المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 10/12/2015



Haneen
2016-01-20, 12:02 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif






في هــــــذا الملف:
الحرب المستمرة على القدس
بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
الكلام في واد والفعل في واد آخر
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
اخرجوا من العراق
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
الانتفاضة الكبرى...28 سنة على انفجارها العبقري
بقلم: المتوكل طه عن وكالة معا
فلسطينيو قطاع غزّة، معبر واحد ومآسي متعددة !
بقلم: عادل محمد عايش الأسطل عن PNN
الحرب المستمرة على القدس
بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
تواصل اسرائيل عمليات الاستيطان في كل انحاء القدس، ومن كل الجهات ومن داخلها، وتعمل بلا توقف على تهويد المدينة بكل الوسائل، كما تحاول تقليص اعداد الفلسطينيين للحفاظ على الاغلبية اليهودية في المدينة. وفي سبيل تحقيق هذه الاهداف أقامت جدران الفصل وعزلت احياء كاملة عن المدينة، كما حدث فثي كفر عقب وسميرا ميس وشعفاط والعيزرية وغيرها من المناطق وهكذا اصبح عشرات آلاف المواطنين معرضين لفقدان مواطنتهم داخل المدينة المقدسة والعاصمة الموعودة.
وتنشط جمعيات يهودية كثيرة لتغيير الوضع في المسجد الاقصى المبارك تحت مسميات عدة، وتتواصل الاقتحامات والدعوات الى تقسيم الزمان والمكان فيه، وقد تبين ان هذه التحركات والمساعي ليست بعيدة عن الموقف الرسمي للحكومة رغم تأكيداتها المزعومة في المحافظة على الوضع القائم، فقد تبرع نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لهذه الجمعيات التي تعمل لبناء الهيكل المزعوم، كما تتبرع مؤسسات اميركية يهودية وغير يهودية بملايين الدولارات لتهويد القدس.
وبالاضافة الى كل هذه الممارسات المعروفة، فقد نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا موسعا حول العقبات التي تجعل البناء شبه متوقف في القدس الشرقية بسبب صعوبة الحصول على التصاريح اللازمة لذلك، كما اشارت الصحيفة الى التمييز العنصري الواضح في هذا الموضوع بين القدس الغربية والقدس الشرقية، حيث يتمكن اليهود من البناء بسرعة نسبية وتتعقد الاجراءات والمتطلبات امام المواطن الفلسطيني.
هذه الممارسات هي عمليا اعلان حالة الحرب المستمرة ضد الوجود الفلسطيني في القدس، وضد الهوية الوطنية، مما يتطلب البحث عن سبل لوقف هذه الممارسات او التقليل منها على الاقل ..!!
جنون الاسلاموفوبيا
بعد عدة تطورات في المنطقة ازداد في العالم الغربي عامة، شعور متزايد من الاسلاموفوبيا، او الخوف من التطرف الاسلامي والمسلمين عموما. في فرنسا، مثلا، جرت اول انتخابات مناطق او محافظات بعد العملية الارهابية الكبيرة في باريس وفاز اليمين المغرق بالتطرف باغلبية فيها.
في الحملة الانتخابية بالولايات المتحدة، يرتفع الجدل عاليا حول هذا الموضوع الذي اثاره المرشح الجمهوري الاكثر حظا بالفوز بترشيح الحزب له، دونالد ترامب، الذي طالب وكرر المطالبة بمنع المسلمين جميعا من دخول الولايات المتحدة. ولم يكن هو الوحيد في هذا المجال حيث وافقه الرأي مرشحون آخرون من الحزب نفسه، وتلقى هذه الحملة جدلا واسعا على مساحة الولايات المتحدة كلها وفي اوساط اخرى كثيرة خارجها.
لقد كانت بعض القوى التي ترفع شعارات دينية وترتكب المجازر والمذابح البشعة، مثل داعش وغيرها، ومن ثم هجرة ملايين المواطنين من سوريا والعراق وغيرها وتدفق هؤلاء الى انحاء متفرقة من الاتحاد الاوروبي، من اكبر العوامل التي جعلت الاسلاموفوبيا تأخذ هذه المكانة الكبرى من المخاوف والجدل.
