Haneen
2016-01-20, 11:46 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
العناوين:-
v إسرائيل تدفن رأسها في الرمال!!
بقلم: حديث القدس – القدس
v ماذا علّمني موطني؟!
بقلم: رامي مهداوي – الايام
v نبض الحياة - نظرتان إسرائيليتان
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v هل انتهى فعليا خيار حل الدولتين؟
بقلم: سمير عباهرة – PNN
إسرائيل تدفن رأسها في الرمال!!
بقلم: حديث القدس – القدس
تصاعد وتيرة الأحداث والمواجهات في الأراضي المحتلة، يأتي بعكس تقديرات وخبراء الأمن في اسرائيل الذين يدعون ان الهبّة الجماهيرية بدأت تخفت، وبعكس تحليلات وتقديرات الأوساط الاسرائيلية التي تعتقد ان بعض "التسهيلات" هنا وهناك يمكن ان تؤدي الى انتهاء حالة الغضب الجماهيري من استمرار الاحتلال واستمرار اعتداءات متطرفيه ومستوطنيه بما في ذلك اقتحامات المسجد الاقصى المبارك التي لم تتوقف.
إن ما يجب ان يقال هنا ان قادة اسرائيل يدفنون رؤوسهم في الرمال ويرفضون رؤية الواقع على حقيقته، تماما كما يرفضون الاعتراف بالاسباب الحقيقية وراء هذه الهبة الجماهيرية التي لم يبادر لها هذا الفصيل او ذلك ولم تأت بسبب ما تزعمه اسرائيل من تحريض من قبل السلطة الفلسطينية.
يجب ان تدرك اسرائيل وحكومتها المتطرفة ومستوطنوها ولهذا الغضب الفلسطيني يقف في مقدمتها رفض الشعب الفلسطيني بكل فئاته لاستمرار الاحتلال والاستيطان ورغبة الشعب الفلسطيني في انتزاع حقوقه المشروعة بعد ان افشلت اسرائيل كل جهود السلام واصرت على مواصلة الاستيطان والاستمرار في التنكر للحقوق الفلسطينية وضربت بعرض الحائط "خريطة الطريق" و"حل الدولتين".
لقد كشف الاحتلال مجددا عن وجهه الحقيقي برفضه الاستماع الى صوت المنطق والاقرار بمعطيات الواقع وفي مقدمتها ان الشعب الفلسطيني سئم هذا الاحتلال غير المشروع ويرفضه ويتطلع الى العيش حرا كريما على ترابه الوطني في دولته المستقلة ذات السيادة بعيدا عن غطرسة الاحتلال وقمعه وبعيدا عن تعالي المستوطنين وعدوانيتهم.
الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل بل يتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية بينما تتمسك هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بتكريس الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والتسامح مع اعتداءات متطرفيها على حرمة المسجد الاقصى المبارك عدا عن اطلاق العنان للمستوطنين وحمايتهم في عدوانهم على الفلسطينيين واراضيهم وممتلكاتهم.
ولهذا نقول ان محاولة هذه الحكومة الاسرائيلية تضليل الرأي العام العالمي وحتى تضليل الاسرائيليين انفسهم فيما يتعلق بأسباب هذه الهبة الجماهيرية، انما يعني ان هذه الحكومة تصر على مواصلة التصعيد والعبث بأمن واستقرار المنطقة.
ولذلك واذا كانت اسرائيل معنية بالهدوء والامن والاستقرار والسلام فان عليها اولا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الممثل منذ عام ١٩٦٧ بما في ذلك القدس العربية، وإلاعلان عن استعدادها لانهاء إحتلالها غير المشروع واحترام والالتزام بفترة زمنية محددة لانهاء هذا الاحتلال الذي يرفضه الشعب الفلسطيني بأسره.
ماذا علّمني موطني؟!
بقلم: رامي مهداوي – الايام
الاسبوع الماضي كتبت لكم عن مبادرة شبابية ستنفذ اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً على صعيد الوطن والعالم، مبادرة #لنغني_موطني_معاً، لي الشرف أن أكون عضو في فريق العمل، اذا سمحتم لي سأتحدث اليوم في مقالي هذا عن الدروس والعبر والاستخلاصات التي تعلمتها خلال هذه المبادرة، على أمل إبراز ما وراء الكواليس التي أعتقد بأنها المصنع الأساسي لأي فعل، فما وراء الفعل يجب عدم إغفاله لأن أساس الفعل ذاته.
جميع أبناء شعبنا في المهجر والشتات والداخل، وبمعنى أشمل أينما تواجد الفلسطيني على الكرة الأرضية هو جاهز لأي فعل يخدم فلسطين، وهنا يجب التركيز فقط..فقط.. على الهدف النهائي وهو فلسطين، دون أي توجيه واستثمار هذا الفعل لأي حزب أو مؤسسة أو شخص كان، لهذا علينا كشعب تنظيم وإعادة الرؤيا للسياق العام للقضية الفلسطينية، وخصوصاً بأن أدوات النظام السياسي أصبحت بعيدة كل البعد عن الفلسطيني بل أصبحت ثقل يحمله المواطن الفلسطيني أينما كان دون موافقته ورفضه لهذا الحمل، لهذا نجد الفلسطيني يبتعد عن أي فعل يأتي من أشخاص أو/و مؤسسات لا يؤمنون بأنهم أصبحوا في زمن الشيخوخة والموت السريري، والبعض لا يعلم بأنه ميت!!
