. نضال سلمي أم مسلح ، مفاوضات أم مقاومة ، بالرغم من أن هذه الانتقائية والأحادية أحد الأسباب في وصولنا إلى ما نحن فيه ، فما يحدد أشكال النضال ليس الضحية وحدها ، بل طبيعة وخصائص المشروع الاستعماري الاستيطاني ،وإلى مدى لجوئه إلى الوحشية والعنصرية والإرهاب ،
إن أهم درس يمكن الخروج به من التجارب السابقة هو ضرورة الجمع ما بين عدة خيارات وتنوع أشكال النضال والجمع بينها حينًا ، ووقف شكل وإتباع غيره حينًا آخر ، والاستعداد للانتقال من خيار إلى آخر ، ومن شكل نضالي إلى آخر ، لأن المقاومة بكل أشكالها السلمية والمسلحة تزرع والكفاح السياسي بكل أشكاله يحصد ومن لا يزرع لا يحصد .
صحيح إن اختلاف الظروف والمعطيات وازدياد الاختلال في موازين القوى يدفع إلى ضرورة عدم اعتبار المقاومة المسلحة الأسلوب الرئيسي في النضال ، كونه يحتاج إلى إمكانيات وأسلحة وأموال وإمدادات ، وعوامل وظروف داخلية غير متوفرة مثل الوحدة على إستراتيجية واحدة ، وإلى عمق عربي ودولي ملائم ، ولكن استبعاد المقاومة المسلحة في ظل العدوان الصهيوني المستمر واستخدام القوة المفرط بوحشية متزايدة بمقاومة أو من دونها يطرح أهمية التمسك بحقنا في المقاومة ، بما فيها المسلحة واستخدامها ، واستنادًا إلى كل الشرائع الدينية والدنيوية. خلال السنوات الماضية التي تبنت فيها القيادة الفلسطينية سياسة المفاوضات كأسلوب وحيد ، لم توقف دولة الاحتلال قمعها واستيطانها ، بل كثفت من اعتداءاتها وتزايد عدد المستوطنين بالضفة ، وقتل وحرق واعتداء على البشر والحجر والزرع ، الأمر الذي جعل حياة الفلسطينيين جحيمًا لا يُطاق.
إن الانتفاضية الحالية شكل من أشكال النضال لضرورة التصدي لتطبيق المشروع الاستعماري الصهيوني في المرحلة الحالية ،الشعب الفلسطيني يحاول انتهاز الفرصة في ظل الانقسام والعجز والحروب الداخلية العربية لتطبيق إقامة دولة فلسطينية .
إن ظاهرة الطعن بالسكاكين ليست طارئة ولا حديثة ، بل شهدها النضال الفلسطيني منذ البداية ، وتجسدت في كل المراحل وجميع الهبات والانتفاضات ، بما فيها الانتفاضة الشعبية انتفاضة الحجارة . والجديد أنها اليوم باتت أكثر عددًا ، إذ يمكن تسمية ما يجري حاليًا انتفاضة السكاكين ، لأنها غدت السلاح الوحيد المتوفر لدى الفلسطينيين. وقد استُدعي هذا الشكل من الانتفاضة بسبب الفراغ الناجم عن غياب القيادة التي أعلنت منذ سنوات بأن خيارها وصل إلى طريق مسدود ولم تجرؤ على اختيار طريق جديد ، واكتفت بالتهديد حينًا ، واستخدمت تكتيكات تستهدف إحياء المفاوضات والسعي لتحسين شروطها ، وليس فتح طريق لمسار جديد ، حينًا آخر.
كما أن القوى التي رفعت شعار المقاومة المسلحة وصلت إلى طريق مسدود ، بدليل تنفيذها لهدنٍ عدة منذ العام 2003 وحتى الآن ، وسعيها لهدنة طويلة الأمد مقابل الحفاظ على سلطتها ورفع الحصار عن غزة , لذلك فاجأت الانتفاضة الحاليّة . صحيح أن حركة فتح أرادت هبّة لاستعادة شعبيتها ، ولدعم السياسات التي لوّح بها الرئيس في خطابه بالأمم المتحدة ، خصوصًا تهديده بعدم الالتزام بالاتفاقات إذا استمر العدو بعدم الالتزام بها ، إلا أنها فوجئت بالمسار الذي سارت فيه الانتفاضة التي رحب بها الجميع ، وبظاهرة السكاكين التي بدت لا بديل عنها في ظل غياب الإرادة والتحرك الشعبي الواسع لتقديم رد سريع يتناسب مع حجم العدوان والجرائم الصهيونية ، ويكون قادرًا على الاستنهاض السريع للشعب. أما حماس فقد أرادت تصعيد الانتفاضة في الضفة حتى تساعدها على الخروج من مأزق سلطتها في غزة.
بدلا من لوم الأبطال الذين نقلوا الوضع من حال إلى حال ، يجب لوم القوى التي لا تزال مرتبكة دون أن ترتقي إلى مستوى الانتفاضة ، بل سعوا إلى إبقائها رهينة للانقسام وللسياسة المجربة سابقًا بقطف ثمار النضالات والانتفاضات قبل نضجها ، وما أدت إليه من اتفاق أوسلو والانقسام ، على القيادة والقوى استثمار النضال سياسيًا حتى يشعر الفلسطيني أنه يحقق إنجازات ، ولو بشكل تراكمي ، على طريق النصر المؤكد. وهذا يحتاج إلى هدف قابل للتحقيق ، وإلى تعميق الطابع الشعبي للانتفاضة دون إهمال كلي للمقاومة المسلحة الضرورية لرفع معنويات الفلسطينيين ، ولجعل الاحتلال مكلفًا,
المطلوب انتفاضة جديدة تأخذ شكل الموجات ، تركز كل موجة على عنوان ولا تستمر طويلًا لسنوات ، لأن هذا مرهق ويستنزف الطاقات الفلسطينية ، ولأن الصراع طويل ويجب التعامل معه والاستعداد له على هذا الأساس ، والحرص على أشكال النضال مع التركيز على النضال الشعبي والمقاطعة وتحقيق إنجازات ملموسة ، مثل توجيه ضربات ملموسة لخطة نتنياهو عن السلام الاقتصادي وضم القدس وفصلها عن بقية الأراضي المحتلة ، ولتعميق الانقسام وفصل غزة عن الضفة ، حيث بدا الشعب الفلسطيني في هذه الأيام موحدًا كما لم يكن من قبل ، وانتقلت الموجة الانتفاضية إلى مختلف مناطق فلسطين ، وتحرك الفلسطينيون في الخارج لدعمها واستمرارها.

هجمات باريس والغباء الغربي...!!
الكرامة برس /سميح خلف

بداية ان كل من يحمل قلب انساني يرفض ويدين الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس والتي وقع ضحيتها اكثر من 150 قتيل واكثر من 200 جريح بالاضافة الى حالة الهلع التي اصابت الباريسيين بل الفرنسيين جميعا وببعد اخر الاوروبيين جميعا، فرنسا التي تعرضت لهجمات سابقة ولكن باقل حدية وعنفا، وقد تكون العواطف الانسانية في تلك المناخات لا تفيد نفعا امام ضرورة ملحة كيف يتحقق الامن الدولي وامن الشعوب، فالنظريات الامنية وما تتخذه اروبا وكل المدارس والمذاهب الامنية تصبح عديمة الجدوى امام اشخاص وافراد فرروا ان يموتوا.
التطرف في السابق كان ناتج عن حركات وجبهات للتحرر من الاستعمار والانظمة الامبريالية ، ولم يكن في عقود قريبة سابقة تطرف مذهبي او ديني بل كان الصراع عندما توظف الة الحرب من اجل الاقتصاد واغتصاب اراضي وثروات الغير .
واذا كانت النظرية الماركسية قد فشلت تطبيقا لكي تحفظ التوازن الدولي ، فان قواعد الامبريالية وعلى رأسها امريكا لم تنتصر مع هذا الفشل ، بل تغوطت في سياستها الغبية كقوة تحكم النظام الدولي والدول الحرة كما يحلو للبعض تسميتها.
من يقدم السم لابد ان يذوقه ومن يصنع الفيروسات لابد ان يصاب بها ، وهم ليسوا بمنأى عن ماخططوا له من ملوثات لضرب وحدة الشعوب وسيادة اراضيها ودولها ، لقد وقعت امريكا وحلفائها في خطأ استراتيجي بغزو العراق وتحطيم دولته واثارة التعرات المذهبية والقبلية واخطأت مرة اخرى حينما غذت ما يسمى الربيع العربي بهدف رسم خرائط سياسية جديدة وكنتونية محاولة اغلاق ملف وحدة الشعوب وقوميتها على حساب المد المذهبي والعشائري .
قد لا يفيد الامريكان ان دولهم وامبراطورياتهم تقع جغرافيا وراء المحيطات ، ولن يحفظ امنهم ولن تكون التكنولوجيا قادرة على تحطيم رغبات فردية من الانتقام.
ما زال الغرب وامريكا يتعاملون مع شعوب المنطقة بلغة وسلوك التبع لدى الاسياد وهذا من الخطأ السلوكي والانساني تجاه بشر منحهم الله العيش على الكرة الارضية بدون تمييز او تمايز وفي الزمن الذي اصبحت فيه العدالة معدومة والتوازن الاقتصادي بين الشعوب معدوم وهذه المظاهر التي دمرت الامن الدولي ، فالامن الدولي يحتاج للكف عن الغباء الغربي في تعاملهم مع الدول النامية ودول الشرق الاوسط ، وتكف القوى الغربية عن سلوكياتها العدوانية المختلفة تجاه شعوب المنطقة ، فهم ليسوا الاوصياء او اولياء الامر على شعوب المنطقة .
تاريخ من العدوان والصلف والتعالي يمارسها الغرب على شعوب المنطقة وبالتالي امام تلك الثقافة لابد من من ثقافة مقابلة عبرت عنها قوى التطرف في المنطقة والتي بالمقابل اهدرت كل المفاهيم الانسانية امام من ارادوا ذلك واعتقدوا انهم يعيشون في برج عاجي لا تصلهم تلك الثقافات واثارها المدمرة.
الغرب الاصوح لا يفهم ان اسرائيل في وسط عربي ومهما كانت البرامج المحبطة لشعوب المنطقة لن تصنع ركوعا بل ستصنع تمردا ياخذ اشكال متعددة من التطرف، اسرائيل التي انشاتها بريطانيا والمانيا وامريكا والغرب وما زالت تدعم موازنتها الحربية والامنية بمليارات الدولارات لن تمنع ظواهر مغايرة تخرج عن الوطنية ومفاهيمها بل ستنحدر تلك الظواهر لخلق طاقات منفلشة في حرب ومواجهة عنفية وحرب ضروس تدفع ثمنها الانسانية والبشرية اينما كانت .
قد استهتر الغرب واستهترت امريكا لمقولة ان السلام يبدأ من فلسطين والحرب تبدأ من فلسطين بل نقول السلام العالمي يبدأ من فلسطين ، ما زال الغباء الاوروبي لا يفهم ان فلسطين هي العقدة وهي الحل عندما تطبق المفاهيم السياسية والوطنية والقومية على مستقبل الشعب الفلسطيني لياخذ حريته ودولته وكيانه المغتصب .
الارهاب الدولي الذي انتشر في المنطقة لتصل اثاره بل فعالياته الى ما وراء المحيطات ليغتال حياة البشر من سيناء الى سوريا الى الضاحية الجنوبية الى بغداد وباريس وعواصم اخر قد يغزوها الارهاب اليأس بدوافع رسمها الغرب بسلوكياته وطغيانه وعنجهياته واستغلال ثروات المنطقة، لابد من وقفة موضوعية امام تلك الظاهرة التي مفاتيح فهمها ومحو اثارها تبدأ بمحاكمة بوش ومحاكمة نتنياهو وكندليزا رايس امام محاكم دولية كما هو مطلوب محاكمة كل من اهدر الحياة الانسانية على الكرة الارضية واولها فلسطين وممارسة اسرائيل العدوانية والعصابية التي استولت على اراضي الاخرين وملكياتهم وتاريخهم.
اعتقد ان هجمات باريس لن تكون الاخيرة ومظاهر الارهاب لن تنتهي مهما وظفت الدول من تكنولوجيا لمصلحة الامن بل يجب ان تكون مراجعات ومحاسبات على المستوى الدولي والاقليمي لوضع حلول اقتصادية وثقافية وتوزيع عادل للثروات وانهاء حالات الاستبداد وظاهرة الفقر والعامل المتكافيء بين الدول الكبرى والصغرى.

