Haneen
2016-01-20, 11:47 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
العناوين:-
v مرحلة نضالية جديدة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم
بقلم: حديث القدس – القدس
v عــــرفـــــــــــات
بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
v "حماس" تخشى ذكراه
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v ليست انتفاضة ثالثة بل حرب عالمية ثالثة
بقلم: د. ناصر اللحام – معا
مرحلة نضالية جديدة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم
بقلم: حديث القدس – القدس
من الواضح أننا أمام بدء مرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني في ضوء الانتفاضة الجماهيرية المتواصلة ردا على الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية برمتها بما في ذلك ممتلكاته ومقدساته وبخاصة المسجد الأقصى المبارك والقدس.
ومن الضروري ان تضع القيادة الفلسطينية العالمين العربي والاسلامي أمام مسؤولياتهما التاريخية نظرا لخطورة المرحلة الناجمة عن مواصلة اسرائيل رفضها للسلام، واستمرارها في تصعيد انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متعدية بذلك كافة القوانين والأعراف الدولية.
ومن هنا جاءت جولة الرئيس محمود عباس الحالية التي تستهدف وضع المسؤولين العرب أمام مسؤولياتهم تجاه قضية شعبنا الوطنية والتي تعتبر قضية العرب الأولى كما هو متعارف عليه.
ففي اعتقادنا ان هذه الجولة العربية هي هامة وضرورية وتتطلبها ظروف المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وذلك على الرغم من الأوضاع السائدة في العديد من الدول العربية والتي لا تسر، والتي تأتي على حساب قضية شعبنا الوطنية التي أعادتها انتفاضة شعبنا على سلم أولويات العالم بأكمله.
فوضع الدول العربية أمام مسؤولياتها يعني عدم التفرد الفلسطيني في أية قرارات او خطوات قادمة حتى لا يكون هناك أي تذرع عربي رسمي تجاه أي قصور من هذه البلدان وخاصة الدول التي تقيم علاقات مع اسرائيل.
كما ان جولة الرئيس عباس السابقة لبعض الدول الأوروبية كانت هي الأخرى ضرورية لوضع هذه الدول المؤيدة لاسرائيل امام مسؤولياتها تجاه الانتهاكات الاسرائيلية ورفضها للسلام القائم على أساس حل الدولتين كما اقترحت هذه الدول.
ومن هنا جاء المقالان اللذان نشرتهما صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر أمس لوزيري خارجيتي فرنسا وألمانيا حيث أكدا على ضرورة حل الدولتين وأوضحا في مقاليهما ان هذا الحل هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة بالنسبة لاسرائيل، وليس مواصلة الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
فإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الذي يقود الى إحلال السلام في المنطقة والذي سينعكس ايجابيا على العالم ، ولذا فإن من واجب الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية ممثلة بالاتحاد الأوروبي الضغط على اسرائيل كي تستجيب لمتطلبات السلام القائم على أساس حل الدولتين.
وعلى الرئيس الأميركي لدى اجتماعه اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو تحمل مسؤولياته الدولية والضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة من أجل الجنوح للسلام وليس للتصعيد الذي سيزيد المنطقة اشتعالا.
وباستطاعة اميركا ان أرادت ذلك ان ترغم اسرائيل على الانصياع للقوانين والأعراف الدولية لأنها الداعم الأساس لها على كافة الأصعدة وعدم التهرب من التزاماتها الدولية.
بقي ان نقول ان هذا التحرك الفلسطيني على الصعيد العربي والذي سبقه على الصعيد الغربي، يتوجب ان يرفقه تحرك فاعل على الصعيد الداخلي الفلسطيني لإنهاء الانقسام المدمر لمواجهة متطلبات المرحلة الجديدة بجهود فلسطينية موحدة وإفشال مخططات الحكومة الاسرائيلية اليمينية في النيل من قضيتنا الوطنية التي قدم شعبنا ولا يزال العديد من الشهداء على مذبحها لنيل حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
عــــرفـــــــــــات
بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
يظل عرفات من هذا النوع من القادة التاريخيين الذين كلما تقدم الزمن تعمقت مكانتهم وترسخت اكثر واكثر. ومع ما كان يتمتع به من حضور خلال حياته الحافلة بالتضحيات والحروب والنزاع والمواقف ومحاولات الاغتيال والافلات من براثن القتل والأسر، فإنه ظل حتى بعد وفاته يستحوذ على كل النقاش حول الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني. إنه من تلك القلة التي لا تفقد قيمتها بعد رحيلها. فالكثير من القادة والرؤساء ما أن يغادروا قصور الرئاسة أو يرحلوا عن الدنيا حتى تُطوى صفحتهم ويصبحوا جزءاً من التاريخ، ولا يأتي ذكرهم إلا عند الحديث عن الحقبة التاريخية التي حكموا بلادهم فيها إما عنوة او باختيار الناس لهم.