القطاع الخاص الفلسطيني، يؤمن بالنتيجة والمحصلة النهائية للفعل، وهذا حقه لأنه لا يريد أن يبعثر أمواله دون نتيجة أو فائدة، لا يوجد شركة أو شخص ينتمي لهذا القطاع إلا وقدم ما يمكن أن يقدمه. لقد شارك أبناء هذا القطاع من داخل مؤسساتهم كل حسب اختصاصه، القضية ليست أموال إذن كعائق للفعل بقدر ما هو التفكير بكيفية الحصول على نتائج مثمرة دون أي خسائر، الكثير من الشركات الخاصة والأفراد ساهموا دون أن يتم الطلب منّا بوضع شعارهم أو نروج لهم، وهنا مربط الفرس بأنه علينا نحن أنقنعهم بأهمية الحدث المراد دعمه وبأنه يهدف فلسطين أولاً وأخيراً.
وعلى صعيد الأدوات لأي فعل؛ من المهم جداً استخدام الوسائل الجديدة التي أصبحت جزء منّا دونما أن نشعر، مثل الموبايل، اللابتوب، آي باد، والبرامج الإلكترونية المتنوعة التي أصبحت تتكاثر دون السيطرة عليها، لهذا الجيل الشاب الفلسطيني أصبح كجيش مسلح بأدوات عبارة للقارات يصل من خلال الصورة والفيديو والكلمة لأي مكان يريده، أصبحت الأفكار والمواد تتناقل من الخليل الى شيكاغو الى عكا الى الجزائر الى الناصرة الى طولكرم الى عمان الى رفح... الى العالم. أصبحت الأدوات والأفكار المبدعة تحدث الفعل بأكمل وجه وتصيب الهدف المراد، هذا الجيش الإلكتروني متواجد متناثر بشكل عشوائي لكنه منظم فيما بينه، يستخدم لغة مختلفة عن ما نسمعه بشكل يومي في نشرات الأخبار، والتي أصبحت صدئة متآكلة على ذاتها وعلى من يطلق هذه التصريحات الواهية.
علمني موطني بأن الفعل هو أساس الكلمة، من يعمل في الميدان أفضل من ينتقد كونه ليس جزء من الفعل، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ميدان الفعل مفتوح للجميع، نعتذر ممن أرادوا أن يكونوا أولياء على الفعل بمعنى أن يريد أن يكون المايسترو وهو لا يتقن العزف على أي آلة موسيقية، نعتذر ممن كان على فراشه نائم ولا يعجبه الفعل كونه لا يتقن سوى نقد الفعل، علمني موطني بأن أفضل نقد للفعل هو فعل آخر يطور الفعل أو الفكرة دون أن تحطم ما يتم تنفيذه، علمني موطني بأن المريض يريد جميع من حوله مريضاً والمهزوم يتمنى أن تصبح مثله خاسر، علمني موطني بأن الحب وحده لا يحرر الوطن، الجسد، الروح.
موطني ليست فكرة وتنتهي، موطني بالتأكيد يريد أكثر من مجرد غناء ونشيد وعلم، لكن أجمل ما في موطني بأن الجميع يريد أن يعزف بالآلة التي يتقن العزف عليها، خلال الأيام الماضية رأيت شباب تبكي وهي تنشد موطني، رأيت كبار السن ينشدون موطني من قلبهم، رأيت ذوي الإعاقة ينشدون ويعزفون موطني والصم ينشدون موطني بلغتهم الخاصة، رأيت رجال ونساء خانتهم أحلامهم في بناء بيت وعائلة في الوطن فغادروا والوطن معهم ورحلوا لكنهم مازالوا ينشدون موطني، موطني ليس مجرد نشيد للفلسطيني، موطني ليست كلمة، موطني أكبر من الجميع.. لكن بحاجة الى عمل الجميع... لن أقول شكراً لكل من ساهم في هذه المبادرة لأن موطني يطلب منهم أن يقدموا كل ما لديهم من أفكار وطاقات وعمل حتى نراه سـالما مـنـعـما و غانـما مـكرما.
نبض الحياة - نظرتان إسرائيليتان
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
الساحة السياسية الاسرائيلية تعيش حالة جدل سياسي بشأن الهبة الشعبية الفلسطينية. الحكومة وائتلافها اليميني المتطرف، يعيشون حالة تخبط وإرباك سياسي، مع انهم تخندقوا في المربع الامني، ولجأوا لتصعيد جرائمهم وعمليات إعدامهم الميدانية للاطفال الفلسطينيين، لكنهم ابتعدوا كثيرا عن المعالجة السياسية. تيارات المعارضة الاسرائيلية منقسمة بين ما يمثله حزب "العمل" وحزب "إسرائيل بيتنا"، الثاني يزاود على الحكومة بالتطرف، والاول يراوح في مستنقع الميوعة وغياب القراءة الدقيقة، بالمحصلة يركض خلف سياسات نتنياهو. وبالتالي هناك شبه إجماع بين الموالاة والمعارضة على التمترس في مواقع الحل الأمني. الفرق إن وجد شكلي.
