Haneen
2015-12-14, 01:07 PM
<tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح / حازم عبد الله سلامة
v متفجرات اولمرت لتعرية أمريكا و"بعضهم"!
امد / حسن عصفور
v رحل أبو نضال بهدوء
امد / د.أسامه الفرا
v عبسان وخزاعة درس قديم في المقاومة الشعبية الفلسطينية
فراس برس / د. رياض عبدالكريم عواد
v كيري .. فشل بالتقسيط ..!
الكوفية / د.مازن صافي
v زيارة كيري وحقيبته الملأى
الكوفية / رامي فرج الله
v إعدام شاعر!!
امد / فؤاد أبو حجلة
v حينما يشعرُ الفارّون بهلعٍ في طريقِ الموْتِ
الكوفية / عطا الله شاهين
v يوميات مواطن عادي (41)
الكرامة / نبيل دويكات
v لنعيد الامور لنصابها
الكوفية / عمر حلمي الغول
v تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
المقالات
القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح / حازم عبد الله سلامة
نحن شعب بسيط يحب البساطة والبسطاء ، وأحلامنا بسيطة ، نحب وطننا إلي درجة العشق ونتمنى الحرية والعدالة والحياة الكريمة ،
أحببنا الرمز أبا عمار لبساطته وتواضعه وقربه من حياتنا وأطباعنا وثقافتنا وآلامنا وأحزاننا وأفراحنا ،
فنحن نريد زعيم وقائد يكن إحساسه بأن له كرامة وأن كرامته من كرامة الوطن والمواطن ،
نريد قائد يشبهنا مثلنا نشعر به ويشعر بنا يأكل مثل طعامنا ويلبس نفس لبسنا ، ويدرس أبناؤه في مدارسنا ومع أطفالنا وأبناءنا ، متواضع يتعامل مع أبناء شعبه أنهم أبناؤه وأهله وأمانة في عنقه ،
نحن شعب قضينا عمرنا بألم ومعاناة وتضحيات لأجل حياة كريمة وحرية وعدالة ، ومن حقنا أن ننعم بقيادة منا ، تشبهنا تماما ليس غريبة عنا ، فهل هذا طموح كبير ومستحيل ؟؟؟
نريد قائد يحبنا ونحبه نتكاتف معا لأجل الوطن والحياة الكريمة ، لا نريد قائد يحكمنا ويتحكم بنا ، نريد قائد يفهمنا ونفهمه نتحدث بحرية ونعبر عن آراءنا بصراحة ودون رقابة وملاحقة من أجهزته الأمنية ،
نريد وطن بلا ألم وبلا ظلم ، نريد أجهزة أمن نشعر بالطمأنينة لهم ونشعر بالأمن حينما نراهم ، يكونوا أمنا وأمانا لنا ، وصورة ناصعة للطمأنينة وليس رعبا وصورة للجلاد ، نريد عدلا يشعر به المواطن البسيط ويلمسه بحياته ، نريد قانون يطبق علي الجميع وينصف الجميع ،
نريد قائد بلا بطانات سوء وبلا دائرة مغلقة تحجب عنه الناس ، نريد قائد لا يفتخر ببناء المزيد من السجون ولا يضع رقيب علي أفواهنا ليقيس نبض أرائنا ومدي عشقنا للحرية ، نريد زعيم لا يعتبر الخلاف معه خلاف مع الوطن ومؤامرة ضد الثورة ، نريد زعيم يسمعنا ويفهمنا ويتلمس همومنا وآلامنا ويشعر بها ،
بعد كل هذه المعاناة والآلام والمأساة ألا نستحق قيادة طاهرة نظيفة قادرة أن تبعث فينا روح الزعيم الخالد أبو عمار ، وترتقي بالوطن والشعب للأفضل وللعدالة والانتصار ؟؟؟
لأننا بسطاء ومنحازون كليا للبسطاء والفقراء أمثالنا ، ما عدت أؤمن بكل القيادات المطروحة والطارحة نفسها لقيادة شعبنا ، كفرت بكم جميعا ، لأنني لم ألمس بكم بساطة القيادة ، ولا تواضع الزعيم ، ولا صدق البرامج ، ولا مصداقية بالخطابات والشعارات ، ولا وفاء للعهد ،
فانا من وطن عنوانه ياسر عرفات ، أنا مواطن في وطن قاده ياسر عرفات وليس من السهل أن أؤمن بأي زعيم أو قائد ، مالم يكن عرفاتي الانتماء والوفاء ، فالرمز أبا عمار وضع نهجا لتواضع الزعماء وكسب محبة ووفاء شعبهم ، ومن حاد عن هذا الدرب خاب وفشل ،
تنافسوا في خدمة شعبكم وحماية وطنكم ولا تتنافسوا وتتنازعوا علي الحكم والسيطرة والنفوذ والامتيازات والسلطة والتسلط ، فخيركم أنفعكم للناس ، وشعبنا بسيط ومناضل وقدم التضحيات لينتصر للوطن وللحق والحرية ، فكونوا علي قدر الأمانة وكونوا عونا وسندا لشعبكم وليس سيفا مسلطا عليه لزيادة معاناته ، فيكفي .. ألم تكفيكم شهوة للتسلط والتحكم برقاب العباد ، فالناس لا يقومها السوط !!بل يقومها العدل والحق ،
أزمة شعبنا وأزمة قضيتنا في قادتنا ، ومازلنا نبحث عن الزعيم المخلص والقائد المنقذ دون جدوى ، حتى مللنا وكفرنا بكل القيادات وفقدنا الثقة بهم وبصدق خطاباتهم وشعاراتهم ، ومازال الجواد وحيدا ينتظر الفارس المنقذ ، فهل من فارس بعدك أبا عمار ؟؟؟
كان الله بعونك يا وطننا ، وكان الله بعونك يا شعبنا ،
hazemslama@gmail.com
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (8)
متفجرات اولمرت لتعرية أمريكا و"بعضهم"!
امد / حسن عصفور
ما يجب أن تمر "اعترافات اولمرت" حول المفاوضات والعرض الذي تقدم به مرورا عابرا، ففيها الكثير جدا مما يستحق الرد والتوضيح من "الرئاسة الفلسطينية"، كونه تحدث عن شخص الرئيس محمود عباس بالاسم..
"متفجرات اولمرت" ستفتح ملفا خاصا في المسار السياسي، وهي من حيث المبدأ تحتوي عناصر لم يسبق التعاطي الاسرائيلي معها، بعيدا عن "النوايا والمسببات"، خاصة ما يتعلق بالقدس والبلدة القديمة ومفهوم السيادة والأغوار، وبها ما يمكن اعتباره مختلفا من حيث الجوهر مع المواقف الرسمية الاسرائيلية ما بعد اغتيال رابين..وعله العرض الأكثر جدية مع كل نواقصه السياسية، الذي يتم تقديمه منذ العام 1995..
عناصر اولمرت الخاصة بالحل السياسي يمكن أن تستفيد منها المنظومة الرسمية، لو صحت الأقوال التي ذكرها، في الحرب السياسية مع الحكومة الفاشية الحاكمة في تل ابيب، لجهة القدس والانسحاب والطريق الرابط بين قطاع غزة والضفة، وكذلك موضوع الاغوار الذي اكد انسحابه منه، خلافا لما قاله "الكاذب" بيبي، وهي عناصر تعمل حكومة الفاشية الراهنة على نكرانها تماما..
قيمة الاعترافات الجديدة، انها تضاف لتعرية وكذب حكومة نتنياهو، وأنه وتحالفه لن يكونوا جزءا من أي حل أو تسوية، ومعهم لا مكان للحديث عن اتفاقات سلمية..تلك هي الأهم فلسطينيا في "متفجرات اولمرت" في العلاقة مع حكومة نتنياهو..
لكن، المتفجرة الأكبر، والتي يمكن اعتبارها حاملة رؤوس نووية، فيما قاله اولمرت، ذلك البند الخاص المتعلق بالموقف الأمريكي، حيث يشير اولمرت انه، اخبر كوندليزا رايس عما اقترحه على الرئيس ابو مازن "فصعقت واتصلت بالبيت الابيض، وقالت: اخبروا الرئيس (الاميركي) ان اولمرت يريد السلام، ولكنه (اولمرت) قد يموت قبل ان يحصل ذلك، فرابين قُتل على اقل من ذلك".
نعتقد، ان هذه الفقرة تحديدا تمثل حجر زاوية لاكتشاف "الحقيقة السياسية" التي يتجاهلها البعض الرسمي الفلسطيني، ويتعامون عن رؤيتها، بأن الادارة الأمريكية هي من لا يريد السلام، قبل حكومات الكيان..وهي قبل غيرها من يقف حجرة عثرة أمام تحقيق السلام الخاص بالقضية الفلسطينية، وليس كما تردد تلك المنظومة بأنها "الراعي الأهم وربما الوحيد عندها لعملية السلام"..
كوندا رايس، والتي كانت سببا رئيسيا في صناعة وهندسة "الانقسام الوطني" من خلال اكراه الرئيس محمود عباس على اجراء انتخابات تشريعية لم يكن الوقت مناسبا لها بعد حرب تدمير السلطة الوطنية وحصارها الشامل، ورضخ الرئيس عباس لهم ولها، كما اعترف هو لاحقا لأمير قطر ووفد حماس، هي أيضا تبدو بأنها كنت من وراء منع الرئيس عباس المضي قدما مع اولمرت لاكتشاف جوهر الحل السياسي..
اولمرت وهو يعري الموقف الأمريكي، يكشف أن اللاعب المركزي حتى الساعة كانت الولايات المتحدة، وأنها من منع مفاوضات جادة بها جديد سياسي، ليس مرض للفلسطيني كما يريد، لكنها تبدو جدية في الجوهر، وبالاعتراف يكشف أركان "المؤامرة الأمريكية" التي نصبت للرئيس عباس وفريقه السياسي..
امريكا من جهة منعته التقدم بالتفاوض العملي، ومن جهة أخرة نصبت له كمين الانتخابات العامة كمقدمة لما سيكون لاحقا من فوز حماس وما يعنيه ذلك من "ازدواجية حكم" في السلطة الوطنية، ليس بين حماس وفتح، ولكنها "ثنائية سياسية، بين برنامجين مختلفين جدا، وكانت امريكا تعلم يقينا ذلك، فكان كمينها الانتخابي الذي وصل الى النتيجة المرجوة امريكيا، وهو "الانقسام ..فخطف غزة"، كمقدمة لفرض واقع "التقاسم والتقسيم" في بقايا الوطن. قطاع منفصل و"ضفة مقسمة"..
وهو ما يفسر تماما رفض رايس وبالتالي أمريكا "مشروع اولمرت" للحل السياسي، كونه يمثل "تهديدا للمشروع الأمريكي في التقاسم والتقسيم"..
ما لم تخرج الرئاسة الفلسطينية لتوضيح بعض "متفجرات اولمرت"، واسباب عدم التعامل الجاد مع تلك الأفكار التي تحدث عنها، تصبح هي في دائرة الاتهام بأنها تساوقت مع الموقف الأمريكي، وبالتالي تتحمل مسؤولية تاريخية، عما وصل اليه الحال الوطني، بل قد تكون فيما هو أكثر من الشك لتصل الى "الشبهة السياسية"، بأنها ساهمت بتنفيذ المخطط الأخطر على القضية الفلسطينية منذ ما بعد اغتصاب فلسطين عام 1948..
ما تحدث عنه اولمرت غاية في الخطورة السياسية..والصمت عليه من "الرسمية الفلسطينية" غير مقبول مطلقا، فالرد حق للشعب قبل أن يكون واجب عليها..وغير ذلك تكون أمام مسائلة تاريخية عن الكارثة التي وصلت اليها القضية الوطنية..كلنا انتظار لسماع "أقوال الرسمية الفلسطينية المتهمة بأنها شريك في مؤامرة اميركية" وفقا لأقوال اولمرت المعلنة .. !
ملاحظة: مجددا نتسائل، لماذا يصر الرئيس محمود عباس على عدم استخدام تعبير الهبة الشعبية بشكل رسمي في خطاباته ..ويتعامل معها بأنها رفض للإحتلال وليس رد فعل على المستوطنين..وانها "هبة شعبية وليس أحداثا"...وهي ارادة شعب وليس فعل هامشي..من لا يحترم ارادة شعبه لا يمكن لأحد أن يحترمه..مش هيك!
تنويه خاص: التقرير عن قيام دوائر الاحصاء الاردنية باعتماد اسم فلسطين كمكان ولادة بدلا من الكيان، تشكل حدثا يستحق كل التقدير..ليته يصبح تعميما حيثما أمكن ذلك..حتى لو كان المعني بهم مواليد فلسطين قبل الاغتصاب..لكنها تأكيد لمن يتجاهل المؤكد بأنها فلسطين كانت ..وستبقى فلسطين ايضا!
رحل أبو نضال بهدوء
امد / د.أسامه الفرا
ينتقي كلماته بعناية فائقة كأنه يضع كل كلمة في الميزان قبل أن ينطق بها، يتحدث بهدوء كي يسمح للفكرة التي يحملها أن تنفذ إلى مستمعيه، يؤمن بأن الحوار لا يتطلب استفزاز الأحبال الصوتية بقدر ما يحتاج إلى الفكرة والحجة، يطلق كثيراً إبتسامته كأنه يريد لها أن تصافح المحيطين به، حتى عندما تغادره بفعل الواقع الذي يعيشه الوطن يستحضرها من عمق التاريخ بحادثة لها دلالاتها، يبحر في الماضي ليس من باب خلق هالة له بل ليستقي من تجارب الماضي ما يصلح لتوسيع مساحة الأمل، لم يكن يوماً من جوقة المطبلين والمصفقين، حافظ على تلك المكانة التي يضع أقدامه عليها بثبات دون أن تغريه مكانة المقربين وما تفرضه عليهم من لغة لم يحاول يوماً تعلم مفرداتها.
رحل اسماعيل ابو شمالة "ابو نضال" المنصر في تفاصيل الوطن، رحل بهدوء كعادته عندما يجمع أوراقه ويترك ساقيه المتعبتين تحملانه إلى فكرة لم تنضج بعد، لم يعتد أن يستسلم للوقت الذي يحاصرها، يأخذها معه ليكمل معها الابحار في تفاصيلها الدقيقة، لا يلبث أن يفتح نقاشاً حول مدخلاتها ومخرجاتها من جديد، لا تغريه الفكرة التي تبقى أسيرة الصالونات المغلقة، يدرك أن الفكرة الغير قابلة للتحول إلى ممارسة هي مجرد ترف لا تصلح سوى أن يزين صاحبها بها جدران بيته، دوماً ما كان يبحث عن الطريق الذي تسلكه الأفكار المبعثرة في الوطن، لعله كان يرقبها وهو يقطع الطريق الساحلي لقطاع غزة من شماله إلى جنوبه، تلك الرحلة التي اعتادها بعد أن أجبره الانقسام عن التخلي عن برنامج عمله اليومي.
