تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 16/12/2015



Haneen
2016-01-20, 12:08 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif


العناوين:-

v هل يفرمل أردوغان انزلاقته أم يتهاوى ويسقط؟
بقلم: د. أحمد قطامش – القدس
v السلطة غير شعبية : احتمالات الانهيار والعواقب
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
v شكرًا كيري .. ولكن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v المرأة التي فضحت أمريكا، وعلاقتها بداعش
بقلم: محمد الغيطي – معا



هل يفرمل أردوغان انزلاقته أم يتهاوى ويسقط؟
بقلم: د. أحمد قطامش – القدس
لا ريب أن تركيا أحرزت نجاحات باهرة في عهد حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان الذي تسلم مقاليد الحكم في العام 2003. ولئن استخدم الإعلام تعبير "المعجزة الاقتصادية التركية" فقد شملت القفزة كافة الميادين.
وبلغة الأرقام, كان الإنتاج القومي التركي 400 مليار دولار سنوياً عام 2003 فأصبح 800 مليار وأكثر ما وضع تركيا في الترتيب 16 عالمياً. وهذا انعكس بداهة على دخل الفرد سنويا الذي كان أقل من 4 آلاف دولار فأصبح 11 ألفاً والأجور ارتفعت بنسبة 300% كما تم تسديد المديونية التراكمية التي بلغت 300 مليار دولار.
وفيما أغلقت أوروبا بواباتها أمام انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة, كتب الأكاديمي أوغلو الذي أصبح رئيساً للحكومة كتاباً عن عودة تركيا لمحيطها الجغرافي والتاريخي, بل واستقبلت تركيا استثمارات أوروبية كبيرة وصلت الى حوالي 70% من الاستثمارات الكلية وأكثر من 5 مليار دولار من الخليج العربي, وفتحت شواطئها ومراكزها التراثية وجمال بلادها للسياحة التي تجاوزت 20 مليون سائح سنوياً بينهم 4.5 مليون روسي ينفقون سنوياً 10 مليار دولار.
وانتعش قطاع الصناعة والخدمات والزراعة ووصل حجم الصادرات سنوياً 150 مليار دولار بينما كان مجرد 25 مليارا واتسع مع العرب ليصل 50 مليارا, فيما الاستثمارات التركية في حلب وحدها 7 مليار دولار.
وهذا بداهة صاحبه نهضة في قطاع التعليم وبناء عشرات الجامعات ومثلها مستشفيات وبنية تحتية عصرية ومطارات ضخمة وصولاً إلى صناعة سيارات ودبابات وطائرات دون طيار وأقمار صناعية وتشجير مساحات هائلة بأشجار مثمرة وأحراج.
وهذه الإنجازات استقطبت الرأي العام التركي فصّوت لحزب أردوغان الذي بات يشكل الحكومة منفرداً, والمضي في بناء دولة مؤسساتية وصولاً إلى إزاحة وصاية الجيش دون المساس "بعلمانية الدولة وديمقراطيتها".
لقد قطعت تركيا شوطاً كبيراً في بناء دولة برجوازية قومية, بما في ذلك تأمين تعليم مجاني, حتى أنها فتحت أسواقها للأيدي العاملة الأجنبية, وصولاً إلى هدنة طويلة مع حزب العمال الكردستاني اليساري. وأصبحت تركيا "صفر مشاكل" حسب اللغة الدارجة.
ما الذي حدث في الأعوام الأخيرة؟
كشفت بروفيسورة أمريكية في مقال لها منذ ثلاثة أعوام أن أردوغان قام بزيارة لواشنطن قبل نحو خمسة أعوام وبصحبته القائد في الاخوان المسلمين "الشاطر" المعتقل اليوم في السجون المصرية. والملخص أن أردوغان قال: "الشرق الأوسط إسلامي, فإما أن يحكمه بن لادن أو الإسلام المعتدل الذي يمثله الأخوان المسلمون".
ومثل هذا التقدير الاستراتيجي لم يكن دون أساس. إذ أعلن المعارض السوري ميشيل كيلو (أن الاخوان المسلمين يشكلون 40% من الائتلاف الوطني) وفاز الاخوان المسلمون والاتجاه السلفي بثلاثة أرباع مجلس الشعب بعد خلع مبارك, وبالمركز الأول الذي سمح لكيران بتشكيل الحكومة المغربية, مثلما فاز حزب النهضة التونسي إسلامي دون عضوية في الاخوان بأغلبية بعد الإطاحة ببن علي, وحصلت حماس على 44% من الأصوات في انتخابات التشريعي فيما حصلت فتح على 42% في القائمة النسبية.