الاتجاه العقلاني مثله العديد من مكونات الشارع الحزبي والاعلامي والامني، منهم: حزب "ميرتس" وحركة "السلام الآن" والعديد من الجنرالات المتقاعدين والعديد من كتاب الرأي، الذين طرحوا أكثر من سؤال على صناع القرار الاسرائيلي منها: على فرض تمت السيطرة على الحراك الشعبي الفلسطيني الآن، ما هي النتيجة المتوقعة؟ هل سينتهي الصراع؟ وهل سيستسلم الفلسطينيون؟ وإلى متى؟ وما هو الزمن الافتراضي للصمت الفلسطيني؟ وهل التوجهات الزجرية الارهابية، هي الحل؟ ولماذا لا يتم الانفصال عن الفلسطينيين؟ لماذا لا يتم تقديم بوادر الأمل لهم من خلال الالتزام بالحل السياسي؟ وألم تؤد سياسات نتنياهو للمزيد من عزلة إسرائيل؟ وعلى ماذا تراهن الحكومة؟ وهل العالم سيقبل باستمرار تعثر عملية السلام؟ وإلى متى يمكن لأميركا، التي تطاول عليها نتنياهو، وضع رأسها في الرمال، لتغطي عورات وجرائم إسرائيل؟ وألم تحرج سياسات الحكومة "الأصدقاء" العرب؟ وألم تحدث الهبة تقسيما للقدس على حدود الهدنة التاريخي؟ ولماذا يواصل المستوطنون والوزراء والنواب الاقتحامات للمسجد الأقصى؟ والى متى ستبقى الدولة الاسرائيلية أسيرة سياسات اليمين المتطرف العدمية؟
اسئلة، تحمل في طياتها أجوبة وردا على خيار الحكومة المتطرفة، واتهامات واضحة وجلية في عمقها، لنتنياهو شخصيا عن المآل، الذي اتخذه في دفع إسرائيل نحو المجهول، وانتفاء اي رؤية سياسية سوى الثرثرة اللغوية الفارغة، واجترار خطاب ملتبس، مطاط، غامض وحمال اوجه، وتزوير للحقائق، وتحريض على القيادة الفلسطينية وشخص الرئيس محمود عباس بشكل خاص، والاستفادة المؤقتة من حالة الترهل العربية والتساوق الأميركي.
النظرتان الاسرائيليتان في حالة اشتباك، وان كانت الكفة تميل لصالح ائتلاف الحكومة ومن لف لفها، لا سيما وان الشارع الاسرائيلي، ما زال يخضع لعملية تضليل شديدة وتزوير للحقائق التاريخية والآنية، ما يدفع به للميل نحو مواقع اليمين واليمين المتطرف الصهيوني.
إخراج المجتمع الاسرائيلي من منطق الجيتو والانعزالية والتطرف، يحتاج الى تصعيد الهبة الشعبية في كل الميادين لمضاعفة تكاليف الاحتلال، والربط العميق بين اشكال النضال المختلفة: السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والتربوية والثقافية / الاعلامية والصحية، ووضوح الرؤية السياسية البرنامجية، ومغادرة مواقع التلكؤ والتعثر السياسي، وعنوانها أولا سحب البساط من تحت اقدام الرعاية الاميركية؛ وثانيا الخروج من شرنقة الرهان على المفاوضات العبثية؛ ثالثا العمل مع الأشقاء والأصدقاء الأمميين على انتزاع قرارات أممية من مجلس الامن، لتأمين الحماية الدولية، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان الاستيطاني، وضع جدول زمني لانهاء الاحتلال والتمهيد لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194؛ رابعا مواصلة العمل في اوساط الشارع الاسرائيلي لاستقطاب قوى جديدة لصالح خيار حل الدولتين المتفق عليه، وايضا التكامل مع ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفق ظروفهم الخاصة لاحداث الاختراق في اوساط اليهود الصهاينة؛ خامسا توطيد الوحدة الوطنية لتعزيز عوامل الصمود، ومواجهة التحديات الاسرائيلية والأميركية.
هل انتهى فعليا خيار حل الدولتين؟
بقلم: سمير عباهرة – PNN
منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، طرحت مبادرات ومشاريع كثيرة لتسوية القضية الفلسطينية سواء كانت مبادرات ومشاريع عربية ام اسرائيلية ام دولية. وكان الاطار العام لتلك المبادرات والمشاريع العربية المطروحة يركز على الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والإطار العام للمشاريع الاسرائيلية يركز على انهاء حالة الحرب وإقامة علاقات طبيعية مع البلاد العربية مع التنكر التام للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. اما الاطار العام للمشاريع الدولية فكانت تحاول الجمع بين الرؤى العربية والإسرائيلية وحسب الجهة التي تطرح المشروع وطبيعة علاقتها مع الطرفين مع وجود بعض المؤثرات الخارجية والضغوط التي تمارس على الجهة التي تطرح المشروع كما هو حاصل الان من ضغوط امريكية على فرنسا لعدم طرح مشروعها في مجلس الامن لحل النزاع وتحديده بسقف زمني معين وإجراء بعض التغييرات عليه.