عرفته عن قرب خلال عمله وكيلاً مساعداً لوزارة الحكم المحلي، استطاع أن يفرض إحترامه على الجميع، لم يمارس يوماً ما سطوة المنصب رغم الصلاحيات الواسعة التي أوكلت له، كان يحرص على التمسك بروح القانون دون أن يقع في شباك النصوص العقيمة، كان الملجأ لرؤساء البلديات حين يضيق بهم الأمر، لم يكن يدخر جهداً في المساعدة حتى اكتسب صفة الأخ الكبير عن جدارة، حين انتقل للعمل محافظاً لمحافظة شمال قطاع غزة فقد الحكم المحلي الكثير، هو من ذلك الفريق الذي يعطي المنصب أهمية لا من اولئك الذين يستقون أهميتهم من المقعد الذي يجلسون عليه.
رغم أنه من الرعيل الأول الذي عمل في مجال الإعلام إلا أن أضواءه لم تجذبه إليها، لم يكن من هواة إمتطاء مقعد له أمام الكاميرا، ظل بعيداً عن قوة جاذبيتها في الوقت الذي تهافت إليها الكثير، لعل قدرته الفائقة على الاستماع والإنصات استحوذت على القسط الأكبر من حياته، فهو وإن امتلك في حديثه قوة الحجة والمنطق التي تفرض الإستماع إليه، إلا أن استماعه الجيد دوماً ما كان له الغلبة.
لطالما تناول الماضي بلغة الجمع وليس بلغة الفرد التي يتغنى بها الكثير، لم يحاول يوماً ما أن ينسج بطولات ذاتيه في الوقت الذي كان بإستطاعته أن يفعل ذلك من واقع عايشه ويشهد له الكثير به، كنت وانا القريب منه تتملكني الدهشة عندما تعود إليه قامات وطنية كي تستقي منه تفاصيل لوحة من الماضي، كأنه الأرشيف المتنقل الذي حفظت لديه الكثير من أوراق البدايات، بقدر ما كان غيوراً على حركة فتح الذي التحق بها منذ سنواتها الأولى، بقدر ما كان الوطن بوصلته التي تتحكم في خطواته، رحل "أبو نضال" تاركاً سيرة عطرة لقامة وطنية لطالما صدحت بما تؤمن به دون خوف أو وجل.
عبسان وخزاعة درس قديم في المقاومة الشعبية الفلسطينية
فراس برس / د. رياض عبدالكريم عواد
تقع بلدة عبسان في جنوب شرق قطاع غزة وفي الناحية الشرقية لمحافظة خانيونس، وتبعد عنها ٤ كم وتقع على حدود خط الهدنة لعام 1948، وترتفع عن سطح البحر (78 م). تبلغ مساحتها حوالي ١٩٠٠٠ دونم، وهي قسمان عبسان الجديدة في الشمال وعبسان الكبيرة في الجنوب ويلتحم القسمان بفعل التمدد العمراني، عدد سكان عبسان عام 1945 م حوالي 2230 نسمة، بينما بلغ عدد سكان عبسان الكبيرة عام 2006 (٢١٠٠٠ ) نسمة وعبسان الجديدة حوالي (٦٠٠٠) نسمة.
كذلك تقع بلدة خزاعة إلى الشرق من مدينة خان يونس، وتحاذي خط الهدنة عام 1948، وتبلغ مساحة البلدة ما يقرب من (4000 دونم) ، في حين يبلغ عدد سكانها حوالي (11 ألف نسمة)، تعد نسبة اللاجئين النسبة الأكبر من السكان ، الذين اقتلعوا وشردوا من بيوتهم وأراضيهم عام 1948 ، سواء من شرق البلدة أو من مدينة يافا .
يبين د. سلمان أبو سته ، مؤسس ورئيس هيئة أرض فلسطين – لندن في بحث موثق وبالخرائط منشور في صحيفة الحياة، لندن، عدد 16794، صـ 15، بتاريخ مارس 2009، تحت عنوان "كيف قضمت اسرائيل اراضي قطاع غزة في اتفاقية سرية" ان اراضي قريتي عبسان وخزاعة كانت ستبقى ضمن ال ٢٠٠ كيلومتر مربع وهي الاراضي التي قضمتها اسرائيل من اراضي قطاع غزة وفقا للاتفاقية التي عرفت ب "اتفاقية التعايش"، والتي وقعت سراً ليس في غزة، وإنما في العوجا، بتاريخ 22 شباط (فبراير) 1950 ، أي بعد سنة من توقيع اتفاقية الهدنة التي حددت مساحة قطاع غزة ب ٥٥٠ كيلو متر مربع . لم يعلن عن "اتفاقية التعايش" لا في غزة ولا في الصحف العربية خوفا من ان تضج الناس.
ووفقا لهذه الاتفاقية ذهبت لجنة الهدنة، التي تشمل ضباط الأمم المتحدة وضباطاً إسرائيليين ومصريين، لوضع علامات الخط الجديد، فخرج سكان عبسان وخزاعة عن بكرة أبيهم يحملون العصي يصيحون ويصرخون لإبعاد ضباط الهدنة عن أراضيهم.
وهذا ما كتبه ايضا يورحام كوهين، الذي كان ملحقاً للجبهة الجنوبية في ذلك الوقت، وكان ضابط الاتصال مع المصريين في تلك المحادثات، في تموز (يوليو) 1984 في مجلة "الجيش الإسرائيلي" أن "عند تخطيط الحدود، كانت قرية عبسان في الجانب الإسرائيلي من دون شك، وهذا يعني أن على أهل هذه القرية التخلي عن بيوتهم ومزارعهم وبساتينهم وتحويلهم إلى لاجئين لا يملكون شروى نقير".
وقد أخبر الحاج محمد أبو دقه مختار عبسان في تشرين الاول 1995 الباحث الدكتور سلمان ابو ستة "أنه طلع مع رجال البلدة ونسائها واعترض طريق هؤلاء الضباط، ورفض أن يتزحزح من أرضه".
كذلك أخبر شحاده إقديح نفس الباحث في 4/9/2008، وكان له من العمر 85 عاماً، بوصف مماثل، قال: "كنت مرافقاً للكوكبة التي حددت خط الهدنة، وكان مختار خزاعة إبراهيم محمد النجار الملقب أبو الأعور يحتج بشدة على تقسيم أرض قريته، فأشار إليه الملازم حسن صبري بالسكوت، وكان الضباط الإسرائيليون هم الذين يسيطرون على الموقف، ويحددون الاتجاهات، وفي ثاني يوم جاءوا ليأخذوا خزاعة فوقفنا لهم لمنعهم، وتصدينا لهم من كل اتجاه برجالنا ونسائنا وإصرارنا على البقاء، ولولا معارضتنا الشديدة لما أمكن إنقاذ عبسان وخزاعة".
ويشهد يورحام كوهين، المذكور سابقا، ببسالة اهالي عبسان وخزاعة ويقول "عندما رأوا قافلة سيارات الجيب التي تحمل ضباط الهدنة اجتمع حولهم النساء والأطفال وأثاروا ضجة كبيرة. ووضعت بعض الأمهات أطفالهن في سيارات الجيب بين البكاء والعويل. وقد أنقذ الجنود المصريون ضباط الهدنة، وغادرت القافلة القرية".
وهذا يثبت انه لولا تصدي اهالي عبسان وخزاعة ومعارضتهم الشديدة لما أمكن إنقاذ هاتين القريتين. أما بقية الاراضي التي تم اقتطاعها من قطاع غزة ومساحتها حوالي ٢٠٠ كيلومتر مربع، فلم يكن هناك من يدافع عنها وقد هُجّر أهلها من تلك المنطقة.
وقدمت القرى الشرقية لخانيونس العديد من الشهداء الذين سقطوا من بين المزارعين والتجار ومنهم: محمد أبو دقة، عبدالعزيز المغربي، عطا أبو لبدة، أحمد أبو عنزة.
ومن الذين قتلوا قرب خط الهدنة: أبو بركة قاروط، جبر خليل القرا، عوض العبد البريم، سلمان سالم البريم.
ومن الذين جرحوا ثم ضربوا حتى الموت: أحمد القرا، رضوان أبو نصيرة، محمد معتوق الفجم.
وسقط العديد من ابناء فدائيي خانيونس شهداء، عرف منهم الفدائيين: حسن ماضي أبو سته، حميدان الصوفي، محسن أبو عويلي، عبدالجواد الرقب، ثابت قديح ودياب العاوور.
ان من حق ابناء خزاعة وعبسان واحفادهم ان يفتخروا بما قدمه اجدادهم وجدادتهم، ومن واجبهم ان يتخذوا من هذا الحدث الخالد مناسة وطنية عامة (٢٢/٠٣/١٩٥٠) يكرمون فيها الرعيل الاول ويجددون العهد على مواصلة النضال والصمود.
ان تصدي اهالي عبسان وخزاعة للجنة الهدنة ونضالهم الباسل ومنعهم احتلال قراهم في غياب قيادة فلسطينية ليؤكد من جديد على اهمية المقاومة الشعبية واهمية تشكيل لجان المقاومة الشعبية المحلية المختلفة ولجان المناصرة المحلية والدولية لمنع تنفيذ مخططات اسرائيل ومشاريعها الاستيطانية القديمة والحديثة ولحماية السكان المدنيين من بطش وتغول المستوطنيين الاسرائيليين.
من هنا يجب الاستمرار في المقاومة الشعبية الذي يقوم به اهالي القرى والبلدات المهددة بالاستيطان والمجاورة لحائط الفصل العنصري لحماية اراضيهم ومواطنيهم.
كما يجب التنوع في اساليب هذه المقاومة الشعبية، التي يقودها في الغالب شباب، من مقاطعة بضائع المستوطنات كأحد أهم ركائز المقاومة السلمية الشعبية، إلى جانب المظاهرات السلمية التي تقام كل يوم جمعة في قريتي بلعين ونعلين والنبي صالح وغيرها بمشاركة أهالي كل قرية ومتضامنين فلسطينيين وأجانب وإسرائيليين مناصرين للسلام ضد جدار الفصل العنصري وضد ضم الأراضي لبناء المستوطنات.
ان المقاومة الشعبية الجماهيرية هي السبيل الانجع امام الفلسطينيين لنيل حقوقهم في الحرية والاستقلال في ظل التفوق العسكري الاسرائيلي وعزلة الاراضي الفلسطينية عن محيطها العربي وانشغال الدول العربية في قضاياها الداخلية وتصاعد الارهاب الدولي بالاضافة الى تصاعد التأييد العالمي للمقاومة الشعبية الفلسطينية من خلال الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات منها وفرض العقوبات عليها حتى تنصاع اسرائيل للقانون الدولي بالكامل وتلتزم بحقوق الشعب الفلسطيني، تعرف عالمياً بحركة Boycott Divestment and Sanctions أو اختصارا “BDS”.
صورة:
الحاج إبراهيم محمد النجار يهدد ويجادل ضابط الهدنة الإسرائيلى أبراهام شاكارزر من مستعمرة المشبة (بيئيرى). الصورة على حدود خزاعة في 22/3/1950 بعد شهر من توقيع اتفاقية "التعايش".
كيري .. فشل بالتقسيط ..!
الكوفية / د.مازن صافي
يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد أدرك في نهاية المطاف أن سياسة أوباما في المنطقة قد بدأت بوعود فضفاضة وزيارات للمناطق المقدسة للمسلمين لتوصيل رسائل طمأنة، ومع الوقت اتضح أن سياسة الادارة الأمريكية اعتمدت على أساليب الإقناع وغسيل الدماغ ..
ولفهم ذلك وما الذي يقدمه كيري لشعوب المنطقة عامة ولشعبنا الفلسطيني خاصة، علينا أن نقرأ بعمق أثر الدعاية الأمريكية، وفي نفس الوقت كيف تدعم حلفاؤها وتضعف الروح المعنوية لمن يقولون لها (لا) ويرفضون سياستها المنحازة للاحتلال الاسرائيلي
تتحكم أمريكا بالإعلام العالمي، وتفرض رقابة صارمة عليه، كما تفرض رقابة صارمة على الاقتصاد، وكل دولة لا تتماشى مع سياساتها الدعائية، تناصبها العِداء، وأما عند الحديث عن (اسرائيل) فإنها ترفض أي ضغوطات عليها، وتدافع عن "إرهابها" ضد الشعب الفلسطيني وتصف ما تقوم به ضد أطفال فلسطين والاعدامات اليومية البشعة، بأنها "رد فعل مشروع" وهو ما اطلقه كيري من خلال عباراته المكررة التي تتحدث عن "أمن إسرائيل"
وهذا التكرار الذي يتنافى مع القانون الدولي والانساني، يريد به كيري التركيز على دعم (اسرائيل) المطلق، والهروب بعيدا بالحديث عن الارهاب العالمي والجماعات الاسلامية، فهو لا يريد أن يُناقش جِدياً أحد في جوهر القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة والمياه والحدود والأسرى، و العيش بكرامة وبناء مؤسساتنا ووقف العدوان الاسرائيلي وعمليات القتل المستمرة والحواجز والاجتياحات والاغلاق للمدن وكل ما يجعل حياة الفلسطيني مستحيلة، بل ان كيري يريد من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقول له (نعم) ويؤيد فكرته، ويقوم بردع شعبه وإغراقه في البحر(..؟!)، وأما حين يكرر الرئيس ابو مازن 12 مرة (لا) لأمريكا عبر مواقف عَبَّر عنها حتى في لقائه مع الرئيس اوباما، وخطاباته أمام العالم، فإن كيري يرفض المنطق الفلسطيني، وكما يتهرب من مناقشة الارهاب السياسي الذي تمارسه (اسرائيل) على الرئيس وحتى التهديد المباشر له .
اليوم وبعد اكثر من مائة شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء ومئات الجرحى والمعتقلين، لا يناقش كيري ذلك أيضا، وغير وارد لديه مجرد فكرة التلويح بمعاقبة "اسرائيل"، بل يعمل البيت الأبيض على اطلاق وتنفيذ برامج الدعم المطلق المادي والسياسي والاعلامي للاحتلال، وبالتالي لا يحتاج أدلة من الفلسطينيين لإثبات جرائم (اسرائيل)، وكأن الطفل الفلسطيني يمثل نموذجا للخطر المحدق بالإنسانية، وعلى العالم أن يوافق أمريكا على ردع هذا الطفل واسكاته ..!!
إن وزير الخارجية الأمريكي وبهذه المواقف المرفوضة يسجل على نفسه وعلى فترتين متتاليتين من حكم أوباما الفشل أمام القضية الفلسطينية، وهذا الفشل يدللّ على التخبط الواضح في إدارة ملفات ساخنة ومركزية، تحتاج الى وقت كافٍ لانجازها، وهذا ما لن يتوفر في الفترة المتبقية من حكم أوباما ومهمة وزير خارجيته كيري
ما يريده كيري من المنطقة ومن الفلسطينيين تحديدا هو الحفاظ على أمن (اسرائيل) ومنع أي نضال ومقاومة شعبية، والقبول ببعض التسهيلات المشروطة والتي لا تفيد قضيتنا .