لكن للقضية ابعادا اخرى هامة، وهي الجهات التي تضخم الامور وتمارس التحريض المستمر لاهدافها الخاصة، كالدور الذي يمارسه "مركز الدراسات الامنية" في الولايات المتحدة برئاسة فرانك غافني احد اكبر مستشاري ترامب وله مواقف سابقة ومنشورات كثيرة في التحريض واثارة المخاوف.
واسوأ ما في هذه الحملات هو التعميم وغياب الموضوعية في كل الذي يحدث. وقد اثارت اكثر من جهة هذا النقد ومن ابرز المناهضين لهذه الحملة هي المرشحة المحمتلة للرئاسة هيلاري كلينتون ولها مسلمة هي هوما عابدين، وتعتبر من اكثر واقوى مستشاريها. كذلك فقد حذرت صحيفة نيويورك تايمز من هذه الحملات وقالت في افتتاحية لها "ان الجهل السياسي والمبالغة في تضخيم الاشياء، هي اشد خطرا وضررا".
ان ملايين المسلمين يعيشون في الولايات المتحدة والغرب، وهم في الغالبية المطلقة مواطنون ومثقفون ورجال اعمال ناجحون وابعد ما يكونون عن التطرف والعنف .. ومع هذا فلا بد من اشتراك جميع هؤلاء وغيرهم من المؤسسات في العمل لمواجهة هذا الجنون المتزايد والذي قد يؤدي الى مشاكل لا حصر لها، ولا بد ان تتوقف حملات التحريض الجماعية هذه وان يقف الجميع صفا واحدا ضد التطرف والقتل والارهاب.

الكلام في واد والفعل في واد آخر
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الأيام
فيما يمكن اعتباره تقييماً أميركياً لمسيرة سبع سنوات مضت من محاولات إدارة الرئيس باراك اوباما تحقيق اختراق على جبهة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أدلى وزير الخارجية جون كيري بمطالعة مهمة أمام المؤتمر السنوي «لصبان» الذي انعقد بداية هذا الأسبوع في معهد بروكنغز في العاصمة واشنطن.
مطالعة الوزير كيري اتسمت بطابع أكاديمي، وإن كان مغزاها السياسي يذهب إلى تبرير فشل الإدارة الأميركية والرباعية الدولية في تحقيق رؤية الدولتين، والتنصل من مسؤولية المجتمع الدولي إزاء تحقيق السلام، رغم أن استمرار الصراع وتفاقمه يهدد مصالح كثير من دول العالم وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. بطبيعة الحال، لا نتوقع ولا يتوقع أحد، أن يصدر عن السياسة الأميركية تقييم موضوعي بالكامل، لا يساوي بين الجلاد والضحية، أو أن تتخلى الولايات المتحدة عن تعهداتها التاريخية بحماية ودعم إسرائيل بكل أسباب القوة والتفوق، فأعمال العنف التي يمارسها الفلسطينيون ارهاب والسلطة الفلسطينية تمارس التحريض ولا تدين عمليات الارهاب.
وإسرائيل في نظر السياسة الأميركية من حقها أن تدافع عن نفسها، وهي دائماً في موقع الدفاع عن النفس حتى حين تشن حروبها المجرمة على قطاع غزة وترتكب المزيد والمزيد من الجرائم، وان المقاطعة وجهود نزع الشرعية عن إسرائيل وتمرير قرارات متحيزة في هيئات دولية لا يساعد في تحقيق الدولة الفلسطينية، على حد تعبير كيري.
كيري يرى أن على الفلسطينيين أن لا يحركوا ساكنا، وأن لا يقاوموا الاحتلال والاستيطان، لا بوسائل وأشكال مقاومة شعبية، ولا بالتوجه للعدالة الدولية، وان عليهم أن ينتظروا زحف المخططات الإسرائيلية التوسعية على حقوقهم ووجودهم.
ينتقد كيري السلطة ومسؤولين فلسطينيين من بينهم الرئيس محمود عباس الذين يتحدثون عن امكانية حل السلطة ووقف التنسيق الأمني ويحذر إسرائيل من دفع الأوضاع نحو هذه الوجهة لكنه لا يملك نصيحة يقدمها للفلسطينيين.
تنطلق مطالعة الوزير كيري من تقييم عام دقيق، يقول بأن الاتجاهات الحالية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستقود إلى حل الدولة الواحدة، حيث ان اسرائيل لن تكون قادرة على الحفاظ على طابعها الديمقراطي اليهودي في وضع كهذا.