وفي اواخر الثمانينات ونتيجة لعوامل ومتغيرات كثيرة داخلية وإقليمية ودولية ،بدأت اطراف النزاع تتجه نحو الحلول الوسط وتسعى لإيجاد تسوية سياسية تحقق لها اكبر قدر من المكاسب في ظل الظروف السائدة وموازين القوى القائمة. ومن تلك العوامل والتطورات والمتغيرات اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى في اواخر العام 1987 والتي شكلت نقطة تحول في العلاقة التي دامت اكثر من عشرين عاما بين اسرائيل والأراضي المحتلة, وكذلك بدء الانفراج في العلاقة بين القوتين العظمتين وتراجع اهمية المعسكر الاشتراكي واتجاهه نحو الانحلال ونجاح جهود الوساطة لقيام حوار امريكي فلسطيني. وتوصل المجلس الوطني الفلسطيني الى قرارات سياسية هامة تنازل بموجبها عن تدمير اسرائيل وسعى لتحقيق تسوية سياسية معها على اساس الاعتراف المتبادل والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني. واستجابت منظمة التحرير الفلسطينية للدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة لتسوية المشكلة الفلسطينية عقب الانتهاء من حرب الخليج الثانية حيث توصلت الولايات المتحدة الى قناعة وبتأثير من اطراف دولية اخرى بان عدم حل القضية الفلسطينية سيبقي المنطقة في حالة توتر وصراع دائم وبأن عدم حصول الفلسطينيين على حقوقهم بإقامة دولتهم فان المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار وهذه حقيقة اقرتها واعترفت بها الولايات المتحدة وأكدت عليها في اكثر من موقف وعلى لسان رؤسائها المتعاقبين بأن التسوية السياسية يجب ان تفضي لإقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ان استجابة اسرائيل للانخراط في ملف التسوية كان ضمن الشروط التي اطلقتها الولايات المتحدة وكانت تدرك اسرائيل ان المحصلة النهائية لمفاوضات السلام يجب ان تنتهي بإقامة دولة فلسطينية على اساس حدود الرابع من حزيران 1967، لكن اسرائيل ورغم استجابتها وانخراطها في ملف التسوية إلا انها كانت تملك رؤية معينة لإنهاء الصراع تختلف عن الرؤى المطروحة الأخرى حيث نادت كافة الاطراف بأن التسوية يجب ان تتم وفق منظور حل الدولتين وعلى هذا الاساس بدأت المفاوضات بين الجانبين التي استمرت ما يزيد عن العشرون عاما، واستمرت اسرائيل في التهرب من استحقاقات عملية السلام الى ان توقفت كافة الجهود الدولية لإنعاش هذه العملية التي كتب نتنياهو شهادة الوفاة لها.
وثارت آمال عريضة بأن تتمكن الاسرة الدولية من احياء العملية المتوقفة والجمود السياسي الحاصل والذي ترك تداعياته على الواقع الدولي ، الى ان اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة والتحركات الدولية التي رافقتها بضرورة وقف كل اعمال “العنف ” القائم لكن لم يتطرق اي من المبعوثين الدوليين لصلب المشكلة الرئيسية وهي توقف عملية السلام واستمرار تنكر اسرائيل للحقوق الوطنية الفلسطينية وربما ادركت اسرائيل بعد فشل الجهود الدولية في التوصل الى تهدئة من ان تمارس ضغوط جديدة عليها لدفعها للعودة الى طاولة المفاوضات على اساس حل الدولتين والذي يكاد ان يختفي هذا المصطلح من القاموس السياسي الدولي بعد ما اختفى من قاموس اسرائيل السياسي، اذ ان الاجابة جاءت على لسان الوزير الاسرائيلي “اوفير اكونيس” والمقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال ان فكرة حل الدولتين “قد ماتت” واستبعد قيام دولة فلسطينية “على الإطلاق ” هذه هي الرؤيا الاسرائيلية لحل النزاع في ظل تراجع المجتمع الدولي عن اهتماماته في مشكلة الشرق الاوسط وفي مقدمته الولايات المتحدة صاحبة الدعوة لمسيرة التسوية السلمية والتي لم تستطع الدفاع عن مواقفها وعن قراراتها التي اتخذتها بخصوص تسوية النزاع.
وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة تأثرت بالمواقف الاسرائيلية الاخيرة والعوامل الجديدة التي حاولت اسرائيل ادخالها على عملية السلام وحل الدولتين ومطالبتها القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل كشرط اساسي للاعتراف بدولة فلسطينية والتخلي بشكل كامل عن موضوع عودة اللاجئين وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية بشدة وأصرت على مواقفها بعدم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وما ينجم عنها من مخاطر، وإزاء المواقف الدولية التي يشوبها صمت غريب استمرت اسرائيل في تجاوزها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تلك القرارات التي كفلت الحقوق الفلسطينية.