وفي الأردن يعتبر الاخوان القوة المنظمة الأولى وهذا حالهم في اليمن, غير أن "السياسة جبر لا حساب" على رأي دوبريه, وفيها المجهول كما أن خرائطها ليست ثابتة.
التدخل التركي القوي في الأزمة السورية
روجت وسائل الإعلام في السنة الثانية للأزمة للخطة أ و ب و ج لاجتياح المعارضة لدمشق, وحفزتها تقديرات "متفائلة" أن النظام على أبواب سقوط... والمعارك الطاحنة حصدت دماراً رهيباً وخسائر بشرية ومآسي إنسانية تفوق الوصف وصولاً إلى هجرة نحو 5 مليون إلى لبنان والأردن وتركيا...ومثلهم وأكثر نازحون داخل الأراضي السورية.
وكانت تركيا حاضنة للمعارضة وتقاطعت هنا مع المحور الأمريكي الأوروبي القطري السعودي. غير أن النظام لم يسقط وفي مناطق سيطرته يعيش نحو ثلثي الشعب السوري.
وطرأت تحولات جذرية على القوى المناهضة للنظام, إذ اتسع نفوذ "القاعدة" وفي العام الأخير تمددت "داعش" بما لهما من جذور مشتركة, وهما معاً "يكفران" الاخوان المسلمين وتدفق "المجاهدون" من عشرات الدول اعترف الأمريكيون مؤخراً ب60 ألف جهادي من 100 دولة في سوريا والعراق بمصفحاتهم الحديثة باللون الفضي وكأنها خرجت من مصانعها للتو, وكانت تركيا "ممراً ومستقراً" بل وفي المناطق الحدودية يتمركز اليوم نحو 10 آلاف جهادي غالبيتهم من الشيشان وداغستان والصين حيث يتموضع أيضاً التركمان (سوريون من أصل تركي) بقواتهم المسلحة.
وعليه لم ينحصر الرهان التركي على الاخوان وقوى المعارضة السورية, بل ذهب أيضاً إلى الرهان على حركة الجهاد العالمي.
وبصرف النظر عن اتهام تركيا بدعم الدواعش والقاعدة, ونفي تركيا لذلك, "فالجهاديون" كانوا يمرون من تحت أعين المخابرات التركية, وهناك الكثير من المقابلات الصحفية التي تمت معهم في أنقرة واستانبول, كما أن تهريب النفط العراقي والسوري مصدر تمويلي لا تقل عوائده عن مليار دولار سنوياً يمر عبر الأراضي التركية.
وعلى أقل تقدير يمكن استخدام قاعدة ( عدو عدوي صديقي) أو مقولة تشرشل "أتحالف مع الشيطان", دون تجاهل تحليلات أخرى تذهب لمساحات أخرى, من بينها قلق تركيا من النزعة الاستقلالية الكردية وسعيها لقطع الطريق على هذه الدينامية التي يمكن أن تشمل كرد العراق وتركيا وسوريا, علماً أنها تحافظ على علاقة جيدة مع كرد العراق وتحديداً الحزب الديمقراطي بزعامة البرزاني.
كما لا يمكن إنكار تسليح تركمان سوريا وتطلعات تركيا أن يكون لها نفوذ في شمال العراق وسوريا. ومن جهة أخرى فقد فتحت تركيا حدودها للاجئين السوريين بما فيهم الكرد الذين فروا من أرض المعارك, سواء معارك المعارضة مع جيش النظام أو اقتتال المعارضات فيما بينها وبشكل أخص بين داعش والكرد الاتحاد الديمقراطي-اليساري وبين داعش وسواه من جيش الشام المكون من عدة قوى.
والتقديرات التي كانت تقول أن اللجوء مؤقت ذهبت أدراج الرياح, فمخيمات اللاجئين باتت أكثر ثباتاً بما تتطلبه من تعليم وعلاج وعمل. قالت تركيا أنها أنفقت عليها أكثر من 3 مليار دولار وأنها تضم 2 مليون نسمة.