هذا التوصيف ينقصه اعتراف صريح من قبل الوزير كيري، من أن إسرائيل فعلياً تذهب في هذا الاتجاه الذي لا يعني تقويض حل الدولتين، ولكنه لا يعني الذهاب إلى خيار الدولة الواحدة لشعبين كما يعتقد الوزير الأميركي، ما سيتبقى من توصيف كيري هو أن إسرائيل تندفع نحو «التخلي» عن طابعها الديمقراطي نحو الدولة اليهودية، الأمر الذي ينطوي على فعل إسرائيلي يستهدف تهجير الفلسطينيين وتحقيق الدولة اليهودية العنصرية، دولة الابارتهايد.
قبل بضعة أسابيع كان بنيامين نتنياهو قد قال على مسامع الوزير كيري ان اسرائيل يمكن ان تلجأ إلى انسحاب أحادي الجانب من أجزاء من الضفة الغربية، يفضل ان يكون بالاتفاق مع الفلسطينيين. يضع الوزير كيري يده على الجرح حين يعترف بأن «العنف والاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعمليات الهدم، يعرض قابلية تطبيق حل الدولتين للخطر وان الاستيطان يزيد من خيبة أمل الفلسطينيين».
الوزير الاميركي لا يرى «بأن الاستيطان يشكل مبرراً للعنف ولكنه يرى بأن النمو الاستيطاني المستمر يثير تساؤلات حقيقية حول نوايا اسرائيل على المدى الطويل وسيجعل من الانفصال عن الفلسطينيين أكثر صعوبة».
يسرد الوزير كيري كيف ان الفلسطينيين يمنعون من البناء والتطوير في المنطقة المصنفة (ج) كلها تقريباً، وهي التي تشكل على حد تعبيره، 60% من الضفة، حيث اعلنت اسرائيل معظمها كاراضي دولة اسرائيلية او كمجالس مستوطنات، بينما تتم المصادقة على البؤر الاستيطانية بانتظام، في حين هناك ازدياد في هدم المباني الفلسطينية.
باستثناء اتهاماته غير الموضوعية وغير المبررة للفلسطينيين فإن الوزير كيري يملك رؤية واضحة للوضع القائم الذي يشتغل عليه الاحتلال الإسرائيلي، والاتجاه الذي تندفع نحوه الأمور مستقبلاً.
والسؤال هو إن كانت هذه هي قراءة الولايات المتحدة وهي بالتأكيد قراءة الاتحاد الأوروبي وكل من له عيون ترى وآذان تسمع، وبأن الولايات المتحدة تخشى على إسرائيل من نفسها وأطماعها، فلماذا لا تبادر وهي قادرة على أن تقنع أو ترغم ربيبتها على التخلي عن سياسة تقود إلى تقريب آجال إسرائيل؟
لماذا لا تفعل الوكيل الأكبر لحماية إسرائيل، والذي يتحمل أعباء ضخمة من جيب المواطن الأميركي، لماذا لا تفعل ما يوفر عليها وعلى حليفتها تكاليف باهظة ستذروها الرياح يوماً؟
الولايات المتحدة ليست بريئة من دم وحقوق الفلسطينيين وقد استحوذت على إدارة شؤون العالم، ولا تزال تقرر مصائر الكثير من الشعوب، ومصائر الكثير من القضايا والملفات الكبرى.
يبقى على الوزير الأميركي أن يلاحظ الفارق الأخلاقي والأدبي بين ردود فعل الفلسطينيين على ما ورد في مطالعته، وردود فعل الإسرائيليين، يتسم الرد الفلسطيني بأدب الكلام ومراعاة الأصول الدبلوماسية في العلاقات، بينما يعقب عضو الكنيست عن البيت اليهودي موني غاب، بالقول إن آراء كيري منفصلة عن الواقع السائد في الشرق الأوسط، هذا الواقع الذي يثبت أن تقديرات كيري ونشاطاته السياسية لا تعدو كونها سلسلة من الأخطاء والفشل وان سيطرتنا على الضفة هي الضمانة الأمنية لإسرائيل، فهل لدى كيري لسان؟



اخرجوا من العراق
بقلم: عمر حلمي الغول عن الحياة الجديدة
منذ قرابة الشهر ونصف الشهر دخلت القوات التركية إلى إقليم كردستان العراق، ثم تمددت إلى الموصل من منطقة بعشيقة بموافقة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبالتوافق مع طارق الهاشمي، رئيس الحزب الاسلامي العراقي، واجهة الاخوان المسلمين، وبطلب من محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، وذلك من اجل تحقيق حلم الاتراك التاريخي في السيطرة على شمال ونفط العراق.