العناوين:-
v إسرائيل تدفن رأسها في الرمال!!
بقلم: حديث القدس – القدس
v ماذا علّمني موطني؟!
بقلم: رامي مهداوي – الايام
v نبض الحياة - نظرتان إسرائيليتان
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v هل انتهى فعليا خيار حل الدولتين؟
بقلم: سمير عباهرة – PNN
إسرائيل تدفن رأسها في الرمال!!
بقلم: حديث القدس – القدس
تصاعد وتيرة الأحداث والمواجهات في الأراضي المحتلة، يأتي بعكس تقديرات وخبراء الأمن في اسرائيل الذين يدعون ان الهبّة الجماهيرية بدأت تخفت، وبعكس تحليلات وتقديرات الأوساط الاسرائيلية التي تعتقد ان بعض "التسهيلات" هنا وهناك يمكن ان تؤدي الى انتهاء حالة الغضب الجماهيري من استمرار الاحتلال واستمرار اعتداءات متطرفيه ومستوطنيه بما في ذلك اقتحامات المسجد الاقصى المبارك التي لم تتوقف.
إن ما يجب ان يقال هنا ان قادة اسرائيل يدفنون رؤوسهم في الرمال ويرفضون رؤية الواقع على حقيقته، تماما كما يرفضون الاعتراف بالاسباب الحقيقية وراء هذه الهبة الجماهيرية التي لم يبادر لها هذا الفصيل او ذلك ولم تأت بسبب ما تزعمه اسرائيل من تحريض من قبل السلطة الفلسطينية.
يجب ان تدرك اسرائيل وحكومتها المتطرفة ومستوطنوها ولهذا الغضب الفلسطيني يقف في مقدمتها رفض الشعب الفلسطيني بكل فئاته لاستمرار الاحتلال والاستيطان ورغبة الشعب الفلسطيني في انتزاع حقوقه المشروعة بعد ان افشلت اسرائيل كل جهود السلام واصرت على مواصلة الاستيطان والاستمرار في التنكر للحقوق الفلسطينية وضربت بعرض الحائط "خريطة الطريق" و"حل الدولتين".
لقد كشف الاحتلال مجددا عن وجهه الحقيقي برفضه الاستماع الى صوت المنطق والاقرار بمعطيات الواقع وفي مقدمتها ان الشعب الفلسطيني سئم هذا الاحتلال غير المشروع ويرفضه ويتطلع الى العيش حرا كريما على ترابه الوطني في دولته المستقلة ذات السيادة بعيدا عن غطرسة الاحتلال وقمعه وبعيدا عن تعالي المستوطنين وعدوانيتهم.
الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل بل يتمسك بحقوقه الثابتة والمشروعة التي اقرتها الشرعية الدولية بينما تتمسك هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بتكريس الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والتسامح مع اعتداءات متطرفيها على حرمة المسجد الاقصى المبارك عدا عن اطلاق العنان للمستوطنين وحمايتهم في عدوانهم على الفلسطينيين واراضيهم وممتلكاتهم.
ولهذا نقول ان محاولة هذه الحكومة الاسرائيلية تضليل الرأي العام العالمي وحتى تضليل الاسرائيليين انفسهم فيما يتعلق بأسباب هذه الهبة الجماهيرية، انما يعني ان هذه الحكومة تصر على مواصلة التصعيد والعبث بأمن واستقرار المنطقة.
ولذلك واذا كانت اسرائيل معنية بالهدوء والامن والاستقرار والسلام فان عليها اولا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الممثل منذ عام ١٩٦٧ بما في ذلك القدس العربية، وإلاعلان عن استعدادها لانهاء إحتلالها غير المشروع واحترام والالتزام بفترة زمنية محددة لانهاء هذا الاحتلال الذي يرفضه الشعب الفلسطيني بأسره.
ماذا علّمني موطني؟!
بقلم: رامي مهداوي – الايام
الاسبوع الماضي كتبت لكم عن مبادرة شبابية ستنفذ اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً على صعيد الوطن والعالم، مبادرة #لنغني_موطني_معاً، لي الشرف أن أكون عضو في فريق العمل، اذا سمحتم لي سأتحدث اليوم في مقالي هذا عن الدروس والعبر والاستخلاصات التي تعلمتها خلال هذه المبادرة، على أمل إبراز ما وراء الكواليس التي أعتقد بأنها المصنع الأساسي لأي فعل، فما وراء الفعل يجب عدم إغفاله لأن أساس الفعل ذاته.
جميع أبناء شعبنا في المهجر والشتات والداخل، وبمعنى أشمل أينما تواجد الفلسطيني على الكرة الأرضية هو جاهز لأي فعل يخدم فلسطين، وهنا يجب التركيز فقط..فقط.. على الهدف النهائي وهو فلسطين، دون أي توجيه واستثمار هذا الفعل لأي حزب أو مؤسسة أو شخص كان، لهذا علينا كشعب تنظيم وإعادة الرؤيا للسياق العام للقضية الفلسطينية، وخصوصاً بأن أدوات النظام السياسي أصبحت بعيدة كل البعد عن الفلسطيني بل أصبحت ثقل يحمله المواطن الفلسطيني أينما كان دون موافقته ورفضه لهذا الحمل، لهذا نجد الفلسطيني يبتعد عن أي فعل يأتي من أشخاص أو/و مؤسسات لا يؤمنون بأنهم أصبحوا في زمن الشيخوخة والموت السريري، والبعض لا يعلم بأنه ميت!!