فيما القليل يظل حاضراً بعد رحيله، كأن وجوده جزء من استمرار الحياة حتى لو لم يكن موجود فعلياً بجسده بين الناس. هؤلاء القادة الرمزيين أصحاب الحضور الأسطوري في حياة الناس لا يختفون بالمطلق، لأن الأسطورة تظل تعتمل في العقل الباطن وفي تكوين الهوية الثابتة المتجددة، حتى تعزز نفسها. هؤلاء القادة يخلدون ليس لأنهم باحثون عن الخلود، بل لأن مكانتهم تجسدت بقوة بفضل أفعالهم التي إما يُبهر الناس بها لحظتها، أو يكتشفوا مع الوقت الشخصية الخارقة التي وقفت خلفها. إنهم قادة لم يخُلقوا كي يقودوا، بل خلقوا من أجل ان يغيروا مصائر الشعوب التي يحكموها، وهم عادة لا يحكمون شعوبهم إلا بفضل مكانة لا تنتظم وفق أعراف الممارسة السياسية العادية من انتخاب، أو إنقلاب وحكم بقوة السلاح أو غير ذلك، بل بفضل شخصيتهم والكاريزما العالية التي يتمتعون بها والهالة الكبيرة التي يضفونها على ممارستهم السياسية وفعلهم اليومي.
هذه الكاريزما لا تجد لها تبريراً في فقه الممارسة السياسية ولا في دهاليز الوعي المتجدد، إذ انها تجد نفسها هناك دون تبرير. انت لست بحاجة لكثير من التفكير حتى تفهم سبب حبك للشخصية الكاريزيمية. إذ أن أصل هذا الحب قائم على وجوده دون مقدرتك على تفسيره أو تبريره. إنها الكاريزما القائمة على الحضور الطاغي للشخصية، مما يجعل الممارسة اليومية الروتينية والفعل السياسي العادي يبدو عملاً مبرراً حتى لو اختلفت معه.
وحين يقاس الامر على ياسر عرفات، فإن الفلسطينيين سيجدون باختلاف أحزابهم ومللهم السياسية والفكرية أنهم يتفقون مع عرفات حتى لو اختلفوا معه. ثمة أشياء لا يمكن فهمها في تصرفاته. وهناك مواقف لا تتفق معها حولها، وسياسات تختلف اختلافاً كبيراً عن قناعاتك حول المصلحة العامة، كما أن نظرتك إلى الصواب والخطأ لا تتوفق ربما مع ما يقوم به. وقد تجد أنك غاضب غضباً كثيراً لأنه لا يقوم بما تعتقد أنه التصرف الأصوب، وقد وقد وقد. لكنك في النهاية بينك وبين نفسك تجد ما يدفعك للاعتقاد أنه يعرف ما يفعل، وأن قلقك غير مبرر وربما أكثر من اللازم.
والقراءة السريعة لهذا الحضور العميق تكشف الكثير من شخصية عرفات ومن مكانته التي تتجدد مع مرور الوقت. ليس أن في كل فلسطيني ثمة عرفات صغير يرقد في قلبه ويسكن روحه ويهيمن على تصرفاته الوطنية حتى لو كان يختلف مع عرفات فكرياً ويبتعد عنه في الهوى السياسي. فعرفات لم يكن يتبنى أيدولوجيا أو فكرا محددا، كما لم يكن هواه السياسي ليبعد عن فلسطين، التي لم يعرف طريقاً لا تقود إليها، ودرباً لا ينتهي بها. كما أن كل فلسطيني يجد في عرفات التعبير الأبسط والاكثر عفوية عن فلسطينيته، إنه فلسطين بلا أي نكهة أخرى، إنه الوطنية بلا أصباغ أو ألوان صناعية.
والأمر الآخر أن مرور الوقت لا يقلل من مكانة هذه الشخصية أو يدفع منجزاتها إلى ركن قصى في الذاكرة. بل على العكس من ذلك تماماً، إذ أن مرور الوقت يساهم بشكل أكبر في إبراز الدور الهام الذي كانت تقوم به. كأن الناس تكتشف تلك القيمة مع الوقت، او أنها تكتشف الفراغ الذي تركه غيابها في حياتهم. وعليه فإن رحيل مثل هؤلاء القادة هو تعميق لحضورهم، وهو طريق آخر لاكتشاف الحقل الكبير الذي تشع منه روحهم على الأمة. وعليه فإن عرفات يظل دائماً حاضراً ليس في البوسترات المنتشرة في كل الشوارع ولا في صالونات البيوت وصدور المحلات التجارية ومداخل المؤسسات العامة والخاصة، بل في ذلك الشعور الخفي بين الناس أنه موجود ولم يرحل رغماً أنه رحل فعلاً.
وتأسيساً على السابق فهو جزء من الماضي والحاضر والمستقبل. هل يمكن الحديث عن الحياة الفلسطينية الآن دون الحديث عن ياسر عرفات. بالطبع الماضي الفلسطيني هو حكاية حياة ياسر عرفات بامتياز. ويمكن لسارد او حكواتي أن يروى التاريخ الفلسطيني في القرن الماضي من خلال قراءة تاريخ عرفات الشخصي. اما بصمة عرفات على الحياة الفلسطينية فانها باقية ويصعب تخيل زوالها لسنوات قادمة. فعرفات موجود في كل ممارسة سياسية أو ميدانية فلسطينية يومية. هل يمكن تخيل المستقبل الفلسطيني دون الإشارة إلى العرفاتية والفعل والقعل العرفاتي!! يبدو أن ذلك سيكون صعباً.