ما يجري يتوافق مع ما قاله احمد داود اوغلو، عندما كان وزيرا للخارجية عام 2009، حينما زار الموصل: "في يوم من الايام دخل أجدادنا هذه المنطقة، وهم يركبون الخيول، وسيأتي يوم نعود نحن إلى هذه المنطقة، ولكن بمعدات حديثة". كما يتوافق مع المخطط الاميركي الاسرائيلي، الهادف لتقسيم العراق والدول العربية إلى دويلات دينية وطائفية وإثنية، والدليل ان الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا لم ينبسوا ببنت شفة تجاه الدخول التركي لشمال العراق. والادهى والامر، ان الاجتياح التركي لمحافظة نينوى تم في ظل تواطؤ عربي من بعض دول الخليج، وكأن لسان حالها، يقول، نحن مع "تقسيم العراق"، ومع إقامة إمارة "سنية" لجماعة الاخوان المسلمين في المحافظة المذكورة. لاسيما ان الولايات المتحدة تعمل بكل الوسائل المتاحة لفرض وجود الجماعة في المشهد السياسي العربي والاقليمي لتنفيذ مخططها آنف الذكر.
ووفق مصادر مطلعة، فإن تنظيم "داعش" في المنطقة، الذي قامت القوات التركية بإعادة تأهيله وتدريبه ليكون جيش دويلة الموصل، مهد الارض مع المتنفذين في اقليم كردستان العراق لتمركز القوات التركية. وهو ما يشير إلى ان جمهورية السلطان أردوغان، تقف بقوة خلف التنظيم التكفيري. والذي تتبناه بشكل غير معلن الولايات المتحدة الاميركية، رغم انها في وسائل الاعلام تقول عكس ذلك، وتدعي انها مع محاربته. غير ان الحقيقة، تشير لعكس ذلك.
وباستشعار القيادة العراقية للاخطار الناجمة عن الاحتلال التركي للاراضي العراقية، قامت بسلسلة من الخطوات للدفاع عن وحدة اراضيها، اولا رفضت الدعوات الاميركية، التي نادت بتقسيم العراق؛ ثانيا طالبت مرات عدة القيادة التركية بالخروج من العراق فورا؛ ثالثا دخلت مبدئيا في تعاون مع روسيا الاتحادية لمواجهة التحدي التركي وغيره؛ رابعا أجرت الاتصالات مع جمهورية مصر العربية، وارسلت المبعوثين رفيعي المستوى لشرح الموقف واخطاره على وحدة العراق ارضا وشعبا، ما دعا القيادة المصرية لاعلان دعمها الواضح والصريح لوحدة العراق، ودعمه في معركة الدفاع عن ارضه، اضف لمطالبتها تركيا بالانسحاب من الاراضي العراقية، وفي الوقت ذاته، طالبت الجامعة العربية بمواقف واضحة وحاسمة تجاه الاحتلال التركي؛ رابعا اجرى حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق الاتصالات مع أمين عام "الناتو"، نيس ستولتنبرغ ورئيس اقليم كردستان، مسعود البرزاني لذات الغرض، وكل من موقعه ودوره.
وما زالت القيادة العراقية تجري الاتصالات مع كل القوى الشقيقة والصديقة والمؤثرة في القرار التركي للجم النزعات العدوانية، وإرغامها على الانسحاب من محافظة نينوى، ليس هذا فحسب بل إنها، هددت باستخدام القوة دفاعا عن الارض العراقية، نتيجة قناعتها بان روسيا الاتحادية ومعها مصر العربية وإيران الفارسية تقف الى جانبها، الامر الذي عزز من مكانتها، وجعل صوتها مسموعا في أنقرة، ودفع اردوغان والحالم اوغلو، رئيس الوزراء بإيقاف تدفق القوات التركية للعراق، ومراجعة السيناريو، الذي عملت على تطبيقه.
مع ذلك الخطر التركي الاميركي الاسرائيلي ومن لف لفهم من العرب، ما زال يحوم فوق رأس العراق الشقيق، ويهدد وحدة ارضه وشعبه ومستقبله، ما يعرض مجددا شعوب الامة العربية برمتها لتطبيق التقسيم العملي، والشروع باقامة الامارات الدينية والطائفية والمذهبية والاثنية على اراضي دولها، ما يفسح المجال لتصفية آخر ما تبقى من ركائز الامن القومي، هذا إن تبقى له ركائز سوى مصر الشقيقة.