عندما يتوحد الخطاب، تصمد الدولة ويسقط الإرهاب
امد/حسن سليم

في الأردن ضابط برتبة نقيب يطلق النار على مدربين أميركيين ويتسبب في مقتل ستة من ضمنهم جنوب أفريقي وثلاثة أردنيين. حادثة يتوقع الجميع أن يبدأ نثر تفاصيلها، ويـأملون أن تكون على طريقة أفلام هوليود.
غير أن الإعلام الأردني لا يذهب هذا المذهب الهوليودي، بإطلالة في الصباح الباكر من اليوم التالي للحادثة بخطاب عنوانه ومضمونه ضرورة حماية الأردن من مؤامرة المساس بأمنه واستقراره، ومن ما يضر بمصالحه السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعتبر الأهم بالنسبة للأشقاء الاردنيين.
توحد الخطاب الإعلامي بدءا مما ورد على لسان الناطق باسم الحكومة محمد المومني، ومرورا بالمحللين السياسيين والخبراء العسكريين، وخطباء المساجد وانتهاء بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، حتى بسائقي المركبات العمومية، يجعلك على اعتقاد وإيمان بما قيل، فلا يجتمع الناس على باطل. حيث يتحدث الجميع بصوت وخطاب واحد، حرصا على استقرار البلد، داعين الى عدم الانجرار وراء أصوات نشاز غير عاقلة، سيؤدي الأخذ بما تقول للمس بهيبة الدولة وتخيف زوارها وقاصديها، ويدعم تسلل ثقافة الإرهاب.
تناغم الأصوات واتفاقها على الرواية الواحدة، لا تترك لك مجالا للتفسير غير ما قالوا، وهم يروون الرواية وتفاصيلها والتوقعات للأسباب التي قد تكون قد دفعت منفذها لما قام به، كل بلغته، لكن المضمون واحد.
سيل إعلامي على مدار أيام لم يتوقف، وهو يؤكد أن الدوافع ثلاثة لا رابع لها، حيث استطاع أن يثبت ويقنع الجمهور أن ما حدث هو عمل فردي لا خلفية عقائدية ولا سياسية خلفه، وان المنفذ على الأغلب غير صحيح نفسيا، أو قد يكون يمر بظروف اجتماعية صعبة، او أن الأمر يعود لدوافع جنائية، المهم أنها حادثة فردية لا تتفق وثقافة الأردن ولا بتعامله مع من يقيم على أرضه.
مشهد شبيه قد سبق، وان اختلفت تفاصيله، حدث في مصر، تمثل بتحطم طائرة الإيرباص الروسية في سيناء بعد إقلاعها بنحو 20 دقيقة من مطار شرم الشيخ تجاه روسيا وقضى فيها 224 شخصا كانوا على متنها، الأمر الذي دعا الروس لسحب رعاياهم الذين كانوا يجدون في مدينة شرم الشيخ ملاذا للسياحة، وللعمل، ومثلهم فعل البريطانيون.
منذ تفجير الطائرة فوق شبه جزيرة سيناء يوم 31 من الشهر الماضي، الذي يتوقع أن يتسبب بخسائر اقتصادية فادحة تصل لأكثر من ثلاثة مليارات دولار، كانت سترفد الاقتصاد المصري، وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل، لم يكن لماكينة الإعلام المصري شغل غير توظيف أثيره وورقه وشاشاته التلفزيونية إلا لتثبيت حقيقة واحدة بان الأمر لا علاقة له بقصور امني مصري، وان القصة تم اختلاقها في إطار صراع بين دول كبرى على تقاسم المنطقة فيما بينها، وبرغبة منهم في إخضاع الدولة المصرية، ويعلم المصريون أن ثبوت اختراق الإرهابيين للإجراءات الأمنية في شرم الشيخ ستكون له آثار كارثية على سمعة البلاد وقطاع السياحة الحيوي للاقتصاد المصري.
ورافق حادثة الطائرة الروسية تعبئة إعلامية حرفية جعلت الشارع المصري مجتمعا يعمل كناطق باسم الدولة، وكخبراء في السياسة ومحللين اقتصاديين، المهم أن يقنعوك برسالة البلد بأنها ملاذ آمن، وبان ما حدث هو واحد من خيارين لا ثالث لهما، وليس لمصر علاقة به، إما عطل فني، آو أن حرب خفية وأجندة مبهمة تتعلق برسائل بين الخصوم في اللعبة الدولية داخل الشرق الأوسط هي من تقف وراء حادثة الطائرة الروسية، وليس نتيجة تفجير كما رجح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن عبوة ناسفة أسقطت الطائرة الروسية التي قتل جميع ركابها.
في مصر كما في الأردن، لا يتركك سائق التاكسي، أو صاحب محل دخلته للتسوق، تسأله سؤالا قبل أن يضخ نشرته التعبوية لصالح بلده، يزودك بتفاصيل ما حدث ويسعى جاهدا لإقناعك بصحة ما أخبرك به، ويدعوك الى مؤازرة الدولة المصرية التي تستحق الدعم في مواجهة المؤامرة الدولية التي تستهدف استقرار بلده.
تجربة الأردن ومصر جديرتان بالتعلم منهما في توحد الخطاب الإعلامي، والاصطفاف خلف الموقف القاضي بحماية البلد من الخراب الذي تنشده جماعات الإرهاب التي تسعى لخلق جحور لها فيهما، وفي فلسطين حيث تسعى دولة الاحتلال لتمرير موقفها للعالم، بأنها الضحية، فيما الحقيقة انها الوجه الحقيقي للإرهاب، ونضالنا الذي تحاول تشويهه مشروع.
إن نضالنا المكفول بالمواثيق الدولية ضد الاحتلال، وما يمارسه الاحتلال من جرائم يندى لها جبين والضمير العالمي، وهي موثقة بالصوت والصورة، وتوق شعبنا للحرية والاستقلال يجعل من الضرورة الإسراع لضبط إيقاع الإعلام، على نحو يضمن وصول رسالتنا للعالم بلغة يفهمها، ولا سيما في ظل ما تشهده كثير من الأقطار والدول من إرهاب وجرائم بمسميات مختلفة.
واليوم وبعد مضي أكثر من خمسة وأربعين يوما على الهبة الشعبية، وما رافقها من سقطات للإعلام يستدعي الوقوف مجددا لتقييم مسار الخطاب الإعلامي، وإعادة تصويبه، بما يحفظ نقاء الصورة وصحة المضمون، وبما يؤدي الى تعرية وجه الاحتلال، وإظهار قبح وبشاعة جرائمه، على أن يأخذ ذلك التصويب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، وبما يخدم مشروعنا الوطني وأهدافه، بعيدا عن اللوثة المستعجلة التي طالما أضرت بسمعة قضيتنا وخدمت الاحتلال المتربص بنا.
فمن يتم توقيفه من الشباب ومنهم فادي علون على سبيل المثال لا الحصر في الشارع وتصفيته بدم بارد، هو ضحية وليس مقاتلا، والطفل احمد شراكه الذي تم تصويب الرصاص لصدره في المظاهرات، وهو يحمل في جيبه كيسا من الحلوى لم يكن يعلم ما ينتظره، هو ضحية، ولم يخرج لتنفيذ عمل انتحاري كما كتب بعض الصحفيين، وأساء لنضال شعبنا بهذا التوصيف، ومن تم إعدامهن كهديل الهشلمون وبيان عسلية لسن إرهابات، بل أعدمتهم دولة الاحتلال بعد رفضهن إمتهان كرامتهن، على الحواجز.
ان الدعوة لتصويب مسار الخطاب الإعلامي، ليس المقصود بها رفع الوتيرة من نبرة الخطاب لنكون على شاكلة صوت العرب " أتجوع يا سمك، وحنرميهم في البحر"، فكانت النتيجة سقوط الضفة، ولا على طريقة وزير الاعلام العراقي الأسبق محمد سعيد الصحاف وتوعده " للعلوج الأميركان " فسقطت بغداد، ولا على طريقة الدب الذي قتل صاحبه برميه بصخرة كبيرة لإبعاد ذبابه أزعجت صاحبه في منامه، بل هي دعوة لإعلامنا أن يمارس عملا وحدوياً، دون أن يتخلى عن مهنيته، وبالطبع لا احد ينكر دوره المشهود له بالجرأة والشجاعة، لكن الفرصة مواتية له أن يتفنن في حفر بصمة دامغة تُحسب له في بناء مؤسسات الدولة، وفي مواجهة عاقلة لخطاب أعشاش الإرهاب والتكفيريين والاحتلال، ولا سيما في ظل هذا الفضاء الإعلامي المفتوح والعابر لكل الحواجز.

الإرهاب: من أين وكيف ومتى ولماذا وماذا
امد/د. عبد الرحيم جاموس

تلك تساؤلات لابد من الوقوف عليها والبحث عن أجوبة شافية ومقنعة لها، حتى ندرك معنى ((الإرهاب))، الذي بات اليوم المصطلح الأكثر إنتشاراً وتداولاً في جميع لغات العالم، وبداية لا يمكن لعاقل أن يؤيد الإرهاب أياً كان مصدره، أو موقعه أو مسوغه، فلا تبرير للإرهاب ولا مسوغات له، لأنه خبط عشواء من يصب، هو وسيلة قتل وإكراه عمياء، دائماً يكون ضحاياه من الأبرياء ...
لا يجوز أن يقبل الإرهاب في مكان ويسكت عنه، ويستنكر ويحارب في مكان آخر، فكل الإرهاب، إرهاب مؤلم وموجع، لا مجال فيه للإنتقائية أو التمايز، فكل إرهاب سواء كان صادراً عن فرد أو عصابة، أو تنظيم، أو دولة، هو إرهاب مجرم، فالإرهاب في بيروت أو الرياض أو القاهرة أو باريس أو بغداد أو مدريد أو لندن أو نيويورك أو فلسطين أو أي مكان آخر، هو إرهاب وإعتداء على الإنسانية جمعاء، يجب أن يتوقف وأن يحارب دون هوادة أو رحمة، لابد من دحره وإجتثاث مسبباته، وذرائعه، ومغذياته الفكرية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية ..الخ، من المسببات الكامنة في النفس البشرية والتي تخرجها عن الطريق السوي والمستقيم وتدفعها لأن تكون فريسة سهلة، وصيداً طيعاً في يدِ قوى الإرهاب وَمُشَغِليهْ.
لقد وقف العالم مذهولاً يوم 11/09/2001م، من هول العملية الإرهابية وتعقيداتها التي إستهدفت مبنى التجارة العالمية في نيويورك، والتي نسبت لتنظيم القاعدة، ومنذ ذلك التاريخ والمواجهة محتدمة بين العالم وقوى الإرهاب، ولكن النتيجة للأسف، تكريس وتزايد الظاهرة الإرهابية، وتناميها وتناسخها بمسميات مختلفة، وتصاعدها رغم الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب منذ ذلك التاريخ، وقامت بإحتلال أفغانستان والعراق، ليجد العالم نفسه بعدها مبهوراً أمام تنامي هذه الظاهرة، وآخرها ما حصل مساء الجمعة الدامية 13/11/2015م في باريس ليحصد الإرهاب فيها أكثر من مائة وثلاثين ضحية من الأبرياء وجرح المئات، وتسابقت جميع الدول لإدانة هذا الفعل الإرهابي والإجرامي الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامي (داعش)، وقبله بيوم واحد كان قد حط رحاله في بيروت ليحصد أيضاً العشرات من الأبرياء.
ذلك ما يحتم أن يتوحد العالم أجمع، في مواجهة الإرهاب، أياً كان مصدره وشكله، أو ذرائعه، أو مكانه أو توقيته، فلا فرق بين العمل الإرهابي الذي ضرب في نيويورك أو باريس، والعمل الإرهابي الذي سبق أن ضرب في الرياض، أو بيروت، أو بغداد أو غيرها من المدن والعواصم، أو الإرهاب القديم الجديد والمستمر في فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً، والعالم لا يتوجع له بما يكفي ولا يقيم له وزناً، لا يمكن أن ينتصر المجتمع الدولي على الإرهاب في مكان دون الآخر، مالم تكن المواجهة عامة وشاملة، تقتلع جذور الإرهاب كافة، فكرية كانت أم إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية ...
إن تفشي ظاهرة الإرهاب وتناسخها وإستمرارها، تكشف عن قصور كامل وعجز في إرادة المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، وفشل في الوسائل والأساليب، وبعدٍ كامل عن مكامن وذرائع وأسباب تفشي الظاهرة الإرهابية المرعبة، نتمنى أن يدرك الجميع، خطورة هذه الظاهرة وأن تتوحد جهود الجميع لإقتلاع وإجتثاث كافة الأسباب والذرائع التي تغذي هذه الظاهرة، ولا نغالي في أن المنطقة العربية هي الضحية الأولى للإرهاب، الذي يضرب فيها خبط عشواء، من إرهاب الدولة الصهيونية في فلسطين إلى إرهاب القاعدة وداعش ونسخها المتعددة في بقية الدول العربية، وما وصل إلى باريس وغيرها ما هو إلا شرر متطاير من هذا الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية وخصوصاً في سوريا والعراق وفلسطين.
العدالة والأمن، والتنمية والسلام في الشرق الأوسط والحفاظ على وحدة الدول وإستقرارها هو الطريق الأمثل لإجتثاث ظاهرة الإرهاب على مستوى المنطقة الشرق أوسطية والعالم.




خالتي فرنسا
امد/نافز علوان

حبيبتنا وخالتنا فرنسا، تتعرض هذه الأيام لهجمات يقولون عنها ارهابية، ونقول عنها انها تصفية لحسابات قديمة جديده، وعقاباً لفرنسا على العديد من المواقف السلبية التى وقفتها في الآونة الأخيرة في عدد من الأحداث التي وقعت في الشرق الأوسط منها، على سبيل المثال لا الحصر، دور فرنسا الفعّال في الضربات الجوية التي تشنها على مواقع داعش وكذلك مساهمة فرنسا في طلعات جوية تقصف من خلالها مواقع الحوثيين في اليمن وأخيراً اعلان فرنسا عن تأييد اسرائيل لعمليات القتل العشوائية للفلسطينيين لكل فلسطيني وفلسطينية يضع يده في جيبه لإخراج اجرة الأتوبيس من جيبه او من تضع يدها بداخل حقيبة يدها لإخراج منديل.
بصراحة، موقف فرنسا تجاه العرب منذ ايام الاستعمار الفرنسي، كان على الدوام وخلال تاريخها في المنطقة، كان عبارة عن موقف احتقار للعرب ولو صح التعبير فلقد كان هناك نازية فرنسية تجاه العرب كانت في زمن الاستعمار ولا زالت تطل برأسها من حين الى آخر عن طريق تعاملها مع الأقليات العربية في فرنسا. نحن بالنسبة للفرنسيين، العرب ذووا الروائح الكريهة والذين على الدوام بحاجة الى عطورهم الفرنسية الغالية الثمن. نحن بالنسبة لهم مجرد شعوب همجية جاهلة متعطشة لرقي أدب فولتير والبير كامو وفيكتور هيجو. نحن لا شيئ على الإطلاق بالنسبة للفرنسيين، لا شيئ على الإطلاق.
وعودة الى احداث تاريخ فرنسا الدموي في بلداننا العربية والتي تطفح بالموت الذي ذاقته الشعوب العربية التى كانت تحت الاستعمار الفرنسي، نجد ان الفرنسيين كانوا يُمعنوا في قتلنا وابادتنا بشتى الوسائل وبأشدها قسوة ووحشية ودعونا نسترجع ذكرى مليون شهيد في الجزائر نحرتهم القوات الفرنسية المستعمرة، وكما ذكرنا مقدماً فإن محارق هتلر لليهود في ألمانيا وفظاعتها لم تكن اقل وحشية وفظاعة عن حلبات الموت الجماعي والتي كانت القوات الفرنسية المستعمرة تقيمها في الجزائر والتي كانت تقوم بحشد الجزائريين بالعشرة آلاف نسمه من رجال ونساء واطفال وشيوخ في داخل الوديان في الجزائر وتقوم الرشاشات بحصدهم ولا يتبقى منهم من به رمق بل ان الوثائق كانت تثبت انه كان يستمر إطلاق النار على هذه الإعداد البشرية الهائلة من الجزائريين حتى تختفي معالم تلك الجثث وتتحول من كثافة إطلاق النيران عليها الى أكوام لحمية مشوهة المعالم. عشرات بل مئات الآلاف من الاجساد الجزائرية حصدها ألموت الفرنسي دون هوادة ولا رحمة، صور تكررت إبان الاستعمار الفرنسي لسورية ولبنان وحتى في مستعمراتهم الافريقية في السنغال وغيرها.
كان الموت الفرنسي، رهيباً مرعباً، لا رحمة فيه. لا نعلم اذا كان ما يحدث في فرنسا اليوم هو عقاب على ما اقترفته فرنسا في الماضي ام الحاضر؟ في كلتا الحالتين لا تضيع جرائم القتل الفرنسية لملايين العرب بالتقادم وهاهم احفاد من قتلتهم فرنسا يأخذون بالثأر ومن قام بفتح نافورة الدماء ليس من حقه المطالبة بإيقافها لمجرد ان الدماء التي تنفر من تلك النافورة اليوم لم تعد عربية.
حرف الأنظار
امد/خالد معالي

شكلت انفجارات باريس؛ حرفا للأنظار؛ ولو مؤقتا عن انتفاضة القدس، التي تسير بخطى واثقة نحو النصر، وتتقدم بالنقاط برصيد القضية الفلسطينية قدما وترتقي بها؛ نحو دحر الاحتلال غير مأسوفا عليه؛ ولو على مراحل، وهي حتما تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها؛ "ويسالون متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب".
الإعلام العالمي وحتى المحلي الفلسطيني؛ ركز على تفجيرات باريس المدانة؛ وهو بالتالي سلب من الفلسطينيين جزءا مهما من المعركة مع الاحتلال وهو سلاح الإعلام؛ وفضح جرائم الاحتلال بقتل الأطفال والفتيات بدم بارد.
عبارة "خلينا في حالنا" لا تنطلي على احد، وما عادت تجدي نفعا؛ وهي عبارة يرددها السذج فقط؛ فمخطئ من يظن أن أي حدث في العالم ليس له انعكاسات وتداعيات تضرب في مختلف الاتجاهات؛ ولا يؤثر بما حوله من أحداث أخرى؛ فالعالم صار عبارة عن قرية كونية صغيرة، ولا مجال لانتظار الأحداث أن تأتي بما تشتهي السفن ما لم يكن هناك استعداد وتخطيط وإخلاص؛ يقود السفينة لبر الأمان.
مرة تلو مرة يخطئ؛ من يتشفى أو يؤيد تفجيرات ضد أبرياء ومدنيين؛ ولا يجوز قتل الأبرياء حتى لو قتل الأعداء الأبرياء؛ كون الإسلام رسالة حضارية وإنسانية سامية؛ وليس تشفي وثأر وتفجيرات تعيق نشر العدالة والخير بين البشر والإنسانية جمعاء، ونحن الفلسطينيين بحاجة لتركيز الأنظار على القضية الفلسطينية وليس تشتيتها بتفجيرات ترتد سلبا على الفلسطينيين والعالم الإسلامي قاطبة.
عين الصواب؛ ما فعلته القوى والقيادات الفلسطينية باستنكار عمليات القتل والتفجير في باريس؛ فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقتل المدنيين، وإلا لتساوينا مع همجية الاحتلال والأعداء أيا كانوا.
تأمل مع كيف أن المقاومة الفلسطينية امتنعت --وهي قادرة - عن قتل الأطفال والنساء من الاحتلال؛ كون المقاومة هي حق وعدل وليست تشفي وحقد مجنون وعمل غير مدروس؛ والمقاومة رسالتها إنسانية أخلاقية وحضارية؛ وهو ما يشكل أزمة أخلاقية لدى الاحتلال حتى لو أخفاها عن إعلامه الموجه.
بغض النظر عن تداعيات وانعكاسات تفجيرات باريس وهي حتما سلبية؛ فان المقاومة الفلسطينية لن تتوقف؛ كونها تنشد الحرية، وستواصل طريقها ومشوارها بغض النظر عن التضحيات؛ وهذا باعتراف كتاب ومفكري دولة الاحتلال أمثال "عميرة هس" و"جدعون ليفي"، وحتى "الشاباك" "الإسرائيلي" أقر بذلك.