مُشَرَع لشعبنا الانتصار لقضيته الوطنية عبر كل الوسائل المشروعة، ويستحق كيري الخسارة في مشاريعه وافكاره لأنه يعرف تماما المطلوب ليعيش الجميع في استقرار وأمن، ولكنه يريد إبقاء كل ذلك في قعر الكهوف .
زيارة كيري وحقيبته الملأى
الكوفية / رامي فرج الله
يعتزم جون كيري، وزير الخارجية الأميركية، زيارة المنطقة مرة ثانية بعد مرور اثنين وخمسين يوماً على هبة القدس، لكن زيارته هذه المرة تحمل في طياتها الكثير من المفاجأت التي يمكن أن تستغلها القيادة الفلسطينية لصالح الدولة المرتقب إقامتها في غضون عام 2017.
كيري لم يأتي منرأسه على الإطلاق، وإنما بإيعاز من نتانياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وقد قدم الأخير مقترحات من أجل إنهاء الصدام والمواجهات مع الفلسطينيين، فقد كشف تقرير صحفي نشر على واشنطن بوست، ترجم إلى العربية ونقلته وكالة أمد الإخبارية قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في اذار/ مارس المنصرم، أن نتانياهو يريد التنازل عن القدس الشرقية والسماح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، بيد أن ما يعانيه نتانياهو بعد الانتخابات وفوز المستعمرين بغالبية في الحكومة، الأمر الذي يقيد رئيس وزراء الاحتلال من التنازل عن القدس.
لقد دفع نتانياهو بالفلسطينيين إلى المواجهة مع قواته وقطعان المستعمرين، باستباح هؤلاء القطعان باحات المسجد الأقصى، قبل شهرين من الان، لتهب الضفة بشيوخها ونسائها وشبابها وأطفالها نصرة للقدس والأقصى، فبدأت عمليات الطعن بالسكاكين في خواصر المستعمرين، رافضين تبني الفصائل الفلسطينية لأي شهيد يفدي نفسه الأقصى، فجاء ذلك متناغماً مع ما يريده نتانياهو للتخلص من حكم المستعمرين ( المستوطنين)، معتبراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس محرضاً على المقاومة الشعبية ضد إسرائيل، ولو لم يكن مراده التخلص من المستعمرين، لتخلص نتانياهو من عباس بتسميمه، كما تخلص شارون من عرفات.
نتانياهو يتفهم أن الفلسطينيين بحاجة إلى دولة كاملة السيادة، يعيشون فيها بأمان وسلام ، وحرية و استقلال، لكنه يخشى من اغتياله داخل إسرائيل كما حدث مع سابقه رابين، كما أن الرئيس عباس رأى الشارع الفلسطيني في الضفة في حالة غليان، حيث لم تقدم المفاوضات حتى الان أي شئ، فانسجمت القيادة الشرعية مع متطلبات الشارع ونبضه بالحصول على الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
هبة القدس تهدأ وتتصاعد وتيرتها بين الفينة والأخرى، وما تتسم به الهبة الشعبية أنها غير عسكرية، فقد شكلت خطراً كبيراً على حياة الاحتلال، وقضت مضاجعه، لأن العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون هي فردية ، وأتت أكلها باستقطاب تجاوب الغرب وأميركا بالأخص مع عنفوانها ونتائجها.
أضف إلى ذلك ، نتانياهو سيقدم تنازلات ربما تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من المفروض أن تقدم في مفاوضات الوضع النهائي، تتمثل في التنازل عن مناطق ( ب ) أمنياً لصالح السلطة الفلسطينية ، إضافة إلى تنازل إسرائيل عن مناطق (ج) لتخضع بالكامل تحت السيطرة الفلسطينية، وكذلك القدس الشرقية، و تسليم الحدود والمعابر كاملة والأمن الخارجي للفلسطينيين، و انسحاب الاحتلال من الضفة ، الأمر الذي يبشر بقرب استكمال المشروع الوطني في تحقيق حلم الدولة .
إن دهاء الرئيس عباس سيخضع إسرائيل تحت ركبتيه، فهاهو يسحب البساط تدريجياً من تحت قدمي نتانياهو، ما اعتبره الأخير أن عباس أخطر رجل على إسرائيل ، و باشر العمل العسكري الثوري، ولكن بثوب سياسي دبلوماسي، وفي الوقت ذاته ، لن يسمح نتانياهو بأن يخرج مهزوماً مرتين، الأولى أخرجته المقاومة الفلسطينية مهزوما في عدوانه الأخير على غزة، والثانية سيخرجه ذكاء القيادة والرئيس عباس و الضفة الغربية مهزوماً في هبة القدس، فسيلجأ إلى شن عدوان جديد على قطاع غزة أشد ضراوة من عدوان تموز عام 2014، ليقول للعالم والفلسطينيين أنه خرج من هذا الصراع المرير بشرف وكرامة، وأنه قدم هذه النتازلات بمحض إرادته، وليس ضغطاً من الفلسطينيين.
إعدام شاعر!!
امد / فؤاد أبو حجلة
ليست جريمة فقط، ولكنها عيب كبير في زمن العيب العربي المسمى ربيعا.
أقصد تحديدا ذلك الحكم القضائي المعيب باعدام الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية أشرف فياض المتهم بالترويج للإلحاد في قصيدة!
بالطبع لن يكتب الكثيرون عن هذا الشاعر لأنه محكوم في السعودية، ولأن المساس بالسعودية يقترب من الكفر في أعراف أعراب الاعلام العربي.
أنا لا أريد الاقتراب من الكفر، ولا أغامر في التطاول على أولي الأمر وأولياء النعمة لمئات من الصحيفيين والكتبة المنتشرين كالفطر المسموم في المنابر الإعلامية العربية الموجهة والمسخرة للدفاع عن التخلف والاعتزاز بالجهل. لكنني أعبر فقط عن صدمتي من هذه المبالغة الفجة في محاكمة نص إبداعي وإدانة صاحبه، في زمن نقول فيه كذبا إنه زمن الانفتاح والحريات الإبداعية.
ما هي جريمة أشرف فياض؟ وماذا فعل هذا الشاعر ليستحق الإعدام؟
هل قتل أو زنا أو سرق أو تآمر على البلاد والعباد؟
كل جريمته أنه كتب قصيدة. وكل ما يلحق به الآن، ربما يكون مدفوعا بأحقاد شخصية وغيرة من قبل من قدم البلاغ واتهم الشاعر بالكفر في مرحلة تستعيد فيها الوهابية وهجها وتترسخ في المجتمع، بل يعاد تصديرها إلى الخارج لتنتج ما نراه من قوى ظلامية تعيث في الأرض فسادا في العراق وسوريا وسائر بلاد المبتلين بالعتمة والتخلف.
لولا نشاط "هيومان رايتس ووتش" ربما مر الحكم بإعدام فياض بلا اهتمام وبلا ضجيج، لأن المتشدقين بحرية الابداع في بلاد العرب يستنكفون عن إثارة الموضوع ولا يجرؤون على فتح هذا الملف خوفا على الأرزاق وحرصا على الرضى.
لا بد من إثارة الموضوع ومتابعته بإصرار لأن حياة المبدع ليست رخيصة، ولأن من يحكمون على فياض بالاعدام، يكرمون أنصاف وأشباه المبدعين والمثقفين لإدامة هذا المستوى المعيب من انحطاط الوعي العربي.
في لحظات كهذه لا ينبغي الصمت، لأن الصمت اشتراك في الجريمة.
حينما يشعرُ الفارّون بهلعٍ في طريقِ الموْتِ
الكوفية / عطا الله شاهين
حينما يصعدُ الفارّون من الموت على مركب متهالك ويتمُّ تهريبهم كالبضاعة المهربة تَحْتَ جنحِ الظلام فلا يتوقعون إلا الموت في أية لحظة فهم يدركون الخطر لكنهم مصممون على الهرب.. فهم لا يعلمون ما ينتظرهم من مفاجءات في بحرٍ مخيف.. وعلى سطح المركبِ يرى وجوههم الخائفة، وهم ينظرون إلى الموج الهائج الذي يضرب مركبهم بقوة، فليس أمامه سوى الصلاة وطلب الرحمة من العليّ القدير.. لكنّ حينما يهيج البحرُ وينقلبُ مركبهم ويعلو صياح الأطفال والنساء وتعم الفوضى ويبدأ المركب بالغرق والبعض يرتدي أطواق نجاة والبقية من الأطفال لا يجدون ما يتشبثون به..
فعندما القارب يبدأ بالغرقِ، يعم الصمت المكان في عتمةٍ مُخيفة، ويعوم الناجون والهلع على وجوههم جليٌّ وأجسادهم ترتعشُ من تلك مياه البحر الباردة ولا قورابُ تتواجد في تلك اللحظة لإنقاذهم فيدركون لحظتها بأن الموت ينتظرهم..
ففي طريقِ الموتِ لا يروا الفارّين سوى الهلع ، ويظلُّون في ارتجاف قاتل وينتظرون موتهم، بكل خوف أو من يحالفه الحظ ويأتي مركب لإنقاذه ..
ففي طريق الموت لا يشعرون إلأ بهلعٍ يطوقهم ويبقون في حالة إنتظارٍ لموت لم يتمنوه يوما ما..
يوميات مواطن عادي (41)
الكرامة / نبيل دويكات
لا زلنا هذه الأيام نعيش حالة من الجدل أثارها قرار الحكومة الأسبوع الماضي رفع رسوم التقاضي في المحاكم بنسب مختلفة قد تصل في بعض الحالات الى عشرة أضعاف الرسوم الحالية. والجدل يتناول جوانب مختلفة من هذا القرار والإنعكاسات السلبية المتوقعة له، ويشمل السؤال الأساسي حول أسباب ودوافع هذا القرار، وإنعكاساته وتأثيراته المتوقعة على القضاء الفلسطيني وقدرته على الفصل في النزاعات المختلفة، وتعزيز سيادة القانون. ويشمل كذلك مغزى خطوة القرار في ظل التدهور والتراجع المستمر في الوضع الإقتصادي للمجتمع عموماً. وتساءل آخرون عن دور المجلس التشريعي وواجباته في هذا المجال الهام لحياة المجتمع، ونقابة المحامين وعدم "التشاور" معها في هذا الأمر. وتداعت هيئات ومنظمات عديدة الى إصدار مواقف تعبر عن جوهر ومضمون التساؤلات، وتدعو الحكومة الى التراجع عن هذا القرار. ولا تزال حالة الجدل قائمة ومتواصلة. تبع حالة الجدل هذه وتداخل معها حالة جدل أخرى أثارها الحديث عن قرار إحدى القوى السياسية توزيع أراضي حكومية على موظفين حكوميين من قطاع غزة بدل مستحقاتهم المالية.
كمواطن عادي فوجئت قبل ما يقارب الشهرين حين ذهبت لركن سيارتي في أحد المجمعات التجارية وسط إحدى المدن برفع رسوم ركن السيارات بنسبة تزيد عن 50%، وعبثاً حاولت أن أفهم من الموظف عن أسباب هذا الرفع المفاجىء للرسوم وأسبابه. وأنا أعلم أن "المجمعات التجارية" في غالبية المدن الرئيسية هي ملك عام للهيئات المحلية التي وقع بعضها قبل عدة أعوام "عقود تشغيل" مع شركات إستثمارية لبناء وتطوير المجمعات مقابل فترة "تشغيل" تصل الى 15 عاماً. وكمواطن عادي عايشت خلال الفترة الأخيرة رفع نسب الكثير من الرسوم والضرائب التي تجبيها الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة وبنسب متفاوتة. وعبثاً أيضاً حين حاولت في كل مرة ان أفهم أسباب رفع الرسوم ودوافعها، وانعكاسات ذلك علي كمواطن، أو على الخدمات التي تقدمها لي هذه الهيئات والمؤسسات. في أحسن الأحوال بقيت الخدمات كما هي، ولم يجري أي تطوير أو تغيير عليها، هذا إن لم نقل أنها تراجعت بصورة أو بأخرى. من الجهة الأخرى فقد عايشت منذ عدة سنوات ارتفاع أسعار بعض السلع والمواد، وبصورة كبيرة، وفي كل مرة كان جواب الجهات المعنية جاهزاً "إرتفاع أسعارها عالمياً". المحروقات كانت واحدة من أهم هذه السلع حيث إرتفعت خلال السنوات الأخيرة بنسبة تزيد عن مائة في المائة، أما ما لم أتمكن من فهمه حتى الآن فهو أنه عند إنخفاض أسعار النفط عالميا الى النصف خلال العام الأخير، لماذا لم تنخفض أسعاره لدينا الا بنسبة لا تزيد عن عشرة بالمائة حتى الآن؟!
في كل مرة تمكنت فيها من مقابلة "صاحب قرار" في الشأن العام، سواء على المستوى المحلي أو الوطني العام، أو على الأقل إستمعت الى إجاباته وتفسيراته حول تدني جودة، أو سوء الخدمات العامة كشبكات الشوارع والمياه والصرف الصحي والكهرباء أو أي من الخدمات الإجتماعية والصحية وغيرها من المرافق العامة والبنى التحتية، كنت في كل مرة أسمع، ونسمع كمجتمع جواباً ملخصاً يقول: بسبب عدم توفر التمويل. أما عند إفتتاح أي مشروع جديد كتعبيد شارع أو إنارته أو تجديد شبكة الكهرباء أو المياه أو الصرف الصحي أو بناء عيادة أو مركز اجتماعي أو نادي أو غيره من المشاريع التنموية والتطويرية فإن الجواب الذي يسبق أي تساؤل نجده في "لافته" تشير الى الدولة أو الجهة الممولة للمشروع، وذلك يشير الى أن المشاريع التطويرية في مختلف المجالات لا تتم إلا بجهد وتمويل الجهات والدول والمؤسسات المانحة.
خلاصة القول أننا كمجتمع نعاني من دور الهيئات والمؤسسات العامة (الرسمية وشبه الرسمية والخاصة)، نعاني مرتين، مرة حين تواصل هذه الهيئات سياسة الرفع المتواصل للرسوم والضرائب وتوسع عملية جباية الأموال من جيوب الفئات المختلفة، ونعاني مرة أخرى حين نجد أن مستوى الخدمات التي تقدمها في تراجع مستمر. وربما نعاني أكثر وأكثر حين تبهرنا بعض الهيئات بإنجازاتها التي لم تكن لتتحقق إلا بالمعونات والمساعدات التي حصلت عليها باسمنا جميعاً. السؤال الذي يتردد في كل لحظة، ومع كل إرتفاع جديد في الرسوم والضرائب هو: إذا كانت كل الخدمات والمشاريع التطويرية في كل المجالات والقطاعات تتم فقط بتمويل خارجي، فما هي شرعية الإدعاء بأن الرسوم والضرائب تذهب لتحسين الخدمات ورفاهية المواطنين؟!