القطاع الخاص الفلسطيني، يؤمن بالنتيجة والمحصلة النهائية للفعل، وهذا حقه لأنه لا يريد أن يبعثر أمواله دون نتيجة أو فائدة، لا يوجد شركة أو شخص ينتمي لهذا القطاع إلا وقدم ما يمكن أن يقدمه. لقد شارك أبناء هذا القطاع من داخل مؤسساتهم كل حسب اختصاصه، القضية ليست أموال إذن كعائق للفعل بقدر ما هو التفكير بكيفية الحصول على نتائج مثمرة دون أي خسائر، الكثير من الشركات الخاصة والأفراد ساهموا دون أن يتم الطلب منّا بوضع شعارهم أو نروج لهم، وهنا مربط الفرس بأنه علينا نحن أنقنعهم بأهمية الحدث المراد دعمه وبأنه يهدف فلسطين أولاً وأخيراً.
وعلى صعيد الأدوات لأي فعل؛ من المهم جداً استخدام الوسائل الجديدة التي أصبحت جزء منّا دونما أن نشعر، مثل الموبايل، اللابتوب، آي باد، والبرامج الإلكترونية المتنوعة التي أصبحت تتكاثر دون السيطرة عليها، لهذا الجيل الشاب الفلسطيني أصبح كجيش مسلح بأدوات عبارة للقارات يصل من خلال الصورة والفيديو والكلمة لأي مكان يريده، أصبحت الأفكار والمواد تتناقل من الخليل الى شيكاغو الى عكا الى الجزائر الى الناصرة الى طولكرم الى عمان الى رفح... الى العالم. أصبحت الأدوات والأفكار المبدعة تحدث الفعل بأكمل وجه وتصيب الهدف المراد، هذا الجيش الإلكتروني متواجد متناثر بشكل عشوائي لكنه منظم فيما بينه، يستخدم لغة مختلفة عن ما نسمعه بشكل يومي في نشرات الأخبار، والتي أصبحت صدئة متآكلة على ذاتها وعلى من يطلق هذه التصريحات الواهية.
علمني موطني بأن الفعل هو أساس الكلمة، من يعمل في الميدان أفضل من ينتقد كونه ليس جزء من الفعل، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن ميدان الفعل مفتوح للجميع، نعتذر ممن أرادوا أن يكونوا أولياء على الفعل بمعنى أن يريد أن يكون المايسترو وهو لا يتقن العزف على أي آلة موسيقية، نعتذر ممن كان على فراشه نائم ولا يعجبه الفعل كونه لا يتقن سوى نقد الفعل، علمني موطني بأن أفضل نقد للفعل هو فعل آخر يطور الفعل أو الفكرة دون أن تحطم ما يتم تنفيذه، علمني موطني بأن المريض يريد جميع من حوله مريضاً والمهزوم يتمنى أن تصبح مثله خاسر، علمني موطني بأن الحب وحده لا يحرر الوطن، الجسد، الروح.
موطني ليست فكرة وتنتهي، موطني بالتأكيد يريد أكثر من مجرد غناء ونشيد وعلم، لكن أجمل ما في موطني بأن الجميع يريد أن يعزف بالآلة التي يتقن العزف عليها، خلال الأيام الماضية رأيت شباب تبكي وهي تنشد موطني، رأيت كبار السن ينشدون موطني من قلبهم، رأيت ذوي الإعاقة ينشدون ويعزفون موطني والصم ينشدون موطني بلغتهم الخاصة، رأيت رجال ونساء خانتهم أحلامهم في بناء بيت وعائلة في الوطن فغادروا والوطن معهم ورحلوا لكنهم مازالوا ينشدون موطني، موطني ليس مجرد نشيد للفلسطيني، موطني ليست كلمة، موطني أكبر من الجميع.. لكن بحاجة الى عمل الجميع... لن أقول شكراً لكل من ساهم في هذه المبادرة لأن موطني يطلب منهم أن يقدموا كل ما لديهم من أفكار وطاقات وعمل حتى نراه سـالما مـنـعـما و غانـما مـكرما.
نبض الحياة - نظرتان إسرائيليتان
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
الساحة السياسية الاسرائيلية تعيش حالة جدل سياسي بشأن الهبة الشعبية الفلسطينية. الحكومة وائتلافها اليميني المتطرف، يعيشون حالة تخبط وإرباك سياسي، مع انهم تخندقوا في المربع الامني، ولجأوا لتصعيد جرائمهم وعمليات إعدامهم الميدانية للاطفال الفلسطينيين، لكنهم ابتعدوا كثيرا عن المعالجة السياسية. تيارات المعارضة الاسرائيلية منقسمة بين ما يمثله حزب "العمل" وحزب "إسرائيل بيتنا"، الثاني يزاود على الحكومة بالتطرف، والاول يراوح في مستنقع الميوعة وغياب القراءة الدقيقة، بالمحصلة يركض خلف سياسات نتنياهو. وبالتالي هناك شبه إجماع بين الموالاة والمعارضة على التمترس في مواقع الحل الأمني. الفرق إن وجد شكلي.