الانتفاضة الكبرى...28 سنة على انفجارها العبقري
بقلم: المتوكل طه عن وكالة معا
لقد كانت انتفاضة كاملة!
اليوم من شهر كانون أول 2015 ، يكون قد مرّ على انفجارها العبقري قرابة ثمان وعشرين سنة، وها نحن نشهد، منذ شهرين ميلاد انتفاضة جديدة، اسمها انتفاضة القدس أو الهبّة .. لا فرق . والشيء بالشيء يُذكر.
تلك انتفاضة كاملة!
كان الفهد خارجاً بكامل سخونته، من الغابة البِكْر، يحمل قلب الريح، كأنه عاهل العاصفة، كان ريّاناً، مُشْبَعاً بغضب الأشجار التي ماتت واقفة، ولم تركع! وكان صمته قِطَعاً من غضب الليل الذي كَنَس البساطير الثقيلة من ليل المدن والقرى، وجعل يقظة الخوف أبديةً في حدقات الخونة والجنود .
تلك كانت انتفاضة . أما انتفاضة الأقصى العام 2000 فإنها سبعٌ روّضته البيوت، وأطلقته على الدخلاء. أما تلك فكانت فهداً بريّاً، له أناقة البرق وإغواء الغزال .
الأولى صوت الرأس، أما الأقصى فكانت شعلة الجسد كلّه.
1987 كانت زفّة واحدة أو جنازة واحدة، أو بالأحرى كانتا متداخلتين إلى درجة اختلاط الدمع بالحبق، وملوحة عرق الأعراف بعسل شَهد الفَرس .
تلك كانت صيحة إسرافيل الفلسطيني، الذي أيقظ الحجر والشجر والطير والينبوع، أما انتفاضة2000 فصحوة الجسد من خَدَر العملية الجراحية الفاشلة .
الأولى كانت غيث كانون الواضح، أما الثانية فهي تردد الغيمة في عباءة العاصفة.
الأولى كانت البداهة والبديهة، أما الثانية فإنها صنعة الثوب الكنعاني المطرّز .
تلك كانت الدخول الحاسم إلى بهاء الموت برضى كامل، أما اللاحقة فالحسابات تزاحم المشهد الذي يشدّك إلى أن تغسل الأرض، كل الأرض بوريدك الكريم .
تلك تاج المليحات، وأم الحكايات، وقصّة الراوي الذي لن تنتهي لياليه . أما الأخرى فهي مسرحية الكاتب المسلّح الناضج، الذي تقلّب على سفّود الجمر، وما فتئت تأكل كبده ليل نهار.
الأولى لحم التفاحة الأحلى، وليلة الدخلة التي لن ننسى لذعة السوسن فيها، أو حُرقة عجين ورقة الليمون، وصخب أغنيات الأهل الفرحين، أما الثانية فهي زواج الوردة للمدى الدامي، في فضاء قاعة المدعوين والشهود .
الأولى شهوة الزيت، وانفعال الشفتين، ورضى الزوجات عن الغياب المليء بالدوالي والرسوخ. أما الثانية فإنها البهجة بالموت العالي، والفجيعة باللوعة المجانيّة .. أحياناً .
والأولى مقابسات ليالي القبر التي أشرقت بالجنين الرسولي، أما الثانية فهي نهضةُ الفتى لتكتمل دروسه، وتصحو مداركه .
يغيب الآن الموسم كله، بإرهاصاته، وحلقاته وأسواقه وتجمعاته! وتحضر هندسة الحرب، لتبعدنا أكثر عن فِطرة ما كان في ذلك الموسم ( الإنتفاضة الأولى ) من حالات وحكايات . كأن الناس كانوا في موسم قطف الزيتون، أو بناء معبد كبير، أو كأنما يريدون تحويل نهر عظيم عن مجراه، أو إزاحة البحر إلى الوراء .. لهذا لم يتأخّر أحد! كان الرجال أطفالاً وشباناً وشيوخاً في الحقل أو البرّ، وكانت النساء يكملن أعمالهن في البيت دون توقّف!