أما محاولات تركيا إقامة منطقة عازلة أو آمنة فلم تحظ بتأييد أحد ومعروف أن الحدود التركية السورية تمتد على 900 كم أغلبيتها امتدادات كردية. ومع الدخول الروسي لم يعد لهذا المسعى أي فرصة, ونفس الشيء بالنسبة للإطاحة بالرئيس الأسد الذي انتقل جيشه وحلفاؤه للهجوم في الشهرين الأخيرين.
أما "تصدير" مليون سوري لأوروبا, فقد استوعبت أوروبا هذا العبء بصرف النظر عن المأساة السورية ومأساة "قوارب الموت وعابري الحدود" فأوروبا هي شريك في خلق الأزمة السورية, ولن يضيرها وهي التي يقطنها 500 مليون نسمة أن يضاف إليهم مليون رغم أزمتها الاقتصادية ومديونيتها التي ناهزت 10 تريليون دولار... وهي تعترف اليوم أن هنالك أكير من 3 آلاف داعشي أوروبي في سوريا بل وتستضيف الورش الأكاديمية وأهل الرأي لتحليل أسباب هذه الظاهرة دون تحميل أجهزة مخابراتها أو سياساتها التهميشية للمسلمين اية مسؤولية.
وتلخيصاً : لقد أخفقت السياسة التركية في سوريا. وان كانت الكارثة الكبرى قد عادت على السوريين, فثمة خسائر تركية أيضاً, وحتى الأرباح المحدودة التي استفادت منها أوساط تركية من تجارة النفط مع داعش, فالأمور تسير باتجاه إغلاق هذه البوابة, إضافة للخسائر المباشرة لأكثر من 3 مليون تركي كانوا يستفيدون من التجارة مع سوريا قبل اندلاع أزمتها الكبرى, سيما القرى الحدودية ناهيكم عن توتير علاقتها مع حكومة بغداد التي اعترضت على تمدد قوات تركية في الأراضي العراقية.
الاشتباك المفتوح مع حزب العمال الكردستاني
منذ آذار 2013 توصلت السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني لهدنة مستقرة, وما أن تعرضت أنقرة لتفجير مزدوج قتل العشرات من الأكراد من أنصار حزب الشعوب الديمقراطي, أعلن أردوغان الحرب على حزب العمال الكردي, علما أن داعش هي من أعلنت مسؤوليتها عن التفجير.
وسقطت الهدنة وعاد السجال بالرصاص والدم وقصف الطائرات, وجاء هذا في سياق الإعداد لانتخابات مبكرة بعد أن فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على أغلبية أو التحالف مع أحد من الأحزاب الثلاثة الفائزة, أو تحالف هذه الأحزاب الثلاثة لتأمين النصاب لتشكيل حكومة.
ودخل النظام السياسي في أزمة تهدد استقرار تركيا. ولكن الشعب التركي صوّت لاردوغان بحثاً عن الاستقرار وفاز حزب العدالة والتنمية, غير أن سياسة فتح الجروح مع الأكراد استمرت كما سياسة تركيا في سوريا والعراق حيث اقتربت بغداد من إيران فيما اقتربت تركيا من الإقليم الكردي.
المواجهة مع الروس
ما قبل إسقاط الطائرة الروسية التي تمنى اردوغان لو أنها لم تحدث, سمح بنصب "الدرع الصاروخية" الأمريكية التي تهدد روسيا استراتيجياً, واصطف في المحور الأمريكي-الأوروبي-السعودي-القطري لإسقاط نظام الأسد حليف روسيا وإيران بعد رفض الرئيس الأسد عام 2009 السماح بمد أنبوب للغاز من قطر إلى السعودية-الأردن فسوريا الى أوروبا لتوجيه ضربة قاصمة للاقتصاد الروسي الذي يزود أوروبا بالنفط والغاز وما تشكله تركيا من ممر للجهاديين بما فيهم 4 آلاف قوقازي من أصل روسي يمثلون تهديداً حقيقياً للأمن القومي الروسي.
أي أن المسألة كبيرة وتتجاوز الطائرة أو أن القاذفات الروسية تقصف "جبل التركمان" أو صهاريج النفط. وفي اليوم التالي لإسقاط الطائرة لجاً اردوغان لحلف الناتو, أي الاستقواء بالحلف الذي يحاصر روسيا و ينصب الفخاخ لها في أوكرانيا والصواريخ الإستراتيجية حول حدودها, وتقديرات بوتين المعلنة "أن أمريكا تحاول إسقاط الدولة الروسية" كمقدمة للعبث بالساحة الصينية الداخلية والهيمنة على العالم, وهذه أحلام أشبه بالأوهام والذي يراهن عليها انما يراهن على حصان خاسر.