في المحصلة؛ مرحلة وتعدي، وانعكاسات تفجيرات باريس ستكون شبيه لدرجة ما بتفجيرات نيويورك؛ من ناحية تأثيرها السلبي على القضية الفلسطينية، ولو بشكل أقل، وهو ما يجب مسبقا الحذر منه وإعداد الخطط لتجاوزه والتقليل من آثاره السلبية؛ ويا ليتنا فاعلون!
في ذكرى استشهاد البطل زياد الحسيني
امد/نعمان فيصل

الشهيد زياد الحسيني (أبو الفهد) المتحمس والمتفاني في خدمة وطنه، وأحد أبرز الضباط المناضلين الوطنيين في قطاع غزة الذي تعرض للخطر والمهالك وتصدى للمصاعب، لم يبال بما قد تؤول إليه الظروف والأحوال، ولكنه يؤمن بغزة العنقاء حرة وأبيَّة، ويثق بأن الهدف أسمى وأثمن، وأنه يستحق التضحية بكل معاني وأشكال التضحية، حاولوا ابتزازه وثنيه عما قد عقد عليه العزم واختاره بملء إرادته.. تارة بالتهديد وطوراً بالوعيد، لكنه صمد صخراً وثبت صرحاً.
يقول (مصباح البديري) رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني: "ولا تنفصل قصة شهيدنا الثائر زياد الحسيني عن قصة قطاع غزة الباسل، بل يتميز دور زياد في قصة البطولة هذه، في كونه لعب دوراً طليعياً وقيادياً في حركة المقاومة في القطاع، وأصبحت سيرته الذاتية ملكا لكل مناضلي قطاع غزة، ولكل مناضلي شعبنا وأمتنا، ولكل المناضلين في العالم.. إن جيش التحرير الفلسطيني يفتخر برجاله الأبطال من أمثال الرائد الشهيد زياد الحسيني".
وشهد اللواء مصباح صقر أول قائد عسكري لقطاع غزة عام 1967 ومؤسس قوات التحرير الشعبية في قطاع غزة له بالبطولة والشجاعة وتفوقه على جميع القيادات التي عملت في صفوف قوات التحرير داخل القطاع، رغم صغر رتبته العسكرية، وأنه كان أطولهم نفساً، ومثابرة في مقارعة الاحتلال.
ولد البطل زياد محمد الحسيني (أبو الفهد) في مدينة غزة في 14 يناير (كانون الثاني) 1943 في بيت مشهور بالعلم والصلاح، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة يافا وفلسطين بغزة، وفي عام 1964 التحق بالكلية العسكرية للضباط الاحتياط بالقاهرة، وتخرج منها ضابطاً برتبة ملازم ثان عام 1966، ثم عاد إلى غزة، وانخرط في قوات عين جالوت بجيش التحرير الفلسطيني، وعمل زياد في منطقة خان يونس، وبعدها في سيناء، وشارك في معارك الدفاع عن مدينة رفح الباسلة (موقع المقرزتين) في حرب حزيران 1967.
بعد أن وضعت الحرب أوزارها انخرط في صفوف قوات التحرير الشعبية، وكان مساعداً لقائد شمال قطاع غزة النقيب حسين الخطيب، ونظراً للدور الرائع والمشرّف في نشاطات قوات التحرير الشعبية شمال قطاع غزة منح في عام 1968 نوط الفداء والواجب من قيادة جيش التحرير الفلسطيني، وبعد قيام أول تنظيم لقوات التحرير الشعبية في يناير 1968 أصبح زياد الحسيني الساعد الأيمن للنقيب حسين الخطيب الذي تولى قيادة القوات الشعبية في القطاع، وبعد خروج النقيب حسين الخطيب من قطاع غزة عام 1969 غدا القائد الأول لقوات التحرير الشعبية في القطاع وشمال سيناء، واشترك في معظم عمليات الفداء والمقاومة وإلقاء القنابل والاغتيالات، ومن الصعب حصر 56 شهراً من العمليات اليومية المستمرة في مقارعة المحتل، حيث تصدرت غزة صحف العالم أجمع، ومن عملياته البطولية على سبيل المثال: عملية مدرسة الشجاعية التي كانت في يونيه من عام 1971 عندما قام زياد ورفاقه بالتوجه إلى مبنى المدرسة، وإرسال حارس المدرسة إلى قوات الاحتلال لإبلاغهم بوجود زياد المطلوب رقم واحد لديهم بالمدرسة، فعلى الفور توجهت القوات إلى المدرسة ليقعوا بالكمين المحكم، وأسفرت العملية عن قتل جميع الجنود، وعددهم 15 جندياً وتدمير عرباتهم، كما قام زياد باقتحام مبنى السرايا وقتل خمسة منهم، وكان من القتلى مسؤول المخابرات الإسرائيلي، الذي علق رأسه على سياج أحد المزارع في جباليا.
ومن مآثره إنه كان يقوم بين الحين والآخر بجولات تفقدية إلى بعض معسكرات اللاجئين.. فيزور الأسر الفقيرة، وعائلات المعتقلين والشهداء لتأمين احتياجاتها.
ونجح في الإفلات من قبضة الاحتلال الإسرائيلي مرات عدة؛ بسبب مهارته في التكتم، فما كان يعرفه سوى قلة لا يجاوزون عدد أصابع اليد من الفدائيين التابعين له، وكان من مآثره التي يشهد له بها الرجال الذين قاتلوا إلى جانبه وتحت إمرته أنه كان يختار لنفسه أصعب المهام في تنفيذ العمليات الفدائية، ويصر على أن يقوم بهذه المهام بنفسه مخاطراً بحياته ضارباً المثل الرائع بذلك لرجاله، ما يزيدهم حماساً واندفاعاً لتنفيذ أكثر العمليات الفدائية خطورة، وما حدا بقيادته إلى منحه عام 1969 وسام الواجب، هذا الوسام الذي استحقه على عملياته الجريئة وبطولاته الفائقة.
وفي عام 1970 رُقي إلى رتبة نقيب، وبقي على سيرته مجاهداً في ساحة الوغى، وكثف العدو كل جهده من أجل الوصول إلى معرفة مكان زياد، وكان مبدأ زياد الذي سار عليه منذ بدأ مسيرته النضالية ألا يسمح لنفسه أن يقع في يد العدو وفي عروقه نبض للحياة بأي حال من الأحوال.
وقد كان منزل زياد يتعرض لحملات التفتيش التي تقوم بها قوات العدو باستمرار، وكان العدو يجند العملاء لمراقبة المنزل لمحاولة معرفة مكان زياد بشكل متواصل، وأكثر من ذلك عمد العدو إلى توزيع المنشورات التي خصص فيها الجوائز المالية الكبيرة لمن يرشد عن مكانه, وحين لم تفلح كل هذه الأساليب في القبض على القائد البطل، عمد العدو إلى اعتقال والده الذي يبلغ من العمر السبعين كرهينة لديه إلى أن يسلم زياد نفسه.
وقاموا بتعذيب الوالد الشيخ حتى أشرف على الموت، وزاد العدو من ضغطه باعتقال جميع أفراد أسرته، حتى أخته الصغيرة (خالدة) التي تبلغ السابعة من العمر فلم تنج من الاعتقال، وأبعد العدو إخوته خارج الأرض المحتلة، بينما احتفظ بوالده ووالدته وشقيقته الصغيرة في معتقل صحراوي في سيناء يعرف بمعتقل (أبو زنيمة) كرهائن لديه طالما ظل زياد في ساحة الجهاد.
لكن زياد الذي رأى في كل أفراد شعبه أهلاً له لم يستسلم لضغوط العدو، ولقد زاد من عظم مآثر زياد في هذا الصمود أنه كان يشكو من مرض ألّم به، ولا يعرف له علاجاً، وكان هذا المرض يشتد عليه في بعض الأحيان؛ فغالب المرض مثلما غالب الضغوط النفسية، وظل صامداً لا يلين حتى قضى نحبه شهيداً بطلاً يوم الأحد 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 1971، ودفن في اليوم التالي في مقبرة العائلة، وقد أبدى الحاكم العسكري الإسرائيلي احترامه مؤدياً التحية العسكرية لحظة خروج الجثمان، واتخذت السلطات الإسرائيلية التدابير اللازمة لمنع أية مظاهرة قد تقام في غزة بعد اغتياله.
إلا أن المدينة شيعته في جنازة مهيبة؛ سار فيها الآلاف من الرجال والنساء يتقدمهم الشيخ هاشم الخزندار، والأب يوحنا المعمدان، ومنحته الثورة الفلسطينية رتبة رائد تقديراً لدوره البطولي، ورثاه أصدقاؤه والعديد من قادة العمل الوطني، منهم الشاعر عمر خليل عمر قائلا:


سقط الكميّ عن الجواد
ج فبكته أطراف البلاد

حمل الحمام براحة
ج والموت مضغوط الزناد
ج
سألوا الفداء من الذي
ج تبكي لغيبته العباد؟

رد الفـــداء وما تـــردد
ج في إجابتــه وعــــــاد
ج
هذا الذي لبس السواد
ج لفرط ما لبس السواد
ج
ربط المصير بأرضه
فجفا مضاجعه الرقاد
ج
لا تسألوني ما اسمه
ج وسلوا التحدي والعناد
إن غاب جسم كمينا
ج فالروح في عمق الفؤاد
هذا الكمي أبو محمد
ج والمسجل في ضمائرنا زياد
وفي عام 1972 قرر مجلس السلم العالمي منح وسام المجلس لحركة المقاومة في قطاع غزة، ممثلة بالشهيد الرائد زياد الحسيني، وفي الحفل الذي أقيم في 18 يونيو 1972 في سورية وحضره السيد خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، واللواء عبد الرحمن خليفاوي رئيس وزراء سورية قال السيد شاندرا رئيس مجلس السلم العالمي: (وكما تعلمون، فإن وفدنا يحمل إليكم أرفع وسام وتكريم يقدمه مجلس السلم للشجاعة والبسالة والنضال ضد البغي والطغيان، إننا نحمل للمقاومة في غزة وسام مجلس السلم العالمي، ونقدمه باسم أحد أبنائها البررة الرائد زياد الحسيني..).

قراءة في رسائل المقاومة (السياسية والأخلاقية)نابلس والخليل نموذجا

امد/ناصر اسماعيل اليافاوي

سطرت المقاومة الفلسطينية عبر اكثر من 6 عقود خلت أسمى صور فنون وتكتيك الثورات ، لما تحلت به من اخلاق ورسائل سياسية قوية تتحطم عليها كل ادعاءات وزيف نظريات الاحتلال ، بل واسقاط احتمالاته وفرضياته المهزوزة ، فالبعد الأخلاقي والتكتيك السياسي ونظريات المقاومة الصادقة أضحت الحقيقة الدامغة الملاصقة للمقاومة.
اولا- الرسالة الأخلاقية للمقاومة :
- في نابلس :عقب عملية نابلس التي قتل فيها ضابط مستوطن كبير وزوجته المستوطنة على يد مقاومين فلسطينيين إلا أنهم رفضوا قتل الأطفال المتواجدين في نفس السيارة. ، رغم ان العملية كانت من نقطة الصفر ..
- في الخليل : أجبر المقاومون سيارة المستوطنين على تخفيف سرعتها وأطلقوا 10 رصاصات عليها، ثم تأكدوا من مقتل اثنين من المستوطنين الذين كانوا فيها، وكان بالسيارة طفل وثلاث نساء لم يلحقوا بهم أي أذى، وهو ما سبق أن فعله منفذو عملية نابلس ليقدموا شاهد اخر على البعد الاخلاقي للمقاومة