ولعل التاريخ لم يشهد حالة انشغال دائبة مثل التي كانت، أيام تلك الانتفاضة الكبرى - ولا أقول الأولى إلّا تجاوزاً - حيث الانتفاضة 2000قيّدت الكثير من الناس، واقتصر فعلها على جيل محدد، يتمتع بلياقة رمي الحجارة واستعمال المقلاع، أو على المُدَرّبين جيداً على استخدام السلاح والرشاشات، ما جعل الكثيرين، وبالتحديد القاطنون في المدن المحررة "المناطق أ"، يبحثون عن دور مباشر لهم في تلك الانتفاضة، فلا يجدونه! ما جعل الكثيرين يرزحون تحت وطأة ضميرهم وسؤاله القاسي الممضّ، وهم يرون الشبان الصغار يبتلعون أدوارهم، ويتربعون على عرش المشهد السخيّ الجريء .
كما أن المرأة تراجع دورها كثيراً، ولم تهيئ لها الانتفاضة الثانية ذلك الدور الواسع العملاق الذي وفّرته لها الانتفاضة الأولى، حيث حلّت المرأة مكان زوجها الذي اعتقلوه، فأصبحت أماً وأباً، وعمّق حضورها ذلك الدور الاجتماعي المشرّف الذي ظهر في تشييع الجنازات التي طالما انتهت باشتباك طاحن مع جنود الاحتلال، وفي عيادة الجرحى، ومواساة العائلات الثكلى، وزراعة المساكب والخضروات، وتطوير الاقتصاد البيتي ..
ولم نسمع أحداً يسأل عن مصير أُسرته، وهو في حمأة الزنازين، أو في عين المتراس الحمراء .. ولم يخلع الناس - آنذاك - التطهريّة التي تليق بالأولياء والفلاحين البعيدين ، ولم يسقط رجل في إغراء المقارنة بين الطبقة المستريحة الحريرية، التي تشكلت في تلك السنوات الأخيرة، وبين أحوال الدهماء أو الرعاع -هكذا يسميّهم البعض-، وينظر إليهم على أنهم ليسوا أكثر من حطب، يصلح للاشتعال تحت طنجرة السياسة حتى تنضج، وبالتالي لا يأكل منها إلاّ الطبّاخون المعلمون، أو المَهَرة .
وفي انتفاضة1987 ، كان الانضباط أعلى، في السنوات الثلاث الأولى، وكان جدار الانتفاضة صلباً، لم تخترقه الأصابع الخفية المدسوسة، أو الشائعات السوداء . وكان الاستنفار كاملاً، ولهفة الناس حاسمة، حيث نكشوا حواكير بيوتهم وزرعوها، ورموا المنتجات الاسرائيلية، وكانوا أكثر قناعة بالتقشف الحقيقي الذي فاق زهد الرهبان في الجبال الجرداء، ولم تكن -حينها- تلك المجموعة التي تدبّ الآن بين الناس، تشدّها مصلحتها -بصفتها كمبرادور يستورد البضائع الإسرائيلية، أو وكلاء لكبرى شركات الدولة العبرية- أو يدفعها طموحها الأجوف -بصفتها، كما ترى نفسها، مؤهلة لوراثة الحكم، أو من أولي الأمر الذين يجب أن يصنعوا القرارات المصيرية للشعب والقضية- .
وفي تلك السنوات، كانت عبقرية الانتفاضة تتمثل في تحييد أسلحة الاحتلال الثقيلة، باعتمادها على الحجر والمولوتوف، كما تتمثل - أيضاً - بالالتزام الحديدي والدقيق بالقرارات التي كانت تصدرها القيادة الوطنية الموحّدة عبر بياناتها آنذاك ، ولم تشهد ذلك التعويم الأمني الذي فكّك "مركزية" السلطة الوطنية ، باعتبارها السلطة التي يجب أن " تحتكر " السلطات الثلاث .
أيام الانتفاضة الكبرى كان لها لون واحد هو الأبيض ، الذي يسعى للانتصار على الأسود بكل مكوناته ومصادره . ولم يدخل الرماد إلاّ بعد ثلاث سنوات أو أكثر، من بدء ذلك الانفجار العبقري الواسع والعميق.