وكان حجم المبادلات التجارية الروسية-التركية عام 2014 أكثر من 40 مليار دولار, وهناك اتفاق لمد أنبوب الغاز من روسيا إلى تركيا فأوروبا وبناء مفاعلات نووية بتكنولوجيا وتمويل روسيين في تركيا وسياحة نشطة ومئات الشركات التركية العاملة في روسيا, كل هذا بات في مهب الريح.
ويساورني اعتقاد أنه لا يزعج أمريكا بتاتاً اشتعال أزمة بين روسيا وتركيا أو بين إيران وتركيا, فهذا كله يجعل امريكا أكثر قوة وتأثيراً وهي التي تشهد تراجعاً في تأثيرها إقليمياً وعالمياً وبشكل أخص في الشرق الاوسط والقارة اللاتينية فيما تصعد قوى عالمية جديدة كمحور البريكس المكون من روسيا,الصين,الهند,جنوب افريقيا,البرازيل.
مصر
كما سوريا والعراق, فمصر كانت بحاجة لطرف "محايد" لا يصطف في محور ضد محور, فالاصطفاف يصب الزيت على النار, وكانت تركيا القوة الإقليمية الصاعدة مؤهلة حينما كانت "صفر مشاكل" غير أن اردوغان ذهب مذهبا آخر. ولم يسقط نظام السيسي, بصرف النظر عن التفاصيل.
فالعرب من المحيط إلى الخليج بحاجة"للحظة سلام" وأي تدخل خارجي يساعد على ذلك سوف يربح ويربح العرب, أما اشعال النيران وتمزيق البلاد والعباد فلن يربح منه أحد, بل ومهّد ذلك لمخرج لم يعرف له التاريخ مثيلاً هو الدولة الإسلامية, التي لا تعترف بحدود أو سيادة. بل وليس لها وزير خارجية للتباحث معه ولا تتردد في التفجير في أي مكان ضمن سياسة إدارة التوحش وهذا لن ينأى عنه أحد.
لم يفت الأوان
إن سياسة اردوغان, وهو القائد القوي في تركيا, تتدحرج في منزلق, ويمكن أن يعيد هذا المنزلق إنتاج نفسه بوتائر أبعد, مثلما يمكن أن يفضي لمراجعة وتمحيص من منطلق المصالح التركية ومصالح الغير وتقليص الأضرار على الجميع وخدمة الجميع.
ثمة مربع ذهبي يمكن الإمساك به. ففي الأمس القريب نجحت تركيا, ونجاحها عاد بفوائد متبادلة مع سوريا وروسيا وإيران والعراق وفلسطين ولن يكون الغاز القطري أو الإسرائيلي أو أوروبا وأمريكا بديلا وخياراً أفضل.
وجدير الإشارة أن معدلات النمو القومي كانت ٪2.5 قد تراجعت إلى ٪1.6 وأن الليرة التركية خسرت ليس أقل من 15% من قيمتها السوقية, والتناقضات في الساحة الداخلية في تفاقم أما على صعيد أهم البلدان المجاورة فحدث ولا حرج مع احتمالات أن تتفاقم الأمور مع روسيا وإيران.

السلطة غير شعبية : احتمالات الانهيار والعواقب
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
في اليومين الماضيين احتل استطلاع الرأي، الذي نفذه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بين 10-12 من هذا الشهر في الضفة الغربية وقطاع غزة ونشرت نتائجه أول من أمس، مكاناً مهماً في اهتمامات الرأي العام المحلي وعلى المستوى الدولي لأن نتائجه تمثل مفاجأة في موقف الجمهور من الأحداث والأوضاع الجارية ورؤية المستقبل. والملفت للنظر أن 67% من الجماهير الفلسطينية يؤيدون استخدام السكاكين في المواجهة مع الاحتلال، و66% يعتقدون أن المواجهات لو تطورت إلى انتفاضة مسلحة ستساهم في تحقيق الحقوق الفلسطينية التي لم تستطع المفاوضات تحقيقها، ونسبة أقل 50% يرون أن الانتفاضة الشعبية الواسعة ستؤدي إلى ذات الإنجاز. ويؤيد 60% كلاً من الانتفاضة الشعبية أو المسلحة. وغالبية 68% تؤيد التخلي عن أوسلو، و64% يدعمون وقف التنسيق الأمني. و52% يعتقدون أن إسرائيل ستتراجع عن الاستيطان فيما لو تخلى الفلسطينيون عن أوسلو. وبلغت نسبة الذين يعارضون حل الدولتين 54%، والمؤيدون 45% فقط.