كتب أحد الأصدقاء في موقع التواصل الإجتماعي الخاص به متسائلاً: "في المجتمعات الديمقراطية الحكومة هي خادم عند الشعب.. لدينا الشعب خادم عند الحكومة، والحكومة خادم عند رأس المال.. السبب نحن كشعب لم ننتخب هذه الحكومة، فما الذي يجعلها تخدمنا؟". وهذا هو واقع الحال لدينا، حيث تجري بصمت محاولات دائمة من أجل تحويلنا كمواطنين الى ما يشبه الدجاجة، وفي المقولة الشعبية يقولون: الدجاجة التي تبيض ذهباً. أما في واقعنا فإن المقولة الأدق هي أنه يراد تحويلنا الى مواطنين نبيض ذهباً.
لنعيد الامور لنصابها
الكوفية / عمر حلمي الغول
بادر منسق الامم المتحدة لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف لطرح سبع خطوات جزئية لتهدئة الامور في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، تمثلت في الاتي: 1- وقف التحريض من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني؟؛ 2- إلتزام إسرائيل بالتفاهمات الاخيرة بشأن الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى؛ 3- عدم إفلات المستوطنون من العقاب على جرائمهم ضد الفلسطينيين؛ 4- الاعتراف بقدسية شعائر دفن الموتى، والسماح للفلسطينيين بدفن موتاهم (الافراج عن جثامين الشهداء)؛ 5- تخفيف القيود وإعادة فتح شارع الشهداء، وهو الشريان التجاري لمدينة الخليل، طبقا لبرتوكولات الخليل 1994؛ 6- اتخاذ خطوات لتعزيز التنسيق الامني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لمنع تدهور الوضع بشكل اكبر؛ 7- ضرورة عدم إستخدام قوات الامن الاسرائيلية للاسلحة إلآ إذا كانت السبل الاخرى غير كافية للتصدي لتهديد وشيك بالموت او الاصابة الخطرة.
على ما شاب هذه الخطوات الصغيرة من النواقص او وضع الجلاد والضحية في سلة واحدة لجهة التحريض، فإن المراقب، لا يمكنه ان يحمل المنسق الاممي أكثر مما يحتمل، وإن كان على الامم المتحدة مسؤلية خاصة تجاه الحقوق السياسية للشعب العربي الفلسطيني، وتحميل دولة التطهير العرقي الاسرائيلية المسؤلية الكاملة عن ما آلت وستؤول له الامور، إن لم يتم معالجة جذر المسألة الفلسطينية، وإزالة الاحتلال كليا وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.
غير ان السؤال، الذي تثيره عملية التقزيم للحقوق والمصالح الفلسطينية العليا، من المسؤل عن ذلك؟ ولماذا هذا التراجع في الاهتمام برسائل الهبة الشعبية والكفاح الفلسطيني على مدار عقود الصراع الطويلة؟ وكيف نعيد الاعتبار للبرنامج والاهداف الوطنية؟
مما لاشك فيه، ان المسؤلية تقع علينا نحن بشكل اساسي. لانه لم يكن مقبولا من حيث المبدأ الموافقة على تجزئة هدف الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير. وكان علينا، ان نبقي مؤشر البوصلة دائما موجها نحو تلك الاهداف، والاصرار على معالجتتها. دون ان يعني ذلك رفض اية خطوات إسرائيلية على هذا الطريق، لكن دون ان ندخل في بحثها او إعتبارها أمرا يستدعي النقاش مع دولة الاحتلال الاسرائيلية. لانه بقدر ما يتعلق بجاهزيتنا الكاملة لتعزيز السيادة على اي جزء من الارض الفلسطينية او حقوقنا الاقتصادية المالية والقانونية واللوجستية، بقدر ما علينا الابتعادعن الغرق في متاهة التفاصيل بشأنها، لان حكومات إسرائيل منذ الخطوة الاولى في المفاوضات، وهي تعمل بمنهجية على تهميش القضايا الاساسية، وإختطاف المفاوض الفلسطيني للشكليات. وبالتالي التأكيد امام القاصي والداني من الموفدين الامميين او قادة وممثلي الدول بدءا من اميركا وانتهاءا باي دولة تزورنا، بالتمسك بحقوقنا المعروفة والثابتة، لاسيما واننا قدمنا سلفا كل التنازلات المطلوبة. كما تتحمل الدول الشقيقة ايضا المسؤلية، لكونها تتصرف بطريقة خاطئة تجاه مصالحنا الوطنية، وتعتبرها ثانوية امام حساباتها ومصالحها الوطنية، لا بل انها تستخدم قضيتنا وفق اجنداتها الضيقة او تتساوق او تصمت عن السياسات الاميركية المنحازة لاسرائيل، وتحاول الضغط على القيادة للقبول مع الرؤى القاصرة والتجزيئية للاهداف الفلسطينية، التي تسيء للنضال الوطني والقيادة على حد سواء. اضف الى ان الامم المتحدة والقوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة، التي فرضت نفسها راعيا اساسيا لعملية السلام، عليها قدر كبير من المسؤلية، لانها تخضع لابتزاز دولة الاحتلال الاسرائيلية، وتغمض العين عن جرائمها، وتحرص على مجاراتها في رؤاها ومخططاتها المعادية لمصالح الشعب الفلسطيني، مما يجعلها تميل بثقلها السياسي والمالي للضغط على القيادة الفلسطينية، وتلوح بالعصا الغليظة في وجهها، بدل ان تلوح بتلك العصا في وجه إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، التي ترفض خيار السلام، وتعمل على منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وترفض من حيث المبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين لاراضيهم وديارهم، التي هجروا منها عام النكبة 1948.
إذا آن الآوان على جهات الاختصاص إعادة الامور لنصابها، ورفض كل اشكال الابتزاز الاسرائيلية او الاميركية والعربية، والتأكيد على الثوابت آنفة الذكر، دون رفض اي تنازلات إسرائيلية مهما كانت، والتعامل معها كتحصيل حاصل، وعلى إعتبارها جزءا من حقوقنا الوطنية وليست منة من دولة الاحتلال.
تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
لجأ العديد من ابناء فلسطين اللاجئين الى الخليج للعمل بها بعد نكبة 1948 ونكبة ال 1967 نظرا لقلة عدد ابناء الخليج المثقفين وحاجة الخليج الماسة للعاملين في كافه الوظائف تعليم وصحه وهندسه واداراه. عرف الشعب الفلسطيني انه شعب مجد ومثقف وذكي ومخلص، وحاز على تقدير واعجاب الخليجيين، وارتكزت جميع الدول الخليجية منذ القدم على ابناء فلسطين اللاجئين لتطويرها خاصه بمجال التعليم لا نه لم يكن من المتاح الاستعانة على العمالة الأجنبية في التعليم بسبب اللغة، واثبتوا جدارتهم وترقوا في سرعه قياسيه. لكن للأسف دول الخليج عرفت بالعنصرية ولم تقدر جهود وتضحيات الفلسطينيين لبناء بلدهم وتعليم ابناءهم او حتى تراعي ظروفهم، اضف ان الخليجيين كانوا يشعرون بالغيرة من ذكاء وموهبه الفلسطيني ونشاطه بالعمل. لذا مع زياده عدد الخريجين من ابناءهم كانت تستغنى عن الفلسطيني لتحل محله مواطن خليجي من ابناءها بدون ان تقدم أي سبب مقنع سوى انها ليست بحاجه اليه. لم تكن تراعي ظروف اللاجئين الفلسطينيين ان لا وطن لهم وقضوا سنوات عمرهم في خدمتهم، فكانت تنهي اقامه الفلسطيني وتطالبه الرحيل من البلد. بل هناك من طردوا من البلد لا سباب سياسيه بحته او لوشاية من أي شخص عارض انه انتقد شيخ من شيوخهم. تفاقمت هذه الازمه مع موقف المنظمة ابان حرب الكويت حين رفضت تدخل امريكا، فتفاجئنا بانتقام الخليجيين على الجالية الفلسطينية فيها بشكل جماعي. انهت على سبيل المثال البحرين عقود معظم المدرسين فيها من الفلسطينيين تدريجيا بحجة بحرنه الوظائف كما طردت الكويت الفلسطينيين منها بحجة موقف المنظمة. وقبل عدة سنوات قامت الامارات ايضا بأنهاء عقود الفلسطينيين في سلك التعليم ووظائف اخرى بدون اسباب مقنعه.
عرفت الخليج بطردها الفلسطيني من البلد تحت أي مخالفه قانونيه بسيطة وان قام بها مراهق ولا يهمها ان يكون لاجئا. والغريبة ان الخليج عندما كانوا ينهون عقد فلسطيني لاجئ ويرحلونه يفاجئون انه يظل عالقا في المطار لان مصر لا تقبل به خاصه قبل انسحاب اسرائيل من القطاع عام 2005، ومن ثم يظل عالقا في المطار حتى يفرج الله عليه باي طريقه. وبذلك نرى ان الخليج من اقسى الناس تعاملا مع الفلسطيني فلا يحملون ادنى تقدير او رحمه لظروفه ويبدون مصالحهم على مصالح اللاجئ الفلسطيني. واعتبر تصرفهم هذا حيال الفلسطيني اعدام له، فليس من السهل ان يجد رب عائله في الاربعينات من العمر عملا اخر وقد بات بدون بلد يأوي اليه ويستضيفه. قارنوا ذلك مع اوروبا التي تسمح للفلسطيني اللاجئ طلب لجوء اذا تعسرت به السبل وتقدم له البلد كافة الخدمات الإنسانية من الإقامة وراتب وعمل وسكن وتوطين ايضا.
حتى في نظام الفيزا، توضع انظمه خاصه للتعامل مع الفلسطيني لمنعه من القدوم لبلادهم. حاولت مره ان احصل على فيزا للسعودية فرفضوا ذلك وقالوا لي ان السعودية لديها تعليمات جديده بعدم اعطاء الفلسطيني فيزا لأي سبب كان عدا الحج والعمرة او ان يكون من المقيمين بها مسبقا. يمنع الفلسطيني من الحصول على فيزا عمل او زياره او دراسة او حتى مرور لدوله اخرى. حاججتهم انني في التسعينات دخلت مرور مع عائلتي للاردن، فقالوا ان القوانين تغيرت. هذا بالإضافة انه لا تمنح فيزا لأي امراه بدون محرم وتمنع حتى من الحج من دون محرم.
اردت من هذا توضيح وكشف مدى العنصرية التي تتعامل فيه دول الخليج مع الفلسطيني وخاصه اللاجئين منهم من منطلق خبرتي الشخصية. وكما ذكرت ان الفلسطيني يرحل في دول الخليج لمجرد وشاية كيديه انه انتقد شيخ او شخصيه مرموقه، لذلك اذا اختلف أي خليجي مع فلسطيني كان يذهب ويدعي ان الفلسطيني قد انتقد الشيخ الفلاني وفي لمح البصر يطرد من البلد. لكن لم اسمع ان يعدم فلسطيني بسبب خلاف له مع مواطن خليجي كما حدث في حاله الشاعر الفلسطيني اشرف فياض. قرات له العديد من الابيات الشعرية ورايت كم انه شاعر موهوب ومصمم موهوب ايضا، بينما الخليجيون يشعرون بالغيرة من ذكاء وموهبه واجتهاد الفلسطيني، وهذا سبب حتمي للتعامل معه بهذه الدونية واصدار حكم الاعدام عليه بدون ادنى رحمه ظلما وبهتانا.
من الواضح ان سبب حكم الاعدام كما توقعت هي شكوى كيديه من مواطن سعودي اختلف معه يتهمه باطلا بالإلحاد، ولم يستطع ان يأتي احد باي ابيات شعريه له تدلل على الحاده، بل معظم اشعاره تمجد القدس والنضال الفلسطيني ببلاغه نادرة المثيل. هل الشيوخ والقضاه السعوديون بهذه السذاجة والافتراء ان يجهلوا احكام الالحاد وكيف يثبت على الشخص الحاده الذي يستحق معه القتل ؟؟؟ علامات الالحاد لا يمكن اثباتها الا بالنية المبيته بالكفر بالله ويعلن بها الملحد جهارا فيكفر بالله ورسوله وانبياءه وملائكته واليوم الاخر علانيه، ويمارس الحاده في كافة نواحي حياته كأن يسب الله ورسوله ولا يصلي ولا يصوم ويتعمد الزواج من كافره. لا يؤول الالحاد من بيت شعر لا يحمل أي معني للإلحاد. بل حتى عدم الصلاة والصوم لم تكفر المسلم حسب راي جمهور الفقهاء. كما لا يحق للسعودية ان تحكم بحكم بالإعدام على مواطن لم يرتكب فعل جنائي، وعليها ان ترحله لوطنه الاصلي. واما ان كان كانت شبهه الحاده بسبب اطاله شعره، فالمعروف ان الصحابة في عهد السلام كانوا يطيلون اشعارهم وهي سنه، فما هو الجرم الذي ارتكبه بآطاله شعره ؟؟
ان كانت هيئه الامر بالمعروف والنهي على المنكر تريد ان تعدم اشخاص على اراءهم او افكارهم العابرة او على تسريحه شعرهم، فالأولى لها ان تراقب ماذا يفعل شباب السعودية وفتياتهم بالأنترنت وتحاسبهم على سوء استخدامهم له او حتى تقطعه عنهم في افضل الاحوال لان السعودية ضربت الرقم القياسي في الاستغلال السيء للنت نظرا للكبت الذي يعيشونه. او ليحاسبوا كل سعودي لا يلتزم بتعاليم الاسلام. هل تجرأ السعودية ان تفعل ما فعلته مع اشرف فياض لو كان سعوديا ؟؟ حتما لا. بدأت اتعاطف مع اتهامات ايران للسعودية بتعمد الإهمال في الحج مما تسبب في قتل المئات من الاجانب.
قال الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ))
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا))
قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ))
حتى الملحد عندما يلحد يعطى فرصه للتوبة ليعود للإسلام فلا يقام عليه الحد‘ بينما الشاعر اشرف فياض انكر كفره من الاساس. فليأتوا بأبياته التي يكفر بها بالله ورسوله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الاخر على ان يعلن عن كفره ويصر به علنا بلا رجعه امام جميع وسائل الاعلام. الرسول لم يجرأ قتل الوحشي الذي قتل عمه حمزه لمجرد نطقه لا اله الا الله، فكفانا استهتارا واستخفافا بمستقبل وارواح الفلسطينيين. عانينا كفلسطينيين التهجير والقتل وكافه انواع الذل الذي رأيناه من اليهود والعرب ايضا ورابطنا بدون ان ينصرنا احد من المسلمين، فان لم تريدوا نصرتنا في مصابنا وجهادنا فكفوا عنا شروركم يا اهل الخليج. يا اهل الخليج تفننتم بإذلال الفلسطيني حتى وصلتم لإعدامه، فاتقوا الله يوم الحساب. وارجو من السلطة الفلسطينية ان تهب فورا لإنقاذ ابن فلسطين من حكم الاعدام الجائر او على الاقل تطالبهم ان يعلن الحاده على وسائل الاعلام بدون رجعه ولا تخشى في الله لومة لائم. كما ارجو من جميع وسائل الاعلام الفلسطينية ان تتضامن معه لا طلاق سراحه وتكريمه على موهبته.
اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ.