اعترافات قادة الصهاينة بإنسانية المقاومة وبهيمية المستوطنين :
- قال المحلل العسكري بالقناة الثانية الصهيونية روني دانييل إن منفذي عملية "ايتمار" ترجلوا إلى السيارة واقتربوا من الأطفال الأربعة، ورفضوا قتلهم وتركوهم بسلام. وقال "وكأنهم يبعثون برسالة لنا: (نحن لسنا حيوانات مثلكم ونحن لا نقتل الأطفال مثلما فعلتم في دوما مع عائلة دوابشة)".
- شهادة "ألون بن دافيد" المراسل العسكري للقناة العبرية العاشرة كانت بمثابة الصاعقة على القيادة الصهيونية المتطرفة؛ حيث قال: "إن منفذ الهجوم اقترب من السيارة، وقتل الزوجين ولم يقتل الأطفال، وهذا ما يفسر بقاءهم أحياء، مضيفًا إنها بمثابة رسالة تعبر عن إنسانيتهم وأنهم ليسوا حيوانات، وأنهم لا يقتلون الأطفال مثلما فعل المستوطنون في دوما مع عائلة دوابشة""
تجيئ هذه الممارسات الاخلاقية المدروسة والممنهجة من قبل رجال المقاومة كرسالة موجهة للمجتمع الدولي تؤكد على طبيعة صراعنا مع الاحتلال وصياغة اهدافه بطرق اخلاقية تؤكد ان أهداف المقاومة ساميه للوصول الى التحرر من الاحتلال ومستوطنيه وليس القتل فقط هو الهدف ، في الوقت الذي يمارس فيه المستوطنين أبشع الأساليب الهمجية في قتل وتعذيب الاطفال ، باعتبار الاطفال ابو خضير- مسالمة – مناصرة (نموذجا)
اذا ممكن اعتبار و بشكل موضوعي ان المقاومة سجلت موقفًا أخلاقيًّا تفوق على الدولة المحتلة التي تصنف نفسها زيفا انها ديمقراطية
هولوكوست جديد ضد 2000 من أطفال فلسطين :
تشير الاحصائيات ان الاحتلال قتل حوالي 2000طفلاً فلسطينيًّا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى اليوم كالتالي :-
- ما بين عامي 2000-2005م قتل الاحتلال نحو 700 طفل
- قتل 15 طفلاً في الضفة الغربية عام 2014م، منهم 14 طفلاً بالذخيرة الحية، وبحسب التحقيقات فإن أيًّا من هؤلاء الأطفال لم يشكل أي تهديد مباشر للاحتلال.
- ما بين عامي 2005م -2014م قتل الاحتلال نحو 1296 طفلاً .
- في الحرب الصهيونية على القطاع عام 2008م قتل الصهاينة 350 طفلاً، وفي الحرب الأخيرة على القطاع 2014م قتل جراء القصف العشوائي 535 طفلاً.
تعمد إصابة الأطفال :
أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن حوالي 1500طفلاً أصيبوا بالرصاص الحي والمعدني او قنابل الغاز المسيل للدموع في شهر أيلول (سبتمبر) 2015م، خاصة بعد القوانين التي سنها الكبينت الصهيوني ضد أطفال الحجارة في الضفة وغزة ..
ثانيا – الرسالة السياسية للمقاومة:
تتجلى الرسائل السياسية الموجهة من رجال المقاومة لدهاقنة الاحتلال في انها تأتي انتصارا لدماء شهداء شعبنا لتؤكد على التالي :.
- جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد شعبنا لن تمر دون عقاب وستجد لها رادعاً ورداً فلسطينياً.
- تسديد ضربة قوية ضد اوهام الصهاينة وحاخاماتهم لإفشال مخططاتهم لتقسيم الاقصى مكانيا وزمانيا .
- فشل وهم (سقوط شباب القدس في وحل النسيان للقضية وتطبيعهم)
- التحام المخزون البشري الفلسطيني الثائر في القدس والضفة وغزة نحو تحقيق الاهداف المنشودة ، وهذا يؤكد فشل مخطط الانقسام
- تحريك الصخور العربية الصماء لتتخندق وراء القضية الفلسطينية في ظل تهميشها كنتيجة لما يسمى بالربيع العربي
- اثبات عجز وسوء تقدير نتنياهو وكومبارسه في الكابينيت ، وتناثر رهاناته ضد الفلسطينيين مع زخات الحجارة ومواضى السكاكين ..
- ان سياسة الاحتلال وبكل إجراءاته وجرائمه وقتله المستمر وحصاره وإغلاقه للمدن الفلسطينية فاشلة، ولن تنجح في كسر إرادة الصمود والعزيمة والمقاومة
- عجز الاحتلال وارتباكه وفشله في منع العمليات المتكررة التي نشرت الرعب والهلع لدى المستوطنين وجنود الاحتلال.
- رسالة كرامة لأهالي الشهداء بأن المقاومة قادرة على تأديب المحتل وردعه من خلال اللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي القوة والمقاومة بكل أشكالها. خاصة الشهيد عبد الله الشلالدة الذي أعدم بدم بارد بعد اقتحام المستعربين للمستشفى الأهلي بالخليل
- رسالة واضحة بأن شعبنا سيواصل المقاومة والدفاع عن حقوقه والرد على الجرائم التي ترتكب بحقه".
- بلورة استراتيجية تكتيكية جديدة تهدف الى خلق توزان في فلسفة الرعب ، ضمن فرضية فلنبدأ بالهجوم والدفاع والا ذبحنا كالنعاج ..
تأسيسا لما سبق نرى ان الظروف الذاتية والموضوعية الفلسطينية باتت قريبة نحو التخندق وراء اللحمة وطي صفحات الانقسام لان فلسطين بكافة مقاومتها وشهداءها أصرت على وحدتنا ..

مـدرسـة نـازيـة صهيـونـيـة واحـدة
امد/حمادة فراعنة

لا تختلف مظاهر وسلوك وقوانين حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وضد أطفاله ونسائه وكهوله ، عن سلوك النازية وجرائمها ضد اليهود وسائر الشعوب الأوروبية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية ، فالمدرسة واحدة ، والخلفية مشتركة ، وكلاهما ضد حق الأنسان في الحياة ، رغم اختلاف الشخوص والديانات والهويات والأوقات .
رفض الأخر واحتقاره والمس به والأستهتار بحياته وقيمه والتعامل معه من علٍ ، من موقع التفوق والقوة باعتباره متدني متخلف لا قيمة له ، يجب قهره وتبديد كرامته ليستكين ويُهزم ويرضخ للصهيونية ومشروعها الأقوى على خارطة العالم العربي ، وليس أمامه سوى الأنحناء وقبول الواقع الأحتلالي التوسعي والتعامل معه بدونية لا تستجيب لطموحات الأنسان السوية والطبيعية في مسألتين الأمن الشخصي والتطلعات الوطنية على أرض يُفترض أن تسمى وطن ولكنه مسلوب مسروق مصادر للأجانب الذين أقاموا مستعمراتهم ودولتهم المتفوقة على الأرض التي كانت للفلسطينيين وتحولت للمستعمرين المهاجرين الأجانب بفعل القوة والأسناد الأوروبي سابقاً والتغطية الأميركية حالياً ولاحقاً ، هذه هي خلاصة سياسة المشروع الصهيوني وأدواته وسلوكه ضد الفلسطينيين ، ولكن للفلسطينيين خيار أخر ، وطريقة أخرى وصمود ثابت ونضال متواصل .
لا مفر من الحياة ، فالحياة أقوى من الموت ، ولو كان الموت هو القدر الذي لا هروب منه لما واصلت البشرية امتدادها وتواصلها ونموها واتساع مساحة انتشارها ، فالبشرية تزداد عددياً رغم الموت الطبيعي أو بسبب الحروب أو الأوبئة أو انقلابات المناخ ولكن أسباب الموت لم تؤد الى هلاك بني البشر أو قللت منهم ، بل بالعكس يزداد عدد البشر وتتسع مساحات الجغرافيا التي يعيشون فيها وعليها ، والأرتقاء في التعلم والحماية والعناية الصحية والحفاظ على حق الحياة ترتفع وتائره ولا تنخفض ، مما يدلل دائماً على انتصار الحياة الجماعية للانسان على حساب فقدانها بالغياب الفردي والرحيل حيث يتم التعويض عنه بالولادة وتكاثر الأولاد وديمومة انتاج الأطفال .
فلسطين على أرضها شعب ، ليسوا مجرد جالية محدودة أو أقلية غلبانة ، بل شعب رغم محدودية امكاناته وقدراته يزداد تمسكاً بوطنه الذي لا وطن له سواه ، وخياره استعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة ، حقه في المساواة في مناطق 48 ، وحقه في الاستقلال لمناطق 67 ، وحقه في العودة للاجئين الى بيوتهم التي نُهبت ، الى اللد والرملة ويافا وحيفا وصفد وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم فيها ومنها وعليها ولا خيار أخر لهم أو أمامهم .
لقد فشلت مفاوضات كامب ديفيد 2000 بعهد الرئيس كلينتون بين ياسر عرفات ويهود براك ، لأن أبو عمار رفض ما تم اقتراحه عليه بشأن القدس واللاجئين ، وفشلت مفاوضات أنابوليس عام 2007 – 2008 في عهد الرئيس بوش بين محمود عباس ويهود أولمرت لأنها لم تصل الى مستوى الحد الأدنى مما هو مطلوب فلسطينياً ، وفشلت مفاوضات واشنطن بين محمود عباس ونتنياهو برعاية الرئيس أوباما خلال ولايته الأولى 2009 – 2013 وعبر مبعوثه الشخصي الرئاسي السيناتور جورج ميتشيل ، وكذلك مفاوضات المرحلة الثانية بين أبو مازن ونتنياهو خلال ولاية أوباما الثانية برعاية الوزير جون كيري ، لأن الجانب الفلسطيني بقى ممسكاً بما تم الأتفاق عليه ، ورفض التراجع لما يسعى اليه المستعمر الاسرائيلي المتطرف نتنياهو من تبديد الحقوق الفلسطينية وتمزيقها ، كي تكون بدون القدس وبدون الغور وبدون الأراضي الواقعة خلف الجدار .
تستطيع حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، حكومة المستوطنين ، حكومة نتنياهو أن تبني الجدار تلو الجدار ، وأن تقتل وتواصل القتل للفلسطينيين العرب من المسلمين والمسيحيين ، وأن تدمر حياة الفلسطينيين واستقرارهم ، ولكنها لم تُفلح ولن تُفلح في تدمير نفسية الفلسطيني المرتبط بأرضه ، وكرامته وحقه في الحياة في بلده ، لأنه بكل بساطة لا يملك ولا يوجد ولا يتطلع لبلد أخر يمكن أن يعيش فيه غير بلده ، يستطيع أن يهرب عدد من الفلسطينيين ، وتتوفر لبعضهم فرص الحياة خارج فلسطين ، ولكن الوضع السكاني على الأرض خلال عشرات السنين دلل على أن الاسرائيليين اليهود ، يستطيعون جلب المهاجرين الأجانب الى فلسطين واسكانهم والعمل على محاولات دمجهم في المجتمع الاسرائيلي ، ولكن الشعب الفلسطيني كما سبق وأن قال المناضل الفلسطيني الكبير النائب عبد الوهاب دراوشه من على منصة الكنيست الاسرائيلي “ الشعب الفلسطيني لديه انتاجه المحلي الأصيل من صُلب الذين عاشوا وبقوا وتوارثوا على هذه الأرض “ التي كانت تسمى فلسطين ولا زال اسمها فلسطين كما وصفها وقال عنها شاعر فلسطين الخالد محمود درويش .
ثورة القدس عاصمة فلسطين وروحها ، انتفاضة الأقصى ، هبة السكاكين من قبل الشبيبة ، من الشبان والشابات ، هو الرد العملي ، هو الستمرار المتقطع ولكنه المتواصل ، على الطريق ، طريق دحر المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وهزيمته ، وطريق انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، على أرضه ولشعبه .
h.faraneh@yahoo.com






في ذكرى الرحيل والاستقلال ... دحلان : فكرة وطن وأمل جماهير
امد/ثائر أبو عطيوي

تطل علينا الذكرى الحادية عشر لرحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات والذكرى السابعة والعشرون لإعلان الاستقلال والحالة السياسية الفلسطينية تشهد حالات متعددة من المد والجزر تارة وحالات من التجاذب والتنافر تارة أخرى.
فالواقع السياسي الفلسطيني يطل برأسه على واقع جديد من خلال المبادرات والطروحات التي تأتي على لسان الأحزاب وقيادات العمل الوطني والفصائلي على حد سواء.
ولكن من باب المشاهدة السياسية للحلقة المفرغة لسياسية الباب الدوار التي يتبعها بعض صانعي القرار الفلسطيني بقصد أون دون ذلك وسواء بطريقة مباشرة أو غيرها وإبقاء الوضع على ما هو عليه ما لم يرد شيء جديد.
وهنا كانت المفاجأة التي أطاحت بكل مفاهيم الخصخصة والمحاصصة التي تدارعلى حساب القضية الفلسطينية ومشروعها المستقبلي بفعل اندلاع صرخة القدس وعنفوان الشباب الثائر بعفوية واندفاع وطني نحو المواجهة مع الاحتلال.
وهنا ومن الجذير ذكره بأن محمد دحلان وحول مبادرته الأولى ذات التسع نقاط التي طرحت قبل اندلاع صرخة القدس بوقت قريب كانت بمثابة دق ناقوس الخطر في وجه الانقسام السياسي وحالة الترهل السائدة على صعيد القضية الفلسطينية وغياب حضورها بالمحافل الإقليمية والعربية والدولية والدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني دون رؤية وهدف محدد يضع الاستراتيجيات الحقيقية والفعلية لدور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دوائرها المغيبة
على أسس منهجية وطنية ديمقراطية تكفل حضور الكل الوطني الفلسطيني.
وهنا وقبل أيام معدودات دخلت الجماهير الفلسطينية كافة بحال سجال وجدال وترقب ملحوظ حول اعلان المصالحة الداخلية بين الرئيس عباس وعضو مركزية فتح محمد دحلان برعاية مصرية من أعلى سدة بالحكم.
ولكن للحظة لم تعرف تفاصيل ومحاور اللقاء بين القطبين المتنازعين وما تمخض عنها إلا القليل
وباعتقادنا هنا بأن الأمور بقيت عالقة ولم ينطق كلا من القطبين عباس ودحلان بيمين الطلاق السياسي للمصالحة وظل الباب مواربا لإحداث نقلة جدية نوعية بالتقدم خطوة للأمام نحو التصالح عبر تكثيف الجهود من جانب الوسيط المصري.
وتعقيبا على ما سبق ذكره ووضعه بخلاصة وبوتقة واحدة تم الإعلان عن لقاء هام ومفصلي لعضو مركزية فتح سيبث عبر قناة العربي اليوم والذي تم تسريب بعد مقاطع من تسجيلات الحوار وتم نشره على العديد من وسائل الاعلام المختلقة والذي تحمل تلك التسجيلات المحاور المفصلية للقاء المرتب جماهيريا اليوم.
فقد تحدث دحلان عن الواقع السياسي الفلسطيني العام بشكل معمق وتفصيلي نوعا ما وتحدث عن نقاط الالتقاء والاختلاف وعن حالة التجاذب والتنافر بين القوى السياسية المتنازعة بفعل الانقسام السياسي البغيض وأعطى نظرة متفحصة شمولية لواقع الحالة الفلسطينية من خلال طرح المسببات ونتائجها وسبل الحل والعلاج من خلال الدعوة للمصالحة الوطنية العامة ونسيان آثام وجراح الماضي الأليم وفتح صفحة وطنية وحدودية لواقع فلسطيني متقدم وجديد ضمن رؤية هادفة وبناءة تحمل في طياتها كل شركاء بوحدة الهدف ونفس المصير.
وقد خرجت بعض القوى والأحزاب السياسية بتصريحات عبر أبرز قادتها بالوفاق الضمني لمبادرة عضو مركزية فتح محمد دحلان والتي كان من أهمها وجوب المصالحة الوطنية العامة ودعم صرخة القدس ووقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال والعمل الجاد على ضرورة عقد اجتماع للإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.
واستكمالا لحوار المرتقب اليوم بما يتعلق بالمصالحة الداخلية الفتحاوية فقط طالب وأكد محمد دحلان على انهاء الخلاف والقطيعة التنظيمية ليس بينه وبين شخص الرئيس عباس فقط بل تشمل المصالحة وحالة الإصلاح التنظيمية بين كافة المواقع والأطر الحركية على مختلف هياكلها الحركية لأنها أصبحت ضرورة ملحة وعاجلة لاستنهاض واقع حركة فتح والتقدم بها للأمام وإعادة رمزيتها لطليعة العمل الوطني فالخلاف بين الرئيس عباس وعضو مركزية فتح دحلان لم يكن يوما خلافا شخصيا فالخلاف كان ومازال في كيفية إدارة العمل الوطني للحركة ضمن رؤى شاملة موحدة وصولا الى إدارة حالة الصراع مع الاحتلال سوء على صعيد المواجهة أم على صعيد التفاوض السلمي .
وهنا الطلوب بهذه اللحظات من صانع القرار ورأس الهرم السياسي وكافة أقطاب العمل الوطني والسياسي على الساحة الفلسطينية النظر بعين الاعتبار لتلك المبادرات الوطنية الوحدوية بامتياز والعمل على قراءتها بتمعن وإدراك من أجل الوصول لقاسم مشترك يجمع الكل الفلسطيني بوحدة الهدف والمضمون على أسس راسخة ومتينة وتجاوز كل العثرات والعقبات التي تعيق معالجة النسيج المجتمعي والسياسي المثخن بالجراح التي مازالت تنزف من الويلات التي التصقت ولحقت بها.
وهنا نحن بحاجة ماسة وملحة لإيجاد وسائل عملية ومتقدمة للصلح المجتمعي والسياسي على كافة الصعد والمستويات.
وختاما فان محمد دحلان هو من امتلك زمام المبادرة الأولى وأخرج مضمونها الفعلي من عنق الزجاجة رحم المعاناة ليعبر بها عن رؤية واقعية للشارع الفلسطيني على مختلف توجهاته ومكوناته الفكرية فشخصية القيادة الفذة لمحمد دحلان المكتسبة من الحنكة العرفاتية المنفردة هي القادرة على تحريك مياه النهر الراكدة والدفع بها نحو التدفق المتواصل والمستمر لانعاش روح القضية الفلسطينية التي ستعيد الامل للجماهير نحو تحقيق الحلم العرفاتي ونحن نعيش طيب ذكراه العطرة وذكرى اعلان الاستقلال من أحل الوصول لغد أجمل لوطن قادم قادر على بناء الانسان الفلسطيني على كافة الصعد من أول وجديد.
أضرب وتقدم واغرس العلم
امد/طارق أبو محيسن