والأمر المهم اللافت أيضاً هو انهيار شعبية السلطة والقيادة وفقدان الثقة بهما سواء بالاعتقاد (70%) أن السلطة فاسدة أو بعدم جدية القيادة في التخلي عن أوسلو أوغير راضين عن الأداء والذين يريدون استقالة الرئيس أبو مازن، كما أن شعبية التنظيمين الكبيرين «فتح» و «حماس» تدنت وحصل كل منهما على 33% فقط، في حين ازداد التشاؤم بتحقيق المصالحة (66%).
بغض النظر عن مدى دقة النتائج بالنظر لطبيعة إجابات الجمهور على استطلاعات الرأي حتى لو كانت العينة دقيقة وجيدة الاختيار وحتى لو طبقت كل معايير الجودة، فهي بلا شك تعبر عن موقف ومزاج المواطنين في هذه المرحلة، فالتشدد في المواقف السياسية والموقف من المواجهات مع إسرائيل يقابله تشدد في الموقف تجاه السلطة والقيادة. وإذا كان قسم من مواقف المواطنين هو تعبير عن الحالة التي يعيشها الوطن، فأخطر شيء في الموضوع هو عدم القناعة بالقيادات وبكل ما هو قائم من سياسات ومواقف. وكأن الجماهير وبالذات الشباب مفصولون عن الأجيال السابقة من قادة سياسيين وقادة مجتمع.
والشيء الذي يعقد الأمور هو الشعور بعدم وجود مخرج أو أفق محدد في المدى المنظور. فالحكومة الإسرائيلية ليست في وارد الذهاب نحو تسوية سياسية وهي تبحث فقط عن إدارة الصراع وكسب المزيد من الوقت وفرض ما يمكن من الوقائع لقتل فرص حل الدولتين. وحتى الولايات المتحدة الأميركية باتت تتحدث صراحة عن ان السياسة الإسرائيلية تقود الى دولة ثنائية القومية، وأنه لم يعد بمقدور الإدارة الأميركية الدفاع عن هذه السياسة. وأوروبا باتت أكثر تصميماً على المضي قدماً في سياسة تمييز بضائع المستوطنات بالرغم من الضغوط الإسرائيلية وهذا ما عبرت عنه فيديريكا موغريني مؤخراً. ويمكن أن يتطور الموقف الأوروبي إلى فرض المزيد من الضغوط على إسرائيلية لتقود سياسة دولية تؤدي إلى عزلة دولية خانقة عليها.
والولايات المتحدة رفعت يدها عن العملية السياسية وأضحى دورها تبشيرياً يتحدث عن مساوئ سياسات الطرفين، فبالاضافة إلى التحدث عن السياسة الإسرائيلية التي تقود إلى تدمير إمكانية حل الدولتين، وعن الرئيس ابو مازن الذي هو مطالب بوقف التحريض ومكافحة الفساد في السلطة. والرباعية الدولية التي فقدت دورها تماماً بعد فشل الوساطة الأميركية وعدم فعالية الأطراف الأخرى واعتمادها على الدور الأميركي.
ولكن من الناحية الأخرى هناك مشكلة فلسطينية داخلية مركبة وهي السبب الرئيس في إحباط الجماهير وتشاؤمها بخصوص المستقبل، فعدا عن الانقسام والكارثة المترتبة عليه وهي لا تنحصر فقط في الحصار المفروض على غزة وإغلاق معبر رفح وتعثر عملية الإعمار والدمار الذي يلحق بجيل كامل يعيش تحت وطأة البطالة والفقر والضياع، أو الضعف الذي أصاب القضية الوطنية بسببه في ظل عدم وجود رؤية واستراتيجية وطنية موحدة للتعامل مع واقع المواجهة الحالية، هناك أيضاً ضعف السلطة وعدم قدرتها على استثمار الحركة الشعبية وتحويلها إلى برنامج يعيد الأمل للشعب ويعيد الثقة بالقيادة. ولا غرابة في أن نجد أن غالبية المواطنين لا تثق بأداء السلطة ويعتقدون بأنها فاسدة وقسم كبير يريدون حلها بدون إدراك حقيقي للنتائج المترتبة على ذلك وبدون خطة نضالية بديلة على الأقل توفر للمواطنين ما تقدمه السلطة. وهذا ينطبق على رغبة نسبة كبيرة من المستطلعة آراؤهم في الهجرة من الوطن حتى لو كانت النسبة في القطاع (41%) بالمقارنة مع الضفة (24%).
