تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 19/12/2015



Haneen
2016-01-20, 12:09 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif






في هــــــذا الملف:
التطهير داخل اسرائيل
بقلم: عمر حلمي الغول- الحياة الجديدة
غداً متحف عرفات؟!
بقلم: رامي مهداوي- رايـة FM
متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
بقلم: د.ابراهيم أبراش- وكالة معا
"نتنياهو" يناطح السحاب
بقلم: خالد معالي-PNN




التطهير داخل اسرائيل
بقلم: عمر حلمي الغول- الحياة الجديدة
التطهير العرقي في إسرائيل له مستويات ودرجات. ولا ينحصر فقط ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين يحتلون المكانة الاولى والاعلى في عمليات التطهير العرقي. ويأتِي بعدهم اليهود الشرقيون عموما، المستوى الثالث منظمات المجتمع المدني الديمقراطية اليهودية والمنظمات اليسارية عموما، المعادية لممارسات وانتهاكات حكومات إسرائيل وجيشها وأجهزة امنها ومنها منظمة "كسر الصمت" التي تواجه هذه الايام حملة يمينية متطرفة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير التربية نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء ايليت شاكيد، فضلا عن المؤسسات والمنابر، المتساوقة مع خيار الحكومة من احزاب وقوى ومنابر اعلامية وثقافية ودينية. وسبقها حركة "السلام الان" والمنظمات الحقوقية منها "بتسيلم" وغيرها.
لمجرد ان تمارس منظمة "كسر الصمت" الفضح المدعم بالوثائق لممارسات وجرائم وبطش اجهزة الامن الاسرائيلية عموما والجيش الاسرائيلي خصوصا والمجموعات الارهابية كـ "تدفيع الثمن" و"شباب التلال" وغيرها من المجموعات التي تعيث فسادا وإزهاقا لارواح العباد من الابرياء الفلسطينيين، وتبث الفرقة داخل المجتمع الاسرائيلي نفسه على اساس العرق او الخلفية الفكرية، فإنها تعتبر جزءا ممن تخضع لسياسة التطهير السياسية والاجتماعية والثقافية. وهو ما يعني، ان دولة إسرائيل، لا تقبل القسمة على التعددية وحرية الرأية والتعبير ... إلخ، وترفض الرأي الاخر، وبتعبير آخر، من لا يقف مع الحكومة الاسرائيلية، وسياساتها الاجرامية، فإنه معاد لها او تطلق في وجهه فزاعة "معاد للسامية" الجاهزة!؟
وزير التربية، نفتالي بينيت، اتخذ قرارا بمنع دخول مجموعات "كسر الصمت" للمدارس والمؤسسات التعليمية. وإيليت شاكيد، وزيرة القضاء، تعمل على سن القوانين لملاحقتهم، ورئيس الحكومة يستخدم منبر الكنيست لمطاردتهم والتحريض عليهم، في الوقت، الذي يصمت صمت اهل الكهف تجاه المحرضين على الرئيس الاسرائيلي، رؤبين ريفلين او يشير للامر بصوت خافت، عندما ارغمه رئيس المعارضة، هيرتسوغ للتصدي لهم.