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
</tbody>
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح / حازم عبد الله سلامة
v متفجرات اولمرت لتعرية أمريكا و"بعضهم"!
امد / حسن عصفور
v رحل أبو نضال بهدوء
امد / د.أسامه الفرا
v عبسان وخزاعة درس قديم في المقاومة الشعبية الفلسطينية
فراس برس / د. رياض عبدالكريم عواد
v كيري .. فشل بالتقسيط ..!
الكوفية / د.مازن صافي
v زيارة كيري وحقيبته الملأى
الكوفية / رامي فرج الله
v إعدام شاعر!!
امد / فؤاد أبو حجلة
v حينما يشعرُ الفارّون بهلعٍ في طريقِ الموْتِ
الكوفية / عطا الله شاهين
v يوميات مواطن عادي (41)
الكرامة / نبيل دويكات
v لنعيد الامور لنصابها
الكوفية / عمر حلمي الغول
v تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
المقالات
القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح / حازم عبد الله سلامة
نحن شعب بسيط يحب البساطة والبسطاء ، وأحلامنا بسيطة ، نحب وطننا إلي درجة العشق ونتمنى الحرية والعدالة والحياة الكريمة ،
أحببنا الرمز أبا عمار لبساطته وتواضعه وقربه من حياتنا وأطباعنا وثقافتنا وآلامنا وأحزاننا وأفراحنا ،
فنحن نريد زعيم وقائد يكن إحساسه بأن له كرامة وأن كرامته من كرامة الوطن والمواطن ،
نريد قائد يشبهنا مثلنا نشعر به ويشعر بنا يأكل مثل طعامنا ويلبس نفس لبسنا ، ويدرس أبناؤه في مدارسنا ومع أطفالنا وأبناءنا ، متواضع يتعامل مع أبناء شعبه أنهم أبناؤه وأهله وأمانة في عنقه ،
نحن شعب قضينا عمرنا بألم ومعاناة وتضحيات لأجل حياة كريمة وحرية وعدالة ، ومن حقنا أن ننعم بقيادة منا ، تشبهنا تماما ليس غريبة عنا ، فهل هذا طموح كبير ومستحيل ؟؟؟
نريد قائد يحبنا ونحبه نتكاتف معا لأجل الوطن والحياة الكريمة ، لا نريد قائد يحكمنا ويتحكم بنا ، نريد قائد يفهمنا ونفهمه نتحدث بحرية ونعبر عن آراءنا بصراحة ودون رقابة وملاحقة من أجهزته الأمنية ،
نريد وطن بلا ألم وبلا ظلم ، نريد أجهزة أمن نشعر بالطمأنينة لهم ونشعر بالأمن حينما نراهم ، يكونوا أمنا وأمانا لنا ، وصورة ناصعة للطمأنينة وليس رعبا وصورة للجلاد ، نريد عدلا يشعر به المواطن البسيط ويلمسه بحياته ، نريد قانون يطبق علي الجميع وينصف الجميع ،
نريد قائد بلا بطانات سوء وبلا دائرة مغلقة تحجب عنه الناس ، نريد قائد لا يفتخر ببناء المزيد من السجون ولا يضع رقيب علي أفواهنا ليقيس نبض أرائنا ومدي عشقنا للحرية ، نريد زعيم لا يعتبر الخلاف معه خلاف مع الوطن ومؤامرة ضد الثورة ، نريد زعيم يسمعنا ويفهمنا ويتلمس همومنا وآلامنا ويشعر بها ،
بعد كل هذه المعاناة والآلام والمأساة ألا نستحق قيادة طاهرة نظيفة قادرة أن تبعث فينا روح الزعيم الخالد أبو عمار ، وترتقي بالوطن والشعب للأفضل وللعدالة والانتصار ؟؟؟
لأننا بسطاء ومنحازون كليا للبسطاء والفقراء أمثالنا ، ما عدت أؤمن بكل القيادات المطروحة والطارحة نفسها لقيادة شعبنا ، كفرت بكم جميعا ، لأنني لم ألمس بكم بساطة القيادة ، ولا تواضع الزعيم ، ولا صدق البرامج ، ولا مصداقية بالخطابات والشعارات ، ولا وفاء للعهد ،
فانا من وطن عنوانه ياسر عرفات ، أنا مواطن في وطن قاده ياسر عرفات وليس من السهل أن أؤمن بأي زعيم أو قائد ، مالم يكن عرفاتي الانتماء والوفاء ، فالرمز أبا عمار وضع نهجا لتواضع الزعماء وكسب محبة ووفاء شعبهم ، ومن حاد عن هذا الدرب خاب وفشل ،
تنافسوا في خدمة شعبكم وحماية وطنكم ولا تتنافسوا وتتنازعوا علي الحكم والسيطرة والنفوذ والامتيازات والسلطة والتسلط ، فخيركم أنفعكم للناس ، وشعبنا بسيط ومناضل وقدم التضحيات لينتصر للوطن وللحق والحرية ، فكونوا علي قدر الأمانة وكونوا عونا وسندا لشعبكم وليس سيفا مسلطا عليه لزيادة معاناته ، فيكفي .. ألم تكفيكم شهوة للتسلط والتحكم برقاب العباد ، فالناس لا يقومها السوط !!بل يقومها العدل والحق ،
أزمة شعبنا وأزمة قضيتنا في قادتنا ، ومازلنا نبحث عن الزعيم المخلص والقائد المنقذ دون جدوى ، حتى مللنا وكفرنا بكل القيادات وفقدنا الثقة بهم وبصدق خطاباتهم وشعاراتهم ، ومازال الجواد وحيدا ينتظر الفارس المنقذ ، فهل من فارس بعدك أبا عمار ؟؟؟
كان الله بعونك يا وطننا ، وكان الله بعونك يا شعبنا ،
hazemslama@gmail.com
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (8)
متفجرات اولمرت لتعرية أمريكا و"بعضهم"!
امد / حسن عصفور
ما يجب أن تمر "اعترافات اولمرت" حول المفاوضات والعرض الذي تقدم به مرورا عابرا، ففيها الكثير جدا مما يستحق الرد والتوضيح من "الرئاسة الفلسطينية"، كونه تحدث عن شخص الرئيس محمود عباس بالاسم..
"متفجرات اولمرت" ستفتح ملفا خاصا في المسار السياسي، وهي من حيث المبدأ تحتوي عناصر لم يسبق التعاطي الاسرائيلي معها، بعيدا عن "النوايا والمسببات"، خاصة ما يتعلق بالقدس والبلدة القديمة ومفهوم السيادة والأغوار، وبها ما يمكن اعتباره مختلفا من حيث الجوهر مع المواقف الرسمية الاسرائيلية ما بعد اغتيال رابين..وعله العرض الأكثر جدية مع كل نواقصه السياسية، الذي يتم تقديمه منذ العام 1995..
عناصر اولمرت الخاصة بالحل السياسي يمكن أن تستفيد منها المنظومة الرسمية، لو صحت الأقوال التي ذكرها، في الحرب السياسية مع الحكومة الفاشية الحاكمة في تل ابيب، لجهة القدس والانسحاب والطريق الرابط بين قطاع غزة والضفة، وكذلك موضوع الاغوار الذي اكد انسحابه منه، خلافا لما قاله "الكاذب" بيبي، وهي عناصر تعمل حكومة الفاشية الراهنة على نكرانها تماما..
قيمة الاعترافات الجديدة، انها تضاف لتعرية وكذب حكومة نتنياهو، وأنه وتحالفه لن يكونوا جزءا من أي حل أو تسوية، ومعهم لا مكان للحديث عن اتفاقات سلمية..تلك هي الأهم فلسطينيا في "متفجرات اولمرت" في العلاقة مع حكومة نتنياهو..
لكن، المتفجرة الأكبر، والتي يمكن اعتبارها حاملة رؤوس نووية، فيما قاله اولمرت، ذلك البند الخاص المتعلق بالموقف الأمريكي، حيث يشير اولمرت انه، اخبر كوندليزا رايس عما اقترحه على الرئيس ابو مازن "فصعقت واتصلت بالبيت الابيض، وقالت: اخبروا الرئيس (الاميركي) ان اولمرت يريد السلام، ولكنه (اولمرت) قد يموت قبل ان يحصل ذلك، فرابين قُتل على اقل من ذلك".
نعتقد، ان هذه الفقرة تحديدا تمثل حجر زاوية لاكتشاف "الحقيقة السياسية" التي يتجاهلها البعض الرسمي الفلسطيني، ويتعامون عن رؤيتها، بأن الادارة الأمريكية هي من لا يريد السلام، قبل حكومات الكيان..وهي قبل غيرها من يقف حجرة عثرة أمام تحقيق السلام الخاص بالقضية الفلسطينية، وليس كما تردد تلك المنظومة بأنها "الراعي الأهم وربما الوحيد عندها لعملية السلام"..
كوندا رايس، والتي كانت سببا رئيسيا في صناعة وهندسة "الانقسام الوطني" من خلال اكراه الرئيس محمود عباس على اجراء انتخابات تشريعية لم يكن الوقت مناسبا لها بعد حرب تدمير السلطة الوطنية وحصارها الشامل، ورضخ الرئيس عباس لهم ولها، كما اعترف هو لاحقا لأمير قطر ووفد حماس، هي أيضا تبدو بأنها كنت من وراء منع الرئيس عباس المضي قدما مع اولمرت لاكتشاف جوهر الحل السياسي..
اولمرت وهو يعري الموقف الأمريكي، يكشف أن اللاعب المركزي حتى الساعة كانت الولايات المتحدة، وأنها من منع مفاوضات جادة بها جديد سياسي، ليس مرض للفلسطيني كما يريد، لكنها تبدو جدية في الجوهر، وبالاعتراف يكشف أركان "المؤامرة الأمريكية" التي نصبت للرئيس عباس وفريقه السياسي..
امريكا من جهة منعته التقدم بالتفاوض العملي، ومن جهة أخرة نصبت له كمين الانتخابات العامة كمقدمة لما سيكون لاحقا من فوز حماس وما يعنيه ذلك من "ازدواجية حكم" في السلطة الوطنية، ليس بين حماس وفتح، ولكنها "ثنائية سياسية، بين برنامجين مختلفين جدا، وكانت امريكا تعلم يقينا ذلك، فكان كمينها الانتخابي الذي وصل الى النتيجة المرجوة امريكيا، وهو "الانقسام ..فخطف غزة"، كمقدمة لفرض واقع "التقاسم والتقسيم" في بقايا الوطن. قطاع منفصل و"ضفة مقسمة"..
وهو ما يفسر تماما رفض رايس وبالتالي أمريكا "مشروع اولمرت" للحل السياسي، كونه يمثل "تهديدا للمشروع الأمريكي في التقاسم والتقسيم"..
ما لم تخرج الرئاسة الفلسطينية لتوضيح بعض "متفجرات اولمرت"، واسباب عدم التعامل الجاد مع تلك الأفكار التي تحدث عنها، تصبح هي في دائرة الاتهام بأنها تساوقت مع الموقف الأمريكي، وبالتالي تتحمل مسؤولية تاريخية، عما وصل اليه الحال الوطني، بل قد تكون فيما هو أكثر من الشك لتصل الى "الشبهة السياسية"، بأنها ساهمت بتنفيذ المخطط الأخطر على القضية الفلسطينية منذ ما بعد اغتصاب فلسطين عام 1948..
ما تحدث عنه اولمرت غاية في الخطورة السياسية..والصمت عليه من "الرسمية الفلسطينية" غير مقبول مطلقا، فالرد حق للشعب قبل أن يكون واجب عليها..وغير ذلك تكون أمام مسائلة تاريخية عن الكارثة التي وصلت اليها القضية الوطنية..كلنا انتظار لسماع "أقوال الرسمية الفلسطينية المتهمة بأنها شريك في مؤامرة اميركية" وفقا لأقوال اولمرت المعلنة .. !
ملاحظة: مجددا نتسائل، لماذا يصر الرئيس محمود عباس على عدم استخدام تعبير الهبة الشعبية بشكل رسمي في خطاباته ..ويتعامل معها بأنها رفض للإحتلال وليس رد فعل على المستوطنين..وانها "هبة شعبية وليس أحداثا"...وهي ارادة شعب وليس فعل هامشي..من لا يحترم ارادة شعبه لا يمكن لأحد أن يحترمه..مش هيك!
تنويه خاص: التقرير عن قيام دوائر الاحصاء الاردنية باعتماد اسم فلسطين كمكان ولادة بدلا من الكيان، تشكل حدثا يستحق كل التقدير..ليته يصبح تعميما حيثما أمكن ذلك..حتى لو كان المعني بهم مواليد فلسطين قبل الاغتصاب..لكنها تأكيد لمن يتجاهل المؤكد بأنها فلسطين كانت ..وستبقى فلسطين ايضا!
رحل أبو نضال بهدوء
امد / د.أسامه الفرا
ينتقي كلماته بعناية فائقة كأنه يضع كل كلمة في الميزان قبل أن ينطق بها، يتحدث بهدوء كي يسمح للفكرة التي يحملها أن تنفذ إلى مستمعيه، يؤمن بأن الحوار لا يتطلب استفزاز الأحبال الصوتية بقدر ما يحتاج إلى الفكرة والحجة، يطلق كثيراً إبتسامته كأنه يريد لها أن تصافح المحيطين به، حتى عندما تغادره بفعل الواقع الذي يعيشه الوطن يستحضرها من عمق التاريخ بحادثة لها دلالاتها، يبحر في الماضي ليس من باب خلق هالة له بل ليستقي من تجارب الماضي ما يصلح لتوسيع مساحة الأمل، لم يكن يوماً من جوقة المطبلين والمصفقين، حافظ على تلك المكانة التي يضع أقدامه عليها بثبات دون أن تغريه مكانة المقربين وما تفرضه عليهم من لغة لم يحاول يوماً تعلم مفرداتها.
رحل اسماعيل ابو شمالة "ابو نضال" المنصر في تفاصيل الوطن، رحل بهدوء كعادته عندما يجمع أوراقه ويترك ساقيه المتعبتين تحملانه إلى فكرة لم تنضج بعد، لم يعتد أن يستسلم للوقت الذي يحاصرها، يأخذها معه ليكمل معها الابحار في تفاصيلها الدقيقة، لا يلبث أن يفتح نقاشاً حول مدخلاتها ومخرجاتها من جديد، لا تغريه الفكرة التي تبقى أسيرة الصالونات المغلقة، يدرك أن الفكرة الغير قابلة للتحول إلى ممارسة هي مجرد ترف لا تصلح سوى أن يزين صاحبها بها جدران بيته، دوماً ما كان يبحث عن الطريق الذي تسلكه الأفكار المبعثرة في الوطن، لعله كان يرقبها وهو يقطع الطريق الساحلي لقطاع غزة من شماله إلى جنوبه، تلك الرحلة التي اعتادها بعد أن أجبره الانقسام عن التخلي عن برنامج عمله اليومي.