انهيار السلطة هكذا بدون قرار وبدون ترتيب وخلق بديل منطقي سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على الشعب الفلسطيني، ولكن هذا قد يكون نتيجة لتدهور الأوضاع على كل المستويات، والمواطنون لا يعلمون ما الذي ستقره القيادة في اجتماعاتها المقبلة بعد الكثير من الحديث عن انتهاء المرحلة الانتقالية وعدم النية للالتزام بأوسلو طالما إسرائيل لا تلتزم بها. وحتى لا يضيع المواطن بين سيل التصريحات والمواقف وحتى يفهم العالم ما نريد نحن بحاجة إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي الفلسطيني ليخرج عن نطاق الشعارات والبيانات والدعوات إلى أشياء ملموسة من أفكار ومقترحات وخطط محددة، غير ذلك سنذهب نحو الانهيار السريع.

شكرًا كيري .. ولكن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في جردة حساب عن مهمته كوزير خارجية، أدلى جون كيري لصحيفة "نيو يوركر" بحديث مطول، كان للمسألتين اليهودية والفلسطينية حصة اساسية به. ومن حرقة رئيس الدبلوماسية الاميركية على مستقبل دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، واستيائه من تخبط حكومة اليمين المتطرف، التي تدفع الامور نحو الدولة الواحدة، وانعكاس ذلك على مستقبلها. أضف لرفضه سياسة هدم بيوت الفلسطينيين، والاجراءات العقابية الجماعية، وتحذيره من انهيار السلطة الوطنية، وترك رجال الامن يهيمون على وجوههم دون مستقبل، والآثار الخطيرة، التي تحملها هكذا خطوة.
جوهر ما قاله الوزير الاميركي جيد ومقبول فلسطينيا من حيث الشكل. ولكن كيف يمكن ترشيد السياسة الاسرائيلية، وإخراجها من دائرة الانسداد؟ هل بالترجي واستعطاف قيادتها؟ ام باستخدام وسائل أخرى؟ ثم ألا يؤثر موقف الائتلاف اليميني المتطرف على مصالح اميركا وحلفائها؟ ام ان ما اعلنه، لا يعدو سوى ضحك على ذقون الفلسطينيين والعرب؟ وألا تستطيع الادارة الاميركية مناقشة اعضاء المجلسين لتبيان الاخطار المحتملة على حليفتهم الاستراتيجية وعلى مصالحها الحيوية؟ وحتى لو افترضنا، ان الادارة تجد صعوبة في الاقناع للكونغرس ومجلس الشيوخ، لماذا لا تعطي الضوء الاخضر لحلفائها في اوروبا وباقي دول العالم للتحرك بحرية للضغط على حكومة نتنياهو لوقف سياساتها العنصرية وجرائم حربها؟ ولماذا تضغط على الدول العربية والاسلامية، لاقامة علاقات مجانية مع إسرائيل، ولا تربطها بمقابل؟
الولايات المتحدة، صاحبة الباع الطويل في السياسة الدولية، تترك واردة او شاردة في أي دولة من دول العالم. تدرك، ان حليفتها الاستراتيجية، لا يمكن لها التراجع عن سياستها ونهجها الاستعماري دون لجوء العالم لاتخاذ إجراءات عقابية. كفيلة بهز العصا في وجه حكومة نتنياهو، وإشعارها بجدية الاجراءات الاميركية او الاجراءات العالمية.
اما سياسة بوس اللحى والاستجداء، لن تثمر نهائيا. لان القيادات الاسرائيلية، التي تعودت على التساوق والتواطؤ الاميركي معها، يجعلها لا تخشى مواقف اوباما او كيري او اي مسؤول في الادارة. لانها تدرك ان اللوبيات المختلفة من "الايباك" إلى غيره، قادرة على كبح جماح اي رئيس او وزير خارجية. ما يفرض على الادارة الاميركية، إن كانت معنية بولادة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، استخدام اساليب مغايرة، وقادرة على التأثير في صانع القرار الاسرائيلي.