مرة أخرى نسأل كل العالم الغربي وفي مقدمته الولايات المتحدة: هل دولة تقوم على ركائز الاستعمار والتطهير العرقي والديني والفكري، وتمارس ابشع اشكال العنصرية ليس ضد الفلسطينيين فقط، بل ضد اتباع الديانة اليهودية، يمكن ان تكون ديمقراطية؟ واذا كانت هذه الدولة نموذجكم، فألا يعني ذلك، انكم شركاء لها في خياراتها الفاشية؟ وأين مصلحتكم في التغطية على عيوبها وانتهاكاتها لأبسط معايير الديمقراطية وحقوق الانسان؟ واية لوبيات يمكن ان تحول دون انسجامكم مع دساتير بلدانكم وشرائع ومواثيق الامم المتحدة؟ وأليس هذا تهربا من المسؤولية، وتواطؤا مفضوحا، لم يعد ينطلي على احد؟
الحملة الحكومية والحزبية اليمينية واليمينية المتطرفة ضد منظمة "كسر الصمت"، كشفت الغطاء عن وجه الائتلاف الحاكم بشكل سافر، الذي لم يعد يأبه باية اخلاق او قوانين او مواثيق لا اممية ولا حتى إسرائيلية. ويستدعي من كل القوى الديمقراطية والمؤمنة بأبسط معايير الحياة داخل المجتمع الاسرائيلي (اليهودي) اي السلم الاهلي، ان تتوحد مع ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الداخل في مواجهة الطاغوت الحاكم وملاحقته امام المنابر التشريعية والقضائية الاسرائيلية والاممية، والعمل على تشكيل لوبي داخلي وخارجي ضاغط على حكومة نتنياهو لوقف جرائمها وممارساتها الوحشية، وايضا التوجه للمنابر الدولية لوقف الانفلات غير المسبوق لمنظومة الارهاب الاسرائيلية.
دولة إسرائيل خطر على مجتمعها، وخطر جاثم منذ نشوئها على الشعب العربي الفلسطيني، وعلى السلام والتعايش، وهي في الجوهر، الامتداد الطبيعي للفاشية في العالم مما يتطلب من العالم اجمع اتخاذ الخطوات الضرورية لوضع حد لها، كدولة مارقة وخارجة على القانون، وحماية منظمة "كسر الصمت" وحركة السلام الآن وحماية كل انسان يتعرض للتطهير من اي نوع، وقبل كل شيء حماية حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، وإلزامها بدفع استحقاقات التسوية السياسية.


غداً متحف عرفات؟!
بقلم: رامي مهداوي- رايـة FM
أصبحت أفعالنا وقراراتنا غير المدروسة والعشوائية الارتجالية هي مقتل ذاتنا بذاتنا، هل أصبحنا نتخذ القرارات فقط من أجل معاقبة وذبح ذاتنا؟ هل نعلم معنى التوقيت الملائم لأي قرار حتى ولو كان هذا القرار على صواب؟! تعلمت في مبادئ العلوم السياسية بأنه من المهم الحفاظ على استقرار النظام الداخلي وخصوصاً اذا ما كنت في مواجهة مع كيان آخر. لكن القرارات الأخيرة المتمثلة في قرار الحكومة الفلسطينية بتجميد اموال جامعة خضوري، والمرسوم الرئاسي بإقالة 25 عضواً من مجلس أمناء مؤسسة الشاعر الراحل محمود درويش، هي عكس ما تعلمته على الصعيد النظري في الجامعة أو الحياة العملية منذ أن بدأت العمل العام وأنا في الصف العاشر.
هناك العديد من الأولويات/الظروف/المتطلبات/ التي قد تؤجل اتخاذ القرارات حتى لو كانت صائبة، كيف نطالب بتعزيز صمود جامعة الخضوري وهي في مواجهة يومية مع الاحتلال بكافة أشكاله على الصعيد الاستيطاني التوسعي أو في المواجهات والاقتحامات؛ وإذا ما كنت هناك أولوية الحفاظ على المال العام لماذا اخترنا هذا التوقيت بالذات في ظل ما تعانيه الجامعة من سلسلة ضربات من الاحتلال؟! يوجد هناك عدد من الإجراءات التي اذا ما قامت به وزارة المالية سيعزز قوتها في الحفاظ على المال العام مثل توحيد الصناديق والمشاريع المشتته لأصحاب النفوذ!! وسنقف بجانبكم ونهتف مشيدين بقراراتكم الحكيمة التي تحارب المزارع الخاصة وتجعلها في مصلحة الوطن، ثم في الوقت المناسب نحاسب مسائلين كافة المؤسسات الوطنية ضمن تسلسل زمني وفي وقت ملائم بحيث لا نكون العصى الثانية التي تسلط بعد الاحتلال في وجه مؤسساتنا المختلفة.