عرفته عن قرب خلال عمله وكيلاً مساعداً لوزارة الحكم المحلي، استطاع أن يفرض إحترامه على الجميع، لم يمارس يوماً ما سطوة المنصب رغم الصلاحيات الواسعة التي أوكلت له، كان يحرص على التمسك بروح القانون دون أن يقع في شباك النصوص العقيمة، كان الملجأ لرؤساء البلديات حين يضيق بهم الأمر، لم يكن يدخر جهداً في المساعدة حتى اكتسب صفة الأخ الكبير عن جدارة، حين انتقل للعمل محافظاً لمحافظة شمال قطاع غزة فقد الحكم المحلي الكثير، هو من ذلك الفريق الذي يعطي المنصب أهمية لا من اولئك الذين يستقون أهميتهم من المقعد الذي يجلسون عليه.
رغم أنه من الرعيل الأول الذي عمل في مجال الإعلام إلا أن أضواءه لم تجذبه إليها، لم يكن من هواة إمتطاء مقعد له أمام الكاميرا، ظل بعيداً عن قوة جاذبيتها في الوقت الذي تهافت إليها الكثير، لعل قدرته الفائقة على الاستماع والإنصات استحوذت على القسط الأكبر من حياته، فهو وإن امتلك في حديثه قوة الحجة والمنطق التي تفرض الإستماع إليه، إلا أن استماعه الجيد دوماً ما كان له الغلبة.
لطالما تناول الماضي بلغة الجمع وليس بلغة الفرد التي يتغنى بها الكثير، لم يحاول يوماً ما أن ينسج بطولات ذاتيه في الوقت الذي كان بإستطاعته أن يفعل ذلك من واقع عايشه ويشهد له الكثير به، كنت وانا القريب منه تتملكني الدهشة عندما تعود إليه قامات وطنية كي تستقي منه تفاصيل لوحة من الماضي، كأنه الأرشيف المتنقل الذي حفظت لديه الكثير من أوراق البدايات، بقدر ما كان غيوراً على حركة فتح الذي التحق بها منذ سنواتها الأولى، بقدر ما كان الوطن بوصلته التي تتحكم في خطواته، رحل "أبو نضال" تاركاً سيرة عطرة لقامة وطنية لطالما صدحت بما تؤمن به دون خوف أو وجل.
عبسان وخزاعة درس قديم في المقاومة الشعبية الفلسطينية
فراس برس / د. رياض عبدالكريم عواد
تقع بلدة عبسان في جنوب شرق قطاع غزة وفي الناحية الشرقية لمحافظة خانيونس، وتبعد عنها ٤ كم وتقع على حدود خط الهدنة لعام 1948، وترتفع عن سطح البحر (78 م). تبلغ مساحتها حوالي ١٩٠٠٠ دونم، وهي قسمان عبسان الجديدة في الشمال وعبسان الكبيرة في الجنوب ويلتحم القسمان بفعل التمدد العمراني، عدد سكان عبسان عام 1945 م حوالي 2230 نسمة، بينما بلغ عدد سكان عبسان الكبيرة عام 2006 (٢١٠٠٠ ) نسمة وعبسان الجديدة حوالي (٦٠٠٠) نسمة.
كذلك تقع بلدة خزاعة إلى الشرق من مدينة خان يونس، وتحاذي خط الهدنة عام 1948، وتبلغ مساحة البلدة ما يقرب من (4000 دونم) ، في حين يبلغ عدد سكانها حوالي (11 ألف نسمة)، تعد نسبة اللاجئين النسبة الأكبر من السكان ، الذين اقتلعوا وشردوا من بيوتهم وأراضيهم عام 1948 ، سواء من شرق البلدة أو من مدينة يافا .
يبين د. سلمان أبو سته ، مؤسس ورئيس هيئة أرض فلسطين – لندن في بحث موثق وبالخرائط منشور في صحيفة الحياة، لندن، عدد 16794، صـ 15، بتاريخ مارس 2009، تحت عنوان "كيف قضمت اسرائيل اراضي قطاع غزة في اتفاقية سرية" ان اراضي قريتي عبسان وخزاعة كانت ستبقى ضمن ال ٢٠٠ كيلومتر مربع وهي الاراضي التي قضمتها اسرائيل من اراضي قطاع غزة وفقا للاتفاقية التي عرفت ب "اتفاقية التعايش"، والتي وقعت سراً ليس في غزة، وإنما في العوجا، بتاريخ 22 شباط (فبراير) 1950 ، أي بعد سنة من توقيع اتفاقية الهدنة التي حددت مساحة قطاع غزة ب ٥٥٠ كيلو متر مربع . لم يعلن عن "اتفاقية التعايش" لا في غزة ولا في الصحف العربية خوفا من ان تضج الناس.
ووفقا لهذه الاتفاقية ذهبت لجنة الهدنة، التي تشمل ضباط الأمم المتحدة وضباطاً إسرائيليين ومصريين، لوضع علامات الخط الجديد، فخرج سكان عبسان وخزاعة عن بكرة أبيهم يحملون العصي يصيحون ويصرخون لإبعاد ضباط الهدنة عن أراضيهم.
وهذا ما كتبه ايضا يورحام كوهين، الذي كان ملحقاً للجبهة الجنوبية في ذلك الوقت، وكان ضابط الاتصال مع المصريين في تلك المحادثات، في تموز (يوليو) 1984 في مجلة "الجيش الإسرائيلي" أن "عند تخطيط الحدود، كانت قرية عبسان في الجانب الإسرائيلي من دون شك، وهذا يعني أن على أهل هذه القرية التخلي عن بيوتهم ومزارعهم وبساتينهم وتحويلهم إلى لاجئين لا يملكون شروى نقير".
وقد أخبر الحاج محمد أبو دقه مختار عبسان في تشرين الاول 1995 الباحث الدكتور سلمان ابو ستة "أنه طلع مع رجال البلدة ونسائها واعترض طريق هؤلاء الضباط، ورفض أن يتزحزح من أرضه".
كذلك أخبر شحاده إقديح نفس الباحث في 4/9/2008، وكان له من العمر 85 عاماً، بوصف مماثل، قال: "كنت مرافقاً للكوكبة التي حددت خط الهدنة، وكان مختار خزاعة إبراهيم محمد النجار الملقب أبو الأعور يحتج بشدة على تقسيم أرض قريته، فأشار إليه الملازم حسن صبري بالسكوت، وكان الضباط الإسرائيليون هم الذين يسيطرون على الموقف، ويحددون الاتجاهات، وفي ثاني يوم جاءوا ليأخذوا خزاعة فوقفنا لهم لمنعهم، وتصدينا لهم من كل اتجاه برجالنا ونسائنا وإصرارنا على البقاء، ولولا معارضتنا الشديدة لما أمكن إنقاذ عبسان وخزاعة".
ويشهد يورحام كوهين، المذكور سابقا، ببسالة اهالي عبسان وخزاعة ويقول "عندما رأوا قافلة سيارات الجيب التي تحمل ضباط الهدنة اجتمع حولهم النساء والأطفال وأثاروا ضجة كبيرة. ووضعت بعض الأمهات أطفالهن في سيارات الجيب بين البكاء والعويل. وقد أنقذ الجنود المصريون ضباط الهدنة، وغادرت القافلة القرية".
وهذا يثبت انه لولا تصدي اهالي عبسان وخزاعة ومعارضتهم الشديدة لما أمكن إنقاذ هاتين القريتين. أما بقية الاراضي التي تم اقتطاعها من قطاع غزة ومساحتها حوالي ٢٠٠ كيلومتر مربع، فلم يكن هناك من يدافع عنها وقد هُجّر أهلها من تلك المنطقة.
وقدمت القرى الشرقية لخانيونس العديد من الشهداء الذين سقطوا من بين المزارعين والتجار ومنهم: محمد أبو دقة، عبدالعزيز المغربي، عطا أبو لبدة، أحمد أبو عنزة.
ومن الذين قتلوا قرب خط الهدنة: أبو بركة قاروط، جبر خليل القرا، عوض العبد البريم، سلمان سالم البريم.
ومن الذين جرحوا ثم ضربوا حتى الموت: أحمد القرا، رضوان أبو نصيرة، محمد معتوق الفجم.
وسقط العديد من ابناء فدائيي خانيونس شهداء، عرف منهم الفدائيين: حسن ماضي أبو سته، حميدان الصوفي، محسن أبو عويلي، عبدالجواد الرقب، ثابت قديح ودياب العاوور.
ان من حق ابناء خزاعة وعبسان واحفادهم ان يفتخروا بما قدمه اجدادهم وجدادتهم، ومن واجبهم ان يتخذوا من هذا الحدث الخالد مناسة وطنية عامة (٢٢/٠٣/١٩٥٠) يكرمون فيها الرعيل الاول ويجددون العهد على مواصلة النضال والصمود.
ان تصدي اهالي عبسان وخزاعة للجنة الهدنة ونضالهم الباسل ومنعهم احتلال قراهم في غياب قيادة فلسطينية ليؤكد من جديد على اهمية المقاومة الشعبية واهمية تشكيل لجان المقاومة الشعبية المحلية المختلفة ولجان المناصرة المحلية والدولية لمنع تنفيذ مخططات اسرائيل ومشاريعها الاستيطانية القديمة والحديثة ولحماية السكان المدنيين من بطش وتغول المستوطنيين الاسرائيليين.
من هنا يجب الاستمرار في المقاومة الشعبية الذي يقوم به اهالي القرى والبلدات المهددة بالاستيطان والمجاورة لحائط الفصل العنصري لحماية اراضيهم ومواطنيهم.
كما يجب التنوع في اساليب هذه المقاومة الشعبية، التي يقودها في الغالب شباب، من مقاطعة بضائع المستوطنات كأحد أهم ركائز المقاومة السلمية الشعبية، إلى جانب المظاهرات السلمية التي تقام كل يوم جمعة في قريتي بلعين ونعلين والنبي صالح وغيرها بمشاركة أهالي كل قرية ومتضامنين فلسطينيين وأجانب وإسرائيليين مناصرين للسلام ضد جدار الفصل العنصري وضد ضم الأراضي لبناء المستوطنات.
ان المقاومة الشعبية الجماهيرية هي السبيل الانجع امام الفلسطينيين لنيل حقوقهم في الحرية والاستقلال في ظل التفوق العسكري الاسرائيلي وعزلة الاراضي الفلسطينية عن محيطها العربي وانشغال الدول العربية في قضاياها الداخلية وتصاعد الارهاب الدولي بالاضافة الى تصاعد التأييد العالمي للمقاومة الشعبية الفلسطينية من خلال الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات منها وفرض العقوبات عليها حتى تنصاع اسرائيل للقانون الدولي بالكامل وتلتزم بحقوق الشعب الفلسطيني، تعرف عالمياً بحركة Boycott Divestment and Sanctions أو اختصارا “BDS”.
صورة:
الحاج إبراهيم محمد النجار يهدد ويجادل ضابط الهدنة الإسرائيلى أبراهام شاكارزر من مستعمرة المشبة (بيئيرى). الصورة على حدود خزاعة في 22/3/1950 بعد شهر من توقيع اتفاقية "التعايش".
كيري .. فشل بالتقسيط ..!
الكوفية / د.مازن صافي
يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد أدرك في نهاية المطاف أن سياسة أوباما في المنطقة قد بدأت بوعود فضفاضة وزيارات للمناطق المقدسة للمسلمين لتوصيل رسائل طمأنة، ومع الوقت اتضح أن سياسة الادارة الأمريكية اعتمدت على أساليب الإقناع وغسيل الدماغ ..
ولفهم ذلك وما الذي يقدمه كيري لشعوب المنطقة عامة ولشعبنا الفلسطيني خاصة، علينا أن نقرأ بعمق أثر الدعاية الأمريكية، وفي نفس الوقت كيف تدعم حلفاؤها وتضعف الروح المعنوية لمن يقولون لها (لا) ويرفضون سياستها المنحازة للاحتلال الاسرائيلي
تتحكم أمريكا بالإعلام العالمي، وتفرض رقابة صارمة عليه، كما تفرض رقابة صارمة على الاقتصاد، وكل دولة لا تتماشى مع سياساتها الدعائية، تناصبها العِداء، وأما عند الحديث عن (اسرائيل) فإنها ترفض أي ضغوطات عليها، وتدافع عن "إرهابها" ضد الشعب الفلسطيني وتصف ما تقوم به ضد أطفال فلسطين والاعدامات اليومية البشعة، بأنها "رد فعل مشروع" وهو ما اطلقه كيري من خلال عباراته المكررة التي تتحدث عن "أمن إسرائيل"
وهذا التكرار الذي يتنافى مع القانون الدولي والانساني، يريد به كيري التركيز على دعم (اسرائيل) المطلق، والهروب بعيدا بالحديث عن الارهاب العالمي والجماعات الاسلامية، فهو لا يريد أن يُناقش جِدياً أحد في جوهر القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة والمياه والحدود والأسرى، و العيش بكرامة وبناء مؤسساتنا ووقف العدوان الاسرائيلي وعمليات القتل المستمرة والحواجز والاجتياحات والاغلاق للمدن وكل ما يجعل حياة الفلسطيني مستحيلة، بل ان كيري يريد من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقول له (نعم) ويؤيد فكرته، ويقوم بردع شعبه وإغراقه في البحر(..؟!)، وأما حين يكرر الرئيس ابو مازن 12 مرة (لا) لأمريكا عبر مواقف عَبَّر عنها حتى في لقائه مع الرئيس اوباما، وخطاباته أمام العالم، فإن كيري يرفض المنطق الفلسطيني، وكما يتهرب من مناقشة الارهاب السياسي الذي تمارسه (اسرائيل) على الرئيس وحتى التهديد المباشر له .
اليوم وبعد اكثر من مائة شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء ومئات الجرحى والمعتقلين، لا يناقش كيري ذلك أيضا، وغير وارد لديه مجرد فكرة التلويح بمعاقبة "اسرائيل"، بل يعمل البيت الأبيض على اطلاق وتنفيذ برامج الدعم المطلق المادي والسياسي والاعلامي للاحتلال، وبالتالي لا يحتاج أدلة من الفلسطينيين لإثبات جرائم (اسرائيل)، وكأن الطفل الفلسطيني يمثل نموذجا للخطر المحدق بالإنسانية، وعلى العالم أن يوافق أمريكا على ردع هذا الطفل واسكاته ..!!
إن وزير الخارجية الأمريكي وبهذه المواقف المرفوضة يسجل على نفسه وعلى فترتين متتاليتين من حكم أوباما الفشل أمام القضية الفلسطينية، وهذا الفشل يدللّ على التخبط الواضح في إدارة ملفات ساخنة ومركزية، تحتاج الى وقت كافٍ لانجازها، وهذا ما لن يتوفر في الفترة المتبقية من حكم أوباما ومهمة وزير خارجيته كيري
ما يريده كيري من المنطقة ومن الفلسطينيين تحديدا هو الحفاظ على أمن (اسرائيل) ومنع أي نضال ومقاومة شعبية، والقبول ببعض التسهيلات المشروطة والتي لا تفيد قضيتنا .