في فلسطين مصنع الرجال... في فلسطين أشبال وزهرات تربوا على العزة والكرامة والدفاع عن الوطن ببسالة... نعم يا سادة إنها فلسطين أرض الرباط إلى يوم الدين... فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين... يحرسه أبناء فلسطين دفاعا عن شرف الأمة الإسلامية التي تَعُد مليار ونصف المليار مسلم، سبعة وخمسين دولة إسلامية يدافع عن كرامتها أبناء فلسطين المحتلة!!
لم يهن على أبناء فلسطين أن يقوم غرباء مهاجرون من مختلف أرجاء العالم بتدنيس تراب القدس الشريف، تراب المسجد الأقصى المبارك مسرى النبي محمد صل الله عليه وسلم، فهبوا للدفاع عنه في وجه الإرهاب الصهيوني المنظم الذي يحاول فرض التقسيم الزماني والمكاني على هذا المسجد، وتصدوا بصدورهم العارية لألة البطش الصهيونية.
منذ بداية أكتوبر الجاري هب أبناء القدس وخاصة شبابه اليافع الذي لا يعرف إلا فلسطين لمواجهة محاولات التهويد الصهيوينة الشرسة للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وسطروا أسمى آيات التضحية والبطولة في طعن وقتل المغتصبين الصهاينة، بالسكاكين والبلطات وسقط منهم الشهيد تلوا الشهيد، والشبل تلوا الشبل، وامتدت دائرة المواجهات إلى الضفة الغربية لتلتحم معها قطاع غزة لتنضم إلى قافلة الكرامة الأراضي المحتلة عام 1948، ليسطروا أروع نماذج الوحدة الوطنية بالدم الفلسطيني، بعيدا عن جدل السياسيين وطموحاتهم الشخصية وبحثهم عن الذات.
هذه الهبة التي بدأت وسقط فيها الشهداء تتسع يوما بعد يوما بإرادة الجماهير الفلسطينية بإرادة الشعب الفلسطيني بعيدا عن أي فصيل قد يزاود ويحاول إلصاق نفسه بإرادة الجماهير الوطنية التي لا يهمها إلا العيش في وطن حر بعزة وكرامة.
فنحن أحوج ما نكون في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية إلى تنظيم هذه الهبة الجماهيرية وإختيار قيادة موحدة لها من الشعب، ووضع خطة إستراتيجية للسير فيها لتحقيق الأهداف وتحرير الأرض الفلسطينية ونيل حقنا في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فكما قال الأب الخالد فينا الشهيد ياسر عرفات "الدم الفلسطينى ليس نفطا ولا ماء ... انه ملح الارض وبارود الثوره، فيجب ألا يضيع الدم الفلسطيني سدا، بل يجب إستثمار كل قطرة دم في مكانها السليم لنرسم خارطة الوطن.
كما يجب على أمتنا العربية والإسلامية دعم الشعب الفلسطيني وتبني هبته الجماهيرية لأنها ما كانت إلا دفاع عن شرف الأمة قاطبة، فليتم مقاطة دولة الإحتلال سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، وتقديم الدعم المادي إلى أهلنا المرابطين في فلسطين عامة والقدس خاصة، وتسير قوافل من الشعوب العربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الشفاء العاجل لجرحانا البواسل، الحرية لأسرانا الأبطال، والتحية لشعب الجبارين في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل، الخزي والعار للإحتلال وأعوانه

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (34)فوارق ومميزاتٌ وثوابت

امد/د. مصطفى يوسف اللداوي

لا شك أن انتفاضة القدس الثانية التي هي الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في العصر الحديث، لها ما يميزها عن غيرها، فهي لا تشبه سواها إلا في الإرادة والتصميم، والعزم والإيمان، والقدرة والتحدي، والصبر والاحتمال، والمحنة والابتلاء، والفقد والخسارة، والاعتقال والشهادة، كونها تواجه تحدياً واحداً وسياسة موحدة، والعدو نفسه الذي لم يتغير ولم يتبدل، والشعب الفلسطيني نفسه بأجياله هو الذي يتحدى ويواجه، ويقاوم ويقاتل، وما اضطربت عنده المفاهيم، ولا تداخلت لديه الأولويات، ولا ضاعت الأهداف، ولا تبدلت لديه الغايات، ولكنه يتلائم مع الظروف، ويطوع الواقع، ويستفيد من المعطيات، بما يبقي على جذوة المقاومة متقدة، ونار الانتفاضة مشتعلة.
إلا أن انتفاضة القدس الثانية تبقى مختلفة بعض الشئ، وعندها مميزاتٌ ليست عند غيرها، ولديها علامات فارقة ومحددات خاصة، وقد يكون ما تميزت به هو نتاج التطور والوعي، وتبدل الظروف وتغير الأحوال، فما كان يصلح في الانتفاضتين السابقتين قد لا يكون مناسباً في هذه الانتفاضة، وما ابتدعته الانتفاضة الحالية ربما لم يكن متاحاً فيما سبق، لكن هذا التميز والاختلاف لا ينقص من قدر أي انتفاضة، ولا يحط من مقامها، ولا يقلل من إنجازاتها، ولا يطعن في مميزاتها، إذ لكلٍ ما يجعلها نسيج وحدها، ومخالفةً لغيرها، بما يتناسب مع ظرفها ويتفق مع زمانها.
تتفق الانتفاضات كلها والثورات التي سبقتها في أنها تشكل تحولاً تاريخياً ومنعطفاً كبيراً في حياة الشعب والأمة، وهذا التحول ينعكس على الاحتلال والمجتمع الدولي كله، فلا يقتصر على الشعب الفلسطيني وحده، بل يمتد إلى الأمة العربية والإسلامية، ويطال العدو الإسرائيلي وعمقه الصهيوني ويؤثر عليه كثيراً، الأمر الذي يجعلنا نفصل بين مرحلتي ما قبل الانتفاضة وما بعدها، فالحال بعد الانتفاضة بالتأكيد لا يكون كما كان سابقاً ولا يشبهه بحال، والعدو الإسرائيلي أكثر من يعرف ويدرك أن ما بعد الانتفاضة سيكون شيئاً آخر، وعليه أن يهيئ نفسه له، تنازلاً وتراجعاً، وتغييراً وتبديلاً، فما كان يرضي الفلسطينيين قبلها لن يرضيهم بعدها، وما كان يتوقع أنه يسكتهم ويعيدهم إلى مربعاتهم الأولى، لن يقوَ على إخماد انتفاضتهم إلا بثمنٍ يقبضونه ويحسونه، ويرضون به ويوافقون عليه، وهو بالتأكيد ليس العودة إلى المفاوضات، ولا الموافقة على الضمانات، والتسليم بحسن النوايا وصدق المقاصد.
أصوات الفلسطينيين عامةً ترتفع ضد التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي وتطالب بوقفه، وتدين استمراره، وتجرم مشرعيه والذين يقومون ويعترفون به، والذين يطالبون باحترامه والالتزام به، ولعل من الفلسطينيين من يتطرف ويتشدد ويتهم بالخيانة كل من يقوم بالتنسيق وييسره أو يمهد له ويشارك فيه، ويحميه ويدافع عنه، ويزيد غيرهم باستباحة دمائهم ويدعون إلى قتلهم، وينفون عنهم صفة الوطنية، ويجردونهم من الانتماء للوطن والانتساب إلى الشعب، ويرونهم مارقين غرباء، ومندسين عملاء.
الانتفاضة الحالية لا تتطلع إلى تغيير الحال وتحسين الأوضاع وحسب، بل إنها تتطلع إلى الحرية، وتطمع في الدولة، وتهدف إلى الاعتراف بوجود الشعب وحقه في الدولة الوطنية المستقلة بالقدس عاصمةً، وإن اختلفوا بعد ذلك في دولةٍ على كامل التراب الوطني الفلسطيني، أو في دولةٍ على حدود الرابع من حزيران عام 67، إلا أن كلاهما يرى في الانتفاضة منصة نحو الدولة، ورافعة باتجاه التحرير والاستقلال، ولعل العدو بات يدرك أن الانتفاضة تحاصره وتضيق عليه، وأنها تدفعه للاعتراف بحق الشعب في دولة، وفي أن يعيش حراً كريماً سيداً مستقلاً، فلا احتلال يجثم على صدره، ولا عدو يصادر قراره ويستولي على مقدراته.
انتفاضة القدس الثانية فسحت المجال واسعاً للمرأة الفلسطينية، الشابة والزوجة والطالبة، فباتت تنافس الرجال وتسبقهم، وتقوم بما يقومون به وتبزهم، وتصنع صنيعهم وأكثر، وتصل إلى ما يصلون إليه وتتجاوزهم إلى ما هو أبعد وأعمق وأصعب وأشد خطراً، حتى اعترف العدو الإسرائيلي أنها خصمٌ عنيدٌ، وعدوٌ متينٌ، لا تقتصر قوتها على تربية الأجيال وتنشئة الرجال، بل تجاوزتها إلى الجبهة والميدان، والساحة والنزال، حتى كانت لها عملياتٌ نوعية وكبيرة، جديدة وكثيرةٌ وبصورة شبه يومية.
انتفاضة القدس الثانية كشفت عن حقيقة أن الاحتلال كله جبهةٌ واحدةٌ معادية، حكومةً وجيشاً ومستوطنين وعامةً، كلهم سواء، فلا مدنيين بينهم، ولا مسالمين فيهم، ولا من يوصف فيهم بالعقل والاعتدال، والاتزان والوسطية، فأكثر الشهداء قتلوا برصاص المستوطنين والمواطنين المارة، فضلاً عمن قتلهم الجيش وعناصر الشرطة وفرق المستعربين المجرمة، الأمر الذي يجعلهم جميعاً يتشابهون في التطرف، ويتحدون في المواقف العنصرية المتشددة ضد كل العرب والفلسطينيين، ولعل سلوك المستوطنين وتصرفات اليهود المتدينيين هي التي عجلت في اندلاع الانتفاضة واستمرار فعالياتها غضباً وانتقاماً.
لكن يخطئ الإسرائيليون إذا ظنوا أنهم إن أحسنوا صنعاً، وأبدوا ندماً، وتراجعوا عن بعض تصرفاتهم، وامتنعوا عن تنفيذ بعض سياساتهم، خاصة تلك التي كانت موجهة ضد القدس وسكانها، ومسجدها الأقصى وباحاته وبواباته، فإن الفلسطينيين سيتراجعون عن انتفاضتهم، وسيعودون إلى سابق حياتهم، وسيقبلون بالواقع الذي كان، لكن الحقيقة التي يجب على العدو أن يدركها أن سلوكياته الأخيرة قد تكون قد ساعدت في اندلاع الانتفاضة أو التعجيل بها، لكن الأصح من هذا والأصوب، أن واقع الاحتلال والظروف العامة التي يعيشها الفلسطينيون هي التي تراكمت واتحدت، واجتمعت وائتلفت، فصنعت الانتفاضة، وفجرت الأحداث، وكشفت عن حجم الثورة الكامنة لدى الشعب، والجاهزة للانطلاق في وقتها.
انتفاضة القدس الثانية يجب أن تكون مختلفة ومتميزة، ولا ينبغي أن تكون مشابهة لما سبقها أبداً، فتكون ثورةً وتهدأ، وعاصفة وتسكن، ورياحاً تهب ثم تتوقف، بل ينبغي أن تكون هذه الانتفاضة مفتاح التغيير، وبوابة الانعتاق، والسلم الأصيل نحو الحرية والاستقلال، وإلا أُحبط الشعب، وملت الأمة، وتعذر على الثوار من بعدها أن يستنهضوا شعبهم ويستأنفوا معه مقاومتهم، أو يقنعوه بالثورة من جديد، والتضحية مرةً أخرى، إضافةً لما مضى، وزيادةً على ما قدم، دون ثمرةٍ تُقطف أو إنجازٍ يُحقق.
موقف جريء لا بد أن يقدر عاليا للدكتور رامي الحمدالله
امد/محمد خضر قرش