لماذا أصدر قرار قد يفتح لي معركة مفتوحة أنا لست مضطر لها وخصوصاً بأني في وضع داخلي لا أحسد عليه؟! لماذا يتم معاقبة الجميع إذا كانت المعركة مع شخص واحد؟! وفي هذا العقاب يتم تحويل من كانوا معك بالأساس الى أعداء ضدك؟! لماذا نقوم بتأسيس قرارات ستستخدم ضدنا نحن كمجتمع علماني، ليبرالي، تقدمي، ديمقراطي لنعطي الحق لمن هو عكس أفكارنا بأن يستخدم السيف الذي قمنا بتسليطه على رقابنا ضمن شعار هذا ما قمتم أنتم به على ذاتكم، بمعنى أن هذه القرارات ستشرعن قرارات أخرى مستقبلية بالتأكيد أنا والمجتمع سنكون ضدها بصمت لأنكم أنتم من قمت بالتأسيس لهذه المرحلة بمثل هذه الأفكار.
أخطر ما في هذه القرارات وقرارات سابقة أخرى، هو أنه أصبح كل شيء مباح لدرجة بأنه قد يتم وضع اليد على ما كنّا نعتبره من المحرمات، ما يحدث هو توتير للشارع الفلسطيني الذي تزداد درجة غليانه على ما يحدث من عدم رؤية الواقع والمجتمع الفلسطيني بعين المواطن الصامد بقدر ما هو بعين القائد الغائب عن ملامسة هموم المواطن بتعزيز صموده، بعين تصفية الحسابات في حرب لا تعني المواطن، بل هذه الحرب تحرق وتدمر مواطنتنا وانتماؤنا الذي بدأنا نكفر به بسبب سلوكيات وقرارات غير مدركة الحالة الفلسطينية الراهنة.
هناك حالة غليان في المجتمع تزداد بشكل متسارع، ومن يزيد نار هذا الغليان هو من يتوقع منهم بالأساس أن يقوموا بمعالجة وإخماد النار!! المساس بالجامعة والمتحف هو بمثابة رفع العصى في وجه كل المؤسسات الفلسطينية بمختلف أشكالها الحكومية، شبه الحكومية، وغير الحكومية، أصبحت أخشى أن يتم رفع العصى مستقبلاً في مساحات خاصة مثل: العائلة، شركات خاصة، حرية الرأي والتعبير في الأماكن العامة، وربما في حيز هذا المقال الأسبوعي. أخشى مستقبلاً أن يتم المساس في متحف ومؤسسة الشهيد ياسر عرفات بدواعي مختلفة لا أعرف ما هو السيناريو المتوقع وخصوصاً بأنه لا يوجد تبريرات لما يحدث من أفعال وقرارات، صدقاً بعد سماعي ما حدث لمتحف محمود درويش قلت لذاتي غداً متحف ياسر عرفات!!
ما أتمناه في هذا الوقت الحرج_وما أكثر أوقاتنا الحرجة_ بأن لا نكون انفعاليين، وأن لا نكون من أصحاب ردود الأفعال، الكبير هو من يتحمل المسؤولية ويأخذ القرار في الوقت المناسب بما يتلاءم مع الظروف الراهنة، وأنا مع المحاسبة والمساءلة للجميع ولا أحد فوق المساءلة سواء كان فرد أو مؤسسة، ولنحاسب بشفافية دون أي تصفية حسابات شخصية كانت، وإذا ما كان هناك فساد أو شبهات فساد ما لنحاكم الجميع في المؤسسات الخاصة لذلك وضمن القانون الذي يجب أن يقف الجميع في ذات المسافة أمامه.
متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
بقلم: د.ابراهيم أبراش- وكالة معا
لم يحدث في تاريخ العلاقات الدولية أن تشكَّلَ خلال فترة وجيزة هذا العدد من التحالفات العسكرية الدولية والغربية والعربية والإسلامية: تحالف دولي لتحرير الكويت 1990، تحالف دولي بعد تفجيرات سبتمبر 2001 لمحاربة الإرهاب، تحالف دولي لاحتلال العراق 2003، تحالف غربي لإسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا 2011، تحالف غربي لمواجهة تنظيم داعش في العراق 2014، تحالف عربي للتدخل في اليمن (عاصفة الحزم) 2015، تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، حملة عسكرية روسية في سوريا 2015، وأخيرا التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب ديسمبر 2015.
لن نخوض في جدال حول الأهداف الحقيقية لهذه التحالفات والتاريخ علمنا أن الأحلاف العسكرية تبدأ تحت عنوان وهدف محدد وتنتهي إلى أمور أخرى، فمحاربة الإرهاب عنوان فضفاض ما دام لا يوجد تعريف أو توافق دولي حول الإرهاب أو مَن هي الجماعات الإرهابية. ولن نناقش مدى شرعية الأعمال العسكرية وتوافقها مع القانون الدولي والشرعية الدولية وخصوصا أن غالبية هذه الأحلاف تشكلت دون إذن من الأمم المتحدة. كما لن ندخل في تقييم ونتائج نتائج أعمال هذه التحالفات منذ إسقاطها لنظام صدام حسين إلى الآن، وماذا أنجزت من أهدافها المُعلنة، وما أنجزته من الأهداف غير المُعلنة الخ .
سُنسلم بأن هدف هذه التحالفات محاربة الإرهاب والحفاظ على السلام العالمي وحماية الشعوب في مواجهة الأنظمة المستبدة والجماعات الإرهابية، بما يتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وسنُقِر أن من حق كل الشعوب أن تعيش حرة، وواجب على دول العالم مساندة هذه الشعوب والحركات المناضلة من اجل الحرية، ولكن ...
أين هذه الدول والتحالفات من فلسطين حيث يخضع الشعب للاحتلال منذ عقود، ومن إسرائيل التي تحتل الأرض وتنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتمارس الإرهاب بكل أشكاله داخل فلسطين وخارجها؟. وكيف يتجاهل المشاركون في هذه التحالفات أن نفس الشرعية الدولية التي يبررون تحالفاتهم بها تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهناك عديد قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بمساندة الشعب الفلسطيني وحقه بمقاومة الاحتلال وتقرير مصيره بحرية، وقد صوتت 177 دولة قبل شهر مؤكدة على هذا الحق، والمقاومة ضد الاحتلال ودفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه جزء أصيل من حق تقرير المصير،وهو حق انتقل للدولة الفلسطينية تحت الاحتلال التي أصبحت عضوا مراقبا في الأمم باعتراف غالبية دول العالم .
الشرعية الدولية نفسها التي يعتمد عليها الحلفاء للتدخل في أكثر من دولة عربية تعترف بأن إسرائيل دولة احتلال وأن الضفة الغربية وقطاع غزة أراضي مُحتلة، وهناك قرارات دولية تطالب بانسحاب إسرائيل من هذه الأراضي، ونفس الشرعية الدولية تمنح الفلسطينيين الحق باللجوء لكافة الوسائل لمقاومة الاحتلال بما في ذلك الكفاح المسلح. وانصياعا وحفاظا على السلام العالمي التزم الفلسطينيون بعملية السلام وبخطة خارطة الطريق. مقابل ذلك انتهكت إسرائيل القانون الدولي والشرعية الدولية، وانقلبت على الاتفاقات الموقعة وما زالت مستمرة في احتلال الأرض وهدم البيوت وتدنيس المقدسات ومحاصرة شعب بكامله، وتمارس كل أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني!.