مُشَرَع لشعبنا الانتصار لقضيته الوطنية عبر كل الوسائل المشروعة، ويستحق كيري الخسارة في مشاريعه وافكاره لأنه يعرف تماما المطلوب ليعيش الجميع في استقرار وأمن، ولكنه يريد إبقاء كل ذلك في قعر الكهوف .
زيارة كيري وحقيبته الملأى
الكوفية / رامي فرج الله
يعتزم جون كيري، وزير الخارجية الأميركية، زيارة المنطقة مرة ثانية بعد مرور اثنين وخمسين يوماً على هبة القدس، لكن زيارته هذه المرة تحمل في طياتها الكثير من المفاجأت التي يمكن أن تستغلها القيادة الفلسطينية لصالح الدولة المرتقب إقامتها في غضون عام 2017.
كيري لم يأتي منرأسه على الإطلاق، وإنما بإيعاز من نتانياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وقد قدم الأخير مقترحات من أجل إنهاء الصدام والمواجهات مع الفلسطينيين، فقد كشف تقرير صحفي نشر على واشنطن بوست، ترجم إلى العربية ونقلته وكالة أمد الإخبارية قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في اذار/ مارس المنصرم، أن نتانياهو يريد التنازل عن القدس الشرقية والسماح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، بيد أن ما يعانيه نتانياهو بعد الانتخابات وفوز المستعمرين بغالبية في الحكومة، الأمر الذي يقيد رئيس وزراء الاحتلال من التنازل عن القدس.
لقد دفع نتانياهو بالفلسطينيين إلى المواجهة مع قواته وقطعان المستعمرين، باستباح هؤلاء القطعان باحات المسجد الأقصى، قبل شهرين من الان، لتهب الضفة بشيوخها ونسائها وشبابها وأطفالها نصرة للقدس والأقصى، فبدأت عمليات الطعن بالسكاكين في خواصر المستعمرين، رافضين تبني الفصائل الفلسطينية لأي شهيد يفدي نفسه الأقصى، فجاء ذلك متناغماً مع ما يريده نتانياهو للتخلص من حكم المستعمرين ( المستوطنين)، معتبراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس محرضاً على المقاومة الشعبية ضد إسرائيل، ولو لم يكن مراده التخلص من المستعمرين، لتخلص نتانياهو من عباس بتسميمه، كما تخلص شارون من عرفات.
نتانياهو يتفهم أن الفلسطينيين بحاجة إلى دولة كاملة السيادة، يعيشون فيها بأمان وسلام ، وحرية و استقلال، لكنه يخشى من اغتياله داخل إسرائيل كما حدث مع سابقه رابين، كما أن الرئيس عباس رأى الشارع الفلسطيني في الضفة في حالة غليان، حيث لم تقدم المفاوضات حتى الان أي شئ، فانسجمت القيادة الشرعية مع متطلبات الشارع ونبضه بالحصول على الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
هبة القدس تهدأ وتتصاعد وتيرتها بين الفينة والأخرى، وما تتسم به الهبة الشعبية أنها غير عسكرية، فقد شكلت خطراً كبيراً على حياة الاحتلال، وقضت مضاجعه، لأن العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون هي فردية ، وأتت أكلها باستقطاب تجاوب الغرب وأميركا بالأخص مع عنفوانها ونتائجها.
أضف إلى ذلك ، نتانياهو سيقدم تنازلات ربما تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من المفروض أن تقدم في مفاوضات الوضع النهائي، تتمثل في التنازل عن مناطق ( ب ) أمنياً لصالح السلطة الفلسطينية ، إضافة إلى تنازل إسرائيل عن مناطق (ج) لتخضع بالكامل تحت السيطرة الفلسطينية، وكذلك القدس الشرقية، و تسليم الحدود والمعابر كاملة والأمن الخارجي للفلسطينيين، و انسحاب الاحتلال من الضفة ، الأمر الذي يبشر بقرب استكمال المشروع الوطني في تحقيق حلم الدولة .
إن دهاء الرئيس عباس سيخضع إسرائيل تحت ركبتيه، فهاهو يسحب البساط تدريجياً من تحت قدمي نتانياهو، ما اعتبره الأخير أن عباس أخطر رجل على إسرائيل ، و باشر العمل العسكري الثوري، ولكن بثوب سياسي دبلوماسي، وفي الوقت ذاته ، لن يسمح نتانياهو بأن يخرج مهزوماً مرتين، الأولى أخرجته المقاومة الفلسطينية مهزوما في عدوانه الأخير على غزة، والثانية سيخرجه ذكاء القيادة والرئيس عباس و الضفة الغربية مهزوماً في هبة القدس، فسيلجأ إلى شن عدوان جديد على قطاع غزة أشد ضراوة من عدوان تموز عام 2014، ليقول للعالم والفلسطينيين أنه خرج من هذا الصراع المرير بشرف وكرامة، وأنه قدم هذه النتازلات بمحض إرادته، وليس ضغطاً من الفلسطينيين.
إعدام شاعر!!
امد / فؤاد أبو حجلة
ليست جريمة فقط، ولكنها عيب كبير في زمن العيب العربي المسمى ربيعا.
أقصد تحديدا ذلك الحكم القضائي المعيب باعدام الشاعر الفلسطيني المقيم في السعودية أشرف فياض المتهم بالترويج للإلحاد في قصيدة!
بالطبع لن يكتب الكثيرون عن هذا الشاعر لأنه محكوم في السعودية، ولأن المساس بالسعودية يقترب من الكفر في أعراف أعراب الاعلام العربي.
أنا لا أريد الاقتراب من الكفر، ولا أغامر في التطاول على أولي الأمر وأولياء النعمة لمئات من الصحيفيين والكتبة المنتشرين كالفطر المسموم في المنابر الإعلامية العربية الموجهة والمسخرة للدفاع عن التخلف والاعتزاز بالجهل. لكنني أعبر فقط عن صدمتي من هذه المبالغة الفجة في محاكمة نص إبداعي وإدانة صاحبه، في زمن نقول فيه كذبا إنه زمن الانفتاح والحريات الإبداعية.
ما هي جريمة أشرف فياض؟ وماذا فعل هذا الشاعر ليستحق الإعدام؟
هل قتل أو زنا أو سرق أو تآمر على البلاد والعباد؟
كل جريمته أنه كتب قصيدة. وكل ما يلحق به الآن، ربما يكون مدفوعا بأحقاد شخصية وغيرة من قبل من قدم البلاغ واتهم الشاعر بالكفر في مرحلة تستعيد فيها الوهابية وهجها وتترسخ في المجتمع، بل يعاد تصديرها إلى الخارج لتنتج ما نراه من قوى ظلامية تعيث في الأرض فسادا في العراق وسوريا وسائر بلاد المبتلين بالعتمة والتخلف.
لولا نشاط "هيومان رايتس ووتش" ربما مر الحكم بإعدام فياض بلا اهتمام وبلا ضجيج، لأن المتشدقين بحرية الابداع في بلاد العرب يستنكفون عن إثارة الموضوع ولا يجرؤون على فتح هذا الملف خوفا على الأرزاق وحرصا على الرضى.
لا بد من إثارة الموضوع ومتابعته بإصرار لأن حياة المبدع ليست رخيصة، ولأن من يحكمون على فياض بالاعدام، يكرمون أنصاف وأشباه المبدعين والمثقفين لإدامة هذا المستوى المعيب من انحطاط الوعي العربي.
في لحظات كهذه لا ينبغي الصمت، لأن الصمت اشتراك في الجريمة.
حينما يشعرُ الفارّون بهلعٍ في طريقِ الموْتِ
الكوفية / عطا الله شاهين
حينما يصعدُ الفارّون من الموت على مركب متهالك ويتمُّ تهريبهم كالبضاعة المهربة تَحْتَ جنحِ الظلام فلا يتوقعون إلا الموت في أية لحظة فهم يدركون الخطر لكنهم مصممون على الهرب.. فهم لا يعلمون ما ينتظرهم من مفاجءات في بحرٍ مخيف.. وعلى سطح المركبِ يرى وجوههم الخائفة، وهم ينظرون إلى الموج الهائج الذي يضرب مركبهم بقوة، فليس أمامه سوى الصلاة وطلب الرحمة من العليّ القدير.. لكنّ حينما يهيج البحرُ وينقلبُ مركبهم ويعلو صياح الأطفال والنساء وتعم الفوضى ويبدأ المركب بالغرق والبعض يرتدي أطواق نجاة والبقية من الأطفال لا يجدون ما يتشبثون به..
فعندما القارب يبدأ بالغرقِ، يعم الصمت المكان في عتمةٍ مُخيفة، ويعوم الناجون والهلع على وجوههم جليٌّ وأجسادهم ترتعشُ من تلك مياه البحر الباردة ولا قورابُ تتواجد في تلك اللحظة لإنقاذهم فيدركون لحظتها بأن الموت ينتظرهم..
ففي طريقِ الموتِ لا يروا الفارّين سوى الهلع ، ويظلُّون في ارتجاف قاتل وينتظرون موتهم، بكل خوف أو من يحالفه الحظ ويأتي مركب لإنقاذه ..
ففي طريق الموت لا يشعرون إلأ بهلعٍ يطوقهم ويبقون في حالة إنتظارٍ لموت لم يتمنوه يوما ما..
يوميات مواطن عادي (41)
الكرامة / نبيل دويكات
لا زلنا هذه الأيام نعيش حالة من الجدل أثارها قرار الحكومة الأسبوع الماضي رفع رسوم التقاضي في المحاكم بنسب مختلفة قد تصل في بعض الحالات الى عشرة أضعاف الرسوم الحالية. والجدل يتناول جوانب مختلفة من هذا القرار والإنعكاسات السلبية المتوقعة له، ويشمل السؤال الأساسي حول أسباب ودوافع هذا القرار، وإنعكاساته وتأثيراته المتوقعة على القضاء الفلسطيني وقدرته على الفصل في النزاعات المختلفة، وتعزيز سيادة القانون. ويشمل كذلك مغزى خطوة القرار في ظل التدهور والتراجع المستمر في الوضع الإقتصادي للمجتمع عموماً. وتساءل آخرون عن دور المجلس التشريعي وواجباته في هذا المجال الهام لحياة المجتمع، ونقابة المحامين وعدم "التشاور" معها في هذا الأمر. وتداعت هيئات ومنظمات عديدة الى إصدار مواقف تعبر عن جوهر ومضمون التساؤلات، وتدعو الحكومة الى التراجع عن هذا القرار. ولا تزال حالة الجدل قائمة ومتواصلة. تبع حالة الجدل هذه وتداخل معها حالة جدل أخرى أثارها الحديث عن قرار إحدى القوى السياسية توزيع أراضي حكومية على موظفين حكوميين من قطاع غزة بدل مستحقاتهم المالية.
كمواطن عادي فوجئت قبل ما يقارب الشهرين حين ذهبت لركن سيارتي في أحد المجمعات التجارية وسط إحدى المدن برفع رسوم ركن السيارات بنسبة تزيد عن 50%، وعبثاً حاولت أن أفهم من الموظف عن أسباب هذا الرفع المفاجىء للرسوم وأسبابه. وأنا أعلم أن "المجمعات التجارية" في غالبية المدن الرئيسية هي ملك عام للهيئات المحلية التي وقع بعضها قبل عدة أعوام "عقود تشغيل" مع شركات إستثمارية لبناء وتطوير المجمعات مقابل فترة "تشغيل" تصل الى 15 عاماً. وكمواطن عادي عايشت خلال الفترة الأخيرة رفع نسب الكثير من الرسوم والضرائب التي تجبيها الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة وبنسب متفاوتة. وعبثاً أيضاً حين حاولت في كل مرة ان أفهم أسباب رفع الرسوم ودوافعها، وانعكاسات ذلك علي كمواطن، أو على الخدمات التي تقدمها لي هذه الهيئات والمؤسسات. في أحسن الأحوال بقيت الخدمات كما هي، ولم يجري أي تطوير أو تغيير عليها، هذا إن لم نقل أنها تراجعت بصورة أو بأخرى. من الجهة الأخرى فقد عايشت منذ عدة سنوات ارتفاع أسعار بعض السلع والمواد، وبصورة كبيرة، وفي كل مرة كان جواب الجهات المعنية جاهزاً "إرتفاع أسعارها عالمياً". المحروقات كانت واحدة من أهم هذه السلع حيث إرتفعت خلال السنوات الأخيرة بنسبة تزيد عن مائة في المائة، أما ما لم أتمكن من فهمه حتى الآن فهو أنه عند إنخفاض أسعار النفط عالميا الى النصف خلال العام الأخير، لماذا لم تنخفض أسعاره لدينا الا بنسبة لا تزيد عن عشرة بالمائة حتى الآن؟!
في كل مرة تمكنت فيها من مقابلة "صاحب قرار" في الشأن العام، سواء على المستوى المحلي أو الوطني العام، أو على الأقل إستمعت الى إجاباته وتفسيراته حول تدني جودة، أو سوء الخدمات العامة كشبكات الشوارع والمياه والصرف الصحي والكهرباء أو أي من الخدمات الإجتماعية والصحية وغيرها من المرافق العامة والبنى التحتية، كنت في كل مرة أسمع، ونسمع كمجتمع جواباً ملخصاً يقول: بسبب عدم توفر التمويل. أما عند إفتتاح أي مشروع جديد كتعبيد شارع أو إنارته أو تجديد شبكة الكهرباء أو المياه أو الصرف الصحي أو بناء عيادة أو مركز اجتماعي أو نادي أو غيره من المشاريع التنموية والتطويرية فإن الجواب الذي يسبق أي تساؤل نجده في "لافته" تشير الى الدولة أو الجهة الممولة للمشروع، وذلك يشير الى أن المشاريع التطويرية في مختلف المجالات لا تتم إلا بجهد وتمويل الجهات والدول والمؤسسات المانحة.
خلاصة القول أننا كمجتمع نعاني من دور الهيئات والمؤسسات العامة (الرسمية وشبه الرسمية والخاصة)، نعاني مرتين، مرة حين تواصل هذه الهيئات سياسة الرفع المتواصل للرسوم والضرائب وتوسع عملية جباية الأموال من جيوب الفئات المختلفة، ونعاني مرة أخرى حين نجد أن مستوى الخدمات التي تقدمها في تراجع مستمر. وربما نعاني أكثر وأكثر حين تبهرنا بعض الهيئات بإنجازاتها التي لم تكن لتتحقق إلا بالمعونات والمساعدات التي حصلت عليها باسمنا جميعاً. السؤال الذي يتردد في كل لحظة، ومع كل إرتفاع جديد في الرسوم والضرائب هو: إذا كانت كل الخدمات والمشاريع التطويرية في كل المجالات والقطاعات تتم فقط بتمويل خارجي، فما هي شرعية الإدعاء بأن الرسوم والضرائب تذهب لتحسين الخدمات ورفاهية المواطنين؟!