صدر عن الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء تصريحات جريئة وشجاعة وغير مسبوقة بشأن المنظمات غير الحكومية التي أصبحت كالدمامل الضارة والمؤذية في الجسد الفلسطيني،وليس من المستبعد أن تتفشى في الجسم كله إذا لم يتم الوقوف أمامها مليا ووضع حد لها ولدورها في تشويه البنية الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية.و للأمانة فقد سعدت كثيرا بهذه التصريحات الجريئة لكن وبسبب وجودي خارج الوطن لنحو 35 يوما بالإضافة إلى انطلاق هبة تشرين الأول المباركة حال دون التعليق عليها وتقديرها وإعطائها حقها والكتابة عنها.فهي بحق تشكل نقلة نوعية في كيفية التعامل مع مافيا المنظمات غير الحكومية. بداية لا بد أن يسجل للرجل شجاعته وجرأته التي لم يسبقه إليها أي رئيس وزراء منذ عودة منظمة التحرير إلى الوطن.وبغض النظر عن التوضيح الشكلي الذي صدر عن مجلس الوزراء بشان بعض ما تتضمنه التصريح والذي تأكد لي بالتسجيل أن ما نقلته ونشرته مجلة الهدف الأسبوعية في عددها 48 تاريخ 29/9/2015 على لسان رئيس الوزراء كان دقيقا ويتطابق مع مضمونه وباعتقادي الجازم انه يستحق عليه وساما وتقديرا. وكنت أتمنى أن لا يصدر بيانا يعدل ما جاء على لسانه بل أكثر من هذا كنت ومعي عموم شعب فلسطين المطحون أن نقرأ تأكيدا له وصحة ما جاء في المجلة.فالهجمة التي شنتها المنظمات غير الحكومية ربما دفعته للقول بان بعضا مما نشر أخذ خارج السياق. ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن هناك عددا قليلا جدا لا يتجاوز ربما أصابع اليدين كان لها دورا إيجابيا في المجتمع الفلسطيني وخاصة تلك التي تمول من شخصيات وطنية فلسطينية أو من جهات محلية وهي قليلة على أية حال. لكن وللأسف فإن أكثر من 90 % من المنظمات غير الحكومية وبغض النظر عن التسميات التي يطلق عليها وعن الشخصيات البارزة التي تديرها وبعضها أعضاء في اللجنة التنفيذية والمجلس التشريعي والوطني وعدد غير قليل منهم وزراء مرموقين ،فأن تمويلها يتم من الولايات المتحدة الأميركية أو جهات شبه رسمية مثل وكالة المعونة الأميركية والوكالات التابعة للإتحاد الأوروبي وكندا واليابان والقليل منها يمول من الدول النفطية العربية. وقد هالني البيان أو الرد الذي صدر عن مجموعة من المنظمات غير الحكومية والتي تطلق على نفسها زورا وبهتانا منظمات المجتمع المدني حين قالت وبالحرف"أن الهدف من التمويل الدولي هو سد احتياجات شعبنا(لاحظوا التعابير الكبيرة وغير الصحيحة) وتنمية القطاعات المختلفة بالتعاون والشراكة مع الحكومة والجهات المختلفة" وللحقيقة لم أقرأ بحياتي كلها بجاحة ووقاحة وتزييف أكثر من هذه التعابير.لقد أصاب رئيس الوزراء رامي الحمد الله كبد الحقيقة ووضع يده على الجرح النازف منذ نحو عقدين .فما ذكره عن هذه المنظمات الفاسدة والمفسدة لم يتجاوز 10% مما يجب أن يقال عنها. فهذه المنظمات تلقت أكثر من عشرة أضعاف المبلغ الذي ذكره الدكتور رامي الحمد الله. فحينما يقول بان ما تلقته خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي يصل إلى 800 مليون دولار،مقابل 400 مليون $ تم تحويلها إلى السلطة الوطنية ،فهو يقلل أو يخفف من حجم المأساة التي تم التستر عليها طيلة العقدين الماضيين. وبالحقيقة فقد تلقت المنظمات غير الحكومية خلال الفترة المنوه عنها نحو عشرة مليارات دولار.ولم تتوقف وقاحتها عند هذا الحد،بل قام حيتانها الكبار أو القطط السمان برفع شكوى إلى وزارة الخارجية الأميركية ضد رئيس وزراء فلسطين(تصورا) والذي تمت مراجعته من قبل الإدارة الأميركية.فهذه السلوكيات خطيرة جدا وتعكس إلى أي مدى أو درجة مستعدة أن تذهب إليه فئة المنتفعين من المنظمات غير الحكومية دفاعا عن مصالحهم الضيقة والأنانية والذاتية. فوفقا لدراسات وبحوث ميدانية صدرت عن مراكز ومعاهد فلسطينية فأن مجموع ما تلقته المنظمات غير الحكومية منذ العام 1995 وحتى نهاية 2013 زاد على 10 مليارات دولار،باستثناء ما تم تحويله في التسعة شهور من العام الجاري والبالغة 800 مليون $. وحتى يدرك القارئ الفلسطيني خطورة هذه المنظمات غير الحكومية والممولة من أعداء شعب فلسطين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية سأحاول وباختصار شديد أن أبين السلوكيات الضارة والأعمال غير النظيفة التي تقوم بها على شكل نقاط لتسهيل التقاط الرسالة:
1- المنظمات غير الحكومية والممولة من الخارج(الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالذات) والتي تعد بالمئات يترأسها أشخاص لم يتغيروا منذ ترخيصها.علما بأنهم ينادون بالنزاهة والشفافية والمساءلة ويمطروننا بالتقارير الدورية حول أهمية النزاهة والشفافية والتغيير الدوري للمدراء والمسؤولين. يستثنى من هذه الجمعيات تلك المهنية التي تمثل المحكمين والمحاسبين والمدققين والاقتصاديين والإحصائيين والأسرى والشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة ومن في نطاقهم.
2- بعض هؤلاء كما ذكر رئيس الوزراء باتوا من كبار الأغنياء ولديهم فلل ومنازل ومزارع ومشاريع ويحولون أرصدتهم إلى الخارج.فأحد من يتولى المنظمات غير الحكومية على سبيل المثال لا الحصر كان مدرسا لا يملك قوت شهره بات الآن يملك منازل في القدس وكفرعقب فمن أين أتى بكل ذلك؟؟
3- حينما تمت الانتخابات التشريعية الأخيرة (2005) طلب من هم يشغلون رؤساء تنفيذيون ومدراء عامون في الجمعيات أن يستقيلوا من وظائفهم تلبية لشرط التقدم بالترشيح ،وقد قام بعضهم بالفعل بتقديم استقالات شفوية أو على الورق،لكنهم ما لبثوا أن عادوا ليشغلوا نفس وظائفهم التي استقالوا منها بلا خجل وبما يخالف القانون وشروط الترشح ، وضد معايير النزاهة والشفافية التي يتغنون بها ليلا ونهارا. وباتوا يجمعون بين العمل في المنظمات غير الحكومية والعمل التشريعي.
4- بعض من يشغل رئيسا لمجلس إدارة هذه الجمعيات وكان مرشحا عن القدس زار واشنطن ونيويورك وغيرها من العواصم الأوروبية عشرات المرات بينما لم يسجل له قيامه بزيارة واحدة للقدس والمشاركة بأية فعالية أو نشاط نضالي أو اجتماعي ولو من باب ذر الرماد في العيون.
5- الجمعيات وفقا لنظامها تفتح باب الانتساب لأعضاء جدد وتعقد اجتماعاتها الدورية وأعضائها عادة بازدياد إلا المنظمات غير الحكومية الفلسطينية فأعضائها سرمديون لا يتغيرون ، بل وليس من الغرابة في شيء أن تجد شخصا ما مديرا أو رئيسا لمنظمة غير حكومية وبذات الوقت تجد أن توقيعه أساسيا على الشيكات الصادرة عن منظمة غير حكومية أخرى؟؟
6- وآخر نكتة قامت بها منظمة غير حكومية كبيرة ومدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ماليا وسياسيا ويقوم رئيسها بزيارات دورية منتظمة للكونغرس لشرح القضية الفلسطينية!! باختيار شاب رئيسا لمجلس إدارتها بعد 15 عاما تقريبا من ترأسه لها ،من باب النزاهة والشفافية والدورية وعدم احتكار المنصب، كما قيل ، لكن واقع الحال بقي على حاله، فمكتبه بقي كما هو وآلية المتابعة اليومية كما هي والتوقيع على الشيكات كما كانت، والشاب الرائع يعتقد انه بات رئيسا لمجلس الإدارة فعلا وليس قولا !!
7- حتى كتابة هذه السطور، أتمنى أن يتاح لي مرة واحدة قراءة الحسابات الختامية لأي منظمة غير حكومية ممولة من الخارج والتعرف على الأموال التي تتدفق إلى حساباته البنكية سنويا وأوجه الصرف المختلفة فأين النزاهة والشفافية والمساءلة .ولماذا يخجلون من نشر الرواتب التي يتقاضونها والامتيازات التي يحصلون عليها.
8- في ردها على رئيس الوزراء قالت المنظمات غير الحكومية" أن الهدف من التمويل هو سد احتياجات شعبنا وتنمية قطاعات مختلفة "!! هل يمكن لهذه المنظمات غير الحكومية أن تبين لنا ما هي الاحتياجات التي تم سدها أو الصرف عليها وقطاعات التنمية التي تم الإنفاق عليها ؟؟ فلم يعد جائزا أن تمرر عبارات كبيرة كهذه دون إثباتات أو دلائل ،كما أن شعب فلسطين لم يعد يقبل مثل هذا الكلام غير المسنود بوقائع على الأرض. نتمنى على هذه المنظمات "الدمامل المعدية" أن تنشر أبرز انجازاتها أو الاحتياجات التي تم سدها وتتشدق بها؟ هذه المنظمات مطالبة اليوم قبل الغد بأن توضح للشعب الفلسطيني ماذا فعلت بنحو عشرة مليارات دولار حولت إلى حساباتها خلال العقدين الماضيين؟؟ لسبب بسيط واحد أنها جميعا تسجل كمساعدة للشعب الفلسطيني. فمن حقه إذن أن يطلع على كافة النفقات وأوجه صرفها المختلفة. فهذه المنظمات تأخذ أموالا ليس من حقها.وعليها أن تقدم كشف حساب لشعب فلسطين لأنها تأتي باسمه.
9- فهذه المبالغ الهائلة كانت كفيلة ببناء مئات المصانع وإنهاء البطالة وصيانة الطرق وكل مرافق البنى التحتية ووقف اعتماد الاقتصاد الفلسطيني على إسرائيل وبناء مئات المشاريع السكنية في كل المدن والقرى .
10- في إحدى مؤتمرات آمان (اعتقد عام 2011 ) نشر نتائج استطلاع للرأي العام ، فكانت النتائج كارثية ،حيث قال أكثر من 70% من المستطلع آرائهم أنهم لا يثقون بهذه المنظمات غير الحكومية. فهم لم يلمسوا أية آثار إيجابية على أوضاعهم ومناطقهم وريفهم ومخيماتهم.فعن أية احتياجات تتحدث عنها هذه المنظمات ؟؟
10-تكثر هذه المنظمات الحديث الدائم عن الجندر،لكن بنظرة بسيطة وسريعة سنجد أن النساء في الريف الفلسطيني بتن أكثر تخلفا وجهلا مما كن عليه قبل الانتفاضة الأولى وقبل انتشار هذه المنظمات غير الحكومية.فالتنمية أو التوعية الريفية بين صفوف النساء تكاد تكون معدومة مما مكَن قوى الظلام من استغلالهن في الانتخابات التشريعية الماضية. فأين هي الاحتياجات التي تم سدها؟ فشعبنا لم يعد يقبل أن تسوق مثل هذه الأقاويل الديماغوجية .
11- جل نشاط وعمل هذه المنظمات في المدن الكبيرة ولدى شرائح وفئات محددة والتدريب في بعض البلديات، وإنجاز دراسات قطاعية ومهنية لكن لم يلمس شعبنا أي موقف وطني ذا وزن لهذه المنظمات من التصريحات الأميركية المتكررة والمنحازة والجارحة بنضال شعب فلسطين.كنت ومعي كل الشعب الفلسطيني ننتظر أن تعقد هذه المنظمات مؤتمرا صحفيا تندد وترد فيه على تصريحات الرئيس أوباما والإدارة الأميركية والكونجرس وفحواها أن الفلسطينيين يمارسون العنف ضد الإسرائيليين !!! كان عليهم أن يقولوا أن الفلسطينيين يدافعون عن وطنهم ضد الاحتلال الباغي الجاثم على صدورهم منذ عام 1948 و1967.
12- هذه المنظمات الممولة من الخارج تقوم بغسل أدمغة الشعب الفلسطيني وتعمل على إنشاء شريحة طفيلية، وتهيأ الشعب لتقبل أية حلول يمكن طرحها في المستقبل ،فهي لا تستطيع أن تفعل غير ذلك. فتمويلها كله يأتي من الولايات المتحدة الأميركية اللعينة وشريكها الاتحاد الأوروبي ،وهي لا تستطيع العيش بدون المساعدات الأميركية . والحقائق والوقائع تقول بأن لم يعد هناك مساعدات مجانية أو بلا مقابل كل شيء له ثمن ،لقد وقعت كل هذه المنظمات غير الحكومية على شروط المساعدات الأميركية ومن ضمنها محاربة الإرهاب!!!! .
13 – المنظمات غير الحكومية الفلسطينية ليست من بني تميم ولا يوجد على رأسها ريشة ولم يُحرم تقييم أدائها وأعمالها ونقدها في القرآن والإنجيل وليست من التابو المحظور التطرق إليه وإن كانت ممولة من الولايات المتحدة الأميركية ووكالاتها والإتحاد الأوروبي ، فهذا كله لا يعطيها الحق بان تكون فوق القانون والنقد والمساءلة. وبغض الطرف أنها من نمير فلا كعب بلغت ولا كلابا كما يقول الشاعر.
14- لقد انتفخت هذه الدمامل في الجسد والجسم الفلسطيني أكثر من اللازم وشوهته وقد حان وقت بطها برأس دبوس وإخراج القيح من الجسد، لأنه لم يعد من الممكن ولا من المقبول استمرارها خارج القانون وإذا لم نفعل ذلك الآن فإنها ستنتشر في الجسم الفلسطيني الطاهر كله مما سيضطرنا لإجراء عملية جراحية قد تكون خطرة في المستقبل نحن بغنى عنها.
وختاما نقول لرئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله،لا تتردد ولا تخشى هذه الدمامل. ما صرحت به بشأنها لا يمثل سوى 10% من كبد الحقيقة ومما ينبغي أن يقال لذا لا تخشى ابتزازها ولا صراخها وبياناتها حتى لو ذهبت مرة أخرى وقدمت شكوى ضدك لولي نعمتها وممولتها الولايات المتحدة الأميركية. الشعب الفلسطيني سيقف معك ويناصرك ويؤيدك واعتقد جازما بان التصاقها بالممولين الخارجيين كشف عن عوراتها وسلبياتها بالإضافة إلى انحيازها. كل الاحترام والتقدير والشكر لتصريحك . الأخ رئيس الوزراء نحن معك في مواجهة هذه الدمامل الضارة.

تحليل سياسي : رداً على اتهامات دنيا الوطن ... لغز مقتل الرئيس ياسر عرفات
صوت فتح/سهيلة عمر


في مطلع كل ذكرى لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، يهل علينا تصريحات مسئولون بالسلطة الوطنية الفلسطينية يبشروننا، من منطلق الأثارة ورفع العتب، انهم وضعوا ايديهم على الكثير من المعلومات التي تكشف كيفيه مقتل الرئيس ياسر عرفات وهوية الشخص المتسبب في مقتله، لكنهم لا يستطيعون الكشف عن معلوماتهم الا بعد التأكد منها خشية استهجان الاعلاميين والمحامين ان يتم اتهام شخص بدون دليل قاطع، وخشية تصفيه هذا الشخص او حمايته من قبل اسرائيل. ومع ان هذا العذر مقبول، لكن كان من الاحرى ان لا يبشروا المواطنين بشيء في حكم المجهول كل عام. كما نعلم انه يحق قانونيا القاء القبض على أي شخص مشتبه به في جريمة او الاعلان عن الاشتباه بشخص حتى لو كان بالخارج ثم يأخذ القانون مجراه في التحقيق، ويحق لهذا الشخص ان يثبت براءته من التهمه بكل السبل القانونية، ومن هنا لا نستطيع ان نتفهم سبب رفض المسئولين الكشف عن غموض القضية.

من ناحيه اخرى، تهل علينا في مطلع كل ذكرى احدى المواقع الإعلامية، ومن منطلق الاثاره ايضا، بتحقيق عن مقتله مدعيه انها وضعت يدها على لغز مقتله ثم نرى ان التحقيق ينتهي بدون الاعلان عن الشخص التي المشتبه به. بالعام السابق اعلنت الجزيرة انها وضعت يدها على سبب موته وهي المادة الإشعاعية البولونيوم. ورجح ان يكون هذا السم قد وصل لجسد الرئيس بالطعام او الشراب او بوخز ابره بدون ان يشعر بها الرئيس. اما هذا العام انتظرنا تحقيق دنيا الوطن الذي ادعى انه وضع يده على الفاعل، لكن لم يقدم التقرير أي جديد بل شتت الاذهان للعديد من الاختمالات.