الاتجاه العقلاني مثله العديد من مكونات الشارع الحزبي والاعلامي والامني، منهم: حزب "ميرتس" وحركة "السلام الآن" والعديد من الجنرالات المتقاعدين والعديد من كتاب الرأي، الذين طرحوا أكثر من سؤال على صناع القرار الاسرائيلي منها: على فرض تمت السيطرة على الحراك الشعبي الفلسطيني الآن، ما هي النتيجة المتوقعة؟ هل سينتهي الصراع؟ وهل سيستسلم الفلسطينيون؟ وإلى متى؟ وما هو الزمن الافتراضي للصمت الفلسطيني؟ وهل التوجهات الزجرية الارهابية، هي الحل؟ ولماذا لا يتم الانفصال عن الفلسطينيين؟ لماذا لا يتم تقديم بوادر الأمل لهم من خلال الالتزام بالحل السياسي؟ وألم تؤد سياسات نتنياهو للمزيد من عزلة إسرائيل؟ وعلى ماذا تراهن الحكومة؟ وهل العالم سيقبل باستمرار تعثر عملية السلام؟ وإلى متى يمكن لأميركا، التي تطاول عليها نتنياهو، وضع رأسها في الرمال، لتغطي عورات وجرائم إسرائيل؟ وألم تحرج سياسات الحكومة "الأصدقاء" العرب؟ وألم تحدث الهبة تقسيما للقدس على حدود الهدنة التاريخي؟ ولماذا يواصل المستوطنون والوزراء والنواب الاقتحامات للمسجد الأقصى؟ والى متى ستبقى الدولة الاسرائيلية أسيرة سياسات اليمين المتطرف العدمية؟
اسئلة، تحمل في طياتها أجوبة وردا على خيار الحكومة المتطرفة، واتهامات واضحة وجلية في عمقها، لنتنياهو شخصيا عن المآل، الذي اتخذه في دفع إسرائيل نحو المجهول، وانتفاء اي رؤية سياسية سوى الثرثرة اللغوية الفارغة، واجترار خطاب ملتبس، مطاط، غامض وحمال اوجه، وتزوير للحقائق، وتحريض على القيادة الفلسطينية وشخص الرئيس محمود عباس بشكل خاص، والاستفادة المؤقتة من حالة الترهل العربية والتساوق الأميركي.
النظرتان الاسرائيليتان في حالة اشتباك، وان كانت الكفة تميل لصالح ائتلاف الحكومة ومن لف لفها، لا سيما وان الشارع الاسرائيلي، ما زال يخضع لعملية تضليل شديدة وتزوير للحقائق التاريخية والآنية، ما يدفع به للميل نحو مواقع اليمين واليمين المتطرف الصهيوني.
إخراج المجتمع الاسرائيلي من منطق الجيتو والانعزالية والتطرف، يحتاج الى تصعيد الهبة الشعبية في كل الميادين لمضاعفة تكاليف الاحتلال، والربط العميق بين اشكال النضال المختلفة: السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والتربوية والثقافية / الاعلامية والصحية، ووضوح الرؤية السياسية البرنامجية، ومغادرة مواقع التلكؤ والتعثر السياسي، وعنوانها أولا سحب البساط من تحت اقدام الرعاية الاميركية؛ وثانيا الخروج من شرنقة الرهان على المفاوضات العبثية؛ ثالثا العمل مع الأشقاء والأصدقاء الأمميين على انتزاع قرارات أممية من مجلس الامن، لتأمين الحماية الدولية، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان الاستيطاني، وضع جدول زمني لانهاء الاحتلال والتمهيد لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194؛ رابعا مواصلة العمل في اوساط الشارع الاسرائيلي لاستقطاب قوى جديدة لصالح خيار حل الدولتين المتفق عليه، وايضا التكامل مع ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفق ظروفهم الخاصة لاحداث الاختراق في اوساط اليهود الصهاينة؛ خامسا توطيد الوحدة الوطنية لتعزيز عوامل الصمود، ومواجهة التحديات الاسرائيلية والأميركية.
هل انتهى فعليا خيار حل الدولتين؟
بقلم: سمير عباهرة – PNN
منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، طرحت مبادرات ومشاريع كثيرة لتسوية القضية الفلسطينية سواء كانت مبادرات ومشاريع عربية ام اسرائيلية ام دولية. وكان الاطار العام لتلك المبادرات والمشاريع العربية المطروحة يركز على الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والإطار العام للمشاريع الاسرائيلية يركز على انهاء حالة الحرب وإقامة علاقات طبيعية مع البلاد العربية مع التنكر التام للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. اما الاطار العام للمشاريع الدولية فكانت تحاول الجمع بين الرؤى العربية والإسرائيلية وحسب الجهة التي تطرح المشروع وطبيعة علاقتها مع الطرفين مع وجود بعض المؤثرات الخارجية والضغوط التي تمارس على الجهة التي تطرح المشروع كما هو حاصل الان من ضغوط امريكية على فرنسا لعدم طرح مشروعها في مجلس الامن لحل النزاع وتحديده بسقف زمني معين وإجراء بعض التغييرات عليه.