الحق بمقاومة الاحتلال ليس بدعة فلسطينية بل مبدأ قانوني وأخلاقي وإنساني نصت عليه كل الشرائع الدولية والوضعية والدينية، كما أن الاستعمار نهج نبذته أمم العالم وأكدت عليه الأمم المتحدة في ميثاقها وفي مواثيق وقرارات وتوصيات لاحقة للميثاق. ولأن كل دول العالم باتت اليوم تبرر تصرفاتها وسياساتها الخارجية بأنها تندرج في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية ومحاربة الإرهاب، فموقف الشرعية الدولية من الاستعمار ومن حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال واضح وموثق في نصوص وقرارات عديدة، وإسرائيل الدولة الاستعمارية الوحيدة المتبقية في العالم، والإرهاب الصهيوني نهج متواصل ولم يتوقف منذ 1948 حتى اليوم، وقد أقرت لجان تحقيق دولية أن إسرائيل تمارس جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
إنه مما يتجافى ليس فقط مع الشرعية الدولية بل ومع العقل والمنطق أن تتشكل تحالفات لمواجهة أنظمة مستبدة، ولا تقوم بالأمر نفسه لمواجهة دولة احتلال، فأيهما أكثر خطورة، احتلال أرض وسلب حرية شعب بكامله؟ أم خضوع شعب لنظام استبدادي؟. وإذا كانت الأنظمة الاستبدادية، من وجهة نظر دول التحالفات، صنعت جماعات العنف ومسئولة عنها فإن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة وعن عنف الفلسطينيين، لأن عنفهم يندرج في إطار حق الدفاع عن النفس.
فهل يُعقل أن تتحالف دول العالم الغربي والشرقي والإسلامي وتتدخل لمحاربة جماعات إرهابية وتتجاهل الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، وخصوصا أن الممارسات والسياسات الإسرائيلية مسئولة أيضا عن الإرهاب المنتشر في العالم ؟ ومتى سيتشكل تحالف عربي أو إسلامي أو دولي لحماية الشعب الفلسطيني وللتصدي للإرهاب الصهيوني ولإنهاء الاحتلال؟.
قد تتذرع بعض الدول وخصوصا العربية والإسلامية بالانقسام الفلسطيني لتبرير تقصيرهم في دعم مقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني، وفي تبرير غياب حتى التفكير بتشكيل تحالف عسكري لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ! ونقول لهؤلاء إنهم تدخلوا في سوريا والعراق وليبيا واليمن، منفردين ومن خلال تحالفات عسكرية، في ظل انقسام قوى المعارضة التي تحارب إما النظام أو الجماعات (الإرهابية) أو بعضها البعض، وبرروا تدخلهم بأنه دفاع عن الشعب وعن قضية عادلة وليس عن جماعة أو حزب بعينه، والقضية الفلسطينية من اعدل القضايا الإنسانية والدولية، والانقسام الفلسطيني ليس بدرجة وخطورة الانقسام في سوريا أو ليبيا مثلا .
"نتنياهو" يناطح السحاب
بقلم: خالد معالي-PNN
ماذا يعني أن يقر محلل شؤون الشرق الأوسط في دولة الاحتلال “آفي إيسخاروف”؛ بأنّه لا يُمكن وقف قطار الانتفاضة الثالثة الذي انطلق في أوائل شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، على الرغم من جهود الجيش والمخابرات؟!
وماذا يعني إقرار المُحلل في موقع (تايمز أوف أزرائيل) إنّه بمعدلٍ تقريبيٍّ يوجد يوميًا ثلاثة مُنفذي عمليات فدائيّة ضدّ جنود الاحتلال والمستوطنين، وهو رقمٌ لا يُمكن تخيلّه من ناحية، وهو خطيرٌ جدًا من الناحية الأخرى؟!