في تلك الأيام، كانت روح الجندي المجهول تمور في ضلوع كل الناس، فكان التكاتف والتكامل والتكافل قد وصل إلى أقصى صوره ودرجاته، إلى حدّ أستطيع أن أقول، دون مبالغة: إن المليونين ونصف المليون فلسطيني في الضفة والقدس والقطاع كانوا أُسرة واحدة، فالأب للجميع، والأم والدة كل الأبناء والبنات، والأولاد أشقاء نزلوا من مجرى واحد وعسيلة واحدة، يتشابهون إلى حدّ التوأمة، ويتسامحون إلى أن أصبح الإيثار لغة منحوتة، لا يغلبها قولٌ مشبوه أو صراخ حاسد .
تلك الانتفاضة غسلت الجسد الواحد، من كل أدرانه وشوائبه، بعد أن صهرته في مرجل هائل، وسكبته لامعاً مضيئاً، لا طريق له إلا الأمام، بعد أن أحرقت، هنا وهناك، تلك الجيوب المُعيبة؛ سواء أكانت بؤرة للمخدرات، أو السقوط الأخلاقي، أو علبة لليل القاصف، أو بقعة كريهة متّصلة بالاحتلال، أو الشقاوة المريبة.
تلك الإنتفاضة كانت التاج الذي أكمل حجارته المسحورة، والعُرسَ الذي اكتمل إلى حدّ المعجزة، والحَجر الخرافي الذي حكّ هواء الفولاذ، فدبّت النار في هشيم الدنيا، وفهقت السماء بنجومها، فغاب الليلُ .. إلاّ قليلاً .. بانتظار الشروق الكبير ، قبل أن يتمّ اعتراضها بمؤتمر مدريد وما تبعه من اتفاقيات ..

فلسطينيو قطاع غزّة، معبر واحد ومآسي متعددة !
بقلم: عادل محمد عايش الأسطل عن PNN
منذ الماضي البعيد، يُعتبر معبر رفح البري بالنسبة لفلسطيني قطاع غزة الأضيق في العالم، من حيث حركتهم وتنقلهم من وإلى القطاع، فبرغم أنه المنفذ الوحيد لهم، فإن من تشكّلت لهم الحظوظ، هم فقط من يستطيعون تجاوزه، وإن بعد شِدّة ومعاناةٍ فائقتين، حتى إبان عهد الاحتلال الإسرائيلي، كان الأفراد يحصلون ببساطة على تصريح إسرائيلي – مدفوع الرسم- بالمغادرة، لكنهم سرعان ما يصطدمون بالممانعة المصرية، برغم حيازتهم مبررات وحججٍ دامغة لمشقة السفر.
فقد كانت بانتظارهم جملة من الإجراءات الشديدة الصرامة، يجري تطبيقها عليهم – بدون استثناء- والتي تبدأ بخشونة المعاملة، وتمرّ بالمثول أمام المخابرات العامة، وأمن الدولة وجهات أمنية أخرى، وتنتهي بالنظرة الأخيرة لإدارة المعبر، فيما إذا كانت عامرة المزاجٍ أم لا، على الرغم من انقطاع الدواعي لتلك الإجراءات برمّتها، ونستطيع ذِكر في هذا الصدد، بأن الوسائل الماليّة، يمكنها تحويل الأفراد من أمنيين إلى نورماليين (Normalcy).
زاد الوضع سوءاً، نتيجة سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في يوليو 2007، حيث أغلقت مصر المعبر بشكلٍ شبه كامل، باعتبارها غير شرعية، ولا يجب التعامل معها خاصة في هذا الجانب، إلاّ أنه وفي مايو 2010، أي بعد ثلاث سنوات تقريباً، ونتيجة الهجوم الإسرائيلي على سفينة (مافي مرمرة) التركية، التي كانت في طريقها ضمن (أسطول الحرية) لكسر الحصار عن القطاع، قام الرئيس المصري “حسني مبارك” بإصدار مرسوم رئاسي بسحب الأقفال من بواباته المُغلّقة، واستئناف تشغيله- برغم استمرار حماس في الحكم- مُنهياً به، كل التفاهمات السابقة بشأن إدارته، بما فيها الإشراف الأوروبي، الذي تم الاتفاق بشأنه بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العام 2005، باعتبار المرسوم سيادي، ولا أحد يملك الاعتراض عليه.