بدايه، ساحاول بدوري كمواطنه عاديه ان اضع بصمتي واطرح وجهة نظري في ظروف مقتل الرئيس عرفات. اليكم سيناريو الاحداث كما رأيناها كمواطنين بعيدين عن السلطة وموقع الحدث:
1. حوصر الرئيس ياسر عرفات من قبل اسرائيل. كمواطنه عاديه لم افهم كيف يحاصر رئيس كبير كياسر عرفات بهذه الطريقة وسط صمت العالم وخاصه الدول العربية، ولم نرى انهم استنكروا ذلك وطالبوا بفك حصاره، وبدى الامر كمؤامرة من العالم اجمع لتصفيته. اضف ان المفاوضات كانت مازالت ساريه حينها مع اسرائيل. رجحت اسباب حصاره من قبل اسرائيل بسبب رفضه التنازل عن القدس والثوابت ودعمه وتأييده للانتفاضة الثانية. من الواضح ان اسرائيل كانت تخشى كثيرا ياسر عرفات وانه سيقف سدا منيعا امام جميع مخططاتها. واعترف الزهار في احدى المقابلات ان الرئيس عرفات زودهم بالأسلحة في الانتفاضة الثانية عندما رأى مراوغة الاحتلال في المفاوضات ولهذا حاصرته (فهي لم تأتي به ليحاربها).
2. طالبت امريكا الرئيس عرفات ان يستحدث منصب رئيس وزراء بحجه الاصلاحات، وكان الهدف نزع صلاحياته الأمنية والمدنية. ووافق الرئيس عرفات حينها على ذلك وتم تعيين محمود عباس لهذا المنصب، لكن رفض الرئيس ياسر عرفات اعطاءه مطلق الصلاحيات خاصه الأمنية. لذا استقال محمود عباس واختفى بشكل مفاجئ من صورة الحياه السياسية. كما سمعنا اشاعات عارضه في الشارع حينها عن اشتداد نفوذ محمد دحلان مما يمكنه الانقلاب على الرئيس ياسر عرفات (مع العلم انني لست متأكدة من هذه النقطة). لكن حتى مع حصار الرئيس الراحل عرفات، بقى مسيطرا على مقاليد الامور في المنظمة والسلطة الوطنية. كان من الواضح انه يتوجس شرا من خلال حصاره، لذا ابقى على افراد عائلته بعيدا عن الضفة.
3. ثم سمعنا عن مرض الرئيس ياسر عرفات والوساطات لإسرائيل لتسمح بنقله لفرنسا للعلاج. لم تستطع فرنسا تشخيص مرضه. سعت بعض الدول للحصول من اسرائيل على مضاد السم الذي استخدمته لقتله، لكنها رفضت الاعتراف بقتله. بمجرد مرض الرئيس عرفات عاد للأضواء الرئيس ابو مازن وجميع من اختلفوا معه لمساندته في محنته وسد الفراغ السياسي في السلطة. ثم مات الرئيس ياسر عرفات وتم اجراء انتخابات رئاسيه. رشحت فتح الرئيس ابو مازن ليكون مرشحها في الانتخابات، كما رفضت حماس دخول الانتخابات الرئاسية، وفاز الرئيس ابو مازن في انتخابات الرئاسة . ولم نسمع ان محمد دحلان سعى للترشح للرئاسة عن حركة فتح .
4. بدى مراوغة وعدم جديه فرنسا في التحقيق بمقتله، وسمعنا ان المستشفى اخفى العديد من الملفات عن مرضه الذي ادى لوفاته، ثم اغلق باب التحقيق بغموض شديد حول مقتله. كما تم تشكيل لجان تحقيق فلسطينية، ومن الوهلة الاولى اعلنت عن صعوبة الوصول لنتائج سريعة في التحقيق لتعقيد قضية قتله، مما احبط الشارع الفلسطيني. كان الاحتمال الابرز ان يكون الرئيس ياسر عرفات قد تم تصفيته بدس السم ولو عن طريق الاشعاع من خلال احد المقربين او الزوار بتحريض من اسرائيل.
5. من الواضح ان زوجه الرئيس ياسر عرفات كانت اكثر من يعني بتحريك ملف التحقيقات في مقتله، وقد يكون لديها شكوك معينه، لكن ابتعادها عن الضفة حينها وعلاقاتها الوطيدة مع كافة المسئولين بالسلطة يمنعها من التصريح باي شكوك، و تطالب ان تأخذ التحقيقات مجراها القانوني. بالتعاون مع الجزيرة والخبراء السويسريين استطاعت ان تثبت انه من المرجح ان الرئيس ياسر عرفات قتل بسم البولونيوم.
6. في اوج خلاف الرئيس محمود عباس مع محمد دحلان، اذكر ان سؤل الرئيس محمود عباس في احدى المقابلات ان كان يشك ان لمحمد دحلان علاقه باغتيال الرئيس الراحل عرفات، فانكر ذلك وقال انه لا يعتقد ذلك لخلفيات يعلمها. ثم مع اشتداد المناكفات بينهما، تردد عن الرئيس محمود عباس شيء من التلميح بناء على تصريح لمحمد دحلان في الاعلام انه يجب ان تعطى الفرصة للقيادات الشابة في قيادة حركة فتح.
7. في مطلع كل ذكرى لمقتل الرئيس ياسر عرفات، يهل علينا مسئولون بالسلطة الوطنية الفلسطينية يبشروننا، من منطلق الأثارة ورفع العتب، انهم وضعوا ايديهم على الكثير من المعلومات التي تكشف كيفيه مقتل الرئيس ياسر عرفات وهوية الشخص المتسبب في مقتله، لكنهم لا يستطيعون الكشف عن معلوماتهم الا بعد التأكد منها

الان عوده لتحقيق دنيا الوطن، حسب ما فهمته من تحقيقهم انهم عددوا احتمالات المشتبه بهم في مقتله كالتالي:
• ضلوع النائب محمد دحلان بناء على تلميح الرئيس ابو مازن عن تصريح لمحمد دحلان في الاعلام انه يجب ان تعطى الفرصة للقيادات الشابة في قيادة حركة فتح.
• الطبيب الذي توفي بعد وفاة الرئيس عرفات بسته اشهر ووجد يبكي بشده على قبره بناء على تلميح النائب محمد دحلان في مقابله تلفزيونيه.
• احد العاملين في المقاطعة ان يكون وضع سم البولونيوم في اكله او شرابه او من خلال وخزه بآبره. ووجه التقرير بشكل خاص الشكوك على الطباخ.
• احد المتضامنين الاجانب ان يكون قد اوصل السم من خلال الاكل او الشرب او الاشعاع او اللمس من خلال القبل والمصافحة.
مع احترامي لمعد التقرير في دنيا الوطن، لا ارى ان التقرير قد قدم جديدا لاننا نعرف منذ اليوم الاول لمقتله احتمال ان يكون الرئيس ياسر عرفات قد تم تصفيته بدس السم ولو عن طريق الاشعاع من خلال احد المقربين او الزوار بتحريض من اسرائيل. ولي بعض التعقيب على جميع الاحتمالات التي وضعها دنيا الوطن في التقرير:
• ارى ان ضلوع النائب محمد دحلان في مقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات احتمال ضعيف. نعرف ان النائب محمد دحلان كان على علاقه وطيده مع ياسر عرفات وبمثابة طفله المدلل. اضف ان للنائب محمد دحلان انتماء قوي لحركة فتح وقيادتها. ثم ماذا سيستفيد من تصفيته، المال او السلطة ؟؟ النائب محمد دحلان كان يملك سلطات قويه في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ويعلم انه لن يكون مرشح حركة فتح بالانتخابات الرئاسية، ولا ينقصه مال بدليل انه يجمع التبرعات لمساعدة الشعب الفلسطيني حتى بعد ابتعاده عن الوطن. كما ان الرئيس ابو مازن نفسه في مقابلته الاولى بأوج خلافه مع محمد دحلان انكر أي شكوك بهذا الصدد.
• ارى ضلوع الطباخ او أي من العاملين في المقاطعة بمقتله احتمال غير قوي. اولا واخيرا لانهم سيكونون اول من يشتبه بهم وحساباتهم البنكية وتحركاتهم ستكون مراقبه وتحت العين للابد، فلا اعتقد ان اسرائيل ستجند أي منهم. اما اذا ثبت هجره احدهم لخارج الوطن فيجب التحري عن حساباته البنكية وتحركاته.
• ضلوع الطبيب الذي لمح النائب محمد دحلان به وتوفي بعد وفاة عرفات بسته اشهر غريب بعض الشيء ايضا. ماذا سيستفيد من ذلك وهو اردني الجنسية وليس له مصلحه مع اسرائيل ؟؟؟ الاطباء المعروفون في الاردن يكسبون جيدا كما ان الاردن تتمتع بمخابرات قويه ولديها ملف استخباراتي عن كل فلسطيني يمر بارضها قبل الاردنيين، لذا لا ارى ان يمكن ابتزازه ماديا او الاتصال بإسرائيل. ولو تم ابتزازه بالمال او له علاقه بإسرائيل فسيتضح ذلك بسهوله. التقرير لم يثبت انه تم قتل هذا الطبيب لكن وجه الشكوك نحو ذلك. لكن من جهة اخرى، لا اعتقد ان رجل بحجم النائب محمد دحلان ممكن يلمح عن شيء بدون سبب، لذا كان من البداية يجب تشريح جثته الطبيب لمعرفة سبب موته خاصه ان صديقه اعتقل حينها لوجود شبهه حول مقتله، ولا اعرف ان كان الامر ممكن الان. كما يجب التحري عن التحويلات المالية التي تمت في حسابه وحسابات ورثته في هذه الفترة والتحري عن صديقه الذي اعتقل لشهرين.
• ضلوع المتضامنين الاجانب ايضا غريب. لان الاجانب عاده نظاميون ويأتون بهدف نبيل وحتما اسماءهم مسجله وليس من السهل ان يضع شخص داخل وفد سم بأكل او طعام الرئيس عرفات بدون ان يلاحظه احد. ولا اصدق ان السم ممكن ينتقل بالإشعاع او المصافحة، فالسم حتما انتقل بالأكل او الشراب او بطعنه ابره ملموسه.

قد يكون تم دس السم في طعام دخل عليه من الخارج، وان كان ذلك امر مستبعد نسبيا لان أي شخص اخر ممكن يتناول هذا الطعام ويتسمم بنفس الطريقة ويحدث خطأ في العملية، كما يتوارد ان طعامه الذي يصل من الخارج عباره عن معلبات، الا اذا كان هناك طعام خاص يصله من الخارج ممكن تسميمه. والاحتمال الارجح بالنسبة لي ان من تورط بدس السم للرئيس ياسر عرفات يجب ان يكون احد زواره الذين جندوا من اسرائيل ودس السم له باي طريقه ما.

ختاما، وجب التنويه إنني كتبت مقالي هذا لمجرد ابداء الرأي في المعطيات الوارده حول مقتل الرئيس الراحل عرفات وللتعقيب على الاحتمالات التي وضعها دنيا الوطن في تحقيقهم. ونرجو من الجميع احترام موت الرئيس ياسر عرفات وعدم الاعلان للناس عن الوصول لمعلومات عن مقتله لن يتسنى الكشف عنها من منطلق الاثاره وجذب الجمهور. كما ارجو ان لا يتم التعرض لحادث مقتل الرئيس الراحل في المناكفات السياسية بين المسئولين.
sohilaps69@outlook.com
عظمة شعب وأزمة نخبة
صوت فتح/د.إبراهيم أبراش

كم هو عظيم الشعب الفلسطيني ، عظيم في عطائه وصيره ، عظيم في ذكائه وألمعيته. البعض اعتقد أن الشعب الفلسطيني استسلم لواقع الاحتلال وللتعايش مع الاستيطان والمستوطنين ، ولليأس والإحباط ولسلطتين مأزومتين، وأنه لم يعد معنيا بقضيته الوطنية حيث قهره الفقر والبطالة والانقسام والحصار وغياب قيادة وطنية جامعة . إلا أن الواقع يقول إن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم للاحتلال أو يصمت لتدنيس مقدساته ، وأنه أكبر وأعظم حتى من قياداته ،وأن صمته كالجمر الخامد تحت الرماد يشتعل مع أول هبة ريح ، شعبنا يُعبِر عن أصالته وحسه الوطني وينتفض في لحظات لا يتوقعها أحد .

صدق الزعيم الراحل أبو عمار عندما قال إن الشعب الفلسطيني كطائر الفينيق ينتفض محلقا من وسط الرماد بعد اعتقاد أنه هلك .أبو عمار الحاضر فينا دوما والذي عاصر وشارك في كل الثورات والانتفاضات الحديثة ،والذي كان يؤمن بعظمة شعبه ويراهن عليه دوما ولم يخذله الشعب يوما. كانت رؤية الزعيم أبو عمار تنطلق من معرفته بتاريخ الشعوب وحركاتها التحررية حيث لا قوة تستطيع كسر إرادة شعب يناضل من أجل الاستقلال ، وتنطلق من إيمانه ومعرفته بالشعب الفلسطيني الذي يضرب بجذوره في أرض فلسطين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة وقبل أن تظهر هرطقات ومزاعم دولة بني إسرائيل.

فعندما اعتقد كثيرون أن الشعب استسلم لواقع اللجوء والتشرد والوقوف أمام مقرات وكالة الغوث ،والتبعية لهذا النظام العربي أو ذاك ، نهض منتفضا منتصف الستينيات رافعا راية الوطنية الفلسطينية وكانت الثورة الفلسطينية المعاصرة مع حركة فتح ومنظمة التحرير بكل فصائلها ،ثورة غيرت وقلبت كل المعادلات والمخططات التي كانت تُحاك ضد القضية الوطنية .

وعندما اعتقد كثيرون أن خروج مصر من ساحة المواجهة مع إسرائيل بتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد 1979 ،ثم خروج الثورة الفلسطينية من لبنان 1982 وتصفية كثير من قياداتها ومحاولة الالتفاف على الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الخ ، قد أنهى الثورة الفلسطينية وطوى صفحتها إلى غير رجعة ،نهض الشعب في انتفاضة الحجارة 1987 ليُسقِط مراهنات المتخاذلين والمتواطئين والمتآمرين حيث أعادت الانتفاضة وضع القضية الفلسطينية على سلم الاهتمامات العالمية .

وعندما قررت القيادة خوض مغامرة أوسلو وتأسيس سلطة لم يخذل الشعب القيادة وساهم في بناء السلطة ،وقَبِل الثوار والفدائيون أن يتحولوا مؤقتا إلى أجهزة أمنية تُنسق مع عدوهم التاريخي ، وانخرط الشباب والمثقفون في سلك الوظيفة العمومية ليتحولوا إلى موظفين يتقاضون أجرا ،وأرتبطت حياة الجميع براتب تقدمه جهات مانحة بشروط سياسية غير وطنية . كل ذلك على أمل أن تكون السلطة نواة الدولة وبداية الاستقلال .

وعندما اعتقد البعض أن القضية الفلسطينية ومشروع السلام الفلسطيني وصلا لطريق مسدود بعد نهاية المرحلة الانتقالية لسلطة الحكم الذاتي 1999 وتَهَرب إسرائيل مما عليها من التزامات وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية 2000 انطلقت الانتفاضة الثانية ،والتي كان من الممكن أن تكون حصيلتها أفضل مما كان لو لم تتدخل الأجندات الإقليمية وأصحاب المشاريع غير الوطنية وتنزلق الأحزاب نحو حسابات مصلحية ضيقة .

وعندما خاضت حركة حماس وفصائل مقاومة أخرى ثلاثة حروب مدَمِرة في قطاع غزة ،ألحقت بالقطاع خرابا ودمارا وسقط فيها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ،صبر الشعب وتحمَّل ولم يخذل فصائل المقاومة حتى وهو يعلم أنه كان بالإمكان تجنب بعض هذه الحروب أو تقليل خسائرها ،ويعلم أنها لم تكن حروبا لتحرير فلسطين بقدر ما كانت من مستلزمات صناعة دولة غزة وتعميق الانقسام ،أو نتيجة حسابات عسكرية وسياسية خاطئة.

الشعب الفلسطيني هو نفسه من حيث أصالته واستعداده للتضحية ،بالرغم من تردي أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية وشدة وطأة الاحتلال والحصار . الشعب الفلسطيني لم يتغير ما بين الأمس واليوم ،ما تغير للأسوأ هو العالم العربي الذي تخلى عن مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ، والمجتمع الصهيوني الذي يزداد تطرفا وإرهابا ، والنخب الفلسطينية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وارتباطاتها وشبكة مصالحها .

الشعب لم يقصر ولم يتخاذل يوما وكان دوما معطاء ويلبي نداء الواجب الوطني متى دعته القيادة الوطنية سواء لثورة أو انتفاضة أو لدعم جهود دبلوماسية وسياسية ، بل ويأخذ المبادرة لحماية قضيته الوطنية وقيادته عندما تتعرض القيادة السياسية للحصار والتآمر ، ولكن ليس دوما تتوافق وتتطابق حسابات الشعب مع حسابات النخبة السياسية والقيادة .