ألا يعني ذلك أن هناك شعب قرر التخلص من الاحتلال؛ بعد أن رأى كل يوم كيف يتغول الاستيطان، وينهب أخصب الأراضي، وكيف أن جنود الاحتلال يقتلون بدم بارد وللتسلية أحيانا خيرة الشباب والفتيات الفلسطينيات، وأن حواجز الاحتلال وحملات الاعتقال اليومية تطال الأطفال والفتيات وخيرة أبناء المجتمع الفلسطيني، عدا عن الحط من كرامة الشبان واذلاهم وضربهم على الحواجز وغيره الكثير من القمع والتنكيل.
“نتنياهو” يناطح السحاب عندما يقول أن سبب العمليات هو التحريض؛ مع أن إعلام الاحتلال ينقل عن مخابرات الاحتلال أن أكثر من قاموا بالعمليات كانوا بمحض إرادتهم الشخصية؛ باستثناء خلية نابلس التي قتلت مستوطنين اثنين، وبسبب الوضع العام من احتلال يسلب الشبان كل أمل في حياة كريمة وحرية يعشقونها، ومستقبل أفضل يكون مشرقا بدون كوابح الاحتلال الكثيرة والمدمرة.
“نتنياهو” وإعلامه ومحلييه وكتابه يقولون؛ انه لا يُمكنهم أنْ يفهموا على الإطلاق كيف يًظهر مئات الشبان استعدادهم للموت من دون أيّ تفكير من أجل طعن “الاسرائيلين”؛ وكأن الاحتلال ليس موجودا! وكأن الاحتلال ليس هو أصل كل الشرور والمظالم! وهو ما يدفع الفلسطيني ليسترخص روحه في سبيل الله والوطن؛ كي ينعم من بعده بالحرية والأمان والخلاص من الاحتلال الغاشم الذي يبتلع كل شيء؛ الإنسان والأرض وما عليها وما تحتها.
ماذا يعني أن يقر المحلل “الإسرائيلي” إيسخاروف” أنّ الكثير من المحللين في دولة الاحتلال حذّروا من حدوث انفجار، لكن أحدًا منهم لم يتوقع الطريقة التي تتطور فيها هذه الانتفاضة الثالثة؛ وبالتأكيد ليست القيادة السياسيّة، التي ما زالت تعيش في فقاعتها، منتظرةً مرور العاصفة، التي تأبى المرور بحسب وصف ” إيسخاروف”.
ويقر إيسخاروف” أيضًا إلى أنّ احتجاز جثث الشهداء من منفذي الهجمات والتهديد بتدمير منازل عائلاتهم من المفترض أنْ يمنعا الهجوم القادم، ولكن هذه التقنيات لا تنجح في امتحان الواقع؛ موضحا أنّ فيضان الهجمات لا يتوقف للحظة، وهو بالتأكيد لا يتعلق دائمًا بأزمات عائلية، أوْ ما يظهر كمشكلة نفسية.
ويقول إيسخاروف” بأنّ الغالبية العظمى من منفذي الهجمات لم تنتم إلى أيّ نوعٍ من المنظمات، ولم يكونوا معروفين لأجهزة الأمن، ولم يتلقوا أوامر بتنفيذ الهجمات، وأنّ معظم هؤلاء الشبان جاءوا من المدن الفلسطينية، البعض منهم أكثر تدينًا والبعض الآخر أقل تدينًا، معظمهم غير متزوجين.
وعن ظاهرة إقبال الشبان على الشهادة يقول إيسخاروف”؛ انه من الصعب إيجاد تفسير مقنع واحد، أوْ حلٍّ لوقف ما يصفه ب"الوباء".
سيبقى “نتنياهو” يناطح السحاب؛ ولن يحقق نتيجة تذكر من قمع واحتلال الشعب الفلسطيني؛ وسيتواصل سقوط المزيد من الضحايا؛ شهداء وصور بطولة خالدة لدى الشعب الفلسطيني حتى التحرر؛ وضحايا غير مأسوف عليهم من جنود ومستوطنين سقطوا نتيجة سياسة “نتنياهو” الخاطئة والمكابرة والمتغطرسة؛ التي لا تريد إعطاء الشعب الفلسطيني حريته ودولته كبقية دول العالم.