المرأة التي فضحت أمريكا، وعلاقتها بداعش
بقلم: محمد الغيطي – معا
في يوليو الماضي احتفل نادي الصحافة الأمريكي القومي بالذكرى الثانية لرحيل عميدة مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادي الصحافة الأمريكي، والتي عاصرت أهم رؤساء أمريكا، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت مع نيكسون في أول رحلة تاريخية للصين، عام 1971، والتي رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، وأعلنت رفضها لعبارته الشهيرة: ” إنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب ” وقالت: ” بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله “.
هي هيلين توماس، التي ماتت في الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها في حفل تأبينها: ” أجرأ صحفية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية “.
توماس قبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالة خطيرة للنشر في كبريات الصحف الأمريكية، وتم رفضها في حادثة لها للمرة الأولى، مما جعلها تصرخ في محاضرة بنادي الصحافة قائلة: ” اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض “.
وأضافت، أنا لن أغير ما حييت، مؤمنة به؛ الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها.
إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والشواهد عديدة، ما سمي ثورات الربيع العربي لهدم دول المنطقة، أول خطوة واحتضان البيت الأبيض للإخوان، ثم ظهور تنظيم جبهة النصرة ٢٠١١، بدعم أمريكي لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين وما يسمون أنفسهم بالجهاديين، لأنهم دمية في أيدي السي اي ايه.
وأضافت، إنني أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني ” مارك سايكس ” وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي ” فرانسوا بيكو ” وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتي روسيا لتحصل على ما تبقى منه الثلاثة، صدقوني انهم يكذبون عليكم ويقولون: ” إنهم يحاربون الاٍرهاب نيابة عن العالم وهم صناع هذا الاٍرهاب والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود اسرائيل”.
هذه كلمات هيلين توماس منذ عامين وأعيد نشرها في ذكراها، يوليو الماضي، بالطبع قوبلت بعاصفة هجوم عاتية من اللوبي الصهيوني وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية لكنها رحلت بعد أن قالت الصدق وتلقف كلماتها المخرج العالمي ” مايكل مور ” في فيلم تسجيلي.
ومور هو من فضح بوش الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح من اليمين الأمريكي مثل ” ديك تشيلي ” و ” كوندليزا رايس ” وحصل فيلمه الشهير فهرنهايت 11/9 على أكثر من جائزة.
ما يهمنا وسط الأحداث الاخيرة، بداية من حادث سقوط الطائرة الروسية التي راح ضحيتها أكثر من مائتي مدني، ثم حادث بيروت الذي خلف عشرات القتلى والجرحى ثم حادث باريس، مرورا بحوادث في العريش، والعراق، وليبيا، وسوريا، أنّ داعش لا يمكن لها أن تقوم بكل هذا العنف البشع بمفردها، وأن هناك أجهزة استخبارات تدعمها، وتشيطنها لتشعل المنطقة وتدفعها لأتون جحيم لا ينطفئ، فتراهم على حافة الفناء.
والفناء هنا يعني تسليم المنطقة للقوى التي خططت، ودعمت، وأشعلت لإزالة القائم وزحزحة المستقر وإزالة المعترف به. وما يُؤكد هذا، كلام ” جيمس وولسي ” رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق الذي قال بوضوح: ” المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة “.
نفس المعنى تقريبا قاله ” مارك رجيف ” المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: ” المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى للقضاء على الاٍرهاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الاٍرهاب حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا “.
إذن تتحقق نبوءة ” هيلين توماس ” تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وجبهة النصرة هي بذرة داعش التي خرجت من معامل تل أبيب وواشنطن لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد، وإعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم، فماذا انتم فاعلون يا عرب ؟
أعيدوا قراءة مقالات ومحاضرات ” هيلين توماس ” التي اقتبس منها مقولة ” الغرب يعيش على غباء العالم الثالث والدول الفقيرة والوحيد الذي أرعب الغرب، كان عبد الناصر بإطلاقه مشروع القومية العربية “.
هل يصلح هذا الحل، في وقتنا مع كل المتغيرات الدراماتيكية؟ نعم فقط جربوا أن تتوحدوا وتكونوا على قلب رجل واحد. إنه حلم، لكنه ليس مستحيلا، ومرة أخرى اقرأوا هذه السيدة التي هاجمها الصهاينة، وحاربوها، لكنهم لم يكسروا قلمها، إنها ” هيلين توماس “.