سنحكي في قادمات الأيام لأحفادنا بعد عقود، ربما، أننا حظينا أننا كنا جزءاً من هذا الزمن العرفاتي، وأن فلسطين مُنيت بزعيم أستطاع أن يجمع شعباً مشتتاً تحت راية واحدة وموقف كفاحي واحد، وان كوفيته شكلت هوية جامعة ودلالة استثنائية في لحظة استثنائية. وسنحكي عن هذا الحضور الذي سيلمسه الأحفاد وهم ينظرون إلى تلك الصور الكثير المنتشرة على الجدران والأبواب، وطابع البريد، وسنقول لهم رغم ذلك فالرجل الذي كان رحيله عاصفة مثل تلك التي فجرها مع رفاق دربه عام 1965، ورحيله غضب عام، يرقد بهدوء ويبتسم وهو يرى فلسطينه مازلت قادرة رغم كل المعيقات والآلام والعقبات على مواصلة الدرب.
"حماس" تخشى ذكراه
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
لم يمر عام منذ الانقلاب الأسود على الشرعية اواسط العام 2007، إلا ورفضت حركة حماس احياء ذكرى رحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات، خشية من محبة الجماهير الفلسطينية لقائدها، مع ان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة قبل يومين، قال "إن عرفات يخص جميع القوى، ولا يخص فصيلا بعينه!؟".
إذا كان الأمر كذلك، لماذا ترفض قيادته المتنفذة في محافظات الجنوب إحياء ذكرى رحيله؟ ولماذا تضع العراقيل أمام حركة فتح وفصائل العمل الوطني ومؤسسة ياسر عرفات من استحضار ذكرى الزعيم الوطني؟ وأين هي المشكلة؟ أم ان حركة حماس ندمت كثيرا على منحها حركة فتح إحياء ذكرى الانطلاقة الـ 48 في الرابع من يناير 2013، وتخشى تكرار التجربة بما تحمله من دلالة على اضمحلال مكانتها في اوساط المواطنين؟ ولماذا الاصرار على صالة مغلقة؟ ألا يوجد خطر أمني في الصالة المغلقة؟ ام ان حركة حماس، ترغب بارتكاب جريمة تفجير جديدة في الصالة؟
في زمن الهبة الشعبية المستمرة منذ قرابة الشهر ونصف الشهر، حيث تعمقت الوحدة الميدانية بين ابناء الشعب في كل ميادين المواجهة مع قوات الاحتلال وقطعان مستعمريه، لماذا تُصر حركة حماس على تشويه الصورة الوطنية الجامعة؟ ولماذا تضع العصي في دواليب الوحدة الميدانية؟ وما هي مصلحتها في ذلك؟ ألا تَدعي قيادة الحركة، بأنها ترغب بـ "الوحدة الوطنية"، وتدعو القيادة لـ "المصالحة"؟ إذا لماذا لا تفتح الأفق لتجسير الهوة في مناسبة وطنية عامة، هي مناسبة رحيل رئيس الشعب ورمزه الأول؟
مؤكد أن حركة حماس، ليست معنية بأي تقدم لخيار المصالحة. لهذا تعمل ما بوسعها لتعطيل مسيرة حكومة التوافق الوطني، وضرب الوحدة الميدانية، وشل أية خطوة تدفع وحدة شعبنا للأمام. لذا لا أحد يستغرب تعطيلها لاحياء ذكرى رحيل أبو عمار، لأن فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، هاجسه الاساسي العمل على ترسيخ مشروع الامارة أو الدولة ذات الحدود المؤقتة، بغض النظر عن الثمن، الذي سيدفعه الشعب الفلسطيني.
مع ذلك على ابناء الشعب في قطاع غزة وفي كل اماكن التواجد الفلسطيني الاحتفاء كما يليق بالرمز الشهيد ابو عمار. ومن خلال احياء مناسبة رحيله لتذكر واستحضار كل الشهداء من قادة الشعب دون استثناء، ومن مختلف فصائل العمل الوطني، عرفانا بدوره ودورهم في مسيرة الثورة وبناء الدولة.
ذكرى رحيل أبرز مؤسسي الوطنية المعاصرة، الشهيد عرفات، هي ذكرى أليمة، لا سيما وان الرجل أغتيل اغتيالا من خلال السم خشية منه، ومن حكمته وشجاعته السياسية والكفاحية، ولتمسكه بالمشروع الوطني، ولرفضه التنازل أكثر مما تم التنازل عنه وطنيا. ولأنه كان نموذجا للقائد الاستثنائي. وبالتالي إحياء ذكراه، يعني التمسك بالأهداف والمصالح الوطنية العليا، وتأكيدا من القيادة عموما والرئيس أبو مازن خصوصا، على المضي قدما بشجاعة واقتدار سياسي متميز لبناء الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين على أساس القرار الدولي 194.
رحل الرمز أبو عمار.. لكن الشعب باق، والمسيرة الكفاحية مستمرة يقودها ربان من ذات الرعيل الأول، ولن يتوقف النضال إلا بالنصر العظيم على دولة الاحتلال. وحماس ومشروعها التخريبي والتفكيكي إلى زوال.