وفي اواخر الثمانينات ونتيجة لعوامل ومتغيرات كثيرة داخلية وإقليمية ودولية ،بدأت اطراف النزاع تتجه نحو الحلول الوسط وتسعى لإيجاد تسوية سياسية تحقق لها اكبر قدر من المكاسب في ظل الظروف السائدة وموازين القوى القائمة. ومن تلك العوامل والتطورات والمتغيرات اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى في اواخر العام 1987 والتي شكلت نقطة تحول في العلاقة التي دامت اكثر من عشرين عاما بين اسرائيل والأراضي المحتلة, وكذلك بدء الانفراج في العلاقة بين القوتين العظمتين وتراجع اهمية المعسكر الاشتراكي واتجاهه نحو الانحلال ونجاح جهود الوساطة لقيام حوار امريكي فلسطيني. وتوصل المجلس الوطني الفلسطيني الى قرارات سياسية هامة تنازل بموجبها عن تدمير اسرائيل وسعى لتحقيق تسوية سياسية معها على اساس الاعتراف المتبادل والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني. واستجابت منظمة التحرير الفلسطينية للدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة لتسوية المشكلة الفلسطينية عقب الانتهاء من حرب الخليج الثانية حيث توصلت الولايات المتحدة الى قناعة وبتأثير من اطراف دولية اخرى بان عدم حل القضية الفلسطينية سيبقي المنطقة في حالة توتر وصراع دائم وبأن عدم حصول الفلسطينيين على حقوقهم بإقامة دولتهم فان المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار وهذه حقيقة اقرتها واعترفت بها الولايات المتحدة وأكدت عليها في اكثر من موقف وعلى لسان رؤسائها المتعاقبين بأن التسوية السياسية يجب ان تفضي لإقامة دولة فلسطينية من خلال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ان استجابة اسرائيل للانخراط في ملف التسوية كان ضمن الشروط التي اطلقتها الولايات المتحدة وكانت تدرك اسرائيل ان المحصلة النهائية لمفاوضات السلام يجب ان تنتهي بإقامة دولة فلسطينية على اساس حدود الرابع من حزيران 1967، لكن اسرائيل ورغم استجابتها وانخراطها في ملف التسوية إلا انها كانت تملك رؤية معينة لإنهاء الصراع تختلف عن الرؤى المطروحة الأخرى حيث نادت كافة الاطراف بأن التسوية يجب ان تتم وفق منظور حل الدولتين وعلى هذا الاساس بدأت المفاوضات بين الجانبين التي استمرت ما يزيد عن العشرون عاما، واستمرت اسرائيل في التهرب من استحقاقات عملية السلام الى ان توقفت كافة الجهود الدولية لإنعاش هذه العملية التي كتب نتنياهو شهادة الوفاة لها.
وثارت آمال عريضة بأن تتمكن الاسرة الدولية من احياء العملية المتوقفة والجمود السياسي الحاصل والذي ترك تداعياته على الواقع الدولي ، الى ان اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة والتحركات الدولية التي رافقتها بضرورة وقف كل اعمال “العنف ” القائم لكن لم يتطرق اي من المبعوثين الدوليين لصلب المشكلة الرئيسية وهي توقف عملية السلام واستمرار تنكر اسرائيل للحقوق الوطنية الفلسطينية وربما ادركت اسرائيل بعد فشل الجهود الدولية في التوصل الى تهدئة من ان تمارس ضغوط جديدة عليها لدفعها للعودة الى طاولة المفاوضات على اساس حل الدولتين والذي يكاد ان يختفي هذا المصطلح من القاموس السياسي الدولي بعد ما اختفى من قاموس اسرائيل السياسي، اذ ان الاجابة جاءت على لسان الوزير الاسرائيلي “اوفير اكونيس” والمقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال ان فكرة حل الدولتين “قد ماتت” واستبعد قيام دولة فلسطينية “على الإطلاق ” هذه هي الرؤيا الاسرائيلية لحل النزاع في ظل تراجع المجتمع الدولي عن اهتماماته في مشكلة الشرق الاوسط وفي مقدمته الولايات المتحدة صاحبة الدعوة لمسيرة التسوية السلمية والتي لم تستطع الدفاع عن مواقفها وعن قراراتها التي اتخذتها بخصوص تسوية النزاع.
وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة تأثرت بالمواقف الاسرائيلية الاخيرة والعوامل الجديدة التي حاولت اسرائيل ادخالها على عملية السلام وحل الدولتين ومطالبتها القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل كشرط اساسي للاعتراف بدولة فلسطينية والتخلي بشكل كامل عن موضوع عودة اللاجئين وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية بشدة وأصرت على مواقفها بعدم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وما ينجم عنها من مخاطر، وإزاء المواقف الدولية التي يشوبها صمت غريب استمرت اسرائيل في تجاوزها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تلك القرارات التي كفلت الحقوق الفلسطينية.