لم يشهد التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني افتراق وتباعد النخبة عن الشعب كما هو حاصل اليوم ،بحيث باتت خيارات الشعب وحساباته غير خيارات النخبة السياسية وحساباتها ،هذا الافتراق نلمسه في كيفية التعامل مع الانتفاضة الراهنة. ففي الوقت الذي تتخبط فيه النخب السياسية في الانقسام وتداعياته ، وفي البحث عن منافذ للخروج من مأزق خياراتها التي تفردت بها بعيدا عن التوافق الوطني ، وفي الوقت التي تتصارع النخب حول السلطة ومنافعها ، في هذا الوقت انتفض الشعب ،ليس لأنه مُحبط بل ليدافع عن أرضه ومقدساته وكرامته،ولأنه لمس عجز الأحزاب والنخب السياسية عن حمايته والتهائها بالانقسام وتداعياته والسلطة ومنافعها، ولمس محدودية تأثير المقاومة المسلحة وصواريخها وأنفاقها ،ومحدودية مردود المراهنة على الشرعية الدولية وقراراتها.

في مقابل عظمة الشعب تقف النخب السياسية والأحزاب موقفا مترددا ومرتبكا من الانتفاضة الراهنة ،حيث ما زالت النخب والأحزاب وفئة من المثقفين مترددة حتى في تسميتها بالانتفاضة ،بل تخوض جدلا بيزنطيا عبثيا حول إن كانت هبة أو انتفاضة أو حالة غضب ؟ ! وهل من الأفضل أن تبقى سلمية أو تتحول للعمل المسلح ؟ ! متجاهلين أن كل الثورات في العالم ككرة الثلج المتدحرجة، تبدأ بحراك شعبي محدود ثم يتحول لهبة ثم لانتفاضة ثم لثورة عارمة، ولا توجد معايير ومقاييس دقيقة للتفريق بين الحراك الشعبي والهبة والانتفاضة.

هذا الموقف المتردد للنخب السياسية والأحزاب مما يجري في الضفة والقدس ، وعدم انخراط الأحزاب بقوة وبكل ما تملك في الانتفاضة سواء في الضفة وغزة ،واقتصارها على التأييد اللفظي إنما يكشف الواقع البائس لهذه النخبة وانشدادها لمصالحها وخوفها عليها أكثر من انشدادها للمصلحة الوطنية .

Ibrahemibrach1@gmail.com
الانتفاضة شكل من أشكال النضال
صوت فتح/جمال ايوب

الجدال حول سلمية الانتفاضة أو عسكرتها ، وظاهرة الطعن بالسكاكين والدهس ، لولا الثورات والانتفاضات والتضحيات الغالية ، ولولا المقاومة المسلحة لما بقيت القضية حية ، ولتمكنت الحركة الصهيونية من استكمال تحقيق كل أهدافها بطرد من تبقى من شعب فلسطين ، ومن إقامة الدولة اليهودية النقية . لا يمكن بعد كل هذه التجارب والنضالات أن نعود دائمًا إلى نقطة البدء. نضال سلمي أم مسلح ، مفاوضات أم مقاومة ، بالرغم من أن هذه الانتقائية والأحادية أحد الأسباب في وصولنا إلى ما نحن فيه ، فما يحدد أشكال النضال ليس الضحية وحدها ، بل طبيعة وخصائص المشروع الاستعماري الاستيطاني ،وإلى مدى لجوئه إلى الوحشية والعنصرية والإرهاب ،
إن أهم درس يمكن الخروج به من التجارب السابقة هو ضرورة الجمع ما بين عدة خيارات وتنوع أشكال النضال والجمع بينها حينًا ، ووقف شكل وإتباع غيره حينًا آخر ، والاستعداد للانتقال من خيار إلى آخر ، ومن شكل نضالي إلى آخر ، لأن المقاومة بكل أشكالها السلمية والمسلحة تزرع والكفاح السياسي بكل أشكاله يحصد ومن لا يزرع لا يحصد .
صحيح إن اختلاف الظروف والمعطيات وازدياد الاختلال في موازين القوى يدفع إلى ضرورة عدم اعتبار المقاومة المسلحة الأسلوب الرئيسي في النضال ، كونه يحتاج إلى إمكانيات وأسلحة وأموال وإمدادات ، وعوامل وظروف داخلية غير متوفرة مثل الوحدة على إستراتيجية واحدة ، وإلى عمق عربي ودولي ملائم ، ولكن استبعاد المقاومة المسلحة في ظل العدوان الصهيوني المستمر واستخدام القوة المفرط بوحشية متزايدة بمقاومة أو من دونها يطرح أهمية التمسك بحقنا في المقاومة ، بما فيها المسلحة واستخدامها ، واستنادًا إلى كل الشرائع الدينية والدنيوية. خلال السنوات الماضية التي تبنت فيها القيادة الفلسطينية سياسة المفاوضات كأسلوب وحيد ، لم توقف دولة الاحتلال قمعها واستيطانها ، بل كثفت من اعتداءاتها وتزايد عدد المستوطنين بالضفة ، وقتل وحرق واعتداء على البشر والحجر والزرع ، الأمر الذي جعل حياة الفلسطينيين جحيمًا لا يُطاق.
إن الانتفاضية الحالية شكل من أشكال النضال لضرورة التصدي لتطبيق المشروع الاستعماري الصهيوني في المرحلة الحالية ،الشعب الفلسطيني يحاول انتهاز الفرصة في ظل الانقسام والعجز والحروب الداخلية العربية لتطبيق إقامة دولة فلسطينية .
إن ظاهرة الطعن بالسكاكين ليست طارئة ولا حديثة ، بل شهدها النضال الفلسطيني منذ البداية ، وتجسدت في كل المراحل وجميع الهبات والانتفاضات ، بما فيها الانتفاضة الشعبية انتفاضة الحجارة . والجديد أنها اليوم باتت أكثر عددًا ، إذ يمكن تسمية ما يجري حاليًا انتفاضة السكاكين ، لأنها غدت السلاح الوحيد المتوفر لدى الفلسطينيين. وقد استُدعي هذا الشكل من الانتفاضة بسبب الفراغ الناجم عن غياب القيادة التي أعلنت منذ سنوات بأن خيارها وصل إلى طريق مسدود ولم تجرؤ على اختيار طريق جديد ، واكتفت بالتهديد حينًا ، واستخدمت تكتيكات تستهدف إحياء المفاوضات والسعي لتحسين شروطها ، وليس فتح طريق لمسار جديد ، حينًا آخر.
كما أن القوى التي رفعت شعار المقاومة المسلحة وصلت إلى طريق مسدود ، بدليل تنفيذها لهدنٍ عدة منذ العام 2003 وحتى الآن ، وسعيها لهدنة طويلة الأمد مقابل الحفاظ على سلطتها ورفع الحصار عن غزة , لذلك فاجأت الانتفاضة الحاليّة . صحيح أن حركة فتح أرادت هبّة لاستعادة شعبيتها ، ولدعم السياسات التي لوّح بها الرئيس في خطابه بالأمم المتحدة ، خصوصًا تهديده بعدم الالتزام بالاتفاقات إذا استمر العدو بعدم الالتزام بها ، إلا أنها فوجئت بالمسار الذي سارت فيه الانتفاضة التي رحب بها الجميع ، وبظاهرة السكاكين التي بدت لا بديل عنها في ظل غياب الإرادة والتحرك الشعبي الواسع لتقديم رد سريع يتناسب مع حجم العدوان والجرائم الصهيونية ، ويكون قادرًا على الاستنهاض السريع للشعب. أما حماس فقد أرادت تصعيد الانتفاضة في الضفة حتى تساعدها على الخروج من مأزق سلطتها في غزة.
بدلا من لوم الأبطال الذين نقلوا الوضع من حال إلى حال ، يجب لوم القوى التي لا تزال مرتبكة دون أن ترتقي إلى مستوى الانتفاضة ، بل سعوا إلى إبقائها رهينة للانقسام وللسياسة المجربة سابقًا بقطف ثمار النضالات والانتفاضات قبل نضجها ، وما أدت إليه من اتفاق أوسلو والانقسام ، على القيادة والقوى استثمار النضال سياسيًا حتى يشعر الفلسطيني أنه يحقق إنجازات ، ولو بشكل تراكمي ، على طريق النصر المؤكد. وهذا يحتاج إلى هدف قابل للتحقيق ، وإلى تعميق الطابع الشعبي للانتفاضة دون إهمال كلي للمقاومة المسلحة الضرورية لرفع معنويات الفلسطينيين ، ولجعل الاحتلال مكلفًا,
المطلوب انتفاضة جديدة تأخذ شكل الموجات ، تركز كل موجة على عنوان ولا تستمر طويلًا لسنوات ، لأن هذا مرهق ويستنزف الطاقات الفلسطينية ، ولأن الصراع طويل ويجب التعامل معه والاستعداد له على هذا الأساس ، والحرص على أشكال النضال مع التركيز على النضال الشعبي والمقاطعة وتحقيق إنجازات ملموسة ، مثل توجيه ضربات ملموسة لخطة نتنياهو عن السلام الاقتصادي وضم القدس وفصلها عن بقية الأراضي المحتلة ، ولتعميق الانقسام وفصل غزة عن الضفة ، حيث بدا الشعب الفلسطيني في هذه الأيام موحدًا كما لم يكن من قبل ، وانتقلت الموجة الانتفاضية إلى مختلف مناطق فلسطين ، وتحرك الفلسطينيون في الخارج لدعمها واستمرارها.
أبو عمار حاضرا رغم طول غياب
صوت فتح/أكرم أبو عمرو

ولا بد لنا من كلمة في ذكرى رجل لن تغيب ذكراه ، رجلا وإن رحل عنا بجسده فأنه حاضرا بفكرة ووطنيه ، ونضاله ، وآماله ، تحل علينا ذكرى رحيله الحادية عشر ، لا لكي نتذاكر مناقبه ، ومواقفه الوطنية المشرفة ، ونضاله وجهاده وقيادته للثورة الفلسطينية المعاصرة ، بل لكي نجدد العهد على المضي قدما على نهج هذا الرجل ، الذي لخصه في شعاره الشهير ، للقدس رابحين شهداء بالملايين ، نعم أبو عمار هو رمز الوطنية الفلسطينية ، ورمز الوحدة الفلسطينية .
لكن ومع هذه الرمزية ، هل أوفينا أبا عمار حقه ، حقه في مواصلة الطريق ، في مواصلة السير على نهجه ، طريق الحرية ، طريق الوحدة ، طريق التحرير والعودة ، لا يخفي على احد من الفلسطينيين أولا ومن العرب ثانيا والمسلمين ثالثا وباقي أنحاء العالم الحالة السيئة التي وصلنا إليها ، في مرحلة مؤلمة لنا جميعا تسودها المصالح الدولية والإقليمية ، تراجعت فيها مكانة القضية الفلسطينية بين قائمة القضايا العالمية ، فاليوم قضايا الصراعات المحتدمة في المناطق المجاورة لنا ، قضايا الإرهاب ، قضايا التنمية والاقتصاد ، قضايا البيئة، الطاقة الخ .
في ظل هذه الظروف كان لزاما علينا أن نبحر في سفينة مهترئة كثيرة الثقوب وممزقة الأشرعة ، فبعد نحو ثلاثين شهرا فقط ، تعرضا لأكبر كارثة منذ النكبة ألا وهي كارثة الانقسام البغيض ، الانقسام الذي قام بتغييب الوحدة الوطنية ، بتغييب القضية وإضعافها وتراجعها ، تغييب التنمية والبناء ومقاومة المحتل ، في زمن الانقسام تعرضنا إلى ثلاث حروب مدمرة حولتنا إلى مجرد أرقام ، أرقام من قيمة الخسائر المادية التي لحقت بنا ، عدد الشهداء والجرحى ، عدد المنازل والمنشآت المدمرة ، وجعلتنا ننتظر عند أبواب البلاد والشعوب لتلقي المساعدات أو بالأحرى للتسول ، بعد أن زادت معدلات الفقر والبطالة بين صفوف شعبنا ، الذي أصبح أكثر شعوب الأرض إنهاكا .
ومع الأسف الشديد منذ الذكرى الثالثة لرحيل القائد التي شهدت أحداثا دموية راح ضحيتها عددا من أبناء شعبنا برصاص طائش لم يعرف المغزى من إطلاقه ، منذ ذلك الحين لا تحل ذكرى رحيل القائد إلا ومعها تكريس الانقسام ، نسمع دعوات للوحدة ، دعوات لإنهاء الانقسام ، تصريحات حول أبي عمار وتاريخه النضالي ، نسمع عن الاختلاف مع أبي عمار أما الخلاف عليه فلا ، ولكن عند إحياء ذكراه تتجمد الأمور وتتييس ، لماذا ؟ ،
اعتقد أن الأوان قد حان لإعطاء أبا عمار حقه المنوط بأعناقنا ، فيكفي كل من فتح وحماس مهاترات حول إحياء الذكرى في صالة مغلقة أو ساحة مكشوفة ، الجميع بات يعرف أن محبي أبي عمار معظم الفلسطينيين ليس في فلسطين فحسب ، بل في أصقاع العالم ، وليس بالخروج إلى الساحات والصالات نفي أبا عمار حقه ، إن أول حق من حقوق أبي عمار علينا هو الوحدة التي كان يسعى إليها ويحرص عليها في خطاباته وشعاراته وكلماته ، فعندما كان يردد دائما سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبال فلسطين ، أو زهرة من زهراتها علم فلسطين على مآذن القدس وكنائس القدس ، لم يقل أن ذلك الشبل أو الزهرة هما من فتح أو من حماس بل هم فلسطينيان ، فإذا كانت كل من فتح وحماس تعملان من اجل فلسطين ، فعليهما الكثير بدلا من المهاترات التي لا طائل منها ، ونقطة البداية تبدأ من اللحظة التي افتقدنا فيها أبا عمار ، احد عشر سنة كافية لكي نعرف كيف مات ، لماذا مات ، ومن المسئول ، ومتى سيذهب المسئول إلى المحاكمة ليلعنه الناس والتاريخ ويذهب إلى جهنم وبئس المصير .
النقطة الثانية ، ضرورة اتخاذ القيادة الفلسطينية خطوات أكثر جرأة ، وأول هذه المواقف أن لا مفاوضات عبثية ، يكفي أكثر من عشرين سنة جريا وراء سراب ، هناك دولة تم الاعتراف بها أن الأوان لان تكون هذه الدولة هي مظلة الفلسطينيين أينما وجدوا ، وهذا من شأنه أي يكون اكبر دعم للشباب والشابات الذين خرجوا قبل بضعة أسابيع بصدورهم العارية ليقولوا لجيش الاحتلال لن تمروا ، لن تستمروا في إذلالنا وقهرنا ، فلسطين لنا والقدس لنا .
النقطة الثالثة ، ضرورة توجه كل من فتح وحماس إلى إنهاء الانقسام وعدم التوقف عند أمور يمكن حلها بجرة قلم ، لا يعقل أن يكون الشعب مرهونا بمستقبله في مسالة الموظفين أو مسالة تسليم المعبر ، الانقسام أصبح الجميع مسئولا عنه .
الوقت يسير بسرعة وما أحوج شبابنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا إلى رؤية النور في نهاية النفق الطويل المظلم ، فيا قياداتنا واقصد جميع قيادات الفصائل وعلى رأسها قيادة السلطة الفلسطينية ونحن نحيي ذكرى رحيل القائد نقول : أغيثوا شعبنا ، وقديما قالوها ونقولها ما حك جلدك غير ظفرك .