إسرائيل، اعتبرت حينها أن المرسوم، يُعد انتهاكاً لاتفاقية المعابر، ولكنها لم تشأ إثارة أيّة مشكلات مع مصر، لاعتقادها بأن الخطوة هي مجرّد امتصاص لغضبة شعبيّة، ولاطمئنانها من ناحيةٍ أخرى، بأنها لا تنوي تغيير الوضع بعكس ما كان عليه، وبأنها تعرف جيداً كيف تتدبر أمرها في إدارة المعبر، وبما يتلاءم مع الحالتين السياسية والأمنية المصرية والإسرائيلية.
القرار، وإن كان مقتصراً على الحالات الإنسانية وحالات التنسيق الأخرى، مع تخفيضات في مستوى التشدّد، إلاّ أنه كان موضع ترحيب فلسطيني عام، باعتباره الخيار الصحيح، باتجاه تسهيل حياة ساكني القطاع، والحد من معاناتهم بشكلٍ عام، وباعتباره نقطة تحوّل هامة في إزالة الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 2006.
بعد ثورة 25 يناير، كانت هناك أوضاع سياسية وأمنية مهمّة فرضت نفسها على حركة الفلسطينيين باتجاه المعبر، حتى وصول الدكتور “محمد مرسي” إلى سدة الحكم، حيث شهد المعبر انطلاقة ملحوظة، نحو تسهيلات غير مسبوقة لحركة الفلسطينيين، برغم وجود بعض المعرقلات السياسية والأمنية، بما فيها قيام إسرائيل بتحميل مصر مسؤولية إدارته سياسياً وأمنياً.
حتى قبل استلام الرئيس “عبدالفتاح السيسي” الحكم المصري، أصبح الوضع مختلفاً، حيث مثل المعبر لدى المصريين مرضاً أمنياً ومُنغصاً اقتصادياً، يجب القضاء عليه بسرعة، وقد ساهم الإعلام وجهات مصرية أخرى باتجاه إغلاقه بشكل نهائي، وكان الرئيس “السيسي” قد ربط في كل مناسبة، قضية المعبر، باستلام السلطة الفلسطينية له، وبسط سيطرتها عليه بشكل دائم، كونها تحظى بالاعتراف الدولي والمصري بخاصة.
من جانبها، فإن السلطة الفلسطينية، كانت تشترط في كل مرّة، بأن تقوم حماس بتسليم مفاتيحه بشكل كامل لحرس الرئاسة الأمني، إذا ما أرادت المسير في شأن المصالحة الوطنية، ولضمان استمرارية عمله باتجاه خدمة المواطنين، لكن تخوّفات حماس التي كانت دائماً تعلن عنها، هي التي كانت تحول دون تكملة أي اتفاق، باعتبار أن التسليم هكذا، وفي ضوء اتهامها لبعض قيادات حركة فتح بالعمل على استغلال الأزمة للضغط عليها، يقصد قصف سلاح المقاومة، ويعني إلغاء الحركة عن المشهد السياسي والاجتماعي داخل القطاع.
وبينما أعلنت – حماس- في أوقات سابقة، عن استعدادها للتعاطي مع أيّة مقترحات لحل الأزمة، وفي ضوء أنها هي من طرحت تسليم المعبر لحرس الرئاسة، وأن السلطة الفلسطينية هي من رفضت ذلك الطرح، بناءً على مشكلات سياسية، إلاّ أن السلطة ترى بأن اشتراطات حماس، بأن يبقى عناصرها متواجدين في أماكنهم داخل المعبر، ورفضها عودة المراقبين الأوربيين لمتابعة عملهم، هي اشتراطات غير واقعية ومرفوضة أيضاً.
حتى هذه الأثناء، تجد حماس نفسها أمام فوهة المدفع، لاتهامها بأنها هي من تعرقل فتح المعبر، وهي من تسبب مآسي المواطنين اليوميّة، لكن وحتى في ضوء استلام السلطة الفلسطينية له أو قيام مصر بتشغيله استثنائياُ، فإن الأوضاع بداخله، لن تكون وردية تماماً كما يظن الفلسطينيين، بسبب أن الإجراءات المشددة – ما قبل حماس – هي نفسها التي ستعود إلى قواعدها وعلى نحوٍ أكبر، على الأقل بالنسبة لأفرادها والمؤيدين لها والمتعاطفين معها، والذين يشكلون نسبة لابأس بها من مواطني القطاع، وبالمقابل، فإن حصول مثل هذا الأمر، سيُعتبر لدى كثيرين بمثابة إنجازٍ ضخمٍ، وإنهاء لملفٍ طالما أشعل خلافاً وجدلاً كبيراً.