ليست انتفاضة ثالثة بل حرب عالمية ثالثة
بقلم: د. ناصر اللحام – معا
في المألوف ، ان الخيول هي التي تجرّ العربة ، أمّا حين تكون العربة هي التي تجرّ الخيول ، فان الصورة تكون معكوسة وقاسية ، و يتصبب العرق من الخيول وهي تلهث محاولة ايقاف العربة ، ولكن الجاذبية تشدّها وتسحب اعنقاها حتى تتكسر ، فاما ان تفلت العربة واما ان تسحبها الى الوادي السحيق . ويبدو لي ان الشارع الفلسطيني يقود القيادات الان ، وعموما فان الشعوب العربية هي التي تقود حكامها وليس العكس .
صحيح لقد انتهى عصر الخوف من الاحتلال ، كما انتهى عصر الخوف من مسؤول يهدّد انه سينتقم من مواطن لانه كتب " بوست" ضده على صفحة الفيسبوك ، انتهى هذا الزمن مرة والى الابد ، لان المعرفة حين تأتي لا يمكن ان تذهب . وحين يعرف الانسان ويتعلم شيئا جديدا ، وحين تعرف المجتمعات وتتعلم شيئا جديدا لا يمكن ابدا ان تتنازل عن هذه المعرفة من اجل اي قائد او حكومة او حزب . فالمعرفة مادة لا يمكن ان تختفي او تؤجل او تندثر او تنسى . فقد تغيرت الشعوب العربية وصارت تعرف اشياء عن السياسة والمشاركة بالقرار . ولكن ماذا عن الاستراتيجية ؟
تقديرات المخابرات الاسرائيلية ان الانتفاضة ستستمر لعدة اسابيع لانها تتدافع ديناميكيا وتولد نفسها من نفسها ، وتقديرات القيادات الفلسطينية ان استمرار الاعمال الانتفاضية ستولد حراكا سياسيا اسرائيليا داخليا وربما دوليا يصب في مصلحة فكرة حل الدولتين .
اجهزة المخابرات في المنطقة تتسابق لمعرفة كل شئ عن الجيل الفلسطيني الجديد . لماذا يحمل السكاكين ؟ لماذا يدهس ؟ لماذا يركض نحو الموت من دون خوف ؟ لماذا كف عن الخوف والتردد ؟ ولا نريد هنا في هذه المقالة ان نتبرع باجابات مجانية ، دعهم يتعبوا في التفكير قليلا .
انتفاضة الشوارع الفلسطيني ليست الاجابة وانما هي السؤال للقادة العرب : لماذا فشلتم ؟ لماذا سكتم ؟ لماذا تقاتلتم على الكراسي في زمن الانحطاط ؟ لماذا قبلتم ان يفعل الاحتلال كل هذا بكم ؟ لماذا راهنتم على امريكا مرة اخرى ؟ لماذا أنتم مفعول به ولستم الفاعل ؟ لماذا صارت الانظمة تتشابه مع المعارضة وجميعهم صاروا يشبهون المنظمات غير الحكومية ويلبسون نفس البدلات ويركبون نفس السيارات وعندهم نفس المرافقين ولهم نفس الفضائيات وياكلون في نفس المطاعم وينامون في نفس الفنادق ؟
بنظرة عامة للمنطقة ، سنجد انه لم يعد هناك وقت للزعماء العرب لكي يفكّرو ويخطّطوا . لان القوى العظمى قررت ان تعود بأساطيلها وبوارجها وحاملات طائراتها ورصاصها وقنابلها لتعيد ترتيب هذه الفوضى بطريقتها ولاهدافها .
وقد اقتنعت امريكا ان جميع الحكومات العربية مجرد ادوات استخدام لمرة واحدة لا يمكن اعادة تدويرها . واقتنعت ان اسرائيل هي الثابت الوحيد في تحالفاتها ولن تفرط بها ، وان جميع القادة العرب من اليمين واليسار ، من العلمانيين ومن الشيوخ لا قيمة لهم ولا بد من تدخل الاساطيل للقيام بدورها عوضا عنهم .
اسابيع فقط .. وربما أشهر وتنتهي اخر فرصة للجامعة العربية ان تقرر او ان تتدخل في القرارات الدولية من الدول العظمى ، حتى ان جامعة الدول العربية لم يجر دعوتها لحضور اتفاق امريكا وخمسة زائد واحد مع ايران في فيينا ، وكانها لا تستحق مجرد الدعوة لحضور التوقيع . ونحن نشاهد على الهواء كل يوم حرب عالمية ثالثة صامتة يجري خلالها اعادة تقسيم العالم العربي وافريقيا والشرق الاوسط بين الدول الكبرى من دون ان ندري انها الحرب العالمية الثالثة .
اشهر وتقرر اسرائيل والدول العظمى الاخرى مصير حل الدولتين ، ومصير الدول العربية الاخرى كافة بلا استثناء ، والى ذلك الحين يمكن للعرب ان ينشغلوا ويستثمروا أكثر في مسلسلات رمضان القادم وفتح المزيد من الفضائيات التي تشتم الجيران والطوائف الاخرى .
العناوين:-
v مرحلة نضالية جديدة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم
بقلم: حديث القدس – القدس
v عــــرفـــــــــــات
بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
v "حماس" تخشى ذكراه
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v ليست انتفاضة ثالثة بل حرب عالمية ثالثة
بقلم: د. ناصر اللحام – معا
مرحلة نضالية جديدة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم
بقلم: حديث القدس – القدس
من الواضح أننا أمام بدء مرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني في ضوء الانتفاضة الجماهيرية المتواصلة ردا على الانتهاكات والممارسات الاسرائيلية التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية برمتها بما في ذلك ممتلكاته ومقدساته وبخاصة المسجد الأقصى المبارك والقدس.
ومن الضروري ان تضع القيادة الفلسطينية العالمين العربي والاسلامي أمام مسؤولياتهما التاريخية نظرا لخطورة المرحلة الناجمة عن مواصلة اسرائيل رفضها للسلام، واستمرارها في تصعيد انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متعدية بذلك كافة القوانين والأعراف الدولية.
ومن هنا جاءت جولة الرئيس محمود عباس الحالية التي تستهدف وضع المسؤولين العرب أمام مسؤولياتهم تجاه قضية شعبنا الوطنية والتي تعتبر قضية العرب الأولى كما هو متعارف عليه.
ففي اعتقادنا ان هذه الجولة العربية هي هامة وضرورية وتتطلبها ظروف المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وذلك على الرغم من الأوضاع السائدة في العديد من الدول العربية والتي لا تسر، والتي تأتي على حساب قضية شعبنا الوطنية التي أعادتها انتفاضة شعبنا على سلم أولويات العالم بأكمله.
فوضع الدول العربية أمام مسؤولياتها يعني عدم التفرد الفلسطيني في أية قرارات او خطوات قادمة حتى لا يكون هناك أي تذرع عربي رسمي تجاه أي قصور من هذه البلدان وخاصة الدول التي تقيم علاقات مع اسرائيل.
كما ان جولة الرئيس عباس السابقة لبعض الدول الأوروبية كانت هي الأخرى ضرورية لوضع هذه الدول المؤيدة لاسرائيل امام مسؤولياتها تجاه الانتهاكات الاسرائيلية ورفضها للسلام القائم على أساس حل الدولتين كما اقترحت هذه الدول.
ومن هنا جاء المقالان اللذان نشرتهما صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر أمس لوزيري خارجيتي فرنسا وألمانيا حيث أكدا على ضرورة حل الدولتين وأوضحا في مقاليهما ان هذا الحل هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة بالنسبة لاسرائيل، وليس مواصلة الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
فإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الذي يقود الى إحلال السلام في المنطقة والذي سينعكس ايجابيا على العالم ، ولذا فإن من واجب الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية ممثلة بالاتحاد الأوروبي الضغط على اسرائيل كي تستجيب لمتطلبات السلام القائم على أساس حل الدولتين.
وعلى الرئيس الأميركي لدى اجتماعه اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو تحمل مسؤولياته الدولية والضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة من أجل الجنوح للسلام وليس للتصعيد الذي سيزيد المنطقة اشتعالا.
وباستطاعة اميركا ان أرادت ذلك ان ترغم اسرائيل على الانصياع للقوانين والأعراف الدولية لأنها الداعم الأساس لها على كافة الأصعدة وعدم التهرب من التزاماتها الدولية.
بقي ان نقول ان هذا التحرك الفلسطيني على الصعيد العربي والذي سبقه على الصعيد الغربي، يتوجب ان يرفقه تحرك فاعل على الصعيد الداخلي الفلسطيني لإنهاء الانقسام المدمر لمواجهة متطلبات المرحلة الجديدة بجهود فلسطينية موحدة وإفشال مخططات الحكومة الاسرائيلية اليمينية في النيل من قضيتنا الوطنية التي قدم شعبنا ولا يزال العديد من الشهداء على مذبحها لنيل حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
عــــرفـــــــــــات
بقلم: د.عاطف أبو سيف – الايام
يظل عرفات من هذا النوع من القادة التاريخيين الذين كلما تقدم الزمن تعمقت مكانتهم وترسخت اكثر واكثر. ومع ما كان يتمتع به من حضور خلال حياته الحافلة بالتضحيات والحروب والنزاع والمواقف ومحاولات الاغتيال والافلات من براثن القتل والأسر، فإنه ظل حتى بعد وفاته يستحوذ على كل النقاش حول الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني. إنه من تلك القلة التي لا تفقد قيمتها بعد رحيلها. فالكثير من القادة والرؤساء ما أن يغادروا قصور الرئاسة أو يرحلوا عن الدنيا حتى تُطوى صفحتهم ويصبحوا جزءاً من التاريخ، ولا يأتي ذكرهم إلا عند الحديث عن الحقبة التاريخية التي حكموا بلادهم فيها إما عنوة او باختيار الناس لهم.
فيما القليل يظل حاضراً بعد رحيله، كأن وجوده جزء من استمرار الحياة حتى لو لم يكن موجود فعلياً بجسده بين الناس. هؤلاء القادة الرمزيين أصحاب الحضور الأسطوري في حياة الناس لا يختفون بالمطلق، لأن الأسطورة تظل تعتمل في العقل الباطن وفي تكوين الهوية الثابتة المتجددة، حتى تعزز نفسها. هؤلاء القادة يخلدون ليس لأنهم باحثون عن الخلود، بل لأن مكانتهم تجسدت بقوة بفضل أفعالهم التي إما يُبهر الناس بها لحظتها، أو يكتشفوا مع الوقت الشخصية الخارقة التي وقفت خلفها. إنهم قادة لم يخُلقوا كي يقودوا، بل خلقوا من أجل ان يغيروا مصائر الشعوب التي يحكموها، وهم عادة لا يحكمون شعوبهم إلا بفضل مكانة لا تنتظم وفق أعراف الممارسة السياسية العادية من انتخاب، أو إنقلاب وحكم بقوة السلاح أو غير ذلك، بل بفضل شخصيتهم والكاريزما العالية التي يتمتعون بها والهالة الكبيرة التي يضفونها على ممارستهم السياسية وفعلهم اليومي.
هذه الكاريزما لا تجد لها تبريراً في فقه الممارسة السياسية ولا في دهاليز الوعي المتجدد، إذ انها تجد نفسها هناك دون تبرير. انت لست بحاجة لكثير من التفكير حتى تفهم سبب حبك للشخصية الكاريزيمية. إذ أن أصل هذا الحب قائم على وجوده دون مقدرتك على تفسيره أو تبريره. إنها الكاريزما القائمة على الحضور الطاغي للشخصية، مما يجعل الممارسة اليومية الروتينية والفعل السياسي العادي يبدو عملاً مبرراً حتى لو اختلفت معه.
وحين يقاس الامر على ياسر عرفات، فإن الفلسطينيين سيجدون باختلاف أحزابهم ومللهم السياسية والفكرية أنهم يتفقون مع عرفات حتى لو اختلفوا معه. ثمة أشياء لا يمكن فهمها في تصرفاته. وهناك مواقف لا تتفق معها حولها، وسياسات تختلف اختلافاً كبيراً عن قناعاتك حول المصلحة العامة، كما أن نظرتك إلى الصواب والخطأ لا تتوفق ربما مع ما يقوم به. وقد تجد أنك غاضب غضباً كثيراً لأنه لا يقوم بما تعتقد أنه التصرف الأصوب، وقد وقد وقد. لكنك في النهاية بينك وبين نفسك تجد ما يدفعك للاعتقاد أنه يعرف ما يفعل، وأن قلقك غير مبرر وربما أكثر من اللازم.
والقراءة السريعة لهذا الحضور العميق تكشف الكثير من شخصية عرفات ومن مكانته التي تتجدد مع مرور الوقت. ليس أن في كل فلسطيني ثمة عرفات صغير يرقد في قلبه ويسكن روحه ويهيمن على تصرفاته الوطنية حتى لو كان يختلف مع عرفات فكرياً ويبتعد عنه في الهوى السياسي. فعرفات لم يكن يتبنى أيدولوجيا أو فكرا محددا، كما لم يكن هواه السياسي ليبعد عن فلسطين، التي لم يعرف طريقاً لا تقود إليها، ودرباً لا ينتهي بها. كما أن كل فلسطيني يجد في عرفات التعبير الأبسط والاكثر عفوية عن فلسطينيته، إنه فلسطين بلا أي نكهة أخرى، إنه الوطنية بلا أصباغ أو ألوان صناعية.
والأمر الآخر أن مرور الوقت لا يقلل من مكانة هذه الشخصية أو يدفع منجزاتها إلى ركن قصى في الذاكرة. بل على العكس من ذلك تماماً، إذ أن مرور الوقت يساهم بشكل أكبر في إبراز الدور الهام الذي كانت تقوم به. كأن الناس تكتشف تلك القيمة مع الوقت، او أنها تكتشف الفراغ الذي تركه غيابها في حياتهم. وعليه فإن رحيل مثل هؤلاء القادة هو تعميق لحضورهم، وهو طريق آخر لاكتشاف الحقل الكبير الذي تشع منه روحهم على الأمة. وعليه فإن عرفات يظل دائماً حاضراً ليس في البوسترات المنتشرة في كل الشوارع ولا في صالونات البيوت وصدور المحلات التجارية ومداخل المؤسسات العامة والخاصة، بل في ذلك الشعور الخفي بين الناس أنه موجود ولم يرحل رغماً أنه رحل فعلاً.
وتأسيساً على السابق فهو جزء من الماضي والحاضر والمستقبل. هل يمكن الحديث عن الحياة الفلسطينية الآن دون الحديث عن ياسر عرفات. بالطبع الماضي الفلسطيني هو حكاية حياة ياسر عرفات بامتياز. ويمكن لسارد او حكواتي أن يروى التاريخ الفلسطيني في القرن الماضي من خلال قراءة تاريخ عرفات الشخصي. اما بصمة عرفات على الحياة الفلسطينية فانها باقية ويصعب تخيل زوالها لسنوات قادمة. فعرفات موجود في كل ممارسة سياسية أو ميدانية فلسطينية يومية. هل يمكن تخيل المستقبل الفلسطيني دون الإشارة إلى العرفاتية والفعل والقعل العرفاتي!! يبدو أن ذلك سيكون صعباً.
سنحكي في قادمات الأيام لأحفادنا بعد عقود، ربما، أننا حظينا أننا كنا جزءاً من هذا الزمن العرفاتي، وأن فلسطين مُنيت بزعيم أستطاع أن يجمع شعباً مشتتاً تحت راية واحدة وموقف كفاحي واحد، وان كوفيته شكلت هوية جامعة ودلالة استثنائية في لحظة استثنائية. وسنحكي عن هذا الحضور الذي سيلمسه الأحفاد وهم ينظرون إلى تلك الصور الكثير المنتشرة على الجدران والأبواب، وطابع البريد، وسنقول لهم رغم ذلك فالرجل الذي كان رحيله عاصفة مثل تلك التي فجرها مع رفاق دربه عام 1965، ورحيله غضب عام، يرقد بهدوء ويبتسم وهو يرى فلسطينه مازلت قادرة رغم كل المعيقات والآلام والعقبات على مواصلة الدرب.
"حماس" تخشى ذكراه
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
لم يمر عام منذ الانقلاب الأسود على الشرعية اواسط العام 2007، إلا ورفضت حركة حماس احياء ذكرى رحيل الشهيد الرمز ياسر عرفات، خشية من محبة الجماهير الفلسطينية لقائدها، مع ان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة قبل يومين، قال "إن عرفات يخص جميع القوى، ولا يخص فصيلا بعينه!؟".
إذا كان الأمر كذلك، لماذا ترفض قيادته المتنفذة في محافظات الجنوب إحياء ذكرى رحيله؟ ولماذا تضع العراقيل أمام حركة فتح وفصائل العمل الوطني ومؤسسة ياسر عرفات من استحضار ذكرى الزعيم الوطني؟ وأين هي المشكلة؟ أم ان حركة حماس ندمت كثيرا على منحها حركة فتح إحياء ذكرى الانطلاقة الـ 48 في الرابع من يناير 2013، وتخشى تكرار التجربة بما تحمله من دلالة على اضمحلال مكانتها في اوساط المواطنين؟ ولماذا الاصرار على صالة مغلقة؟ ألا يوجد خطر أمني في الصالة المغلقة؟ ام ان حركة حماس، ترغب بارتكاب جريمة تفجير جديدة في الصالة؟
في زمن الهبة الشعبية المستمرة منذ قرابة الشهر ونصف الشهر، حيث تعمقت الوحدة الميدانية بين ابناء الشعب في كل ميادين المواجهة مع قوات الاحتلال وقطعان مستعمريه، لماذا تُصر حركة حماس على تشويه الصورة الوطنية الجامعة؟ ولماذا تضع العصي في دواليب الوحدة الميدانية؟ وما هي مصلحتها في ذلك؟ ألا تَدعي قيادة الحركة، بأنها ترغب بـ "الوحدة الوطنية"، وتدعو القيادة لـ "المصالحة"؟ إذا لماذا لا تفتح الأفق لتجسير الهوة في مناسبة وطنية عامة، هي مناسبة رحيل رئيس الشعب ورمزه الأول؟
مؤكد أن حركة حماس، ليست معنية بأي تقدم لخيار المصالحة. لهذا تعمل ما بوسعها لتعطيل مسيرة حكومة التوافق الوطني، وضرب الوحدة الميدانية، وشل أية خطوة تدفع وحدة شعبنا للأمام. لذا لا أحد يستغرب تعطيلها لاحياء ذكرى رحيل أبو عمار، لأن فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، هاجسه الاساسي العمل على ترسيخ مشروع الامارة أو الدولة ذات الحدود المؤقتة، بغض النظر عن الثمن، الذي سيدفعه الشعب الفلسطيني.
مع ذلك على ابناء الشعب في قطاع غزة وفي كل اماكن التواجد الفلسطيني الاحتفاء كما يليق بالرمز الشهيد ابو عمار. ومن خلال احياء مناسبة رحيله لتذكر واستحضار كل الشهداء من قادة الشعب دون استثناء، ومن مختلف فصائل العمل الوطني، عرفانا بدوره ودورهم في مسيرة الثورة وبناء الدولة.
ذكرى رحيل أبرز مؤسسي الوطنية المعاصرة، الشهيد عرفات، هي ذكرى أليمة، لا سيما وان الرجل أغتيل اغتيالا من خلال السم خشية منه، ومن حكمته وشجاعته السياسية والكفاحية، ولتمسكه بالمشروع الوطني، ولرفضه التنازل أكثر مما تم التنازل عنه وطنيا. ولأنه كان نموذجا للقائد الاستثنائي. وبالتالي إحياء ذكراه، يعني التمسك بالأهداف والمصالح الوطنية العليا، وتأكيدا من القيادة عموما والرئيس أبو مازن خصوصا، على المضي قدما بشجاعة واقتدار سياسي متميز لبناء الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق العودة للاجئين على أساس القرار الدولي 194.
رحل الرمز أبو عمار.. لكن الشعب باق، والمسيرة الكفاحية مستمرة يقودها ربان من ذات الرعيل الأول، ولن يتوقف النضال إلا بالنصر العظيم على دولة الاحتلال. وحماس ومشروعها التخريبي والتفكيكي إلى زوال.
ليست انتفاضة ثالثة بل حرب عالمية ثالثة
بقلم: د. ناصر اللحام – معا
في المألوف ، ان الخيول هي التي تجرّ العربة ، أمّا حين تكون العربة هي التي تجرّ الخيول ، فان الصورة تكون معكوسة وقاسية ، و يتصبب العرق من الخيول وهي تلهث محاولة ايقاف العربة ، ولكن الجاذبية تشدّها وتسحب اعنقاها حتى تتكسر ، فاما ان تفلت العربة واما ان تسحبها الى الوادي السحيق . ويبدو لي ان الشارع الفلسطيني يقود القيادات الان ، وعموما فان الشعوب العربية هي التي تقود حكامها وليس العكس .
صحيح لقد انتهى عصر الخوف من الاحتلال ، كما انتهى عصر الخوف من مسؤول يهدّد انه سينتقم من مواطن لانه كتب " بوست" ضده على صفحة الفيسبوك ، انتهى هذا الزمن مرة والى الابد ، لان المعرفة حين تأتي لا يمكن ان تذهب . وحين يعرف الانسان ويتعلم شيئا جديدا ، وحين تعرف المجتمعات وتتعلم شيئا جديدا لا يمكن ابدا ان تتنازل عن هذه المعرفة من اجل اي قائد او حكومة او حزب . فالمعرفة مادة لا يمكن ان تختفي او تؤجل او تندثر او تنسى . فقد تغيرت الشعوب العربية وصارت تعرف اشياء عن السياسة والمشاركة بالقرار . ولكن ماذا عن الاستراتيجية ؟
تقديرات المخابرات الاسرائيلية ان الانتفاضة ستستمر لعدة اسابيع لانها تتدافع ديناميكيا وتولد نفسها من نفسها ، وتقديرات القيادات الفلسطينية ان استمرار الاعمال الانتفاضية ستولد حراكا سياسيا اسرائيليا داخليا وربما دوليا يصب في مصلحة فكرة حل الدولتين .
اجهزة المخابرات في المنطقة تتسابق لمعرفة كل شئ عن الجيل الفلسطيني الجديد . لماذا يحمل السكاكين ؟ لماذا يدهس ؟ لماذا يركض نحو الموت من دون خوف ؟ لماذا كف عن الخوف والتردد ؟ ولا نريد هنا في هذه المقالة ان نتبرع باجابات مجانية ، دعهم يتعبوا في التفكير قليلا .
انتفاضة الشوارع الفلسطيني ليست الاجابة وانما هي السؤال للقادة العرب : لماذا فشلتم ؟ لماذا سكتم ؟ لماذا تقاتلتم على الكراسي في زمن الانحطاط ؟ لماذا قبلتم ان يفعل الاحتلال كل هذا بكم ؟ لماذا راهنتم على امريكا مرة اخرى ؟ لماذا أنتم مفعول به ولستم الفاعل ؟ لماذا صارت الانظمة تتشابه مع المعارضة وجميعهم صاروا يشبهون المنظمات غير الحكومية ويلبسون نفس البدلات ويركبون نفس السيارات وعندهم نفس المرافقين ولهم نفس الفضائيات وياكلون في نفس المطاعم وينامون في نفس الفنادق ؟
بنظرة عامة للمنطقة ، سنجد انه لم يعد هناك وقت للزعماء العرب لكي يفكّرو ويخطّطوا . لان القوى العظمى قررت ان تعود بأساطيلها وبوارجها وحاملات طائراتها ورصاصها وقنابلها لتعيد ترتيب هذه الفوضى بطريقتها ولاهدافها .
وقد اقتنعت امريكا ان جميع الحكومات العربية مجرد ادوات استخدام لمرة واحدة لا يمكن اعادة تدويرها . واقتنعت ان اسرائيل هي الثابت الوحيد في تحالفاتها ولن تفرط بها ، وان جميع القادة العرب من اليمين واليسار ، من العلمانيين ومن الشيوخ لا قيمة لهم ولا بد من تدخل الاساطيل للقيام بدورها عوضا عنهم .
اسابيع فقط .. وربما أشهر وتنتهي اخر فرصة للجامعة العربية ان تقرر او ان تتدخل في القرارات الدولية من الدول العظمى ، حتى ان جامعة الدول العربية لم يجر دعوتها لحضور اتفاق امريكا وخمسة زائد واحد مع ايران في فيينا ، وكانها لا تستحق مجرد الدعوة لحضور التوقيع . ونحن نشاهد على الهواء كل يوم حرب عالمية ثالثة صامتة يجري خلالها اعادة تقسيم العالم العربي وافريقيا والشرق الاوسط بين الدول الكبرى من دون ان ندري انها الحرب العالمية الثالثة .
اشهر وتقرر اسرائيل والدول العظمى الاخرى مصير حل الدولتين ، ومصير الدول العربية الاخرى كافة بلا استثناء ، والى ذلك الحين يمكن للعرب ان ينشغلوا ويستثمروا أكثر في مسلسلات رمضان القادم وفتح المزيد من الفضائيات التي تشتم الجيران والطوائف الاخرى .