كتب أحد الأصدقاء في موقع التواصل الإجتماعي الخاص به متسائلاً: "في المجتمعات الديمقراطية الحكومة هي خادم عند الشعب.. لدينا الشعب خادم عند الحكومة، والحكومة خادم عند رأس المال.. السبب نحن كشعب لم ننتخب هذه الحكومة، فما الذي يجعلها تخدمنا؟". وهذا هو واقع الحال لدينا، حيث تجري بصمت محاولات دائمة من أجل تحويلنا كمواطنين الى ما يشبه الدجاجة، وفي المقولة الشعبية يقولون: الدجاجة التي تبيض ذهباً. أما في واقعنا فإن المقولة الأدق هي أنه يراد تحويلنا الى مواطنين نبيض ذهباً.
لنعيد الامور لنصابها
الكوفية / عمر حلمي الغول
بادر منسق الامم المتحدة لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف لطرح سبع خطوات جزئية لتهدئة الامور في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، تمثلت في الاتي: 1- وقف التحريض من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني؟؛ 2- إلتزام إسرائيل بالتفاهمات الاخيرة بشأن الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى؛ 3- عدم إفلات المستوطنون من العقاب على جرائمهم ضد الفلسطينيين؛ 4- الاعتراف بقدسية شعائر دفن الموتى، والسماح للفلسطينيين بدفن موتاهم (الافراج عن جثامين الشهداء)؛ 5- تخفيف القيود وإعادة فتح شارع الشهداء، وهو الشريان التجاري لمدينة الخليل، طبقا لبرتوكولات الخليل 1994؛ 6- اتخاذ خطوات لتعزيز التنسيق الامني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لمنع تدهور الوضع بشكل اكبر؛ 7- ضرورة عدم إستخدام قوات الامن الاسرائيلية للاسلحة إلآ إذا كانت السبل الاخرى غير كافية للتصدي لتهديد وشيك بالموت او الاصابة الخطرة.
على ما شاب هذه الخطوات الصغيرة من النواقص او وضع الجلاد والضحية في سلة واحدة لجهة التحريض، فإن المراقب، لا يمكنه ان يحمل المنسق الاممي أكثر مما يحتمل، وإن كان على الامم المتحدة مسؤلية خاصة تجاه الحقوق السياسية للشعب العربي الفلسطيني، وتحميل دولة التطهير العرقي الاسرائيلية المسؤلية الكاملة عن ما آلت وستؤول له الامور، إن لم يتم معالجة جذر المسألة الفلسطينية، وإزالة الاحتلال كليا وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.
غير ان السؤال، الذي تثيره عملية التقزيم للحقوق والمصالح الفلسطينية العليا، من المسؤل عن ذلك؟ ولماذا هذا التراجع في الاهتمام برسائل الهبة الشعبية والكفاح الفلسطيني على مدار عقود الصراع الطويلة؟ وكيف نعيد الاعتبار للبرنامج والاهداف الوطنية؟
مما لاشك فيه، ان المسؤلية تقع علينا نحن بشكل اساسي. لانه لم يكن مقبولا من حيث المبدأ الموافقة على تجزئة هدف الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير. وكان علينا، ان نبقي مؤشر البوصلة دائما موجها نحو تلك الاهداف، والاصرار على معالجتتها. دون ان يعني ذلك رفض اية خطوات إسرائيلية على هذا الطريق، لكن دون ان ندخل في بحثها او إعتبارها أمرا يستدعي النقاش مع دولة الاحتلال الاسرائيلية. لانه بقدر ما يتعلق بجاهزيتنا الكاملة لتعزيز السيادة على اي جزء من الارض الفلسطينية او حقوقنا الاقتصادية المالية والقانونية واللوجستية، بقدر ما علينا الابتعادعن الغرق في متاهة التفاصيل بشأنها، لان حكومات إسرائيل منذ الخطوة الاولى في المفاوضات، وهي تعمل بمنهجية على تهميش القضايا الاساسية، وإختطاف المفاوض الفلسطيني للشكليات. وبالتالي التأكيد امام القاصي والداني من الموفدين الامميين او قادة وممثلي الدول بدءا من اميركا وانتهاءا باي دولة تزورنا، بالتمسك بحقوقنا المعروفة والثابتة، لاسيما واننا قدمنا سلفا كل التنازلات المطلوبة. كما تتحمل الدول الشقيقة ايضا المسؤلية، لكونها تتصرف بطريقة خاطئة تجاه مصالحنا الوطنية، وتعتبرها ثانوية امام حساباتها ومصالحها الوطنية، لا بل انها تستخدم قضيتنا وفق اجنداتها الضيقة او تتساوق او تصمت عن السياسات الاميركية المنحازة لاسرائيل، وتحاول الضغط على القيادة للقبول مع الرؤى القاصرة والتجزيئية للاهداف الفلسطينية، التي تسيء للنضال الوطني والقيادة على حد سواء. اضف الى ان الامم المتحدة والقوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة، التي فرضت نفسها راعيا اساسيا لعملية السلام، عليها قدر كبير من المسؤلية، لانها تخضع لابتزاز دولة الاحتلال الاسرائيلية، وتغمض العين عن جرائمها، وتحرص على مجاراتها في رؤاها ومخططاتها المعادية لمصالح الشعب الفلسطيني، مما يجعلها تميل بثقلها السياسي والمالي للضغط على القيادة الفلسطينية، وتلوح بالعصا الغليظة في وجهها، بدل ان تلوح بتلك العصا في وجه إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، التي ترفض خيار السلام، وتعمل على منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وترفض من حيث المبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين لاراضيهم وديارهم، التي هجروا منها عام النكبة 1948.
إذا آن الآوان على جهات الاختصاص إعادة الامور لنصابها، ورفض كل اشكال الابتزاز الاسرائيلية او الاميركية والعربية، والتأكيد على الثوابت آنفة الذكر، دون رفض اي تنازلات إسرائيلية مهما كانت، والتعامل معها كتحصيل حاصل، وعلى إعتبارها جزءا من حقوقنا الوطنية وليست منة من دولة الاحتلال.
تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
لجأ العديد من ابناء فلسطين اللاجئين الى الخليج للعمل بها بعد نكبة 1948 ونكبة ال 1967 نظرا لقلة عدد ابناء الخليج المثقفين وحاجة الخليج الماسة للعاملين في كافه الوظائف تعليم وصحه وهندسه واداراه. عرف الشعب الفلسطيني انه شعب مجد ومثقف وذكي ومخلص، وحاز على تقدير واعجاب الخليجيين، وارتكزت جميع الدول الخليجية منذ القدم على ابناء فلسطين اللاجئين لتطويرها خاصه بمجال التعليم لا نه لم يكن من المتاح الاستعانة على العمالة الأجنبية في التعليم بسبب اللغة، واثبتوا جدارتهم وترقوا في سرعه قياسيه. لكن للأسف دول الخليج عرفت بالعنصرية ولم تقدر جهود وتضحيات الفلسطينيين لبناء بلدهم وتعليم ابناءهم او حتى تراعي ظروفهم، اضف ان الخليجيين كانوا يشعرون بالغيرة من ذكاء وموهبه الفلسطيني ونشاطه بالعمل. لذا مع زياده عدد الخريجين من ابناءهم كانت تستغنى عن الفلسطيني لتحل محله مواطن خليجي من ابناءها بدون ان تقدم أي سبب مقنع سوى انها ليست بحاجه اليه. لم تكن تراعي ظروف اللاجئين الفلسطينيين ان لا وطن لهم وقضوا سنوات عمرهم في خدمتهم، فكانت تنهي اقامه الفلسطيني وتطالبه الرحيل من البلد. بل هناك من طردوا من البلد لا سباب سياسيه بحته او لوشاية من أي شخص عارض انه انتقد شيخ من شيوخهم. تفاقمت هذه الازمه مع موقف المنظمة ابان حرب الكويت حين رفضت تدخل امريكا، فتفاجئنا بانتقام الخليجيين على الجالية الفلسطينية فيها بشكل جماعي. انهت على سبيل المثال البحرين عقود معظم المدرسين فيها من الفلسطينيين تدريجيا بحجة بحرنه الوظائف كما طردت الكويت الفلسطينيين منها بحجة موقف المنظمة. وقبل عدة سنوات قامت الامارات ايضا بأنهاء عقود الفلسطينيين في سلك التعليم ووظائف اخرى بدون اسباب مقنعه.
عرفت الخليج بطردها الفلسطيني من البلد تحت أي مخالفه قانونيه بسيطة وان قام بها مراهق ولا يهمها ان يكون لاجئا. والغريبة ان الخليج عندما كانوا ينهون عقد فلسطيني لاجئ ويرحلونه يفاجئون انه يظل عالقا في المطار لان مصر لا تقبل به خاصه قبل انسحاب اسرائيل من القطاع عام 2005، ومن ثم يظل عالقا في المطار حتى يفرج الله عليه باي طريقه. وبذلك نرى ان الخليج من اقسى الناس تعاملا مع الفلسطيني فلا يحملون ادنى تقدير او رحمه لظروفه ويبدون مصالحهم على مصالح اللاجئ الفلسطيني. واعتبر تصرفهم هذا حيال الفلسطيني اعدام له، فليس من السهل ان يجد رب عائله في الاربعينات من العمر عملا اخر وقد بات بدون بلد يأوي اليه ويستضيفه. قارنوا ذلك مع اوروبا التي تسمح للفلسطيني اللاجئ طلب لجوء اذا تعسرت به السبل وتقدم له البلد كافة الخدمات الإنسانية من الإقامة وراتب وعمل وسكن وتوطين ايضا.
حتى في نظام الفيزا، توضع انظمه خاصه للتعامل مع الفلسطيني لمنعه من القدوم لبلادهم. حاولت مره ان احصل على فيزا للسعودية فرفضوا ذلك وقالوا لي ان السعودية لديها تعليمات جديده بعدم اعطاء الفلسطيني فيزا لأي سبب كان عدا الحج والعمرة او ان يكون من المقيمين بها مسبقا. يمنع الفلسطيني من الحصول على فيزا عمل او زياره او دراسة او حتى مرور لدوله اخرى. حاججتهم انني في التسعينات دخلت مرور مع عائلتي للاردن، فقالوا ان القوانين تغيرت. هذا بالإضافة انه لا تمنح فيزا لأي امراه بدون محرم وتمنع حتى من الحج من دون محرم.
اردت من هذا توضيح وكشف مدى العنصرية التي تتعامل فيه دول الخليج مع الفلسطيني وخاصه اللاجئين منهم من منطلق خبرتي الشخصية. وكما ذكرت ان الفلسطيني يرحل في دول الخليج لمجرد وشاية كيديه انه انتقد شيخ او شخصيه مرموقه، لذلك اذا اختلف أي خليجي مع فلسطيني كان يذهب ويدعي ان الفلسطيني قد انتقد الشيخ الفلاني وفي لمح البصر يطرد من البلد. لكن لم اسمع ان يعدم فلسطيني بسبب خلاف له مع مواطن خليجي كما حدث في حاله الشاعر الفلسطيني اشرف فياض. قرات له العديد من الابيات الشعرية ورايت كم انه شاعر موهوب ومصمم موهوب ايضا، بينما الخليجيون يشعرون بالغيرة من ذكاء وموهبه واجتهاد الفلسطيني، وهذا سبب حتمي للتعامل معه بهذه الدونية واصدار حكم الاعدام عليه بدون ادنى رحمه ظلما وبهتانا.
من الواضح ان سبب حكم الاعدام كما توقعت هي شكوى كيديه من مواطن سعودي اختلف معه يتهمه باطلا بالإلحاد، ولم يستطع ان يأتي احد باي ابيات شعريه له تدلل على الحاده، بل معظم اشعاره تمجد القدس والنضال الفلسطيني ببلاغه نادرة المثيل. هل الشيوخ والقضاه السعوديون بهذه السذاجة والافتراء ان يجهلوا احكام الالحاد وكيف يثبت على الشخص الحاده الذي يستحق معه القتل ؟؟؟ علامات الالحاد لا يمكن اثباتها الا بالنية المبيته بالكفر بالله ويعلن بها الملحد جهارا فيكفر بالله ورسوله وانبياءه وملائكته واليوم الاخر علانيه، ويمارس الحاده في كافة نواحي حياته كأن يسب الله ورسوله ولا يصلي ولا يصوم ويتعمد الزواج من كافره. لا يؤول الالحاد من بيت شعر لا يحمل أي معني للإلحاد. بل حتى عدم الصلاة والصوم لم تكفر المسلم حسب راي جمهور الفقهاء. كما لا يحق للسعودية ان تحكم بحكم بالإعدام على مواطن لم يرتكب فعل جنائي، وعليها ان ترحله لوطنه الاصلي. واما ان كان كانت شبهه الحاده بسبب اطاله شعره، فالمعروف ان الصحابة في عهد السلام كانوا يطيلون اشعارهم وهي سنه، فما هو الجرم الذي ارتكبه بآطاله شعره ؟؟
ان كانت هيئه الامر بالمعروف والنهي على المنكر تريد ان تعدم اشخاص على اراءهم او افكارهم العابرة او على تسريحه شعرهم، فالأولى لها ان تراقب ماذا يفعل شباب السعودية وفتياتهم بالأنترنت وتحاسبهم على سوء استخدامهم له او حتى تقطعه عنهم في افضل الاحوال لان السعودية ضربت الرقم القياسي في الاستغلال السيء للنت نظرا للكبت الذي يعيشونه. او ليحاسبوا كل سعودي لا يلتزم بتعاليم الاسلام. هل تجرأ السعودية ان تفعل ما فعلته مع اشرف فياض لو كان سعوديا ؟؟ حتما لا. بدأت اتعاطف مع اتهامات ايران للسعودية بتعمد الإهمال في الحج مما تسبب في قتل المئات من الاجانب.
قال الله عز وجل (( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ))
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا))
قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ))
حتى الملحد عندما يلحد يعطى فرصه للتوبة ليعود للإسلام فلا يقام عليه الحد‘ بينما الشاعر اشرف فياض انكر كفره من الاساس. فليأتوا بأبياته التي يكفر بها بالله ورسوله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الاخر على ان يعلن عن كفره ويصر به علنا بلا رجعه امام جميع وسائل الاعلام. الرسول لم يجرأ قتل الوحشي الذي قتل عمه حمزه لمجرد نطقه لا اله الا الله، فكفانا استهتارا واستخفافا بمستقبل وارواح الفلسطينيين. عانينا كفلسطينيين التهجير والقتل وكافه انواع الذل الذي رأيناه من اليهود والعرب ايضا ورابطنا بدون ان ينصرنا احد من المسلمين، فان لم تريدوا نصرتنا في مصابنا وجهادنا فكفوا عنا شروركم يا اهل الخليج. يا اهل الخليج تفننتم بإذلال الفلسطيني حتى وصلتم لإعدامه، فاتقوا الله يوم الحساب. وارجو من السلطة الفلسطينية ان تهب فورا لإنقاذ ابن فلسطين من حكم الاعدام الجائر او على الاقل تطالبهم ان يعلن الحاده على وسائل الاعلام بدون رجعه ولا تخشى في الله لومة لائم. كما ارجو من جميع وسائل الاعلام الفلسطينية ان تتضامن معه لا طلاق سراحه وتكريمه على موهبته.
اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ.