Haneen
2016-01-20, 11:55 AM
في هـــــــــــــــــذا الملف:
شعبنا الفلسطيني يرفض الإرهاب لأنه ضحيته
بقلم: فيصل أبو خضرا عن جريدة القدس
إدارة تستمرئ الفشل
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
كيري فاجأ الواهمين
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
نتنياهو في أمريكا حصل على كل شيء ولم يقدم شيئ
بقلم: الأسير رأفت جوابره عن وكالة معا
بعد أن غادر كيري... ما العمل؟
بقلم: رئيس التحرير عن وكالة وطن
هل ستفلت ( إسرائيل ) من النهاية المأساوية لــمرضى ( عُصاب المصير )
بقلم د. وليد القططي عن وكالة سما
شعبنا الفلسطيني يرفض الإرهاب لأنه ضحيته
بقلم: فيصل أبو خضرا عن جريدة القدس
قبل عام على النكبة كان الحكم البريطاني في فلسطين يمارس الاٍرهاب بجميع اشكاله، من اعتقال، وتنكيل ، وقتل وحتى وصل الامر لإعدامات امام شعب مسالم لا حول له ولا قوة بعد ان خرج اخر جندي عثماني من ارضنا.
ومنذ ثورة حائط البراق عام ١٩٢٩ الى عام ١٩٣٠ وقرار عصبة الامم بان هذا الحائط هو وقف إسلامي مائة بالمائة والعصابات الصهيونية عينها على القدس وفلسطين بدعم وتخطيط من بريطانيا العظمى والتي سلمت الراية عام ١٩٤٨م الى امريكا. وقبل عام ١٩٤٨ قامت العصابات الصهيونية بعدة مجازر في مدننا وقرانا تحت اعين وبصر اول مندوب سامي بريطاني صامويل عام ١٩٢٣م وحتى اخر مندوب سامي في فلسطين في عام ١٩٤٨م .
ففي عام ١٩٤٦ قدرت اللجنة الانجلو- أمريكية عدد قوات العصابات الصهيونية والمؤلفة من الهاجاناه وايتسل التي نسفت فندق الملك دَاوُدَ في القدس وشتيرن ب ٦٩٠٠٠ مقاتل مدججين بجميع انواع الأسلحة التي زودهم بها الغرب من تشيكوسلوفاكيا وهي العصابات التي قامت بما لا يقل عن ثمانين مجزرة في مدن وقرى فلسطين.
فالإرهاب الحقيقي بدأ في فلسطين.
وفي العام ١٩٦٤م تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في القدس و بحضور الملك حسين وانتخب احمد الشقيري رئيساً لها حتى عام ١٩٦٧ ومن ثم تسلم رئاستها يحيى حمودة بالوكالة الى ان انتخب الرئيس ياسر عرفات رئيساً لهذه المنظمة والتي هدفها تحرير فلسطين فكانت الدول العربية قبل العام ١٩٦٤ هي المسؤولة عن حل القضية الفلسطينية وليس الفلسطينيون.
ان منظمة التحرير ومنذ تأسيسها لم تكن منظمة ارهابية كما كان الغرب بقيادة امريكا يعتبرها ولكنها منظمة أعلنت منذ ولادتها بأن هدفها تحرير الاراضي الفلسطينية. وهذا هو الفارق بين منظمة التحرير والتي هدفها تحرير الارض وبين المنظمات الإرهابية التي أتت من الخارج.
ومنذ عام ١٩٦٧ وهزيمة العرب واحتلال اسرائيل لكامل الارض الفلسطينية ومنظمة التحرير تحاول بجميع الوسائل السياسية والعسكرية إنهاء الاحتلال ، وفي العام ١٩٧٤ ألقى الرئيس الراحل ياسر عرفات خطابه الشهير في الامم المتحدة دعا فيه المحتل الى سلام الشجعان وفي العام ١٩٨٧قامت الانتفاضة الاولى والتي سميت بانتفاضة الحجارة وهدأت في العام ١٩٩١ حصيلتها ١٣٠٠ شهيد وفي العام ١٩٩٣ تخلت منظمة التحرير عن البندقية وتحولت الى سياسية تسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حسب ما ورد باتفاقية اوسلو ولكن تبين لجميع دول العالم بأن اسرائيل ليست بوارد احلال السلام حسب القرارات الدولية التي وقعت عليها امريكا وإسرائيل .
ان الاٍرهاب الذي بدأ في فلسطين وقتل الآلاف من الشعب الاعزل وتهجير مئات الآلاف والذي اصبح اليوم يزيد عن خمسة ملايين يعيشون في مخيمات ليس فيها اي من مقومات الحياة الكريمة بعيدة عن بيوتهم التي يقيم في بعضها المهاجرون الاسرائيليون بحجة واهية كأملاك الغائبين هو نفس الاٍرهاب الذي نراه اليوم ، بل اكثر لأننا ومنذ خلقت الانسانية لم يهجر شعب بكاملة من ارضه وأرض اجداده ، ليحل شعب آخر جاء بعيدا عن ارضنا لاحتلالنا وطردنا من بلادنا، وهذا يعتبر بنظر القانون أبشع انواع الاٍرهاب .
قبل احتلال فلسطين لم نكن نسمع بأي منظمة ارهابية الا بعد ان هاجمت «القاعدة» نيويورك وقال زعيمها بأن غزوة نيويورك لأجل الأطفال الفلسطينيين وما كان لمنظمة التحرير الا ان تستنكر هذا العمل الإرهابي والذي هو بعيد جدا عن سياسة منظمة التحرير ومن ثم وجدنا امريكا بدأت في حروب على دول زاعمة بان هذه الدول ارهابية ومع الاسف انسحبت تاركة هذه البلاد بفوضى مذهبية وتفرقة عنصرية لا نعرف متى سوف تنتهي ، بل بالعكس زادت المنظمات الإرهابية والتي نمت في جميع أنحاء العالم ولم تعد ابدا تقول ان سبب وجودها هو المحتل الاسرائيلي بل لأسباب اما دينية وهي بعيدة عن الدين او لأسباب مالية او لأسباب اجرامية بحته ليس لها اي علاقة بأي ايديولوجيات محددة كالحرية او الاستقلال ولكن القتل بدون اي رادع اخلاقي ، وآخرها الهجوم الإرهابي البشع في باريس الذي لا يقبله لا دين ولا منطق بل هو عمل ارهابي رخيص وجبان لان جميع الضحايا أطفال وأشخاص لا علاقة لهم بالسياسات التي تقوم بها دولتهم في سوريا او غير سوريا مما يلحق بالضرر بجميع الدول العربية والإسلامية ، بل بالعكس يستفيد منها المحتل.
الآن نرى ان جميع الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن توجد سياسيا وعسكريا في الشرق الأوسط مسرح الصراعات بين العرب وإسرائيل ضد المنظمات والجماعات الإرهابية ، وهذا الوجود يجب ان تستغله هذه الدول التي دعمت قيام اسرائيل بأن لا تترك المنطقة الى بعد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي وإعادة جميع الحقوق السياسة للشعب الفلسطيني.
ان الشعب الفلسطيني الذي مازال يقيم على ارضه وفي المخيمات وفي الشتات يستنكر هذه الاعمال الاجرامية مهما كانت اسبابها لذلك وبكل اصرار يطلب هذا الشعب من مجلس الأمن وهو المسؤول الاول عن حفظ السلام والامن الدوليين في جميع أنحاء العالم بأن يحررنا من الاحتلال الذي مارس ضدنا ابشع الممارسات والتفرقة العنصرية والاعتداء على مقدساتنا وخصوصا ان الامم المتحدة اجمعت على اننا دولة تحت الاحتلال ، كما نطلب من مجلس الأمن بأن يجبر كل دولة او منظمة ان تلتزم بالقرارات والقوانين المعترف بها في الامم المتحدة والمحاكم الدولية كي تنعم جميع الشعوب في السلام والاستقرار .
إدارة تستمرئ الفشل
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
لا معنى للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فما جاء به يدل على ان السياسة الأميركية إما ان تكون قاصرة عن فهم رسالة الانتفاضة والرسائل التي اطلقها الرئيس محمود عباس، واما انها اي السياسة الأميركية كانت بحاجة لتجديد التزامها بدعم إسرائيل.
اذا كان البعض يأخذ على الانتفاضة غياب او غموض الهدف وغياب القيادة التنظيمية، ضعف دور الفصائل الفلسطينية إزاء تطويرها، وتوسيع دائرة نشاطاتها، فإن الرئيس محمود عباس كان واضحا في تأكيد الرسالة الفلسطينية حين تحدث عن فرصة ربما تكون الأخيرة، وعن ان الفلسطينيين لم يعودوا قادرين على القبول بقواعد اللعبة بشروط الوضع الذي سبق الانتفاضة.
كان على الإدارة الأميركية، وكل طرف يعتبر نفسه مسؤولا في المجتمع الدولي، ان تفهم ويفهم الكل ان الانتفاضة كانت صرخة قوية ومدوية في وجه الكل. هي تمرد على سياسة الاحتلال، وإجراءاته الإرهابية العنصرية ومخططاته التوسعية وهي رفض لكل شروط العلاقة التي سادت بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطيني.
والانتفاضة تعبر عن رفض لاستمرار واقع الانقسام الفلسطيني، والوهن الذي أصاب الحركة الوطنية، وتعبر عن الحاجة لتغيير المسارات المختلفة التي اعتمدتها القيادات السياسية الفلسطينية خلال المرحلة السابقة وتميزت جميعها بالفشل. والانتفاضة هي صرخة في وجه الأشقاء العرب وفي وجه الإقليم، هؤلاء الغارقون في صراعاتهم وانقساماتهم، ومخاوفهم ومصالحهم الأنانية، التي تجعلهم منشغلين عن قضيتهم المركزية، ما يشير الى تدني الوعي العربي ازاء اساس الصراع، الذي يعانون من تداعياته.
الانتفاضة هي صرخة مدوية على السياسة التي تديرها الولايات المتحدة التي تؤكد يوما بعد آخر، ان معيار الحكم على هذه السياسة هو بمقدار التزامها بأمن وحماية إسرائيل، وهي صرخة في وجه التجاهل والتواطؤ الأميركي الغربي لتداعيات استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأطماع الاسرائيلية.
لو ان كيري وإدارته فهم هذه الحقائق لكان وفر على نفسه عناء السفر الطويل، وكان يكفي للتظاهر بأن إدارته تبدي اهتماما كاذبا، بأن يفعل ذلك عبر الهاتف.
لماذا تصر إدارة الرئيس باراك اوباما على ان تؤكد الفشل في كل ما تقوم وتفكر به إزاء ملف الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، لقد فشل كيري في إلزام حكومة نتنياهو بتنفيذ التفاهمات التي اشرف عليها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والعاهل الأردني الملك عبد الله، بشأن المسجد الأقصى، وها هو يفشل من جديد مهما كان الهدف الذي جاء من اجله ان كان تهدئة الوضع، او استئناف المفاوضات.
تجربة التفاهمات الخاصة بالمسجد الأقصى ماثلة للعيان، اذ لم تلتزم بها إسرائيل ولو ليوم واحد، ما يعبر عن وحدة الحال بين السياسة الرسمية وأهدافها وسياسة وأهداف المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لم تتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى يوميا قط.
لا يريد مسؤول في مستوى وزير الخارجية الأميركية ان ينتبه الى ان اسرائيل تتعمد في كل مرة يقوم بها كيري بزيارة للمنطقة، تتعمد إسرائيل الإعلان عن إجراءات وخطوات تجعل مهمة حليفها الأميركي فاشلة بامتياز.
في هذه المرة لا يتوقف الأمر على جملة الإعلانات الاستيطانية التي تقول اميركا انها غير شرعية دون ان تفعل شيئا وإنما تبادر إسرائيل الى اتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات العقابية الإرهابية التي تتميز بالعنصرية، وتشكل وصفة سحرية لاستمرار وتأجيج المواجهة.
لو كان لدى وزير الخارجية الأميركي بعض الحياء، وبعض الشعور بالمسؤولية لما جاء حاملاً لأفكار تدعم مشروع السلام الاقتصادي الذي تلتزمه حكومة نتنياهو بينما تصوت في الامم المتحدة مئة وواحدة وسبعون دولة الى جانب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
العالم كله في اتجاه يدعم الحق الفلسطيني والولايات المتحدة تبحث عن رضى دولة احتلال ارهابي عنصري مخالف لكل قوانين وقيم الدنيا، فهل بقي لدى اي فلسطيني او عربي لسان يبرر استمرار المراهنة على شيء من النزاهة الأميركية؟
على كل حال اظهر الشبان في الميدان وعيا للحقائق اكثر من وعي الإدارة الأميركية، حيث انهم صعدوا قبل يوم وصول كيري، من قدرتهم على مجابهة الإرهاب الإسرائيلي المتصاعد، الانتفاضة مستمرة والأجدر بالفلسطينيين ان ينشغلوا في تكريم الانتفاضة، من خلال إعادة ترتيب البيت.
كيري فاجأ الواهمين
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
زيارة جون كيري امس الاول، لم يكن الهدف منها بحث التسوية السياسية او بحث معالجة الاستعصاء الاسرائيلي.بل لها علاقة بعدد من ملفات المنطقة المتفاقمة خاصة الملفين السوري والمصري، ومن راقب جيدا توقيت لقاء الوزير الاميركي مع رئيس حكومة إسرائيل، لاحظ انه، جاء قبل إسقاط المضادات التركية للطائرة الروسية في الاجواء السورية، التي ما كان لها ان تحدث دون التنسيق مع الادارة الاميركية.
لان تركيا لا تقوى على ارتكاب هكذا خطوة دراماتيكية دون الحصول على الضوء الاخضر من ساكن البيت الابيض. لما لها من تداعيات سياسية وعسكرية على الاقليم والسلم العالمي. ومن هنا شملت الزيارة بعض دول الخليج وإسرائيل بهدف التنسيق والاستعداد لاية سيناريوهات قد تقدم عليها القيادة الروسية. وبالتالي زيارة تل ابيب حتمتلقاء الرئيس ابو مازن، لذر الرماد في العيون، وللضغط عليه، لوقف الهبة الشعبية وتخفيف حدة التوتر مع دولة الاحتلال. لان الصراع المحتدم في الساحات الخلفية (سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن ولبنان) للاقطاب الدولية خاصة اميركا وروسيا وحلفائهما في الاقليم والعالم، لا يحتمل التوقف امام الملفات "الثانوية" مثل القضية الفلسطينية!؟ اضف إلى ان الزيارة لاسرائيل، تعتبر جزءا من جائزة الترضية لها على موقفها من الملف الايراني، ودورها الاستخباراتي واللوجستي المركزي في المنطقة، ولكسب ودها عشية الانتخابات الاميركية القادمة.
إذا مجيء كيري، أكد مجددا بما لا يدع مجالا للشك، انه لم يحمل جديدا. وان شاء المرء، ان يكون دقيقا وأمينا، فإن الزيارة حملت موقفا مخيبا للآمال عند الواهمين، وعكست تساوقا أميركيا فاضحا مع السياسات والانتهاكات الاسرائيلية، حيث وصف رئيس الدبلوماسية الاميركية الكفاح الفلسطيني بـ"الارهاب"، وأكد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وكانت حكومة نتنياهو ربطت بين تقديم اية تسهيلات للشعب الفلسطيني مقابل مسألتين، الاولى اعتراف اميركا بالكتل الاستيطانية الاربع بتابعيتها لها؛ والثانية حقها في مواصلة البناء فيها. وهو ما يعكس بؤس الحالة السياسية، التي تواجهها القيادة الفلسطينية، حيث الانسداد يغطي الملفات كافة: المصالحة الوطنية، التسوية السياسية، ومضاعفة الازمات على اكثر من مستوى وصعيد. وحديث بعض القيادات عن الوعد بمواصلة الاتصالات مع الادارة الاميركية، ووضع الملفات الخمسة: الشهداء والجرحى، المعتقلين، مضاعفة الاستيطان الاستعماري، إتساع وتعمق دائرة الارهاب الاسرائيلي المنظم ضد ابناء الشعب الفلسطيني. . الخامام الاميركي القبيح، يؤكد الاستنتاج آنف الذكر. وحسب بعض خفيفي الظل، فإن كيري قام بوضعها في المدفأة بعدما غادر مقر الرئاسة لانه يعرف الحقيقة، ولا يريد رؤيتها او الاقتراب منها.
إذاً ما الحل لاستعادة زمام الامور؟ كما ذكرت في زاوية سابقة مؤخرا، لا تنتظروا جديدا من اميركا، وإن كان هناك جديد، فلن يكون لصالح الشعب الفلسطيني، لان إسرائيل إستعادت إلى حد بعيد دورها القديم الجديد، كموقع متقدم للرأسمالية الغربية وخاصة الاميركية وبالتالي على القيادة تدوير الزوايا بهدوء ودون ضجيج، بسحب البساط من تحت اقدام رعايتها لعملية السلام، وتعزيز السيادة بالقدر، الذي تستطيع على اراضي الدولة المحتلةعام 1967، وتعزيز دور الشرعية الوطنية من خلال: اولا عقد مؤتمر فتح السابع دون تردد او تلكؤ، وثانيا عقد المجلس الوطني في دورة عادية، وبالتالي تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وثالثا تعميق وتوسيع نطاق الهبة الشعبية، مع العمل على تعزيز الطابع الشعبي لها، وترشيد كفاحية مناضليها من ابناء الشعب، رابعا تعميق التواصل مع القوى الشعبية العربية دون وضع ذلك في تناقض مع العلاقات الرسمية مع الدول الشقيقة، خامسا توسيع وتعميق العلاقة مع قوى السلام في إسرائيل والعالم، وزيادة العزلة الاسرائيلية، بالتلازم مع مواصلة النضال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي التربوي. لا توجد حلول سحرية، ومن غير المناسب الانتظار كثيرا وتضييع الوقت.
نتنياهو في أمريكا حصل على كل شيء ولم يقدم شيئ
بقلم: الأسير رأفت جوابره عن وكالة معا
ربما نعود بالذاكره إلى سقوط معسكر الوسط أو ما سمي كذلك بزعامة أولمرت ولفني وصعود معسكر اليمين بزعامة نتنياهو وبالرغم من أن معسكر الوسط لم يقدم شيء على طريق إنهاء الإحتلال والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني إلا أن صعود نتنياهو ومعسكر اليمين كان نذير شؤم وكان من الواضح أن وجود نتنياهو في سدة الحكم سيزيد الأمور سوءا ولكن المفاوض والسياسي الفلسطيني عجزوا عن خلق استراتيجيات لمواجهة اليمين وسياساته الجديده وأكثر من ذلك وقع السياسي والمفاوض الفلسطيني في شرك بعض اليساريين والوسطيين الإسرائيليين الذين كان لهم أجندتهم الخاصه لإسقاط اليمين والعوده إلى الحكم وما كان لقاء الدكتور صائب عريقات مع حاييم رمون صديق إيهود أولمرت في فندق في القدس إلا حلقه من سلسلة لقاءات وبمستويات مختلفه كان كل همها توجيه استراتيجية المفاوض الفلسطيني بما ينسجم مع استراتيجية الشخصيات الاسرائيليه التي تصنف نفسها وسطيه .
وكانت تعتمد هذه الاستراتيجيه في الأساس على مقاطعة أي لقاء مع الحكومه اليمينيه وتحديداً مع رئيسها نتنياهو على إعتبار أن مقاطعة الحكومه سيؤدي إلى حصارها وبالتالي سقوطها وبرغم كل الضغوطات والمحاولات لاستئناف المفاوضات إلا أنها كانت تبوء بالفشل، ربما كان لهذا الخلط والتخبط بعض الإيجابيات حيث أنه بعد سنوات طويله من المفاوضات انتبه المفاوض الفلسطيني إلى ضرورة وجود شرطين قبل البدء بأي عمليه تفاوضيه الأول وقف الاستيطان والثاني إعتراف الجانب الإسرائيلي أن المفاوضات على أساس حدود حزيران 67 وهما شرطان سقطا سهوا لأكثر من 15 عاما وحتى بعض اللقاءات الرسميه التي عقدت مع الحكومة الإسرائيلية والتي بموجبها أفرجت إسرائيل عن ثمانين أسيرا مضى على أسرهم أكثر من عشرين عاماً في الأسر كان مصيرها الفشل المحتوم بالرغم من أن هذين الشرطين لم يكونا كافيين ولا يعبرا عن أن المفاوض الفلسطيني يستخلص العبر إذ أن نفس الأخطاء تتكرر في ملفات الأسرى والمياه وحرية الحركة ...الخ من الملفات التي سقطت سهوا أيضاً في اتفاق أوسلو .
وهاهي أكثر من سبع سنوات مرت منذ ذلك الوقت ولم يتغير شيء فنتنياهو واليمين يزدادون قوه وعنف وتطرف والمفاوض الفلسطيني يزداد حيره فنحن لسنا بحاجة فقط إلى إعادة النظر في إستراتيجية التعامل مع حكومه اليمين بل نحن بأمس الحاجه إلى إعادة النظر في العمليه التفاوضيه بأسرها والتي بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً مع اليسار والوسط الإسرائيلي أكثر من عشرون عاماً لم نحقق بها شيئ بل زاد الطين بله فسرطان الاستيطان تمدد وكبر وانفصلت غزه عن الضفه وتحولت مدن الضفه إلى كنتونات وتحولت غزه إلى جيتو وانتشر الموت والألم والحرمان فقد آن الأوان بعد كل هذه السنوات العجاف أن تعيد م.ت.ف النظر مجدداً في استراتيجياتها للمقاومه والتفاوض والتحرير بدءاً من إعادة النظر بقرارات دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 بما ينسجم وحجم التضحيات والبطولات التي يقدمها شعبنا وعطشه للحرية وتقرير المصير.
بعد أن غادر كيري... ما العمل؟
بقلم: رئيس التحرير عن وكالة وطن
يقينا أن لا احد كان يتوقع من كيري أن يقدم شيئا جوهريا للفلسطينيين، بعد خطابأ في الأمم المتحدة، ويقينا، أن الفاتورة التي قدمها له نتنياهو كانت كبيرة، فهي ليست فاتورة مواجهة وقمع الانتفاضة واستمرار الاستيطان ومحاولة تشريعه دوليا، بل إنها أيضا تلك المستحقات على أمريكا بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وعليه، فإن كيري الذي جاء ليسمع منا تنازلا، أو استعدادا لـ "تهدئة الأوضاع" لم يسمع ما يسره، فيما أسمعنا هو أيضا ما تعودنا عليه من منغصات، لتكون حصيلة الاجتماع في المقاطعة صفرا، فيما استفاد نتنياهو واحتلاله ولو بأقل القليل وهي تصريحات كيري قبل قدومه والتي فرش فيها الأرضية لما سيقوله في الاجتماعات.
إذا كانت المحصلة كذلك، فهل نكتفي بأننا صمدنا في وجه الضغط الأمريكي؟ وهل نترك الأمور تسير بعزم القصور الذاتي؟ دون أي محاولة لاستعادة الجبهة الداخلية وحدتها، ودون أن ننتبه إلى كل الأوضاع التي تعيشها الأراضي الفلسطينية على كافة المستويات.
فهل من المعقول أن نعيش هبة شعبية وأوضاعا غير طبيعية وأن تتصرف الحكومة مثلا وكأن شيئا لم يحدث وتحاول تعزيز جبايتها وأن لا تهتم بمتطلبات الوضع الناشيء؟... هل من المعقول أن لا يفتح حوار شعبي واسع حول آفاق المستقبل في ضوء المتغيرات الجديدة؟ وهل حقا نكتفي بالقول: "ليس بالإمكان أبدع مما كان"؟.
أسئلة تتكرر يوميا في الشارع الغاضب، والذي تختلجه تشككات وضبابية أحيانا تجاه مواقف تعود أن يطلقها بوضوح، فالشارع يخاف على مستقبل الدم الذي يسيل، والشارع لا يجد له ظهيرا أو من يعطيه بصيص أمل في تغيير ما، ورغم ذلك فإن النخب السياسية تعيش في عالم المجردات بعيدا عن تلمس أوجاع وهموم الشارع وتبنيها والعمل معه لتجاوز المعضلات القائمة.
لم يراهن أحد على حقيبة كيري الفارغة إلا من مطالب تفرض علينا، ولكن الجمهور قدم فرصة لهذا التحرك السياسي، لا عن قناعة بل بحثا عن أي طريق توصل النخبة السياسية إلى أن كل الأدوات التي عملت بها سابقا بات عليها أن تركن في متحف العاديات، وأن يطلق فكر سياسي جديد بأدوات جديدة عنوانها أجيال تكتب بدمها استشرافات ملامح المستقبل، ولذلك، علينا أن نعي أن هؤلاء الذين يرسمون المستقبل بدمهم لن يغفروا من اكتفى بدور المصفق والمبارك والمتفرج وأحيانا المعيق.
نحن الآن أمام مرحلة فارقة ربما لم تتضح كل معالمها ولكنها تتشكل في كل يوم يسقط فيه شهيد، أو تحدث فيه عملية، يدرك الاحتلال هذا ولذلك فهو يعمل بصمت على اتباع سياسة قمعية جماعية للناس، يغلق مداخل القرى، يبحث عن كل افانين القمع ومحاولات عزل الشباب المنتفض عن البحر الذي يعوم فيه وهو بجر الجماهير، وهنا الفرق بين لا مبالاة نخبتنا وبين القراءة الاستراتيجية للاحتلال.
فكفى مراهنة على أحصنة هرمت، وكفى تمسكا بالمحراث القديم، فقد تيبست الأرض وتحتاج إلى حرث عميق، يتطلب تنازلا للشعب لا للضغوط القادمة من المشرق والمغرب.
نحن أهل الصمود والقادرين على التحدي، إذا ما جد الجد وبالتالي يمكن الاستغناء عن كل اللغة الدبلوماسية في مخاطبة الشعب، وإعادة الخطاب الحقيقي إلى جذوره، خطاب الصراح بين الاحتلال والشعب الرازح تحته.
هل ستفلت ( إسرائيل ) من النهاية المأساوية لــمرضى ( عُصاب المصير )
بقلم د. وليد القططي عن وكالة سما
عُصاب المصير أو عُصاب القدر كما يعرّفه علماء النفس في مدرسة التحليل النفسي هو نوع من أنواع العُصاب ( المرض النفسي ) يتميز بأن المريض يضع نفسه أو يعرّضها لمواقف متكررة تؤدي إلى نهايات واحدة مأساوية دون أن يستفيد منها , بل بالعكس من ذلك يبدو أنه يسعى إليها ويوجدها , وكأنه يرتب الأمور لا شعورياً بدون قصد بحيث تؤدي إلى ضرره . وهو حالة عُصابية ( مرضية ) يدل على شكل من الوجود المتصف بالعودة الدورية لتسلسل متطابق من الأحداث البائسة , يبدو فيه الشخص خاضعاً لهذا التسلسل كخضوعه لقدر خارجي محتوم يشعر الشخص عن حق أنه ضحية له .
وهذا المرض – عُصاب المصير أو القدر – يُصيب بالدرجة الأولى الأفراد , ولكنه قد يُصيب الجماعات والشعوب والأمم , فتكرر أخطائها الفادحة وتُعيد تجاربها الفاشلة وتعاود إنتاج مآزقها الوجودية , ودون أن تستخلص العبر الحقيقية وتستنبط الدروس الجادة من هذه الأخطاء والتجارب والمآزق لتحول بينها وبين مصيرها المحتوم الذي يأخذها إلى مربع التدمير الذاتي بعد أن تتراكم عليها نقاط الضعف وعوامل الفناء الذاتية والموضوعية وكأنها تسير بدون إرادتها نحو نهايتها المأساوية بفعل دوافع لا شعورية مدّمرة أو غريزة الموت القاتلة النابعة بدورها من عٌقد نفسية وتاريخية محفورة في عقلها الجمعي ووجدانها الشعبي .
واليهود كجماعة بشرية تجمعهم صفات متشابهة وخصائص مشتركة وتاريخ متقارب يمتد منذ وجودهم في مصر وخروجهم منها وحتى تجمعهم في فلسطين ككيان سياسي مروراً بما يسمونه الشتات فقد تكررت نهاياتهم المأساوية مرات عديدة تراوحت بين الإبادة الجماعية والهجرة القسرية الجماعية والاستعباد والإذلال ...
هذه النهايات المأساوية لم تكن بفعل ظلم الآخرين لهم بقدر ما كانت بفعل ظلمهم لأنفسهم وما حصدته أيديهم وما جنته عليهم أفعالهم , وبمعنى آخر نتيجة لما أصابهم من غرور وكبر وعلو وإفساد , ولما اعتقدوه في أنفسهم من الشعور الكاذب بالتفوّق والاستعلاء العرقي والأخلاقي على شعوب الأرض الأخرى واحتقارهم لهم باعتبارهم شعب الله المختار وأبناء الله وأحبائه الذين يحق لهم أن يعاملوا غيرهم بدون ضوابط أخلاقية أو معايير إنسانية .
وهم قد ترجموا هذه المعتقدات العنصرية والأوهام المريضة سلوكياً انعزالية وانتهازية وعلواً وإفساداً في تعاملهم مع غير اليهود ( الجوييم ) , فأدى ذلك إلى تراكم الكراهية والضغينة والحقد عليهم حتى إذا ما أتت القشة التي تقسم ظهر البعير في كل مرة انفجر هذا المخزون المتراكم من الحقد والضغينة والكراهية تجاههم على شكل موجة جديدة من الإبادة والتهجير والإذلال تدمر علوهم وإفسادهم إلى حين عودتهم للعلو والإفساد فتعود عملية التدمير والتتبير مرة أخرى وفق القانون الذي وضعه الله تعالى في القرآن الكريم ( وإن عدتم عُدنا ) , وهذا المصير المأساوي المتكرر الذين يصنعوه بأيديهم هو بالضبط عُصاب المصير أو القدر .
ولن تفلت دولة الشعب اليهودي ( اسرائيل ) من هذا المصير الأسود المحتوم وتلك النهاية المظلمة المأساوية التي يصنعها بنفسه كل مريض بُعصاب المصير , وهو التدمير الذاتي الذي يجلبونه على أنفسهم ويصنعوه بأيديهم وكيف يفلتون منه وهم قد ورثوا كل صفات أسلافهم السيئة , ورضعوا مع الحليب كل خصائص أجدادهم الذميمة , واستنشقوا الهواء الملوّث بأخلاق آبائهم الفاسدة ... فساروا على خطى أسلافهم حذو القذة بالقذة , وورثوا المكر والخديعة والعلو والإفساد كابراً عن كابر , فاستحقوا بذلك أن ينالوا نفس المصير الذي ناله أجدادهم , وهم لا محالة سائرون إليه بعد أن تكتمل سنن التدمير والتتبير التي تأتي بعد العلو والإفساد ولات حين مناص .
والكيان الصهيوني الذي يجمع ما يُقرب من نصف يهود الأرض في دولة ( إسرائيل ) يعيش منذ نشأته مأزقه الأمني الوجودي وعُصابه المزمن المصيري الذي ازداد وطأةً منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 التي نقلت الصراع إلى داخل فلسطين المحتلة والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 بدون شروط أو مفاوضات ثم تكرار ذلك في قطاع غزة مُضافاً إليه تدمير المستوطنات عام 2005, والهزيمة الإسرائيلية المدّوية في لبنان عام 2006 , ثم عجز ( اسرائيل ) عن تحقيق أهدافها في الحروب المتكررة على غزة .
وأخيراً انتفاضة القدس التي أظهرت بوضوح المأزق الوجودي الصهيوني وعُصاب المصير الذي تعاني منه وأهم أعراضه هو تكرار أخطائها الاستراتيجية وتجاربها الفاشلة في مواجهة الانتفاضة دون أن تدرك أن ما تقوم به من ممارسات قمعية واستخدام العنف والمزيد من العنف كلما استفحلت أزماتها هو بالضبط ما يؤدي بها نحو الهاوية والنهاية المأساوية ... ولا يمنع تحقيق ذلك سوى اكتمال حلقات سنن التدمير الذاتي للكيان الصهيوني مع حلقات سنن الشرط الذاتي للنصر لدينا فيتكون منهما الشرط الموضوعي للهزيمة ونهاية المشروع الصهيوني .
شعبنا الفلسطيني يرفض الإرهاب لأنه ضحيته
بقلم: فيصل أبو خضرا عن جريدة القدس
إدارة تستمرئ الفشل
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
كيري فاجأ الواهمين
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
نتنياهو في أمريكا حصل على كل شيء ولم يقدم شيئ
بقلم: الأسير رأفت جوابره عن وكالة معا
بعد أن غادر كيري... ما العمل؟
بقلم: رئيس التحرير عن وكالة وطن
هل ستفلت ( إسرائيل ) من النهاية المأساوية لــمرضى ( عُصاب المصير )
بقلم د. وليد القططي عن وكالة سما
شعبنا الفلسطيني يرفض الإرهاب لأنه ضحيته
بقلم: فيصل أبو خضرا عن جريدة القدس
قبل عام على النكبة كان الحكم البريطاني في فلسطين يمارس الاٍرهاب بجميع اشكاله، من اعتقال، وتنكيل ، وقتل وحتى وصل الامر لإعدامات امام شعب مسالم لا حول له ولا قوة بعد ان خرج اخر جندي عثماني من ارضنا.
ومنذ ثورة حائط البراق عام ١٩٢٩ الى عام ١٩٣٠ وقرار عصبة الامم بان هذا الحائط هو وقف إسلامي مائة بالمائة والعصابات الصهيونية عينها على القدس وفلسطين بدعم وتخطيط من بريطانيا العظمى والتي سلمت الراية عام ١٩٤٨م الى امريكا. وقبل عام ١٩٤٨ قامت العصابات الصهيونية بعدة مجازر في مدننا وقرانا تحت اعين وبصر اول مندوب سامي بريطاني صامويل عام ١٩٢٣م وحتى اخر مندوب سامي في فلسطين في عام ١٩٤٨م .
ففي عام ١٩٤٦ قدرت اللجنة الانجلو- أمريكية عدد قوات العصابات الصهيونية والمؤلفة من الهاجاناه وايتسل التي نسفت فندق الملك دَاوُدَ في القدس وشتيرن ب ٦٩٠٠٠ مقاتل مدججين بجميع انواع الأسلحة التي زودهم بها الغرب من تشيكوسلوفاكيا وهي العصابات التي قامت بما لا يقل عن ثمانين مجزرة في مدن وقرى فلسطين.
فالإرهاب الحقيقي بدأ في فلسطين.
وفي العام ١٩٦٤م تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في القدس و بحضور الملك حسين وانتخب احمد الشقيري رئيساً لها حتى عام ١٩٦٧ ومن ثم تسلم رئاستها يحيى حمودة بالوكالة الى ان انتخب الرئيس ياسر عرفات رئيساً لهذه المنظمة والتي هدفها تحرير فلسطين فكانت الدول العربية قبل العام ١٩٦٤ هي المسؤولة عن حل القضية الفلسطينية وليس الفلسطينيون.
ان منظمة التحرير ومنذ تأسيسها لم تكن منظمة ارهابية كما كان الغرب بقيادة امريكا يعتبرها ولكنها منظمة أعلنت منذ ولادتها بأن هدفها تحرير الاراضي الفلسطينية. وهذا هو الفارق بين منظمة التحرير والتي هدفها تحرير الارض وبين المنظمات الإرهابية التي أتت من الخارج.
ومنذ عام ١٩٦٧ وهزيمة العرب واحتلال اسرائيل لكامل الارض الفلسطينية ومنظمة التحرير تحاول بجميع الوسائل السياسية والعسكرية إنهاء الاحتلال ، وفي العام ١٩٧٤ ألقى الرئيس الراحل ياسر عرفات خطابه الشهير في الامم المتحدة دعا فيه المحتل الى سلام الشجعان وفي العام ١٩٨٧قامت الانتفاضة الاولى والتي سميت بانتفاضة الحجارة وهدأت في العام ١٩٩١ حصيلتها ١٣٠٠ شهيد وفي العام ١٩٩٣ تخلت منظمة التحرير عن البندقية وتحولت الى سياسية تسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حسب ما ورد باتفاقية اوسلو ولكن تبين لجميع دول العالم بأن اسرائيل ليست بوارد احلال السلام حسب القرارات الدولية التي وقعت عليها امريكا وإسرائيل .
ان الاٍرهاب الذي بدأ في فلسطين وقتل الآلاف من الشعب الاعزل وتهجير مئات الآلاف والذي اصبح اليوم يزيد عن خمسة ملايين يعيشون في مخيمات ليس فيها اي من مقومات الحياة الكريمة بعيدة عن بيوتهم التي يقيم في بعضها المهاجرون الاسرائيليون بحجة واهية كأملاك الغائبين هو نفس الاٍرهاب الذي نراه اليوم ، بل اكثر لأننا ومنذ خلقت الانسانية لم يهجر شعب بكاملة من ارضه وأرض اجداده ، ليحل شعب آخر جاء بعيدا عن ارضنا لاحتلالنا وطردنا من بلادنا، وهذا يعتبر بنظر القانون أبشع انواع الاٍرهاب .
قبل احتلال فلسطين لم نكن نسمع بأي منظمة ارهابية الا بعد ان هاجمت «القاعدة» نيويورك وقال زعيمها بأن غزوة نيويورك لأجل الأطفال الفلسطينيين وما كان لمنظمة التحرير الا ان تستنكر هذا العمل الإرهابي والذي هو بعيد جدا عن سياسة منظمة التحرير ومن ثم وجدنا امريكا بدأت في حروب على دول زاعمة بان هذه الدول ارهابية ومع الاسف انسحبت تاركة هذه البلاد بفوضى مذهبية وتفرقة عنصرية لا نعرف متى سوف تنتهي ، بل بالعكس زادت المنظمات الإرهابية والتي نمت في جميع أنحاء العالم ولم تعد ابدا تقول ان سبب وجودها هو المحتل الاسرائيلي بل لأسباب اما دينية وهي بعيدة عن الدين او لأسباب مالية او لأسباب اجرامية بحته ليس لها اي علاقة بأي ايديولوجيات محددة كالحرية او الاستقلال ولكن القتل بدون اي رادع اخلاقي ، وآخرها الهجوم الإرهابي البشع في باريس الذي لا يقبله لا دين ولا منطق بل هو عمل ارهابي رخيص وجبان لان جميع الضحايا أطفال وأشخاص لا علاقة لهم بالسياسات التي تقوم بها دولتهم في سوريا او غير سوريا مما يلحق بالضرر بجميع الدول العربية والإسلامية ، بل بالعكس يستفيد منها المحتل.
الآن نرى ان جميع الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن توجد سياسيا وعسكريا في الشرق الأوسط مسرح الصراعات بين العرب وإسرائيل ضد المنظمات والجماعات الإرهابية ، وهذا الوجود يجب ان تستغله هذه الدول التي دعمت قيام اسرائيل بأن لا تترك المنطقة الى بعد إنهاء الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي وإعادة جميع الحقوق السياسة للشعب الفلسطيني.
ان الشعب الفلسطيني الذي مازال يقيم على ارضه وفي المخيمات وفي الشتات يستنكر هذه الاعمال الاجرامية مهما كانت اسبابها لذلك وبكل اصرار يطلب هذا الشعب من مجلس الأمن وهو المسؤول الاول عن حفظ السلام والامن الدوليين في جميع أنحاء العالم بأن يحررنا من الاحتلال الذي مارس ضدنا ابشع الممارسات والتفرقة العنصرية والاعتداء على مقدساتنا وخصوصا ان الامم المتحدة اجمعت على اننا دولة تحت الاحتلال ، كما نطلب من مجلس الأمن بأن يجبر كل دولة او منظمة ان تلتزم بالقرارات والقوانين المعترف بها في الامم المتحدة والمحاكم الدولية كي تنعم جميع الشعوب في السلام والاستقرار .
إدارة تستمرئ الفشل
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
لا معنى للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فما جاء به يدل على ان السياسة الأميركية إما ان تكون قاصرة عن فهم رسالة الانتفاضة والرسائل التي اطلقها الرئيس محمود عباس، واما انها اي السياسة الأميركية كانت بحاجة لتجديد التزامها بدعم إسرائيل.
اذا كان البعض يأخذ على الانتفاضة غياب او غموض الهدف وغياب القيادة التنظيمية، ضعف دور الفصائل الفلسطينية إزاء تطويرها، وتوسيع دائرة نشاطاتها، فإن الرئيس محمود عباس كان واضحا في تأكيد الرسالة الفلسطينية حين تحدث عن فرصة ربما تكون الأخيرة، وعن ان الفلسطينيين لم يعودوا قادرين على القبول بقواعد اللعبة بشروط الوضع الذي سبق الانتفاضة.
كان على الإدارة الأميركية، وكل طرف يعتبر نفسه مسؤولا في المجتمع الدولي، ان تفهم ويفهم الكل ان الانتفاضة كانت صرخة قوية ومدوية في وجه الكل. هي تمرد على سياسة الاحتلال، وإجراءاته الإرهابية العنصرية ومخططاته التوسعية وهي رفض لكل شروط العلاقة التي سادت بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطيني.
والانتفاضة تعبر عن رفض لاستمرار واقع الانقسام الفلسطيني، والوهن الذي أصاب الحركة الوطنية، وتعبر عن الحاجة لتغيير المسارات المختلفة التي اعتمدتها القيادات السياسية الفلسطينية خلال المرحلة السابقة وتميزت جميعها بالفشل. والانتفاضة هي صرخة في وجه الأشقاء العرب وفي وجه الإقليم، هؤلاء الغارقون في صراعاتهم وانقساماتهم، ومخاوفهم ومصالحهم الأنانية، التي تجعلهم منشغلين عن قضيتهم المركزية، ما يشير الى تدني الوعي العربي ازاء اساس الصراع، الذي يعانون من تداعياته.
الانتفاضة هي صرخة مدوية على السياسة التي تديرها الولايات المتحدة التي تؤكد يوما بعد آخر، ان معيار الحكم على هذه السياسة هو بمقدار التزامها بأمن وحماية إسرائيل، وهي صرخة في وجه التجاهل والتواطؤ الأميركي الغربي لتداعيات استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأطماع الاسرائيلية.
لو ان كيري وإدارته فهم هذه الحقائق لكان وفر على نفسه عناء السفر الطويل، وكان يكفي للتظاهر بأن إدارته تبدي اهتماما كاذبا، بأن يفعل ذلك عبر الهاتف.
لماذا تصر إدارة الرئيس باراك اوباما على ان تؤكد الفشل في كل ما تقوم وتفكر به إزاء ملف الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، لقد فشل كيري في إلزام حكومة نتنياهو بتنفيذ التفاهمات التي اشرف عليها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والعاهل الأردني الملك عبد الله، بشأن المسجد الأقصى، وها هو يفشل من جديد مهما كان الهدف الذي جاء من اجله ان كان تهدئة الوضع، او استئناف المفاوضات.
تجربة التفاهمات الخاصة بالمسجد الأقصى ماثلة للعيان، اذ لم تلتزم بها إسرائيل ولو ليوم واحد، ما يعبر عن وحدة الحال بين السياسة الرسمية وأهدافها وسياسة وأهداف المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لم تتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى يوميا قط.
لا يريد مسؤول في مستوى وزير الخارجية الأميركية ان ينتبه الى ان اسرائيل تتعمد في كل مرة يقوم بها كيري بزيارة للمنطقة، تتعمد إسرائيل الإعلان عن إجراءات وخطوات تجعل مهمة حليفها الأميركي فاشلة بامتياز.
في هذه المرة لا يتوقف الأمر على جملة الإعلانات الاستيطانية التي تقول اميركا انها غير شرعية دون ان تفعل شيئا وإنما تبادر إسرائيل الى اتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات العقابية الإرهابية التي تتميز بالعنصرية، وتشكل وصفة سحرية لاستمرار وتأجيج المواجهة.
لو كان لدى وزير الخارجية الأميركي بعض الحياء، وبعض الشعور بالمسؤولية لما جاء حاملاً لأفكار تدعم مشروع السلام الاقتصادي الذي تلتزمه حكومة نتنياهو بينما تصوت في الامم المتحدة مئة وواحدة وسبعون دولة الى جانب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
العالم كله في اتجاه يدعم الحق الفلسطيني والولايات المتحدة تبحث عن رضى دولة احتلال ارهابي عنصري مخالف لكل قوانين وقيم الدنيا، فهل بقي لدى اي فلسطيني او عربي لسان يبرر استمرار المراهنة على شيء من النزاهة الأميركية؟
على كل حال اظهر الشبان في الميدان وعيا للحقائق اكثر من وعي الإدارة الأميركية، حيث انهم صعدوا قبل يوم وصول كيري، من قدرتهم على مجابهة الإرهاب الإسرائيلي المتصاعد، الانتفاضة مستمرة والأجدر بالفلسطينيين ان ينشغلوا في تكريم الانتفاضة، من خلال إعادة ترتيب البيت.
كيري فاجأ الواهمين
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
زيارة جون كيري امس الاول، لم يكن الهدف منها بحث التسوية السياسية او بحث معالجة الاستعصاء الاسرائيلي.بل لها علاقة بعدد من ملفات المنطقة المتفاقمة خاصة الملفين السوري والمصري، ومن راقب جيدا توقيت لقاء الوزير الاميركي مع رئيس حكومة إسرائيل، لاحظ انه، جاء قبل إسقاط المضادات التركية للطائرة الروسية في الاجواء السورية، التي ما كان لها ان تحدث دون التنسيق مع الادارة الاميركية.
لان تركيا لا تقوى على ارتكاب هكذا خطوة دراماتيكية دون الحصول على الضوء الاخضر من ساكن البيت الابيض. لما لها من تداعيات سياسية وعسكرية على الاقليم والسلم العالمي. ومن هنا شملت الزيارة بعض دول الخليج وإسرائيل بهدف التنسيق والاستعداد لاية سيناريوهات قد تقدم عليها القيادة الروسية. وبالتالي زيارة تل ابيب حتمتلقاء الرئيس ابو مازن، لذر الرماد في العيون، وللضغط عليه، لوقف الهبة الشعبية وتخفيف حدة التوتر مع دولة الاحتلال. لان الصراع المحتدم في الساحات الخلفية (سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن ولبنان) للاقطاب الدولية خاصة اميركا وروسيا وحلفائهما في الاقليم والعالم، لا يحتمل التوقف امام الملفات "الثانوية" مثل القضية الفلسطينية!؟ اضف إلى ان الزيارة لاسرائيل، تعتبر جزءا من جائزة الترضية لها على موقفها من الملف الايراني، ودورها الاستخباراتي واللوجستي المركزي في المنطقة، ولكسب ودها عشية الانتخابات الاميركية القادمة.
إذا مجيء كيري، أكد مجددا بما لا يدع مجالا للشك، انه لم يحمل جديدا. وان شاء المرء، ان يكون دقيقا وأمينا، فإن الزيارة حملت موقفا مخيبا للآمال عند الواهمين، وعكست تساوقا أميركيا فاضحا مع السياسات والانتهاكات الاسرائيلية، حيث وصف رئيس الدبلوماسية الاميركية الكفاح الفلسطيني بـ"الارهاب"، وأكد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وكانت حكومة نتنياهو ربطت بين تقديم اية تسهيلات للشعب الفلسطيني مقابل مسألتين، الاولى اعتراف اميركا بالكتل الاستيطانية الاربع بتابعيتها لها؛ والثانية حقها في مواصلة البناء فيها. وهو ما يعكس بؤس الحالة السياسية، التي تواجهها القيادة الفلسطينية، حيث الانسداد يغطي الملفات كافة: المصالحة الوطنية، التسوية السياسية، ومضاعفة الازمات على اكثر من مستوى وصعيد. وحديث بعض القيادات عن الوعد بمواصلة الاتصالات مع الادارة الاميركية، ووضع الملفات الخمسة: الشهداء والجرحى، المعتقلين، مضاعفة الاستيطان الاستعماري، إتساع وتعمق دائرة الارهاب الاسرائيلي المنظم ضد ابناء الشعب الفلسطيني. . الخامام الاميركي القبيح، يؤكد الاستنتاج آنف الذكر. وحسب بعض خفيفي الظل، فإن كيري قام بوضعها في المدفأة بعدما غادر مقر الرئاسة لانه يعرف الحقيقة، ولا يريد رؤيتها او الاقتراب منها.
إذاً ما الحل لاستعادة زمام الامور؟ كما ذكرت في زاوية سابقة مؤخرا، لا تنتظروا جديدا من اميركا، وإن كان هناك جديد، فلن يكون لصالح الشعب الفلسطيني، لان إسرائيل إستعادت إلى حد بعيد دورها القديم الجديد، كموقع متقدم للرأسمالية الغربية وخاصة الاميركية وبالتالي على القيادة تدوير الزوايا بهدوء ودون ضجيج، بسحب البساط من تحت اقدام رعايتها لعملية السلام، وتعزيز السيادة بالقدر، الذي تستطيع على اراضي الدولة المحتلةعام 1967، وتعزيز دور الشرعية الوطنية من خلال: اولا عقد مؤتمر فتح السابع دون تردد او تلكؤ، وثانيا عقد المجلس الوطني في دورة عادية، وبالتالي تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وثالثا تعميق وتوسيع نطاق الهبة الشعبية، مع العمل على تعزيز الطابع الشعبي لها، وترشيد كفاحية مناضليها من ابناء الشعب، رابعا تعميق التواصل مع القوى الشعبية العربية دون وضع ذلك في تناقض مع العلاقات الرسمية مع الدول الشقيقة، خامسا توسيع وتعميق العلاقة مع قوى السلام في إسرائيل والعالم، وزيادة العزلة الاسرائيلية، بالتلازم مع مواصلة النضال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي التربوي. لا توجد حلول سحرية، ومن غير المناسب الانتظار كثيرا وتضييع الوقت.
نتنياهو في أمريكا حصل على كل شيء ولم يقدم شيئ
بقلم: الأسير رأفت جوابره عن وكالة معا
ربما نعود بالذاكره إلى سقوط معسكر الوسط أو ما سمي كذلك بزعامة أولمرت ولفني وصعود معسكر اليمين بزعامة نتنياهو وبالرغم من أن معسكر الوسط لم يقدم شيء على طريق إنهاء الإحتلال والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني إلا أن صعود نتنياهو ومعسكر اليمين كان نذير شؤم وكان من الواضح أن وجود نتنياهو في سدة الحكم سيزيد الأمور سوءا ولكن المفاوض والسياسي الفلسطيني عجزوا عن خلق استراتيجيات لمواجهة اليمين وسياساته الجديده وأكثر من ذلك وقع السياسي والمفاوض الفلسطيني في شرك بعض اليساريين والوسطيين الإسرائيليين الذين كان لهم أجندتهم الخاصه لإسقاط اليمين والعوده إلى الحكم وما كان لقاء الدكتور صائب عريقات مع حاييم رمون صديق إيهود أولمرت في فندق في القدس إلا حلقه من سلسلة لقاءات وبمستويات مختلفه كان كل همها توجيه استراتيجية المفاوض الفلسطيني بما ينسجم مع استراتيجية الشخصيات الاسرائيليه التي تصنف نفسها وسطيه .
وكانت تعتمد هذه الاستراتيجيه في الأساس على مقاطعة أي لقاء مع الحكومه اليمينيه وتحديداً مع رئيسها نتنياهو على إعتبار أن مقاطعة الحكومه سيؤدي إلى حصارها وبالتالي سقوطها وبرغم كل الضغوطات والمحاولات لاستئناف المفاوضات إلا أنها كانت تبوء بالفشل، ربما كان لهذا الخلط والتخبط بعض الإيجابيات حيث أنه بعد سنوات طويله من المفاوضات انتبه المفاوض الفلسطيني إلى ضرورة وجود شرطين قبل البدء بأي عمليه تفاوضيه الأول وقف الاستيطان والثاني إعتراف الجانب الإسرائيلي أن المفاوضات على أساس حدود حزيران 67 وهما شرطان سقطا سهوا لأكثر من 15 عاما وحتى بعض اللقاءات الرسميه التي عقدت مع الحكومة الإسرائيلية والتي بموجبها أفرجت إسرائيل عن ثمانين أسيرا مضى على أسرهم أكثر من عشرين عاماً في الأسر كان مصيرها الفشل المحتوم بالرغم من أن هذين الشرطين لم يكونا كافيين ولا يعبرا عن أن المفاوض الفلسطيني يستخلص العبر إذ أن نفس الأخطاء تتكرر في ملفات الأسرى والمياه وحرية الحركة ...الخ من الملفات التي سقطت سهوا أيضاً في اتفاق أوسلو .
وهاهي أكثر من سبع سنوات مرت منذ ذلك الوقت ولم يتغير شيء فنتنياهو واليمين يزدادون قوه وعنف وتطرف والمفاوض الفلسطيني يزداد حيره فنحن لسنا بحاجة فقط إلى إعادة النظر في إستراتيجية التعامل مع حكومه اليمين بل نحن بأمس الحاجه إلى إعادة النظر في العمليه التفاوضيه بأسرها والتي بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً مع اليسار والوسط الإسرائيلي أكثر من عشرون عاماً لم نحقق بها شيئ بل زاد الطين بله فسرطان الاستيطان تمدد وكبر وانفصلت غزه عن الضفه وتحولت مدن الضفه إلى كنتونات وتحولت غزه إلى جيتو وانتشر الموت والألم والحرمان فقد آن الأوان بعد كل هذه السنوات العجاف أن تعيد م.ت.ف النظر مجدداً في استراتيجياتها للمقاومه والتفاوض والتحرير بدءاً من إعادة النظر بقرارات دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 بما ينسجم وحجم التضحيات والبطولات التي يقدمها شعبنا وعطشه للحرية وتقرير المصير.
بعد أن غادر كيري... ما العمل؟
بقلم: رئيس التحرير عن وكالة وطن
يقينا أن لا احد كان يتوقع من كيري أن يقدم شيئا جوهريا للفلسطينيين، بعد خطابأ في الأمم المتحدة، ويقينا، أن الفاتورة التي قدمها له نتنياهو كانت كبيرة، فهي ليست فاتورة مواجهة وقمع الانتفاضة واستمرار الاستيطان ومحاولة تشريعه دوليا، بل إنها أيضا تلك المستحقات على أمريكا بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وعليه، فإن كيري الذي جاء ليسمع منا تنازلا، أو استعدادا لـ "تهدئة الأوضاع" لم يسمع ما يسره، فيما أسمعنا هو أيضا ما تعودنا عليه من منغصات، لتكون حصيلة الاجتماع في المقاطعة صفرا، فيما استفاد نتنياهو واحتلاله ولو بأقل القليل وهي تصريحات كيري قبل قدومه والتي فرش فيها الأرضية لما سيقوله في الاجتماعات.
إذا كانت المحصلة كذلك، فهل نكتفي بأننا صمدنا في وجه الضغط الأمريكي؟ وهل نترك الأمور تسير بعزم القصور الذاتي؟ دون أي محاولة لاستعادة الجبهة الداخلية وحدتها، ودون أن ننتبه إلى كل الأوضاع التي تعيشها الأراضي الفلسطينية على كافة المستويات.
فهل من المعقول أن نعيش هبة شعبية وأوضاعا غير طبيعية وأن تتصرف الحكومة مثلا وكأن شيئا لم يحدث وتحاول تعزيز جبايتها وأن لا تهتم بمتطلبات الوضع الناشيء؟... هل من المعقول أن لا يفتح حوار شعبي واسع حول آفاق المستقبل في ضوء المتغيرات الجديدة؟ وهل حقا نكتفي بالقول: "ليس بالإمكان أبدع مما كان"؟.
أسئلة تتكرر يوميا في الشارع الغاضب، والذي تختلجه تشككات وضبابية أحيانا تجاه مواقف تعود أن يطلقها بوضوح، فالشارع يخاف على مستقبل الدم الذي يسيل، والشارع لا يجد له ظهيرا أو من يعطيه بصيص أمل في تغيير ما، ورغم ذلك فإن النخب السياسية تعيش في عالم المجردات بعيدا عن تلمس أوجاع وهموم الشارع وتبنيها والعمل معه لتجاوز المعضلات القائمة.
لم يراهن أحد على حقيبة كيري الفارغة إلا من مطالب تفرض علينا، ولكن الجمهور قدم فرصة لهذا التحرك السياسي، لا عن قناعة بل بحثا عن أي طريق توصل النخبة السياسية إلى أن كل الأدوات التي عملت بها سابقا بات عليها أن تركن في متحف العاديات، وأن يطلق فكر سياسي جديد بأدوات جديدة عنوانها أجيال تكتب بدمها استشرافات ملامح المستقبل، ولذلك، علينا أن نعي أن هؤلاء الذين يرسمون المستقبل بدمهم لن يغفروا من اكتفى بدور المصفق والمبارك والمتفرج وأحيانا المعيق.
نحن الآن أمام مرحلة فارقة ربما لم تتضح كل معالمها ولكنها تتشكل في كل يوم يسقط فيه شهيد، أو تحدث فيه عملية، يدرك الاحتلال هذا ولذلك فهو يعمل بصمت على اتباع سياسة قمعية جماعية للناس، يغلق مداخل القرى، يبحث عن كل افانين القمع ومحاولات عزل الشباب المنتفض عن البحر الذي يعوم فيه وهو بجر الجماهير، وهنا الفرق بين لا مبالاة نخبتنا وبين القراءة الاستراتيجية للاحتلال.
فكفى مراهنة على أحصنة هرمت، وكفى تمسكا بالمحراث القديم، فقد تيبست الأرض وتحتاج إلى حرث عميق، يتطلب تنازلا للشعب لا للضغوط القادمة من المشرق والمغرب.
نحن أهل الصمود والقادرين على التحدي، إذا ما جد الجد وبالتالي يمكن الاستغناء عن كل اللغة الدبلوماسية في مخاطبة الشعب، وإعادة الخطاب الحقيقي إلى جذوره، خطاب الصراح بين الاحتلال والشعب الرازح تحته.
هل ستفلت ( إسرائيل ) من النهاية المأساوية لــمرضى ( عُصاب المصير )
بقلم د. وليد القططي عن وكالة سما
عُصاب المصير أو عُصاب القدر كما يعرّفه علماء النفس في مدرسة التحليل النفسي هو نوع من أنواع العُصاب ( المرض النفسي ) يتميز بأن المريض يضع نفسه أو يعرّضها لمواقف متكررة تؤدي إلى نهايات واحدة مأساوية دون أن يستفيد منها , بل بالعكس من ذلك يبدو أنه يسعى إليها ويوجدها , وكأنه يرتب الأمور لا شعورياً بدون قصد بحيث تؤدي إلى ضرره . وهو حالة عُصابية ( مرضية ) يدل على شكل من الوجود المتصف بالعودة الدورية لتسلسل متطابق من الأحداث البائسة , يبدو فيه الشخص خاضعاً لهذا التسلسل كخضوعه لقدر خارجي محتوم يشعر الشخص عن حق أنه ضحية له .
وهذا المرض – عُصاب المصير أو القدر – يُصيب بالدرجة الأولى الأفراد , ولكنه قد يُصيب الجماعات والشعوب والأمم , فتكرر أخطائها الفادحة وتُعيد تجاربها الفاشلة وتعاود إنتاج مآزقها الوجودية , ودون أن تستخلص العبر الحقيقية وتستنبط الدروس الجادة من هذه الأخطاء والتجارب والمآزق لتحول بينها وبين مصيرها المحتوم الذي يأخذها إلى مربع التدمير الذاتي بعد أن تتراكم عليها نقاط الضعف وعوامل الفناء الذاتية والموضوعية وكأنها تسير بدون إرادتها نحو نهايتها المأساوية بفعل دوافع لا شعورية مدّمرة أو غريزة الموت القاتلة النابعة بدورها من عٌقد نفسية وتاريخية محفورة في عقلها الجمعي ووجدانها الشعبي .
واليهود كجماعة بشرية تجمعهم صفات متشابهة وخصائص مشتركة وتاريخ متقارب يمتد منذ وجودهم في مصر وخروجهم منها وحتى تجمعهم في فلسطين ككيان سياسي مروراً بما يسمونه الشتات فقد تكررت نهاياتهم المأساوية مرات عديدة تراوحت بين الإبادة الجماعية والهجرة القسرية الجماعية والاستعباد والإذلال ...
هذه النهايات المأساوية لم تكن بفعل ظلم الآخرين لهم بقدر ما كانت بفعل ظلمهم لأنفسهم وما حصدته أيديهم وما جنته عليهم أفعالهم , وبمعنى آخر نتيجة لما أصابهم من غرور وكبر وعلو وإفساد , ولما اعتقدوه في أنفسهم من الشعور الكاذب بالتفوّق والاستعلاء العرقي والأخلاقي على شعوب الأرض الأخرى واحتقارهم لهم باعتبارهم شعب الله المختار وأبناء الله وأحبائه الذين يحق لهم أن يعاملوا غيرهم بدون ضوابط أخلاقية أو معايير إنسانية .
وهم قد ترجموا هذه المعتقدات العنصرية والأوهام المريضة سلوكياً انعزالية وانتهازية وعلواً وإفساداً في تعاملهم مع غير اليهود ( الجوييم ) , فأدى ذلك إلى تراكم الكراهية والضغينة والحقد عليهم حتى إذا ما أتت القشة التي تقسم ظهر البعير في كل مرة انفجر هذا المخزون المتراكم من الحقد والضغينة والكراهية تجاههم على شكل موجة جديدة من الإبادة والتهجير والإذلال تدمر علوهم وإفسادهم إلى حين عودتهم للعلو والإفساد فتعود عملية التدمير والتتبير مرة أخرى وفق القانون الذي وضعه الله تعالى في القرآن الكريم ( وإن عدتم عُدنا ) , وهذا المصير المأساوي المتكرر الذين يصنعوه بأيديهم هو بالضبط عُصاب المصير أو القدر .
ولن تفلت دولة الشعب اليهودي ( اسرائيل ) من هذا المصير الأسود المحتوم وتلك النهاية المظلمة المأساوية التي يصنعها بنفسه كل مريض بُعصاب المصير , وهو التدمير الذاتي الذي يجلبونه على أنفسهم ويصنعوه بأيديهم وكيف يفلتون منه وهم قد ورثوا كل صفات أسلافهم السيئة , ورضعوا مع الحليب كل خصائص أجدادهم الذميمة , واستنشقوا الهواء الملوّث بأخلاق آبائهم الفاسدة ... فساروا على خطى أسلافهم حذو القذة بالقذة , وورثوا المكر والخديعة والعلو والإفساد كابراً عن كابر , فاستحقوا بذلك أن ينالوا نفس المصير الذي ناله أجدادهم , وهم لا محالة سائرون إليه بعد أن تكتمل سنن التدمير والتتبير التي تأتي بعد العلو والإفساد ولات حين مناص .
والكيان الصهيوني الذي يجمع ما يُقرب من نصف يهود الأرض في دولة ( إسرائيل ) يعيش منذ نشأته مأزقه الأمني الوجودي وعُصابه المزمن المصيري الذي ازداد وطأةً منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 التي نقلت الصراع إلى داخل فلسطين المحتلة والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 بدون شروط أو مفاوضات ثم تكرار ذلك في قطاع غزة مُضافاً إليه تدمير المستوطنات عام 2005, والهزيمة الإسرائيلية المدّوية في لبنان عام 2006 , ثم عجز ( اسرائيل ) عن تحقيق أهدافها في الحروب المتكررة على غزة .
وأخيراً انتفاضة القدس التي أظهرت بوضوح المأزق الوجودي الصهيوني وعُصاب المصير الذي تعاني منه وأهم أعراضه هو تكرار أخطائها الاستراتيجية وتجاربها الفاشلة في مواجهة الانتفاضة دون أن تدرك أن ما تقوم به من ممارسات قمعية واستخدام العنف والمزيد من العنف كلما استفحلت أزماتها هو بالضبط ما يؤدي بها نحو الهاوية والنهاية المأساوية ... ولا يمنع تحقيق ذلك سوى اكتمال حلقات سنن التدمير الذاتي للكيان الصهيوني مع حلقات سنن الشرط الذاتي للنصر لدينا فيتكون منهما الشرط الموضوعي للهزيمة ونهاية المشروع الصهيوني .